You are on page 1of 910

‫ملتقى أهل الحديث‬

‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫تفسي القران العظيم‬


‫للمام الافظ عماد الدين ‪ ،‬أبو الفداء‬
‫اساعيل بن كثي القرشى الدمشقي‬

‫التوف سنة ‪ 774‬ه‍‬


‫الزء الرابع‬
‫من سورة طه إل سورة ص‬

‫مُلتقى أهل الديث‬


‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫‪1‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫سطططططططططططططططططططورة ططططططططططططططططططططه‬

‫وهطططططططططططططططططي مكيطططططططططططططططططة‬
‫روى إمام الئمة ممد بن إسحاق بن خزية ف كتاب التوحيد عن زياد بن أيوب عن‬
‫إبراهيم بن النذر الزامي‪ :‬حدثنا إبراهيم بن مهاجر بن مسمار عن عمر بن حفص بن‬
‫ذكوان عن مول الرقة ط يعن عبد الرحن بن يعقوب ط عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه و سلم‪« :‬إن ال قرأ طه ويس ق بل أن يلق آدم بألف عام‪ ,‬فل ما سعت‬
‫اللئ كة قالوا‪ :‬طو ب ل مة ينل علي هم هذا‪ ,‬وطو ب لجواف ت مل هذا‪ ,‬وطو ب لل سن‬
‫تتكلم بذا» هذا حد يث غر يب وف يه نكارة‪ ,‬وإبراه يم بن مها جر وشي خه تكلم فيه ما‪.‬‬

‫بِسطططططططْمِ اللّهطططططططِ الرّحْمـطططططططنِ الرّحِيمطططططططِ‬

‫ل مّمّ نْ خَلَق‬
‫شىَ * تَنِي ً‬ ‫ش َقىَ * إِلّ تَذْ ِك َرةً ّلمَن َيخْ َ‬‫** طه * مَآ َأنَزَْلنَا عََليْ كَ الْقُرْآ نَ ِلتَ ْ‬
‫ض وَال سّمَاوَاتِ اْلعُلَى * ال ّرحْمَـ ُن عَلَى الْعَرْ شِ ا ْستَوَىَ * لَ ُه مَا فِي ال سّمَاوَاتِ َومَا‬ ‫الرْ َ‬
‫جهَرْ بِالْ َقوْلِ فَِإنّ ُه َيعْلَ ُم ال سّ ّر َوأَخْفَى *‬
‫ض وَمَا بَْيَنهُمَا وَمَا تَحْ تَ الثّرَىَ * َوإِن تَ ْ‬ ‫فِي الرْ ِ‬
‫طَنىَ‬
‫ططط ْ‬ ‫ططططْمَآ ُء الْحُسط‬ ‫ط السط‬ ‫ططط ُ‬ ‫ططططهَ إِلّ ُهوَ لَهط‬ ‫ططططُ ل إِلَـط‬ ‫اللّهط‬
‫قد تقدم الكلم على الروف القطعة ف أول سورة البقرة با أغن عن إعادته‪ .‬وقال ابن‬
‫أب حات‪ :‬حدثنا السي بن ممد بن شيبة الواسطي‪ ,‬حدثنا أبو أحد ط يعن الزبيي ط‬

‫‪2‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أنبأ نا إ سرائيل عن سال الف طس عن سعيد بن جبي عن ا بن عباس قال‪ :‬طه يا ر جل‪,‬‬
‫وهكذا روي عن ما هد وعكر مة و سعيد بن جبي وعطاء وم مد بن ك عب وأ ب مالك‬
‫وعطيطة العوفط والسطن وقتادة والضحاك والسطدي وابطن أبزى أنمط قالوا‪ :‬ططه بعنطيطا‬
‫رجل‪ ..‬وف رواية عن ابن عباس وسعيد بن جبي والثوري أن ا كلمة بالنبطية معناها يا‬
‫رجطططططل‪ .‬وقال أبطططططو صطططططال‪ :‬هطططططي معربطططططة‪.‬‬
‫وأسند القاضي عياض ف كتابه الشفاء من طريق عبد بن حيد ف تفسيه‪ :‬حدثنا هاشم‬
‫بن القاسم عن ابن جعفر عن الربيع بن أنس قال‪ :‬كان النب صلى ال عليه وسلم إذا صلى‬
‫قام على رجل ورفع الخرى‪ ,‬فأنزل ال تعال‪{ :‬طه} يعن‪ :‬طأ الرض يا ممد {ما أنزلنا‬
‫عل يك القرآن لتش قى} ث قال‪ :‬ول ي فى ب ا ف هذا الكرام وح سن العاملة وقوله‪ { :‬ما‬
‫أنزلنا عليم القرآن لتشقى} قال جويب عن الضحاك‪ :‬لا أنزل ال القرآن على رسوله صلى‬
‫ال عليه وسلم قام به هو وأصحابه‪ ,‬فقال الشركون من قريش‪ :‬ما أنزل هذا القرآن على‬
‫ممطد إل ليشقطى‪ ,‬فأنزل ال تعال‪{ :‬ططه مطا أنزلنطا عليطك القرآن لتقشطى إل تذكرة لنط‬
‫ي شى} فل يس ال مر ك ما زع مه البطلون‪ ,‬بل من آتاه ال العلم ف قد أراد به خيا كثيا‪,‬‬
‫كما ثبت ف الصحيحي عن معاوية قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬من يرد‬
‫ال بطططططططه خيا يفقهطططططططه فططططططط الديطططططططن»‪.‬‬
‫و ما أحسن الديث الذي رواه الا فظ أبو القاسم ال طبان ف ذلك ح يث قال‪ :‬حدثنا‬
‫أح د بن زه ي‪ ,‬حدث نا العلء بن سال‪ ,‬حدث نا إبراه يم الطالقا ن‪ ,‬حدث نا ا بن البارك عن‬
‫سفيان عن ساك بن حرب‪ ,‬عن ثعلبة بن الكم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫«يقول ال تعال للعلماء يوم القيامة إذا قعد على كرسيه لقضاء عباده‪ :‬إن ل أجعل علمي‬
‫وحكم ت في كم إل وأ نا أر يد أن أغ فر ل كم على ما كان من كم ول أبال» إ سناده ج يد‪,‬‬
‫وثعلبة بن الكم هذا هو الليثي‪ ,‬ذكره أبو عمر ف استيعابه‪ ,‬وقال‪ :‬نزل البصرة ث تول‬
‫طططططن حرب‪.‬‬ ‫طططططاك بط‬ ‫طططططه سط‬ ‫طططططة‪ ,‬وروى عنط‬ ‫إل الكوفط‬
‫وقال ما هد ف قوله‪ { :‬ما أنزل نا عل يك القرآن لتش قى} هي كقوله‪{ :‬فاقرءوا ما تي سر‬
‫م نه} وكانوا يعلقون البال ب صدورهم ف ال صلة‪ .‬وقال قتادة‪ { :‬ما أنزل نا عل يك القرآن‬
‫لتقشى} ل وال ما جعله شقاء‪ ,‬ولكن جعله رحة ونورا ودليلً إل النة {إل تذكرة لن‬

‫‪3‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يشى} إن ال أنزل كتابه وبعث رسوله رحة رحم با عباده ليتذكر ذاكر‪ ,‬وينتفع رجل‬
‫باطط سططع مططن كتاب ال وهططو ذكططر أنزل ال فيططه حلله وحرامططه‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬تنيلً من خلق الرض والسموات العلى} أي هذا القرآن الذي جاءك يا ممد‬
‫هطو تنيطل مطن ربطك‪ ,‬رب كطل شيطء ومليكطه القادر على مطا يشاء‪ ,‬الذي خلق الرض‬
‫بانفاضها وكثافتها‪ ,‬وخلق السموات العلى ف ارتفاعها ولطافتها‪ ,‬وقد جاء ف الديث‬
‫الذي صححه الترمذي وغيه أن سك كل ساء مسية خسمائة عام‪ ,‬وبعد ما بينها والت‬
‫تليها مسية خسمائة عام‪ ,‬وقد أورد ابن أب حات ههنا حديث الوعال من رواية العباس‬
‫عم رسول ال صلى ال عليه وسلم ورضي ال عنه‪ .‬وقوله‪{ :‬الرحن على العرش استوى}‬
‫تقدم الكلم على ذلك ف سورة العراف با أغن عن إعادته أيضا‪ ,‬وأن السلك السلم‬
‫ف ذلك طري قة ال سلف إمرار ما جاء ف ذلك من الكتاب وال سنة من غ ي تكي يف ول‬
‫تريططططططف ول تشططططططبيه ول تعطيططططططل ول تثيططططططل‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬له ما ف ال سموات و ما ف الرض و ما بينه ما و ما ت ت الثرى} أي الم يع‬
‫ملكه‪ ,‬وف قبضته‪ ,‬وتت تصرفه ومشيئته وإرادته وحكمه‪ ,‬وهو خالق ذلك ومالكه وإله‬
‫ل إله سواه ول رب غيه‪ .‬وقوله‪{ :‬وما ت ت الثرى} قال ممد بن ك عب‪ :‬أي ما تت‬
‫الرض ال سابعة‪ .‬وقال الوزا عي‪ :‬إن ي ي بن أ ب كث ي حد ثه أن كعبا سئل فق يل له‪ :‬ما‬
‫تتط هذه الرض ؟ فقال‪ :‬الاء‪ .‬قيطل‪ :‬ومطا تتط الاء ؟ قال‪ :‬الرض‪ .‬قيطل‪ :‬ومطا تتط‬
‫الرض ؟ قال‪ :‬الاء ق يل‪ :‬و ما ت ت الاء ؟ قال‪ :‬الرض‪ .‬ق يل‪ :‬و ما ت ت الرض ؟ قال‪:‬‬
‫الاء‪ ,‬ق يل‪ :‬و ما ت ت الاء ؟ قال‪ :‬الرض‪ ,‬ق يل‪ :‬و ما ت ت الرض ؟ قال‪ :‬الاء‪ ,‬ق يل‪ :‬و ما‬
‫تت الاء ؟ قال‪ :‬الرض‪ ,‬قيل‪ :‬وما تت الرض ؟ قال‪ :‬الصخرة‪ ,‬قيل‪ :‬وما تت الصخرة‬
‫؟ قال‪ :‬ملك‪ ,‬ق يل‪ :‬و ما ت ت اللك ؟ قال‪ :‬حوت معلق طرفاه بالعرش‪ ,‬ق يل‪ :‬و ما ت ت‬
‫الوت ؟ قال‪ :‬الواء والظلمططططططططططة وانقطططططططططططع العلم‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو عبيد ال بن أخي بن وهب‪ ,‬حدثنا عمي‪ ,‬حدثنا عبد ال‬
‫بن عياش‪ ,‬حدثنا عبد ال بن سليمان عن دراج عن عيسى بن هلل الصدف عن عبد ال‬
‫بن عمرو قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬إن الرض ي ب ي كل أرض وال ت‬
‫تلي ها م سية خ سمائة عام‪ ,‬والعل يا من ها على ظ هر حوت قد الت قى طرفاه ف ال سماء‪,‬‬

‫‪4‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والوت على صخرة‪ ,‬وال صخرة ب يد اللك‪ ,‬والثان ية سجن الر يح‪ ,‬والثال ثة في ها حجارة‬
‫جهنم‪ ,‬والرابعة فيها كبيت جهنم‪ ,‬والامسة فيها حيات جهنم‪ ,‬والسادسة فيها عقارب‬
‫جهنم‪ ,‬والسابعة فيها سقر وفيها إبليس مصفد بالديد يد أمامه ويد خلفه‪ ,‬فإذا أراد ال‬
‫طر‪.‬‬ ‫طه نظط‬ ‫طه فيط‬‫طب جدا‪ ,‬ورفعط‬ ‫طث غريط‬ ‫طه» وهذا حديط‬ ‫طه لا ط يشاء أطلقط‬ ‫أن يطلقط‬
‫وقال الافظ أبو يعلى ف مسنده‪ :‬حدثنا أبو موسى الروي عن العباس بن الفضل قال‪:‬‬
‫قلت ابن الفضل النصاري ؟ قال‪ :‬نعم‪ ,‬عن القاسم بن عبد الرحن عن ممد بن علي عن‬
‫جابر بن ع بد ال قال‪ :‬ك نت مع ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ف غزوة تبوك‪ ,‬فأقبل نا‬
‫راجع ي ف حر شد يد‪ ,‬فن حن متفرقون ب ي وا حد واثن ي منتشر ين‪ ,‬قال وك نت ف أول‬
‫العسكر إذا عارضنا رجل فسلم‪ ,‬ث قال‪ :‬أيكم ممد ؟ ومضى أصحاب ووقفت معه‪ ,‬فإذا‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قد أقبل ف وسط العسكر على جل أحر مقنع بثوبه على‬
‫رأ سه من الش مس‪ ,‬فقلت‪ :‬أي ها ال سائل هذا ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قد أتاك‪,‬‬
‫فقال‪ :‬أيهم هو ؟ فقلت‪ :‬صاحب البكر الحر‪ ,‬فدنا منه فأخذ بطام راحلته‪ ,‬فكف عليه‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬أنت ممد ؟ قال‪« :‬نعم»‪ .‬قال‪ :‬إن أريد أن أسألك‬
‫عن خصال ل يعلمهن أحد من أهل الرض إل رجل أو رجلن ؟ فقال‪ :‬رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم «سل عما شئت» قال‪ :‬يا ممد أينام النب ؟ فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم‪« :‬تنام عيناه ول ينام قل به» قال‪ :‬صدقت ث قال‪ :‬يا م مد من أ ين يش به الولد أباه‬
‫وأمه ؟ فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ماء الرجل أبيض غليظ‪ ,‬وماء الرأة أصفر‬
‫رقيطق‪ ,‬فأي الاءيطن غلب على الَخطر نزع الولد» فقال‪ :‬صطدقت‪ ,‬فقال‪ :‬مطا للرجطل مطن‬
‫الولد‪ ,‬ومطا للمرأة منطه ؟ فقال «للرجطل العظام والعروق والعصطب‪ ,‬وللمرأة اللحطم والدم‬
‫والشعر» قال‪ :‬صدقت‪ ,‬ث قال‪ :‬يا ممد ما تت هذه ؟ ط يعن الرض ط فقال رسول‬
‫ال صطلى ال عليطه وسطلم‪« :‬خلق» فقال‪ :‬فمطا تتهطم ؟ قال «أرض»‪ .‬قال‪ :‬فمطا تتط‬
‫ط تتط الظلمطة ؟‬ ‫ط تتط الاء ؟ قال‪« :‬ظلمطة»‪ .‬قال‪ :‬فم ا‬ ‫الرض ؟ قال‪« :‬الاء»‪ .‬قال‪ :‬فم ا‬
‫قال‪« :‬الواء»‪ .‬قال‪ :‬ف ما ت ت الواء ؟ قال‪« :‬الثرى»‪ .‬قال‪ :‬ف ما ت ت الثرى ؟ ففا ضت‬
‫عي نا ر سول ال صلى ال عل يه و سلم بالبكاء‪ ,‬وقال‪« :‬انق طع علم اللق ع ند علم الالق‪,‬‬
‫أيها السائل ما السؤول عنها بأعلم من السائل»‪ .‬قال‪ :‬فقال صدقت‪ ,‬أشهد أنك رسول‬

‫‪5‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬أيها الناس هل تدرون من هذا ؟» قالوا‪ :‬ال‬
‫ورسوله أعلم‪ .‬قال «هذا جبيل عليه السلم»‪ .‬هذا حديث غريب جدا‪ ,‬وسياق عجيب‪,‬‬
‫تفرد به القا سم بن ع بد الرح ن هذا‪ ,‬و قد قال ف يه ي ي بن مع ي‪ :‬ل يس ي ساوي شيئا‪,‬‬
‫وضع فه أ بو حا ت الرازي‪ ,‬وقال ا بن عدي‪ :‬ل يعرف‪ .‬قلت‪ :‬و قد خلط ف هذا الد يث‪,‬‬
‫ودخل عليه شيء ف شيء وحديث ف حديث‪ ,‬وقد يتمل أنه تعمد ذلك أو أدخل عليه‬
‫فيطططططططططططططططططططططططططططططططه‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وإن تهطز بالقول فإنطه يعلم السطر وأخفطى} أي أنزل هذا القرآن الذي خلق‬
‫الرض وال سموات العلى الذي يعلم ال سر وأخ فى‪ ,‬ك ما قال تعال‪ { :‬قل أنزله الذي يعلم‬
‫ال سر ف ال سموات والرض إ نه كان غفورا رحيما} قال علي بن أ ب طل حة عن ا بن‬
‫عباس‪{ :‬يعلم السر وأخفى} قال‪ :‬السر ما أسره ابن آدم ف نفسه {وأخفى} ما أخفي‬
‫على ابن آدم ما هو فاعله قبل أن يعلمه‪ ,‬فال يعلم ذلك كله‪ ,‬فعلمه فيما مضى من ذلك‬
‫وما بقي علم واحد‪ ,‬وجيع اللئق ف ذلك عنده كنفس واحدة‪ ,‬وهو قوله‪{ :‬ما خلقكم‬
‫ول بعثكم إل كنفس واحدة} وقال الضحاك {يعلم السر وأخفى} قال‪ :‬السر ما تدث‬
‫بطططه نفسطططك‪ ,‬وأخفطططى مطططا ل تدث بطططه نفسطططك بعطططد‪.‬‬
‫وقال سعيد بن جبي‪ :‬أنت تعلم ما تسر اليوم ول تعلم ما تسر غدا‪ ,‬وال يعلم ما تسر‬
‫اليوم و ما ت سر غدا‪ ,‬وقال ما هد {وأخ فى} يع ن الو سوسة‪ ,‬وقال أيضا هو و سعيد بن‬
‫جبي {وأخ فى} أي ما هو عال ه م ا ل يدث به نف سه‪ .‬وقوله‪{ :‬ال ل إله إل هو له‬
‫السطاء السطن} أي الذي أنزل عليطك القرآن‪ ,‬هطو ال الذي ل إله إل هطو ذو السطاء‬
‫ال سن وال صفات العلى‪ ,‬و قد تقدم بيان الحاد يث الواردة ف ال ساء ال سن ف أوا خر‬
‫سططططططططورة العراف ول المططططططططد والنططططططططة‪.‬‬

‫ت نَارا ّلعَلّ يَ‬


‫س ُ‬
‫** َوهَلْ َأتَا كَ حَدِي ثُ مُو َسىَ * إِذْ َرأَى نَارا َفقَا َل لهْلِ ِه ا ْمكُُث َواْ ِإنّ يَ آنَ ْ‬
‫ططططططا ِب َقبَسطططططططٍ َأوْ أَجِ ُد عَلَى النّا ِر هُدًى‬ ‫آتِيكُمطططططططْ ّمنْهَط‬
‫مطن هنطا شرع تبارك وتعال فط ذكطر قصطة موسطى‪ ,‬وكيطف كان ابتداء الوحطي إليطه‬
‫وتكلي مه إياه‪ ,‬وذلك ب عد ما ق ضى مو سى ال جل الذي كان بي نه وب ي صهره ف رعا ية‬

‫‪6‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الغنم‪ ,‬وسار بأهله قيل‪ :‬قاصدا بلد مصر بعد ما طالت الغيبة عنها أكثر من عشر سني‪,‬‬
‫وم عه زوج ته‪ ,‬فأ ضل الطر يق وكا نت ليلة شات ية‪ ,‬ونزل من ًل ب ي شعاب وجبال ف برد‬
‫وشتاء وسحاب وظلم وضباب‪ ,‬وجعل يقدح بزند معه ليوري نارا كما جرت له العادة‬
‫به‪ ,‬فج عل ل يقدح شيئا ول يرج م نه شرر ول ش يء‪ ,‬فين ما هو كذلك إذ آ نس من‬
‫جا نب الطور نارا‪ ,‬أي ظهرت له نار من جا نب ال بل الذي هناك عن يي نه‪ ,‬فقال لهله‬
‫يبشرهطم‪{ :‬إنط آنسطت نارا لعلي آتيكطم منهطا بقبطس} أي شهاب مطن نار‪ .‬وفط الَيطة‬
‫الخرى {أو جذوة من النار} و هي ال مر الذي م عه ل ب {لعل كم ت صطلون} دل على‬
‫وجود البد‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬بقبطس} دل على وجود الظلم‪ ,‬وقوله‪{ :‬أو أجطد على النار هدى} أي مطن‬
‫يهدين الطريق‪ ,‬دل على أنه قد تاه عن الطريق‪ ,‬كما قال الثوري عن أب سعيد العور عن‬
‫عكرمة عن ابن عباس ف قوله‪{ :‬أو أجد على النار هدى} قال‪ :‬من يهدين إل الطريق‪,‬‬
‫وكانوا شات ي وضلوا الطر يق‪ ,‬فل ما رأى النار قال‪ :‬إن ل أ جد أحدا يهدي ن إل الطر يق‬
‫أتيتكططططططططططططططم بنار توقدون باطططططططططططططط‪.‬‬

‫س ُطوًى *‬ ‫** َفلَمّآ َأتَاهَا نُودِ يَ يَمُو سَىَ * ِإنّ يَ َأنَاْ َربّ كَ فَا ْخلَ ْع َنعَْليْ كَ ِإنّ كَ بِاْلوَا ِد الْ ُمقَدّ ِ‬
‫لةَ‬‫َوأَنَا ا ْختَ ْرتُ كَ فَا ْستَمِعْ لِمَا يُو َحىَ * إِّننِ يَ أَنَا اللّ هُ ل إِلَ ـهَ إِل َأنَاْ فَا ْعبُدْنِي َوأَقِ ِم ال صّ َ‬
‫ك عَْنهَا‬
‫ل يَ صُ ّدنّ َ‬
‫س َعىَ * َف َ‬ ‫جزَىَ كُ ّل َنفْسٍ بِمَا تَ ْ‬ ‫لِذِكْرِيَ * إِنّ السّا َع َة آِتَيةٌ أَكَادُ أُ ْخفِيهَا ِلتُ ْ‬
‫ط َهوَاهطططططُ َفتَ ْردَىَ‬ ‫ططططا وَاّتبَعطططط َ‬ ‫ط بِهَط‬ ‫مَطططططن ّل ُي ْؤمِنطططط ُ‬
‫يقول تعال‪{ :‬فلما أتاها} أي النار‪ ,‬واقترب منها {نودي يا موسى} وف الَية الخرى‬
‫{نودي من شاطىء الواد الين ف البقعة الباركة من الشجرة أن يا موسى إن أنا ال}‬
‫وقال ههنا {إن أنا ربك} أي الذي يكلمك وياطبك {فاخلع نعليك} قال علي بن أب‬
‫طالب وأبو ذر وأبو أيوب وغي واحد من السلف‪ :‬كانتا من جلد حار غي ذكي‪ ,‬وقيل‪:‬‬
‫إنا أمره بلع نعليه تعظيما للبقعة‪ .‬وقال سعيد بن جبي‪ :‬كما يؤمر الرجل أن يلع نعليه إذا‬
‫أراد أن يد خل الكع بة‪ ,‬وق يل‪ :‬لي طأ الرض القد سة بقدم يه حافيا غ ي منت عل‪ ,‬وق يل غ ي‬
‫ذلك‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله‪{ :‬طوى} قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس‪ :‬هو اسم للوادي‪ ,‬وكذا قال غي‬
‫وا حد‪ ,‬فعلى هذا يكون ع طف بيان‪ ,‬وق يل عبارة عن ال مر بالو طء بقدم يه‪ ,‬وق يل‪ :‬ل نه‬
‫قدس مرتي‪ ,‬وطوى له البكة وكررت‪ ,‬والول أصح كقوله‪{ :‬إذ ناداه ربه بالواد القدس‬
‫طوى}‪ .‬وقوله‪{ :‬وأنا اخترتك} كقوله‪{ :‬إن اصطفيتك على الناس برسالت وبكلمي}‬
‫أي على جيع الناس من الوجودين ف زمانه‪ ,‬وقد قيل‪ :‬إن ال تعال قال يا موسى أتدري‬
‫ل خصصتك بالتلكيم من بي الناس ؟ قال‪ :‬ل‪ ,‬قال‪ :‬لن ل يتواضع إل أحد تواضعك‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬فاستمع لا يوحى} أي استمع الَن ما أقول لك وأوحيه إليك {إنن أنا ال ل إله‬
‫إل أنطا} هذا أول واجطب على الكلفيط أن يعلموا أنطه ل إله إل ال وحده ل شريطك له‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬فاعبد ن} أي وحد ن‪ ,‬و قم بعباد ت من غ ي شر يك {وأ قم ال صلة لذكري}‬
‫قيل‪ :‬معناه صل لتذكرن‪ ,‬وقيل‪ :‬معناه وأقم الصلة عند ذكرك ل‪ ,‬ويشهد لذا الثان ما‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرحن بن مهدي‪ ,‬حدثنا الثن بن سعيد عن قتادة‪ ,‬عن أنس‪,‬‬
‫عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬إذا ر قد أحد كم عن ال صلة أو غ فل عن ها‪,‬‬
‫فليصلها إذا ذكرها‪ ,‬فإن ال تعال قال‪ :‬وأقم الصلة لذكري»‪ ,‬وف الصحيحي عن أنس‬
‫قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ « :‬من نام عن صلة أو ن سيها فكفارت ا أن‬
‫ي صليها إذا ذكر ها‪ ,‬ل كفارة ل ا إل ذلك»‪ .‬وقوله‪{ :‬إن ال ساعة آت ية} أي قائ مة ل مالة‬
‫وكائنططططططططططة ل بططططططططططد منهططططططططططا‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬أكاد أخفيها} قال الضحاك عن ابن عباس أنه كان يقرؤها‪ :‬أكاد أخفيها من‬
‫نفسي‪ ,‬يقول‪ :‬لنا ل تفى من نفس ال أبدا‪ .‬وقال سعيد بن جبي عن ابن عباس‪ :‬من‬
‫نفسه‪ :‬وكذا قال ماهد وأبو صال ويي بن رافع‪ .‬وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس‬
‫{أكاد أخفي ها} يقول‪ :‬ل أطلع علي ها أحدا غيي‪ .‬وقال ال سدي‪ :‬ل يس أ حد من أ هل‬
‫السموات والرض إل قد أخفى ال تعال عنه علم الساعة وهي ف قراءة ابن مسعود إن‬
‫أكاد أخفي ها من نف سي‪ ,‬يقول‪ :‬كتمت ها عن اللئق ح ت لو ا ستطعت أن أكتم ها من‬
‫نف سي لفعلت‪ .‬وقال قتادة‪ :‬أكاد أخفي ها‪ ,‬و هي ف ب عض القراءات‪ :‬أخفي ها من نف سي‪,‬‬
‫ولعمري ل قد أخفا ها ال من اللئ كة القرب ي و من ال نبياء والر سلي‪ .‬قلت وهذا كقوله‬
‫تعال‪{ :‬قل ل يعلم من ف السموات والرض الغيب إل ال} وقال‪{ :‬ثقلت ف السموات‬

‫‪8‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والرض ل تأتيكم إل بغتة} أي ثقل علمها على أهل السموات والرض‪ ,‬وقال ابن أب‬
‫حات‪ :‬حدثنا أبو زرعة‪ ,‬حدثنا منجاب‪ ,‬حدثنا أبو نيلة‪ ,‬حدثن ممد بن سهل السدي‬
‫عن وقاء قال‪ :‬أقرأني ها سعيد بن جبي‪ :‬أكاد أخفي ها‪ ,‬يع ن بن صب اللف وخ فض الفاء‪,‬‬
‫يقول أظهرهططططا‪ ,‬ثطططط قال أمططططا سططططعت قول الشاعططططر‪:‬‬
‫دأب شهريططططططن ثطططططط شهرا دميكابأريكيطططططط يفيان غميا‬
‫قال ال سدي‪ :‬الغم ي ن بت ر طب ين بت ف خلل ي بس‪ ,‬والريك ي مو ضع‪ ,‬والدم يك‬
‫الشهر التام‪ ,‬وهذا الشعر لكعب بن زهي‪ .‬وقوله سبحانه وتعال‪{ :‬لتجزى كل نفس با‬
‫تسطعى} أي أقيمهطا ل مالة لجزي كطل عامطل بعمله {فمطن يعمطل مثقال ذرة خيا يره‬
‫و من يع مل مثقال ذرة شرا يره} {وإن ا تزون ما كن تم تعملون} وقوله‪{ :‬فل ي صدنك‬
‫عن ها من ل يؤ من ب ا} الَ ية‪ ,‬الراد بذا الطاب آحاد الكلف ي‪ .‬أي ل تتبعوا سبيل من‬
‫كذب بالساعة‪ ,‬وأق بل على ملذه ف دنياه‪ ,‬وعصى موله واتبع هواه‪ ,‬فمن وافق هم على‬
‫ذلك فقد خاب وخسر {فتردى} أي تلك وتعطب‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬وما يغن عنه ماله‬
‫إذا تردى}‪.‬‬

‫ش ِبهَا عََل َى َغنَمِي وَلِ َي‬


‫ك ِبيَمِينِ كَ يَمُو َسىَ * قَا َل هِ َي عَ صَايَ َأَتوَكُّأ عََلْيهَا َوأَهُ ّ‬ ‫** َومَا تِلْ َ‬
‫سعَىَ * قَالَ خُ ْذهَا وَلَ‬ ‫فِيهَا مَآرِ بُ ُأخْرَىَ * قَالَ أَْل ِقهَا يَمُو َسىَ * َفأَْلقَاهَا فَِإذَا هِ يَ َحّي ٌة تَ ْ‬
‫طيَرَتهَا الُوَلىَ‬
‫ططططططط ِ‬ ‫طُنعِي ُدهَا سط‬ ‫ططططططط َ‬ ‫ططططططططْ سط‬ ‫تَخَفط‬
‫هذا برهان من ال تعال لو سى عل يه ال سلم‪ ,‬ومعجزة عظي مة‪ ,‬وخرق للعادة با هر دل‬
‫على أ نه ل يقدر على م ثل هذا إل ال عز و جل‪ ,‬وأ نه ل يأ ت به إل نب مر سل‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫{وما تلك بيمينك يا موسى} قال بعض الفسرين‪ :‬إنا قال له ذلك على سبيل اليناس له‪,‬‬
‫وقيل‪ :‬وإنا قال له ذلك على وجه التقرير‪ ,‬أي أما هذه الت ف يينك عصاك الت تعرفها‪,‬‬
‫فسترى ما نصنع با الَن {وما تلك بيمينك يا موسى} استفهام تقرير {قال هي عصاي‬
‫أتو كؤ علي ها} أي أعت مد علي ها ف حال ال شي {وأ هش ب ا على غن مي} أي أ هز ب ا‬
‫الشجرة ليتساقط ورقها لترعاه غنمي‪ .‬قال عبد الرحن بن القاسم عن المام مالك‪ :‬الش‬

‫‪9‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أن يضع الرجل الحجن ف الغصن ثيحركه حت يسقط ورقه وثره ول يكسر العود‪ ,‬فهذا‬
‫الشطططططط ول يبططططططط‪ ,‬وكذا قال ميمون بططططططن مهران أيضا‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ول فيهطا مآرب أخرى} أي مصطال ومنافطع وحاجات أخطر غيط ذلك‪ ,‬وقطد‬
‫تكلف بعض هم لذ كر ش يء من تلك الآرب ال ت أب مت‪ ,‬فق يل‪ :‬كا نت تض يء له بالل يل‬
‫وترس له الغنطم إذا نام‪ ,‬ويغرسطها فتصطي شجرة تظله‪ ,‬وغيط ذلك مطن المور الارقطة‬
‫للعادة‪ ,‬والظا هر أن ا ل ت كن كذلك‪ ,‬ولو كا نت كذلك ل ا ا ستنكر مو سى عل يه ال صلة‬
‫والسطلم صطيورتا ثعبانا فمطا كان يفطر منهطا هاربا‪ ,‬ولكطن كطل ذلك مطن الخبار‬
‫السرائيلية‪ ,‬وكذا قول بعضهم‪ :‬إنا كانت لَدم عليه الصلة والسلم‪ ,‬وقول الَخر‪ :‬إنا‬
‫هي الدا بة ال ت ترج ق بل يوم القيا مة‪ ,‬وروي عن ا بن عباس أ نه قال‪ :‬كان ا سها ما شا‪,‬‬
‫وال أعلم بالصطططططططططططططططططططططططططططططواب‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬قال ألقها يا موسى} أي هذه العصا الت ف يدك يا موسى ألقها {فألقاها‬
‫فإذا هي حية تسعى} أي صارت ف الال حية عظيمة ثعبانا طويلً يتحرك حركة سريعة‪,‬‬
‫فإذا هي تتز كأنا جان‪ ,‬وهو أسرع اليات حركة‪ ,‬ولكنه صغي‪ ,‬فهذه ف غاية الكب وف‬
‫غاية سرعة الركة‪{ ,‬تسعى} أي تشي وتضطرب‪ .‬قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا‬
‫أحد بن عبدة‪ ,‬حدثنا حفص بن جيع‪ ,‬حدثنا ساك عن عكرمة عن ابن عباس {فألقاها‬
‫فإذا هي ح ية ت سعى} ول ت كن ق بل ذلك ح ية‪ ,‬فمرت بشجرة فأكلت ها‪ ,‬ومرت ب صخرة‬
‫فابتلعتها‪ ,‬فجعل موسى يسمع وقع الصخرة ف جوفها فول مدبرا‪ ,‬ونودي‪ :‬أن يا موسى‬
‫خذ ها فلم يأخذ ها‪ ,‬ث نودي الثان ية‪ :‬أن خذ ها ول ت ف‪ ,‬فق يل له ف الثال ثة‪ :‬إ نك من‬
‫الَمنيططططططططططططططط‪ ,‬فأخذهطططططططططططططططا‪.‬‬
‫وقال و هب بن من به ف قوله‪{ :‬فألقا ها فإذا هي ح ية ت سعى} قال فألقا ها على و جه‬
‫الرض ث حانت منه نظرة فإذا بأعظم ثعبان نظر إليه الناظرون فدب يلتمس كأنه يبتغي‬
‫شيئا يريد أخذه‪ ,‬ير بالصخرة مثل اللفة من البل فيلتقمها‪ ,‬ويطعن بالناب من أنيابه ف‬
‫أ صل الشجرة العظي مة فيجتث ها‪ ,‬عيناه توقدان نارا‪ ,‬و قد عاد الح جن من ها عرفا‪ ,‬ق يل‪:‬‬
‫شعره مثطل النيازك‪ ,‬وعاد الشعبتان منهطا مثطل القليطب الواسطع فيطه أضراس وأنياب لاط‬
‫صريف‪ ,‬فل ما عا ين ذلك مو سى ول مدبرا ول يع قب‪ ,‬فذ هب ح ت أم عن ورأى أ نه قد‬

‫‪10‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أع جز الية‪ ,‬ث ذ كر ر به فو قف ا ستحياء منه ث نودي يا مو سى أن ار جع حيث ك نت‬
‫فر جع مو سى و هو شد يد الوف فقال‪{ :‬خذ ها} بيمي نك {ول ت ف سنعيدها سيتا‬
‫الول} وعلى موسطى حينئذ مدرعطة مطن صطوف فدخلهطا بلل مطن عيدان‪ ,‬فلمطا أمره‬
‫بأخذها‪ ,‬أدل طرف الدرعة على يده‪ ,‬فقال له ملك‪ :‬أرأيت يا موسى لو أذن ال با تاذر‬
‫أكانت الدرعة تغن عنك شيئا ؟ قال‪ :‬ل ولكن ضعيف‪ ,‬ومن ضعف خلقت‪ ,‬فكشف‬
‫عن يده ث وضع ها على فم ال ية ح ت سع حس الضراس والنياب‪ ,‬ث ق بض فإذا هي‬
‫عصاه الت عهدها‪ ,‬وإذا يده ف موضعها الذي كان يضعها إذا توكأ بي الشعبتي‪ ,‬ولذا‬
‫قال تعال‪{ :‬سططنعيدها سططيتا الول} أي إل حالاطط التطط تعرف قبططل ذلك‪.‬‬

‫ك مِ ْن آيَاِتنَا‬
‫ج َبْيضَآءَ مِ ْن َغيْرِ ُسوَ ٍء آَيةً أُخْرَىَ * ِلنُ ِريَ َ‬
‫** وَاضْمُ ْم يَدَ كَ إَِلىَ َجنَاحِ كَ تَخْ ُر ْ‬
‫صدْرِي * َويَ سّرْ لِ يَ َأمْرِي‬ ‫ب اشْ َر حْ لِي َ‬ ‫الْ ُكبْرَىَ * ا ْذهَ بْ إَِلىَ فِ ْر َعوْ نَ ِإنّ ُه طَ َغىَ * قَالَ رَ ّ‬
‫* وَاحُْل ْل عُقْ َد ًة مّن لّسَانِي * َيفْ َقهُواْ َقوْلِي * وَا ْجعَل لّي وَزِيرا مّنْ َأهْلِي * هَارُونَ أَخِي‬
‫سبّحَكَ َكثِيا * َونَذْكُ َركَ َكثِيا * ِإنّكَ‬ ‫* اشْدُ ْد بِهِ أَزْرِي * َوَأشْرِكْهُ ِفيَ َأمْرِي * َكيْ نُ َ‬
‫ططططططططططِيا‬ ‫ط بِنَططططططططططا بَصط‬ ‫ططططططططط َ‬ ‫كُنتط‬
‫وهذا برهان ثان لوسى عليه السلم‪ ,‬وهو أن ال أمره أن يدخل يده ف جيبه كما صرح‬
‫به ف الَ ية الخرى‪ ,‬وهه نا عب عن ذلك بقوله‪{ :‬واض مم يدك إل جنا حك} وقال ف‬
‫مكان آ خر {واض مم إل يك جنا حك من الر هب فذا نك برهانان من ر بك إل فرعون‬
‫وملئه} وقال ماهد‪{ :‬واضمم يدك إل جناحك} كفك تت عضدك‪ ,‬وذلك أن موسى‬
‫عليه السلم كان إذا أدخل يده ف جيبه ث أخرجها‪ ,‬ترج تتلل كأنا فلقة قمر‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫{ترج بيضاء من غي سوء} أي من غي برص ول أذى ومن غي شي‪ ,‬قاله ابن عباس‬
‫وماهد وعكرمة وقتادة والضحاك والسدي وغيهم‪ ,‬وقال السن البصري‪ :‬أخرجها وال‬
‫كأنا مصباح‪ ,‬فعلم موسى أنه قد لقي ربه عز وجل‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬لنريك من آياتنا‬
‫ال كبى} وقال و هب‪ :‬قال له ر به‪ :‬اد نه فلم يزل يدن يه ح ت أ سند ظهره بذع الشجرة‪,‬‬
‫فاسطتقر وذهبطت عنطه الرعدة‪ ,‬وجعط يده فط العصطا وخضطع برأسطه وعنقطه‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله‪{ :‬اذ هب إل فرعون إ نه ط غى} أي اذ هب إل فرعون ملك م صر الذي خر جت‬
‫فارا م نه وهاربا فاد عه إل عبادة ال وحده ل شر يك له‪ ,‬ومره فليح سن إل ب ن إ سرائيل‬
‫ول يعذبم‪ ,‬فإنه قد طغى وبغى وآثر الياة الدنيا ونسي الرب العلى‪ .‬قال وهب بن منبه‪:‬‬
‫قال ال لوسى‪ :‬انطلق برسالت فإنك بسمعي وعين‪ ,‬وإن معك أيدي ونصري‪ ,‬وإن قد‬
‫ألبستك جنة من سلطان لتستكمل با القوة ف أمري‪ ,‬فأنت جند عظيم من جندي بعثتك‬
‫إل خلق ضعيف من خلقي بطر نعمت‪ ,‬وأمن مكري‪ ,‬وغرته الدنيا عن حت جحد حقي‪,‬‬
‫وأنكر ربوبيت وزعم أنه ل يعرفن‪ ,‬فإن أقسم بعزت لول القدر الذي وضعت بين وبي‬
‫خل قي لبط شت به بط شة جبار يغ ضب لغض به ال سموات والرض والبال والبحار‪ ,‬فإن‬
‫أمرت السطماء حصطبته‪ ,‬وإن أمرت الرض ابتلعتطه‪ ,‬وإن أمرت البال دمرتطه‪ ,‬وإن أمرت‬
‫البحار غرقته‪ ,‬ولكنه هان علي وسقط من عين ووسعه حلمي واستغنيت با عندي وحقي‬
‫إن أنا الغن لغن غيي‪ ,‬فبلغه رسالت‪ ,‬وادعه إل عبادت‪ ,‬وتوحيدي وإخلصي وذكره‬
‫أيامي‪ ,‬وحذره نقمت وبأسي‪ ,‬وأخبه أنه ل يقوم شيء لغضب‪ ,‬وقل له فيما بي ذلك قولً‬
‫لينا لعله يتذكر أو يشى‪ ,‬وأخبه أن إل العفو والغفرة أسرع من إل الغضب والعقوبة‪,‬‬
‫ول يروعنطك مطا ألبسطته مطن لباس الدنيطا‪ ,‬فإن ناصطيته بيدي ليطس ينططق ول يطرف ول‬
‫يتنفس إل بإذن‪ ,‬وقل له أجب ربك فإنه واسع الغفرة وقد أمهلك أربعمائة سنة ف كلها‬
‫أنت مبارزه بالحاربة‪ ,‬تسبه وتتمثل به‪ ,‬وتصد عباده عن سبيله‪ ,‬وهو يطر عليك السماء‪,‬‬
‫وينبطت لك الرض ل تسطقم ول ترم ول تفتقطر ول تغلب‪ ,‬ولو شاء ال أن يعجطل لك‬
‫العقوبطة لفعطل‪ ,‬ولكنطه ذو أناة وحلم عظيطم‪ ,‬وجاهده بنفسطك وأخيطك وأنتمطا تتسطبان‬
‫بهاده‪ ,‬فإن لو شئت أن آتيه بنود ل قبل له با لفعلت‪ ,‬ولكن ليعلم هذا العبد الضعيف‬
‫الذي قد أعجب ته نف سه وجو عه أن الفئة القليلة‪ ,‬ول قل يل م ن‪ ,‬تغلب الفئة الكثية بإذ ن‪,‬‬
‫ول تعجبنكما زينته ول ما متع به‪ ,‬ول تدا إل ذلك أعينكما فإنا زهرة الياة الدنيا وزينة‬
‫الترف ي‪ ,‬ولو شئت أن أزينك ما من الدن يا بزي نة ليعلم فرعون ح ي ن ظر إلي ها أن مقدر ته‬
‫تعجز عن مثل ما أوتيتما فعلت‪ ,‬ولكن أرغب بكما عن ذلك وأزويه عنكما‪ ,‬وكذلك‬
‫أفعل بأوليائي وقديا ما جرت عادت ف ذلك‪ ,‬فإن لذودهم عن نعيمها وزخارفها كما‬
‫يذود الراعي الشفيق إبله عن مبارك العناء‪ ,‬وما ذاك لوانم علي ولكن لسيتكملوا نصيبهم‬

‫‪12‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ف دار كرامت سالا موفرا ل تكلمه الدنيا‪ ,‬واعلم أنه ل يتزين ل العباد بزينة هي أبلغ فيما‬
‫عندي من الز هد ف الدن يا‪ ,‬فإن ا زي نة التق ي علي هم من ها لباس يعرفون به من ال سكينة‬
‫والشوع‪ ,‬وسيماهم ف وجوههم من أثر السجود‪ ,‬أولئك أوليائي حقا حقا‪ ,‬فإذا لقيتهم‬
‫فاخ فض ل م جنا حك وذلل قل بك ول سانك‪ ,‬واعلم أ نه من أهان ل وليا أو أخا فه ف قد‬
‫بارزنط بالحاربطة وبادأنط وعرض ل نفسطه ودعانط إليهطا‪ ,‬وأنطا أسطرع شيطء إل نصطرة‬
‫أوليائي‪ ,‬أفيظن الذي ياربن أن يقوم ل‪ ,‬أم يظن الذي يعادين أن يعجزن‪ ,‬أم يظن الذي‬
‫يبارزن أن يسبقن أو يفوتن‪ ,‬وكيف وأنا الثائر لم ف الدنيا والَخرة ل أكل نصرتم إل‬
‫غيي‪ ,‬رواه ا بن أ ب حا ت {قال رب اشرح ل صدري وي سر ل أمري} هذا سؤال من‬
‫مو سى عل يه ال سلم لر به عز و جل أن يشرح له صدره في ما بع ثه به‪ ,‬فإ نه قد أمره بأ مر‬
‫عظيم وخطب جسيم‪ ,‬بعثه إل أعظم ملك على وجه الرض إذ ذاك وأجبهم وأشدهم‬
‫كفرا‪ ,‬وأكثرهم جنودا‪ ,‬وأعمرهم ملكا‪ ,‬وأطغاهم وأبلغهم تردا‪ ,‬بلغ من أمره أن ادعى‬
‫أنطه ل يعرف ال‪ ,‬ول يعلم لرعاياه إلا غيه‪ ,‬هذا وقطد مكطث موسطى ف داره مدة وليدا‬
‫عندهم ف حجر فرعون على فراشه‪ ,‬ث قتل منهم نفسا فخافهم أن يقتلوه‪ ,‬فهرب منهم‬
‫هذه الدة بكمالا‪ ,‬ث بعد هذا بعثه ربه عز وجل إليهم نذيرا يدعوهم إل ال عز وجل أن‬
‫يعبدوه وحده ل شر يك له‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬رب اشرح ل صدري وي سر ل أمري} أي إن‬
‫ل ت كن أ نت عو ن ون صيي وعضدي وظهيي‪ ,‬وإل فل طا قة ل بذلك {واحلل عقدة‬
‫من لسان يفقهوا قول} وذلك لا كان أصابه‪ ,‬من اللثغ حي عرض عليه التمرة والمرة‪,‬‬
‫فأخذ المرة فوضعها على لسانه‪ ,‬كما سيأت بيانه‪ ,‬وما سأل أن يزول ذلك بالكلية‪ ,‬بل‬
‫بيث يزول العي‪ ,‬ويصل لم فهم ما يريد منه وهو قدر الاجة‪ ,‬ولو سأل الميع لزال‪,‬‬
‫ول كن ال نبياء ل ي سألون إل ب سب الا جة‪ ,‬ولذا بق يت بق ية‪ ,‬قال ال تعال إخبارا عن‬
‫فرعون أنه قال‪{ :‬أم أنا خي من هذا الذي هو مهي ول يكاد يبي} أي يفصح بالكلم‪.‬‬
‫وقال السن البصري {واحلل عقدة من لسان} قال‪ :‬حل عقدة واحدة‪ .‬ولو سأل أكثر‬
‫من ذلك أعطي‪ .‬وقال ابن عباس‪ :‬شكا موسى إل ربه ما يتخوف من آل فرعون ف القتيل‬
‫وعقدة ل سانه‪ ,‬فإ نه كان ف ل سانه عقدة تن عه من كث ي من الكلم‪ ,‬و سأل ر به أن يعي نه‬
‫بأخ يه هارون يكون له ردءا ويتكلم ع نه بكث ي م ا ل يف صح به ل سانه‪ ,‬فآتاه سؤله ف حل‬

‫‪13‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عقدة من لسانه‪ ,‬وقال ابن أب حات‪ :‬ذكر عن عمرو بن عثمان‪ ,‬حدثنا بقية عن أرطأة بن‬
‫النذر‪ ,‬حدثن بعض أصحاب ممد بن كعب عنه قال‪ :‬أتاه ذو قرابة له‪ :‬فقال له‪ :‬ما بك‬
‫بأس لول أنك تلحن ف كلمك‪ ,‬ولست تعرب ف قراءتك‪ ,‬فقال القرظي‪ :‬يا ابن أخي‬
‫ألست أفهمك إذا حدثتك ؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬فإن موسى عليه السلم إنا سأل ربه أن يلّ‬
‫عقدة مطن لسطانه كطي يفقطه بنطو إسطرائيل كلمطه‪ ,‬ول يزد عليهطا‪ ,‬هذا لفظطه‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬واج عل ل وزيرا من أهلي هارون أ خي} وهذا أيضا سؤال من مو سى عل يه‬
‫السلم ف أمر خارجي عنه‪ ,‬وهو مساعدة أخيه هارون له‪ .‬قال الثوري عن أب سعيد عن‬
‫عكرمة عن ابن عباس أنه قال فنبء هارون ساعتئذ حي نبء موسى عليهما السلم‪ .‬وقال‬
‫ابن أب حات‪ :‬ذكر عن ابن ني‪ ,‬حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه‪ ,‬عن عائشة‬
‫أن ا خر جت في ما كا نت تعت مر‪ ,‬فنلت بب عض العراب‪ ,‬ف سمعت رجلً يقول‪ :‬أي أخ‬
‫كان ف الدنيا أنفع لخيه ؟ قالوا‪ :‬ل ندري‪ .‬قال‪ :‬أنا وال أدري‪ .‬قالت‪ :‬فقلت ف نفسي‬
‫ف حل فه ل ي ستثن إ نه ليعلم أي أخ كان ف الدن يا أن فع لخ يه‪ ,‬قال‪ :‬مو سى ح ي سأل‬
‫لخيه النبوة‪ ,‬فقلت‪ :‬صدق وال‪ .‬قلت‪ :‬وف هذا قال ال تعال ف الثناء على موسى عليه‬
‫السططططططططططططلم‪{ :‬وكان عنططططططططططططد ال وجيها}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬اشدد به أزري} قال ما هد‪ :‬ظهري‪{ ,‬وأشر كه ف امري} أي ف مشاور ت‬
‫{كي نسبحك كثيا ونذكرك كثيا} قال ماهد‪ :‬ل يكون العبد من الذاكرين ال كثيا‬
‫حتط يذكطر ال قائما وقاعدا ومضطجعا‪ .‬وقوله‪{ :‬إنطك كنطت بنطا بصطيا} أي فط‬
‫اصطفائك لنا وإعطائك إيانا النبوة‪ ,‬وبعثتك لنا إل عدوك فرعون فلك المد على ذلك‪.‬‬

‫** قَالَ قَدْ أُوتِي تَ ُسؤْلَكَ يَمُو سَىَ * وََلقَ ْد َمَننّا عََليْ كَ َم ّرةً أُ ْخرَىَ * ِإذْ َأوْ َحْينَآ إِلَىَ ُأمّ َ‬
‫ك‬
‫مَا يُو َحىَ * أَ ِن اقْذِفِي هِ فِي التّابُو تِ فَاقْذِفِي هِ فِي اْليَ مّ َف ْليُ ْلقِ ِه اْليَ ّم بِال سّاحِ ِل َيأْخُذْ هُ عَ ُدوّ لّي‬
‫صنَ َع عََلىَ عَْينِ يَ * إِ ْذ تَمْشِ يَ أُ ْختُ كَ َفَتقُو ُل هَلْ‬ ‫حّب ًة مّنّي وَِلتُ ْ‬ ‫ك مَ َ‬
‫ت عََليْ َ‬ ‫َوعَ ُدوّ لّ ُه َوأَْل َقيْ ُ‬
‫جْينَا كَ‬
‫أَدُّلكُ ْم عََل َى مَن يَ ْكفُلُ هُ فَرَ َج ْعنَا كَ إَِلىَ ُأمّ كَ كَ يْ تَقَرّ عَْينُها وَ َل تَحْزَ نَ وََقتَلْ تَ نَفْسا َفنَ ّ‬
‫ُوسطىَ‬
‫ْتط عََلىَ َقدَ ٍر يَم َ‬ ‫ُمط ِجئ َ‬‫َنط ث ّ‬ ‫ِيط أَهْ ِل مَ ْدي َ‬ ‫سطنِيَ ف َ‬ ‫ْتط ِ‬
‫ّاكط ُفتُونا َفَلبِث َ‬‫َمط وََفَتن َ‬ ‫ِنط اْلغ ّ‬‫م َ‬

‫‪14‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫هذه إجابة من ال لرسوله موسى عليه السلم فيما سأل من ربه عز وجل‪ ,‬وتذكي له‬
‫بنعمه السالفة عليه فيما كان من امر أمه حي كانت ترضعه وتذر عليه من فرعون وملئه‬
‫أن يقتلوه‪ ,‬لنه كان قد ولد ف السنة الت يقتلون فيها الغلمان‪ ,‬فاتذت له تابوتا‪ ,‬فكانت‬
‫ترض عه ث تضعه فيه وتر سله ف الب حر وهو الن يل‪ ,‬وت سكه إل منل ا ب بل‪ ,‬فذه بت مرة‬
‫لتربط البل فانفلت منها وذهب به البحر‪ ,‬فحصل لا من الغم والم ما ذكره ال عنها ف‬
‫قوله‪{ :‬وأصطبح فؤاد أم موسطى فارغا إن كادت لتبدي بطه لول أن ربطنطا على قلبهطا}‬
‫فذ هب به الب حر إل دار فرعون {فالتق طه آل فرعون ليكون ل م عدوا وحزنا} أي قدرا‬
‫مقدورا من ال حيث كانوا هم يقتلون الغلمان من بن إسرائيل حذرا من وجود موسى‪,‬‬
‫فح كم ال وله ال سلطان العظ يم والقدرة التا مة أن ل ير ب إل على فراش فرعون‪ ,‬ويغذى‬
‫بطعامه وشرابه مع مبته وزوجته له‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬يأخذه عدو ل وعدو له * وألقيت‬
‫عليك مبة من} أي عند عدوك جعلته يبك‪ ,‬قال سلمة بن كهيل {وألقيت عليك مبة‬
‫من} قال‪ :‬حببتك إل عبادي {ولتصنع على عين} قال أبو عمران الون‪ :‬ترب بعي ال‬
‫وقال قتادة‪ :‬تغذى على عي ن‪ .‬وقال مع مر بن الث ن {ولت صنع على عي ن} ب يث أرى‪,‬‬
‫وقال ع بد الرح ن بن ز يد بن أ سلم‪ :‬يع ن أجعله ف ب يت اللك ين عم ويترف‪ ,‬وغذاؤه‬
‫عندهططططططططططططم غذاء اللك فتلك الصططططططططططططنعة‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬إذ ت شي أخ تك فتقول هل أدل كم على من يكفله فرجعناك إل أ مك كي ت قر‬
‫عين ها} وذلك أ نه ل ا ا ستقر ع ند آل فرعون عرضوا عل يه الرا ضع فأبا ها‪ ,‬قال ال تعال‪:‬‬
‫{وحرم نا عل يه الرا ضع من ق بل} فجاءت أخ ته وقالت‪ { :‬هل أدل كم على أ هل ب يت‬
‫يكفلونه لكم وهم له ناصحون} تعن هل أدلكم على من يرضعه لكم بالجرة‪ ,‬فذهبت‬
‫به وهم معها إل أمه فعرضت عليه ثديها‪ ,‬فقبله ففرحوا بذلك فرحا شديدا‪ ,‬واستأجروها‬
‫على إرضاعه فنالا ب سببه سعادة ورفعة ورا حة ف الدنيا و ف الَخرة أغ ن وأجزل‪ ,‬ولذا‬
‫جاء ف الديث «مثل الصانع الذي يتسب ف صنعته الي كمثل أم موسى ترضع ولدها‬
‫وتأخطذ أجرهطا» وقال تعال ههنطا‪{ :‬فرجعناك إل أمطك كطي تقطر عينهطا ول تزن} أي‬
‫عليك {وقتلت نفسا} يعن القبطي {فنجيناك من الغم} وهو ما حصل له بسبب عزم آل‬

‫‪15‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فرعون على قتله‪ ,‬ففر منهم هاربا حت ورد ماء مدين‪ ,‬وقال له ذلك الرجل الصال‪{ :‬ل‬
‫تفطططططططط نوت مططططططططن القوم الظاليطططططططط}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وفتناك فتونا} قال المام أبو عبد الرحن أحد بن شعيب النسائي رحه ال ف‬
‫كتاب التف سي من سننه قوله {وفتناك فتونا} (حديث الفتون) حدثنا ع بد ال بن ممد‪,‬‬
‫حدثنا يزيد بن هارون‪ ,‬أنبأنا أصبغ بن زيد‪ ,‬حدثنا القاسم بن أب أيوب‪ ,‬أخبن سعيد بن‬
‫جبي قال‪ :‬سألت ع بد ال بن عباس عن قول ال عز و جل لو سى عل يه ال سلم {وفتناك‬
‫فتونا} فسألته عن الفتون ما هو ؟ فقال‪ :‬استأنف النهار يا ابن جبي فإن لا حديثا طويلً‪,‬‬
‫فل ما أ صبحت غدوت إل ا بن عباس لنت جز م نه ما وعد ن من حد يث الفتون‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫تذا كر فرعون وجل ساؤه ما كان ال و عد إبراه يم عل يه ال سلم أن ي عل ف ذري ته أ نبياء‬
‫وملوكا‪ ,‬فقال بعض هم‪ :‬إن ب ن ا سرائيل ينتظرون ذلك ل يشكون ف يه‪ ,‬وكانوا يظنون أ نه‬
‫يو سف بن يعقوب‪ ,‬فل ما هلك قالوا‪ :‬ل يس هكذا كان و عد إبراه يم عل يه ال سلم‪ ,‬فقال‬
‫فرعون‪ :‬كيف ترون ؟ فائتمروا وأجعوا أمرهم على أن يبعث رجا ًل معهم الشفار يطوفون‬
‫ف ب ن إ سرائيل فل يدون مولودا ذكرا إل ذبوه‪ ,‬ففعلوا ذلك‪ ,‬فل ما رأوا أن الكبار من‬
‫بنط إسطرائيل يوتون بآجالمط‪ ,‬والصطغار يذبون‪ ,‬قالوا‪ :‬ليوشكطن أن تفنوا بنط إسطرائيل‬
‫فتصيوا إل أن تباشروا من العمال والدمة الت كانوا يكفونكم‪ ,‬فاقتلوا عاما كل مولد‬
‫ذكر‪ ,‬واتركوا بناتم‪ ,‬ودعوا عاما فل تقتلوا منهم أحدا‪ ,‬فيشب الصغار مكان من يوت‬
‫من الكبار‪ ,‬فإنم لن يكثروا بن تستحيون منهم‪ ,‬فتخافوا مكاثرتم إياكم‪ ,‬ول يفنوا بن‬
‫تقتلون وتتاجون إليهطم‪ ,‬فأجعوا أمرهطم على ذلك فحملت أم موسطى بارون فط العام‬
‫الذي ل يذ بح ف يه الغلمان‪ ,‬فولد ته علن ية آم نة‪ ,‬فل ما كان من قا بل‪ ,‬حلت بو سى عل يه‬
‫السلم فوقع ف قلبها الم والزن‪ ,‬وذلك من الفتون ط يا ابن جبي ط ما دخل عليه وهو‬
‫ف بطن أمه ما يراد به‪ ,‬فأوحى ال إليها أن ل تاف ول تزن إنا رادوه إليك وجاعلوه من‬
‫الرسلي‪ ,‬فأمرها إذا ولدت أن تعله ف تابوت ث تلقيه ف اليم‪ ,‬فلما ولدت فعلت ذلك‪,‬‬
‫فل ما توارى عن ها ابن ها أتا ها الشيطان فقالت ف نف سها‪ :‬ما فعلت با ب ن لو ذ بح عندي‬
‫فواريتططه وكفنتططه كان أحططب إل مططن أن ألقيططه إل دواب البحططر وحيتانططه‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فانتهى الاء به حت أوف به عند فرضة مستقى جواري امرأة فرعون‪ ,‬فلما رأينه أخذنه‪,‬‬
‫فأردن أن يفت حن التابوت فقال بعض هن‪ :‬إن ف هذا مالً‪ ,‬وإ نا إن فتحناه ل ت صدقنا امرأة‬
‫اللك با وجدنا فيه‪ ,‬فحملنه كهيئته ل يرجن منه شيئا حت دفعنه إليها‪ ,‬فلما فتحته رأت‬
‫ف يه غلما‪ ,‬فأل قى ال عل يه من ها م بة ل يلق من ها على أ حد قط‪ ,‬وأ صبح فؤاد أم مو سى‬
‫فارغا من ذكر كل شيء إل من ذكر موسى‪ ,‬فلما سع الذباحون بأمره أقبلوا بشفارهم‬
‫إل امرأة فرعون ليذبوه‪ ,‬وذلك مطن الفتون يطا ابطن جطبي‪ ,‬فقالت لمط‪ :‬أقروه‪ ,‬فإن هذا‬
‫الوا حد ل يز يد ف ب ن إ سرائيل ح ت آ ت فرعون فأ ستوهبه م نه‪ ,‬فإن وه به ل كن تم قد‬
‫أحسنتم وأجلتم‪ ,‬وإن أمر بذبه ل ألكم‪ ,‬فأتت فرعون فقالت‪ :‬قرة عي ل ولك‪ ,‬فقال‬
‫فرعون‪ :‬يكون لك فأمطا ل فل حاجطة ل فيطه‪ ,‬فقال رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم‪:‬‬
‫«والذي يلف به لو أقر فرعون أن يكون قرة عي له كما أقرت امرأته لداه ال كما‬
‫هداها‪ ,‬ولكن حرمه ذلك»‪ ,‬فأرسلت إل من حولا إل كل امرأة لا لب لتختار له ظئرا‪,‬‬
‫فجعل كلما أخذته امرأة منهن لترضعه ل يقبل على ثديها حت أشفقت امرأة فرعون أن‬
‫يتنع من اللب فيموت‪ ,‬فأحزنا ذلك فأمرت به فأخرج إل السوق وممع الناس ترجو أن‬
‫تدطططططططط له ظئرا تأخذه منهططططططططا‪ ,‬فلم يقبططططططططل‪.‬‬
‫وأصبحت أم موسى والا فقالت لخته‪ :‬قصي أثره واطلبيه هل تسمعي له ذكرا‪ :‬أحي‬
‫ابن أم قد أكلته الدواب ؟ ونسيت ما كان ال وعدها فيه‪ ,‬فبصرت به أخته عن جنب‬
‫و هم ل يشعرون‪ ,‬وال نب أن ي سمو ب صر الن سان إل ش يء بع يد و هو إل جن به و هو ل‬
‫يشعر به‪ ,‬فقالت من الفرح حي أعياهم الظؤرات‪ :‬أنا أدلّكم على أهل بيت يكفلونه لكم‬
‫وهم له ناصحون‪ ,‬فأخذوها فقالوا ما يدريك ما نصحهم له هل يعرفونه ؟ حت شكوا ف‬
‫ذلك‪ ,‬وذلك من الفتون يا ابن جبي‪ ,‬فقالت‪ :‬نصحهم له وشفقتهم عليه رغبتهم ف ظؤرة‬
‫اللك ورجاء منف عة اللك فتركو ها‪ ,‬فانطل قت إل أم ها فأخبت ا ال ب‪ ,‬فجاءت أ مه فل ما‬
‫وضعتطه فط حجرهطا نزا إل ثديهطا فمصطه حتط امتل جنباه ريا‪ ,‬وانطلق البشراء إل امرأة‬
‫فرعون يبشرون ا أن قد وجد نا لب نك ظئرا‪ ,‬فأر سلت إلي ها فأ تت ب ا وبه‪ ,‬فل ما رأت ما‬
‫يصنع با قالت‪ :‬امكثي ترضعي ابن هذا‪ ,‬فإن ل أحب شيئا حبه قط‪ .‬قالت أم موسى‪ :‬ل‬
‫أ ستطيع أن أدع بي ت وولدي فيض يع‪ ,‬فإن طا بت نف سك أن تعطين يه فأذ هب به إل بي ت‬

‫‪17‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فيكون م عي ل آلوه خيا‪ ,‬فإ ن غ ي تار كة بي ت وولدي‪ ,‬وذكرت أم مو سى ما كان ال‬
‫وعدها فيه‪ ,‬فتعاسرت على امرأة فرعون وأيقنت أن ال منجز وعده‪ ,‬فرجعت به إل بيتها‬
‫مططن يومهططا‪ ,‬وأنبتططه ال نباتا حسططنا‪ ,‬وحفظططه لاطط قططد قضططى فيططه‪.‬‬
‫فلم يزل بنو إسرائيل وهم ف ناحية القرية متنعي من السخرة والظلم ما كان فيهم‪ ,‬فلما‬
‫ترعرع قالت امرأة فرعون لم موسى‪ :‬أترين ابن فدعتها يوما تريها إياه فيه‪ ,‬وقالت امرأة‬
‫فرعون لزانا وظؤرها وقهارمتها‪ :‬ل يبقي أحد منكم إل استقبل ابن اليوم بدية وكرامة‬
‫لرى ذلك‪ ,‬وأنا باعثة أمينا يصي ما يصنع كل إنسان منكم‪ ,‬فلم تزل الدايا والكرامة‬
‫والنحل ت ستقبله من حي خرج من بيت أمه إل أن دخل على امرأة فرعون‪ ,‬فل ما دخل‬
‫عليها بلته وأكرمته وفرحت به‪ ,‬ونلت أمه لسن أثرها عليه‪ ,‬ث قالت‪ :‬لَتي به فرعون‬
‫فلينحلنه وليكرمنه‪ ,‬فلما دخلت به عليه جعله ف حجره فتناول موسى لية فرعون فمدها‬
‫إل الرض‪ ,‬فقال الغواة من أعداء ال لفرعون‪ :‬أل ترى ما وعد ال إبراهيم نبيه إنه زعم‬
‫أن يرثك ويعلوك ويصرعك‪ ,‬فأرسل إل الذباحي ليذبوه‪ ,‬وذلك من الفتون يا ابن جبي‬
‫بعططططططططططد كططططططططططل بلء ابتلي بططططططططططه‪.‬‬
‫وأر يد به فتونا فجاءت امرأة فرعون فقالت‪ :‬ما بدالك ف هذا الغلم الذي وهب ته ل ؟‬
‫فقال ألترينه يزعم أنه يصرعن ويعلون ؟ فقالت‪ :‬اجعل بين وبينك أمرا يعرف الق به‪,‬‬
‫ائت بمرتي ولؤلؤتي فقدمهن إليه‪ ,‬فإن بطش باللؤلؤتي واجتنب المرتي‪ ,‬عرفت أنه‬
‫يعقطل‪ ,‬وإن تناول المرتيط ول يرد اللؤلؤتيط علمطت أن أحدا ل يؤثطر المرتيط على‬
‫اللؤلؤتي وهو يعقل‪ ,‬فقرب إليه المرتي واللؤلؤتي‪ ,‬فتناول المرتي‪ ,‬فانتزعهمامنه مافة‬
‫أن ير قا يده‪ ,‬فقالت الرأة‪ :‬أل ترى ؟ ف صرفه ال ع نه ب عد ما كان قد هم به‪ ,‬وكان ال‬
‫بالغا ف يه أمره‪ ,‬فل ما بلغ أشده وكان من الرجال ل ي كن أ حد من آل فرعون يلص إل‬
‫أحد من بن إسرائيل معه بظلم ول سخرة حت امتنعوا كل المتناع‪ ,‬فبينما موسى عليه‬
‫ال سلم يشي ف ناحية الدينة إذا هو برجل ي يقتتلن أحده ا فرعو ن والَ خر إ سرائيلي‪,‬‬
‫فا ستغاثه ال سرائيلي على الفرعو ن فغ ضب مو سى غضبا شديدا‪ ,‬ل نه تناوله و هو يعلم‬
‫منلته من بن إسرائيل وحفظه لم ل يعلم الناس إل إنا ذلك من الرضاع إل أم موسى إل‬
‫أن يكون ال أطلع مو سى من ذلك على ما ل يطلع عل يه غيه‪ ,‬فو كز مو سى الفرعو ن‬

‫‪18‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فقتله‪ ,‬وليس يراها أحد إل ال عز وجل والسرائيلي‪ ,‬فقال موسى حي قتل الرجل‪ :‬هذا‬
‫من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبي‪ ,‬ث قال‪{ :‬رب إن ظلمت نفسي فاغفر ل فغفر له‬
‫إنطططططططططه هطططططططططو الغفور الرحيطططططططططم}‪.‬‬
‫فأ صبح ف الدي نة خائفا يتر قب الخبار‪ ,‬فأ تى فرعون فق يل له‪ :‬إن ب ن إ سرائيل قتلوا‬
‫رجلً من آل فرعون‪ ,‬فخذ لنا بقنا ول ترخص لم‪ ,‬فقال‪ :‬ابغون قاتله ومن يشهد عليه‪,‬‬
‫فإن اللك وإن كان صفوه مع قو مه ل ي ستقيم له أن يق يد بغ ي بي نة ول ث بت‪ ,‬فاطلبوا ل‬
‫علم ذلك آخذ لكم بقكم‪ ,‬فبينما هم يطوفون ل يدون ثبتا إذا بوسى من الغد قد رأى‬
‫ل مطن آل فرعون آخطر‪ ,‬فاسطتغاثه السطرائيلي على الفرعونط‬ ‫ذلك السطرائيلي يقاتطل رج ً‬
‫فصادف موسى فندم على ما كان منه وكره الذي رأى‪ ,‬فغضب السرائيلي وهو يريد أن‬
‫يب طش بالفرعو ن‪ ,‬فقال لل سرائيلي ل ا ف عل بال مس واليوم‪{ :‬إ نك لغوي مبي}‪ ,‬فن ظر‬
‫السرائيلي إل موسى بعد ما قال له ما قال‪ ,‬فإذا هو غضبان كغضبه بالمس الذي قتل فيه‬
‫الفرعون‪ ,‬فخاف أن يكون بعد ما قال له إنك لغوي مبي‪ ,‬أن يكون إياه أراد‪ ,‬ول يكن‬
‫أراده إن ا أراد الفرعو ن‪ ,‬فخاف ال سرائيلي وقال‪ :‬يا مو سى أتر يد أن تقتل ن ك ما قتلت‬
‫نفسا بالمس‪ ,‬وإنا قاله مافة أن يكون إياه أراد موسى ليقتله‪ ,‬فتتاركا وانطلق الفرعون‬
‫فأخبهم با سع من السرائيلي من الب حي يقول‪ :‬يا موسى أتريد أن تقتلن كما قتلت‬
‫نف سا بال مس‪ ,‬فأر سل فوعون الذباح ي ليقتلوا مو سى‪ ,‬فأ خذ ر سل فرعون ف الطر يق‬
‫الع ظم يشون على هينت هم يطلبون مو سى و هم ل يافون أن يفوت م‪ ,‬فجاء ر جل من‬
‫شيعة موسى من أقصى الدينة‪ ,‬فاختصر طريقا حت سبقهم إل موسى فأخبه‪ ,‬وذلك من‬
‫الفتون يططططططططططا ابططططططططططن جططططططططططبي‪.‬‬
‫فخرج موسطى متوجها نوط مديطن ول يلق بلء قبطل ذلك‪ ,‬وليطس له بالطريطق علم إل‬
‫حسن ظنه بربه عز وجل‪ ,‬فإنه قال‪{ :‬عسى رب أن يهدين سواء السبيل * ولا ورد ماء‬
‫مد ين و جد عل يه أ مة من الناس ي سقون وو جد من دون م امرأت ي تذودان} يع ن بذلك‬
‫حابستي غنمهما‪ ,‬فقال لما‪ :‬ما خطبكما معتزلتي ل تسقيان مع الناس ؟ قالتا‪ :‬ليس لنا‬
‫قوة نزاحم القوم وإنا نسقي من فضول حياضهم فسقى لما فجعل يغترف ف الدلو ماء‬
‫كثيا ح ت كان أول الرعاء‪ ,‬فانصرفتا بغنمهما إل أبيهما‪ ,‬وانصرف موسى عليه السلم‬

‫‪19‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فا ستظل بشجرة وقال‪{ :‬ر بّ إ ن ل ا أنزلت إلّ من خ ي فق ي} وا ستنكر أبوه ا سرعة‬
‫صدورها بغنمه ما حفلً بطانا‪ ,‬فقال‪ :‬إن لك ما اليوم لشأنا‪ ,‬فأ خبتاه ب ا صنع مو سى‪,‬‬
‫فأ مر إحداه ا أن تدعوه‪ ,‬فأ تت مو سى فدع ته‪ ,‬فل ما كل مه قال‪ :‬ل ت ف نوت من القوم‬
‫الظالي ليس لفرعون ول لقومه علينا سلطان‪ ,‬ولسنا ف ملكته‪ ,‬فقالت إحداها‪{ :‬يا أبت‬
‫استأجره إن خي من استأجرت القوي المي} فاحتملته الغية على أن قال لا‪ :‬ما يدريك‬
‫ما قوته وما أمانته ؟ فقالت‪ :‬أما قوته فما رأيت منه ف الدلو حي سقى لنا‪ ,‬ل أر رجلً‬
‫قط أقوى ف ذلك السقي منه‪ ,‬وأما المانة فإنه نظر إل حي أقبلت إليه وشخصت له‪,‬‬
‫فلما علم أن امرأة صوب رأسه فلم يرفعه حت بلغته رسالتك‪ ,‬ث قال ل‪ :‬امشي خلفي‬
‫وانعت ل الطريق‪ ,‬فلم يفعل هذا إل وهو أمي‪ ,‬فسري عن أبيها وصدقها وظن به الذي‬
‫قالت‪ ,‬فقال له‪ :‬هل لك {أن أنك حك إحدى ابن ت هات ي على أن تأجر ن ثا ن ح جج‪,‬‬
‫فإن أتمطت عشرا‪ ,‬فمطن عندك ومطا أريطد أن أشطق عليطك سطتجدن إن شاء ال مطن‬
‫الصالي} ؟ ففعل فكانت على نب ال موسى ثان سني واجبة‪ ,‬وكانت سنتان عدة منه‪,‬‬
‫فقضططططططى ال عنططططططه عدتططططططه فأتهططططططا عشرا‪.‬‬
‫قال سعيد وهو ابن جبي‪ :‬فلقين رجل من أهل النصرانية من علمائهم قال‪ :‬هل تدري‬
‫أي الجل ي ق ضى مو سى ؟ قلت‪ :‬ل‪ ,‬وأ نا يومئذ ل أدري‪ ,‬فلق يت ا بن عباس فذكرت له‬
‫ذلك‪ ,‬فقال‪ :‬أ ما عل مت أن ثانيا كا نت على نب ال واج بة ل ي كن نب ال لين قص من ها‬
‫شيئا‪ ,‬ويعلم أن ال كان قاضيا عن موسى عدته الت كان وعده‪ ,‬فإنه قضى عشر سني‪,‬‬
‫فلقيت الن صران فأ خبته ذلك‪ ,‬فقال‪ :‬الذي سألته فأ خبك أعلم م نك بذلك‪ ,‬قلت‪ :‬أ جل‬
‫وأول‪ ,‬فل ما سار مو سى بأهله كان من أ مر النار والع صا ويده ما قص ال عل يك ف‬
‫القرآن‪ ,‬فشكا إل ال تعال ما يذر من آل فرعون ف القتيل وعقدة لسانه‪ ,‬فإنه كان ف‬
‫ل سانه عقدة تن عه من كث ي من الكلم‪ ,‬و سأل ر به أن يعي نه بأخ يه هارون يكون له ردءا‬
‫ويتكلم عنه بكثي ما ل يفصح به لسانه‪ ,‬فآتاه ال سؤله وحل عقدة من لسانه‪ ,‬وأوحى‬
‫ال إل هارون وأمره أن يلقاه‪ ,‬فاند فع مو سى بع صاه ح ت ل قي هارون عليه ما ال سلم‪,‬‬
‫فانطل قا جيعا إل فرعون‪ ,‬فأقا ما على با به حينا ل يؤذن ل ما‪ ,‬ث أذن ل ما ب عد حجاب‬
‫شد يد‪ ,‬فقال‪{ :‬إ نا رسول ربك} قال‪ :‬فمن ربكما ؟ فأخباه بالذي قص ال عليك ف‬

‫‪20‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫القرآن ؟ قال‪ :‬فما تريدان ؟ وذكره القتيل فاعتذر با قد سعت‪ ,‬قال‪ :‬أريد أن تؤمن بال‬
‫وترسل معنا بن إسرائيل‪ ,‬فأب عليه وقال‪ :‬ائت بآية إن كنت من الصادقي‪ ,‬فألقى عصاه‬
‫فإذا هي حية تسعى عظيمة‪ ,‬فاغرة فاها‪ ,‬مسرعة إل فرعون‪ ,‬فلما رآها فرعون قاصدة إليه‬
‫خافها فاقتحم عن سريره واستغاث بوسى أن يكفها عنه ففعل‪ ,‬ث أخرج يده من جيبه‬
‫فرآها بيضاء من غي سوء‪ ,‬يعن من غي برص‪ ,‬ث ردها فعادت إل لونا الول‪ ,‬فاستشار‬
‫الل حوله فيمطا رأى‪ ,‬فقالوا له‪ :‬هذان سطاحران {يريدان أن يرجاكطم مطن أرضكطم‬
‫بسحرها ويذهبا بطريقتكم الثلى}‪ ,‬يعن ملكهم الذي هم فيه والعيش‪ ,‬وأبوا على موسى‬
‫أن يعطوه شيئا م ا طلب‪ ,‬وقالوا له‪ :‬اج ع ل ما ال سحرة‪ ,‬فإن م بأر ضك كث ي ح ت تغلب‬
‫ب سحرك سحرها‪ ,‬فأرسل إل الدئن فحشر له كل ساحر متعال‪ ,‬فلما أتوا فرعون قالوا‪:‬‬
‫ب يع مل هذا ال ساحر ؟ قالوا‪ :‬يع مل باليات‪ ,‬قالوا‪ :‬فل وال ما أ حد ف الرض يع مل‬
‫بال سحر باليات والبال والع صي الذي نع مل‪ ,‬ف ما أجر نا إن ن ن غلب نا ؟ قال ل م‪ :‬أن تم‬
‫أقارب وخاصت‪ ,‬وأنا صانع إليكم كل شيء أحببتم‪ ,‬فتواعدوا يوم الزينة وأن يشر الناس‬
‫ضحططططططططططططططططططططططططططططططططططى‪.‬‬
‫قال سعيد بن جبي‪ :‬فحدث ن ا بن عباس أن يوم الزي نة اليوم الذي أظ هر ال ف يه مو سى‬
‫على فرعون والسحرة هو يوم عاشوراء‪ .‬فلما اجتمعوا ف صعيد واحد قال الناس بعضهم‬
‫لب عض‪ :‬انطلقوا فلنح ضر هذا ال مر {لعل نا نت بع ال سحرة إن كانوا هم الغالب ي} يعنون‬
‫موسى وهارون استهزاء بما ؟ فط {قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون نن اللقي‬
‫* قال‪ :‬بل ألقوا‪ ,‬فألقوا حبال م وع صيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لن حن الغالبون} فرأى‬
‫موسى من سحرهم ما أوجس ف نفسه خيفة‪ ,‬فأوحى ال إليه أن أل قِ عصاك‪ ,‬فلما ألقاها‬
‫صارت ثعبانا عظي مة فاغرة فا ها‪ ,‬فجعلت الع صي تلت بس بالبال ح ت صارت جزرا إل‬
‫الثعبان تدخل فيه حت ما أبقت عصا ول حبلً إل ابتعلته‪ ,‬فلما عرف السحرة ذلك قالوا‪:‬‬
‫لو كان هذا سحرا ل يبلغ من سحرنا كل هذا‪ ,‬ولكن هذا أمر من ال عز وجل‪ ,‬آمنا بال‬
‫وبا جاء به موسى من عند ال‪ ,‬ونتوب إل ال ما كنا عليه‪ ,‬فكسر ال ظهر فرعون ف‬
‫ذلك الوططن وأشياعطه‪ ,‬وظهطر القط وبططل مطا كانوا يعملون {فغلبوا هنالك وانقلبوا‬
‫صاغرين} وامرأة فرعون بارزة متبذلة تدعو ال بالنصر لوسى على فرعون وأشياعه‪ ,‬فمن‬

‫‪21‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رآ ها من آل فرعون ظن أن ا إن ا ابتذلت للشف قة على فرعون وأشيا عه‪ ,‬وإن ا كان حزن ا‬
‫وه ها لو سى‪ ,‬فل ما طال م كث مو سى بواع يد فرعون الكاذ بة‪ ,‬كل ما جاء بآ ية وعده‬
‫عندها أن يرسل معه بن إسرائيل‪ ,‬فإذا مضت أخلف موعده وقال‪ :‬هل يستطيع ربك أن‬
‫يصطنع غيط هذا ؟ فأرسطل ال على قومطه الطوفان والراد والقمطل والضفادع والدم آيات‬
‫مفصلت‪ ,‬كل ذلك يشكو إل موسى ويطلب إليه أن يكفها عنه ويواثقه على أن يرسل‬
‫م عه ب ن إ سرائيل‪ ,‬فإذا كف ذلك ع نه أخلف موعده ون كث عهده ح ت أ مر ال مو سى‬
‫بالروج بقومه فخرج بم ليلً‪ ,‬فلما أصبح فرعون ورأى أنم قد مضوا أرسل ف الدائن‬
‫حاشرين فتبعه بنود عظيمة كثية وأوحى ال إل البحر إذا ضربك عبدي موسى بعصاه‬
‫فانفلق اثنت عشرة فرقة حت يوز موسى ومن معه‪ ,‬ث التق على من بقي بعد من فرعون‬
‫وأشيا عه‪ ,‬فن سي مو سى أن يضرب الب حر بالع صا وانت هى إل الب حر وله ق صيف ما فة أن‬
‫يضربطططه موسطططى بعصطططاه وهطططو غافطططل‪ ,‬فيصطططي عاصطططيا ل‪.‬‬
‫فل ما تراءى المعان وتقاربا قال أ صحاب موسى‪ :‬إنا لدركون اف عل ما أمرك به ربك‬
‫فإنه ل يكذب ول تكذب‪ .‬قال‪ :‬وعد ن ر ب إذا أتيت البحر انفلق اثن ت عشرة فر قة ح ت‬
‫أجاوزه‪ ,‬ث ذ كر بعد ذلك العصا‪ ,‬فضرب الب حر بعصاه ح ي دنا أوائل ج ند فرعون من‬
‫أواخر جند موسى‪ ,‬فانفلق البحر كما أمره ربه وكما وعد موسى‪ ,‬فلما أن جاز موسى‬
‫وأصحابه كلهم البحر ودخل فرعون وأصحابه‪ ,‬التقى عليهم البحر كما أمر‪ ,‬فلما جاوز‬
‫موسى البحر قال أصحابه‪ :‬إنا ناف أن ل يكون فرعون غرق ول نؤمن بلكه‪ ,‬فدعا ربه‬
‫فأخرجه له ببدنه حت استيقنوا بلكه‪ ,‬ث مروا بعد ذلك على قوم يعكفون على أصنام لم‬
‫{قالوا يا موسى اجعل لنا إلا كما لم آلة قال إنكم قوم تهلون * إن هؤلء متب ما هم‬
‫ف يه} الَ ية‪ .‬قد رأي تم من ال عب و سعتم ما يكفي كم‪ ,‬وم ضى فأنزل م مو سى منلً وقال‪:‬‬
‫أطيعوا هارون فإن قد استخلفته عليكم‪ ,‬فإن ذاهب إل رب وأجلهم ثلثي يوما أن يرجع‬
‫إليهم فيها‪ ,‬فلما أتى ربه وأراد أن يكلمه ف ثلثي يوما‪ ,‬وقد صامهن ليلهن ونارهن‪,‬‬
‫وكره أن يكلم ربطه وريطح فيطه ريطح فطم الصطائم‪ ,‬فتناول موسطى مطن نبات الرض شيئا‬
‫فمضعه فقال له ربه حي أتاه‪ :‬ل أفطرت وهو أعلم بالذي كان‪ ,‬قال‪ :‬يا رب إن كرهت‬

‫‪22‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أن أكلمك إل وفمي طيب الريح‪ .‬قال‪ :‬أوما علمت يا موسى أن ريح فم الصائم أطيب‬
‫عندي مطططن ريطططح السطططك‪ ,‬ارجطططع فصطططم عشرا ثططط ائتنططط‪.‬‬
‫ففعل موسى عليه السلم ما أمر به‪ ,‬فلما رأى قومه أنه ل يرجع إليهم ف الجل ساءهم‬
‫ذلك‪ ,‬وكان هارون قد خطبهم وقال‪ :‬إنكم قد خرجتم من مصر ولقوم فرعون عندكم‬
‫عواري وودائع ولكم فيهم مثل ذلك‪ ,‬فإن أرى أنكم تتسبون ما لكم عندهم ول أحل‬
‫لكطم وديعطة اسطتودعتموها ول عاريطة‪ ,‬ولسطنا براديطن إليهطم شيئا مطن ذلك ول مسطكيه‬
‫لنفسنا‪ ,‬فحفر حفيا وأمر كل قوم عندهم من ذلك من متاع أو حلية أن يقذفوه ف ذلك‬
‫الفي‪ ,‬ث أوقد عليه النار فأحرقته‪ ,‬فقال‪ :‬ل يكون لنا ول لم‪ ,‬وكان السامري من قوم‬
‫يعبدون الب قر جيان لب ن إ سرائيل‪ ,‬ول ي كن من ب ن إ سرائيل فاحت مل مع مو سى وب ن‬
‫إسطرائيل حيط احتملوا‪ ,‬فقضطي له أن رأى أثرا فقبطض منطه قبضطة‪ ,‬فمطر بارون فقال له‬
‫هارون عليه السلم‪ :‬يا سامري أل تلقي ما ف يدك‪ ,‬وهو قابض عليه ل يراه أحد طوال‬
‫ذلك ؟ فقال‪ :‬هذه قبضة من أثر الرسول الذي جاوز بكم البحر‪ ,‬ول ألقيها لشيء إل أن‬
‫تد عو ال إذا ألقيت ها أن يعل ها ما أر يد‪ ,‬فألقا ها ود عا له هارون‪ ,‬فقال‪ :‬أر يد أن يكون‬
‫عجلً‪ ,‬فاجتمطع مطا كان فط الفية مطن متاع أو حليطة أو ناس أو حديطد‪ ,‬فصطار عجلً‬
‫أجوف ليس فيه روح وله خوار‪ ,‬قال ابن عباس‪ :‬ل وال ما كان له صوت قط إنا كانت‬
‫الر يح تد خل ف دبره وترج من ف يه‪ ,‬وكان ذلك ال صوت من ذلك‪ ,‬فتفرق ب نو إ سرائيل‬
‫فرقا‪ ,‬فقالت فرقة‪ :‬يا سامري ما هذا وأنت أعلم به ؟ قال‪ :‬هذا ربكم ولكن موسى أضل‬
‫الطريق‪ ,‬فقالت فرقة‪ :‬ل نكذب بذا حت يرجع إلينا موسى‪ ,‬فإن كان ربنا ل نكن ضيعناه‬
‫وعجزنا فيه حي رأينا‪ ,‬وإن ل يكن ربنا فإنا نتبع قول موسى‪ ,‬وقالت فرقة‪ :‬هذا من عمل‬
‫الشيطان‪ ,‬ول يس برب نا ول نؤ من به ول ن صدق‪ ,‬وأشرب فر قة ف قلوب م ال صدق ب ا قال‬
‫السامري ف العجل وأعلنوا التكذيب به‪ ,‬فقال لم هارون‪{ :‬يا قوم إنا فتنتم به وإن ربكم‬
‫الرحن فاتبعون وأطيعوا أمري} قالوا‪ :‬فما بال موسى وعدنا ثلثي يوما ث أخلفنا‪ ,‬هذه‬
‫أربعون يوما قد م ضت‪ ,‬وقال سفهاؤهم‪ :‬أخ طأ ر به ف هو يطل به‪ :‬يتب عه‪ ,‬فل ما كلم ال‬
‫مو سى وقال له ما قال‪ ,‬أ خبه ب ا ل قي قو مه من بعده {فر جع مو سى إل قو مه غضبان‬
‫أ سفا} فقال ل م ما سعتم ف القرآن‪ ,‬وأ خذ برأس أخ يه يره إل يه‪ ,‬وأل قى اللواح من‬

‫‪23‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الغ ضب‪ ,‬ث إ نه عذر أخاه بعذره وا ستغفر له‪ ,‬وان صرف إل ال سامري فقال له‪ :‬ما حلك‬
‫على ما صنعت ؟ قال‪ :‬قبضت قبضة من أثر الرسول وفطنت لا وعميت عليكم {فنبذتا‬
‫وكذلك سطولت ل نفسطي‪ ,‬قال فاذهطب فإن لك فط الياة أن تقول ل مسطاس وإن لك‬
‫موعدا لن تلفطه وانظطر إل إلكط الذي ظلت عليطه عاكفا لنحرقنطه ثط لننسطفنه فط اليطم‬
‫نسفا}‪ ,‬ولو كان إلا ل يلص إل ذلك منه‪ ,‬فاستيقن بنو إسرائيل بالفتنة‪ ,‬واغتبط الذين‬
‫كان رأي هم ف يه م ثل رأي هارون‪ ,‬فقالوا لماعت هم‪ :‬يا مو سى سل ل نا ر بك أن يف تح ل نا‬
‫باب توبة نصنعها فيكفر عنا ما عملنا‪ ,‬فاختار موسى من قومه سبعي رجلً لذلك ل يألو‬
‫الي خيار بن إسرائيل ومن ل يشرك ف العجل‪ ,‬فانطلق بم يسأل لم التوبة فرجفت بم‬
‫الرض! فاستحيانب ال من قومه ومن وفده حي فعل بم ما فعل‪ ,‬فقال‪{ :‬رب لو شئت‬
‫أهلكتهم من قبل وإياي أتلكنا با فعل السفهاء منّا} وفيهم من كان اطلع ال منه على ما‬
‫أشرب قلبه من حب العجل وإيانه به‪ ,‬فلذلك رجفت بم الرض فقال‪{ :‬ورحت وسعت‬
‫كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون‪ ,‬الذين يتبعون‬
‫الرسطول النطب المطي الذي يدونطه مكتوبا عندهطم فط التوراة والنيطل} فقال‪ :‬يطا رب‬
‫سألتك التوبة لقومي‪ ,‬فقلت إن رحت كتبتها لقوم غي قومي‪ ,‬هل أخرتن حت ترجن ف‬
‫أمة ذلك الرجل الرحومة ؟ فقال له‪ :‬إن توبتهم أن يقتل كل رجل منهم من لقي من والد‬
‫وولد‪ ,‬فيقتله بال سيف ول يبال من ق تل ف ذلك الو طن‪ ,‬وتاب أولئك الذ ين كان خ في‬
‫على موسى وهارون‪ ,‬واطلع ال من ذنوبم‪ ,‬فاعترفوا با وفعلوا ما أمروا‪ ,‬وغفر ال للقاتل‬
‫والقتول‪.‬‬
‫ث سار ب م مو سى عل يه ال سلم متوجها ن و الرض القد سة‪ ,‬وأ خذ اللواح ب عد ما‬
‫سكت ع نه الغ ضب‪ ,‬فأمر هم بالذي أ مر به أن يبلغ هم من الوظائف‪ ,‬فث قل ذلك علي هم‬
‫وأبوا أن يقروا با‪ ,‬فنتق ال عليهم البل كأنه ظلة ودنا منهم حت خافوا أن يقع عليهم‪,‬‬
‫فأخذوا الكتاب بأيانم وهم مصغون‪ ,‬ينظرون إل البل والكتاب بأيديهم وهم من وراء‬
‫ال بل ما فة أن ي قع علي هم‪ ,‬ث مضوا ح ت أتوا الرض القد سة فوجدوا مدي نة في ها قوم‬
‫جبارون‪ ,‬خلقهطم خلق منكطر‪ ,‬وذكروا مطن ثارهطم أمرا عجيبا مطن عظمهطا‪ ,‬فقالوا‪ :‬يطا‬
‫موسى إن فيها قوما جبارين ل طاقة لنا بم‪ ,‬ول ندخلها ما داموا فيها‪ ,‬فإن يرجوا منها‬

‫‪24‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فإنا داخلون‪ .‬قال رجلن من الذين يافون قيل ليزيد هكذا قرأه ؟ قال‪ :‬نعم من البارين‬
‫آمنطا بوسطى وخرجطا إليطه فقالوا‪ :‬ننط أعلم بقومنطا إن كنتطم إناط تافون مطا رأيتطم مطن‬
‫أجسطامهم وعددهطم‪ ,‬فإنمط ل قلوب لمط ول منعطة عندهطم‪ ,‬فادخلوا عليهطم الباب فإذا‬
‫دخلتموه فإن كم غا لبون‪ ,‬ويقول أناس‪ :‬إن م من قوم مو سى‪ ,‬فقال الذ ين يافون من ب ن‬
‫إسرائيل‪{ :‬قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتل إنا‬
‫ههنا قاعدون} فأغضبوا موسى‪ ,‬فدعا عليهم وساهم فاسقي‪ ,‬ول يدع عليهم قبل ذلك‬
‫لا رأى منهم من العصية وإساءتم حت كان يومئذ‪ ,‬فاستجاب ال له وساهم كما ساهم‬
‫موسى فاسقي‪ ,‬وحرمها عليهم أربعي سنة يتيهون ف الرض يصبحون كل يوم فيسيون‬
‫ليس لم قرار‪ ,‬وظلل عليهم الغمام ف التيه‪ ,‬وأنزل عليهم الن والسلوى‪ ,‬وجعل لم ثيابا‬
‫ل تبل َى ول تتسطخ‪ ,‬وجعطل بيط ظهرانيهطم حجرا مربعا‪ ,‬وأمطر موسطى فضربطه بعصطاه‪,‬‬
‫فانفجرت م نه اثن تا عشرة عينا ف كل ناح ية ثل ثة أع ي‪ ,‬وأعلم كل سبط عين هم ال ت‬
‫يشربون منها‪ ,‬فل يرتلون من مكان إل وجدوا ذلك الجر بينهم بالكان الذي كان فيه‬
‫بالمططططططططططططططططططططططططططططططططططس‪.‬‬
‫رفطع ابطن عباس هذا الديطث إل النطب صلى ال عليطه وسطلم‪ ,‬وصطدق ذلك عندي أن‬
‫معاوية سع ابن عباس يدث هذا الديث فأنكر عليه أن يكون الفرعون الذي أفشى على‬
‫موسى أمر القتيل الذي قتل‪ ,‬فقال‪ :‬كيف يفشي عليه ول يكن علم به‪ ,‬ول ظهر عليه إل‬
‫السرائيلي الذي حضر ذلك ؟ فغضب ابن عباس فأخذ بيد معاوية فانطلق به إل سعد بن‬
‫مالك الزهري‪ ,‬فقال له‪ :‬يا أ با إ سحاق هل تذ كر يوم حدث نا ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسطلم عطن قتيطل موسطى الذي قتلمطن آل فرعون ؟ السطرائيلي الذي أفشطى عليطه أم‬
‫الفرعو ن ؟ قال‪ :‬إن ا أف شى عل يه الفرعو ن ب ا سع من ال سرائيلي الذي ش هد على ذلك‬
‫وحضره‪ ,‬وهكذا رواه النسائي ف السنن الكبى‪ ,‬وأخرجه أبو جعفر بن جرير وابن أب‬
‫حا ت ف تف سيها‪ ,‬كل هم من حد يث يز يد بن هارون به‪ ,‬و هو موقوف من كلم ا بن‬
‫عباس‪ ,‬وليس فيه مرفوع إل قليل منه‪ ,‬وكأنه تلقاه ابن عباس رضي ال عنهما ما أبيح نقله‬
‫مطن السطرائيليات عطن كعطب الحبار‪ ,‬أو غيه‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬وسطعت شيخنطا الافطظ أبطا‬
‫الجاج الزي يقول ذلك أيضا‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫** ِإ ْذ تَمْشِ يَ أُ ْختُ كَ َفَتقُو ُل هَلْ أَدُّلكُ ْم عََل َى مَن يَ ْكفُلُ هُ فَرَ َج ْعنَا كَ إَِلىَ ُأمّ كَ كَ يْ َتقَ ّر َعْينُها‬
‫جْينَا َك مِ َن اْلغَ ّم وََفتَنّا كَ ُفتُونا فََلِبثْ تَ ِسنِيَ فِ يَ َأهْ ِل مَ ْديَ َن ثُ مّ‬ ‫وَلَ َتحْزَ َن وََقتَلْ تَ َنفْ سا َفنَ ّ‬
‫ِجئْ تَ عََلىَ قَ َد ٍر يَمُو سَىَ * وَا صْ َطَن ْعتُكَ ِلَنفْ سِي * ا ْذهَ بْ أَن تَ َوأَخُو كَ بِآيَاتِي وَ َل َتِنيَا فِي‬
‫شىَ‬‫ط َيتَذَكّرُ َأ ْو يَخْ َ‬‫ط َقوْلً ّليّنا ّلعَلّه ُ‬‫ط َطغَىَ * َفقُولَ لَه ُ‬ ‫ط ِإنّه ُ‬‫ذِ ْكرِي * ا ْذهَبَطآ إِلَىَ فِ ْر َعوْن َ‬
‫يقول تعال ماطبا لو سى عل يه ال سلم‪ :‬إ نه ل بث مقيما ف أ هل مد ين فارا من فرعون‬
‫وملئه‪ ,‬يرعى على صهره حت انتهت الدة وانقضى الجل‪ ,‬ث جاء موافقا لقدر ال وإرادته‬
‫من غ ي ميعاد‪ ,‬وال مر كله ل تبارك وتعال‪ ,‬و هو ال سي عباده وخل قه في ما يشاء‪ ,‬ولذا‬
‫قال‪ { :‬ث جئت على قدر يا مو سى} قال ما هد‪ :‬أي على مو عد‪ .‬وقال ع بد الرزاق عن‬
‫مع مر عن قتادة ف قوله‪{ :‬ث جئت على قدر يا موسى} قال‪ :‬على قدر الرسالة والنبوة‪.‬‬
‫ط أريطد‬ ‫وقوله‪{ :‬واصططنعتك لنفسطي} أي اصططفيتك واجتبيتطك رسطو ًل لنفسطي أي كم ا‬
‫وأشاء‪ .‬وقال البخاري عند تفسيها‪ :‬حدثنا الصلت بن ممد‪ ,‬حدثنا مهدي بن ميمون‪,‬‬
‫حدثنا ممد بن سيين عن أب هريرة عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬التقى آدم‬
‫ومو سى فقال مو سى‪ :‬أ نت الذي أشق يت الناس وأخرجت هم من ال نة‪ ,‬فقال آدم‪ :‬وأ نت‬
‫الذي اصطفاك ال برسالته واصطفاك لنفسه وأنزل عليك التوراة ؟ قال‪ :‬نعم‪ ,‬قال فوجدته‬
‫مكتوبا عليططّ قبططل أن يلقنطط‪ ,‬قال‪ :‬نعططم فحططج آدم موسططى» أخرجاه‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬اذ هب أ نت وأخوك بآيا ت} أي بج جي وبراهي ن ومعجزا ت {ول تن يا ف‬
‫ذكري} قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس‪ :‬ل تبطئا‪ ,‬وقال ماهد عن ابن عباس‪ :‬ل‬
‫تضعفطا‪ ,‬والراد أنمطا ل يفتران فط ذكطر ال‪ ,‬بطل يذكران ال فط حال مواجهطة فرعون‪,‬‬
‫ليكون ذكر ال عونا لما عليه‪ ,‬وقوة لما وسلطانا كاسرا له‪ ,‬كما جاء ف الديث «إن‬
‫عبدي كل عبدي الذي يذكرن وهو مناجز قرنه»‪ .‬وقوله‪{ :‬اذهبا إل فرعون إنه طغى}‬
‫أي ترد وعتا وتب على ال وعصاه {فقول له قولً لينا لعله يتذكر أو يشى} هذه الَية‬
‫فيها عبة عظيمة‪ ,‬وهو أن فرعون ف غاية العتو والستكبار وموسى صفوة ال من خلقه‬
‫إذ ذاك‪ ,‬و مع هذا أ مر أن ل يا طب فرعون إل باللط فة والل ي‪ ,‬ك ما قال يز يد الرقا شي‬
‫عنططططططططططططططططططططططططد قوله‪{ :‬فقول له قولً لينا}‪,‬‬

‫‪26‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ططه ؟‬ ‫طط يتوله ويناديط‬‫ططف بنط‬ ‫ططن يعاديهفكيط‬ ‫ططب إل مط‬ ‫ططن يتحبط‬ ‫ططا مط‬‫يط‬
‫وقال وهب بن منبه‪ :‬قول له إن إل العفو والغفرة أقرب من إل الغضب والعقوبة‪ .‬وعن‬
‫عكرمة ف قوله‪{ :‬فقول له قولً لينا} قال‪ :‬ل إله إل ال‪ ,‬وقال عمرو بن عبيد عن السن‬
‫الب صري {فقول له قولً لينا} أعذرا إل يه قول له‪ :‬إن لك ربا ولك معادا‪ ,‬وإن ب ي يد يك‬
‫جنة ونارا‪ ,‬وقال بقية عن علي بن هارون عن رجل عن الضحاك بن مزاحم عن النال بن‬
‫سبة عن علي ف قوله {فقول له قو ًل لي نا} قال‪ :‬ك نه‪ ,‬وكذا روي عن سفيان الثوري‪:‬‬
‫ك نه بأ ب مرة‪ ,‬والا صل من أقوال م أن دعوت ما له تكون بكلم رق يق ل ي سهل رف يق‪,‬‬
‫ليكون أوقطع فط النفوس وأبلغ وأنعط‪ ,‬كمطا قال تعال‪{ :‬ادع إل سطبيل ربطك بالكمطة‬
‫طططن}‪.‬‬ ‫طططي أحسط‬ ‫ططط هط‬ ‫ططط بالتط‬ ‫طططنة وجادلمط‬ ‫طططة السط‬ ‫والوعظط‬
‫وقوله‪{ :‬لعله يتذ كر أو ي شى} أي لعله ير جع ع ما هو ف يه من الضلل والل كة‪ ,‬أو‬
‫ي شى أي يو جد طا عة من خش ية ر به‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬ل ن أراد أن يذ كر أو ي شى}‬
‫فالتذكطر الرجوع عطن الحذور‪ ,‬والشيطة تصطيل الطاعطة‪ ,‬وقال السطن البصطري‪{ :‬لعله‬
‫يتذكر أو يشى} يقول‪ :‬ل تقل أنت يا موسى وأخوك هارون أهلكه قبل أن أعذر إليه‪,‬‬
‫وههنا نذكر شعر زيد بن عمرو بن نف يل‪ ,‬ويروى لمية بن أب الصلت في ما ذكره ا بن‬
‫إسططططططططططططططططططططططططططططططططططحاق‪.‬‬
‫وأنططت الذي مططن فضططل منططّ ورحةبعثططت إل موسططى رسططولً مناديططا‬
‫طططططا‬ ‫طططططب وهارون فاد ُعوَاإل ال فرعون الذي كان باغيط‬ ‫فقلت له‪ :‬فاذهط‬
‫فقول له‪ :‬هططل أنططت سططويت هذهبل وتططد حتطط اسططتقلت كمططا هيططا‬
‫وقول له‪ :‬آأنطططت رفعطططت هذهبل عمطططد أرفطططق إذن بطططك بانيطططا‬
‫وقول له‪ :‬آأنططت سططويت وسطططهامنيا إذا مططا جنططه الليططل هاديططا‬
‫وقول له‪ :‬مططن يرج الشمططس بكرةفيصططبح مامَسططّت مططن الرض ضاحيططا‬
‫وقول له‪ :‬مططن ينبططت البطط فطط الثرىفيصططبح منططه البقططل يهتططز رابيططا‬
‫ويرج منططه حبططة فطط رؤوسططه ؟ففططي ذاك آيات لنطط كان واعيططا‬

‫‪27‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ط عََلْينَآ َأوْ أَن يَ ْط َغىَ * قَالَ َل تَخَافَآ ِإّننِي َم َعكُمَآ أَ سْمَعُ‬ ‫** قَالَ َربّنَآ ِإّننَا نَخَا فُ أَن يَفْ ُر َ‬
‫َوأَرَىَ * َف ْأِتيَاهُ َفقُول ِإنّا رَسُولَ َربّكَ َفأَرْسِلْ َمعَنَا َبنِيَ إِسْرَائِي َل وَ َل ُتعَ ّذْبهُمْ قَدْ ِجْئنَاكَ بِآَيةٍ‬
‫ل ُم عََلىَ مَ ِن اّتبَ َع اْلهُدَىَ * ِإنّا قَدْ أُوحِ يَ إِلَْينَآ أَ ّن اْلعَذَا بَ عََل َى مَن كَذّ بَ‬ ‫ك وَال سّ َ‬ ‫مّن ّربّ َ‬
‫َوَتوَّلىَ‬
‫يقول تعال إخبارا عن مو سى وهارون عليه ما ال سلم‪ ,‬أن ما قال مت سجيين بال تعال‬
‫شاكي ي إل يه‪{ :‬إن نا ناف أن يفرط علي نا أو أن يط غى} يعنيان أن يبدر إليه ما بعقو بة أو‬
‫يعتدي عليهما‪ ,‬فيعاقبهما وها ل يستحقان منه ذلك‪ .‬قال عبد الرحن بن زيد بن أسلم‪:‬‬
‫أن يفرط يع جل‪ .‬وقال ما هد‪ :‬يب سط علي نا‪ .‬وقال الضحاك عن ا بن عباس أو أن يط غى‪:‬‬
‫يعتدي {قال ل تافطا إننط معكمطا أسطع وأرى} أي ل تافطا منطه‪ ,‬فإننط معكمطا أسطع‬
‫كلمكما وكل مه‪ ,‬وأرى مكانك ما ومكانه‪ ,‬ل يفى عل يّ من أمركم شيء‪ ,‬واعلما أن‬
‫ناصيته بيدي‪ ,‬فل يتكلم ول يتنفس ول يبطش إل بإذن وبعد أمري‪ ,‬وأنا معكما بفظي‬
‫ونصططططططططططططططططططططططططططططططري وتأييدي‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا علي بن ممد الطنافسي‪ ,‬حدثنا أبو معاوية عن‬
‫العمش عن عمرو بن مرة‪ ,‬عن أب عبيدة عن عبد ال قال‪ :‬لا بعث ال عز وجل موسى‬
‫إل فرعون قال‪ :‬رب أي شيء أقول ؟ قال‪ :‬قل هيا شراهيا‪ .‬قال العمش‪ :‬فسر ذلك‪ :‬أنا‬
‫الي قبل كل شيء والي بعد كل شيء‪ ,‬إسناده جيد‪ ,‬وشيء غريب {فأتياه فقول إنا‬
‫رسول ربك} قد تقدم ف حديث الفتون عن ابن عباس أنه قال‪ :‬مكثا على بابه حينا ل‬
‫يؤذن لمططططا حتطططط أذن لمططططا بعططططد حجاب شديططططد‪.‬‬
‫وذ كر م مد بن إ سحاق بن ي سار أن مو سى وأخاه هارون خر جا فوق فا بباب فرعون‬
‫يلتم سان الذن عليه‪ ,‬وها يقولن‪ :‬إ نا رسول رب العال ي فآذنوا بنا هذا الر جل‪ ,‬فمكثا‬
‫في ما بلغ ن سنتي يغدوان ويروحان ل يعلم ب ما ول يترىء أ حد على أن ي به بشأن ما‬
‫ل يقول‬ ‫حت دخل عليه بطال له يلعبه ويضحكه‪ ,‬فقال له‪ :‬أيها اللك إن على بابك رج ً‬
‫قولً عجيبا يزعطم أن له إلا غيك أرسطله إليطك‪ .‬قال ببابط ؟ قال‪ :‬نعطم‪ ,‬قال‪ :‬أدخلوه‪,‬‬
‫فد خل وم عه أخوه هارون و ف يده ع صاه‪ ,‬فل ما و قف على فرعون قال‪ :‬إ ن ر سول رب‬
‫العال ي‪ ,‬فعر فه فرعون‪ ,‬وذ كر ال سدي أ نه ل ا قدم بلد م صر ضاف أ مه وأخاه‪ ,‬وه ا ل‬

‫‪28‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يعرفانه‪ ,‬وكان طعامهما ليلتئذ الطفيل وهو اللفت‪ ,‬ث عرفاه وسلما عليه‪ ,‬فقال له موسى‪:‬‬
‫يا هارون إن ر ب قد أمر ن أن آ ت هذا الر جل فرعون فأدعوه إل ال وأمرك أن تعاون ن‪.‬‬
‫قال‪ :‬افعطل مطا أمرك ربطك‪ ,‬فذهبطا وكان ذلك ليلً‪ ,‬فضرب موسطى باب القصطر بعصطاه‬
‫فسطمع فرعون‪ ,‬فغضطب وقال‪ :‬مطن يترىء على هذا الصطنيع الشديطد‪ ,‬فأخطبه السطدنة‬
‫ل منونا يقول إ نه ر سول ال‪ ,‬فقال علي به‪ ,‬فل ما وق فا ب ي يد يه‬
‫والبوابون بأن هه نا رج ً‬
‫قال وقال لمطططططا مطططططا ذكطططططر ال فططططط كتابطططططه‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬قد جئناك بآية من ربك} أي بدللة ومعجزة من ربك {والسلم على من اتبع‬
‫الدى} أي وال سلم عل يك إن اتب عت الدى‪ ,‬ولذا ل ا ك تب ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم إل هرقل عظيم الروم كتابا كان أوله «بسم ال الرحن الرحن‪ ,‬من ممد رسول‬
‫ال إل هرقطل عظيطم الروم‪ ,‬سطلم على مطن اتبطع الدى‪ ,‬أمطا بعطد‪ ,‬فإنط أدعوك بدعايطة‬
‫السلم‪ ,‬فأسلم تسلم يؤتك ال أجرك مرتي» وكذلك لا كتب مسيلمة إل رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم كتابا صورته من م سيلمة ر سول ال إل م مد ر سول ال‪ ,‬سلم‬
‫عليطك‪ ,‬أمطا بعطد فإنط قطد أشركتطك فط المطر‪ ,‬فلك الدر ول الوبر‪ ,‬ولكطن قريشا قوم‬
‫يعتدون‪ ,‬فك تب إل يه ر سول ال صلى ال عل يه و سلم « من م مد ر سول ال إل م سيلمة‬
‫الكذاب‪ ,‬سلم على من ات بع الدى‪ ,‬أ ما ب عد فإن الرض ل يورث ها من يشاء من عباده‬
‫والعاق بة للمتق ي» ولذا قال مو سى وهارون عليه ما ال سلم لفرعون {وال سلم على من‬
‫ات بع الدى إ نا قد أو حي إلي نا أن العذاب على من كذب وتول} أي قد أخب نا ال في ما‬
‫أوحاه إلينطا مطن الوحطي العصطوم أن العذاب متمحطض لنط كذب بآيات ال وتول عطن‬
‫طاعته‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬فأما من طغى وآثر الياة الدنيا * فإن الحيم هي الأوى} وقال‬
‫تعال‪{ :‬فأنذرتكم نارا تلظى * ل يصلها إل الشقى * الذي كذب وتول} وقال تعال‪:‬‬
‫{فل صطدق ول صطلى ولكطن كذب وتول} أي كذب بقلبطه‪ ,‬وتول بفعله‪.‬‬

‫** قَالَ فَمَن ّرّبكُمَا يَمُو َسىَ * قَالَ َرّبنَا الّذِيَ َأعْطَىَ كُ ّل شَيءٍ خَ ْلقَ ُه ثُ ّم هَدَىَ * قَالَ فَمَا‬
‫ط ّل َيضِلّ رَبّطي وَلَ يَنسطَى‬ ‫ط الُوَلىَ * قَا َل عِلْمُهَطا عِندَ رَبّطي فِطي ِكتَاب ٍ‬ ‫بَا ُل اْلقُرُون ِ‬

‫‪29‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال م با عن فرعون أ نه قال لو سى منكرا وجود ال صانع الالق إله كل ش يء‬
‫ور به وملي كه‪ ,‬قال {ف من ربك ما يا مو سى} أي الذي بع ثك وأر سلك من هو‪ ,‬فإ ن ل‬
‫أعرفه وما علمت لكم من إله غيي {قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ث هدى}‪.‬‬
‫قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس‪ :‬يقول خلق لكل شيء زوجه‪ .‬وقال الضحاك عن‬
‫ابن عباس‪ :‬جعل النسان إنسانا‪ ,‬والمار حارا‪ ,‬والشاة شاة‪ .‬وقال ليث بن أب سليم عن‬
‫ما هد‪ :‬أع طى كل شيء صورته‪ .‬وقال ا بن أ ب نيح عن ما هد‪ :‬سوى خلق كل دابة‪.‬‬
‫وقال سعيد بن جبي ف قوله‪{ :‬أعطى كل شيء خلقه ث هدى} قال‪ :‬أعطى كل ذي‬
‫خلق ما يصلحه من خلقه‪ ,‬ول يعل للنسان من خلق الدابة‪ ,‬ولللدابة من خلق الكلب‪,‬‬
‫ول للكلب من خلق الشاة‪ ,‬وأع طى كل ش يء ما ينب غي له من النكاح‪ ,‬وه يأ كل ش يء‬
‫على ذلك‪ ,‬ل يس ش يء من ها يش به شيئا من أفعاله ف اللق والرزق والنكاح‪ .‬وقال ب عض‬
‫الف سرين‪ :‬أع طى كل ش يء خل قه ث هدى‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬الذي قدر فهدى} أي قدر‬
‫قدرا وهدى اللئق إل يه‪ ,‬أي ك تب العمال والَجال والرزاق‪ ,‬ث اللئق ماشون على‬
‫طططططه‪.‬‬ ‫طططططد على الروج منط‬ ‫طططططه ول يقدر أحط‬ ‫ذلك ل ييدون عنط‬
‫يقول ربنا الذي خلق اللق وقدر القدر وجبل الليقة على ما أراد {قال فما بال القرون‬
‫الول} أ صح القوال ف مع ن ذلك أن فرعون لاأ خبه مو سى بأن ر به الذي أر سله هو‬
‫الذي خلق ورزق‪ ,‬وقدر فهدى‪ ,‬شرع ي تج بالقرون الول‪ ,‬أي الذ ين ل يعبدوا ال‪ ,‬أي‬
‫فما بالم إذا كان المر كذلك ل يعبدوا ربك بل عبدوا غيه‪ ,‬فقال له موسى ف جواب‬
‫ذلك‪ ,‬هطم وإن ل يعبدوه فإن علمهطم عنطد ال مضبوط علهيطم‪ ,‬وسطجزيهم بعملهطم فط‬
‫كتاب ال‪ ,‬و هو اللوح الحفوظ وكتاب العمال {ل ي ضل ر ب ول ين سى} أي ل ي شذ‬
‫عنه شيء‪ ,‬ول يفوته صغي ول كبي‪ ,‬ول ينسى شيئا يصف علمه تعال بأنه بكل شيء‬
‫ميط‪ ,‬وأنه ل ينسى شيئا‪ ,‬تبارك وتعال وتقدس وتنه‪ ,‬فإن علم الخلوق يعتريه نقصانان‪:‬‬
‫أحدهاط عدم الحاططة بالشيطء‪ ,‬والَخطر نسطيانه بعطد علمطه‪ ,‬فنه نفسطه عطن ذلك‪.‬‬

‫ل َوأَنزَ َل مِ َن ال سّمَآ ِء مَآءً َفأَخْ َر ْجنَا‬


‫** الّذِي َجعَلَ َلكُ مُ الرْ ضَ َمهْدا وَ سَلَكَ َلكُ مْ فِيهَا ُسبُ ً‬
‫ت َشتّىَ * ُكلُواْ وَا ْر َعوْا َأْنعَا َمكُ مْ إِ نّ فِي ذَلِ كَ َليَا تٍ ُلوْلِي الّنهَىَ *‬ ‫بِ هِ أَ ْزوَاجا مّن ّنبَا ٍ‬

‫‪30‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫خرِ ُجكُ ْم تَا َرةً أُخْرَىَ * وََلقَدْ أَ َرْينَا ُه آيَاتِنَا كُلّهَا‬
‫ِمنْهَا َخَل ْقنَاكُ ْم وَفِيهَا ُنعِيدُكُ ْم َو ِمنْهَا نُ ْ‬
‫ط َوأََبىَ‬
‫َفكَذّبططططططططططططططططططططططططططططططط َ‬
‫من تام كلم موسى فيما وصف به ربه عز وجل حي سأله فرعون عنه‪ ,‬فقال‪{ :‬الذي‬
‫أعطى كل شيء خلقه ث هدى} ث اعترض الكلم بي ذلك‪ ,‬ث قال‪{ :‬الذي جعل لكم‬
‫الرض مهدا} وفط قراءة بعضهطم مهادا أي قرارا تسطتقرون عليهطا‪ ,‬وتقومون وتنامون‬
‫عليها‪ ,‬وتسافرون على ظهرها {وسلك لكم فيها سبلً} أي جعل لكم طرقا تشون ف‬
‫مناكبها كما قال تعال‪{ :‬وجعلنا فيها فجاجا سبلً لعلهم يهتدون} {وأنزل من السماء‬
‫ماءً فأخرج نا به أزواجا من نبات ش ت} أي من أنواع النباتات من زروع وثار‪ ,‬و من‬
‫حامطض وحلو ومطر وسطائر النواع {كلوا وارعوا أنعامكطم} أي شيطء لطعامكطم‬
‫وفاكهت كم‪ ,‬وش يء لنعام كم لقوات ا خضرا ويب سا {إن ف ذلك لَيات} أي لدللت‬
‫وحججا وبراهي {لول النهى} أي لذوي العقول السليمة الستقيمة‪ ,‬على أنه ل إله إل‬
‫ال ول رب سواه {من ها خلقنا كم وفي ها نعيد كم ومن ها نرج كم تارة أخرى} أي من‬
‫الرض مبدؤكم‪ ,‬فإن أباكم آدم ملوق من تراب من أدي الرض وفيها نعيدكم أي وإليها‬
‫ت صيون إذا م تم وبلي تم‪ ,‬ومن ها نرج كم تارة أخرى {يوم يدعو كم فت ستجيبون بمده‬
‫وتظنون إن لبثتم إل قليل} وهذه الَية كقوله تعال‪{ :‬قال فيها تيون وفيها توتون ومنها‬
‫ترجون} وف الديث الذي ف السنن أن رسول ال صلى ال عليه وسلم حضر جنازة‪,‬‬
‫فل ما د فن ال يت أ خذ قب ضة من التراب فألقا ها ف ال قب وقال‪ :‬من ها خلقنا كم‪ ,‬ث أ خذ‬
‫أخرى‪ ,‬وقال‪ :‬وفيهطا نعيدكطم‪ ,‬ثط أخرى‪ ,‬وقال‪ :‬ومنهطا نرجكطم تارة أخرى‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫{ول قد أريناه آيات نا كل ها فكذب وأ ب} يع ن فرعون أ نه قا مت عل يه ال جج والَيات‬
‫والدللت‪ ,‬وعا ين ذلك وأب صره فكذب ب ا وأبا ها كفرا وعنادا وبغيا‪ ,‬ك ما قال تعال‪:‬‬
‫{وجحدوا باططط واسطططتيقنتها أنفسطططهم ظلما وعلوا} الَيطططة‪.‬‬

‫سحْ ٍر ّمثْلِ هِ فَا ْجعَ ْل بَْيَننَا‬


‫ضنَا بِ سِحْ ِر َك يَمُو َسىَ * فََلَن ْأتَِينّ كَ بِ ِ‬
‫خرِ َجنَا مِ نْ أَرْ ِ‬
‫** قَالَ أَ ِجْئتَنَا ِلتُ ْ‬
‫ت َمكَانا ُسوًى * قَا َل َم ْوعِدُكُ ْم َيوْمُ الزّيَنةِ َوأَن يُحْشَرَ‬ ‫َوبَْينَكَ َم ْوعِدا لّ نُخِْلفُهُ َنحْ ُن وَلَ أَن َ‬
‫النّاسططططططططططططططططُ ضُحًططططططططططططططططى‬

‫‪31‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال مبا عن فرعون أنه قال لوسى حي أراه الَية الكبى‪ ,‬وهي إلقاء عصاه‬
‫فصارت ثعبانا عظيما‪ ,‬ونزع يده من تت جناحه فخرجت بيضاء من غي سوء‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫هذا سحر جئت به لتسحرنا وتستول به على الناس فيتبعونك‪ ,‬وتكاثرنا بم ول يتم هذا‬
‫م عك‪ ,‬فإن عند نا سحرا م ثل سحرك‪ ,‬فل يغر نك ما أ نت ف يه‪{ ,‬فاج عل بين نا وبي نك‬
‫موعدا} أي يوما نت مع ن ن وأ نت ف يه‪ ,‬فنعارض ما جئت به ب ا عند نا من ال سحر ف‬
‫مكان معي ووقت معي‪ ,‬فعند ذلك {قال} لم موسى {موعدكم يوم الزينة} وهو يوم‬
‫عيدهم ونيوزهم وتفرغهم من أعمالم واجتماعهم جيعهم‪ ,‬ليشاهد الناس قدرة ال على‬
‫ما يشاء ومعجزات ال نبياء وبطلن معار ضة ال سحر لوارق العادات النبو ية‪ ,‬ولذا قال‪:‬‬
‫{وأن يشر الناس} أي جيعهم {ضحى} أي ضحوة من النهار‪ ,‬ليكون أظهر وأجلى‬
‫وأب ي وأو ضح‪ ,‬وهكذا شأن ال نبياء كل أمر هم ب ي وا ضح ل يس ف يه خفاء ول ترو يج‪,‬‬
‫ولذا ل يقل ليلً ولكن نارا ضحى‪ ,‬قال ابن عباس‪ :‬وكان يوم الزينة يوم عاشوراء‪ .‬وقال‬
‫السدي وقتادة وابن زيد‪ :‬كان يوم عيدهم‪ .‬وقال سعيد بن جبي‪ :‬كان يوم سوقهم‪ ,‬ول‬
‫منافاة‪ .‬قلت‪ :‬وف مثله أهلك ال فرعون وجنوده‪ ,‬كما ثبت ف الصحيح‪ ,‬وقال وهب بن‬
‫ل ننظر فيه‪ .‬قال موسى ل أومر بذا إنا‬ ‫منبه‪ :‬قال فرعون‪ :‬يا موسى اجعل بيننا وبينك أج ً‬
‫أمرت بناجز تك إن أ نت ل ترج دخلت إل يك‪ ,‬فأو حى ال إل مو سى أن اج عل بي نك‬
‫وبينه أجلً‪ ,‬وقل له أن يعل هو‪ ,‬قال فرعون‪ :‬اجعله إل أربع ي يوما فف عل‪ ,‬وقال ماهد‬
‫وقتادة‪ :‬مكانا سوى من صفا‪ .‬وقال ال سدي‪ :‬عدلً‪ .‬وقال ع بد الرح ن بن ز يد بن أ سلم‪:‬‬
‫مكانا سوى م ستو ب ي الناس و ما ف يه ل يكون صوب ول ش يء يتغ يب ب عض ذلك عن‬
‫ططططططططط يرى‪.‬‬ ‫طططططططططتو حيط‬ ‫طططططططططض مسط‬ ‫بعط‬

‫** َفَتوَّلىَ ِف ْر َعوْنُ َفجَ َمعَ َكيْدَهُ ثُمّ َأتَىَ * قَالَ َلهُ ْم مّوسَ َى َويَْلكُ مْ َل َت ْفتَرُواْ عَلَى اللّ هِ َكذِبا‬
‫جوَىَ * قَاُلوَاْ‬ ‫ب مَ ِن ا ْفتَرَىَ * َفَتنَا َز ُعوَاْ َأمْ َرهُ ْم َبيَْنهُ ْم َوأَ سَرّواْ النّ ْ‬
‫ب وَقَدْ خَا َ‬ ‫حَتكُم بِعَذَا ٍ‬
‫َفيُ سْ ِ‬
‫سحْ ِرهِمَا َويَ ْذهَبَا بِطَرِي َقِتكُ مُ‬‫ضكُ ْم بِ ِ‬ ‫خرِجَاكُ ْم مّ نْ أَرْ ِ‬ ‫إِ نْ هَ ـذَانِ لَ سَا ِحرَا ِن يُرِيدَا نِ أَن يُ ْ‬
‫ط اسططَْتعَْلىَ‬ ‫ط مَنطِ‬ ‫طفّا وَقَدْ أَ ْفلَحططَ الَْيوْمطَ‬ ‫ط اْئتُواْ صطَ‬ ‫ط ثُمطّ‬ ‫الْ ُمثَْلىَ * َفأَجْ ِمعُواْ َكيْدَكُمطْ‬

‫‪32‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال م با عن فرعون أ نه ل ا توا عد هو ومو سى عل يه ال سلم إل و قت ومكان‬
‫معلومي تول‪ ,‬أي شرع ف جع السحرة من مدائن مكلته‪ ,‬كل من ينسب إل السحر ف‬
‫ذلك الزمان‪ ,‬وقطد كان السطحر فيهطم كثيا نافقا جدا‪ ,‬كمطا قال تعال‪{ :‬وقال فرعون‬
‫ائتو ن ب كل ساحر عل يم} ث أ ت‪ .‬أي اجت مع الناس ليقات يوم معلوم و هو يوم الزي نة‪,‬‬
‫وجلس فرعون على سرير ملكته‪ ,‬واصطف له أكابر دولته‪ ,‬ووقفت الرعايا ينة ويسرة‪,‬‬
‫وأقبل موسى عليه الصلة والسلم متوكئا على عصاه ومعه أخوه هارون‪ ,‬ووقف السحرة‬
‫بي يدي فرعون صفوفا‪ ,‬وهو يرضهم ويثهم ويرغبهم ف إجادة عملهم ف ذلك اليوم‪,‬‬
‫ويتمنون عليه وهو يعدهم وينيهم‪ ,‬يقولون {أئن لنا لجرا إن كنا نن الغالب ي قال نعم‬
‫وإن كم إذا ل ن القرب ي} {قال ل م مو سى ويل كم ل تفتروا على ال كذبا} أي ل تيلوا‬
‫للناس بأعمالكطم إياد أشياء ل حقائق لاط وأناط ملوقطة‪ ,‬وليسطت ملوقطة‪ ,‬فتكونون قطد‬
‫كذب تم على ال {في سحتكم بعذاب} أي يهلك كم بعقو بة هلكا ل بق ية له {و قد خاب‬
‫من افترى فتنازعوا أمر هم بين هم} ق يل معناه أن م تشاجروا في ما بين هم‪ ,‬فقائل يقول ل يس‬
‫هذا بكلم ساحر إن ا هذا كلم نب‪ ,‬وقائل يقول بل هو ساحر‪ ,‬وق يل غ ي ذلك‪ ,‬وال‬
‫أعلم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وأ سروا النجوى} أي تناجوا في ما بين هم {قالوا إن هذا ل ساحران} وهذه ل غة‬
‫لبعض العرب‪ ,‬جاءت هذه القراءة على إعرابا‪ ,‬ومنهم من قرأ {إن هذين لساحران} وهذ‬
‫الل غة الشهورة‪ ,‬و قد تو سع النحاة ف الواب عن القراءة الول ب ا ل يس هذا موض عه‪.‬‬
‫والغرض أن السطحرة قالوا فيمطا بينهطم‪ :‬تعلمون أن هذا الرجطل وأخاه طط يعنون موسطى‬
‫وهارون ط ساحران عالان‪ ,‬خبيان بصطناعة ال سحر‪ ,‬يريدان ف هذا اليوم أن يغلبا كم‬
‫ط العامطة‪ ,‬ويقاتل فرعون وجنوده‪ ,‬فينصطرا عليطه‪,‬‬ ‫وقومكطم ويسطتوليا على الناس‪ ,‬وتتبعهم ا‬
‫ويرجاكطططططططططم مطططططططططن أرضكطططططططططم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ويذهبا بطريقتكم الثلى} أي ويستبدا بذه الطريقة وهي السحر‪ ,‬فإنم كانوا‬
‫معظم ي ب سببها ل م أموال وأرزاق علي ها‪ ,‬يقولون‪ :‬إذا غلب هذان أهلكا كم وأخرجا كم‬
‫من الرض‪ ,‬وتفردا بذلك وتحضت لما الرياسة با دونكم‪ ,‬وقد تقدم ف حديث الفتون‬
‫أن ابن عباس قال ف قوله‪{ :‬ويذهبا بطريقتكم الثلى} يعن ملكهم الذي هم فيه والعيش‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال ابن أ ب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا نعيم بن حاد‪ ,‬حدثنا هشيم عن عبد الرحن بن‬
‫إ سحاق‪ ,‬سع الش عب يدث عن علي ف قوله‪{ :‬ويذه با بطريقت كم الثلى} قال‪ :‬ي صرفا‬
‫وجوه الناس إليهمطططططططططططططططططططططططططططططا‪.‬‬
‫وقال ما هد {ويذه با بطريقت كم الثلى} قال‪ :‬أولو الشرف والع قل وال سنان‪ .‬وقال أ بو‬
‫صطال‪ :‬بطريقتكطم الثلى أشرافكطم وسطرواتكم‪ .‬وقال عكرمطة‪ :‬بيكطم‪ .‬وقال قتادة‪:‬‬
‫وطريقتهطم الثلى يومئذ بنطو إسطرائيل‪ ,‬وكانوا أكثطر القوم عددا وأمولً‪ ,‬فقال عدو ال‬
‫يريدان أن يذه با ب ا لنف سهما‪ .‬وقال ع بد الرح ن بن ز يد‪ :‬بطريقت كم الثلى بالذي أن تم‬
‫عل يه‪{ .‬فأجعوا كيد كم ث ائتوا صفا} أي اجتمعوا كل كم صفا واحدا‪ ,‬وألقوا ما ف‬
‫أيديكم مرة واحدة لتبهروا البصار‪ ,‬وتغلبوا هذا وأخاه {وقد أفلح اليوم من استعلى} أي‬
‫منا ومنه‪ ,‬أما نن فقد وعدنا هذا اللك العطاء الزيل‪ ,‬وأما هو فينال الرياسة العظيمة‪.‬‬

‫** قَالُوْا يَمُو َسىَ ِإمّآ أَن تُ ْلقِ َي َوِإمّآ أَن ّنكُو نَ َأوّ َل مَ نْ أَْلقَىَ * قَا َل بَلْ أَْلقُواْ فَإِذَا ِحبَاُلهُ ْم‬
‫خيّلُ إَِليْ هِ مِن ِسحْ ِرهِمْ َأّنهَا تَ سْ َعىَ * َفَأوْجَ سَ فِي َنفْ سِهِ خِي َفةً مّو سَىَ * ُق ْلنَا لَ‬ ‫َوعِ صِّيهُ ْم يُ َ‬
‫صَنعُواْ َكيْدُ سَا ِح ٍر وَلَ‬ ‫صَن ُعوَاْ ِإنّمَا َ‬
‫ف مَا َ‬‫ك تَ ْلقَ ْ‬‫ت العَْلىَ * َوأَلْ ِق مَا فِي يَمِينِ َ‬ ‫تَخَفْ ِإنّكَ أَن َ‬
‫َبط هَارُونَط َومُوسَطىَ‬ ‫ح َرةُ سُطجّدا قَاُل َواْ آمَنّا بِر ّ‬ ‫السط َ‬
‫ْثطَأتَىَ * َفأُْلقِيَط ّ‬ ‫ِحط السطّاحِرُ َحي ُ‬ ‫ُيفْل ُ‬
‫يقول تعال مبا عن السحرة حي توافقوا هم وموسى عليه السلم‪ ,‬أنم قالوا لوسى‬
‫{إما أن تلقي} أي أنت أو ًل {وإما أن نكون أول من ألقى * قال بل ألقوا} أي أنتم أولً‬
‫لنرى ماذا ت صنعون من ال سحر‪ ,‬وليظ هر للناس جل ية أمر هم {فإذا حبال م وع صيهم ي يل‬
‫إليه من سحرهم أنا تسعى} وف الَية الخرى أنم لا ألقوا {قالوا بعزة فرعون إنا لنحن‬
‫الغالبون} وقال تعال‪{ :‬سطحروا أعيط الناس واسطترهبوهم وجاءوا بسطحر عظيطم} وقال‬
‫ههنا‪{ :‬فإذا حبالم وعصيهم ييل إليه من سحرهم أنا تسعى} وذلك أنم أودعوها من‬
‫الزئبق ما كانت تتحرك بسببه وتضطرب وتيد‪ ,‬بيث ييل للناظر أنا تسعى باختيارها‪,‬‬
‫وإنا كان حيلة‪ ,‬وكانوا جا غفيا وجعا كثيا‪ ,‬فألقى كل منهم عصا وحبلً حت صار‬
‫الوادي ملَن حيات يركططططططططططب بعضهططططططططططا بعضا‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله‪{ :‬فأوجطس فط نفسطه خيفطة موسطى} أي خاف على الناس أن يفتنوا بسطحرهم‬
‫ويغتروا بم قبل أن يلقي ما ف يينه‪ ,‬فأوحى ال تعال إليه ف الساعة الراهنة أن أل قِ ما ف‬
‫يينك يعن عصاك‪ ,‬فإذا هي تلقف ما صنعوا وذلك أنا صارت تنينا عظيما هائلً ذا قوائم‬
‫وعنق ورأس وأضراس‪ ,‬فجعلت تتبع تلك البال والعصي حت ل تبق منها شيئا إل تلقفته‬
‫وابتلعتطه‪ ,‬والسطحرة والناس ينظرون إل ذلك عيانا جهرة نارا ضحوة‪ ,‬فقامطت العجزة‬
‫واتضح البهان‪ ,‬ووقع الق وبطل السحر‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬إنا صنعوا كيد ساحر ول‬
‫يفلح الساحر حيث أتى} وقال ابن أب حات حدثنا أب حدثنا ممد بن موسى الشيبان‬
‫حدثنا حاد بن خالد حدثنا ابن معاذ أحسبه الصائغ عن السن عن جندب عن عبد ال‬
‫البجلي قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إذا أخذت يعن الساحر فاقتلوه ث قرأ‬
‫{ول يفلح الساحر حيث أتى} قال‪ :‬ل يؤمن به حيث وجد» وقد روى أصله الترمذي‬
‫موقوفا ومرفوعا‪ .‬فل ما عا ين ال سحرة ذلك وشاهدوه‪ ,‬ول م خبة بفنون ال سحر وطر قه‬
‫ووجوهه علموا علم اليقي أن هذا الذي فعله موسى ليس من قبيل السحر واليل‪ ,‬وأنه‬
‫حق ل مرية فيه‪ ,‬ول يقدر على هذا إل الذي يقول للشيء كن فيكون‪ ,‬فعند ذلك وقعوا‬
‫سجدا ل‪ ,‬وقالوا‪ :‬آمنا برب العالي رب موسى وهارون‪ ,‬ولذا قال ابن عباس وعبيد بن‬
‫عمي‪ :‬كانوا أول النهار سحرة‪ ,‬وف آخر النهار شهداء بررة‪ .‬وقال ممد بن كعب‪ :‬كانوا‬
‫ثاني ألفا‪ ,‬وقال القاسم بن أب بزة‪ :‬كانوا سبعي ألفا‪ ,‬وقال السدي‪ :‬بضعة وثلثي ألفا‪,‬‬
‫وقال الثوري عن عبد العزيز بن رفيع عن أب ثامة‪ :‬كان سحرة فرعون تسعة عشر ألفا‪,‬‬
‫وقال م مد بن إ سحاق‪ :‬كانوا خ سة ع شر ألفا‪ ,‬وقال ك عب الحبار‪ :‬كانوا اث ن ع شر‬
‫ألفا‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا علي بن السي‪ ,‬حدثنا ممد بن علي بن حزة‪ ,‬حدثنا علي‬
‫بن ال سي بن وا قد عن أب يه عن يز يد النحوي عن عكر مة عن ا بن عباس قال‪ :‬كا نت‬
‫ال سحرة سبعي رجلً‪ ,‬أ صبحوا سحرة‪ ,‬وأم سوا شهداء‪ .‬قال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أ ب‪,‬‬
‫حدث نا ال سيب بن وا ضح ب كة‪ ,‬حدث نا ا بن البارك قال‪ :‬قال الوزا عي‪ :‬ل ا خر ال سحرة‬
‫سجدا‪ ,‬رفعت لم النة حت نظروا إليها‪ ,‬قال‪ :‬وذكر عن سعيد بن سلم‪ ,‬حدثنا إساعيل‬
‫بن ع بد ال بن سليمان عن سال الف طس عن سيعد بن جبي قوله‪{ :‬فأل قي ال سحرة‬

‫‪35‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سجدا} قال‪ :‬رأوا منازلم تبن لم وهم ف سجودهم‪ ,‬وكذا قال عكرمة والقاسم بن أب‬
‫بزة‪.‬‬

‫حرَ َفلُقَ ّطعَ نّ َأيْ ِديَكُ ْم‬‫** قَالَ آمَنتُ مْ لَ هُ َقبْلَ أَ نْ ءَاذَ نَ َلكُ مْ ِإنّ هُ َلكَبِيُكُ ُم الّذِي عَلّ َمكُ ُم ال سّ ْ‬
‫ف وَلُ صَّلَبنّكُمْ فِي ُجذُو عِ النّخْ ِل وََلَتعْلَمُ نّ َأيّنَآ َأشَدّ عَذَابا َوَأبْ َقىَ *‬ ‫َوأَرْجَُلكُ ْم مّ نْ ِخلَ ٍ‬
‫قَالُواْ لَن ّن ْؤثِرَ َك عََلىَ مَا جَآ َءنَا مِ َن الَْبّينَا تِ وَالّذِي فَ َط َرنَا فَاقْ ضِ مَآ أَن تَ قَا ضٍ ِإنّمَا َت ْقضِي‬
‫حيَاةَ ال ّدْنيَآ * إِنّآ آمَنّا بِ َرّبنَا ِلَيغْفِرَ َلنَا خَطَايَانَا َومَآ أَكْ َرهَْتنَا عََليْ هِ مِ َن ال سّحْ ِر وَاللّ هُ‬
‫هَـ ِذ ِه الْ َ‬
‫َخيْ ٌر َوَأْبقَىَ‬
‫يقول تعال م با عن ك فر فرعون وعناده وبغ يه ومكابر ته ال ق بالبا طل‪ ,‬ح ي رأى ما‬
‫رأى من العجزة الباهرة والَ ية العظي مة‪ ,‬ورأى الذ ين قد ا ستنصر ب م قد آمنوا بضرة‬
‫الناس كل هم‪ ,‬وغلب كل الغلب‪ ,‬شرع ف الكابرة والب هت‪ ,‬وعدل إل ا ستعمال جا هه‬
‫وسلطانه ف السحرة‪ ,‬فتهددهم وتوعدهم وقال‪{ :‬آمنتم له} أي صدقتموه {قبل أن آذن‬
‫ل كم} أي ما أمرت كم بذلك وأفتن تم علي ف ذلك‪ ,‬وقال قولً يعلم هو وال سحرة واللق‬
‫كلهم أنه بت وكذب {إنه لكبيكم الذي علمكم السحر} أي أنتم إنا أخذت السحر‬
‫عطن موسطى‪ ,‬واتفقتطم أنتطم وإياه علي وعلى رعيتط لتظهروه‪ ,‬كمطا قال تعال فط اليطة‬
‫الخرى‪{ :‬إن هذا لكر مكرتوه ف الدينة لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلمون}‪ ,‬ث أخذ‬
‫يتهدد هم فقال‪{ :‬لقط عن أيدي كم وأرجل كم من خلف ول صلبنكم ف جذوع الن خل}‬
‫أي لجعلن كم مثلة‪ ,‬ولقتلن كم ولشهرن كم‪ ,‬قال ا بن عباس‪ :‬فكان أول من ف عل ذلك‪,‬‬
‫رواه ابططططططططططن أبطططططططططط حاتطططططططططط‪.‬‬
‫وقوله {ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى} أي أنتم تقولون‪ :‬إن وقومي على ضللة وأنتم‬
‫مع موسى وقومه على الدى‪ ,‬فسوف تعلمون من يكون له العذاب ويبقى فيه‪ ,‬فلما صال‬
‫عليهم بذلك وتوعدهم‪ ,‬هانت عليهم أنفسهم ف ال عز وجل و{قالوا لن نؤثرك على ما‬
‫جاءنا من البينات} أي لن نتارك على ما حصل لنا من الدى واليقي‪{ ,‬والذي فطرنا}‬
‫يتمطل أن يكون قسطما‪ ,‬ويتمطل أن يكون معطوفا على البينات‪ ,‬يعنون ل نتارك على‬
‫فاطر نا وخالق نا الذي أنشأ نا من العدم البتدي خلق نا من الط ي‪ ,‬ف هو ال ستحق للعبادة‬

‫‪36‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والضوع ل أ نت‪{ ,‬فا قض ما أ نت قاض} أي فاف عل ما شئت‪ ,‬و ما و صلت إل يه يدك‪,‬‬
‫{إنا تقضي هذه الياة الدنيا} أي إنا لك تسلط ف هذه الدار وهي دار الزوال‪ ,‬ونن قد‬
‫رغبنا ف دار القرار {إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا} أي ما كان منا من الَثام خصوصا‬
‫مططا أكرهتنططا عليططه مططن السططر لتعارض بططه آيططة ال تعال ومعجزة نططبيه‪.‬‬
‫وقال ا بن أ ب حات‪ :‬حدثنا أ ب‪ ,‬حدثنا نع يم بن حاد‪ ,‬حدثنا سفيان بن عيينة عن أ ب‬
‫سعيد عن عكرمة عن ابن عباس ف قوله تعال‪{ :‬وما أكرهتنا عليه من السحر} قال‪ :‬أخذ‬
‫فرعون أربع ي غلما من ب ن إ سرائيل‪ ,‬فأ مر أن يعلموا ال سحر بالفرماء‪ ,‬وقال‪ :‬علمو هم‬
‫تعليما ل يعل مه أ حد ف الرض‪ ,‬قال ا بن عباس‪ :‬ف هم من الذ ين آمنوا بو سى و هم من‬
‫الذين قالوا‪{ :‬آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر} وكذا قال عبد‬
‫الرحن بن زيد بن أسلم‪ .‬وقوله‪{ :‬وال خي وأبقى} أي خي لنا منك {وأبقى} أي أدوم‬
‫ثوابا ما كنت وعدتنا ومنيتنا‪ ,‬وهو رواية عن ابن إسحاق رحه ال‪ .‬وقال ممد بن كعب‬
‫القرظي {وال خي} أي لنا منك إن أطيع {وأبقى} أي منك عذابا غن عصي‪ ,‬وروي‬
‫نوه عن ابن إسحاق أيضا‪ .‬والظاهر أن فرعون ط لعنه ال ط صمم على ذلك‪ ,‬وفعله بم‬
‫رحة لم من ال‪ ,‬ولذا قال ابن عباس وغيه من السلف‪ :‬أصبحوا سحرة وأمسوا شهداء‪.‬‬

‫حيَىَ * َومَن َيأْتِهِ ُم ْؤمِنا َق ْد‬


‫جرِما فَإِ نّ لَ هُ َج َهنّ مَ َل يَمُوتُ فِيهَا وَلَ َي ْ‬
‫** ِإنّهُ مَن َيأْ تِ َربّ ُه مُ ْ‬
‫حِتهَا النْهَارُ‬ ‫جرِي مِن تَ ْ‬ ‫ت عَدْ نٍ تَ ْ‬
‫ت اْلعَُلىَ * َجنّا ُ‬
‫عَمِ َل ال صّالِحَاتِ َفُأوْلَـئِكَ َلهُ مُ الدّرَجَا ُ‬
‫خَالِدِي نَ فِيهَا وَذَلِ كَ َجزَآ ُء مَن تَزَ ّكىَ الظا هر من ال سياق أن هذا من تام ما و عظ به‬
‫السطحرة لفرعون‪ ,‬يذرونطه مطن نقمطة ال وعذابطه الدائم السطرمدي‪ ,‬ويرغبونطه فط ثوابطه‬
‫البدي الخلد‪ ,‬فقالوا‪{ :‬إنه من يأت ربه مرما} أي يلقى ال يوم القيامة وهو مرم {فإن‬
‫له جهنم ل يوت فيها ول يي} كقوله‪{ :‬ل يقضى عليهم فيموتوا ول يفف عنهم من‬
‫عذابا كذلك نزي كل كفور} وقال‪{ :‬ويتجنبها الشقى الذي يصلى النار الكبى ث ل‬
‫يوت فيها ول يي} وقال تعال‪{ :‬ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون}‬
‫وقال المام أحد بن حنبل‪ :‬حدثنا إساعيل‪ ,‬أخبنا سعيد بن يزيد عن أب نضرة عن أب‬
‫سعيد الدري قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬أما أهل النار الذين هم أهلها‪,‬‬

‫‪37‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فإنم ل يوتون فيها ول ييون‪ ,‬ولكن أناس تصيبهم النار بذنوبم فتميتهم إماتة حت إذا‬
‫صاروا فحما أذن ف الشفا عة فج يء ب م ضبائر ضبائر‪ ,‬فبثوا على أنار ال نة‪ ,‬فيقال‪ :‬يا‬
‫أهل النة أفيضوا عليهم‪ ,‬فينبتون نبات البة تكون ف حيل السيل» فقال رجل من القوم‪:‬‬
‫كأن رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم كان بالباديطة‪ ,‬وهكذا أخرجطه مسطلم فط كتابطه‬
‫ال صحيح من روا ية شع بة وب شر بن الف ضل‪ ,‬كله ا عن أ ب سلمة سعيد بن يز يد به‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬ذكر عن عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث قال‪ :‬حدثنا‬
‫أب‪ ,‬حدثنا حيان‪ ,‬سعت سليمان التيمي عن أب نضرة عن أب سعيد أن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم خطب فأتى على هذه الَية {إنه من يأت ربه مرما فإن له جهنم ل يوت‬
‫فيها ول يي} قال النب صلى ال عليه وسلم‪« :‬أما أهلها الذين هم أهلها فل يوتون فيها‬
‫ول ييون‪ ,‬وأما الذين ليسوا من أهلها فإن النار تسهم ث يقوم الشفعاء فيشفعون‪ ,‬فتجعل‬
‫الضبائر‪ ,‬فيؤ تى ب م نرا يقال له الياة أو اليوان‪ ,‬فينبتون ك ما ين بت الع شب ف ح يل‬
‫السططططططططططططططططططططططططططططططططططيل»‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالات} أي ومن لقي ربه يوم العاد مؤمن‬
‫القلب قطد صطدق ضميه بقوله وعمله {فأولئك لمط الدرجات العلى} أي النطة ذات‬
‫الدرجات العاليات‪ ,‬والغرف الَمنات‪ ,‬والساكن الطيبات‪ .‬قال المام أحد‪ :‬حدثنا عفان‪,‬‬
‫أنبأنا هام‪ ,‬حدثنا زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبادة بن الصامت عن النب صلى‬
‫ال عل يه و سلم قال‪« :‬ال نة مائة در جة ما ب ي كل درجت ي ك ما ب ي ال سماء والرض‪,‬‬
‫والفردوس أعلهطا درجطة‪ ,‬ومنهطا ترج النار الربعطة‪ ,‬والعرش فوقهطا‪ ,‬فإذا سطألتهم ال‬
‫فاسطألوه الفردوس» ورواه الترمذي مطن حديطث يزيطد بطن هارون عطن هام بطه‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا سليمان بن عبد الرحن الدمشقي‪ ,‬أخبنا خالد بن يزيد بن‬
‫أ ب مالك عن أبيه قال‪ :‬كان يقال‪ :‬النة مائة درجة ف كل در جة مائة در جة‪ ,‬بي كل‬
‫درجت ي ك ما ب ي ال سماء والرض‪ ,‬في هن الياقوت واللي‪ ,‬ف كل در جة أم ي يرون له‬
‫الفضل والسؤدد‪ ,‬وف الصحيحي‪« :‬إن أهل عليي ليون من فوقهم كما ترون الكوكب‬
‫الغابر ف أفق السماء لتفاضل ما بينهم ط قالوا يا رسول ال‪ :‬تلك منازل النبياء قال ط‬
‫بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بال وصدقوا الرسلي» وف السنن‪ :‬وإن أبا بكر وعمر‬

‫‪38‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لنهم وأنعما‪ .‬وقوله‪{ :‬جنات عدن} أي إقامة‪ ,‬وهي بدل من الدرجات العلى {تري من‬
‫تتها النار خالدين فيها} أي ماكثي أبدا {وذلك جزاء من تزكى} أي طهر نفسه من‬
‫الدنس والبث والشرك‪ ,‬وعبد ال وحده ل شريك له‪ .‬واتبع الرسلي فيما جاؤوا به من‬
‫خيطططططططططططططططططططططططططططططططط وطلب‪.‬‬

‫ضرِبْ َلهُ ْم طَرِيقا فِي اْلبَحْ ِر َيبَسا ّل تَخَا ُ‬


‫ف‬ ‫** وََلقَدْ َأوْ َحْينَآ إِلَ َى مُوسَىَ أَنْ أَسْ ِر ِب ِعبَادِي فَا ْ‬
‫شَيهُمْ * َوأَضَلّ فِ ْر َعوْنُ‬
‫شَيهُ ْم مّ َن اْليَ ّم مَا غَ ِ‬
‫جنُودِهِ َفغَ ِ‬
‫شىَ * َفَأْتَبعَهُمْ فِ ْر َعوْ ُن بِ ُ‬
‫دَرَكا وَ َل تَخْ َ‬
‫طططططططططططططططُ وَمَطططططططططططططططا هَدَىَ‬ ‫َق ْومَهط‬
‫يقول تعال مبا أنه أمر موسى عليه السلم حي أب فرعون أن يرسل معه بن إسرائيل‬
‫أن يسري بم ف الليل‪ ,‬ويذهب بم من قبضة فرعون‪ ,‬وقد بسط ال هذا القام ف غي‬
‫هذه السورة الكرية‪ ,‬وذلك أن موسى لا خرج ببن إسرائيل أصبحوا وليس منهم بصر ل‬
‫داع ول ميطب‪ ,‬فغضطب فرعون غضبا شديدا‪ ,‬وأرسطل فط الدائن حاشريطن‪ ,‬أي مطن‬
‫يمعون له النطد مطن بلدانطه ورسطاتيقه‪ ,‬يقول‪{ :‬إن هؤلء لشرذمطة قليلون‪ ,‬وإنمط لنطا‬
‫لغائظون}‪ ,‬ث لا جع جنده واستوسق له جيشه‪ ,‬ساق ف طلبهم فأتبعوهم مشرقي‪ ,‬أي‬
‫ع ند طلوع الش مس {فل ما تراءى المعان} أي ن ظر كل من الفريق ي إل الَ خر {قال‬
‫أصحاب موسى إنا لدركون قال كل إن معي رب سيهدين} ووقف موسى ببن إسرائيل‬
‫البحر أمامهم‪ ,‬وفرعون وراءهم‪ ,‬فعند ذلك أوحى ال إليه {أن اضرب لم طريقا ف البحر‬
‫يب سا} فضرب الب حر بع صاه‪ ,‬وقال‪ :‬انفلق علي بإذن ال‪ ,‬فانفلق فكان كل فرق كالطود‬
‫العظ يم‪ ,‬أي ال بل العظ يم‪ ,‬فأر سل ال الر يح على أرض الب حر فلفح ته ح ت صار يب سا‬
‫كو جه الرض‪ ,‬فلهذا قال‪{ :‬فاضرب ل م طريقا ف الب حر يب سا ل تاف دركا} أي من‬
‫فرعون {ول ت شى} يع ن من الب حر أن يغرق قو مك‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬فأتبع هم فرعون‬
‫بنوده فغشيهم من اليم} أي البحر {ما غشيهم} أي الذي هو معروف ومشهور‪ ,‬وهذا‬
‫يقال عند المر العروف الشهور‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬والؤتفكة أهوى فغشاها ما غشى}‬
‫وقال الشاعططططططططططططططططططططططططططططططططر‪:‬‬
‫ططططططم وشعري شعري‬ ‫ططططططو النجط‬ ‫ططططططا أبط‬ ‫أنط‬

‫‪39‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أي الذي يعرف وهطو مشهور‪ .‬وكمطا تقدم فرعون فسطلك بمط فط اليطم فأضلهطم ومطا‬
‫هداهطم إل سطبيل الرشاد‪ ,‬كذلك يقدم قومطه يوم القيامطة فأوردهطم النار وبئس الورد‬
‫الورود‪.‬‬

‫** َيَبنِي إِ سْرَائِيلَ َقدْ أَنَْينَاكُ ْم مّ ْن عَ ُدوّكُ ْم َووَاعَ ْدنَاكُ مْ جَانِ بَ الطّو ِر اليْمَ نَ َونَزّْلنَا عََلْيكُ ُم‬
‫ضبِي َومَن‬ ‫ت مَا رَزَ ْقنَاكُ ْم وَ َل تَ ْط َغ ْواْ فِي هِ َفَيحِ ّل عََلْيكُ ْم َغ َ‬
‫الْمَ ّن وَال سّ ْلوَىَ * كُلُوْا مِن َطّيبَا ِ‬
‫ب وَآمَ َن َوعَمِلَ صَالِحَا ثُ ّم اهْتَدَىَ‬ ‫يَحِْل ْل عََليْ ِه َغضَبِي َفقَ ْد َهوَىَ * َوإِنّي َلغَفّارٌ لّمَن تَا َ‬
‫يذ كر تعال نع مه على ب ن إ سرائيل العظام ومن نه ال سام‪ ,‬ح يث أنا هم من عدو هم‬
‫فرعون‪ ,‬وأقر أعينهم منه وهم ينظرون إليه وإل جنده قد غرقوا ف صبيحة واحدة‪ ,‬ل ينج‬
‫منهم أحد‪ ,‬كما قال‪{ :‬وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون} وقال البخاري‪ :‬حدثنا يعقوب‬
‫بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا روح بن عبادة‪ ,‬حدثنا شعبة‪ ,‬حدثنا أبو بشر عن سعيد بن جبي عن‬
‫ابطن عباس قال‪ :‬لاط قدم رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم الدينطة‪ ,‬وجطد اليهود تصطوم‬
‫عاشوراء‪ ,‬ف سألم فقالوا‪ :‬هذا اليوم الذي أظ فر ال ف يه مو سى على فرعون‪ ,‬فقال‪« :‬ن ن‬
‫طططحيحه‪.‬‬ ‫ططط صط‬ ‫طططلم أيضا فط‬ ‫طططوموه» رواه مسط‬ ‫طططى فصط‬ ‫أول بوسط‬
‫ث إنه تعال واعد موسى وبن إسرائيل بعد هلك فرعون إل جانب الطور الين‪ ,‬وهو‬
‫الذي كل مه ال تعال عل يه‪ ,‬و سأل ف يه الرؤ ية‪ ,‬وأعطاه التوراة هنالك‪ ,‬و ف غضون ذلك‬
‫عبد بنو إسرائيل العجل كما يقصه ال تعال قريبا‪ ,‬وأما الن والسلوى فقد تقدم الكلم‬
‫على ذلك ف سورة البقرة وغيها‪ ,‬فالن حلوى كانت تنل عليهم من السماء‪ ,‬والسلوى‬
‫طائر يسطقط عليهطم فيأخذون مطن كطل قدر الاجطة إل الغطد‪ ,‬لطفا مطن ال ورحةط بمط‬
‫وإحسطانا إليهطم‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬كلوا مطن طيبات مطا رزقناكطم ول تطغوا فيطه فيحطل‬
‫عليكم غضب} أي كلوا من هذا الرزق الذي رزقتكم‪ ,‬ول تطغوا ف رزقي فتأخذوه من‬
‫غي حاجة‪ ,‬وتالفوا ما أمرتكم به {فيحل عليكم غضب} أي أغضب عليكم {ومن يلل‬
‫عليه غضب فقد هوى} قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس رضي ال عنهما‪ :‬أي فقد‬
‫شقي‪ .‬وقال شفي بن مانع‪ :‬إن ف جهنم قصرا يرمى الكافر من أعله‪ ,‬فيهوي ف جهنم‬

‫‪40‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أربع ي خريفا ق بل أن يبلغ ال صلصال‪ ,‬وذلك قوله {و من يلل عل يه غ ضب ف قد هوى}‬
‫وراه ابططططططططططن أبطططططططططط حاتطططططططططط‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وإن لغفار لن تاب وآمن وعمل صالا} أي كل من تاب إل‪ ,‬تبت عليه من‬
‫أي ذ نب كان‪ ,‬ح ت أ نه تاب تعال على من ع بد الع جل من ب ن إ سرائيل‪ .‬وقوله تعال‪:‬‬
‫{تاب} أي رجع عما كان فيه من كفر أو شرك أو معصية أو نفاق‪ .‬وقوله‪{ :‬وآمن}‬
‫أي بقلبه‪{ .‬وعمل صالا} أي بوارحه‪ .‬وقوله‪{ :‬ث اهتدى} قال علي بن أب طلحة عن‬
‫ا بن عباس‪ :‬أي ث ل يش كك‪ .‬وقال سعيد بن جبي { ث اهتدى} أي ا ستقام على ال سنة‬
‫والماعطة وروي نوه عطن ماهطد والضحاك وغيط واحطد مطن السطلف وقال قتادة {ثط‬
‫اهتدى} أي لزم السطلم حتط يوت وقال سطفيان الثوري {ثط اهتدى} أي علم أن لذا‬
‫طن‬‫طن الذيط‬ ‫ط كان مط‬ ‫ط‪ ,‬كقوله‪{ :‬ثط‬ ‫ط على البط‬ ‫طب البط‬ ‫طا لترتيط‬‫ط ههنط‬‫ثوابا‪ ,‬وثط‬
‫آمنواوعملواالصطططططططططططططططططططططططططططالات}‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫جلْ تُ إَِليْ كَ رَ ّ‬
‫ب‬ ‫ك يَمُو َسىَ * قَا َل هُ مْ ُأوْلءِ عََلىَ َأثَرِي َوعَ ِ‬ ‫ك عَن قَومِ َ‬ ‫جلَ َ‬‫** وَمَآ َأعْ َ‬
‫ضىَ * قَالَ فَِإنّا قَدْ َفَتنّا َق ْومَ كَ مِن َبعْدِ َك َوأَضَّلهُ ُم ال سّامِرِيّ * فَرَ َج َع مُو سَىَ إَِلىَ َق ْومِ هِ‬ ‫ِلتَرْ َ‬
‫ضبَا نَ أَ سِفا قَا َل َي َقوْ مِ أَلَ ْم َيعِدْكُ مْ َرّبكُ ْم َوعْدا حَ سَنا أَفَطَا َل عََلْيكُ ُم اْل َعهْدُ أَ مْ أَرَدتّ مْ أَن‬
‫غَ ْ‬
‫ب مّن ّرّبكُمْ َفأَخَْل ْفتُ ْم ّم ْوعِدِي * قَالُواْ مَآ أَ ْخَل ْفنَا َم ْوعِ َد َك بِمَ ْل ِكنَا وَلَـ ِكنّا‬
‫يَحِ ّل عََلْيكُ ْم َغضَ ٌ‬
‫جلً جَسَدا‬ ‫حُ ّم ْلنَآ َأوْزَارا مّن زِيَن ِة اْلقَوْمِ َفقَذَ ْفنَاهَا َفكَذَلِكَ أَْلقَى السّامِرِيّ * َفأَخْ َرجَ َلهُ ْم عِ ْ‬
‫ل يَ َروْ نَ أَ ّل يَرْجِ عُ إَِلْيهِ مْ َقوْلً‬ ‫لّ هُ ُخوَارٌ َفقَالُواْ هَ ـذَآ إِلَ ـهُكُ ْم َوإِلَ ـهُ مُو سَىَ َفنَ سِيَ * أََف َ‬
‫ضرّا وَلَ َنفْعا‬ ‫وَلَ يَ ْملِكطططططططططططططُ َلهُمطططططططططططططْ َ‬
‫لا سار موسى عليه السلم ببن إسرائيل بعد هلك فرعون {فأتوا على قوم يعكفون على‬
‫أصنام لم قالوا يا موسى اجعل لنا إلا كما لم آلة قال إنكم قوم تهلون إن هؤلء متب‬
‫ما هم ف يه وبا طل ما كانوا يعملون} وواعده ر به ثلث ي ليلة‪ ,‬ث أتبع ها عشرا‪ ,‬فت مت‬
‫ل ونارا‪ ,‬وقطد تقدم فط حديطث الفتون بيان ذلك‪ ,‬فسطارع‬ ‫أربعيط ليلة‪ ,‬أي يصطومها لي ً‬
‫موسى عليه السلم مبادرا إل الطور‪ ,‬واستخلف على بن إسرائيل أخاه هارون‪ ,‬ولذا قال‬

‫‪41‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تعال‪{ :‬و ما أعجلك عن قو مك يا مو سى قال هم أولء على أثري} أي قادمون ينلون‬
‫قريبا من الطور {وعجلت إل يك رب لتر ضى} أي لتزداد ع ن ر ضا {قال فإ نا قد فت نا‬
‫قومك من بعدك وأضلهم السامري} أخب تعال نبيه موسى با كان بعده من الدث ف‬
‫ططامري‪.‬‬ ‫طط ذلك السط‬ ‫ططل الذي عمله لمط‬ ‫طط العجط‬ ‫ططرائيل وعبادتمط‬ ‫طط إسط‬‫بنط‬
‫وفط الكتطب السطرائيلية أنطه كان اسطه هارون أيضا‪ ,‬وكتطب ال تعال له فط هذه الدة‬
‫اللواح التضم نة للتوراة ك ما قال تعال‪{ :‬وكتب نا له ف اللواح من كل ش يء موع ظة‬
‫وتف صيلً ل كل ش يء فخذ ها بقوة وأ مر قومك يأخذوا بأح سنها سأريكم دار الفا سقي}‬
‫أي عاقبططططة الارجيطططط عططططن طاعتطططط الخالفيطططط لمري‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬فر جع مو سى إل قو مه غضبان أ سفا} أي بعد ما أ خبه تعال بذلك ف غا ية‬
‫الغ ضب وال نق علي هم‪ ,‬هو في ما هو ف يه من العتناء بأمر هم‪ ,‬وت سلم التوراة ال ت في ها‬
‫شريعتهم‪ ,‬وفيها شرف لم‪ ,‬وهم قوم قد عبدوا غي ال‪ ,‬ما يعلم كل عاقل له لب وحزم‬
‫بطلن مطا هطم فيطه وسطخافة عقولمط وأذهانمط‪ ,‬ولذا قال‪ :‬رجطع إليهطم غضبان أسطفا‪,‬‬
‫والسف شدة الغضب‪ .‬وقال ماهد‪ :‬غضبان أسفا أي جزعا‪ ,‬وقال قتادة والسدي‪ :‬أسفا‬
‫حزينا على ما صنع قو مه من بعده {قال يا قوم أل يعد كم رب كم وعدا ح سنا} أي أ ما‬
‫وعدكم على لسان كل خي ف الدنيا والَخرة وحسن العاقبة‪ ,‬كما شاهدت من نصرته‬
‫إياكم على عدوكم وإظهاركم عليه وغي ذلك من أيادي ال {أفطال عليكم العهد} أي‬
‫ف انتظار ما وعدكم ال ونسيان ما سلف من نعمه وما بالعهد من قدم‪{ ,‬أم أردت أن يل‬
‫عليكم غضب من ربكم} أم ههنا بعن بل‪ ,‬وهي للضراب عن الكلم الول وعدول إل‬
‫الثا ن‪ ,‬كأ نه يقول‪ :‬بل أرد ت ب صنيعكم هذا أن ي ل علي كم غ ضب من رب كم فأخلف تم‬
‫موعدي‪ ,‬قالوا أي ب نو إ سرائيل ف جواب ما أنب هم مو سى وقرع هم { ما أخلف نا موعدك‬
‫بلكنا} أي عن قدرتنا واختيارنا‪ ,‬ث شرعوا يعتذرون بالعذر البارد‪ ,‬يبونه عن تورعهم‬
‫عما كان بأيديهم من حلي القبط الذي كانوا قد استعاروه منهم حي خرجوا من مصر‪,‬‬
‫فقذفناهطططططططططا أي ألقيناهطططططططططا عنطططططططططا‪.‬‬
‫وقد تقدم ف حديث الفتون أن هارون عليه السلم هو الذي كان أمرهم بإلقاء اللي ف‬
‫حفرة فيها نار‪ ,‬وهي ف رواية السدي عن أب مالك عن ابن عباس‪ ,‬إنا أراد هارون أن‬

‫‪42‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يتمطع اللي كله فط تلك الفية‪ ,‬ويعطل حجرا واحدا‪ ,‬حتط إذا رجطع موسطى عليطه‬
‫السلم‪ ,‬رأى فيه ما يشاء ث جاء ذلك السامري فألقى عليها تلك القبضة الت أخذها من‬
‫أ ثر الر سول‪ ,‬و سأل من هارون أن يد عو ال أن ي ستجيب له ف دعو ته‪ ,‬فد عا له هارون‬
‫و هو ل يعلم ما ير يد فأج يب له‪ ,‬فقال ال سامري ع ند ذلك‪ :‬أ سأل ال أن يكون عجلً‪,‬‬
‫فكان عجلً له خوار أي صوت استدراجا‪ ,‬وإمها ًل ومنة واختبارا‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬فكذلك‬
‫ألقططططى السططططامري‪ ,‬فأخرج لمطططط عجلً جسططططدا له خوار}‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا ممد بن عبادة بن النجتري‪ ,‬حدثنا يزيد بن هارون‪ ,‬أخبنا‬
‫حاد عن ساك عن سعيد بن جبي عن ا بن عباس أن هارون مر بال سامري و هو ين حت‬
‫العجل‪ ,‬فقال له‪ :‬ما تصنع ؟ فقال‪ :‬أصنع ما يضر ول ينفع‪ ,‬فقال هارون‪ :‬اللهم أعطه ما‬
‫سأل على ما ف نفسه‪ ,‬ومضى هارون‪ .‬وقال السامري‪ :‬اللهم إن أسألك ان يور فخار‪,‬‬
‫فكان إذا خار سطجدوا له‪ ,‬وإذا خار رفعوا رؤوسطهم‪ .‬ثط رواه مطن وجطه آخطر عطن حاد‬
‫وقال‪ :‬أعمل ما ينفع ول يضر‪ .‬وقال السدي كان يور ويشي فقالوا‪ :‬أي الضّلل منهم‬
‫الذ ين افتتنوا بالع جل وعبدوه‪{ :‬هذا إل كم وإله مو سى فن سي} أي ن سيه هه نا وذ هب‬
‫يتطلبطه‪ ,‬كذا تقدم فط حديطث الفتون عطن ابطن عباس‪ ,‬وبطه قال ماهطد‪ ,‬وقال سطاك عطن‬
‫عكر مة عن ا بن عباس‪{ :‬فن سي}‪ ,‬أي ن سي أن يذكر كم أن هذا إل كم‪ ,‬وقال م مد بن‬
‫إ سحاق عن حك يم بن جبي عن سعيد بن جبي عن ا بن عباس فقال‪{ :‬هذا إل كم وإله‬
‫موسى} قال‪ :‬فعكفوا عليه وأحبوه حبا ل يبوا شيئا قط يعن مثله‪ ,‬يقول ال‪{ :‬فن سي}‬
‫أي ترك ما كان عل يه من ال سلم يع ن ال سامري‪ .‬قال ال تعال ردا علي هم وتقريعا ل م‬
‫وبيانا لفضيحتهم وسخافة عقولم فيما ذهبوا إليه‪{ :‬أفل يرون أن ليرجع إليهم قو ًل ول‬
‫يلك ل م ضرا ول نفعا} أي الع جل‪ ,‬أفل يرون أ نه ل ييب هم إذا سألوه ول إذا خاطبوه‪,‬‬
‫{ول يلك لم ضرا ول نفعا}‪ ,‬أي ف دنياهم ول ف أخراهم‪ .‬قال ابن عباس رضي ال‬
‫عنه ما‪ :‬ل وال ما كان خواره إل أن يد خل الر يح ف دبره‪ .‬فيخرج من ف مه في سمع له‬
‫صوت‪ ,‬و قد تقدم ف حد يث الفتون عن ال سن الب صري أن هذا الع جل ا سه بموت‪,‬‬
‫وحا صل ما اعتذر به هؤلء الهلة أن م تورعوا عن زي نة الق بط فألقو ها عن هم وعبدوا‬
‫العجل‪ ,‬فتورعوا عن القي وفعلوا المر الكبي‪ ,‬كما جاء ف الديث الصحيح عن عبد ال‬

‫‪43‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بن عمر أنه سأله رجل من أهل العراق عن دم البعوض إذا أصاب الثوب‪ ,‬يعن هل يصلي‬
‫فيه أم ل ؟ فقال ابن عمر رضي ال عنهما‪ :‬انظروا إل أهل العراق‪ ,‬قتلوا ابن بنت رسول‬
‫ال يعنططط السطططي‪ ,‬وهطططم يسطططألون عطططن دم البعوضطططة‪.‬‬

‫** وََلقَدْ قَالَ َلهُ ْم هَارُو نُ مِن َقبْ ُل َي َقوْ مِ ِإنّمَا ُفتِنتُ ْم بِ هِ َوإِ نّ َرّبكُ مُ ال ّرحْمَ ـنُ فَاّتبِعُونِي‬
‫طا مُوسططَىَ‬ ‫ط عَا ِكفِيَ ط َحّت َى يَرْجِعططَ إِلَيْنَط‬ ‫ط عََليْهط ِ‬ ‫َوأَطِي ُعوَاْ َأمْرِي * قَالُواْ لَن ّنبْرَحط َ‬
‫يب تعال عما كان من ني هارون عليه السلم لم عن عبادتم العجل وإخباره إياهم‪,‬‬
‫إنا هذا فتنة لكم وإن ربكم الرحن الذي خلق كل شيء فقدره تقديرا‪ ,‬ذو العرش الجيد‬
‫الفعال ل ا ير يد {فاتبعو ن وأطيعوا أمري} أي في ما آمر كم به‪ ,‬واتركوا ما أنا كم ع نه‪,‬‬
‫{قالوا لن نبح عل يه عاكف ي ح ت ير جع إلي نا مو سى} أي ل نترك عباد ته ح ت ن سمع‬
‫كلم موسطططى فيطططه‪ ,‬وخالفوا هارون فططط ذلك وحاربوه وكادوا أن يقتلوه‪.‬‬

‫صيْتَ َأمْرِي * قَا َل يَابَْنأُ مّ َل‬ ‫ضّل َواْ * أَلّ َتّتِبعَ نِ أََفعَ َ‬
‫** قَا َل َيهَرُو ُن مَا َمَنعَ كَ إِذْ َرَأْيَتهُ مْ َ‬
‫ت َبيْ َن َبنِ يَ إِ سْرَآئِيلَ وََل ْم تَرْقُ بْ َقوْلِي‬
‫حَيتِي وَلَ بِ َرأْ سِي ِإنّي خَشِي تُ أَن َتقُولَ َفرّقْ َ‬ ‫تَأْ ُخ ْذ بِلِ ْ‬
‫ي ب تعال عن مو سى عل يه ال سلم ح ي ر جع إل قو مه‪ ,‬فرأى ما قد حدث في هم من‬
‫ال مر العظ يم‪ ,‬فامتل ع ند ذلك غضبا وأل قى ما كان ف يده من اللواح الل ية‪ ,‬وأ خذ‬
‫برأس أخ يه يره إل يه‪ ,‬و قد قدم نا ف سورة العراف ب سط ذلك‪ ,‬وذكر نا هناك حد يث‬
‫«ليس الب كالعاينة» وشرع يلوم أخاه هارون‪ ,‬فقال‪{ :‬ما منعك إذ رأيتهم ضلوا أل‬
‫تتب عن} أي فت خبن بذا ال مر أول ما و قع {أفع صيت أمري} أي في ما ك نت قد مت‬
‫إليك‪ ,‬وهو قوله‪{ :‬اخلفن ف قومي وأصلح ول تتبع سبيل الفسدين} {قال يا ابن أم}‬
‫ترقق له بذكر الم مع أنه شقيقه لبويه‪ ,‬لن ذكر الم ههنا أرق وأبلغ ف النو والعطف‪,‬‬
‫ولذا قال‪ { :‬يا ا بن أم ل تأ خذ بلحي ت ول برأ سي} الَ ية‪ ,‬هذا اعتذار من هارون ع ند‬
‫موسى ف سبب تأخره عنه حيث ل يلحقه فيخبه با كان من هذا الطب السيم‪ ,‬قال‪:‬‬
‫{إن خشيت} أن أتبعك فأخبك بذا‪ ,‬فتقول ل ل تركتهم وحدهم وفرقت بينهم {ول‬

‫‪44‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ترقب قول} أي وما راعيت ما أمرتك به حيث استخلفتك فيهم‪ ,‬قال ابن عباس‪ :‬وكان‬
‫هارون هائبا مطيعا له‪.‬‬

‫ضةً مّ نْ َأثَ ِر‬


‫ت بِمَا لَ ْم َيبْ صُرُواْ بِ هِ َف َقبَضْ تُ َقْب َ‬
‫** قَالَ فَمَا خَ ْطبُ كَ يَ سَامِرِيّ * قَا َل بَ صُرْ ُ‬
‫حيَاةِ أَن تَقُولَ لَ‬ ‫الرّ سُولِ َفنَبَ ْذُتهَا وَكَذَلِ كَ َسوَّلتْ لِي َنفْ سِي * قَالَ فَا ْذهَ بْ َفإِ نّ لَ كَ فِي الْ َ‬
‫ك الّذِي ظَلْ تَ عََليْ هِ عَاكِفا ّلنُحَرَّقنّ ُه ثُ مّ‬ ‫ك َموْعِدا لّن تُخَْلفَ ُه وَانظُرْ إَِلىَ إِلَـهِ َ‬
‫س َوإِ نّ لَ َ‬
‫مِ سَا َ‬
‫سفَنّهُ فِي اْليَ ّم نَ سْفا * ِإنّمَآ إِلَـ ُهكُمُ اللّ ُه الّذِي ل إِلَـهَ إِ ّل ُهوَ وَ سِعَ كُ ّل َشيْءٍ عِلْما‬ ‫َلنَن ِ‬
‫يقول مو سى عل يه ال سلم لل سامري‪ :‬ما حلك على ما صنعت ؟ و ما الذي عرض لك‬
‫حت فعلت ما فعلت ؟ قال ممد بن إسحاق عن حكيم بن جبي‪ ,‬عن سعيد بن جبي عن‬
‫ابن عباس قال‪ :‬كان السامري رجلً من اهل باجرما‪ ,‬وكان من قوم يعبدون البقر‪ ,‬وكان‬
‫حب عبادة البقر ف نفسه‪ ,‬وكان قد أظهر السلم مع بن إسرائيل‪ ,‬وكان اسه موسى بن‬
‫ظ فر‪ ,‬و ف روا ية عن ا بن عباس أ نه كان من كرمان‪ ,‬وقال قتادة‪ :‬كان من قر ية سامرا‬
‫{قال بصرت با ل يبصروا به} أي رأيت جبيل حي جاء للك فرعون {فقبضت قبضة‬
‫من أثر الرسول} أي من أثر فرسه‪ ,‬وهذا هو الشهور عند كثي من الفسرين أو أكثرهم‪.‬‬
‫وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا م مد بن عمار بن الارث‪ ,‬أ خبن عب يد ال بن مو سى‪,‬‬
‫أخبنا إسرائيل عن السدي عن أب بن عمارة عن علي رضي ال عنه قال‪ :‬إن جبيل عليه‬
‫السلم ل ا نزل ف صعد بوسى عليه السلم إل ال سماء‪ ,‬بصر به ال سامري من بي الناس‪,‬‬
‫فقبض قبضة من أثر الفرس‪ ,‬قال‪ :‬وحل جبيل موسى عليهما السلم خلفه حت إذا دنا‬
‫من باب ال سماء صعد وك تب ال اللواح‪ ,‬و هو ي سمع صرير القلم ف اللواح‪ ,‬فل ما‬
‫أخطبه أن قومطه قطد فتنوا مطن بعده قال‪ :‬نزل موسطى فأخطذ العجطل فأحرقطه‪ ,‬غريطب‪.‬‬
‫وقال ماهد‪{ :‬فقبضت قبضة من أثر الرسول} قال‪ :‬من تت حافر فرس جبيل‪ ,‬قال‪:‬‬
‫والقبضة ملء الكف‪ ,‬والقبضة بأطراف الصابع‪ ,‬قال ماهد‪ :‬نبذ ال سامري‪ ,‬أي ألقى ما‬
‫كان ف يده على حلية بن إسرائيل‪ ,‬فانسبك عجلً جسدا له خوار حفيف الريح فيه فهو‬
‫خوراه‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا ممد بن يي‪ ,‬أخبنا علي بن الدين‪ ,‬حدثنا يزيد بن‬
‫زريع‪ ,‬حدثنا عمارة‪ ,‬حدثنا عكرمة أن ال سامري رأى الرسول‪ ,‬فألقي ف روعه أنك إن‬

‫‪45‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أخذت من أثر هذا الفرس قبضة فألقيتها ف شيء فقلت له كن فكان‪ ,‬فقبض قبضة من أثر‬
‫الرسول فيبست أصابعه على القبضة‪ ,‬فلما ذهب موسى للميقات‪ ,‬وكان بنو إسرائيل قد‬
‫استعاروا حلي آل فرعون‪ ,‬فقال لم السامري‪ :‬إنا أصابكم من أجل هذا اللي‪ ,‬فاجعوه‬
‫فجمعوه‪ ,‬فأوقدوا عليه فذاب‪ ,‬فرآه السامري فألقي ف روعه أنك لو قذفت هذه القبضة‬
‫ف هذه فقلت كن فيكون‪ ,‬فقذف القبضة وقال كن فكان عجلً ج سدا له خوار‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫{هذا إلكم وإله موسى} ولذا قال {فنبذتا} أي ألقيتها مع من ألقى {وكذلك سولت‬
‫ل نفسطي} أي حسطنته وأعجبهطا‪ ,‬إذا ذاك {قال فاذهطب فإن لك فط الياة أن تقول ل‬
‫مساس} أي كما أخذت ومسست ما ل يكن لك أخذه ومسه من أثر الرسول فعقوبتك‬
‫ف الدن يا أن تقول ل م ساس‪ ,‬أي ل تاس الناس ول ي سونك {وإن لك موعدا} أي يوم‬
‫القيا مة {لن تل فه} أي ل م يد لك ع نه‪ .‬وقال قتادة {أن تقول ل م ساس} قال‪ :‬عقو بة‬
‫لمطططططططط وبقاياهططططططططم اليوم يقولون ل مسططططططططاس‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وإن لك موعدا لن تلفطه} قال السطن وقتادة وأبطو نيطك‪ :‬لن تغيطب عنطه‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وانظر إل إلك} أي معبودك {الذي ظلت عليه عاكفا} أي أقمت على عبادته‬
‫يعن العجل {لنحرقنه} قال الضحاك عن ابن عباس والسدي‪ :‬سحله بالبارد وألقاه على‬
‫النار‪ .‬وقال قتادة‪ :‬استحال العجل من الذهب لما ودما‪ ,‬فحرقه بالنار‪ ,‬ث القى رماده ف‬
‫البحر‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬ث لننسفنه ف اليم نسفا}‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا عبد‬
‫ال بن رجاء‪ ,‬أنبأنا إسرائيل عن أب إسحاق عن عمارة بن عبد وأب عبد الرحن عن علي‬
‫رضي ال عنه قال‪ :‬إن موسى لا تع جل إل ربه عمد ال سامري فجمع ما قدر عليه من‬
‫حلي نساء بن إسرائيل‪ ,‬ث صوره عجلً‪ ,‬قال‪ :‬فعمد موسى إل العجل فوضع عليه البارد‪,‬‬
‫فبده با وهو على شط نر‪ ,‬فلم يشرب أحد من ذلك الاء من كان يعبد العجل إل اصفر‬
‫ط توبت نا ؟ قال‪ :‬يقتطل بعض كم بعضا‪ ,‬وهكذا قال‬‫وجهطه م ثل الذ هب‪ ,‬فقالوا لوسطى‪ :‬م ا‬
‫السطدي‪ ,‬وقطد تقدم فط تفسطي سطورة البقرة‪ ,‬ثط فط حديطث الفتون بسطط ذلك‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬إنا إلكم ال الذي ل إله إل هو وسع كل شيء علما} يقول لم موسى‬
‫عليه السلم‪ :‬ليس هذا إلكم‪ ,‬إنا إلكم ال الذي ل إله إل هو‪ ,‬ول تنبغي العبادة إل له‪,‬‬
‫فإن كل شيء فقي إليه عبد له‪ .‬وقوله‪{ :‬وسع كل شيء علما} نصب على التمييز‪ ,‬أي‬

‫‪46‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫هطو عال بكطل شيطء‪{ ,‬أحاط بكطل شيطء علما}‪ ,‬و {أحصطى كطل شيطء عددا}‪ ,‬فل‬
‫{يعزب عنه مثقال ذرة}‪{ ,‬وما تسقط من ورقة إل يعلمها‪ ,‬ول حبة ف ظلمات الرض‪,‬‬
‫ول ر طب ول يا بس إل ف كتاب مبي}‪{ ,‬و ما من دا بة ف الرض إل على ال رزق ها‬
‫ويعلم مسطتقرها ومسطتودعها‪ ,‬كطل فط كتاب مطبي}‪ ,‬والَيات فط هذا كثية جدا‪.‬‬

‫ض َعنْهُ‬‫ص عََليْكَ مِ نْ َأْنبَآ ِء مَا قَدْ َسبَ َق وَقَ ْد آَتيْنَا َك مِن لّ ُدنّا ذِكْرا * مّ نْ َأعْرَ َ‬
‫ك َنقُ ّ‬‫** كَذَلِ َ‬
‫ط َيوْمطَ اْل ِقيَامَةِ ِح ْملً‬
‫ط وَسطَآءَ َلهُم ْ‬‫ط الْ ِقيَا َمةِ ِوزْرا * خَالِدِينطَ فِيه ِ‬ ‫حمِ ُل َيوْم َ‬‫ط يَ ْ‬
‫فَِإنّه ُ‬
‫يقول تعال لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم‪ :‬كما قصصنا عليك خب موسى وما جرى‬
‫له مع فرعون وجنوده على اللية والمر الواقع‪ ,‬كذلك نقص عليك الخبار الاضية كما‬
‫وق عت من غ ي زيادة ول ن قص‪ ,‬هذا و قد آتيناك من لد نا‪ ,‬اي من عند نا ذكرا‪ ,‬و هو‬
‫القرآن العظيم الذي ل يأتيه الباطل من بي يديه ول خلفه‪ ,‬تنيل من حكيم حيد‪ ,‬الذي‬
‫ل يعط نب من النبياء منذ بعثوا إل أن ختموا بحمد صلى ال عليه وسلم كتابا مثله‪ ,‬ول‬
‫أك مل م نه‪ ,‬ول أج ع ل ب ما سبق و خب ما هو كائن‪ ,‬وح كم الف صل ب ي الناس م نه‪.‬‬
‫ولذا قال تعال‪{ :‬من أعرض عنه} أي كذب به وأعرض عن اتباعه أمرا وطلبا‪ ,‬وابتغى‬
‫الدى من غيه‪ ,‬فإن ال يضله ويهديه إل سواء الحيم‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬من أعرض عنه فإنه‬
‫يمطل يوم القيامطة وزرا} أي إثا كمطا قال تعال‪{ :‬ومطن يكفطر بطه مطن الحزاب فالنار‬
‫موعده} وهذا عام ف كل من بلغه القرآن من العرب والعجم أهل الكتاب وغيهم‪ ,‬كما‬
‫قال‪{ :‬لنذركم به ومن بلغ} فكل من بلغه القرآن فهو نذير له وداع‪ ,‬فمن اتبعه هدي‬
‫ومن خالفه وأعرض عنه‪ ,‬ضل وشقي ف الدنيا والنار موعده يوم القيامة‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬من‬
‫أعرض ع نه فإ نه ي مل يوم القيا مة وزرا خالد ين ف يه} أي ل م يد ل م ع نه ول انفكاك‬
‫{وسططاء لمطط يوم القيامططة حلً} أي بئس المططل حلهططم‪.‬‬

‫ج ِرمِيَ َي ْو ِمئِذٍ زُرْقا * يَتَخَاَفتُو نَ َبْينَهُ مْ إِن ّلِبْثتُ مْ إِ ّل‬


‫ش ُر الْمُ ْ‬
‫** َيوْ مَ يُنفَ خُ فِي ال صّو ِر َونَحْ ُ‬
‫طْ إِ ّل َيوْما‬ ‫ط طَرِي َقةً إِن ّلبِْثتُمط‬ ‫ط بِمَطا يَقُولُونططَ إِ ْذ َيقُولُ َأمْثَُلهُمطْ‬ ‫عَشْرا * نّحْنططُ َأعْلَمطُ‬

‫‪47‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ثبت ف الديث أن رسول ال صلى ال عليه وسلم سئل عن الصور‪ ,‬فقال‪« :‬قرن ينفخ‬
‫ف يه»‪ .‬و قد جاء ف حد يث ال صور من روا ية أ ب هريرة أ نه قرن عظ يم‪ ,‬الدائرة م نه بقدر‬
‫السطموات والرض‪ ,‬ينفطخ فيطه إسطرافيل عليطه السطلم وجاء فط الديطث «كيطف أنعطم‬
‫و صاحب القرن قد الت قم القرن وح ن جبه ته‪ ,‬وانت ظر أن يؤذن له» فقالوا‪ :‬يا ر سول ال‬
‫ك يف نقول ؟ قال «قولوا‪ :‬ح سبنا ال ون عم الوك يل على ال توكل نا»‪ .‬وقوله‪{ :‬ون شر‬
‫الجرمي يومئذ زرقا} قيل‪ :‬معناه زرق العيون من شدة ما هم فيه من الهوال {يتخافتون‬
‫بينهم} قال ابن عباس‪ :‬يتسارون بينهم‪ ,‬أي يقول بعضهم لبعض‪ :‬إن لبثتم إل عشرا أي‬
‫ف الدار الدنيا‪ ,‬لقد كان لبثكم فيها قليلً عشرة أيام أو نوها‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬نن أعلم‬
‫با يقولون} أي ف حال تناجيهم بينهم {إذ يقول أمثلهم طريقة} أي العاقل الكامل فيهم‬
‫{إن لبث تم إل يوما} أي لق صر مدة الدن يا ف أنف سهم يوم العاد‪ ,‬لن الدن يا كل ها وإن‬
‫تكررت أوقاتاط وتعاقبطت لياليهطا وأيامهطا وسطاعاتا‪ ,‬كأناط يوم واحطد‪ ,‬ولذا يسطتقصر‬
‫الكافرون مدة الياة الدنيطا يوم القيامطة‪ ,‬وكان غرضهطم فط ذلك درء قيام الجطة عليهطم‬
‫لق صر الدة‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ويوم تقوم ال ساعة يق سم الجرمون ما لبثوا غ ي ساعة ط‬
‫إل قوله ط ولكن كم كن تم ل تعملون} وقال تعال‪{ :‬أو ل نعمر كم ما يتذ كر ف يه من‬
‫تذكر وجاءكم النذير} الَية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬كم لبثتم ف الرض عدد سني * قالوا لبثنا‬
‫يوما أو بعض يوم فاسأل العادين * قال إن لبثتم إل قليلً لو أنكم كنتم تعلمون} أي إنا‬
‫كان لبث كم في ها قليلً‪ ,‬لو كن تم تعلمون لَثر ت البا قي على الفا ن‪ ,‬ول كن ت صرفتم فا سأت‬
‫التصططططرف‪ ,‬قدمتططططم الاضططططر الفانطططط على الدائم الباقططططي‪.‬‬

‫ص ْفصَفا * ّل تَرَىَ فِيهَا‬


‫سفُهَا َربّي نَسْفا * َفيَذَ ُرهَا قَاعا َ‬
‫جبَالِ َفقُ ْل يَن ِ‬‫ك عَ ِن الْ ِ‬
‫سأَلُونَ َ‬
‫** َويَ ْ‬
‫شعَ تِ ال صْوَاتُ لِل ّرحْمَ ـنِ َفلَ‬
‫ِعوَجا وَل َأمْتا * َي ْومَئِ ٍذ َيّتِبعُو نَ الدّاعِ يَ َل ِعوَ جَ لَ ُه وَخَ َ‬
‫تَسطططططططططططططططْ َمعُ إِلّ هَمْسطططططططططططططططا‬

‫يقول تعال‪{ :‬ويسألونك عن البال} أي هل تبقى يوم القيامة أو تزول ؟ {فقل ينسفها‬
‫رب نسفا} أي يذهبها عن أماكنها ويحقها ويسيها تسييا {فيذرها} أي الرض {قاعا‬

‫‪48‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صفصفا} أي ب ساطا واحدا‪ ,‬والقاع هو ال ستوي من الرض‪ ,‬وال صفصف تأك يد لع ن‬
‫ذلك‪ ,‬وقيطل الذي ل نبات فيطه‪ ,‬والول أول وإن كان الَخطر مرادا أيضا باللزم‪ ,‬ولذا‬
‫قال‪{ :‬ل ترى فيهطا عوجا ول أمتا} أي ل ترى فط الرض يومئذ واديا ول رابيطة ول‬
‫مكانا منخفضا ول مرتفعا‪ ,‬كذا قال ابطن عباس وعكرمطة وماهطد والسطن البصطري‬
‫والضحاك وقتادة وغيط واحطد مطن السطلف {يومئذ يتبعون الداعطي ل عوج له} أي يوم‬
‫يرون هذه الحوال والهوال يستجيبون مسارعي إل الداعي حيثما أمروا بادروا إليه‪ ,‬ولو‬
‫كان هذا ف الدن يا لكان أن فع ل م ول كن ح يث ل ينفع هم‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬أ سع ب م‬
‫وأبصر يوم يأتوننا} وقال‪{ :‬مهطعي إل الداع} وقال ممد بن كعب القرظي‪ :‬يشر ال‬
‫الناس يوم القيا مة ف ظل مة‪ ,‬ويطوي ال سماء‪ ,‬وتتنا ثر النجوم‪ ,‬وتذ هب الش مس والق مر‪,‬‬
‫وينادي مناد‪ ,‬فيتبطع الناس الصطوت يؤمونطه‪ ,‬فذلك قوله‪{ :‬يومئذ يتبعون الداعطي ل عوج‬
‫له} وقال قتادة‪ :‬ل عوج له‪ ,‬ل ييلون عنه‪ .‬وقال أبو صال‪ :‬ل عوج له أي ل عوج عنه‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وخشعت الصوات للرحن} قال ابن عباس‪ :‬سكنت‪ ,‬وكذا قال السدي {فل‬
‫تسمع إل هسا} قال سعيد بن جبي عن ابن عباس‪ :‬يعن وطء القدام‪ ,‬وكذا قال عكرمة‬
‫وماهد والضحاك والربيع بن أنس وقتادة وابن زيد وغيهم‪ .‬وقال علي بن أب طلحة عن‬
‫ابن عباس {فل تسمع إل هسا} الصوت الفي‪ ,‬وهو رواية عن عكرمة والضحاك‪ .‬وقال‬
‫سعيد بن جبي {فل تسمع إل هسا} الديث وسره ووطء القدام‪ ,‬فقد جع سعيد كل‬
‫القول ي‪ ,‬و هو مت مل‪ ,‬أ ما و طء القدام فالراد سعي الناس إل الح شر‪ ,‬و هو مشي هم ف‬
‫سكون وخضوع‪ ,‬وأما الكلم الفي فقد يكون ف حال دون حال‪ ,‬فقد قال تعال‪{ :‬يوم‬
‫يأت ل تكلم نفططططس إل بإذنططططه فمنهططططم شقططططي وسططططعيد}‪.‬‬

‫شفَا َعةُ إِ ّل مَنْ أَذِنَ لَهُ الرّحْمَـ ُن وَرَضِيَ لَهُ َقوْلً * َيعْلَ ُم مَا َبيْنَ أَيْدِيهِ ْم‬
‫** َي ْو َمئِذٍ لّ تَنفَعُ ال ّ‬
‫ب مَ نْ َحمَلَ‬ ‫وَمَا َخ ْل َفهُ ْم وَ َل يُحِيطُو َن بِ ِه عِلْما * َو َعنَ تِ اْلوُجُو هُ لِ ْلحَ ّي اْلقَيّو ِم وَقَدْ خَا َ‬
‫ط ظُلْما وَلَ َهضْما‬ ‫ل يَخَافطُ‬ ‫ت َو ُهوَ ُم ْؤمِن طٌ َف َ‬
‫طَ الص طّالِحَا ِ‬ ‫ظُلْما * وَمَطن َيعْمَ ْل مِنط‬
‫يقول تعال‪{ :‬يومئذ} أي يوم القيامطة {ل تنفطع الشفاعطة} أي عنده {إل مطن أذن له‬
‫الرحن ورضي له قولَ} كقوله‪{ :‬من ذا الذي يشفع عنده إل بإذنه}‪ ,‬وقوله‪{ :‬وكم من‬

‫‪49‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ملك ف ال سموات ل تغ ن شفاعت هم شيئا إل من ب عد أن يأذن ال ل ن يشاء وير ضى}‪,‬‬
‫وقال‪{ :‬ول يشفعون إل لنط ارتضطى وهطم مطن خشيتطه مشفقون}‪ .‬وقال‪{ :‬ول تنفطع‬
‫الشفاعطة عنده إل لنط أذن له}‪ ,‬وقال‪{ :‬يوم يقوم الروح واللئكطة صطفا ل يتكلمون إل‬
‫من أذن له الرحن وقال صوابا}‪ .‬وف الصحيحي من غي وجه عن رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم و هو سيد ولد آدم‪ ,‬وأكرم اللئق على ال عز و جل أ نه قال «آ ت تتط‬
‫العرش‪ ,‬وأخر ل ساجدا‪ ,‬ويفتح علي بحامد ل أحصيها الَن‪ ,‬فيدعن ما شاء أن يدعن‪,‬‬
‫ث يقول‪ :‬يا ممد ارفع رأسك وقل تسمع‪ ,‬واشفع تشفع ط فيحد ل حدا‪ ,‬فأدخلهم النة‬
‫ث أعود» فذكر أربع مرات‪ ,‬صلوات ال وسلمه عليه وعلى سائر النبياء‪ .‬وف الديث‬
‫أيضا «يقول تعال أخرجوا مطن النار مطن كان فط قلبطه مثقال حبطة مطن إيان‪ ,‬فيخرجون‬
‫خلقا كثيا‪ ,‬ث يقول أخرجوا من النار من كان ف قل به ن صف مثقال من إيان‪ ,‬أخرجوا‬
‫من النار من كان ف قل به ما يزن ذرة‪ ,‬من كان ف قل به أد ن أد ن مثقال ذرة من إيان»‬
‫الديططططططططططططططططططططططططططططططططططث‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬يعلم ما بي أيديهم وما خلفهم} أي ييط علما باللئق كلهم {ول ييطون‬
‫به علما} كقوله‪{ :‬ول ييطون بش يء من عل مه إل ب ا شاء}‪ .‬وقوله‪{ :‬وع نت الوجوه‬
‫لل حي القيوم} قال ا بن عباس وغ ي وا حد‪ :‬خض عت وذلت وا ستسلمت اللئق لبار ها‬
‫اليط الذي ل يوت‪ ,‬القيوم الذي ل ينام‪ ,‬وهوقيطم على كطل شيطء يدبره ويفظطه‪ ,‬فهطو‬
‫الكامل ف نفسه‪ ,‬الذي كل شيء فقي إليه ل قوام له إل به‪ .‬وقوله‪{ :‬وقد خاب من حل‬
‫ظلما} أي يوم القيامة‪ ,‬فإن ال سيؤدي كل حق إل صاحبه حت يقتص للشاة الماء من‬
‫الشاة القرناء‪ ,‬وفط الديطث «يقول ال عطز وجطل‪ :‬وعزتط وجلل ل ياوزنط اليوم ظلم‬
‫ظال» وف الصحيح «إياكم والظلم‪ ,‬فإن الظلم ظلمات يوم القيامة‪ ,‬واليبة كل اليبة من‬
‫لقي ال وهو به مشرك‪ ,‬فإن ال تعال يقول‪ :‬إن الشرك لظلم عظيم»‪ .‬وقوله‪{ :‬ومن يعمل‬
‫من ال صالات و هو مؤ من فل ياف ظلما ول هضما} ل ا ذ كر الظال ي ووعيد هم‪ ,‬ث ن‬
‫بالتقي وحكمهم‪ ,‬وهو أنم ل يظلمون ول يهضمون‪ ,‬أي ل يزاد ف سيئاتم ول ينقص‬
‫من حسناتم‪ ,‬قاله ابن عباس وماهد والضحاك والسن وقتادة وغي واحد‪ ,‬فالظلم الزيادة‬
‫بأن يمططططل عليططططه ذنططططب غيه‪ ,‬والضططططم النقططططص‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫صرّ ْفنَا فِي ِه مِ َن اْل َوعِيدِ َلعَّل ُه ْم يَّتقُونَ َأ ْو يُحْدِثُ َلهُمْ ذِكْرا *‬
‫** وَكَذَلِكَ أَنزَْلنَاهُ قُرْآنا عَ َرِبيّا وَ َ‬
‫ضىَ إِلَيْ كَ َو ْحيُ ُه وَقُل رّ بّ زِ ْدنِي‬
‫ك الْحَ ّق وَ َل َتعْجَ ْل بِاْلقُرْآ ِن مِن َقبْلِ إَن ُيقْ َ‬ ‫َفَتعَالَىَ اللّ ُه الْ َملِ ُ‬
‫عِلْما يقول تعال‪ :‬ول ا كان يوم العاد والزاء بال ي وال شر واقعا ل مالة‪ ,‬أنزل نا القرآن‬
‫بشيا ونذيرا بلسان عرب مبي فصيح ل لبس فيه ول عي‪{ ,‬وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم‬
‫يتقون} أي يتركون الآ ث والحارم والفوا حش {أو يدث ل م ذكرا} و هو إياد الطا عة‬
‫وفعل القربات {فتعال ال اللك الق} أي تنه وتقدس اللك الق الذي هو حق ووعده‬
‫حق‪ ,‬ووعيده حق ورسله حق‪ ,‬والنة حق والنار حق وكل شيء منه حق‪ ,‬وعدله تعال‬
‫أن ل يعذب أحدا قبل النذار وبعثة الرسل‪ ,‬والعذار إل خلقه لئل يبقى لحد حجة ول‬
‫شبهطططططططططططططططططططططططططططططططططططة‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ول تعجل يالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه}‪ ,‬كقوله تعال ف سورة ل‬
‫أقسم بيوم القيامة {ل ترك به لسانك لتعجل به إن علينا جعه وقرآنه * فإذا قرأناه فاتبع‬
‫قرآنه * ث إن علينا بيانه} وثبت ف الصحيح عن ابن عباس أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ,‬كان يعال من الوحي شدة‪ ,‬فكان ما يرك به لسانه‪ ,‬فأنزل ال هذه الَية يعن أنه‬
‫عليه السلم كان إذا جاءه جبيل بالوحي‪ ,‬كلما قال جبيل آية قالا معه من شدة حرصه‬
‫على حفظ القرآن‪ ,‬فأرشده ال تعال إل ما هو السهل والخف ف حقه لئل يشق عليه‪,‬‬
‫فقال‪{ :‬ل ترك به لسانك لتعجل به إن علينا جعه وقرآنه} أي أن نمعه ف صدرك‪ ,‬ث‬
‫تقرأه على الناس من غ ي أن تن سى م نه شيئا {فإذا قرأناه فات بع قرآ نه ث إن علي نا بيا نه}‬
‫وقال ف هذه الَية {ول تع جل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه} أي بل أنصت‪,‬‬
‫فإذا فرغ اللك من قراءته عليك فاقرأه بعده {وقل رب زدن علما} أي زدن منك علما‪,‬‬
‫قال ا بن عيينة رح ه ال ول يزل صلى ال عليه و سلم ف زيادة ح ت توفاه ال عز و جل‪,‬‬
‫ولذا جاء ف الد يث «إن ال تا بع الو حي على ر سوله‪ ,‬ح ت كان الو حي أك ثر ما كان‬
‫يوم توف رسول ال صلى ال عليه وسلم» وقال ابن ماجه‪ :‬حدثنا أبو بكر بن أب شيبة‪,‬‬
‫حدثنا عبد ال بن ني عن موسى بن عبيدة‪ ,‬عن ممد بن ثابت‪ ,‬عن أب هريرة رضي ال‬
‫عنه قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول «اللهم انفعن با علمتن‪ ,‬وعلمن ما‬

‫‪51‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ينفعن‪ ,‬وزدن علما‪ ,‬والمد ال على كل حال»‪ .‬وأخرجه الترمذي عن أب كريب‪ ,‬عن‬
‫عبد ال بن نيبه‪ .‬وقال‪ :‬غريب من هذا الوجه‪ ,‬ورواه البزار عن عمرو بن علي الفلس‪,‬‬
‫عن أب عاصم‪ ,‬عن موسى بن عبيدة به‪ ,‬وزاد ف آخره «وأعوذ بال من حال أهل النار»‪.‬‬

‫جدُواْ‬
‫لِئكَ ِة ا سْ ُ‬ ‫جدْ لَ ُه عَزْما * َوِإذْ قُ ْلنَا ِللْ َم َ‬ ‫سيَ وَلَ ْم نَ ِ‬
‫** وََلقَ ْد َعهِ ْدنَآ إَِلىَ ءَادَ َم مِن َقبْلُ َفنَ ِ‬
‫ل يُخْ ِر َجنّكُمَا‬ ‫ك وَلِ َزوْجِ كَ َف َ‬ ‫ج ُد َواْ إِلّ ِإبْلِي سَ َأبَىَ * َف ُق ْلنَا يَآدَ مُ إِ نّ هَـذَا عَ ُدوّ لّ َ‬ ‫لَدَ مَ فَ سَ َ‬
‫حىَ‬ ‫ش َقىَ * إِ نّ لَ كَ أَ ّل تَجُو عَ فِيهَا وَ َل َتعْرَىَ * َوأَنّ كَ َل تَظْ َمأُ فِيهَا وَلَ َتضْ َ‬ ‫جّنةِ َفتَ ْ‬
‫مِ َن الْ َ‬
‫خلْ ِد َومُلْ كٍ ّل يَبَْلىَ * َفأَ َكلَ‬ ‫ج َرةِ الْ ُ‬
‫ك عََل َى شَ َ‬
‫شيْطَا نُ قَا َل يَآدَ مُ هَلْ َأدُلّ َ‬ ‫* َفوَ ْسوَسَ إَِليْ هِ ال ّ‬
‫صىَ ءَا َدمُ َربّهُ َف َغوَىَ‬ ‫جّن ِة َوعَ َ‬ ‫صفَا ِن عََلْيهِمَا مِن وَ َرقِ الْ َ‬ ‫خِ‬‫ِمنْهَا َفبَدَتْ َلهُمَا َسوْءَاُتهُمَا وَ َط ِفقَا يَ ْ‬
‫ط عََليْهطططِ َوهَدَىَ‬ ‫* ثُمطططّ ا ْجتَبَاهطططُ َربّهطططُ َفتَابطط َ‬
‫قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أحد بن سنان‪ ,‬حدثنا أسباط بن ممد‪ ,‬حدثنا العمش عن‬
‫سعيد بن جبي‪ ,‬عن ا بن عباس قال‪ :‬إن ا سي الن سان ل نه ع هد إل يه فن سي‪ ,‬وكذا رواه‬
‫علي بن أب طلحة عنه‪ .‬وقال ماهد والسن‪ :‬ترك‪ .‬وقوله‪{ :‬وإذا قلنا للملئكة اسجدوا‬
‫لَدم} يذ كر تعال تشر يف آدم‪ ,‬وتكري ه وما فضله به على كث ي م ن خلق تفضيلً‪ ,‬و قد‬
‫تقدم الكلم على هذه القصة ف سورة البقرة وف العراف وف الجر والكهف‪ ,‬وسيأت‬
‫فط آخطر سطورة {ص} يذكطر تعال فيهطا خلق آدم وأمره اللئكطة بالسطجود له تشريفا‬
‫وتكريا‪ ,‬ويطبي عداوة إبليطس لبنط آدم ولبيهطم قديا‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬فسطجدوا إل‬
‫إبل يس أ ب} أي امت نع وا ستكب {فقل نا يا آدم إن هذا عدو لك ولزو جك} يع ن حواء‬
‫عليه ما ال سلم {فل يرجنك ما من ال نة فتش قى} أي إياك أن ت سعى ف إخرا جك من ها‬
‫فتتعب وتعن وتشقى ف طلب رزقك‪ ,‬فإنك ههنا ف عيش رغيد هنء بل كلفة ول مشقة‬
‫{إن لك أن ل توع فيها ول تعرى} إنا قرن بي الوع والعري‪ ,‬لن الوع ذل الباطن‪,‬‬
‫والعري ذل الظا هر‪{ ,‬وأ نك ل تظ مؤ في ها ول تض حى} وهذان أيضا متقابلن‪ ,‬فالظ مأ‬
‫حطططر الباططططن وهطططو العططططش‪ ,‬والضحطططى حطططر الظاهطططر‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬فو سوس إل يه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة اللد وملك ل يبلى}‬
‫قد تقدم أنه دلها بغرور {وقاسهما إن لكما لن الناصحي} وقد تقدم أن ال تعال عهد‬

‫‪52‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إل آدم وزو جه أن يأكل من كل الثمار ول يقر با هذه الشجرة العي نة ف ال نة‪ ,‬فلم يزل‬
‫بما إبليس حت أكل منها وكانت شجرة اللد‪ ,‬يعن الت من أكل منها خلد ودام مكثه‪,‬‬
‫و قد جاء ف الد يث ذ كر شجرة اللد‪ ,‬فقال أ بو داود الطيال سي‪ :‬حدث نا شع بة عن أ ب‬
‫الضحاك‪ ,‬سعت أبا هريرة يدث عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬إن ف النة شجرة‬
‫يسطي الراكطب فط ظلهطا مائة عام مطا يقطعهطا‪ ,‬وهطي شجرة اللد» ورواه المام أحدط‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬فأكل منها فبدت لما سوآتما} قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا علي بن السي بن‬
‫إشكاب‪ ,‬حدثنا علي بن عاصم عن سعيد بن أب عروبة‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬عن السن‪ ,‬عن أب‬
‫بن كعب قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن ال خلق آدم رجلً طوالً كثي‬
‫ش عر الرأس‪ ,‬كأ نه نلة سحوق‪ ,‬فل ما ذاق الشجرة سقط ع نه لبا سه‪ ,‬فأول ما بدا م نه‬
‫عور ته‪ ,‬فل ما ن ظر إل عور ته ج عل يش تد ف ال نة‪ ,‬فأخذت شعره شجرة فنازع ها‪ ,‬فناداه‬
‫الرحن‪ :‬يا آدم من تفر‪ ,‬فلما سع كلم الرحن قال‪ :‬يا رب ل‪ ,‬ولكن استحياء‪ ,‬أرأيت‬
‫إن تبت ورجعت أعائدي إل النة؟ قال‪ :‬نعم» فذلك قوله‪{ :‬فتلقى آدم من ربه كلمات‬
‫فتاب عل يه} وهذا منق طع ب ي ال سن وأ ب بن ك عب‪ ,‬فلم ي سمعه م نه‪ ,‬و ف رف عه ن ظر‬
‫أيضا‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وطفقطا يصطفان عليهمطا مطن ورق النطة} قال ماهطد‪ :‬يرقعان كهيئة الثوب‪,‬‬
‫وكذا قال قتادة والسدي‪ .‬وقال ابن أ ب حات‪ :‬حدثنا جعفر بن عون‪ ,‬حدثنا سفيان عن‬
‫ابن أب ليلى‪ ,‬عن النهال‪ ,‬عن سعيد بن جبي‪ ,‬عن ابن عباس {وطفقا يصفان عليهما من‬
‫ورق ال نة} قال‪ :‬ينعان ورق الت ي فيجعل نه على سوآتما‪ .‬وقوله‪{ :‬وع صى آدم ر به‬
‫فغوى * ث اجتباه ر به فتاب عل يه وهدى} قال البخاري‪ :‬حدث نا قتي بة‪ ,‬حدث نا أيوب بن‬
‫النجار عن يي بن أب كثي‪ ,‬عن أب سلمة‪ ,‬عن أب هريرة‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪« :‬حاج موسى آدم‪ ,‬فقال له‪ :‬أنت الذي أخرجت الناس من النة بذنبك وأشقيتهم؟‬
‫قال آدم‪ :‬يا موسى‪ ,‬أنت الذي اصطفاك ال برسالته وبكلمه‪ ,‬أتلومن على أمر كتبه ال‬
‫علي ق بل أن يلق ن أو قدره ال عل يّ ق بل أن يلق ن؟ ط قال ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم ط فحج آدم موسى»‪ ,‬وهذا الديث له طرق ف الصحيحي وغيها من السانيد‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال ا بن أ ب حات‪ :‬حدثنا يونس بن عبد العلى‪ ,‬أخبنا ا بن وهب‪ ,‬أ خبن أنس بن‬
‫عياض عن الارث بن أ ب ذئاب‪ ,‬عن يز يد بن هر مز قال‪ :‬سعت أ با هريرة يقول‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬احتج آدم وموسى عند ربما‪ ,‬فحج آدم موسى‪ ,‬قال‬
‫موسطى‪ :‬أنطت الذي خلقطك ال بيده‪ ,‬ونفطخ فيطك مطن روحطه‪ ,‬وأسطجد لك ملئكتطه‪,‬‬
‫وأ سكنك ف جن ته‪ ,‬ث أهب طت الناس إل الرض بطيئ تك‪ ,‬قال آدم‪ :‬أ نت مو سى الذي‬
‫اصطفاك ال برسالته وكلمه‪ ,‬وأعطاك اللواح فيها تبيان كل شيء‪ ,‬وقربك نيا‪ ,‬فبكم‬
‫وجدت ال كتب التوراة قبل أن أخلق؟ قال موسى‪ :‬بأربعي عاما‪ ,‬قال آدم‪ :‬فهل وجدت‬
‫فيها وعصى آدم ربه فغوى؟ قال‪ :‬نعم‪ ,‬قال‪ :‬أفتلومن على أن عملت عملً كتب ال علي‬
‫أن أعمله قبل أن يلقن بأربعي سنة؟ قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ط فحج آدم‬
‫موسى»‪ ,‬قال الارث‪ :‬وحدثن عبد الرحن بن هرمز بذلك عن أب هريرة عن النب صلى‬
‫ال عليططططططططططططططططه وسططططططططططططططططلم‪.‬‬

‫ض عَ ُدوّ فَِإمّا يَ ْأِتيَّنكُم ّمنّي هُدًى فَ َمنِ اّتبَ َع هُدَايَ َفلَ‬


‫ضكُمْ ِلبَعْ ٍ‬‫** قَالَ ا ْهبِطَا ِمْنهَا جَمِيعا بَ ْع ُ‬
‫شةً ضَنكا َونَحْشُرُ هُ َيوْ مَ اْلقِيا َمةِ‬ ‫ض عَن ذِكْرِي فَإِ نّ لَ ُه َمعِي َ‬ ‫ش َقىَ * َومَ نْ َأعْرَ َ‬ ‫َيضِلّ وَ َل يَ ْ‬
‫َأعْمَىَ * قَالَ رَبّ لِمَ حَشَ ْرَتنِيَ َأعْ َم َى وَقَدْ كُنتُ بَصِيا * قَالَ كَذَلِكَ َأَتتْكَ آيَاُتنَا َفنَسِيَتهَا‬
‫ط اْلَيوْمططططططططططَ تُنْسططططططططططَىَ‬ ‫وَكَذَلِكططططططططط َ‬
‫يقول تعال لَدم وحواء وإبل يس‪ :‬اهبطوا من ها جيعا‪ ,‬أي من ال نة كل كم‪ ,‬و قد ب سطنا‬
‫ذلك ف سورة البقرة {بعض كم لب عض عدو} قال‪ :‬آدم وذري ته‪ ,‬وإبل يس وذري ته‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫{فإما يأتينكم من هدى} قال أبو العالية‪ :‬النبياء والرسل والبيان {فمن ابتع هداي فل‬
‫يضل ول يشقى} قال ابن عباس‪ :‬ل يضل ف الدنيا ول يشقى ف الَخرة {ومن أعرض‬
‫عن ذكري} أي خالف أمري وما أنزلته على رسول أعرض عنه وتناساه وأخذ من غيه‬
‫هداه {فإن له معيشة ضنكا} أي ضنكا ف الدنيا‪ ,‬فل طمأنينة له ول انشرح لصدره‪ ,‬بل‬
‫صدره ض يق حرج لضلله‪ ,‬وإن تن عم ظاهره ول بس ما شاء وأ كل ما شاء و سكن ح يث‬
‫شاء‪ ,‬فإن قلبه ما ل يلص إل اليقي والدى فهو ف قلق وحية وشك‪ ,‬فل يزال ف ريبة‬
‫يتردد فهذا مطططططططططن ضنطططططططططك العيشطططططططططة‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس {فإن له معيشة ضنكا} قال‪ :‬الشقاء‪ .‬وقال العوف‬
‫عن ابن عباس‪{ :‬فإن له معيشة ضنكا} قال‪ :‬كلما أعطيته عبدا من عبادي قل أو كثر‪ ,‬ل‬
‫يتقين فيه‪ ,‬فل خي فيه وهو الضنك ف العيشة‪ ,‬وقال أيضا‪ :‬إن قوما ضللً أعرضوا عن‬
‫الق وكانوا ف سعة من الدنيا متكبين‪ ,‬فكانت معيشتهم ضنكا‪ ,‬وذلك أنم كانوا يرون‬
‫أن ال ليس ملفا لم معايشهم من سوء ظنهم بال والتكذيب‪ ,‬فإذا كان العبد يكذب بال‬
‫ويسيء الظن به والثقة به‪ ,‬اشتدت عليه معيشته‪ ,‬فذلك الضنك‪ .‬وقال الضحاك‪ :‬هو العمل‬
‫طططن دينار‪.‬‬ ‫طططة ومالك بط‬ ‫طططيث‪ ,‬وكذا قال عكرمط‬ ‫طططيء والرزق البط‬ ‫السط‬
‫وقال سفيان بن عيي نة عن أ ب حازم عن أ ب سلمة عن أ ب سعيد ف قوله‪{ :‬معي شة‬
‫ضنكا} قال‪ :‬يضيق عليه قبه حت تتلف أضلعه فيه‪ ,‬وقال أبو حات الرازي‪ :‬النعمان بن‬
‫أ ب عياش يك ن أ با سلمة‪ .‬وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أ بو زر عة‪ ,‬حدث نا صفوان‪ ,‬أنبأ نا‬
‫الوليد‪ ,‬أنبأنا عبد ال بن ليعة‪ ,‬عن دراج عن أب اليثم عن أب سعيد قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم ف قول ال عز و جل {فإن له معي شة ضن كا} قال‪ :‬ض مة ال قب له‪,‬‬
‫والوقوف أ صح‪ .‬وقال ا بن أ ب حا ت أيضا‪ :‬حدث نا الرب يع بن سليمان‪ ,‬حدث نا أ سد بن‬
‫موسى‪ ,‬حدثنا ابن ليعة‪ ,‬حدثنا دراج أبو السمح عن ابن حجية واسه عبد الرحن عن‬
‫أ ب هريرة عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬الؤمن ف قبه ف روضة خضراء‪,‬‬
‫ويفسح له ف قبه سبعون ذراعا‪ ,‬وينور له قبه كالقمر ليلة البدر‪ ,‬أتدرون فيم أنزلت هذه‬
‫الَ ية {فإن له معي شة ضن كا} أتدرون ما العي شة الض نك؟ قالوا‪ :‬ال ور سوله أعلم‪ .‬قال‪:‬‬
‫«عذاب الكافر ف قبه‪ ,‬والذي نفسي بيده إنه ليسلط عليه تسعة وتسعون تنينا‪ .‬أتدرون‬
‫ما التن ي؟ ت سعة وت سعون ح ية‪ ,‬ل كل ح ية سبعة رؤوس ينفخون ف ج سمه ويل سعونه‬
‫ويدشونطططططططه إل يوم يبعثون» رفعطططططططه منكطططططططر جدا‪.‬‬
‫وقال البزار‪ :‬حدثنا ممد بن يي الزدي‪ :‬حدثنا ممد بن عمرو‪ ,‬حدثنا هشام بن سعد‬
‫عن سعيد بن أب هلل عن ابن حجية‪ ,‬عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم ف‬
‫قول ال عز وجل‪{ :‬فإن له معيشة ضنكا} قال «العيشة الضنك الذي قال ال إنه يسلط‬
‫عليه تسعة وتسعون حية ينهشون لمه حت تقوم الساعة»‪ .‬وقال أيضا‪ :‬حدثنا أبو زرعة‪,‬‬

‫‪55‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حدثنا أبو الوليد‪ ,‬حدثنا حاد بن سلمة عن ممد بن عمرو عن أب سلمة عن أب هريرة‬
‫عن النب صلى ال عليه وسلم {فإن له معيشة ضنكا} قال‪« :‬عذاب القب» إسناد جيد‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ونشره يوم القيامة أعمى} قال ماهد وأبو صال والسدي‪ :‬ل حجة له‪ ,‬وقال‬
‫عكر مة‪ :‬ع مي عل يه كل ش يء إل جه نم‪ ,‬ويت مل أن يكون الراد أ نه يب عث أو ي شر إل‬
‫النار أعمى البصر والبصية أيضا‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬ونشرهم يوم القيامة على وجوههم‬
‫عميا وبكما وصطما مأواهطم جهنطم} الَيطة‪ ,‬ولذا يقول‪{ :‬رب ل حشرتنط أعمطى وقطد‬
‫كنت بصيا} أي ف الدنيا {قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى} أي لا‬
‫أعرضطت عطن آيات ال وعاملتهطا معاملة مطن ل يذكرهطا بعطد بلغهطا إليطك‪ ,‬تناسطيتها‬
‫وأعر ضت عن ها وأغفلت ها‪ ,‬كذلك اليوم نعاملك معاملة من ين ساك {فاليوم نن ساهم ك ما‬
‫نسوا لقاء يومهم هذا} فإن الزاء من جنس العمل‪ .‬فأما نسيان لفظ القرآن مع فهم معناه‬
‫والقيام بقتضاه‪ ,‬فليس داخلً ف هذاالوعيد الاص‪ ,‬وإن كان متوعدا عليه من جهة أخرى‬
‫فإ نه قد وردت ال سنة بالن هي الك يد والوع يد الشد يد ف ذلك‪ .‬قال المام أح د‪ :‬حدث نا‬
‫خلف بن الوليد‪ ,‬حدثنا خالد عن يزيد بن أب زياد عن عيسى بن فائد عن رجل عن سعد‬
‫بن عبادة ر ضي ال ع نه‪ ,‬عن ال نب صلى ال عل يه و سلم قال‪ « :‬ما من ر جل قرأ القرآن‬
‫فنسيه إل لقي ال يوم يلقاه وهو أجذم»‪ ,‬ث رواه المام أحد من حديث يزيد بن أب زياد‬
‫عن عي سى بن فائد عن عبادة بن ال صامت‪ ,‬عن ال نب صلى ال عل يه و سلم فذ كر مثله‬
‫سطططططططططططططططططططططططططططططططططططواء‪.‬‬

‫ف وَلَ ْم ُيؤْمِن بِآيَا تِ َربّ ِه وََلعَذَا بُ الَخِ َرةِ َأشَ ّد َوَأْبقَىَ‬


‫ك نَجْزِي مَ نْ أَ سْرَ َ‬
‫** وَكَذَلِ َ‬
‫يقول تعال‪ :‬وهكذا نازي السرفي الكذبي بآيات ال ف الدنيا والَخرة {لم عذاب‬
‫فط الياة الدنيطا ولعذاب الَخرة أشطق ومطا لمط مطن ال مطن واق} ولذا قال‪{ :‬ولعذاب‬
‫الَخرة أشد وأبقى} أي أشد ألا من عذاب الدنيا وأدوم عليهم‪ ,‬فهم ملدون فيه‪ ,‬ولذا‬
‫قال رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم للمتلعنيط‪« :‬إن عذاب الدنيطا أهون مطن عذاب‬
‫الَخرة»‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫** أَفََل ْم َيهْدِ َلهُ مْ كَ مْ َأهَْلكْنَا َقبَْل ُه ْم مّ َن اْلقُرُو نِ يَمْشُو نَ فِي مَ سَا ِكِنهِمْ إِ نّ فِي ذَلِ كَ َليَا ٍ‬
‫ت‬
‫صبِ ْر عََلىَ مَا‬
‫ت مِن ّربّ كَ َلكَا نَ ِلزَاما َوأَجَ ٌل مّ سَمّى * فَا ْ‬ ‫ُلوْلِي النّ َهىَ * وََلوْلَ كَلِ َمةٌ َسَبقَ ْ‬
‫َسطبّحْ‬
‫ِنط آنَآ ِء الّْليْلِ ف َ‬
‫ْسط وََقبْ َل غُرُوبِهَا َوم ْ‬
‫ُوعط الشّم ِ‬ ‫ّكط َقبْ َل طُل ِ‬ ‫َسطبّ ْح بِحَ ْمدِ َرب َ‬ ‫ُونط و َ‬
‫َيقُول َ‬
‫ضىَ‬
‫ط تَرْ َ‬
‫ط الّنهَارِ َلعَلّكطططططططططططط َ‬ ‫َوأَطْرَافطططططططططططط َ‬
‫يقول تعال‪{ :‬أفلم ي هد} لؤلء الكذب ي ب ا جئت هم به يا م مد كم أهلك نا من ال مم‬
‫الكذبي بالرسل قبلهم‪ ,‬فبادوا فليس لم باقية ول عي ول أثر‪ ,‬كما يشاهدون ذلك من‬
‫ديارهطم الاليطة التط خلفوهطم فيهطا يشون فيهطا {إن فط ذلك لَيات لول النهطى} أي‬
‫العقول الصحيحة واللباب الستقيمة‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬أفلم يسيوا ف الرض فتكون لم‬
‫قلوب يعقلون با أو آذان يسمعون با فإنا ل تعمى البصار ولكن تعمى القلوب الت ف‬
‫الصدور} وقال ف سورة ال السجدة‪{ :‬أو ل يهد لم كم أهلكنا من قبلهم من القرون‬
‫يشون ف م ساكنهم} الَ ية‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬ولول كل مة سبقت من ر بك لكان لزاما‬
‫وأجل مسمى} أي لول الكلمة السابقة من ال وهو أنه ليعذب أحدا إل بعد قيام الجة‬
‫عليه‪ ,‬والجل السمى الذي ضربه ال تعال لؤلء الكذبي إل مدة معينة‪ ,‬لاءهم العذاب‬
‫بغ تة‪ ,‬ولذا قال ل نبيه م سليا له‪{ :‬فا صب علىَ ما يقولون} أي من تكذيب هم لك {و سبح‬
‫ب مد ربك قبل طلوع الشمس} يعن صلة الفجر {وقبل غروبا} يع ن صلة الع صر‪,‬‬
‫كما جاء ف الصحيحي عن جرير بن عبد ال البجلي رضي ال عنه قال‪ :‬كنا جلوسا عند‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فن ظر إل الق مر ليلة البدر‪ ,‬فقال‪« :‬إن كم سترون رب كم‬
‫ك ما ترون هذا الق مر‪ ,‬ل تضامون ف رؤي ته‪ ,‬فإن ا ستطعتم أن ل تغلبوا على صلة ق بل‬
‫طلوع الشمطططس وقبطططل غروباططط فافعلوا» ثططط قرأ هذه الَيطططة‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا سفيان بن عيينة عن عبد اللك بن عمي عن عمارة بن رؤيبة‬
‫قال‪ :‬سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول‪« :‬لن يلج النار أ حد صلى ق بل طلوع‬
‫الشمس وقبل غروبا» رواه مسلم من حديث عبداللك بن عمي به‪ ,‬وف السند والسنن‬
‫عن ابن عمر قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن أدن أهل النة منلة من ينظر‬

‫‪57‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ف ملكه مسية ألفي سنة‪ ,‬ينظر ال أقصاه كما ينظر ال أدناه‪ ,‬وإن أعلهم منلة لن ينظر‬
‫إل ال تعال فططططططططططططط اليوم مرتيططططططططططططط»‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ومن آناء الليل فسبح} أي من ساعاته فتهجد به‪ ,‬وحله بعضهم على الغرب‬
‫والعشاء‪{ ,‬وأطراف النهار} فط مقابلة آناء الليطل {لعلك ترضطى} كمطا قال تعال‪:‬‬
‫{ولسوف يعطيك ربك فترضى} وف الصحيح «يقول ال تعال ياأهل النة‪ ,‬فيقولون‪:‬‬
‫لبيك ربنا وسعديك‪ ,‬فيقول‪ :‬هل رضيتم ؟ فيقولون‪ :‬ربنا وما لنا ل نرضى وقد أعطيتنا ما‬
‫ل تعط أحدا من خلقك‪ ,‬فيقول‪ :‬إن أعطيكم أفضل من ذلك‪ ,‬فيقولون‪ :‬وأي شىء أفضل‬
‫من ذلك ؟ فيقول‪ :‬أحل عليكم رضوان فل أسخط عليكم بعده أبدا» وف الديث الَخر‬
‫«يا أهل النة‪ ,‬إن لكم عند ال موعدا يريد أن ينجزكموه‪ :‬فيقولون‪ :‬وما هو ؟ أل يبيض‬
‫وجوه نا ويث قل موازين نا ويزحزح نا عن النار ويدخل نا ال نة‪ ,‬فيك شف الجاب فينظرون‬
‫إليططه‪ ,‬فططو ال مططا أعطاهططم خيا مططن النظططر إليططه‪ ,‬وهططي الزيادة»)‬

‫حيَاةِ ال ّدنْيَا ِلَنفِْتَنهُ مْ فِي هِ وَرِزْ ُ‬


‫ق‬ ‫** وَ َل تَمُدّ ّن َعيَْنيْ كَ إِلَ َى مَا َمّتعْنَا بِ هِ أَ ْزوَاجا ّمْنهُ مْ َزهْ َر َة الْ َ‬
‫ح ُن نَ ْرزُقُ كَ‬‫سأَلُكَ رِزْقا نّ ْ‬ ‫لةِ وَا صْ َطبِ ْر عََليْهَا َل نَ ْ‬ ‫صَ‬ ‫ك بِال ّ‬ ‫َربّ كَ َخيْ ٌر َوَأبْ َقىَ * َوْأمُرْ َأهْلَ َ‬
‫وَالْعَاِقَبةُ لِلّت ْقوَىَ‬
‫يقول تعال ل نبيه م مد صلى ال عل يه و سلم‪ :‬ل تن ظر إل ما هؤلء الترفون وأشباه هم‬
‫ونظراؤ هم ف يه من النع يم‪ ,‬فإن ا هو زهرة زائلة ونع مة حائلة‪ ,‬لنخ تبهم بذلك وقل يل من‬
‫عبادي الشكور‪ .‬وقال ماهد‪{ :‬أزواجا منهم}‪ ,‬يعن الغنياء‪ ,‬فقد آتاك خيا ما آتاهم‪,‬‬
‫كما قال ف الَية الخرى {ولقد آتيناك سبعا من الثان والقرآن العظيم ل تدن عينيك}‬
‫الَ ية‪ ,‬وكذلك ما ادخره ال تعال لر سوله صلى ال عل يه و سلم ف الَخرة أ مر عظ يم ل‬
‫يد ول يوصف‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬ولسوف يعطيك ربك فترضى} ولذا قال‪{ :‬ورزق‬
‫ربك خي وأبقى} وف الصحيح أن عمر بن الطاب لا دخل على على رسول ال صلى‬
‫ط نسطاءه ح ي آل من هن‪ ,‬فرآه‬ ‫ال عليطه و سلم ف تلك الشربطة ال ت كان قد اعتزل فيه ا‬
‫متو سدا مضطجعا على رمال ح صي‪ ,‬ول يس ف الب يت إل صبة من قرظ وأ هب معل قة‪,‬‬
‫فابتدرت عينا عمر بالبكاء‪ ,‬فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬مايبكيك يا عمر ؟‬

‫‪58‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫» فقال‪ :‬يا رسول ال إن كسرى وقيصر فيما ها فيه‪ ,‬وأنت صفوة ال من خلقه ؟ فقال‪:‬‬
‫«أو ف شك أنت يا ابن الطاب ؟ أولئك قوم عجلت لم طيباتم ف حياتم الدنيا» فكان‬
‫صلى ال عليه وسلم أزهد الناس ف الدنيا مع القدرة عليها‪ ,‬إذا حصلت له ينفقها هكذا‬
‫وهكذا فططططط عباد ال‪ ,‬ول يدخطططططر لنفسطططططه شيئا لغطططططد‪.‬‬
‫قال ابن أب حات‪ :‬أنبأنا يونس‪ ,‬أخبنا ابن وهب‪ ,‬أخبن مالك عن زيد بن أسلم عن‬
‫عطاء بن ي سار‪ ,‬عن أ ب سعيدأن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬إن أخوف ما‬
‫أخاف علي كم ما يف تح ال ل كم من زهرة الدن يا» قالوا‪ :‬و ما زهرة الدن يا يا ر سول ال ؟‬
‫قال «بركات الرض»‪ .‬وقال قتادة وال سدي‪ :‬زهرة الياة الدن يا‪ ,‬يع ن زي نة الياة الدن يا‪.‬‬
‫وقال قتادة‪{ :‬لنفتن هم ف يه} لنبتلي هم‪ .‬وقوله‪{ :‬وأ مر أهلك بال صلة وا صطب علي ها} أي‬
‫استنقذهم من عذاب ال بإقام الصلة‪ ,‬واصب أنت على فعلها‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬يا أيها‬
‫الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا}‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أحد بن‬
‫صال‪ ,‬حدثنا ابن وهب‪ ,‬أخبن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن‬
‫الطاب كان يبيت عنده أ نا وير فأ‪ ,‬وكان له ساعة من الل يل ي صلي في ها‪ ,‬فرب ا ل ي قم‪,‬‬
‫فنقول‪ :‬ل يقوم الليلة كمطا كان يقوم‪ ,‬وكان إذا اسطتيقظ أقام يعنط أهله‪ ,‬وقال «وأمطر‬
‫أهلك بالصططططططططلة واصطططططططططب عليهططططططططا»‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ل ن سألك رزقا ن ن نرز قك} يع ن إذا أق مت ال صلة أتاك الرزق من ح يث ل‬
‫تت سب‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬و من ي تق ال ي عل له مرجا ويرز قه من ح يث ل يت سب}‬
‫وقال تعال‪{ :‬وما خلقت الن والنس إل ليعبدون ط إل قوله ط إن ال هو الرزاق ذو‬
‫القوة التيط} ولذا قال‪{ :‬ل نسطألك رزقا ننط نرزقطك}‪ .‬وقال الثوري‪{ :‬ل نسطألك‬
‫رزقا}‪ ,‬أي ل نكلفك الطلب‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو سعيد الشج‪ ,‬حدثنا حفص‬
‫بن غياث عن هشام عن أبيه أنه كان إذا دخل على أهل الدنيا فرأى من دنياهم طرفا‪ ,‬فإذا‬
‫رجع إل أهله‪ ,‬فدخل الدار قرأ {ول تدن عينيك ط إل قوله ط نن نرزقك} ث يقول‪:‬‬
‫الصطططططططططلة‪ .‬الصطططططططططلة رحكطططططططططم ال‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا عبد ال بن أب زياد القطوان‪ ,‬حدثنا سيار‪ ,‬حدثنا‬
‫جع فر عن ثا بت قال‪ :‬كان ال نب صلى ال عل يه و سلم إذا أ صابه خ صاصة نادى أهله‪ :‬يا‬

‫‪59‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أهله صلوا‪ ,‬صلوا‪ .‬قال ثا بت‪ :‬وكا نت ال نبياء إذا نزل ب م أ مر فزعوا إل ال صلة‪ ,‬و قد‬
‫روى الترمذي وابن ماجه من حديث عمران بن زائدة عن أبيه عن أب خالد الوالب‪ ,‬عن‬
‫أ ب هريرة قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬يقول ال تعال‪ :‬يا ا بن آدم تفرغ‬
‫لعبادت أمل صدرك غن وأسد فقرك‪ ,‬وإن ل تفعل‪ ,‬ملت صدرك شغلً ول أسد فقرك»‬
‫وروى ابن ماجه من حديث الضحاك عن السود عن ابن مسعود‪ :‬سعت نبيكم صلى ال‬
‫عليه وسلم يقول‪« :‬من جعل الموم ها واحدا هم العاد كفاه ال هم دنياه‪ ,‬ومن تشعبت‬
‫به الموم ف أحوال الدنيا ل يبال ال ف أي أوديته هلك»‪ ,‬وروي أيضا من حديث شعبة‬
‫عن عمر بن سليمان عن عبد الرحن بن أبان‪ ,‬عن أبيه عن زيد بن ثابت‪ ,‬سعت رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬من كانت الدنيا هه فرق ال عليه أمره‪ ,‬وجعل فقره بي‬
‫عينيه‪ ,‬ول يأته من الدنيا إل ما كتب له‪ ,‬ومن كانت الَخرة نيته‪ ,‬جع له أمره وجعل غناه‬
‫ف قلبه‪ ,‬وأتته الدنيا وهي راغمة» وقوله‪{ :‬والعاقبة للتقوى} أي وحسن العاقبة ف الدنيا‬
‫والَخرة‪ ,‬وهي النة لن اتقى ال‪ .‬وف الصحيح أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫«رأ يت الليلة كأ نا ف دار عق بة بن را فع‪ ,‬وأ نا أتي نا بر طب ا بن طاب‪ ,‬فأولت ذلك أن‬
‫العاقبطططة لنطططا فططط الدنيطططا والرفعطططة‪ ,‬وأن ديننطططا قطططد طاب»‪.‬‬

‫ف الُوَلىَ * وََلوْ أَنّآ‬‫ح ِ‬ ‫** وَقَالُواْ َلوْلَ َي ْأتِينَا بِآيَ ٍة مّن ّربّ هِ َأوَلَ ْم َتأِْتهِ ْم َبّيَنةُ مَا فِي ال صّ ُ‬
‫ك مِن َقبْلِ أَن نّذِلّ‬‫َأهَْلكْنَاهُ ْم ِبعَذَابٍ مّن َقبْلِهِ َلقَالُواْ َرّبنَا َلوْل أَرْسَ ْلتَ إَِليْنَا رَسُولً َفَنتّبِ َع آيَاتِ َ‬
‫ي َومَنِ ا ْهتَدَىَ‬
‫سوِ ّ‬‫ط ال ّ‬‫ب الصّرَا ِ‬ ‫صحَا ُ‬
‫سَتعْلَمُونَ مَنْ أَ ْ‬ ‫َونَخْزَىَ * قُلْ كُ ّل ّمتَ َربّصٌ َفتَ َربّصُواْ فَ َ‬
‫يقول تعال م با عن الكفار ف قول م‪{ :‬لول} أي هل يأتي نا م مد بآ ية من ر به‪ ,‬أي‬
‫بعلمة دالة على صدقه ف أنه رسول ال ؟ قال ال تعال‪{ :‬أو ل تأتم بينة ما ف الصحف‬
‫الول} يعنط القرآن الذي أنزله عليطه ال‪ ,‬وهطو أمطي ل يسطن الكتابطة ول يدارس أهطل‬
‫الكتاب‪ ,‬وقد جاء فيه أخبار الولي با كان منهم ف سالف الدهور با يوافقه عليه الكتب‬
‫التقدمة الصحيحة منها‪ ,‬فإن القرآن مهيمن عليها يصدق الصحيح ويبي خطأ الكذوب‬
‫في ها وعلي ها‪ ,‬وهذه الَ ية كقوله تعال ف سورة العنكبوت‪{ :‬وقالوا لول أنزل عل يه آيات‬
‫من ربه قل إنا الَيات عند ال وإنا أنا نذير مبي * أو ل يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب‬

‫‪60‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يتلى عليهم إن ف ذلك لرحة وذكرى لقوم يؤمنون} وف الصحيحي عن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم أنه قال‪« :‬ما من نب إل وقد أوت من الَيات ما آمن على مثله البشر‪ ,‬وإنا‬
‫كان الذي أوتي ته وحيا أوحاه ال إلّ‪ ,‬فأر جو أن أكون أكثر هم تابعا يوم القيا مة» وإن ا‬
‫ذكر ههنا أعظم الَيات الت أعطيها عليه السلم‪ ,‬وهو القرآن‪ ,‬وإل فله من العجزات ما‬
‫ل يدطط ول يصططر‪ ,‬كمططا هططو مودع فطط كتبططه ومقرر فطط مواضعططه‪.‬‬
‫ث قال تعال‪{ :‬ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لول أرسلت إلينا رسولً}‬
‫أي لو أنا أهلكنا هؤلء الكذبي قبل أن نرسل إليهم هذا الرسول الكري وننل عليهم هذا‬
‫الكتاب العظيم‪ ,‬لكانوا قالوا‪{ :‬ربنا لول أرسلت إلينا رسولً} قبل أن تلكنا حت نؤمن به‬
‫ونتب عه ك ما قال‪{ :‬فنت بع آيا تك من ق بل أن نذل ونزى} يبي تعال أن هؤلء الكذب ي‬
‫متعنتون معاندون ل يؤمنون {ولو جاءتمط كطل آيطة حتط يروا العذاب الليطم} كمطا قال‬
‫تعال‪{ :‬وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعل كم ترحون ط إل قوله ط ب ا كانوا‬
‫يصدفون} وقال‪{ :‬وأقسموا بال جهد أيانم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى‬
‫المم} الَية‪ ,‬وقال‪{ :‬وأقسموا بال جهد أيانم لئن جاءتم آية ليؤمنن با} الَيتي‪ ,‬ث‬
‫قال تعال‪ { :‬قل} أي يا م مد ل ن كذ بك وخال فك وا ستمر على كفره وعناده { كل‬
‫متر بص} أي م نا ومن كم {فترب صوا} أي فانتظروا {ف ستعلمون من أ صحاب ال صراط‬
‫السوي} أي الطريق الستقيم {ومن اهتدى} إل الق وسبيل الرشاد‪ ,‬وهذا كقوله تعال‪:‬‬
‫{و سوف يعلمون ح ي يرون العذاب من أ ضل سبيلً} وقال‪ { :‬سيعلمون غدا من‬
‫الكذاب الشططططططططططططططططططططططططططططططر}‪.‬‬
‫آ خر تف سي سورة طه ول ال مد وال نة ويتلوه إن شاء ال تف سي سورة ال نبياء ول‬
‫ططططططططططططططططططططططططططططططططططد‪.‬‬ ‫المط‬

‫سططططططططططططططططططورة النططططططططططططططططططبياء‬

‫وهطططططططططططططططططي مكيطططططططططططططططططة‬

‫‪61‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال البخاري‪ :‬حدثنا ممد بن بشار‪ ,‬حدثنا غندر‪ ,‬حدثنا شعبة عن أب اسحاق سعت‬
‫عبد الرحن بن يزيد عن عبد ال قال بنو إسرائيل والكهف‪ ,‬ومري‪ ,‬وطه‪ ,‬والنبياء‪ ,‬هن‬
‫مططططططططن العتاق الول وهططططططططن مططططططططن تلدي‪.‬‬

‫بِسطططططططْمِ اللّهطططططططِ الرّحْمـطططططططنِ الرّحِيمطططططططِ‬

‫** ا ْقتَرَبَ لِلنّاسِ حِسَاُبهُ ْم َوهُمْ فِي َغفَْل ٍة ّمعْرِضُونَ * مَا يَ ْأتِيهِمْ مّن ذِكْرٍ مّن ّرّبهِ ْم مّحْدَ ٍ‬
‫ث‬
‫جوَى الّذِي َن ظَلَمُوْا هَ ْل هَ ـذَآ إِلّ‬ ‫إِلّ ا ْستَ َمعُو ُه َوهُ ْم يَ ْل َعبُو نَ * َل ِهَيةً ُقلُوبُهُ ْم َوأَ سَرّوْا النّ ْ‬
‫بَشَ ٌر ّمثُْلكُ مْ أََفتَ ْأتُو َن ال سّحْ َر َوأَنتُ ْم ُتبْ صِرُونَ * قَالَ رَبّي َيعْلَ ُم اْل َقوْلَ فِي ال سّمَآ ِء وَالرْ ضِ‬
‫ضغَا ثُ أَ ْحلَ ٍم بَ ِل ا ْفتَرَا هُ بَلْ هُ َو شَاعِرٌ فَ ْلَي ْأتِنَا بِآيَةٍ كَمَآ‬
‫َوهُ َو ال سّمِيعُ اْلعَلِي مُ * بَلْ قَاُل َواْ أَ ْ‬
‫ط ُي ْؤمِنُون طَ‬
‫أُرْس طِ َل الوّلُون طَ * مَطآ آ َمنَت طْ َقبَْلهُم طْ مّطن َق ْرَيةٍ َأهَْل ْكنَاهَطآ أََفهُم ْ‬
‫هذا تنبيه من ال عز وجل على اقتراب الساعة ودنوها‪ ,‬وأن الناس ف غفلة عنها‪ ,‬أي ل‬
‫يعملون لا ول يستعدون من أجلها‪ .‬وقال النسائي‪ :‬حدثنا أحد بن نصر‪ ,‬حدثنا هشام بن‬
‫عبد اللك أبو الوليد الطيالسي‪ ,‬حدثنا أبو معاوية‪ ,‬حدثنا العمش عن أب صال عن أب‬
‫سعيد عن النب صلى ال عليه وسلم {ف غفلة معرضون} قال‪« :‬ف الدنيا»‪ .‬وقال تعال‪:‬‬
‫{اتى أمر ال فل تستعجلوه} وقال {اقتربت الساعة وانشق القمر‪ ,‬وإن يروا آية‬
‫يعرضوا} الَية‪ ,‬وقد روى الافظ ابن عساكر ف ترجة السن بن هانء أب نواس الشاعر‬
‫أنططه قال‪ :‬أشعططر الناس الشيططخ الطاهططر أبططو العتاهيططة حيططث يقول‪:‬‬
‫الناس فطططططط غفلتمورحططططططا النيططططططة تطحططططططن‬
‫فق يل له‪ :‬من أ ين أ خذ هذا؟ قال من قول ال تعال‪{ :‬اقترب للناس ح سابم و هم ف‬
‫غفلة معرضون} وروى ف ترجة عامر بن ربيعة من طريق موسى بن عبيد الَمدي عن‬
‫عبد الرحن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عامر بن ربيعة أنه نزل به رجل من العرب‪,‬‬
‫فأكرم عا مر مثواه‪ ,‬وكلم ف يه ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فجاءه الر جل فقال‪ :‬إ ن‬
‫استقطعت من رسول ال صلى ال عليه وسلم واديا ف العرب‪ ,‬وقد أردت أن اقطع لك‬

‫‪62‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫منه قطعة تكون لك ولعقبك من بعدك‪ ,‬فقال عامر‪ :‬ل حاجة ل ف قطيعتك‪ ,‬نزلت اليوم‬
‫سطورة أذهلتنطا عطن الدنيطا {اقترب للناس حسطابم وهطم فط غفلة معرضون}‪.‬‬
‫ث أخب تعال أنم ل يصغون إل الوحي الذي أنزل ال على رسوله والطاب مع قريش‬
‫و من شاب هم من الكفار‪ ,‬فقال { ما يأتي هم من ذ كر من رب م مدث} أي جد يد إنزاله‬
‫{إل اسطتمعوه وهطم يلعبون} كمطا قال ابطن عباس‪ :‬مطا لكطم تسطألون أهطل الكتاب‬
‫عمابأيدي هم و قد حرفوه وبدلوه وزادوا ف يه ونق صوا م نه‪ ,‬وكتاب كم أحدث الك تب بال‬
‫تقرؤونطططططططططه مضا ل يشطططططططططب‪ ,‬رواه البخاري بنحوه‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وأسروا النجوى الذين ظلموا} أي قائلي فيما بينهم خفية {هل هذا إل بشر‬
‫مثل كم} يعنون ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ي ستبعدون كو نه نبيا ل نه ب شر مثل هم‪,‬‬
‫فكيف اختص بالوحي دونم‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬أفتأتون السحر وأنتم تبصرون} أي أفتتبعونه‬
‫فتكونون كمن يأت السحر وهو يعلم أنه سحر‪ ,‬فقال تعال ميبا لم عما افتروه واختلقوه‬
‫من الكذب {قال رب يعلم القول ف السماء والرض} أي الذي يعلم ذلك ل يفى عليه‬
‫خافية‪ ,‬وهو الذي أنزل هذا القرآن الشتمل على خب الولي والَخرين‪ ,‬الذي ل يستطيع‬
‫أحطد أن يأتط بثله إل الذي يعلم السطر فط السطموات والرض‪ .‬وقوله‪{ :‬وهطو السطميع‬
‫العليم} أي السميع لقوالكم والعليم بأحوالكم‪ ,‬وف هذا تديد لم ووعيد‪ .‬وقوله‪{ :‬بل‬
‫قالوا أضغاث أحلم بل افتراه} هذا إخبار عن تع نت الكفار وإلاد هم واختلف هم في ما‬
‫يصفون به القرآن‪ ,‬وحيتم فيه وضللم عنه‪ ,‬فتارة يعلونه سحرا‪ ,‬وتارة يعلونه شعرا‪,‬‬
‫وتارة يعلو نه أضغاث أحلم‪ ,‬وتارة يعلو نه مفترى‪ ,‬ك ما قال {ان ظر ك يف ضربوا لك‬
‫المثال فضلوا فل يسطتطيعون سطبيلً} وقوله {فليأتنطا بآيطة كمطا أرسطل الولون} يعنون‬
‫كنا قة صال وآيات مو سى وعي سى و قد قال ال‪{ :‬و ما منع نا أن نر سل بالَيات إل أن‬
‫كذب ب ا الولون} الَ ية‪ ,‬ولذا قال تعال‪ { :‬ما آم نت قبل هم من قر ية أهلكنا ها أف هم‬
‫يؤمنون} أي ما آتينا قرية من القرى الت بعث فيهم الرسل آية على يدي نبيها فآمنوا با‬
‫بطل كذبوا‪ ,‬فأهلكناهطم بذلك أفهؤلء يؤمنون بالَيات لو رأوهطا دون أولئك؟ كل‪ ,‬بطل‬
‫{إن الذ ين حقت علي هم كل مة ربك ل يؤمنون ولو جاءت م كل آ ية حت يروا العذاب‬
‫الل يم} هذا كله و قد شاهدوا من الَيات الباهرات وال جج القاطعات والدلئل البينات‬

‫‪63‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫على يدي ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ما هو أظ هر وأجلى وأب ر وأق طع وأق هر م ا‬
‫شوهططد مططع غيه مططن النططبياء‪ ,‬صططلوات ال وسططلمه عليهططم أجعيطط‪.‬‬
‫قال ابن أب حات رحه ال‪ :‬ذكر عن زيد بن الباب‪ ,‬حدثنا ابن ليعة‪ :‬حدثنا الارث‬
‫بن يزيد الضرمي عن علي بن رباح اللخمي‪ ,‬حدثن من شهد عبادة بن الصامت يقول‪:‬‬
‫كنا ف ال سجد ومعنا أبو ب كر ال صديق رضي ال عنه يقرىء بعضُنا بعضا القرآن‪ ,‬فجاء‬
‫عبد ال بن أب ابن سلول ومعه نرقة وزربية‪ ,‬فوضع واتكأ‪ ,‬وكان صبيحا فصيحا جدلً‪,‬‬
‫فقال‪ :‬يا أبا بكر‪ ,‬قل ممد يأتينا بآية كما جاء الولون‪ ,‬جاء موسى باللواح‪ ,‬وجاء دواد‬
‫بالزبور‪ ,‬وجاء صال بالناقة‪ ,‬وجاء عيسى بالنيل وبالائدة‪ ,‬فبكى أبو بكر رضي ال عنه‪,‬‬
‫فخرج رسول ال صلى ال عليه و سلم فقال أبو بكر‪ :‬قوموا بنا إل رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم نستغيث به من هذا النافق‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إنه ل يقام‬
‫ل إنا يقام ل عز وجل» فقلنا‪ :‬يا رسول ال إنا لقينا من هذا النافق‪ ,‬فقال‪« :‬إن جبيل‬
‫قال ل اخرج فأ خب بن عم ال ال ت أن عم ب ا عل يك‪ ,‬وفضيل ته ال ت فضلت ب ا‪ ,‬فبشر ن أ ن‬
‫بعثت إل الحر والسود‪ ,‬وأمرن أن أنذر الن‪ ,‬وآتان كتابه وأنا أمي‪ ,‬وغفر ذنب ما‬
‫تقدم وما تأ خر‪ ,‬وذ كر ا سي ف الذان‪ ,‬وأمد ن باللئكة‪ ,‬وآتا ن الن صر‪ ,‬وج عل الر عب‬
‫أمامي‪ ,‬وآتان الكوثر‪ ,‬وجعل حوضي من أكثر الياض يوم القيامة ورودا‪ ,‬ووعدن القام‬
‫الحمود والناس مهطعون مقنعون رؤوسطهم‪ ,‬وجعلنط فط أول زمرة ترج مطن الناس‪,‬‬
‫وأد خل ف شفاع ت سبعي ألفا من أم ت ال نة بغ ي ح ساب‪ ,‬وآتا ن ال سلطان واللك‪,‬‬
‫وجعل ن ف أعلى غر فة ف ال نة ف جنات النع يم‪ ,‬فل يس فو قي أ حد إل اللئ كة الذ ين‬
‫يملون العرش‪ ,‬وأ حل ل ولم ت الغنائم ول ت ل ل حد كان قبلنا» وهذا الديث غر يب‬
‫جدا‪.‬‬

‫** َومَآ أَ ْرسَ ْلنَا َقبْلَكَ إِلّ رِجَا ًل نّو ِحيَ إَِلْيهِمْ فَاسْئَُل َواْ َأهْلَ الذّكْرِ إِن كُنتُمْ َل َتعْلَمُونَ * َومَا‬
‫َجعَ ْلنَاهُ مْ جَ سَدا لّ يَأْكُلُو نَ ال ّطعَا َم وَمَا كَانُواْ خَالِدِي نَ * ثُ مّ صَدَ ْقنَاهُ ُم اْلوَعْدَ َفأَ َنْينَاهُ مْ‬
‫وَمَططططططططن نّشَآ ُء َوَأهَْلكْنَططططططططا الْمُسطططططططططْرِفيَ‬

‫‪64‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال رادا على من أن كر بع ثة الر سل من الب شر‪{ :‬و ما أر سلنا قبلك إل رجالً‬
‫نوحي إليهم} أي جيع الرسل الذين تقدموا كانوا رجالً من البشر ل يكن فيهم أحد من‬
‫اللئ كة‪ ,‬ك ما قال ف الَ ية الخرى {و ما أر سلنا قبلك إل رجا ًل نو حي إلي هم من أ هل‬
‫القرى} وقال تعال‪ { :‬قل ما ك نت بدعا من الر سل} وقال تعال حكاية عمن تقدم من‬
‫ال مم‪ ,‬لن م أنكروا ذلك فقالوا {أب شر يهدون نا} ولذا قال تعال‪{ :‬فا سألوا أ هل الذ كر‬
‫إن كنتمل تعملون} أي ا سألواأهل العلم من ال مم كاليهود والن صارى و سائر الطوائف‪:‬‬
‫هل كان الرسل الذين أتوهم بشرا أو ملئكة ؟ وإنا كانوا بشرا‪ ,‬وذلك من تام نعمة ال‬
‫ل من هم يتمكنون من تناول البلغ من هم وال خذ عن هم‪.‬‬ ‫على خل قه إذ ب عث في هم ر س ً‬
‫وقوله‪{ :‬ومطا جعلناهطم جسطدا ل يأكلون الطعام} أي بطل قطد كانوا أجسطادا يأكلون‬
‫الطعام كما قال تعال‪{ :‬وما أرسلنا قبلك من الرسلي إل إنم ليأكلون الطعام ويشون ف‬
‫السواق} أي قد كانوا بشرا من البشر يأكلون ويشربون مثل الناس‪ ,‬ويدخلون السواق‬
‫للتكسب والتجارة‪ ,‬وليس ذلك بضار لم ول ناقص منهم شيئا‪ ,‬كما توهه الشركون ف‬
‫قولم {ما لذا الرسول يأكل الطعام ويشي ف السواق لول أنزل إليه ملك فيكون معه‬
‫نذيرا * أو يلقططى إليططه كنطط أو تكون له جنططة يأكططل منهططا} الَيططة‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬و ما كانوا خالد ين} أي ف الدن يا‪ ,‬بل كانوا يعيشون ث يوتون {و ما جعل نا‬
‫لبشر من قبلك اللد} وخاصتهم أنم يوحى إليهم من ال عز وجل‪ ,‬تنل عليهم اللئكة‬
‫عن ال با يكمه ف خلقه ما يأمر به وينهى عنه‪ ,‬وقوله‪{ :‬ث صدقناهم الوعد} أي الذي‬
‫وعد هم رب م ليهل كن الظال ي صدقهم ال وعده وف عل ذلك‪ ,‬ولذا قال {فأنينا هم و من‬
‫نشاء} أي أتباع هم من الؤمن ي {وأهلك نا ال سرفي} أي الكذب ي ب ا جاءت به الر سل‪.‬‬

‫ل َت ْعقِلُونَ * وَكَ مْ قَ صَ ْمنَا مِن َق ْرَيةٍ كَانَتْ ظَالِ َم ًة‬


‫** َلقَدْ أَنزَْلنَآ إَِلْيكُ مْ ِكتَابا فِي هِ ذِ ْكرُكُ مْ أََف َ‬
‫شأْنَا َبعْدَهَا َقوْما آخَرِي نَ * فَلَمّآ أَحَ سّواْ َبأْ سَنَآ إِذَا هُ ْم ّمنْهَا يَرْ ُكضُو نَ * َل تَرْ ُكضُواْ‬ ‫َوأَن َ‬
‫سأَلُونَ * قَالُوْا َيوَيْلَنَآ إِنّا كُنّا ظَالِمِيَ *‬ ‫وَارْ ِج ُعوَاْ إَِلىَ مَآ ُأتْرِ ْفتُ مْ فِي هِ َومَ سَا ِكنِكُمْ َلعَّلكُ ْم تُ ْ‬
‫فَمَططا زَالَت تِلْكطططَ َد ْعوَاهُمطططْ َحّتىَ َجعَ ْلنَاهُمطططْ حَصطططِيدا خَامِدِينطططَ‬

‫‪65‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال منبها على شرف القرآن ومرضا ل م على معر فة قدره‪{ :‬ل قد أنزل نا إلي كم‬
‫كتابا فيطه ذكركطم} قال ابطن عباس‪ :‬شرفكطم‪ .‬وقال ماهطد‪ :‬حديثكطم‪ .‬وقال السطن‪:‬‬
‫دين كم‪{ ,‬أفل تعقلون} أي هذه النع مة‪ ,‬وتتلقون ا بالقبول‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬وإ نه لذ كر‬
‫لك ولقومك وسوف تسألون}‪ .‬وقوله {وكم قصمنا من قرية كانت ظالة} هذه صيغة‬
‫تكثي‪ ,‬كما قال‪{ :‬وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح} وقال تعال‪{ :‬وكأين من قرية‬
‫ططة‪.‬‬ ‫ططا} الَيط‬ ‫ططة على عروشهط‬ ‫ططي خاويط‬ ‫طط فهط‬ ‫ططي ظالةط‬‫ططا وهط‬ ‫أهلكناهط‬
‫وقوله {وأنشأ نا بعد ها قوما آخر ين} أي أ مة أخرى بعد هم {فل ما أح سوا بأ سنا} أي‬
‫تيقنوا أن العذاب واقطع بمط ل مالة كمطا وعدهطم نطبيهم {إذا هطم منهطا يركضون} أي‬
‫يفرون هاربي {ل تركضوا وارجعوا إل ما أترفتم فيه ومساكنكم} هذا تكم بم نزرا‪,‬‬
‫أي قيطل لمط نزرا ل تركضوا هاربيط مطن نزول العذاب‪ ,‬وارجعوا إل مطا كنتطم فيطه مطن‬
‫النعمة والسرور والعيشة والساكن الطيبة‪ .‬قال قتادة استهزاء بم‪{ ,‬لعلكم تسألون} أي‬
‫عما كنتم فيه من أداء شكر النعم‪{ ,‬قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالي} اعترفوا بذنوبم حي ل‬
‫ينفع هم ذلك‪{ ,‬ف ما زالت تلك دعوا هم ح ت جعلنا هم ح صيدا خامد ين} أي ما زالت‬
‫تلك القالة‪ ,‬وهي العتراف بالظلم هجيا هم ح ت ح صدناهم حصدا‪ ,‬وخدت حركاتم‬
‫وأصططططططططططططططططططططططططططططططواتم خودا‪.‬‬

‫ض َومَا َبْيَنهُمَا َلعِبِيَ * َلوْ أَرَ ْدنَآ أَن ّنتّخِذَ َلهْوا ّلتّخَ ْذنَا ُه مِن‬ ‫** َومَا َخَل ْقنَا السّمَآ َء وَالرْ َ‬
‫ف بِالْحَ ّق عَلَى اْلبَاطِلِ َفيَ ْد َمغُهُ فَإِذَا ُهوَ زَاهِ ٌق وََلكُ ُم اْلوَيْ ُل مِمّا‬
‫لّ ُدنّآ إِن ُكنّا فَاعِلِيَ * بَ ْل َنقْذِ ُ‬
‫ستَ ْكبِرُونَ عَ نْ ِعبَا َدتِ ِه وَلَ‬ ‫ض َومَ ْن ِعنْدَ هُ َل يَ ْ‬ ‫ت وَالرْ ِ‬ ‫تَ صِفُونَ * وَلَ هُ مَن فِي ال سّمَاوَا ِ‬
‫طبّحُونَ الّْليْ َل وَالنّهَارَ َل َي ْفتُرُونططططططَ‬ ‫سرُونَ * يُسططططط َ‬ ‫طتَحْ ِ‬
‫يَسططططط ْ‬
‫يبط تعال أنطه خلق السطموات والرض بالقط‪ ,‬أي بالعدل والقسطط‪{ ,‬ليجزي الذيطن‬
‫أ ساؤوا ب ا عملوا‪ ,‬ويزي الذي أح سنوا بال سن}‪ ,‬وأ نه ل يلق ذلك عبثا ول لعبا ك ما‬
‫قال‪{ :‬و ما خلق نا ال سماء والرض و ما بينه ما باطل ذلك ظن الذ ين كفروا فو يل للذ ين‬
‫كفروا من النار} وقوله تعال‪{ :‬لو أردنا أن نتخذ لوا ل تذناه من لدنا إن كنا فاعلي}‬
‫قال ابن أب نيح عن ماهد {لو أردنا أن نتخذ لوا ل تذناه من لدنا} يعن من عندنا‪,‬‬

‫‪66‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول‪ :‬وما خلقنا جنة ول نارا ول موتا ول بعثا ول حسابا‪ .‬وقال السن وقتادة وغيها‬
‫{لو أرد نا أن نت خذ لوا} الل هو الرأة بل سان أ هل الي من‪ .‬وقال إبراه يم النخ عي {ل‬
‫تذناه} من الور الع ي‪ .‬وقال عكر مة وال سدي‪ :‬والراد بالل هو هه نا الولد‪ ,‬وهذا والذي‬
‫قبله متلزمان‪ ,‬وهو كقوله تعال‪{ :‬لو أراد ال أن يتخذ ولدا ل صطفى ما يلق ما يشاء‬
‫سبحانه هو ال الواحد القهار} فنه نفسه عن اتاذ الولد مطلقا ول سيما عما يقولون من‬
‫ال فك والبا طل من اتاذ عي سى أو العز ير أو اللئ كة سبحانه وتعال ع ما يقولون علوا‬
‫كطططططططططططططططططططططططططططططططططططبيا‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬إن كنا فاعلي} قال قتادة والسدي وإبراهيم النخعي ومغية بن مقسم‪ :‬أي ما‬
‫كنا فاعلي‪ .‬وقال ماهد كل شيء ف القرآن {إن} فهو إنكار‪ .‬وقوله‪{ :‬بل نقذف بالق‬
‫على البا طل} أي نبي ال ق فيد حض البا طل‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬فيدم غه فإذا هو زا هق} أي‬
‫ذاهطب مضمحطل {ولكطم الويطل} أي أيهطا القائلون ل ولد {ماط تصطفون} أي تقولون‬
‫وتفترون‪ .‬ث أخب تعال عن عبودية اللئكة له ودأبم ف طاعته ليلً ونارا‪ ,‬فقال‪{ :‬وله‬
‫من ف السموات والرض و من عنده} يع ن اللئكة {ل ي ستكبون عن عبادته} أي ل‬
‫يستنكفون عنها‪ ,‬كما قال‪{ :‬لن يستنكف السيح أن يكون عبدا ل ول اللئكة القربون‬
‫* ومططن يسططتنكف عططن عبادتططه ويسططتكب فسططيحشرهم إليططه جيعا}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وليستحسرون} أي ل يتعبون ول يلون {يسبحون الليل والنهار ل يفترون}‬
‫ف هم دائبون ف الع مل ليلً ونارا‪ ,‬مطيعون ق صدا وعملً‪ ,‬قادرون عل يه‪ ,‬ك ما قال تعال‪:‬‬
‫{ل يعصون ال ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا علي بن أب‬
‫دلمة البغدادي‪ ,‬أنبأنا عبد الوهاب بن عطاء حدثنا سعيد عن قتادة عن صفوان بن مرز‬
‫عن حكيم بن حزام قال‪ :‬بينا رسول ال رسول ال صلى ال عليه وسلم بي أصحابه إذ‬
‫قال لم «هل تسمعون ما أسع ؟» قالوا‪ :‬ما نسمع من شيء‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم «إ ن ل سع أط يط ال سماء‪ ,‬و ما تلم أن تئط و ما في ها مو ضع شب إل وعل يه‬
‫ملك ساجد أو قائم» غر يب‪ ,‬ول يرجوه‪ ,‬ث رواه ط أع ن ابن أ ب حا ت ط من طر يق‬
‫يزيد بن أب زريع عن سعيد عن قتادة مرسلً‪ .‬وقال أبو إسحاق عن حسان بن مارق عن‬
‫عبد ال بن الارث بن نوفل قال‪ :‬جلست إل كعب الحبار وأنا غلم‪ ,‬فقلت له‪ :‬أرأيت‬

‫‪67‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قول ال تعال للملئ كة‪{ :‬ي سبحون الل يل والنهار ل يفترون} أ ما يشغل هم عن الت سبيح‬
‫الكلم والر سالة والع مل‪ .‬فقال‪ :‬من هذا الغلم ؟ فقالوا من ب ن ع بد الطلب‪ ,‬قال فق بل‬
‫رأسي ث قال‪ :‬يا بن إنه جعل لم التسبيح كما جعل لكم النفس أليس تتكلم وأنت تتنفس‬
‫طططططططططس ؟)‬ ‫طططططططططت تتنفط‬ ‫طططططططططي وأنط‬ ‫وتشط‬

‫سبْحَا َن‬ ‫** أَمِ اتّخَ ُذ َواْ آِل َه ًة مّنَ الرْضِ هُ ْم يُنشِرُونَ * َلوْ كَانَ فِيهِمَآ آِل َهةٌ إِلّ اللّهُ َلفَسَ َدتَا فَ ُ‬
‫ط عَمّطا يَص طِفُونَ * لَ يُس طْأَ ُل عَمّطا َي ْفعَ ُل َوهُم طْ يُس طْأَلُونَ‬ ‫ط اْلعَرْش ِ‬ ‫اللّه طِ رَب ّ‬
‫ينكر تعال على من اتذ من دونه آلة فقال‪{ :‬أم اتذوا آلة من الرض هم ينشرون}‬
‫أي أهم ييون الوتى وينشرونم من الرض‪ ,‬أي ل يقدرون على شيء من ذلك‪ ,‬فكيف‬
‫جعلو ها ل ندا وعبدو ها م عه ؟ ث أ خب تعال أ نه لو كان ف الوجود آل ة غيه لف سدت‬
‫ال سموات والرض‪ ,‬فقال‪{ :‬لو كان فيه ما آل ة} أي ف ال سموات والرض {لف سدتا}‬
‫كقوله تعال‪{ :‬ما اتذ ال من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله با خلق ولعل‬
‫بعضهم على بعض سبحان ال عما يصفون} وقال ههنا‪{ :‬فسبحان ال رب العرش عما‬
‫ي صفون} أي ع ما يقولون أن له ولدا أو شريكا سبحانه وتعال وتقدس وتنه عن الذي‬
‫يفترون ويأفكون علوا كطططططططططططططططططططططططططبيا‪.‬‬
‫وقوله {ل يسأل عما يفعل وهم يسألون} أي هو الاكم الذي ل معقب لكمه‪ ,‬ول‬
‫يعترض عليطه أحطد لعظمتطه وجلله وكطبيائه وعمله وحكمتطه وعدله ولطفطه‪{ ,‬وهطم‬
‫يسألون} أي وهو سائل خلقه عما يعملون كقوله‪{ :‬فوربك لنسألنهم أجعي عما كانوا‬
‫يعملون} وهذا كقوله تعال‪{ :‬وهطططططو ييططططط ول يار عليطططططه}‪.‬‬

‫** أَ ِم اتّخَذُواْ مِن دُونِ هِ آِل َهةً ُق ْل هَاتُواْ ُب ْرهَاَنكُ ْم هَـذَا ذِ ْك ُر مَن ّمعِ َي وَذِ ْك ُر مَن َقبْلِي بَ ْل‬
‫ك مِن رّسُولٍ إِلّ نُوحِيَ إَِليْهِ‬ ‫أَكْثَ ُرهُمْ َل َيعَْلمُو َن الْحَقّ َفهُمْ ّمعْرِضُونَ * َومَآ أَرْسَ ْلنَا مِن َقبْلِ َ‬
‫َأنّهطططططططططُ ل إِلَـطططططططططهَ إِلّ َأنَاْ فَا ْعبُدُونطططططططططِ‬

‫‪68‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال‪{ :‬أم اتذوا من دونه آلة قل} يا ممد {هاتوا برهانكم} أي دليلكم على‬
‫ما تقولون {هذا ذكر من معي} يعن القرآن {وذكر من قبلي} يعن الكتب التقدمة على‬
‫خلف ما تقولو نه وتزعمون‪ ,‬ف كل كتاب أنزل على كل نب أر سل نا طق بأ نه ل إله إل‬
‫ال‪ ,‬ولكطن أنتطم أيهطا الشركون ل تعملون القط فأنتطم معرضون عنطه‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬ومطا‬
‫أرسلنا من قبلك من رسول إل نوحي إليه أنه ل إله أنا فاعبدون} كما قال‪{ :‬واسأل من‬
‫أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحن آلة يعبدون} وقال {ولقد بعثنا ف كل‬
‫أمة رسولً أن اعبدوا ال واجتنبوا الطاغوت} فكل نب بعثه ال يدعو إل عبادة ال وحده‬
‫ل شر يك له‪ ,‬والفطرة شاهدة بذلك أيضا‪ ,‬والشركون ل برهان ل م‪ ,‬وحجت هم داح ضة‬
‫عنطططد ربمططط‪ ,‬وعليهطططم غضطططب‪ ,‬ولمططط عذاب شديطططد‪.‬‬

‫سِبقُونَ ُه بِاْلقَوْ ِل َوهُ ْم‬


‫خذَ الرّحْمَـ ُن وَلَدا ُسبْحَانَ ُه بَ ْل ِعبَا ٌد ّمكْ َرمُو نَ * لَ يَ ْ‬ ‫** وَقَالُواْ اتّ َ‬
‫ضىَ َوهُ ْم مّ نْ‬ ‫شفَعُو نَ إِلّ ِلمَ نِ ا ْرَت َ‬‫بَِأمْرِ هِ َيعْ َملُو نَ * َيعْلَ ُم مَا َبيْ نَ َأيْدِيهِ ْم َومَا خَ ْل َفهُ ْم وَ َل يَ ْ‬
‫جزِي‬ ‫ك نَ ْ‬‫جزِي هِ َج َهنّمَ كَذَلِ َ‬ ‫ك نَ ْ‬
‫ش ِفقُونَ * َومَن َيقُ ْل ِمنْهُمْ ِإنّيَ إِلَـ ٌه مّن دُونِ هِ فَذَلِ َ‬ ‫شَيتِ ِه مُ ْ‬‫خَ ْ‬
‫الظّالِمِيَططططططططططططططططططططططططططططططططط‬
‫يقول تعال ردا على من زعم أن له تعال وتقدس ولدا من اللئكة‪ ,‬كمن قال ذلك من‬
‫العرب‪ :‬إن اللئكطة بنات ال فقال‪{ :‬سطبحانه بطل عباد مكرمون} أي اللئكطة عباد ال‬
‫ل {ل‬ ‫مكرمون عنده ف منازل عال ية ومقامات سامية‪ ,‬و هم له ف غا ية الطا عة قولً وفع ً‬
‫يسطبقونه بالقول وهطم بأمره يعملون} أي ل يتقدمون بيط يديطه بأمطر ول يالفونطه فيمطا‬
‫أمر هم به‪ ,‬بل يبادرون إل فعله‪ ,‬و هو تعال عل مه م يط ب م فل ي فى عل يه من هم خاف ية‬
‫{يعلم مطططططا بيططططط أيديهطططططم ومطططططا خلفهطططططم}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ول يشفعون إل لنط ارتضطى} كقوله {مطن ذا الذي يشفطع عنده إل بإذنطه}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ول تنفع الشفاعة عنده إل لن أذن له} ف آيات كثية ف معن ذلك {وهم من‬
‫خشي ته} أي من خو فه ورهب ته {مشفقون * و من ي قل من هم إ ن إله من دو نه} أي من‬
‫ادعى منهم أنه إله من دون ال أي مع ال {فذلك نزيه جهنم كذلك نزي الظالي} أي‬

‫‪69‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كل من قال ذلك‪ ,‬وهذا شرط‪ ,‬والشرط ل يلزم وقوعه‪ ,‬كقوله {قل إن كان للرحن ولد‬
‫فأنطا أول العابديطن}‪ ,‬وقوله {لئن أشركطت ليحبططن عملك ولتكونطن مطن الاسطرين}‪.‬‬

‫ت وَالرْ ضَ كَاَنتَا َرتْقا َف َفَتقْنَاهُمَا وَ َجعَ ْلنَا مِ َن الْمَآ ِء‬‫** َأوَلَ ْم يَ َر الّذِي نَ َكفَ ُر َواْ أَ نّ ال سّمَاوَا ِ‬
‫ل ُي ْؤمِنُونَط * وَ َجعَلْنَا فِي الرْضِط َروَاسِطيَ أَن تَمِي َد ِبهِم ْط َو َجعَلْنَا فِيهَا‬ ‫كُ ّل َشيْءٍ حَيّطأََف َ‬
‫حفُوظا َوهُ ْم عَ ْن آيَاِتهَا ُمعْرِضُونَ *‬ ‫فِجَاجا ُسُبلً ّل َعّلهُ ْم َي ْهتَدُونَ * وَ َجعَ ْلنَا السّمَآءَ َسقْفا مّ ْ‬
‫طبَحُونَ‬ ‫ط يَسط ْ‬ ‫ط وَاْلقَمَرَ كُلّ فِططي فَلَكط ٍ‬ ‫ط الّْليْ َل وَالنّهَا َر وَالشّمْسط َ‬ ‫َوهُ َو الّذِي َخلَقط َ‬
‫يقول تعال منبها على قدرتطه التامطة وسطلطانه العظيطم فط خلقطه الشياء وقهره لميطع‬
‫الخلوقات‪ ,‬فقال‪{ :‬أو ل ير الذ ين كفروا} أي الاحدون للي ته العابدون م عه غيه‪ ,‬أل‬
‫يعلموا أن ال هو الستقل باللق الستبد بالتدبي‪ ,‬فكيف يليق أن يعبد معه غيه‪ ,‬أو يشرك‬
‫به ما سواه‪ ,‬أل يروا أن السموات والرض كانتا رتقا أي كان الميع متصلً بعضه ببعض‬
‫متلصق متراكم بعضه فوق بعض ف ابتداء المر‪ ,‬ففتق هذه من هذه‪ ,‬فجعل السموات‬
‫سبعا‪ ,‬والرض سبعا‪ ,‬وفصل بي السماء الدنيا والرض بالواء‪ ,‬فأمطرت السماء وأنبتت‬
‫الرض‪ ,‬ولذا قال {وجعلنطا مطن الاء كطل شيطء حطي أفل يؤمنون} أي وهطم يشاهدون‬
‫الخلوقات تدث شيئا فشيئا عيانا وذلك كله دليطل على وجود الصطانع الفاعطل الختار‬
‫القادر على مطططططططططططططططططططططططططططططا يشاء‪.‬‬
‫ططططد‬ ‫ططططه واحط‬ ‫ططططء له آيةتدل على أنط‬ ‫ططططل شيط‬ ‫ططططي كط‬ ‫ففط‬
‫قال سفيان الثوري عن أبيه عن عكرمة قال‪ :‬سئل ابن عباس‪ :‬الليل كان قبل أو النهار ؟‬
‫فقال‪ :‬أرايتم السموات والرض حي كانتا رتقا هل كان بينهما إل ظلمة ؟ ذلك لتعلموا‬
‫أن الليل‪ .‬قبل النهار‪ .‬وقال ابن اب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا إبراهيم بن حزة‪ ,‬حدثنا حات‬
‫ل أتاه ي سأله عن‬ ‫عن حزة بن أ ب م مد‪ ,‬عن ع بد ال بن دينار عن ا بن ع مر أن رج ً‬
‫السطموات والرض كانتطا رتقا ففتقناهاط‪ .‬قال‪ :‬اذ هب إل ذلك الشيطخ فاسطأله‪ ,‬ثط تعال‬
‫فأخطبن باط قال لك‪ ,‬قال‪ :‬فذهطب إل ابطن عباس فسطأله فقال ابطن عباس‪ :‬نعطم كانطت‬
‫ال سموات رتقا ل ت طر‪ ,‬وكا نت الرض رتقا ل تن بت‪ ,‬فل ما خلق للرض أهلً ف تق هذه‬
‫بال طر‪ ,‬وف تق هذه بالنبات‪ ,‬فر جع الر جل إل ا بن ع مر فأ خبه‪ ,‬فقال ا بن ع مر‪ :‬الَن قد‬

‫‪70‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عل مت أن ا بن عباس قد أو ت ف القرآن علما‪ ,‬صدق هكذا كا نت‪ ,‬قال ا بن ع مر‪ :‬قد‬
‫كنت أقول ما يعجبن جراءة ابن عباس على تفسي القرآن‪ ,‬فالَن علمت أنه قد أوتى ف‬
‫القرآن علما‪ .‬وقال عطية العوف‪ :‬كانت هذه رتقا ل تطر فأمطرت‪ ,‬وكانت هذه رتقا ل‬
‫تنبططططططططططططططططت فأنبتططططططططططططططططت‪.‬‬
‫وقال إساعيل بن أب خالد‪ :‬سألت أبا صال النفي عن قوله‪{ :‬أن السموات والرض‬
‫كانتا رتقا ففتقناها} قال‪ :‬كانت السماء واحدة ففتق منها سبع سوات‪ ,‬وكانت الرض‬
‫واحدة ففتطق منهطا سطبع أرضيط‪ ,‬وهكذا قال ماهطد‪ ,‬وزاد‪ :‬ول تكطن السطماء والرض‬
‫متماستي‪ .‬وقال سعيد بن جبي‪ :‬بل كانت السماء والرض ملتزقتي‪ ,‬فلما رفع السماء‬
‫وأبرز منهاالرض‪ ,‬كان ذلك فتقهما الذي ذكر ال ف كتابه‪ .‬وقال السن وقتادة‪ :‬كانتا‬
‫ططططططططططططا بذا الواء‪.‬‬ ‫ططططططططططططل بينهمط‬ ‫جيعا ففصط‬
‫وقوله‪{ :‬وجعل نا من الاء كل ش يء حي} أي أ صل كل الحياء‪ .‬قال ا بن أ ب حا ت‪:‬‬
‫حدثنا اب‪ ,‬حدثنا ابو الماهر‪ ,‬حدثنا سعيد بن بشي‪ ,‬حدثنا قتادة عن أب ميمونة عن أب‬
‫هريرة أنه قال‪ :‬يا نب ال إذا رأيتك قرت عين وطابت نفسي‪ ,‬فأخبنا عن كل شيء قال‪:‬‬
‫«كل شيء خلق من ماء»‪ .‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬حدثنا هام عن قتادة عن أب‬
‫ميمونة عن أ ب هريرة قال‪ :‬قلت يا رسول ال إ ن إذا رأيتك طابت نف سي وقرت عي ن‪,‬‬
‫فأنبئن عن كل شيء‪ ,‬قال‪« :‬كل شيء خلق من ماء» قال‪ :‬قلت أنبئن عن أمر إذا عملت‬
‫به دخلت ال نة قال‪« :‬أ فش ال سلم‪ ,‬وأط عم الطعام‪ ,‬و صل الحارم‪ ,‬و قم بالل يل والناس‬
‫نيام‪ ,‬ث ادخل النة بسلم» ورواه أيضا عن عبد الصمد وعفان وبز عن هام‪ ,‬تفرد به‬
‫أحد‪ ,‬وهذا إسناد على شرط الصحيحي إل أن أبا ميمونة من رجال السنن واسه سليم‪,‬‬
‫والترمذي يصطحح له‪ ,‬وقطد رواه سطعيد بطن أبط عروبطة عطن قتادة مرسطلً‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله‪« :‬وجعلنا ف الرض رواسي» أي جبالً أرسى الرض با وقررها وثقلها لئل تيد‬
‫بالناس‪ ,‬أي تضطرب وتتحرك‪ ,‬فل يصطل لمط قرار عليهطا لناط غامرة فط الاء إل مقدار‬
‫الربطع‪ .‬فإنطه باد للهواء والشمطس ليشاهطد أهلهطا السطماء ومطا فيهطا مطن الَيات الباهرات‬
‫وال كم والدللت‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬أن ت يد ب م} أي لئل ت يد ب م‪ .‬وقوله‪{ :‬وجعل نا في ها‬
‫فجاجا سبلً} أي ثغرا ف البال ي سلكون في ها طريقا من ق طر إل ق طر و من إقل يم إل‬

‫‪71‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ل بي هذه البلد وهذه البلد‪ ,‬فيجعل‬ ‫إقليم‪ ,‬كما هو الشاهد ف الرض يكون البل حائ ً‬
‫ال ف يه فجوة ثغرة لي سلك الناس في ها من هه نا إل هه نا‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬لعل هم يهتدون}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وجعلنا السماء سقفا مفوظا} أي على الرض وهي كالقبة عليها‪ ,‬كما قال‪:‬‬
‫{وال سماء بنينا ها بأ يد وإ نا لو سعون} وقال‪{ :‬وال سماء و ما بنا ها} {أفلم ينظروا إل‬
‫السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها ومالا من فروج} والبناء هو نصب القبة‪ ,‬كما قال‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «ب ن ال سلم على خ س» أي خ سة دعائم‪ ,‬وهذا ل‬
‫يكون إل ف اليام كما تعهده العرب {مفوظا} أي عاليا مروسا أن ينال‪ .‬وقال ماهد‪:‬‬
‫مرفوعا‪ .‬وقال ابطن أبط حاتط‪ :‬حدثنطا علي بطن السطي‪ ,‬حدثنطا أحدط بطن عبطد الرحنط‬
‫الدشت كي‪ ,‬حدث ن أ ب عن أب يه عن أش عث يع ن ا بن إ سحاق الق مي عن جع فر بن أ ب‬
‫الغية‪ ,‬عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال رجل‪ :‬يا رسول ال ما هذه السماء ؟ قال‪:‬‬
‫«موج مكفوف عنكططططططم» إسططططططناده غريططططططب‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬و هم عن آيات ا معرضون} كقوله‪{ :‬وكأ ين من آ ية ف ال سموات والرض‬
‫يرون عليها وهم عنها معرضون} أي ل يتفكرون فيما خلق ال فيها من التساع العظيم‬
‫والرتفاع البا هر‪ ,‬و ما زي نت به من الكوا كب الثوا بت وال سيارات ف ليل ها ونارها من‬
‫هذه الشمس الت تقطع الفلك بكامله ف يوم وليلة‪ ,‬فتسي غاية ل يعلم قدرها إل ال الذي‬
‫قدرها وسخرها وسيها‪ .‬وقد ذكر ابن أب الدنيا رحه ال ف كتابه التفكر والعتبار‪ :‬أن‬
‫ب عض عباد ب ن إ سرائيل تعبد ثلث ي سنة‪ ,‬وكان الر جل منهم إذا تع بد ثلث ي سنة أظلته‬
‫غمامة‪ ,‬فلم ير ذلك الرجل شيئا ما كان يصل لغيه‪ ,‬فشكى ذلك إل أمه فقالت له‪ :‬يا‬
‫بن فلعلك أذنبت ف مدة عبادتك هذه ؟ فقال‪ :‬ل وال ما أعلمه‪ ,‬قالت‪ :‬فلعلك همت ؟‬
‫قال‪ :‬ل ول ه مت‪ ,‬قالت‪ :‬فلعلك رف عت ب صرك إل ال سماء ث رددته بغ ي ف كر ؟ فقال‪:‬‬
‫نعم كثيا‪ ,‬قالت‪ :‬فمن ههنا أتيت‪ ,‬ث قال منبها على بعض آياته‪{ :‬وهو الذي خلق الليل‬
‫والنهار} أي هذا ف ظلمه وسكونه وهذا بضيائه وأنسه‪ ,‬يطول هذا تارة ث يقصر أخرى‬
‫وعك سه الَ خر {والش مس والق مر} هذه ل ا نور ي صها وفلك بذا ته وزمان على حدة‬
‫وحركة وسي خاص‪ ,‬وهذا بنور آخر وفلك آخر وسي آخر وتقدير آخر {وكل ف فلك‬
‫يسبحون} أي يدورون‪ .‬قال ابن عباس‪ :‬يدورون كما يدور الغزل ف الفلكة قال ماهد‪:‬‬

‫‪72‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فل يدور الغزل إل بالفلكطة‪ ,‬ول الفلكطة إل بالغزل‪ ,‬كذلك النجوم والشمطس والقمطر ل‬
‫يدورون إل بطه ول يدور إل بنط‪ ,‬كمطا قال تعال‪{ :‬فالق الصطباح وجعطل الليطل سطكنا‬
‫والشمطططس والقمطططر حسطططبانا ذلك تقديطططر العزيطططز العليطططم}‪.‬‬

‫ك الْخُ ْلدَ أَفَإِ نْ مّ تّ َف ُه ُم الْخَاِلدُو نَ * كُ ّل َنفْ سٍ ذَآِئ َق ُة الْ َموْ ِ‬


‫ت‬ ‫** َومَا َجعَ ْلنَا ِلبَشَرٍ مّن َقبْلِ َ‬
‫ططططططا تُ ْر َجعُونطططططططَ‬ ‫خيْرِ ِفْتَنةً َوإِلَيْنَط‬
‫ططططططم بِالشّ ّر وَالْ َ‬ ‫َونَبْلُوكُط‬
‫يقول تعال‪{ :‬وما جعلنا لبشر من قبلك} أي يا ممد {اللد} أي ف الدنيا بل {كل‬
‫من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو اللل والكرام} وقد استدل بذه الَية الكرية من‬
‫ذ هب من العلماء إل أن ال ضر عل يه ال سلم مات ول يس ب ي إل الَن‪ ,‬ل نه ب شر سواء‬
‫كان وليا أو نبيا أو ر سولً‪ .‬و قد قال تعال‪{ :‬وماجعل نا لب شر من قبلك اللد}‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫{أفإن مت} أي يا ممد {فهم الالدون} أي يؤملون أن يعيشوا بعدك ل يكون هذا بل‬
‫كل إل الفناء‪ ,‬ولذا قال تعال‪ { :‬كل ن فس ذائ قة الوت} و قد روي عن الشاف عي رح ه‬
‫ال أن أنشططططططد واسططططططتشهد بذيططططططن البيتيطططططط‪:‬‬
‫تنططط رجال أن أموت وإن أمتفتلك سطططبيل لسطططت فيهطططا بأوحطططد‬
‫فقطططل للذي يبغطططي خلف الذي مضىتهيطططأ لخرى مثلهطططا فكأن قطططد‬
‫وقوله‪{ :‬ونبلوكم بالشر والي فتنة} أي نتبكم بالصائب تارة وبالنعم أخرى‪ ,‬فننظر‬
‫من يشكر ومن يكفر‪ ,‬ومن يصب ومن يقنط‪ ,‬كما قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس‪:‬‬
‫{ونبلوكم} يقول نبتليكم {بالشر والي فتنة} بالشدة والرخاء‪ ,‬والصحة والسقم‪ ,‬والغن‬
‫والفقر‪ ,‬واللل والرام‪ ,‬والطاعة والع صية‪ ,‬والدى والضلل‪ .‬وقوله‪{ :‬وإلينا ترجعون}‬
‫أي فنجازيكططططططططططططططم بأعمالكططططططططططططططم‪.‬‬

‫خذُونَ كَ إِ ّل هُزُوا َأهَـذَا الّذِي يَذْ ُكرُ آِل َهتَكُ ْم َوهُ ْم بِذِكْ ِر‬
‫** َوإِذَا رَآ َك الّذِي نَ َكفَ ُر َواْ إِن يَتّ ِ‬
‫طعْجِلُونِ‬ ‫الرّحْمَـط ِن هُم ْط كَافِرُونَط * ُخلِقَط النْسطَا ُن مِن ْط عَجَ ٍل سَطُأوْرِيكُمْ آيَاتِي َفلَ تَس َْت‬

‫‪73‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال ل نبيه صلوات اللهو سلمه عل يه {وإذا رآك الذ ين كفروا} يع ن كفار قر يش‬
‫كأب جهل وأشباهه {إن يتخذونك إل هزوا} أي يستهزئون بك وينتقصونك‪ ,‬يقولون‪:‬‬
‫{أهذا الذي يذكر آلتكم} يعنون أهذا الذي يسب آلتكم ويسفه أحلمكم‪ ,‬قال تعال‪:‬‬
‫{وهم بذكر الرحن هم كافرون} أي وهم كافرون بال ومع هذا يستهزئون برسول ال‪,‬‬
‫كما قال ف الَية الخرى {وإذا رأوك إن يتخذونك إل هزوا أهذا الذي بعث ال رسولً‬
‫* إن كاد ليضلنا عن آلتنا لول أن صبنا عليها وسوف يعلمون حي يرون العذاب من‬
‫أضططططططططططططططططل سططططططططططططططططبيلً}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬خلق النسان من عجل} كما قال ف الَية الخرى‪{ :‬وكان النسان عجولً}‬
‫أي فط المور‪ .‬قال ماهطد‪ :‬خلق ال آدم بعطد كطل شيطء مطن آخطر النهار مطن يوم خلق‬
‫اللئق‪ ,‬فل ما أح يا الروح عين يه ول سانه ورأ سه‪ ,‬ول يبلغ أ سفله‪ ,‬قال‪ :‬يا رب ا ستعجل‬
‫بلقي ق بل غروب الش مس‪ .‬وقال ا بن أ ب حات‪ ,‬حدثنا أح د بن سنان‪ .‬حدثنا يز يد بن‬
‫هارون‪ ,‬أنبأ نا م مد بن علق مة بن وقاص اللي ثي عن أ ب سلمة عن أ ب هريرة قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬خي يوم طلعت فيه الشمس يوم المعة‪ ,‬فيه خلق آدم‬
‫وفيه أدخل النة وفيه أهبط منها‪ ,‬وفيه تقوم الساعة وفيه ساعة ل يوافقها مؤمن يصلي ط‬
‫وقبض أصابعه يقللها ط فسأل ال خيا إل أعطاه إياه» قال أبو سلمة‪ :‬فقال عبد ال بن‬
‫سلم‪ :‬قد عرفت تلك الساعة‪ ,‬هي آخر ساعات النهار من يوم المعة‪ ,‬وهي الت خلق ال‬
‫فيهطا آدم‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬خلق النسطان مطن عجطل سطأريكم آياتط فل تسطتعجلون}‬
‫والكمة ف ذكر عجلة النسان ههنا أنه لا ذكر الستهزئي بالرسول صلوات ال وسلمة‬
‫عليطه‪ ,‬وقطع فط النفوس سطرعة النتقام منهطم واسطتعجلت ذلك‪,‬فقال ال تعال‪{ :‬خلق‬
‫النسان من عجل} لنه تعال يلي للظال حت إذا أخذه ل يفلته‪ ,‬يؤجل ث يعجل‪ ,‬وينظر‬
‫ث ل يؤخر‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬سأريكم آيات} أي نقمي وحكمي واقتداري على من عصان‬
‫{فل تسطططططططططططططططططططططططططططططتعجلون}‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫** َوَيقُولُو نَ َمَتىَ هَـذَا الْ َوعْدُ إِن كُنتُ مْ صَادِِقيَ * َل ْو َيعْلَ ُم الّذِي نَ َكفَرُواْ ِحيَ َل َي ُكفّو نَ‬
‫عَن وُجُو ِههِمُط النّا َر وَ َل عَن ُظهُو ِرهِم ْط وَ َل هُم ْطيُنصَطرُونَ * بَ ْل َت ْأتِيهِم بَ ْغَتةً َفتَْب َهُتهُم ْط َفلَ‬
‫ط يُنظَرُونططططططَ‬ ‫طتَطِيعُونَ َردّهَططططططا وَلَ هُمططططط ْ‬ ‫يَسططططط ْ‬
‫يبط تعال عطن الشركيط أنمط يسطتعجلون أيضا بوقوع العذاب بمط تكذيبا وجحودا‬
‫وكفرا وعنادا واسطتعبادا‪ ,‬فقال {ويقولون متط هذا الوعطد إن كنتطم صطادقي} قال ال‬
‫تعال‪{ :‬لو يعلم الذ ين كفروا ح ي ل يكفون عن وجوه هم النار ول عن ظهور هم} أي‬
‫لو تيقنوا أن ا واق عة ب م ل مالة ل ا ا ستعجلوا به‪ .‬ولو يعلمون ح ي يغشا هم العذاب من‬
‫فوق هم و من ت ت أرجل هم {ل م من فوق هم ظلل من النار و من تت هم ظلل} {ل م من‬
‫جهنم مهاد ومن فوقهم غواش} وقال ف هذه الَية‪{ :‬حي ل يكفون عن وجوههم النار‬
‫ول عن ظهورهم} وقال‪{ :‬سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار} فالعذاب ميط‬
‫بم من جيع جهاتم {ول هم ينصرون} أي ل ناصر لم‪ ,‬كما قال‪{ :‬وما لم من ال‬
‫من واق}‪ .‬وقوله‪{ :‬بل تأتيهم بغتة} أي {تأتيهم النار بغتة} أي فجأة‪{ ,‬فتبهتهم} أي‬
‫تذعرهم‪ ,‬فيستسلمون لا حائرين ول يدرون ما يصنعون‪{ ,‬فل يستطعون ردها} أي ليس‬
‫لمط حيلة فط ذلك‪{ ,‬ول هطم ينظرون} أي ول يؤخطر عنهطم ذلك سطاعة واحدة‪.‬‬

‫ستَهْ ِزئُونَ *‬
‫خرُواْ ِمْنهُ مْ مّا كَانُوْا بِ هِ يَ ْ‬
‫ق بِالّذِي نَ سَ ِ‬
‫** وََلقَ ِد ا سُْتهْزِى َء بِرُ سُ ٍل مّن َقبْلِ كَ َفحَا َ‬
‫قُ ْل مَن َيكَْلؤُكُم بِالّْليْ ِل وَالّنهَا ِر مِ نَ ال ّرحْمَـ ِن بَ ْل هُ ْم عَن ذِكْرِ َرّبهِ مْ ّمعْ ِرضُو نَ * أَ مْ َلهُ مْ‬
‫حبُونَ‬‫طَ‬ ‫ط مّنّطا يُص ْ‬ ‫طهِ ْم وَلَ هُم ْ‬ ‫طرَ َأْنفُس ِ‬
‫طتَطِيعُونَ نَص ْ‬‫ط مّطن دُونِنَطا َل يَس ْ‬ ‫آِل َهةٌ تَ ْمَن ُعهُم ْ‬
‫يقول تعال مسطليا لرسطوله عمطا آذاه بطه الشركون مطن السطتهزاء والتكذيطب {ولقطد‬
‫استهزىء برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون} يعن من‬
‫العذاب الذي كانوا ي ستبعدون وقو عه‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬ول قد كذ بت ر سل من قبلك‬
‫فصبوا على ما كذبوا وأوذوا حت أتاهم نصرنا ول مبدل لكلمات ال * ولقد جاءك من‬
‫نبأ الرسلي} ث ذكر تعال نعمته على عبيده ف حفظه بالليل والنهار‪ ,‬وكلءته وحراسته‬
‫لم بعينه الت ل تنام‪ ,‬فقال‪{ :‬قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحن} أي بدل الرحن‬
‫يعنططططططططط غيه‪ ,‬كمطططططططططا قال الشاعطططططططططر‪:‬‬

‫‪75‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جاريطططططة ل تلبطططططس الرققاول تذق مطططططن البقول الفسطططططتقا‬
‫أي ل تذق بدل البقول الفستق‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬بل هم عن ذكر ربم معرضون} أي ل‬
‫يعترفون بنع مة ال علي هم وإح سانه إلي هم‪ ,‬بل يعرضون عن آيا ته وآلئه‪ ,‬ث قال {أم ل م‬
‫آل ة تنع هم من دون نا} ا ستفهام إنكار وتقر يع وتوب يخ‪ ,‬أي أل م آل ة تنع هم وتكلؤ هم‬
‫غينطا ؟ ليطس المطر كمطا توهوا‪ ,‬ول كمطا زعموا‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬ل يسطتطعون نصطر‬
‫أنف سهم} أن هذه الَل ة ال ت ا ستندوا إلي ها غ ي ال ل ي ستطيعون ن صر أنف سهم‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫{ول هم منا يصحبون} قال العوف عن ابن عباس‪ :‬ول هم منا يصحبون أي يارون‪.‬‬
‫وقال قتادة‪ :‬ل يصطبحون مطن ال بيط‪ .‬وقال غيه‪ :‬ول هطم منطا يصطحبون ينعون‪.‬‬

‫صهَا‬‫ض نَنقُ ُ‬ ‫** بَ ْل َمّت ْعنَا هَـؤُل ِء وَآبَآءَهُ مْ َحتّ َى طَا َل عََلْيهِ ُم الْعُ ُمرُ أََفلَ َي َروْ نَ َأنّا نَ ْأتِي الرْ َ‬
‫مِ نْ َأطْرَافِهَآ أََفهُ مُ الْغَاِلبُو نَ * قُلْ ِإنّمَآ أُنذِرُكُم بِاْلوَحْ يِ وَ َل يَ سْ َم ُع ال صّمّ ال ّدعَآءَ ِإذَا مَا‬
‫ح ٌة مّ ْن عَذَا بِ َربّ كَ َلَيقُولُ ّن يَويْلَنَآ إِنّا كُنّا ظَالِمِيَ * َوَنضَ عُ‬ ‫سْتهُ ْم َنفْ َ‬ ‫يُنذَرُو نَ * وََلئِن مّ ّ‬
‫س َشيْئا َوإِن كَا نَ ِمْثقَالَ َحّب ٍة مّ نْ َخرْ َدلٍ َأتَْينَا ِبهَا‬ ‫الْ َموَازِي َن اْلقِ سْطَ ِلَيوْ ِم اْلقِيَا َمةِ َفلَ تُ ْظلَ ُم َنفْ ٌ‬
‫طبِيَ‬
‫وَ َكفَ َى بِنَطططططططططططططططا حَاسطططططططططططططط ِ‬
‫يقول تعال مبا عن الشركي‪ :‬إنا غرهم وحلهم على ما هم فيه من الضلل أنم متعوا‬
‫ف الياة الدنيا ونعموا وطال عليهم العمر فيما هم فيه‪ ,‬فاعتقدوا أنم على شيء‪ ,‬ث قال‬
‫واعظا لم {أفل يرون أنا نأت الرض ننقصها من أطرافها} اختلف الفسرون ف معناه‪,‬‬
‫وقد أسلفنا ف سورة الرعد وأحسن ما فسر بقوله تعال‪{ :‬ولقد أهلكنا ما حولكم من‬
‫القرى وصرفنا الَيات لعلهم يرجعون} وقال السن البصري‪ :‬يعن بذلك ظهور السلم‬
‫على الك فر‪ ,‬والع ن أفل يع تبون بن صر ال لوليائه على أعدائه وإهل كه ال مم الكذ بة‬
‫والقرى الظالة وإنائه لعباده الؤمني‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬أفهم الغالبون} يعن بل هم الغلوبون‬
‫السططططططططططططفلون الخسططططططططططططرون والرذلون‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬قل إنا أنذركم بالوحي} أي إنا أنا مبلغ عن ال ما أنذرتكم به من العذاب‬
‫والنكال‪ ,‬ل يس ذلك إل ع ما أوحاه ال إل‪ ,‬ول كن ل يدي هذا ع من أع مى ال ب صيته‬
‫وختطم على سطعه وقلبطه‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬ول يسطمع الصطم الدعاء إذا مطا ينذرون} وقوله‪:‬‬

‫‪76‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالي} أي ولئن مس هؤلء‬
‫الكذبي أدن شيء من عذاب ال ليعترفن بذنوبم وأنم كانوا ظالي لنفسهم ف الدنيا‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ونضطع الوازيطن القسطط ليوم القيامطة فل تظلم نفطس شيئا} أي ونضطع الوازيطن‬
‫العدل ليوم القيامة‪ ,‬الك ثر على أ نه إنا هو ميزان وا حد‪ ,‬وإن ا ج ع باعتبار تعدد العمال‬
‫الوزونططططططططططططططططة فيططططططططططططططططه‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬فل تظلم نفطس شيئا وإن كان مثقال حبطة مطن خردل أتينطا باط وكفطى بنطا‬
‫حاسطبي} كمطا قال تعال‪{ :‬ول يظلم ربطك أحدا} وقال‪{ :‬إن ال ل يظلم مثقال ذرة‬
‫وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما} وقال لقمان {يا بن إنا إن تك‬
‫مثقال حبة من خردل فتكن ف صخرة أو ف السموات أو ف الرض يأت با ال إن ال‬
‫لط يف خبي} و ف ال صحيحي عن أ ب هريرة قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫«كلمتان خفيفتان على الل سان‪ ,‬ثقيلتان ف اليزان‪ ,‬حبيبتان إل الرح ن‪ :‬سبحان ال‬
‫وبمده‪ ,‬سطططططططططططططبحان ال العظيطططططططططططططم»‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقان‪ ,‬حدثنا ابن البارك عن ليث بن‬
‫سعد عن عا مر بن ي ي عن أ ب ع بد الرح ن البلي قال‪ :‬سعت ع بد ال بن عمرو بن‬
‫العاص يقول‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن ال عز وجل يستخلص رجلً من‬
‫أم ت على رؤوس اللئق يوم القيا مة‪ ,‬فين شر عل يه ت سعة وت سعي سجلً‪ ,‬كل سجل مد‬
‫الب صر‪ ,‬ث يقول‪ :‬أتن كر من هذا شئيا ؟ أظلم تك كتب ت الافظون ؟ قال‪ :‬ل يارب‪ .‬قال‪:‬‬
‫أفلك عذر أو ح سنة ؟ قال‪ :‬فيب هت الر جل فيقول‪ :‬ل يا رب‪ ,‬فيقول‪ :‬بلى إن لك عند نا‬
‫حسنة واحدة ل ظلم عليك اليوم‪ ,‬فتخرج له بطاقة فيها أشهد أن ل إله إل ال وأشهد أن‬
‫ممدا ر سول ال فيقول أحضروه‪ ,‬فيقول يطا رب ف هذه البطاقطة مع هذه السطجلت ؟‬
‫فيقول‪ :‬إ نك ل تظلم‪ ,‬قال‪ :‬فتو ضع ال سجلت ف ك فة والبطا قة ف ك فة‪ ,‬قال‪ :‬فطا شت‬
‫السطجلت وثقلت البطاقطة‪ ,‬قال‪ :‬ول يثقطل شيطء مطع بسطم ال الرحنط الرحيطم» ورواه‬
‫الترمذي وابطن ماجطه مطن حديطث الليطث بطن سطعد‪ ,‬وقال الترمذي‪ :‬حسطن غريطب‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا قتيبة‪ ,‬حدثنا ابن ليعة عن عمرو بن يي عن أب عبد الرحن‬
‫البلي عن عبد ال بن عمرو بن العاص قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬توضع‬

‫‪77‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الوازين يوم القيامة‪ ,‬فيؤتى بالر جل فيو ضع ف كفة‪ ,‬ويو ضع ما أحصي عليه فيما يل به‬
‫اليزان‪ ,‬قال‪ :‬فيب عث به إل النار‪ ,‬قال‪ :‬فإذا أدبر به إذا صائح من ع ند الرح ن عز و جل‬
‫يقول‪ :‬ل تعجلوا‪ ,‬فإنه قد بقي له‪ ,‬فيؤتى ببطاقة فيها ل إله إل ال فتوضع مع الرجل ف‬
‫ك فة ح ت ي يل به اليزان» وقال المام أح د أيضا‪ :‬حدث نا أ بو نوح مرارا‪ ,‬أنبأ نا ل يث بن‬
‫سعد عن مالك بن أنس عن الزهري عن عروة عن عائشة أن رجلً من أصحاب رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم جلس ب ي يد يه‪ ,‬فقال يا ر سول ال إن ل ملوك ي يكذبون ن‬
‫ويونونن ويعصونن‪ ,‬وأضربم وأشتمهم‪ ,‬فكيف أنا منهم ؟ فقال له رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪« :‬يسب ما خانوك وعصوك وكذبوك وعقابك إياهم‪ ,‬فإن كان عقابك إياهم‬
‫بقدر ذنوب م‪ ,‬كان كفافا ل لك ول عل يك‪ ,‬وإن كان عقا بك إيا هم دون ذنوب م‪ ,‬كان‬
‫فضلً لك‪ ,‬وإن كان عقابك إياهم فوق ذنوبم‪ ,‬اقتص لم منك الفضل الذي بقي قبلك‪,‬‬
‫فج عل الر جل يب كي ب ي يدي ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ويه تف‪ ,‬فقال ر سول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم «ماله ل يقرأ كتاب ال {ون ضع الواز ين الق سط ليوم القيا مة فل‬
‫تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا با وكفى بنا حاسبي} فقال الرجل‪:‬‬
‫يا رسول ال ما أجد شيئا خيٌ من فراق هؤلء ط يعن عبيده ط إن أشهدك أنم أحرار‬
‫ططططططططططططططططططططططططططططططططططم‪.‬‬ ‫كلهط‬

‫شوْ نَ َرّبهُ ْم‬


‫ضيَآءً وَذِكْرا ّللْ ُمّتقِيَ * الّذِي َن يَخْ َ‬ ‫** وََلقَ ْد آَتيْنَا مُو َسىَ َوهَارُو نَ اْلفُرْقَا َن وَ ِ‬
‫شفِقُو نَ * َوهَ ـذَا ذِكْ ٌر ّمبَارَ كٌ أَنزَْلنَا هُ أََفأَْنتُ مْ لَ ُه مُنكِرُو نَ‬ ‫ب َوهُ ْم مّ َن ال سّا َعةِ مُ ْ‬
‫بِاْلغَيْ ِ‬
‫قد تقدم الت نبيه على أن ال تعال كثيا ما يقرن ب ي ذ كر مو سى وم مد صلوات ال‬
‫و سلمه عليه ما‪ ,‬وب ي كتابيه ما‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬ول قد آتي نا مو سى وهارون الفرقان} قال‬
‫ما هد‪ :‬يع ن الكتاب‪ .‬وقال أ بو صال‪):‬التوراة‪ .‬وقال قتادة‪ :‬التوراة حلل ا وحرام ها‪ ,‬و ما‬
‫فرق ال بي الق والباطل‪ .‬وقال ابن زيد يعن النصر‪ :‬وجامع القول ف ذلك أن الكتب‬
‫السطماوية مشتملة على التفرقطة بيط القط والباططل‪ ,‬والدى والضلل‪ ,‬والغطي والرشاد‪,‬‬
‫واللل والرام‪ ,‬وعلى ما ي صل نورا ف القلوب وهدا ية وخوفا وإنا بة وخش ية‪ ,‬ولذا‬
‫قال‪{ :‬الفرقان وضياء وذكرا للمتقي} أي تذكيا لم وعظة‪ ,‬ث وصفهم فقال‪{ :‬الذين‬

‫‪78‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يشون رب م بالغ يب} كقوله‪ { :‬من خ شي الرح ن بالغ يب وجاء بقلب من يب}‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫{إن الذين يشون ربم بالغيب لم مغفرة وأجركبي} {وهم من الساعة مشفقون} أي‬
‫خائفون وجلون‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬وهذا ذ كر مبارك أنزلناه} يع ن القرآن العظ يم الذي ل‬
‫يأتيه الباطل من بي يديه ول من خلفه‪ ,‬تنيل من حكيم حيد {أفأنتم له منكرون} أي‬
‫أفتنكرونطططططه وهطططططو فططططط غايطططططة اللء والظهور ؟‪.‬‬

‫** وََلقَ ْد آَتْينَآ ِإبْرَاهِي مَ ُرشْدَ ُه مِن َقبْ ُل وَ ُكنّا بِ ِه عَالِمِيَ * إِذْ قَا َل لبِي هِ وََقوْمِ هِ مَا هَـ ِذهِ‬
‫التّمَاثِي ُل اّلتِ يَ أَنتُ مْ لَهَا عَا ِكفُو نَ * قَالُوْا وَجَدْنَآ آبَآءَنَا لَهَا عَابِدِي نَ * قَالَ َلقَدْ كُنتُ مْ أَنتُ مْ‬
‫لعِبِيَ * قَا َل بَل ّرّبكُمْ رَبّ‬ ‫ت مِ َن ال ّ‬‫حقّ أَمْ أَن َ‬‫ضلَ ٍل ّمبِيٍ * قَاُل َواْ أَ ِجْئَتنَا بِالْ َ‬
‫وَآبَآؤُكُمْ فِي َ‬
‫ط مّنططَ الشّاهِدِينططَ‬ ‫ط َوَأنَاْ عََلىَ ذَِلكُمط ْ‬‫السططّمَاوَاتِ وَالرْضططِ الّذِي فطَ َرهُنط ّ‬
‫ي ب تعال عن خليله إبراه يم عل يه ال سلم أ نه آتاه رشده من ق بل‪ ,‬أي من صغره أل مه‬
‫الق والجة على قومه‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه} وما‬
‫يذكر من الخبار عنه ف إدخال أبيه له ف السرب وهو رضيع‪ ,‬وأنه خرج بعد أيام فنظر‬
‫إل الكو كب والخلوقات فتب صر في ها‪ ,‬و ما ق صه كث ي من الف سرين وغي هم فعامت ها‬
‫ط وافطق منهطا القط‪ ,‬ماط بأيدينطا عطن العصطوم‪ ,‬قبلناه لوافقتطه‬ ‫أحاديطث بنط إسطرائيل‪ ,‬فم ا‬
‫الصحيح‪ ,‬وما خالف شيئا من ذلك رددناه‪ ,‬وما ليس فيه موافقة ول مالفة ل نصدقه ول‬
‫نكذ به بل نعله وقفا‪ ,‬و ما كان من هذا الضرب من ها ف قد ر خص كث ي من ال سلف ف‬
‫روايته‪ ,‬وكثي من ذلك ما ل فائدة فيه ول حاصل له ما ل ينتفع به ف الدين‪ ,‬ولو كانت‬
‫فائدته تعود على الكلفي ف دينهم لبينته هذه الشريعة الكاملة الشاملة‪ ,‬والذي نسلكه ف‬
‫هذا التفسي العراض عن كثي من الحاديث السرائيلية لا فيها من تضييع الزمان‪ ,‬ولا‬
‫اشت مل عل يه كث ي من ها من الكذب الروج علي هم‪ ,‬فإن م ل تفر قة عند هم ب ي صحيحها‬
‫و سقيمها‪ ,‬ك ما حرره الئ مة الفاظ التقنون من هذه ال مة‪ .‬والق صود هه نا أن ال تعال‬
‫أخططب أنططه قططد آتططى إبراهيططم رشده مططن قبططل‪ ,‬أي مططن قبططل ذلك‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وك نا به عال ي} أي وكان أهل لذلك‪ ,‬ث قال‪{ :‬إذ قال لب يه وقو مه ما هذه‬
‫التماثيل الت أنتم هل عاكفون} هذا هو الرشد الذي أوتيه من صغره النكار على قومه‬

‫‪79‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ف عبادة الصنام من دون ال عز وجل‪ ,‬فقال‪{ :‬ما هذه التماثيل الت أنتم لا عاكفون}‬
‫أي معتكفون على عبادتا‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا السن بن ممد الصباح‪ ,‬حدثنا أبو‬
‫معاوية الضرير‪ ,‬حدثنا سعيد بن طريف عن الصبغ بن نباتة قال‪ :‬مر علي رضي ال عنه‬
‫على قوم يلعبون بالشطرنطج‪ ,‬فقال‪ :‬مطا هذه التماثيطل التط أنتطم لاط عاكفون‪ ,‬لن يسط‬
‫أحدكم جرا حت يطفأ خي له من أن يسها {قالوا وجدنا آباءنا لا عابدين} ل يكن لم‬
‫حجة سوى صنيع آبائهم الضلل‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬لقد كنتم أنتم وآباؤكم ف ضلل مبي}‬
‫أي الكلم مع آبائ كم الذي احتجج تم ب صنيعهم كالكلم مع كم‪ ,‬فأن تم و هم ف ضلل‬
‫على غي الطريق الستقيم‪ ,‬فلما سفه أحلمهم وضلل آباءهم واحتقر آلتهم {قالوا أجئتنا‬
‫بال ق أم أ نت من الل عبي} يقولون‪ :‬هذا الكلم ال صادر ع نك تقوله لعبا أم مقا ف يه‪,‬‬
‫فإنا ل نسمع به قبلك {قال بل ربكم رب السموات والرض الذي فطرهن} أي ربكم‬
‫الذي ل إله غيه‪ ,‬وهطو الذي خلق السطموات والرض ومطا حوت مطن الخلوقات الذي‬
‫ابتدأ خلقهن‪ ,‬وهو الالق لميع الشياء {وأنا على ذلكم من الشاهدين} أي وأنا أشهد‬
‫أنطططططططططططططه ل إله غيه ول رب سطططططططططططططواه‪.‬‬

‫جعََلهُمْ ُجذَاذا إِلّ َكبِيا ّلهُ مْ َل َعّلهُ ْم‬


‫صنَامَكُ ْم َبعْدَ أَن ُتوَلّواْ ُم ْدبِرِي نَ * فَ َ‬ ‫** َوتَاللّهِ لكِيدَنّ أَ ْ‬
‫إَِليْ ِه يَرْ ِجعُونَ * قَالُوْا مَن َفعَ َل هَـذَا بِآِلهَِتنَآ ِإنّهُ لَمِنَ الظّالِ ِميَ * قَالُوْا سَ ِم ْعنَا َفتًى يَذْكُ ُرهُمْ‬
‫شهَدُو نَ * قَاُلوَاْ َأَأنْ تَ َفعَلْ تَ‬ ‫ُيقَالُ لَ هُ إِبْرَاهِي مُ * قَالُواْ َفأْتُواْ بِ ِه عََلىَ َأعْيُ ِن النّا سِ َل َعّلهُ ْم يَ ْ‬
‫ُونط‬
‫َاسطأَلُوهُمْ إِن كَانُوْا ِينْ ِطق َ‬ ‫ُمط هَـطذَا ف ْ‬ ‫َهط َكبِ ُيه ْ‬
‫ِيمط * قَا َل بَلْ َفعَل ُ‬ ‫هَـطذَا بِآِل َهتِنَا يَِإبْرَاه ُ‬
‫ث أق سم الل يل ق سما أ سعه ب عض قو مه ليكيدن أ صنامهم‪ ,‬أي ليحر صن على أذا هم‬
‫وتكسطيهم بعطد أن يولوا مدبريطن‪ ,‬أي إل عيدهطم‪ ,‬وكان لمط عيطد يرجون إليطه‪ ,‬قال‬
‫السدي‪ :‬لا اقترب وقت ذلك العيد قال أبوه‪ :‬يا بن لو خرجت معنا إل عيدنا لعجبك‬
‫دين نا‪ ,‬فخرج مع هم‪ ,‬فل ما كان بب عض الطر يق أل قى نف سه إل الرض‪ ,‬وقال‪ :‬إ ن سقيم‬
‫فجعلوا يرون عليه وهو صريع فيقولون‪ :‬مه‪ ,‬فيقول‪ :‬إن سقيم‪ ,‬فلما جاز عامتهم وبقي‬
‫ضعفاؤهطم قال‪{ :‬تال لكيدن أصطنامكم} فسطمعه أولئك‪ .‬وقال ابطن إسطحاق عطن أبط‬
‫الحوص عن عبد ال قال‪ :‬لا خرج قوم إبراهيم إل عيدهم مروا عليه‪ ,‬فقالوا‪ :‬يا إبراهيم‬

‫‪80‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أل ترج معنا ؟ قال‪ :‬إن سقيم‪ ,‬وقد كان بالمس‪ ,‬قال‪{ :‬تال لكيدن أصنامكم بعد أن‬
‫تولوا مدبريططططططططن} فسططططططططمعه ناس منهططططططططم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬فجعلهم جذاذا} أي حطاما كسرها كلها‪ ,‬إل كبيا لم يعن إل الصنم الكبي‬
‫عندهم‪ ,‬كما قال‪{ :‬فراغ عليهم ضربا باليمي}‪ .‬وقوله {لعلهم إليه يرجعون} ذكروا أنه‬
‫وضع القدوم ف يد كبيهم لعلهم يعتقدون أنه هو الذي غار لنفسه‪ ,‬وأنف أن تعبد معه‬
‫هذه الصنام الصغار فكسرها {قالوا من فعل هذا بآلتنا إنه لن الظالي} أي حي رجعوا‬
‫وشاهدوا مطا فعله الليطل بأصطنامهم مطن الهانطة والذلل الدال على عدم إليتهطا وعلى‬
‫سخافة عقول عابدي ها {قالوا من ف عل هذا بآلت نا إ نه ل ن الظال ي} أي ف صنيعه هذا‪,‬‬
‫{قالوا سعنا فت يذكرهم يقال له إبراهيم} أي قال من سعه يلف إنه ليكيدنم‪ :‬سعنا فتً‬
‫أي شابا‪ ,‬يذكر هم يقال له إبراه يم‪ .‬قال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا م مد بن عوف‪ ,‬حدث نا‬
‫سعيد بن منصور‪ ,‬حدثنا جرير بن عبد الميد عن قابوس عن أبيه عن ابن عباس قال‪ :‬ما‬
‫بعث ال نبيا إل شابا ول أوت العلم عال إل وهو شاب‪ ,‬وتل هذه الَية {قالوا سعنا فت‬
‫يذكرهطططططططططططططم يقال له إبراهيطططططططططططططم}‪.‬‬
‫وقوله {قالوا فأتوا به على أع ي الناس} أي على رؤوس الشهاد ف الل ال كب بضرة‬
‫الناس كلهم‪ ,‬وكان هذا هو القصود الكب لبراهيم عليه السلم أن يبي ف هذا الحفل‬
‫العظيم كثرة جهلهم وقلة عقلهم ف عبادة هذه الصنام‪ .‬الت ل تدفع عن نفسها ضرا‪ ,‬ول‬
‫تلك ل ا ن صرا‪ ,‬فك يف يطلب من ها ش يء من ذلك ؟ {قالوا أأ نت فعلت هذا بآلت نا يا‬
‫إبراه يم ؟ قال بل فعله كبيهم هذا} يع ن الذي تر كه ل يك سره {فا سألوهم إن كانوا‬
‫ينطقون} وإنا أراد بذا أن يبادروا من تلقاء أنفسهم فيعترفوا أنم ل ينطقون‪ ,‬وأن هذا ل‬
‫يصططططططدر عططططططن هذا الصططططططنم لنططططططه جاد‪.‬‬
‫وف الصحيحي من حديث هشام بن حسان عن ممد بن سيين‪ ,‬عن أب هريرة‪ ,‬أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬إن إبراهيم عليه السلم ل يكذب غي ثلث‪ :‬ثنتي‬
‫ف ذات ال قوله‪{ :‬بل فعله كبيهم هذا}‪ ,‬وقوله‪{ :‬إن سقيم} ط قال ط وبينا هو يسي‬
‫ف أرض جبار من البابرة ومعه سارة‪ ,‬إذ نزل من ًل فأتى البار رجل فقال‪ :‬إنه قد نزل‬
‫ههنا رجل بأرضك معه امرأة أحسن الناس‪ ,‬فأرسل إليه فجاء‪ ,‬فقال‪ :‬ما هذه الرأة منك ؟‬

‫‪81‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال‪ :‬أخت‪ .‬قال‪ :‬فاذهب فأرسل با إل‪ ,‬فانطلق إل سارة فقال‪ :‬إن هذا البار قد سألن‬
‫ع نك‪ ,‬فا خبته أ نك أخ ت‪ ,‬فل تكذبي ن عنده‪ ,‬فإ نك أخ ت ف كتاب ال‪ ,‬وإ نه ل يس ف‬
‫الرض مسلم غيي وغيك‪ ,‬فانطلق با إبراهيم ث قام يصلي‪ ,‬فلما أن دخلت عليه فرآها‬
‫أهوى إليها فتناولا فأخذ أخذا شديدا‪ ,‬فقال‪ :‬ادعي ال ل ول أضرك‪ ,‬فدعت له‪ ,‬فأرسل‬
‫فأهوى إلي ها‪ ,‬فتناول ا فأ خذ بثل ها أو أ شد‪ ,‬فف عل ذلك الثال ثة‪ ,‬فأ خذ فذ كر م ثل الرت ي‬
‫الوليي‪ ,‬فقال‪ :‬ادعي ال فل أضرك‪ ,‬فدعت له فأرسل‪ ,‬ث دعا أدن حجابه فقال‪ :‬إنك ل‬
‫تأتن بإنسان‪ ,‬ولكنك أتيتن بشيطان‪ ,‬أخرجها وأعطها هاجر‪ .‬فأخرجت وأعطيت هاجر‬
‫فأقبلت‪ ,‬فلما أحس إبراهيم بجيئها‪ ,‬انفتل من صلته‪ ,‬وقال‪ :‬مهيم؟ قالت‪ :‬كفى ال كيد‬
‫الكا فر الفا جر وأخدم ن ها جر»‪ .‬قال م مد بن سيين‪ :‬فكان أ بو هريرة إذا حدث بذا‬
‫الديططططث قال‪ :‬تلك أمكططططم يططططا بنطططط ماء السططططماء‪.‬‬

‫سهِمْ َفقَاُلوَاْ ِإنّكُمْ أَنتُمُ الظّالِمُونَ * ثُ ّم ُنكِسُوْا عََلىَ رُءُو ِسهِمْ َلقَ ْد عَِلمْ َ‬
‫ت‬ ‫** َفرَ َج ُع َواْ إَِلىَ أَنفُ ِ‬
‫مَا هَـؤُلءِ يَن ِطقُونَ * قَالَ أََفتَ ْعبُدُونَ مِن دُونِ اللّ ِه مَا َل يَنفَ ُعكُ ْم َشيْئا وَ َل َيضُرّكُمْ * أُفّ‬
‫ط وَلِمَطططا َتعْبُدُونطططَ مِطططن دُونطططِ اللّهطططِ أََفلَ َت ْعقِلُونطططَ‬ ‫ّلكُمطط ْ‬
‫يقول تعال مبطا عطن قوم إبراهيطم حيط قال لمط مطا قال {فرجعوا إل أنفسطهم} أي‬
‫باللمطة فط عدم احترازهطم وحراسطتهم لَلتهطم‪ ,‬فقالوا‪{ :‬إنكطم أنتطم الظالون} أي فط‬
‫ترككم لا مهملة ل حافظ عندها‪{ ,‬ث نكسوا على رؤوسهم} أي ث أطرقوا ف الرض‬
‫فقالوا‪{ :‬لقطد علمطت مطا هؤلء ينطقون}‪ .‬قال قتادة‪ :‬أدركطت القوم حية سطوء‪ ,‬فقالوا‬
‫{لقد علمت ما هؤلء ينطقون}‪ .‬وقال السدي {ث نكسوا على رؤوسهم} أي ف الفتنة‪.‬‬
‫وقال ابطن زيطد‪ :‬أي فط الرأي‪ ,‬وقول قتادة أظهطر فط العنط‪ ,‬لنمط إناط فعلوا ذلك حية‬
‫وعجزا‪ ,‬ولذا قالوا له {لقد علمت ما هؤلء ينطقون} فكيف تقول لنا سلوهم إن كانوا‬
‫ينطقون‪ ,‬وأنت تعلم انا ل تنطق‪ ,‬فعندها قال لم إبراهيم لا اعترفوا بذلك {أفتعبدون من‬
‫دون ال ما ل ينفعكم شيئا ول يضركم} أي إذا كانت ل تنطق وهي ل تنفع ول تضر‪,‬‬
‫فلم تعبدوناط مطن دون ال ؟ {أف لكطم ولاط تعبدون مطن دون ال أفل تعقلون} أي أفل‬
‫تتدبرون ما أنتم فيه من الضلل والكفر الغليظ الذي ل يروج إل على جاهل ظال فاجر‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فأقام عليهطم الجطة وألزمهطم باط‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وتلك حجتنطا آتيناهطا إبراهيطم على‬
‫قومططططططططططططططططه} الَيططططططططططططططططة‪.‬‬

‫** قَالُواْ َحرّقُو ُه وَان صُ ُر َواْ آِل َهتَكُ مْ إِن كُنتُ مْ فَاعِِليَ * قُ ْلنَا َينَارُ كُونِي بَرْدا وَ َسلَمَا عََل َى‬
‫ططططَرِينَ‬ ‫ططططُ الخْسط‬ ‫جعَ ْلنَاهُمط‬ ‫ططططِ َكيْدا َف َ‬ ‫ططططَ * َوأَرَادُوْا بِهط‬ ‫ِإبْرَاهِيمط‬
‫ل ا دح ضت حجت هم وبان عجز هم وظ هر ال ق واند فع البا طل عدلوا إل ا ستعمال جاه‬
‫ملك هم‪ ,‬فقالوا‪{ :‬حرقوه وان صروا آلت كم إن كن تم فاعل ي}‪ ,‬فجمعوا حطبا كثيا جدا‪,‬‬
‫قال السدي‪ :‬حت إن كانت الرأة ترض فتنذر إن عوفيت أن تمل حطبا لريق إبراهيم‪,‬‬
‫ث جعلوه ف جوبَة من الرض وأضرموها نارا‪ ,‬فكان لا شرر عظيم ولب مرتفع ل توقد‬
‫نار قط مثلها‪ ,‬وجعلوا إبراهيم عليه السلم ف كفة النجنيق بإشارة رجل من أعراب فارس‬
‫من الكراد‪ .‬قال شعيب البائي‪ ,‬اسه هيزن‪ :‬فخسف ال به الرض فهو يتجلجل فيها إل‬
‫يوم القيا مة‪ ,‬فل ما ألقوه قال‪ :‬حسب ال ون عم الوك يل‪ ,‬كما رواه البخاري عن ابن عباس‬
‫أ نه قال‪ :‬ح سب ال ون عم الوك يل‪ ,‬قال ا إبراه يم ح ي أل قي ف النار‪ ,‬وقال ا م مد عليه ما‬
‫ال سلم ح ي قالوا إن الناس قد جعوا ل كم فاخشو هم‪ ,‬فزاد هم إيانا‪ ,‬وقالوا‪ :‬ح سبنا ال‬
‫ونعططططططططططططططططم الوكيططططططططططططططططل‪.‬‬
‫وروى الافظ أبو يعلى‪ :‬حدثنا أبو هشام‪ ,‬حدثنا إسحاق بن سليمان عن أب جعفر‪ ,‬عن‬
‫عاصم‪ ,‬عن أب صال‪ ,‬عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬لا ألقي‬
‫إبراه يم عل يه ال سلم ف النار‪ ,‬قال‪ :‬الل هم إ نك ف ال سماء وا حد‪ ,‬وأ نا ف الرض وا حد‬
‫أعبدك» ويروى أ نه ل ا جعلوا يوثقو نه قال‪ :‬ل إله إل أنطت‪ ,‬سبحانك لك ال مد‪ ,‬ولك‬
‫اللك ل شريطك لك‪ ,‬وقال شعيطب البائي‪ :‬كان عمره إذ ذاك سطت عشرة سطنة‪ ,‬فال‬
‫أعلم‪ ,‬وذكر بعض السلف أنه عرض له جبيل وهو ف الواء فقال‪ :‬ألك حاجة ؟ فقال‪:‬‬
‫أما إليك فل‪ ,‬وأما من ال فبلى‪ .‬وقال سعيد بن جبي ط ويروى عن ابن عباس أيضا ط‬
‫قال‪ :‬لا ألقي إبراهيم‪ ,‬جعل خازن الطر يقول‪ :‬مت أومر بالطر فأرسله ؟ قال‪ :‬فكان أمر‬
‫ال أسرع من أمره‪ ,‬قال ال {يا نار كون بردا وسلما على إبراهيم} قال‪ :‬ل يبق نار ف‬

‫‪83‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الرض إل طفئت‪ .‬وقال كعطب الحبار‪ :‬ل ينتفطع أحطد يومئذ بنار‪ ,‬ول ترق النار مطن‬
‫إبراهيططططططططططم سططططططططططوى وثاقططططططططططه‪.‬‬
‫وقال الثوري عن الع مش‪ ,‬عن ش يخ‪ ,‬عن علي بن أ ب طالب {قلنا يا نار كو ن بردا‬
‫وسلما على إبراهيم} قال‪ :‬ل تضريه‪ .‬وقال ابن عباس وأبو العالية‪ :‬لول أن ال عز وجل‬
‫قال‪ :‬و سلما لَذى إبراه يم برد ها‪ ,‬وقال جو يب عن الضحاك‪ :‬كو ن بردا و سلما على‬
‫إبراهيطم‪ ,‬قالوا‪ :‬صطنعوا له حظية مطن حططب جزل‪ ,‬وأشعلوا فيطه النار مطن كطل جانطب‪,‬‬
‫فأصبح ول يصبه منها شيء حت أخدها ال‪ ,‬قال‪ :‬ويذكرون أن جبيل كان معه يسح‬
‫وج هه من العرق‪ ,‬فلم ي صبه من ها ش يء غ ي ذلك‪ .‬وقال ال سدي‪ :‬كان م عه في ها ملك‬
‫الظطططططططططططططططططططططططططططططططططططل‪.‬‬
‫وقال علي بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا علي بن ال سي‪ ,‬حدث نا يو سف بن مو سى‪ ,‬حدث نا‬
‫مهران‪ ,‬حدثنا إساعيل بن أب خالد عن النهال بن عمرو قال‪ :‬أخبت أن إبراهيم ألقي ف‬
‫النار‪ ,‬فقال‪ :‬كان فيها إما خسي وإما أربعي‪ ,‬قال‪ :‬ما كنت أياما وليال قط أطيب عيشا‬
‫إذ كنت فيها وددت أن عيشي وحيات كلها مثل عيشي إذ كنت فيها‪ .‬وقال أبو زرعة بن‬
‫عمرو بن جر ير عن أ ب هريرة قال‪ :‬إن أح سن ش يء قال أ بو إبراه يم ل ا ر فع ع نه الط بق‬
‫وهو ف النار‪ :‬وجده يرشح جبينه‪ ,‬قال عند ذلك‪ :‬نعم الرب ربك يا إبراهيم‪ .‬وقال قتادة‪:‬‬
‫ل يأت يومئذ دابة إل أطفأت عنه النار‪ ,‬إل الوزغ‪ ,‬وقال الزهري‪ :‬أمر النب صلى ال عليه‬
‫وسلم بقتله‪ ,‬وساه فويسقا‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا عبيد ال بن أخي بن وهب‪ ,‬حدثن‬
‫عمي‪ ,‬حدثنا جرير بن حازم أن نافعا حدثه قال‪ :‬حدثتن مولة الفاكه بن الغية الخزومي‬
‫قالت‪ :‬دخلت على عائ شة‪ ,‬فرأ يت ف بيت ها رما‪ ,‬فقلت‪ :‬يا أم الؤمن ي ما ت صنعي بذا‬
‫الرمطح ؟ فقالت‪ :‬نقتطل بطه هذه الوزاغ‪ ,‬إن رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم قال‪« :‬إن‬
‫إبراهيم حي ألقي ف النار ل يكن ف الرض دابة إل تطفيء النار غي الوزغ‪ ,‬فإنه كان‬
‫ينفخ على إبراهيم» فأمرنا رسول ال صلى ال عليه وسلم بقتله‪ .‬وقوله‪{ :‬وأرادوا به كيدا‬
‫فجعلنا هم الخ سرين} أي الغلوب ي ال سفلي‪ ,‬لن م أرادوا ب نب ال كيدا‪ ,‬فكاد هم ال‬
‫وناه من النار‪ ,‬فغلبوا هنالك‪ ,‬وقال عط ية العو ف‪ :‬ل ا أل قي إبراه يم ف النار‪ ,‬جاء ملك هم‬
‫لينظططر إليططه‪ ,‬فطارت شرارة فوقعططت على إبامططه‪ ,‬فأحرقتططه مثططل الصططوفة‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫ق َوَي ْعقُو بَ‬ ‫جْينَا ُه وَلُوطا إِلَى الرْ ضِ اّلتِي بَارَ ْكنَا فِيهَا لِ ْلعَالَ ِميَ * َو َوهَْبنَا لَ هُ إِ سْحَا َ‬ ‫** َونَ ّ‬
‫خْيرَا تِ‬‫حيَ * وَ َج َع ْلنَاهُ مْ َأئِ ّم ًة َيهْدُو نَ ِبَأمْ ِرنَا َوَأوْ َحيْنَآ إَِليْهِ مْ ِفعْ َل الْ َ‬ ‫نَافَِل ًة وَ ُكلّ َجعَ ْلنَا صَالِ ِ‬
‫جْينَا ُه مِنَ‬‫صلَة َوإِيتَآءَ الزّكَطاةِ وَكَانُواْ َلنَا عَابِدِينَ * وَلُوطا آَتْينَاهُ ُحكْما َوعِلْما َونَ ّ‬ ‫َوإِقَامَ ال ّ‬
‫خبَائِثَ ِإّنهُمْ كَانُواْ َقوْمَ َسوْءٍ فَا ِسقِيَ * َوأَدْ َخ ْلنَاهُ فِي رَ ْح َمِتنَآ ِإنّهُ‬ ‫الْقَ ْرَي ِة اّلتِي كَانَت ّتعْمَ ُل الْ َ‬
‫حيَ‬‫ط الصططططططططططططططططّالِ ِ‬ ‫مِنططططططططططططططط َ‬
‫يقول تعال م با عن إبراه يم أ نه سلمه ال من نار قو مه وأخر جه من ب ي أظهر هم‬
‫مهاجرا إل بلد الشام‪ ,‬إل الرض القدسة منها‪ .‬كما قال الربيع بن أنس عن أب العالية‪,‬‬
‫عن أب بن كعب ف قوله‪{ :‬إل الرض الت باركنا فيها للعالي} قال‪ :‬الشام وما من ماء‬
‫عذب إل يرج مطن تتط الصطخرة‪ ,‬وكذا قال أبطو العاليطة أيضا وقال قتادة‪ :‬كان بأرض‬
‫العراق‪ ,‬فأناه ال إل الشام‪ ,‬وكان يقال للشام عماد دار الجرة‪ ,‬و ما ن قص من الرا ضي‬
‫ز يد ف الشام‪ ,‬و ما ن قص من الشام ز يد ف فل سطي‪ ,‬وكان يقال‪ :‬هي أرض الح شر‬
‫والنشطر‪ ,‬وباط ينل عيسطى ابطن مريط عليطه السطلم‪ ,‬وباط يهلك السطيح الدجال‪.‬‬
‫وقال ك عب الحبار ف قوله‪{ :‬إل الرض ال ت بارك نا في ها للعال ي} إل حران‪ .‬وقال‬
‫ال سدي‪ :‬انطلق إبراه يم ولوط ق بل الشام‪ ,‬فل قي إبراه يم سارة و هي اب نة ملك حران و قد‬
‫طعنت على قومها ف دينهم‪ ,‬فتزوجها على أن ل يغيها‪ ,‬رواه ا بن جرير‪ ,‬وهو غريب‪,‬‬
‫والشهور أنا ابنة عمه‪ ,‬وأنه خرج با مهاجرا من بلده‪ .‬وقال العوف عن ابن عباس‪ :‬إل‬
‫م كة‪ ,‬أل ت سمع إل قوله‪{ :‬إن أول ب يت و ضع للناس للذي بب كة مباركا وهدى للعال ي‬
‫طططططن دخله كان آمنا}‪.‬‬ ‫طططططم ومط‬ ‫طططططه آيات بينات مقام إبراهيط‬ ‫فيط‬
‫وقوله‪{ :‬ووهب نا له إ سحاق ويعقوب نافلة} قال عطاء وما هد وعط ية وقال ا بن عباس‬
‫وقتادة والكطم بطن عيينطة‪ :‬النافلة ولد الولد‪ ,‬يعنط أن يعقوب ولد إسطحاق‪ ,‬كمطا قال‪:‬‬
‫{فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب}‪ .‬وقال عبد الرحن بن زيد بن أسلم‪:‬‬
‫سأل واحدا‪ ,‬فقال {رب هب ل من الصالي} فأعطاه ال إسحاق وزاده يعقوب نافلة‪,‬‬
‫{وكلً جعلنا صالي} أي الميع أهل خي وصلح‪{ ,‬وجعلناهم أئمة} أي يقتدى بم‪,‬‬
‫{يهدون بأمرنا} أي يدعون إل ال بإذنه‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬وأوحينا إليهم فعل اليات وإقام‬

‫‪85‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الصطلة وإيتاء الزكاة} مطن باب عططف الاص على العام‪{ ,‬وكانوا لنطا عابديطن} أي‬
‫فاعلي لا يأمرون الناس به‪ ,‬ث عطف بذكر لوط‪ ,‬وهو لوط بن هاران بن آزر‪ .‬كان قد‬
‫آ من بإبراه يم عل يه ال سلم واتب عه وها جر م عه‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬فآ من له لوط وقال إ ن‬
‫مهاجطر إل ربط} فآتاه ال حكما وعلما‪ ,‬وأوحطى إليطه وجعله نطبيا وبعثطه إل سطدوم‬
‫وأعمالا‪ ,‬فخالفوه وكذبوه‪ ,‬فأهلكهم ال ودمر عليهم‪ ,‬كما قص خبهم ف غي موضع‬
‫من كتابه العزيز‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬ونيناه من القرية الت كانت تعمل البائث إنم كانوا قوم‬
‫ططالي}‪.‬‬ ‫ططن الصط‬ ‫ططه مط‬ ‫ططا إنط‬ ‫طط رحتنط‬ ‫ططقي * وأدخلناه فط‬ ‫ططوء فاسط‬ ‫سط‬

‫ب اْلعَظِيمِ * َونَصَ ْرنَاهُ مِ َن‬


‫جيْنَا ُه َوأَهْلَ ُه مِ َن اْلكَرْ ِ‬
‫جْبنَا لَهُ َفَن ّ‬
‫ى مِن َقبْلُ فَا ْستَ َ‬
‫** َونُوحا إِ ْذ نَادَ َ‬
‫طوْءٍ َفأَغْرَ ْقنَاهُمططْ أَ ْج َمعِيَط‬
‫ط الّذِينططَ َك ّذبُوْا بِآيَاتِنَطا ِإنّهُمططْ كَانُواْ َقوْمططَ سطَ‬ ‫الْ َقوْمطِ‬
‫يب تعال عن استجابته لعبده ورسوله نوح عليه السلم حي دعا على قومه لا كذبوه‬
‫{فدعا ربه أن مغلوب فانتصر} {وقال نوح رب ل تذر على الرض من الكافرين ديارا‬
‫إ نك إن تذرهم يضلوا عبادك ول يلدوا إل فاجرا كفارا} ولذا قال ههنا‪{ :‬إذ نادى من‬
‫قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله} أي الذين آمنوا به‪ ,‬كما قال‪{ :‬وأهلك إل من سبق عليه‬
‫القول و من آ من و ما آ من م عه إل قل يل}‪ .‬وقوله‪ { :‬من الكرب العظ يم} أي من الشدة‬
‫والتكذ يب والذى‪ ,‬فإ نه ل بث في هم ألف سنة إل خسي عاما يدعو هم إل ال عز و جل‬
‫ل بعد‬ ‫فلم يؤمن به منهم إل القليل‪ ,‬وكانوا يتصدون لذاه ويتواصون قرنا بعد قرن وجي ً‬
‫ج يل على خل فه‪ ,‬وقوله‪{ :‬ون صرناه من القوم} أي ونيناه وخل صناه منت صرا من القوم‬
‫{الذين كذبوا بآياتنا إنم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجعي} أي أهلكهم ال بعامة‪ ,‬ول‬
‫يبططق على وجططه الرض منهططم أحططد‪ ,‬كمططا دعططا عليهططم نططبيهم‪.‬‬

‫حكْ ِمهِ ْم‬‫حرْ ثِ ِإ ْذ َنفَشَ تْ فِي ِه غَنَ ُم اْلقَوْ مِ وَكُنّا ِل ُ‬


‫حكُمَا نِ فِي الْ َ‬ ‫** َودَاوُو َد وَ سَُليْمَانَ إِ ْذ يَ ْ‬
‫سبّحْنَ‬ ‫جبَا َل يُ َ‬
‫خ ْرنَا مَعَ دَاوُو َد الْ ِ‬
‫ل آتَْينَا ُحكْما َوعِلْما وَسَ ّ‬ ‫شَاهِدِينَ * َف َفهّ ْمنَاهَا سَُليْمَانَ وَ ُك ّ‬
‫صَنكُمْ مّن َبأْ ِسكُمْ َفهَلْ أَنتُ ْم شَاكِرُونَ‬ ‫صْن َعةَ َلبُوسٍ ّلكُمْ ِلتُحْ ِ‬
‫وَالطّيْرَ وَكُنّا فَاعِلِيَ * َوعَلّ ْمنَاهُ َ‬

‫‪86‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ص َفةً تَجْرِي ِبَأمْرِ هِ إِلَى الرْ ضِ اّلتِي بَارَ ْكنَا فِيهَا وَكُنّا ِبكُ ّل شَيْءٍ‬
‫* وَلِ سَُليْمَانَ الرّي َح عَا ِ‬
‫ك وَ ُكنّا َلهُ مْ حَافِ ِظيَ‬
‫شيَاطِيِ مَن َيغُو صُونَ لَ هُ َويَعْ َملُو َن عَ َملً دُو نَ ذَلِ َ‬
‫عَالِمِيَ * َومِ نَ ال ّ‬
‫قال ا بن إ سحاق عن مرة عن ا بن م سعود‪ :‬كان ذلك الرث كرما قد تدلت عناقيده‪,‬‬
‫وكذا قال شريح‪ .‬وقال ابن عباس‪ :‬النفش الرعي‪ .‬وقال شريح والزهري وقتادة‪ :‬النفش ل‬
‫يكون إل بالل يل‪ ,‬زاد قتادة‪ :‬وال مل بالنهار‪ .‬وقال ا بن جر ير‪ :‬حدث نا أ بو كر يب وهارون‬
‫بن إدر يس ال صم‪ ,‬قال حدث نا الحار ب عن أش عث عن أ ب إ سحاق عن مرة عن ا بن‬
‫مسعود ف قوله‪{ :‬وداود وسليمان إذ يكمان ف الرث إذ نفشت فيه غنم القوم} قال‪:‬‬
‫كرم قد أنبتت عناقيده فأفسدته‪ ,‬قال‪ :‬فقضى داود بالغنم لصاحب الكرم‪ ,‬فقال سليمان‪:‬‬
‫غي هذا يا نب ال‪ :‬قال‪ :‬وما ذاك ؟ قال‪ :‬تدفع الكرم إل صاحب الغنم فيقوم عليه حت‬
‫يعود ك ما كان‪ ,‬وتد فع الغ نم إل صاحب الكرم في صيب من ها ح ت إذا كان الكرم ك ما‬
‫كان دفعطت الكرم إل صطاحبه‪ ,‬ودفعطت الغنطم إل صطاحبها‪ ,‬فذلك قوله‪{ :‬ففهمناهطا‬
‫سطططططليمان} وكذا روى العوفططططط عطططططن ابطططططن عباس‪.‬‬
‫وقال حاد بن سلمة عن علي بن ز يد‪ :‬حدث ن خلي فة عن ا بن عباس قال‪ :‬ق ضى داود‬
‫بالغ نم ل صحاب الرث فخرج الرعاء مع هم الكلب‪ ,‬فقال ل م سليمان‪ :‬ك يف ق ضى‬
‫بين كم ؟ فأ خبوه‪ ,‬فقال‪ :‬لو ول يت أمر كم لقض يت بغ ي هذا‪ ,‬فأ خب بذلك داود‪ ,‬فدعاه‬
‫فقال‪ :‬كيطف تقضطي بينهطم ؟ قال‪ :‬أدفطع الغنطم إل صطاحب الرث‪ ,‬فيكون له أولدهطا‬
‫وألباناط وسطلؤها ومنافعهطا‪ ,‬ويبذر أصطحاب الغنطم لهطل الرث مثطل حرثهطم‪ ,‬فإذا بلغ‬
‫الرث الذي كان عل يه‪ ,‬أخذه أ صحاب الرث وردوا الغ نم إل أ صحابا‪ .‬وقال ا بن أ ب‬
‫حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا سعيد بن سليمان‪ ,‬حدثنا خديج عن أب إسحاق عن مرة عن‬
‫م سروق قال‪ :‬الرث الذي نف شت ف يه غ نم القوم‪ ,‬إن ا كان كرما نف شت ف يه الغ نم فلم‬
‫تدع فيه ورقة ول عنقودا من عنب إل أكلته‪ ,‬فأتوا داود فأعطاهم رقابا‪ ,‬فقال سليمان‪:‬‬
‫ل بل تؤ خذ الغ نم فيعطا ها أ هل الكرم فيكون ل م لبنها ونفع ها ويع طى أهل الغنم الكرم‬
‫فيعمروه وي صلحوه ح ت يعود كالذي كان ليلة نف شت ف يه الغ نم‪ ,‬ث يع طى أ هل الغ نم‬
‫غنم هم‪ ,‬وأ هل الكرم كرم هم‪ ,‬وهكذا قال شر يح ومرة وما هد وقتادة وا بن ز يد وغ ي‬
‫واحطططططططططططططططططططططططططططططططططططد‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال ا بن جرير‪ :‬حدثنا ابن أ ب زياد‪ ,‬حدثنا يزيد بن هارون‪ ,‬أنبأنا إساعيل عن عامر‬
‫قال‪ :‬جاء رجلن إل شريطح فقال أحدهاط‪ :‬إن شياه هذا قطعطت غزلً ل‪ ,‬فقال شريطح‪:‬‬
‫نارا أم ليلً ؟ فإن كان نارا فقد برىء صاحب الشياه‪ ,‬وإن كان ليلً فقد ضمن‪ ,‬ث قرأ‬
‫{وداود و سليمان إذ يكمان ف الرث} الَ ية‪ ,‬وهذا الذي قاله شر يح شبيه ب ا رواه‬
‫المام أحد وأبو داود وابن ماجه من حديث الليث بن سعد عن الزهري‪ ,‬عن حرام بن‬
‫ميصة‪ ,‬أن ناقة الباء بن عازب دخلت حائطا فأفسدت فيه‪ ,‬فقضى رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم على أ هل الائط حفظ ها بالنهار‪ ,‬و ما أف سدت الوا شي بالل يل ضا من على‬
‫أهلها‪ ,‬وقد علل هذا الديث وقد بسطنا الكلم عليه ف كتاب الحكام‪ ,‬وبال التوفيق‪.‬‬
‫ل آتي نا حكما وعلما} قال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أ ب‪,‬‬
‫وقوله‪{ :‬ففهمنا ها سليمان وك ً‬
‫حدث نا مو سى بن إ ساعيل‪ ,‬حدث نا حاد عن ح يد أن إياس بن معاو ية ل ا ا ستقضى أتاه‬
‫السن فبكى‪ ,‬فقال‪ :‬ما يبكيك ؟ قال‪ :‬يا أبا سعيد بلغن أن القضاة رجل اجتهد فأخطأ‬
‫فهو ف النار‪ ,‬ورجل مال به الوى فهو ف النار‪ ,‬ورجل اجتهد فأصاب فهو ف النة‪ .‬فقال‬
‫السن البصري‪ :‬إن فيما قص ال من نبأ داود وسليمان عليهما السلم والنبياء حكما يرد‬
‫قول هؤلء الناس عطن قولمط‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬وداود وسطليمان إذ يكمان فط الرث إذ‬
‫نف شت فيه غنم القوم وكنا لكم هم شاهد ين} فأث ن ال على سليمان ول يذم داود‪ ,‬ث‬
‫قال‪ :‬ط يعن السن ط‪ :‬إن ال اتذ على الكام ثلثا‪ :‬ل يشتروا به ثنا قليلً‪ ,‬ول يتبعوا‬
‫فيه الوى‪ ,‬ول يشوا فيه أحدا‪ ,‬ث تل {يا داود إنا جعلناك خليفة ف الرض فاحكم بي‬
‫الناس بالق ول تتبع الوى فيضلك عن سبيل ال} وقال‪{ :‬فل تشوا الناس واخشون}‬
‫وقال {ول تشتروا بآيا ت ثنا قليلً} قلت‪ :‬أ ما ال نبياء علي هم ال سلم‪ ,‬فكل هم مع صومون‬
‫مؤيدون مطن ال عطز وجطل‪ ,‬وهذا ماط ل خلف فيطه بيط العلماء الحققيط مطن السطلف‬
‫واللف‪ ,‬وأما من سواهم فقد ثبت ف صحيح البخاري عن عمرو بن العاص أنه قال‪ :‬قال‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬إذا اجت هد الا كم فأ صاب‪ ,‬فله أجران‪ ,‬وإذا اجت هد‬
‫فأخطأ‪ ,‬فله أجر» فهذا الديث يرد نصا ما توهه إياس من أن القاضي إذا اجتهد فأخطأ‬
‫فهططططططططططططططو فطططططططططططططط النار‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وف السنن‪ :‬القضاة ثلثة‪ :‬قاض ف النة‪ ,‬وقاضيان ف النار‪ ,‬رجل علم الق وقضى به‬
‫فهو ف النة‪ ,‬ورجل حكم بي الناس على جهل فهو ف النار‪ ,‬ورجل علم الق وقضى‬
‫خل فه ف هو ف النار‪ ,‬وقر يب من هذه الق صة الذكورة ف القرآن ما رواه المام أح د ف‬
‫مسنده حيث قال‪ :‬حدثنا علي بن حفص‪ ,‬أخبنا ورقاء عن أب الزناد عن العرج عن أب‬
‫هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬بينما امرأتان معهما ابنان لما‪ ,‬إذ جاء‬
‫الذئب فأ خذ أ حد البن ي فت حا كم تا إل داود‪ ,‬فق ضى به لل كبى‪ ,‬فخرج تا فدعاه ا‬
‫سليمان فقال‪ :‬هاتوا السكي أشقه بينكما‪ :‬فقالت الصغرى‪ :‬يرحك ال هو ابنها ل تشقه‪,‬‬
‫فقضى به لل صغرى» وأخرجه البخاري وم سلم ف صحيحيهما‪ ,‬وبوب عليه النسائي ف‬
‫طط)‪.‬‬ ‫ططتعلم القط‬ ‫ططم ليسط‬ ‫ططم خلف الكط‬ ‫ططم يوهط‬ ‫كتاب القضاء‪( :‬باب الاكط‬
‫وهكذا القصة الت أوردها الافظ أبو القاسم بن عساكر ف ترجة سليمان عليه السلم‬
‫من تاريه من طريق السن بن سفيان عن صفوان بن صال‪ ,‬عن الوليد بن مسلم عن‬
‫سعيد بن بش ي عن قتادة عن ما هد‪ ,‬عن ا بن عباس‪ ,‬فذ كر ق صة مطولة‪ ,‬ملخ صها‪ :‬أن‬
‫امرأة حسناء ف زمان بن إسرائيل‪ ,‬راودها عن نفسها أربعة من رؤسائهم‪ ,‬فامتنعت على‬
‫كل منهم‪ ,‬فاتفقوا فيما بينهم عليها‪ ,‬فشهدوا عليها عند دواد عليه السلم أنا مكنت من‬
‫نف سها كلبا ل ا قد عود ته ذلك من ها‪ ,‬فأ مر برج ها‪ ,‬فل ما كان عش ية ذلك اليوم جلس‬
‫سليمان واجتمع م عه ولدان مثله‪ ,‬فانتصب حاكما وتزيا أربعة منهم بزي أولئك‪ ,‬وآ خر‬
‫بزي الرأة‪ ,‬وشهدوا عليها بأنا مكنت من نفسها كلبا‪ ,‬فقال سليمان فرقوا بينهم‪ ,‬فسأل‬
‫أول م ما كان لون الكلب ؟ فقال أ سود‪ ,‬فعزله وا ستدعى الَ خر ف سأله عن لو نه‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫أحر‪ ,‬وقال الَخر‪ :‬أغبش‪ ,‬وقال الَخر‪ :‬أبيض‪ ,‬فأمر عند ذلك بقتلهم‪ ,‬فحكي ذلك لداود‬
‫عل يه ال سلم فا ستدعى من فوره بأولئك الرب عة ف سألم متفرق ي عن لون ذلك الكلب‪,‬‬
‫فاختلفوا عليطططططططططه فأمطططططططططر بقتلهطططططططططم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬و سخرنا مع داود البال ي سبحن والط ي} الَ ية‪ ,‬وذلك لط يب صوته بتلوة‬
‫كتا به الزبور‪ ,‬وكان إذا تر ن به ت قف الط ي ف الواء فتجاو به‪ ,‬وترد عل يه البال تأويبا‪,‬‬
‫ولذا لا مر النب صلى ال عليه وسلم على أب موسى الشعري وهو يتلو القرآن من الليل‬
‫وكان له صوت ط يب جدا‪ ,‬فو قف وا ستمع لقراء ته‪ ,‬وقال‪« :‬ل قد أو ت هذا مزمارا من‬

‫‪89‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مزام ي آل داود» قال‪ :‬يا ر سول ال لو عل مت أ نك ت ستمع ل بته لك ت بيا‪ .‬وقال أ بو‬
‫عثمان النهدي‪ :‬ما سعت صوت صنج ول بربط ول مزمار مثل صوت أب موسى رضي‬
‫ال ع نه‪ ,‬و مع هذا قال عل يه ال صلة وال سلم‪« :‬ل قد أو ت مزمارا من مزام ي آل داود»‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وعلمناه صنعة لبوس ل كم لتح صنكم من بأ سكم} يع ن صنعة الدروع‪ .‬قال‬
‫قتادة‪ :‬إنا كانت الدروع قبله صفائح‪ :‬وهو أول من سردها حلقا‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وألنا‬
‫له الديد أن اعمل سابغات وقدر ف السرد} أي ل توسع اللقة فتقلق السمار ول تغلظ‬
‫ال سمار فت قد الل قة‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬لتح صنكم من بأ سكم} يع ن ف القتال {ف هل أن تم‬
‫شاكرون} أي ن عم ال علي كم ل ا أل م به عبده داود‪ ,‬فعل مه ذلك من أجل كم‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫{ولسليمان الريح عاصفة} أي وسخرنا لسليمان الريح العاصفة {تري بأمره إل الرض‬
‫الت باركنا فيها} يعن أرض الشام {وكنا بكل شيء عالي} وذلك أنه كان له بساط من‬
‫خشب يوضع عليه كل ما يتاج إليه من أمور الملكة واليل والمال واليام والند ث‬
‫يأ مر الر يح أن تمله‪ ,‬فتد خل ت ته ث تمله وترف عه وت سي به‪ ,‬وتظله الط ي تق يه ال ر إل‬
‫حيث يشاء من الرض‪ ,‬فينل وتوضع آلته وحشمه‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬فسخرنا له الريح‬
‫تري بأمره رخاء حيطث أصطاب } وقال تعال‪{ :‬غدوهطا شهطر ورواحهطا شهطر}‪.‬‬
‫قال ابن أب حات‪ :‬ذكر عن سفيان بن عيينة عن أب سنان عن سعيد بن جبي قال‪ :‬كان‬
‫يوضع لسليمان ستمائة ألف كرسي‪ ,‬فيجلس ما يليه مؤمنو النس‪ ,‬ث يلس من ورائهم‬
‫مؤمنو الن‪ ,‬ث يأمر الطي فتظلهم‪ ,‬ث يأمر الريح فتحمله صلى ال عليه وسلم‪ .‬قال عبد‬
‫ال بن عبيد بن عمي‪ :‬كان سليمان يأمر الريح فتجتمع كالطود العظيم كالبل‪ ,‬ث يأمر‬
‫بفرا شه فيو ضع على أعلى مكان من ها‪ ,‬ث يد عو بفرس من ذوات الجن حة فيت فع ح ت‬
‫يصعد على فراشه‪ ,‬ث يأمر الريح فترتفع به كل شرف دون السماء‪ ,‬وهو مطأطىء رأسه‬
‫ما يلت فت يينا ول شالً‪ ,‬تعظيما ل عز و جل‪ ,‬وشكرا ل ا يعلم من صغر ما هو ف يه ف‬
‫ملك ال عططز وجططل‪ ,‬حتطط تضعططه الريططح حيططث شاء أن تضعططه‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ومن الشياطي من يغوصون له} أي ف الاء يستخرجون اللَلء والواهر وغي‬
‫ذلك‪{ ,‬ويعملون عملً دون ذلك} أي غ ي ذلك‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬والشياط ي كل بناء‬
‫وغواص وآخر ين مقرن ي ف ال صفاد}‪ .‬وقوله‪{ :‬وك نا ل م حافظ ي} أي ير سه ال أن‬

‫‪90‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يناله أحد من الشياطي بسوء‪ ,‬بل كل ف قبضته وتت قهره‪ ,‬ل يتجاسر أحد منهم على‬
‫الدنو إليه والقرب منه‪ ,‬بل هو يكم فيهم إن شاء أطلق وإن شاء حبس منهم من يشاء‪,‬‬
‫ولذا قال‪{ :‬وآخريطططططن مقرنيططططط فططططط الصطططططفاد}‪.‬‬

‫شفْنَا مَا‬
‫جْبنَا لَهُ َفكَ َ‬
‫سِنيَ الضّ ّر َوأَنتَ أَرْحَمُ الرّاحِمِيَ * فَا ْستَ َ‬ ‫** َوَأيّوبَ إِ ْذ نَادَىَ َربّهُ َأنّي مَ ّ‬
‫ط‬
‫ط عِندِنَطا وَذِكْرَىَ ِل ْلعَابِدِين َ‬ ‫ط َرحْ َم ًة مّن ْ‬
‫ط ّم َعهُم ْ‬
‫ط َومِثَْلهُم ْ‬
‫ط َأهْلَه ُ‬
‫ط مِطن ضُ ّر وَآَتيْنَاه ُ‬ ‫بِه ِ‬
‫يذ كر تعال عن أيوب عل يه ال سلم‪ ,‬ما كان أ صابه من البلء ف ماله وولده وج سده‪,‬‬
‫وذلك أنه كان له من الدواب والنعام والرث شيء كثي وأولد ومنازل مرضية‪ ,‬فابتلى‬
‫ف ذلك كله وذهب عن آخره‪ ,‬ث ابتلي ف جسده‪ ,‬يقال‪ :‬بالذام ف سائر بدنه‪ ,‬ول يبق‬
‫منه سليم سوى قلبه ولسانه‪ ,‬يذكر بما ال عز وجل‪ ,‬حت عافه الليس‪ ,‬وافرد ف ناحية‬
‫من البلد‪ ,‬ول يبق أحد من الناس ينو عليه سوى زوجته كانت تقوم بأمره‪ ,‬ويقال‪ :‬إنا‬
‫احتاجت‪ ,‬فصارت تدم الناس من أجله‪ ,‬وقد قال النب صلى ال عليه وسلم‪« :‬أشد الناس‬
‫بلء النبياء‪ ,‬ث الصالون‪ ,‬ث المثل فالمثل» وف الديث الَخر «يبتلى الرجل على قدر‬
‫دينه‪ ,‬فإن كان ف دينه صلبة زيد ف بلئه» وقد كان نب ال أيوب عليه السلم غاية ف‬
‫الصب‪ .‬وبه يضرب ال ثل ف ذلك‪ .‬وقال يز يد بن مي سرة‪ :‬لا ابتلى ال أيوب عليه السلم‬
‫بذهاب الهطل والال والولد‪ ,‬ول يبطق شيطء له أحسطن الذكطر‪ ,‬ثط قال‪ :‬أحدك رب‬
‫الرباب‪ ,‬الذي أح سنت إلّ‪ ,‬أعطيت ن الال والولد فلم ي بق من قل ب شع بة إل قد دخله‬
‫ذلك‪ ,‬فأخذت ذلك كله منط‪ ,‬وفرغطت قلبط‪ ,‬فليطس يول بينط وبينطك شيطء‪ ,‬ولو يعلم‬
‫عدوي إبليطس بالذي صطنعت حسطدن‪ .‬قال‪ :‬فلقطي إبليطس مطن ذلك منكرا‪ .‬قال‪ :‬وقال‬
‫أيوب عل يه ال سلم‪ :‬يا رب إ نك أعطيت ن الال والولد‪ ,‬فلم ي قم على با ب أ حد يشكو ن‬
‫لظلم ظلمته‪ ,‬وأنت تعلم ذلك‪ ,‬وأنه كان يوطأ ل الفراش فأتركها‪ ,‬وأقول لنفسي يا نفس‬
‫إنطك ل تلقطي لوططء الفراش مطا تركطت ذلك إل ابتغاء وجهطك‪ .‬رواه ابطن أبط حاتط‪.‬‬
‫و قد روي عن و هب بن من به ف خبه ق صة طويلة‪ ,‬ساقها ا بن جر ير وا بن أ ب حا ت‬
‫بالسند عنه‪ ,‬وذكرها غي واحد من متأخري الفسرين‪ ,‬وفيها غرابة تركناها لال الطول‪,‬‬
‫وقد روي أنه مكث ف البلء مدة طويلة ث اختلفوا ف السبب الهيج له على هذا الدعاء‪,‬‬

‫‪91‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فقال ال سن وقتادة‪ :‬ابتلي أيوب عل يه ال سلم سبع سني وأشهرا‪ ,‬مل قى على كنا سة ب ن‬
‫إ سرائيل‪ ,‬تتلف الدواب ف ج سده‪ ,‬ففرج ال ع نه وأع ظم له ال جر وأح سن عل يه الثناء‪.‬‬
‫وقال و هب بن من به‪ :‬م كث ف البلء ثلث سني‪ ,‬ل يز يد ول ين قص وقال ال سدي‪:‬‬
‫تساقط لم أيوب حت ل يبق إل العصب والعظام‪ ,‬فكانت امرأته تقوم عليه وتأتيه بالرماد‬
‫يكون ف يه‪ ,‬فقالت له امرأ ته ل ا طال وج عه‪ :‬يا أيوب لو دعوت ر بك يفرج ع نك‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫قد عشت سبعي سنة صحيحا‪ ,‬فهو قليل ل أن أصب له سبعي سنة‪ ,‬فجزعت من ذلك‪,‬‬
‫فخر جت فكا نت تع مل للناس بال جر وتأت يه ب ا ت صيب فتطع مه‪ ,‬وإن إبل يس انطلق إل‬
‫رجلي من أهل فلسطي‪ ,‬كانا صديقي له وأخوين‪ ,‬فأتاها فقال‪ :‬أخوكما أيوب أصابه‬
‫من البلء كذا وكذا‪ ,‬فأتياه وزوراه‪ ,‬واحل معكما من خر أرضكما‪ ,‬فإنه إن شرب منه‬
‫برىء‪ ,‬فأتياه فلما نظرا إليه بكيا‪ ,‬فقال‪ :‬من أنتما ؟)فقال‪ :‬نن فلن وفلن‪ ,‬فرحب بما‬
‫وقال‪ :‬مرحبا بنط ل يفونط عنطد البلء‪ ,‬فقال‪ :‬يطا أيوب لعلك كنطت تسطر شيئا وتظهطر‬
‫غيه‪ ,‬فلذلك ابتلك ال ؟ فرفع رأسه إل السماء فقال‪ :‬هو يعلم‪ ,‬ما أسررت شيئا أظهرت‬
‫غيه‪ ,‬ولكن رب ابتلن لينظر أصب أم أجزع‪ .‬فقال له‪ :‬يا أيوب اشرب من خرنا‪ ,‬فإنك‬
‫إن شر بت م نه برأت‪ .‬قال‪ :‬فغ ضب‪ ,‬وقال‪ :‬جاءك ما ال بيث فأمرك ما بذا ؟ كلمك ما‬
‫وطعامكما وشرابكما علي حرام‪ ,‬فقاما من عنده‪ ,‬وخرجت امرأته تعمل للناس‪ ,‬فخبزت‬
‫ل هل ب يت ل م صب‪ ,‬فجعلت ل م قر صا‪ ,‬وكان ابن هم نائما‪ ,‬فكرهوا أن يوقظوه فوهبوه‬
‫لا‪ ,‬فأتت به إل أيوب فأنكره وقال‪ :‬ما كنت تأتين بذا‪ ,‬فما بالك اليوم ؟ فأخبته الب‪,‬‬
‫قال‪ :‬فل عل ال صب قد ا ستيقظ فطلب القرص فلم يده ف هو يب كي على أهله‪ ,‬فانطل قي به‬
‫إليه‪ ,‬فأقبلت حت بلغت درجة القوم‪ ,‬فنطحتها شاة لم‪ ,‬فقالت‪ :‬تعس أيوب الطاء‪ ,‬فلما‬
‫صعدت وجدت ال صب قد ا ستيقظ و هو يطلب القرص ويب كي على أهله ل يق بل من هم‬
‫شيئا غيه‪ ,‬فقالت‪ :‬رحه ال‪ ,‬يعن أيوب‪ ,‬فدفعت إليه القرص ورجعت‪ ,‬ث إن إبليس أتاها‬
‫ف صورة طبيب‪ ,‬فقال ل ا‪ :‬إن زو جك قد طال سقمه‪ ,‬فإن أرادأن يبأ فليأ خذ ذبا با‬
‫فليذب ه با سم صنم ب ن فلن‪ ,‬فإنه يبأ ويتوب ب عد ذلك‪ ,‬فقالت ذلك ليوب‪ ,‬فقال‪ :‬قد‬
‫أتاك البيث‪ ,‬ل عل يّ إن برأت أن أجلدك مائة جلدة‪ ,‬فخرجت تسعى عليه‪ ,‬فحظر عنها‬
‫الرزق‪ ,‬فجعلت ل تأ ت أ هل ب يت فييدون ا‪ ,‬فل ما اش تد علي ها ذلك وخا فت على أيوب‬

‫‪92‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الوع حلقت من شعرها قرنا فباعته من صبية من بنات الشراف‪ ,‬فأعطوها طعاما طيبا‬
‫كثيا‪ ,‬فأتت به إل أيوب‪ ,‬فلما رآه أنكره وقال‪ :‬من أين لك هذا ؟ قالت‪ :‬عملت لناس‬
‫فأطعمون‪ ,‬فأكل منه‪ ,‬فلما كان الغد خرجت فطلبت أن تعمل فلم تد‪ ,‬فحلقت أيضا‬
‫قرنا فباعته من تلك الارية‪ ,‬فأعطوها أيضا من ذلك الطعام‪ ,‬فأتت به أيوب فقال‪ :‬وال ل‬
‫أطع مه ح ت أعلم من أ ين هو‪ ,‬فوض عت خار ها‪ ,‬فل ما رأى رأ سها ملوقا جزع جزعا‬
‫شديدا‪ ,‬فع ند ذلك د عا ال عز و جل‪ ,‬فقال‪{ :‬نادى ر به أ ن م سن ال ضر وأ نت أر حم‬
‫الراحيططططططططططططططططططططططططططططططططط}‪.‬‬
‫قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا موسى بن إساعيل‪ ,‬حدثنا حاد‪ ,‬حدثنا أبو عمران‬
‫الونط عطن نوف البكال أن الشيطان الذي عرج فط أيوب كان يقال له مبسطوط‪ ,‬قال‪:‬‬
‫وكا نت امرأة أيوب تقول‪ :‬ادع ال فيشف يك‪ ,‬فج عل ل يد عو ح ت مر به ن فر من ب ن‬
‫إسرائيل‪ ,‬فقال بعضهم لبعض‪ :‬ما أصابه ما أصابه إل بذنب عظيم أصابه‪ ,‬فعند ذلك قال‪:‬‬
‫{نادى ربه أن مسن الضر وأنت أرحم الراحي}‪ .‬وحدثنا أب‪ ,‬حدثنا أبو سلمة‪ ,‬حدثنا‬
‫جرير بن حازم عن عبد ال بن عبيد بن عمي قال‪ :‬كان ليوب عليه السلم أخوان‪ ,‬فجاءا‬
‫يوما فلم يستطيعا أن يدنوا منه من ريه‪ ,‬فقاما من بعيد‪ ,‬فقال أحدها للَخر‪ :‬لو كان ال‬
‫علم من أيوب خيا ما ابتله بذا‪ ,‬فجزع أيوب من قولما جزعا ل يزع من شيء قط‪,‬‬
‫فقال‪ :‬الل هم إن ك نت تعلم أ ن ل أ بت ليلة قط شبعان وأ نا أعلم مكان جائع‪ ,‬ف صدقن‪,‬‬
‫ف صدق من ال سماء وه ا ي سمعان‪ ,‬ث قال‪ :‬الل هم إن ك نت تعلم أ ن ل ي كن ل قمي صان‬
‫قط‪ ,‬وأ نا أعلم مكان عار‪ ,‬ف صدقن‪ ,‬ف صدق من ال سماء وه ا ي سمعان‪ ,‬ث قال‪ :‬الل هم‬
‫بعزتك‪ ,‬ث خر ساجدا‪ ,‬فقال‪ :‬اللهم بعزتك ل أرفع رأسي أبدا حت تكشف عن‪ ,‬فما‬
‫طططططه‪.‬‬ ‫طططططف عنط‬ ‫ططططط كشط‬ ‫طططططه حتط‬ ‫طططططع رأسط‬ ‫رفط‬
‫وقد رواه ابن أب حات من وجه آخر مرفوعا بن حو هذا‪ ,‬فقال‪ :‬أخبنا يونس بن عبد‬
‫العلى‪ ,‬أخبنا ابن وهب‪ ,‬أخبن نافع بن يزيد عن عقيل عن الزهري عن أنس بن مالك‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬إن نب ال أيوب لبث به بلؤه ثان عشرة سنة‪,‬‬
‫فرفضه القريب والبعيد إل رجلي من إخوانه كانا من أخص إخوانه له‪ ,‬كانا يغدوان إليه‬
‫ويروحان‪ ,‬فقال أحدهاط لصطاحبه‪ :‬تعلم وال لقطد أذنطب أيوب ذنبا مطا أذنبطه أحطد مطن‬

‫‪93‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫العالي‪ ,‬فقال له صاحبه‪ :‬وما ذاك ؟ قال‪ :‬منذ ثان عشرة سنة ل يرحه ال فيكشف ما‬
‫به‪ ,‬فل ما را حا إل يه ل ي صب الر جل ح ت ذ كر له‪ ,‬فقال أيوب عل يه ال سلم‪ :‬ما أدري ما‬
‫تقول‪ ,‬غي أن ال عز وجل يعلم أن كنت أمر على الرجلي يتنازعان فيذكران ال‪ ,‬فأرجع‬
‫إل بيت فأكفر عنهما كراهية أن يذكرا ال إل ف حق‪ ,‬قال‪ :‬وكان يرج ف حاجته فإذا‬
‫قضا ها أم سكت امرأ ته بيده ح ت يبلغ‪ ,‬فل ما كان ذات يوم أبطأت عل يه‪ ,‬فأو حى ال إل‬
‫أيوب ف مكانه أن «اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب» رفع هذا الديث غريب‬
‫جدا‪ .‬وروى ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا موسى بن إساعيل‪ ,‬حدثنا حاد‪ ,‬أخبنا علي‬
‫بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال‪ :‬وألبسه ال حلة من النة‪ ,‬فتنحى أيوب‬
‫فجلس ف ناحية‪ ,‬وجاءت امرأته فلم تعرفه‪ ,‬فقالت‪ :‬يا عبد ال أين ذهب هذا البتلى الذي‬
‫كان هه نا ل عل الكلب ذه بت به أو الذئاب‪ ,‬فجعلت تكل مه ساعة‪ .‬فقال‪ :‬وي ك أ نا‬
‫أيوب‪ .‬قالت‪ :‬أت سخر م ن يا ع بد ال ؟ فقال‪ :‬وي ك أ نا أيوب قد رد ال علي ج سدي‪,‬‬
‫وبطه قال ابطن عبّاس‪ ,‬ورد عليطه ماله وولده عيانا ومثلهطم معهطم‪ .‬وقال وهطب بطن منبطه‪:‬‬
‫أوحى ال إل أيوب قد رددت عليك أهلك ومالك‪ ,‬ومثلهم معهم‪ .‬فاغتسل بذا الاء فإن‬
‫فيه شفاءك وقرب عن صحابتك قربانا‪ ,‬واستغفر لم فإنم قد عصون فيك‪ .‬رواه ابن أب‬
‫حاتططططططططططططططططططططططططططططططططططط‪.‬‬
‫وقال أيضا‪ :‬حدثنا أبو زرعة‪ ,‬حدثنا عمرو بن مرزوق‪ ,‬حدثنا هام عن قتادة عن النضر‬
‫بن أنس عن بشي بن نيك عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬لا عاف ال‬
‫أيوب أمطر عليه جرادا من ذهب‪ ,‬فجعل يأخذ منه بيده ويعله ف ثوبه‪ ,‬قال‪ :‬فقيل له‪ :‬يا‬
‫أيوب أما تشبع ؟ قال‪ :‬يا رب ومن يشبع من رحتك» أصله ف الصحيحي وسيأت ف‬
‫موضططططططططططططططططع آخططططططططططططططططر‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وآتيناه أهله ومثلهطم معهطم} قطد تقدم عطن ابطن عباس أنطه قال‪ :‬ردوا عليطه‬
‫بأعيانم‪ ,‬وكذا رواه العوف عن ابن عباس أيضا‪ ,‬وروي مثله عن ابن مسعود وماهد‪ ,‬وبه‬
‫قال السن وقتادة‪ ,‬وقد زعم بعضهم أن اسم زوجته رحة‪ ,‬فإن كان أخذ ذلك من سياق‬
‫الَية فقد أبعد النجعة‪ ,‬وإن كان أخذه من نقل أهل الكتاب وصح ذلك عنهم‪ ,‬فهو ما ل‬
‫يصدق ول يكذب‪ ,‬وقد ساها ابن عساكر ف تاريه رحه ال تعال‪ :‬قال‪ :‬ويقال اسها ليا‬

‫‪94‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بنت ِمنَشّا بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم‪ ,‬قال‪ :‬ويقال ليا بنت يعقوب عليه‬
‫السلم زوجة أيوب كانت معه بأرض الثنية‪ ,‬وقال ماهد‪ :‬قيل له‪ :‬يا أيوب إن أهلك لك‬
‫ف النة‪ ,‬فإن شئت أتيناك بم‪ ,‬وإن شئت تركناهم لك ف النة وعوضناك مثلهم ؟ قال‪:‬‬
‫ل بل اتركهم ل ف النة‪ ,‬فتركوا له ف النة وعوض مثلهم ف الدنيا‪ .‬وقال حاد بن زيد‬
‫عن أ ب عمران الو ن عن نوف البكال قال‪ :‬أو تى أجر هم ف الَخرة وأع طي مثل هم ف‬
‫الدنيا‪ .‬قال‪ :‬فحدثت به مطرفا‪ ,‬فقال‪ :‬ما عرفت وجهها قبل اليوم‪ ,‬وكذا روي عن قتادة‬
‫والسدي وغي واحد من السلف‪ ,‬وال أعلم‪ .‬قوله‪{ :‬رحة من عندنا} أي فعلنا به ذلك‬
‫رحة من ال به {وذكرى للعابدين} أي وجعلناه ف ذلك قدوة لئل يظن أهل البلء أنا‬
‫فعل نا ب م ذلك لوان م علي نا‪ ,‬وليتأ سوا به ف ال صب على مقدورات ال وابتلئه لعباده ب ا‬
‫يشاء‪ ,‬وله الكمططططططططة البالغططططططططة فطططططططط ذلك‪.‬‬

‫س وَذَا الْ ِكفْلِ كُ ّل مّ نَ ال صّابِرِينَ * َوأَدْ َخ ْلنَاهُ مْ فِي َرحْ َمِتنَا ِإّنهُ ْم مّ َن‬
‫** َوإِ سْمَاعِي َل َوإِدْرِي َ‬
‫حيَ‬ ‫الصطططططططططططططططططططططططططططططططططّالِ ِ‬
‫وأ ما إ ساعيل فالراد به ا بن إبراه يم الل يل عليه ما ال سلم‪ ,‬و قد تقدم ذكره ف سورة‬
‫مر ي‪ ,‬وكذا إدر يس عل يه ال سلم‪ ,‬وأ ما ذو الك فل‪ ,‬فالظا هر من ال سياق أ نه ما قرن مع‬
‫ال نبياء إل و هو نب‪ .‬وقال آخرون‪ :‬إن ا كان رجلً صالا‪ ,‬وكان ملكا عادلً‪ ,‬وحكما‬
‫مقسطا‪ ,‬وتوقف ابن جرير ف ذلك‪ ,‬فال أعلم‪ .‬قال ابن جريج عن ماهد ف قوله‪{ :‬وذا‬
‫الك فل} قال‪ :‬ر جل صال غ ي نب‪ ,‬تك فل ل نب قو مه أن يكف يه أ مر قو مه ويقيم هم له‬
‫ويقضي بينهم بالعدل‪ ,‬ففعل ذلك‪ ,‬فسمي ذا الكفل‪ ,‬وكذا روى ابن أب نيح عن ماهد‬
‫أيضا‪.‬‬
‫وروى ابن جرير‪ :‬حدثنا ممد بن الثن‪ ,‬حدثنا عفان‪ ,‬حدثنا وهيب‪ ,‬حدثنا داود عن‬
‫ماهد قال‪ :‬لا كب اليسع قال‪ :‬لو أن استخلفت رجلً على الناس يعمل عليهم ف حيات‬
‫حت أنظر كيف يفعل‪ ,‬فجمع الناس فقال‪ :‬من يتقبل من بثلث أستخلفه‪ :‬يصوم النهار‪,‬‬
‫ويقوم الل يل‪ ,‬ول يغ ضب ؟ قال‪ :‬فقام ر جل تزدر يه الع ي فقال‪ :‬أ نا‪ ,‬فقال‪ :‬أ نت ت صوم‬
‫النهار وتقوم الليطل ول تغضطب ؟ قال‪ :‬نعطم‪ ,‬قال‪ :‬فرده ذلك اليوم وقال مثلهطا فط اليوم‬

‫‪95‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الَ خر‪ ,‬ف سكت الناس‪ ,‬وقام ذلك الر جل فقال‪ :‬أ نا‪ ,‬فا ستخلفه‪ .‬قال‪ :‬فج عل إبل يس يقول‬
‫للشياط ي‪ :‬علي كم بفلن فأعيا هم ذلك‪ ,‬فقال‪ :‬دعو ن وإياه‪ ,‬فأتاه ف صورة ش يخ كبي‬
‫فقي‪ ,‬فأتاه حي أخذ مضجعه للقائلة ط وكان ل ينام الليل والنهار إل تلك النومة‪ ,‬فدق‬
‫الباب‪ ,‬فقال‪ :‬مطن هذا ؟ قال‪ :‬شيطخ كطبي مظلوم‪ ,‬قال‪ :‬فقام ففتطح الباب‪ ,‬فجعطل يقطص‬
‫عل يه‪ ,‬فقال‪ :‬إن بي ن وب ي قو مي خ صومة‪ ,‬وإن م ظلمو ن‪ ,‬وفعلوا ب وفعلوا ب‪ ,‬وج عل‬
‫يطول عل يه ح ت ح ضر الرواح وذه بت القائلة‪ ,‬فقال‪ :‬إذا ر حت فأت ن آ خذ لك ب قك‪,‬‬
‫فانطلق وراح‪ ,‬فكان ف ملسه‪ ,‬فجعل ينظر هل يرى الشيخ فلم يره‪ ,‬فقام يتبعه‪ ,‬فلما كان‬
‫ال غد ج عل يق ضي ب ي الناس وينتظره فل يراه‪ ,‬فل ما ر جع إل القائلة فأ خذ مضج عه‪ ,‬أتاه‬
‫فدق الباب فقال‪ :‬مطن هذا ؟ قال‪ :‬الشيطخ الكطبي الظلوم‪ ,‬ففتطح له فقال‪ :‬أل أقطل لك إذا‬
‫قعدت فأت ن‪ ,‬قال‪ :‬إن م أخ بث قوم إذا عرفوا أ نك قا عد قالوا‪ :‬ن ن نعط يك ح قك‪ ,‬وإذا‬
‫ق مت جحدو ن‪ ,‬قال‪ :‬فانطلق‪ ,‬فإذا ر حت فأت ن‪ ,‬قال‪ :‬ففات ته القائلة‪ ,‬فراح فج عل ينتظره‬
‫ول يراه‪ ,‬و شق عل يه النعاس‪ ,‬فقال لب عض أهله‪ :‬ل تدع أحدا يقرب هذا الباب ح ت أنام‪,‬‬
‫فإن قد شق عل يّ النوم‪ ,‬فلما كان تلك الساعة جاء فقال له الرجل‪ :‬وراءك‪ ,‬وراءك‪ ,‬قال‪:‬‬
‫إن قد أتيته أمس وذكرت له أمري‪ ,‬فقال‪ :‬ل وال لقد أمرنا أن ل ندع أحدا يقربه‪ ,‬فلما‬
‫أعياه ن ظر فرأى كوة ف الب يت فت سور من ها‪ ,‬فإذا هو ف الب يت‪ ,‬وإذا هو يدق الباب من‬
‫داخل‪ ,‬قال‪ :‬واستيقظ الرجل‪ ,‬فقال‪ :‬يا فلن أل آمرك ؟ قال‪ :‬أما من قبلي وال فلم تؤت‬
‫فان ظر من أ ين أت يت‪ ,‬قال‪ :‬فقام إل الباب فإذا هو مغلق ك ما أغل قه‪ .‬وإذا الر جل م عه ف‬
‫البيت فعرفه‪ ,‬فقال‪ :‬أعدوَ ال ؟ قال‪ :‬نعم‪ ,‬أعييتن ف كل شيء ففعلت ما ترى لغضبك‪,‬‬
‫فسماه ال ذا الكفل لنه تكفل بأمر فوف به‪ .‬وهكذا رواه ابن أب حات من حديث زهي‬
‫بطططططن إسطططططحاق عطططططن داود عطططططن ماهطططططد بثله‪.‬‬
‫وقال ا بن أ ب حات‪ :‬حدثنا أ ب‪ ,‬حدث نا أح د بن يونس‪ ,‬حدثنا أ بو ب كر بن عياش عن‬
‫العمش عن مسلم قال‪ :‬قال ابن عباس‪ :‬كان قاض ف بن إسرائيل فحضره الوت فقال‪:‬‬
‫من يقوم مقامي على أن ل يغضب ؟ قال‪ :‬فقال رجل‪ :‬أنا‪ ,‬فسمي ذا الكفل‪ ,‬قال‪ :‬فكان‬
‫ليله جيعا يصلي‪ ,‬ث يصبح صائما فيقضي بي الناس‪ ,‬قال‪ :‬وله ساعة يقيلها‪ ,‬قال‪ :‬فكان‬
‫كذلك‪ ,‬فأتاه الشيطان عند نومته‪ ,‬فقال له أصحابه‪ :‬ما لك ؟ قال‪ :‬إنسان مسكي له على‬

‫‪96‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ر جل حق‪ ,‬و قد غلب ن عل يه‪ ,‬قالوا‪ :‬ك ما أ نت ح ت ي ستيقظ‪ ,‬قال‪ :‬و هو فوق نائم‪ ,‬قال‪:‬‬
‫فج عل ي صيح عمدا حت يوق ظه‪ ,‬قال‪ :‬ف سمع‪ ,‬فقال‪ :‬مالك ؟ قال إن سان م سكي له على‬
‫رجل حق‪ ,‬قال‪ :‬فاذهب فقل له يعطيك‪ ,‬قال‪ :‬قد أب‪ ,‬قال‪ :‬اذهب أنت إليه‪ ,‬قال‪ :‬فذهب‬
‫ث جاء من الغد فقال‪ :‬مالك ؟ قال‪ :‬ذهبت إليه فلم يرفع بكلمك رأسا‪ .‬قال‪ :‬اذهب إليه‬
‫ف قل له يعطيك ح قك‪ ,‬فذ هب ث جاء من ال غد ح ي قال‪ ,‬قال‪ :‬فقال له أ صحابه‪ :‬اخرج‬
‫فعل ال بك تيء كل يوم حي ينام ل تدعه ينام‪ ,‬قال‪ :‬فجعل يصيح من أجل أن إنسان‬
‫م سكي لو ك نت غنيا‪ ,‬قال‪ :‬ف سمع أيضا فقال‪ :‬مالك ؟ قال‪ :‬ذه بت إل يه فضرب ن‪ ,‬قال‪:‬‬
‫امش حت أجيء معك‪ ,‬قال‪ :‬فهو مسك بيده فلما رآه ذهب معه نثر يده منه ففر‪ .‬وهكذا‬
‫روي عن عبد ال بن الارث وممد بن قيس واب حجية الكب وغيهم من السلف نو‬
‫هذه القصططططططططططططططططططططططططططططة‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أبو الماهر‪ ,‬أخبنا سعيد بن بشي‪ ,‬حدثنا قتادة‬
‫عن كنانة بن الخنس قال‪ :‬سعت الشعري وهو يقول على هذا النب‪ :‬ما كان ذو الكفل‬
‫بنب ولكن كان ط يعن ف بن إسرائيل ط رجل صال يصلي كل يوم مائة صلة‪ ,‬فتكفل‬
‫له ذو الكفل من بعده‪ ,‬فكان يصلي كل يوم مائة صلة‪ ,‬فسمي ذا الكفل‪ ,‬وقد رواه ابن‬
‫جر ير من حديث عبد الرزاق عن مع مر عن قتادة قال‪ :‬قال أ بو مو سى الشعري فذكره‬
‫منقطعا‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقد روى المام أحد حديثا غريبا فقال‪ :‬حدثنا أسباط بن ممد‪ ,‬حدثنا العمش عن‬
‫عبد ال بن عبد ال عن سعد مول طلحة عن ابن عمر قال‪ :‬سعت من رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم حديثا لو ل أسعه إل مرة أو مرتي حت عدّ سبع مرات‪ ,‬ولكن قد سعته‬
‫أك ثر من ذلك قال‪« :‬كان الك فل من ب ن إ سرائيل ل يتورع من ذ نب عمله‪ ,‬فأت ته امرأة‬
‫فأعطا ها ستي دينارا على أن يطأ ها‪ ,‬فل ما ق عد من ها مق عد الر جل من امرأ ته أرعدت‬
‫وبكت‪ ,‬فقال‪ :‬ما يبكيك أكرهتك ؟ قالت‪ :‬ل ولكن هذا عمل ل أعمله قط‪ ,‬وإنا حلن‬
‫عليه الاجة‪ ,‬قال‪ :‬فتفعلي هذا ول تفعليه قط ؟ ث نزل فقال‪ :‬اذهب بالدناني لك‪ ,‬ث قال‪:‬‬
‫وال ل يعصي ال الكفل أبدا‪ ,‬فمات من ليلته‪ ,‬فأصبح مكتوبا على بابه‪ :‬غفر ال للكفل»‬
‫هكذا وقع ف هذه الرواية الكفل من غي إضافة‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬وهذا الديث ل يرجه أحد‬

‫‪97‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫من أ صحاب الك تب ال ستة‪ ,‬وإ سناده غر يب‪ ,‬وعلى كل تقد ير فل فظ الد يث إن كل‬
‫الكفطططل‪ ,‬ول يقطططل ذو الكفطططل فلعله رجطططل آخطططر وال أعلم‪.‬‬

‫ب ُمغَاضِبا َفظَ نّ أَن لّن نّقْ ِد َر عََليْ هِ َفنَادَىَ فِي ال ّظلُمَا تِ أَن لّ إِلَـهَ إِ ّل‬ ‫** َوذَا النّو نِ إِذ ّذهَ َ‬
‫ك نُنجِطي‬ ‫جْينَا ُه مِ نَ الْغَ ّم وَكَذَلِ َ‬
‫جْبنَا لَ ُه َونَ ّ‬
‫ت مِ نَ الظّالِ ِميَ * فَا ْستَ َ‬
‫أَن تَ ُسبْحَانَكَ إِنّي كُن ُ‬
‫الْ ُم ْؤمِنِيَططططططططططططططططططططططططططططططططط‬
‫هذه القصة مذكورة هنا وف سورة الصافات وف سورة {ن}‪,‬و ذلك أن يونس بن مت‬
‫عليه السلم‪ ,‬بعثه ال إل أهل قرية نينوى‪ ,‬وهي قرية من أرض الوصل‪ ,‬فدعاهم إل ال‬
‫تعال‪ ,‬فأبوا عل يه وتادوا على كفر هم‪ ,‬فخرج من ب ي أظهر هم مغاضبا ل م‪ ,‬ووعد هم‬
‫بالعذاب بعطد ثلث‪ ,‬فلمطا تققوا منطه ذلك وعلموا أن النطب ل يكذب‪ ,‬خرجوا إل‬
‫الصحراء بأطفالم وأنعامهم ومواشيهم‪ ,‬وفرقوا بي المهات وأولدها‪ ,‬ث تضرعوا إل ال‬
‫عز و جل وجأروا إل يه‪ ,‬ور غت ال بل وف صلنا‪ ,‬وخارت الب قر وأولد ها‪ ,‬وث غت الغ نم‬
‫وسخالا‪ ,‬فرفع ال عنهم العذاب‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬فلول كانت قرية آمنت فنفعها إيانا‪,‬‬
‫إل قوم يو نس ل ا آمنوا كشف نا عن هم عذاب الزي ف الياة الدن يا ومتعنا هم إل ح ي}‪.‬‬
‫وأما يونس عليه السلم فإنه ذهب فركب مع قوم ف سفينة فلججت بم‪ ,‬وخافوا أن‬
‫يغرقوا فاقترعوا على رجل يلقونه من بينهم يتخففون منه‪ ,‬فوقعت القرعة على يونس فأبوا‬
‫أن يلقوه‪ ,‬ث أعادو ها فوق عت عل يه أيضا فأبوا‪ ,‬ث أعادو ها فوق عت عل يه أيضا‪ ,‬قال ال‬
‫تعال‪{ :‬ف ساهم فكان من الدحض ي} أي وق عت عل يه القر عة فقام يو نس عل يه ال سلم‬
‫وترد من ثيابه‪ ,‬ث ألقى نفسه ف البحر‪ ,‬وقد أرسل ال سبحانه من البحر الخضر ط فيما‬
‫قاله ابن مسعود ط حوتا يشق البحار حت جاء فالتقم يونس حي ألقى نفسه من السفينة‪,‬‬
‫فأوحى ال إل ذلك الوت أن ل تأكل له لما ول تشم له عظما‪ ,‬فإن يونس ليس لك‬
‫رزقا وإناطططططططط بطنططططططططك تكون له سططططططططجنا‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وذا النون} يع ن الوت صحت الضا فة إل يه بذه الن سبة‪ .‬وقوله‪{ :‬إذ ذ هب‬
‫مغاضبا} قال الضحاك لقومه‪{ :‬فظن أن لن نقدر عليه} أي نضيق عليه ف بطن الوت‪,‬‬
‫يروى ن و هذا عن ا بن عباس وما هد والضحاك وغي هم‪ ,‬واختاره ا بن جر ير وا ستشهد‬

‫‪98‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عليه بقوله تعال‪{ :‬ومن قدر عليه رزقه فلينفق ما آتاه ال ل يكلف ال نفسا إل ما آتاها‬
‫* سيجعل ال بعد عسر يسرا} وقال عطية العوف‪{ :‬فظن أن لن نقدر عليه}‪ ,‬أي نقضي‬
‫عليطه‪ ,‬كأنطه جعطل ذلك بعنط التقديطر‪ ,‬فإن العرب تقول‪ :‬قدر وقدّر بعنط واحطد‪ ,‬وقال‬
‫الشاعططططططططططططططططططططططططططططططططططر‪:‬‬
‫فل عائد ذاك الزمان الذي مضىتباركطططت مطططا تقدر يكطططن فلك المطططر‬
‫وم نه قوله تعال‪{ :‬فالت قى الاء على أ مر قد قدر} أي قدر‪{ .‬فنادى ف الظلمات أن ل‬
‫إله إل أنت سبحانك إن كنت من الظالي} قال ابن مسعود‪ :‬ظلمة بطن الوت وظلمة‬
‫البحر وظلمة الليل‪ ,‬وكذا روي عن ابن عباس وعمرو بن ميمون وسعيد بن جبي وممد‬
‫بن كعب والضحاك والسن وقتادة‪ .‬وقال سال بن أب العد‪ :‬ظلمة حوت ف بطن حوت‬
‫آخر ف ظلمة البحر‪ ,‬قال ابن مسعود وابن عباس وغيها‪ :‬وذلك أنه ذهب به الوت ف‬
‫البحار يشقها حت انتهى به إل قرار البحر‪ ,‬فسمع يونس تسبيح الصى ف قراره‪ ,‬فعند‬
‫ذلك وهنالك قال‪{ :‬ل إله إل أنطت سطبحانك إنط كنطت مطن الظاليط} وقال عوف‬
‫العراب‪ :‬لا صار يونس ف بطن الوت ظن أنه قد مات‪ ,‬ث حرك رجليه فلما تركت‬
‫سجد مكانه‪ ,‬ث نادى يا رب اتذت لك مسجدا ف موضع ل يبلغه أحد من الناس‪ .‬وقال‬
‫سعيد بن أ ب ال سن الب صري‪ :‬م كث ف ب طن الوت أربع ي يوما‪ .‬رواه ا ا بن جر ير‪.‬‬
‫وقال ممد بن إسحاق بن يسار عمن حدثه عن عبد ال بن رافع مول أم سلمة‪ :‬سعت‬
‫أبا هريرة يقول‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬لا أراد ال حبس يونس ف بطن‬
‫الوت‪ ,‬أوحى ال إل الوت أن خذه ول تدش له لما ول تكسر له عظما‪ ,‬فلما انتهى‬
‫به إل أسفل البحر سع يونس حسا فقال ف نفسه‪ :‬ما هذا ؟ فأوحى ال إليه وهو ف بطن‬
‫الوت إن هذا تسبيح دواب البحر‪ ,‬قال‪ :‬وسبح وهو ف بطن الوت‪ ,‬فسمعت اللئكة‬
‫ت سبيحه فقالوا‪ :‬يا رب نا إ نا ن سمع صوتا ضعيفا بأرض غري بة‪ ,‬قال‪ :‬ذلك عبدي يو نس‬
‫عصان فحبسته ف بطن الوت ف البحر‪ ,‬قالوا‪ :‬العبد الصال الذي كان يصعد إليك منه‬
‫ف كل يوم وليلة عمل صال ؟ قال‪ :‬نعم‪ ,‬قال‪ :‬فشفعوا له عند ذلك‪ ,‬فأمر الوت فقذفه‬
‫ف الساحل‪ ,‬كما قال ال تعال‪{ :‬وهو سقيم} رواه ابن جرير‪ ,‬ورواه البزار ف مسنده من‬

‫‪99‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫طر يق م مد بن إ سحاق عن ع بد ال بن را فع عن أ ب هريرة فذكره بنحوه‪ ,‬ث قال‪ :‬ل‬
‫نعلمطه يروى عطن النطب صطلى ال عليطه وسطلم إل مطن هذا الوجطه بذا السطناد‪.‬‬
‫وروى ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو عبيد ال أحد بن عبد الرحن بن أخي ابن وهب‪ ,‬حدثنا‬
‫ع مي‪ ,‬حدث ن أ بو صخر أن يز يد الرقا شي قال‪ :‬سعت أ نس بن مالك‪ ,‬ول أعلم إل أن‬
‫أنسا يرفع الديث إل رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يونس النب عليه السلم حي بدا‬
‫له أن يدعو بذه الكلمات وهو ف بطن الوت قال‪ :‬اللهم ل إله إل أنت‪ ,‬سبحانك إن‬
‫كنطت مطن الظاليط‪ ,‬فأقبلت هذه الدعوة تتط العرش‪ ,‬فقالت اللئكطة‪ :‬يطا رب صطوت‬
‫ضعيف معروف من بلد غريبة‪ ,‬فقال‪ :‬أما تعرفون ذاك ؟ قالوا‪ :‬ل يا رب ومن هو ؟ قال‪:‬‬
‫عبدي يونس‪ ,‬قالوا‪ :‬عبدك يونس الذي ل يزل يرفع له عمل متقبل ودعوة مابة‪ ,‬قالوا‪ :‬يا‬
‫رب أول ترحطم مطا كان يصطنع فط الرخاء فتنجيطه مطن البلء ؟ قال‪ :‬بلى‪ ,‬فأمطر الوت‬
‫فطرحطططططططططططططططه فططططططططططططططط العراء‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬فا ستجبنا له ونيناه من ال غم} أي أخرجناه من ب طن الوت وتلك الظلمات‬
‫{وكذلك ننجي الؤمني} أي إذا كانوا ف الشدائد ودعونا منيبي إلينا ول سيما إذا دعوا‬
‫بذا الدعاء ف حال البلء‪ ,‬ف قد جاء الترغ يب ف الدعاء به عن سيد ال نبياء‪ .‬قال المام‬
‫أحد‪ :‬حدثنا إساعيل بن عمر‪ ,‬حدثنا يونس بن أب إسحاق المدان‪ ,‬حدثنا إبراهيم بن‬
‫ممد بن سعد‪ ,‬حدثن والدي ممد عن أبيه سعد هو ابن أب وقاص رضي ال عنه قال‪:‬‬
‫مررت بعثمان بن عفان رضي ال عنه ف السجد‪ ,‬فسلمت عليه‪ ,‬فمل عينيه من ث ل يرد‬
‫علي السلم‪ ,‬فأتيت عمر بن الطاب فقلت‪ :‬يا أمي الؤمني هل حدث ف السلم شيء‪,‬‬
‫مرت ي قال‪ :‬ل و ما ذاك ؟ قلت ل‪ ,‬إل أ ن مررت بعثمان آنفا ف ال سجد ف سلمت عل يه‬
‫فمل عينيه من ث ل يرد علي السلم‪ ,‬قال‪ :‬فأرسل عمر إل عثمان فدعاه‪ ,‬فقال‪ :‬ما منعك‬
‫أن ل تكون رددت على أخيك السلم ؟ قال‪ :‬ما فعلت‪ ,‬قال سعد‪ :‬قلت بلى حت حلف‬
‫وحلفت‪ ,‬قال‪ :‬ث إن عثمان ذكر فقال بلى وأستغفر ال وأتوب إليه‪ ,‬إنك مررت ب آنفا‬
‫وأنا أحدث نفسي بكلمة سعتها من رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬ل وال ما ذكرتا‬
‫قط إل تغشى بصري وقلب غشاوة‪ ,‬قال سعد‪ :‬فأنا أنبئك با‪ ,‬إن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ذكر لنا أول دعوة‪ ,‬ث جاء أعراب فشغله حت قام رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫‪100‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فاتبعته‪ ,‬فلما أشفقت أن يسبقن إل منله ضربت بقدمي الرض‪ ,‬فالتفت إل رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فقال‪« :‬من هذا‪ ,‬أبو إسحاق ؟» قال‪ :‬قلت نعم يا رسول ال‪ ,‬قال‪:‬‬
‫«فمه» قلت‪ :‬ل وال إل أنك ذكرت لنا أول دعوة‪ ,‬ث جاء هذا العراب فشغلك‪ ,‬قال‪:‬‬
‫«ن عم دعوة ذي النون إذ هو ف بطن الوت {ل إله إل أنت سبحانك إ ن كنت من‬
‫الظاليط} فإنطه ل يدع باط مسطلم ربطه فط شيطء قطط إل اسطتجاب له» ورواه الترمذي‬
‫والنسطائي ف اليوم والليلة مطن حديطث إبراهيطم بطن ممطد بطن سطعد عطن أبيطه سطعد بطه‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو سيعد الشج‪ ,‬حدثنا أبو خالد الحر عن كثي بن زيد‬
‫عن الطلب بن حنطب‪ ,‬قال أبو خالد‪ :‬أحسبه عن مصعب يعن ابن سعد عن سعد‪ ,‬قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬من دعا بدعاء يونس استجيب له» قال أبو سعيد‪:‬‬
‫ير يد به {وكذلك نن جي الؤمن ي}‪ .‬وقال ا بن جر ير‪ :‬حدث ن عمران بن بكار الكل عي‪,‬‬
‫حدثنا يي بن صال‪ ,‬حدثنا أبو يي بن عبد الرحن‪ ,‬حدثن بشر بن منصور عن علي بن‬
‫زيد عن سعيد بن السيب قال‪ :‬سعت سعد بن أب وقاص يقول‪ :‬سعت رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم يقول‪« :‬اسم ال الذي إذا دعي به أجاب‪ ,‬وإذا سئل به أعطى دعوة يونس‬
‫بن م ت» قال قلت يا ر سول ال‪ .‬هي ليو نس خا صة أم لما عة ال سلمي ؟ قال‪ « :‬هي‬
‫ليونس بن مت خاصة‪ ,‬ولماعة الؤمني عامة‪ ,‬إذا دعوا با‪ ,‬أل تسمع قول ال عز وجل‬
‫{فنادى ف الظلمات أن ل إله إل أنت سبحانك إن كنت من الظالي فاستجبنا له ونيناه‬
‫مططن الغططم وكذلك ننجططي الؤمنيطط} فهططو شرط مططن ال لنطط دعاه بططه»‪.‬‬
‫وقال ا بن أ ب حات‪ :‬حدثنا أ ب‪ ,‬حدث نا أح د بن أ ب سريج‪ ,‬حدث نا داود بن ال حب بن‬
‫قحذم القدسي عن كثي بن معبد قال‪ :‬سألت السن فقلت‪ :‬يا أبا سعيد اسم ال العظم‬
‫الذي إذا د عي به أجاب وإذا سئل به أع طى ؟ قال‪ :‬ا بن أ خي أ ما تقرأ القرآن قول ال‬
‫تعال‪{ :‬وذا النون إذ ذ هب مغاضبا ط إل قوله ط وكذلك نن جي الؤمن ي} ا بن أ خي‪,‬‬
‫هذا اسططم ال العظططم الذي إذا دعططي بططه أجاب‪ ,‬وإذا سططئل بططه أعطططى‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جْبنَا لَ ُه َو َوهَْبنَا لَهُ‬
‫** وَزَ َك ِريّآ إِ ْذ نَادَىَ َربّهُ رَبّ َل تَذَ ْرنِي َفرْدا َوأَنتَ َخيْ ُر اْلوَا ِرثِيَ * فَا ْستَ َ‬
‫ت َويَ ْدعُوَننَا َرغَبا وَ َرهَبا وَكَانُواْ‬ ‫خيْرَا ِ‬ ‫حنَا لَ هُ َزوْجَ هُ ِإنّهُ مْ كَانُوْا يُ سَا ِرعُونَ فِي الْ َ‬
‫حَيىَ َوأَ صْلَ ْ‬
‫يَ ْ‬
‫لَنَططططططططططططططططا خا ِشعِيَطططططططططططططططط‬
‫يبط تعال عطن عبده زكريطا حيط طلب أن يهبطه ال ولدا يكون مطن بعده نطبيا‪ ,‬وقطد‬
‫تقدمت القصة مبسوطة ف أول سورة مري وف سورة آل عمران أيضا‪ ,‬وههنا أخصر منها‬
‫{إذ نادى ربه} أي خفية عن قومه {رب ل تذرن فردا} أي ل ولد ل ول وارث يقوم‬
‫بعدي فط الناس {وأنطت خيط الوارثيط} دعاء وثناء مناسطب للمسطألة‪ ,‬قال ال تعال‪:‬‬
‫{فا ستجبنا له ووهب نا له ي ي وأ صلحنا له زو جه} أي امرأ ته‪ ,‬قال ا بن عباس وما هد‬
‫وسعيد بن جبي‪ :‬كانت عاقرا ل تلد فولدت‪ .‬وقال عبد الرحن بن مهدي عن طلحة بن‬
‫عمرو عن عطاء‪ :‬كان ف ل سانا طول‪ ,‬فأ صلحها ال و ف روا ية‪ :‬كان ف خلق ها ش يء‬
‫فأصطلحها ال‪ ,‬وهكذا قال ممطد بطن كعطب والسطدي‪ ,‬والظهطر مطن السطياق الول‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬إنمط كانوا يسطارعون فط اليات} أي فط عمطل القربات وفعطل الطاعات‬
‫{ويدعون نا رغبا وره با} قال الثوري‪ :‬رغبا في ما عند نا وره با م ا عند نا {وكانوا ل نا‬
‫خاشعي} قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس أي مصدقي با أنزل ال‪ ,‬وقال ماهد‪:‬‬
‫مؤمني حقا‪ .‬وقال أبو العالية‪ :‬خائفي‪ .‬وقال أبو سنان‪ :‬الشوع هو الوف اللزم للقلب‬
‫ل يفارقه أبدا‪ .‬وعن ماهد أيضا‪ :‬خاشعي أي متواضعي‪ .‬وقال السن وقتادة والضحاك‪:‬‬
‫خاشعي أي متذللي ل عز وجل‪ ,‬وكل هذه القوال متقاربة‪ .‬وقال ابن أب حات‪ ,‬حدثنا‬
‫أ ب‪ ,‬حدث نا علي بن م مد الطناف سي‪ ,‬حدث نا م مد بن فض يل‪ ,‬حدث نا ع بد الرح ن بن‬
‫إسحاق عن عبد ال القرشي عن عبد ال بن حكيم قال‪ :‬خطبنا أبو بكر رضي ال عنه‪ .‬ث‬
‫قال‪ :‬أما بعد فإن أوصيكم بتقوى ال‪ ,‬وتثنوا عليه با هو له أهل‪ ,‬وتلطوا الرغبة بالرهبة‪,‬‬
‫وتمعوا اللاف بالسألة‪ ,‬فإن ال عز وجل أثن على زكريا وأهل بيته فقال‪{ :‬إنم كانوا‬
‫يسططارعون فطط اليات ويدعوننططا رغبا ورهبا وكانوا لنططا خاشعيطط}‪.‬‬

‫ْصطتْ َفرْجَهَا َفَنفَخْنَا فِيهَا مِن رّوحِنَا وَ َجعَ ْلنَاهَا وَاْبنَهَآ آَيةً ّل ْلعَالَمِيَ‬
‫ِيطَأح َنَ‬
‫** وَاّلت َ‬

‫‪102‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫هكذا يذكر تعال قصة مري وابنها عيسى عليهما السلم مقرونة بقصة زكريا وابنه يي‬
‫عليهما السلم‪ ,‬فيذكر أولً قصة زكريا ث يتبعها بقصة مري‪ ,‬لن تلك مربوطة بذه‪ ,‬فإنا‬
‫إياد ولد من شيخ كبي قد طعن ف السن‪ ,‬ومن امرأة عجوز عاقر ل تكن تلد ف حال‬
‫شبابا‪ ,‬ث يذكر قصة مري وهي أعجب فإنا إياد ولد من أنثى بل ذكر‪ ,‬هكذا وقع ف‬
‫سورة آل عمران و ف سورة مر ي‪ ,‬وهه نا ذ كر ق صة زكر يا ث أتبع ها بق صة مر ي بقوله‪:‬‬
‫{والت أحصنت فرجها} يعن مري عليها السلم‪ ,‬كما قال ف سورة التحري‪{ :‬ومري ابنة‬
‫عمران التططط أحصطططنت فرجهطططا فنفخنطططا فيطططه مطططن روحنطططا}‪.‬‬
‫وقوله {وجعلناها وابن ها آية للعال ي} أي دللة على أن ال على كل ش يء قدير‪ ,‬وأنه‬
‫يلق مطا يشاء‪ ,‬وإناط أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كطن فيكون‪ ,‬وهذا كقوله‪{ :‬ولنجعله‬
‫آية للناس} قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا عمر بن علي‪ ,‬حدثنا أبو عاصم الضحاك‬
‫بن ملد عن شعيب يعن ابن بشر‪ ,‬عن عكرمة عن ابن عباس ف قوله‪{ :‬للعالي} قال‪:‬‬
‫العاليطططططططططط النطططططططططط والنططططططططططس‪.‬‬

‫** إِ نّ هَـ ِذهِ ُأ ّمُتكُ مْ ُأ ّمةً وَا ِح َدةً َوَأنَاْ َرّبكُ مْ فَا ْعبُدُو نِ * َوَتقَ ّط ُعوَاْ َأمْ َرهُ ْم َبْيَنهُ مْ كُلّ إَِلْينَا‬
‫س ْعيِهِ َوإِنّا لَ هُ كَاتِبُو نَ‬ ‫ت َو ُهوَ ُم ْؤمِ نٌ َفلَ ُك ْفرَا نَ لِ َ‬ ‫رَا ِجعُو نَ * فَمَن َيعْمَ ْل مِ َن ال صّالِحَا ِ‬
‫قال ابن عباس وماهد وسعيد بن جبي وقتادة وعبد الرحن بن زيد بن أسلم ف قوله‪:‬‬
‫{إن هذه أمتكم أمة واحدة} يقول‪ :‬دينكم دين واحد وقال السن البصري ف هذه الَية‬
‫يبي ل م ما يتقون و ما يأتون‪ ,‬ث قال‪{ :‬إن هذه أمت كم أ مة واحدة} أي سنتكم سنة‬
‫واحدة‪ ,‬فقوله إن هذه إن وا سها‪ ,‬وأمت كم خب إن‪ ,‬أي هذه شريعت كم ال ت بي نت ل كم‬
‫ووض حت ل كم‪ .‬وقوله أ مة واحدة ن صب على الال‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬وأ نا رب كم فاعبدون}‬
‫ك ما قال‪ { :‬يا أي ها الر سل كلوا من الطيبات واعملوا صالا ط إل قوله ط وأ نا رب كم‬
‫فاتقون} وقال ر سول الله صلى ال عل يه و سلم‪« :‬ن ن معا شر ال نبياء أولد علت دين نا‬
‫واحد» يعن أن القصود هو عبادة ال وحده ل شريك له بشرائع متنوعة لرسله‪ ,‬كما قال‬
‫تعال‪{ :‬لكططططل جعلنططططا منكططططم شرعططططة ومنهاجططططا}‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله‪{ :‬وتقطعوا أمر هم بين هم} أي اختل فت ال مم على ر سلها ف من ب ي م صدق ل م‬
‫ومكذب‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬كل إلينا راجعون} أي يوم القيامة‪ ,‬فيجازي كل بسب عمله‪ ,‬إن‬
‫خيا فخي وإن شرا ف شر‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬فمن يعمل من الصالات وهو مؤ من} أي قلبه‬
‫مصدق وعمل صالا {فل كفران لسعيه} كقوله‪{ :‬إنا ل نضيع أجر من أحسن عملً}‬
‫أي ل يكفطر سطعيه وهطو عمله بطل يشكطر فل يظلم مثقال ذرة‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬وإنطا له‬
‫كاتبون} أي يكتطططب جيطططع عمله فل يضيطططع عليطططه منطططه شيطططء‪.‬‬

‫ج َوهُ ْم‬
‫ج َو َمأْجُو ُ‬
‫** وَ َحرَا ٌم عََلىَ قَ ْرَيةٍ َأهَْلكْنَاهَآ َأّنهُمْ َل يَ ْر ِجعُونَ * َحّتىَ ِإذَا ُفتِحَتْ يَأْجُو ُ‬
‫صةٌ َأبْ صَارُ الّذِي نَ َكفَرُواْ‬
‫ح قّ فَإِذَا هِ يَ شَاخِ َ‬
‫ب اْلوَعْ ُد الْ َ‬
‫ب يَن سِلُونَ * وَا ْقتَرَ َ‬ ‫مّن كُلّ َحدَ ٍ‬
‫طط‬ ‫ططا ظَالِمِيَط‬ ‫ط هَـطططذَا بَلْ كُنّط‬ ‫ططي َغفَْل ٍة مّنطط ْ‬ ‫ططا فِط‬ ‫ططا قَدْ كُنّط‬ ‫َيوَيْلَنَط‬
‫يقول تعال‪{ :‬وحرام على قرية} قال ابن عباس‪ :‬وجب‪ ,‬يعن قد قدر أن أهل كل قرية‬
‫أهلكوا أنم ل يرجعون إل الدنيا قبل يوم القيامة‪ ,‬هكذا صرح به ابن عباس وأبو جعفر‬
‫الباقطر وقتادة وغيط واحطد‪ .‬وفط روايطة عطن ابطن عباس‪ :‬أنمط ل يرجعون أي ل يتوبون‪,‬‬
‫والقول الول أظهطر‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقوله‪{ :‬حتط إذا فتحطت يأجوج ومأجوج} قطد قدمنطا‬
‫أن م من سللة آدم عل يه ال سلم‪ ,‬بل هم من ن سل نوح أيضا من أولد يا فث‪ ,‬أي أ ب‬
‫الترك‪ ,‬والترك شرذمة منهم تركوا من وراء السد الذي بناه ذو القرني‪ ,‬وقال‪{ :‬هذا رحة‬
‫من رب فإذا جاء وعد رب جعله دكاء وكان وعد رب حقا * وتركنا بعضهم يومئذ يوج‬
‫ف بعض} الَية‪ ,‬وقال ف هذه الَية الكرية {حت إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من‬
‫كل حدب ينسلون} أي يسرعون ف الشي إل الفساد‪ ,‬والدب هو الرتفع من الرض‪,‬‬
‫قاله ا بن عباس وعكر مة وأ بو صال والثوري وغي هم‪ ,‬وهذه صفتهم ف حال خروج هم‬
‫كأن ال سامع مشا هد لذلك {ول ينبئك م ثل خبي} هذا إخبار عال ما كان و ما يكون‪,‬‬
‫الذي يعلم غيططططططب السططططططموات والرض ل إله إل هططططططو‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ممد بن مثن‪ ,‬حدثنا ممد بن جعفر‪ ,‬حدثنا شعبة عن عبيد ال‬
‫بن يز يد قال‪ :‬رأى ا بن عباس صبيانا ينو بعض هم على ب عض يلعبون‪ ,‬فقال ا بن عباس‪:‬‬

‫‪104‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫هكذا يرج يأجوج ومأجوج‪ ,‬و قد ورد ذ كر خروج هم ف أحاد يث متعددة من ال سنة‬
‫النبويططططططططططططططططططططططططططططططططططة‪.‬‬
‫(فالد يث الول) قال المام أح د‪ :‬حدث نا يعقوب‪ ,‬حدث نا أ ب عن ا بن إ سحاق عن‬
‫عاصم بن عمرو بن قتادة‪ ,‬عن ممود بن لبيد‪ ,‬عن أب سعيد الدري قال‪ :‬سعت رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم يقول «تف تح يأجرج ومأجوج‪ ,‬فيخرجون على الناس‪ ,‬ك ما قال‬
‫ال عز وجل‪{ :‬وهم من كل حدب ينسلون} فيغشون الناس وينحاز السلمون عنهم إل‬
‫مدائنهم وحصونم‪ ,‬ويضمون إليهم مواشيهم‪ ,‬ويشربون مياه الرض حت إن بعضهم ليمر‬
‫بالنهر فيشربون ما فيه حت يتركوه يابسا‪ ,‬حت أن من بعدهم ليمر بذلك النهر فيقول‪ :‬قد‬
‫كان ههنطا ماء مرة‪ ,‬حتط إذا ل يبطق مطن الناس أحطد إل أحطد فط حصطن أو مدينطة‪ ,‬قال‬
‫قائلهم‪ :‬هؤلء أهل الرض قد فرغنا منهم بقي أهل السماء‪ ,‬قال‪ :‬ث يهز أحدهم حربته‪,‬‬
‫ث يرمي با إل السماء فترجع إليه مضبة دما للبلء والفتنة‪ ,‬فبينما هم على ذلك بعث ال‬
‫عز وجل دودا ف أعناقهم كنغف الراد الذي يرج ف أعناقه‪ ,‬فيصبحون موتى ل يسمع‬
‫ل م حس‪ ,‬فيقول ال سلمون‪ :‬أل ر جل يشري ل نا نف سه فين ظر ما ف عل هذا العدو ؟ قال‪:‬‬
‫فيتجرد رجل منهم متسبا نفسه قد أوطنها على أنه مقتول فينل فيجدهم موتى بعضهم‬
‫على ب عض‪ ,‬فينادي‪ :‬يا معشر ال سلمي أل أبشروا إن ال عز وجل قد كفاكم عدو كم‪,‬‬
‫فيخرجون من مدائنهم وحصونم‪ ,‬ويسرحون مواشيهم‪ ,‬فما يكون لم رعي إل لومهم‪,‬‬
‫فتشكر عنهم كأحسن ما شكرت عن شيء من النبات أصابته قط»‪ ,‬ورواه ابن ماجه من‬
‫حديطططث يونطططس بطططن بكيططط‪ ,‬عطططن ابطططن إسطططحاق بطططه‪.‬‬
‫(الديث الثان) قال المام أحد أيضا‪ :‬حدثنا الوليد بن مسلم أبو العباس الدمشقي‪,‬‬
‫حدثنا عبد الرحن بن يزيد بن جابر‪ ,‬حدثن يي بن جابر الطائي قاضي حص‪ ,‬حدثن‬
‫عبد الرحن بن جبي بن نفي الضرمي عن أبيه‪ ,‬أنه سع النواس بن سعان الكلب قال‪:‬‬
‫ذكر رسول ال صلى ال عليه وسلم الدجال ذات غداة‪ ,‬فخفض فيه ورفع حت ظنناه ف‬
‫طائ فة الن خل‪ ,‬فقال‪« :‬غ ي الدجال أخوف ن علي كم‪ .‬فإن يرج وأ نا في كم فأ نا حجي جه‬
‫دونكم‪ ,‬وإن يرج ولست فيكم فكل امرىء حجيج نفسه‪ ,‬وال خليفت على كل مسلم‪,‬‬
‫وإنه شاب جعد قطط عينه طافية‪ ,‬وإنه يرج خلة بي الشام والعراق فعاث يينا وشالً يا‬

‫‪105‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عباد ال اثبتوا طط قلنطا‪ :‬يطا رسطول ال مطا لبثطه فط الرض ؟ طط قال‪ :‬أربعون يوما‪ ,‬يوم‬
‫كسنة‪ ,‬ويوم كشهر‪ ,‬يوم كجمعة‪ ,‬وسائر أيامه كأيامكم» قلنا‪ :‬يا رسول ال فذاك اليوم‬
‫الذي هو ك سنة‪ ,‬أيكفي نا ف يه صلة يوم وليلة ؟ قال‪« :‬لاقدروا له قدره» قل نا‪ :‬يا ر سول‬
‫ال ف ما إ سراعه ف الرض ؟ قال كالغ يث اش تد به الر يح‪ ,‬قال‪ :‬في مر بال ي فيدعو هم‬
‫في ستجيبون له‪ ,‬فيأ مر ال سماء فتم طر‪ ,‬والرض فتن بت‪ ,‬وتروح علي هم سارحتهم و هي‬
‫أطول ما كانت ذرى‪ ,‬أمده خواصر‪ ,‬وأسبغه ضروعا‪ ,‬وير بالي فيدعوهم فيدون عليه‬
‫قوله‪ ,‬فتتبعه أموالم فيصبحون محلي ليس لم من أموالم شيء‪ ,‬وير بالربة فيقول لا‪:‬‬
‫أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ط قال ط ويأمر برجل فيقتل‪ ,‬فيضربه‬
‫بالسيف فيقطعه جزلتي رمية الغرض‪ ,‬ث يدعوه فيقبل إليه‪ ,‬فبينما هم على ذلك إذ بعث‬
‫ال عز وجل السيح عيسى ابن مري‪ ,‬فينل عند النارة البيضاء شرقي دمشق بي مهرودتي‬
‫واضعا يد يه على أجن حة ملك ي‪ ,‬فيتب عه فيدر كه فيقتله ع ند باب لد الشر قي ط قال ط‬
‫فبينما هم كذلك إذ أوحى ال عز وجل إل عيسى ابن مري عليه السلم أن قد أخرجت‬
‫عبادا مطن عبادي ل يدان لك بقتالمط‪ ,‬فحوّز عبادي إلىالطور‪ ,‬فيبعطث ال عطز وجطل‬
‫يأجوج ومأجوج‪ ,‬كمطا قال تعال‪{ :‬وهطم مطن كطل حدب ينسطلون} فيغطب عيسطى‬
‫وأصحابه إل ال عز وجل‪ ,‬فيسل عليهم نغفا ف رقابم فيصبحون موتى كموت نفس‬
‫واحدة‪ ,‬فيه بط عي سى وأ صحابه فل يدون ف الرض بيتا إل قد مله زه هم ونتن هم‪,‬‬
‫فيغطب عيسطى وأصطحابه إل ال عطز وجطل‪ ,‬فيسطل ال عليهطم طيا كأعناق البخطت‪,‬‬
‫فتحمل هم فتطرح هم ح يث شاء ال»‪ ,‬قال ا بن جابر‪ :‬فحدث ن عطاء بن يز يد ال سكسكي‬
‫عن كعب أو غيه قال‪ :‬فتطرحهم بالهبل‪ ,‬قال ابن جابر‪ :‬فقلت يا أبا يزيد‪ ,‬وأين الهبل ؟‬
‫قال‪ :‬مطلع الشمس‪ .‬قال‪« :‬ويرسل ال مطرا ل يكن منه بيت مدر ول وبر أربعي يوما‪,‬‬
‫فيغسطل الرض حتط يتركهطا كالزلقطة‪ ,‬ويقال للرض‪ :‬أنبتط ثرك ودري بركتطك‪ ,‬قال‪:‬‬
‫فيومئذ يأكل النفر من الرمانة فيستظلون بقحفها‪ ,‬ويبارك ف الرسل حت إن اللقحة من‬
‫البل لتكفي الفئام من الناس‪ ,‬واللقحة من البقر تكفي الفخذ‪ ,‬والشاة من الغنم تكفي أهل‬
‫البيت‪ ,‬قال‪ :‬فبينما هم على ذلك إذ بعث ال عز وجل ريا طيبة‪ ,‬فتأخذهم تت آباطهم‬
‫فتق بض روح كل م سلم ط أو قال‪ :‬كل مؤ من ط ويب قى شرار الناس يتهارجون تارج‬

‫‪106‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال مر وعلي هم تقوم ال ساعة»‪ ,‬انفرد بإخرا جه م سلم دون البخاري‪ ,‬ورواه مع بق ية أ هل‬
‫ال سنن من طرق عن ع بد الرح ن بن يز يد بن جابر به‪ .‬وقال الترمذي‪ :‬ح سن صحيح‪.‬‬
‫(الديث الثالث) قال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن بشر‪ ,‬حدثنا ممد بن عمرو عن ابن‬
‫حرملة‪ ,‬عن خالته قالت‪ :‬خطب رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو عاصب أصبعه من‬
‫لدغطة عقرب‪ ,‬فقال‪« :‬إنكطم تقولون ل عدو لكطم‪ ,‬وإنكطم ل تزالون تقاتلون عدوا حتط‬
‫يأ ت يأجوج ومأجوج‪ :‬عراض الوجوه‪ ,‬صغار العيون‪ ,‬صهب الشعاف‪ ,‬من كل حدب‬
‫ين سلون كأن وجوه هم الجان الطر قة»‪ ,‬وكذا رواه ا بن أ ب حا ت من حد يث م مد بن‬
‫عمرو عن خالد بن ع بد ال بن حرملة الدل ي‪ ,‬عن خالة له‪ ,‬عن ال نب صلى ال عل يه‬
‫طططططططططططططواء‪.‬‬ ‫طططططططططططططلم‪ ,‬فذكره مثله سط‬ ‫وسط‬
‫(الد يث الرا بع) قد تقدم ف آ خر تف سي سورة العراف من روا ية المام أح د عن‬
‫هشيم‪ ,‬عن العوام‪ ,‬عن جبلة بن سحيم‪ ,‬عن موثد بن عمارة‪ ,‬عن ابن مسعود رضي ال‬
‫ع نه‪ ,‬عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬لق يت ليلة أ سري ب إبراه يم ومو سى‬
‫وعي سى علي هم ال سلم ط قال فتذاكروا أ مر ال ساعة فردوا أمر هم إل إبراه يم‪ ,‬فقال‪ :‬ل‬
‫علم ل با‪ ,‬فردوا أمرهم إل موسى‪ ,‬فقال‪ :‬ل علم ل با‪ ,‬فردوا أمرهم إل عيسى فقال‪:‬‬
‫أما وجبتها فل يعلم با أحد إل ال‪ ,‬وفيما عهد إل رب أن الدجال خارج ومعي قضيبان‪,‬‬
‫فإذا رآ ن ذاب ك ما يذوب الر صاص‪ ,‬قال‪ :‬فيهل كه ال إذا رآ ن ح ت إن ال جر والش جر‬
‫يقول‪ :‬يا مسلم إن تت كافرا‪ ,‬فتعال فاقتله‪ ,‬قال‪ :‬فيهلكهم ال ث يرجع الناس إل بلدهم‬
‫وأوطان م ط قال ط فع ند ذلك يرج يأجوج ومأجوج‪ ,‬و هم من كل حدب ين سلون‪,‬‬
‫فيطئون بلد هم‪ ,‬ول يأتون على ش يء إل أهلكوه‪ ,‬ول يرون على ماء إل شربوه ط قال‬
‫ط ث يرجع الناس إلّ يشكونم فأدعو ال عليهم فيهلكهم وييتهم حت توى الرض من‬
‫نت ريهم‪ ,‬وينل ال الطر فيجترف أجسادهم حت يقذفهم ف البحر‪ ,‬ففيما عهد إل رب‬
‫أن ذلك إذا كان كذلك أن الساعة كالامل التم ل يدري أهلها مت تفجؤهم بولدها ليلً‬
‫أو نارا»‪.‬‬
‫ورواه ا بن ما جه عن م مد بن بشار‪ ,‬عن يز يد بن هارون‪ ,‬عن العوام بن حو شب به‬
‫نوه‪ ,‬وزاد‪ :‬قال العوام‪ :‬وو جد ت صديق ذلك ف كتاب ال عز و جل {ح ت إذا فت حت‬

‫‪107‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يأجوج ومأجوج و هم من كل حدب ين سلون} ورواه ا بن جرير ههنا من حديث جبلة‬
‫به‪ .‬والحاديث ف هذا كثية جدا والَثار عن السلف كذلك‪ .‬وقد ورى ابن جرير وابن‬
‫أب حات من حديث معمر عن غي واحد‪ ,‬عن حيد بن هلل‪ ,‬عن أب الصيف قال‪ :‬قال‬
‫كعطب‪ :‬إذا كان عنطد خروج يأجوج ومأجوج‪ ,‬حفروا حتط يسطمع الذيطن يلونمط قرع‬
‫فؤوسهم‪ ,‬فإذا كان الليل ألقى ال على لسان رجل منهم يقول نيء غدا فنخرج فيعيده‬
‫ال كما كان‪ ,‬فيجيئون من الغد فيجدونه قد أعاده ال كما كان‪ ,‬فيحفرونه حت يسمع‬
‫الذين يلونم قرع فؤوسهم‪ ,‬فإذا كان الليل ألقى ال على لسان رجل منهم يقول‪ :‬نيء‬
‫غدا فنخرج إن شاء ال‪ ,‬فيجيئون من الغد فيجدونه كما تركوه‪ ,‬فيحفرون حت يرجوا‪,‬‬
‫فت مر الزمرة الول بالبحية فيشربون ماء ها‪ ,‬ث ت ر الزمرة الثان ية فيلح سون طين ها‪ ,‬ث ت ر‬
‫الزمرة الثالة فيقولون‪ :‬قطد كان ههنطا مرة ماء‪ ,‬فيفطر الناس منهطم فل يقوم لمط شيطء‪ ,‬ثط‬
‫يرمون بسهامهم إل السماء فترجع إليهم مضبة بالدماء‪ ,‬فيقولون‪ :‬غلبنا أهل الرض وأهل‬
‫السماء‪ ,‬فيدعو عليهم عيسى ابن مري عليه السلم‪ ,‬فيقول‪ :‬اللهم ل طاقة ول يد لنا بم‪,‬‬
‫فاكفنا هم ب ا شئت‪ ,‬في سلط ال علي هم دودا يقال له الن غف‪ ,‬فيفرس رقاب م‪ ,‬ويب عث ال‬
‫عليهم طيا تأخذهم بناقيها فتلقيهم ف البحر‪ ,‬ويبعث ال عينا يقال لا الياة يطهر ال‬
‫الرض وينبتها‪ ,‬حت إن الرمانة ليشبع منها السكن‪ ,‬وقيل‪ :‬وما السكن يا كعب ؟ قال‪:‬‬
‫أهل البيت‪ ,‬قال‪ :‬فبينما الناس كذلك إذ أتاهم الصريخ أن ذا السويقتي يريده‪ ,‬قال فيبعث‬
‫عيسى ابن مري طليعة سبعمائة أو بي السبعمائة والثمانائة حت إذا كانوا ببعض الطريق‪,‬‬
‫بعث ال ريا يانية طيبة فيقبض فيها روح كل مؤمن‪ ,‬ث يبقى عجاج الناس‪ ,‬فيتسافدون‬
‫كما تتسافد البهائم‪ ,‬فمثل الساعة كمثل رجل يطيف حول فرسه مت تضع‪ ,‬قال كعب‪:‬‬
‫فمطن قال بعطد قول هذا شيئا أو بعطد علمطي هذا شيئا فهطو التكلف‪ ,‬وهذا مطن أحسطن‬
‫سطططياقات كعطططب الحبار لاططط شهطططد له مطططن صطططحيح الخبار‪.‬‬
‫وقد ثبت ف الديث أن عيسى ابن مري يج البيت العتيق‪ ,‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا‬
‫سليمان بن داود‪ ,‬حدثنا عمران عن قتادة عن عبد ال بن أب عتبة عن أب سعيد قال‪ :‬قال‬
‫رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم‪« :‬ليحجطن هذا البيطت وليعتمرن بعطد خروج يأجوج‬
‫ومأجوج» انفرد بإخراجطه البخاري وقوله‪{ :‬واقترب الوعطد القط} يعنط يوم القيامطة إذا‬

‫‪108‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حصلت هذه الهوال والزلزل والبلبل‪ ,‬أزفت الساعة واقتربت فإذا كانت ووقعت‪ ,‬قال‬
‫الكافرون‪ :‬هذا يوم ع سر‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬فإذا هي شاخ صة أب صار الذ ين كفروا} أي‬
‫من شدة ما يشاهدونه من المور العظام {يا ويلنا} أي يقولون يا ويلنا {قد كنا ف غفلة‬
‫من هذا} أي ف الدن يا { بل ك نا ظال ي} يعترفون بظلم هم لنف سهم ح يث ل ينفع هم‬
‫ذلك‪.‬‬

‫** ِإّنكُ ْم َومَا َت ْعبُدُو نَ مِن دُو نِ اللّ هِ حَ صَبُ َج َهنّ مَ أَنتُ مْ َلهَا وَارِدُو نَ * َلوْ كَا َن هَـؤُلءِ‬
‫آِل َهةً مّا وَ َردُوهَا وَكُلّ فِيهَا خَالِدُو نَ * َلهُ مْ فِيهَا زَفِ ٌي َوهُ مْ فِيهَا َل يَ سْ َمعُونَ * إِ ّن الّذِي نَ‬
‫سهَا َوهُ مْ فِي مَا‬ ‫سيَ َ‬‫ك َعنْهَا ُمْبعَدُو نَ * لَ يَ سْ َمعُونَ حَ ِ‬ ‫سَنىَ ُأوْلَ ـئِ َ‬
‫َسبَ َقتْ َلهُ ْم مّنّا الْحُ ْ‬
‫لئِ َك ُة هَ ـذَا َي ْو ُمكُ مُ‬
‫ع ال ْكبَ ُر َوَتتََلقّاهُ ُم الْ َم َ‬
‫سهُمْ خَالِدُو نَ * لَ يَحْ ُزُنهُ ُم الْفَزَ ُ‬ ‫اشَْتهَ تْ أَنفُ ُ‬
‫ططططططططططططططَ‬ ‫ط تُوعَدُونط‬ ‫ططططططططططططط ْ‬ ‫الّذِي كُنتُمط‬
‫يقول تعال ماطبا ل هل م كة من مشر كي قر يش و من دان بدين هم من عبدة ال صنام‬
‫والوثان‪{ :‬إن كم و ما تعبدون من دون ال ح صب جه نم} قال ا بن عباس‪ :‬أي وقود ها‬
‫يعن كقوله‪{ :‬وقودها الناس والجارة} وقال ابن عباس أيضا‪ :‬حصب جهنم يعن شجر‬
‫جهنم‪ ,‬وف رواية قال‪{ :‬حصب جهنم} يعن حطب جهنم بالزنية‪ .‬وقال ماهد وعكرمة‬
‫وقتادة‪ :‬حطبهطا‪ ,‬وهطي كذلك فط قراءة علي وعائشطة رضطي ال عنهمطا‪ ,‬وقال الضحاك‪:‬‬
‫ح صب جه نم أي ما ير مى به في ها‪ ,‬وكذا قال غيه‪ ,‬والم يع قر يب‪ .‬وقوله‪{ :‬أن تم ل ا‬
‫واردون} أي داخلون {لو كان هؤلء آلةط مطا ورودهطا} يعنط لو كانطت هذه الصطنام‬
‫والنداد الت اتذتوها من دون ال آلة صحيحة لا وردوا النار وما دخلوها {وكل فيها‬
‫خالدون} أي العابدون ومعبوداتم كلهم فيها خالدون {لم فيها زفي} كما قال تعال‪:‬‬
‫{لم فيها زفي وشهيق} والزفي خروج أنفاسهم‪ ,‬والشهيق ولوج أنفاسهم {وهم فيها ل‬
‫ططططططططططططططططططططططططططططططططمعون}‪.‬‬ ‫يسط‬

‫قال ابن أب حات‪ ,‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا علي بن ممد الطنافسي‪ ,‬حدثنا ابن فضيل‪ ,‬حدثنا‬
‫عبد الرحن يعن السعودي عن أبيه قال‪ :‬قال ابن مسعود‪ :‬إذا بقي من يلد ف النار جعلوا‬

‫‪109‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ف توابيت من نار فيها مسامي من نار‪ ,‬فل يرى أحد منهم أنه يعذب ف النار غيه‪ ,‬ث تل‬
‫عبد ال {لم فيها زفي وهم فيها ل يسمعون} ورواه ابن جرير من حديث حجاج بن‬
‫طعود‪ ,‬فذكره‪.‬‬ ‫طن مسط‬ ‫طن ابط‬‫طن خبّاب عط‬ ‫طس بط‬ ‫طن يونط‬‫طعودي عط‬‫طن السط‬ ‫طد عط‬ ‫ممط‬
‫وقوله‪{ :‬إن الذ ين سبقت ل م م نا ال سن} قال عكر مة‪ :‬الرح ة‪ .‬وقال غيه ال سعادة‬
‫{أولئك عن ها مبعدون} ل ا ذ كر تعال أ هل النار وعذاب م ب سبب شرك هم بال‪ ,‬ع طف‬
‫بذكر السعداء من الؤمني بال ورسله‪ ,‬وهم الذين سبقت لم من ال السعادة وأسلفوا‬
‫العمال الصالة ف الدنيا‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬للذين أحسنوا السن وزيادة} وقال‪{ :‬هل‬
‫جزاء الح سان إل الح سان} فك ما أح سنوا الع مل ف الدن يا أح سن ال مآب م وثواب م‪,‬‬
‫وناهم من العذاب وحصل لم جزيل الثواب‪ ,‬فقال‪{ :‬أولئك عنها مبعدون ل يسمعون‬
‫حسططططططيسها} أي حريقهططططططا فطططططط الجسططططططاد‪.‬‬
‫وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أ ب‪ ,‬حدث نا م مد بن عمار‪ ,‬حدث نا عفان‪ ,‬حدث نا حاد بن‬
‫سلمة عن أب يه عن الريري عن أ ب عثمان {ل ي سمعون ح سيسها} قال‪ :‬حيات على‬
‫ال صراط تل سعهم‪ ,‬فإذا ل سعتهم قال حس حس‪ .‬وقوله‪{ :‬و هم في ما اشت هت أنف سهم‬
‫خالدون} فسلمهم من الحذور والرهوب‪ ,‬وحصل لم الطلوب والحبوب‪ .‬قال ابن أب‬
‫حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أحد بن أب سريج‪ ,‬حدثنا ممد بن السن بن أب يزيد المدان‬
‫عن ليث بن أب سليم عن ابن عم النعمان بن بشي عن النعمان بن بشي قال‪ :‬وسر مع‬
‫علي ذات ليلة‪ ,‬فقرأ {إن الذ ين سبقت ل م م نا ال سن أولئك عن ها مبعدون} قال‪ :‬أ نا‬
‫منهم وعمر منهم وعثمان منهم والزبي منهم وطلحة منهم وعبد الرحن منهم‪ ,‬أو قال‪:‬‬
‫سطعد منهطم‪ ,‬قال‪ :‬أقيمطت الصطلة‪ ,‬فقام وأظنطه يرط ثوبطه وهطو يقول‪{ :‬ل يسطمعون‬
‫حسططططططططططططططططططططططططططططططططيسها}‪.‬‬
‫وقال شعبة عن أب بشر عن يوسف الكي عن ممد بن حاطب قال‪ :‬سعت عليا يقول‬
‫ف قوله‪{ :‬إن الذين سبقت لم منا السن} قال‪ :‬عثمان وأصحابه‪ ,‬ورواه ابن أب حات‬
‫أيضا‪ ,‬ورواه ا بن جر ير من حد يث يو سف بن سعد‪ ,‬ول يس با بن ما هك عن م مد بن‬
‫حاطب عن علي فذكره ولفظه عثمان منهم‪ ,‬وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف‬
‫قوله‪{ :‬إن الذ ين سبقت ل م م نا ال سن أولئك عن ها مبعدون} فأولئك أولياء ال يرون‬

‫‪110‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫على الصراط مرا هو أسرع من البق‪ ,‬ويبقى الكفار فيها جثيا‪ ,‬فهذا مطابق لا ذكرناه‪,‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بطل نزلت اسطتثناء مطن العبوديطن‪ ,‬وخرج منهطم عز ير والسطيح‪ ,‬كمطا قال‬
‫حجاج بن ممد العور عن ابن جريج وعثمان بن عطاء عن عطاء عن ابن عباس {إنكم‬
‫و ما تعبدون من دون ال ح صب جه نم أن تم ل ا واردون} ث ا ستثن فقال‪{ :‬إن الذ ين‬
‫سبقت لم منا السن} فيقال‪ :‬هم اللئكة وعيسى‪ ,‬ونو ذلك ما يعبد من دون ال عز‬
‫وجل‪ ,‬وكذا قال عكرمة والسن وابن جريج‪ .‬وقال الضحاك عن ابن عباس ف قوله‪{ :‬إن‬
‫الذين سبقت لم منا السن } قال نزلت ف عيسى ابن مري وعزير عليهما السلم‪ ,‬وقال‬
‫ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا السي بن عيسى بن ميسرة‪ ,‬حدثنا أبو زهي‪ ,‬حدثنا‬
‫سعد بن طريف عن الصبغ عن علي ف قوله‪{ :‬إن الذين سبقت لم منا السن} قال‪:‬‬
‫كل شيء يعبد من دون ال ف النار إل الشمس والقمر وعيسى بن مري إسناده ضعيف‪.‬‬
‫وقال ابن أب نيح عن ماهد {أولئك عنها مبعدون} قال‪ :‬عيسى وعزير واللئكة‪ .‬وقال‬
‫الضحاك‪ :‬عيسى ومري واللئكة والشمس والقمر‪ ,‬وكذا روي عن سعيد بن جبي وأب‬
‫صال وغ ي وا حد‪ ,‬و قد روى ا بن أ ب حا ت ف ذلك حديثا غريبا جدا‪ ,‬فقال‪ :‬حدث نا‬
‫الفضل بن يعقوب الرخان‪ ,‬حدثنا سعيد بن مسلمة بن عبد اللك‪ ,‬حدثنا الليث بن أب‬
‫سليم عن مغيث عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم ف قوله‪{ :‬إن الذين سبقت‬
‫لم مناالسن أولئك عنها مبعدون} قال‪ :‬عيسى وعزير واللئكة‪ ,‬وذكر بعضهم قصة ابن‬
‫الزبعري ومناظرة الشركي قال أبو بكر بن مردويه‪ :‬حدثنا ممد بن علي بن سهل‪ ,‬حدثنا‬
‫ممد بن حسن الناطي‪ ,‬حدثنا إبراهيم بن ممد بن عرعرة‪ ,‬حدثنا يزيد بن أب حكيم‪,‬‬
‫حدثنا الكم يعن ابن أبان عن عكرمة عن ابن عباس قال‪ :‬جاء عبد ال بن الزبعري إل‬
‫ال نب صلى ال عل يه و سلم فقال‪ :‬تز عم أن ال أنزل عل يك هذه الَ ية {إن كم و ما تعبدون‬
‫مطن دون ال حصطب جهنطم أنتطم لاط واردون} فقال ابطن الزبعري‪ :‬قطد عبدت الشمطس‬
‫والق مر واللئ كة وعز ير وعي سى ا بن مر ي كل هؤلء ف النار مع آلت نا ؟ فنلت {ول ا‬
‫ضرب ا بن مر ي مثلً إذا قو مك م نه ي صّدون وقالوا أآلت نا خ ي أم هو ما ضربوه لك إل‬
‫جدلً بل هم قوم خ صمون} ث نزلت {إن الذ ين سبقت ل م م نا ال سن أولئك عن ها‬
‫مبعدون} رواه الافظ أبو عبد ال ف كتابه الحاديث الختارة‪ ,‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا‬

‫‪111‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أب‪ ,‬حدثنا قبيصة بن عقبة‪ ,‬حدثنا سفيان يعن الثوري عن العمش عن أصحابه عن ابن‬
‫عباس قال‪ :‬ل ا نزلت‪{ :‬إن كم و ما تعبدون من دون ال ح صب جه نم أن تم ل ا واردون}‬
‫قال الشركون‪ :‬فاللئكة وعزير وعيسى يعبدون من دون ال فنلت {لو كان هؤلء آلة‬
‫ما وردوها} الَلة الت يعبدون {وكل فيها خالدون} وروي عن أب كدينة عن عطاء بن‬
‫السائب عن سعيد بن جبي عن ابن عباس مثل ذلك وقال‪ :‬فنلت {إن الذين سبقت لم‬
‫م نا ال سن أولئك عن ها مبعدون} وقال م مد بن إ سحاق بن ي سار رح ه ال ف كتاب‬
‫السية‪ :‬وجلس رسول ال صلى ال عليه وسلم فيما بلغن يوما مع الوليد بن الغية ف‬
‫ال سجد‪ ,‬فجاء الن ضر بن الارث ح ت جلس مع هم‪ ,‬و ف ال سجد غ ي وا حد من رجال‬
‫قريش‪ ,‬فتكلم رسول ال صلى ال عليه وسلم فعرض له النضر بن الارث فكلمه رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم حت أفحمه‪ ,‬وتل عليه وعليهم {إنكم وما تعبدون من دون ال‬
‫ح صب جه نم أن تم ل ا واردون ط إل قوله ط هم في ها ل ي سمعون} ث قام ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم وأقبل عبد ال بن الزبعري السهمي حت جلس معهم‪ ,‬فقال الوليد بن‬
‫الغية لعبد ال بن الزبعري‪ :‬وال ما قام النضر بن الارث لبن عبد الطلب آنفا ول قعد‪,‬‬
‫وقد زعم ممد أناوما نعبد من آلتنا هذه حصب جهنم‪ ,‬فقال عبد ال بن الزبعري‪ :‬أما‬
‫وال لو وجدته لصمته‪ ,‬فسلوا ممدا كل ما يعبد من دون ال ف جهنم مع من عبده‪,‬‬
‫فنحن نعبد اللئكة‪ ,‬واليهود تعبد عزيرا‪ ,‬والنصارى تعبد السيح عيسى ابن مري‪ ,‬فعجب‬
‫الوليد ومن كان معه ف الجلس من قول عبد ال بن الزبعري ورأوا أنه قد احتج وخاصم‪,‬‬
‫فذكر ذلك لرسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪« :‬كل من أحب أن يعبد من دون ال‬
‫ف هو مع من عبده‪ ,‬إن م إن ا يعبدون الشيطان و من أمر هم بعباد ته» وأنزل ال {إن الذ ين‬
‫سبقت ل م م نا ال سن أولئك عن ها مبعدون ل ي سمعون ح سيسها و هم في ما اشت هت‬
‫أنف سهم خالدون} أي عي سى وعز ير و من عبدوا من الحبار والرهبان الذ ين مضوا على‬
‫طاعة ال‪ ,‬فاتذهم من يعبدهم من أهل الضللة أربابا من دون ال‪ ,‬ونزل فيما يذكرون‬
‫أنم يعبدون اللئكة وأنم بنات ال {وقالوا اتذ الرحن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون‬
‫ط إل قوله ط ومن يقل منهم إن إله من دونه فذلك نزيه جهنم كذلك نزي الظالي}‬
‫ونزل في ما ذ كر من أ مر عي سى وأ نه يع بد من دون ال‪ ,‬وع جب الول يد و من حضره من‬

‫‪112‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حجته وخصومته {ولا ضرب ابن مري مثلً إذا قومك منه يصدون * وقالو أآلتنا خي أم‬
‫هو ما ضربوه لك إل جدلً بل هم قوم خصمون * إن هو إل عبد أنعمنا عليه وجعلناه‬
‫ل لبن إسرائيل * ولو نشاء لعلنا منكم ملئكة ف الرض يلفون * وإنه لعلم للساعة‬ ‫مث ً‬
‫فل تترنّ با} أي ما وضعت على يديه من الَيات من إحياء الوتى وابراء السقام‪ ,‬فكفى‬
‫به دليلً على علم الساعة‪ ,‬يقول‪{ :‬فل تتر ّن با واتبعون هذا صراط مستقيم} وهذا الذي‬
‫قاله ابن الزبعري خطأ كبي‪ ,‬لن الَية إنا نزلت خطابا لهل مكة ف عبادتم الصنام الت‬
‫هي جاد لتع قل‪ ,‬ليكون ذلك تقريعا وتوبيخا لعابدي ها‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬إن كم و ما تعبدون‬
‫من دون ال ح صب جه نم} فك يف يورد على هذا ال سيح وعز ير ونوه ا م ن له ع مل‬
‫صال ول يرض بعبادة من عبده‪ ,‬وعول ابن جرير ف تفسيه ف الواب على أن {ما} لا‬
‫ل يعقطل عنطد العرب‪ ,‬وقطد أسطلم عبطد ال بطن الزبعري بعطد ذلك‪ ,‬وكان مطن الشعرءا‬
‫الشهوريطططن‪ ,‬وقطططد كان يهاجطططي السطططلمي أولً ثططط قال معتذرا‪:‬‬
‫يطططا رسطططول الليطططك إن لسطططانياتق مطططا فتقطططت إذ أنطططا بور‬
‫إذ أجاري الشيطان فطططططط سططططططنن الغيومططططططن مال ميله مثبور‬
‫وقوله‪{ :‬ل يزنم الفزع الكب} قيل‪ :‬الراد بذلك الوت‪ ,‬رواه عبد الرزاق عن يي بن‬
‫ربي عة عن عطاء وق يل‪ :‬الراد بالفزع الكب النف خة ف ال صور‪ ,‬قاله العو ف عن ابن عباس‬
‫وأبو سنان سعيد بن سنان الشيبان‪ ,‬واختاره ابن جرير ف تفسيه‪ ,‬وقيل‪ :‬حي يؤمر بالعبد‬
‫إل النار‪ ,‬قاله السن البصري‪ ,‬وقيل‪ :‬حي تطبق النار على أهلها‪ ,‬قاله سعيد بن جبي وابن‬
‫جر يج‪ ,‬وق يل‪ :‬ح ي يذ بح الوت ب ي ال نة والنار‪ ,‬قاله أ بو ب كر الذل في ما رواه ا بن أ ب‬
‫حا ت ع نه‪ ,‬وقوله {وتتلقا هم اللئ كة هذا يوم كم الذي كن تم توعدون} يع ن تقول ل م‬
‫اللئكة تبشرهم يوم معادهم إذا خرجوا من قبورهم {هذا يومكم الذي كنتم توعدون}‬
‫أي فأملوا مططططططططططططططا يسططططططططططططططركم‪.‬‬

‫** َي ْومَ نَ ْطوِي السّمَآءَ َكطَ ّي السّجِلّ لِ ْل ُكتُبِ كَمَا بَ َدْأنَآ َأوّلَ َخلْ ٍق ّنعِي ُدهُ َوعْدا عََلْينَآ ِإنّا ُكنّا‬
‫فَاعِلِيَطططططططططططططططططططططططططططططططططط‬

‫‪113‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال‪ :‬هذا كائن يوم القيامة {يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب} كما قال‬
‫تعال‪{ :‬و ما قدروا ال حق قدره والرض جيعا قبض ته يوم القيا مة وال سموات مطويات‬
‫بيمي نه سبحانه وتعال ع ما يشركون} و قد قال البخاري‪ :‬حدث نا مقدم بن م مد‪ ,‬حدث ن‬
‫عمي القاسم بن يي عن عبيد ال عن نافع عن ابن عمر عن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪« :‬إن ال يقبض يوم القيامة الرضي وتكون السموات بيمينه» انفرد به من هذا‬
‫الوجه البخاري رحه ال‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا ممد بن أحد بن الجاج‬
‫الرقي‪ ,‬حدثنا ممد بن سلمة عن أب واصل عن أب الليح الزدي عن أب الوزاء الزدي‬
‫عن ابن عباس قال‪ :‬يطوي ال السموات السبع با فيها من الليقة والرضي السبع با فيها‬
‫من الليقة يطوي ذلك كله بيمينه يكون ذلك كله ف يديه بنلة خردلة‪ ,‬وقوله‪{ :‬كطي‬
‫السطجل للكتطب} قيطل‪ :‬الراد بالسطجل الكتاب‪ ,‬وقيطل الراد بالسطجل ههنطا ملك مطن‬
‫اللئكة‪ ,‬قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا علي بن السي‪ ,‬حدثنا ممد بن العلء‪ ,‬حدثنا يي بن‬
‫يان‪ ,‬حدثنا أبو الوفاء الشجعي عن أبيه عن ابن عمر ف قوله تعال‪{ :‬يوم نطوي السماء‬
‫كططي السطجل للكتطب} قال‪ :‬السطجل ملك‪ ,‬فإذا صطعد بالسطتغفار قال‪ :‬أكتبهطا نورا‪,‬‬
‫وهكذا رواه ابن جرير عن أب كريب عن ابن يان به‪ ,‬قال ابن أب حات‪ :‬وروي عن أب‬
‫جعفر ممد بن علي بن السي أن السجل ملك‪ ,‬وقال السدي ف هذه الَية السجل ملك‬
‫موكل بالصحف فإذا مات النسان رفع كتابه إل السجل‪ ,‬فطواه ورفعه إل يوم القيامة‪,‬‬
‫وقيل‪ :‬الراد به اسم رجل صحاب كان يكتب للنب صلى ال عليه وسلم الوحي‪ ,‬قال ابن‬
‫أب حات‪ :‬حدثنا أبو زرعة‪ ,‬حدثنا نصر بن علي الهضمي‪ ,‬حدثنا نوح بن قيس عن عمرو‬
‫بن مالك عن أب الوزاء عن ابن عباس {يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب} قال‪:‬‬
‫السجل هو الرجل‪ ,‬قال نوح‪ :‬وأخبن يزيد بن كعب هو العوذي عن عمرو بن مالك عن‬
‫أب الوزاء عن ابن عباس قال‪ :‬السجل كاتب للنب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وهكذا رواه أبو‬
‫داود والنسائي‪ ,‬كلها عن قتيبة بن سعد عن نوح بن قيس عن يزيد بن كعب عن عمرو‬
‫بن مالك عن أب الوزاء عن ابن عباس رضي ال عنهما قال‪ :‬السجل كاتب للنب صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ ,‬ورواه ابن جرير عن نصر بن علي الهضمي‪ ,‬كما تقدم‪ ,‬ورواه ابن عدي‬
‫من روا ية ي ي بن عمرو بن مالك النكري عن أب يه عن أ ب الوزاء عن ا بن عباس قال‪:‬‬

‫‪114‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كان لر سول ال صلى ال عل يه و سلم كا تب ي سمى ال سجل‪ ,‬و هو قوله‪{ :‬يوم نطوي‬
‫السماء كطي السجل للكتب} قال‪ :‬كما يطوى السجل الكتاب كذلك تطوى السماء‪,‬‬
‫ث قال‪ :‬وهو غي مفوظ‪ .‬وقال الطيب البغدادي ف تاريه‪ :‬أنبأنا أبو بكر البقان‪ ,‬أنبأنا‬
‫ممد بن ممد بن يعقوب الجاجي‪ ,‬أنبأنا أحد بن السن الكرخي أن حدان بن سعيد‪,‬‬
‫حدث هم عن ع بد ال بن ن ي عن عب يد ال بن ع مر عن نا فع عن ابن ع مر قال‪ :‬ال سجل‬
‫كاتب للنب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وهذا منكر جدا من حديث نافع عن ابن عمر ل يصح‬
‫أصلً‪ ,‬وكذلك ما تقدم عن ابن عباس من رواية أب داود وغيه ل يصح أيضا‪ ,‬وقد صرح‬
‫جا عة من الفاظ بوض عه وإن كان ف سنن أ ب داود من هم شيخ نا الا فظ ال كبي أ بو‬
‫الجاج الزي ف سح ال ف عمره ون سأ ف أجله‪ ,‬وخ تم له بصال عمله‪ ,‬و قد أفردت لذا‬
‫الديث جزءا على حدته ول المد‪ .‬وقد تصدى المام أبو جعفر بن جرير للنكار على‬
‫هذا الديث‪ ,‬ورده أت رد‪ ,‬وقال‪ :‬ل يعرف ف الصحابة أحد اسه السجل‪ ,‬وكتاب النب‬
‫صلى ال عليه وسلم معروفون وليس فيهم أحد اسه السجل‪ ,‬وصدق رحه ال ف ذلك‪,‬‬
‫و هو من أقوى الدلة على نكارة هذا الد يث‪ ,‬وأ ما من ذكره ف أ ساء ال صحابة‪ ,‬فإن ا‬
‫اعتمد على هذا الديث ل على غيه‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬والصحيح عن ابن عباس أن السجل هي‬
‫ال صحيفة‪ ,‬قاله علي بن أ ب طل حة‪ ,‬والعو ف ع نه‪ ,‬و نص على ذلك ما هد وقتادة وغ ي‬
‫واحد‪ ,‬واختاره ابن جرير لنه العروف ف اللغة‪ ,‬فعلى هذا يكون معن الكلم يوم نطوي‬
‫السماء كطي السجل للكتاب‪ ,‬أي على الكتاب بعن الكتوب‪ ,‬كقوله‪{ :‬فلما أسلما وتله‬
‫لل جبي} أي على ال بي‪ ,‬وله نظائر ف الل غة‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقوله‪{ :‬ك ما بدأ نا أول خلق‬
‫نعيده وعدا علينطا إنطا كنطا فاعليط} يعنط هذا كائن ل مالة يوم يعيطد ال اللئق خلقا‬
‫جديدا كما بدأهم هو القادر على إعادتم‪ .‬وذلك واجب الوقوع لنه من جلة وعد ال‬
‫الذي ل يلف ول يبدل‪ ,‬وهطو القادر على ذلك‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬إنطا كنطا فاعليط}‪ .‬وقال‬
‫المام أح د‪ :‬حدثنا وكيع وا بن جع فر الع ن قال حدثنا شعبة عن الغية بن النعمان عن‬
‫سعيد بن جبي عن ابن عباس قال‪ :‬قام فينا رسول ال صلى ال عليه وسلم بوعظةٍ‪ :‬فقال‪:‬‬
‫«إن كم مشورون إل ال عز و جل حفاة عراةً غرلً‪ ,‬ك ما بدأ نا أول خلق نعيده وعدا‬
‫علي نا‪ ,‬إ نا ك نا فاعل ي» وذ كر تام الد يث‪ ,‬أخرجاه ف ال صحيحي من حد يث شع بة‪,‬‬

‫‪115‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ذكره البخاري عند هذه الَية ف كتابه‪ ,‬وقد روى ليث بن أب سليم عن ماهد عن عائشة‬
‫عن رسول ال صلى ال عليه وسلم نو ذلك‪ ,‬وقال العوف عن ابن عباس ف قوله‪{ :‬كما‬
‫بدأنطططا أول خلق نعيده} قال‪ :‬يهلك كطططل شيطططء كمطططا كان أول مرة‪.‬‬

‫ض يَ ِرُثهَا عِبَادِ يَ ال صّالِحُونَ * إِ نّ فِي‬


‫** وََلقَدْ َكَتْبنَا فِي ال ّزبُو ِر مِن َبعْدِ الذّكْرِ أَ نّ الرْ َ‬
‫ط عَابِدِينططَ * وَمَططآ أَرْسططَ ْلنَاكَ إِلّ رَحْ َمةً ّل ْلعَالَمِيَطط‬ ‫هَـططذَا َلَبلَغا ّل َقوْمط ٍ‬
‫يقول تعال مبا عما حتمه وقضاه لعباده الصالي من السعادة ف الدنيا والَخرة ووراثة‬
‫الرض فط الدنيطا والَخرة‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬إن الرض ل يورثهطا مطن يشاء مطن عباده‬
‫والعاقبطة للمتقيط} وقال‪{ :‬إنطا لننصطر رسطلنا والذيطن آمنوا فط الياة الدنيطا ويوم يقوم‬
‫الشهاد} وقال‪{ :‬و عد ال الذ ين آمنوا من كم وعملوا ال صالات لي ستخلفنهم ف الرض‬
‫كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لم دينهم الذي ارتضى لم} وأخب تعال أن هذا‬
‫مسطور ف الكتب الشرعية والقدرية وهو كائن لمالة‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ولقد كتبنا ف‬
‫الزبور من بعد الذكر}‪ .‬قال العمش‪ :‬سألت سعيد بن جبي عن قوله تعال‪{ :‬ولقد كتبنا‬
‫فط الزبور مطن بعطد الذكطر} فقال الزبور‪ :‬التوراة والنيطل‪ ,‬والقرآن وقال ماهطد‪ :‬الزبور‬
‫الكتاب‪ ,‬وقال ابطن عباس والشعطب والسطن وقتادة وغيط واحطد‪ :‬الزبور الذي أنزل على‬
‫داود‪ ,‬والذكر التوراة‪ .‬وعن ابن عباس‪ :‬الذكر القرآن‪ ,‬وقال سعيد بن جبي‪ :‬الذكر الذي‬
‫ف ال سماء‪ .‬وقال ما هد‪ :‬الزبور الك تب ب عد الذ كر والذ كر أم الكتاب ع ند ال‪ ,‬واختار‬
‫ذلك ابن جرير رحه ال‪ ,‬وكذا قال زيد بن أسلم‪ :‬هو الكتاب الول‪ ,‬وقال الثوري‪ :‬هو‬
‫اللوح الحفوظ‪ .‬وقال عبطد الرحنط بطن زيطد بطن أسطلم‪ :‬الزبور الكتطب التط أنزلت على‬
‫ال نبياء‪ ,‬والذ كر أ ّم الكتاب الذي يك تب ف يه الشياء ق بل ذلك‪ ,‬وقال علي بن أ ب طل حة‬
‫عن ا بن عباس‪ :,‬أ خب ال سبحانه وتعال ف التوراة والزبور و سابق عل مه ق بل أن تكون‬
‫السموات والرض أن يورث أمة ممد صلى ال عليه وسلم الرض‪ ,‬ويدخلهم النة وهم‬
‫ال صالون‪ .‬وقال ما هد عن ا بن عباس {أن الرض يرث ها عبادي ال صالون} قال‪ :‬أرض‬
‫النة‪ ,‬وكذا قال أبو العالية وماهد وسعيد بن جبي والشعب وقتادة والسدي وأبو صال‬
‫والربيع بن أنس والثوري‪ ,‬وقال أبو الدرداء نن الصالون‪ .‬وقال السدي‪ :‬هم الؤمنون‪,‬‬

‫‪116‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله‪{ :‬إن فط هذا لبلغا لقوم عابديطن} أي إن فط هذا القرآن الذي أنزلناه على عبدنطا‬
‫م مد صلى ال عليه وسلم لبلغا‪ :‬لنفعة وكفايةً لقوم عابد ين‪ ,‬وهم الذين عبدوا ال ب ا‬
‫شرعطه وأحبطه ورضيطه‪ ,‬وآثروا طاعطة ال على طاعطة الشيطان‪ ,‬وشهوات أنفسطهم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬و ما أر سلناك إل رح ة للعال ي} ي ب تعال أن اللهج عل ممدا صلى ال عل يه‬
‫وسلم رحة للعالي أي أرسله رحة لم كلهم فمن قبل هذه الرحة وش كر هذه النع مة‬
‫سعد ف الدنيا والَخرة ومن ردها وجحدها خسر ف الدنيا والَخرة كما قال تعال‪{ :‬أل‬
‫تر إل الذ ين بدلوا نع مة ال كفرا وأحلوا قوم هم دار البوار جه نم ي صلونا وبئس القرار}‬
‫وقال تعال ف صفة القرآن‪{ :‬قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين ليؤمنون ف آذانم‬
‫وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد} وقال مسلم ف صحيحه حدثنا ابن‬
‫أب عمر‪ ,‬حدثنا مروان الفزاري عن يزيد بن كيسان عن ابن أب حازم عن أب هريرة قال‪:‬‬
‫ق يل يار سول ال ادع على الشرك ي‪ .‬قال «إ ن ل أب عث لعانا‪ ,‬وإن ا بع ثت رح ة» انفرد‬
‫بإخرا جه م سلم‪ .‬و ف الد يث الَ خر «إن ا أ نا رح ة مهداة» رواه ع بد ال بن أ ب عوا نة‬
‫وغيه عن وكيع عن العمش عن أب صال عن أب هريرة مرفوعا‪ .‬قال إبراهيم الرب‪.‬‬
‫وقطد رواه غيه عطن وكيطع فلم يذكطر أبطا هريرة‪ .‬وكذا قال البخاري وقدسطئل عطن هذا‬
‫الديططططث‪ ,‬فقال‪ :‬كان عنططططد حفططططص بططططن غياث مرسططططلً‪.‬‬
‫قال الافظ ابن عساكر‪ :‬وقد رواه مالك بن سعيد المس عن العمش عن أب صال‬
‫عن أب هريرة مرفوعا‪ ,‬ث ساقه من طريق أب بكر بن القرىء وأب أحد الاكم‪ ,‬كلها‬
‫عن بكر بن ممد بن إبراهيم الصوف‪ ,‬حدثنا إبراهيم بن سعيد الوهري عن أب أسامة عن‬
‫إساعيل بن أب خالد عن قيس بن أب حازم عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪« :‬إنا أنا رحة مهداة» ث أورده من طريق الصلت بن مسعود عن سفيان بن‬
‫عيينة عن مسعر عن سعيد بن خالد‪ ,‬عن رجل عن ابن عمر قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليطه وسطلم‪« :‬إن ال بعثنط رحةط مهداة بعثطت برفطع قوم وخفطض آخريطن»‪.‬‬
‫قال أبو القاسم الطبان‪ :‬حدثنا أحد بن ممد بن نافع الطحان‪ ,‬حدثنا أحد بن صال‬
‫قال‪ :‬وجدت كتابا بالدينة عن عبد العزيز الدراوردي وإبراهيم بن ممد بن عبد العزيز بن‬
‫عمر بن عبد الرحن بن عوف‪ ,‬عن ممد بن صال التمار عن ابن شهاب‪ ,‬عن ممد بن‬

‫‪117‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جبي بن مط عم عن أبيه قال‪ :‬قال أبو جهل ح ي قدم مكة من صرفه عن حزة‪ :‬يا مع شر‬
‫قريش إن ممدا نزل يثرب وأرسل طلئعه‪ ,‬وإنا يريد أن يصيب منكم شيئا‪ ,‬فاحذورا أن‬
‫تروا طريقطه أو تقاربوه‪ ,‬فإنطه كالسطد الضاري‪ ,‬إنطه حنطق عليكطم لنكطم نفيتموه نفطي‬
‫القردان عن الناسم‪ ,‬وال إن له لسحرة ما رأيته قط ول أحدا من أصحابه إل رأيت معهم‬
‫الشياطي‪ ,‬وإنكم قد عرفتم عداوة ابن قيلة يعن الوس والزرج‪ ,‬فهو عدو استعان بعدو‪,‬‬
‫فقال له مط عم بن عدي‪ :‬يا أ با ال كم وال ما رأ يت أحدا أ صدق ل سانا‪ ,‬ول أ صدق‬
‫موعدا من أخيكم الذي طردت‪ ,‬وإذ فعلتم الذي فعلتم‪ ,‬فكونوا أكف الناس عنه‪ ,‬قال أبو‬
‫سفيان بن الارث‪ :‬كونوا أشد ما كنتم عليه إن ابن قيلة إن ظفروا بكم ل يرقبوا فيكم‬
‫إلً ول ذ مة‪ ,‬وإن أطعتمو ن ألأتو هم ح ي كنا نة أو ترجوا ممدا من ب ي ظهراني هم‪,‬‬
‫فيكون وحيدا مطرودا‪ ,‬وأمطا ابنطا قيلة فوال مطا هاط وأهطل دهلك فط الذلة إل سطواء‬
‫وسطططططططططططططأكفيكم حدهطططططططططططططم‪ ,‬وقال‪:‬‬
‫طططد‬ ‫طططن قرب وبعط‬ ‫طططا كان مط‬ ‫ططط غليظاعلى مط‬ ‫طططأمنح جانبا منط‬ ‫سط‬
‫رجال الزرجيططططة أهططططل ذلذا مططططا كان هزل بعططططد جططططد‪.‬‬
‫فبلغ ذلك رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم فقال «والذي نفسطي بيده‪ ,‬لقتلنهطم‬
‫ولصلبنهم ولهدينهم وهم كارهون‪ ,‬إن رحة بعثن ال ول يتوفان حت يظهر ال دينه‪,‬‬
‫ل خ سة أ ساء أنا م مد وأح د وأ نا الا حي الذي ي حو ال ب الك فر‪ ,‬وأنا الا شر الذي‬
‫ي شر الناس على قد مي‪ ,‬وأ نا العا قب» وقال أح د بن صال‪ :‬أر جو أن يكون الد يث‬
‫صحيحا‪ .‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا معاوية بن عمرو‪ ,‬حدثنا زائدة‪ ,‬حدثن عمرو بن قيس‬
‫عن عمرو بن أب قرة الكندي قال‪ :‬كان حذيفة بالدائن فكان يذكر أشياء قالا رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬فجاء حذي فة إل سلمان‪ ,‬فقال سلمان‪ :‬يا حذي فة إن ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم خطب فقال‪« :‬أيا رجل من أمت سببته ف غضب أو لعنته لعنة‪ ,‬فإنا‬
‫أ نا ر جل من ولد آدم أغ ضب ك ما تغضبون‪ ,‬إن ا بعث ن ال رح ة للعال ي فأجعل ها صلة‬
‫عليطططططططططططططططه يوم القيامطططططططططططططططة»‪.‬‬
‫ورواه أ بو داود عن أح د بن يو نس عن زائدة‪ ,‬فإن ق يل‪ :‬فأي رح ة ح صلت ل ن ك فر‬
‫به ؟ فالواب ما رواه أ بو جع فر بن جر ير‪ :‬حدث نا إ سحاق بن شاه ي‪ ,‬حدث نا إ سحاق‬

‫‪118‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الزرق عن السعودي عن رجل يقال له سعيد عن سعيد بن جبي عن ابن عباس ف قوله‪:‬‬
‫{وماأرسلناك إل رحة للعالي} قال‪ :‬من آمن بال واليوم الَخر كتب له الرحة ف الدنيا‬
‫والَخرة‪ ,‬ومن ل يؤمن بال ورسوله عوف ما أصاب المم من السف والقذف‪ ,‬وهكذا‬
‫رواه ابن أب حات من حديث السعودي عن أب سعد وهو سعيد بن الرزبان البقال عن‬
‫سعيد بن جبي عن ابن عباس فذكره بنحوه‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬وقد رواه أبو القاسم الطبان عن‬
‫عبدان بن أحد عن عيسى بن يونس الرملي عن أيوب بن سويد عن السعودي عن حبيب‬
‫بن أب ثابت عن سعيد بن جبي عن ابن عباس {وماأرسلناك إل رحة للعالي} قال‪ :‬من‬
‫تبعه كان له رحة ف الدينا والَخرة‪ ,‬ومن ل يتبعه عوف ما كان يبتلى به سائر المم من‬
‫طططططططططططططخ والقذف‪.‬‬ ‫السططططططططططططططف والسط‬

‫** ُقلْ ِإنّمَآ يُو َحىَ إِلَ يّ َأنّمَآ إِلَـ ُهكُمْ إِلَـ ٌه وَاحِدٌ َفهَلْ أَنتُ مْ مّ سِْلمُونَ * فَإِن َتوَّلوْاْ َفقُ ْل‬
‫جهْرَ مِ َن الْ َقوْلِ‬ ‫آذَنُتكُ مْ عََلىَ َسوَآ ٍء َوإِ نْ أَدْرِ يَ أَقَرِي بٌ أَم َبعِي ٌد مّا تُوعَدُو نَ * ِإنّ ُه َيعْلَ ُم الْ َ‬
‫َويَعَْل ُم مَا تَ ْكتُمُو نَ * َوإِ نْ أَدْرِي َلعَلّ هُ ِفْتَنةٌ ّلكُ ْم َو َمتَا عٌ إَِلىَ حِيٍ * قَالَ رَ بّ ا ْحكُم بِاْلحَ قّ‬
‫طفُونَ‬ ‫طَتعَانُ عََلىَ مَططططا تَصططط ِ‬ ‫وَ َربّنَططططا ال ّرحْمَـطططط ُن الْمُسططط ْ‬
‫يقول تعال آمرا ر سوله صلواته وسلمه عل يه أن يقول للمشرك ي {إنا يو حى إلّ أن ا‬
‫إل كم إله وا حد ف هل أن تم م سلمون}أي متبعون على ذلك م ستسلمون منقادون له {فإن‬
‫تولوا} أي تركوا ما دعوتم إليه {فقل آذنتكم على سواء} أي أعلمتكم أن حرب لكم‬
‫كما أنكم حرب ل بريء منكم كما أنتم برآء من‪ ,‬كقوله‪{ :‬فإن كذبوك فقل ل عملي‬
‫ولكم عملكم أنتم بريئون ما أعمل وأنا بريء ما تعملون} وقال‪{ :‬وإما تافن من قوم‬
‫خيانة فانبذ إليهم على سواء} أي ليكن علمك وعلمهم بنبذ العهود على السواء‪ ,‬وهكذا‬
‫ههنا {فإن تولوا فقل آذنتكم على سواء} أي أعلمتكم بباءت منكم وبراءتكم من لعلمي‬
‫بذلك‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون} أي هو واقع ل مالة‪ ,‬ولكن ل علم ل‬
‫بقربطه ول ببعده {إنطه يعلم الهطر مطن القول ويعلم مطا تكتمون} اي إن ال يعلم الغيطب‬
‫جي عه ويعلم ما يظهره العباد و ما ي سرون‪ ,‬يعلم الظوا هر والضمائر‪ ,‬ويعلم ال سر وأخ فى‪,‬‬

‫‪119‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ويعلم ما العباد عاملون ف أجهار هم وأ سرارهم‪ ,‬و سيجزيهم على ذلك القل يل والل يل‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وإن أدري لعله فتنطة لكطم ومتاع إل حيط} أي ومطا أدري لعطل هذا فتنطة لكطم‬
‫ومتاع إل حي‪ .‬قال ابن جرير‪ :‬لعل تأخي ذلك عنكم فتنة لكم ومتاع إل أجل مسمى‪,‬‬
‫وحكاه عون عن ابن عباس فال أعلم {قال رب احكم بالق} أي افصل بيننا وبي قومنا‬
‫الكذب ي بال ق‪ .‬قال قتادة‪ :‬كا نت ال نبياء علي هم ال سلم يقولون‪{ :‬رب نا اف تح بين نا وب ي‬
‫قوم نا بال ق وأ نت خ ي الفات ي} وأ مر ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أن يقول ذلك‪,‬‬
‫وعن مالك عن زيد بن أسلم‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا شهد قتالً قال‪:‬‬
‫{رب اح كم بال ق}‪ .‬وقوله‪{ :‬ورب نا الرح ن ال ستعان على ما ت صفون} أي على ما‬
‫يقولون ويفترون مطن الكذب ويتنوعون فط مقامات التكذيطب والفطك‪ ,‬وال السطتعان‬
‫ططططططططططططططط ذلك‪.‬‬ ‫طططططططططططططططم فط‬ ‫عليكط‬
‫آخططر تفسططي سططورة النططبياء عليهططم السططلم ول المططد والنططة‪.‬‬

‫سططططططططططططططططططورة الجطططططططططططططططططط‬

‫بِسطططططططْمِ اللّهطططططططِ الرّحْمـطططططططنِ الرّحِيمطططططططِ‬


‫ض َعةٍ‬
‫** َيَأّيهَا النّا سُ اّتقُواْ َرّبكُ مْ إِ نّ زَلْزََل َة ال سّاعَ ِة َشيْءٌ عَظِي مٌ * َيوْ مَ تَ َر ْوَنهَا تَ ْذهَلُ كُ ّل مُرْ ِ‬
‫سكَارَىَ‬ ‫ضعَ تْ َوَتضَ عُ كُلّ ذَا تِ َحمْلٍ َحمْلَهَا َوتَرَى النّا سَ ُسكَارَىَ وَمَا هُم بِ ُ‬ ‫عَمّآ أَرْ َ‬
‫ط شَدِيدٌ‬ ‫وَلَـطططططططططكِ ّن عَذَابطططططططططَ اللّهطططططططط ِ‬
‫يقول تعال آمرا عباده بتقواه وم با ل م ب ا ي ستقبلون من أهوال يوم القيا مة وزلزل ا‬
‫وأحوالا‪ ,‬وقد اختلف الفسرون ف زلزلة الساعة‪ :‬هل هي بعد قيام الناس من قبورهم يوم‬
‫نشورهم إل عرصات القيامة‪ ,‬أو ذلك عبارةعن زلزلة الرض قبل قيام الناس من أجداثهم‬
‫؟ كمطا قال تعال‪{ :‬إذا زلزلت الرض زلزالاط وأخرجطت الرض أثقالاط} وقال تعال‪:‬‬
‫{وحلت الرض والبال فدكتا دكة واحدة‪ ,‬فيومئذ وقعت الواقعة} الَية‪ ,‬وقال تعال‪:‬‬
‫{إذا رجت الرض رجا‪ ,‬وبست البال بسا} الَية‪ ,‬فقال قائلون‪ :‬هذه الزلزلة كائنة ف‬
‫آ خر ع مر الدن يا وأول أحوال ال ساعة‪ .‬وقال ا بن جر ير‪ :‬حدث نا ا بن بشار‪ ,‬حدث نا ي ي‪,‬‬

‫‪120‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حدث نا سفيان عن الع مش عن إبراه يم عن علق مة ف قوله‪{ :‬إن زلزلة ال ساعة ش يء‬
‫عظيم} قال‪ :‬قبل الساعة‪ ,‬ورواه ابن أب حات من حديث الثوري عن منصور والعمش‬
‫عن إبراه يم عن علق مة فذكره‪ ,‬قال‪ :‬وروي عن الش عب وإبراه يم وعب يد بن عم ي ن و‬
‫ذلك‪ .‬وقال أبطو كدينطة عطن عطاء بطن عامطر الشعطب {ياأيهطا الناس اتقوا ربكطم إن زلزلة‬
‫الساعة شيء عظيم} قال‪ :‬هذا ف الدنيا قبل يوم القيامة‪ .‬وقد أورد المام أبو جعفر بن‬
‫جرير مستند من قال ذلك ف حديث الصور من رواية إساعيل بن رافع قاضي أهل الدينة‬
‫عن يزيد بن أب زياد‪ ,‬عن رجل من النصار عن ممد بن كعب القرظي‪ ,‬عن رجل عن‬
‫أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن ال لا فرغ من خلق السموات‬
‫والرض خلق ال صور فأعطاه إ سرافيل‪ ,‬ف هو واض عه على ف يه شا خص بب صره إل العرش‬
‫ينتظر مت يؤمر» قال أبو هريرة‪ :‬يا رسول ال وما الصور ؟ قال‪ :‬قرن‪ .‬قال‪ :‬فكيف هو ؟‬
‫قال‪« :‬قرن عظ يم ين فخ ف يه ثلث نفخات‪ :‬الول نف خة الفزع‪ ,‬والثان ية نف خة ال صعق‪,‬‬
‫والثال ثة نف خة القيام لرب العال ي‪ ,‬يأ مر ال إ سرافيل بالنف خة الول‪ .‬فيقول‪ :‬ان فخ نف خة‬
‫الفزع‪ ,‬فيفزع أ هل ال سموات وأ هل الرض إل من شاء ال‪ ,‬ويأمره فيمد ها ويطول ا ول‬
‫يف تر‪ ,‬و هي ال ت يقول ال تعال‪{ :‬و ما ين ظر هؤلء إل صيحة واحدة مال ا من فواق}‬
‫في ستر البال فتكون سرابا‪ ,‬وترج الرض بأهل ها رجا‪ ,‬و هي ال ت يقول ال تعال‪{ :‬يوم‬
‫ترجف الراجفة‪ ,‬تتبعها الرادفة‪ ,‬قلوب يومئذ واجفة} فتكون الرض كالسفينة الوبقة ف‬
‫الب حر تضرب ا المواج تكفؤ ها بأهل ها‪ ,‬وكالقند يل العلق بالعرش ترج حه الرواح فيم تد‬
‫الناس على ظهر ها‪ ,‬فتذ هل الرا ضع وت ضع الوا مل‪ ,‬ويش يب الولدان‪ ,‬وتط ي الشياط ي‬
‫هاربة حت تأت القطار فتلقاها اللئكة فتضرب ف وجوهها فترجع‪ ,‬ويول الناس مدبرين‬
‫ينادي بعضهم بعضا‪ ,‬وهي الت يقول ال تعال‪{ :‬يوم التناد يوم تولون مدبرين مالكم من‬
‫ال من عا صم و من يضلل ال فماله من هاد} فبين ما هم على ذلك إذ ان صدعت الرض‬
‫من قطر إل قطر‪ ,‬ورأوا أمرا عظيما‪ ,‬فأخذهم لذلك من الكرب ما ال أعلم به‪ .‬ث نظروا‬
‫إل السماء فإذا هي كالهل‪ ,‬ث خسف شسها وقمرها‪ ,‬وانتثرت نومها ث كشطت عنهم‬
‫ط قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬والموات ل يعلمون بشيء من ذلك» قال أبو‬
‫هريرة‪ :‬فمن استثن ال حي يقول {ففزع من ف السموات ومن ف الرض إل من شاء‬

‫‪121‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال} قال «أولئك الشهداء‪ ,‬وإنا يصل الفزع إل الحياء‪ ,‬أولئك أحياء عند ربم يرزقون‪,‬‬
‫وقاهم ال شر ذلك اليوم وآمنهم‪ ,‬وهو عذاب ال يبعثه على شرار خلقه‪ ,‬وهو الذي يقول‬
‫ال‪{ :‬ياأيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونا تذهل كل مرضعة‬
‫عما أرضعت وتضع كل ذات حل حلها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن‬
‫عذاب ال شديد}» وهذا الديث قد رواه الطبان وابن جرير وابن أب حات وغي واحد‬
‫مطولً جدا‪ ,‬والغرض م نه أ نه دل على أن هذه الزلزلة كائ نة ق بل يوم ال ساعة أضي فت إل‬
‫ال ساعة لقرب ا من ها‪ ,‬ك ما يقال أشراط ال ساعة ون و ذلك‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬وقال آخرون بل‬
‫ذلك هول وفزع وزلزال وبلبال كائن يوم القيامطة فط العرصطات بعطد القيام مطن القبور‪,‬‬
‫واختار ذلك ابطططططططن جريطططططططر‪ ,‬واحتجوا بأحاديطططططططث‪:‬‬
‫(الول) قال المام أحد‪ :‬حدثنا يي عن هشام‪ ,‬حدثنا قتادة عن السن عن عمران بن‬
‫ح صي أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال وهو ف ب عض أ سفاره‪ ,‬و قد تفاوت ب ي‬
‫أصحابه السي رفع باتي الَيتي صوته‪{ .‬ياأيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء‬
‫عظ يم‪ ,‬يوم ترون ا تذ هل كل مرض عة ع ما أرض عت وت ضع كل ذات ح ل حل ها وترى‬
‫الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب ال شديد} فلما سع أصحابه بذلك حثوا‬
‫ال طي‪ ,‬وعرفوا أ نه ع ند قول يقوله‪ ,‬فل ما دنوا حوله قال‪« :‬أتدرون أي يوم ذاك‪ ,‬ذاك يوم‬
‫ينادى آدم عليه السلم فيناديه ربه عز وجل‪ ,‬فيقول‪ :‬يا آدم ابعث بعثك إل النار‪ ,‬فيقول‪:‬‬
‫يا رب وما بعث النار ؟ فيقول من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون ف النار وواحد ف‬
‫النطة» قال‪ :‬فأبلس أ صحابه حتط مطا أوضحوا بضاحكطة‪ ,‬فلمطا رأى ذلك قال‪« :‬أبشروا‬
‫واعملوا‪ ,‬فو الذي ن فس م مد بيده إن كم ل ع خليقت ي ما كان تا مع ش يء قط إل كثرتاه‬
‫يأجوج ومأجوج‪ ,‬ومطن هلك مطن بنط آدم وبنط إبليطس» قال‪ :‬فسطري عنهطم‪ ,‬ثط قال‪:‬‬
‫«اعملوا وأبشروا‪ ,‬فوالذي نفس ممد بيده ما أنتم ف الناس إل كالشامة ف جنب البعي أو‬
‫الرقمة ف ذراع الدابة» وهكذا رواه الترمذي والنسائي ف كتاب التفسي من سننيهما عن‬
‫ممد بن بشار عن يي وهو القطان‪ ,‬عن هشام وهو الدستوائي عن قتادة به بنحوه‪ ,‬وقال‬
‫الترمذي‪ :‬حسططططططططططططططن صططططططططططططططحيح‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫(طريق آخر) لذا الديث‪ .‬قال الترمذي‪ :‬حدثنا ابن أب عمر‪ ,‬حدثنا سفيان بن عيينة‪,‬‬
‫حدثنا ابن جدعان عن السن عن عمران بن حصي أن النب صلى ال عليه وسلم قال لا‬
‫نزلت‪ { :‬يا أي ها الناس اتقوا رب كم ط إل قوله ط ول كن عذاب ال شد يد} قال‪ :‬نزلت‬
‫عليه هذه الَية وهو ف سفر‪ ,‬فقال‪« :‬أتدرون أي يوم ذلك ؟ قالوا‪ :‬ال ورسوله أعلم‪ .‬قال‬
‫ط ذلك يوم يقول ال لَدم‪ :‬ابعث بعث النار‪ ,‬قال‪ :‬يا رب وما بعث النار ؟ قال‪ :‬تسعمائة‬
‫وتسعة وتسعون إل النار وواحد إل النة» فأنشأ السلمون يبكون‪ ,‬فقال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪« :‬قاربوا وسددوا‪ ,‬فإنا ل تكن نبوة قط إل كان بي يديها جاهلية‪ ,‬قال‪:‬‬
‫فيؤخذ العدد من الاهلية‪ ,‬فإن تت‪ ,‬وإل كملت من النافقي‪ ,‬وما مثلكم ومثل المم ال‬
‫كمثل الرقمة ف ذراع الدابة أو كالشامة ف جنب البعي ث قال‪« :‬إن لرجو أن تكونوا‬
‫ربع أهل النة» ط فكبوا ث قال ط‪« :‬إن لرجو أن تكونوا ثلث أهل النة» ط فكبوا‬
‫ث قال ط‪« :‬إن لرجو أن تكونوا نصف أهل النة» فكبوا ث قال‪ :‬ول أدري قال الثلثي‬
‫أم ل‪ ,‬وكذا رواه المام أحد عن سفيان بن عيينة به‪ .‬ث قال الترمذي أيضا‪ :‬هذا حديث‬
‫حسن صحيح‪ .‬وقد سعيد بن أب عروبة عن السن عن عمران بن الصي وقد رواه ابن‬
‫أب حات من حديث سعيد بن أب عروبة عن قتادة عن السن والعلء بن زياد العدوي عن‬
‫عمران بن ال صي فذكره‪ ,‬وهكذا روى ا بن جر ير عن بندار عن غندر عن عوف عن‬
‫ال سن قال‪ :‬بلغ ن أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ل ا ق فل من غزوة الع سرة وم عه‬
‫أصطحابه بعطد مطا شارف الدينطة قرأ {يطا أيهطا الناس اتقوا ربكطم إن زلزلة السطاعة شيطء‬
‫عظيططم} وذكططر الديططث فذكططر نوطط سططياق ابططن جدعان‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫(الد يث الثا ن) قال ا بن أ ب حات‪ :‬حدثنا أ ب‪ ,‬حدث نا ا بن الطباع‪ ,‬حدث نا أ بو سفيان‬
‫العمري‪ ,‬عن معمر عن قتادة عن أنس قال‪ :‬نزلت {إن زلزلة الساعة شيء عظيم} وذكر‪,‬‬
‫يعن نو سياق السن عن عمران غي أنه قال‪ :‬ومن هلك من كثرة الن والنس‪ .‬ورواه‬
‫ابطططططن جريطططططر بطوله مطططططن حديطططططث معمطططططر‪.‬‬
‫(الديث الثالث) قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا سعيد بن سلمان حدثنا عباد يعن‬
‫ابن العوام‪ ,‬حدثنا هلل بن خباب عن عكرمة عن ابن عباس قال‪ :‬تل رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم هذه الَية فذكر نوه‪ ,‬وقال فيه «إن لرجو أن تكونوا ربع أهل النة ط ث‬

‫‪123‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال ط إ ن لر جو أن تكونوا ثلث أ هل ال نة ط ث قال ط إ ن لر جو أن تكونوا ش طر‬
‫ططن ألف جزء»‪.‬‬ ‫ططم جزء مط‬ ‫طط أنتط‬‫ططة» ففرحوا‪ ,‬وزاد أيضا «وإناط‬ ‫ططل النط‬‫أهط‬
‫(الديث الرابع) قال البخاري عند تفسي هذه الَية‪ :‬حدثنا عمر بن حفص‪ ,‬حدثنا أب‪,‬‬
‫حدث نا الع مش‪ ,‬حدث نا أ بو صال عن أ ب سعيد قال‪ :‬قال ال نب صلى ال عل يه و سلم‪:‬‬
‫«يقول ال تعال يوم القيامة‪ :‬يا آدم‪ ,‬فيقول‪ :‬لبيك ربنا وسعديك‪ ,‬فينادي بصوت‪ :‬إن ال‬
‫يأمرك أن ترج من ذريتك بعثا إل النار‪ ,‬قال‪ :‬يا رب وما بعث النار ؟ قال‪ :‬من كل ألف‬
‫ط أراه قال ط ت سعمائة وت سعة وت سعون‪ ,‬فحينئذ ت ضع الا مل حل ها ويش يب الول يد‬
‫{وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب ال شديد} فشق ذلك على الناس‬
‫ح ت تغيت وجوه هم‪ .‬قال ال نب صلى ال عل يه و سلم « من يأجوج ومأجوج ت سعمائة‬
‫وتسعة وتسعون ومنكم واحد‪ ,‬أنتم ف الناس كالشعرة السوداء ف جنب الثور البيض‪ ,‬أو‬
‫كالشعرة البيضاء ف جنب الثور السود‪ ,‬وإن لرجو أن تكونوا ربع أهل النة ط فكبنا‬
‫ث قال ط ثلث أ هل ال نة ط فكب نا ث قال ط ش طر أ هل ال نة» فبكر نا‪ ,‬و قد وراه‬
‫البخاري أيضا ف غي هذا الوضع‪ ,‬ومسلم والنسائي ف تفسيه من طرق عن العمش به‪.‬‬
‫(الديث الامس) قال المام أحد‪ :‬حدثنا عمارة بن ممد ابن أخت سفيان الثوري‬
‫وعبيدة العن‪ ,‬كلها عن إبراهيم بن مسلم عن أب الحوص عن عبد ال قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن ال يبعث يوم القيامة مناديا ينادي‪ :‬يا آدم إن ال يأمرك أن‬
‫تبعث بعثا من ذريتك إل النار‪ ,‬فيقول آدم‪ :‬يا رب من هم ؟ فيقال له‪ :‬من كل مائة تسعة‬
‫وتسعون» فقال رجل من القوم‪ :‬من هذا الناجي منا بعد هذا يا رسول ال ؟ قال‪« :‬هل‬
‫تدرون ما أنتم ف الناس إل كالشامة ف صدر البعي» انفرد بذا السند وهذا السياق المام‬
‫أحدططططططططططططططططططططططططططططططططططط‪.‬‬
‫(الديث السادس) قال المام أحد‪ :‬حدثنا يي عن حات بن أب صفية‪ ,‬حدثنا ابن أب‬
‫مليكة أن القاسم بن ممد أخبه عن عائشة عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬إنكم‬
‫تشرون إل ال يوم القيا مة حفاة عراة غرلً» قالت عائ شة‪ :‬يا ر سول ل الرجال والن ساء‬
‫ين ظر بعض هم إل ب عض‪ ,‬قال « يا عائ شة إن ال مر أ شد من أن يهم هم ذاك» أخرجاه ف‬
‫الصططططططططططططططططططططططططططططططططحيحي‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫(الديث السابع) قال المام أحد‪ :‬حدثنا يي بن إسحاق‪ ,‬حدثنا ابن ليعة عن خالد بن‬
‫أب عمران عن القاسم بن ممد عن عائشة قالت‪ :‬قلت يا رسول ال‪ ,‬هل يذكر البيب‬
‫حبيبه‪ ,‬يوم القيامة ؟ قال‪« :‬يا عائشة أما عند ثلث فل‪ ,‬أما عند اليزان حت يثقل أو يف‬
‫فل‪ ,‬وأما عند تطاير الكتب إما يعطى بيمينه وإما يعطى بشماله فل‪ ,‬وحي يرج عنق من‬
‫النار فينطوي عليهطم ويتغيطظ عليهطم ويقول ذلك العنطق‪ :‬وكلت بثلثطة‪ ,‬وكلت بثلثطة‪,‬‬
‫وكلت بثل ثة‪ ,‬وكلت ب ن اد عى مع ال إلا آ خر‪ ,‬ووكلت ب ن ل يؤ من بيوم ال ساب‪,‬‬
‫ووكلت بكل جبار عنيد ط قال ط فينطوي عليهم‪ .‬ويرميهم ف غمرات جهنم‪ ,‬ولهنم‬
‫ج سر أرق من الش عر وأ حد من ال سيف‪ ,‬عل يه كلل يب وح سك يأخذن من شاء ال‪,‬‬
‫والناس عل يه كالبق وكالطرف وكالر يح وكأجاو يد ال يل والركاب‪ ,‬واللئ كة يقولون‪:‬‬
‫رب سطلم‪ ,‬سطلم‪ .‬فناج مسطلم‪ ,‬ومدوش مسطلم‪ ,‬مكور فط النار على وجهطه»‪.‬‬
‫والحاد يث ف أهوال يوم القيا مة والَثار كثية جدا ل ا مو ضع آ خر‪ ,‬ولذا قال تعال‪:‬‬
‫{إن زلزلة الساعة شيء عظيم} أي أمر عظيم‪ ,‬وخطب جليل‪ ,‬وطارق مفظع‪ ,‬وحادث‬
‫هائل‪ ,‬وكائن عجيب‪ ,‬والزلزال هو ما يصل للنفوس من الرعب والفزع‪ ,‬كما قال تعال‪:‬‬
‫{هنالك ابتلي الؤمنون وزلزلوا زلزالً شديدا} ث قال تعال‪{ :‬يوم ترونا} هذا من باب‬
‫ضمي الشأن‪ ,‬ولذا قال مفسرا له‪{ :‬تذهل كل مرضعة عما أرضعت} أي فتشتغل لول‬
‫ما ترى عن أحب الناس إليها‪ ,‬والت هي أشفق الناس عليه تدهش عنه ف حال إرضاعها‬
‫له‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬كل مرضعة} ول يقل مرضع‪ ,‬وقال‪{ :‬عما أرضعت} أي عن رضيعها‬
‫ق بل فطا مه‪ .‬وقوله‪{ :‬وت ضع كل ذات ح ل حل ها} أي ق بل تا مه لشدة الول {وترى‬
‫الناس سكارى} وقرىء { سكرى} أي من شدة ال مر الذي قد صاروا ف يه قد ده شت‬
‫عقول م‪ ,‬وغا بت أذهان م‪ ,‬ف من رآ هم ح سب أن م سكارى {و ما هم ب سكارى ول كن‬
‫عذاب ال شديطططططططططططططططططططططططططططططد}‪.‬‬

‫** َومِ َن النّاسِ مَن يُجَا ِدلُ فِي اللّ ِه ِب َغيْ ِر عِلْ ٍم َوَيّتبِعُ كُ ّل َشيْطَانٍ مّرِيدٍ * ُكتِبَ عََليْهِ َأنّهُ مَن‬
‫طعِيِ‬
‫ط َوَيهْدِيهططططِ إَِل َى عَذَابططططِ السططط ّ‬ ‫ط ُيضِلّهططط ُ‬ ‫َتوَلّهططططُ َفأَنّهططط ُ‬

‫‪125‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال ذاما لن كذب بالبعث وأنكر قدرة ال على إحياء الوتى‪ ,‬معرضا عما أنزل‬
‫ال على أ نبيائه متبعا ف قوله وإنكاره وكفره كل شيطان مر يد من ال نس وال ن‪ ,‬وهذا‬
‫حال أ هل البدع والضلل العرض ي عن ال ق التبع ي للبا طل يتركون ما أنزله ال على‬
‫ر سوله من ال ق ال بي‪ ,‬ويتبعون أقوال رؤوس الضللة الدعاة إل البدع بالهواء والَراء‪,‬‬
‫ولذا قال ف شأنم وأشباههم {ومن الناس من يادل ف ال بغي علم} أي علم صحيح‬
‫{ويتبع كل شيطان مريد‪ ,‬كتب عليه} قال ماهد‪ :‬يعن الشيطان‪ ,‬يعن كتب عليه كتابة‬
‫قدرية {أنه من توله} أي اتبعه وقلده {فأنه يضله ويهديه إل عذاب السعي} أي يضله‬
‫ف الدن يا‪ ,‬ويقوده ف الَخرة إل عذاب ال سعي‪ ,‬و هو الار الؤل القلق الز عج‪ ,‬و قد قال‬
‫ال سدي عن أ ب مالك‪ :‬نزلت هذه الَ ية ف الن ضر بن الارث‪ ,‬وكذلك قال ا بن جر يج‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا عمرو بن مسلم البصري‪ ,‬حدثنا عمرو بن الحرم أبو قتادة‪,‬‬
‫حدثنا العمر‪ ,‬حدثنا أبو كعب الكي قال‪ :‬قال خبيث من خبثاء قريش أخبنا عن ربكم‬
‫من ذهب هو‪ ,‬أو من فضة هو‪ ,‬أو من ناس هو ؟ فقعقعت السماء قعقعة ط والقعقعة ف‬
‫كلم العرب الر عد ط فإذا ق حف رأ سه ساقط ب ي يد يه‪ .‬وقال ل يث بن أ ب سليم عن‬
‫ما هد‪ :‬جاء يهودي فقال‪ :‬يا م مد أ خبن عن ر بك من أي ش يء هو من در أم من يا‬
‫قوت ؟ قال‪ :‬فجاءت صطططططططططططاعقة فأخذتطططططططططططه‪.‬‬

‫ب ثُ ّم مِن نّ ْط َفةٍ ثُ ّم مِ ْن‬


‫ب مّ َن الَْبعْ ثِ فَِإنّا خََل ْقنَاكُ ْم مّن تُرَا ٍ‬
‫** َيَأّيهَا النّا سُ إِن كُنتُ مْ فِي َريْ ٍ‬
‫خّل َقةٍ ّلُنَبيّ نَ َلكُ مْ َوُنقِرّ فِي الرْحَا مِ مَا نَشَآءُ إَِلىَ أَ َجلٍ‬ ‫عََل َقةٍ ثُ ّم مِن ّمضْ َغ ٍة مّخَّل َق ٍة َو َغيْ ِر مُ َ‬
‫مّ سَمّى ثُ مّ نُخْ ِر ُجكُ ْم ِط ْفلً ثُ مّ ِلتَبُْل ُغ َواْ َأشُدّكُ ْم َومِنكُ ْم مّن يَُتوَّفىَ َومِنكُ ْم مّن يُرَدّ إَِلىَ أَرْ َذلِ‬
‫ل َيعْلَ َم مِن َبعْ ِد عِلْ ٍم َشيْئا َوتَرَى الرْ ضَ هَامِ َدةً فَإِذَآ أَنزَلْنَا عََليْهَا الْمَآءَ ا ْهتَزّ تْ‬ ‫الْعُ ُمرِ ِل َكيْ َ‬
‫حيِطي الْ َم ْوتَ َى َوَأنّ هُ‬ ‫ك ِبأَ نّ اللّ َه ُهوَ الْحَ ّق َوَأنّ ُه يُ ْ‬
‫ج َبهِي جٍ * ذَلِ َ‬ ‫ت َوأَنَبتَ تْ مِن كُلّ َز ْو ٍ‬ ‫وَ َربَ ْ‬
‫ث مَن فِي اْل ُقبُورِ‬ ‫عََلىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * َوأَ نّ ال سّا َعةَ آِتَيةٌ لّ َريْ بَ فِيهَا َوأَ نّ اللّ َه َيبْعَ ُ‬
‫ل ا ذ كر تعال الخالف للب عث الن كر للمعاد‪ ,‬ذ كر تعال الدل يل على قدر ته تعال على‬
‫العاد ب ا يشا هد من بدئه للخلق فقال‪ { :‬يا أي ها الناس إن كن تم ف ر يب} أي ف شك‬
‫{ من الب عث} و هو العاد‪ ,‬وقيام الرواح والج ساد‪ ,‬يوم القيا مة {فإ نا خلقنا كم من‬

‫‪126‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تراب} أي أصطل برئه لكطم مطن تراب‪ ,‬وهطو الذي خلق منطه آدم عليطه السطلم {ثط مطن‬
‫نطفة} أي ث جعل نسله من سللة من ماء مهي {ث من علقة ث من مضغة} وذلك أنه‬
‫إذا استقرت النطفة ف رحم الرأة مكثت أربعي يوما كذلك يضاف إليه ما يتمع إليها‪,‬‬
‫ث تنقلب عل قة حراء بإذن ال‪ ,‬فتم كث كذلك أربع ي يوما‪ ,‬ث ت ستحيل فت صي مض غة‬
‫قط عة من ل م ل شكل في ها ول تط يط‪ ,‬ث يشرع ف التشك يل والتخطيط فيصور منها‬
‫رأس ويدان وصطدر وبططن وفخذان ورجلن وسطائر العضاء‪ ,‬فتارة تسطقطها الرأة قبطل‬
‫التشكيل والتخطيط‪ ,‬وتارة تلقيها وقد صارت ذات شكل وتطيط‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ث‬
‫من مضغة ملقة وغي ملقة} أي كما تشاهدونا {لنبي لكم ونقر ف الرحام ما نشاء إل‬
‫أجل مسمى} أي وتارة تستقر ف الرحم ل تلقيها الرأة ول تسقطها‪ ,‬كما قال ماهد ف‬
‫قوله تعال‪{ :‬مل قة وغ ي مل قة} قال‪ :‬هو ال سقط ملوق وغ ي ملوق‪ ,‬فإذا م ضى علي ها‬
‫أربعون يوما وهي مضغة‪ ,‬أرسل ال تعال ملكا إليها فنفخ فيها الروح وسواها كما يشاء‬
‫ال عز و جل من ح سن وق بح‪ ,‬وذ كر وأن ثى‪ ,‬وك تب رزق ها وأجل ها‪ ,‬وش قي أو سعيد‪.‬‬
‫كما ثبت ف الصحيحي من حديث العمش عن زيد بن وهب عن ابن مسعود قال‪:‬‬
‫حدثنا رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو الصادق الصدوق «إن خلق أحدكم يمع ف‬
‫بطن أمه أربعي ليلة‪ ,‬ث يكون علقة مثل ذلك‪ ,‬ث يكون مضغة مثل ذلك‪ ,‬ث يبعث ال إليه‬
‫اللك فيؤ مر بأر بع كلمات‪ ,‬بك تب رز قه وعمله وأجله‪ ,‬وش قي أو سعيد‪ ,‬ث ين فخ ف يه‬
‫الروح»‪.‬‬
‫وروى ابن أب حات وابن جرير من حديث داود بن أب هند عن الشعب عن علقمة عن‬
‫عبد ال قال‪ :‬النطفة إذا استقرت ف الرحم‪ ,‬أخذها ملك بكفه فقال يا رب ملقة أو غي‬
‫ملقة ؟ فإن قيل‪ :‬غي ملقة ل تكن نسمة وقذفتها الرحام دما‪ ,‬وإن قيل‪ :‬ملقة قال‪ :‬أي‬
‫رب ذكر أو أنثى‪ ,‬شقي أو سيعد‪ ,‬ما الجل وما الثر‪ ,‬وبأي أرض يوت ؟ قال‪ :‬فيقال‬
‫للنط فة‪ :‬من ر بك ؟ فتقول‪ :‬ال‪ ,‬فيقال من راز قك ؟ فتقول ال‪ ,‬فيقال له‪ :‬اذ هب إل أم‬
‫الكتاب‪ ,‬فإنك ستجد فيه قصة هذه النطفة‪ ,‬قال‪ :‬فتخلق فتعيش ف أجلها وتأكل رزقها‬
‫وتطأ أثرها‪ ,‬حت إذا جاء أجلها ماتت فدفنت ف ذلك الكان‪ ,‬ث تل عامر الشعب {يا أيها‬
‫الناس إن كنتم ف ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ث من نطفة ث من علقة ث من‬

‫‪127‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مضغة ملقة وغ ي ملقة} فإذا بلغت مضغة نك ست ف اللق الرابع فكانت نسمة‪ ,‬وإن‬
‫كانطت غيط ملقطة قذفتهطا الرحام دما‪ ,‬وإن كانطت ملقطة نكسطت فط اللق‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا ممد بن عبد ال بن يزيد القرىء‪ ,‬حدثنا سفيان عن عمرو‬
‫بن دينار عن أ ب الطف يل عن حذي فة بن أ سيد يبلغ به ال نب صلى ال عل يه و سلم قال‪:‬‬
‫«يدخل اللك على النطفة بعد ما تستقر ف الرحم بأربعي يوما أو خس وأربعي‪ ,‬فيقول‪:‬‬
‫أي رب أشقي أم سيعد ؟ فيقول ال ويكتبان‪ ,‬فيقول‪ :‬أذكر أم أنثى ؟ فيقول ال ويكتبان‪,‬‬
‫ويكتب عمله وأثره ورزقه وأجله‪ ,‬ث تطوى ال صحف فل يزاد على ما فيها ول ينتقص»‬
‫ورواه م سلم من حد يث سفيان بن عيي نة و من طر يق آ خر عن أ ب الطف يل بن حو معناه‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ث نرجكم طفل} أي ضعيفا ف بدنه وسعه وبصره وبطشه وعقله‪ ,‬ث يعطيه‬
‫ال القوة شيئا فشيئا‪ ,‬ويل طف به وي نن عل يه والد يه ف آناء الل يل وأطراف النهار‪ ,‬ولذا‬
‫قال‪{ :‬ث لتبلغوا أشدكم} أي يتكامل القوي ويتزايد‪ ,‬ويصل إل عنفوان الشباب وحسن‬
‫الظهر‪{ ,‬ومنكم من يتوف} أي ف حال شبابه وقواه‪{ ,‬ومنكم من يرد إل أرذل العمر}‬
‫وهو الشيخوخة والرم وضعف القوة والعقل والفهم وتناقص الحوال من الرف وضعف‬
‫الف كر‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬لكيل يعلم من ب عد علم شيئا} ك ما قال تعال‪{ :‬ال الذي خلق كم‬
‫من ضعف ث جعل من بعد ضعف قوة ث جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يلق ما يشاء‬
‫وهططططططططططو العليططططططططططم القديططططططططططر}‪.‬‬
‫وقد قال الافظ أبو يعلى بن علي بن الثن الوصلي ف مسنده‪ :‬حدثنا منصور بن أب‬
‫مزا حم‪ ,‬حدث نا خالد الزيات‪ ,‬حدث ن داود أ بو سليمان عن ع بد ال بن ع بد الرح ن بن‬
‫معمر بن حزم النصاري عن أنس بن مالك رفع الديث قال‪« :‬الولود حت يبلغ النث‬
‫ما عمل من حسنة كتبت لوالده أو لوالدته‪ ,‬وما عمل من سيئة ل تكتب عليه ول على‬
‫والديه‪ ,‬فإذا بلغ النث أجرى ال عليه القلم أمر اللكان اللذان معه أن يفظا وأن يشددا‪,‬‬
‫فإذا بلغ أربع ي سنة ف ال سلم أم نه ال من البل يا الثلث‪ :‬النون والذام والبص‪ ,‬فإذا‬
‫بلغ الم سي‪ ,‬خ فف ال ح سابه‪ ,‬فإذا بلغ ال ستي رز قه ال النا بة إل يه ب ا ي ب‪ .‬فإذا بلغ‬
‫السبعي أحبه أهل السماء‪ .‬فإذا بلغ الثماني كتب ال حسناته وتاوز عن سيئاته‪ ,‬فإذا بلغ‬
‫الت سعي غ فر ال له ما تقدم من ذن به و ما تأ خر‪ ,‬وشف عه ف أ هل بي ته‪ ,‬وك تب أم ي ال‬

‫‪128‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وكان أسي ال ف أرضه‪ ,‬فإذا بلغ أرذل العمر لكيل يعلم من بعد علم شيئا كتب ال مثل‬
‫مطا كان يعمطل فط صطحته مطن اليط‪ ,‬فإذا عمطل سطيئة ل تكتطب عليطه»‪.‬‬
‫هذا حديث غريب جدا‪ ,‬وفيه نكارة شديدة‪ ,‬ومع هذا قد رواه المام أحد بن حنبل ف‬
‫مسنده موقوفا ومرفوعا‪ ,‬فقال‪ :‬حدثنا أبو النضر‪ ,‬حدثنا الفرج‪ ,‬حدثنا ممد بن عامر عن‬
‫م مد بن ع بد ال العامري‪ ,‬عن عمرو بن حع فر عن أ نس قال‪« :‬إذا بلغ الر جل ال سلم‬
‫أربع ي سنة‪ ,‬أم نه ال من أنواع البل يا‪ :‬من النون‪ ,‬والبص‪ ,‬والذام‪ ,‬فإذا بلغ الم سي‬
‫لي ال حسابه‪ ,‬وإذا بلغ الستي رزقه ال إنابة يبه ال عليها‪ ,‬وإذا بلغ السبعي أحبه ال‬
‫وأحبه أهل السماء‪ ,‬وإذا بلغ الثماني تقبل ال حسناته وما عنه سيئاته وإذا بلغ التسعي‬
‫غفر ال له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وسي أسي ال ف أرضه وشفع ف أهله» ث قال‪:‬‬
‫حدثنا هاشم‪ ,‬حدثنا الفرج‪ ,‬حدثن ممد بن عبد ال العامري عن ممد بن عبد ال بن‬
‫عمرو بن عثمان عن عبد ال بن عمر بن الطاب‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم مثله‪.‬‬
‫رواه المام أح د أي ضا‪ :‬حدث نا أ نس بن عياض‪ ,‬حدث ن يو سف بن أ ب بردة الن صاري‬
‫عن جع فر بن عمرو بن أم ية الضمري‪ ,‬عن أ نس بن مالك أن ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم قال‪« :‬ما من معمر يعمر ف السلم أربعي سنة إل صرف ال عنه ثلثة أنواع من‬
‫البلء‪ :‬النون‪ ,‬والبص‪ ,‬والذام» وذ كر تام الد يث ك ما تقدم سواء‪ ,‬رواه الا فظ أ بو‬
‫بكر البزار عن عبد ال بن شبيب عن أب شيبة عن عبد ال بن عبد اللك عن أب قتادة‬
‫العدوي‪ ,‬عن ابن أخي الزهري عن عمه عن أنس بن مالك قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪« :‬ما من عبد يعمر ف السلم أربعي سنة إل صرف ال عنه أنواعا من البلء‪:‬‬
‫النون‪ ,‬والذام‪ ,‬والبص‪ ,‬فإذا بلغ خ سي سنة ل ي ال له ال ساب‪ ,‬فإذا بلغ ستي سنة‬
‫رزقه ال النابة إليه با يب‪ ,‬فإذا بلغ سبعي سنة غفر ال له ما تقدم من ذنبه وما تأخر‪,‬‬
‫و سي أ سي ال وأح به أ هل ال سماء‪ ,‬فإذا بلغ الثمان ي تق بل ال م نه ح سناته وتاوز عن‬
‫سيئاته‪ ,‬فإذا بلغ التسعي غفر ال له ما تقدم من ذنبه وما تأخر‪ ,‬وسي أسي ال ف أرضه‬
‫طططططططه»‪.‬‬ ‫طططططططل بيتط‬ ‫ططططططط أهط‬ ‫طططططططع فط‬ ‫وشفط‬
‫وقوله‪{ :‬وترى الرض هامدة} هذا دل يل آ خر على قدرته تعال على إحياء الو تى ك ما‬
‫ييطي الرض اليتطة الامدة‪ ,‬وهطي القحلة التط ل ينبطت فيهطا شيطء‪ .‬وقال قتادة‪ :‬غطباء‬

‫‪129‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫متهشمة‪ .‬وقال السدي‪ :‬ميتة‪{ ,‬فإذا أنزلنا عليها الاء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج‬
‫بيطج} أي فإذا أنزل ال علي ها ال طر‪ ,‬اهتزت اي تر كت بالنبات‪ ,‬وحييطت ب عد موت ا‪,‬‬
‫ور بت أي ارتف عت ل ا سكن في ها الثرى‪ ,‬ث أنب تت ما في ها من اللوان والفنون من ثار‬
‫وزروع وأشتات النبات ف اختلف ألوان ا وطعو مه وروائح ها وأشكال ا ومنافع ها‪ ,‬ولذا‬
‫قال تعال‪{ :‬وأنبتطت مطن كطل زوج بيطج} أي حسطن النظطر طيطب الريطح‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ذلك بأن ال هو ال ق} أي الالق الدبر الفعال ل ا يشاء {وأ نه ي يي الو تى}‬
‫أي ك ما أح يا الرض الي تة وأن بت من ها هذه النواع {إن الذي أحيا ها لح يي الو تى إ نه‬
‫على كل شيء قدير} {إنا أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون} {وأن الساعة آتية‬
‫ل ر يب في ها} أي كائ نة ل شك في ها ول مر ية‪{ ,‬وأن ال يب عث من ف القبور} أي‬
‫يعيدهم بعد ما صاروا ف قبورهم رما ويوجدهم بعد العدم‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وضرب لنا‬
‫ل ونسي خلقه قال من ييي العظام وهي رميم ؟ قل يييها الذي أنشأها أول مرة وهو‬ ‫مث ً‬
‫بكل خلق عليم‪ ,‬الذي جعل لكم من الشجر الخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون} والَيات‬
‫فططططططططططططططططططططططططططططططط هذه كثية‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا بز‪ ,‬حدثنا حاد بن سلمة قال‪ :‬أنبأنا يعلى بن عطاء عن وكيع‬
‫بن حدس عن عمه أب رزين العقيلي واسه لقيط بن عامر أنه قال‪ :‬يا رسول ال أكلنا يرى‬
‫ربه عز وجل يوم القيامة‪ ,‬وما آية ذلك ف خلقه ؟ فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫«أليس كلكم ينظر إل القمر مليا به ؟» قلنا‪ :‬بلى‪ ,‬قال‪« :‬فا ال أعظم» قال‪ :‬قلت يا‬
‫رسول ال كيف ييي ال الوتى‪ ,‬وما آية ذلك ف خلقه ؟ قال‪« :‬أما مررت بوادي أهلك‬
‫ملً ؟» قال‪ :‬بلى‪ .‬قال ثط مررت بطه يهتطز خضرا ؟» قال‪ :‬بلى‪ .‬قال «فكذلك ييطي ال‬
‫الوتى وذلك آيته ف خلقه»‪ .‬ورواه أبو داود وابن ماجه من حديث حاد بن سلمة به‪.‬‬
‫ث رواه المام أحد أيضا‪ :‬حدثنا علي بن إسحاق‪ ,‬أنبأنا ابن البارك‪ ,‬أنبأنا عبد الرحن‬
‫بن زيد بن جابر عن سليمان بن موسى عن أب رزين العقيلي قال‪ :‬أتيت رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم فقلت‪ :‬يا رسول ال كيف ييي ال الوتى ؟ قال «أمررت بأرض من أرض‬
‫قومك مدبة‪ ,‬ث مررت ب ا مصبة ؟» قال‪ :‬ن عم‪ .‬قال «كذلك النشور» وال أعلم‪ .‬وقال‬
‫ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا عبيس بن مرحوم‪ ,‬حدثنا بكي بن السميط عن قتادة عن‬

‫‪130‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أ ب الجاج عن معاذ بن ج بل قال‪ :‬من علم أن ال هو ال ق ال بي‪ ,‬وأن ال ساعة آت ية ل‬
‫ريطططب فيهطططا‪ ,‬وأن ال يبعطططث مطططن فططط القبور‪ ,‬دخطططل النطططة‪.‬‬

‫ب ّمنِيٍ * ثَانِيَ عِ ْطفِهِ ِلُيضِ ّل‬‫** ومِ َن النّاسِ مَن يُجَا ِدلُ فِي اللّ ِه ِب َغيْ ِر عِلْ ٍم وَ َل هُدًى وَلَ ِكتَا ٍ‬
‫ك بِمَا قَ ّدمَ تْ‬ ‫حرِي قِ * ذَلِ َ‬ ‫ب الْ َ‬
‫ي َونُذِيقُ هُ َيوْ َم الْ ِقيَا َمةِ عَذَا َ‬
‫عَن َسبِيلِ اللّ هِ لَ هُ فِي ال ّدنْيَا ِخزْ ٌ‬
‫ط بِ َظلّمطططططٍ لّل َعبِيدِ‬ ‫يَدَاكطططططَ َوأَنطططططّ اللّهطططططَ َليْسطططط َ‬
‫لا ذكر تعال حال الضلل الهال القلدين ف قوله‪{ :‬ومن الناس من يادل ف ال بغي‬
‫علم ويت بع كل شيطان مر يد} ذ كر ف هذه حال الدعاة إل الضلل من رؤوس الك فر‬
‫والبدع فقال‪{ :‬ومن الناس من يادل ف ال بغي علم ول هدى ول كتاب مني} أي بل‬
‫عقل صحيح‪ ,‬ول نقل صحيح صريح‪ ,‬بل بجرد الرأي والوى‪ .‬وقوله‪{ :‬ثان عطفه} قال‬
‫ابن عباس وغيه‪ :‬مستكب عن الق إذا دعي إليه‪ ,‬وقال ماهد وقتادة ومالك عن زيد بن‬
‫أ سلم {ثا ن عط فه} أي لوي عن قه و هي رقب ته‪ ,‬يع ن يعرض ع ما يد عى إل يه من ال ق‪,‬‬
‫ويث ن رقب ته ا ستكبارا‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬و ف مو سى إذ أر سلناه إل فرعون ب سلطان مبي‬
‫فتول بركنه} الَية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬وإذا قيل لم تعالوا إل ما أنزل ال وإل الرسول رأيت‬
‫النافقي يصدون عنك صدودا} وقال تعال‪{ :‬وإذا قيل لم تعالوا يستغفر لكم رسول ال‬
‫لووا رؤو سهم ورأيت هم ي صدون و هم م ستكبون} وقال لقمان لب نه {ول ت صعر خدك‬
‫للناس} أي تليطه عنهطم اسطتكبارا عليهطم‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬وإذا تتلى عليطه آياتنطا ول‬
‫مسطططططططططططططططتكبا} الَيطططططططططططططططة‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬لي ضل عن سبيل ال} قال بعض هم‪ :‬هذه لم العاق بة‪ ,‬ل نه قدل يق صد ذلك‪,‬‬
‫ويتمل أن تكون لم التعليل‪ .‬ث إما أن يكون الراد با العاندين أو يكون الراد با أن هذا‬
‫الفاعل لذا إنا جبلناه على هذا اللق الدنء لنجعله من يضل عن سبيل ال‪ .‬ث قال تعال‪:‬‬
‫{له ف الدنيا خزي} وهو الهانة والذل‪ ,‬كما أنه لا استكب عن آيات ال لقاه ال الذلة‬
‫ف الدنيا وعاقبه فيها قبل الَخرة‪ ,‬لنا أكب هه ومبلغ علمه {ونذيقه يوم القيامة عذاب‬
‫الريطق * ذلك باط قدمطت يداك} أي يقال له هذا تقريعا وتوبيخا {وأن ال ليطس بظلم‬
‫للعبيد} كقوله تعال‪{ :‬خذوه فاعتلوه إل سواء الحيم * ث صبوا فوق رأسه من عذاب‬

‫‪131‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الميم * ذق إنك أنت العزيز الكري * إن هذا ما كنتم به تترون}‪ .‬وقال ابن أب حات‪:‬‬
‫حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أحد بن الصباح‪ ,‬حدثنا يزيد بن هارون‪ ,‬أنبأنا هشام عن السن قال‪:‬‬
‫بلغنططططط أن أحدهطططططم يرق فططططط اليوم سطططططبعي ألف مرة‪.‬‬

‫** َومِ َن النّا سِ مَن َي ْعبُدُ اللّ َه عََلىَ َحرْ فٍ فَإِ نْ أَ صَابَهُ َخيْ ٌر اطْ َمأَ نّ بِ ِه َوإِ نْ أَ صَاَبتْهُ ِفْتَنةٌ اْنقَلَ َ‬
‫ب‬
‫سرَانُ الْ ُمبِيُ * يَدْعُو مِن دُو نِ اللّ ِه مَا لَ‬ ‫ك ُهوَ الْخُ ْ‬ ‫عََلىَ َو ْجهِ هِ خَ سِرَ ال ّدنْيَا وَالَُ ِخ َرةَ ذَلِ َ‬
‫ب مِن ّن ْفعِ هِ َلِبئْ سَ‬ ‫ضلَ ُل اْلبَعِيدُ * يَدْعُو لَمَ نْ ضَرّ هُ أَقْرَ ُ‬ ‫ك ُه َو ال ّ‬ ‫َيضُرّ هُ وَمَا َل يَن َفعُ هُ ذَلِ َ‬
‫الْ َموْلَ َى وََلِبئْسططططططططططططططططططططططططططططَ الْعَشِيُ‬
‫قال ما هد وقتادة وغيه ا‪{ :‬على حرف} على شك‪ ,‬وقال غي هم‪ :‬على طرف‪ ,‬وم نه‬
‫حرف البطل أي طرفطه‪ ,‬أي دخطل فط الديطن على طرف فإن وجطد مطا يبطه اسطتقر وإل‬
‫انش مر‪ .‬وقال البخاري‪ :‬حدث نا إبراه يم بن الارث‪ ,‬حدث نا ي ي بن ا ب بك ي‪ ,‬حدث نا‬
‫إسرائيل عن أب حصي عن سعيد بن جبي عن ابن عباس {ومن الناس من يعبد ال على‬
‫حرف} قال‪ :‬كان الرجطل يقدم الدينطة فإن ولدت امرأتطه غلما ونتجطت خيله قال‪ :‬هذا‬
‫د ين صال‪ ,‬وإن ل تلد امرأ ته ول تن تج خيله قال‪ :‬هذا د ين سوء‪ ,‬وقال ا بن أ ب حا ت‪:‬‬
‫حدثنا علي بن السي‪ ,‬حدثنا أحد بن عبد الرحن‪ ,‬حدثن أب عن أبيه عن أشعث بن‬
‫إسحاق القمي عن جعفر بن أب الغية‪ ,‬عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال‪ :‬كان ناس‬
‫مطن العراب يأتون النطب صطلى ال عليطه وسطلم فيسطلمون‪ ,‬فإذا رجعوا إل بلدهطم فإن‬
‫وجدوا عام غيث وعام خصب وعام ولد حسن‪ ,‬قالوا‪ :‬إن ديننا هذا لصال فتمسكوا به‬
‫وإن وجدوا عام جدو بة وعام ولد سوء وعام ق حط‪ ,‬قالوا‪ :‬ما ف دين نا هذا خ ي‪ ,‬فأنزل‬
‫ال على نطبيه {ومطن الناس مطن يعبطد ال على حرف فإن أصطابه خيط اطمأن بطه} الَيطة‪.‬‬
‫وقال العوف عن ابن عباس‪ :‬كان أحدهم إذا قدم الدينة وهي أرض وبيئة‪ ,‬فإن صح با‬
‫جسمه ونتجت فرسه مهرا حسنا وولدت امرأته غلما رضي به‪ ,‬واطمأن إليه‪ ,‬وقال‪ :‬ما‬
‫أصطبت م نذ كنطت على دينط هذا إل خيا‪{ ,‬وإن أصطابته فت نة} والفتنطة البلء‪ ,‬أي وإن‬
‫أصابه وجع الدينة وولدت امرأته جارية وتأخرت عنه الصدقة‪ ,‬أتاه الشيطان فقال‪ :‬وال‬
‫ما أصبت منذ كنت على دينك هذا إل شرا‪ ,‬وذلك الفتنة‪ ,‬وهكذا ذكر قتادة والضحاك‬

‫‪132‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وابن جريج وغي واحد من السلف ف تفسي هذه الَية‪ .‬وقال عبد الرحن بن زيد بن‬
‫أ سلم‪ :‬هو النا فق إن صلحت له دنياه أقام على العبادة‪ ,‬وإن ف سدت عل يه دنياه وتغيت‬
‫انقلب فل يق يم على العبادة إل ل ا صلح من دنياه‪ ,‬فإن أ صابته فت نة أو شدة أو اختبار أو‬
‫ض يق ترك دي نه ور جع إل الك فر‪ .‬وقال ما هد ف قوله‪{ :‬انقلب على وج هه} أي ار تد‬
‫كافرا‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬خسر الدنيا والَخرة} أي فل هو حصل من الدنيا على شيء‪ ,‬وأما الَخرة فقد‬
‫كفر بال العظيم‪ ,‬فهو فيها ف غاية الشقاء والهانة‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ذلك هو السران‬
‫البي} أي هذه هي السارة العظيمة والصفقة الاسرة وقوله‪{ :‬يدعو من دون ال ما ل‬
‫يضره وما لينفعه} أي من الصنام والنداد‪ ,‬يستغيث با ويستنصرها ويسترزقها وهي ل‬
‫تنفعه ول تضره {ذلك هو الضلل البعيد}‪ .‬وقوله‪{ :‬يدعو لن ضره أقرب من نفعه} أي‬
‫ضرره ف الدن يا ق بل الَخرة أقرب من نف عه في ها‪ ,‬وأ ما ف الَخرة فضرره م قق متي قن‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬لبئس الول ولبئس العش ي} قال ما هد‪ :‬يع ن الو ثن‪ ,‬يع ن بئس هذا الذي دعاه‬
‫من دون ال مول‪ ,‬يعن وليا وناصرا‪{ ,‬وبئس العشي} وهو الخالط والعاشر‪ ,‬واختار ابن‬
‫جرير أن الراد لبئس ابن العم والصاحب {من يعبد ال على حرف فإن أصابه خي اطمأن‬
‫به وإن أ صابته فت نة انقلب على وج هه} وقول ما هد إن الراد به الو ثن أول وأقرب إل‬
‫سطططططططططططططططططططططططططططياق الكلم‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫حِتهَا الْنهَارُ إِ نّ اللّ هَ‬


‫جرِي مِن تَ ْ‬
‫ت تَ ْ‬
‫** إِ نّ اللّ َه يُدْخِ ُل الّذِي نَ آمَنُواْ َوعَ ِملُواْ ال صّالِحَاتِ َجنَا ٍ‬
‫َيفْعَلُ مَطططططططططططططططططططططططططططططططا يُرِيدُ‬
‫ل ا ذ كر أ هل الضللة الشقياء ع طف بذ كر البرار ال سعداء من الذ ين آمنوا بقلوب م‬
‫و صدقوا إيان م بأفعال م‪ ,‬فعملوا ال صالات من ج يع أنواع القربات‪ ,‬وتركوا النكرات‪,‬‬
‫فأورث هم ذلك سكن الدرجات العاليات ف روضات النات‪ ,‬ول ا ذ كر تعال أ نه أ ضل‬
‫أولئك وهدى هؤلء قال‪{ :‬إن ال يفعططططططل مططططططا يريططططططد}‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سبَبٍ إِلَى السّمَآ ِء ثُمّ ْلَيقْطَعْ‬
‫** مَن كَا َن يَظُنّ أَن لّن يَنصُ َرهُ اللّهُ فِي ال ّدنْيَا وَالَخِ َرةِ َف ْليَمْدُ ْد بِ َ‬
‫ت َوأَنّ اللّ َه َيهْدِي مَن يُرِيدُ‬
‫فَ ْلَينْظُ ْر هَ ْل يُ ْذ ِهبَ نّ َكيْدُهُ مَا َيغِيظُ * وَكَذَلِكَ أَنزَْلنَاهُ آيَاتٍ َبّينَا ٍ‬
‫قال ا بن عباس‪ :‬من كان ي ظن أن لن ين صر ال ممدا صلى ال عل يه و سلم ف الدن يا‬
‫والَخرة‪ ,‬فليمدد بسبب أي ببل {إل السماء} أي ساء بيته {ث ليقطع} يقول ث ليختنق‬
‫به‪ ,‬وكذا قال ماهد وعكرمة وعطاء وأبو الوزاء وقتادة وغيهم‪ ,‬وقال عبد الرحن بن‬
‫زيد بن أسلم {فليمدد بسبب إل السماء} أي ليتوصل إل بلوغ السماء‪ ,‬فإن النصر إنا‬
‫يأتط ممدا مطن السطماء {ثط ليقططع} ذلك عنطه إن قدر على ذلك‪ ,‬وقول ابطن عباس‬
‫وأ صحابه أول وأظ هر ف الع ن وأبلغ ف الته كم‪ ,‬فإن الع ن من كان ي ظن أن ال ل يس‬
‫بناصر ممدا وكتابه ودينه‪ ,‬فليذهب فليقتل نفسه إن كان ذلك غائظه‪ ,‬فإن ال ناصره ل‬
‫مالة‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا ف الياة الدنيا ويوم يقوم الشهاد}‬
‫الَية‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬فلين ظر هل يذهب كيده ما يغيط} قال السدي‪ :‬يعن من شأن ممد‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ .‬وقال عطاء الراسان‪ :‬فلينظر هل يشفي ذلك ما يد ف صدره من‬
‫الغيطط‪ .‬وقوله‪{ :‬وكذلك أنزلناه} أي القرآن {آيات بينات} أي واضحات فط لفظهطا‬
‫ومعناها‪ ,‬حجة من ال على الناس‪{ ,‬وأن ال يهدي من يريد} أي يضل من يشاء ويهدي‬
‫من يشاء‪ ,‬وله الكمة التامة والجة القاطعة ف ذلك {ل يسأل عما يفعل وهم يسألون}‬
‫أ ما هو فلحكم ته ورح ته وعدله وعل مه وقهره وعظم ته ل مع قب لك مه‪ ,‬و هو سريع‬
‫طططططططططططططططططططططططططططططططططاب‪.‬‬ ‫السط‬

‫س وَالّذِي نَ َأشْرَ ُك َواْ إِ نّ اللّ َه‬


‫ى وَالْمَجُو َ‬
‫** إِ نّ الّذِي نَ آ َمنُواْ وَالّذِي نَ هَادُواْ وَال صّاِبئِيَ وَالنّ صَارَ َ‬
‫ط عََلىَ كُ ّل َشيْءٍ َشهِيدٌ‬ ‫ط َيوْمطططَ اْلقِيا َمةِ إِنطططّ اللّهطط َ‬ ‫َيفْصطططِ ُل بَْيَنهُمطط ْ‬
‫يب تعال عن أهل هذه الديان الختلفة من الؤمني ومن سواهم من اليهود والصابئي‪,‬‬
‫وقد قدمنا ف سورة البقرة التعريف بم واختلف الناس فيهم‪ ,‬والنصارى والجوس والذين‬
‫أشركوا فعبدوا مع ال غيه‪ ,‬فإنه تعال‪{):‬يفصل بينهم يوم القيامة} ويكم بينهم بالعدل‪,‬‬
‫فيد خل من آ من به ال نة‪ ,‬و من ك فر به النار‪ ,‬فإ نه تعال شه يد على أفعال م‪ ,‬حف يظ‬
‫طططم‪.‬‬ ‫طططن ضمائرهط‬ ‫طططا تكط‬ ‫طططرائرهم ومط‬ ‫طططم بسط‬ ‫ططط‪ ,‬عليط‬ ‫لقوالمط‬

‫‪134‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫ت َومَن فِي الرْضِ وَالشّمْسُ وَاْلقَمَ ُر وَالنّجُو ُم‬ ‫** أَلَ ْم تَرَ أَ نّ اللّ َه يَسْجُدُ لَ ُه مَن فِي ال سّمَاوَا ِ‬
‫س وَ َكثِيٌ َح ّق عََليْهِ اْلعَذَابُ َومَن ُيهِ نِ اللّ هُ َفمَا لَهُ‬
‫ب وَ َكثِيٌ مّ َن النّا ِ‬
‫ج ُر وَال ّدوَآ ّ‬
‫جبَا ُل وَالشّ َ‬ ‫وَالْ ِ‬
‫ط َيفْعَلُ مَطططططا يَشَآءُ‬ ‫مِطططططن ّمكْرِمطططططٍ إِنطططططّ اللّهطططط َ‬
‫يب تعال أنه الستحق للعبادة وحده ل شريك له‪ ,‬فإنه يسجد لعظمته كل شيء طوعا‬
‫وكرها‪ ,‬وسجود كل شيء ما يتص به‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬أو ل يروا إل ما خلق ال من‬
‫شيء يتفيأ ظلله عن اليمي والشمائل سجدا ل وهم داخرون} وقال ههنا‪{ :‬أل تر أن‬
‫ال ي سجد له من ف ال سموات و من ف الرض} أي من اللئ كة ف أقطار ال سموات‪,‬‬
‫واليوانات ف جيع الهات من النس والن والدواب والطي {وإن من شيء إل يسبح‬
‫بمده} وقوله‪{ :‬والشمطس والقمطر والنجوم} إناط ذكطر هذه على التنصطيص‪ ,‬لناط قطد‬
‫عبدت من دون ال فبي أن ا ت سجد لالق ها وأن ا مربو بة م سخرة {لت سجدوا للش مس‬
‫ولللقمر واسجدوال الذي خلقهن} الَية‪ ,‬وف الصحيحي عن أب ذر رضي ال عنه قال‪:‬‬
‫قال ل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬أتدري أ ين تذ هب هذه الش مس ؟» قلت‪ :‬ال‬
‫ور سوله أعلم‪ .‬قال‪« :‬فإن ا تذ هب فت سجد ت ت العرش‪ ,‬ث ت ستأمر فيو شك أن يقال ل ا‬
‫ارج عي من ح يث جئت» و ف ال سند و سنن أ ب داود والن سائي وا بن ما جه ف حد يث‬
‫الك سوف «إن الش مس والق مر خلقان من خلق ال‪ ,‬وإن ا ل ينك سفان لوت أ حد ول‬
‫لياتططه‪ ,‬ولكططن ال عططز وجططل إذا تلى لشيططء مططن خلقططه خشططع له»‪.‬‬
‫وقال أبو العالية‪ :‬ما ف السماء نم ول شس ول قمر إل يقع ل ساجدا حي يغيب‪ ,‬ث‬
‫ل ينصرف حت يؤذن له فيأخذ ذات اليمي حت يرجع إل مطلعه‪ ,‬وأما البال والشجر‬
‫فسجودها بفيء ظللما عن اليمي والشمائل‪ ,‬وعن ابن عباس قال‪ :‬جاء رجل فقال‪ :‬يا‬
‫رسطول ال إنط رأيتنط الليلة وأنطا نائم كأنط أصطلي خلف شجرة فسطجدت‪ ,‬فسطجدت‬
‫الشجرة لسجودي‪ ,‬فسمعتها وهي تقول‪ :‬اللهم اكتب ل با عندك أجرا‪ ,‬وضع عن با‬
‫وزرا‪ ,‬واجعلها ل عندك ذخرا‪ ,‬وتقبلها من كما تقبلتها من عبدك داود‪ ,‬قال ابن عباس‪:‬‬
‫فقرأ رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬سجدة ث سجد‪ ,‬فسمعته وهو يقول مثل ما أخبه‬
‫الرجطل عطن قول الشجرة‪ ,‬رواه الترمذي وابطن ماجطه وابطن حبان فط صطحيحه‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله‪{ :‬والدواب} أي اليوانات كلهطا‪ ,‬وقطد جاء فط الديطث عطن المام أحدط أن‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬ن ى عن اتاذ ظهور الدواب منابر‪ ,‬فرب مركو بة خ ي‬
‫وأكثر ذكرا ل تعال من راكبها‪ .‬وقوله‪{ :‬وكثي من الناس} أي يسجد ل طوعا متارا‬
‫متعبدا بذلك {وكثي حق عليه العذاب} أي من امتنع وأب واستكب {ومن يهن ال فما‬
‫له من مكرم إن ال يفعل ما يشاء}‪ .‬وقال ا بن أ ب حات‪ :‬حدث نا أح د بن شيبان الرملي‪,‬‬
‫حدثنا القداح عن جعفر بن ممد عن أبيه عن علي قال‪ :‬قيل لعلي‪ :‬إن ههنا رجلً يتكلم‬
‫ف الشيئة‪ ,‬فقال له علي‪ :‬يا عبد ال خلقك ال كما يشاء أو كما شئت ؟ قال‪ :‬بل كما‬
‫شاء‪ .‬قال‪ :‬فيمرضطك إذا شاء أو إذا شئت ؟ قال‪ :‬بطل إذا شاء‪ .‬قال‪ :‬فيشفيطك إذا شاء أو‬
‫إذا شئت ؟ قال‪ :‬بل إذا شاء‪ .‬قال‪ :‬فيدخلك ح يث شئت أو ح يث شاء ؟ قال‪ :‬بل ح يث‬
‫ططيف‪.‬‬ ‫ططه عيناك بالسط‬ ‫ططت الذي فيط‬ ‫يشاء‪ .‬قال‪ :‬وال لو قلت غيططط ذلك لضربط‬
‫و عن أ ب هريرة قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬إذا قرأ ا بن آدم ال سجدة‬
‫اعتزل الشيطان يبكطي‪ ,‬يقول‪ :‬يطا ويله أمطر ابطن آدم بالسطجود فسطجد فله النطة‪ ,‬وأمرت‬
‫بال سجود فأب يت فلي النار» رواه م سلم‪ .‬وقال المام أح د‪ :‬حدث نا أ بو سعيد مول ب ن‬
‫هاشم وأبو عبد الرحن القرىء قال‪ :‬حدثنا ابن ليعة‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مشرح بن هاعان أبو‬
‫مصعب العافري قال‪ :‬سعت عقبة بن عامر قال‪ :‬قلت يا رسول ال أفضلت سورة الج‬
‫على سائر القرآن بسجدتي ؟ قال «نعم فمن ل يسجد بما فل يقرأها» ورواه أبو داود‬
‫والترمذي من حديث عبد ال بن ليعة به‪ .‬وقال الترمذي‪ :‬ليس بقوي‪ ,‬وف هذا نظر‪ ,‬فإن‬
‫طه‪.‬‬‫طه تدليسط‬ ‫طا نقموا عليط‬‫طر مط‬‫طماع‪ ,‬وأكثط‬ ‫طه بالسط‬‫طرح فيط‬‫طد صط‬ ‫طة قط‬‫طن ليعط‬ ‫ابط‬
‫و قد قال أ بو داود ف الرا سيل‪ :‬حدث نا أح د بن عمرو بن ال سرح‪ ,‬أنبأ نا ا بن و هب‪,‬‬
‫أخبن معاوية بن صال عن عامر بن جشب عن خالد بن معدان رحه ال أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬فضلت سورة الج على سائر القرآن بسجدتي» ث قال أبو‬
‫داود‪ :‬وقطد أسطند هذا‪ ,‬يعنط مطن غيط هذا الوجطه ول يصطح‪ .‬وقال الافطظ أبطو بكطر‬
‫الساعيلي‪ :‬حدثن ابن أب داود‪ ,‬حدثنا يزيد بن عبد ال‪ ,‬حدثنا الوليد‪ ,‬حدثنا أبو عمرو‪,‬‬
‫حدث نا حفص بن عنان‪ ,‬حدث ن نا فع قال‪ :‬حدث ن أبو ال هم أن ع مر سجد سجدتي ف‬
‫ال ج و هو بالاب ية‪ ,‬وقال‪ :‬إن هذه فضلت ب سجدتي‪ .‬وروى أ بو داود وا بن ما جه من‬

‫‪136‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حديث الارث بن سعيد العتقي عن عبد ال بن مني عن عمرو بن العاص أن رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬أقرأه خ س عشرة سجدة ف القرآن‪ ,‬من ها ثلث ف الف صل و ف‬
‫سطططورة الجططط سطططجدتان‪ ,‬فهذه شواهطططد يشطططد بعضهطططا بعضا‪.‬‬

‫ب مّن نّا ِر يُ صَ ّ‬
‫ب‬ ‫** هَـذَانِ خَ صْمَانِ ا ْختَ صَمُواْ فِي َرّبهِ مْ فَالّذِي نَ َكفَرُواْ ُق ّطعَ تْ َلهُ ْم ِثيَا ٌ‬
‫صهَ ُر بِ ِه مَا فِي بُطُوِنهِ ْم وَالْجُلُودُ * وََلهُ ْم ّمقَامِ ُع مِ نْ َحدِيدٍ‬‫مِن َفوْ قِ رُءُو ِسهِمُ الْحَمِي مُ * يُ ْ‬
‫ِيقط‬
‫حر ِ‬ ‫َابط الْ َ‬
‫َمطُأعِيدُواْ فِيهَا وَذُوقُواْ عَذ َ‬ ‫ِنط غ ّ‬ ‫خرُجُوْا ِمنْهَا م ْ‬ ‫* كُلّمَآ أَرَا ُد َواْ أَن يَ ْ‬
‫ثبت ف الصحيحي من حديث أب ملز عن قيس بن عباد عن أب ذر‪ :‬أنه كان يقسم‬
‫قسما أن هذه الَية {هذان خصمان اختصموا ف ربم} نزلت ف حزة وصاحبيه‪ ,‬وعتبة‬
‫وصاحبيه يوم برزوا ف بدر‪ ,‬لفظ البخاري عند تفسيها‪ ,‬ث قال البخاري‪ :‬حدثنا حجاج‬
‫بن النهال‪ ,‬حدثنا العتمر بن سليمان‪ ,‬سعت أب‪ ,‬حدثنا أبو ملز عن قيس بن عباد عن‬
‫علي بن أب طالب أنه قال‪ :‬أنا أول من يثو بي يدي الرحن للخصومة يوم القيامة‪ ,‬قال‬
‫قيس‪ :‬وفيهم نزلت‪{ :‬هذان خصمان اختصموا ف ربم} قال‪ :‬هم الذين بارزوا يوم بدر‬
‫علي وحزة وعبيدة وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة‪ .‬انفرد به البخاري‪.‬‬
‫وقال سعيد بن أب عروبة عن قتادة ف قوله‪{ :‬هذان خصمان اختصموا ف ربم} قال‪:‬‬
‫اختصم السلمون وأهل الكتاب‪ ,‬فقال أهل الكتاب‪ :‬نبينا قبل نبيكم وكتابنا قبل كتابكم‪,‬‬
‫فنحطن أول بال منكطم‪ ,‬وقال السطلمون‪ :‬كتابنطا يقضطي على الكتطب كلهطا ونبينطا خاتط‬
‫النبياء‪ ,‬فنحن أول بال منكم‪ ,‬فأفلج ال السلم على من ناوأه‪ ,‬وأنزل {هذان خصمان‬
‫اخت صموا ف رب م} وكذا روى العو ف عن ا بن عباس‪ :‬وقال شع بة عن قتادة ف قوله‪:‬‬
‫{هذان خصمان اختصموا ف ربم} قال‪ :‬مصدق ومكذب وقال ابن أب نيح عن ماهد‬
‫ف هذه الَية‪ :‬مثل الكافر والؤمن اختصما ف البعث‪ ,‬وقال ف رواية هو وعطاء ف هذه‬
‫ططططططططططططة‪ :‬هطططططططططططططم الؤمنون والكافرون‪.‬‬ ‫الَيط‬
‫وقال عكرمة‪{ :‬هذان خصمان اختصموا ف ربم} قال‪ :‬هي النة والنار‪ ,‬قالت النار‪:‬‬
‫اجعلن للعقوبة‪ ,‬وقالت النة‪ :‬اجعلن للرحة‪ .‬وقول ماهد وعطاء‪ :‬إن الراد بذه الكافرون‬
‫والؤمنون يش مل القوال كل ها‪ ,‬وينت ظم ف يه ق صة يوم بدر وغي ها‪ ,‬فإن الؤمن ي يريدون‬

‫‪137‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫نصطرة ديطن ال عطز وجطل‪ ,‬والكافرون يريدون إطفاء نور اليان وخذلن القط وظهور‬
‫الباطل‪ ,‬وهذا اختيار ابن جرير‪ ,‬وهو حسن‪ ,‬ولذا قال {فالذين كفروا قطعت لم ثياب‬
‫من نار} أي ف صلت ل م مقطعات من النار‪ ,‬قال سعيد بن جبي‪ :‬من ناس‪ ,‬و هو أ شد‬
‫الشياء حرارة إذا ح ي {ي صب من فوق رؤو سهم الم يم * ي صهر به ما ف بطون م‬
‫واللود} أي إذا صب على رؤوسهم الميم وهو الاء الار ف غاية الرارة‪ .‬وقال سعيد‬
‫بن جبي‪ :‬هو النحاس الذاب‪ ,‬أذاب ما ف بطون م من الش حم والمعاء‪ ,‬قاله ا بن عباس‬
‫وما هد و سعيد بن جبي وغي هم‪ ,‬وكذلك تذوب جلود هم‪ ,‬وقال ا بن عباس و سعيد‪:‬‬
‫تسططططططططططططططططططططططططططططططططططاقط‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثن ممد بن الثن‪ ,‬حدثن إبراهيم أبو إسحاق الطالقان‪ ,‬حدثنا ابن‬
‫البارك عن سعيد بن يزيد عن أب السمح عن ابن حجية‪ ,‬عن أب هريرة عن النب صلى‬
‫ال عل يه و سلم قال‪« :‬إن الم يم لي صب على رؤو سهم فين فذ المج مة ح ت يلص إل‬
‫جو فه‪ ,‬في سلت ما ف جو فه ح ت يبلغ قدم يه‪ ,‬و هو ال صهر‪ ,‬ث يعاد ك ما كان» ورواه‬
‫الترمذي من حديث ابن البارك وقال‪ :‬حسن صحيح‪ ,‬وهكذا رواه ابن أب حات عن أبيه‬
‫عن أب نعيم عن ابن البارك به‪ .‬ث قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا علي بن السي‪ ,‬حدثنا أحد‬
‫ططططططططططططططط الواري‪.‬‬ ‫طططططططططططططططن أبط‬ ‫بط‬
‫قال‪ :‬سعت ع بد ال بن ال سري قال‪ :‬يأت يه اللك ي مل الناء بكلبت ي من حرار ته‪ ,‬فإذا‬
‫أدناه من وجهه تكرهه‪ ,‬قال‪ :‬فيفع مقمعة معه فيضرب با رأسه فيفرغ دماغه‪ ,‬ث يفرغ‬
‫الناء من دما غه في صل إل جو فه من دما غه‪ ,‬فذلك قوله‪{ :‬ي صهر به ما ف بطون م‬
‫واللود}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ولم مقامع من حديد} قال المام أحد‪ :‬حدثنا حسن بن موسى‪ ,‬حدثنا ابن‬
‫لي عة‪ ,‬حدث نا دراج عن أ ب الي ثم عن أ ب سعيد الدري عن ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫و سلم قال‪« :‬لو أن مقمعا من حد يد و ضع ف الرض‪ ,‬فاجت مع له الثقلن ما أقلوه من‬
‫الرض» وقال المام أحد‪ :‬حدثنا موسى بن داود‪ ,‬حدثنا ابن ليعة‪ ,‬حدثنا دراج عن أب‬
‫اليثم عن أب سعيد الدري قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «لو ضرب البل‬
‫بقمع من حديد لتفتت‪ ,‬ث عاد كما كان‪ ,‬ولو أن دلوا من غساق يهراق ف الدنيا لنت‬

‫‪138‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أهل الدنيا» وقال ابن عباس ف قوله‪{ :‬ولم مقامع من حديد} قال‪ :‬يضربون با‪ ,‬فيقع‬
‫كطططططططططططل عضطططططططططططو على حياله فيدعون بالثبور‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬كلما أرادوا أن يرجوا منها من غم أعيدوا فيها} قال العمش عن أب ظبيان‬
‫عن سلمان قال‪ :‬النار سوداء مظل مة ل يض يء لب ها ول جرها‪ ,‬ث قرأ {كل ما أرادوا أن‬
‫يرجوا من ها من غم أعيدوا في ها} وقال ز يد بن أ سلم ف هذه الَ ية {كل ما أرادوا أن‬
‫يرجوا من ها من غم أعيدوا في ها} قال‪ :‬بلغ ن أن أ هل النار ف النار ل يتنف سون‪ ,‬وقال‬
‫الفضيطل بطن عياض‪ :‬وال مطا طمعوا فط الروج‪ ,‬إن الرجطل لقيدة وإن اليدي لوثقطة‪,‬‬
‫ولكن يرفعهم لبها وتردهم مقامعها‪ .‬وقوله‪{ :‬وذوقوا عذاب الريق} كقوله‪{ :‬وقيل لم‬
‫ذوقوا عذاب النار الذي كنتطم بطه تكذبون} ومعنط الكلم أنمط يهانون بالعذاب قولً‬
‫وفعلً‪.‬‬

‫حِتهَا الْنهَا ُر يُحَّلوْ َن‬


‫ت تَجْرِي مِن تَ ْ‬ ‫** إِ نّ اللّ َه يُدْخِ ُل الّذِي نَ آ َمنُوْا َوعَمِلُوْا ال صّالِحَاتِ َجنّا ٍ‬
‫ب مِ َن اْل َقوْلِ‬ ‫فِيهَا مِ نْ أَ سَاوِ َر مِن َذهَ بٍ وَُلؤْلُؤا وَِلبَا ُسهُمْ فِيهَا َحرِيرٌ * وَهُ ُد َواْ إِلَى ال ّطيّ ِ‬
‫حمِيدِ‬‫ط الْ َ‬‫َوهُ ُدوَاْ إَِلىَ صططططططططططططططططططططططططططِرَا ِ‬
‫لا أخب تعال عن حال أهل النار عياذا بال من حالم وما هم فيه من العذاب والنكال‬
‫والريق والغلل و ما أ عد ل م من الثياب من النار‪ ,‬ذ كر حال أ هل ال نة ن سأل ال من‬
‫فضله وكرمه أن يدخله النة‪ ,‬فقال‪{ :‬إن ال يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالات جنات‬
‫تري مطن تتهطا النار} أي تتخرق فط أكنافهطا وأرجائهطا وجوانبهطا وتتط أشجارهطا‬
‫وقصورها‪ ,‬يصرفونا حيث شاؤوا وأين أرادوا {يلون فيها} من اللية {من أساور من‬
‫ذهب ولؤلؤا} أي ف أيديهم‪ ,‬كما قاله النب صلى ال عليه وسلم ف الديث التفق عليه‪:‬‬
‫«تبلغ اللية من الؤمن حيث يبلغ الوضوء»‪ .‬وقال كعب الحبار‪ :‬إن ف النة ملكا لو‬
‫شئت أن أسيه لسميته يصوغ لهل النة اللي منذ خلقه ال إل يوم القيامة لو أبرز قلب‬
‫منهطا طط أي سطوار منهطا طط لرد شعاع الشمطس كمطا ترد الشمطس نور القمطر‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ولبا سهم في ها حر ير} ف مقابلة ثياب أ هل النار ال ت ف صلت ل م‪ ,‬لباس هؤلء‬
‫من الر ير إ ستبقه و سندسه‪ ,‬ك ما قال‪{ :‬عالي هم ثياب سندس خ ضر وإ ستبق وحلوا‬

‫‪139‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أسطاور مطن فضطة وسطقاهم ربمط شرابا طهورا * إن هذا كان لكطم جزاء وكان سطعيكم‬
‫مشكورا} وف الصحيح «ل تلبسوا الرير ول الديباج ف الدنيا‪ ,‬فإنه من لبسه ف الدنيا ل‬
‫يلبسه ف الَخرة» قال عبد ال بن الزبي‪ :‬من ل يلبس الرير ف الَخرة ل يدخل النة‪,‬‬
‫قال ال تعال‪{ :‬ولباسطهم فيهطا حريطر}‪ .‬وقوله‪{ :‬وهدوا إل الطيطب مطن القول} كقوله‬
‫تعال‪{ :‬وأدخل الذين آمنوا وعملوا الصالات جنات تري من تتها النار خالدين فيها‬
‫بإذن رب م تيت هم في ها سلم} وقوله‪{ :‬واللئ كة يدخلون علي هم من كل باب سلم‬
‫عليكطم باط صطبت فنعطم عقطب الدار} وقوله‪{ :‬ل يسطمعون فيهطا لغوا ول تأثيما إل قيلً‬
‫سلما سلما} فهدوا إل الكان الذي يسمعون فيه الكلم الطيب‪ ,‬وقوله‪{ :‬ويلقون فيها‬
‫ت ية و سلما} ل ك ما يهان أ هل النار بالكلم الذي يوبون به ويقرعون به يقال ل م‪:‬‬
‫{ذوقوا عذاب الر يق}‪ .‬وقوله‪{ :‬وهدوا إل صراط الم يد} أي إل الكان الذي‬
‫يمدون ف يه رب م على ما أح سن إلي هم وأن عم به وأ سداه إلي هم ك ما جاء ف الد يث‬
‫الصحيح «إنم يلهمون التسبيح والتحميد كما يلهمون النّفس» وقد قال بعض الفسرين‬
‫ف قوله‪{ :‬وهدوا إل الط يب من القول} أي القرآن وق يل‪ :‬ل إله إل ال وق يل‪ :‬الذكار‬
‫الشروعة {وهدوا إل صراط الميد} أي الطريق الستقيم ف الدنيا وكل هذا ل يناف ما‬
‫ذكرناه وال أعلم‪.‬‬

‫حرَا ِم الّذِي َجعَ ْلنَا هُ لِلنّا سِ َسوَآ ًء‬


‫** إِ نّ الّذِي نَ َك َفرُوْا َويَ صُدّونَ عَن َسبِيلِ اللّ ِه وَالْمَ سْجِ ِد الْ َ‬
‫ط عَذَاب طٍ أَلِيم طٍ‬ ‫ط مِن ْ‬
‫ط بِإِلْحَا ٍد بِظُلْم طٍ نّذِقْه ُ‬ ‫ط وَالْبَادِ وَمَطن ُيرِدْ فِيه ِ‬
‫الْعَاكِف طُ فِيه ِ‬
‫يقول تعال منكرا على الكفار فط صطدهم الؤمنيط عطن إتيان السطجد الرام وقضاء‬
‫مناسكهم فيه ودعواهم أنم أولياؤه {وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إل التقون} الَية‪ ,‬وف‬
‫هذه الَية دل يل على أن ا مدنية‪ ,‬ك ما قال ف سورة البقرة‪{ :‬يسألونك عن الش هر الرام‬
‫قتال فيه قل قتال فيه كبي وصد عن سبيل ال وكفر به والسجد الرام وإخراج أهله منه‬
‫أ كب ع ند ال} وقال هه نا‪{ :‬إن الذ ين كفروا وي صدون عن سبيل ال وال سجد الرام}‬
‫أي ومن صفتهم أنم مع كفرهم يصدون عن سبيل ال والسجد الرام‪ ,‬أي ويصدون عن‬
‫السطجد الرام مطن أراده مطن الؤمنيط الذيطن هطم أحطق الناس بطه فط نفطس المطر‪ ,‬وهذا‬

‫‪140‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫التركيب ف هذه الَية كقوله تعال‪{ :‬الذين آمنوا وتطمئن قلوبم بذكر ال أل بذكر ال‬
‫ططر ال‪.‬‬ ‫طط بذكط‬ ‫طط تطمئن قلوبمط‬ ‫ططفتهم أنمط‬ ‫ططن صط‬ ‫تطمئن القلوب} أي ومط‬
‫وقوله‪{ :‬الذي جعلناه للناس سواء العا كف ف يه والباد} أي ينعون الناس عن الو صول‬
‫إل السجد الرام‪ ,‬وقد جعله ال شرعا سواء ل فرق فيه بي القيم فيه والنائي عنه البعيد‬
‫الدار م نه { سواء العا كف ف يه والباد} و من ذلك ا ستواء الناس ف رباع م كة و سكناها‪,‬‬
‫كما قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف قوله‪{ :‬سواء العاكف فيه والباد} قال‪ :‬ينل‬
‫أهل مكة وغيهم ف السجد الرام‪ .‬وقال ماهد‪{ :‬سواء العاكف فيه والباد} أهل مكة‬
‫وغيهم فيه سواء ف النازل‪ ,‬وكذا قال أبو صال وعبد الرحن بن سابط وعبد الرحن بن‬
‫ز يد بن أ سلم وقال ع بد الرزاق عن مع مر عن قتادة‪ :‬سواء ف يه أهله وغ ي أهله‪ ,‬وهذه‬
‫السألة هي الت اختلف فيها الشافعي وإسحاق بن راهويه بسجد اليف‪ ,‬وأحد بن حنبل‬
‫حا ضر أيضا‪ ,‬فذ هب الشاف عي رح ه ال إل أن رباع م كة تلك وتورث وتؤ جر‪ ,‬واح تج‬
‫بديث الزهري عن علي بن السي عن عمرو بن عثمان عن أسامة بن زيد قال‪ :‬قلت يا‬
‫ر سول ال أتنل غدا ف دارك ب كة ؟ فقال‪« :‬و هل ترك ل نا عق يل من رباع ؟» ث قال‪:‬‬
‫«ل يرث الكافر السلم ول السلم الكافر» وهذا الديث مرج ف الصحيحي‪ ,‬وبا ثبت‬
‫أن عمر بن الطاب اشترى من صفوان بن أمية دارا بكة‪ ,‬فجعلها سجنا‪ ,‬بأربعة آلف‬
‫درهم‪ ,‬وبه قال طاوس وعمرو بن دينار‪ ,‬وذهب إسحاق بن راهويه إل أنا ل تورث ول‬
‫تؤ جر‪ ,‬و هو مذ هب طائ فة من ال سلف‪ ,‬و نص عل يه ما هد وعطاء‪ ,‬واح تج إ سحاق بن‬
‫راهويه با رواه ابن ماجه عن أب بكر بن أب شيبة عن عيسى بن يونس عن عمر بن سعيد‬
‫بن أب حسي‪ ,‬عن عثمان بن أب سليمان عن علقمة بن نضلة قال‪ :‬توف رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم وأبو بكر وعمر وما تدعي رباع مكة إل السوائب من احتاج سكن ومن‬
‫اسططططططططططططططططتغن أسططططططططططططططططكن‪.‬‬
‫وقال عبد الرزاق عن ابن ماهد عن أبيه عن عبد ال بن عمرو أنه قال‪ :‬ل يل بيع دور‬
‫مكطة ول كراؤهطا‪ ,‬وقال أيضا عطن ابطن جريطج‪ :‬كان عطاء ينهطى عطن الكراء فط الرم‪,‬‬
‫وأخبن أن عمر بن الطاب كان ينهى عن تبويب دور مكة لن ينل الاج ف عرصاتا‪,‬‬
‫فكان أول من بوب داره سهيل بن عمرو‪ ,‬فأرسل إليه عمر بن الطاب ف ذلك‪ ,‬فقال‪:‬‬

‫‪141‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أنظر ن يا أم ي الؤمن ي إ ن ك نت امرأ تاجرا‪ ,‬فأردت أن أت ذ باب ي يب سان ل ظهري‪,‬‬
‫قال‪ :‬فلك ذلك إذا‪ .‬وقال عبطد الرزاق عطن معمطر عطن منصطور عطن ماهطد أن عمطر بطن‬
‫الطاب قال‪ :‬يطا أهطل مكطة ل تتخذوا لدوركطم أبوابا لينل البادي حيطث يشاء‪ ,‬قال‪:‬‬
‫وأخب نا مع مر ع من سع عطاء يقول‪ { :‬سواء العا كف ف يه والباد} قال‪ :‬ينلون ح يث‬
‫شاؤوا‪ ,‬وروى الدارقطن من حديث ابن أب نيح عن عبد ال بن عمرو موقوفا «من أكل‬
‫كراء بيوت مكة أكل نارا» وتوسط المام أحد فقال‪ :‬تلك وتورث ول تؤجر جعا بي‬
‫الدلة‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقوله‪{ :‬و من يرد ف يه بإلاد بظلم نذ قه من عذاب أل يم} قال ب عض‬
‫الف سرين من أ هل العرب ية‪ :‬الباء هه نا زائدة‪ ,‬كقوله‪{ :‬تن بت بالد هن} أي تن بت الد هن‪,‬‬
‫ططى‪.‬‬ ‫ططا قال العشط‬ ‫ططه بإلاد} تقديره إلادا‪ ,‬وكمط‬ ‫ططن يرد فيط‬ ‫وكذا قوله‪{ :‬ومط‬
‫ضمنطططت برزق عيالنطططا أرماحنابيططط الراجطططل والصطططريح الجرد‬
‫وقال الَخططططططططططططططططططططططططططططططططر‪:‬‬
‫طططططدرهوأسفله بالرخ والشبهان‬ ‫طططططث صط‬ ‫طططططت الشط‬ ‫بواد يان ينبط‬
‫والجود أنه ضمن الفعل ههنا معن يهم‪ ,‬ولذا عداه بالباء فقال‪{ :‬ومن يرد فيه بإلاد}‬
‫أي ي هم ف يه بأ مر فظ يع من العا صي الكبار‪ :‬وقوله‪{ :‬بظلم} أي عامدا قا صدا أ نه ظلم‬
‫ليططس بتأول‪ ,‬كمططا قال ابططن جريططج عططن ابططن عباس هططو التعمططد‪.‬‬
‫وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس‪ :‬بظلم بشرك‪ ,‬وقال ماهد‪ :‬أن يعبد فيه غي ال‪,‬‬
‫وكذا قال قتادة وغي واحد‪ .‬وقال العوف عن ابن عباس‪ :‬بظلم هو أن تستحل من الرم ما‬
‫حرم ال عل يك من إ ساءة أو ق تل‪ ,‬فتظلم من ل يظل مك وتق تل من ل يقتلك‪ ,‬فإذا ف عل‬
‫ذلك ف قد و جب له العذاب الل يم‪ ,‬وقال ما هد‪ :‬بظلم يع مل ف يه عملً سيئا‪ ,‬وهذا من‬
‫خ صوصية الرم أ نه يعا قب البادي ف يه ال شر إذا كان عازما عل يه وإن ل يوق عه‪ ,‬ك ما قال‬
‫ابن أب حات ف تفسيه‪ ,‬حدثنا أحد بن سنان‪ ,‬حدثنا يزيد بن هارون‪ ,‬أنبأنا شعبة عن‬
‫ال سدي أنه سع مرة يدث عن ع بد ال يعن ا بن مسعود ف قوله‪{ :‬و من يرد فيه بإلاد‬
‫بظلم} قال‪ :‬لو أن رجلً أراد فيطه بإلاد بظلم وهطو بعدن أبيط‪ ,‬لذاقطه ال مطن العذاب‬
‫الليم‪ ,‬قال شعبة‪ :‬هو رفعه لنا وأنا ل أرفعه لكم‪ .‬قال يزيد‪ :‬هو قد رفعه‪ ,‬ورواه أحد عن‬
‫يزيد بن هارون به‪ ,‬قلت‪ :‬هذا السناد صحيح على شرط البخاري‪ ,‬ووقفه أشبه من رفعه‪,‬‬

‫‪142‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ولذا صمم شعبة على وقفه من كلم ابن مسعود‪ ,‬وكذلك رواه أسباط وسفيان الثوري‬
‫عن السدي‪ ,‬عن مرة‪ ,‬عن ابن مسعود موقوفا‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقال الثوري عن السدي عن‬
‫مرة عن عبد ال قال‪ :‬ما من رجل يهم بسيئة فتكتب عليه‪ ,‬ولو أن رجلً بعدن أبي ه مّ‬
‫ل بذا الب يت لذا قه ال من العذاب الل يم‪ ,‬وكذا قال الضحاك بن مزا حم‪,‬‬ ‫أن يق تل رج ً‬
‫وقال سفيان الثوري عن من صور‪ ,‬عن ما هد‪ :‬إلاد ف يه ل وال وبلى وال‪ ,‬وروي عن‬
‫ماهد‪ ,‬عن عبد ال بن عمرو مثله‪ ,‬وقال سعيد بن جبي‪ :‬شتم الادم ظلم فما فوقه‪ ,‬وقال‬
‫سفيان الثوري عن ع بد ال بن عطاء‪ ,‬عن ميمون بن مهران‪ ,‬عن ا بن عباس ف قوله‪:‬‬
‫{ومن يرد فيه بإلاد بظلم} قال‪ :‬تارة المي فيه‪ .‬وعن ابن عمر‪ :‬بيع الطعام بكة إلاد‪.‬‬
‫وقال حبيب بن أب ثابت‪{ :‬ومن يرد فيه بإلاد بظلم} قال‪ :‬الحتكر بكة‪ ,‬وكذا قال‬
‫غي واحد‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا عبد ال بن إسحاق الوهري‪ ,‬أنبأنا أبو‬
‫عاصم عن جعفر بن يي‪ ,‬عن عمه عمارة بن ثوبان‪ ,‬حدثن موسى بن باذان عن يعلى بن‬
‫أم ية أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬احتكار الطعام ب كة إلاد» وقال ا بن أ ب‬
‫حات‪ :‬حدثنا أبو زرعة‪ ,‬حدثنا يي بن عبد ال بن بكي‪ ,‬حدثنا ابن ليعة‪ ,‬حدثنا عطاء بن‬
‫دينار‪ ,‬حدثن سعيد بن جبي قال‪ :‬قال ابن عباس ف قوله ال‪{ :‬ومن يرد فيه بإلاد بظلم}‬
‫قال‪ :‬نزلت ف ع بد ال بن أن يس‪ ,‬أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم بع ثه مع رجل ي‪:‬‬
‫أحدها مهاجر‪ ,‬والَخر من النصار‪ ,‬فافتخروا ف النساب فغضب عبد ال بن أنيس فقتل‬
‫النصاري‪ ,‬ث ارتد عن السلم‪ ,‬وهرب إل مكة‪ ,‬فنلت فيه {ومن يرد فيه بإلاد بظلم}‬
‫يعن من لأ إل الرم بإلاد‪ ,‬يعن بيل عن السلم‪ ,‬وهذه الَثار وإن دلت على أن هذه‬
‫الشياء من اللاد‪ ,‬ولكن هو أعم من ذلك بل فيها تنبيه على ما هو أغلظ منها‪ ,‬ولذا لا‬
‫هم أصحاب الفيل على تريب البيت أرسل ال عليهم طيا أبابيل‪{ ,‬ترميهم بجارة من‬
‫سجيل‪ ,‬فجعل هم كع صف مأكول}‪ ,‬أي دمر هم وجعل هم عبة ونكالً ل كل من أراده‬
‫بسوء‪ ,‬ولذلك ثبت ف الديث أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬يغزو هذا البيت‬
‫جيطش حتط إذا كانوا بطبيداء مطن الرض خسطف بأولمط وآخرهطم» الديطث‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن كناسة‪ ,‬حدثنا إسحاق بن سعيد عن أبيه قال‪ :‬أتى‬
‫ع بد ال بن ع مر ع بد ال بن الزب ي فقال‪ :‬يا ا بن الزب ي إياك واللاد ف حرم ال‪ ,‬فإ ن‬

‫‪143‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬إنه سيلحد فيه رجل من قريش‪ ,‬لو توزن‬
‫ذنوبه بذنوب الثقلي لرجحت» فانظر ل تكن هو‪ ,‬وقال أيضا ف مسند عبد ال بن عمرو‬
‫بن العاص‪ :‬حدثنا هاشم‪ ,‬حدثنا إسحاق بن سعيد‪ ,‬حدثنا سعيد بن عمرو قال‪ :‬أتى عبد‬
‫ال بن عمر عبد ال بن الزبي وهو جالس ف الجر فقال‪ :‬يا ابن الزبي‪ ,‬إياك واللاد ف‬
‫الرم‪ ,‬فان أشهد لسمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬يلها ويل به رجل‬
‫من قريش‪ ,‬لو وزنت ذنوبه بذنوب الثقلي لوزنتها» قال‪ :‬فانظر ل تكن هو‪ ,‬ول يرجه‬
‫أحطططد مطططن أصطططحاب الكتطططب مطططن هذيطططن الوجهيططط‪.‬‬

‫** َوإِ ْذ َب ّوْأنَا ِلبْرَاهِي َم َمكَا نَ اْلَبيْ تِ أَن لّ تُشْرِ ْك بِي َشيْئا َو َطهّ ْر بَْيتِ يَ لِلطّآِئفِيَ وَالْقَآئِمِيَ‬
‫ح ّج َي ْأتُو كَ رِجَا ًل َوعََلىَ كُلّ ضَامِ ٍر َيأْتِيَ مِن كُلّ‬ ‫وَالرّكّ ِع ال سّجُودِ * َوأَذّن فِي النّا سِ بِالْ َ‬
‫ط عَميِقطططططططططططططططططٍ‬ ‫فَجطططططططططططططططط ّ‬
‫هذا فيه تقريع وتوبيخ لن عبد غي ال وأشرك به من قريش ف البقعة الت أسست من‬
‫أول يوم على توح يد ال وعباد ته وحده ل شر يك له‪ ,‬فذ كر تعال أ نه بوأ إبراه يم مكان‬
‫البيت‪ ,‬أي أرشده إليه وسلمه له وأذن له ف بنائه‪ ,‬واستدل به كثي من قال‪ :‬إن إبراهيم‬
‫عليه السلم هو أول من بن البيت العتيق‪ ,‬وأنه ل يب قبله‪ ,‬كما ثبت ف الصحيحي عن‬
‫أب ذر‪ ,‬قلت‪ :‬يا رسول ال أي مسجد وضع أول ؟ قال «السجد الرام»‪ .‬قلت‪ :‬ث أي ؟‬
‫قال‪« :‬ب يت القدس»‪ .‬قلت‪ :‬كم بينه ما ؟ قال‪« :‬أربعون سنة»‪ .‬و قد قال ال تعال‪{ :‬إن‬
‫أول بيطت وضطع للناس للذي ببكطة مباركا} الَيتيط‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬وعهدنطا إل إبراهيطم‬
‫وإساعيل أن طهرا بيت للطائفي والعاكفي والركع السجود} وقد قدمنا ذكر ما ورد ف‬
‫بناء البيت من الصحاح والَثار با أغن عن إعادته ههنا‪ ,‬وقال تعال ههنا {أن ل تشرك‬
‫بط شيئا} أي ابنطه على اسطي وحدي {وطهطر بيتط} قال قتادة وماهطد‪ :‬مطن الشرك‬
‫{للطائفي والقائمي والركع السجود} أي اجعله خالصا لؤلء الذين يعبدون ال وحده‬
‫ل شريك له‪ ,‬فالطائف به معروف‪ ,‬وهو أخص العبادات عند البيت‪ ,‬فإنه ل يفعل ببقعة‬
‫من الرض سواها {والقائم ي} أي ف ال صلة‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬والر كع ال سجود} فقرن‬
‫الطواف بال صلة لن ما ل يشرعان إل مت صي بالب يت‪ ,‬فالطواف عنده وال صلة إل يه ف‬

‫‪144‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ط اسطتثن مطن الصطلة عنطد اشتباه القبلة وفط الرب وفط النافلة فط‬‫غالب الحوال‪ ,‬إل م ا‬
‫السططططططططططططططططططططططططططططططفر‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وأذن فط الناس بالجط} أي ناد فط الناس بالجط‪ ,‬داعيا لمط إل الجط إل هذا‬
‫البيت الذي أمرناك ببنائه‪ ,‬فذكر أنه قال‪ :‬يا رب وكيف أبلغ الناس وصوت ل ينفذهم ؟‬
‫فقال‪ :‬ناد وعلينا البلغ‪ ,‬فقام على مقامه‪ ,‬وقيل على الجر‪ ,‬وقيل على الصفا‪ ,‬وقيل على‬
‫أب قبيس‪ ,‬وقال‪ :‬يا أيها الناس إن ربكم قد اتذ بيتا فحجوه‪ ,‬فيقال إن البال تواضعت‬
‫حت بلغ الصوت أرجاء الرض‪ ,‬وأسع من ف الرحام والصلب‪ ,‬وأجابه كل شيء سعه‬
‫من حجر ومدر وشجر‪ ,‬ومن كتب ال أنه يج إل يوم القيامة‪ ,‬لبيك اللهم لبيك‪ ,‬وهذا‬
‫مضمون ما روي عن ابن عباس وماهد وعكرمة وسعيد بن جبي وغي واحد من السلف‪,‬‬
‫وال أعلم‪ ,‬أوردهطططا ابطططن جريطططر وابطططن أبططط حاتططط مطولة‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬يأتوك رجا ًل وعلى كل ضا مر} الَ ية‪ ,‬قد ي ستدل بذه الَ ية من ذ هب من‬
‫العلماء إل أن الج ماشيا لن قدر عليه أفضل من الج راكبا‪ ,‬لنه قدمهم ف الذكر‪ ,‬فدل‬
‫على الهتمام ب م وقوة هم هم وشدة عزم هم‪ ,‬وقال وك يع عن أ ب العم يس‪ ,‬عن أ ب‬
‫حلحلة‪ ,‬عن ممد بن كعب‪ ,‬عن ابن عباس قال‪ :‬ما أساء علي شيء إل أخي وددت أن‬
‫كنطت حججطت ماشيا‪ ,‬لن ال يقول‪{ :‬يأتوك رجالً} والذي عليطه الكثرون أن الجط‬
‫راكبا أفضل‪ ,‬اقتداء برسول ال صلى ال عليه وسلم فإنه حج راكبا مع كمال قوته عليه‬
‫السلم‪ .‬وقوله‪{ :‬يأتي من كل فج} يعن طريق‪ ,‬كما قال‪{ :‬وجعلنا فيها فجاجا سبلً}‬
‫وقوله‪{ :‬عم يق} أي بع يد‪ ,‬قاله ما هد وعطاء وال سدي وقتادة ومقا تل بن حيان والثوري‬
‫وغ ي وا حد‪ ,‬وهذه الَ ية كقوله تعال إخبارا عن إبراه يم ح يث قال ف دعائه‪{ :‬فاج عل‬
‫أفئدة من الناس توي إليهم} فليس أحد من أهل السلم إل وهو ي ن إل رؤية الكعبة‬
‫والطواف‪ ,‬فالناس يقصطططططدونا مطططططن سطططططائر الهات والقطار‪.‬‬

‫ت عََلىَ مَا رَزََقهُ ْم مّن َبهِي َم ِة‬ ‫شهَدُواْ مَنَافِ عَ َل ُه ْم َويَذْكُرُواْ ا سْمَ اللّ هِ فِ يَ َأيّا ٍم ّمعْلُومَا ٍ‬ ‫** ّليَ ْ‬
‫الْنعَا مِ َفكُلُواْ ِمنْهَا َوَأ ْطعِمُوْا اْلبَآئِ سَ اْل َفقِيَ * ثُ مّ ْلَي ْقضُوْا َتفََثهُ ْم وَْليُوفُواْ نُذُو َرهُ ْم وَْليَ ّطوّفُواْ‬
‫ط اْلعَتِيقططططططططططططططططِ‬ ‫بِاْلبَيْتططططططططططططططط ِ‬

‫‪145‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال ابطن عباس‪{ :‬ليشهدوا منافطع لمط} قال‪ :‬منافطع الدنيطا والَخرة‪ ,‬أمطا منافطع الَخرة‬
‫فرضوان ال تعال‪ ,‬وأ ما منا فع الدن يا ف ما ي صيبون من منا فع البدن‪ ,‬والذبائح والتجارات‪,‬‬
‫وكذا قال ما هد وغ ي وا حد‪ :‬إن ا منا فع الدن يا والَخرة كقوله‪{ :‬ل يس علي كم جناح أن‬
‫تبتغوا فضلً من ربكم}‪ .‬وقوله‪{ :‬ويذكروا اسم ال ف أيام معلومات على ما رزقهم من‬
‫بي مة النعام}‪ ,‬قال شع بة وهش يم عن أ ب ب شر‪ ,‬عن سعيد‪ ,‬عن ا بن عباس ر ضي ال‬
‫عنهما‪ :‬اليام العلومات أيام العشر‪ ,‬وعلقه البخاري عنه بصيغة الزم به‪ .‬وروي مثله عن‬
‫أ ب مو سى الشعري وما هد وقتادة وعطاء و سعيد بن جبي وال سن والضحاك وعطاء‬
‫الراسطان وإبراهيطم النخعطي‪ ,‬وهطو مذهطب الشافعطي والشهور عطن أحدط بطن حنبطل‪.‬‬
‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا ممد بن عرعرة‪ ,‬حدثنا شعبة عن سليمان‪ ,‬عن مسلم البطي‪ ,‬عن‬
‫سعيد بن جبي‪ ,‬عن ا بن عباس‪ ,‬عن ال نب صلى ال عل يه و سلم قال‪ « :‬ما الع مل ف أيام‬
‫أف ضل من ها ف هذه» قالوا‪ :‬ول الهاد ف سبيل ال ؟ قال‪« :‬ول الهاد ف سبيل ال إل‬
‫رجل يرج ياطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء»‪ ,‬رواه المام أحد وأبو داود والترمذي‬
‫وا بن ما جه بنحوه‪ .‬وقال الترمذي‪ :‬حد يث ح سن‪ ,‬غر يب‪ ,‬صحيح‪ ,‬و ف الباب عن ا بن‬
‫عمر وأب هريرة وعبد ال بن عمرو وجابر‪ ,‬قلت‪ :‬وقد تقصيت هذه الطرق‪ ,‬وأفردت لا‬
‫جزءا على حدته‪ ,‬فمن ذلك ما قال المام أحد‪ :‬حدثنا عثمان أنبأنا أبو عوانة عن يزيد بن‬
‫أب زياد عن ماهد‪ ,‬عن ابن عمر قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «ما من أيام‬
‫أعظم عند ال ول أحب إليه العمل فيهن من هذه اليام العشر فأكثروا فيهن من التهليل‬
‫والتكبي والتحميد» وروي من وجه آخر عن ماهد عن ابن عمر بنحوه‪ .‬وقال البخاري‪:‬‬
‫وكان ابطن عمطر وأبطو هريرة يرجان إل السطوق فط أيام العشطر فيكطبان ويكطب الناس‬
‫بتكبيهاططططططططططططططططططططططططططططططططط‪.‬‬
‫و قد روى أح د عن جابر مرفوعا أن هذا هو الع شر الذي أق سم به ف قوله‪{ :‬والف جر‬
‫وليال عشر}‪ .‬وقال بعض السلف‪ :‬أنه الراد بقوله‪{ :‬وأتمناها بعشر} وف سنن أب داود‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يصوم هذا العشر‪ ,‬وهذا العشر مشتمل على يوم‬
‫عرفة الذي ثبت ف صحيح مسلم عن أب قتادة قال‪ :‬سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫عن صيام يوم عرفة‪ ,‬فقال‪ :‬أحتسب على ال أن يكفر به السنة الاضية والَتية‪ ,‬ويشتمل‬

‫‪146‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫على يوم النحر الذي هو يوم الج الكب‪ ,‬وقد ورد ف حديث أنه أفضل اليام عند ال‬
‫وبالملة‪ ,‬فهذا الع شر قد ق يل إ نه أف ضل أيام ال سنة‪ ,‬ك ما ن طق به الد يث‪ ,‬وفضله كث ي‬
‫على عشر رمضان الخي‪ ,‬لن هذا يشرع فيه ما يشرع ف ذلك من صلة وصيام وصدقة‬
‫وغيه‪ ,‬ويتاز هذا باختصاصه بأداء فرض الج فيه‪ .‬وقيل ذلك أفضل ل شتماله على ليلة‬
‫القدر ال ت هي خ ي من ألف ش هر‪ ,‬وتو سط آخرون فقالوا‪ :‬أيام هذا أف ضل‪ ,‬وليال ذاك‬
‫أفضطططططططل‪ ,‬وبذا يتمطططططططع شلططططططط الدلة‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫(قول ثان) ف اليام العلومات‪ .‬قال الكم عن مقسم عن ابن عباس‪ :‬اليام العلومات‬
‫يوم النحر وثلثة أيام بعده‪ ,‬ويروى هذا عن ابن عمر وإبراهيم النخعي‪ ,‬وإليه ذهب أحد‬
‫بططططططن حنبططططططل فطططططط روايططططططة عنططططططه‪.‬‬
‫(قول ثالث) قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا علي بن الدين‪ ,‬حدثنا يي بن سعيد‪,‬‬
‫حدثنا ابن عجلن‪ ,‬حدثن نافع أن ابن عمر كان يقول‪ :‬اليام العلومات والعدودات هن‬
‫جيع هن أرب عة أيام‪ ,‬فاليام العلومات‪ :‬يوم الن حر‪ ,‬ويومان بعده‪ ,‬واليام العدودات ثل ثة‬
‫أيام بعد يوم النحر‪ ,‬هذا إسناد صحيح إليه‪ ,‬وقاله السدي‪ ,‬وهو مذهب المام مالك بن‬
‫أنس‪ ,‬ويعضد هذا القول والذي قبله قوله تعال‪{ :‬على ما رزقهم من بيمة النعام} يعن‬
‫ذكططططططططططر ال عنططططططططططد ذبهططططططططططا‪.‬‬
‫(قول رابع) أنا يوم عرفة ويوم النحر ويوم آخر بعده‪ ,‬وهو مذهب أب حنيفة‪ .‬وقال ابن‬
‫وهب‪ :‬حدثن ابن زيد بن أسلم عن أبيه أنه قال‪ :‬العلومات يوم عرفة ويوم النحر وأيام‬
‫التشريططططططططططططططططططططططططططططططططططق‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬على ما رزقهم من بيمة النعام} يعن البل والبقر والغنم كما فصلها تعال ف‬
‫سورة النعام {ثانية أزواج} الَية‪ ,‬وقوله‪{ :‬فكلوا منها وأطعموا البائس الفقي} استدل‬
‫بذه الَ ية من ذ هب إل وجوب ال كل من الضا حي‪ ,‬و هو قول غر يب‪ ,‬والذي عل يه‬
‫الكثرون أ نه من باب الرخ صة أو ال ستحباب‪ ,‬ك ما ث بت أن ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم لا نر هديه أمر من كل بدنة ببضعة فتطبخ‪ ,‬فأكل من لمها وحسا من مرقها‪ .‬قال‬
‫ع بد ال بن و هب‪ :‬قال ل مالك‪ :‬أ حب أن يأ كل من أضحي ته‪ ,‬لن ال يقول‪{ :‬فكلوا‬
‫منهطا} قال ابطن وهطب‪ :‬وسطألت الليطث‪ ,‬فقال ل مثطل ذلك‪ ,‬وقال سطفيان الثوري عطن‬

‫‪147‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫منصور عن إبراهيم {فكلوا منها} قال‪ :‬كان الشركون ل يأكلون من ذبائحهم فرخص‬
‫للم سلمي‪ ,‬ف من شاء أ كل و من ل ي شأ ل يأ كل‪ ,‬وروي عن ما هد وعطاء ن و ذلك‪.‬‬
‫قال هشيم عن حصي عن ماهد ف قوله‪{ :‬فكلوا منها} قال‪ :‬هي كقوله‪{ :‬فإذا حللتم‬
‫فاصطادوا} {فإذا قضيت الصلة فانتشروا ف الرض} وهذا اختيار ابن جرير ف تفسيه‪,‬‬
‫واستدل من نصر القول بأن الضاحي يتصدق فيها بالنصف بقوله ف هذه الَية‪{ :‬فكلوا‬
‫منها وأطعموا البائس الفق ي} فجزأها ن صفي‪ :‬نصف للمض حي ونصف للفقراء‪ ,‬والقول‬
‫الَ خر أن ا تزأ ثل ثة أجزاء‪ :‬ثلث له وثلث يهد يه وثلث يت صدق به‪ ,‬لقوله تعال ف الَ ية‬
‫الخرى‪{ :‬فكلوا من ها وأطعموا القا نع والع تر} و سيأت الكلم علي ها عند ها إن شاء ال‬
‫وبطططططططططططططططططه الثقطططططططططططططططططة‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬البائس الفقيط} قال عكرمطة‪ :‬هطو الضططر الذي يظهطر عليطه البؤس والفقيط‬
‫التع فف‪ ,‬وقال ما هد‪ :‬هو الذي ل يب سط يده‪ ,‬وقال قتادة‪ :‬هو الز من‪ ,‬وقال مقا تل بن‬
‫حيان‪ :‬هو الضر ير‪ .‬وقوله‪ { :‬ث ليقضوا تفث هم} قال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس‪:‬‬
‫وهو وضع الحرام من حلق الرأس ولبس الثياب وقص الظافر ونو ذلك‪ ,‬وهكذا روى‬
‫عطاء وما هد ع نه‪ ,‬وكذا قال عكر مة وم مد بن ك عب القر ظي‪ .‬وقال عكر مة عن ا بن‬
‫عباس {ث ليقضوا تفثهم} قال‪ :‬التفث الناسك‪ .‬وقوله‪{ :‬وليوفوا نذورهم} قال علي بن‬
‫أب طلحة عن ابن عباس‪ :‬يعن نر ما نذر من أمر البدن‪ .‬وقال ابن أب نيح عن ماهد‬
‫{وليوفوا نذورهم} نذر الجوالدي وما نذر الن سان من شيء يكون ف الج‪ .‬وقال‬
‫إبراهيم بن ميسرة عن ماهد {وليوفوا نذورهم} قال‪ :‬الذبائح‪ .‬وقال ليث بن أب سليم‬
‫عن ماهد {وليوفوا نذورهم} كل نذر إل أ جل وقال عكرمة {وليوفوا نذورهم} قال‪:‬‬
‫حجهم‪ .‬وكذا روى المام أحد وابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ .‬حدثنا ابن أب عمر‪ ,‬حدثنا‬
‫سفيان ف قوله‪{ :‬وليوفوا نذور هم} قال‪ :‬نذور ال ج‪ ,‬ف كل من د خل ال ج فعل يه من‬
‫العمل فيه الطواف بالبيت وبي الصفا والروة وعرفة والزدلفة ورمي المار على ما أمروا‬
‫طططططططط هذا‪.‬‬ ‫ططططططططن مالك نوط‬ ‫ططططططططه‪ ,‬وروي عط‬ ‫بط‬
‫وقوله‪{ :‬وليطوفوا بالب يت العت يق} قال ما هد‪ :‬يع ن الطواف الوا جب يوم الن حر‪ ,‬وقال‬
‫ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا موسى بن إساعيل‪ ,‬حدثنا حاد عن أب حزة قال‪ :‬قال ل‬

‫‪148‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ابن عباس‪ :‬أتقرأ سورة الج يقول ال تعال‪{ :‬وليطوفوا بالبيت العتيق} فإن آخر الناسك‬
‫الطواف بالبيت العتيق‪ ,‬قلت‪ :‬وهكذا صنع رسول ال صلى ال عليه وسلم فإنه لا رجع‬
‫إل من يوم النحر بدأ برمي المرة‪ ,‬فرماها بسبع حصيات‪ ,‬ث نر هديه وحلق رأسه‪ ,‬ث‬
‫أفاض فطاف بالب يت‪ ,‬و ف ال صحيحي عن ا بن عباس أ نه قال‪ :‬أ مر الناس أن يكون آ خر‬
‫عهدهطططم بالبيطططت الطواف إل أنطططه خفطططف عطططن الرأة الائض‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬بالب يت العت يق} فيه م ستدل ل ن ذهب إل أنه ي ب الطواف من وراء ال جر‪,‬‬
‫ل نه من أ صل الب يت الذي بناه إبراه يم‪ ,‬ون كا نت قر يش قد أخرجوه من الب يت ح ي‬
‫قصرت بم النفقة‪ ,‬ولذا طاف رسول ال صلى ال عليه وسلم من وراء الجر وأخب أن‬
‫الجر من البيت ول يستلم الركني الشاميي لنما ل يتمما على قواعد إبراهيم العتيقة‪,‬‬
‫ولذا قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا ابن أب عمر العدن‪ ,‬حدثنا سفيان عن هشام بن‬
‫حجر عن رجل عن ابن عباس قال‪ :‬لا نزلت هذه الَية {وليطوفوا بالبيت العتيق} طاف‬
‫رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم مطن ورائه‪ ,‬وقال قتادة عطن السطن البصطري فط قوله‪:‬‬
‫{وليطوفوا بالبيت العتيق} قال‪ :‬لنه أول بيت وضع للناس‪ ,‬وكذا قال عبد الرحن بن‬
‫ز يد بن أ سلم‪ ,‬و عن عكر مة أ نه قال‪ :‬إن ا سي الب يت العت يق ل نه أع تق يوم الغرق زمان‬
‫نوح‪ ,‬وقال خصطيف‪ :‬إناط سطي بالبيطت العتيطق لنطه ل يظهطر عليطه جبار قطط‪.‬‬
‫وقال ابن أب نيح وليث عن ماهد‪ :‬أعتق من البابرة أن يسلطوا عليه‪ ,‬وكذا قال قتادة‪.‬‬
‫وقال حاد بن سلمة عن حيد عن السن بن مسلم عن ماهد‪ :‬لنه ل يرده أحد بسوء إل‬
‫هلك‪ ,‬وقال عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن ابن الزبي قال‪ :‬إنا سي البيت العتيق‬
‫لن ال أعت قه من البابرة‪ ,‬وقال الترمذي‪ :‬حدث نا م مد بن إ ساعيل وغ ي وا حد‪ ,‬حدث نا‬
‫عبد ال بن صال‪ ,‬أخبن الليث عن عبد الرحن بن خالد عن ابن شهاب عن ممد بن‬
‫عروة عن عبد ال بن الزب ي قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه و سلم‪« :‬إنا سي البيت‬
‫العتيق لنه ل يظهر عليه جبار» وكذا رواه ابن جرير عن ممد بن سهل النجاري عن عبد‬
‫ال بن صال به‪ ,‬وقال‪ :‬إن كان صحيحا‪ ,‬وقال الترمذي‪ :‬هذا حديث حسن غريب‪ ,‬ث‬
‫ططططلً‪.‬‬ ‫ططططن الزهري مرسط‬ ‫ططططر عط‬ ‫ططططه آخط‬ ‫ططططن وجط‬ ‫رواه مط‬

‫‪149‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ك َومَن ُيعَظّ مْ حُ ُرمَا تِ اللّ هِ َف ُهوَ َخيْرٌ لّ ُه عِندَ َربّ ِه َوأُحِلّ تْ َلكُ ُم النْعَا مُ إِ ّل مَا ُيتَْلىَ‬ ‫** ذَلِ َ‬
‫شرِكِيَ بِ هِ‬ ‫س مِ َن ال ْوثَا نِ وَا ْجَتِنبُواْ َقوْلَ الزّورِ * ُحَنفَآءَ للّ هِ غَيْ َر مُ ْ‬ ‫عََليْكُ مْ فَا ْجَتنِبُواْ ال ّرجْ َ‬
‫َومَن يُشْ ِركْ بِاللّهِ َف َكأَنّمَا َخ ّر مِنَ السّمَآءِ َفتَخْ َطفُهُ ال ّطيْرُ َأوْ َت ْهوِي بِهِ الرّيحُ فِي َمكَانٍ سَحِيقٍ‬
‫يقول تعال‪ :‬هذا الذي أمر نا به من الطاعات ف أداء النا سك و ما لفاعل ها من الثواب‬
‫الز يل {و من يع ظم حرمات ال} أي و من يت نب معا صيه‪ ,‬ومار مه ويكون ارتكاب ا‬
‫عظيما ف نف سه {ف هو خ ي له ع ند ر به} أي فله على ذلك خ ي كث ي‪ ,‬وثواب جز يل‪,‬‬
‫فك ما على ف عل الطاعات ثواب كث ي وأ جر جز يل‪ ,‬كذلك على تلك الحرمات واجتناب‬
‫الحظورات‪ ,‬قال ا بن جر يج‪ :‬قال ما هد ف قوله‪{ :‬ذلك و من يع ظم حرمات ال} قال‪:‬‬
‫الر مة م كة وال ج والعمرة و ما ن ى ال ع نه من معا صيه كل ها‪ ,‬وكذا قال ا بن ز يد‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وأحلت لكم النعام إل ما يتلى عليكم} أي أحللنا لكم جيع النعام وما جعل‬
‫ال من بية ول سائبة ول و صيلة ول حام‪ .‬وقوله‪{ :‬إل ما يتلى علي كم} أي من تر ي‬
‫اليتة والدم ولم النير وما أهل لغي ال به والنخنقة الَية‪ ,‬قال ذلك ابن جرير‪ ,‬وحكاه‬
‫عطن قتادة‪ .‬وقوله‪{ :‬فاجتنبوا الرجطس مطن الوثان واجتنبوا قول الزور}مطن ههنطا لبيان‬
‫النطس ‪ ,‬أي اجتنبوا الرجطس الذي هطو الوثان‪ ,‬وقرن الشرك بال بقول الزور‪ ,‬كقوله‪:‬‬
‫{قل إنا حرم رب الفواحش ما ظهر منها وما بطن والث والبغي بغي الق وأن تشركوا‬
‫بال مال ينل بطه سطلطانا وأن تقولوا على ال مطا ل تعلمون} ومنطه شهادة الزور‪ .‬وفط‬
‫ال صحيحي عن أ ب بكرة أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬أل أنبئ كم بأ كب‬
‫الكبائر ؟» قل نا‪ :‬بلى يا ر سول ل قال‪« :‬الشراك بال وعقوق الوالد ين ط وكان متكئا‬
‫فجلس فقال طط أل وقول الزور‪ .‬أل وشهادة الزور»‪ .‬فمطا زال يكررهطا حتط قلنطا‪ :‬ليتطه‬
‫سططططططططططططططططططططططططططططططططططكت‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا مروان بن معاوية الفزاري‪ ,‬أنبأنا سفيان بن زياد عن فاتك بن‬
‫فضالة عن أين بن خري قال‪ :‬قام رسول ال صلى ال عليه وسلم خطيبا‪ ,‬فقال‪« :‬يا أيها‬
‫الناس عدلت شهادة الزور إشراكا بال» ثلثا‪ ,‬ثط قرأ {فاجتنبوا الرجطس مطن الوثان‬
‫واجتنبوا قول الزور} وهكذا رواه الترمذي عن أحد بن منيع عن مروان بن معاوية به‪ ,‬ث‬
‫قال‪ :‬غريب إنا نعرفه من حديث سفيان بن زياد‪ ,‬وقد اختلف عنه ف رواية هذا الديث‬

‫‪150‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ول نعرف لين بن خري ساعا من النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وقال المام أحد أيضا‪:‬‬
‫حدثنا ممد بن عبيد‪ ,‬حدثنا سفيان العصفري عن أبيه عن حبيب بن النعمان السدي عن‬
‫خري بن فاتك السدي قال‪ :‬صلى رسول ال صلى ال عليه وسلم الصبح‪ ,‬فلما انصرف‬
‫قام قائما فقال‪« :‬عدلت شهادة الزور الشراك بال عز وجل» ث تل هذه الَية {فاجتنبوا‬
‫الر جس من الوثان واجتنبوا قول الزور حنفاء ل غ ي مشرك ي به} وقال سفيان الثوري‬
‫عن عاصم بن أب النجود عن وائل بن ربيعة عن ابن مسعود أنه قال‪ :‬تعدل شهادة الزور‬
‫ططططططططططططة‪.‬‬ ‫طططططططططططط قرأ هذه الَيط‬ ‫الشراك بال‪ ,‬ثط‬
‫وقوله‪{ :‬حنفاء ل} أي مل صي له الد ين منحرف ي عن البا طل ق صدا إل ال ق‪ ,‬ولذا‬
‫قال‪{ :‬غ ي مشرك ي به} ث ضرب للمشرك مثلً ف ضلله وهل كه وبعده عن الدى‪,‬‬
‫فقال‪{ :‬و من يشرك بال فكأن ا خر من ال سماء} أي سقط من ها {فتخط فه الط ي} أي‬
‫تقط عه الطيور ف الواء {أو توي به الر يح ف مكان سحيق} أي بع يد مهلك ل ن هوى‬
‫ف يه‪ ,‬ولذا جاء ف حد يث الباء‪ :‬إن الكا فر إذا توف ته ملئ كة الوت و صعدوا برو حه إل‬
‫ال سماء‪ ,‬فل تف تح له أبواب ال سماء بل تطرح رو حه طرحا من هناك‪ ,‬ث قرأ هذه الَ ية‪,‬‬
‫وقد تقدم الديث ف سورة إبراهيم بروفه وألفاظه وطرقه‪ .‬وقد ضرب تعال للمشركي‬
‫مثلً آ خر ف سورة النعام‪ .‬و هو قوله‪ { :‬قل أند عو من دون ال ما ل ينفع نا ول يضر نا‬
‫ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا ال كالذي استهوته الشياطي ف الرض حيان له أصحاب‬
‫يدعونطططه إل الدى ائتنطططا قطططل إن هدى ال هطططو الدى} الَيطططة‪.‬‬

‫ك َومَن ُيعَظّ ْم َشعَائِرَ اللّهِ فَِإّنهَا مِن َت ْقوَى اْلقُلُوبِ * َلكُمْ فِيهَا َمنَافِعُ إَِلىَ أَجَ ٍل مّسَمّى‬
‫** ذَلِ َ‬
‫ط الْ َعتِيقطططططططِ‬ ‫ططططططآ إَِل َى الَْبيْتطططططط ِ‬ ‫ط َمحِلّهَط‬ ‫ثُمطططططط ّ‬
‫يقول تعال هذا {ومطن يعظطم شعائر ال} أي أوامره {فإناط مطن تقوى القلوب} ومطن‬
‫ذلك تعظيم الدايا والبدن‪ ,‬كما قال الكم عن مقسم عن ابن عباس‪ :‬تعظيمها استسمانا‬
‫واستحسانا‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو سعيد الشج‪ ,‬حدثنا حفص بن غياث عن ابن‬
‫أب ليلى عن ابن أب نيح‪ ,‬عن ماهد عن ابن عباس {ذلك ومن يعظم شعائر ال} قال‪:‬‬
‫ال ستسمان وال ستحسان وال ستعظام‪ .‬وقال أ بو أما مة بن سهل‪ :‬ك نا ن سمن الضح ية‬

‫‪151‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بالدينة‪ ,‬وكان السلمون يسمنون‪ ,‬رواه البخاري‪ ,‬وعن أب هريرة أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال‪« :‬دم عفراء أحب إل ال من دم سوداوين» رواه أحد وابن ماجه‪ ,‬قالوا‪:‬‬
‫والعفراء هي البيضاء بياضا ليس بناصع‪ ,‬فالبيضاء أفضل من غيها‪ ,‬وغيها يزىء أيضا لا‬
‫ث بت ف صحيح البخاري عن أ نس أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ض حى بكبش ي‬
‫أملح ي أقرن ي‪ ,‬و عن أ ب سعيد أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ض حى بك بش أقرن‬
‫كح يل‪ ,‬يأ كل ف سواد‪ ,‬وين ظر ف سواد‪ ,‬وي شي ف سواد‪ ,‬رواه أ هل ال سنن و صححه‬
‫الترمذي طططط أي فيطططه نكتطططة سطططوداء فططط هذه الماكطططن‪.‬‬
‫و ف سنن ا بن ما جه عن أ ب را فع أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ض حى بكبش ي‬
‫عظيم ي سيني أقرن ي أملح ي موجوء ين‪ ,‬وكذا روى أ بو داود وا بن ما جه عن جابر‪:‬‬
‫ض حى ر سول ال صلى ال عل يه و سلم بكبش ي أقرن ي أملح ي موجوء ين‪ .‬ق يل‪ :‬ه ا‬
‫ال صيان‪ ,‬وق يل اللذان رض خصياها ول يقطعه ما‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وعن علي ر ضي ال عنه‬
‫قال‪ :‬أمر نا ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أن ن ستشرف الع ي والذن‪ ,‬وأن ل نض حي‬
‫بقابلة ول مدابرة ول شرقاء ول خرقاء‪ ,‬رواه أحد وأهل السنن‪ ,‬وصححه الترمذي ولم‬
‫ع نه‪ ,‬قال‪ :‬ن ى ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أن نض حي بأع ضب القرن والذن‪ ,‬وقال‬
‫سعيد بن السيب‪ :‬العضب النصف فأكثر‪ ,‬وقال بعض أهل اللغة‪ :‬إن كسر قرنا العلى‬
‫فهي قصماء‪ ,‬فأما العضب فهو كسر السفل‪ ,‬وعضب الذن قطع بعضها‪ .‬وعند الشافعي‬
‫أن الضحيطة بذلك مزئة لكطن تكره‪ .‬وقال أحدط‪ :‬ل تزىء الضحيطة بأعضطب القرن‬
‫والذن لذا الديث‪ .‬وقال مالك‪ :‬إن كان الدم يسيل من القرن ل يزىء وإل أجزأ‪ ,‬وال‬
‫أعلم‪.‬‬
‫وأ ما القابلة ف هي ال ت ق طع مقدم أذن ا‪ ,‬والدابرة من مؤ خر أذن ا‪ ,‬والشرقاء هي ال ت‬
‫قطعت أذنا طولً‪ ,‬قاله الشافعي‪ ,‬وأما الرقاء فهي الت خرقت السمة أذنا خرقا مدورا‪,‬‬
‫وال أعلم‪ .‬وعطن الباء قال‪ :‬قال رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم‪« :‬أربطع لتوز فط‬
‫الضاحي‪ :‬العوراء البي عورها‪ ,‬والريضة البي مرضها‪ ,‬والعرجاء البي ظَلعَها‪ ,‬والكسية‬
‫ال ت لتن قى» رواه أح د وأ هل ال سنن‪ ,‬و صححه الترمذي‪ ,‬وهذه العيوب تن قص الل حم‬
‫لضعف ها وعجز ها عن ا ستكمال الر عي لن الشاء ي سبقونا إل الر عى‪ ,‬فلهذا ل تز يء‬

‫‪152‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ط هطو ظاهطر الديطث‪ ,‬واختلف قول‬ ‫التضحيطة باط عنطد الشافعطي وغيه مطن الئمطة‪ ,‬كم ا‬
‫الشافعي ف الريضة مرضا يسيا على قولي‪ ,‬وروى أبو داود عن عتبة بن عبد السلمي أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم نى عن الصفرة والستأصلة والبخقاء والشيعة والكسراء‪,‬‬
‫فال صفرة ق يل الزيلة‪ ,‬وق يل ال ستأصلة الذن‪ ,‬وال ستأصلة مك سورة القرن‪ ,‬والبخقاء هي‬
‫العوراء‪ ,‬والشيعة هي الت ل تزال تشيع خلف الغنم ول تتبع لضعفها‪ ,‬والكسراء العرجاء‪,‬‬
‫فهذه العيوب كلها مانعة من الجزاء‪ ,‬فأما إن طرأ العيب بعد تعيي الضحية فإنه ل يضر‬
‫عند الشافعي خلفا لب حنيفة‪ ,‬وقد روى المام أحد عن أب سعيد قال‪ :‬اشتريت كبشا‬
‫أضحي به‪ ,‬فعدا الذئب فأخذ اللية‪ ,‬فسألت النب صلى ال عليه وسلم فقال‪« :‬ضح به»‬
‫ولذا جاء ف الديث أمرنا النب صلى ال عليه وسلم أن نستشرف العي والذن‪ ,‬أي أن‬
‫تكون الدية أو الضحية سينة حسنة ثينة‪ ,‬كما رواه المام أحد وأبو داود عن عبد ال‬
‫بن عمر قال‪ :‬أهدى عمر نيبا فأعطي با ثلثمائة دينار‪ ,‬فأتى النب صلى ال عليه وسلم‬
‫فقال‪ :‬يا ر سول ال إ ن أهد يت نيبا فأعط يت ب ا ثلثمائة دينار‪ ,‬أفأبيع ها وأشتري بثمن ها‬
‫بدنا ؟ قال‪ :‬ل «انر ها إيا ها» وقال الضحاك عن ا بن عباس البدن من شعائر ال‪ .‬وقال‬
‫ممد بن أب موسى‪ :‬الوقوف ومزدلفة والمار والرمي واللق والبدن من شعائر ال‪ .‬وقال‬
‫ططططططت‪.‬‬ ‫ططططططم الشعائر البيط‬ ‫ططططططر‪ :‬أعظط‬ ‫ططططططن عمط‬ ‫ابط‬
‫وقوله‪« :‬لكم فيها منافع» أي لكم ف البدن منافع من لبنها وصوفها وأوبارها وأشعارها‬
‫وركوبا إل أجل مسمى‪ .‬قال مقسم عن ابن عباس ف قوله‪{ :‬لكم فيها منافع إل أجل‬
‫مسمى} قال‪ :‬ما ل تسم بدنا‪ .‬وقال ماهد ف قوله‪{ :‬لكم فيها منافع إل أجل مسمى}‬
‫قال‪ :‬الركوب والل ب والولد‪ ,‬فإذا سيت بد نة أو هديا ذ هب ذلك كله‪ ,‬وكذا قال عطاء‬
‫والضحاك وقتادة وعطاء الراسان وغيهم‪ .‬وقال آخرون‪ :‬بل له أن ينتفع با وإن كانت‬
‫هديا إذا احتاج إل ذلك‪ ,‬كما ثبت ف الصحيحي عن أنس أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫ل ي سوق بد نة قال «اركب ها» قال‪ :‬إن ا بد نة‪ .‬قال «اركب ها وي ك» ف‬ ‫و سلم رأى رج ً‬
‫الثانية أو الثالثة‪ .‬وف رواية لسلم عن جابر عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال‪:‬‬
‫«اركبها بالعروف إذا ألئت إليها» وقال شعبة عن زهي عن أب ثابت العمى عن الغية‬

‫‪153‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ل ي سوق بد نة ومع ها ولد ها فقال‪ :‬ل تشرب من لبن ها إل ما‬‫بن عن علي أ نه رأى رج ً‬
‫فضطططل عطططن ولدهطططا‪ ,‬فإذا كان يوم النحطططر فاذبهطططا وولدهطططا‪.‬‬
‫وقوله‪ { :‬ث مل ها إل البيطت العت يق} أي م ل الدي وانتهاؤه إل الب يت العت يق‪ ,‬و هو‬
‫الكعبة‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬هديا بالغ الكعبة} وقال‪{ :‬والدي معكوفا أن يبلغ مله} وقد‬
‫تقدم الكلم على مع ن الب يت العت يق قريبا‪ ,‬ول ال مد‪ .‬وقال ا بن جر يج عن عطاء قال‪:‬‬
‫كان ابن عباس يقول‪ :‬كل من طاف بالبيت فقد حل‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬ث ملها إل البيت‬
‫العتيططططططططططططططططططططططططططططططططططق}‪.‬‬

‫** وَِلكُلّ ُأ ّمةٍ َجعَ ْلنَا مَن سَكا ّليَذْكُرُواْ ا سْمَ اللّ ِه عََل َى مَا رَزََقهُ ْم مّن َبهِي َم ِة الْنعَا مِ فَإِلَـ ُهكُمْ‬
‫خِبتِيَ * الّذِي نَ إِذَا ذُكِرَ اللّ ُه َوجِلَ تْ قُلُوُبهُ ْم وَال صّابِرِينَ‬ ‫إِلَـ ٌه وَاحِدٌ فَلَ هُ أَ سِْلمُوْا َوبَشّ ِر الْمُ ْ‬
‫ط يُنفِقُونططَ‬ ‫طلَ ِة َومِمّططا رَزَ ْقنَاهُمط ْ‬ ‫عََلىَ مَططآ أَصططَاَبهُ ْم وَالْ ُمقِيمِططي الصط ّ‬
‫ي ب تعال أ نه ل يزل ذ بح النا سك وإرا قة الدماء على ا سم ال مشروعا ف ج يع اللل‪.‬‬
‫وقال ابن أب طلحة عن ابن عباس {ولكل أمة جعلنا منسكا} قال‪ :‬عيدا‪ .‬وقال عكرمة‪:‬‬
‫ذبا‪ .‬وقال زيد بن أسلم ف قوله‪{ :‬ولكل أمة جعلنا منسكا} إنا مكة‪ ,‬ل يعل ال لمة‬
‫قط منسكا غيها‪ .‬وقوله‪{ :‬ليذكروا اسم ال على ما رزقهم من بيمة النعام} كما ثبت‬
‫ف الصحيحي عن أنس قال‪ :‬أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم بكبشي أملحي أقرني‪,‬‬
‫ف سمى و كب وو ضع رجله على صفاحهما‪ .‬وقال المام أحد بن حن بل‪ :‬حدث نا يز يد بن‬
‫هارون‪ ,‬أنبأ نا سلم بن م سكي عن عائذ ال الجاش عي عن أ ب داود ط و هو نف يع بن‬
‫الارث ط عن زيد بن أرقم قال‪ :‬قلت أو قالوا‪ :‬يا رسول ال ما هذه الضاحي ؟ قال‪:‬‬
‫«سنة أبيكم إبراهيم» قالوا‪ :‬ما لنا منها ؟ قال‪« :‬بكل شعرة حسنة قال فالصوف ؟ قال‬
‫«بكل شعرة من الصوف حسنة» وأخرجه المام أبو عبد ال ممد بن يزيد بن ماجه ف‬
‫طططه‪.‬‬ ‫طططكي بط‬ ‫طططن مسط‬ ‫طططلم بط‬ ‫طططث سط‬ ‫طططن حديط‬ ‫طططننه مط‬ ‫سط‬
‫وقوله‪{ :‬فإل كم إله واحد فله أسلموا} أي معبودكم واحد وإن تنوعت شرائع النبياء‬
‫ون سخ بعض ها بعضا‪ ,‬فالم يع يدعون إل عبادة ال وحده ل شر يك له {و ما أر سلنا من‬
‫قبلك من رسول إل نوحي إليه أنه ل إله إل أنا فاعبدون} ولذا قال‪{ :‬فله أسلموا} أي‬

‫‪154‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أخلصطوا واسطتسلموا لكمطه وطاعتطه {وبشطر الخبتيط} قال ماهطد‪ :‬الطمئنيط‪ .‬وقال‬
‫الضحاك وقتادة‪ :‬التواضعي‪ .‬وقال السدي‪ :‬الوجلي‪ .‬وقال عمرو بن أوس‪ :‬الخبتي الذين‬
‫ل يظلمون وإذا ظلموا ل ينتصطروا‪ .‬وقال الثوري {وبشطر الخبتيط} قال‪ :‬الطمئنيط‬
‫الراضي بقضاء ال الستسلمي له‪ ,‬وأحسن با يفسر با بعده وهو قوله‪{ :‬الذين إذا ذكر‬
‫ال وجلت قلوبم} أي خافت منه قلوبم {والصابرين على ما أصابم} أي من الصائب‪.‬‬
‫قال ال سن الب صري‪ :‬وال لن صبن أو لنهل كن {والقي مي ال صلة} قرأ المهور بالضا فة‬
‫ال سبعة وبق ية العشرة أيضا وقرأ ا بن ال سميفع {والقي من ال صلة} بالن صب و عن ال سن‬
‫البصري {والقيمي الصلة} وإنا حذفت النون ههنا تفيفا‪ ,‬ولو حذفت للضافة لوجب‬
‫خ فض ال صلة ول كن على سبيل التخف يف‪ ,‬فن صبت‪ ,‬أي الؤد ين حق ال في ما أو جب‬
‫عليهم من أداء فرائضه {وما رزقناهم ينفقون} أي وينفقون ما آتاهم ال من طيب الرزق‬
‫على أهليهم وأرقائهم وفقرائهم وماويهم‪ ,‬ويسنون إل اللق مع مافظتهم على حدود‬
‫ال‪ ,‬وهذه بلف صفات النافق ي‪ ,‬فإن م بالع كس من هذا كله ك ما تقدم تف سيه ف‬
‫سططططططططططططططططططططططططططططططططورة براءة‪.‬‬

‫صوَآفّ فَإِذَا‬ ‫** وَاْلبُدْنَ َجعَ ْلنَاهَا َلكُ ْم مّن َشعَائِرِ اللّهِ َلكُمْ فِيهَا َخْيرٌ فَاذْ ُكرُواْ اسْمَ اللّ ِه عََلْيهَا َ‬
‫شكُرُونَ‬ ‫وَ َجبَتْ ُجنُوُبهَا َفكُلُواْ ِمْنهَا َوَأطْعِمُوْا اْلقَانِ َع وَالْ ُمعْتَرّ َكذَلِكَ سَخّ ْرنَاهَا َلكُمْ َلعَّلكُ ْم تَ ْ‬

‫يقول تعال متنا على عباده فيمطا خلق لمط مطن البدن وجعلهطا مطن شعائره‪ ,‬وهطو أنطه‬
‫جعلها تدى إل بيته الرام‪ ,‬بل هي أفضل ما يهدى إليه‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬ل تلوا شعائر‬
‫ال ول الشهر الرام ول الدي ول القلئد ول آمي البيت الرام} الَية‪ ,‬قال ابن جريج‪,‬‬
‫قال عطاء ف قوله‪{ :‬والبدن جعلناها لكم من شعائر ال} قال البقرة والبعي‪ ,‬وكذا روي‬
‫عن ا بن ع مر و سعيد بن ال سيب وال سن الب صري‪ ,‬وقال ما هد‪ :‬وإن ا البدن من ال بل‬
‫{قلت} أما إطلق البدنة على البعي فمتفق عليه‪ ,‬واختلفوا ف صحة إطلق البدنة على‬
‫البقرة على قول ي‪ ,‬أ صحهما أ نه يطلق علي ها ذلك شرعا ك ما صح الد يث‪ ,‬ث جهور‬
‫العلماء على أنه تزىء البدنة عن سبعة والبقرة عن سبعة‪ ,‬كما ثبت به الديث عند مسلم‬

‫‪155‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫من روا ية جابر بن ع بد ال قال‪ :‬أمر نا ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أن نشترك ف‬
‫الضاحي البدنة عن سبعة‪ ,‬والبقرة عن سبعة‪ .‬وقال إسحاق بن راهويه وغيه‪ :‬بل تزىء‬
‫البقرة والبعيط عطن عشرة‪ ,‬وقطد ورد بطه حديطث فط مسطند المام أحدط وسطنن النسطائي‬
‫وغيهاططططططططططططططططططططططططططططط‪ ,‬فال أعلم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬لكم فيها خي} أي ثواب ف الدار الَخرة‪ ,‬وعن سليمان بن يزيد الكعب عن‬
‫هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬ما عمل ابن‬
‫آدم يوم النحر عملً أحب إل ال من إهراق دم‪ .‬وإنا لتأت يوم القيامة بقرونا وأظلفها‬
‫وأشعارها‪ ,‬وإن الدم ليقع من ال بكان قبل أن يقع على الرض‪ ,‬فطيبوا با نفسا» رواه‬
‫ابن ماجه والترمذي وحسنه‪ ,‬وقال سفيان الثوري‪ :‬كان أبو حازم يستدين ويسوق البدن‪,‬‬
‫فق يل له‪ :‬ت ستدين وت سوق البدن ؟ فقال‪ :‬إ ن سعت ال يقول ل كم‪{ :‬ل كم في ها خ ي}‪.‬‬
‫وعن ابن عباس‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ما أنفقت الورق ف شيء أفضل‬
‫من نية ف يوم عيد» رواه الدارقطن ف سننه‪ .‬وقال ماهد‪{ :‬لكم فيها خي} قال‪ :‬أجر‬
‫ومنافططع‪ ,‬وقال إبراهيططم النخعططي‪ :‬يركبهططا ويلبهططا إذا احتاج إليهططا‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬فاذكروا اسم ال عليها صواف} وعن الطلب بن عبد ال بن حنطب عن جابر‬
‫بن عبد ال قال‪ :‬صليت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم عيد الضحى‪ ,‬فلما انصرف‬
‫أتى بكبش فذبه‪ ,‬فقال‪« :‬باسم ال وال أكب‪ ,‬اللهم هذا عن وعمن ل يضح من أمت»‬
‫رواه أحد وأ بو داود والترمذي وقال ممد بن إ سحاق عن يز يد بن أب حبيب عن ا بن‬
‫عباس عن جابر قال‪ :‬ضحّى رسول ال صلى ال عليه وسلم بكبشي ف يوم عيد‪ ,‬فقال‬
‫حي وجههما‪« :‬وجهت وجهي للذي فطر السموات والرض حنيفا مسلما وما أنا من‬
‫الشركي‪ ,‬إن صلت ونسكي ومياي ومات ل رب العالي ل شريك له‪ ,‬وبذلك أمرت‬
‫وأنا أول السلمي‪ ,‬اللهم منك ولك عن ممد وأمته» ث سى ال وكبّر وذبح‪ .‬وعن علي‬
‫بن السي عن أب رافع أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان إذا ضحى اشترى كبشي‬
‫سيني أقرني أملحي فإذا صلى وخطب الناس‪ ,‬أت بأحدها وهو قائم ف مصله‪ ,‬فذبه‬
‫بنفسه بالدية‪ ,‬ث يقول‪« :‬اللهم هذا عن أمت جيعها‪ :‬من شهد لك بالتوحيد وشهد ل‬

‫‪156‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بالبلغ» ث يؤتى بالَ خر فيذبه بنفسه‪ ,‬ث يقول «هذا عن م مد وآل ممد» فيطعمهما‬
‫جيعا للمسططاكي ويأكططل هططو وأهله منهمططا‪ ,‬رواه أحدطط وابططن ماجططه‪.‬‬
‫وقال العمش عن أب ظبيان عن ابن عباس ف قوله‪{ :‬فاذكروا اسم ال عليها صواف}‬
‫قال‪ :‬قياما على ثلث قوائم‪ ,‬معقولة يد ها الي سرى‪ ,‬يقول‪ :‬با سم ال وال أ كب ل إله إل‬
‫ال‪ ,‬الل هم م نك ولك‪ ,‬وكذلك روي عن ما هد وعلي بن أ ب طل حة والعو ف عن ا بن‬
‫عباس نو هذا‪ .‬وقال ليث عن ماهد‪ :‬إذا عقلت رجلها اليسرى قامت على ثلث‪ ,‬وروى‬
‫ابطن أبط نيطح عنطه نوه‪ .‬وقال الضحاك‪ :‬تعقطل رجطل واحدة فتكون على ثلث‪ .‬وفط‬
‫الصحيحي عن ابن عمر أنه أتى على رجل قد أناخ بدنته وهو ينحرها فقال‪ :‬ابعثها قياما‬
‫مقيدة‪ ,‬سنة أ ب القا سم صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬و عن جابر أن ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم وأصحابه كانوا ينحرون البدن معقولة اليسرى قائمة على ما بقي من قوائمها‪ ,‬رواه‬
‫أبو داود‪ .‬وقال ابن ليعة‪ :‬حدثن عطاء بن دينار أن سال بن عبد ال قال لسليمان بن عبد‬
‫اللك‪ :‬قف من شقها الين وانر من شقها اليسر‪ .‬وف صحيح مسلم عن جابر ف صفة‬
‫حجة الوداع قال فيه‪ :‬فنحر رسول ال صلى ال عليه وسلم بيده ثلثا وستي بدنة جعل‬
‫يطعنهططططططططططا بربططططططططططة فطططططططططط يده‪.‬‬
‫وقال ع بد الرزاق‪ :‬أخب نا مع مر عن قتادة قال‪ :‬ف حرف ا بن م سعود { صوافن} أي‬
‫معقلة قياما‪ .‬وقال سفيان الثوري عن من صور عن ما هد من قرأ ها صوافن قال‪ :‬معقولة‪,‬‬
‫ومن قرأها صواف قال تصف بي يديها‪ ,‬وقال طاوس والسن وغيها {فاذكروا اسم ال‬
‫عليها صواف} يعن خالصة ل عز وجل‪ ,‬وكذا رواه مالك عن الزهري‪ .‬وقال عبد الرحن‬
‫بططن زيططد‪ :‬صططواف ليططس فيهططا شرك كشرك الاهليططة لصططنامهم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬فإذا وجبت جنوب ا} قال ابن أ ب ن يح عن ماهد‪ :‬يع ن سقطت إل الرض‪,‬‬
‫و هو روا ية عن ا بن عباس‪ ,‬وكذا قال مقا تل بن حيان وقال العو ف عن ا بن عباس‪ :‬فإذا‬
‫وجبت جنوبا يعن نرت‪ .‬وقال عبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ :‬فإذ وجبت جنوبا‪ ,‬يعن‬
‫ما تت‪ ,‬وهذا القول هو مراد ا بن عباس وما هد‪ ,‬فإ نه ل يوز ال كل من البد نة إذا نرت‬
‫حت توت وتبد حركتها‪ .‬وقد جاء ف حديث مرفوع «ل تعجلوا النفوس أن تزهق» وقد‬
‫رواه الثوري ف جامعه عن أيوب عن يي بن أب كثي عن قرافصة النفي‪ ,‬عن عمر بن‬

‫‪157‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الطاب أ نه قال ذلك‪ ,‬ويؤيده حد يث شداد بن أوس ف صحيح م سلم «إن ال ك تب‬
‫الح سان على كل ش يء فإذا قتل تم فأح سنوا القتلة‪ ,‬وإذا ذب تم فأح سنوا الذب ة‪ ,‬ولي حد‬
‫أحدكم شفرته‪ ,‬وليح ذبيحته» وعن أب واقد الليثي قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسطلم‪« :‬مطا قططع مطن البهيمطة وهطي حيطة فهطو ميتطة» رواه أحدط وأبطو داود والترمذي‬
‫وصطططططططططططططططططططططططططططططططططححه‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬فكلوا من ها وأطعموا القا نع والع تر} قال ب عض ال سلف‪ :‬قوله‪{ :‬فكلوا من ها}‬
‫أ مر إبا حة‪ .‬وقال مالك‪ :‬ي ستحب ذلك‪ ,‬وقال غيه‪ :‬ي ب‪ ,‬و هو و جه لب عض الشافع ية‪.‬‬
‫واختلفوا ف الراد بالقا نع والع تر‪ ,‬فقال العو ف عن ا بن عباس‪ :‬القا نع ال ستغن ب ا أعطي ته‬
‫وهو ف بيته‪ ,‬والعتر الذي يتعرض لك ويلم بك أن تعطيه من اللحم ول يسأل‪ ,‬وكذا قال‬
‫ماهد وممد بن كعب القرظي‪ .‬وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس‪ :‬القانع التعفف‪,‬‬
‫والع تر ال سائل‪ ,‬وهذا قول قتادة وإبراه يم النخ عي وما هد ف روا ية ع نه‪ .‬وقال ا بن عباس‬
‫وعكرمة وزيد بن أسلم وابن الكلب والسن البصري ومقاتل بن حيان ومالك بن أنس‪:‬‬
‫القانع هو الذي يقنع إليك ويسألك‪ ,‬والعتر الذي يعتريك يتضرع ول يسألك‪ ,‬وهذا لفظ‬
‫السطن‪ .‬وقال سطعيد بطن جطبي‪ :‬القانطع هطو السطائل‪ ,‬قال‪ :‬أمطا سطعت قول الشماخ‪:‬‬
‫لال الرء يصططططططلحه فيغنىمفاقره أعططططططف مططططططن القنوع‬
‫قال‪ :‬يغن من السؤال‪ ,‬وبه قال ابن زيد‪ .‬وقال بن أسلم‪ :‬القانع السكي الذي يطوف‪,‬‬
‫والع تر ال صديق والضع يف الذي يزور‪ ,‬و هو روا ية عن اب نه ع بد ال بن ز يد أيضا‪ .‬و عن‬
‫ما هد أيضا‪ :‬القا نع جارك الغ ن الذي يب صر ما يد خل بي تك‪ ,‬والع تر الذي يعتر يك من‬
‫الناس‪ ,‬وعنه‪ :‬أن القانع هو الطامع‪ ,‬والعتر هو الذي يعتر بالبدن من غن أو فقي‪ ,‬وعن‬
‫عكرمة نوه‪ ,‬وعنه‪ :‬القانع أهل مكة‪ ,‬واختار ابن جرير أن القانع هو السائل‪ ,‬لنه من أقنع‬
‫بيده إذا رفع ها لل سؤال‪ ,‬والع تر من العتراء و هو الذي يتعرض ل كل الل حم‪ .‬و قد اح تج‬
‫بذه الَية الكرية من ذهب من العلماء إل أن الضحية تزأ ثلثة أجزاء‪ :‬فثلث لصاحبها‬
‫يأكله‪ ,‬وثلث يهديطه لصطحابه‪ ,‬وثلث يتصطدق بطه على الفقراء‪ ,‬لنطه تعال قال‪{ :‬فكلوا‬
‫منهطططططططططا وأطعموا القانطططططططططع والعتطططططططططر}‪.‬‬

‫‪158‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وف الديث الصحيح أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال للناس‪« :‬إن كنت نيتكم‬
‫عن ادخار لوم الضا حي فوق ثلث‪ ,‬فكلوا وادخروا ما بدا ل كم»‪ .‬و ف روا ية «فكلوا‬
‫وادخروا وت صدقوا»‪ .‬و ف روا ية «فكلوا وأطعموا وت صدقوا»‪ .‬والقول الثا ن‪ :‬أن الض حي‬
‫يأ كل الن صف ويت صدق بالن صف‪ ,‬لقوله ف الَ ية التقد مة‪{ :‬فكلوا من ها وأطعموا البائس‬
‫الفق ي} ولقوله ف الد يث‪ :‬فكلوا وادخروا وت صدقوا» فإن أ كل ال كل‪ ,‬فق يل‪ :‬ل يض من‬
‫شيئا‪ ,‬وبه قال ابن سريج من الشافعية‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬يضمنها كلها بثلها أو قيمتها‪ .‬وقيل‬
‫يضمن نصفها وقيل ثلثها‪ .‬وقيل أدن جزء منها‪ ,‬وهو الشهور من مذهب الشافعي‪ .‬وأما‬
‫اللود ف في م سند أح د عن قتادة بن النعمان ف حد يث الضا حي «فكلوا وت صدقوا‪,‬‬
‫واستمتعوا بلودها ول تبيعوها» ومن العلماء من رخص ف بيعها‪ ,‬ومنهم من قال‪ :‬يقاسم‬
‫الفقراء ثنهطططططططططططططططططططططططططططا‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫(مسألة) عن الباء بن عازب قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن أول ما نبدأ‬
‫به ف يومنا هذا أن نصلي‪ ,‬ث نرجع فننحر‪ ,‬فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا‪ ,‬ومن ذبح‬
‫قبل الصلة فإنا هو لم قدمه لهله ليس هو من النسك ف شيء» أخرجاه‪ ,‬فلهذا قال‬
‫الشافعي وجاعة من العلماء‪ :‬إن أول وقت ذبح الضاحي إذا طلعت الشمس يوم النحر‬
‫وم ضى قدر صطلة الع يد والطبتيط‪ ,‬زاد أح د‪ :‬وأن يذ بح المام بعطد ذلك لاط جاء ف‬
‫صحيح م سلم‪ :‬وأن ل تذبوا ح ت يذ بح المام‪ .‬وقال أ بو حني فة‪ :‬أ ما أ هل ال سواد من‬
‫القرى ونو هم فل هم أن يذبوا ب عد طلوع الف جر إذ ل صلة ع يد تشرع عنده ل م‪ .‬وأ ما‬
‫أ هل الم صار فل يذبوا ح ت ي صلي المام‪ ,‬وال أعلم‪ .‬ث ق يل‪ :‬ل يشرع بالذ بح إل يوم‬
‫النحر وحده‪ .‬وقيل‪ :‬يوم النحر لهل المصار لتيسر الضاحي عندهم‪ ,‬وأما اهل القرى‬
‫فيوم الن حر وأيام التشر يق بعده‪ ,‬و به قال سعيد بن جبي‪ .‬وق يل‪ :‬يوم الن حر ويوم بعده‬
‫للجميع‪ ,‬وقيل‪ :‬ويومان بعده‪ ,‬وبه قال المام أحد‪ .‬وقيل‪ :‬يوم النحر وثلثة أيام التشريق‬
‫بعده‪ ,‬وبه قال الشافعي لديث جبي بن مطعم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫«أيام التشريق كلها ذبح» رواه أحد وابن حبان‪ .‬وقيل‪ :‬إن وقت الذبح يتد إل آخر ذي‬
‫ال جة‪ ,‬و به قال إبراه يم النخ عي وأ بو سلمة بن ع بد الرح ن‪ ,‬و هو قول غر يب‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫{كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون} يقول تعال من أجل هذا {سخرناها لكم} أي‬

‫‪159‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ذللناها لكم‪ ,‬وجعلناها منقادة لكم خاضعة‪ ,‬إن شئتم ركبتم‪ ,‬وإن شئتم حلبتم‪ ,‬وإن شئتم‬
‫ذبتم‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬أو ل يروا أنا خلقنا لم ما علمت أيدينا أنعاما فهم لا مالكون‬
‫ط إل قوله ط أفل يشكرون} وقال ف هذه الَية الكرية‪{ :‬كذلك سخرناها لكم لعلكم‬
‫تشكرون}‪.‬‬

‫** لَن يَنَالَ اللّ هَ لُحُومُهَا وَلَ ِدمَآؤُهَا وَلَ ـكِن َينَالُ ُه الّت ْقوَىَ مِنكُ مْ َكذَلِ كَ سَخّ َرهَا َلكُ مْ‬
‫طنِيَ‬‫ط َوبَشّ ِر الْمُحْسطططط ِ‬ ‫ِلتُ َكبّرُواْ اللّهطططططَ عََلىَ مَطططططا هَدَاكُمطططط ْ‬
‫يقول تعال‪ :‬إنا شرع لكم نر هذه الدايا والضحايا لتذكروه عند ذبها‪ ,‬فإنه الالق‬
‫الرزاق ل يناله شيء من لومها ول دمائها‪ ,‬فإنه تعال هو الغن عما سواه وقد كانوا ف‬
‫جاهليتهم إذا ذبوها لَلتهم وضعوا عليها من لوم قرابينهم‪ ,‬ونضحوا عليها من دمائها‪,‬‬
‫فقال تعال‪{ :‬لن ينال ال لومهطا ول دماؤهطا}‪ .‬وقال ابطن أبط حاتط‪ :‬حدثنطا علي بطن‬
‫السي‪ ,‬حدثنا ممد بن أب حاد‪ ,‬حدثنا إبراهيم بن الختار عن ابن جريج قال‪ :‬كان أهل‬
‫الاهل ية ينضحون الب يت بلحوم ال بل ودمائ ها‪ ,‬فقال أ صحاب ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫ط ولكطن يناله‬ ‫وسطلم‪ :‬فنحطن أحطق أن ننضطح‪ ,‬فأنزل ال {لن ينال ال لومهطا ول دماؤه ا‬
‫التقوى من كم} أي يتق بل ذلك ويزي عل يه‪ ,‬ك ما جاء ف ال صحيح «إن ال ل ين ظر إل‬
‫صوركم ول إل ألوان كم‪ ,‬ول كن ين ظر إل قلوب كم وأعمال كم»‪ .‬وجاء ف الد يث «إن‬
‫الصدقة لتقع ف يد الرحن قبل أن تقع ف يد السائل‪ ,‬وإن الدم ليقع من ال بكان قبل أن‬
‫يقع على الرض» كما تقدم ف الديث‪ ,‬رواه ابن ماجه والترمذي‪ ,‬وحسنه عن عائشة‬
‫مرفوعا‪ ,‬فمعناه أنه سيق لتحقيق القبول من ال لن أخلص ف عمله وليس له معن يتبادر‬
‫عنطططططططد العلماء الحققيططططططط سطططططططوى هذا‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال وكيع عن يي بن مسلم أب الضحاك‪ :‬سألت عامرا الشعب عن جلود الضاحي‪,‬‬
‫فقال‪{ :‬لن ينال ال لومُ ها ول دماؤ ها} إن شئت ف بع‪ ,‬وإن شئت فأم سك‪ ,‬وإن شئت‬
‫فتصدق‪ .‬وقوله‪{ :‬كذلك سخرها لكم} أي من أجل ذلك سخر لكم البدن {لتكبوا ال‬
‫على ما هداكم} أي لتعظموه كما هداكم لدينه وشرعه وما يبه ويرضاه وناكم عن فعل‬
‫ما يكرهه ويأباه‪ .‬وقوله‪{ :‬وبشر الحسني} أي وبشر يا ممد الحسني أي ف عملهم‬

‫‪160‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫القائمي بدود ال التبعي ما شرع لم الصدقي الرسول فيما أبلغهم وجاءهم به من عند‬
‫ربطططططططططططه عطططططططططططز وجطططططططططططل‪.‬‬
‫(مسألة) وقد ذهب أبو حنيفة ومالك والثوري إل القول بوجوب الضحية على من‬
‫ملك نصابا‪ ,‬وزاد أبو حنيفة اشتراط القامة أيضا‪ ,‬واحتج لم با رواه أحد وابن ماجه‬
‫بإسناد رجاله كلهم ثقات‪ ,‬عن أب هريرة مرفوعا‪« :‬من وجد سعة فلم يضح‪ ,‬فل يقربن‬
‫م صلنا» على أن ف يه غرا بة‪ ,‬وا ستنكره أح د بن حن بل‪ ,‬وقال ا بن ع مر‪ :‬أقام ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم عشر سني يضحي‪ ,‬رواه الترمذي‪ .‬وقال الشافعي وأحد‪ :‬ل تب‬
‫الضحية بل هي مستحبة لا جاء ف الديث‪« :‬ليس ف الال حق سوى الزكاة» وقد تقدم‬
‫أنه عليه الصلة والسلم ضحى عن أمته‪ ,‬فأسقط ذلك وجوبا عنهم‪ .‬وقال أبو سرية‪:‬‬
‫كنت جارا لب بكر وعمر‪ ,‬فكانا ل يضحيان خشية أن يقتدي الناس بما‪ ,‬وقال بعض‬
‫الناس‪ :‬الضحية سنة كفاية‪ ,‬إذا قام با واحد من أهل دار أو ملة أو بيت‪ ,‬سقطت عن‬
‫الباق ي لن الق صود إظهار الشعار‪ .‬و قد روى المام أح د وأ هل ال سنن وح سنه الترمذي‬
‫عن منف بن سليم أنه سع رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول بعرفات‪« :‬على كل أهل‬
‫بيت ف كل عام أضحاة وعتية‪ ,‬هل تدرون ما العتية ؟ هي الت تدعونا الرجبية» وقد‬
‫تكلم ف إ سناده‪ .‬وقال أ بو أيوب‪ :‬كان الر جل ف ع هد ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫يض حي بالشاة الواحدة عنه وعن أ هل بيته‪ ,‬فيأكلون ويطعمون حت تبا هى الناس‪ ,‬ف صار‬
‫ك ما ترى‪ ,‬رواه الترمذي و صححه وا بن ما جه‪ ,‬وكان ع بد ال بن هشام يض حي بالشاة‬
‫الواحدة عن ج يع أهله‪ ,‬رواه البخاري‪ .‬وأ ما مقدار سن الضح ية ف قد روى م سلم عن‬
‫جابر أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬ل تذبوا إل م سنة‪ ,‬إل أن يع سر علي كم‬
‫فتذبوا جذعطة مطن الضأن» ومطن ههنطا ذهطب الزهري إل أن الذع ل يزىء‪ ,‬وقابله‬
‫الوزاعي فذهب إل أن الذع يزىء من كل جنس‪ ,‬وها غريبان‪ .‬والذي عليه المهور‬
‫إن ا يزىء الث ن من ال بل والب قر وال عز‪ ,‬أو الذع من الضأن‪ ,‬فأ ما الث ن من ال بل ف هو‬
‫الذي له خس سني ودخل ف السادسة‪ ,‬ومن البقر ما له سنتان ودخل ف الثالثة‪ ,‬وقيل ما‬
‫له ثلث ودخل ف الرابعة‪ ,‬ومن العز ما له سنتان‪ ,‬وأما الذع من الضأن فقيل ما له سنة‪,‬‬
‫وقيل عشرة أشهر‪ ,‬وقيل ثانية‪ ,‬وقيل ستة أشهر‪ ,‬وهو أقل ما قيل ف سنه‪ ,‬وما دونه فهو‬

‫‪161‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حلط‪ ,‬والفرق بينهمطا أن المطل شعطر ظهره قائم‪ .‬والذع شعطر ظهره نائم‪ .‬قطد انفرق‬
‫صطططططططططططططططططططططططططططططدغي وال أعلم‪.‬‬

‫ط َكفُورٍ‬
‫ط كُلّ َخوّان ٍ‬
‫ط َل يُحِب ّ‬
‫ِنط اللّه َ‬
‫ط آ َمُنوَاْ إ ّ‬
‫َنط الّذِين َ‬
‫ِعط ع ِ‬
‫ّهط يُدَاف ُ‬
‫ط الل َ‬
‫** إِن ّ‬
‫يب تعال أنه يدفع عن عباده الذين توكلوا عليه وأنابوا إليه شر الشرار وكيد الفجار‬
‫ويفظ هم ويكلؤ هم وين صرهم‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬أل يس ال بكاف عبده} وقال‪{ :‬و من‬
‫يتوكل على ال فهو حسبه إن ال بالغ أمره‪ ,‬قد جعل ال لكل شيء قدرا} وقوله‪{ :‬إن‬
‫ال ل ي ب كل خوان كفور} أي ل ي ب من عباده من ات صف بذا‪ ,‬و هو اليا نة ف‬
‫العهود والواثيططق ل يفططي باطط قال‪ ,‬والكفططر الحططد للنعططم‪ ,‬فل يعترف باطط‪.‬‬

‫** ُأذِ نَ لِلّذِي َن ُيقَاتَلُو نَ ِبَأّنهُ ْم ظُلِمُوْا َوإِ نّ اللّ َه عََلىَ نَ صْ ِرهِمْ َلقَدِيرٌ * الّذِي نَ أُخْ ِرجُواْ مِن‬
‫ضهُ ْم ِبَبعْ ضٍ ّلهُ ّدمَ تْ‬ ‫س َبعْ َ‬ ‫ِديَارِهِم ِب َغيْرِ حَ قّ إِلّ أَن يَقُولُواْ َربّنَا اللّ ُه وََلوْلَ دَفْ عُ اللّ ِه النّا َ‬
‫ت َومَسَاجِ ُد يُذْ َكرُ فِيهَا اسمُ اللّهِ َكثِيا وََليَنصُ َرنّ اللّ ُه مَن يَنصُ ُرهُ إِنّ اللّهَ‬ ‫صوَامِ ُع َوِبيَ ٌع وَصََلوَا ٌ‬
‫َ‬
‫َل َقوِ يّ عَزِيزٌ قال العوف عن ابن عباس‪ :‬نزلت ف ممد وأصحابه حي أخرجوا من مكة‪.‬‬
‫وقال ماهد والضحاك‪ ,‬وغي واحد من السلف كابن عباس وماهد وعروة بن الزبي وزيد‬
‫بن أ سلم ومقا تل بن حيان وقتادة وغي هم‪ :‬هذه أول آ ية نزلت ف الهاد‪ ,‬وا ستدل بذه‬
‫الَ ية بعض هم على أن ال سورة مدن ية‪ .‬وقال ا بن جر ير‪ :‬حدث ن ي ي بن داود الوا سطي‪,‬‬
‫حدثنا إسحاق بن يوسف عن سفيان عن العمش عن مسلم هو البطي عن سعيد بن‬
‫جبي عن ا بن عباس قال ‪ :‬ل ا أخرج ال نب صلى ال عل يه و سلم من م كة قال أ بو ب كر‪:‬‬
‫أخرجوا نبيهم إنا ل وإنا إليه راجعون ليهلكن‪ .‬قال ابن عباس‪ :‬فأنزل ال عز وجل {أذن‬
‫للذين يقاتلون بأنم ظلموا وإن ال على نصرهم لقدير} قال أبو بكر رضي ال تعال عنه‪:‬‬
‫فعرفت أنه سيكون قتال‪ .‬وقال المام أحد عن إسحاق بن يوسف الزرق به‪ ,‬وزاد‪ :‬قال‬
‫ابن عباس وهي أول آية نزلت ف القتال‪ .‬ورواه الترمذي والنسائي ف التفسي من سننيهما‬
‫وابن أب حات من حديث إسحاق بن يو سف‪ ,‬زاد الترمذي ووكيع كله ا عن سفيان‬

‫‪162‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الثوري به‪ .‬وقال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪ ,‬وقدرواه غي واحد عن الثوري وليس فيه ابن‬
‫عباس‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وإن ال على ن صرهم لقد ير} أي هو قادر على ن صر عباده الؤمن ي من غ ي‬
‫قتال‪ ,‬ولكن هو يريد من عباده أن يبذلوا جهدهم ف طاعته‪ ,‬كما قال‪{ :‬فإذا لقيتم الذين‬
‫كفروا فضرب الرقاب حت إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منّا بعد وإما فداء حت تضع‬
‫الرب أوزارها ذلك ولو يشاء ال ل نتصر منهم ولكن ليبلوا بعضكم ببعض‪ ,‬والذين قتلوا‬
‫ف سبيل ال فلن يضل أعمالم سيهديهم ويصلح بالم ويدخلهم النة عرفها لم} وقال‬
‫تعال‪{ :‬قاتلوهطم يعذبمط ال بأيديكطم ويزهطم وينصطركم عليهطم ويشطف صطدور قوم‬
‫مؤمن ي‪ ,‬ويذ هب غ يظ قلوب م ويتوب ال على من يشاء وال عل يم حك يم} وقال‪{ :‬أم‬
‫ح سبتم أن تتركوا ول ا يعلم ال الذ ين جاهدوا من كم ول يتخذوا من دون ال ول ر سوله‬
‫ول الؤمن ي ولي جة وال خبي ب ا تعلمون} وقال‪{ :‬أم ح سبتم أن تدخلوا ال نة ول ا يعلم‬
‫ال الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين} وقال‪{ :‬ولنبلونكم حت نعلم الجاهدين منكم‬
‫والصططططططابرين ونبلو أخباركططططططم} والَيات فطططططط هذا كثية‪.‬‬
‫ولذا قال ابن عباس ف قوله‪{ :‬وإن ال على نصرهم لقدير} وقد فعل‪ ,‬وإنا شرع تعال‬
‫الهاد فط الوقطت الليطق بطه‪ ,‬لنمط لاط كانوا بكطة كان الشركون أكثطر عددا فلو أمطر‬
‫السلمي وهم أقل من العشر بقتال الباقي لشق عليهم‪ ,‬ولذا لا بايع أهل يثرب ليلة العقبة‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ .‬وكانوا نيفا وثان ي‪ ,‬قالوا‪ :‬يا ر سول ال أل ن يل على‬
‫أهل الوادي‪ ,‬يعنون أهل من‪ ,‬ليال من فنقتلهم ؟ فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫«إ ن ل أو مر بذا» فل ما ب غى الشركون وأخرجوا ال نب صلى ال عل يه و سلم من ب ي‬
‫أظهرهم وهوا بقتله‪ ,‬وشردوا أصحابه شذر مذر‪ ,‬فذهب منهم طائفة إل البشة وآخرون‬
‫إل الدينة‪ ,‬فلما استقروا بالدينة ووافاهم رسول ال صلى ال عليه وسلم واجتمعوا عليه‪,‬‬
‫ل يلجئون إليطه‪ ,‬شرع ال جهاد العداء‪,‬‬ ‫وقاموا بنصطره وصطارت لمط دار إسطلم ومعق ً‬
‫فكانت هذه الَية أول ما نزل ف ذلك‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬أذن للذين يقاتلون بأنم ظلموا وإن‬
‫ال على نصرهم لقدير * الذين أخرجوا من ديارهم بغي حق} قال العوف عن ابن عباس‪:‬‬
‫أخرجوا من مكة إل الدينة بغي حق‪ ,‬يعن ممدا وأصحابه {إل أن يقولوا ربنا ال} أي‬

‫‪163‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ما كان لم إل قومهم إساءة‪ ,‬ول كان لم ذنب إل أنم وحدوا ال وعبدوه ل شريك له‪,‬‬
‫وهذا استثناء منقطع بالنسبة إل ما ف نفس المر‪ ,‬وأما عند الشركي فإنه أكب الذنوب‪,‬‬
‫كمطا قال تعال‪{ :‬يرجون الرسطول وإياكطم أن تؤمنوا بال ربكطم} وقال تعال فط قصطة‬
‫أصطحاب الخدود‪{ :‬ومطا نقموا منهطم إل أن يؤمنوا بال العزيزالميطد} ولذا لاط كان‬
‫السططططططططططلمون يرتزون فطططططططططط بناء الندق ويقولون‪:‬‬
‫اللهططططم لول أنططططت مططططا اهتديناول تصططططدقنا ول صططططلينا‬
‫فأنزلن سطططططططكينة عليناوثبطططططططت القدام إن لقينطططططططا‬
‫إن الل قطططططططد بغوا عليناإذا أرادوا فتنطططططططة أبينطططططططا‬
‫فيوافقهم رسول ال صلى ال عليه وسلم ويقول معهم آخر كل قافية‪ ,‬فإذا قالوا‪ * :‬إذا‬
‫أرادوا فتنة أبينا * يقول‪ :‬أبينا يد با صوته‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬ولول دفع ال الناس بعضهم‬
‫ببعض} أي لول أنه يدفع بقوم عن قوم‪ ,‬ويكف شرور أناس عن غيهم با يلقه ويقدره‬
‫من السباب‪ ,‬لف سدت الرض ولهلك القوي الضع يف {لدمت صوامع} وهي العا بد‬
‫ال صغار للرهبان‪ ,‬قاله ا بن عباس وما هد وأ بو العال ية وعكر مة والضحاك وغي هم‪ .‬وقال‬
‫قتادة‪ :‬هي معابد الصابئي‪ ,‬وف رواية عنه‪ :‬صوامع الجوس‪ ,‬وقال مقاتل بن حيان‪ :‬هي‬
‫البيوت ال ت على الطرق {وب يع} وهي أوسع منها‪ ,‬وأك ثر عابدين فيها‪ ,‬و هي للن صارى‬
‫أيضا‪ ,‬قاله أبو العالية وقتادة والضحاك وابن صخر ومقاتل بن حيان وخصيف وغيهم‪.‬‬
‫وحكى ابن جبي عن ماهد وغيه أنا كنائس اليهود‪ ,‬وحكى السدي عمن حدثه عن ابن‬
‫عباس أناططط كنائس اليهود‪ ,‬وماهطططد إناططط قال‪ :‬هطططي الكنائس‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬و صلوات} قال العو ف عن ا بن عباس‪ :‬ال صلوات الكنائس وكذا قال عكر مة‬
‫والضحاك وقتادة‪ :‬إنا كنائس اليهود‪ ,‬وهم يسمونا صلوات‪ .‬وحكى السدي عمن حدثه‬
‫عن ا بن عباس أن ا كنائس الن صارى‪ .‬وقال أ بو العال ية وغيه‪ :‬ال صلوات معا بد ال صابئي‪.‬‬
‫وقال ابن أ ب ن يح عن ماهد‪ :‬الصوات م ساجد لهل الكتاب ول هل السلم بالطرق‪,‬‬
‫وأما الساجد فهي للمسلمي‪ .‬وقوله‪{ :‬يذكر فيها اسم ال كثيا} فقد قيل‪ :‬الضمي ف‬
‫قوله يذ كر في ها عائد إل ال ساجد لن ا أقرب الذكورات‪ .‬وقال الضحاك‪ :‬الم يع يذ كر‬
‫في ها ا سم ال كثيا‪ .‬وقال ا بن جر ير‪ :‬ال صواب لد مت صوامع الرهبان وب يع الن صارى‬

‫‪164‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وصلوات اليهود‪ ,‬وهي كنائسهم‪ ,‬ومساجد السلمي الت يذكر فيها اسم ال كثيا‪ ,‬لن‬
‫هذا هو ال ستعمل العروف ف كلم العرب‪ .‬وقال ب عض العلماء‪ :‬هذا ترق من ال قل إل‬
‫الكثر إل أن انتهى إل الساجد وهي أكثر عمارا وأكثر عبادا وهم ذوو القصد الصحيح‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ولين صرن ال من ين صره} كقوله تعال‪ { :‬يا أي ها الذ ين آمنوا إن تن صروا ال‬
‫ين صركم ويث بت أقدام كم والذ ين كفروا فتع سا ل م وأ ضل أعمال م}‪ .‬وقوله‪{ :‬إن ال‬
‫لقوي عزيز} وصف نفسه بالقوة والعزة‪ ,‬فبقوته خلق كل شيء فقدره تقديرا‪ ,‬وبعزته ل‬
‫يقهره قا هر ول يغلبه غالب‪ ,‬بل كل شيء ذل يل لديه فق ي إليه‪ ,‬و من كان القوي العزيز‬
‫ناصطره فهطو النصطور وعدوه هطو القهور‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬ولقطد سطبقت كلمتنطا لعبادنطا‬
‫الرسلي إنم لم النصورون وإن جندنا لم الغالبون} وقال تعال‪{ :‬كتب ال لغلب أنا‬
‫ورسطططططططططططططلي إن ال لقوي عزيطططططططططططططز}‪.‬‬

‫ف َوَنهَ ْواْ‬
‫لةَ وَآَت ُواْ الزّكَطا َة َوَأمَرُواْ بِالْ َم ْعرُو ِ‬
‫صَ‬‫** الّذِي نَ إِ نْ ّم ّكنّاهُ مْ فِي الرْ ضِ أَقَامُوْا ال ّ‬
‫ط الْ ُمنْكَ ِر وَلِلّهطططططططططططططِ عَاقَِب ُة ا ُلمُورِ‬ ‫عَنطططططططططططط ِ‬
‫قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أبو الربيع الزهران‪ ,‬حدثنا حاد بن زيد عن أيوب‬
‫وهشام عن م مد قال‪ :‬قال عثمان بن عفان‪ :‬في نا نزلت {الذ ين إن مكنا هم ف الرض‬
‫أقاموا ال صلة وآتوا الزكاة وأمروا بالعروف ونوا عن الن كر} فأخرج نا من ديار نا بغ ي‬
‫حطق إل أن قلنطا‪ :‬ربنطا ال ثط مكنطا فط الرض‪ ,‬فأقمنطا الصطلة وآتينطا الزكاة‪ ,‬وأمرنطا‬
‫بالعروف‪ ,‬ونينا عن النكر‪ ,‬ول عاقبة المور فهي ل ولصحاب‪ .‬وقال أبو العالية‪ :‬هم‬
‫أ صحاب م مد صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬وقال ال صباح بن سوادة الكندي‪ :‬سعت ع مر بن‬
‫ع بد العز يز ي طب و هو يقول‪{ :‬الذ ين إن مكنا هم ف الرض} الَ ية‪ ,‬ث قال‪ :‬أل إن ا‬
‫لي ست على الوال وحده‪ ,‬ولكن ها على الوال والول عل يه‪ ,‬أل أنبئ كم ب ا ل كم على الوال‬
‫من ذلكم‪ ,‬وبا للوال عليكم منه ؟ إن لكم على الوال من ذلكم أن يؤاخذكم بقوق ال‬
‫عليكم‪ ,‬وأن يأخذ لبعضكم من بعض‪ ,‬وأن يهديكم للت هي أقوم ما استطاع‪ ,‬وإن عليكم‬
‫من ذلك الطا عة غ ي البزوزة ول ال ستكره ب ا‪ ,‬ول الخالف سرها علنيت ها‪ .‬وقال عط ية‬
‫العوف‪ :‬هذه الَية كقوله‪{ :‬وعد ال الذين آمنوا منكم وعملوا الصالات ليستخلفنهم ف‬

‫‪165‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الرض} وقوله‪{ :‬ول عاقبطة المور} كقوله تعال‪{ :‬والعاقبطة للمتقيط}‪ .‬وقال زيطد بطن‬
‫طططنعوا‪.‬‬ ‫طططا صط‬ ‫طططد ال ثواب مط‬ ‫طططة المور} وعنط‬ ‫طططلم {ول عاقبط‬ ‫أسط‬

‫ح َوعَا ٌد َوثَمُودُ * وََقوْ مُ ِإبْرَاهِي َم وََقوْ مُ لُو طٍ *‬ ‫** َوإِن ُيكَ ّذبُو كَ َفقَدْ َك ّذبَ تْ َقبَْلهُ مْ َقوْ ُم نُو ٍ‬
‫ب مُو َسىَ فَأمَْليْتُ ِل ْلكَافِرِي َن ثُمّ أَخَ ْذُتهُمْ َف َكيْفَ كَانَ َنكِيِ * َفكََأيّن‬ ‫ب مَ ْديَ َن وَكُذّ َ‬‫َوأَصْحَا ُ‬
‫مّن قَ ْرَيةٍ َأهَْلكْنَاهَا َوهِ َي ظَالِ َمةٌ َفهِ يَ خَا ِوَيةٌ عََل َى عُرُو ِشهَا َوِبئْ ٍر ّمعَطَّل ٍة وَقَ صْ ٍر مّشِيدٍ * أَفَلَ مْ‬
‫ب َي ْعقِلُو نَ بِهَآ َأوْ آذَا نٌ يَ سْ َمعُو َن بِهَا فَِإنّهَا َل َتعْمَى‬ ‫يَ سِيُواْ فِي الرْ ضِ َفَتكُو نَ َلهُ مْ ُقلُو ٌ‬
‫ط الّتِطططي فِطططي الصطططّدُورِ‬ ‫البْصطططَا ُر وَلَـطططكِن َتعْ َمىَ اْلقُلُوبطط ُ‬
‫يقول تعال مسليا لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم ف تكذيب من خالفه من قومه‪{ :‬وإن‬
‫يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح ط إل أن قال ط وكذب موسى} أي مع ما جاء به‬
‫من الَيات البينات والدلئل الواضحات {فأمل يت للكافر ين} أي أنظرت م وأخرت م‪ { ,‬ث‬
‫أخذتم فكيف كان نكي} أي فيكف كان إنكاري عليهم ومعاقبت لم ؟! وذكر بعض‬
‫السلف أنه كان بي قول فرعون لقومه‪ :‬أنا ربكم العلى‪ ,‬وبي إهلك ال له أربعون سنة‪.‬‬
‫و ف ال صحيحي عن أ ب مو سى عن ال نب صلى ال عل يه و سلم أ نه قال‪« :‬إن ال ليملي‬
‫للظال حت إذا أخذه ل يفلته» ث قرأ {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالة إن‬
‫أخذه أليم شديد} ث قال تعال‪{ :‬فكأين من قرية أهلكناها} أي كم من قرية أهلكتها‬
‫{وهي ظالة} أي مكذبة لرسلها {فهي خاوية على عروشها} قال الضحاك‪ :‬سقوفها‪,‬‬
‫أي قد خربت وتعطلت حواضرها {وبئر معطلة} أي ل يستقى منها‪ ,‬ول يردها أحد بعد‬
‫كثرة وارديها والزدحام عليها {وقصر مشيد} قال عكرمة يعن البيض بالص‪ ,‬وروي‬
‫عن علي بن أ ب طالب وماهد وعطاء وسعيد بن جبي وأب الل يح والضحاك نو ذلك‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬هو النيف الرتفع‪ .‬وقال آخرون‪ :‬الشيد النيع الصي‪ ,‬وكل هذه القوال‬
‫متقاربة ول منافاة بينها‪ ,‬فإنه ل يم أهله شدة بنائه ول ارتفاعه ول إحكامه ول حصانته‬
‫عن حلول بأس ال بم كما قال تعال‪{ :‬أينما تكونوا يدرككم الوت ولو كنتم ف بروج‬
‫مشيدة}‪.‬‬

‫‪166‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله‪{ :‬أفلم ي سيوا ف الرض} أي بأبدان م وبفكر هم أيضا‪ ,‬وذلك كاف ك ما قال‬
‫ابن أب الدنيا ف كتاب التفكر والعتبار‪ :‬حدثنا هارون بن عبد ال‪ ,‬حدثنا سيار‪ ,‬حدثنا‬
‫جعفر‪ ,‬حدثنا مالك بن دينار قال‪ :‬أوحى ال تعال إل موسى بن عمران عليه السلم أن يا‬
‫مو سى ات ذ نعل ي من حد يد وع صا‪ ,‬ث سح ف الرض‪ ,‬ث اطلب الَثار وال عب‪ ,‬ح ت‬
‫يتخرق النعلن وتنكسطر العصطا‪ .‬وقال ابطن أبط الدنيطا‪ :‬قال بعطض الكماء‪ :‬أحطي قلبطك‬
‫بالواعطظ‪ ,‬ونوره بالتفكطر‪ ,‬وموتطه بالزهطد‪ ,‬وقوّه باليقيط‪ ,‬وذل بالوت‪ ,‬وقرره بالفناء‪,‬‬
‫وبصطره فجائع الدنيطا‪ ,‬وحذره صطولة الدهطر وفحطش تقلب اليام‪ ,‬واعرض عليطه أخبار‬
‫الاضي‪ ,‬وذكره ما أصاب من كان قبله‪ ,‬وسيه ف ديارهم وآثارهم‪ ,‬وانظر ما فعلوا وأين‬
‫حلوا وعطم انقلبوا‪ ,‬أي فانظروا مطا حل بالمطم الكذبطة مطن النقطم والنكال {فتكون لمط‬
‫قلوب يعقلون ب ا أو آذان ي سمعون با} أي فيعتبون با {فإن ا ل تعمى الب صار ولكن‬
‫تعمى القلوب الت ف الصدور} أي ليس العمى عمى البصر‪ ,‬وإنا العمى عمى البصرة‪,‬‬
‫وإن كانت القوة الباصرة سليمة فإنا ل تنفذ إل العب ول تدري ما الب‪ ,‬وما أحسن ما‬
‫قاله ب عض الشعراء ف هذا الع ن‪ ,‬و هو أ بو م مد ع بد ال بن م مد بن سارة الندل سي‬
‫ططمائة‪:‬‬ ‫ططبع عشرة وخسط‬ ‫ططنة سط‬ ‫ططه سط‬ ‫ططت وفاتط‬ ‫ططد كانط‬ ‫طط‪ ,‬وقط‬ ‫الشنترينط‬
‫يططا مططن يصططيخ إل داعططي الشقاء وقدنادى بططه الناعيان الشيططب والكططب‬
‫طر‬‫طمع والبصط‬ ‫طك الواعيان السط‬‫طي رأسط‬ ‫طم ترىفط‬ ‫طمع الذكرى ففيط‬ ‫طت ل تسط‬ ‫إن كنط‬
‫ليططس الصططم ول العمططى سططوى رجللم يهده الاديان العيطط والثططر‬
‫ل الدهططر يبقططى ول الدنيططا ول الفلك الطططأعلى ول النيّران الشمططس والقمططر‬
‫ليحلن عططططن الدنيططططا وإن كرهافراقهططططا الثاويان البدو والضططططر‬
‫)‬

‫خلِ فَ اللّ ُه َوعْدَ ُه َوإِ ّن َيوْما عِندَ َربّ كَ َكأَلْ فِ َسَنةٍ مّمّا‬
‫جلُونَكَ بِاْلعَذَا بِ وَلَن يُ ْ‬
‫** َويَ سَْتعْ ِ‬
‫َصطيُ‬
‫َيط الْم ِ‬ ‫ُمط َأخَ ْذتُه َا َوإِل ّ‬
‫ِيط ظَالِ َم ٌة ث ّ‬
‫ْتط لَه َا َوه َ‬ ‫ّونط * وَ َكأَي ّن م ّن َق ْرَيةٍ َأمَْلي ُ‬‫َتعُد َ‬
‫يقول تعال لنبيه صلوات ال وسلمه عليه‪{ :‬ويستعجلونك بالعذاب} أي هؤلء الكفار‬
‫اللحدون الكذبون بال وكتا به ور سوله واليوم الَ خر‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬وإذ قالوا الل هم‬

‫‪167‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إن كان هذا هو ال ق من عندك فأم طر علي نا حجارة من ال سماء أو ائت نا بعذاب أل يم}‬
‫{وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الساب}‪ .‬وقوله‪{ :‬ولن يلف ال وعده} أي الذي‬
‫قد و عد من إقا مة ال ساعة والنتقام من أعدائه‪ ,‬والكرام لوليائه‪ .‬قال ال صمعي‪ :‬ك نت‬
‫عند أب عمرو بن العلء‪ ,‬فجاءه عمرو بن عبيد فقال‪ :‬يا أبا عمرو‪ ,‬هل يلف ال اليعاد ؟‬
‫فقال‪ :‬ل‪ ,‬فذكر آية وعيد‪ ,‬فقال له‪ :‬أمن العجم أنت ؟ إن العرب تعد الرجوع عن الوعد‬
‫ططططر‪:‬‬ ‫ططططعت قول الشاعط‬ ‫ططططا سط‬ ‫ططططن اليعاد كرما‪ ,‬أمط‬ ‫لؤما‪ ,‬وعط‬
‫ليهططب ابططن العططم والار سطططوتيول أنثنطط عططن سطططوة التهدد‬
‫فإنططططط وإن أوعدتطططططه أو وعدتلمخلف إيعادي ومنجطططططز موعدي‬
‫وقوله‪{ :‬وإن يوما عند ربك كألف سنة ما تعدون} أي هو تعال ل يعجل‪ ,‬فإن مقدار‬
‫ألف سنة ع ند خل قه كيوم وا حد عنده بالن سبة إل حل مه‪ ,‬لعل مه بأ نه على النتقام قادر‪,‬‬
‫وأنه ل يفوته شيء وإن أجل وأنظر وأملى‪ ,‬ولذا قال بعد هذا‪{ :‬وكأين من قرية أمليت‬
‫لا وهي ظالة ث أخذتا وإل الصي} قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا السن بن عرفة‪ ,‬حدثن‬
‫عبدة بن سليمان عن ممد بن عمرو عن أب سلمة عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم قال‪« :‬يد خل فقراء ال سلمي ال نة ق بل الغنياء بن صف يوم خ سمائة عام»‬
‫ورواه الترمذي والنسائي من حديث الثوري عن ممد بن عمرو به‪ ,‬وقال الترمذي‪ :‬حسن‬
‫صحيح‪ .‬وقد رواه ابن جرير عن أب هريرة موقوفا فقال‪ :‬حدثن يعقوب‪ ,‬حدثنا ابن علية‪,‬‬
‫حدث نا سعيد الريري عن أ ب نضرة عن سي بن نار قال‪ :‬قال أ بو هريرة‪ :‬يد خل فقراء‬
‫ال سلمي ال نة ق بل الغنياء بقدار ن صف يوم‪ ,‬قلت‪ :‬و ما مقدار ن صف يوم ؟ قال أو ما‬
‫تقرأ القرآن ؟ قلت‪ ,‬بلى‪ ,‬قال‪{ :‬وإن يوما عنططد ربططك كألف سططنة ماطط تعدون}‪.‬‬
‫وقال أ بو داود ف آ خر كتاب الل حم من سننه‪ :‬حدث نا عمرو بن عثمان‪ ,‬حدث نا أ بو‬
‫الغية‪ ,‬حدثنا صفوان عن شريح بن عبيد عن سعد بن أب وقاص عن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم أنه قال‪« :‬إن لرجو أن ل تعجز أمت عند ربا أن يؤخرهم نصف يوم» قيل لسعد‪:‬‬
‫وما نصف يوم ؟ قال‪ :‬خسمائة سنة‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أحد بن سنان‪ ,‬حدثنا‬
‫عبد الرحن بن مهدي عن إسرائيل عن ساك‪ ,‬عن عكرمة عن ابن عباس {وإن يوما عند‬
‫ربك كألف سنة ما تعدون} قال‪ :‬من اليام الت خلق ال فيها السموات والرض‪ .‬ورواه‬

‫‪168‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ابن جرير عن ابن بشار عن ابن الهدي‪ ,‬وبه قال ماهد وعكرمة‪ ,‬ونص عليه أحد بن‬
‫حنبل ف كتاب الرد على الهمية‪ ,‬وقال ماهد‪ :‬هذه الَية كقوله‪{ :‬يدبر المر من السماء‬
‫إل الرض ثطط يعرج إليططه فطط يوم كان مقداره ألف سططنة ماطط تعدون}‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا عارم ممد بن الفضل‪ ,‬حدثنا حاد بن زيد عن‬
‫ي ي بن عت يق عن م مد بن سيين‪ ,‬عن ر جل من أ هل الكتاب أ سلم قال‪ :‬إن ال تعال‬
‫خلق السموات والرض ف ستة أيام {وإن يوما عند ربك كألف سنة ما تعدون} وجعل‬
‫أجل الدنيا ستة أيام‪ ,‬وجعل الساعة ف اليوم السابع {وإن يوما عند ربك كألف سنة ما‬
‫تعدون}‪ .‬ف قد م ضت ال ستة اليام وأن تم ف اليوم ال سابع فم ثل ذلك كم ثل الا مل إذا‬
‫دخلت شهرهطططططا ففطططططي أيطططططة لظطططططة ولدت كان تاما‪.‬‬

‫** ُق ْل يََأّيهَا النّا سُ ِإنّمَآ َأنَاْ َلكُ ْم نَذِي ٌر ّمبِيٌ * فَالّذِي نَ آ َمنُوْا َوعَمِلُوْا ال صّالِحَاتِ َل ُه ْم ّمغْفِ َرٌة‬
‫ِيمط‬
‫جح ِ‬ ‫ب الْ َ‬ ‫َصطحَا ُ‬
‫ِينط ُأوْلَـطئِكَ أ ْ‬ ‫ِيط آيَاتِن َا ُمعَاجِز َ‬‫سطَعوْاْ ف َ‬ ‫ِينط َ‬
‫ْقط كَرِي ٌ * وَالّذ َ‬ ‫وَرِز ٌ‬
‫يقول تعال لنبيه صلى ال عليه وسلم حي طلب منه الكفار وقوع العذاب واستعجلوه‬
‫به {قل يا أيها الناس إنا أنا لكم نذير مبي} أي إنا أرسلن ال إليكم نذيرا لكم‪ ,‬بي‬
‫يدي عذاب شديد‪ ,‬وليس إل من حسابكم من شيء‪ ,‬أمركم إل ال إن شاء عجل لكم‬
‫العذاب‪ ,‬وإن شاء أخره عنكطم‪ ,‬وإن شاء تاب على مطن يتوب إليطه‪ ,‬وإن شاء أضطل مطن‬
‫ك تب عل يه الشقاوة‪ ,‬و هو الفعال ل ا يشاء وير يد ويتار {ل مع قب لك مه و هو سريع‬
‫الساب} {وإنا أنا لكم نذير مبي * فالذين آمنوا وعملوا الصالات} أي آمنت قلوبم‬
‫و صدقوا إيان م بأعمال م {ل م مغفرة ورزق كر ي} أي مغفرة ل ا سلف من سيئاتم‪,‬‬
‫ومازاة حسنة على القليل من حسناتم‪ .‬قال ممد بن كعب القرظي‪ :‬إذا سعت ال تعال‬
‫يقول‪{ :‬ورزق كريطططططططط} فهططططططططو النططططططططة‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬والذ ين سعوا ف آيات نا معاجز ين} قال ما هد‪ :‬يثبطون الناس عن متاب عة ال نب‬
‫صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬وكذا قال ع بد ال بن الزب ي‪ :‬مثبط ي‪ .‬وقال ا بن عباس‪ :‬معاجز ين‬
‫مراغم ي {أولئك أ صحاب الح يم} و هي النار الارة الوج عة‪ ,‬الشد يد عذاب ا ونكال ا‪,‬‬

‫‪169‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أجار نا ال من ها‪ .‬قال ال تعال‪{ :‬الذ ين كفروا و صدوا عن سبيل ال زدنا هم عذابا فوق‬
‫العذاب باططططططططططططط كانوا يفسطططططططططططططدون}‪.‬‬

‫شيْطَا نُ فِ يَ ُأ ْمنِّيتِ هِ َفيَن سَ ُخ‬


‫ك مِن رّ سُولٍ وَ َل َنبِ يّ إِلّ ِإذَا تَ َمّنىَ أَْلقَى ال ّ‬ ‫** َومَآ أَرْ سَ ْلنَا مِن َقبْلِ َ‬
‫جعَ َل مَا يُ ْلقِي الشّيْطَا نُ‬ ‫حكِ مُ اللّ ُه آيَاتِ ِه وَاللّ ُه عَلِي مٌ َحكِي مٌ * ّليَ ْ‬ ‫شيْطَا نُ ثُ ّم يُ ْ‬ ‫اللّ ُه مَا يُ ْلقِي ال ّ‬
‫ق َبعِيدٍ * وَِليَعَْل مَ‬ ‫ض وَاْلقَا ِسَيةِ ُقلُوبُهُ ْم َوإِ نّ الظّالِمِيَ لَفِي ِشقَا ٍ‬ ‫ِفْتنَةً لّّلذِي نَ فِي ُقلُوبِهِم مّرَ ٌ‬
‫خبِتَ لَهُ قُلُوُبهُ ْم َوإِنّ اللّهَ َلهَا ِد الّذِينَ آمَُن َواْ‬ ‫الّذِينَ أُوتُواْ اْلعِلْمَ َأنّ ُه الْحَ ّق مِن ّربّكَ َفُي ْؤ ِمنُوْا بِهِ َفُت ْ‬
‫طرَاطٍ مّسطططططططططططططططَْتقِيمٍ‬ ‫إِلَىَ صطططططططططططططط ِ‬
‫قد ذكر كثي من الفسرين ههنا قصة الغرانيق‪ ,‬وما كان من رجوع كثي من الهاجرة‬
‫إل أرض البشة ظنا منهم أن مشركي قريش قد أسلموا‪ ,‬ولكنها من طرق كلها مرسلة‪,‬‬
‫ول أرها مسندة من وجه صحيح‪ ,‬وال أعلم‪ .‬قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا يونس بن حبيب‪,‬‬
‫حدثنا أبو داود‪ ,‬حدثنا شعبة عن أب بشر عن سعيد بن جبي قال‪ :‬قرأ رسول ال صلى ال‬
‫عليطه وسطلم بكطة النجطم‪ ,‬فلمطا بلغ هذا الوضطع {أفرأيتطم اللت والعزى ومناة الثالثطة‬
‫الخرى} قال‪ :‬فألقى الشيطان على لسانه تلك الغرانيق العلى وأن شفاعتهن ترتى‪ ,‬قالوا‪:‬‬
‫ما ذكر آلتنا بي قبل اليوم‪ ,‬فسجد وسجدوا‪ ,‬فأنزل ال عز وجل هذه الَية {وما أرسلنا‬
‫من قبلك من ر سول ول نب إل إذا ت ن أل قى الشيطان ف أمني ته فين سخ ال ما يل قي‬
‫الشيطان ثطططط يكططططم ال آياتططططه وال عليططططم حكيططططم}‪.‬‬
‫رواه ابن جرير عن بندار عن غندر عن شعبة به بنحوه‪ ,‬وهو مرسل‪ ,‬وقد رواه البزار ف‬
‫مسنده عن يوسف بن حاد عن أمية بن خالد عن شعبة عن أب بشر عن سعيد بن جبي‪,‬‬
‫عن ا بن عباس في ما أح سب ال شك ف الد يث‪ ,‬أن ال نب صلى ال عل يه و سلم قرأ ب كة‬
‫سورة النجم حت انتهى إل {أفرأيتم اللت والعزى} وذكر بقيته‪ ,‬ث قال البزار‪ :‬ل نعلمه‬
‫يروى متصلً إل بذا ال سناد‪ ,‬تفرد بو صله أمية بن خالد‪ ,‬وهو ثقة مشهور‪ ,‬وإن ا يروى‬
‫هذا من طريق الكلب عن أب صال عن ابن عباس‪ ,‬ث رواه ابن أب حات عن أب العالية‬
‫وعن السدي مرسلً‪ ,‬وكذا رواه ابن جرير عن ممد بن كعب القرظي وممد بن قيس‬
‫مرسططططططططططططططططططططططططططططططططلً أيضا‪.‬‬

‫‪170‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال قتادة‪ :‬كان ال نب صلى ال عل يه و سلم ي صلي ع ند القام إذ ن عس‪ ,‬فأل قى الشيطان‬
‫على ل سانه وإن شفاعت ها لترت ى‪ ,‬وإن ا ل ع الغران يق العلى‪ ,‬فحفظ ها الشركون وأجرى‬
‫الشيطان أن ال نب صلى ال عل يه و سلم قد قرأ ها‪ :‬فذلت ب ا أل سنتكم‪ ,‬فأنزل ال {و ما‬
‫أر سلنا من قبلك من ر سول ول نب} الَ ية‪ ,‬فد حر ال الشيطان‪ ,‬ث قال ا بن أ ب حا ت‪:‬‬
‫حدثنا موسى بن أب موسى الكوف‪ ,‬حدثنا ممد بن إسحاق السيب‪ ,‬حدثنا ممد بن فليح‬
‫عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال‪ :‬أنزلت سورة النجم وكان الشركون يقولون‪ :‬لو‬
‫كان هذا الر جل يذ كر آلت نا ب ي أقررناه وأ صحابه‪ ,‬ولك نه ل يذ كر من خالف دي نه من‬
‫اليهود والنصارى بثل الذي يذكر آلتنا من الشتم والشر‪ ,‬وكان رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم اش تد عل يه ما ناله وأ صحابه من أذا هم وتكذيب هم وأحز نه ضلل م‪ ,‬فكان يتم ن‬
‫هدا هم‪ ,‬فل ما أنزل ال سورة الن جم قال‪{ :‬أفرأي تم اللت والعزى ومناة الثال ثة الخرى *‬
‫أل كم الذ كر وله الن ثى} أل قى الشيطان عند ها كلمات ح ي ذ كر ال الطواغ يت‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫وإنن لن الغرانيق العلى‪ ,‬وإن شفاعتهن لي الت ترتى‪ ,‬وكان ذلك من سجع الشيطان‬
‫وفتنته‪ ,‬فوقعت هاتان الكلمتان ف قلب كل مشرك بكة وذلت با ألسنتهم‪ ,‬وتباشروا با‪,‬‬
‫وقالوا‪ :‬إن ممدا قد رجع إل دينه الول ودين قومه‪ ,‬فلما بلغ رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم آخر النجم سجد‪ ,‬وسجد كل من حضره من مسلم أو مشرك‪ ,‬غي أن الوليد بن‬
‫الغية كان رجلً كبيا فر فع على ك فه ترابا ف سجد عل يه‪ ,‬فع جب الفريقان كله ا من‬
‫جاعت هم ف ال سجود ل سجود ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬فأ ما ال سلمون فعجبوا‬
‫ل سجود الشرك ي مع هم على غ ي إيان ول يق ي‪ ,‬ول ي كن ال سلمون سعوا الَ ية الذي‬
‫ألقى الشيطان ف مسامع الشركي‪ ,‬فاطمأنت أنفسهم لا ألقى الشيطان ف أمنية رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وحدثهم به الشيطان أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قد قرأها ف‬
‫السورة‪ ,‬فسجدوا لتعظيم آلتهم‪ ,‬ففشت تلك الكلمة ف الناس‪ ,‬وأظهرها الشيطان حت‬
‫بل غت أرض الب شة و من ب ا من ال سلمي عثمان بن مظعون وأ صحابه‪ ,‬وتدثوا أن أ هل‬
‫مكة قد أسلموا كلهم وصلوا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وبلغهم سجود الوليد‬
‫بن الغية على التراب على كفه‪ ,‬وحدثوا أن السلمي قد أمنوا بكة‪ ,‬فأقبلوا سراعا‪ ,‬وقد‬
‫نسخ ال ما ألقى الشيطان وأحكم ال آياته وحفظه من الفرية‪ ,‬وقال ال‪{ :‬وما أرسلنا من‬

‫‪171‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قبلك من رسول ول نب إل إذا تن ألقى الشيطان ف أمنيته فينسخ ال ما يلقي الشيطان ث‬
‫ي كم ال آياته وال عل يم حك يم * ليج عل ما يل قي الشيطان فت نة للذ ين ف قلوب م مرض‬
‫والقا سية قلوب م وإن الظال ي ل في شقاق بع يد} فل ما ب ي ال قضاءه‪ ,‬وبرأه من سجع‬
‫الشيطان‪ ,‬انقلب الشركون بضللتهطم وعداوتمط السطلمي‪ ,‬واشتدوا عليهطم‪ ,‬وهذا أيضا‬
‫مرسططططططططططططططططططططططططططططططططططل‪.‬‬
‫و ف تف سي ا بن جر ير عن الزهري عن أ ب ب كر بن ع بد الرح ن بن الارث بن هشام‬
‫نوه‪ ,‬وقد رواه الافظ أبو بكر البيهقي ف كتابه دلئل النبوة‪ ,‬فلم يز به موسى بن عقبة‬
‫ساقه من مغازيه بنحوه‪ ,‬قال‪ :‬وقد روينا عن أب إسحاق هذه القصة {قلت} وقد ذكرها‬
‫ممد بن إسحاق ف السية بنحو من هذا‪ ,‬وكلها مرسلت ومنقطعات‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقد‬
‫ساقها البغوي ف تفسيه مموعة من كلم ابن عباس وممد بن كعب القرظي وغيها‬
‫بنحو من ذلك‪ ,‬ث سأل ههنا سؤالً‪ :‬كيف وقع مثل هذا مع العصمة الضمونة من ال‬
‫تعال لرسطوله صطلوات ال وسطلمه عليطه ؟ ثط حكطى أجوبطة عطن الناس مطن ألطفهطا أن‬
‫الشيطان أوقع ف مسامع الشركي ذلك فتوهوا أنه صدر عن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ,‬وليس كذلك ف نفس المر‪ ,‬بل إنا كان من صنيع الشيطان ل عن رسول الرحن‬
‫صططططططططلى ال عليططططططططه وسططططططططلم‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وهكذا تنوعت أجوبة التكلمي عن هذا بتقدير صحته‪ .‬وقد تعرض القاضي عياض رحه‬
‫ال ف كتاب الشفاء لذا‪ ,‬وأجاب با حاصله أنا كذلك لثبوتا‪ .‬وقوله‪{ :‬إل إذا تن ألقى‬
‫الشيطان فط أمنيتطه} هذا فيطه تسطلية مطن ال لرسطوله صطلوات ال وسطلمه عليطه‪ ,‬أي ل‬
‫يهيدنك ذلك فقد أصاب مثل هذا من قبلك من الرسلي والنبياء‪ .‬قال البخاري‪ :‬قال ابن‬
‫عباس { ف أمني ته} إذا حدث ألقى الشيطان ف حديثه‪ ,‬فيب طل ال ما يلقي الشيطان {ث‬
‫يكم ال آياته}‪ .‬قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس {إذا تن ألقى الشيطان ف أمنيته}‬
‫يقول‪ :‬إذا حدث أل قى الشيطان ف حدي ثه‪ .‬وقال ما هد {إذا ت ن} يع ن إذا قال‪ ,‬ويقال‬
‫أمني ته قراء ته {إل أما ن} يقولون ول يكتبون‪ .‬قال البغوي وأك ثر الف سرين قالوا‪ :‬مع ن‬
‫قوله‪{ :‬تنط} أي تل وقرأ كتاب ال {وألقطى الشيطان فط أمنيتطه} أي فط تلوتطه‪ ,‬قال‬
‫الشاعطططططططر فططططططط عثمان حيططططططط قتطططططططل‪:‬‬

‫‪172‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تنطططططط كتاب ال أول ليلةوآخرهططططططا لقططططططى حام القادر‬
‫وقال الضحاك‪{ :‬إذا أتن} إذا تل‪ .‬قال ابن جرير هذا القول أشبه بتأويل الكلم‪ .‬وقوله‬
‫{فينسخ ال ما يلقي الشيطان} حقيقة النسخ لغة الزالة والرفع‪ ,‬قال علي بن أب طلحة‬
‫عطن ابطن عباس‪ :‬أي فيبططل ال سطبحانه وتعال مطا ألقطى الشيطان‪ .‬وقال الضحاك‪ :‬نسطخ‬
‫جب يل بأ مر ال ما أل قى الشيطان‪ ,‬وأح كم ال آيا ته‪ .‬وقوله‪{ :‬وال عل يم} أي ب ا يكون‬
‫مطن المور والوادث ل تفطى عليطه خافيطة {حكيطم} أي فط تقديره وخلقطه وأمره‪ ,‬له‬
‫الكمة التامة والجة البالغة‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين ف قلوبم‬
‫مرض} أي شطك وشرك وكفطر ونفاق‪ ,‬كالشركيط حيط فرحوا بذلك واعتقدوا أنطه‬
‫صحيح من عند ال‪ ,‬وإنا كان من الشيطان‪ .‬قال ابن جريج‪{ :‬الذين ف قلوبم مرض}‬
‫هطططططم النافقون‪{ ,‬والقاسطططططية قلوبمططططط} هطططططم الشركون‪.‬‬
‫وقال مقاتل بن حيان‪ :‬هم اليهود {وإن الظالي لفي شقاق بعيد} أي ف ضلل ومالفة‬
‫وعناد بعيد‪ ,‬أي من الق والصواب‪{ ,‬وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الق من ربك فيؤمنوا‬
‫به} أي وليعلم الذين أوتوا العلم النا فع الذي يفرقون به ب ي الق والباطل والؤمنون بال‬
‫ور سوله أن ما أوحيناه إل يك هو ال ق من ر بك الذي أنزله بعل مه وحف ظه‪ ,‬وحر سه أن‬
‫يتلط به وغيه بل هو كتاب حكيم {ل يأتيه الباطل من بي يديه ول من خلفه تنيل من‬
‫حك يم ح يد}‪ .‬وقوله‪{ :‬فيؤمنوا به} أي ي صدقوه وينقادوا له‪{ ,‬فتخ بت له قلوب م} أي‬
‫{وإنط ال لاد الذيطن آمنوا إل صطراط مسطتقيم} أي فط الدنيطا‬
‫ّ‬ ‫تضطع وتذل له قلوبمط‪,‬‬
‫والَخرة‪ ,‬أما ف الدنيا فيشدهم إل الق واتباعه ويوفقهم لخالفة الباطل واجتنابه‪ ,‬وف‬
‫الَخرة يهدي هم ال صراط ال ستقيم الو صل إل درجات النات‪ ,‬ويزحزح هم عن العذاب‬
‫الليططططططططططططططططططططططططططططططم والدركات‪.‬‬

‫** وَ َل يَزَا ُل الّذِينَ َكفَرُواْ فِي مِ ْرَي ٍة ّمنْهُ َحّتىَ َت ْأتَِيهُ ُم السّا َعةُ َب ْغَتةً َأ ْو َيأِْتَيهُ ْم عَذَابُ َيوْ ٍم َعقِيمٍ‬
‫ت الّنعِي مِ *‬ ‫حكُ ُم َبْيَنهُ مْ فَالّذِي نَ آ َمنُوْا َوعَمِلُواْ ال صّالِحَاتِ فِي َجنّا ِ‬ ‫ك َي ْو َمئِذٍ للّ ِه يَ ْ‬
‫* الْمُلْ ُ‬
‫ط ّمهِيٌطط‬ ‫ط عَذَابطط ٌ‬ ‫وَالّذِينطططَ َكفَرُوْا وَكَ ّذبُواْ بِآياتِنَططا َفُأوْلَـطططئِكَ َلهُمطط ْ‬

‫‪173‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال م با عن الكفار أن م ل يزالون ف مر ية‪ ,‬أي ف شك من هذا القرآن‪ ,‬قال‬
‫ابن جريج واختاره ابن جرير‪ .‬وقال سعيد بن جبي وابن زيد منه‪ ,‬أي ما ألقى الشيطان‬
‫{حت تأتيهم الساعة بغتة} قال ماهد‪ :‬فجأة‪ ,‬وقال قتادة {بغتة} بغت القوم أمر ال وما‬
‫أ خذ ال قوما قط إل ع ند سكرتم وغرت م ونعمت هم‪ ,‬فل تغتروا بال إ نه ليغ تر بال إل‬
‫القوم الفاسقون‪ .‬وقوله‪{ :‬أو يأتيهم عذاب يوم عقيم} قال ماهد‪ :‬قال أب بن كعب‪ :‬هو‬
‫يوم بدر‪ ,‬وكذا قال ما هد وعكر مة و سعيد بن جبي وقتادة وغ ي وا حد‪ ,‬واختاره ا بن‬
‫جرير‪ .‬قال عكرمة وماهد ف رواية عنهما‪ :‬هو يوم القيامة‪ ,‬ل ليل له‪ ,‬وكذا قال الضحاك‬
‫وال سن الب صري‪ ,‬وهذا القول هو ال صحيح‪ ,‬وإن كان يوم بدر من جلة ما أوعدوا به‬
‫لكطن هذا هطو الراد‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬اللك يومئذ ل يكطم بينهطم} كقوله‪{ :‬مالك يوم‬
‫الديططططططططططططططططططططططططططططططططططن}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬اللك يومئذ القط للرحنط وكان يوما على الكافريطن عسطيا} {فالذيطن آمنوا‬
‫وعملوا ال صاحات} أي آم نت قلوب م و صدقوا بال ور سوله وعملوا بقت ضى ما علموا‪,‬‬
‫وتوا فق قلوب م وأقوال م وأعمال م { ف جنات النع يم} أي لم النع يم الق يم الذي ل يول‬
‫ول يزول ول يبيد {والذين كفروا وكذبوا بآياتنا} أي كفرت قلوبم بالق وجحدوا به‪,‬‬
‫وكذبوا به وخالفوا الرسل واستكبوا عن اتباعهم {فأولئك لم عذاب مهي} أي مقابلة‬
‫اسطتكبارهم وإعراضهطم عطن القط‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬إن الذيطن يسطتكبون عطن عبادتط‬
‫طططططاغرين‪.‬‬ ‫طططططن} أي صط‬ ‫طططططم داخريط‬ ‫طططططيدخلون جهنط‬ ‫سط‬

‫** وَالّذِي نَ هَا َجرُواْ فِي َسبِيلِ اللّ ِه ثُ مّ ُقتُِل َواْ َأ ْو مَاتُواْ َليَرْزَُقّنهُ مُ اللّ هُ ِرزْقا حَ سَنا َوإِ نّ اللّ هَ َل ُه َو‬
‫ب بِ ِمثْلِ‬ ‫ك َومَ ْن عَاقَ َ‬ ‫ض ْونَ ُه َوإِ نّ اللّ هَ َلعَلِي مٌ َحلِي مٌ * ذَلِ َ‬ ‫ل يَرْ َ‬ ‫َخيْرُ الرّازِِقيَ * َليُدْ ِخَلّنهُ ْم مّدْ َخ ً‬
‫ط ثُمططّ بُغِيططَ عََليْهططِ َليَنصططُ َرنّهُ اللّهططُ إِنططّ اللّهططَ َل َع ُفوّ َغفُورٌ‬ ‫ط بِهطِ‬ ‫طا عُوقِبطَ‬ ‫مَط‬
‫يب تعال عمن خرج مهاجرا ف سبيل ال ابتغاء مرضاته وطلبا لا عنده‪ ,‬وترك الوطان‬
‫والهلي واللن‪ ,‬وفارق بلده ف ال ورسوله‪ ,‬ونصرة لدين ال ث قتلوا‪ ,‬أي ف الهاد‪,‬‬
‫أو ماتوا أي حتف أنف هم أي من غ ي قتال على فرش هم‪ ,‬ف قد حصلوا على ال جر الز يل‬
‫والثناء الم يل‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬و من يرج من بي ته مهاجرا إل ال ور سوله ث يدر كه‬

‫‪174‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الوت ف قد و قع أجره على ال}‪ .‬وقوله‪{ :‬ليزقن هم ال رزقا ح سنا} أي ليجر ين علي هم‬
‫من فضله ورزقه من النة ما تقر به أعينهم {وإن ال لو خي الرازقي * ليدخلنهم مدخلً‬
‫يرضونه} أي النة كما قال تعال‪{ :‬فأما إن كان من القربي فروح وريان وجنة نعيم}‬
‫فأ خب أ نه ي صل له الرا حة والرزق وج نة النع يم‪ ,‬ك ما قال هه نا‪{ :‬ليزقنّ هم ال رزقا‬
‫ح سنا} ث قال {ليدخلن هم مدخلً يرضو نه وإن ال لعل يم} أي ب ن يها جر ويا هد ف‬
‫سبيله وبن يستحق ذلك {حليم} أي يلم ويصفح ويغفر لم الذنوب‪ ,‬ويكفرها عنهم‬
‫بجرتمططططططط إليطططططططه وتوكلهطططططططم عليطططططططه‪.‬‬
‫فأما من قتل ف سبيل ال من مهاجر أو غي مهاجر‪ ,‬فإنه حي عند ربه يرزق كما قال‬
‫تعال‪{ :‬ول تسطب الذيطن قتلوا فط سطبيل ال أمواتا بطل أحياء عنطد ربمط يرزقون}‬
‫والحاد يث ف هذا كثية ك ما تقدم‪ ,‬وأ ما من تو ف ف سبيل ال من مها جر أو غ ي‬
‫مهاجر‪ ,‬فقد تضمنت هذه الية الكرية مع الحاديث الصحيحة إجراء الرزق عليه وعظيم‬
‫إحسان ال إليه‪ .‬قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا السيب بن واضح‪ ,‬حدثنا ابن البارك‬
‫عن عبد الرحن بن شريح عن ابن الارث ط يعن عبد الكري ط عن ابن عقبة يعن أبا‬
‫عبيدة بن عق بة قال‪ :‬قال حدث نا شرحب يل بن ال سمط‪ :‬طال رباط نا وإقامت نا على ح صن‬
‫بأرض الروم‪ ,‬ف مر ب سلمان يع ن الفار سي ر ضي ال ع نه‪ ,‬فقال‪ :‬إ ن سعت ر سول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم يقول‪ « :‬من مات مرابطا أجرى ال عل يه م ثل ذلك ال جر‪ ,‬وأجرى‬
‫عليه الرزق‪ ,‬وأمن من الفتاني‪ ,‬واقرؤوا إن شئتم {والذين هاجروا ف سبيل ال ث قتلوا أو‬
‫ماتوا ليزقنهم ال رزقا حسنا وإن ال لو خي الرازقي ليدخلنهم مدخلً يرضونه وإن ال‬
‫لعليططططططططططططططططم حليططططططططططططططططم}»‪.‬‬
‫وقال أيضا‪ :‬حدثنا أبو زرعة‪ ,‬حدثنا زيد بن بشر‪ ,‬أخبن هام أنه سع أبا قبيل وربيعة‬
‫بن سيف العافري يقولن‪ :‬كنا برودس ومعنا فضالة بن عبيد النصاري صاحب رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فمر بنازتي إحداها قتيل‪ ,‬والخرى متو ف‪ ,‬فمال الناس على‬
‫القت يل‪ ,‬فقال فضالة‪ :‬ما ل أرى الناس مالوا مع هذا وتركوا هذا ؟ فقالوا‪ :‬هذا القت يل ف‬
‫سطبيل ال‪ ,‬فقال‪ :‬وال مطا أبال مطن أي حفرتيهمطا بعثطت ؟ اسطعوا كتاب ال {والذيطن‬
‫هاجروا ف سبيل ال ث قتلوا أو ماتوا} حت بلغ آخر الَية‪ ,‬وقال أيضا‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا‬

‫‪175‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عبدة بن سليمان‪ ,‬أنبأنا ابن البارك‪ ,‬أنبأنا ابن ليعة‪ ,‬حدثنا سلمان بن عامر الشيبان أن‬
‫ع بد الرح ن بن جحدم الول ن حد ثه أ نه ح ضر فضالة بن عب يد ف الب حر مع جنازت ي‬
‫أحده ا أ صيب بنجن يق‪ ,‬والَ خر تو ف‪ ,‬فجلس فضالة بن عب يد ع ند قب التو ف فق يل له‪:‬‬
‫تر كت الشه يد فلم تلس عنده ؟ فقال‪ :‬ما أبال من أي حفرتيه ما بع ثت إن ال يقول‪:‬‬
‫{والذ ين هاجروا ف سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليزقن هم ال رزقا ح سنا} الَيت ي‪.‬ف ما‬
‫تبت غي أي ها الع بد إذا أدخلت مدخلً ترضاه‪ ,‬ورز قت رزقا ح سنا‪ ,‬وال ما أبال من أي‬
‫حفرتيهمطططططططططططططططا بعثطططططططططططططططت‪.‬‬
‫ورواه ابن جرير عن يونس بن عبد العلى عن ابن وهب‪ ,‬أخبن عبد الرحن بن شريح‬
‫عن سلمان بن عامر قال‪ :‬كان فضالة برودس أميا على الرباع‪ ,‬فخرج بنازت رجلي‪,‬‬
‫أحدها قتيل والَخر متوف‪ ,‬فذكر نو ما تقدم‪ .‬وقوله‪{ :‬ذلك ومن عاقب بثل ما عوقب‬
‫به} الَية‪ ,‬ذكر مقاتل بن حيان وابن جرير أنا نزلت ف سرية من الصحابة لقوا جعا من‬
‫الشركي ف شهر مرم‪ ,‬فناشدهم السلمون لئل يقاتلوهم ف الشهر الرام‪ ,‬فأب الشركون‬
‫إل قتال م‪ ,‬وبغوا علي هم‪ ,‬فقاتل هم ال سلمون فن صرهم ال علي هم {إن ال لع فو غفور}‪.‬‬

‫ك ِبأَنّ اللّ َه يُولِجُ الّليْلَ فِي الّنهَا ِر َويُولِ ُج الّنهَارَ فِي الّليْ ِل َوأَنّ اللّهَ سَمِي ٌع َبصِيٌ * ذَلِكَ‬
‫** ذَلِ َ‬
‫ِيط اْلكَبِيُ‬
‫ّهط ُه َو اْلعَل ّ‬
‫َنط الل َ‬
‫ِهط ُهوَ اْلبَاطِ ُل َوأ ّ‬
‫ُونط مِن دُون ِ‬ ‫َنط مَا يَ ْدع َ‬ ‫َقط َوأ ّ‬‫ّهط هُ َو الْح ّ‬ ‫َنط الل َ‬
‫بِأ ّ‬
‫يقول تعال منبها على أ نه الالق الت صرف ف خل قه ب ا يشاء‪ ,‬ك ما قال‪ { :‬قل الل هم‬
‫مالك اللك تؤتط اللك مطن تشاء وتنع اللك منط تشاء وتعطز مطن تشاء وتذل مطن تشاء‬
‫بيدك الي إنك على كل شيء قدير * تول الليل ف النهار وتول النهار ف الليل وترج‬
‫الي من اليت وترج اليت من الي وترزق من تشاء بغي حساب} ومعن إيلجه الليل‬
‫ف النهار والنهار ف الل يل إدخاله من هذا ف هذا و من هذا ف هذا‪ ,‬فتارة يطول الل يل‬
‫ويقصطر النهار كمطا فط الشتاء‪ ,‬وتارة يطول النهار ويقصطر الليطل كمطا فط الصطيف‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وأن ال سيع ب صي} أي سيع بأقوال عباده‪ .‬ب صي ب م‪ ,‬ل ي فى عل يه من هم‬
‫خافية ف أحوالم وحركاتم وسكناتم‪ ,‬ولا بي أنه التصرف ف الوجود‪ ,‬الاكم الذي‬
‫لمع قب لك مه قال‪{ :‬ذلك بأن ال هو ال ق} أي الله ال ق الذي ل تنب غي العبادة إل‬

‫‪176‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫له‪ ,‬لنه ذو السلطان العظيم الذي ما شاء كان‪ ,‬وما ل يشأ ل يكن‪ ,‬وكل شيء فقي إليه‪,‬‬
‫ذليل لديه {وأن ما يدعون من دونه هو الباطل} أي من الصنام والنداد والوثان‪ ,‬وكل‬
‫ما عبد من دونه تعال فهو باطل‪ ,‬لنه ل يلك ضرا ول نفعا‪ .‬وقوله‪{ :‬وأن ال هو العلي‬
‫ال كبي} ك ما قال {و هو العلي العظ يم} وقال‪{ :‬ال كبي التعال} ف كل ش يء ت ت قهره‬
‫و سلطانه وعظم ته‪ ,‬ل إله إل هو‪ ,‬ول رب سواه‪ ,‬ل نه العظ يم الذي ل أع ظم م نه‪ ,‬العلي‬
‫الذي ل أعلى منطه‪ ,‬الكطبي الذي ل أكطب منطه‪ ,‬تعال وتقدس وتنه عطز وجطل عمطا يقول‬
‫الظالون العتدون علوا كطططططططططططططططططططططططططبيا‪.‬‬

‫خضَ ّرةً إِ نّ اللّ هَ لَطِي فٌ َخبِيٌ * لّ ُه‬‫صبِحُ الرْ ضُ ُم ْ‬ ‫** أَلَ ْم تَرَ أَ نّ اللّ هَ أَن َز َل مِ َن ال سّمَآ ِء مَآءً َفتُ ْ‬
‫ض َوإِ نّ اللّ هَ َل ُهوَ اْل َغنِ ّي الْحَمِيدُ * أَلَ ْم تَرَ أَ نّ اللّ هَ سَخّرَ َلكُم‬
‫ت َومَا فِي الرْ ِ‬ ‫مَا فِي ال سّمَاوَا ِ‬
‫ك ال سّمَآءَ أَن َتقَ َع عَلَى الرْ ضِ إِلّ‬ ‫ح ِر بَِأمْرِ هِ َويُمْ سِ ُ‬ ‫ك َتجْرِي فِي اْلبَ ْ‬ ‫مّا فِي الرْ ضِ وَاْلفُلْ َ‬
‫حيِيكُ مْ إِ نّ‬‫بِإِ ْذنِ هِ إِ نّ اللّ هَ بِالنّا سِ لَرَءُو فٌ رّحِي مٌ * َو ُهوَ الّذِ يَ أَ ْحيَاكُ مْ ثُ ّم يُمِيُتكُ ْم ثُ مّ يُ ْ‬
‫الِنْسطططططططططططططططططططططططططططططططَانَ َل َكفُورٌ‬
‫وهذا أيضا من الدللة على قدرته وعظيم سلطانه‪ ,‬فإنه يرسل الرياح فتثي سحابا فيمطر‬
‫على الرض الرز الت ل نبات فيها‪ ,‬وهي هامدة يابسة سوادء محلة‪{ ,‬فإذا أنزلنا عليها‬
‫الاء اهتزت وربت}‪ .‬وقوله‪{ :‬فتصبح الرض مضرة} الفاء ههنا للتعقيب‪ ,‬وتعقيب كل‬
‫شيء بسبه‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬ث خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة} الَية‪ ,‬وقدثبت‬
‫ف الصحيحي أن بي كل شيئي أربعي يوما‪ ,‬ومع هذا هو معقب بالفاء‪ ,‬وهكذا ههنا‬
‫قال {فتصبح الرض مضرة} أي خضراء بعد يباسها ومولا‪ .‬وقد ذكر عن بعض أهل‬
‫ططططر خضراء‪ ,‬فال أعلم‪.‬‬ ‫ططططب الطط‬ ‫ططططبح عقط‬ ‫طططط تصط‬ ‫الجاز أناط‬
‫وقوله‪{ :‬إن ال لط يف خبي} أي عل يم ب ا ف أرجاء الرض وأقطار ها وأجزائ ها من‬
‫الب وإن صغر‪ ,‬ول يفى عليه خافية‪ ,‬فيوصل إل كل منه قسطه من الاء فينبته به‪ ,‬كما‬
‫قال لقمان‪{ :‬يا بن إنا إن تك مثقال حبة من خردل فتكن ف صخرة أو ف السموات أو‬
‫ف الرض يأت با ال إن ال لطيف خبي} وقال‪{ :‬أل يسجدوا ل الذي يرج البء ف‬
‫ال سموات والرض} وقال تعال‪{ :‬و ما ت سقط من ور قة إل يعلم ها ول ح بة ف ظلمات‬

‫‪177‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الرض ول رطب ول يابس إل ف كتاب مبي} وقال‪{ :‬وما يعزب عن ربك من مثقال‬
‫ذرة ف الرض ول ف السماء ول أصغر من ذلك ول أكب إل ف كتاب مبي} ولذا قال‬
‫أميططة بططن أبطط الصططلت أو زيططد بططن عمرو بططن نفيططل فطط قصططيدته‪:‬‬
‫وقول له مططن ينبططت البطط فطط الثرى ؟فيصططبح منططه البقططل يهتططز رابيا‬
‫ويرج منطططه حبطططه فططط رؤوسطططهففي ذاك آيات لنططط كان واعيا‬
‫وقوله‪{ :‬له ما ف ال سموات و ما ف الرض} أي مل كه ج يع الشياء‪ ,‬و هو غ ن ع ما‬
‫سواه وكل شيء فقي إليه عبد لديه‪ ,‬وقوله‪{ :‬أل تر أن ال سخر لكم ما ف الرض} أي‬
‫من حيوان وجاد وزروع وثار‪ ,‬كما قال‪{ :‬وسخر لكم ما ف السموات وما ف الرض‬
‫جيعا منه} أي من إحسانه وفضله وامتنانه {والفلك تري ف البحر بأمره} أي بتسخيه‬
‫وت سييه‪ ,‬أي ف الب حر العجاج وتل طم المواج تري الفلك بأهل ها بر يح طي بة ور فق‬
‫وتؤدة فيحملون في ها ما شاءوا من تائر وبضائع ومنا فع من بلد إل بلد وق طر إل ق طر‪,‬‬
‫ويأتون ب ا ع ند أولئك إل هؤلء‪ ,‬ك ما ذهبوا ب ا ع ند هؤلء إل أولئك م ا يتاجون إل يه‬
‫ويطلبونطه ويريدونطه {ويسطك السطماء أن تقطع على الرض إل بإذنطه} أي لو شاء لذن‬
‫لل سماء ف سقطت على الرض فهلك من في ها‪ ,‬ول كن من لط فه ورح ته وقدر ته ي سك‬
‫السماء أن تقع على الرض إل بإذنه‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬إن ال بالناس لرؤوف رحيم} أي مع‬
‫ظلمهم‪ ,‬كما قال ف الَية الخرى‪{ :‬وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وإن ربك‬
‫لشديططططططططططططططططططططططططططططططد العقاب}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬و هو الذي أحيا كم ث ييت كم ث ييي كم إن الن سان لكفور} كقوله‪{ :‬ك يف‬
‫تكفرون بال وكنتم أمواتا فأحياكم ث ييتكم ث يييكم ث إليه ترجعون}‪ .‬وقوله‪{ :‬قل‬
‫ال يييكم ث يييت كم ث يمع كم إل يوم القيا مة ل ر يب فيه}‪ .‬وقوله‪{ :‬قالوا رب نا أمت نا‬
‫اثنت ي وأحييت نا اثنت ي} ومع ن الكلم‪ :‬ك يف تعلون ل أندادا وتعبدون م عه غيه و هو‬
‫ال ستقل باللق والرزق والت صرف {و هو الذي أحيا كم} أي خلق كم ب عد أن ل تكونوا‬
‫شيئا يذكر‪ ,‬فأوجدكم {ث ييتكم ث يييكم} أي يوم القيامة {إن النسان لكفور} أي‬
‫جحود‪.‬‬

‫‪178‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫** ّلكُلّ ُأ ّمةٍ َجعَ ْلنَا مَن سَكا هُ مْ نَا ِسكُوهُ َفلَ ُينَا ِز ُعنّ كَ فِي المْ ِر وَادْ عُ إَِلىَ َربّ كَ ِإنّ كَ َلعََلىَ‬
‫حكُ مُ بَْيَنكُ مْ َيوْ َم اْلقِيَا َمةِ‬
‫ستَقِيمٍ * َوإِن جَادَلُو كَ َفقُلِ اللّ هُ َأعْلَ ُم بِمَا َتعْ َملُو نَ * اللّ ُه َي ْ‬
‫هُدًى مّ ْ‬
‫ختَِلفُونطططططططَ‬ ‫ط تَ ْ‬ ‫فِيمَطططططططا كُنتُمطططططططْ فِيهطططططط ِ‬
‫يب تعال أنه جعل لكل قوم منسكا‪ ,‬قال ابن جرير‪ :‬يعن لكل أمة نب منسكا‪ ,‬قال‪:‬‬
‫وأ صل الن سك ف كلم العرب هو الو ضع الذي يعتاده الن سان ويتردد إل يه إ ما ل ي أو‬
‫شر‪ ,‬قال‪ :‬ولذا سيت مناسك ال ج بذلك لترداد الناس إليها وعكوفهم علي ها‪ ,‬فإن كان‬
‫كما قال من أن الراد لكل أمة نب جعلنا منسكا‪ ,‬فيكون الراد بقوله فل ينازعنك ف المر‬
‫أي هؤلء الشركيط‪ ,‬وإن كان الراد لكطل أمطة جعلنطا منسطكا جعلً قدريا كمطا قال‪:‬‬
‫{ولكل وجهة هو موليها} ولذا قال ههنا‪{ :‬هم ناسكوه} أي فاعلوه‪ ,‬فالضمي ههنا‬
‫عائد على هؤلء الذيطن لمط مناسطك وطرائق‪ ,‬أي هؤلء إناط يفعلون هذا عطن قدر ال‬
‫وإراد ته‪ ,‬فل تتأ ثر بنازعت هم لك ول ي صرفك ذلك ع ما أ نت عل يه من ال ق‪ ,‬ولذا قال‪:‬‬
‫{وادع إل ربك إنك لعلى هدى مستقيم} أي طريق واضح مستقيم موصل إل القصود‪,‬‬
‫وهذا كقوله‪{ :‬ول يصطدنك عطن آيات ال بعطد إذ أنزلت إليطك وادع إل ربطك}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وإن جادلوك ف قل ال أعلم ب ا تعملون}‪ .‬كقوله‪{ :‬وإن كذبوك ف قل ل عملي‬
‫ولكطم عملكطم أنتطم بريئون ماط أعمطل وأنطا بريطء ماط تعملون}‪ .‬وقوله‪{ :‬ال أعلم باط‬
‫تعملون} تديد شد يد ووع يد أك يد‪ ,‬كقوله‪{ :‬هو أعلم با تفيضون ف يه ك فى به شهيدا‬
‫بي ن وبين كم} ولذا قال‪{ :‬ال ي كم بين كم يوم القيا مة في ما كن تم ف يه تتلفون} وهذه‬
‫كقوله تعال‪{ :‬فلذلك فادع واستقم كما أمرت و ل تتبع أهواءهم وقل آمنت با أنزل ال‬
‫مطططططططططططططططن كتاب}‪.‬الَيطططططططططططططططة‪.‬‬

‫ك عَلَى اللّ ِه‬


‫** أَلَ ْم َتعَْل مْ أَ نّ اللّ َه َيعْلَ ُم مَا فِي ال سّمَآ ِء وَالرْ ضِ إِ نّ ذَلِ كَ فِي ِكتَا بٍ إِ نّ ذَلِ َ‬
‫يَسطططططططططططططططططططططططططططططططططططِيٌ‬
‫يب تعال عن كمال علمه بلقه‪ ,‬وأنه ميط با ف السموات وما ف الرض‪ ,‬فل يعزب‬
‫عنه مثقال ذرة ف الرض و ل ف السماء‪ ,‬و ل أصغر من ذلك ول أكب‪ ,‬وأنه تعال علم‬
‫الكائنات كلها قبل وجودها‪ ,‬وكتب ذلك ف كتابه اللوح الحفوظ‪ ,‬كما ثبت ف صحيح‬

‫‪179‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مسطلم عطن عبطد ال بطن عمرو قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عليطه و سلم‪« :‬إن ال قدر‬
‫مقاد ير اللئق ق بل خلق ال سموات والرض بم سي ألف سنة‪ ,‬وكان عر شه على الاء»‬
‫وف السنن من حديث جاعة من الصحابة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬أول‬
‫مطا خلق ال القلم‪ ,‬قال له‪ :‬اكتطب‪ ,‬قال و ماأكتطب ؟ قال‪ :‬اكتطب مطا هطو كائن‪ ,‬فجرى‬
‫القلم با هو كائن إل يوم القيامة» وقال ابن أب حات‪ :‬حدثناأبو زرعة‪ ,‬حدثنا ابن بكي‪,‬‬
‫حدثنط عطاء بطن دينار‪ ,‬حدثنط سطعيد بطن جطبي قال‪ :‬قال ابطن عباس‪ :‬خلق ال اللوح‬
‫الحفوظ كمسية مائة عام‪ ,‬وقال للقلم قبل أن يلق اللق وهو على العرش تبارك وتعال‪:‬‬
‫اكتب‪ ,‬فقال القلم‪ :‬وما أكتب ؟ قال‪ :‬علمي ف خلقي إل يوم الساعة‪ ,‬فجرى القلم با‬
‫هو كائن ف علم ال إل يوم القيامة‪ ,‬فذلك قوله للنب صلى ال عليه وسلم‪{ :‬أل تعلم أن‬
‫ال يعلم ما ف ال سماء والرض} وهذا من تام عل مه تعال أ نه علم الشياء ق بل كون ا‪,‬‬
‫وقدرهطا وكتبهطا أيضا‪ ,‬فمطا العباد عاملون قطد علمطه تعال قبطل ذلك على الوجطه الذي‬
‫يفعلونه‪ ,‬فيعلم قبل اللق أن هذا يطيع باختياره‪ ,‬وهذا يعصي باختياره‪ ,‬وكتب ذلك عنده‬
‫وأحاط بكل شيء علما‪ ,‬وهو سهل عليه يسي لديه‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬إن ذلك ف كتاب‬
‫إن ذلك على ال يسطططططططططططططططططططططططططططي}‪.‬‬

‫** َوَي ْعبُدُو نَ مِن دُو نِ اللّ ِه مَا َل ْم ُينَزّ ْل بِ هِ سُ ْلطَانا َومَا َليْ سَ َلهُ ْم بِ ِه عِلْ مٌ َومَا لِلظّاِلمِيَ مِن‬
‫ت َتعْرِ فُ فِي وُجُو هِ الّذِي نَ َكفَرُوْا الْ ُمنْكَ َر َيكَادُو نَ‬ ‫نّ صِيٍ * َوإِذَا ُتتَْلىَ عََلْيهِ مْ آيَاتُنَا بَّينَا ٍ‬
‫يَ سْطُونَ بِالّذِي َن َيتْلُو َن عََلْيهِ ْم آيَاتُنَا قُلْ أََفُأنَّبئُكُم بِشَ ّر مّن ذَِلكُ ُم النّا ُر َوعَدَهَا اللّ ُه الّذِي نَ‬
‫ط الْمَصططططططططططططططِيُ‬ ‫َكفَرُواْ َوِبئْسططططططططططططط َ‬
‫يقول تعال م با عن الشرك ي في ما جهلوا وكفروا وعبدوا من دون ال ما ل ينل به‬
‫سلطانا‪ ,‬يع ن ح جة وبرهانا‪ ,‬كقوله‪{ :‬و من يدع مع ال إلا آ خر ل برهان له به فإن ا‬
‫حسابه عند ربه إنه ل يفلح الكافرون} ولذا قال ههنا‪{ :‬ما ل ينل به سلطانا وما ليس‬
‫ل م به علم} أي ول علم ل م في ما اختلقوه وائتفكوه‪ ,‬وإن ا هو أ مر تلقوه عن آبائ هم‬
‫وأ سلفهم بل دل يل ول ح جة‪ ,‬وأ صله م ا سول ل م الشيطان وزي نه ل م‪ ,‬ولذا توعد هم‬
‫تعال بقوله‪{ :‬و ما للظال ي من ن صي} أي من نا صر ين صرهم من ال في ما ي ل ب م من‬

‫‪180‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫العذاب والنكال‪ ,‬ثط قال‪{ :‬وإذا تتلى عليهطم آياتنطا بينات} أي وإذا ذكرت لمط آيات‬
‫القرآن والجطج والدلئل الواضحات على توحيطد ال‪ ,‬وأنطه ل إله إل هطو‪ ,‬وأن رسطله‬
‫الكرام حق و صدق {يكادون ي سطون بالذ ين يتلون علي هم آيات نا} أي يكادون يبادرون‬
‫الذ ين يتجون علي هم بالدلئل ال صحيحة من القرآن‪ ,‬ويب سطون إلي هم أيدي هم وأل سنتهم‬
‫بالسوء {قل} أي يا ممد لؤلء {أفأنبئكم بشر من ذلكم النار وعدها ال الذين كفروا}‬
‫أي النار وعذاب ا ونكال ا أ شد وأ شق وأ طم وأع ظم م ا توفون به أولياء ال الؤمن ي ف‬
‫الدنيطا‪ ,‬وعذاب الَخرة على صطنيعكم هذا أعظطم ماط تنالون منهطم إن نلتطم بزعمكطم‬
‫ل ومنلً ومرجعا وموئلً ومقاما‬ ‫وإرادتكطم وقوله‪{ :‬وبئس الصطي} أي وبئس النار مقي ً‬
‫ططططططططتقرا ومقاما}‪.‬‬ ‫ططططططططاءت مسط‬ ‫طططططططط سط‬ ‫{إناط‬

‫ب َمثَلٌ فَا ْستَ ِمعُواْ لَهُ إِنّ الّذِي َن تَ ْدعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لَن َيخُْلقُواْ ُذبَابا وََل ِو‬
‫** َيَأّيهَا النّاسُ ضُرِ َ‬
‫ضعُ فَ الطّالِ بُ وَالْمَ ْطلُو بُ * مَا‬ ‫ستَنقِذُوهُ ِمنْ هُ َ‬
‫ب َشيْئا ّل يَ ْ‬ ‫ا ْجتَ َمعُواْ لَ ُه َوإِن يَ سُْلْبهُمُ ال ّذبَا ُ‬
‫ط عَزِيزٌ‬
‫قَدَرُواْ اللّهططططَ حَقططططّ َقدْرِهططططِ إِنططططّ اللّهططططَ َل َقوِيططط ّ‬
‫يقول تعال منبها على حقارة الصطنام وسطخافة عقول عابديهطا {يطا أيهطا الناس ضرب‬
‫م ثل} أي ل ا يعبده الاهلون بال الشركون به {فا ستمعوا له} أي أن صتوا وتفهموا {إن‬
‫الذين تدعون من دون ال لن يلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له} أي لو اجتمع جيع ما تعبدون‬
‫من الصنام والنداد على أن يقدروا على خلق ذباب واحد ما قدروا على ذلك‪ .‬كما قال‬
‫المام أحد‪ :‬حدثنا أسود بن عامر‪ ,‬حدثنا شريك عن عمارة بن القعقاع‪ ,‬عن أب زرعة‪,‬‬
‫عن أب هريرة مرفوعا قال‪« :‬ومن أظلم من ذهب يلق كخلقي‪ ,‬فليخلقوا مثل خلقي ذرة‬
‫أو ذبا بة أو ح بة»‪ .‬وأخر جه صاحبا ال صحيح من طر يق عمارة عن أ ب زر عة عن أ ب‬
‫هريرة‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬قال ال عز وجل ومن أظلم من ذهب يلق‬
‫كخلقي‪ ,‬قليخلقوا ذرة‪ ,‬فليخلقوا شعية»‪ ,‬ث قال تعال أيضا‪{ :‬وإن يسلبهم الذباب شيئا‬
‫ل يستنقذوه منه} أي هم عاجزون عن خلق ذباب واحد‪ ,‬بل أبلغ من ذلك عاجزون عن‬
‫مقاومته والنتصار منه لو سلبها شيئا من الذي عليها من الطيب‪ ,‬ث أرادت أن تستنقذه‬
‫منطه لاط قدرت على ذلك‪ ,‬هذا والذباب مطن أضعطف ملوقات ال وأحقرهطا‪ ,‬ولذا قال‪:‬‬

‫‪181‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{ضعف الطالب والطلوب} قال ابن عباس‪ :‬الطالب الصنم‪ ,‬والطلوب الذباب‪ ,‬واختاره‬
‫ابن جرير‪ ,‬وهو ظاهر السياق‪ .‬وقال السدي وغيه‪ :‬الطالب العابد‪ ,‬والطلوب الصنم‪ ,‬ث‬
‫قال‪ { :‬ما قدروا ال حق قدره} أي ما عرفوا قدر ال وعظم ته ح ي عبدوا م عه غيه من‬
‫هذه التط ل تقاوم الذباب لضعفهطا وعجزهطا {إن ال لقوي عزيطز} أي هطو القوي الذي‬
‫بقدر ته وقو ته خلق كل ش يء {و هو الذي يبدأ اللق ث يعيده و هو أهون عل يه} {إن‬
‫ب طش ر بك لشد يد إ نه هو يبدىء ويع يد} {إن ال هو الرزاق ذو القوة الت ي}‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫{عزيز} أي قد عز كل شيء فقهره وغلبه‪ ,‬فل يانع ول يغالب لعظمته وسلطانه‪ ,‬وهو‬
‫الواحطططططططططططططططططططططططططططططططد القهار‪.‬‬

‫ل َومِنَ النّاسِ إِنّ اللّهَ سَمِي ٌع بَصِيٌ * َيعَْل ُم مَا بَيْنَ َأيْدِيهِمْ‬
‫لئِ َكةِ رُ ُس ً‬
‫** اللّ ُه يَصْ َطفِي مِ َن الْ َم َ‬
‫ط ا ُلمُورُ‬ ‫ط ُترْجَعططططط ُ‬ ‫ط َوإِلَى اللّهططططط ِ‬ ‫وَمَططططططا خَ ْل َفهُمططططط ْ‬
‫ل في ما يشاء من شر عه وقدره و من الناس لبلغ‬ ‫ي ب تعال أ نه يتار من اللئ كة ر س ً‬
‫ر سالته {إن ال سيع ب صي} أي سيع لقوال عباده‪ ,‬ب صي ب م‪ ,‬عل يم ب ن ي ستحق ذلك‬
‫منهطم‪ ,‬كمطا قال‪{ :‬ال أعلم حيطث يعطل رسطالته}‪ ,‬وقوله‪{ :‬يعلم مطا بيط أيديهطم ومطا‬
‫خلفهم وإل ال ترجع المور} أي يعلم ما يفعل رسله فيما أرسلهم به‪ ,‬فل يفى عليه‬
‫ش يء من أمور هم‪ ,‬ك ما قال‪{ :‬عال الغ يب فل يظ هر على غي به أحدا ط إل قوله ط‬
‫وأحصى كل شيء عددا} فهو سبحانه رقيب عليهم‪ ,‬شهيد على ما يقال لم‪ ,‬حافظ لم‪,‬‬
‫ناصر لنابم {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن ل تفعل فما بلغت رسالته‬
‫وال يعصططططططططمك مططططططططن الناس} الَيططططططططة‪.‬‬

‫خيْرَ َلعَّلكُ ْم ُتفِْلحُو نَ *‬


‫** َيَأّيهَا الّذِي نَ آ َمنُواْ ارْ َكعُوْا وَا سْجُدُواْ وَا ْعبُدُواْ َرّبكُ ْم وَافْعَلُوْا الْ َ‬
‫وَجَاهِدُوا فِي اللّهِ َحقّ ِجهَادِ ِه ُهوَ ا ْجتَبَاكُ ْم َومَا َجعَ َل عََليْكمْ فِي الدّي ِن مِنْ حَ َرجٍ مّّلةَ َأبِيكُمْ‬
‫ي مِن َقبْ ُل وَفِي هَـذَا ِلَيكُو نَ الرّ سُو ُل َشهِيدا عََلْيكُ ْم َوَتكُونُواْ‬ ‫ِإبْرَاهِي َم ُهوَ سَمّاكُ ُم الْمُ سْلِ ِم َ‬
‫لةَ وَآتُواْ الزّكَطاةَ وَا ْعتَصِمُواْ بِاللّ ِه ُهوَ َموْلَكُمْ َفِنعْ َم الْ َموْلَىَ‬ ‫صَ‬ ‫ُشهَدَآ َء عَلَى النّاسِ َفأَقِيمُواْ ال ّ‬
‫ط النّصططططططططططططططططِيُ‬ ‫َونِعْمططططططططططططططط َ‬

‫‪182‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫اختلف الئ مة رح هم ال ف هذه ال سجدة الثان ية من سورة ال ج‪ :‬هل هي مشروع‬
‫السجود فيها‪ ,‬أم ل ؟ على قولي‪ ,‬وقد قدمنا عند الول حديث عقبة بن عامر عن النب‬
‫صلى ال عل يه و سلم «فضلت سورة ال ج ب سجدتي‪ ,‬ف من ل ي سجدها فل يقرأه ا»‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وجاهدوا فط ال حطق جهاده} أي بأموالكطم وألسطنتكم وأنفسطكم‪ ,‬كمطا قال‬
‫تعال‪{ :‬اتقوا ال حق تقا ته}‪ .‬وقوله‪ { :‬هو اجتبا كم} أي يا هذه ال مة ال ا صطفاكم‬
‫واختار كم على سائر ال مم‪ ,‬وفضل كم وشرف كم وخ صكم بأكرم ر سول وأك مل شرع‬
‫{وما جعل عليكم ف الدين من حرج} أي ما كلفكم ما ل تطيقون وما ألزمكم بشيء‬
‫يشق عليكم إل جعل ال لكم فرجا ومرجا‪ ,‬فالصلة الت هي أكب أركان السلم بعد‬
‫الشهادتي تب ف الضر أربعا‪ ,‬وف السفر تقصر إل اثنتي‪ ,‬وف الوف يصليها بعض‬
‫الئمطة ركعطة‪ ,‬كمطا ورد بطه الديطث‪ ,‬وتصطلى رجالً وركبانا مسطتقبلي القبلة وغيط‬
‫م ستقبليها‪ ,‬وكذا ف النافلة ف ال سفر إل القبلة وغي ها‪ ,‬والقيام في ها ي سقط لعذر الرض‪,‬‬
‫فيصليها الريض جالسا‪ ,‬فإن ل يستطع فعلى جنبه‪ ,‬إل غي ذلك من الرخص والتخفيفات‬
‫ف سائر الفرائض والواجبات‪ ,‬ولذا قال عل يه ال سلم‪« :‬بع ثت بالنيف ية ال سمحة» وقال‬
‫لعاذ وأبط موسطى حيط بعثهمطا أمييطن إل اليمطن «بشرا ول تنفرا ويسطرا ول تعسطرا»‪,‬‬
‫والحاديث ف هذا كثية‪ ,‬ولذا قال ابن عباس ف قوله‪{ :‬وما جعل عليكم ف الدين من‬
‫طططططططططق‪.‬‬ ‫طططططططططن ضيط‬ ‫ططططططططط مط‬ ‫حرج} يعنط‬
‫وقوله‪{ :‬ملة أبي كم إبراه يم} قال ا بن جر ير‪ :‬ن صب على تقد ير { ما ج عل علي كم ف‬
‫الدين من حرج} أي من ضيق بل وسعه عليكم كملة أبيكم إبراهيم‪ ,‬قال‪ :‬ويتمل أنه‬
‫منصوب على تقد ير الزموا ملة أبي كم إبراهيم‪{ .‬قلت} وهذا الع ن ف هذه الَية كقوله‪:‬‬
‫{قل إنن هدان رب إل صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا} الَية‪ ,‬وقوله‪{ :‬هو‬
‫ساكم السلمي من قبل} وف هذا قال المام عبد ال بن البارك عن ابن جريج عن عطاء‬
‫عن ا بن عباس ف قوله‪ { :‬هو ساكم ال سلمي من ق بل} قال‪ :‬ال عز و جل‪ ,‬وكذا قال‬
‫ماهططططد وعطاء والضحاك والسططططدي ومقاتططططل بططططن حيان وقتادة‪.‬‬
‫وقال عبد الرحن بن زيد بن أسلم {هو ساكم السلمي من قبل} يعن إبراهيم‪ ,‬وذلك‬
‫قوله‪{ :‬رب نا واجعل نا م سلمي لك و من ذريت نا أ مة م سلمة لك} قال ا بن جر ير‪ :‬وهذا ل‬

‫‪183‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫و جه له‪ ,‬ل نه من العلوم أن إبراه يم ل ي سم هذه ال مة ف القرآن م سلمي‪ ,‬و قد قال ال‬
‫تعال‪{ :‬هو ساكم السلمي من قبل وف هذا} قال ماهد‪ :‬ال ساكم السلمي من قبل ف‬
‫الك تب التقد مة و ف الذ كر‪{ ,‬و ف هذا} يع ن القرآن‪ ,‬وكذا قال غيه‪( .‬قلت) وهذا هو‬
‫الصواب‪ ,‬لنه تعال قال‪{ :‬هو اجتباكم وما جعل عليكم ف الدين من حرج} ث حثهم‬
‫وأغراهم على ما جاء به الرسول صلوات ال وسلمه عليه‪ ,‬بأنه ملة أبيهم إبراهيم الليل‪,‬‬
‫ث ذكر منته تعال على هذه المة با نوه به من ذكرها والثناء عليها ف سالف الدهر وقدي‬
‫الزمان ف كتب النبياء يتلى على الحبار والرهبان‪ ,‬فقال‪{ :‬هو ساكم السلمي من قبل}‬
‫أي من قبل هذا القرآن {وف هذا} روى النسائي عند تفسي هذه الَية‪ :‬أنبأنا هشام بن‬
‫عمار‪ ,‬حدثنا ممد بن شعيب‪ ,‬أنبأنا معاوية بن سلم أن أخاه زيد بن سلم أخبه عن أب‬
‫سلم أ نه أ خبه‪ ,‬قال‪ :‬أ خبن الارث الشعري عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫قال«من دعا بدعوى الاهلية فإنه من جثي جهنم» قال رجل‪ :‬يا رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم وإن صام و صلى ؟ قال «ن عم وإن صام و صلى» فادعوا بدعوة ال ال ت ساكم ب ا‬
‫السلمي الؤمني عباد ال‪ ,‬وقد قدمنا هذا الديث بطوله عند تفسي قوله {يا أيها الناس‬
‫اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون} من سورة البقرة‪ ,‬ولذا قال‬
‫{ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس} أي إنا جعلناكم هكذا أمة‬
‫وسطا عدول خيارا مشهودا بعدالتكم عند جيع المم‪ ,‬لتكونوا يوم القيامة {شهداء على‬
‫الناس} لن جيمع المم معترفة يومئذ بسيادتا وفضلها على كل أمة سواها‪ ,‬فلهذا تقبل‬
‫شهادت م عليهم يوم القيامة ف أن الر سل بلغت هم رسالة رب م‪ ,‬والرسول يشهد على هذه‬
‫المة أنه بلغها ذلك‪ ,‬وقد تقدم الكلم على هذا عند قوله {وكذلك جعلناكم أمة وسطا‬
‫لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا} وذكرنا حديث نوح وأمته با‬
‫ططططططططططه‪.‬‬ ‫ططططططططططن إعادتط‬ ‫طططططططططط عط‬ ‫أغنط‬
‫وقوله {فأقيموا الصطلة وآتوا الزكاة} أي قابلوا هذه النعمطة العظيمطة بالقيام بشكرهطا‬
‫فأدوا حق ال عليكم ف أداء ما افترض وطاعة ما أوجب وترك ما حرم‪ ,‬ومن أهم ذلك‬
‫إقام الصطلة وإيتاء الزكاة وهطو الحسطان إل خلق ال ب ا أوجطب للفقيط على الغنط مطن‬
‫إخراج جزء نزر من ماله ف ال سنة للضعفاء والحاو يج‪ ,‬ك ما تقدم بيا نه وتف صيله ف آ ية‬

‫‪184‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الزكاة من سورة التوبة‪ .‬وقوله {واعتصموا بال} أي اعتضدوا بال واستعينوا به وتوكلوا‬
‫عليه وتأيدوا به {هو مولكم} أي حافظكم وناصركم ومظفركم على أعدائكم {فنعم‬
‫الول ونعم النصي} يعن نعم الول ونعم الناصر من العداء‪ .‬قال وهيب بن الورد يقول‬
‫ال تعال‪ :‬ا بن آدم اذكر ن إذا غض بت‪ ,‬أذكرك إذا غض بت فل أم قك في من أم ق‪ ,‬وإذا‬
‫ظل مت فا صب وارض بن صرت‪ ,‬فإن ن صرت لك خ ي من ن صرتك لنف سك‪ .‬رواه ا بن أ ب‬
‫حاتطططططططططططططططططططططططططططططط‪ ,‬وال اعلم‪.‬‬
‫آخططططر تفسططططي سططططورة الجطططط ول المططططد والنططططة‪.‬‬

‫سطططططططططططططططططططططططططططططططططططورة الؤمنون‬
‫بِسطططططططْمِ اللّهطططططططِ الرّحْمـطططططططنِ الرّحِيمطططططططِ‬
‫لِتهِمْ خَا ِشعُو نَ * وَالّذِي َن هُ ْم عَ نِ الّل ْغوِ‬ ‫صَ‬‫** َقدْ أَفْلَ َح الْ ُم ْؤمِنُو نَ * الّذِي نَ هُ مْ فِي َ‬
‫ّمعْرِضُو نَ * وَالّذِي َن هُ مْ لِلزّكَطاةِ فَاعِلُو نَ * وَالّذِي نَ هُ مْ ِلفُرُو ِجهِ مْ حَاِفظُو نَ * إِ ّل عََلىَ‬
‫ك هُ مُ‬‫أَ ْزوَا ِجهِ مْ َأوْ مَا مََلكَ تْ َأيْمَاُنهُ مْ َفِإّنهُ مْ َغيْ ُر مَلُومِيَ * فَ َم نِ اْبَتغَ َى وَرَآءَ ذَلِ كَ َفأُوْلَـئِ َ‬
‫صَلوَاِتهِ ْم يُحَافِظُو نَ‬ ‫الْعَادُو نَ * وَالّذِي َن هُ مْ لمَانَاِتهِ ْم َو َعهْ ِدهِ مْ رَاعُو نَ * وَالّذِي نَ هُ ْم عََلىَ َ‬
‫ط‬‫ُمط فِيهَطا خَالِدُون َ‬ ‫ْسط ه ْ‬‫ُونط اْلفِ ْر َدو َ‬
‫ِينط يَ ِرث َ‬
‫ُونط * الّذ َ‬ ‫ُمط الْوَا ِرث َ‬ ‫* ُأوْلَـطئِكَ ه ُ‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ,‬أخبن يونس بن سليم قال‪ :‬أملى علي يونس بن‬
‫يز يد اليلي عن ابن شهاب عن عروة بن الزب ي عن ع بد الرحن بن عبد القاري ؟ قال‪:‬‬
‫سعت عمر بن الطاب يقول‪ :‬كان إذا نزل على رسول ال صلى ال عليه وسلم الوحي‬
‫يسمع عند وجهه كدوي النحل‪ ,‬فلبثنا ساعة فاستقبل القبلة ورفع يديه وقال «اللهم زدنا‬
‫ول تنقصطنا‪ ,‬وأكرمنطا ول تنطا‪ ,‬وأعطنطا ول ترمنطا‪ ,‬وآثرنطا ول تؤثطر علينطا‪ ,‬وارض عنطا‬
‫وأرضنا ط ث قال ط لقد أنزل علي عشر آيات من أقامهن دخل النة» ث قرأ‪{ :‬قد أفلح‬
‫الؤمنون} حت ختم العشر‪ ,‬ورواه الترمذي ف تفسيه‪ ,‬والنسائي ف الصلة من حديث‬
‫عبد الرزاق به‪ ,‬وقال الترمذي‪ :‬منكر ل نعرف أحدا رواه غي يونس بن سليم‪ ,‬ويونس ل‬
‫نعرفطططططططططططططططططططططططططططططططططططه‪.‬‬

‫‪185‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال النسائي ف تفسيه‪ :‬أنبأنا قتيبة بن سعيد‪ ,‬حدثنا جعفر عن أب عمران عن يزيد بن‬
‫بابنوس قال‪ :‬قل نا لعائ شة أم الؤمن ي‪ :‬ك يف كان خلق ر سول ال صلى ال عليه و سلم ؟‬
‫قالت‪ :‬كان خلق ر سول ال صلى ال عل يه و سلم القرآن‪ ,‬فقرأت { قد أفلح الؤمنون ط‬
‫حت انتهت إل ط والذين هم على صلواتم يافظون} قالت‪ :‬هكذا كان خلق رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ .‬وقد روي عن كعب الحبار وماهد وأب العالية وغيهم‪ :‬لا خلق‬
‫ال جنة عدن وغرسها بيده نظر إليها وقال لا‪ :‬تكلمي‪ ,‬فقالت‪{ :‬قد أفلح الؤمنون} قال‬
‫كعب الحبار‪ :‬لا أعد لم من الكرامة فيها‪ .‬وقال أبو العالية‪ :‬فأنزل ال ذلك ف كتابه‪.‬‬
‫و قد روي ذلك عن أ ب سعيد الدري مرفوعا‪ ,‬فقال أ بو ب كر البزار‪ :‬حدث نا م مد بن‬
‫الث ن‪ ,‬حدثنا الغية بن سلمة‪ ,‬حدثنا وهيب عن الريري عن أب نضرة‪ ,‬عن أب سعيد‬
‫قال‪ :‬خلق ال ال نة لب نة من ذ هب ولب نة من ف ضة‪ ,‬وغر سها وقال ل ا‪ :‬تكل مي‪ ,‬فقالت‪:‬‬
‫{قد أفلح الؤمنون} فدخلتها اللئكة‪ ,‬فقالت‪ :‬طوب لك منل اللوك‪ ,‬ث قال‪ :‬وحدثنا‬
‫بشر بن آدم‪ ,‬وحدثنا يونس بن عبيد ال العمري‪ ,‬حدثنا عدي بن الفضل‪ ,‬حدثنا الريري‬
‫عن أب نضرة عن أب سعيد عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬خلق ال النة لبنة من‬
‫ذ هب ولب نة من ف ضة‪ ,‬وملط ها ال سك ط قال البزار‪ :‬ورأ يت ف مو ضع آ خر ف هذا‬
‫الديث ط حائط النة لبنة ذهب ولبنة فضة‪ ,‬وملطها السك‪ .‬فقال لا‪ :‬تكلمي‪ ,‬فقالت‪:‬‬
‫{قد أفلح الؤمنون} فقالت اللئكة‪ :‬طوب لك منل اللوك» ث قال البزار‪ :‬ل نعلم أحدا‬
‫طخ متقدم الوت‪.‬‬‫طو شيط‬ ‫طظ‪ .‬وهط‬ ‫طو بالافط‬‫طس هط‬ ‫طل وليط‬
‫طن الفضط‬‫طه إل عدي بط‬ ‫رفعط‬
‫وقال الافظ أبو القاسم الطبان‪ :‬حدثنا أحد بن علي‪ ,‬حدثنا هشام بن خالد‪ ,‬حدثنا‬
‫بقية عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫«لا خلق ال جنة عدن خلق فيها ما ل عي رأت‪ ,‬ول أذن سعت‪ ,‬ول خطر على قلب‬
‫بشر‪ ,‬ث قال لا‪ :‬تكلمي‪ ,‬فقالت {قد أفلح الؤمنون}» بقية عن الجازيي ضعيف‪ .‬وقال‬
‫الطبان‪ :‬حدثنا ممد بن عثمان بن أب شيبة‪ ,‬حدثنا منجاب بن الارث‪ ,‬حدثنا حاد بن‬
‫عيسى العبسي‪ ,‬عن إساعيل السدي عن أب صال عن ابن عباس يرفعه «لا خلق ال جنة‬
‫عدن بيده‪ ,‬ودل فيها ثارها‪ ,‬وشق فيها أنارها‪ ,‬ث نظر إليها فقال‪{ :‬قد أفلح الؤمنون}‬
‫قال‪ :‬وعزتططططط وجلل ل ياورنططططط فيطططططك بيطططططل»‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال أبو بكر بن أب الدنيا‪ :‬حدثنا ممد بن الثن البزار‪ ,‬حدثنا ممد بن زياد الكلب‪,‬‬
‫حدثنا يعيش بن حسي عن سعيد بن أب عروبة عن قتادة عن أنس رضي ال عنه قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬خلق ال جنة عدن بيده‪ :‬لبنة من درة بيضاء ولبنة من يا‬
‫ط السطك‪ ,‬وحصطباؤها اللؤلؤ‪ ,‬وحشيشهطا‬ ‫قوتطة حراء ولبنطة مطن زبرجدة خضراء‪ ,‬ملطه ا‬
‫الزعفران‪ ,‬ثط قال لاط انطقطي‪ ,‬قالت‪{ :‬قطد أفلح الؤمنون} فقال ال‪ :‬وعزتط وجلل ل‬
‫ياورن فيك بيل» ث تل رسول ال صلى ال عليه وسلم‪{ :‬ومن يوق شح نفسه فأولئك‬
‫هطططططططططططططططططططططططططططططططم الفلحون}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬قطد أفلح الؤمنون} أي قطد فازوا وسطعدوا وحصطلوا على الفلح‪ ,‬وهطم‬
‫الؤمنون الت صفون بذه الو صاف {الذ ين هم ف صلتم خاشعون} قال علي بن أ ب‬
‫طلحطة عطن ابطن عباس {خاشعون} خائفون سطاكنون‪ ,‬وكذا روي عطن ماهطد والسطن‬
‫وقتادة والزهري‪ .‬و عن علي بن أ ب طالب ر ضي ال ع نه‪ :‬الشوع خشوع القلب‪ ,‬وكذا‬
‫قال إبراهيطم النخعطي‪ .‬وقال السطن البصطري‪ :‬كان خشوعهطم فط قلوبمط‪ ,‬فغضوا بذلك‬
‫أبصارهم وخفضوا الناح‪ ,‬وقال ممد بن سيين‪ :‬كان أصحاب رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يرفعون أبصارهم‪ ,‬إل السماء ف الصلة‪ ,‬فلما نزلت هذه الَية‪{ :‬قد أفلح الؤمنون‬
‫* الذين هم ف صلتم خاشعون} خفضوا أبصارهم إل موضع سجودهم‪ .‬قال ممد بن‬
‫سيين‪ :‬وكانوا يقولون‪ :‬ل ياوز ب صره م صله‪ ,‬فإن كان قد اعتاد الن ظر فليغ مض‪ ,‬رواه‬
‫ابن جرير وابن أب حات‪ .‬ث روى ابن جرير عنه وعن عطاء بن أب رباح أيضا مرسلً أن‬
‫رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم كان يفعطل ذلك حتط نزلت هذه الَيطة‪ ,‬والشوع فط‬
‫ال صلة إن ا ي صل ل ن فرغ قل به ل ا واشت غل ب ا ع ما عدا ها وآثر ها على غي ها‪ ,‬وحينئذ‬
‫تكون راحة له وقرة عي‪ ,‬كما قال النب صلى ال عليه وسلم ف الديث الذي رواه المام‬
‫أحد والنسائي عن أنس عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال‪« :‬حبب إلّ الطيب‬
‫طططططلة»‪.‬‬ ‫ططططط الصط‬ ‫ططططط فط‬ ‫طططططاء‪ ,‬وجعلت قرة عينط‬ ‫والنسط‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬حدثنا مسعر عن عمرو بن مرة عن سال بن أب العد‬
‫عن ر جل من أ سلم أن ر سول الله صلى ال عل يه و سلم قال‪ :‬يا بلل «أرح نا بال صلة»‬
‫وقال المام أح د أيضا‪ :‬حدث نا ع بد الرح ن بن مهدي‪ ,‬حدث نا إ سرائيل عن عثمان بن‬

‫‪187‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الغية عن سال بن أب العد أن ممد بن النفية قال‪ :‬دخلت مع أب على صهر لنا من‬
‫الن صار‪ ,‬فحضرت ال صلة‪ ,‬فقال‪ :‬يا جار ية ائت ن بوضوء لعلي أ صلي فأ ستريح‪ ,‬فرآ نا‬
‫أنكر نا عل يه ذلك‪ ,‬فقال‪ :‬سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول‪ « :‬قم يا بلل‬
‫فأرحنطططططططططططططططا بالصطططططططططططططططلة»‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬والذين هم عن اللغو معرضون} أي عن الباطل‪ ,‬وهو يشمل الشرك كما قاله‬
‫بعض هم‪ ,‬والعا صي ك ما قاله آخرون‪ ,‬و ما ل فائدة ف يه من القوال والفعال‪ ,‬ك ما قال‬
‫تعال‪{ :‬وإذا مروا بالل غو مروا كراما} قال قتادة‪ :‬أتا هم وال من أ مر ال ما وقف هم عن‬
‫ذلك‪ .‬وقوله‪{ :‬والذيطن هطم للزكاة فاعلون} الكثرون على أن الراد بالزكاة ههنطا زكاة‬
‫الموال‪ ,‬مع أن هذه الَ ية مك ية‪ ,‬وإن ا فر ضت الزكاة بالدي نة ف سنة اثنت ي من الجرة‪,‬‬
‫والظاهر أن الت فرضت بالدينة إنا هي ذات النصب والقادير الاصة‪ ,‬وإل فالظاهر أن‬
‫أ صل الزكاة كان واجبا بكة‪ ,‬ك ما قال تعال ف سورة النعام وهي مكية‪{ :‬وآتوا ح قه‬
‫يوم ح صاده} و قد يت مل أن يكون الراد بالزكاة هه نا زكاة الن فس من الشرك والد نس‪,‬‬
‫كقوله‪{ :‬قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها} وكقوله {وويل للمشركي الذين‬
‫ل يؤتون الزكاة} على أحد القولي ف تفسيها‪ ,‬وقد يتمل أن يكون كل المرين مرادا‬
‫وهو زكاة النفوس وزكاة الموال‪ ,‬فإنه من جلة زكاة النفوس‪ ,‬والؤمن الكامل هو الذي‬
‫يفعططططططططططططططططططططططططططل هذا وهذا‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله {والذ ين هم لفروج هم حافظون * إل على أزواج هم أو ما مل كت أيان م فإن م‬
‫غي ملومي * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون} أي والذين قد حفظوا فروجهم‬
‫من الرام فل يقعون في ما نا هم ال ع نه من ز نا ولواط‪ ,‬ل يقربون سوى أزواج هم ال ت‬
‫أحلها ال لم أو ما ملكت أيانم من السراري ومن تعاطى ما أحله ال له فل لوم عليه‬
‫ول حرج‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬فإنمط غيط ملوميط * فمطن ابتغطى وراء ذلك} أي غيط الزواج‬
‫والماء {فأولئك هطم العادون} أي العتدون‪ .‬وقال ابطن جريطر‪ :‬حدثنطا ممطد بطن بشار‪,‬‬
‫حدثنا عبد العلى‪ ,‬حدثنا سعيد عن قتادة أن امرأة اتذت ملوكها وقالت‪ :‬تأولت آية من‬
‫كتاب ال {أو ما ملكت أيانم} فأتى با عمر بن الطاب رضي ال عنه‪ ,‬وقال له ناس‬
‫من أ صحاب ال نب صلى ال عل يه و سلم‪ :‬تأولت آ ية من كتاب ال عز و جل على غ ي‬

‫‪188‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وجهها‪ ,‬قال‪ :‬فضرب العبد وجز رأسه‪ ,‬وقال‪ :‬أنت بعده حرام على كل مسلم‪ ,‬هذا أثر‬
‫غريب منقطع‪ ,‬ذكره ابن جرير ف تفسي أول سورة الائدة وهو ههنا أليق‪ ,‬وإنا حرمها‬
‫على الرجال معاملة لاطططططط بنقيططططططض قصططططططدها‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫و قد ا ستدل المام الشاف عي رح ه ال و من واف قه على تر ي ال ستمناء بال يد بذه الَ ية‬
‫الكرية {والذين هم لفروج هم حافظون * إل على أزواجهم أو ما ملكت أيانم} قال‪:‬‬
‫فهذا الصطنيع خارج عطن هذيطن القسطمي‪ ,‬وقطد قال ال تعال‪{ :‬فمطن ابتغطى وراء ذلك‬
‫فأولئك هم العادون} وقد استأنسوا بديث رواه المام السن بن عرفة ف جزئه الشهور‬
‫حيث قال‪ :‬حدثن علي بن ثابت الزري عن مسلمة بن جعفر عن حسان بن حيد‪ ,‬عن‬
‫أنس بن مالك عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬سبعة ل ينظر ال إليهم يوم القيامة ول‬
‫يزكيهم ول يمعهم مع العالي‪ ,‬ويدخلهم النار أول الداخلي إل أن يتوبوا ومن تاب تاب‬
‫ال عليه الناكح يده‪ ,‬والفاعل والفعول به‪ ,‬ومدمن المر‪ ,‬والضارب والديه حت يستغيثا‪,‬‬
‫والؤذي جيانه حت يلعنوه‪ ,‬والناكح حليلة جاره» هذا حديث غريب‪ ,‬وإسناده فيه من ل‬
‫ططططططططططططططططططططططططططه‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬ ‫يعرف لهالتط‬
‫وقوله‪{ :‬والذين هم لماناتم وعهدهم راعون} أي إذا اؤتنوا ل يونوا بل يؤدونا إل‬
‫أهلها‪ ,‬وإذا عاهدوا أو عاقدوا أوفوا بذلك ل كصفات النافقي الذين قال فيهم رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم «آ ية النا فق ثلث‪ :‬إذا حدث كذب‪ ,‬وإذا و عد أخلف‪ ,‬وإذا اؤت ن‬
‫خان»‪ .‬وقوله‪{ :‬والذين هم على صلواتم يافظون} أي يواظبون عليها ف مواقيتها‪ ,‬كما‬
‫قال ابن مسعود‪ :‬سألت رسول ال صلى ال عليه وسلم فقلت‪ :‬يا رسول ال أي العمل‬
‫أ حب إل ال ؟ قال)«ال صلة على وقت ها»‪ .‬قلت‪ :‬ث أي ؟ قال «بر الوالد ين»‪ .‬قلت‪ :‬ث‬
‫أي ؟ قال‪« :‬الهاد ف سبيل ال»‪ .‬أخرجاه ف ال صحيحي‪ .‬و ف م ستدرك الا كم قال‪:‬‬
‫«الصطططططططططلة فططططططططط أول وقتهطططططططططا»‪.‬‬
‫وقال ا بن م سعود وم سروق ف قوله‪{ :‬والذ ين هم على صلواتم يافظون} يع ن ف‬
‫مواقيت الصلة‪ ,‬وكذا قال أبو الضحى وعلقمة بن قيس وسعيد بن جبي وعكرمة‪ .‬وقال‬
‫قتادة‪ :‬على مواقيتهطا وركوعهطا وسطجودها‪ ,‬وقطد افتتطح ال ذكطر هذه الصطفات الميدة‬
‫بالصلة واختتمها بالصلة فدل على أفضليتها كما قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬

‫‪189‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫«ا ستقيموا ولن ت صوا‪ ,‬واعلموا أن خ ي أعمال كم ال صلة‪ ,‬ول يا فظ على الوضوء إل‬
‫مؤ من» ول ا و صفهم تعال بالقيام بذه ال صفات الميدة والفعال الرشيدة قال‪{ :‬أولئك‬
‫هم الوارثون الذ ين يرثون الفردوس هم في ها خالدون}‪ .‬وث بت ف ال صحيحي أن ر سول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬إذا سألتم ال ال نة فا سألوه الفردوس‪ ,‬فإ نه أعلى ال نة‬
‫وأوسططط النططة‪ ,‬ومنططه تفجططر أنار النططة‪ ,‬وفوقططه عرش الرحنطط»‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أحد بن سنان‪ ,‬حدثنا أبو معاوية‪ ,‬حدثنا العمش عن أب‬
‫صال عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ما منكم‬
‫من أحد إل وله منلن‪ :‬منل ف النة‪ ,‬ومنل ف النار‪ ,‬فإن مات ودخل النار ورث أهل‬
‫ال نة منله‪ ,‬فذلك قوله‪{ :‬أولئك هم الوارثون}» وقال ا بن جر يج عن ل يث عن ما هد‬
‫{أولئك هم الوارثون} قال‪ :‬ما من عبد إل وله منلن‪ :‬منل ف النة ومنل ف النار‪,‬‬
‫فأما الؤمن فيبن بيته الذي ف النة ويهدم بيته الذي ف النار‪ ,‬وأما الكافر فيهدم بيته الذي‬
‫ف النة ويب ن بيته الذي ف النار‪ .‬وروي عن سعيد بن جبي نو ذلك‪ ,‬فالؤمنون يرثون‬
‫منازل الكفار لنم خلقوا لعبادة ال تعال وحده ل شريك له‪ ,‬فلما قام هؤلء الؤمنون با‬
‫وجطب عليهطم مطن العبادة‪ ,‬وترك أولئك مطا أمروا بطه ماط خلقوا له‪ ,‬أحرز هؤلء نصطيب‬
‫أولئك لو كانوا أطاعوا رب م عز و جل بل أبلغ من هذا أيضا‪ ,‬و هو ما ث بت ف صحيح‬
‫مسلم عن أب بردة عن أبيه عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬ييء ناس يوم القيامة من‬
‫السلمي بذنوب أمثال البال‪ ,‬فيغفرها ال لم ويضعها على اليهود والنصارى»‪ ,‬وف لفظ‬
‫له‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إذا كان يوم القيامة دفع ال لكل مسلم يهوديا‬
‫أو ن صرانيا‪ ,‬فيقال‪ :‬هذا فكا كك من النار» فا ستحلف ع مر بن ع بد العز يز أ با بردة بال‬
‫الذي ل إله إل هو ثلث مرات‪ ,‬أن أباه حدثه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم بذلك‬
‫قال‪ :‬فحلف له‪ ,‬قلت‪ :‬وهذه الَ ية كقوله تعال‪{ :‬تلك ال نة ال ت نورث من عباد نا من‬
‫كان تقيا} وكقوله‪{ :‬وتلك النطة التط أورثتموهطا باط كنتطم تعملون} وقطد قال ماهطد‬
‫و سعيد بن جبي‪ ,‬ال نة بالروم ية هي الفردوس‪ ,‬وقال ب عض ال سلف‪ :‬ل ي سمى الب ستان‬
‫الفردوس إل إذا كان فيطططططططه عنطططططططب‪ ,‬فطططططططا ل أعلم‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫** وََلقَدْ خََل ْقنَا ا ِلنْسَانَ مِن ُسلََل ٍة مّن طِيٍ * ثُمّ َجعَ ْلنَاهُ نُ ْط َفةً فِي قَرَا ٍر ّمكِيٍ * ثُمّ خََل ْقنَا‬
‫س ْونَا اْلعِظَا مَ لَحْما ثُ مّ أَنشَ ْأنَا هُ‬
‫ض َغةَ عِظَاما َفكَ َ‬‫خَلقْنَا الْ ُم ْ‬
‫ض َغةً فَ َ‬
‫خَلقْنَا اْلعََل َقةَ مُ ْ‬
‫النّ ْط َف َة عََل َقةً فَ َ‬
‫خَلْقا آخَرَ َفَتبَارَ كَ اللّ هُ َأحْ سَ ُن الْخَاِلقِيَ * ثُ مّ ِإنّكُ ْم َبعْدَ ذَلِ كَ َل َميّتُو نَ * ثُ مّ ِإنّكُ ْم َيوْ مَ‬
‫الْ ِقيَا َمةِ ُتْب َعثُونطططططططططططططططططططططططططططططططَ‬
‫يقول تعال م با عن ابتداء خلق الن سان من سللة من ط ي‪ ,‬و هو آدم عل يه ال سلم‬
‫خلقه ال من صلصال من حإمسنون‪ .‬وقال العمش عن النهال بن عمرو عن أب يي‬
‫عن ابن عباس {من سللة من طي} قال‪ :‬من صفوة الاء‪ .‬وقال ماهد‪ :‬من سللة أي من‬
‫م ن آدم‪ .‬وقال ا بن جر ير‪ :‬إن ا سي آدم طينا ل نه ملوق م نه وقال قتادة‪ :‬ا ستل آدم من‬
‫الطي وهذا أظهر ف العن وأقرب إل السياق‪ ,‬فإن آدم عليه السلم خلق من طي لزب‪,‬‬
‫وهو الصلصال من المإالسنون‪ ,‬وذلك ملوق من التراب كما قال تعال‪{ :‬ومن آياته أن‬
‫خلقكططططم مططططن تراب ثطططط إذا أنتططططم بشططططر تنتشرون}‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا يي بن سعيد‪ ,‬حدثنا أسامة بن زهي عن أب موسى عن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬إن ال خلق آدم من قبضة قبضها من جيع الرض‪ ,‬فجاء بنو‬
‫آدم على قدر الرض‪ ,‬جاء منهم الحر والبيض والسود وبي ذلك‪ ,‬والبيث والطيب‬
‫وب ي ذلك» و قد رواه أ بو داود والترمذي من طرق عن عوف العرا ب به نوه‪ .‬وقال‬
‫الترمذي‪ :‬ح سن صحيح { ث جعلناه نط فة} هذا الضم ي عائد على ج نس الن سان ك ما‬
‫قال ف الَ ية الخرى‪{ :‬وبدأ خلق الن سان من ط ي ث ج عل ن سله من سللة من ماء‬
‫مه ي} أي ضع يف‪ ,‬ك ما قال‪{ :‬أل نلقكم من ماء مه ي فجعلناه ف قرار مكي} يعن‬
‫الرحم معد لذلك مهيأ له {إل قدر معلوم فقدرنا فنعم القادرون} أي مدة معلومة وأجل‬
‫معي حت استحكم وتنقل من حال إل حال وصفة إل صفة‪ ,‬ولذا قال ههنا‪{ :‬ث خلقنا‬
‫النطقة علقة} أي ث صينا النطفة‪ ,‬وهي الاء الدافق الذي يرج من صلب الرجل وهو‬
‫ظهره‪ ,‬وترائب الرأة و هي عظام صدرها ما ب ي الترقوة إل ال سرة‪ ,‬ف صارت عل قة حراء‬
‫على ش كل العل قة م ستطيلة‪ ,‬قال عكر مة‪ :‬و هي دم {فخلق نا العل قة مض غة} و هي قط عة‬
‫كالبضعة من اللحم ل شكل فيها ول تطيط {فخلقنا الضغة عظاما} يعن شكلناها ذات‬
‫رأس ويديططططن ورجليطططط بعظامهططططا وعصططططبها وعروقهططططا‪.‬‬

‫‪191‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقرأ آخرون {فخلقنا الضغة عظما} قال ابن عباس‪ :‬وهو عظم الصلب‪ ,‬وف الصحيح‬
‫من حديث أب الزناد عن العرج عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫« كل ج سد ا بن آدم يبلى إل ع جب الذ نب م نه خلق وم نه ير كب» {فك سونا العظام‬
‫لما} أي وجعلنا على ذلك ما يستره ويشده ويقويه{ث أنشأناه خلقا آخر} أي ث نفخنا‬
‫فيه الروح فتحرك وصار خلقا آخر ذا سع وبصر وإدراك وحركة واضطراب {فتبارك ال‬
‫أحسن الالقي}‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا علي بن السي‪ ,‬حدثنا جعفر بن مسافر‪,‬‬
‫حدثنا يي بن حسان‪ ,‬حدثنا النضر يعن ابن كثي مول بن هاشم‪ ,‬حدثنا زيد بن علي‬
‫عن أبيه عن علي بن أب طالب رضي ال عنه قال‪ :‬إذا نت النطفة أربعة أشهر بعث ال‬
‫إليها ملكا فنفخ فيها الروح ف ظلمات ثلث‪ ,‬فذلك قوله‪{ :‬ث أنشأناه خلقا آخر} يعن‬
‫نفخنا فيه الروح‪ ,‬وروي عن أب سعيد الدري أنه نفخ الروح‪ ,‬قال ابن عباس {ث أنشأناه‬
‫خلقا آ خر} يع ن فنفخ نا ف يه الروح‪ ,‬وكذا قال ما هد وعكر مة والش عب وال سن وأ بو‬
‫العاليطة والضحاك والربيطع بطن أنطس والسطدي وابطن زيطد‪ ,‬واختاره ابطن جريطر‪.‬‬
‫وقال العوف عن ابن عباس {ث أنشأناه خلقا آخر} يعن ننقله من حال إل حال إل أن‬
‫خرج طفلً ث نشأ صغيا‪ ,‬ث احتلم ث صار شابا‪ ,‬ث كهلً ث شيخا ث هرما‪ .‬وعن قتادة‬
‫والضحاك نوط ذلك‪ ,‬ول منافاة فإنطه مطن ابتداء نفطخ الروح فيطه شرع فط هذه التنقلت‬
‫والحوال‪ ,‬وال أعلم‪ .‬قال المام أحد ف مسنده‪ :‬حدثنا أبو معاوية‪ ,‬حدثنا العمش عن‬
‫زيد بن وهب عن عبد ال ط هو ابن مسعود رضي ال عنه ط قال‪ :‬حدثنا رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم و هو ال صادق ال صدوق‪« :‬إن أحد كم ليج مع خل قه ف ب طن أ مه‬
‫أربع ي يوما نط فة‪ ,‬ث يكون عل قة م ثل ذلك‪ ,‬ث يكون مض غة م ثل ذلك‪ ,‬ث ير سل إل يه‬
‫اللك فين فخ ف يه الروح ويؤ مر بأر بع كلمات‪ :‬رز قه‪ ,‬وأجله‪ ,‬وعمله‪ ,‬و هل هو ش قي أو‬
‫سعيد‪ ,‬فو الذي ل إله غيه إن أحدكم ليعمل بعمل أهل النة حت ما يكون بينه وبينها‬
‫إل ذراع‪ ,‬في سبق عل يه الكتاب فيخ تم له بع مل أ هل النار فيدخل ها‪ ,‬وإن أحد كم ليع مل‬
‫بعمل أهل النار حت ما يكون بينه وبينها إل ذراع‪ ,‬فيسبق عليه الكتاب فيختم له بعمل‬
‫طش‪.‬‬ ‫طن مهران العمط‬‫طليمان بط‬
‫طث سط‬ ‫طن حديط‬ ‫طا» أخرجاه مط‬ ‫طة فيدخلهط‬ ‫طل النط‬ ‫أهط‬

‫‪192‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أحد بن سنان‪ ,‬حدثنا أبو معاوية عن العمش عن خيثمة‬
‫قال‪ :‬قال عبد ال ط يعن ابن مسعود ط إن النطفة إذا وقعت ف الرحم طارت ف كل‬
‫ش عر وظ فر‪ ,‬فتم كث أربع ي يوما‪ ,‬ث تعود ف الر حم فتكون عل قة‪ .‬وقال المام أح د‬
‫أيضا‪ :‬حدثنا حسي بن السن‪ ,‬حدثنا أبو كدينة عن عطاء بن السائب عن القاسم بن‬
‫عبد الرحن عن أبيه عن عبد ال قال‪ :‬مر يهودي برسول ال صلى ال عليه وسلم وهو‬
‫يدث أصحابه‪ ,‬فقالت قريش‪ :‬يا يهودي إن هذا يزعم أنه نب‪ ,‬فقال‪ :‬لسألنه عن شيء ل‬
‫يعلمطه إل نطب‪ ,‬قال‪ :‬فجاءه حتط جلس‪ ,‬فقال‪ :‬يطا ممطد مطم يلق النسطان ؟ فقال «يطا‬
‫يهودي من كل يلق من نطفة الرجل ومن نطفة الرأة‪ ,‬فأما نطفة الرجل فنطفة غليظة منها‬
‫العظم والعصب‪ ,‬وأما نطفة الرأة فنطفة رقيقة منها اللحم والدم» فقال‪ :‬هكذا كان يقول‬
‫مطططططططططططططططططططططططططططططططططن قبلك‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا سفيان عن عمرو عن أب الطفيل عن حذيفة بن أسيد الغفاري‬
‫قال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬يدخل اللك على النطفة بعدما تستقر‬
‫ف الرحم بأربعي ليلة‪ ,‬فيقول‪ :‬يا رب ماذا ؟ أشقي أم سعيد‪ ,‬أذكر أم أنثى ؟ فيقول ال‪,‬‬
‫فيكتبان‪ ,‬ويك تب عمله وأثره وم صيبته ورز قه‪ ,‬ث تطوى ال صحيفة فل يزاد على ما في ها‬
‫ول ينقص» وقد رواه مسلم ف صحيحه من حديث سفيان بن عيينة عن عمرو هو ابن‬
‫دينار به نوه‪ ,‬ومن طريق أخرى عن أب الطفيل عامر بن واثلة عن حذيفة بن أسيد أب‬
‫سطططططططططططططططططططططططرية الغفاري بنحوه‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال الافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا أحد بن عبدة‪ ,‬حدثنا حاد بن زيد‪ ,‬حدثنا عبيد ال‬
‫بن أب بكر عن أنس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬إن ال وكل بالرحم ملكا‪,‬‬
‫فيقول‪ :‬أي رب نطفة‪ ,‬أي رب علقة‪ ,‬أي رب مضغة‪ ,‬فإذا أراد ال خلقها قال‪ :‬أي رب‪,‬‬
‫ذ كر أو أن ثى ؟ ش قي أو سعيد ؟ ف ما الرزق وال جل ؟ قال‪ :‬فذلك يك تب ف ب طن أ مه»‬
‫أخرجاه فططط الصطططحيحي مطططن حديطططث حاد بطططن زيطططد بطططه‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬فتبارك ال أحسن الالقي} يعن حي ذكر قدرته ولطفه ف خلق هذه النطفة‬
‫من حال إل حال وشكل إل شكل حت تصورت إل ما صارت إليه من النسان السوي‬
‫الكا مل اللق‪ ,‬قال‪{ :‬فتبارك ال أح سن الالق ي} قال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا يو نس بن‬

‫‪193‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حبيب‪ ,‬حدث نا أ بو داود‪ ,‬حدث نا حاد بن سلمة‪ ,‬حدث نا علي بن ز يد عن أ نس قال‪ :‬قال‬
‫ع مر‪ ,‬يع ن ا بن الطاب ر ضي ال ع نه‪ :‬واف قت ر ب ووافق ن ف أر بع‪ :‬نزلت هذه الَ ية‬
‫{ول قد خلقنا النسان من سللة من طي} الَ ية‪ ,‬قلت أنا فتبارك ال أح سن الالقي‪,‬‬
‫فنلت {فتبارك ال أح سن الالق ي}‪ .‬وقال أيضا‪ :‬حدث نا أ ب حدث نا آدم بن أ ب إياس‪,‬‬
‫حدثنا شيبان عن جابر العفي عن عامر الشعب‪ ,‬عن زيد بن ثابت النصاري قال‪ :‬أملى‬
‫علي رسول ال صلى ال عليه وسلم هذه الَية {ولقد خلقنا النسان من سللة من طي‬
‫ط إل قوله ط خلقا آخر} فقال معاذ {فتبارك ال أحسن الالقي} فضحك رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فقال له معاذ‪ :‬مم تضحك يا رسول ال ؟ فقال‪« :‬با ختمت فتبارك‬
‫ال أحسن الالقي» وف إسناد جابر بن يزيد العفي ضعيف جدا‪ ,‬وف خبه هذا نكارة‬
‫شديدة‪ ,‬وذلك أن هذه السورة مكية‪ ,‬وزيد بن ثابت إنا كتب الوحي بالدينة‪ ,‬وكذلك‬
‫إسلم معاذ بن جبل إنا كان بالدينة أيضا‪ ,‬فال أعلم‪ .‬وقوله‪{ :‬ث إنكم بعد ذلك ليتون}‬
‫يع ن ب عد هذه النشأة الول من العدم ت صيون إل الوت { ث إن كم يوم القيا مة تبعثون}‬
‫يعنط النشأة الَخرة {ثط ال ينشىء النشأة الَخرة} يعنط يوم العاد‪ .‬وقيام الرواح إل‬
‫الجسطاد‪ ,‬فيحاسطب اللئق‪ ,‬ويوفط كطل عامطل عمله إن خيا فخيط وإن شرا فشطر‪.‬‬

‫ط غَافِلِيَط‬
‫ط الْخَلْق ِ‬
‫ط وَمَطا كُنّطا عَن ِ‬
‫طبْ َع طَرَآئِق َ‬
‫** وََلقَدْ خََلقْنَطا َفوَْقكُمطْ س َ‬
‫لا ذكر تعال خلق النسان‪ ,‬عطف بذكر خلق السموات السبع‪ ,‬وكثيا ما يذكر تعال‬
‫خلق السموات والرض مع خلق النسان كما قال تعال‪{ :‬للق السموات والرض أكب‬
‫من خلق الناس} وهكذا ف أول{أل} السجدة الت كان رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يقرأ ب ا صبيحة يوم الم عة ف أول ا خلق ال سموات والرض‪ ,‬ث بيان خلق الن سان من‬
‫سططللة مططن طيطط‪ ,‬وفيهططا أمططر العاد والزاء وغيطط ذلك مططن القاصططد‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬سبع طرائق} قال ماهد‪ :‬يعن السموات السبع‪ ,‬وهذه كقوله تعال‪{ :‬تسبح له‬
‫السموات السبع والرض ومن فيهن} {أل تروا كيف خلق ال سبع سوات طباقا} {ال‬
‫الذي خلق سبع سوات و من الرض مثل هن يتنل ال مر بين هن لتعلموا أن ال على كل‬
‫ش يء قد ير وأن ال قد أحاط ب كل ش يء علما} وهكذا قال هه نا {ول قد خلق نا فوق كم‬

‫‪194‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سبع طرائق وما كنا عن اللق غافلي} أي ويعلم ما يلج ف الرض وما يرج منها‪ ,‬وما‬
‫ينل من ال سماء و ما يعرج في ها‪ ,‬و هو مع كم أين ما كن تم وال ب ا تعملون ب صي‪ ,‬و هو‬
‫سبحانه ل يجب عنه ساء ساء ول أرض أرضا‪ ,‬ول جبل إل يعلم ما ف وعره‪ ,‬ول بر‬
‫إل يعلم مطا فط قعره‪ ,‬يعلم عدد مطا فط البال والتلل والرمال والبحار والقفار والشجار‬
‫{وما تسقط من ورقة إل يعلمها ول حبة ف ظلمات الرض ول رطب ول يابس إل ف‬
‫كتاب مطططططططططططططططططططططططططططططططبي}‪.‬‬

‫** َوأَنزَلْنَا مِ َن ال سّمَآ ِء مَآ ًء ِبقَدَرٍ َفأَ سْ َكنّاهُ فِي الرْ ضِ َوإِنّا عََلىَ َذهَا بٍ بِ هِ َلقَادِرُو نَ *‬
‫ت مّن نّخِي ٍل َوَأعْنَابٍ ّلكُمْ فِيهَا َفوَاكِهُ َكثِيَ ٌة َو ِمنْهَا تَأْكُلُونَ * َو َشجَ َرةً‬ ‫ش ْأنَا َلكُ ْم بِهِ َجنّا ٍ‬
‫َفأَن َ‬
‫سقِيكُمْ‬ ‫صبْغٍ ّللَكِِليِنَ * َوإِنّ َلكُمْ فِي الْنعَامِ َل ِعبْ َر ًة نّ ْ‬
‫ج مِن طُورِ َسيْنَآ َء تَنبُتُ بِال ّدهْنِ وَ ِ‬ ‫تَخْ ُر ُ‬
‫ك تُحْ َملُو نَ‬ ‫مّمّا فِي بُطُونِهَا وََلكُ ْم فِيهَا َمنَافِ عُ َكثِ َيةٌ َو ِمْنهَا تَأْكُلُو نَ * َوعََلْيهَا َوعَلَى اْلفُلْ ِ‬
‫يذكر تعال نعمه على عبيده الت ل تعد ول تصى ف إنزاله القطر من السماء بقدر‪ ,‬أي‬
‫ل فل يكفي الزروع والثمار‪ ,‬بل‬ ‫بسب الاجة ل كثيا فيفسد الرض والعمران‪ ,‬ول قلي ً‬
‫بقدر الاجة إليه من السقي والشرب والنتفاع به‪ ,‬حت إن الراضي الت تتاج ماء كثيا‬
‫لزرعها ول تتمل دمنتها إنزال الطر عليها‪ ,‬يسوق إليها الاء من بلد أخرى كما ف أرض‬
‫م صر ويقال ل ا الرض الرز‪ ,‬ي سوق ال إلي ها ماء الن يل م عه ط ي أح ر يتر فه من بلد‬
‫البشة ف زمان أمطارها‪ ,‬فيأت الاء يمل طينا أحر فيسقي أرض مصر ويقر الطي على‬
‫أرضهم ليزرعوا فيه‪ ,‬لن أرضهم سباخ يغلب عليها الرمال فسبحان اللطيف البي الرحيم‬
‫الغفور‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬فأسطكناه فط الرض} أي جعلنطا الاء إذا نزل مطن السطحاب يلد ف الرض‪,‬‬
‫وجعلنا ف الرض قابلية له تشربه ويتغذى به ما فيها من الب والنوى‪ .‬وقوله‪{ :‬وإنا على‬
‫ذهاب به لقادرون} أي لو شئ نا أن ل ت طر لفعل نا‪ ,‬ولو شئ نا ل صرفناه عن كم إل ال سباخ‬
‫والباري والقفار لفعلنا‪ ,‬ولو شئنا لعلناه أجاجا ل ينتفع به لشرب ول لسقي لفعلنا‪ ,‬ولو‬
‫شئنا لعلناه ل ينل ف الرض بل ينجر على وجهها لفعلنا‪ ,‬ولو شئنا لعلناه إذا نزل فيها‬
‫يغور إل مدى ل تصلون إليه ول تنتفعون به لفعلنا‪ ,‬ولكن بلطفه ورحته ينل عليكم الاء‬

‫‪195‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫من السحاب عذبا فراتا زللً‪ ,‬فيسكنه ف الرض ويسلكه ينابيع ف الرض‪ ,‬فيفتح العيون‬
‫والنار وي سقي به الزروع والثمار‪ ,‬وتشربون م نه ودواب كم وأنعام كم‪ ,‬وتغت سلون م نه‬
‫وتتطهرون منطططططططه وتتنظفون‪ ,‬فله المطططططططد والنطططططططة‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬فأنشأ نا ل كم به جنات من ن يل وأعناب} يع ن فأخرج نا ل كم ب ا أنزل نا من‬
‫السماء جنات أي بساتي وحدائق {ذات بجة} أي ذات منظر حسن‪ .‬وقوله‪{ :‬من نيل‬
‫وأعناب} أي في ها ن يل وأعناب‪ ,‬وهذا ما كان يألف أ هل الجاز ول فرق ب ي الش يء‬
‫وب ي نظيه‪ ,‬وكذلك ف حق كل أ هل إقل يم عند هم من الثمار من نع مة ال علي هم ما‬
‫يعجزون عن القيام بشكره‪ .‬وقوله‪{ :‬ل كم في ها فوا كه كثية} أي من ج يع الثمار‪ ,‬ك ما‬
‫قال‪{ :‬ينبطت لكطم بطه الزرع والزيتون والنخيطل والعناب ومطن كطل الثمرات}‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫{ومنها تأكلون} كأنه معطوف على شيء مقدر تقديره تنظرون إل حسنه ونضجه ومنه‬
‫تأكلون‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وشجرة ترج من طور سيناء} يعن الزيتونة‪ ,‬والطور هو البل‪ .‬وقال بعضهم‪:‬‬
‫إنا يسمى طورا إذا كان فيه شجر‪ ,‬فإن عري عنها سي جبلً ل طورا‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬وطور‬
‫سيناء هو طور سيني‪ ,‬وهو البل الذي كلم ال عليه موسى بن عمران عليه السلم‪ ,‬وما‬
‫حوله من البال الت فيها شجر الزيتون‪ .‬وقوله‪{ :‬تنبت بالدهن} قال بعضهم‪ :‬الباء زائدة‪,‬‬
‫وتقديره تن بت الد هن ك ما ف قول العرب‪ :‬أل قى فلن بيده‪ ,‬أي يده‪ ,‬وأ ما على قول من‬
‫يض من الف عل‪ ,‬فتقديره ترج بالد هن أو تأ ت بالد هن‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬و صبغ} أي أدم‪ ,‬قاله‬
‫قتادة‪{ ,‬للَكل ي} أي في ها ما ينت فع به من الد هن وال صطباغ‪ ,‬ك ما قال المام أح د‪:‬‬
‫حدثنا وكيع عن عبد ال بن عيسى عن عطاء الشامي‪ ,‬عن أب أسيد واسه مالك بن ربيعة‬
‫ال ساعدي الن صاري ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬كلوا‬
‫الزيططططت وادهنوا بططططه‪ ,‬فإنططططه مططططن شجرة مباركططططة»‪.‬‬
‫وقال عبد بن حيد ف مسنده وتفسيه‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ,‬أخبنا معمر عن زيد بن‬
‫أسلم عن أبيه عن عمر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬ائتدموا بالزيت وادهنوا‬
‫به فإ نه يرج من شجرة مبار كة»‪ ,‬ورواه الترمذي وا بن ما جه من غ ي و جه عن ع بد‬
‫الرزاق‪ .‬قال الترمذي‪ :‬ول يعرف إل من حديثه‪ ,‬وكان يضطرب فيه‪ ,‬فربا ذكر فيه عمر‪,‬‬

‫‪196‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ورب ا ل يذكره‪ .‬قال أ بو القا سم ال طبان‪ :‬حدث نا ع بد ال بن أح د بن حن بل حدث نا أ ب‬
‫حدثنا سفيان بن عيينة حدثن الصعب بن حكيم بن شريك بن نيلة عن أبيه عن جده‬
‫قال‪ :‬ض فت ع مر بن الطاب ر ضي ال ع نه ليلة عاشوراء فأطعم ن من رأس بع ي بارد‪,‬‬
‫وأطعمنطا زيتا‪ ,‬وقال‪ :‬هذا الزيطت البارك الذي قال ال لنطبيه صطلى ال عليطه وسطلم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وإن لكم ف النعام لعبة نسقيكم ما ف بطونا ولكم فيها منافع كثية ومنها‬
‫تأكلون وعلي ها وعلى الفلك تملون} يذ كر تعال ما ج عل لل قه ف النعام من النا فع‪,‬‬
‫وذلك أنم يشربون من ألبانا الارجة من بي فرث ودم‪ ,‬ويأكلون من حلنا ويلبسون‬
‫من أ صوافها وأوبار ها وأشعار ها‪ ,‬ويركبون ظهور ها‪ ,‬ويملون ا الحال الثقال إل البلد‬
‫النائية عنهم‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬وتمل أثقالكم إل بلد ل تكونوا بالغيه إل بشق النفس‬
‫إن رب كم لرؤوف رح يم} وقال تعال‪{ :‬أو ل يروا أ نا خلق نا ل م م ا عملت أيدي نا أنعاما‬
‫فهم لا مالكون وذللناها لم فمنها ركوبم ومنها يأكلون ولم فيها منافع ومشارب أفل‬
‫يشكرون}‪.‬‬

‫ل َتتّقُونَ *‬ ‫** وََلقَدْ أَرْسَ ْلنَا نُوحا إَِلىَ َق ْومِهِ َفقَا َل َي َقوْمِ ا ْعبُدُواْ اللّ َه مَا َلكُ ْم مّنْ إِلَـ ٍه َغيْرُهُ أََف َ‬
‫َفقَا َل الْ َملُ الّذِي نَ َكفَرُواْ مِن َق ْومِ هِ مَا هَ ـذَا إِلّ بَشَ ٌر ّمثُْلكُ ْم يُرِيدُ أَن َيتَ َفضّ َل عََلْيكُ ْم وََلوْ‬
‫لِئ َكةً مّا سَ ِم ْعنَا ِبهَ ـذَا فِ َي آبَآئِنَا الوّلِيَ * إِ ْن ُهوَ إِلّ َرجُ ٌل بِ هِ ِجّنةٌ‬ ‫شَآءَ اللّ هُ لنزَ َل َم َ‬
‫َفتَ َربّصططططططططططُواْ بِهططططططططططِ َحّتىَ حِيٍططططططططط‬
‫يب تعال عن نوح عليه السلم حي بعثه إل قومه لينذرهم عذاب ال وبأسه الشديد‪,‬‬
‫وانتقامه من أشرك به وخالف أمره وكذب رسله {فقال يا قوم اعبدوا ال ما لكم من إله‬
‫غيه أفلتتقون} أي أل تافون من ال ف إشراككم به ؟ فقال الل وهم السادة والكابر‬
‫من هم { ما هذا إل ب شر مثل كم ير يد أن يتف ضل علي كم} يعنون يتر فع علي كم‪ ,‬ويتعا ظم‬
‫بدعوى النبوة‪ ,‬وهو بشر مثلكم‪ ,‬فكيف أوحي إليه دونكم {ولو شاء ال لنزل ملئكة}‬
‫أي لو أراد أن يب عث نبيا لب عث ملكا من عنده ول ي كن بشرا ما سعنا بذا‪ ,‬أي ببع ثة‬
‫البشر ف آبائنا الولي‪ ,‬يعنون بذا أسلفهم وأجدادهم ف الدهور الاضية‪ .‬وقوله‪{ :‬إن هو‬
‫إل ر جل به ج نة} أي منون في ما يزع مه من أن ال أر سله إلي كم واخت صه من بين كم‬

‫‪197‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بالو حي {فترب صوا به ح ت ح ي} أي انتظروا به ر يب النون‪ ,‬وا صبوا عل يه مدة ح ت‬
‫تسططططططططططططططططتريوا منططططططططططططططططه‪.‬‬

‫ك ِبأَ ْعُينِنَا َووَ ْحِينَا فَإِذَا جَآ َء‬


‫ب انصُ ْرنِي بِمَا كَ ّذبُونِ * َفَأوْ َحيْنَآ إَِليْهِ أَنِ اصْنَ ِع اْلفُلْ َ‬
‫** قَالَ رَ ّ‬
‫َأمْ ُرنَا وَفَا َر الّتنّورُ فَا سْلُكْ فِيهَا مِن كُلّ َزوْ َجيْ ِن اثَْنيْ نِ َوَأهْلَ كَ إِلّ مَن َسبَ َق عََليْ هِ اْل َقوْ ُل ِمنْهُ مْ‬
‫ك عَلَى الْفُلْ كِ‬ ‫وَلَ ُتخَاطِْبنِي فِي الّذِي َن ظَلَ ُم َواْ ِإّنهُ ْم ّمغْرَقُو نَ * فَِإذَا ا ْسَتوَْيتَ أَن تَ َومَن ّمعَ َ‬
‫َفقُ ِل الْحَمْدُ للّ ِه الّذِي َنجّانَا مِ َن الْ َقوْ مِ الظّالِمِيَ * وَقُل رّ بّ أَنزِلْنِي مُنَلً ّمبَارَكا َوأَن تَ‬
‫ططٍ َوإِن كُنّططا لَ ُمْبتَلِيَطط‬ ‫ططَ َليَاتط‬ ‫ططّ فِططي ذَلِكط‬ ‫َخيْ ُر الْمُنِلِيَطط * إِنط‬
‫يب تعال عن نوح عليه السلم أنه دعا ربه ليستنصره على قومه‪ ,‬كما قال تعال مبا‬
‫ع نه ف الَ ية الخرى‪{ :‬فد عا ر به أ ن مغلوب فانت صر} وقال هه نا‪{ :‬رب ان صرن ب ا‬
‫كذبون} فعند ذلك أمره ال تعال بصنعة السفينة وإحكامها وإتقانا‪ ,‬وأن يمل فيها من‬
‫كل زوجي اثني‪ ,‬أي ذكرا وأنثى من كل صنف من اليوانات والنباتات والثمار وغي‬
‫ذلك‪ ,‬وأن يمل فيهاأهله {إل من سبق عليه القول منهم} أي من سبق عليه القول من‬
‫ال باللك‪ ,‬وهططم الذيططن ل يؤمنوا بططه مططن أهله كابنططه وزوجتططه‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ول تاطبن ف الذين ظلموا إنم مغرقون} أي عند معاينة إنزال الطر العظيم ل‬
‫تأخذنك رأفة بقومك وشفقة عليهم‪ ,‬وطمع ف تأخيهم لعلهم يؤمنون‪ ,‬فإن قد قضيت‬
‫أنم مغرقون على ما هم عليه من الكفر والطغيان‪ ,‬وقد تقدمت القصة مبسوطة ف سورة‬
‫هود با يغن عن إعادة ذلك ههنا‪ .‬وقوله‪{ :‬فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل‬
‫ال مد ل الذي نا نا من القوم الظال ي} ك ما قال‪{ :‬وج عل ل كم من الفلك والنعام ما‬
‫تركبون * لتستووا على ظهوره‪ ,‬ث تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان‬
‫الذي سخر ل نا هذا و ما ك نا له مقرن ي * وإ نا إل رب نا لنقلبون} و قد امت ثل نوح عل يه‬
‫ال سلم هذا‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬وقال اركبوا في ها ب سم ال مرا ها ومر ساها} فذ كر ال‬
‫تعال ع ند ابتداء سيه وع ند انتهائه‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬و قل رب أنزل ن منلً مباركا وأ نت‬
‫خ ي النل ي}‪ .‬وقوله‪{ :‬إن ف ذلك لَيات} أي إن ف هذا ال صنيع و هو إناء الؤمن ي‬
‫وإهلك الكافر ين لَيات أي لججا ودللت واضحات على صدق ال نبياء في ما جاؤوا‬

‫‪198‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫به عن ال تعال‪ ,‬وأنه تعال فاعل لا يشاء قادر على كل شيء عليم بكل شيء‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫ططلي‪.‬‬
‫ططال الرسط‬‫ططبين للعباد بإرسط‬
‫طط} أي لختط‬ ‫ططا لبتليط‬ ‫{وإن كنط‬

‫ش ْأنَا مِن َبعْ ِدهِمْ َقرْنا آخَرِي نَ * َفأَرْسَ ْلنَا فِيهِمْ رَسُو ًل ّمْنهُمْ أَ ِن اعْبُدُواْ اللّ َه مَا َلكُمْ‬ ‫** ثُمّ أَن َ‬
‫ِينط َكفَرُواْ وَكَ ّذبُواْ بِِلقَآ ِء الَ ِخ َرةِ‬ ‫ِهط الّذ َ‬‫ُونط * وَقَا َل الْ َملُ مِن َق ْوم ِ‬‫ُهطأََفلَ َتّتق َ‬ ‫ّنطإِلَـطٍه غَيْر ُ‬ ‫م ْ‬
‫ب مِمّا‬ ‫َوأَتْرَ ْفنَاهُمْ فِي الْحَيطاةِ ال ّدْنيَا مَا هَـذَا إِ ّل بَشَ ٌر ّمثُْلكُ ْم َيأْكُ ُل مِمّا َتأْكُلُو َن ِمنْهُ َويَشْرَ ُ‬
‫تَشْ َربُو نَ * وََلئِ نْ َأ َطعْتُ ْم بَشَرا ّمثَْلكُ مْ ِإّنكُ مْ إِذا لّخَا ِسرُونَ * َأَيعِدُكُ مْ َأّنكُ مْ إِذَا مِتّ ْم وَكُنتُ مْ‬
‫ت َهيْهَا تَ لِمَا تُوعَدُو نَ * إِ نْ هِ يَ إِلّ َحيَاتُنَا ال ّدنْيَا‬ ‫تُرَابا َوعِظاما َأنّكُ ْم مّخْ َرجُو نَ * َهْيهَا َ‬
‫ح نُ لَ هُ‬ ‫ى عََلىَ اللّ هِ كَذِبا وَمَا نَ ْ‬ ‫ت َونَحْيَا َومَا نَحْ ُن بِ َمْبعُوثِيَ * إِ ْن ُهوَ إِلّ َرجُ ٌل افتَرَ َ‬ ‫نَمُو ُ‬
‫صبِحُ ّن نَا ِدمِيَ * َفأَخَ َذْتهُ مُ‬ ‫بِ ُم ْؤمِنِيَ * قَالَ رَ بّ انْ صُ ْرنِي بِمَا كَ ّذبُو نِ * قَا َل عَمّا قَلِيلٍ ّليُ ْ‬
‫طططِ الظّالِمِيَططط‬ ‫طططْ ُغثَآءً َفُبعْدا لّ ْل َقوْمط‬ ‫جعَ ْلنَاهُمط‬
‫طططّ فَ َ‬ ‫حةُ بِالْحَقط‬ ‫طيْ َ‬
‫طط ّ‬ ‫الصط‬
‫يبط تعال أنطه أنشطأ بعطد قوم نوح قرنا آخريطن‪ ,‬قيطل‪ :‬الراد بمط عاد‪ ,‬فإنمط كانوا‬
‫م ستخلفي بعد هم‪ ,‬وق يل‪ :‬الراد بؤلء ثود لقوله‪{ :‬فأخذت م الصيحة بال ق} وأ نه تعال‬
‫أر سل في هم ر سولً من هم‪ ,‬فدعا هم إل عبادة ال وحده ل شر يك له‪ ,‬فكذبوه وخالفوه‬
‫وأبوا عن اتباعه لكونه بشرا مثلهم‪ ,‬واستنكفوا عن اتباع رسول بشري‪ ,‬وكذبوا بلقاء ال‬
‫ف القيامطة وأنكروا العاد الثما ن وقالوا‪{ :‬أيعد كم أن كم إذا م تم وكن تم ترابا وعظاما‬
‫أنكم مرجون * هيهات هيهات لا توعدون} أي بعيد بعيد ذلك {إن هو إل رجل افترى‬
‫على ال كذبا} أي في ما جاء كم به من الر سالة والنذارة والخبار بالعاد {و ما ن ن له‬
‫بؤمني * قال رب انصرن با كذبون} أي استفتح عليهم الرسول واستنصر ربه عليهم‪,‬‬
‫فأجاب دعاءه {قال ع ما قل يل لي صبحن نادم ي} أي بخالف تك وعنادك في ما جئت هم به‬
‫{فأخذتم الصيحة بالق} أي وكانوا يستحقون ذلك من ال بكفرهم وطغيانم‪ ,‬والظاهر‬
‫أنه اجتمع عليهم صيحة مع الريح الصرصر العاصف القوي الباردة {تدمر كل شيء بأمر‬
‫ربا فأصبحوا ل يرى إل مساكنهم}‪ .‬وقوله‪{ :‬فجعلناهم غثاء} أي صرعى هلكى كغثاء‬
‫السيل‪ ,‬وهو الشيء القي التافه الالك الذي ل ينتفع بشيء منه‪{ ,‬فبعدا للقوم الظالي}‬

‫‪199‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كقوله‪{ :‬و ما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالي} أي بكفرهم وعنادهم ومالفة ر سول‬
‫ال‪ ,‬فليحذر السططططططططططامعون أن يكذبوا رسططططططططططولم‪.‬‬

‫سَتأْخِرُونَ * ثُ ّم‬
‫سبِقُ مِ نْ ُأ ّمةٍ َأجََلهَا َومَا يَ ْ‬
‫** ثُ مّ أَنشَ ْأنَا مِن َبعْ ِدهِ مْ ُقرُونا آ َخرِي نَ * مَا تَ ْ‬
‫ُمط‬
‫ُمط َبعْضا وَ َجعَ ْلنَاه ْ‬
‫ضه ْ‬ ‫ُوهط َفَأتَْبعْنَا بَ ْع َ‬
‫ُسطَلنَا َتتْرَى كُ ّل مَا جَآءَ ُأ ّمةً رّسطُوُلهَا كَ ّذب ُ‬
‫ْسطْلنَا ر ُ‬‫أَر َ‬
‫أَحَادِيثططططططططَ َفُبعْدا ّل َقوْمططططططططٍ ّل ُيؤْ ِمنُونططططططططَ‬
‫يقول تعال‪{ :‬ث أنشأنا من بعدهم قرونا آخرين} أي أما وخلئق {ما تسبق من أمة‬
‫أجلهطا ومطا يسطتأخرون} يعنط بطل يؤخذون على حسطب مطا قدر لمط تعال فط كتابطه‬
‫ل بعد جيل‪ ,‬وخلفا بعد‬ ‫الحفوظ‪ ,‬وعلمه قبل كونم أمة بعد أمة‪ ,‬وقرنا بعد قرن‪ ,‬وجي ً‬
‫سلف‪ { ,‬ث أر سلنا ر سلنا تترى} قال ا بن عباس يع ن يت بع بعض هم بعضا‪ ,‬وهذا كقوله‬
‫تعال‪{ :‬ولقد بعثنا ف كل أمة رسولً أن اعبدوا ال واجتنبوا الطاغوت‪ ,‬فمنهم من هدى‬
‫ال ومنهطم مطن حقطت عليطه الضللة}‪ .‬وقوله‪{ :‬كلمطا جاء أمطة رسطولا كذبوه} يعنط‬
‫جهورهم وأكثرهم‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إل كانوا به‬
‫ي ستهزئون}‪ .‬وقوله‪{ :‬فأتبع نا بعض هم بعضا} أي أهلكنا هم كقوله‪{ :‬و كم أهلك نا من‬
‫القرون من بعد نوح}‪ .‬وقوله‪{ :‬وجعلناهم أحاديث} أي أخبارا وأحاديث للناس كقوله‪:‬‬
‫{فجعلناهطططططم أحاديطططططث ومزقناهطططططم كطططططل مزق}‪.‬‬

‫** ثُ مّ أَرْ َس ْلنَا مُو سَ َى َوأَخَا ُه هَارُو َن بِآيَاِتنَا وَ سُلْطَا ٍن ّمبِيٍ * إِلَىَ فِ ْر َعوْ َن َومََلئِ هِ فَا ْستَ ْكبَرُواْ‬
‫وَكَانُواْ َقوْما عَالِيَ * َفقَاُل َواْ أَُن ْؤمِنُ ِلبَشَ َريْ ِن ِمثِْلنَا وََق ْو ُمهُمَا َلنَا عَابِدُونَ * َفكَ ّذبُوهُمَا َفكَانُواْ‬
‫ط َيهْتَدُونططَ‬ ‫طىَ اْل ِكتَابططَ َلعَّلهُمط ْ‬ ‫ط الْ ُمهَْلكِيَطط * وََلقَ ْد آَتيْنَططا مُوسط َ‬ ‫مِنط َ‬
‫ي ب تعال أ نه ب عث ر سوله مو سى عل يه ال سلم وأخاه هارون إل فرعون وملئه بالَيات‬
‫والجطج الدامغات والباهيط القاطعات‪ ,‬وأن فرعون وقومطه اسطتكبوا عطن اتباعهمطا‬
‫والنقياد لمره ا لكون ما بشر ين‪ ,‬ك ما أنكرت ال مم الاض ية بع ثة الر سل من الب شر‪,‬‬
‫تشابتط قلوبمط فأهلك ال فرعون ومله‪ ,‬وأغرقهطم فط يوم واحطد أجعيط‪ ,‬وأنزل على‬

‫‪200‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫موسى الكتاب وهو التوراة‪ ,‬فيها أحكامه وأوامره ونواهيه‪ ,‬وذلك بعد أن قصم ال فرعون‬
‫والق بط وأخذ هم أ خذ عز يز مقتدر‪ ,‬وب عد أن أنزل ال التوراة ل يهلك أ مة بعا مة بل أ مر‬
‫الؤمن ي بقتال الكافر ين‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬ولقد آتينا موسى الكتاب من ب عد ما أهلكنا‬
‫ططططم يتذكرون}‪.‬‬ ‫طططط لعلهط‬ ‫ططططائر للناس وهدى ورحةط‬ ‫القرون الول بصط‬

‫ط َقرَا ٍر َو َمعِيٍط‬
‫ط آَيةً وَآ َوْينَاهُمَطآ إَِلىَ َرْب َوةٍ ذَات ِ‬
‫ط َوُأمّه ُ‬
‫ط مَ ْريَم َ‬
‫** وَ َج َعلْنَطا ابْن َ‬
‫يقول تعال م با عن عبده ور سوله عي سى ا بن مر ي عليه ما ال سلم أ نه جعله ما آ ية‬
‫للناس‪ ,‬أي حجطة قاطعطة على قدرتطه على مطا يشاء‪ ,‬فإنطه خلق آدم مطن غيط أب ول أم‪,‬‬
‫وخلق حواء من ذكر بل أنثى‪ ,‬وخلق عيسى من أنثى بل ذكر‪ ,‬وخلق بقية الناس من ذكر‬
‫وأنثى‪ .‬وقوله‪{ :‬وآويناها إل ربوة ذات قرار ومعي} قال الضحاك عن ابن عباس‪ :‬الربوة‬
‫الكان الرت فع من الرض‪ ,‬و هو أح سن ما يكون ف يه النبات‪ ,‬وكذا قال ما هد وعكر مة‬
‫طططططططططبي وقتادة‪.‬‬ ‫طططططططططن جط‬ ‫طططططططططعيد بط‬ ‫وسط‬
‫قال ابطن عباس‪ :‬وقوله‪{ :‬ذات قرار} يقول ذات خصطب {ومعيط} يعنط ماء ظاهرا‪,‬‬
‫وكذا قال ماهد وعكرمة وسعيد بن جبي وقتادة‪ .‬وقال ماهد‪ :‬ربوة مستوية‪ ,‬وقال سعيد‬
‫بطن جطبي {ذات قرار ومعيط} اسطتوى الاء فيهطا‪ .‬وقال ماهطد وقتادة {ومعيط} الاء‬
‫الاري‪ .‬ث اختلف الفسرون ف مكان هذه الربوة‪ :‬من أي أرض هي ؟ فقال عبد الرحن‬
‫بن زيد بن أسلم‪ :‬ليس الرب إل بصر‪ ,‬والاء حي يسيل يكون الرب عليها القرى‪ ,‬ولول‬
‫الربط غرقطت القرى‪ ,‬وروي عطن وهطب بطن منبطه نوط هذا‪ ,‬وهطو بعيطد جدا‪.‬‬
‫وروى ا بن أ ب حا ت عن سعيد بن ال سيب ف قوله‪{ :‬وآويناه ا إل ربوة ذات قرار‬
‫ومع ي} قال‪ :‬هي دم شق‪ ,‬قال‪ :‬وروي عن ع بد ال بن سلم وال سن وز يد بن أ سلم‬
‫وخالد بن معدان نو ذلك‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو سعيد الشج‪ ,‬حدثنا وكيع عن‬
‫إسرائيل عن ساك عن عكرمة عن ابن عباس {ذات قرار ومعي} قال‪ :‬أنار دمشق‪ .‬وقال‬
‫ليث بن أب سليم عن ماهد {وآويناها إل ربوة} قال‪ :‬عيسى ابن مري وأمه حي أويا‬
‫إل غوطة دمشق وما حولا‪ .‬وقال عبد الرزاق عن بشر بن رافع عن أب عبد ال بن عم‬

‫‪201‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أبط هريرة قال‪ :‬سطعت أبطا هريرة يقول فط قول ال تعال‪{ :‬إل ربوة ذات قرار ومعيط}‬
‫قال‪ :‬هطططططططططي الرملة مطططططططططن فلسططططططططططي‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا إبراهيم بن ممد بن يوسف الفرياب‪ ,‬حدثنا رواد‬
‫بن الراح‪ ,‬حدثنا ع بد ال بن عباد الواص أبو عتبة‪ ,‬حدثنا الشيبان عن ابن وعلة عن‬
‫كريطب السطحول عطن مرة البهذي قال‪ :‬سطعت رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم يقول‬
‫لرجل‪« :‬إنك توت بالربوة‪ ,‬فمات بالرملة»‪ ,‬وهذا حديث غريب جدا وأقرب القوال ف‬
‫ذلك ما رواه العوف عن ابن عباس ف قوله‪{ :‬وآويناها إل ربوة ذات قرار ومعي} قال‪:‬‬
‫العي الاء الاري‪ ,‬وهوالنهر الذي قال ال تعال‪{ :‬قد جعل ربك تتك سريا} وكذا قال‬
‫الضحاك وقتادة {إل ربوة ذات قرار ومع ي} و هو ب يت القدس‪ ,‬فهذا ط وال أعلم ط‬
‫هو الظهر‪ ,‬لنه الذكور ف الَية الخرى والقرآن يفسر بعضه بعضا‪ ,‬وهذا أول ما يفسر‬
‫بطططططه‪ ,‬ثططططط الحاديطططططث الصطططططحيحة ثططططط الَثار‪.‬‬

‫** َيَأّيهَا الرّ سُلُ ُكلُوْا مِ نَ ال ّطيّبَا تِ وَاعْمَلُواْ صَالِحا ِإنّي بِمَا َتعْمَلُو نَ عَلِي مٌ * َوإِ ّن هَـ ِذ ِه‬
‫ب بِمَا لَ َدْيهِ مْ‬
‫ُأمُّتكُ مْ ُأ ّمةً وَاحِ َد ًة َوَأنَاْ َرّبكُ مْ فَاتّقُو نِ * َفَتقَ ّط ُعوَاْ َأمْ َرهُ ْم َبيَْنهُ مْ ُزبُرا كُلّ حِزْ ٍ‬
‫سبُونَ َأنّمَا نُ ِم ّدهُ ْم بِ هِ مِن مّا ٍل َوَبنِيَ *‬
‫فَ ِرحُو نَ * فَذَ ْرهُ مْ فِي غَ ْم َرِتهِ مْ َحّتىَ حِيٍ * َأيَحْ َ‬
‫شعُرُونططططَ‬ ‫طططل ّل يَ ْ‬ ‫خيْرَاتططططِ بَط‬ ‫طططي الْ َ‬ ‫نُسططططَا ِرعُ َلهُمططططْ فِط‬
‫يأمطر تعال عباده الرسطلي عليهطم الصطلة والسطلم أجعيط بالكطل مطن اللل والقيام‬
‫بالصطال مطن العمال‪ ,‬فدل هذا على أن اللل عون على العمطل الصطال‪ ,‬فقام النطبياء‬
‫علي هم ال سلم بذا أ ت القيام‪ ,‬وجعوا ب ي كل خ ي قولً وعملً ودلل ًة ون صحا‪ ,‬فجزا هم‬
‫ال عن العباد خيا‪ .‬قال ال سن الب صري ف قوله‪ { :‬يا أي ها الر سل كلوا من الطيبات}‬
‫قال‪ :‬أ ما وال ما أمر كم بأ صفركم ول أحر كم ول حلو كم ول حامض كم‪ ,‬ول كن قال‪:‬‬
‫انتهوا إل اللل منه‪ .‬وقال سعيد بن جبي والضحاك {كلوا من الطيبات} يعن اللل‪.‬‬
‫وقال أبو إسحاق السبيعي عن أب ميسرة عمرو بن شرحبيل‪ :‬كان عيسى ابن مري يأكل‬
‫من غزل أ مه‪ ,‬و ف ال صحيح «و ما من نب إل ر عى الغ نم» قالوا‪ :‬وأ نت يا ر سول ال ؟‬
‫قال‪« :‬ن عم وأ نا ك نت أرعا ها على قرار يط ل هل م كة»‪ .‬و ف ال صحيح «إن داود عل يه‬

‫‪202‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال سلم كان يأ كل من ك سب يده»‪ .‬و ف ال صحيحي «إن أ حب ال صيام إل ال صيام‬
‫داود‪ ,‬وأحطب القيام إل ال قيام داود‪ ,‬كان ينام نصطف الليطل ويقوم ثلثطه وينام سطدسه‪,‬‬
‫ططططى»‪.‬‬ ‫ططططر إذا لقط‬ ‫ططططر يوما‪ ,‬ول يفط‬ ‫ططططوم يوما ويفطط‬ ‫وكان يصط‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أبو اليمان الكم بن نافع‪ ,‬حدثنا أبو بكر بن أب‬
‫مري عن ضمرة بن حبيب أن أم عبد ال أخت شداد بن أوس قال‪ :‬بعثت إل النب صلى‬
‫ال عل يه و سلم بقدح ل ب ع ند فطره و هو صائم‪ ,‬وذلك ف أول النهار وشدة ال ر‪ ,‬فرد‬
‫إليها رسولا أن كانت لك الشاة ؟ فقالت‪ :‬اشتريتها من مال‪ ,‬فشرب منه‪ ,‬فلما كان من‬
‫ال غد أت ته أم ع بد ال أ خت شداد فقالت‪ :‬يا ر سول ال بع ثت إل يك بل ب‪ ,‬مرث ية لك من‬
‫طول النهار‪ ,‬وشدة الر‪ ,‬فرددت إل الرسول فيه‪ ,‬فقال لا‪« :‬بذلك أمرت الرسل‪ :‬أن ل‬
‫تأكل إل طيبا‪ ,‬ول تعمل إل صالا»‪ .‬وقد ثبت ف صحيح مسلم)وجامع الترمذي ومسند‬
‫المام أحد واللفظ له‪ ,‬من حديث فضيل بن مرزوق عن عدي بن ثابت عن أب حازم عن‬
‫أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬يا أيها الناس إن ال‬
‫ط يب ل يق بل إل طيبا‪ ,‬وإن ال أ مر الؤمن ي ب ا أ مر به الر سلي‪ ,‬فقال‪ { :‬يا أي ها الر سل‬
‫كلوا من الطيبات واعملوا صالا إن با تعملون عليم} وقال‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا كلوا‬
‫من طيبات ما رزقناكم} ث ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغب‪ ,‬ومطعمه حرام‪ ,‬ومشربه‬
‫حرام‪ ,‬وملب سه حرام‪ ,‬وغذي بالرام ي د يد يه إل ال سماء‪ :‬يا رب يا رب فأ ن ي ستحاب‬
‫لذلك» وقال الترمذي‪ :‬حسطن غريطب ل نعرفطه إل مطن حديطث فضيطل بطن مرزوق‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وإن هذه أمتكطم أمطة واحدة} أي دينكطم يطا معشطر النطبياء ديطن واحطد وملة‬
‫واحدة‪ ,‬وهطو الدعوة إل عبادة ال وحده ل شريطك له‪ ,‬ولذا قال {وأنطا ربكطم فاتقون}‬
‫وقطد تقدم الكلم على ذلك فط سطورة النطبياء‪ ,‬وأن قوله {أمطة واحدة} منصطوب على‬
‫الال‪ .‬وقوله‪{ :‬فتقطعوا أمر هم بين هم زبرا} أي ال مم الذ ين بع ثت إلي هم ال نبياء { كل‬
‫حزب با لديهم فرحون} أي يفرحون با هم فيه من الضلل لنم يسبون أنم مهتدون‪,‬‬
‫ولذا قال متهددا لمط ومتوعدا‪{ :‬فذرهطم فط غمرتمط} أي فط غيهطم وضللمط {حتط‬
‫حي} أي إل حي حينهم وهلكهم‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬فمهل الكافرين أمهلهم رويدا}‬
‫ططوف يعلمون}‪.‬‬ ‫ططل فسط‬ ‫ططم المط‬ ‫ططم يأكلوا ويتمتعوا ويلههط‬ ‫وقال تعال‪{ :‬ذرهط‬

‫‪203‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله‪{ :‬أيسبون أنا ندهم به من مال وبني نسارع لم ف اليات بل ل يشعرون}‬
‫يع ن أي ظن هؤلء الغرورون أن ما نعطي هم من الموال والولد لكرامت هم علي نا ومعزت م‬
‫عندنطا ؟ كل ليطس المطر كمطا يزعمون فط قولمط {ننط أكثطر أمولً وأولدا ومطا ننط‬
‫بعذبي} لقد أخطأوا ف ذلك وخاب رجاؤهم‪ ,‬بل إنا نفعل بم ذلك استدراجا وإنظارا‬
‫وإملء‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬بل ل يشعرون} كما قال تعال‪{ :‬فل تعجبك أموالم ول أولدهم‬
‫إنا يريد ال ليعذبم با ف الياة الدنيا} الَية‪ .‬وقال تعال‪{ :‬إنا نلي ل م ليزدادوا إثا}‬
‫وقال تعال‪{ :‬فذرنط ومطن يكذب بذا الديطث سطنستدرجهم مطن حيطث ل يعلمون *‬
‫وأملي لم} الَية‪ ,‬وقال‪{ :‬ذرن ومن خلقت وحيدا ط إل قوله ط عنيدا} وقال تعال‪:‬‬
‫{وما أموالكم ول أولدكم بالت تقربكم عندنا زلفى إل من آمن وعمل صالا} الَية‪,‬‬
‫والَيات فطططططططططططططططططططططططططططط هذا كثية‪.‬‬
‫قال قتادة ف قوله‪{ :‬أيسبون أنا ندهم به من مال وبني نسارع لم ف اليات بل ل‬
‫يشعرون} قال‪ :‬مكر وال بالقوم ف أموالم وأولدهم‪ ,‬يا ابن آدم فل تعتب الناس بأموالم‬
‫وأولد هم‪ ,‬ول كن اع تبهم باليان والع مل ال صال‪ .‬وقال المام أح د‪ :‬حدث نا م مد بن‬
‫عبيد‪ ,‬حدثنا أبان بن إسحاق عن الصباح بن ممد عن مرة المدان‪ ,‬حدثنا عبد ال بن‬
‫م سعود ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬إن ال ق سم بين كم‬
‫أخلق كم ك ما ق سم بين كم أرزاق كم‪ ,‬وإن ال يع طي الدن يا من ي ب و من ل ي ب‪ ,‬ول‬
‫يع طي الد ين إل ل ن أ حب‪ ,‬ف من أعطاه ال الد ين ف قد أح به‪ ,‬والذي ن فس م مد بيده ل‬
‫يسلم عبد حت يسلم قلبه ولسانه‪ ,‬ول يؤمن حت يأمن جاره بوائقه» قالوا‪ :‬وما بوائقه يا‬
‫ر سول ال ؟ قال‪« :‬غش مه وظل مه‪ ,‬ول يك سب ع بد مالً من حرام فين فق م نه فيبارك له‬
‫ف يه‪ ,‬ول يت صدق به فيق بل م نه‪ ,‬ول يتر كه خلف ظهره إل كان زاده إل النار‪ ,‬إن ال ل‬
‫يحطو السطيء بالسطيء ولكطن يحطو السطيء بالسطن‪ ,‬إن البطيث ل يحطو البطيث»‪.‬‬

‫شفِقُو نَ * وَالّذِي نَ هُم بِآيَا تِ َرّبهِ ْم ُي ْؤ ِمنُو نَ * وَالّذِي نَ‬ ‫** إِ ّن الّذِي نَ هُم مّ نْ خَشْيةِ َرّبهِ ْم مّ ْ‬
‫هُم بِ َرّبهِ مْ َل يُشْرِكُو نَ * وَالّذِي َن ُي ْؤتُو نَ مَآ آتَوْا وّقُلُوُبهُ ْم وَ ِجَلةٌ َأّنهُ مْ إَِلىَ َرّبهِ مْ رَا ِجعُو نَ *‬
‫ط َوهُمطططْ لَهَططا سطططَاِبقُونَ‬ ‫خيْرَاتطط ِ‬ ‫ُأوْلَـطططئِكَ يُسطططَا ِرعُونَ فِططي الْ َ‬

‫‪204‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال‪{ :‬إن الذ ين هم من خش ية رب م مشفقون} أي هم مع إح سانم وإيان م‬
‫وعمل هم ال صال مشفقون من ال خائفون م نه وجلون من مكره ب م‪ ,‬ك ما قال ال سن‬
‫البصري‪ :‬إن الؤمن جع إحسانا وشفقة‪ ,‬وإن الكافر جع إساءة وأمنا {والذين هم بآيات‬
‫رب م يؤمنون} أي يؤمنون بآيا ته الكون ية والشرع ية‪ ,‬كقوله تعال إخبارا عن مر ي علي ها‬
‫ال سلم‪{ :‬و صدقت بكلمات رب ا وكت به} أي أيق نت أن ما كان‪ ,‬إن ا هو عن قدر ال‬
‫وقضائه‪ ,‬وما شرعه ال فهو إن كان أمرا فمما يبه ويرضاه‪ ,‬وإن كان نيا فهو ما يكرهه‬
‫ويأباه‪ ,‬وإن كان خيا ف هو حق‪ ,‬ك ما قال ال‪{ :‬والذ ين هم برب م ل يشركون} أي ل‬
‫يعبدون م عه غيه‪ ,‬بل يوحدو نه ويعلمون أ نه ل إله إل ال أحدا صمدا ل يت خذ صاحبة‬
‫ول ولدا‪ ,‬وأنطططططططه ل نظيططططططط له ول كفطططططططء له‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬والذين يؤتون ما آتوا وقلوبم وجلة أنم إل ربم راجعون} أي يعطون العطاء‬
‫و هم خائفون وجلون أن ل يتق بل من هم لوف هم أن يكونوا قد ق صروا ف القيام بشرط‬
‫العطاء‪ ,‬وهذا من باب الشفاق والحتياط‪ ,‬ك ما قال المام أح د‪ :‬حدث نا ي ي بن آدم‪,‬‬
‫حدثنا مالك بن مغول‪ ,‬حدثنا عبد الرحن بن سعيد بن وهب عن عائشة أنا قالت‪ :‬يا‬
‫رسول ال الذين يؤتون ما آتوا وقلوبم وجلة هو الذي يسرق ويزن ويشرب المر وهو‬
‫ياف ال عز وجل ؟ قال‪« :‬ل يا بنت الصديق‪ ,‬ولكنه الذي يصلي ويصوم ويتصدق وهو‬
‫ياف ال عز و جل» وهكذا رواه الترمذي وا بن أ ب حا ت من حد يث مالك بن مغول‬
‫بنحوه‪ ,‬وقال «ل يا اب نة ال صديق‪ ,‬ولكن هم الذ ين ي صلون وي صومون ويت صدقون و هم‬
‫يافون أل يتقبطل منهطم {أولئك يسطارعون فط اليات} وقال الترمذي‪ :‬وروي هذا‬
‫الديث من حديث عبد الرحن بن سعيد عن أب حازم‪ ,‬عن أب هريرة عن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم نو هذا‪ ,‬وهكذا قال ابن عباس وممد بن كعب القرظي والسن البصري ف‬
‫تفسطططططططططططططططي هذه الَيطططططططططططططططة‪.‬‬
‫وقد قرأ آخرون هذه الَية {والذين يؤتون ما آتوا وقلوبم وجلة} أي يفعلون ما يفعلون‬
‫و هم خائفون‪ ,‬وروي هذا مرفوعا إل ال نب صلى ال عل يه و سلم أ نه قرأ ها كذلك‪ .‬قال‬
‫المام أح د‪ :‬حدث نا عفان‪ ,‬حدث نا صخر بن جوير ية‪ ,‬حدث نا إ ساعيل ال كي‪ ,‬حدث نا أ بو‬
‫خلف مول ب ن ج ح أ نه د خل مع عب يد بن عم ي على عائ شة ر ضي ال عن ها‪ ,‬فقالت‪:‬‬

‫‪205‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مرحبا بأ ب عا صم‪ ,‬ما ين عك أن تزور نا أو تلم ب نا ؟ فقال‪ :‬أخ شى أن أملك‪ ,‬فقالت‪ :‬ما‬
‫كنت لتفعل ؟ قال‪ :‬جئت لسألك عن آية من كتاب ال عز وجل‪ :‬كيف كان رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم يقرؤ ها ؟ قال‪ :‬أ ية آ ية ؟ قال‪{ :‬والذ ين يؤتون ما آتوا} {والذ ين‬
‫يأتون ما أتوا} فقالت‪ :‬أيتهما أحب إليك ؟ فقلت‪ :‬والذي نفسي بيده لحداها أحب إل‬
‫من الدن يا جيعا‪ ,‬أو الدن يا و ما في ها‪ .‬قالت و ما هي ؟ فقلت‪{ :‬والذ ين يأتون ما أتوا}‬
‫فقالت‪ :‬أش هد أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم كذلك كان يقرؤ ها‪ ,‬وكذلك أنزلت‪,‬‬
‫ولكطن الجاء حرف‪ ,‬فيطه إسطاعيل بطن مسطلم الكطي وهطو ضعيطف‪ ,‬والعنط على القراءة‬
‫الول‪ ,‬وهطي قراءة المهور السطبعة وغيهطم أظهطر‪ ,‬لنطه قال‪{ :‬أولئك يسطارعون فط‬
‫اليات و هم ل ا سابقون} فجعل هم من ال سابقي‪ ,‬ولو كان الع ن على القراءة الخرى‬
‫لوشطك أن ل يكونوا مطن السطابقي بطل مطن القتصطدين أو القصطرين‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫ب يَنطِ ُق بِالْحَ ّق َوهُمْ َل يُظَْلمُونَ * بَلْ ُقلُوُبهُمْ‬


‫ف َنفْسا إِ ّل وُ ْس َعهَا وََل َديْنَا ِكتَا ٌ‬
‫** وَ َل ُنكَلّ ُ‬
‫ك هُ مْ لَهَا عَامِلُو نَ * َحّتىَ إِذَآ أَ َخذْنَا‬ ‫فِي غَمْ َر ٍة مّ نْ هَ ـذَا وََلهُ مْ َأعْمَا ٌل مّن دُو نِ ذَلِ َ‬
‫ُمتْرَفِيهِ مْ بِالْعَذَا بِ إِذَا هُ ْم يَجْأرُو نَ * َل تَجْأرُواْ اْلَيوْ مَ ِإنّكُ ْم ّمنّا َل تُن صَرُونَ * َقدْ كَانَ تْ‬
‫جرُونَط‬ ‫طكْبِرِي َن بِهِط سطَامِرا َتهْ ُ‬
‫آيَاتِي ُتتَْلىَ عََلْيكُم ْط َفكُنتُم ْط عََلىَ َأعْقَاِبكُم ْط تَنكِصطُونَ * مُس َْت‬
‫يقول تعال مبا عن عدله ف شرعه على عباده ف الدنيا أنه ل يكلف نفسا إل وسعها‪,‬‬
‫أي إل ما تطيق حله والقيام به‪ ,‬وأنه يوم القيامة ياسبهم بأعمالم الت كتبها عليهم ف‬
‫كتاب م سطور ل يض يع منه ش يء‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬ولدينا كتاب ين طق بال ق} يع ن كتاب‬
‫العمال‪{ ,‬وهم ل يظلمون} أي ل يبخسون من الي شيئا‪ ,‬وأما السيئات فيعفو ويصفح‬
‫عن كث ي من ها لعباده الؤمن ي‪ ,‬ث قال منكرا على الكفار والشرك ي من قر يش‪ { :‬بل‬
‫قلوبمط فط غمرة} أي فط غفلة وضللة {مطن هذا}‪ ,‬أي القرآن الذي أنزله على رسطوله‬
‫صططططططططططلى ال عليططططططططططه وسططططططططططلم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ولم أعمال من دون ذلك هم لا عاملون} قال الكم بن أبان عن عكرمة عن‬
‫ابن عباس {ولم أعمال} أي سيئة من دون ذلك يعن الشرك {هم لا عاملون} قال‪ :‬ل‬
‫بد أن يعملو ها‪ ,‬كذا روي عن ما هد وال سن وغ ي وا حد‪ .‬وقال آخرون {ول م أعمال‬

‫‪206‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫من دون ذلك هم لا عاملون} أي قد كتبت علي هم أعمال سيئة ل بد أن يعملوها قبل‬
‫موتم ل مالة‪ ,‬لتحق عليهم كلمة العذاب‪ ,‬وروي نو هذا عن مقاتل بن حيان والسدي‬
‫وعبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ ,‬وهو ظاهر قوي حسن‪ ,‬وقد قدمنا ف حديث ابن مسعود‪:‬‬
‫« فو الذي ل إله غيه إن الر جل ليع مل بع مل أ هل ال نة ح ت ما يكون بي نه وبين ها إل‬
‫ذراع‪ ,‬فيسططبق عليططه الكتاب فيعمططل بعمططل أهططل النار فيدخلهططا»‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ح ت إذا أخذ نا مترفي هم بالعذاب إذا هم يأرون} يع ن ح ت إذا جاء مترفي هم‬
‫و هم النعمون ف الدن يا عذاب ال وبأ سه ونقم ته ب م {إذا هم يأرون} أي ي صرخون‬
‫وي ستغيثون ك ما قال تعال‪{ :‬وذر ن والكذب ي أول النع مة ومهل هم قليلً إن لدي نا أنكالً‬
‫وجحيما} الَيطة‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬وكطم أهلكنطا مطن قبلهطم مطن قرن فنادوا ولت حيط‬
‫مناص}‪ .‬وقوله {ل تأروا اليوم إنكم منا ل تنصرون} أي ل ييكم أحد ما حل بكم‬
‫سواء جأرت أو سكتم ل ميد ول مناص ول وزر لزم المر ووجب العذاب‪ ,‬ث ذكر أكب‬
‫ذنوبم فقال‪{ :‬قد كانت آيات تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون} أي إذا دعيتم‬
‫أبيتطم وإن طلبتطم امتنعتطم {ذلكطم بأنطه إذا دعطي ال وحده كفرتط وإن يشرك بطه تؤمنوا‬
‫طططططططططططططبي}‪.‬‬ ‫طططططططططططططم ل العلي الكط‬ ‫فالكط‬
‫وقوله‪{ :‬مستكبين به سامرا تجرون} ف تفسيه قولن‪( .‬أحدها) أن مستكبين حال‬
‫منهم حي نكوصهم عن الق وإبائهم إياه استكبارا عليه‪ ,‬واحتقارا له ولهله‪ ,‬فعلى هذا‬
‫الضمي ف به فيه ثلثة أقوال (أحدها) أنه الرم أي مكة‪ ,‬ذموا لنم كانوا يسمرون فيه‬
‫بالجر من الكلم‪( .‬والثان) أنه ضمي للقرآن كانوا يسمرون ويذكرون القرآن بالجر من‬
‫الكلم‪ :‬إنه سحر‪ ,‬إ نه ش عر‪ ,‬إنه كهانة‪ ,‬إل غ ي ذلك من القوال الباطلة‪( .‬والثالث) أ نه‬
‫ممطد صطلى ال عليطه وسطلم كانوا يذكرونطه فط سطرهم بالقوال الفاسطدة‪ ,‬ويضربون له‬
‫المثال الباطلة‪ ,‬من أ نه شا عر أو كا هن أو ساحر أو كذاب أو منون‪ ,‬ف كل ذلك با طل‪,‬‬
‫بل هو عبد ال ورسوله الذي أظهره ال عليهم وأخرجهم من الرم صاغرين أذلء‪ .‬وقيل‬
‫الراد بقوله‪{ :‬م ستكبين به} أي بالب يت يفتخرون به ويعتقدون أن م أولياؤه ولي سوا به‪,‬‬
‫ك ما قال الن سائي من التف سي ف سننه‪ :‬أخب نا أح د بن سليمان‪ ,‬أخب نا ع بد ال عن‬
‫إسرائيل عن عبد العلى أنه سع سعيد بن جبي يدث عن ابن عباس أنه قال‪ :‬إنا كره‬

‫‪207‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال سمر ح ي نزلت هذه الَ ية {م ستكبين به سامرا تجرون} فقال‪ :‬م ستكبين بالب يت‪,‬‬
‫يقولون‪ :‬نن أهله سامرا قال‪ :‬كانوا يتكبون ويسمرون فيه ول يعمرونه ويهجرونه‪ ,‬وقد‬
‫أطنطططب ابطططن أبططط حاتططط ههنطططا باططط هذا حاصطططله‪.‬‬

‫** أَفََل ْم يَ ّدبّرُواْ الْ َقوْلَ أَ مْ جَآ َءهُ ْم مّا لَ ْم َيأْ تِ آبَآ َءهُ ُم الوّلِيَ * أَ مْ لَ ْم َيعْرِفُواْ رَ سُوَلهُمْ َف ُه ْم‬
‫ح ّق َوأَ ْكثَ ُرهُ مْ ِللْحَ قّ كَا ِرهُو نَ * وََل ِو اتّبَ عَ‬
‫لَ ُه مُنكِرُو نَ * أَ مْ َيقُولُو نَ بِ هِ ِجّنةٌ بَلْ جَآ َءهُ ْم بِالْ َ‬
‫ت وَالرْ ضُ وَمَن فِيهِ ّن بَلْ َأَتيْنَاهُ مْ بِذِكْ ِرهِ مْ َف ُه ْم عَن‬ ‫ت ال سّمَاوَا ُ‬ ‫الْحَ قّ أَ ْهوَآ َءهُ مْ َلفَ سَدَ ِ‬
‫خرَا جُ َربّ كَ َخيْ ٌر َو ُهوَ َخيْرُ الرّازِقِيَ * َوِإنّ كَ‬ ‫سأَُلهُمْ خَرْجا فَ َ‬ ‫ذِ ْك ِرهِ مْ ّمعْرِضُو نَ * أَ ْم تَ ْ‬
‫سَتقِيمٍ * َوإِ ّن الّذِي نَ لَ ُي ْؤ ِمنُو َن بِالَخِ َر ِة عَ ِن ال صّرَاطِ َلنَا ِكبُو نَ *‬ ‫ط مّ ْ‬‫صرَا ٍ‬ ‫َلتَ ْدعُوهُ مْ إَِلىَ ِ‬
‫طَ‬
‫ط َيعْ َمهُونط‬ ‫طْ مّطن ضُرّ ّللَجّواْ فِطي ُطغْيَاِنهِمطْ‬ ‫طْ وَكَشَفْنَطا مَطا ِبهِمط‬ ‫وََلوْ رَحِ ْمنَاهُمط‬
‫يقول تعال منكرا على الشركي ف عدم تفهمهم للقرآن العظيم وتدبرهم له وإعراضهم‬
‫عنه مع أنم قد خصوا بذا الكتاب الذي ل ينل ال على رسول أكمل منه ول أشرف ل‬
‫سيما آباؤهم الذين ماتوا ف الاهلية حيث ل يبلغهم كتاب ول أتاهم نذير‪ ,‬فكان اللئق‬
‫بؤلء أن يقابلوا النع مة ال ت أ سداها ال علي هم بقبول ا والقيام بشكر ها وتفهم ها والع مل‬
‫بقتضاها آناء الليل وأطراف النهار كما فعله النجباء منهم من أسلم واتبع الرسول صلى‬
‫ال عل يه و سلم ور ضي عن هم‪ .‬وقال قتادة {أفلم يدبروا القول} إذ وال يدون ف القرآن‬
‫زاجرا عن مع صية ال لو تدبره القوم وعقلوه ولكن هم أخذوا ب ا تشا به م نه فهلكوا ع ند‬
‫ذلك‪ .‬ث قال منكرا على الكافرين من قريش‪{ :‬أم ل يعرفوا رسولم فهم له منكرون} أي‬
‫أفهم ل يعرفون ممدا وصدقه وأمانته وصيانته الت نشأ با فيهم أي أفيقدرون على إنكار‬
‫ذلك والباه تة ف يه‪ ,‬ولذا قال جع فر بن أ ب طالب ر ضي ال ع نه للنجا شي ملك الب شة‪:‬‬
‫أي ها اللك إن ال ب عث في نا ر سولً نعرف ن سبه و صدقه وأمان ته‪ ,‬وهكذا قال الغية بن‬
‫شع بة لنائب ك سرى ح ي بارز هم وكذلك قال أ بو سفيان صخر بن حرب للك الروم‬
‫هرقل حي سأله وأصحابه عن صفات النب صلى ال عليه وسلم ونسبه وصدقه وأمانته‪,‬‬
‫وكانوا بعد كفارا ل يسلموا‪ ,‬ومع هذا ل يكنهم إل الصدق فاعترفوا بذلك‪ .‬وقوله‪{ :‬أم‬
‫يقولون به جنة} يكي قول الشركي عن النب صلى ال عليه وسلم أنه تقول القرآن أي‬

‫‪208‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫افتراه من عنده أو أن به جنونا ل يدري ما يقول‪ ,‬وأخب عنهم أن قلوبم ل تؤمن به وهم‬
‫يعلمون بطلن ما يقولونه ف القرآن فإنه قد أتاهم من كلم ال ما ل يطاق ول يدافع وقد‬
‫تدا هم وج يع أ هل الرض أن يأتوا بثله إن ا ستطاعوا ول ي ستطيعون أ بد الَبد ين ولذا‬
‫قال‪{ :‬بل جاءهم بالق وأكثرهم لل حق كارهون} يتمل أن تكون هذه جلة حالية أي‬
‫فط حالة كراهطة أكثرهطم للحطق ويتمطل أن تكون خبيطة مسطتأنفة وال أعلم‪.‬‬
‫وقال قتادة‪ :‬ذ كر لنا أن نب ال صلى ال عل يه و سلم ل قي رجلً فقال له «أ سلم» فقال‬
‫الرجل‪ :‬إنك لتدعون إل أمر أنا له كاره‪ ,‬فقال نب ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬وإن كنت‬
‫كارها»‪ .‬وذكر لنا أنه لقي رجلً فقال له «أسلم» فتصعده ذلك‪ ,‬وكب عليه‪ ,‬فقال له نب‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم «أرأ يت لو ك نت ف طر يق و عر و عث‪ ,‬فلق يت رجلً تعرف‬
‫وجهه وتعرف نسبه‪ ,‬فدعاك إل طريق واسع سهل‪ ,‬أكنت تتبعه ؟» قال‪ :‬نعم‪ .‬قال «فو‬
‫الذي نفس ممد بيده إنك لفي أو عر من ذلك الطريق لو قد كنت عليه‪ ,‬وإ ن لدعوك‬
‫لسهل من ذلك لو دعيت إليه» وذكر لنا أن نب ال صلى ال عليه وسلم لقي رجلً فقال‬
‫له «أ سلم» فت صعده ذلك‪ ,‬فقال له نب ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬أرأ يت لو كان فتيان‬
‫أحده ا إذا حد ثك صدقك‪ ,‬وإذا ائتمن ته أدى إل يك‪ ,‬أ هو أ حب إل يك أم فتاك الذي إذا‬
‫حدثك كذبك وإذا ائتمنته خانك ؟» قال‪ :‬بل فتاي الذي إذا حدثن صدقن وإذا ائتمنته‬
‫أدى إل‪ ,‬فقال نطب ال صطلى ال عليطه وسطلم «كذاكطم أنتطم عنطد ربكطم»‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ولو ات بع ال ق أهواء هم لف سدت ال سموات والرض و من في هن} قال ما هد‬
‫وأبو صال والسدي‪ :‬الق هو ال عز وجل‪ ,‬والراد لو أجابم ال إل ما ف أنفسهم من‬
‫الوى‪ ,‬وشرع المور على و فق ذلك لف سدت ال سموات والرض و من في هن أي لف ساد‬
‫أهوائ هم واختلف ها‪ ,‬ك ما أ خب عن هم ف قول م‪{ :‬لول نُزّل هذا القرآن على ر جل من‬
‫القريت ي عظ يم} ث قال‪{ :‬أ هم يق سمون رح ة ر بك} وقال تعال‪ { :‬قل لو أن تم تلكون‬
‫خزائن رح ة ر ب إذا لم سكتم خش ية النفاق} الَ ية‪ .‬وقال تعال‪{ :‬أم ل م ن صيب من‬
‫اللك فإذا ل يؤتون الناس نقيا} ففطي هذا كله تطبي عجطز العباد واختلف آرائهطم‬
‫وأهوائ هم‪ ,‬وأ نه تعال هو الكا مل ف ج يع صفاته وأقواله وأفعاله وشر عه وقدره وتدبيه‬

‫‪209‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫للقه‪ ,‬تعال وتقدس‪ ,‬فل إله غيه ول رب سواه‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬بل أتيناهم بذكرهم} أي‬
‫طططططططم معرضون}‪.‬‬ ‫طططططططن ذكرهط‬ ‫طططططططم عط‬ ‫القرآن {فهط‬
‫ل {فخراج ربك خي}‬ ‫وقوله‪{ :‬أم تسألم خرجا} قال السن‪ :‬أجرا‪ .‬وقال قتادة‪ :‬جع ً‬
‫ل ول شيئا على دعو تك إيا هم إل الدى‪ ,‬بل أ نت ف‬ ‫أي أ نت ل ت سألم أجرة ول جع ً‬
‫ذلك تتسب عند ال جزيل ثوابه‪ ,‬كما قال‪{ :‬قل ما سألتكم من أجر فهو لكم إن أجري‬
‫إل على ال} وقال‪{ :‬قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من التكلفي} وقال‪{ :‬قل ل‬
‫أسألكم عليه أجرا إل الودة ف القرب} وقال‪{ :‬وجاء من أقصى الدينة رجل يسعى قال‬
‫ططططألكم أجرا}‪.‬‬ ‫ططططن ل يسط‬ ‫ططططلي اتبعوا مط‬ ‫ططططا قوم اتبعوا الرسط‬ ‫يط‬
‫وقوله‪{ :‬وإنطك لتدعوهطم إل صطراط مسطتقيم * وإن الذيطن ل يؤمنون بالَخرة عطن‬
‫الصراط لناكبون} قال المام أحد‪ :‬حدثنا ح سن بن موسى‪ ,‬حدثنا حاد بن سلمة عن‬
‫علي بن زيد بن جدعان عن يوسف بن مهران عن ابن عباس أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم أتاه في ما يرى النائم ملكان‪ ,‬فق عد أحده ا ع ند رجل يه‪ ,‬والَ خر ع ند رأ سه‪ ,‬فقال‬
‫الذي عند رجليه للذي عند رأسه‪ :‬اضرب مثل هذا ومثل أمته‪ ,‬فقال‪ :‬إن مثل هذا ومثل‬
‫أمته كمثل قوم سفر انتهوا إل رأس مفازة‪ ,‬فلم يكن معهم من الزاد ما يقطعون به الفازة‬
‫ط هطم كذلك إذ أتاهطم رجطل ف حلة حطبة‪ ,‬فقال‪ :‬أرأيتطم إن‬ ‫ول مطا يرجعون بطه‪ ,‬فبينم ا‬
‫أوردتكم رياضا معشبة وحياضا رواء تتبعون ؟ فقالوا‪ :‬نعم‪ ,‬قال‪ :‬فانطلق بم وأوردهم ر‬
‫ياضا معش بة وحياضا رواء‪ ,‬فأكلوا وشربوا و سنوا‪ ,‬فقال ل م‪ :‬أل ألف كم على تلك الال‬
‫فجعلتم ل إن وردت بكم رياضا معشبة وحياضا رواء أن تتبعون ؟ قالوا‪ :‬بلى‪ ,‬قال‪ :‬فإن‬
‫ب ي أيدي كم رياضا أع شب من هذه وحياضا هي أروى من هذه فاتبعو ن‪ ,‬قال‪ :‬فقالت‬
‫طه‪.‬‬‫طم عليط‬ ‫طا بذا نقيط‬ ‫طد رضينط‬ ‫طة‪ :‬قط‬‫طه‪ ,‬وقالت طائفط‬ ‫طدق وال لنتبعنط‬ ‫طة‪ :‬صط‬ ‫طائفط‬
‫وقال الافظ أبو يعلى الوصلي‪ :‬حدثنا زهي‪ ,‬حدثنا يونس بن ممد‪ ,‬حدثنا يعقوب بن‬
‫عبد ال الشعري‪ ,‬حدثنا حفص بن حيد عن عكرمة عن ابن عباس عن عمر بن الطاب‬
‫رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن مسك بجزكم هلم عن‬
‫النار هلم عن النار‪ ,‬وتغلبون ن تقاحون في ها تقا حم الفراش والنادب‪ ,‬فأو شك أن أر سل‬
‫حجزكطم وأنطا فرطكطم على الوض‪ ,‬فتردون علي معا وأشتاتا أعرفكطم بسطيماكم‬

‫‪210‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وأسائكم‪ ,‬كما يعرف الرجل الغريب من البل ف إبله‪ ,‬فيذهب بكم ذات اليمي وذات‬
‫الشمال‪ ,‬فأناشد فيكم رب العالي أي رب قومي أي رب أمت‪ ,‬فيقال‪ :‬يا ممد إنك ل‬
‫تدري ما أحدثوا بعدك‪ ,‬إنم كانوا يشون بعدك القهقرى على أعقابم‪ ,‬فلعرفن أحدكم‬
‫يأ ت يوم القيا مة ي مل شاة ل ا ثغاء ينادي‪ :‬يا م مد يا م مد‪ ,‬فأقول ل أملك لك من ال‬
‫شيئا قد بلغت‪ ,‬ولعرفن أحدكم يأت يوم القيامة يمل بعيا له رغاء ينادي‪ :‬يا ممد يا‬
‫ممد‪ ,‬فأقول‪ :‬ل أملك لك شيئا قد بلغت‪ ,‬ولعرفن أحدكم يأت يوم القيامة يمل فرسا‬
‫ل ا حح مة فينادي‪ :‬يا م مد يا م مد‪ ,‬فأقول‪ :‬ل أملك لك شيئا قد بل غت‪ ,‬ولعر فن‬
‫أحدكم يأت يوم القيامة يمل سقاء من أدم ينادي‪ :‬يا ممد يا ممد‪ ,‬فأقول‪ :‬ل أملك لك‬
‫شيئا قد بلغت» وقال علي بن الدين‪ :‬هذا حديث حسن السناد إل أن حفص بن حيد‬
‫مهول‪ ,‬ل أعلم روى ع نه غ ي يعقوب بن ع بد ال الشعري الق مي (قلت) بل قد روى‬
‫عنه أيضا أشعث بن إسحاق‪ ,‬وقال فيه يي بن معي‪ :‬صال‪ ,‬ووثقه النسائي وابن حبان‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وإن الذيطن ل يؤمنون بالَخرة عطن الصطراط لناكبون} أي لعادلون جائرون‬
‫منحرفون‪ ,‬تقول العرب‪ :‬نكطب فلن عطن الطريطق إذا زاغ عنهطا‪ .‬وقوله‪{ :‬ولو رحناهطم‬
‫وكشفنا ما بم من ضر للجوا ف طغيانم يعمهون} يب تعال عن غلظهم ف كفرهم بأنه‬
‫لو أزاح عنهطم الضطر وأفهمهطم القرآن لاط انقادوا له ول سطتمروا على كفرهطم وعنادهطم‬
‫وطغيانمط‪ ,‬كمطا قال تعال {ولو علم ال فيهطم خيا لسطعهم ولو أسطعهم لتولوا وهطم‬
‫معرضون} وقال‪{ :‬ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا ياليتنطا نرد ول نكذب بآيات ربنطا‬
‫ونكون من الؤمنون * بل بدا لم ما كانوا يفون من قبل ولو ردوا لعادوا لا نوا عنه ط‬
‫إل قوله ط ببعوث ي} فهذا من باب عل مه تعال ب ا ل يكون ولو كان ك يف يكون‪ ,‬قال‬
‫الضحاك عططن ابططن عباس‪ :‬كططل مططا فيططه {لو} فهططو ماطط ل يكون أبدا‪.‬‬

‫حنَا عََلْيهِ ْم‬


‫** وََلقَدْ أَ َخ ْذنَاهُ ْم بِاْلعَذَا بِ فَمَا ا ْستَكَانُواْ ِل َرّبهِ ْم َومَا َيَتضَ ّرعُو نَ * َحّتىَ ِإذَا َفتَ ْ‬
‫ب شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِي ِه ُمبْلِسُونَ * َو ُه َو الّذِيَ َأنْشَأَ َلكُ ُم السّمْ َع وَالبْصَا َر وَالفْئِ َدةَ‬ ‫بَابا ذَا عَذَا ٍ‬
‫ل مّا تَشْكُرُو نَ * َو ُهوَ الّذِي ذَ َرأَكُ مْ فِي الرْ ضِ َوإَِليْ ِه تُحْشَرُو نَ * َو ُهوَ الّذِي ُيحْيِي‬ ‫قَلِي ً‬
‫ل َت ْعقِلُو نَ * بَلْ قَالُوْا ِمثْ َل مَا قَا َل الوّلُو نَ * قَاُل َواْ‬ ‫ت وَلَ هُ ا ْخِتلَ فُ الّليْ ِل وَالّنهَارِ أََف َ‬‫َويُمِي ُ‬

‫‪211‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ح ُن وَآبَآ ُؤنَا هَـذَا مِن َقبْلُ إِ نْ‬
‫َأإِذَا ِمْتنَا وَكُنّا تُرَابا َوعِظَاما َأِإنّا لَ َمْبعُوثُو نَ * َلقَ ْد ُوعِ ْدنَا نَ ْ‬
‫هَـطططططططططذَآ إِلّ أَسطططططططططَاطِيُ الوّلِيَططططططططط‬
‫يقول تعال‪{ :‬ولقد أخذناهم بالعذاب} أي ابتليناهم بالصائب والشدائد {فما استكانوا‬
‫لربم وما يتضرعون} أي فما ردهم ذلك عما كانوا فيه من الكفر والخالفة‪ ,‬بل استمروا‬
‫على غيهم وضللم {فما استكانوا}‪ ,‬أي ما خشعوا {وما يتضرعون} أي ما دعوا‪ ,‬كما‬
‫قال تعال‪{ :‬فلول إذ جاء هم بأ سنا تضرعوا ول كن ق ست قلوب م} الَ ية‪ .‬وقال ا بن أ ب‬
‫حا ت‪ :‬حدث نا علي بن ال سي‪ ,‬حدث نا م مد بن حزة الروزي‪ ,‬حدث نا علي بن ال سي‪,‬‬
‫حدثنا أب عن يزيد ط يعن النحوي ط عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال‪ :‬جاء أبو سفيان‬
‫إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬يا ممد أنشدك ال والرحم‪ ,‬فقد أكلنا العلهز‬
‫ط يع ن الوبر والدم ط فأنزل ال {ول قد أخذنا هم بالعذاب ف ما ا ستكانوا} الَ ية‪ ,‬وكذا‬
‫رواه النسائي عن ممد بن عقيل عن علي بن السي عن أبيه به‪ ,‬وأصله ف الصحيحي أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم دعا على قريش حي استعصوا‪ ,‬فقال‪« :‬اللهم أعن عليهم‬
‫بسططططططططططبع كسططططططططططبع يوسططططططططططف»‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا علي بن السي‪ ,‬حدثنا سلمة بن شبيب‪ ,‬حدثنا عبد ال بن‬
‫إبراهيم بن عمر بن كيسان‪ ,‬حدثن وهب بن عمر بن كيسان قال حبس وهب بن منبه‬
‫فقال له ر جل من البناء‪ :‬أل أنشدك بيتا من ش عر يا أ با ع بد ال ؟ فقال و هب‪ :‬ن ن ف‬
‫طرف مطن عذاب ال‪ ,‬وال يقول‪{ :‬ولقطد أخذناهطم بالعذاب فمطا اسطتكانوا لربمط ومطا‬
‫يتضرعون} قال‪ :‬و صام و هب ثلثا متوا صلة‪ ,‬فق يل له‪ :‬ما هذا ال صوم يا أ با ع بد ال ؟‬
‫قال‪ :‬أحدث لنططا فأحدثنططا‪ ,‬يعنطط أحدث لنططا البططس فأحدثنططا زيادة عبادة‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ح ت إذا فتح نا علي هم بابا ذا عذاب شد يد إذا هم ف يه مبل سون} أي ح ت إذا‬
‫جاءهم أمر ال وجاءتم الساعة بغتة‪ ,‬فأخذهم من عذاب ال ما ل يكونوا يتسبون فعند‬
‫ذلك أبلسوا من كل خي وأيسوا من كل راحة‪ ,‬وانقطعت آمالم ورجاؤهم‪ ,‬ث ذكر تعال‬
‫نعمطه على عباده بأن جعطل لمط السطمع والبصطار والفئدة‪ ,‬وهطي العقول والفهوم التط‬
‫يذكرون با الشياء ويعتبون با ف الكون من الَيات الدالة على وحدانية ال وأنه الفاعل‬
‫الختار لاططططططططططططططططططططططططططططططط يشاء‪.‬‬

‫‪212‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله‪{ :‬قليلً ما تشكرون} أي ما أ قل شكر كم ل على ما أن عم به علي كم‪ ,‬كقوله‪:‬‬
‫{وما أكثر الناس ولو حرصت بؤمني} ث أخب تعال عن قدرته العظيمة وسلطانه القاهر‬
‫ف برئه الليقة وذرئه لم ف سائر أقطار الرض على اختلف أجناسهم ولغاتم وصفاتم‪,‬‬
‫ث يوم القيامة يمع الولي منهم والَخرين ليقات يوم معلوم‪ ,‬فل يترك منهم صغيا ول‬
‫كبيا‪ ,‬ول ذكرا ول أن ثى‪ ,‬ول جليلً ول حقيا‪ ,‬إل أعاده ك ما بدأه‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬و هو‬
‫الذي ييي وييت} أي ييي الرمم وييت المم‪{ ,‬وله اختلف الليل والنهار} أي وعن‬
‫أمره تسطخي الليطل والنهار‪ ,‬كطل منهمطا يطلب الَخطر طلبا حثيثا‪ ,‬يتعاقبان ل يفتران ول‬
‫يفترقان بزمان غيهاط‪ ,‬كقوله‪{ :‬لالشمطس ينبغطي لاط أن تدرك القمطر ول الليطل سطابق‬
‫النهار} الَيططططططططططططططططططططططططططططططططة‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬أفل تعقلون} أي أفليس لكم عقول تدلكم على العزيز العليم الذي قد قهر كل‬
‫شيء‪ ,‬وعز كل شيء وخضع له كل شيء‪ ,‬ث قال مبا عن منكري البعث الذين أشبهوا‬
‫من قبلهم من الكذبي {بل قالوا مثل ما قال الولون * قالوا أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما‬
‫ط لبعوثون} يعنط يسطتبعدون وقوع ذلك بعطد صطيورتم إل البلى {لقطد وعدنطا ننط‬ ‫أئن ا‬
‫وآباؤ نا هذا من ق بل‪ ,‬إن هذا إل أ ساطي الول ي} يعنون العادة مال‪ ,‬إن ا ي ب ب ا من‬
‫تلقا ها عن ك تب الول ي واختلف هم وهذا النكار والتكذ يب من هم كقوله إخبارا عن هم‬
‫{أئذا كنا عظاما نرة * قالوا تلك إذا كرة خاسرة * فإنا هي زجرة واحدة * فإذا هم‬
‫بال ساهرة} وقال تعال‪{ :‬أو ل ير الن سان أ نا خلقناه من نط فة فإذا هو خ صيم مبي *‬
‫وضرب ل نا مثلً ون سي خل قه قال من ي يي العظام و هي رم يم * قل ييي ها الذي أنشأ ها‬
‫أول مرة وهطططططططو بكطططططططل خلق عليطططططططم} الَيات‪.‬‬

‫ل تَذَكّرُو نَ * قُ ْل‬ ‫ض َومَن فِيهَآ إِن كُنتُ ْم َتعْلَمُو نَ * َسَيقُولُونَ ِللّ هِ قُلْ أََف َ‬ ‫** قُل لّمَ نِ الرْ ُ‬
‫ش اْلعَظِي مِ * َسَيقُولُونَ ِللّ هِ قُلْ أََفلَ تَّتقُو نَ * ُق ْل مَن‬ ‫ب اْلعَرْ ِ‬ ‫ب ال سّمَاوَاتِ ال سّبْ ِع وَرَ ّ‬
‫مَن رّ ّ‬
‫جيِ ُر وَ َل يُجَا ُر عََليْ هِ إِن كُنتُ ْم َتعْلَمُو نَ * َسَيقُولُونَ ِللّ هِ قُلْ‬
‫ِبيَدِ ِه مََلكُو تُ كُ ّل َشيْءٍ َو ُه َو يُ ْ‬
‫طططَ‬ ‫طططْ َلكَا ِذبُونط‬ ‫ط َوِإّنهُمط‬ ‫طط ّ‬ ‫ط بِالْحَقط‬
‫طط ْ‬ ‫حرُونَ * بَلْ َأتَْينَاهُمط‬ ‫طططْ َ‬ ‫َفأَّن َى تُسط‬

‫‪213‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقرر تعال وحداني ته وا ستقلله باللق والت صرف واللك لي شد إل أ نه ال الذي ل إله‬
‫إل هو‪ ,‬ول تنبغي العبادة إل له وحده ل شريك له‪ ,‬ولذا قال لرسوله ممد صلى ال عليه‬
‫وسلم أن يقول للمشركي العابدين معه غيه العترفي له بالربوبية‪ ,‬وأنه ل شريك له فيها‪,‬‬
‫و مع هذا ف قد أشركوا م عه ف الل ية فعبدوا غيه م عه مع اعتراف هم أن الذين عبدو هم ل‬
‫يلقون شيئاوليلكون شيئا ول يستبدون بشيء‪ ,‬بل اعتقدوا أنم يقربونم إليه زلفى {ما‬
‫نعبدهم إل ليقربو نا إل ال زلفى} فقال‪{ :‬قل ل ن الرض و من فيها ؟} أي من مالكها‬
‫الذي خلقها و من فيها من اليوانات والنباتات والثمرات وسائر صنوف الخلوقات {إن‬
‫كنتطم تعلمون ؟ سطيقولون ل} أي فيعترفون لك بأن ذلك ل وحده ل شريطك له‪ ,‬فإذا‬
‫كان ذلك { قل أفل تذكرون} أ نه ل تنب غي العبادة إل للخالق الرزاق ل لغيه { قل من‬
‫رب ال سموات ال سبع ورب العرش العظيم} ؟ أي من هو خالق العال العلوي ب ا فيه من‬
‫الكوا كب النيات واللئ كة الاضع ي له ف سائر القطار من ها والهات‪ ,‬و من هو رب‬
‫العرش العظيم‪ ,‬يعن الذي هو سقف الخلوقات‪ ,‬كما جاء ف الديث الذي رواه أبو داود‬
‫عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أ نه قال‪« :‬شأن ال أع ظم من ذلك إن عر شه على‬
‫سواته هكذا» وأشار بيده مثل القبة‪ ,‬وف الديث الَخر «ما السموات السبع والرضون‬
‫السبع وما بينهن وما فيهن ف الكرسي إل كحلقة ملقاة بأرض فلة‪ ,‬وإن الكرسي با فيه‬
‫بالنسبة إل العرش كتلك اللقة ف تلك الفلة» ولذا قال بعض السلف‪ :‬إن مسافة ما بي‬
‫قطري العرش من جانب إل جانب مسية خسي ألف سنة‪ ,‬وارتفاعه عن الرض السابعة‬
‫مسطية خسطي ألف سطنة‪ ,‬وقال الضحاك عطن ابطن عباس‪ :‬إناط سطي عرشا لرتفاعطه‪.‬‬
‫وقال العمش عن كعب الحبار‪ :‬إن السموات والرض ف العرش كالقنديل العلق بي‬
‫السماء والرض‪ .‬وقال ماهد‪ :‬ما السموات والرض ف العرش إل كحلقة ف أرض فلة‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا العلء بن سال‪ ,‬حدثنا وكيع‪ ,‬حدثنا سفيان الثوري عن عمار‬
‫الدّه ن عن م سلم البط ي عن سعيد بن جبي عن ا بن عباس قال‪ :‬العرش ل يقدر قدره‬
‫أحد‪ ,‬وف رواية‪ :‬إل ال عز وجل‪ ,‬وقال بعض السلف‪ :‬العرش من يا قوتة حراء‪ ,‬ولذا‬
‫قال ههنا‪{ :‬ورب العرش العظيم} أي الكبي‪ .‬وقال ف آخر السورة {رب العرش الكري}‬
‫أي السن البهي‪ ,‬فقد جع العرش ب ي العظمة ف التساع والعلو والسن البا هر‪ ,‬ولذا‬

‫‪214‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال من قال إنه من يا قوتة حراء‪ .‬وقال ابن مسعود‪ :‬إن ربكم ليس عنده ليل ول نار‪,‬‬
‫نور العرش مطططططططططططططن نور وجهطططططططططططططه‪.‬‬
‫وقوله‪ { :‬سيقولون ل قل أفل تتقون} أي إذا كن تم تعترفون بأ نه رب ال سموات ورب‬
‫العرش العظ يم‪ ,‬أفل تافون عقا به وتذرون عذا به ف عبادت كم م عه غيه وإشراك كم به‪.‬‬
‫قال أ بو ب كر عبد ال بن م مد بن أ ب الدنيا القر شي ف كتاب التف كر والعتبار‪ :‬حدثنا‬
‫إسحاق بن إبراهيم‪ ,‬أخبنا عبيد ال بن جعفر‪ ,‬أخبن عبد ال بن دينار عن ابن عمر قال‪:‬‬
‫كان ر سول ال صلى ال عل يه و سلم كثيا ما يدث عن امرأة كا نت ف الاهل ية على‬
‫رأس جبل معها ابن لا يرعى غنما‪ ,‬فقال لا ابنها‪ :‬يا أمه من خلقك ؟ قالت‪ :‬ال‪ .‬قال‬
‫ف من خلق أ ب‪ .‬قالت‪ :‬ال‪ .‬قال‪ :‬ف من خلق ن ؟ قالت‪ :‬ال‪ .‬قال‪ :‬ف من خلق ال سموات ؟‬
‫قالت‪ :‬ال‪ .‬قال‪ :‬فمن خلق الرض ؟ قالت‪ :‬ال‪ .‬قال‪ :‬فمن خلق البل ؟ قالت‪ :‬ال‪ .‬قال‪:‬‬
‫فمن خلق هذه الغنم ؟ قالت‪ :‬ال‪ .‬قال‪ :‬فإن أسع ل شأنا ث ألقى نفسه من البل فتقطع‪.‬‬
‫قال ابن عمر‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم كثيا ما يدثنا هذا الديث‪ ,‬قال عبد‬
‫ال بن دينار‪ :‬كان ا بن ع مر كثيا ما يدث نا بذا الد يث‪ ,‬قلت‪ :‬ف إ سناده ع بد ال بن‬
‫جعفططر الدينطط والد المام علي بططن الدينطط‪ ,‬وقططد تكلموا فيططه‪ ,‬فال أعلم‪.‬‬
‫{قل من بيده ملكوت كل شيء} أي بيده اللك {ما من دابة إل هو آخذ بناصيتها}‬
‫أي مت صرف في ها وكان ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول‪« :‬ل والذي نف سي بيده»‬
‫وكان إذا اجتهد ف اليمي قال «ل ومقلب القلوب» فهو سبحانه الالق الالك التصرف‬
‫{وهو يي ول يار عليه إن كنتم تعلمون} كانت العرب إذا كان السيد فيهم فأجار‬
‫أحدا ل ي فر ف جواره‪ ,‬ول يس ل ن دو نه أن ي ي عل يه لئل يفتات عل يه‪ ,‬ولذا قال ال‪:‬‬
‫{و هو ي ي ول يار عل يه} أي و هو ال سيد العظ يم الذي ل أع ظم م نه‪ ,‬الذي له اللق‬
‫وال مر ول مع قب لك مه‪ ,‬الذي ل يا نع ول يالف‪ ,‬و ما شاء كان ومال ي شأ ل ي كن‪,‬‬
‫وقال ال‪{ :‬ل يسأل عما يفعل وهم يسألون} أي ل يسأل عما يفعل لعظمته وكبيائه‬
‫وغلبتطه وقهره وحكمتطه وعدله‪ ,‬فاللق كلهطم يسطألون عطن أعمالمط‪ ,‬كمطا قال تعال‪:‬‬
‫{فوربططططك لنسططططألنهم أجعيطططط عمططططا كانوا يعملون}‪.‬‬

‫‪215‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله‪{ :‬سيقولون ل} أي سيعترفون أن السيد العظيم الذي يي ول يار عليه هو ال‬
‫تعال وحده ل شر يك له { قل فأ ن ت سحرون} أي فك يف تذ هب عقول كم ف عبادت كم‬
‫معه غيه مع اعترافكم وعلمكم بذلك‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬بل أتيناهم بالق} وهو العلم‬
‫بأنه ل إله إل ال‪ ,‬وأقمنا الدلة الصحيحة الواضحة القاطعة على ذلك {وإنم لكاذبون}‬
‫أي ف عبادتم مع ال غيه ول دليل لم على ذلك‪ ,‬كما قال ف آخر السورة {ومن يدع‬
‫مع ال إلا آخر ل برهان له به فإنا حسابه عند ربه إنه ل يفلح الكافرون} فالشركون ل‬
‫يفعلون ذلك عن دليل قادهم إل ما هم فيه من الفك والضلل‪ ,‬وإنا يفعلون ذلك اتباعا‬
‫لَبائ هم وأسلفهم اليارى الهال‪ ,‬ك ما قال ال عن هم‪{ :‬إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا‬
‫على آثارهططططططططططططططططططططططططططططم مقتدون}‪.‬‬

‫** مَا اتّخَذَ اللّ ُه مِن وََل ٍد َومَا كَا َن َمعَ هُ مِ نْ إِلَطهٍ إِذا لّ َذهَ بَ كُلّ إِلَـ ٍه بِمَا خَلَ قَ وََلعَ َ‬
‫ل‬
‫شهَا َدةِ َفَتعَاَلىَ عَمّا‬
‫ْبط وَال ّ‬
‫ِمط اْلغَي ِ‬
‫َصطفُونَ * عَال ِ‬ ‫ّهط عَمّا ي ِ‬ ‫سطبْحَانَ الل ِ‬
‫ْضط ُ‬ ‫ُمط عََلىَ َبع ٍ‬‫ضه ْ‬ ‫َبعْ ُ‬
‫يُشْرِكُونطططططططططططططططططططططططططططططططططَ‬
‫ينه تعال نفسه عن أن يكون له ولد أو شريك ف اللك والتصرف والعبادة‪ ,‬فقال تعال‪:‬‬
‫{ما اتذ ال من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله با خلق ولعل بعضهم على‬
‫بعض} أي لو قدر تعدد الَلة لنفرد كل منهم با خلق فما كان ينتظم الوجود‪ ,‬والشاهد‬
‫أن الوجود منت ظم مت سق كل من العال العلوي وال سفلي مرت بط بع ضه بب عض ف غا ية‬
‫الكمال { ما ترى ف خلق الرح ن من تفاوت} ث لكان كل من هم يطلب ق هر الَ خر‬
‫وخلفطه‪ ,‬فيعلو بعضهطم على بعطض والتكلمون ذكروا هذا العنط‪ ,‬وعطبوا عنطه بدليطل‬
‫التمانع‪ ,‬وهو أنه لو فرض صانعان فصاعدا فأراد واحد تريك جسم والَخر أراد سكونه‪,‬‬
‫فإن ل ي صل مراد كل وا حد منه ما كا نا عاجز ين‪ ,‬والواجطب ل يكون عاجزا ويت نع‬
‫اجتماع مراديه ما للتضاد‪ ,‬و ما جاء هذا الحال إل من فرض التعدد‪ ,‬فيكون مالً فأ ما إن‬
‫حصل مراد أحدها دون الَخر‪ ,‬كان الغالب هو الواجب والَخر الغلوب مكنا‪ ,‬لنه ل‬
‫يليطق بصطفة الواجطب أن يكون مقهورا‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ولعل بعضهطم على بعطض‬
‫سبحان ال ع ما ي صفون} أي ع ما يقول)الظالون العتدون ف دعوا هم الولد أو الشر يك‬

‫‪216‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫علوا كبيا {عال الغ يب والشهادة} أي يعلم ما يغ يب عن الخلوقات و ما يشاهدو نه‬
‫{فتعال عمطا يشركون} اي تقدس وتنه وتعال وعطز وجطل عمطا يقول الظالون‬
‫والاحدون‪.‬‬

‫جعَ ْلنِي فِي اْل َقوْمِ الظّالِ ِميَ * َوِإنّا عََلىَ أَن‬ ‫ل تَ ْ‬
‫** قُل رّبّ ِإمّا تُ ِرَينّي مَا يُوعَدُونَ * رَبّ َف َ‬
‫صفُونَ * وَقُلْ‬ ‫ح نُ َأعْلَ ُم بِمَا يَ ِ‬
‫سّيَئةَ نَ ْ‬
‫س ُن ال ّ‬
‫ك مَا نَعِ ُدهُ مْ َلقَادِرُو نَ * ادْفَ ْع بِالّتِي هِ يَ أَحْ َ‬
‫نّ ِريَ َ‬
‫حضُرُونطِ‬ ‫ط هَ َمزَاتطِ الشّياطِيِط * َوَأعُو ُذ بِكطَ رَبطّ أَن يَ ْ‬ ‫رّبطّ أَعُو ُذ بِكطَ مِن ْ‬
‫يقول تعال آمرا نبيه ممدا صلى ال عليه وسلم أن يدعو بذا الدعاء عند حلول الن قم‬
‫{رب إما ترين ما يوعدون} أي إن عاقبتهم وأنا أشاهد ذلك‪ ,‬فل تعلن فيهم كما جاء‬
‫ف الديث الذي رواه المام أحد والترمذي وصححه «وإذا أردت بقوم فتنة فتوفّن إليك‬
‫غي مفتون»‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون} اي لو شئنا لريناك‬
‫ما نل بم من النقم والبلء والحن‪ .‬ث قال تعال مرشدا له إل الترياق النافع ف مالطة‬
‫الناس وهو الح سان إل من يسيء إليه‪ ,‬لي ستجلب خاطره فتعود عداوته صداقة وبغضه‬
‫مبة‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬ادفع بالت هي أحسن السيئة} وهذا كما قال ف الَية الخرى‪{ :‬ادفع‬
‫بال ت هي أح سن فإذا الذي بي نك وبي نه عداوة كأ نه ول ح يم * و ما يلقا ها إل الذ ين‬
‫صبوا} الَية‪ ,‬اي وما يلهم هذه الوصية أو هذه الصلة أو الصفة {إل الذين صبوا} اي‬
‫على أذى الناس فعاملوهم بالم يل مع إسدائهم القبيح {و ما يلقاها إل ذو حظ عظيم}‬
‫أي فطططططططططططططط الدنيططططططططططططططا والَخرة‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وقطل رب أعوذ بطك مطن هزات الشياطيط} أمره ال أن يسطتعيذ مطن‬
‫الشياطي لنم ل تنفع معهم اليل ول ينقادون بالعروف‪ ,‬وقد قدمنا عند الستعاذة أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يقول‪« :‬أعوذ بال السميع العليم من الشيطان الرجيم‬
‫من هزه ونف خه ونف ثه»‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وأعوذ بك رب أن يضرون} أي ف ش يء من‬
‫أمري‪ ,‬ولذا أمطر بذكطر ال فط ابتداء المور وذلك لطرد الشيطان عنطد الكطل والماع‬
‫والذ بح وغ ي ذلك من المور‪ ,‬ولذا روى أ بو داود أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫كان يقول‪« :‬اللهم إن أعوذ بك من الرم‪ ,‬وأعوذ بك الدم ومن الغرق‪ ,‬وأعوذ بك من‬

‫‪217‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أن يتخبطن الشيطان عند الوت» وقال المام أحد حدثنا يزيد‪ ,‬أخبنا ممد بن إسحاق‬
‫عن عمرو بن شعيب عن أبيه عد جده قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يعلمنا‬
‫كلمات يقولنط عنطد النوم مطن الفزع‪« :‬باسطم ال‪ ,‬أعوذ بكلمات ال التامطة مطن غضبطه‬
‫وعقابه ومن شر عباده‪ ,‬ومن هزات الشياطي وأن يضرون» قال فكان عبد ال بن عمرو‬
‫يعلم ها من بلغ من ولده أن يقولا عند نومه ومن كان من هم صغيا ل يع قل أن يفظها‬
‫كتبهطا له فعلقهطا فط عنقطه‪ .‬ورواه أبطو داود والترمذي والنسطائي مطن حديطث ممطد بطن‬
‫إسطططططططحاق‪ .‬وقال الترمذي‪ :‬حسطططططططن غريطططططططب‪.‬‬

‫** َحتّىَ إِذَا جَآءَ أَ َح َدهُ ُم الْ َموْ تُ قَالَ رَ بّ ارْ ِجعُو نِ * َلعَلّ يَ َأعْمَلُ صَالِحا فِيمَا تَرَكْ تُ‬
‫ط بَرْزَخططٌ إَِل َى َيوْمططِ ُيْب َعثُونططَ‬ ‫َكلّ ِإنّهَططا َكلِ َم ٌة ُهوَ قَآئِلُهَططا وَمِططن وَرَآِئهِمط ْ‬
‫ي ب تعال عن حال الحت ضر ع ند الوت من الكافر ين أو الفرط ي ف أ مر ال تعال‪,‬‬
‫وقيلهم عند ذلك وسؤالم الرجعة إل الدنيا ليصلح ما كان أفسده ف مدة حياته‪ ,‬ولذا‬
‫ل فيما تركت كل} كما قال تعال‪{ :‬وأنفقوا ما‬ ‫قال‪{ :‬رب ارجعون لعلي أعمل صاح ً‬
‫رزقناكم من قبل أن يأت أحدكم الوت ط إل قوله ط وال خبي با تعملون} وقال تعال‬
‫{وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب ط إل قوله ط مالكم من زوال} وقال تعال‪{ :‬يوم يأت‬
‫تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا‬
‫أو نرد فنعمل غي الذي كنا نعمل} وقال تعال‪{ :‬ولو ترى إذ الجرمون ناكسو رؤوسهم‬
‫عند ربم ربنا أبصرنا وسعنا فارجعنا نعمل صالاإنا موقنون} وقال تعال‪{ :‬ولو ترى إذ‬
‫وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ول نكذب بآيات ربنا ط إل قوله ط وإنم لكاذبون}‬
‫وقال تعال‪{ :‬وترى الظالي لا رأوا العذاب يقولون هل إل مرد من سبيل} وقال تعال‪:‬‬
‫{قالوا ربنا أمتنا اثنتي وأحييتنا اثنتي فاعترفنا بذنوبنا فهل إل خروج من سبيل} والَية‬
‫بعدها‪ .‬وقال تعال‪{ :‬وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالا غي الذي كنا نعمل‬
‫أو ل نعمر كم ما يتذ كر ف يه من تذ كر وجاء كم النذ ير فذوقوا ف ما للظال ي من ن صي}‬
‫فذ كر تعال أن م ي سألون الرج عة فل يابون ع ند الحتضار ويوم النشور وو قت العرض‬
‫ططم‪.‬‬ ‫ططم فطط غمرات عذاب الحيط‬ ‫على البار‪ ,‬وحيطط يعرضون على النار وهط‬

‫‪218‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله هه نا‪{ :‬كل إن ا كل مة هو قائل ها} كل حرف ردع وز جر‪ ,‬أي ل ني به إل ما‬
‫طلب ول نق بل م نه‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬إن ا كل مة هو قائل ها} قال ع بد الرح ن بن ز يد بن‬
‫أسلم‪ :‬أي لبد أن يقولا ل مالة كل متضر ظال‪ ,‬ويتمل أن يكون ذلك علة لقوله كل‪,‬‬
‫أي لنا كلمة‪ ,‬أي سؤاله الرجوع ليعمل صالا هو كلم منه وقول ل عمل معه‪ ,‬ولو رد‬
‫ل ا ع مل صالا ولكان يكذب ف مقال ته هذه‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬ولو ردوا لعادوا ل ا نوا‬
‫ع نه وإن م لكاذبون} قال قتادة‪ :‬وال ما ت ن أن ير جع إل أ هل ول إل عشية‪ ,‬ول بأن‬
‫يمع الدنيا ويقضي الشهوات‪ ,‬ولكن تن أن يرجع فيعمل بطاعة ال عز وجل‪ ,‬فرحم ال‬
‫امرءا عمطططططل فيمطططططا يتمناه الكافطططططر إذا رأى العذاب إل النار‪.‬‬
‫وقال ممطد بطن كعطب القرظطي {حتط إذا جاء أحدهطم الوت قال رب ارجعون لعلي‬
‫أعمل صالا فيما تركت} قال‪ :‬فيقول البار‪{ :‬كل إنا كلمة هو قائلها} وقال عمر بن‬
‫عبد ال مول غفرة‪ :‬إذا قال الكافر رب ارجعون لعلي أعمل صالا‪ ,‬يقول ال تعال‪ :‬كل‬
‫كذبطت‪ .‬وقال قتادة ف قوله تعال‪{ :‬حتط إذا جاء أحدهطم الوت} قال‪ :‬كان العلء بطن‬
‫زياد يقول‪ :‬لينلن أحدكم نفسه أنه قد حضره الوت فاستقال ربه فأقاله‪ ,‬فليعمل بطاعة‬
‫ال تعال‪ .‬وقال قتادة‪ :‬وال ما ت ن إل أن ير جع فيع مل بطا عة ال‪ ,‬فانظروا أمن ية الكا فر‬
‫الفرط فاعملوا ب ا‪ ,‬ول قوة إل بال‪ ,‬و عن م مد بن ك عب القر ظي نوه‪ .‬وقال م مد بن‬
‫أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أحد بن يوسف‪ ,‬حدثنا فضيل ط يعن ابن عياض ط عن‬
‫ليث عن طلحة بن مصرف‪ ,‬عن أب حازم عن أب هريرة قال‪ :‬إذا وضع ط يعن الكافر ط‬
‫فط قطبه فيى مقعده مطن النار‪ ,‬قال‪ :‬فيقول‪ :‬رب ارجعون أتوب وأعمطل صطالا‪ ,‬قال‪:‬‬
‫فيقال قطد عمرت مطا كنطت معمرا‪ ,‬قال‪ :‬فيضيطق عليطه قطبه ويلتئم‪ ,‬فهطو كالنهوش ينام‬
‫ويفزع‪ ,‬توي إليططططططه هوام الرض وحياتاطططططط وعقارباطططططط‪.‬‬
‫وقال أيضا‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا عمر بن علي‪ ,‬حدثن سلمة بن تام‪ ,‬حدثنا علي بن زيد‬
‫عن سعيد بن السيب عن عائشة رضي ال عنها أنا قالت‪ :‬ويل لهل العاصي من أهل‬
‫القبور تد خل علي هم ف قبور هم حيات سود أو د هم‪ ,‬ح ية ع ند رأ سه وح ية ع ند رجل يه‬
‫يقرصطانه حتط يلتقيطا فط وسططه‪ ,‬فذلك العذاب فط البزخ الذي قال ال تعال‪{ :‬ومطن‬
‫ورائهم برزخ إل يوم يبعثون}‪ .‬وقال أبو صال وغيه ف قوله تعال‪{ :‬ومن ورائهم} يعن‬

‫‪219‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أمامهم‪ .‬وقال ماهد‪ :‬البزخ الاجز ما بي الدنيا والَخرة‪ .‬وقال ممد بن كعب‪ :‬البزخ‬
‫ما بي الدنيا والَخرة‪ ,‬ليسوا مع أهل الدنيا يأكلون ويشربون ول مع أهل الَخرة يازون‬
‫بأعمالم‪ .‬وقال أبو صخر‪ :‬البزخ القابر ل هم ف الدنيا ول هم ف الَخرة‪ ,‬فهم مقيمون‬
‫إل يوم يبعثون‪ ,‬وف قوله تعال‪{ :‬ومن ورائهم برزخ} تديد لؤلء الحتضرين من الظلمة‬
‫بعذاب البزخ‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬مطن ورائهطم جهنطم} وقال تعال‪{ :‬ومطن ورائه عذاب‬
‫غل يظ}‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬إل يوم يبعثون} أي ي ستمر به العذاب إل يوم الب عث‪ ,‬ك ما جاء‬
‫طططط الرض‪.‬‬ ‫ططططا» أي فط‬ ‫ططططث «فل يزال معذبا فيهط‬ ‫طططط الديط‬ ‫فط‬

‫ب َبيَْنهُ مْ َيوْ َمئِ ٍذ وَ َل يَتَ سَآءَلُونَ * فَمَن َثقُلَ تْ َموَازِينُ ُه‬


‫** فَِإذَا نُفِ خَ فِي ال صّورِ َفلَ أَن سَا َ‬
‫سهُمْ فِي‬ ‫َفُأوْلَ ـئِكَ هُ ُم الْ ُمفْلِحُو نَ * َومَ نْ َخفّ تْ َموَازِينُ ُه فُأوْلَ ـئِكَ الّذِي نَ خَ سِ ُر َواْ أَنفُ َ‬
‫ط وُجُو َههُمططُ النّا ُر َوهُمططْ فِيهَططا كَالِحُونططَ‬ ‫َج َهنّمططَ خَاِلدُونططَ * َت ْلفَحط ُ‬
‫يب تعال أنه إذا نفخ ف الصور نفخة النشور‪ ,‬وقام الناس من القبور {فل أنساب بينهم‬
‫يومئذ ول يتساءلون} أي ل تنفع النساب يومئذ ول يرن والد لولده ول يلوي عليه‪ ,‬قال‬
‫ال تعال‪{ :‬ول يسأل حيم حيما يبصرونم} أي ليسأل القريب عن قريبه وهو يبصره‬
‫ولو كان عليه من الوزار ما قد أثقل ظهره‪ ,‬وهو كان أعز الناس عليه ف الدنيا ما التفت‬
‫إليه ول حل عنه وزن جناح بعو ضة‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬يوم يفر الرء من أخيه وأمه وأبيه‬
‫وصاحبته وبنيه} الَية‪ ,‬وقال ابن مسعود‪ :‬إذا كان يوم القيامة جع ال الولي والَخرين‪,‬‬
‫ث نادى مناد‪ :‬أل من كان له مظلمة فليجىء فليأخذ حقه ط قال فيفرح الرء أن يكون له‬
‫الق على والده أو ولده أو زوجته وإن كان صغيا‪ ,‬ومصداق ذلك ف كتاب ال قال ال‬
‫تعال‪{ :‬فإذا ن فخ ف الصور فل أن ساب بينهم يومئذ ول يت ساءلون} رواه ا بن أ ب حات‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو سعيد مول بن هاشم‪ ,‬حدثنا عبد ال بن جعفر‪ ,‬حدثتنا أم‬
‫بكر بنت السور بن مرمة عن عبد ال بن أب رافع عن السور ط هو ابن مرمة ط رضي‬
‫ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬فاطمة بضعة من‪ ,‬يغيظن ما يغيظها‪,‬‬
‫وينشط ن ما ينشط ها‪ ,‬وإن الن ساب تنق طع يوم القيا مة إل ن سب و سبب و صهري» وهذا‬

‫‪220‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الديث له أصل ف الصحيحي عن السور بن مرمة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪« :‬فاطمططة بضعططة منطط‪ ,‬يريبنطط مططا يريبهططا‪ ,‬ويؤذينطط مططا آذاهططا»‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو عامر‪ ,‬حدثنا زهي عن عبد ال بن ممد عن حزة بن أب‬
‫سعيد الدري عن أبيه‪ ,‬قال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول على هذا النب‪:‬‬
‫«ما بال رجال يقولون إن رحم رسول ال صلى ال عليه وسلم ل تنفع قومه ؟ بلى وال‬
‫إن رحي موصولة ف الدنيا والَخرة‪ ,‬وإن أيها الناس فرط لكم إذا جئتم» قال رجل‪ :‬يا‬
‫رسول ال أنا فلن بن فلن‪ ,‬فأقول لم‪ :‬أما النسب فقد عرفت ولكنكم أحدثتم بعدي‬
‫وارتددت القهقرى» وقد ذكرنا ف مسند أمي الؤمني عمر بن الطاب من طرق متعددة‬
‫عنه رضي ال عنه أنه لا تزوج أم كلثوم بنت علي بن أب طالب رضي ال عنهما قال‪ :‬أما‬
‫وال ما ب إل أن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬كل سبب ونسب فإنه‬
‫منق طع يوم القيا مة إل سبب ون سب» رواه ال طبان والبزار والي ثم بن كل يب والبيه قي‪,‬‬
‫والافظ الضياء ف الختارة وذكر أنه أصدقها أربعي ألفا إعظاما وإكراما رضي ال عنه‪,‬‬
‫فقد روى الافظ ابن عساكر ف ترجة أب العاص بن الربيع زوج زينب بنت رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم من طريق أب القاسم البغوي‪ :‬حدثنا سليمان بن عمر بن القطع‪,‬‬
‫حدثنا إبراهيم بن عبد السلم عن إبراهيم بن يزيد عن ممد بن عباد بن جعفر سعت ابن‬
‫عمر يقول‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬كل نسب وصهر ينقطع يوم القيامة إل‬
‫نسب وصهري» وروي فيها من طريق عمار بن سيف عن هشام بن عروة عن أبيه عن‬
‫عبد ال بن عمرو مرفوعا «سألت رب عز وجل أن ل أتزوج إل أحد من أمت ول يتزوج‬
‫إل أ حد من هم إل كان م عي ف ال نة فأعطا ن ذلك» و من حد يث عمار بن سيف عن‬
‫ططططططن عمرو‪.‬‬ ‫ططططططد ال بط‬ ‫ططططططن عبط‬ ‫ططططططاعيل عط‬ ‫إسط‬
‫وقوله تعال‪{ :‬فمن ثقلت موازينه فأولئك هم الفلحون} أي من رجحت حسناته على‬
‫سيئاته ولو بواحدة‪ ,‬قاله ا بن عباس‪{ ,‬فأولئك هم الفلحون} أي الذ ين فازوا فنجوا من‬
‫النار وأدخلوا ال نة‪ ,‬وقال ا بن عباس‪ :‬أولئك الذ ين فازوا ب ا طلبوا‪ ,‬ونوا من شر ما م نه‬
‫هربوا {ومطن خفطت موازينطه} أي ثقلت سطيئاته على حسطناته {فأولئك الذيطن خسطروا‬
‫أنفسهم} أي خابوا وهلكوا وفازوا بالصفقة الاسرة‪ .‬وقال الافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا‬

‫‪221‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إساعيل بن أب الارث‪ ,‬حدثنا داود بن الحب‪ ,‬حدثنا صال الري عن ثابت البنان وجعفر‬
‫بن ز يد ومن صور بن زاذان عن أ نس بن مالك يرف عه قال‪ :‬إن ل ملكا موكلً باليزان‪,‬‬
‫فيؤتطى بابطن آدم فيوقطف بيط كفتط اليزان‪ ,‬فإن ثقطل ميزانطه نادى ملك بصطوت يسطمعه‬
‫اللئق‪ :‬سعد فلن سعادة ل يشقطى بعد ها أبدا‪ ,‬وإن خف ميزا نه نادى ملك بصطوت‬
‫يسمع اللئق‪ :‬شقي فلن شقاوة ل يسعد بعدها أبدا‪ ,‬إسناده ضيعف فإن داود بن الحب‬
‫ضعيف متروك‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ف جهنم خالدون} أي ما كثون فيها دائمون مقيمون‬
‫فل يظعنون {تلفطح وجوههطم النار} كمطا قال تعال‪{ :‬وتغشطى وجوههطم النار} وقال‬
‫تعال‪{ :‬لو يعلم الذين كفروا حي ل يكفون عن وجوههم النار ول عن ظهورهم} الَية‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا فروة بن أب الغراء‪ ,‬حدثنا ممد بن سليمان بن‬
‫الصبهان عن أب سنان ضرار بن مرة عن عبد ال بن أب الذيل عن أب هريرة عن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬إن جهنم لا سيق لا أهلها تلقاهم لبها‪ ,‬ث تلفحهم لفحة فلم‬
‫يبق لم ل م إل سقط على العرقوب» وقال ا بن مردويه‪ :‬حدثنا أح د بن ممد بن ي ي‬
‫القزاز‪ ,‬حدث نا ال ضر بن علي بن يو نس القطان‪ ,‬حدث نا ع مر بن أ ب الارث بن ال ضر‬
‫القطان‪ ,‬حدثنا سعيد بن سعيد القبي عن أخيه عن أبيه عن أب الدرداء رضي ال عنه‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ف قول ال تعال‪{ :‬تلفح وجوههم النار} قال‪:‬‬
‫تلفحهططططم لفحططططة تسططططيل لومهططططم على أعقابمطططط‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وهطم فيهطا كالون} قال علي بطن أبط طلحطة عطن ابطن عباس‪ :‬يعنط‬
‫عابسون‪ .‬وقال الثوري عن أب إسحاق عن أب الحوص عن عبد ال بن مسعود {وهم‬
‫في ها كالون} قال‪ :‬أل تر إل الرأس الش يط الذي قد بدا أ سنانه وقل صت شفتاه‪ .‬وقال‬
‫المام أحد أخبنا علي بن إسحاق أخبنا عبد ال هو ابن البارك رحه ال‪ ,‬أخبنا سعيد‬
‫بن يزيد عن أب السمح عن أب اليثم عن أب سعيد الدري عن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪{« :‬وهم فيها كالون} ط قال ط تشويه النار فتقلص شفته العليا حت تبلغ وسط‬
‫رأسه‪ ,‬وتسترخي شفته السفلى حت تبلغ سرته» ورواه الترمذي عن سويد بن نصر عن‬
‫عبططططد ال بططططن البارك بططططه‪ ,‬وقال‪ :‬حسططططن غريططططب‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ت عََلْينَا ِش ْق َوتُنَا وَ ُكنّا‬
‫** أَلَ ْم َتكُ ْن آيَاتِي ُتتَْلىَ عََلْيكُ مْ َف ُكنْتُ ْم ِبهَا ُتكَ ّذبُو نَ * قَالُواْ َرّبنَا غََلبَ ْ‬
‫ط عُدْنَططا فَإِنّططا ظَالِمُونططَ‬ ‫َقوْما ضَآلّيَطط * َربّنَططآ أَ ْخرِجْنَططا ِمنْهَططا فَإِنط ْ‬
‫هذا تقريع من ال وتوبيخ لهل النار على ما ارتكبوه من الكفر والآث والحارم والعظائم‬
‫الت أوبقتهم ف ذلك‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬أل تكن آيات تتلى عليكم فكنتم با تكذبون} أي قد‬
‫أرسلت إليكم الرسل‪ ,‬وأنزلت عليكم الكتب‪ ,‬وأزلت شبهكم‪ ,‬ول يبق لكم حجة‪ ,‬كما‬
‫قال تعال‪{ :‬لئل يكون للناس على ال حجة بعد الرسل} وقال تعال‪{ :‬وما كنا معذبي‬
‫حت نبعث رسولً} وقال تعال‪{ :‬كلما ألقي فيها فوج سألم خزنتها أل يأتكم نذير ط‬
‫إل قوله ط فسحقا لصحاب السعي} ولذا قالوا‪{ :‬ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما‬
‫ضالي} أي قد قامت علينا الجة‪ ,‬ولكن كنا أشقى من أن ننقاد لا ونتبعها‪ ,‬فضللنا عنها‬
‫ول نرزقها‪ .‬ث قالوا‪{ :‬ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالون} أي ارددنا إل الدنيا‪ ,‬فإن‬
‫عدنا إل ما سلف منا فنحن ظالون مستحقون للعقوبة‪ ,‬كما قال‪{ :‬فاعترفنا بذنوبنا فهل‬
‫إل خروج من سبيل * ط إل قوله ط فالكم ل العلي الكبي} أي ل سبيل إل الروج‬
‫لنكطططططططططم كنتطططططططططم تشركون بال إذا وحده الؤمنون‪.‬‬

‫سئُواْ فِيهَا وَ َل ُتكَلّمُونِ * ِإنّهُ كَانَ َفرِي قٌ مّ ْن عِبَادِي َيقُولُونَ َرّبنَآ آ َمنّا فَا ْغفِرْ َلنَا‬
‫** قَالَ اخْ َ‬
‫سوْكُمْ ذِكْرِي وَكُْنتُ ْم ّمْنهُ مْ‬ ‫خ ِريّا َحّتىَ أَن َ‬
‫وَارْحَ ْمنَا َوأَن تَ َخيْرُ الرّا ِحمِيَ * فَاتّخَ ْذتُمُوهُ مْ سِ ْ‬
‫ط اْلفَآئِزُونططَ‬ ‫ط هُمطُ‬ ‫طبَ ُر َواْ َأّنهُمطْ‬
‫ط اْليَوْمططَ بِمَطا صطَ‬ ‫حكُونططَ * إِنّطي َج َزْيُتهُمطُ‬ ‫َتضْ َ‬
‫هذا جواب مطن ال تعال للكفار إذا سطألوا الروج مطن النار والرجعطة إل هذه الدار‪.‬‬
‫يقول {اخسطئوا فيهطا} أي امكثوا فيهطا صطاغرين مهانيط أذلء‪{ ,‬ول تكلمون} أي ل‬
‫تعودوا إل سؤالكم هذا فإ نه ل جواب ل كم عندي‪ .‬قال العو ف عن ا بن عباس {اخ سئوا‬
‫فيها ول تكلمون} قال‪ :‬هذا قول الرح ن حي انق طع كلم هم م نه‪ .‬وقال ا بن أ ب حات‪:‬‬
‫حدثنا أب‪ ,‬حدثنا عبدة بن سليمان الروزي‪ ,‬حدثنا عبد ال بن البارك عن سعيد بن أب‬
‫عروبة عن قتادة عن أب أيوب عن عبد ال بن عمرو قال‪ :‬إن أهل جهنم يدعون مالكا فل‬
‫ييبهم أربعي عاما‪ ,‬ث يرد عليهم إنكم ماكثون‪ ,‬قال هانت دعوتم وال على مالك ورب‬
‫مالك‪ ,‬ث يدعون ربم فيقولون {ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالي * ربنا أخرجنا‬

‫‪223‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫منها فإن عدنا فإنا ظالون} قال‪ :‬فيسكت عنهم قدر الدنيا مرتي ث يرد عليهم {اخسئوا‬
‫ط هطو إل الزفيط‬ ‫فيهطا ول تكلمون} قال‪ :‬فوال مطا نبطس القوم بعدهطا بكلمطة واحدة‪ ,‬وم ا‬
‫والشهيق ف نار جهنم‪ ,‬قال‪ :‬فشبهت أصواتم بأصوات المي أولا زفي وآخرها شهيق‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات أيضا‪ :‬حدثنا أحد بن سنان‪ ,‬حدثنا عبد الرحن بن مهدي‪ ,‬حدثنا‬
‫سفيان عن سلمة بن كهيل‪ ,‬حدثنا أبو الزعراء قال‪ :‬قال عبد ال بن مسعود‪ :‬إذا أراد ال‬
‫تعال أن ل يرج منهم أحدا يعن من جهنم‪ ,‬غي وجوههم وألوانم‪ ,‬فيجيء الرجل من‬
‫الؤمني فيشفع فيقول‪ :‬يا رب‪ ,‬فيقول ال‪ :‬من عرف أحدا فليخرجه‪ ,‬فيجيء الرجل من‬
‫الؤمني فينظر فل يعرف أحدا‪ ,‬فيناديه الرجل‪ :‬يا فلن أنا فلن‪ ,‬فيقول ما أعرفك‪ ,‬قال‪:‬‬
‫فعند ذلك يقولون {ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالون} فع ند ذلك يقول ال تعال‪:‬‬
‫{اخ سئوا في ها ول تكلمون} فإذا قال ذلك أطب قت علي هم النار فل يرج من هم أ حد‪.‬‬
‫ث قال تعال مذكرا لم بذنوبم ف الدنيا وما كانوا يستهزئون بعباده الؤمني وأوليائه‪,‬‬
‫فقال تعال‪{ :‬إ نه كان فر يق من عبادي يقولون رب نا آم نا فاغ فر ل نا وارح نا وأ نت خ ي‬
‫الراحن * فاتذتوهم سخريا} أي فسخرت منهم ف دعائهم إياي وتضرعهم إل {حت‬
‫أن سوكم ذكري} أي حلكم بغضهم على أن نسيتم معاملت {وكنتم منهم تضحكون}‬
‫أي مطن صطنيعهم وعبادتمط‪ ,‬كمطا قال تعال‪{ :‬إن الذيطن أجرموا كانوا مطن الذيطن آمنوا‬
‫يضحكون وإذا مروا ب م يتغامزون} أي يلمزون م ا ستهزاء‪ :‬ث أ خب تعال ع ما جازى به‬
‫أولياءه وعباده الصالي‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬إن جزيتهم اليوم با صبوا} أي على أذاكم لم‬
‫واسطتهزائكم بمط {أنمط هطم الفائزون} بالسطعادة والسطلمة والنطة والنجاة مطن النار‪.‬‬

‫** قَالَ كَ مْ َلِبْثتُ مْ فِي الرْضِ عَ َددَ ِسنِيَ * قَالُواْ َلِبْثنَا َيوْما َأ ْو َبعْضَ َيوْمٍ فَا ْسأَ ِل الْعَآدّي نَ *‬
‫سْبتُمْ َأنّمَا َخَل ْقنَاكُ ْم َعبَثا َوَأنّكُمْ إَِليْنَا لَ‬
‫قَالَ إِن ّلِبْثتُمْ إِلّ قَلِيلً ّلوْ َأنّكُمْ كُنتُ ْم َتعْلَمُونَ * أَفَحَ ِ‬
‫ط اْلكَرِيِط‬ ‫ط اْلعَرْش ِ‬ ‫ط لَ إِلَـطهَ إِ ّل ُهوَ رَب ّ‬ ‫ط الْحَق ّ‬‫ط الْمَلِك ُ‬ ‫ط * َفَتعَالَى اللّه ُ‬ ‫تُرْ َجعُون َ‬
‫يقول تعال منبها ل م على ما أضاعوه ف عمر هم الق صي ف الدن يا من طا عة ال تعال‬
‫وعبادته وحده‪ ,‬ولو صبوا ف مدة الدنيا القصية لفازوا كما فاز أولياؤه التقون {قال كم‬
‫لبثتم ف الرض عدد سني} أي كم كانت إقامتكم ف الدنيا {قالوا لبثنا يوما أو بعض‬

‫‪224‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يوم فاسأل العادين} أي الاسبي {قال إن لبثتم إل قليلً} أي مدة يسية على كل تقدير‬
‫{لو أن كم كن تم تعلمون} اي ل ا آثر ت الفا ن على البا قي ول ا ت صرفتم لنف سكم هذا‬
‫التصرف السيء ول استحققتم من ال سخطه ف تلك الدة اليسية‪ ,‬فلو أنكم صبت على‬
‫طاعطططة ال وعبادتطططه كمطططا فعطططل الؤمنون لفزتططط كمطططا فازوا‪.‬‬
‫قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا ممد بن يونس‪ ,‬حدثنا الوليد‪ ,‬حدثنا صفوان عن‬
‫أيفع بن عبد الكلعي أنه سعه يطب الناس فقال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫«إن ال إذا أدخل أهل النة النة وأهل النار النار‪ ,‬قال‪ :‬يا أهل النة كم لبثتم ف الرض‬
‫عدد سني ؟ قالوا‪ :‬لبثنا يوما أو بعض يوم ط قال ط لنعم ما اترت ف يوم أو بعض يوم‬
‫رح ت ورضوا ن وجن ت امكثوا في ها خالد ين ملد ين‪ ,‬ث قال‪ :‬يا أ هل النار كم لبث تم ف‬
‫الرض عدد سني ؟ قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم‪ ,‬فيقول‪ :‬بئس ما اترت ف يوم أو بعض‬
‫ططططن»‪.‬‬ ‫ططططن ملديط‬ ‫ططططا خالديط‬ ‫ططططخطي امكثوا فيهط‬ ‫يوم‪ ,‬ناري وسط‬
‫وقوله تعال‪{ :‬أفح سبتم أن ا خلقنا كم عبثا} أي أفظنن تم أن كم ملوقون عبثا بل ق صد‬
‫ول إرادة من كم ول حك مة ل نا‪ ,‬وق يل‪ :‬للع بث‪ ,‬أي لتلعبوا وتعبثوا ك ما خل قت البهائم ل‬
‫ثواب ل ا ول عقاب‪ ,‬وإن ا خلقنا كم للعبادة وإقا مة أوا مر ال عز و جل {وأن كم إلي نا ل‬
‫ترجعون} أي ل تعودون فط الدار الَخرة‪ ,‬كمطا قال تعال‪{ :‬أيسطب النسطان أن يترك‬
‫سطدى} يعنط هلً‪ .‬وقوله‪{ :‬فتعال ال اللك القط} أي تقدس أن يلق شيئا عبثا‪ ,‬فإنطه‬
‫اللك ال ق النه عن ذلك {ل إله إل هو رب العرش الكر ي} فذ كر العرش ل نه سقف‬
‫جيع الخلوقات‪ ,‬ووصفه بأنه كري أي حسن النظر بي الشكل‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وأنبتنا‬
‫فيهطططططططا مطططططططن كطططططططل زوج كريططططططط}‪.‬‬
‫قال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا علي بن ال سي‪ ,‬حدث نا علي بن م مد الطناف سي‪ ,‬حدث نا‬
‫إسحاق بن سليمان شيخ من أهل العراق‪ ,‬أنبأنا شعيب بن صفوان عن رجل من آل سعيد‬
‫بن العاص قال‪ :‬كان آ خر خط بة خطب ها ع مر بن عبد العز يز أن ح د ال وأث ن عليه‪ ,‬ث‬
‫قال‪ :‬أما بعد‪ ,‬أيها الناس إنكم ل تلقوا عبثا‪ ,‬ولن تتركوا سدى‪ ,‬وإن لكم معادا ينل ال‬
‫فيه للحكم بينكم والفصل بينكم‪ ,‬فخاب وخسر وشقي عبد أخرجه ال من رحته‪ ,‬وحرم‬
‫ج نة عرض ها ال سموات والرض‪ ,‬أل تعلموا أ نه ل يأ من عذاب ال غدا إل من حذر هذا‬

‫‪225‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ل بكثيط وخوفا بأمان‪ ,‬أل ترون أنكطم مطن أصطلب‬ ‫اليوم وخافطه‪ ,‬وباع نافدا بباق وقلي ً‬
‫الالكي‪ ,‬وسيكون من بعدكم الباقي حت تردون إل خي الوارثي ؟ ث إنكم ف كل يوم‬
‫تشيعون غاديا ورائحا إل ال عز وجل‪ ,‬قد قضى نبه وانقضى أجله حت تغيبوه ف صدع‬
‫من الرض ف بطن صدع غي مهد ول موسد‪ ,‬قد فارق الحباب وباشر التراب‪ ,‬ووجه‬
‫ال ساب‪ ,‬مرت ن بعمله‪ ,‬غ ن ع ما ترك‪ ,‬فق ي إل ما قدم‪ .‬فاتقوا ال ق بل انقضاء مواثي قه‬
‫ونزول الوت بكطم‪ ,‬ثط جعطل طرف ردائه على وجهطه فبكطى وأبكطى مطن حوله‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا يي بن نصي الولن‪ ,‬حدثنا ابن وهب‪ ,‬أخبن ابن ليعة‬
‫ل مصابا مربه عبد ال بن مسعود فقرأ ف أذنه‬ ‫عن أب هبية عن حسن بن عبد ال أن رج ً‬
‫هذه الَية {أفحسبتم أنا خلقناكم عبثا وأنكم إلينا ل ترجعون * فتعال ال اللك الق}‬
‫حت ختم السورة فبأ‪ ,‬فذكر ذلك لرسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فقال رسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم‪« :‬باذا قرأت ف أذ نه ؟» فأ خبه‪ ,‬فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪:‬‬
‫ل موقنا قرأها على جبل لزال» وروى أبو نعيم من طريق‬ ‫«والذي نفسي بيده لو أن رج ً‬
‫خالد بن نزار عن سفيان بن عيينة عن ممد بن النكدر عن ممد بن إبراهيم بن الارث‬
‫عن أبيه قال‪ :‬بعثنا رسول ال صلى ال عليه وسلم ف سرية وأمرنا أن نقول إذا نن أمسينا‬
‫وأ صبحنا {أفح سبتم أن ا خلقنا كم عبثا وأن كم إلي نا ل ترجعون} قال‪ :‬فقرأنا ها فغنم نا‬
‫وسططططططططططططططططططططططططططططططططططلمنا‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات أيضا‪ :‬حدثنا إسحاق بن وهب العلف الواسطي‪ ,‬حدثنا أبو السيب‬
‫سال بن سلم‪ ,‬حدثنا بكر بن حُبيش عن نشل بن سعيد عن الضحاك بن مزاحم عن عبد‬
‫ال بن عباس قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «أمان أم ت من الغرق إذا ركبوا‬
‫السفينة باسم ال اللك الق‪ ,‬وما قدروا ال حق قدره‪ ,‬والرض جيعا قبضته يوم القيامة‪,‬‬
‫والسموات مطويات بيمينه‪ ,‬سبحانه وتعال عما يشركون‪ ,‬باسم ال مراها ومرساها‪ ,‬إن‬
‫ربططططططططططططططط لغفور رحيطططططططططططططططم»‪.‬‬

‫ع مَ عَ اللّ هِ إِلَ طهَا آ َخرَ َل بُ ْرهَا نَ لَ ُه بِ هِ فَِإنّمَا حِ سَابُهُ عِندَ َربّ هِ ِإنّ هُ لَ ُيفِْل ُح‬
‫** وَمَن يَدْ ُ‬
‫ط وَأنتطططَ َخيْرُ الرّاحِمِيَطط‬ ‫الْكَافِرُونطططَ * وَقُططل رّبطططّ ا ْغفِ ْر وَارْحَمطط ْ‬

‫‪226‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال متوعدا مطن أشرك بطه غيه وعبطد معطه سطواه‪ ,‬ومبطا أن مطن أشرك بال ل‬
‫برهان له‪ ,‬أي ل دل يل له على قوله‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬و من يدع مع ال إلا آ خر ل برهان له‬
‫به} وهذه جلة معترضة‪ ,‬وجواب الشرط ف قوله‪{ :‬فإنا حسابه عند ربه} أي ال ياسبه‬
‫على ذلك‪ ,‬ث أ خب {إ نه ل يفلح الكافرون} أي لد يه يوم القيا مة ل فلح ل م ول ناة‪.‬‬
‫قال قتادة‪ :‬ذكر لنا أن نب ال صلى ال عليه وسلم قال لرجل‪« :‬ما تعبد ؟» قال‪ :‬أعبد ال‬
‫وكذا وكذا حت عد أصناما‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬فأيهم إذا أصابك‬
‫ضر فدعوته كشفه عنك ؟» قال‪ :‬ال عز وجل‪ .‬قال «فأيهم إذا كانت لك حاجة فدعوته‬
‫أعطاكها ؟»‪ .‬قال‪ :‬ال عز وجل‪ ,‬قال‪« :‬فما يملك على أن تعبد هؤلء معه‪ ,‬أم حسبت‬
‫أن تغلب عل يه ؟» قال‪ :‬أردت شكره بعبارة هؤلء م عه‪ ,‬فقال ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم «تعلمون ول يعلمون» فقال الرجل بعد ما أسلم‪ :‬لقيت رجلً خصمن‪ ,‬هذا مرسل‬
‫من هذا الوجه‪ ,‬وقد روى أبو عيسى الترمذي ف جامعه مسندا عن عمران بن الصي عن‬
‫أبيه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم نو ذلك‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وقل رب اغفر وارحم‬
‫وأنت خي الراحي} هذا إرشاد من ال تعال إل هذا الدعاء‪ ,‬فالغفر إذا أطلق ومعناه مو‬
‫الذنطب وسطتره عطن الناس‪ ,‬والرحةط معناهطا أن يسطدده ويوفقطه فط القوال والفعال‪.‬‬
‫آخطططططططططر تفسطططططططططي سطططططططططورة الؤمنون‪.‬‬

‫سططططططططططططططططططططططططططططططططططططورة النور‬

‫بِسطططططططْمِ اللّهطططططططِ الرّحْمـطططططططنِ الرّحِيمطططططططِ‬


‫ت َبيّنَا تٍ ّلعَّلكُ ْم تَذَكّرُو نَ * الزّاِنَيةُ وَالزّانِي‬ ‫ضنَاهَا َوأَنزَْلنَا فِيهَآ آيَا ٍ‬ ‫** سُو َرةٌ أَنزَْلنَاهَا وَفَ َر ْ‬
‫فَا ْجلِدُواْ كُلّ وَا ِح ٍد ّمنْهُمَا ِمَئةَ َجلْ َد ٍة وَلَ َتأْخُذْكُ مْ ِبهِمَا َرأَْفةٌ فِي دِي نِ اللّ هِ إِن كُنتُ ْم ُتؤْ ِمنُو نَ‬
‫ط الْ ُم ْؤ ِمنِيَططط‬ ‫شهَدْ عَذَاَبهُمَطططا طَآئِ َف ٌة مّنطط َ‬ ‫ط وَالَْيوْمطططِ الَ ِخ ِر وَْليَ ْ‬ ‫بِاللّهطط ِ‬
‫يقول تعال‪ :‬هذه {سطورة أنزلناهطا} فيطه تنطبيه على العتناء باط ول ينفطي مطا عداهطا‬
‫{وفرضناها}‪ .‬قال ماهد وقتادة‪ :‬أي بينا اللل والرام والمر والنهي والدود‪ .‬وقال‬
‫البخاري‪ :‬ومن قرأ فرضناها‪ ,‬يقول فرضناها عليكم وعلى من بعدكم {وأنزلنا فيها آيات‬
‫بينات} أي مفسطرات واضحات {لعلكطم تذكرون}‪ ,‬ثط قال تعال‪{ :‬الزانيطة والزانط‬

‫‪227‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فاجلدوا كل وا حد منه ما مائة جلدة} هذه الَ ية الكري ة فيهطا ح كم الزانط ف ال د‪,‬‬
‫وللعلماء فيه تفصيل ونزاع‪ ,‬فإن الزان ل يلو إما أن يكون بكرا وهو الذي ل يتزوج‪ ,‬أو‬
‫م صنا وهو الذي قد و طى ف نكاح صحيح و هو حر بالغ عا قل‪ ,‬فأ ما إذا كان بكرا ل‬
‫يتزوج‪ ,‬فإن حده مائة جلدة ك ما ف الَ ية‪ ,‬ويزاد على ذلك أن يغرب عاما عن بلده ع ند‬
‫جهور العلماء خلفا لب حنيفة رحه ال‪ ,‬فإن عنده أن التغريب إل رأي المام‪ :‬إن شاء‬
‫غرب وإن شاء ل يغرب‪ ,‬وحجطة المهور فط ذلك مطا ثبطت فط الصطحيحي مطن روايطة‬
‫الزهري عن عبيد ال بن عبد ال بن عتبة بن مسعود عن أب هريرة وزيد بن خالد الهن‬
‫ف العرابيي اللذين أتيا رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬فقال أحدها‪ :‬يا رسول ال إن‬
‫ابن هذا كان عسيفا ط يعن أجيا ط على هذا‪ ,‬فزن بامرأته‪ ,‬فافتديت ابن منه بائة شاة‬
‫ووليدة‪ ,‬فسألت أهل العلم فأخبون أن على ابن جلد مائة وتغريب عام‪ ,‬وأن على امرأة‬
‫هذا الر جم‪ ,‬فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «والذي نف سي بيده لقض ي بينك ما‬
‫بكتاب ال تعال‪ ,‬الوليدة والغ نم رد عل يك‪ ,‬وعلى اب نك جلد مائة وتغر يب عام‪ ,‬وا غد يا‬
‫أنيس ط لرجل من أسلم ط إل امرأة هذا‪ ,‬فإن اعترفت فارجها «فغدا عليها فاعترفت‬
‫فرجها»‪ ,‬ففي هذا دللة على تغريب الزان مع جلد مائة إذا كان بكرا ل يتزوج‪ ,‬فأما إذا‬
‫كان مصطنا وهطو الذي قطد وططى فط نكاح صطحيح وهطو حطر بالغ عاقطل فإنطه يرجطم‪.‬‬
‫كما قال المام مالك حدثن ممد بن شهاب‪ ,‬أخبنا عبيد ال بن عبد ال بن عتبة بن‬
‫مسعود أن ابن عباس أخبه أن عمر قام فحمد ال وأثن عليه‪ .‬ث قال‪ :‬أما بعد‪ ,‬أيها الناس‬
‫فإن ال تعال بعث ممدا صلى ال عليه وسلم بالق‪ ,‬وأنزل عليه الكتاب فكان فيما أنزل‬
‫عليه آية الرجم‪ ,‬فقرأناها ووعيناها‪ ,‬ورجم رسول ال صلى ال عليه وسلم ورجنا بعده‪,‬‬
‫فأخشى أن يطول بالناس زمان أن يقول قائل ل ند آية الرجم ف كتاب ال فيضلوا بترك‬
‫فري ضة قد أنزل ا ال‪ ,‬فالر جم ف كتاب ال حق على من ز ن إذا أح صن من الرجال‬
‫والنساء‪ ,‬إذا قامت البينة أو البل أو العتراف‪ .‬أخرجاه ف الصحيحي من حديث مالك‬
‫مطولً‪ ,‬وهذه قطعططططة منططططه فيهططططا مقصططططودنا ههنططططا‪.‬‬
‫وروى المام أح د عن هش يم عن الزهري عن عب يد ال بن ع بد ال عن ا بن عباس‪:‬‬
‫حدث ن ع بد الرح ن بن عوف أن ع مر بن الطاب خ طب الناس ف سمعته يقول‪ :‬أل وإن‬

‫‪228‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أنا سا يقولون مابال الر جم ؟ ف كتاب ال اللد‪ ,‬و قد ر جم ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسطلم ورجنطا بعده‪ ,‬ولول أن يقول قائل أو يتكلم متكلم أن عمطر زاد فط كتاب ال مطا‬
‫ليس منه لثبتها كما نزلت به وأخرجه النسائي من حديث عبيد ال بن عبد ال به‪ ,‬وقد‬
‫روى المام أحد أيضا عن هشيم عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس‬
‫قال‪ :‬خطب عمر بن الطاب رضي ال عنه فذكر الرجم‪ ,‬فقال‪ :‬ل تُخدعن عنه فإنه حد‬
‫من حدود ال تعال‪ ,‬أل وإن رسول ال صلى ال عليه وسلم قد رجم ورجنا بعده‪ ,‬ولول‬
‫أن يقول قائلون‪ :‬زاد عمر ف كتاب ال ما ليس فيه لكتبت ف ناحية من الصحف وشهد‬
‫عمر بن الطاب وعبد الرحن بن عوف وفلن وفلن أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قومط يكذبون بالرجطم‪ ,‬وبالدجال‬
‫قطد رجطم ورجناه بعده‪ ,‬أل إنطه سطيكون مطن بعدكطم ٌ‬
‫وبالشفاعطططة‪ ,‬وبعذاب القطططب‪ ,‬وبقوم يرجون مطططن النار بعدمطططا امتحشوا‪.‬‬
‫وروى أحد أيضا عن يي القطان عن يي النصاري عن سعيد بن السيب عن عمر بن‬
‫الطاب «إياكم أن تلكوا عن آية الرجم» الديث رواه الترمذي من حديث سعيد عن‬
‫عمر‪ ,‬وقال صحيح‪ .‬وقال الافظ أبو يعلى الوصلي‪ :‬حدثنا عبيد ال بن عمر القواريري‪,‬‬
‫حدثنا يزيد بن زريع‪ ,‬حدثنا ابن عون عن ممد هو ابن سيين‪ ,‬قال‪ :‬نبئت عن كثي بن‬
‫الصلت قال‪ :‬كنا عند مروان وفينا زيد‪ ,‬فقال زيد بن ثابت‪ :‬كنا نقرأ‪« :‬الشيخ والشيخة‬
‫إذا زن يا فارجوه ا الب تة»‪ ,‬قال مروان‪ :‬أل كتبت ها ف ال صحف ؟ قال‪ :‬ذكر نا ذلك وفي نا‬
‫عمر بن الطاب‪ ,‬فقال‪ :‬أنا أشفيكم من ذلك‪ ,‬قال‪ :‬قلنا فكيف ؟ قال جاء رجل إل النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬فذكر كذا وكذا وذكر الرجم‪ ,‬فقال‪ :‬يا رسول ال اكتب ل‬
‫آية الرجم‪ ,‬قال «ل أستطيع الَن» هذا أو نو ذلك‪ .‬وقد رواه النسائي من حديث ممد‬
‫بن الثن عن غندر عن شعبة عن قتادة عن يونس بن جبي عن كثي بن الصلت عن زيد بن‬
‫ثابت به‪ ,‬وهذه طرق كلها متعددة ودالة على أن آية الرجم كانت مكتوبة فنسخ تلوتا‬
‫وبقططططططططي حكمهططططططططا معمولً بططططططططه‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫و قد أ مر ر سول ال صلى ال عل يه و سلم بر جم هذه الرأة و هي زو جة الر جل الذي‬
‫اسطتأجر الجيط لاط زنطت مطع الجيط‪ ,‬ورجطم رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم ماعزا‬
‫والغامد ية‪ ,‬و كل هؤلء ل ين قل عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أن م جلد هم ق بل‬

‫‪229‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الر جم‪ ,‬وإن ا وردت الحاد يث ال صحاح التعددة الطرق واللفاظ بالقت صار على رج هم‬
‫ول يس في ها ذ كر اللد‪ ,‬ولذا كان هذا مذ هب جهور العلماء‪ ,‬وإل يه ذ هب أ بو حني فة‬
‫ومالك والشاف عي رح هم ال‪ ,‬وذ هب المام أح د رح ه ال إل أ نه ي ب أن ي مع على‬
‫طططنة‪.‬‬ ‫طططم للسط‬ ‫طططة‪ ,‬والرجط‬ ‫ططط اللد للَيط‬ ‫طططن بيط‬ ‫ططط الحصط‬ ‫الزانط‬
‫ك ما رُو يَ عن أم ي الؤمن ي علي بن أ ب طالب ر ضي ال ع نه أ نه ل ا أ تى ب سراحة‪,‬‬
‫وكانت قد زنت وهي مصنة‪ ,‬فجلدها يوم الميس‪ ,‬ورجها يوم المعة‪ ,‬فقال‪ :‬جلدتا‬
‫بكتاب ال‪ ,‬ورجتها بسنة رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ .‬وقد روى المام أحد وأهل‬
‫ال سنن الربعة ومسلم من حديث قتادة عن السن عن حطّان بن ع بد ال الرقاشي عن‬
‫عبادة بن ال صامت قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «خذوا ع ن خذوا ع ن قد‬
‫جعطل ال لنط سطبيلً‪ ,‬البكطر بالبكطر جلد مائة وتغريطب عام‪ ,‬والثيطب بالثيطب جلد مائة‬
‫والر جم»‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬ول تأخذ كم ب ما رأ فة ف د ين ال} أي ف ح كم ال‪ ,‬أي ل‬
‫ترحوها وترأفوا بما ف شرع ال‪ ,‬وليس النهي عنه الرأفة الطبيعية على إقامة الد‪ ,‬وإنا‬
‫هي الرأفة الت تمل الاكم على ترك الد فل يوز ذلك‪ .‬قال ماهد {ول تأخدكم بما‬
‫رأفة ف دين ال} قال‪ :‬إقامة الدود إذا رفعت إل السلطان فتقام ول تعطل‪ ,‬وكذا روي‬
‫عن سعيد بن جبي وعطاء بن أب رباح‪ .‬وقد جاءف الديث «تعافوا الدود فيما بينكم‪,‬‬
‫فما بلغن من حد فقدوجب»‪ ,‬وف الديث الَخر «لد يقام ف الرض خي لهلها من‬
‫أن يطروا أربع ي صباحا»‪ .‬وق يل الراد {ول تأخذكم ب ما رأ فة ف دين ال} فل تقيموا‬
‫الدط كمطا ينبغطي مطن شدة الضرب الزاجطر عطن الأثط‪ ,‬وليطس الراد الضرب البطح‪.‬‬
‫قال عا مر الش عب {ول تأخذ كم ب ما رأ فة ف د ين ال} قال‪ :‬رح ة ف شدة الضرب‪.‬‬
‫وقال عطاء‪ :‬ضرب ليس بالبح‪ .‬وقال سعيد بن أب عروبة عن حاد بن أب سليمان‪ :‬يلد‬
‫القاذف وعليه ثيابه والزان تلع ثيابه‪ ,‬ث تل {ول تأخذكم بما رأفة ف دين ال} فقلت‬
‫هذا ف الكم ؟ قال‪ :‬هذا ف الكم‪ ,‬واللد يعن ف إقامة الد وف شدة الضرب‪ .‬وقال‬
‫ابن أب حات‪ :‬حدثنا عمرو بن عبد ال الودي‪ ,‬حدثنا وكيع عن نافع عن ابن عمرو عن‬
‫ا بن أ ب ملي كة‪ ,‬عن عب يد ال بن ع بد ال بن ع مر أن جار ية ل بن ع مر ز نت فضرب‬
‫رجلي ها‪ ,‬قال نا فع‪ :‬أراه قال وظهر ها‪ ,‬قال قلت {ول تأخذ كم ب ما رأ فة ف د ين ال}‬

‫‪230‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال‪ :‬يا ب ن ورأيت ن أخذتن ب ا رأ فة إن ال ل يأمرن أن أقتلها‪ ,‬ول أن أج عل جلدها ف‬
‫رأ سها‪ ,‬و قد أوج عت ح ي ضربت ها‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬إن كن تم تؤمنون بال واليوم الَ خر}‬
‫أي فافعلوا ذلك وأقيموا الدود على من ز ن‪ ,‬وشددوا عل يه الضرب ول كن ل يس مبحا‬
‫ليتدع هو و من ي صنع مثله بذلك‪ ,‬و قد جاء ف ال سند عن ب عض ال صحابة أ نه قال‪ :‬يا‬
‫رسططول ال إنطط لذبططح الشاة وأنططا أرحهططا‪ :‬فقال «ولك فطط ذلك أجططر»‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وليش هد عذاب ما طائ فة من الؤمن ي} هذا ف يه تنك يل للزاني ي إذا جلدا‬
‫بضرة الناس‪ ,‬فإن ذلك يكون أبلغ فط زجرهاط وأنعط فط ردعهمطا‪ ,‬فإن فط ذلك تقريعا‬
‫وتوبيخا وفضيحة إذا كان الناس حضورا‪ .‬قال السن البصري ف قوله {وليشهد عذابما‬
‫طائ فة من الؤمن ي} يع ن علن ية‪ :‬ث قال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس {وليش هد‬
‫عذابما طائفة من الؤمني}الطائفة الرجل فما فوقه‪ .‬وقال ماهد‪ :‬الطائفة رجل إل ألف‪,‬‬
‫وكذا قال عكر مة‪ ,‬ولذا قال أح د‪ :‬إن الطائ فة ت صدق على وا حد‪ ,‬وقال عطاء بن أ ب‬
‫رباح‪ :‬اثنان‪ ,‬وبه قال إسحاق بن راهويه‪ ,‬وكذا قال سعيد بن جبي {طائفة من الؤمني}‬
‫قال‪ :‬يعنطط رجليطط فصططاعدا‪ ,‬وقال الزهري‪ :‬ثلثططة نفططر فصططاعدا‪.‬‬
‫وقال عبد الرزاق‪ :‬حدثن ابن وهب عن المام مالك ف قوله {وليشهد عذابما طائفة‬
‫من الؤمني} قال‪ :‬الطائفة أربعة نفر فصاعدا‪ ,‬لنه ل يكفي شهادة ف الزنا دون أربعة‬
‫شهداء ف صاعدا‪ ,‬و به قال الشافعطي‪ .‬وقال ربي عة‪ :‬خ سة‪ .‬وقال ال سن الب صري‪ :‬عشرة‬
‫وقال قتادة‪ :‬أ مر ال أن يش هد عذاب ما طائ فة من الؤمن ي‪ ,‬أي ن فر من ال سلمي ليكون‬
‫ذلك موعظة وعبة ونكالً‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا يي بن عثمان‪ ,‬حدثنا‬
‫بقيطة قال‪ :‬سطعت نصطر بطن علقمطة يقول فط قوله تعال‪{ :‬وليشهطد عذابمطا طائفطة مطن‬
‫الؤمنيط} قال‪ :‬ليطس ذلك للفضيحطة‪ ,‬إناط ذلك ليدعطى ال تعال لمطا بالتوبطة والرحةط‪.‬‬

‫حهَآ إِلّ زَا نٍ َأ ْو مُشْرِ كٌ وَ ُحرّ مَ ذَلِ َ‬


‫ك‬ ‫** الزّانِي َل يَنكِ حُ إِلّ زَاِنَيةً َأ ْو مُشْرِ َك ًة وَالزّانَِيةُ َل يَنكِ ُ‬
‫عَلَى الْ ُم ْؤ ِمنِيَططططططططططططططططططططططططططططططط‬
‫هذا خب من ال تعال بأن الزان ل يطأ إل زانية أو مشركة‪ ,‬أي ل يطاوعه على مراده‬
‫من الزنا إل زانية عاصية‪ ,‬أو مشركة ل ترى حرمة ذلك‪ ,‬وكذلك {الزانية ل ينكحها إل‬

‫‪231‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫زان} أي عاص بزناه {أو مشرك} ل يعتقد تريه‪ ,‬قال سفيان الثوري عن حبيب بن أب‬
‫عمرة عن سعيد بن جبي عن ا بن عباس ر ضي ال ع نه {الزا ن ل ين كح إل زان ية أو‬
‫مشركطة} قال‪ :‬ل يس هذا بالنكاح‪ ,‬إن ا هطو الماع ل يزنط ب ا إل زان أو مشرك‪ ,‬وهذا‬
‫إ سناد صحيح ع نه‪ ,‬و قد روي ع نه من غ ي و جه أيضا‪ .‬و قد روي عن ما هد وعكر مة‬
‫وسعيد بن جبي وعروة بن الزبي والضحاك ومكحول ومقاتل بن حيان وغي واحد نو‬
‫ذلك‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وحرم ذلك على الؤمنيط} أي تعاطيطه والتزوج بالبغايطا‪ ,‬أو تزويطج‬
‫العفائف بالرجال الفجار‪ ,‬وقال أبو داود الطيالسي‪ :‬حدثنا قيس عن أب حصي عن سعيد‬
‫بن جبي عن ا بن عباس {وحرم ذلك على الؤمن ي} قال‪ :‬حرم ال الز نا على الؤمن ي‪.‬‬
‫وقال قتادة ومقاتطل بطن حيان‪ :‬حرم ال على الؤمنيط نكاح البغايطا‪ ,‬وتقدم ذلك فقال‬
‫{وحرم ذلك على الؤمن ي} وهذه الَ ية كقوله تعال‪{ :‬م صنات غ ي م سافحات ول‬
‫متخذات أخدان}‪ .‬وقوله {مصني غي مسافحي ول متخذي أخدان} الَية‪ ,‬ومن ههنا‬
‫ذهب المام أحد بن حنبل رحه ال إل أنه ل يصح العقد من الرجل العفيف على الرأة‬
‫الب غي ما دا مت كذلك ح ت ت ستتاب‪ ,‬فإن تا بت صح الع قد علي ها وإل فل‪ ,‬وكذلك ل‬
‫ي صح تزو يج الرأة الرة العفي فة بالر جل الفا جر ال سافح ح ت يتوب تو بة صحيحة لقوله‬
‫طططططططططططططططططططططط}‪.‬‬ ‫تعال‪{ :‬وحرم ذلك على الؤمنيط‬
‫وقال المام أح د‪ :‬حدث نا عارم حدثنا معت مر بن سليمان قال أ ب حدث نا الضرمي عن‬
‫القاسم بن ممد عن عبد ال بن عمر رضي ال عنهما أن رجلً من الؤمني استأذن رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم ف امرأة يقال ل ا أم مهزول كا نت ت سافح وتشترط له أن تن فق‬
‫عليه قال فاستأذن رسول ال صلى ال عليه وسلم أو ذكر له أمرها قال‪ :‬فقرأ عليه رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم {الزان ل ينكح إل زانية أو مشركة والزانية ل ينكحهاإل زان أو‬
‫مشرك وحرّم ذلك على الؤمنيططططططططططططططططططططططط}‪.‬‬
‫وقال النسائي‪ :‬أخبنا عمرو بن عدي حدثنا العتمر بن سليمان عن أبيه عن الضرمي‬
‫عن القاسم بن ممد عن عبد ال بن عمرو قال‪ :‬كانت امرأة يقال لا أم مهزول وكانت‬
‫تسافح فأراد رجل من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يتزوجها فأنزل ال عز‬

‫‪232‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫و جل‪{ :‬الزا ن ل ين كح إل زان ية أو مشر كة والزان ية ل ينكحهاإل زان أو مشرك وحرّم‬
‫ذلك على الؤمنيططططططططططططططططططططططططططططط}‪.‬‬
‫وقال الترمذي‪ :‬حدثنا عبد بن حيد‪ ,‬حدثنا روح بن عبادة عن عبيد ال بن الخنس‪,‬‬
‫أخبن عمرو بن شعيب عن أبيه‪ ,‬عن جده قال‪ :‬كان رجل يقال له مرثد بن أب مرثد‪,‬‬
‫وكان رجلً ي مل ال سارى من م كة ح ت يأ ت ب م الدي نة‪ ,‬قال وكا نت امرأة ب غي ب كة‬
‫يقال لا عناق‪ ,‬وكانت صديقة له‪ ,‬وإنه واعد رجلً من أسارى مكة يمله‪ ,‬قال‪ :‬فجئت‬
‫حت انتهيت إل ظل حائط من حوائط مكة ف ليلة مقمرة‪ ,‬قال‪ :‬فجاءت عناق‪ ,‬فأبصرت‬
‫سواد ظلي ت ت الائط‪ ,‬فل ما انت هت إل عرفت ن‪ ,‬فقالت‪ :‬مر ثد ؟ فقلت‪ :‬مر ثد‪ ,‬فقالت‪:‬‬
‫مرحبا وأهلً‪ ,‬هلم فبت عندنا الليلة‪ ,‬قال‪ :‬فقلت‪ :‬يا عناق حرم ال الزنا‪ ,‬فقالت‪ :‬يا أهل‬
‫اليام هذا الر جل ي مل أ سراكم‪ ,‬قال‪ :‬فتبع ن ثان ية ودخلت الدي قة فانته يت إل غار أو‬
‫كهطف‪ ,‬فدخلت فيطه فجاؤوا حتط قاموا على رأسطي‪ ,‬فبالوا‪ :‬فظطل بولمط على رأسطي‪,‬‬
‫ل ثقيلً ح ت‬ ‫فأعما هم ال ع ن‪ ,‬قال‪ :‬ث رجعوا فرج عت إل صاحب فحمل ته‪ ,‬وكان رج ً‬
‫انته يت إل الذ خر‪ ,‬ففك كت ع نه أحبله‪ ,‬فجعلت أحله ويعين ن ح ت أت يت به الدي نة‪,‬‬
‫فأت يت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فقلت‪ :‬يا ر سول ال أن كح عناقا أن كح عناقا ط‬
‫مرتي ؟ ط فأمسك رسول ال صلى ال عليه وسلم فلم يرد علي شيئا حت نزلت {الزان‬
‫ل ينكطح إل زانيطة أو مشركطة والزانيطة ل ينكحهاإل زان أو مشرك وحرّم ذلك على‬
‫الؤمن ي} فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم « يا مر ثد‪ :‬الزا ن ل ين كح إل زان ية أو‬
‫زانط أو مشرك فل تنكحهطا}‪ .‬ثط قال الترمذي‪ :‬هذا‬ ‫مشركطة‪ ,‬والزانيطة ل ينكحهطا إل ٍ‬
‫حديث حسن غريب‪ ,‬ل نعرفه إل من هذا الوجه‪ ,‬وقد رواه أبو داود والنسائي ف كتاب‬
‫النكاح مططن سططننهما مططن حديططث عبيططد ال بططن الخنططس بططه‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا مسدد أبو السن حدثنا عبد الوارث عن حبيب‬
‫العلم‪ ,‬حدثن عمرو بن شعيب عن سعيد القبي‪ ,‬عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم «ل ينكح الزان الجلود إل مثله» وهكذا أخرجه أبو داود‬
‫ف سننه عن مسدد وأب معمر عن عبد ال بن عمر كلها عن عبد الوارث به‪.‬وقال المام‬
‫أحد‪ :‬حدثنا يعقوب‪ ,‬حدثنا عاصم بن ممد بن زيد بن عبد ال بن عمر بن الطاب عن‬

‫‪233‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أخيه عمر بن ممد‪ ,‬عن عبد ال بن يسار مول ابن عمر قال‪ :‬أشهد لسمعت سالا يقول‪:‬‬
‫قال ع بد ال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «ثل ثة ل يدخلون ال نة ول ين ظر ال‬
‫إلي هم يوم القيا مة‪ :‬العاق لوالد يه‪ ,‬والرأة الترجلة التشب هة بالرجال‪ ,‬والديوث‪ ,‬وثلث ل‬
‫ينظر ال إليهم يوم القيامة‪ :‬العاق لوالديه‪ ,‬ومدمن المر‪ ,‬والنان با أعطى» ورواه النسائي‬
‫عن عمرو بن علي الفلس‪ ,‬عن يزيد بن زريع‪ ,‬عن عمر بن ممد العمري‪ ,‬عن عبد ال‬
‫بطططططططططططن يسطططططططططططار بطططططططططططه‪.‬‬
‫وقال المام أحد أيضا‪ :‬حدثنا يعقوب‪ ,‬حدثنا الوليد بن كثي عن قطن بن وهب عن‬
‫عوير بن الجدع‪ ,‬عمن حدثه عن سال بن عبد ال بن عمر‪ ,‬قال‪ :‬حدثن عبد ال بن‬
‫عمر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال «ثلثة حرم ال عليهم النة‪ :‬مدمن المر‪,‬‬
‫والعاق لوالديه‪ ,‬والديوث الذي يقر ف أهله البث»‪ .‬وقال أبو داود الطيالسي ف مسنده‪:‬‬
‫حدثن شعبة‪ ,‬حدثن رجل من آل سهل بن حنيف عن ممد بن عمار‪ ,‬عن عمار بن ياسر‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «ل يدخل النة ديوث» يستشهد به لا قبله من‬
‫الحاديطططططططططططططططططططططططططططططططططث‪.‬‬
‫وقال ابن ماجه‪ :‬حدثنا هشام بن عمار‪ ,‬حدثنا سلم بن سوار‪ ,‬حدثنا كثي بن سليم عن‬
‫الضحاك بن مزاحم‪ ,‬سعت أنس بن مالك يقول‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يقول «من أراد أن يلقى ال وهو طاهر متطهر‪ ,‬فليتزوج الرائر» ف إسناده ضعف‪ .‬وقال‬
‫المام أبو النصر إساعيل بن حاد الوهري ف كتابه الصحاح ف اللغة‪ :‬الديوث القنع‪,‬‬
‫و هو الذي ل غية له‪ ,‬فأ ما الد يث الذي رواه المام أ بو ع بد الرح ن الن سائي ف كتاب‬
‫النكاح من سننه‪ :‬أخب نا م مد بن إ ساعيل بن عل ية عن يز يد بن هارون‪ ,‬عن حاد بن‬
‫سلمة وغيه‪ ,‬عن هارون بن رئاب‪ ,‬عن عبد ال بن عبيد بن عمي وعبد الكري عن عبد‬
‫ال بن عبيد عمي‪ ,‬عن ابن عباس‪ .‬عبد الكري رفعه إل ابن عباس وهارون ل يرفعه‪ ,‬قال‪:‬‬
‫جاء رجل إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬إن عندي امرأة هي من أحب الناس‬
‫إل‪ ,‬وهي ل تنع يد لمس ؟ قال «طلقها» قال‪ :‬ل صب ل عنها‪ .‬قال «استمتع با» ث‬
‫قال الن سائي‪ :‬هذا الد يث غ ي ثا بت وع بد الكر ي ل يس بالقوي وهارون أث بت م نه و قد‬
‫أرسل الديث وهو ثقة وحديثه أول بالصواب من حديث عبد الكري‪ .‬قلت‪ :‬وهو ابن‬

‫‪234‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أ ب الخارق الب صري الؤدب تاب عي ضع يف الد يث‪ ,‬و قد خال فه هارون بن رئاب و هو‬
‫تابعي ثقة من رجال مسلم‪ ,‬فحديثه الرسل أول كما قال النسائي‪ ,‬لكن قد رواه النسائي‬
‫ف كتاب الطلق‪ ,‬عن إسحاق بن راهويه‪ ,‬عن النضر بن شيل‪ ,‬عن حاد بن سلمة‪ ,‬عن‬
‫هارون بن رئاب عن ع بد ال بن عب يد بن عم ي‪ ,‬عن ا بن عباس م سندا‪ ,‬فذكره بذا‬
‫السناد‪ ,‬فرجاله على شرط مسلم إل أن النسائي بعد روايته له قال‪ :‬هذا خطأ والصواب‬
‫طططططواب‪.‬‬ ‫طططططر على الصط‬ ‫ططططط النضط‬ ‫طططططل‪ ,‬ورواه غيط‬ ‫مرسط‬
‫و قد رواه الن سائي أيضا وأ بو داود عن ال سي بن حر يث‪ ,‬أخب نا الف ضل بن مو سى‪,‬‬
‫أخبنا السي بن واقد عن عمارة بن أب حفصة عن عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس عن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم فذكره وهذا السناد جيد‪ .‬وقد اختلف الناس ف هذا الديث ما بي‬
‫مضعف له كما تقدم عن النسائي‪ ,‬ومنكر كما قال المام أحد‪ :‬هو حديث منكر‪ ,‬وقال‬
‫ا بن قتي بة‪ :‬إن ا أراد أن ا سخية ل ت نع سائلً‪ ,‬وحكاه الن سائي ف سننه عن بعض هم فقال‬
‫وق يل‪ :‬سخية تع طي‪ ,‬ورد هذا بأن لو كان الراد لقال‪ :‬ل ترّد يد ملت مس‪ ,‬وق يل الراد أن‬
‫سجيتها ل ترد يد لمس ل أن الراد أن هذا واقع منها وأنا تفعل الفاحشة‪ ,‬فإن رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم ل يأذن ف م صاحبة من هذه صفتها‪ ,‬فإن زوج ها والالة هذه‬
‫يكون ديوثا‪ ,‬وقد تقدم الوعيد على ذلك‪ ,‬ولكن لا كانت سجيتها هكذا ليس فيها مانعة‬
‫ول مالفة لن أرادها لو خل با أحد‪ ,‬أمره رسول ال صلى ال عليه وسلم بفراقها‪ ,‬فلما‬
‫ذ كر أ نه يب ها أباح له البقاء مع ها لن مب ته ل ا مق قة ووقوع الفاح شة من ها متو هم فل‬
‫ططبحانه وتعال أعلم‪.‬‬ ‫ططل‪ ,‬وال سط‬ ‫ططم الَجط‬ ‫ططل لتوهط‬ ‫ططار إل الضرر العاجط‬ ‫يصط‬
‫قالوا فأما إذا حصلت توبة فإنه يل التزويج‪ ,‬كما قال المام أبو ممد بن أب حات رحه‬
‫ال‪ :‬حدثنا أبو سعيد الشج‪ ,‬حدثنا أبو خالد عن ابن أب ذئب قال‪ :‬سعت شعبة مول ابن‬
‫عباس ر ضي ال ع نه قال‪ :‬سعت ا بن عباس و سأله ر جل فقال‪ :‬إ ن ك نت أل بامرأة آ ت‬
‫منها ما حرم ال عز وجل علي‪ ,‬فرزقن ال عز وجل من ذلك توبة‪ ,‬فأردت أن أتزوجها‪,‬‬
‫فقال أناس‪ :‬إن الزا ن ل ين كح إل زان ية أو مشر كة‪ ,‬فقال ا بن عباس‪ :‬ل يس هذا ف هذا‪,‬‬
‫انكحهطا فمطا كان مطن إثط فعلي‪ ,‬وقطد ادعطى طائفطة آخرون مطن العلماء أن هذه الَيطة‬
‫منسوخة‪ ,‬قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو سعيد الشج‪ ,‬حدثنا أبو خالد عن يي بن سعيد‪,‬‬

‫‪235‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عن سعيد بن ال سيب قال‪ :‬ذ كر عنده {الزا ن ل ين كح إل زان ية أو مشر كة والزان ية ل‬
‫ينكحهطا إل زان أو مشرك} قال‪ :‬كان يقال نسطختها التط بعدهطا {وأنكحوا اليامطى‬
‫منكم} قال‪ :‬كان يقال اليامى من السلمي‪ ,‬وهكذا رواه أبو عبيد القاسم بن سلم ف‬
‫كتاب النا سخ والن سوخ له عن سعيد بن ال سيب‪ ,‬و نص على ذلك أيضا المام أ بو ع بد‬
‫ططططططي‪.‬‬ ‫ططططططس الشافعط‬ ‫ططططططن إدريط‬ ‫ططططططد بط‬ ‫ال ممط‬

‫ت ثُ مّ لَ ْم َيأْتُواْ ِبأَ ْرَب َعةِ ُشهَدَآءَ فَاجْلِدُوهُ ْم ثَمَانِيَ جَ ْل َدةً وَ َل‬


‫صنَا ِ‬
‫** وَالّذِي نَ َي ْرمُو نَ الْ ُمحْ َ‬
‫ك َوأَ صَْلحُواْ‬ ‫ك هُ ُم اْلفَا ِسقُونَ * إِ ّل الّذِي نَ تَابُواْ مِن َبعْدِ ذَلِ َ‬ ‫َتقْبَلُواْ َلهُ ْم َشهَا َدةً َأبَدا َوُأوْلَـئِ َ‬
‫ط َغفُورٌ رّحِيمططططططططططٌ‬ ‫فَإِنططططططططططّ اللّهططططططططط َ‬
‫هذه الَية الكرية فيها بيان حكم جلد القاذف للمحصنة‪ ,‬هي الرة البالغة العفيفة‪ ,‬فإذا‬
‫كان القذوف رجلً فكذلك يلد قاذ فه أيضا‪ ,‬ول يس ف هذا نزاع ب ي العلماء‪ ,‬فإن أقام‬
‫القاذف بينة على صحة ما قاله درأ عنه الد‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ث ل يأتوا بأربعة شهداء‬
‫فاجلدو هم ثان ي جلدة ول تقبلوا ل م شهادة أبدا وأولئك هم الفا سقون} فأو جب على‬
‫القاذف‪ ,‬إذا ل يقم البينة على صحة ما قال‪ ,‬ثلثة أحكام‪( :‬أحدها) أن يلد ثاني جلدة‪.‬‬
‫(الثان) أنه ترد شهادته أبدا‪( .‬الثالث) أن يكون فاسقا ليس بعدل ل عند ال ول عند‬
‫الناس‪.‬‬
‫ثط قال تعال‪{ :‬إل الذيطن تابوا مطن بعطد ذلك وأصطلحوا فإن ال غفور رحيطم} الَيطة‪.‬‬
‫واختلف العلماء ف هذا ال ستثناء‪ .‬هل يعود إل الملة الخية ف قط فتر فع التو بة الف سق‬
‫فقطط ويبقطى مردود الشهادة دائما وإن تاب‪ ,‬أو يعود إل الملتيط الثانيطة والثالثطة ؟ أمطا‬
‫اللد ف قد ذ هب وانق ضى سواء تاب أو أ صر ول ح كم له بعد ذلك بل خلف‪ ,‬فذ هب‬
‫المام مالك وأح د والشاف عي إل أ نه إذا تاب قبلت شهاد ته‪ ,‬وارت فع ع نه ح كم الف سق‪,‬‬
‫و نص عل يه سعيد بن ال سيب سيد التابع ي‪ ,‬وجا عة من ال سلف أيضا‪ .‬وقال المام أ بو‬
‫حني فة‪ :‬إن ا يعود ال ستثناء إل الملة الخية ف قط‪ ,‬فيت فع الف سق بالتو بة‪ ,‬ويب قى مردود‬
‫الشهادة أبدا‪ ,‬ومن ذهب إليه من السلف القاضي شريح وإبراهيم النخعي وسعيد بن جبي‬

‫‪236‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ومكحول وع بد الرح ن بن ز يد بن جابر‪ .‬وقال الش عب والضحاك‪ :‬ل تق بل شهاد ته وإن‬
‫تاب إل أن يعترف على نفسطه أنطه قطد قال البهتان‪ ,‬فحينئذ تقبطل شهادتطه‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫شهَا َدةُ أَ َح ِدهِ مْ أَ ْربَ ُع‬


‫سهُمْ فَ َ‬
‫** وَالّذِي َن يَ ْرمُو نَ أَ ْزوَا َجهُ ْم وَلَ ْم َيكُ نْ ّلهُ ْم ُشهَدَآءُ إِلّ أَنفُ ُ‬
‫سةُ أَ نّ َل ْعَنةَ اللّ ِه عََليْ هِ إِن كَا نَ مِ َن اْلكَا ِذبِيَ *‬
‫َشهَادَا تٍ بِاللّ هِ ِإنّ هُ لَ ِم َن ال صّادِقِيَ * وَالْخَامِ َ‬
‫سةَ أَ نّ‬‫ت بِاللّ هِ ِإنّ هُ لَمِ َن الْكَا ِذبِيَ * وَالْخَامِ َ‬ ‫شهَدَ أَ ْربَ َع َشهَادَا ٍ‬
‫َويَدْ َر ُؤاْ َعنْهَا اْلعَذَا بَ أَن تَ ْ‬
‫غَضَبَ اللّ ِه عََلْيهَآ إِن كَا َن مِ َن الصّادِقِيَ * وََلوْلَ َفضْلُ اللّ ِه عََلْيكُ ْم وَرَ ْح َمتُ ُه َوأَنّ اللّ َه َتوّابٌ‬
‫َحكِيمططططططططططططططططططططططططططططططططططٌ‬
‫هذه الَ ية الكري ة في ها فرج للزواج وزيادة مرج إذا قذف أحد هم زوج ته‪ ,‬وتع سر‬
‫عليه إقامة البينة أن يلعنها كما أمر ال عز وجل وهو أن يضرها إل المام فيدعي عليها‬
‫با رماها به‪ ,‬فيحلفه الاكم أربع شهادات بال ف مقابلة أربعة شهداء إنه لن الصادقي‬
‫أي في ما رماها به من الزنا {والام سة أن لع نة ال عليه إن كان من الكاذب ي} فإذا قال‬
‫ذلك‪ ,‬بانت منه بنفس هذا اللعان عند الشافعي وطائفة كثية من العلماء‪ ,‬وحرمت عليه‬
‫أبدا‪ ,‬ويعطيهامهرها ويتوجب عليها حد الزنا‪,‬ول يدرأ عنهاالعذاب إل أن تلعن فتشهد‬
‫أربع شهادات بال إنه لن الكاذبي‪ ,‬أي فيما رماها به {والامسة أن غضب ال عليها إن‬
‫كان من الصادقي} ولذا قال {ويدرأ عنها العذاب} يعن الد {أن تشهد أربع شهادات‬
‫بال إ نه ل ن الكاذب ي * والام سة أن غ ضب ال علي ها إن كان من ال صادقي} فخ صها‬
‫بالغضب‪ ,‬كما أن الغالب أن الرجل ل يتجشم فضيحة أهله ورميها بالزنا إل وهو صادق‬
‫معذور‪ ,‬و هي تعلم صدقه في ما رما ها به‪ ,‬ولذا كا نت الام سة ف حق ها أن غ ضب ال‬
‫ططه‪.‬‬ ‫ططد عنط‬ ‫طط ييط‬ ‫طط ثط‬ ‫ططو الذي يعلم القط‬ ‫ططه هط‬ ‫ططا‪ ,‬والغضوب عليط‬ ‫عليهط‬
‫ث ذكر تعال رأفته بلقه ولطفه بم فيما شرع لم من الفرج والخرج من شدة ما يكون‬
‫بم من الضيق‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬ولول فضل ال عليكم ورحته} أي لرجتم ولشق عليكم‬
‫كثيط مطن أموركطم {وأن ال تواب} أي على عباده‪ ,‬وإن كان ذلك بعطد اللف واليان‬
‫الغلظة {حكيم} فيما يشرعه ويأمر به وفيما ينهى عنه‪ ,‬وقد وردت الحاديث بقتضى‬
‫طحابة‪.‬‬ ‫طن الصط‬ ‫طه مط‬ ‫طن نزلت فيط‬ ‫طبب نزولا ط وفيمط‬ ‫طر سط‬ ‫طة وذكط‬ ‫طل بذه الَيط‬ ‫العمط‬

‫‪237‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فقال المام أحد‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬أخبنا عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس قال‪:‬‬
‫لا نزلت {والذين يرمون الحصنات ث ل يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثاني جلدة ول‬
‫تقبلوا لمط شهادة أبدا} قال سطعد بطن عبادة وهطو سطيد النصطار رضطي ال عنطه‪ :‬أهكذا‬
‫أنزلت يطا رسطول ال ؟ فقال رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم «يطا معشطر النصطار أل‬
‫تسمعون ما يقول سيدكم ؟» فقالوا‪ :‬يا رسول ال ل تلمه فإنه رجل غيور‪ ,‬وال ما تزوج‬
‫امرأة قط إل بكرا‪ ,‬و ما طلق امرأة له قط فاجترأ ر جل م نا أن يتزوج ها من شدة غي ته‪.‬‬
‫فقال سعد‪ :‬وال يا رسول ال إن لعلم أنا حق وأنا من ال‪ ,‬ولكن قد تعجبت أن لو‬
‫وجدت لكاعا قد تفخذها رجل ل يكن ل أن أهيجه ول أحركه حت آت بأربعة شهداء‪,‬‬
‫فو ال ل آت بم حت يقضي حاجته ط قال‪ :‬فما لبثوا إل يسيا ط حت جاء هلل بن‬
‫أمية وهو أحد الثلثة الذين تيب عليهم‪ ,‬فجاء من أرضه عشاء‪ ,‬فوجد عند أهله رجلً‪,‬‬
‫فرأى بعينيه وسع بأذنيه فلم يهيجه حت أصبح‪ ,‬فغدا على رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فقال‪ :‬يطا رسطول ال إنط جئت على أهلي عشاء فوجدت عندهطا رجلً‪ ,‬فرأيطت بعينط‬
‫وسعت بأذن‪ ,‬فكره رسول ال صلى ال عليه وسلم ما جاء به واشتد عليه‪ ,‬واجتمعت‬
‫عل يه الن صار وقالوا‪ :‬قد ابتلي نا ب ا قال سعد بن عبادة الَن‪ ,‬يضرب ر سول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم هلل بن أمية ويبطل شهادته ف الناس‪ ,‬فقال هلل‪ :‬وال إن لرجو أن يعل‬
‫ال ل من ها مرجا‪ .‬وقال هلل يا ر سول ال فإ ن قد أرى ما اش تد عل يك م ا جئت به‪,‬‬
‫وال يعلم إن لصادق‪ .‬فو ال إن رسول ال صلى ال عليه وسلم يريد أن يأمر بضربه إذ‬
‫أنزل ال على رسوله صلى ال عليه وسلم الوحي‪ ,‬وكان إذا أنزل عليه الوحي عرفوا ذلك‬
‫ف تربد وجهه‪ ,‬يعن فأمسكوا عنه حت فرغ من الوحي‪ ,‬فنلت {والذين يرمون أزواجهم‬
‫ول ي كن ل م شهداء إل أنف سهم فشهادةأحد هم أر بع شهادات بال} الَ ية‪ ,‬ف سري عن‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فقال «أب شر يا هلل ف قد ج عل ال لك فرجا ومرجا»‬
‫فقال هلل‪ :‬قد كنت أرجو ذلك من رب عز وجل‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫«أر سلوا إليها» فأرسلوا إلي ها فجاءت‪ ,‬فتلها رسول ال صلى ال عليه وسلم عليهما‪,‬‬
‫فذكرها وأخبها أن عذاب الَخرة أشد من عذاب الدنيا‪ ,‬فقال هلل‪ :‬وال يا رسول ال‬
‫لقد صدقت عليها‪ ,‬فقالت‪ :‬كذب‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «لعنوا بينهما»‬

‫‪238‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فقيل للل‪ :‬اشهد‪ ,‬فشهد أربع شهادات بال إنه لن الصادقي‪ ,‬فلما كانت الامسة قيل‬
‫له‪ :‬يطا هلل اتطق ال‪ ,‬فإن عذاب الدنيطا أهون مطن عذاب الَخرة‪ ,‬وإن هذه الوجبطة التط‬
‫تو جب عل يك العذاب‪ ,‬فقال‪ :‬وال ل يعذب ن ال علي ها ك ما ل يلد ن علي ها‪ ,‬فش هد ف‬
‫الامسة أن لعنة ال عليه إن كان من الكاذبي‪ ,‬ث قيل للمرأة‪ :‬اشهدي أربع شهادات بال‬
‫إ نه ل ن الكاذب ي‪ ,‬وق يل ل ا ع ند الام سة‪ :‬ات قي ال‪ ,‬فإن عذاب الدن يا أهون من عذاب‬
‫الَخرة‪ ,‬وإن هذه الوجبة الت توجب عليك العذاب فتلكأت ساعة وهت بالعتراف‪ ,‬ث‬
‫قالت‪ :‬وال ل أفضطح قومطي‪ ,‬فشهدت فط الامسطة أن غضطب ال عليهطا إن كان مطن‬
‫الصادقي‪ ,‬ففرق رسول ال صلى ال عليه وسلم بينهما‪ ,‬وقضى أن ل يدعى ولدها لب‪,‬‬
‫ول يرمى ولدها‪ ,‬ومن رماها أو رمى ولدها فعليه الد‪ ,‬وقضى أن ل بيت لا عليه ول‬
‫قوت لا من أجل أن يفترقا من غي طلق ول متوف عنها‪ ,‬وقال «إن جاءت به أصيهب‬
‫أريشح حش الساقي‪ ,‬فهو للل‪ ,‬وإن جاءت به أورق جعدا جاليا خدل الساقي سابغ‬
‫الليتي‪ ,‬فهو الذي رميت به» فجاءت به أورق جعدا جاليا خدل الساقي سابغ الليتي‪,‬‬
‫فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «لول اليان لكان ل ولا شأن» قال عكرمة‪ :‬فكان‬
‫بعد ذلك أميا على مصر‪ ,‬وكان يدعى لمه ول يدعى لب‪ .‬ورواه أبو داود عن السن‬
‫طططرا‪.‬‬ ‫طططه نوه متصط‬ ‫طططن هارون بط‬ ‫طططد بط‬ ‫طططن يزيط‬ ‫طططن علي عط‬ ‫بط‬
‫ولذا الديطث شواهطد كثية فط الصطحاح وغيهطا مطن وجوه كثية‪ ,‬فمنهطا مطا قال‬
‫البخاري‪ :‬حدث ن م مد بن بشار‪ ,‬حدث نا ا بن أ ب عدي عن هشام بن ح سان‪ ,‬حدث ن‬
‫عكر مة عن ا بن عباس أن هلل بن أم ية قذف امرأ ته ع ند ال نب صلى ال عل يه و سلم‬
‫بشريك بن سحماء‪ ,‬فقال ال نب صلى ال عليه وسلم «البينة أوحد ف ظهرك» فقال‪ :‬يا‬
‫ر سول ال إذا رأى أحد نا على امرأ ته رجلً ينطلق يلت مس البي نة ؟ فج عل ال نب صلى ال‬
‫عليه وسلم يقول «البينة وإل حد ف ظهرك» فقال هلل‪ :‬والذي بعثك بالق إن لصادق‬
‫ولينلن ال ما يبىء ظهري من الد‪ ,‬فنل جبيل وأنزل عليه {والذين يرمون أزواجهم‬
‫ط فقرأ حت بلغ ط إن كان من الصادقي} فانصرف النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فأرسل‬
‫إليه ما‪ ,‬فجاء هلل فش هد وال نب صلى ال عل يه و سلم يقول «إن ال يعلم أن أحدك ما‬
‫كاذب‪ ,‬ف هل منك ما تائب ؟» ث قا مت فشهدت‪ ,‬فل ما كان ف الام سة وقفو ها وقالوا‪:‬‬

‫‪239‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إن ا موج بة‪ ,‬قال ابن عباس‪ :‬فتلكأت ونك صت حت ظننا أن ا تر جع‪ ,‬ث قالت‪ :‬ل أف ضح‬
‫قومي سائر اليوم فمضت‪ ,‬فقال النب صلى ال عليه وسلم «أبصروها فان جاءت به أكحل‬
‫العيني سابغ الليتي خدل الساقي‪ ,‬فهو لشريك ابن سحماء» فجاءت به كذلك‪ ,‬فقال‬
‫ال نب صلى ال عل يه و سلم«لول ما م ضى من كتاب ال لكان ل و ل ا شأن» انفرد به‬
‫البخاري مطن هذا الوجطه‪ ,‬وقطد رواه مطن غيط وجطه عطن ابطن عباس و غيه‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أحد بن منصور الزيادي‪ ,‬حدثنا يونس بن ممد‪ ,‬حدثنا صال‬
‫و هو ابن عمر‪ ,‬حدثنا عاصم يعن ابن كليب عن أبيه‪ ,‬حدثن ابن عباس قال‪ :‬جاء رجل‬
‫ال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فر مى امرأ ته بر جل‪ ,‬فكره ذلك ر سول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم ‪ ,‬فلم يزل يردده ح ت أنزل ال تعال {والذ ين يرمون أزواج هم ول ي كن ل م‬
‫شهداء} فقرأ ح ت فرغ من الَيت ي‪ ,‬فأر سل إليه ما فدعاه ا فقال‪« :‬إن ال تعال قد أنزل‬
‫فيك ما» فد عا الر جل فقرأ عل يه‪ ,‬فش هد أر بع شهادات بال إ نه ل ن ال صادقي‪ ,‬ث أ مر به‬
‫فأم سك على ف يه فوع ظه‪ ,‬فقال له « كل ش يء أهون عل يه من لع نة ال» ث أر سله فقال‬
‫«لعنة ال عليه إن كان من الكاذبي» ث دعاها فقرأ عليها‪ ,‬فشهدت أربع شهادات بال‬
‫إنه من الكاذب ي‪ ,‬ث أ مر فأم سك على فيها فوعظ ها وقال‪« :‬وي ك كل شيء أهون من‬
‫غضب ال» ث أرسلها فقالت‪ :‬غضب ال عليها إن كان من الصادقي‪ .‬فقال رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم «أ ما وال لقض ي بينك ما قضاء ف صل» قال‪ :‬فولدت ف ما رأ يت‬
‫مولودا بالدينة أكثر غاشيةً منه‪ ,‬فقال «إن جاءت به لكذا وكذا فهو كذا‪ ,‬وإن جاءت به‬
‫لكذا وكذا فهطططو كذا» فجاءت بطططه يشبطططه الذي قذفطططت بطططه‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا يي بن سعيد‪ ,‬حدثنا عبد اللك بن أب سليمان قال‪ :‬سعت‬
‫سعيد بن جبي قال‪ :‬سئلت عن التلعني أيفرق بينهما ف إمارة ابن الزبي‪ ,‬فما دريت ما‬
‫أقول‪ ,‬فق مت من مكا ن إل منل ا بن ع مر فقلت‪ :‬يا أ با ع بد الرح ن‪ ,‬التلعنان أيفرق‬
‫بينهما ؟ فقال‪ :‬سبحان ال إن أول من سأل عن ذلك فلن بن فلن‪ ,‬فقال‪ :‬يا رسول ال‬
‫أرأيت الرجل يرى امرأته على فاحشة فإن تكلم تكلم بأمر عظيم وإن سكت سكت على‬
‫م ثل ذلك فسكت فلم يبه‪ ,‬فل ما كان ب عد ذلك أتاه فقال‪ :‬الذي سألتك عنه قد ابتل يت‬
‫به‪ ,‬فأنزل ال تعال هذه الَيات ف سورة النور {والذين يرمون أزواجهم} حت بلغ {أ نّ‬

‫‪240‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫غ ضب ال علي ها إن كان من ال صادقي} فبدأ بالر جل فوع ظه وذكره‪ ,‬وأ خبه أن عذاب‬
‫الدنيا أهون من عذاب الَخرة فقال‪ :‬والذي بعثك بالق ما كذبتك‪ ,‬ث ثن بالرأة فوعظها‬
‫وذكر ها‪ ,‬وأخب ها أن عذاب الدن يا أهون من عذاب الَخرة‪ .‬فقالت الرأة‪ :‬والذي بع ثك‬
‫بالقط إنطه لكاذب‪ ,‬قال‪ :‬فبدأ بالرجطل‪ ,‬فشهطد أربطع شهادات بال إنطه لنط الصطادقي‪,‬‬
‫والام سة أن لع نة ال عل يه إن كان من الكاذب ي‪ ,‬ث ث ن بالرأة‪ ,‬فشهدت أر بع شهادات‬
‫بال إنطه لنط الكاذبيط‪ ,‬والامسطة أن غضطب ال عليهطا إن كان مطن الصطادقي‪ ,‬ثط فرق‬
‫بينهما‪ ,‬رواه النسائي ف التفسي من حديث عبد اللك بن أب سليمان به‪ ,‬وأخرجاه ف‬
‫الصططحيحي مططن حديططث سططعيد بططن جططبي عططن ابططن عباس‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا يي بن حاد‪ ,‬حدثنا أبو عوانة عن العمش عن إبراهيم عن‬
‫علقمة عن عبد ال قال‪ :‬كنا جلوسا عشية المعة ف السجد‪ ,‬فقال رجل من النصار‪:‬‬
‫أحد نا إذا رأى مع امرأ ته رجلً إن قتله قتلتموه‪ ,‬وإن تكلم جلدتوه‪ ,‬وإن سكت سكت‬
‫على غيظ‪ ,‬وال لئن أصبحت صالا لسألن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬قال‪ :‬فسأله‪,‬‬
‫فقال‪ :‬يا رسول ال إن أحدنا إذا رأى مع امرأته رجلً فقتل قتلتموه‪ ,‬وإن تكلم جلدتوه‪,‬‬
‫وإن سكت سكت على غيظ‪ ,‬اللهم احكم‪ ,‬قال‪ :‬فأنزلت آية اللعان‪ ,‬فكان ذلك الرجل‬
‫أول من ابتلي به‪ .‬انفرد بإخراجه مسلم‪ ,‬فرواه من طرق عن سليمان بن مهران العمش‬
‫بططططططططططططططططططططططططططططططططططططه‪.‬‬
‫وقال المام أحدأيضا‪ :‬حدثنا أبو كامل‪ ,‬حدثنا إبراهيم بن سعد‪ ,‬حدثنا ابن شهاب عن‬
‫سهل بن سعد قال‪ :‬جاء عوير إل عاصم بن عدي فقال له‪ :‬سل رسول ال صلى ال عليه‬
‫ل وجد رجلً مع امرأته فقتله أيقتل به‪ ,‬أم كيف يصنع ؟ فسأل عاصم‬ ‫وسلم أرأيت رج ً‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فعاب رسول ال صلى ال عليه وسلم السائل‪ ,‬قال‪ :‬فلقيه‬
‫عوير فقال‪ :‬ما صنعت ؟ قال‪ :‬ما صنعت إنك ل تأتن بي‪ ,‬سألت رسول ال صلى ال‬
‫عليطه وسطلم فعاب السطائل‪ ,‬فقال عويرط‪ :‬وال لَتيط رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم‬
‫فلسألنه‪ .‬فأتاه فوجده قد أنزل عليه فيهما قال‪ :‬فدعا بما فلعن بينهما‪ .‬قال عوير‪ :‬لئن‬
‫انطلقت با يا رسول ال لقد كذبت عليها‪ .‬قال‪ :‬ففارقها قبل أن يأمره رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم فصارت سنة التلعني‪ ,‬وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «أبصروها‬

‫‪241‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فإن جاءت به أسحم أدعج العيني‪ ,‬عظيم الليتي‪ ,‬فل أراه إل قد صدق‪ ,‬وإن جاءت به‬
‫أحيمطر كأنطه وحرة‪ ,‬فل أراه إل كاذبا» فجاءت بطه على النعطت الكروه‪ .‬أخرجاه فط‬
‫الصططحيحي وبقيططة الماعططة إل الترمذي مططن طرق عططن الزهري بططه‪.‬‬
‫ورواه البخاري أيضا من طرق عن الزهري به‪,‬فقال‪ :‬حدثنا سليمان بن داود أبو الربيع‪,‬‬
‫حدثنا فليح عن الزهري عن سهل بن سعد أن رجلً اتى رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ل أيقتله فتقتلو نه‪ ,‬أم ك يف يف عل؟‬
‫فقال يا ر سول ال أرأ يت رجلً رأى مع امرأ ته رج ً‬
‫فأنزل ال تعال فيه ما ما ذ كر ف القرآن من التل عن‪ ,‬فقال له ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم ‪« :‬قد قضى فيك و ف امرأتك» قال‪ :‬فتلعنا‪ ,‬وأنا شاهد عند رسول ال صلى ال‬
‫ل فأن كر حل ها‪,‬‬‫عل يه و سلم ففارق ها فكا نت سنة أن يفرق ب ي التلعن ي‪ ,‬وكا نت حام ً‬
‫وكان ابن ها يد عى الي ها ث جرت ال سنة ف الياث أن يرث ها وترث م نه ما فرض ال ل ا‪.‬‬
‫وقال الافظ أبوبكر البزار‪ :‬حدثنا إسحاق بن الضيف‪ ,‬حدثنا النضر بن شيل‪ ,‬حدثنا‬
‫يونس بن أب إسحاق عن أبيه عن زيد بن بتيع عن حذيفة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم ل ب ب كر «لو رأ يت مع أم رومان رجلً ما ك نت فاعلً به ؟»‬
‫قال‪ :‬كنطت وال فاعلً بطه شرا‪ ,‬قال «فأنطت يطا عمطر ؟» قال‪ :‬كنطت وال فاعلً‪ ,‬كنطت‬
‫أقول‪ :‬ل عن ال الع جز فإ نه خبيث‪ .‬قال‪ :‬فنلت {والذ ين يرمون أزواج هم ول ي كن ل م‬
‫شهداء إل أنفسطهم} ثط قال‪ :‬ل نعلم أحدا أسطنده إل النضطر بطن شيطل عطن يونطس بطن‬
‫إسحاق‪ ,‬ث رواه من حديث الثوري عن ابن أب إسحاق عن زيد بن بتيع مرسلً‪ ,‬فال‬
‫أعلم‪.‬‬
‫وقال الافظ أبو يعلى‪ :‬حدثنا مسلم بن أب مسلم الرمي‪ ,‬حدثنا ملد بن السي عن‬
‫هشام عن ابن سيين عن أنس بن مالك رضي ال عنه قال‪ :‬لول لعان كان ف السلم‬
‫أن شر يك بن سحماء قذ فه هلل بن أم ية بامرأ ته‪ ,‬فرف عه إل ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «أربعة شهود‪ ,‬وإل فحد ف ظهرك» فقال‪ :‬يا‬
‫رسول ال إن ال يعلم إن لصادق‪ ,‬ولينلن ال عليك ما يبىء به ظهري من اللد‪ ,‬فأنزل‬
‫ال آية اللعان {والذين يرمون أزواجهم} إل آخر الَية‪ ,‬قال‪ :‬فدعاه النب صلى ال عليه‬
‫و سلم فقال «اشهد بال إنك ل ن ال صادقي في ما رميتها به من الزنا» فشهد بذلك أر بع‬

‫‪242‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫شهادات‪ ,‬ث قال له ف الامسة «ولعنة ال عليك إن كنت من الكاذبي فيما رميتها به من‬
‫الزنا» ففعل‪ ,‬ث دعاها رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال «قومي فاشهدي بال إنه لن‬
‫الكاذب ي في ما رماك به من الز نا» فشهدت بذلك أر بع شهادات‪ ,‬ث قال ل ا ف الام سة‬
‫وغضب ال عليك إن كان من الصادقي فيما رماك به من الزنا» قال‪ :‬فلما كانت الرابعة‬
‫أو الامسة‪ ,‬سكتت سكتة حت ظنوا أنا ستعترف‪ ,‬ث قالت‪ :‬ل أفضح قومي سائر اليوم‪,‬‬
‫فمضطت على القول‪ ,‬ففرق رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم بينهمطا‪ ,‬وقال «انظروا فإن‬
‫جاءت به جعدا حش الساقي‪ ,‬فهو لشريك بن سحماء‪ ,‬وإن جاءت به أبيض سبطا قصي‬
‫العين ي‪ ,‬فهو للل بن أمية» فجاءت به جعدا ح ش ال ساقي‪ ,‬فقال ر سول ال صلى ال‬
‫عليططه وسططلم «لول مططا نزل فيهمططا مططن كتاب ال لكان ل ولاطط شأن»‪.‬‬

‫سبُوهُ شَرّا ّلكُ ْم بَ ْل ُهوَ َخيْرٌ ّلكُ مْ ِلكُلّ‬


‫** إِ نّ الّذِي نَ جَآءُوا بِالِفْ كِ عُ صَْب ٌة ّمنْكُ مْ َل تَحْ َ‬
‫ِيمط‬
‫َابط عَظ ٌ‬‫َهط عَذ ٌ‬ ‫ُمط ل ُ‬
‫َهط ِمْنه ْ‬‫ْمط وَالّذِي َتوَلّىَ ِكبْر ُ‬
‫ِنط ا ِلث ِ‬ ‫َسطبَ م َ‬‫ُمط م ّا ا ْكت َ‬‫امْرِى ٍء ّمنْه ْ‬
‫هذه العشر آيات كلها نزلت ف شأن عائشة أم الؤمني رضي ال عنها حي رماها أهل‬
‫الفك والبهتان من النافقي با قالوه من الكذب البحت والفرية الت غار ال عز وجل لا‬
‫ولنبيه صلوات ال وسلمه عليه‪ ,‬فأنزل ال تعال براءتا صيانة لعرض رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فقال تعال‪{ :‬إن الذين جاءوا بالفك عصبة منكم} أي جاعة منكم يعن ما‬
‫هو واحد ول اثنان بل جاعة‪ ,‬فكان القدم ف هذه اللعنة عبد ال بن أب ابن سلول رأس‬
‫النافقي‪ ,‬فإنه كان يمعه ويستوشيه‪ ,‬حت دخل ذلك ف أذهان بعض السلمي فتكلموا‬
‫به‪ ,‬وجوزه آخرون من هم‪ ,‬وب قي ال مر كذلك قريبا من ش هر ح ت نزل القرآن‪ ,‬و سياق‬
‫ططططططططث الصطططططططططحيحة‪.‬‬ ‫طططططططط الحاديط‬ ‫ذلك فط‬
‫قال المام أح د‪ :‬حدث نا ع بد الرزاق‪ ,‬حدثنامع مر عن الزهري قال‪ :‬أ خبن سعيد بن‬
‫السيب وعروة بن الزبي وعلقمة بن وقاص وعبيد ال بن عبد ال بن عتبة بن مسعود عن‬
‫حديث عائشة زوج النب صلى ال عليه وسلم حي قال لا أهل الفك ما قالوا‪ ,‬فبأها ال‬
‫تعال‪ ,‬وكل هم قد حدث ن بطائ فة من حديث ها‪ ,‬وبعض هم كان أو عى لديث ها من ب عض‬
‫وأث بت ل ا اقت صاصا‪ ,‬و قد وع يت عن كل واح ٍد من هم الد يث الذي حدث ن عن عائ شة‬

‫‪243‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وبعض حديثهم يصدق بعضا‪ ,‬ذكروا أن عائشة رضي ال عنها زوج النب صلى ال عليه‬
‫وسطلم قالت‪ :‬كان رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم إذا أراد أن يرج لسطفر أقرع بيط‬
‫نسائه‪ ,‬فأيتهن خرج سهمها‪ ,‬خرج با رسول ال صلى ال عليه وسلم معه‪ ,‬قالت عائشة‬
‫رضي ال عنها‪ :‬فأقرع بيننا ف غزوة غزاها‪ ,‬فخرج فيها سهمي‪ ,‬وخرجت مع رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم وذلك بعدما أنزل الجاب‪ ,‬فأنا أحل ف هودجي وأنزل فيه‪ ,‬مسينا‬
‫حت إذا فرغ رسول ال صلى ال عليه وسلم من غزوة وقفل ودنونا من الدينة‪ ,‬آذن ليلة‬
‫بالرحيل فقمت حي آذن بالرحيل فمشيت حت جاوزت اليش‪ ,‬فلما قضيت شأن أقبلت‬
‫إل رحلي فلم ست صدري‪ ,‬فإذا ع قد ل من جزع ظفار قد انق طع‪ ,‬فرج عت فالتم ست‬
‫عقدي‪ ,‬فحب سن ابتغاؤه وأق بل الر هط الذ ين كانوا يرحلون ن فاحتملوا هود جي فرحلوه‬
‫على بعيي الذي كنت أركب‪ ,‬وهم يسبون أن فيه‪ ,‬قالت‪ :‬وكان النساء إذ ذاك خفافا‬
‫ل يثقل نّ ول يغشهن اللحم‪ ,‬إنا يأكلن العلقة من الطعام‪ ,‬فلم يستنكر القوم خفة الودج‬
‫ح ي رفعوه وحلوه‪ ,‬وك نت جار ية حدي ثة ال سن‪ ,‬فبعثوا ال مل و ساروا ووجدت عقدي‬
‫بعدما استمر اليش‪ ,‬فجئت منازلم وليس با داع ول ميب‪ ,‬فتيممت منل الذي كنت‬
‫ف يه‪ ,‬وظن نت أن القوم سيفقدونن فيجعون إل‪ ,‬فبي نا أ نا جال سة ف منل غلبت ن عيناي‬
‫فن مت‪ ,‬وكان صفوان بن الع طل ال سلمي ث الذكوا ن قد عرس من وراء ال يش‪ ,‬فأدل‬
‫فأصبح عند منل فرأى سواد إنسان نائم‪ ,‬فأتان فعرفن حي رآن‪ ,‬وقد كان يران قبل‬
‫الجاب‪ ,‬فا ستيقظت با سترجاعه ح ي عرف ن‪ ,‬فخمرت وج هي بلبا ب‪ ,‬وال ما كلم ن‬
‫كلمة ول سعت منه كلمة غي استرجاعه حت أناخ راحلته‪ ,‬فوطىء على يدها فركبتها‪,‬‬
‫فانطلق يقود ب الراحلة حت أتينا اليش بعدما نزلوا موغرين ف نر الظهية‪ ,‬فهلك من‬
‫هلك ف شأن‪ ,‬وكان الذي تول كبه عبد ال بن أب ابن سلول‪ ,‬فقدمنا الدينة فاشتكيت‬
‫حي قدمناها شهرا والناس يفيضون ف قول أهل الفك‪ ,‬ول أشعر بشيء من ذلك‪ ,‬وهو‬
‫يريب ن ف وج عي أ ن ل أرى من ر سول ال صلى ال عل يه و سلم الل طف الذي أرى م نه‬
‫حي أشتكي‪ ,‬إنا يدخل رسول ال صلى ال عليه وسلم فيسلم ث يقول «كيف تيكم ؟»‬
‫فذلك الذي يريبن ول أشعر بالشر حت خرجت بعدما نقهت‪ ,‬وخرجت معي أم مسطح‬
‫قبل الناصع وهو متبزنا ول نرج إل ليلً إل ليل‪ ,‬وذلك قبل أن نتخذ الكنف قريبا من‬

‫‪244‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بيوتنا وأمرنا أمر العرب الول ف التنه ف البية وكنا نتأذى بالكنف أن نتخذها ف بيوتنا‪,‬‬
‫فانطلقت أنا وأم مسطح وهي بنت أب رهم بن الطلب بن عبد مناف‪ ,‬وأمها ابنة صخر‬
‫بن عامر خالة أب بكر الصديق‪ ,‬وابنها مسطح بن أثاثة بن عباد بن الطلب‪ ,‬فأقبلت أنا‬
‫واب نة أ ب ر هم)أم م سطح ق بل بي ت ح ي فرغ نا من شأن نا‪ ,‬فعثرت أم م سطح ف مرط ها‪,‬‬
‫فقالت‪ :‬تعس مسطح‪ ,‬فقلت لا‪ :‬بئسما قلت تسبي رجلً شهد بدرا ؟ فقالت‪ :‬أي هنتاه‬
‫أل تسمعي ما قال ؟ قلت‪ :‬وماذا قال ؟ قالت فأخبتن بقول أهل الفك‪ ,‬فازددت مرضا‬
‫إل مرضي‪ ,‬فلما رجعت إل بيت دخل عليّ رسول ال صلى ال عليه وسلم فسلم‪ ,‬ث قال‬
‫«كيف تيكم ؟» فقلت له‪ :‬أتأذن ل أن آت أبوي ؟ قالت‪ :‬وأنا حينئذ أريد أن أتيقن الب‬
‫من قبلهما‪ ,‬فأذن ل رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فجئت أبوي فقلت لمي‪ :‬يا أمتاه ما‬
‫يتحدث الناس به ؟ فقالت‪ :‬أي بنية هون عليك‪ ,‬فو ال لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند‬
‫رجل يبها ولا ضرائر إل أكثرن عليها‪ .‬قالت‪ :‬فقلت سبحان ال أوقد تدث الناس با‪,‬‬
‫فبك يت تلك الليلة ح ت أ صبحت ل ير قأ ل د مع ول أكت حل بنوم‪ ,‬ث أ صبحت أب كي‪,‬‬
‫قالت‪ :‬فد عا ر سول ال صلى ال عل يه و سلم علي بن أ ب طالب وأ سامة بن ز يد ح ي‬
‫استلبث الوحي ويستشيها ف فراق أهله‪ ,‬قالت‪ :‬فأما أسامة بن زيد فأشار على رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم بالذي يعلم من براءة أهله وبالذي يعلم ف نف سه ل م من الود‪,‬‬
‫فقال أسامة‪ :‬يا رسول ال هم أهلك ول نعلم إل خيا‪ .‬وأما علي بن أب طالب فقال‪ :‬يا‬
‫ر سول ال ل يض يق ال عل يك والن ساء سواها كث ي‪ ,‬وإن ت سأل الار ية ت صدقك ال ب‪.‬‬
‫قالت‪ :‬فد عا ر سول ال صلى ال عل يه و سلم بريرة فقال «أي بريرة هل رأ يت من ش يء‬
‫يريبك من عائشة ؟» فقالت له بريرة‪ :‬والذي بعثك بالق إن رأيت منها أمرا قط أغمصه‬
‫علي ها أك ثر من جار ية حدي ثة ال سن‪ ,‬تنام عن عج ي أهل ها فتأ ت الدا جن فتأكله‪ .‬فقام‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم من يومه‪ ,‬فاستعذر من عبد ال بن أب ابن سلول‪ ,‬قالت‪:‬‬
‫فقال ر سول ال صلى ال عليه وسلم وهو على النب «يامع شر ال سلمي من يعذرن من‬
‫رجل قد بلغن أذاه ف أهلي‪ ,‬فوال ما علمت على أهلي إل خيا‪ ,‬ولقد ذكروا رجلً ما‬
‫علمت عليه إل خيا‪ ,‬وما كان يدخل على أهلي إل معي» فقام سعد بن معاذ النصاري‬
‫ر ضي ال ع نه فقال‪ :‬أ نا أعذرك م نه يا ر سول ال إن كان من الوس ضرب نا عن قه‪ ,‬وإن‬

‫‪245‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كان من إخوان نا من الزرج أمرت نا ففعل نا بأمرك‪ ,‬قالت‪ :‬فقام سعد بن عبادة و هو سيد‬
‫الزرج وكان رجلً صالا‪ ,‬ولكن احتملته المية فقال لسعد بن معاذ‪ :‬لعمر ال ل تقتله‬
‫ول تقدر على قتله‪ ,‬فقام أ سيد بن حض ي و هو ا بن عم سعد بن معاذ فقال ل سعد بن‬
‫عبادة‪ :‬كذبت(!) لعمر ال لنقتلنه‪ ,‬فإنك منافق تادل عن النافقي‪ ,‬فتثاور اليان‪ :‬الوس‬
‫والزرج ح ت هوا أن يقتتلوا ور سول ال صلى ال عل يه و سلم قائ ٌم على ال نب‪ ,‬فلم يزل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يفضهم حت سكتوا وسكت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسطلم‪ ,‬قالت‪ :‬وبكيطت يومطي ذلك ل يرقطأ ل دمطع ول أكتحطل بنوم‪ ,‬وأبواي يظنان أن‬
‫البكاء فالق كبدي‪ ,‬قال‪ :‬فبين ما ه ا جال سان عندي وأ نا أب كي ا ستأذنت عل يّ امرأة من‬
‫الن صار‪ ,‬فأذنت ل ا فجلست تبكي معي‪ ,‬فبينا ن ن على ذلك إذ د خل علي نا ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فسلم ث جلس‪ ,‬قالت‪ :‬ول يلس عندي منذ قيل ما قيل‪ ,‬وقد لبث‬
‫شهرا ل يوحى إليه ف شأن شيء‪ ,‬قالت‪ :‬فتشهد رسول ال صلى ال عليه وسلم حي‬
‫جلس‪ ,‬ث قال «أما بعد يا عائشة فإنه قد بلغن عنك كذا وكذا‪ ,‬فإن كنت بريئة فسيبئك‬
‫ال‪ ,‬وإن ك نت أل مت بذ نب فا ستغفري ال ث تو ب إل يه‪ ,‬فإن الع بد إذا اعترف بذن بٍ ث‬
‫تاب‪ ,‬تاب ال عل يه» قالت‪ :‬فل ما ق ضى ر سول ال صلى ال عل يه و سلم مقال ته‪ ,‬قلص‬
‫دمعي حت ما أحس منه قطرة‪ ,‬فقلت لب‪ :‬أجب عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪,‬‬
‫فقال وال ما أدري ما أقول لر سول ال صلى ال عل يه و سلم فقلت ل مي أج يب ع ن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فقالت‪ :‬وال ما أدري ما أقول لرسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ,‬قالت‪ :‬فقلت وأنا جارية حديثة السن ل أحفظ كثيا من القرآن‪ ,‬وال لقد عرفت‪,‬‬
‫أنكم قد سعتم بذا الديث حت استقر ف أنفسكم وصدقتم به‪ ,‬ولئن قلت لكم إن بريئة‬
‫وال يعلم أ ن بريئة ل ت صدقونن بذلك‪ ,‬ولئن اعتر فت بأ مر وال يعلم أ ن بريئة لت صدقن‪,‬‬
‫وإن وال ما أجد ل ولكم مثلً إل كما قال أبو يوسف {فصب جيل وال الستعان على‬
‫ما تصفون} قالت‪ :‬ث تولت فاضطجعت على فراشي‪ ,‬قالت‪ :‬وأنا وال حينئذٍ أعلم أن‬
‫بريئة وأن ال تعال مبئي بباءت‪ ,‬ولكن وال ما كنت أظن أن ينل ف شأن وحي يتلى‪,‬‬
‫ولشأن كان أحقر ف نفسي من أن يتكلم ال فّ بأمر يتلى‪ ,‬ولكن كنت أرجو أن يرى‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ف النوم رؤيا يبئن ال با‪ .‬قالت‪ :‬فوال ما رام رسول ال‬

‫‪246‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صلى ال عليه وسلم ملسه ول خرج من أهل البيت أحد حت أنزل ال تعال على نبيه‪,‬‬
‫فأخذه ما كان يأخذه من البحاء عند الوحي حت إنه ليتحدر منه مثل المان من العرق‬
‫و هو ف اليوم الشا ت من ث قل القول الذي أنزل عل يه‪ ,‬قالت‪ :‬فل ما ُسرّي عن ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم وهو يضحك‪ ,‬فكان أول كلمة تكلم با أن قال «أبشري يا عائشة‬
‫أ ما ال عز و جل ف قد برأك» قالت‪ :‬فقالت ل أ مي‪ :‬قو مي إل يه‪ ,‬فقلت‪ :‬وال ل أقوم إل يه‬
‫ول أح د إل ال عز و جل هو الذي أنزل براء ت‪ ,‬وأنزل ال عز و جل {إن الذ ين جاءوا‬
‫بالفك عصبة منكم} العشر آيات كلها‪ ,‬فأنزل ال هذه الَيات ف براءت قالت‪ :‬فقال أبو‬
‫بكر رضي ال عنه وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه وفقره‪ :‬وال ل أنفق عليه‬
‫شيئا أبدا بعد الذي قال لعائشة‪ ,‬فأنزل ال تعال {ول يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن‬
‫يؤتوا أول القرب ط إل قوله ط أل تبون أن يغفر ال لكم وال غفور رحيم} فقال أبو‬
‫بكر‪ :‬وال إن لحب أن يغفر ال ل‪ ,‬فرجع إل مسطح النفقة الت كان ينفق عليه‪ ,‬وقال‪:‬‬
‫وال ل أنزعهططططططططططططططا منططططططططططططططه أبدا‪.‬‬
‫قالت عائشة‪ :‬وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم سأل زينب بنت جحش زوج النب‬
‫صلى ال عل يه و سلم عن أمري‪ ,‬فقال « يا زي نب ماذا عل مت أو رأ يت ؟» فقالت‪ :‬يا‬
‫رسول ال أحي سعي وبصري‪ ,‬وال ما علمت إل خيا‪ ,‬قالت عائشة‪ :‬وهي الت كانت‬
‫تسامين من أزواج النب صلى ال عليه وسلم فعصمها ال تعال بالورع‪ .‬وطفقت أختها‬
‫حنة بنت جحش تارب لا‪ ,‬فهلكت فيمن هلك‪ .‬قال ابن شهاب‪ :‬فهذا ما انتهى إلينا من‬
‫أمر هؤلء الرهط‪ ,‬أخر جه البخاري وم سلم ف صحيحيهما من حديث الزهري‪ ,‬وهكذا‬
‫رواه ا بن إ سحاق عن الزهري‪ ,‬كذلك قال‪ :‬وحدث ن ي ي بن عباد بن ع بد ال بن الزب ي‬
‫عن أبيه عن عائشة رضي ال عنها‪ ,‬وحدثن عبد ال بن أب بكر بن ممد بن عمرو بن‬
‫حزم النصططاري عططن عمرة‪ ,‬عططن عائشططة بنحططو مططا تقدم‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫ث قال البخاري وقال أبو أسامة عن هشام بن عروة قال‪ :‬أخبن أب عن عائشة رضي‬
‫ال عنها قالت‪ :‬لا ذكر من شأن الذي ذكر وما علمت به‪ ,‬قام رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فّ خطيبا‪ ,‬فتشهد فحمد ال وأثن عليه با هو أهله‪ .‬ث قال‪ :‬أما بعد أشيوا علي ف‬
‫أناس أبنوا أهلي‪ ,‬واي ال ما علمت على أهلي إل خيا‪ ,‬وما علمت على أهلي من سوء‬

‫‪247‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وأبنو هم بن وال ما علمت عليه من سوء قط ول يدخل بي ت قط إل وأنا حاضر‪ ,‬ول‬
‫غبت ف سفر إل غاب معي‪ ,‬فقام سعد بن معاذ النصاري فقال‪ :‬يا رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم أئذن ل نا أن نضرب أعناق هم‪ ,‬فقام ر جل من الزرج وكا نت أم ح سان بن‬
‫ثا بت من ر هط ذلك الر جل‪ ,‬فقال‪ :‬كذ بت أ ما وال لو كانوا من الوس ما أحب بت أن‬
‫تضرب أعناقهم‪ ,‬حت كاد أن يكون بي الوس والزرج شر ف السجد وما علمت‪ ,‬فلما‬
‫كان مسطاء ذلك اليوم خرجطت لبعطض حاجتط ومعطي أم مسططح‪ ,‬فعثرت فقالت‪ :‬تعطس‬
‫مسطح‪ ,‬فقلت لا‪ :‬أي أم تسبي ابنك ؟‪ .‬فسكتت‪ ,‬ث عثرت الثانية فقالت‪ :‬تعس مسطح‬
‫فقلت ل ا أي أم ت سبي اب نك ؟ ث عثرت الثال ثة فقالت‪ :‬ت عس م سطح فانتهرت ا‪ ,‬فقالت‪:‬‬
‫وال ما أسبه إل فيك‪ ,‬فقلت‪ :‬ف أي شأن ؟ قالت‪ :‬فبقرت ل الديث‪ ,‬فقلت‪ :‬وقد كان‬
‫هذا ؟ قالت‪ :‬نعطم وال‪ ,‬فرجعطت إل بيتط كأن الذي خرجطت له ل أجطد منطه قليلً ول‬
‫كثيا‪ ,‬ووعكت وقلت لرسول ال صلى ال عليه وسلم أرسلن إل بيت أب‪ ,‬فأرسل معي‬
‫الغلم‪ ,‬فدخلت الدار فوجدت أم رومان ف ال سفل‪ ,‬وأبا بكر فوق البيت يقرأ‪ ,‬فقالت أم‬
‫رومان‪ :‬ماجاء بك بنية‪ ,‬فأخبت ا وذكرت ل ا الديث‪ ,‬وإذا هو ل يبلغ منها مثل ما بلغ‬
‫من‪ ,‬فقالت‪ :‬يابنية خففي عليك الشأن فإنه وال لقل ما كانت امرأة حسناء عند رجل‬
‫يب ها ل ا ضرائر إل ح سدنا‪ ,‬وق يل في ها‪ ,‬فقلت‪ :‬و قد علم به أ ب ؟ قالت‪ :‬ن عم‪ .‬قلت‪:‬‬
‫ورسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم ؟‪ .‬قالت‪ :‬نعطم ورسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم‪,‬‬
‫فا ستعبت وبك يت‪ ,‬ف سمع أ بو ب كر صوت و هو فوق الب يت يقرأ‪ ,‬فنل فقال ل مي‪ :‬ما‬
‫شأن ا ؟ قالت‪ :‬بلغ ها الذي ذ كر من شأن ا‪ ,‬ففا ضت عيناه ر ضي ال ع نه وقال‪ :‬أق سمت‬
‫عليك ط أي بنية ط إل رجعت إل بيتك‪ ,‬فرجعت‪ ,‬ولقد جاء رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم بيت فسأل عن خادمت فقالت‪ :‬ل وال ما علمت عليها عيبا إل أن ا كانت ترقد‬
‫حت تدخل الشاة فتأكل خيها أو عجينها‪ ,‬وانتهرها بعض أصحابه فقال‪ :‬اصدقي رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم حت أسقطوا لا به‪ .‬فقالت‪ :‬سبحان ال‪ ,‬وال ما علمت عليها إل‬
‫مطا يعلم الصطائغ عطن تطب الذهطب الحرط‪ ,‬وبلغ المطر ذلك الرجطل الذي قيطل له‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫طططط‪.‬‬ ‫طططى قط‬ ‫طططف أنثط‬ ‫طططت كنط‬ ‫طططا كشفط‬ ‫طططبحان ال‪ ,‬وال مط‬ ‫سط‬

‫‪248‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قالت عائ شة ر ضي ال عن ها‪ :‬فق تل شهيدا ف سبيل الل هو قالت‪ :‬وأ صبح أبواي عندي‬
‫فلم يزال حت دخل عل يّ رسول ال صلى ال عليه وسلم وقد صلى العصر‪ ,‬ث دخل وقد‬
‫اكتنفن أبواي عن يين وعن شال فحمد ال تعال وأثن عليه‪ ,‬ث قال‪« :‬أما بعد يا عائشة‬
‫إن ك نت قار فت سوءا أو ظل مت فتو ب إل ال‪ ,‬فإن ال يق بل التو بة عن عباده» قالت‪:‬‬
‫و قد جاءت امرأة من الن صار ف هي جال سة بالباب فقلت‪ :‬أل ت ستحيي من هذه الرأة أن‬
‫تذكر شيئا ؟ فوعظ رسول ال صلى ال عليه وسلم فالتفت إل أب فقلت له‪ :‬أجبه قال‪:‬‬
‫فماذا أقول ؟ فالتفطت إل أمطي فقلت‪ :‬أجيطبيه قالت‪ :‬ماذا أقول ؟ فلمطا ل ييباه تشهدت‬
‫فحمدت ال وأثنيت عليه با هو أهله‪ ,‬ث قلت‪ :‬أما بعد فوال إن قلت لكم إن ل أفعل‬
‫وال عز وجل يشهد أن لصادقة ما ذاك بنافعي عندكم‪ ,‬لقد تكلمتم به وأشربته قلوبكم‪,‬‬
‫وإن قلت ل كم إ ن قد فعلت‪ ,‬وال يعلم أ ن ل أف عل‪ ,‬لتقولن قد باءت به على نف سها‪,‬‬
‫وإن ن وال ما أ جد ل ول كم مثلً‪ ,‬والتم ست ا سم يعقوب فلم أقدر عل يه إل أ با يو سف‬
‫ح ي قال {ف صب ج يل وال ال ستعان على ما ت صفون} وأنزل ال على ر سوله صلى ال‬
‫عليه وسلم من ساعته‪ ,‬فسكتنا فرفع عنه وإن لتبي السرور ف وجهه وهو يسح جبينه‬
‫ويقول «أبشري يا عائشة فقد أنزل ال براءتك» قالت‪ :‬وكنت أشد ما كنت غضبا فقال‬
‫ل أبواي‪ :‬قومي إليه‪ ,‬فقلت ل وال ل أقوم إليه ول أحده ول أحدكما‪ ,‬ولكن أحد ال‬
‫الذي أنزل براءتطططط لقططططد سططططعتموه فمططططا أنكرتوه ول غيتوه‪.‬‬
‫وكانت عائشة تقول‪ :‬أما زينب بنت جحش فقد عصمها ال بدينها فلم تقل إل خيا‪,‬‬
‫وأما أختها حنة بنت جحش فهلكت فيمن هلك‪ ,‬وكان الذي يتكلم به مسطح وحسان‬
‫بن ثابت وأما النافق عبد ال بن أب ابن سلول‪ ,‬وهو الذي كان يستوشيه ويمعه‪ ,‬وهو‬
‫الذي تول كبه منهم هو وحنة‪ ,‬قالت‪ :‬وحلف أبو بكر أن ل ينفع مسطحا بنافعة أبدا‪,‬‬
‫فأنزل ال تعال {ول يأتل أولو الفضل منكم} يعن أبا بكر {والسعة أن يؤتوا أول القرب‬
‫والساكي} يعن مسطحا إل قوله {أل تبون أن يغفر ال لكم وال غفور رحيم} فقال‬
‫أ بو ب كر‪ :‬بلى وال يا رب نا إ نا لن حب أن تغ فر ل نا‪ ,‬وعاد له ب ا كان ي صنع‪ .‬هكذا رواه‬
‫البخاري من هذا الو جه معلقا ب صيغة الزم عن أ ب أ سامة حاد بن أ سامة أ حد الئ مة‬

‫‪249‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الثقات‪ .‬وقد رواه ابن جرير ف تفسيه عن سفيان بن وكيع عن أب أسامة به مطولً مثله‬
‫أو نوه‪ .‬ورواه ابطن حاتط عطن أبط سطعيد الشطج عطن أبط أسطامة ببعضطه‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا هشيم‪ ,‬أخبنا عمرو بن أب سلمة عن أبيه عن عائشة رضي‬
‫ال عن ها قالت‪ :‬ل ا نزل عذري من ال سماء جاء ن ال نب صلى ال عل يه و سلم فأ خبن‬
‫بذلك‪ ,‬فقلت‪ :‬نمد ال ل نمدك‪ .‬وقال المام أحد‪ :‬حدثن ابن أب عدي عن ممد بن‬
‫إ سحاق عن ع بد ال بن أ ب ب كر عن عمرة أيضا عن عائ شة قالت‪ :‬ل ا نزل عذري قام‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فذ كر ذلك وتل القرآن‪ ,‬فل ما نزل أ مر برجل ي وامرأة‬
‫فضربوا حد هم‪ ,‬وأخر جه أ هل ال سنن الرب عة وقال الترمذي‪ :‬هذا حد يث ح سن‪ ,‬وو قع‬
‫عند أب داود تسميتهم حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة وحنة بنت جحش‪ ,‬فهذه طرق‬
‫متعددة عن أم الؤمن ي عائ شة ر ضي ال عن ها ف ال سانيد وال صحاح وال سنن وغي ها‪.‬‬
‫وقد روي من حديث أمها أم رومان رضي ال عنها‪ ,‬فقال المام أحد‪ :‬حدثنا علي بن‬
‫عاصم‪ ,‬أخبنا حصي عن أب وائل عن مسروق عن أم رومان‪ ,‬قالت بينا أنا عند عائشة‬
‫إذ دخلت علينطا امرأة مطن النصطار فقالت‪ :‬فعطل ال بابنهطا وفعطل‪ ,‬فقالت عائشطة‪ :‬ول ؟‬
‫قالت‪ :‬إنطه كان فيمطن حدث الديطث‪ ,‬قالت‪ :‬وأي الديطث ؟ قالت‪ :‬كذا وكذا‪ ,‬قالت‪:‬‬
‫وقد بلغ ذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم ؟ قالت‪ :‬نعم‪ ,‬قالت‪ :‬وبلغ أبا بكر ؟ قالت‪:‬‬
‫ن عم‪ ,‬فخرت عائ شة ر ضي ال عن ها مغشيا علي ها‪ ,‬ف ما أفا قت إل وعلي ها ح ى بنا فض‪,‬‬
‫فقمت فدثرتا‪ ,‬قالت‪ :‬فجاء النب صلى ال عليه وسلم قال «فما شأن هذه ؟» فقلت‪ :‬يا‬
‫ر سول ال أخذت ا حىط بنا فض‪ ,‬قال «فلعله ف حد يث تدث به» قالت‪ :‬فا ستوت له‬
‫عائشطة قاعدة‪ ,‬فقالت‪ :‬وال لئن حلفطت لكطم ل تصطدقون‪ ,‬ولئن اعتذرت إليكطم ل‬
‫تعذرون‪ ,‬فمثلي ومثلكم كمثل يعقوب وبنيه حي قال‪{ :‬فصب جيل وال الستعان على‬
‫مطا تصطفون} قالت‪ :‬فخرج رسطول ال صلى ال عليطه وسطلم وأنزل ال عذرهطا‪ ,‬فرجطع‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ومعه أبو بكر‪ ,‬فدخل فقال‪ :‬يا عائشة «إن ال تعال قد‬
‫أنزل عذرك» فقالت‪ :‬بمد ال ل بمدك‪ ,‬فقال لا أبو بكر‪ :‬تقولي هذا لرسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ؟ قالت‪ :‬نعم‪ .‬قالت‪ :‬فكان فيمن حدث هذا الديث رجل كان يعوله أبو‬

‫‪250‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بكر فحلف أن ل يصله‪ ,‬فأنزل ال {ول يأتل أولو الفضل منكم والسعة} إل آخر الَية‪,‬‬
‫فقال أبطو بكطر‪ :‬بلى فوصطله‪ .‬تفرد بطه البخاري دون مسطلم مطن طريطق حصطي‪.‬‬
‫وقد رواه البخاري عن موسى بن إساعيل عن أب عوانة وعن ممد بن سلم عن ممد‬
‫بن فضيل كلها عن حصي به‪ :‬وف لفظ أب عوانة حدثتن أم رومان‪ ,‬وهذا صريح ف‬
‫ساع مسروق منها‪ ,‬وقد أنكر ذلك جاعة من الفاظ منهم الطيب البغدادي‪ ,‬وذلك لا‬
‫ذكره أهل التاريخ أنا ماتت ف زمن النب صلى ال عليه وسلم قال الطيب‪ :‬وقد كان‬
‫مسروق يرسله فيقول‪ :‬سئلت أم رومان ويسوقه فلعل بعضهم كتب سئلت بألف اعتقد‬
‫الرواي أنا سألت فظنه متصلً‪ ,‬قال الطيب‪ :‬وقد رواه البخاري كذلك ول تظهر له علته‬
‫كذا قال‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫فقوله تعال‪{ :‬إن الذيطن جاءوا بالفطك} أي بالكذب والبهطت والفتراء {عصطبة} أي‬
‫جاعة منكم {لتسبوه شرا لكم} أي يا آل أب بكر {بل هو خي لكم} أي ف الدنيا‬
‫والَخرة لسان صدق ف الدنيا ورفعة منازل ف الَخرة وإظهار شرف لم باعتناء ال تعال‬
‫بعائشة أم الؤمني رضي ال عنها‪ ,‬حيث أنزل ال براءتا ف القرآن العظيم {الذي ل يأتيه‬
‫الباطل من بي يديه ول من خلفه} الَية‪ ,‬ولذا لا دخل عليها ابن عباس رضي ال عنه‬
‫وعن ها و هي ف سياق الوت‪ ,‬قال ل ا‪ :‬أبشري فإ نك زو جة ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسططلم‪ ,‬وكان يبططك ول يتزوج بكرا غيك‪ ,‬وأنزل براءتططك مططن السططماء‪.‬‬
‫وقال ابن جرير ف تفسيه‪ :‬حدثن ممد بن عثمان الواسطي‪ ,‬حدثنا جعفر بن عون عن‬
‫العلي بن عرفان عن ممد بن عبد ال بن جحش قال‪ :‬تفاخرت عائشة وزينب رضي ال‬
‫عنهما فقالت زينب‪ :‬أنا الت نزل تزويي من السماء‪ ,‬وقالت عائشة‪ :‬أنا الت نزل عذري‬
‫ف كتاب ال حي حلن صفوان بن العطل على الراحلة‪ ,‬فقالت لا زينب‪ :‬يا عائشة ما‬
‫قلت ح ي ركبتي ها ؟ قالت‪ :‬قلت ح سب ال ون عم الوك يل‪ ,‬قالت‪ :‬قلت كل مة الؤمن ي‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ل كل امرىء من هم ما اكت سب من ال ث} أي ل كل من تكلم ف هذه‬
‫القض ية ور مى أم الؤمن ي عائ شة ر ضي ال عن ها بش يء من الفاح شة ن صيب عظ يم من‬
‫العذاب {والذي تول كبه منهم} قيل ابتدأ به‪ ,‬وقيل الذي كان يمعه ويستوشيه ويذيعه‬
‫ويشيعه {له عذاب عظ يم} أي على ذلك‪ ,‬ث الكثرون على أن الراد بذلك إن ا هو ع بد‬

‫‪251‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال بن أب ابن سلول قبحه ال تعال ولعنه‪ ,‬وهو الذي تقدم النص عليه ف الديث‪ ,‬وقال‬
‫ذلك ماهد وغي واحد‪ ,‬وقيل الراد به حسان بن ثابت‪ ,‬وهو قول غريب‪ ,‬ولول أنه وقع‬
‫ف صحيح البخاري ما قد يدل على ذلك‪ ,‬لا كان ليراده كبي فائدة‪ ,‬فإنه من الصحابة‬
‫الذ ين ل م فضائل ومنا قب ومآ ثر‪ ,‬وأح سن مآثره أ نه كان يذب عن ر سول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم بشعره‪ ,‬و هو الذي قال له رسول ال صلى ال عليه وسلم «هاجهم وجبيل‬
‫م عك»‪ .‬وقال الع مش عن أ ب الض حى عن م سروق قال‪ :‬ك نت ع ند عائ شة ر ضي ال‬
‫عن ها‪ ,‬فد خل ح سان بن ثا بت‪ ,‬فأمرت فأل قي له و سادة‪ ,‬فل ما خرج قلت لعائ شة‪ :‬ما‬
‫تصنعي بذا ؟ يعن يدخل عليك‪ ,‬وف رواية قيل لا‪ :‬أتأذني لذا يدخل عليك‪ ,‬وقد قال‬
‫ال {والذي تول كبه منهم له عذاب عظيم} قالت‪ :‬وأي عذاب أشد من العمى‪ ,‬وكان‬
‫قد ذ هب ب صره‪ ,‬ل عل ال أن ي عل ذلك هو العذاب العظ يم ث قالت إ نه كان ينا فح عن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وف رواية أنه أنشدها عندما دخل عليها شعرا يتدحها‬
‫بطططططططططططططططططططططططططططططططططه‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫حصطططان رزان مطططا تزن بريبةوتصطططبح غرثطططى مطططن لوم الغوافطططل‬
‫فقالت‪ :‬أ ما أ نت فل ست كذلك‪ ,‬و ف روا ية‪ ,‬لك نك ل ست كذلك‪ ,‬وقال ا بن جر ير‪:‬‬
‫حدث نا ال سن بن قز عة‪ ,‬حدث نا سلمة بن علق مة‪ ,‬حدث نا داود عن عا مر عن عائ شة أن ا‬
‫قالت‪ :‬ما سعت بشعر أحسن من شعر حسان‪ ,‬ول تثلت به إل رجوت له النة قوله لب‬
‫سططططططفيان بططططططن الارث بططططططن عبططططططد الطلب‪:‬‬
‫هجوت ممدا فأجبططططططت عنهوعنططططططد ال فطططططط ذاك الزاء‬
‫ططططططم وقاء‬ ‫ططططططد منكط‬ ‫طططططط ووالده وعرضيلعرض ممط‬ ‫فإن أبط‬
‫أتشتمططططه ولسططططت له بكفططططء ؟فشركمططططا ليكمططططا الفداء‬
‫لسططططططان صططططططارم ل عيططططططب فيهوبري ل تكدره الدلء‬
‫فقيل‪ :‬يا أم الؤمني أليس هذا لغوا ؟ قالت‪ :‬ل إنا اللغو ما قيل عند النساء‪ ,‬قيل‪ :‬أليس‬
‫ال يقول {والذي تول كطبه منهطم له عذاب عظيطم} قالت‪ :‬أليطس قطد أصطابه عذاب‬
‫عظيم ؟ أليس قد ذهب بصره‪ ,‬وكنع بالسيف ؟ تعن الضربة الت ضربه إياها صفوان بن‬
‫العططل السطلمي حيط بلغطه عنطه أنطه يتكلم فط ذلك‪ ,‬فعله بالسطيف وكاد أن يقتله‪.‬‬

‫‪252‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫ك ّمبِيٌ *‬ ‫سهِمْ َخيْرا وَقَالُواْ هَـذَآ إِفْ ٌ‬ ‫ت ِبأَْنفُ ِ‬


‫** ّلوْل إِذْ سَ ِم ْعتُمُوهُ ظَ نّ الْ ُم ْؤ ِمنُو نَ وَالْ ُم ْؤ ِمنَا ُ‬
‫ك عِندَ اللّ ِه هُ ُم اْلكَا ِذبُو نَ‬
‫شهَدَآءِ َفُأوْلَ ـئِ َ‬ ‫ّلوْلَ جَآءُوا عََليْ هِ ِبأَ ْرَب َعةِ ُشهَدَآءَ فَِإذْ لَ ْم َيأْتُواْ بِال ّ‬
‫هذا تأديب من ال تعال للمؤمني ف قصة عائشة رضي ال عنها حي أفاض بعضهم ف‬
‫ذلك الكلم السطيء‪ ,‬ومطا ذكطر مطن شأن الفطك فقال تعال‪{ :‬لول} يعنط هل {إذ‬
‫سطعتموه} أي ذلك الكلم الذي رميطت بطه أم الؤمنيط رضطي ال عنهطا {ظطن الؤمنون‬
‫والؤمنات بأنفسهم خيا} أي قاسوا ذلك الكلم على أنفسهم‪ ,‬فإن كان ل يليق بم فأم‬
‫الؤمني أول بالباءة منه بطريق الول والحرى‪ .‬وقد قيل‪ :‬إنا نزلت ف أب أيوب خالد‬
‫بن زيد النصاري وامرأته رضي ال عنهما‪ ,‬كما قال المام ممد بن إسحاق بن يسار عن‬
‫أبيه عن بعض رجال بن النجار‪ :‬إن أبا أيوب خالد بن زيد النصاري قالت له امرأته أم‬
‫أيوب‪ :‬يا أبا أيوب أما تسمع ما يقول الناس ف عائشة رضي ال عنها ؟ قال‪ :‬نعم وذلك‬
‫الكذب‪ ,‬أكنطت فاعلة ذلك يطا أم أيوب ؟ قالت‪ :‬ل وال مطا كنطت لفعله‪ ,‬قال‪ :‬فعائشطة‬
‫وال خي منك‪ ,‬قال‪ :‬فلما نزل القرآن ذكر عز وجل من قال ف الفاحشة ما قال من أهل‬
‫ال فك {إن الذ ين جاءوا بال فك ع صبة من كم} وذلك ح سان وأ صحابه الذ ين قالوا ما‬
‫قالوا‪ ,‬ثط قال تعال‪{ :‬لول إذ سطعتموه ظطن الؤمنون} الَيطة‪ ,‬أي كمطا قال أبطو أيوب‬
‫وصطططططططططططططططططططططططططططططططططاحبته‪.‬‬
‫وقال ممد بن عمر الواقدي‪ :‬حدثن ابن أب حبيب عن داود بن الصي عن أب سفيان‬
‫عطن الفلح مول أبط أيوب أن أم أيوب قالت لبط أيوب‪ :‬أل تسطمع مطا يقول الناس فط‬
‫ط أم أيوب فاعلة ذلك ؟ قالت‪ :‬ل وال‪ .‬قال‪:‬‬ ‫عائشطة ؟ قال‪ :‬بلى وذلك الكذب أفكنطت ي ا‬
‫فعائ شة وال خ ي م نك‪ ,‬فل ما نزل القرآن وذ كر أ هل ال فك قال ال عز و جل {لول إذ‬
‫سعتموه ظن الؤمنون والؤمنات بأنفسهم خيا وقالوا هذا إفك مبي} يعن أبا أيوب حي‬
‫قال لم أيوب ما قال‪ ,‬ويقال إنا قالا أبّ بن كعب‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬ظن الؤمنون} إل أي‬
‫هل ظنوا ال ي فإن أم الؤمن ي أهله وأول به‪ .‬هذا ما يتعلق بالبا طن‪ ,‬وقوله {وقالوا} أي‬
‫بأل سنتهم {هذا إ فك مبي} أي كذب ظا هر على أم الؤمن ي ر ضي ال عن ها‪ ,‬فإن الذي‬
‫وقع ل يكن ريبة‪ ,‬وذلك أن ميء أم الؤمني راكبة جهرة على راحلة صفوان بن العطل‬

‫‪253‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ف وقت الظهية‪ ,‬واليش بكماله يشاهدون ذلك‪ ,‬ورسول ال صلى ال عليه وسلم بي‬
‫أظهر هم‪ ,‬ولو كان هذا ال مر ف يه ري بة ل ي كن هكذا جهرة ول كا نا يقدمان على م ثل‬
‫ذلك على رؤوس الشهاد‪ ,‬بل كان يكون هذا لو قدر خفية مستورا‪ ,‬فتعي أن ما جاء به‬
‫أهل الفك ما رموا به أم الؤمني هو الكذب البحت‪ ,‬والقول الزور‪ ,‬والرعونة الفاحشة‬
‫الفاجرة‪ ,‬والصطفقة الاسطرة‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬لول} أي هل {جاءوا عليطه} أي على مطا‬
‫قالوه {بأرب عة شهداء} يشهدون على صحة ما جاءوا به {فإذ ل يأتوا بالشهداء فأولئك‬
‫عنططططد ال هططططم الكاذبون} أي فطططط حكططططم ال كاذبون فاجرون‪.‬‬

‫ضتُ مْ فِي ِه عَذَا ٌ‬


‫ب‬ ‫سكُمْ فِي مَآ أََف ْ‬ ‫** وََلوْلَ َفضْلُ اللّ ِه عََلْيكُ مْ َورَحْ َمتُ هُ فِي ال ّدنْيَا وَالَ ِخ َرةِ لَمَ ّ‬
‫سبُونَ ُه َهيّنا َو ُهوَ‬
‫سَنتِكُ ْم َوَتقُولُو َن بِأَ ْفوَا ِهكُ ْم مّا ّليْسَ َلكُ ْم بِ ِه عِلْمٌ َوتَحْ َ‬
‫عَظِيمٌ * إِ ْذ تََل ّق ْونَ ُه ِبأَلْ ِ‬
‫ط عَظِيمططططططططططططططططٌ‬ ‫عِندَ اللّهططططططططططططططط ِ‬
‫يقول تعال‪{ :‬ولول فضل ال عليكم ورحته ف الدنيا والَخرة} أيها الائضون ف شأن‬
‫عائ شة بأن ق بل توبت كم وإنابت كم إل يه ف الدن يا وع فا عن كم ليان كم بالن سبة إل الدار‬
‫الَخرة {لسكم فيماأفضتم فيه} من قضية الفك {عذاب عظيم} وهذا فيمن عنده إيان‬
‫رز قه ال ب سببه التو بة إل يه‪ ,‬كم سطح وح سان وح نة ب نت ج حش أ خت زي نت ب نت‬
‫جحش‪ ,‬فأما من خاض فيه من النافقي كعبد ال بن أب ابن سلول وأضرابه‪ ,‬فليس أولئك‬
‫مراد ين ف هذه الَ ية‪ ,‬ل نه ل يس عند هم من اليان والع مل ال صال ما يعادل هذا ول ما‬
‫يعارضه‪ ,‬وهكذا شأن ما يرد من الوعيد على فعل معي يكون مطلقا مشروطا بعدم التوبة‬
‫أو مطططا يقابله مطططن عمطططل صطططال يوازنطططه أو يرجطططح عليطططه‪.‬‬
‫ث قال تعال‪{ :‬إذ تلقونه بألسنتكم} قال ماهد وسعيد بن جبي‪ :‬أي يرويه بعضكم عن‬
‫بعض‪ ,‬يقول هذا سعته من فلن‪ ,‬وقال فلن كذا‪ ,‬وذكر بعضهم كذا‪ ,‬وقرأ آخرون {إذ‬
‫تلقونه بألسنتكم} وف صحيح البخاري عن عائشة أنا كانت تقرؤها كذلك‪ ,‬وتقول‪ :‬هو‬
‫من ولق اللسان يعن الكذب الذي يستمر صاحبه عليه‪ ,‬تقول العرب‪ :‬ولق فلن ف السي‬
‫إذا استمر فيه‪ ,‬والقراءة الول أشهر وعليها المهور‪ ,‬ولكن الثانية مروية عن أم الؤمني‬
‫عائشة‪ .‬قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو سعيد الشج‪ ,‬حدثنا أبو أسامة عن نافع عن ابن عمر‬

‫‪254‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عن ابن أب مليكة عن عائشة أنا كانت تقرأ {إذ تلقونه} وتقول‪ :‬إنا هو ولق القول ط‬
‫والولق الكذب ططط‪ .‬قال ابططن أبطط مليكططة‪ :‬هططي أعلم بططه مططن غيهططا‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وتقولون بأفواه كم ما ل يس ل كم به علم} أي تقولون ما ل تعلمون‪ ,‬ث‬
‫قال تعال‪{ :‬وتسطبونه هينا وهطو عنطد ال عظيطم} أي تقولون مطا تقولون فط شأن أم‬
‫الؤمني وتسبون ذلك يسيا سهلً ولو ل تكن زوجة النب صلى ال عليه وسلم لا كان‬
‫هينا‪ ,‬فكيف وهي زوجة النب المي خات النبياء وسيد الرسلي ؟ فعظيم عند ال أن يقال‬
‫ف زوجة رسوله ما قيل ! فإن ال سبحانه وتعال يغار لذا‪ ,‬وهو سبحانه وتعال ل يقدّر‬
‫على زو جة نب من ال نبياء ذلك حا شا وكل‪ ,‬ول ا ل ي كن ذلك‪ ,‬فك يف يكون هذا ف‬
‫ط والَخرة ؟ ولذا قال‬
‫سطيدة نسطاء النطبياء وزوجطة سطيد ولد آدم على الطلق فط الدني ا‬
‫تعال‪{ :‬وتسبونه هينا وهو عند ال عظيم} وف الصحيحي «إن الرجل ليتكلم بالكلمة‬
‫من سخط ال ل يدري ما تبلغ‪ ,‬يهوي ب ا ف النار أب عد م ا ب ي ال سماء والرض»‪ .‬و ف‬
‫روايطططططططططة «ل يلقطططططططططي لاططططططططط بالً»‪.‬‬

‫ك هَـذَا ُب ْهتَانٌ عَظِيمٌ *‬ ‫** وََلوْل إِذْ سَ ِم ْعتُمُوهُ ُق ْلتُ ْم مّا َيكُونُ َلنَآ أَن نَّتكَلّ َم ِبهَـذَا ُسبْحَانَ َ‬
‫َيعِظُكُ مُ اللّ هُ أَن َتعُودُواْ لِ ِمثْلِ هِ َأبَدا إِن كُنتُ ْم ّم ْؤ ِمنِيَ * َوُيبَيّ نُ اللّ هُ َلكُ ُم ا َليَا تِ وَاللّ ُه عَلِي مٌ‬
‫َحكِيمططططططططططططططططططططططططططططططططططٌ‬
‫هذا تأديب آخر بعد الول الَمر بظن الي‪ ,‬أي إذا ذكر ما ل يليق من القول ف شأن‬
‫الية فأول ينبغي الظن بم خيا‪ ,‬وأن ل يشعر نفسه سوى ذلك‪ ,‬ث إن علق بنفسه شيء‬
‫من ذلك وسوسة أو خيالً‪ ,‬فل ينبغي أن يتكلم به‪ ,‬فإن ر سول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال «إن ال تعال تاوز لم ت ع ما حد ثت به أنف سها ما ل ت قل أو تع مل» أخرجاه ف‬
‫الصحيحي‪ .‬وقال ال تعال‪{ :‬ولول إذ سعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بذا} أي ما‬
‫ينبغي لنا أن نتفوه بذا الكلم ول نذكره لحد {سبحانك هذا بتان عظيم} أي سبحان‬
‫ال أن يقال هذا الكلم على زوجطططططططة رسطططططططوله وحليلة خليله‪.‬‬
‫ث قال تعال‪{ :‬يعظ كم ال أن تعودوا لثله أبدا} أي ينها كم ال متوعدا أن ي قع من كم‬
‫ما يش به هذا أبدا أي في ما ي ستقبل‪ ,‬فلهذا قال {إن كن تم مؤمن ي} أي إن كن تم تؤمنون‬

‫‪255‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بال وشرعه‪ ,‬وتعظمون رسوله صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فأ ما من كان متصفا بالك فر فذاك‬
‫ح كم آ خر‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬و يبي ال ل كم الَيات} أي يو ضح ل كم الحكام الشرع ية‬
‫والكم القدرية {وال عليم حكيم} أي عليم با يصلح عباده‪ ,‬حكيم ف شرعه وقدره‪.‬‬

‫شةُ فِي الّذِي نَ آ َمنُواْ َلهُ ْم عَذَا بٌ أَلِي مٌ فِي ال ّدْنيَا وَالَخِ َر ِة‬
‫حبّو نَ أَن تَشِي َع اْلفَاحِ َ‬
‫** إِ ّن الّذِي نَ ُي ِ‬
‫ط َوَأنْتُمطططططططْ َل َتعْلَمُونطططططططَ‬ ‫وَاللّهطططططططُ يَعْلَمطططططط ُ‬
‫هذا تأد يب ثالث ل ن سع شيئا من الكلم ال سيء‪ ,‬فقام بذه نه ش يء م نه وتكلم به فل‬
‫يكثر منه ول يشيعه ويذيعه‪ ,‬فقد قال تعال‪{ :‬إن الذين يبون أن تشيع الفاحشة ف الذين‬
‫آمنوا لمط عذاب أليطم} أي يتارون ظهور الكلم عنهطم بالقبيطح {لمط عذاب أليطم فط‬
‫الدنيطا} أي بالدط‪ ,‬وفط الَخرة بالعذاب الليطم {وال يعلم وأنتطم ل تعلمون} أي فردوا‬
‫المور إل يه ترشدوا‪ .‬وقال المام أح د‪ :‬حدث نا م مد بن بك ي‪ ,‬حدث نا ميمون بن مو سى‬
‫الرئي‪ ,‬حدثنا ممد بن عباد الخزومي عن ثوبان عن النب صلى ال عليه وسلم قال «ل‬
‫تؤذوا عباد ال ول تعيو هم‪ ,‬ول تطلبوا عورات م‪ ,‬فإنه من طلب عورة أخيه ال سلم طلب‬
‫ال عورتطططططه‪ ,‬حتططططط يفضحطططططه فططططط بيتطططططه»‪.‬‬

‫** وََلوْلَ َفضْلُ اللّ ِه عََلْيكُ مْ َورَحْ َمتُ هُ َوأَ نّ اللّ هَ رَءُو فٌ رّحِي مٌ * َيأَّيهَا الّذِي نَ آ َمنُواْ لَ تَّتِبعُوْا‬
‫شيْطَا ِن وَمَن َيّتبِ عْ خُ ُطوَا تِ الشّيْطَا نِ فَِإنّ ُه يَ ْأمُ ُر بِاْلفَحْشَآ ِء وَالْ ُمْنكَ ِر وََلوْلَ َفضْلُ‬ ‫خُ ُطوَا تِ ال ّ‬
‫اللّ ِه عََلْيكُ ْم وَ َرحْ َمتُ هُ مَا زَكَا مِنكُ مْ مّ نْ أَحَدٍ أَبَدا وَلَـكِنّ اللّ َه يُزَكّي مَن يَشَآ ُء وَاللّ هُ َسمِيعٌ‬
‫عَلِيمطططططططططططططططططططططططططططططططططططٌ‬
‫يقول ال تعال‪{ :‬ولول ف ضل ال علي كم ورح ته وأن ال رؤوف رح يم} أي لول هذا‬
‫لكان أ مر آ خر‪ ,‬ولك نه تعال رؤوف بعباده رح يم ب م‪ ,‬فتاب على من تاب إل يه من هذه‬
‫القضية‪ ,‬وطهر من طهر منهم بالد الذي أقيم عليهم‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا‬
‫ط يأمطر بطه {ومطن يتبطع خطوات‬ ‫ل تتبعوا خطوات الشيطان} يعنط طرائقطه ومسطالكه وم ا‬
‫الشيطان فإ نه يأ مر بالفحشاء والن كر} هذا تنف ي وتذ ير من ذلك بأف صح عبارة وأبلغ ها‬

‫‪256‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وأوجز ها وأح سنها‪ ,‬قال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس {خطوات الشيطان} عمله‪.‬‬
‫وقال عكرمة‪ :‬نزغاته‪ .‬وقال قتادة‪ :‬كل معصية فهي من خطوات الشيطان‪ .‬وقال أبو ملز‪:‬‬
‫النذور ف العا صي من خطوات الشيطان‪ .‬وقال م سروق‪ :‬سأل ر جل ا بن م سعود فقال‪:‬‬
‫إن حرمت أن آكل طعاما وساه‪ ,‬فقال‪ :‬هذا من نزغات الشيطان‪ ,‬كفّر عن يينك وكل‬
‫وقال الش عب ف ر جل نذر ذ بح ولده‪ :‬هذا من نزغات الشيطان‪ ,‬وأفتاه أن يذ بح كبشا‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا حسان بن عبد ال الصري‪ ,‬حدثنا السري بن يي‬
‫عن سليمان التيمي عن أب رافع قال‪ :‬غضبت علي امرأت فقالت هي يوما يهودية ويوما‬
‫نصرانية‪ ,‬وكل ملوك لا حر إن ل تطلق امرأتك‪ ,‬فأتيت عبد ال بن عمر فقال‪ :‬إنا هذه‬
‫من نزغات الشيطان‪ ,‬وكذلك قالت زينب بنت أم سلمة وهي يومئذ أف قه امرأة بالدينة‪,‬‬
‫وأتيت عاصم بن عمر فقال مثل ذلك‪ .‬ث قال تعال‪{ :‬ولول فضل ال عليكم ورحته ما‬
‫ز كى من كم من أ حد أبدا} أي لول هو يرزق من يشاء التو بة والرجوع إل يه ويز كي‬
‫النفوس من شركها‪ ,‬وفجورها ودنسها‪ ,‬وما فيها من أخلق رديئة كل بسبه‪ ,‬لا حصل‬
‫أحد لنفسه زكاة ول خيا {ولكن ال يزكي من يشاء} أي من خلقه‪ ,‬ويضل من يشاء‬
‫ويرديه ف مهالك الضلل والغي‪ .‬وقوله {وال سيع} أي سيع لقوال عباده {عليم} بن‬
‫يسطططططططططططططتحق منهطططططططططططططم الدى والضلل‪.‬‬

‫ي وَالْ ُمهَا ِجرِينَ فِي‬


‫سعَةِ أَن ُي ْؤُتوَاْ ُأوْلِي اْلقُ ْرَبىَ وَالْمَسَاكِ َ‬
‫** وَ َل َيأْتَلِ ُأوْلُواْ اْل َفضْلِ مِنكُ ْم وَال ّ‬
‫ط‬
‫ط غَفُورٌ ّرحِيم ٌ‬ ‫ط وَاللّه ُ‬
‫ط َلكُم ْ‬
‫ط أَن َيغْفِرَ اللّه ُ‬ ‫حبّون َ‬ ‫ح َواْ أَلَ تُ ِ‬
‫طفَ ُ‬
‫ط وَْلَي ْعفُواْ وَلْيَص ْ‬
‫طبِيلِ اللّه ِ‬‫سَ‬
‫يقول تعال‪{ :‬ول يأ تل} من الل ية و هي اللف‪ ,‬أي ل يلف {أولو الف ضل من كم}‬
‫أي ال ّطوْل والصطدقة والحسطان {والسطعة} أي الدة {أن يؤتوا أول القربط والسطاكي‬
‫والهاجرين ف سبيل ال} أي ل تلفوا أن ل تصلوا قراباتكم الساكي والهاجرين‪ .‬وهذا‬
‫ف غا ية التر فق والع طف على صلة الرحام‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وليعفوا ولي صفحوا} أي‬
‫ع ما تقدم من هم من ال ساءة والذى ؟ وهذا من حل مه تعال وكر مه ولط فه بل قه مع‬
‫ظلم هم لنف سهم‪ ,‬وهذه الَ ية نزلت ف ال صديق ر ضي ال ع نه ح ي حلف أن ل ين فع‬
‫مسطح بن أثاثة بنافعة بعدما قال ف عائشة ما قال‪ ,‬كما تقدم ف الديث‪ ,‬فلما أنزل ال‬

‫‪257‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫براءة أم الؤمني عائشة‪ ,‬وطابت النفوس الؤمنة واستقرت‪ ,‬وتاب ال على من كان تكلم‬
‫من الؤمن ي ف ذلك‪ ,‬وأق يم ال د على من أق يم عل يه ط شرع تبارك وتعال وله الف ضل‬
‫وال نة‪ ,‬يع طف ال صديق على قري به ون سيبه و هو م سطح بن أثا ثة‪ ,‬فإ نه كان ا بن خالة‬
‫ال صديق‪ ,‬وكان م سكينا ل مال له إل ما ين فق عل يه أ بو ب كر ر ضي ال ع نه‪ ,‬وكان من‬
‫الهاجر ين ف سبيل ال‪ ,‬و قد ولق ولق ًة تاب ال عل يه من ها وضرب ال د علي ها‪ ,‬وكان‬
‫ال صديق ر ضي ال ع نه معروفا بالعروف‪ ,‬له الف ضل واليادي على القارب والجا نب‪,‬‬
‫فل ما نزلت هذه الَ ية إل قوله {أل تبون أن يغ فر ال ل كم} الَ ية‪ ,‬فإن الزاء من ج نس‬
‫العمل‪ ,‬فكما تغفر عن الذنب إليك نغفر لك‪ ,‬وكماتصفح نصفح عنك‪ ,‬فعند ذلك قال‬
‫الصديق‪ :‬بلى وال إنا نب ط يا ربنا ط أن تغفر لنا ث رجع إل مسطح ما كان يصله من‬
‫النف قة‪ ,‬وقال‪ :‬وال ل أنزع ها م نه أبدا‪ ,‬ف مقابلة ما كان‪ ,‬قال وال ل أنف عه بناف عة أبدا‪.‬‬
‫فلهذا كان الصططديق هططو الصططديق رضططي ال عنططه وعططن بنتططه‪.‬‬

‫ت الْ ُم ْؤمِنا تِ ُل ِعنُواْ فِي ال ّدنْيَا وَالَخِ َر ِة وََلهُ ْم عَذَا بٌ‬


‫ت الْغَاِفلَ ِ‬ ‫صنَا ِ‬ ‫** إِ ّن الّذِي نَ َي ْرمُو َن الْمُحْ َ‬
‫سَنُتهُمْ َوَأيْدِيهِ ْم َوأَرْ ُجُلهُ ْم بِمَا كَانُوْا َيعْمَلُونَ * َي ْومَئِ ٍذ ُيوَفّيهِمُ‬
‫شهَ ُد عََلْيهِمْ أَلْ ِ‬
‫عَظِيمٌ * َيوْمَ تَ ْ‬
‫ط الْ ُمبِيُطط‬ ‫ط ُهوَ الْحَقط ّ‬ ‫ط َوَيعْلَمُونططَ أَنططّ اللّهط َ‬ ‫ط الْحَقط ّ‬ ‫اللّهططُ دِيَنهُمط ُ‬
‫هذا وع يد من ال تعال للذ ين يرمون الح صنات الغافلت ط خرج مرج الغالب ط‬
‫الؤمنات فأمهات الؤمن ي أول بالدخول ف هذا من كل م صنة‪ ,‬ول سيما ال ت كا نت‬
‫سبب النول‪ ,‬وهي عائشة بنت الصديق رضي ال عنهما‪ ,‬وقد أجع العلماء رحهم ال‬
‫قاطبة على أن من سبها بعد هذا ورماها با رماها به بعد هذا الذي ذكر ف هذه الَية‪,‬‬
‫فإنه كافر لنه معاند للقرآن‪ ,‬وف بقية أمهات الؤمني قولن‪ :‬أصحهما أنن كهي‪ ,‬وال‬
‫أعلم‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬لعنوا ف الدن يا والَخرة} الَ ية‪ ,‬كقوله {إن الذ ين يؤذون ال ور سوله}‬
‫الَية‪ .‬وقد ذهب بعضهم إل أنا خاصة بعائشة رضي ال عنها‪ ,‬فقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا‬
‫أبو سعيد الشج‪ ,‬حدثنا عبد ال بن خراش عن العوام عن سعيد بن جبي عن ابن عباس ف‬
‫الَيطة {إن الذيطن يرمون الحصطنات الغافلت الؤمنات} قال‪ :‬نزلت فط عائشطة خاصطة‪,‬‬

‫‪258‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وكذا قال سعيد بن جبي ومقاتل بن حيان‪ ,‬وقد ذكره ابن جرير عن عائشة فقال‪ :‬حدثنا‬
‫أحد بن عبدة الضب‪ ,‬حدثنا أبو عوانة عن عمر بن أب سلمة عن أبيه قال‪ :‬قالت عائشة‪:‬‬
‫رم يت ب ا رم يت به وأ نا غافلة فبلغ ن ب عد ذلك‪ ,‬قالت‪ :‬فبي نا ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم جالس عندي إذ أوحي إليه‪ ,‬قالت‪ :‬وكان إذا أوحي إليه أخذه كهيئة السبات‪ ,‬وإنه‬
‫أوحي إليه وهو جالس عندي‪ ,‬ث استوى جالسا يسح وجهه‪ ,‬وقال «يا عائشة أبشري»‬
‫قالت‪ :‬فقلت بمطد ال ل بمدك‪ ,‬فقرأ {إن الذيطن يرمون الحصطنات الغافلت الؤمنات‬
‫ط حت قرأ ط أولئك مبؤون ما يقولون لم مغفرة ورزق كري} هكذا أورده وليس فيه‬
‫أن الكطم خاص باط‪ ,‬وإناط فيطه أناط سطبب النول دون غيهطا‪ ,‬وإن كان الكطم يعمهطا‬
‫كغيهطا‪ ,‬ولعله مراد ابطن عباس ومطن قال كقوله‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقاللضحاك وأبطو الوزاء‬
‫وسطلمة بطن نطبيط‪ :‬الراد باط أزواج النطب خاصطة دون غيهطن مطن النسطاء‪.‬‬
‫وقال العو ف عن ا بن عباس ف الَ ية {إن الذ ين يرمون الح صنات الغافلت الؤمنات}‬
‫الَ ية‪ ,‬يع ن أزواج ال نب صلى ال عل يه و سلم رما هن أ هل النفاق‪ ,‬فأو جب ال ل م اللع نة‬
‫والغضب وباءوا بسخط من ال فكان ذلك ف أزواج النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬ث نزل‬
‫ب عد ذلك {والذ ين يرمون الح صنات ث ل يأتوا بأرب عة شهداء ط إل قوله ط فإن ال‬
‫غفور رحيم} فأنزل ال اللد والتوبة‪ ,‬فالتوبة تقبل والشهادة ترد‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا‬
‫القاسم‪ ,‬حدثنا السي‪ ,‬حدثنا هشيم‪ ,‬أخبنا العوام بن حوشب عن شيخ من بن أسد عن‬
‫ابن عباس قال‪ :‬ف سر سورة النور‪ ,‬فل ما أ تى على هذه الَ ية {إن الذ ين يرمون الحصنات‬
‫الغافلت الؤمنات} الَية‪ ,‬قال‪ :‬ف شأن عائشة وأزواج النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وهي‬
‫مبهمة وليست لم توبة‪ ,‬ث قرأ {والذين يرمون الحصنات ث ل يأتوا بأربعة شهداء ط إل‬
‫قوله ط إل الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا} الَية‪ ,‬قال‪ :‬فجعل لؤلء توبة ول يعل‬
‫لن قذف أولئك توبة‪ ,‬قال‪ :‬فه ّم بعض القوم أن يقوم إليه فيقبل رأسه من حسن ما فسر به‬
‫سورة النور‪ .‬فقوله و هي مبه مة أي عا مة ف تر ي قذف كل م صنة ولعن ته ف الدن يا‬
‫والَخرة‪ ,‬وهكذا قال ع بد الرح ن بن ز يد بن أ سلم‪ :‬هذا ف عائ شة و من صنع م ثل هذا‬
‫أيضا اليوم فط السطلمات فله مطا قال ال تعال ولكطن عائشطة كانطت أما فط ذلك‪.‬‬

‫‪259‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقد اختار ابن جرير عمومها وهوالصحيح‪ ,‬ويعضد العموم ما رواه ابن أب حات‪ :‬حدثنا‬
‫أحد بن عبد الرحن ابن أخي وهب‪ ,‬حدثن عمي‪ ,‬حدثنا سليمان بن بلل عن ثور بن‬
‫زيد عن أب الغيث عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال «اجتنبوا السبع ا‬
‫لوبقات» قيل‪ :‬وما هن يا رسول ال ؟ قال «الشرك بال‪ ,‬والسحر‪ ,‬وقتل النفس الت حرم‬
‫ال إل بالقط‪ ,‬وأكطل الربطا‪ ,‬وأكطل مال اليتيطم‪ ,‬والتول يوم الزحطف‪ ,‬وقذف الحصطنات‬
‫الغافلت الؤمنات» أخرجاه فط الصطحيحي مطن حديطث سطليمان بطن بلل بطه‪.‬‬
‫وقال الا فظ أ بو القا سم ال طبان‪ :‬حدث نا م مد بن ع مر بن أ ب خالد الذاء الطا ن‬
‫الحرمي‪ ,‬حدثن أب وحدثنا أبو شعيب الران‪ ,‬حدثنا جدي أحد بن أب شعيب‪ ,‬حدثن‬
‫موسى بن أعي عن ليث عن أب إسحاق عن صلة بن زفر عن حذيفة عن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال «قذف الحصنة يهدم ع مل مائة سنة»‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬يوم تشهد علي هم‬
‫ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم با كانوا يعملون} قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو سعيد الشج‪,‬‬
‫حدثنا أبو يي الرازي عن عمرو بن أب قيس‪ ,‬عن مطرف عن النهال عن سعيد بن جبي‪,‬‬
‫عن ابن عباس قال‪ :‬إنم يعن الشركي إذا رأوا أنه ل يدخل النة إل أهل الصلة قالوا‪:‬‬
‫تعالوا حت نحد فيجحدون‪ ,‬فيختم على أفواههم وتشهد أيديهم و أرجلهم ول يكتمون‬
‫ال حديثا‪.‬‬
‫وقال ا بن أ ب حا ت وا بن جر ير أيضا‪ :‬حدث نا يو نس بن ع بد العلى‪ ,‬حدث نا ا بن و هب‬
‫أخبن عمرو بن الارث عن دراج عن أب اليثم عن أب سعيد عن النب صلى ال عليه‬
‫وسطلم قال «إذا كان يوم القيامطة عرف الكافطر بعمله فيجحطد وياصطم‪ ,‬فيقال هؤلء‬
‫جيانطك يشهدون عليطك‪ ,‬فيقول كذبوا‪ ,‬فيقال أهلك وعشيتطك‪ ,‬فيقول كذبوا‪ ,‬فيقال‬
‫احلفوا فيحلفون‪ ,‬ث ي صمتهم ال فتش هد علي هم أيدي هم وأل سنتهم‪ ,‬ث يدخل هم النار»‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات أيضا‪ :‬حدثنا أبو شيبة إبراهيم بن عبد ال بن أب شيبة الكوف‪ ,‬حدثنا‬
‫منجاب بن الارث التميمي‪ ,‬حدثنا أبو عامر السدي‪ ,‬حدثنا سفيان بن عبيد الكتب عن‬
‫فضيل بن عمرو الفقيمي عن الشعب عن أنس بن مالك قال‪ :‬كنا عند النب صلى ال عليه‬
‫و سلم فض حك ح ت بدت نواجذه‪ ,‬ث قال‪« :‬أتدرون مم أض حك ؟» قل نا‪ :‬ال ور سوله‬
‫أعلم‪ ,‬قال «من مادلة العبد لربه يقول‪ :‬يا رب أل ترن من الظلم ؟ فيقول‪ :‬بلى‪ ,‬فيقول‪:‬‬

‫‪260‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ل أج يز عل يّ إل شاهدا من نف سي‪ ,‬فيقول‪ :‬ك فى بنف سك اليوم عل يك شهيدا وبالكرام‬
‫عل يك شهودا‪ ,‬فيخ تم على ف يه ويقال لركا نه‪ :‬انط قي فتن طق بعمله‪ ,‬ث يلى بي نه وب ي‬
‫الكلم فيقول‪ :‬بعدا لكن وسحقا فعنكن كنت أناضل» وقد رواه مسلم والنسائي جيعا‬
‫عن أب بكر بن أب النضر عن أبيه‪ ,‬عن عبد ال الشجعي عن سفيان الثوري به‪ ,‬ث قال‬
‫النسائي‪ :‬ل أعلم أحدا روى هذا الديث عن سفيان الثوري غي الشجعي‪ ,‬وهو حديث‬
‫غريب‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬هكذا قال‪ ,‬وقال قتادة‪ :‬ابن آدم‪ ,‬وال إن عليك لشهودا غي متهمة ف‬
‫بدنك‪ ,‬فراقبهم واتق ال ف سرك وعلنيتك‪ ,‬فإنه ل يفى عليه خافية‪ ,‬الظلمة عنده ضوء‪,‬‬
‫والسر عنده علنية‪ ,‬فمن استطاع أن يوت وهو بال حسن الظن فليفعل ول قوة إل بال‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬يومئذ يوفيهطم ال دينهطم القط} قال ابطن عباس {دينهطم} أي حسطابم‬
‫وكل ما ف القرآن دينهم أي حسابم‪ ,‬وكذا قال غي واحد‪ ,‬ث إن قراءة المهور بنصب‬
‫الق على أنه صفة لدينهم‪ ,‬وقرأ ماهد بالرفع على أنه نعت الللة‪ ,‬وقرأها بعض السلف‬
‫ف م صحف أبّ بن ك عب‪ :‬يومئذ يوفي هم ال دين هم ال ق‪ ,‬وقوله {ويعلمون أن ال هو‬
‫القطط البططي} أي وعده ووعيده وحسططابه هططو العدل الذي ل جور فيططه‪.‬‬

‫ت وَال ّطيّبَاتُ لِل ّطّيبِيَ وَال ّطّيبُونَ ِللْ ّطّيبَا تِ ُأوْلَـئِكَ‬


‫خبِيثَا ِ‬
‫خبِيثُونَ لِلْ َ‬
‫خبِيثِيَ وَالْ َ‬
‫خبِيثَا تُ لِ ْل َ‬
‫** الْ َ‬
‫طططٌ كَرِيٌططط‬ ‫طططَ لَهُطططم ّم ْغفِ َرةٌ َورِزْقط‬ ‫طططَ مِمّطططا َيقُولُونط‬ ‫ُمبَرّءُونط‬
‫قال ابن عباس‪ :‬البيثات من القول للخبيثي من الرجال‪ ,‬والبيثون من الرجال للخبيثات‬
‫من القول‪ .‬والطيبات من القول للط يبي من الرجال‪ ,‬والطيبون من الرجال للطيبات من‬
‫القول ط قال ط ونزلت ف عائشة وأهل الفك‪ ,‬وهكذا روي عن ماهد وعطاء وسعيد‬
‫بن جبي والشعب والسن البصري وحبيب بن أب ثابت‪ ,‬والضحاك‪ ,‬واختاره ابن جرير‬
‫ووج هه بأن الكلم القب يح أول بأ هل الق بح من الناس‪ ,‬والكلم الط يب أول بالط يبي من‬
‫الناس‪ ,‬ف ما ن سبه أ هل النفاق إل عائ شة هم أول به‪ ,‬و هي أول بالباءة والنا هة من هم‪,‬‬
‫ولذا قال تعال‪{ :‬أولئك مطبءون ماط يقولون} وقال عبطد الرحنط بطن زيطد بطن أسطلم‪:‬‬
‫ال بيثات من الن ساء لل خبيثي من الرجال‪ .‬وال بيثون من الرجال لل خبيثات من الن ساء‪,‬‬
‫والطيبات من النساء للطيبي من الرجال‪ ,‬والطيبون من الرجال للطيبات من النساء‪ ,‬وهذا‬

‫‪261‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أيضا ير جع إل ما قاله أولئك باللزم‪ ,‬أي ما كان ال ليج عل عائ شة زو جة لر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم إل وهي طيبة لنه أطيب من كل طيب من البشر‪ ,‬ولو كانت خبيثة‬
‫ل ا صلحت له ل شرعا ول قدرا‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬أولئك مبءون م ا يقولون} أي هم‬
‫بعداء عما يقوله أهل الفك والعدوان {لم مغفرة} أي بسبب ما قيل فيهم من الكذب‪,‬‬
‫{ورزق كري} أي عند ال ف جنات النعيم‪ ,‬وفيه وعد بأن تكون زوجة رسول ال صلى‬
‫ال عليطططططططه وسطططططططلم فططططططط النطططططططة‪.‬‬
‫قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا ممد بن مسلم‪ ,‬حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد السلم بن حرب‬
‫عن يزيد بن عبد الرحن عن الكم بإسناده إل يي بن الزار قال‪ :‬جاء أسي بن جابر إل‬
‫ع بد ال‪ ,‬فقال‪ :‬ل قد سعت الول يد بن عق بة تكلم اليوم بكلم أعجب ن‪ ,‬فقال ع بد ال‪ :‬إن‬
‫الر جل الؤ من يكون ف قل به الكل مة الطي بة تتجل جل ف صدره ما ي ستقر ح ت يلفظ ها‬
‫فيسمعها الرجل عنده يتلها فيضمها إليه وإن الرجل الفاجر يكون ف قلبه الكلمة البيثة‬
‫تتجلجل ف صدره ما تستقر حت يلفظها فيسمعها الرجل الذي عنده يتلها فيضمها إليه ث‬
‫قرأ عبطد ال {البطيثات للخطبيثي والبطيثون للخطبيثات والطيبات للطيطبي والطيبون‬
‫للطيبات} الَية‪ ,‬ويشبه هذا ما رواه المام أحد ف السند مرفوعا «مثل هذا الذي يسمع‬
‫الكمة ث ل يدث إل بشرّ ما سع كمثل رجل جاء إل صاحب غنم فقال اجزرن شاة‪,‬‬
‫فقال‪ :‬اذهب فخذ بأذن أيها شئت‪ ,‬فذهب فأخذ بأذن كلب الغنم» وف الديث الَخر‬
‫«الكمططططة ضالة الؤمططططن حيططططث وجدهططططا أخذهططططا»‪.‬‬

‫سَتأْنِسُواْ َوتُ سَّلمُواْ عََلىَ َأهْلِهَا‬


‫** َيَأيّهَا الّذِي نَ آ َمنُواْ َل تَدْ ُخلُوْا ُبيُوتا َغيْ َر ُبيُوِتكُ مْ َحّتىَ تَ ْ‬
‫ل تَدْخُلُوهَا َحّت َى ُيؤْذَنَ َلكُمُ‬ ‫ذَِلكُمْ َخْيرٌ ّلكُمْ َلعَّلكُ ْم تَذَكّرُونَ * فَإِن لّ ْم تَجِدُواْ فِيهَآ َأحَدا َف َ‬
‫س عََليْكُ مْ‬ ‫َوإِن قِيلَ َلكُ مْ ارْ ِجعُواْ فَارْ ِجعُواْ ُهوَ أَزْ َكىَ َلكُ ْم وَاللّ ُه بِمَا َتعْمَلُو َن عَلِي مٌ * ّليْ َ‬
‫سكُوَنةٍ فِيهَا َمتَا عٌ ّلكُ مْ وَاللّ ُه َيعْلَ مُ مَا ُتبْدُو نَ وَمَا َت ْكتُمُو نَ‬‫ُجنَا حٌ أَن تَدْخُلُوْا ُبيُوتا َغيْ َر مَ ْ‬
‫هذه آداب شرعية‪ ,‬أدب ال با عباده الؤمني وذلك ف الستئذان أمرهم أن ل يدخلوا‬
‫بيوتا غ ي بيوت م ح ت ي ستأنسوا‪ ,‬أي ي ستأذنوا ق بل الدخول‪ ,‬وي سلموا بعده‪ ,‬وينب غي أن‬
‫يستأذن ثلث مرات‪ ,‬فإن أذن له وإل انصرف‪ ,‬كما ثبت ف الصحيح أن أبا موسى حي‬

‫‪262‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ا ستأذن على ع مر ثلثا فلم يؤذن له ان صرف‪ ,‬ث قال ع مر‪ :‬أل أ سع صوت ع بد ال بن‬
‫قيطس يسطتأذن ؟ ائذنوا له‪ ,‬فطلبوه فوجدوه قطد ذهطب‪ ,‬فلمطا جاء بعطد ذلك قال‪ :‬مطا‬
‫رج عك ؟ قال‪ :‬إ ن ا ستأذنت ثلثا فلم يؤذن ل‪ ,‬وإ ن سعت ال نب صلى ال عل يه و سلم‬
‫يقول «إذا استأذن أحدكم ثلثا فلم يؤذن له فلينصرف» فقال عمر لتأتين على هذا ببينة‬
‫وإل أوجع تك ضربا‪ ,‬فذهب إل ملٍ من الن صار فذ كر لم ما قال ع مر فقالوا ل يش هد‬
‫لك إل أ صغرنا فقام م عه أ بو سعيد الدري فأ خب ع مر بذلك فقال‪ :‬ألا ن ع نه ال صفق‬
‫بالسطططططططططططططططططططططططططططططططططواق‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ,‬أخبنا عمر عن ثابت عن أنس أو غيه أن رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم ا ستأذن على سعد بن عبادة فقال «ال سلم عل يك ورح ة ال»‬
‫فقال سعد‪ :‬وعل يك ال سلم ورح ة ال‪ ,‬ول ي سمع ال نب صلى ال عل يه و سلم ح ت سلم‬
‫ثلثا‪ ,‬ورد عليه سعد ثلثا ول يسمعه فرجع النب صلى ال عليه وسلم واتبعه سعد فقال‪:‬‬
‫يا رسول ال بأب أنت وأمي‪ ,‬ما سلمت تسليمة إل وهي بأذن‪ ,‬ولقد رددت عليك ول‬
‫أ سعك‪ ,‬وأردت أن أ ستكثر من سلمك و من الب كة‪ ,‬ث أدخله الب يت فقرب إل يه زبيبا‬
‫فأ كل نب ال‪ ,‬فل ما فرغ قال «أ كل طعام كم البرار‪ ,‬و صلت علي كم اللئ كة‪ ,‬وأف طر‬
‫عندكطططططططططططططططم الصطططططططططططططططائمون»‪.‬‬
‫وقد روى أبو داود والنسائي من حديث أب عمرو الوزاعي سعت يي بن أب كثي‬
‫يقول‪ :‬حدثن ممد بن عبد الرحن بن سعد بن زرارة عن قيس بن سعد هو ابن عبادة‬
‫قال‪ :‬زارنا رسول ال صلى ال عليه وسلم ف منلنا فقال «السلم عليكم ورحة ال» فرد‬
‫سعد ردا خفيا‪ ,‬قال قيس‪ :‬فقلت أل تأذن لرسول ال صلى ال عليه وسلم ؟ فقال‪ :‬دعه‬
‫يكثر علينا من السلم‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «السلم عليكم ورحة ال»‬
‫فرد سعد ردا خفيا ث قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «السلم عليكم ورحة ال» ث‬
‫ر جع ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬واتب عه سعد فقال‪ :‬يا ر سول ال إ ن ك نت أ سع‬
‫تسليمك وأرد عليك ردا خفيا لتكثر علينا من السلم‪ .‬قال فانصرف معه رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم وأمر له سعد بغسل فاغتسل‪ ,‬ث ناوله ملحفة مصبوغة بزعفران أو ورس‪,‬‬
‫فاشتمل با ث رفع رسول ال صلى ال عليه وسلم يديه وهو يقول «اللهم اجعل صلتك‬

‫‪263‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ورح تك على آل سعد بن عبادة»‪ .‬قال‪ :‬ث أ صاب ر سول ال صلى ال عل يه و سلم من‬
‫الطعام‪ ,‬فلما أراد النصراف قرب إليه سعد حارا قد وطىء عليه بقطيفة‪ ,‬فركب رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم فقال سعد‪ :‬يا قيس اصحب رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬قال‬
‫قيس‪ :‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «اركب» فأبيت‪ ,‬فقال «إما أن تركب وإما‬
‫أن تن صرف» قال‪ :‬فان صرفت‪ ,‬و قد روي هذا من وجوه أ خر‪ ,‬ف هو حد يث ج يد قوي‪,‬‬
‫وال أعلم‪.‬‬
‫ث ليعلم أنه ينبغي للمستأذن على أهل النل أن ل يقف تلقاء الباب بوجهه‪ ,‬ولكن ليكن‬
‫الباب عن يي نه أو ي ساره ل ا رواه أ بو داود‪ :‬حدث نا مؤ مل بن الف ضل الرا ن ف آخر ين‬
‫قالوا‪ :‬حدثنا بقية‪ ,‬حدثنا ممد بن عبد الرحن عن عبد ال بن بُشر قال‪ :‬كان رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم إذا أتى باب قوم ل يستقبل الباب من تلقاء وجهه‪ ,‬ولكن من ركنه‬
‫الين أو اليسر‪ ,‬ويقول «السلم عليكم‪ ,‬السلم عليكم» وذلك أن الدور ل يكن عليها‬
‫ططططططططو داود‪.‬‬ ‫ططططططططه أبط‬ ‫ططططططططتور‪ ,‬تفرد بط‬ ‫يومئذ سط‬
‫وقال أبو داود أيضا‪ :‬حدثنا عثمان بن أ ب شي بة‪ ,‬حدثنا جر ير ط (ح) ط حينئذ‪ ,‬قال‬
‫أبو داود‪ :‬حدثنا أبو بكر بن أب شيبة‪ ,‬حدثنا حفص عن العمش عن طلحة عن هزيل‬
‫قال‪ :‬جاء ر جل‪ ,‬قال عثمان‪ :‬سعد فو قف على باب ال نب صلى ال عل يه و سلم ي ستأذن‬
‫فقام على الباب قال عثمان‪ :‬مسطتقبل الباب‪ ,‬فقال له النطب صلى ال عليطه وسطلم «هكذا‬
‫عنك ط أو هكذا ط فإنا الستئذان من النظر» وقد رواه أبو داود الطيالسي عن سفيان‬
‫الثوري عن العمش عن طلحة بن مصرف عن رجل عن سعد عن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ,‬رواه أبو داود من حديثه‪ ,‬وف الصحيحي عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه‬
‫قال «لو أن امرأ اطلع عل يك بغ ي إذن فخذف ته ب صاة ففقأت عي نه‪ ,‬ما كان عل يك من‬
‫جناح» وأخرج الماعة من حديث شعبة عن ممد بن النكدر عن جابر قال‪ :‬أتيت النب‬
‫صلى ال عليه و سلم ف د ين كان على أ ب فدققت الباب‪ ,‬فقال « من ذا ؟» فقلت‪ :‬أنا‪,‬‬
‫قال «أنا أنا» كأنه كرهه‪ ,‬وإنا كره ذلك لن هذه اللفظة ل يعرف صاحبها حت يفصح‬
‫با سه أو كني ته ال ت هو مشهور ب ا‪ ,‬وإل ف كل أ حد ي عب عن نف سه بأ نا‪ ,‬فل ي صل ب ا‬

‫‪264‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫القصود من الستئذان الذي هو الستئناس الأمور به ف الَية‪ ,‬وقال العوف عن ابن عباس‪:‬‬
‫السطططططتئناس السطططططتئذان‪ ,‬وكذا قال غيططططط واحطططططد‪,‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن بشار‪ ,‬حدثنا ممد بن جعفر‪ ,‬حدثنا شعبة عن أب بشر عن‬
‫سعيد بن جبي عن ابن عباس ف هذه الَية {ل تدخلوا بيوتا غي بيوتكم حت تستأنسوا‬
‫وتسلموا} قال‪ :‬إنا هي خطأ من الكاتب حت تستأذنوا وتسلموا‪ ,‬وهكذا رواه هشيم عن‬
‫أب بشر ط وهو جعفر بن إياس ط عن سعيد عن ابن عباس بثله‪ ,‬وزاد‪ :‬كان ابن عباس‬
‫يقرأ {حت تستأذنوا وتسلموا} وكان يقرأ على قراءة أبّ بن كعب رضي ال عنه‪ ,‬وهذا‬
‫غريب جدا عن ابن عباس‪ ,‬وقال هشيم‪ :‬أخبنا مغية عن إبراهيم قال‪ :‬ف مصحف ابن‬
‫مسعود حت تسلموا على أهلها وتستأذنوا‪ ,‬وهذا أيضا رواية عن ابن عباس وهو اختيار‬
‫ابطططططططططططططططططن جريطططططططططططططططططر‪.‬‬
‫وقد قال المام أحد‪ :‬حدثنا روح‪ ,‬حدثنا ابن جريج‪ ,‬أخبن عمرو بن أب سفيان أن‬
‫عمرو بن أب صفوان أخبه أن كلدة بن النبل أخبه أن صفوان بن أمية بعثه ف الفتح بلبأ‬
‫وجدا بة و صغابيس‪ ,‬وال نب صلى ال عل يه و سلم بأعلى الوادي‪ ,‬قال‪ :‬فدخلت على ال نب‬
‫صلى ال عليه وسلم ول أسلم ول أستأذن‪ ,‬فقال صلى ال عليه وسلم «ارجع فقل السلم‬
‫علي كم أأد خل ؟» وذلك بعد ما أ سلم صفوان‪ ,‬ورواه أ بو داود والترمذي والن سائي من‬
‫حد يث ا بن جر يج به‪ .‬وقال الترمذي‪ :‬ح سن غر يب‪ ,‬ل نعر فه إل من حدي ثه‪ .‬وقال أ بو‬
‫داود‪ :‬حدثنا أبو بكر بن أب شيبة‪ ,‬حدثنا أبو الحوص عن منصور عن ربعي قال‪ :‬أتى‬
‫رجل من بن عامر استأذن على رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو ف بيته‪ ,‬فقال‪ :‬أأل ؟‬
‫فقال ال نب صلى ال عل يه و سلم لاد مه «اخرج إل هذا فعل مه ال ستئذان ف قل له‪ :‬قل‬
‫ال سلم علي كم أأد خل ؟» ف سمعه الر جل‪ ,‬فقال‪ :‬ال سلم علي كم أأد خل ؟ فأذن له ال نب‬
‫صطططططططلى ال عليطططططططه وسطططططططلم‪ ,‬فدخطططططططل‪.‬‬
‫وقال هشيم‪ :‬أخبنا منصور عن ابن سيين‪ ,‬وأخبنا يونس بن عبيد عن عمرو بن سعيد‬
‫ل ا ستأذن على ال نب صلى ال عل يه و سلم فقال‪ :‬أأل أو أنلج ؟ فقال ال نب‬
‫الثق في أن رج ً‬
‫صطلى ال عليطه وسطلم لمطة له يقال لاط روضطة «قومطي إل هذا فعلميطه‪ ,‬فإنطه ل يسطن‬
‫يستأذن‪ ,‬فقول له‪ :‬يقول السلم عليكم أأدخل ؟» فسمعها الرجل فقالا فقال «ادخل»‪.‬‬

‫‪265‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال الترمذي‪ :‬حدث نا الف ضل بن ال صباح‪ ,‬حدث نا سعيد بن زكر يا عن عنب سة بن ع بد‬
‫الرحن عن ممد بن زاذان عن ممد بن النكدر عن جابر بن عبد ال قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صطلى ال عليطه وسطلم «السطلم قبطل الكلم» ثط قال الترمذي‪ :‬عنبسطة ضعيطف الديطث‬
‫ذا هب‪ ,‬وم مد بن زاذان من كر الد يث‪ .‬وقال هش يم‪ :‬قال مغية‪ :‬قال ما هد‪ :‬جاء ا بن‬
‫ع مر من حا جة و قد آذاه الرمضاء‪ ,‬فأ تى ف سطاط امرأة من قر يش فقال‪ :‬ال سلم علي كم‬
‫أأد خل ؟ قالت‪ :‬اد خل ب سلم‪ ,‬فأعاد فأعادت و هو يراوح ب ي قدم يه‪ ,‬قال‪ :‬قول اد خل‪.‬‬
‫قالت‪ :‬ادخطططططططططططططططل فدخطططططططططططططططل‪.‬‬
‫ول بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أ بو سعيد ال شج‪ ,‬حدث نا أ بو نع يم الحول‪ ,‬حدث ن خالد بن‬
‫إياس‪ ,‬حدثت ن جد ت أم إياس قالت‪ :‬ك نت ف أر بع ن سوة ن ستأذن على عائ شة‪ ,‬فقلت‪:‬‬
‫ندخطل ؟ فقالت‪ :‬ل قلن لصطاحبتكن تسطتأذن‪ ,‬فقالت‪ :‬السطلم عليكطم أندخطل قالت‪:‬‬
‫ادخلوا‪ ,‬ثط قالت‪{ :‬يطا أيهطا الذيطن آمنوا ل تدخلوا بيوتا غيط بيوتكطم حتط تسطتأنسوا‬
‫وتسلموا على أهلها} الَية‪ .‬وقال هشيم‪ :‬أخبنا أشعث بن سوار عن كردوس عن ابن‬
‫مسعود قال‪ :‬عليكم أن تستأذنوا على أمهاتكم وأخواتكم‪ ,‬قال أشعث عن عدي بن ثابت‬
‫أن امرأة من النصار قالت‪ :‬يا رسول ال إن أكون ف منل على الال الت ل أحب أن‬
‫يران أحد عليها ل والد ول ولد‪ ,‬وإنه ل يزال يدخل علي رجل من أهلي وأنا على تلك‬
‫الال‪ ,‬قال فنلت {يطططا أيهطططا الذيطططن آمنوا ل تدخلوا بيوتا} الَيطططة‪.‬‬
‫وقال ابن جريج‪ :‬سعت عطاء بن أب رباح يب عن ابن عباس رضي ال عنه قال‪ :‬ثلث‬
‫آيات جحد هن الناس‪ .‬قال ال تعال‪{ :‬إن أكرم كم ع ند ال أتقا كم} قال‪ :‬ويقولون إن‬
‫أكرمهم عند ال أعظمهم بيتا‪ ,‬قال والذن كله قد جحده الناس قال‪ :‬قلت‪ :‬أستأذن على‬
‫أخوا ت أيتام ف حجري م عي ف ب يت وا حد ؟ قال‪ :‬ن عم فرددت عل يه لي خص ل فأ ب‪,‬‬
‫فقال‪ :‬ت ب أن ترا ها عريا نة ؟ قلت‪ :‬ل‪ ,‬قال‪ :‬فا ستأذن قال‪ :‬فراجع ته أيضا‪ .‬فقال‪ :‬أت ب‬
‫أن تطيع ال ؟ قلت نعم‪ ,‬قال‪ :‬فاستأذن‪ .‬قال ابن جريج‪ :‬وأخبن ابن طاوس عن أبيه قال‪:‬‬
‫ما من امرأة أكره إلّ أن أرى عورتا من ذات مرم‪ ,‬قال‪ :‬وكان يشدد ف ذلك‪ ,‬وقال ابن‬
‫جريج عن الزهري‪ .‬سعت هزيل بن شرحبيل الودي العمى أنه سع ابن مسعود يقول‪:‬‬
‫عليكم الذن على أمهاتكم وقال ابن جريج‪ :‬قلت لعطاء‪ :‬أيستأذن الرجل على امرأته قال‪:‬‬

‫‪266‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ل وهذا ممول على عدم الوجوب‪ ,‬وإل فالول أن يعلمهطا بدخوله ول يفاجئهطا بطه‪,‬‬
‫لحتمال أن تكون على هيئة ل ت ب أن يرا ها علي ها‪ .‬وقال أ بو جع فر بن جر ير‪ :‬حدث نا‬
‫القاسم‪ ,‬حدثنا السي‪ ,‬حدثنا ممد بن حازم عن العمش عن عمرو بن مرة عن يي بن‬
‫الزار عن ا بن أ خي زي نب ط امرأة ع بد ال بن م سعود ط عن زي نب ر ضي ال عن ها‪,‬‬
‫قالت‪ :‬كان عبد ال إذا جاء من حاجة فانتهى إل الباب تنحنح وبزق كراهة أن يهجم منا‬
‫على أمططططططر يكرهططططططه‪ ,‬إسططططططناده صططططططحيح‪.‬‬
‫وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أح د بن سنان الوا سطي‪ ,‬حدث نا ع بد ال بن ن ي‪ ,‬حدث نا‬
‫الع مش عن عمرو بن مرة عن أ ب هبية‪ .‬قال‪ :‬كان ع بد ال إذا د خل الدار ا ستأنس‬
‫وتكلم ور فع صوته‪ ,‬وقال ما هد‪ :‬حت ت ستأنسوا‪ ,‬قال‪ :‬تنحنحوا أو تنخموا‪ .‬وعن المام‬
‫أح د بن حن بل رح ه ال أ نه قال‪ :‬إذا د خل الر جل بي ته ا ستحب له أن يتنح نح أو يرك‬
‫نعليه‪ ,‬ولذا جاء ف الصحيح عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه نى أن يطرق الرجل‬
‫أهله طروقا ط و ف روا ية ط ليلً يتخون م‪ ,‬و ف الد يث الَ خر أن ر سول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم قدم الدي نة نارا‪ ,‬فأناخ بظاهر ها‪ ,‬وقال «انتظروا ح ت ند خل عشاء ط يع ن‬
‫آخطططر النهار طططط حتططط تشطططط الشعثطططة وتسطططتحد الغيبطططة»‪.‬‬
‫وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أ ب‪ ,‬حدث نا أ بو ب كر بن أ ب شي بة‪ ,‬حدث نا ع بد الرح ن بن‬
‫سليمان عن واصل بن السائب‪ ,‬حدثن أبو ثورة بن أخي أب أيوب عن أب أيوب قال‪:‬‬
‫قلت‪ :‬يا رسول ال هذا السلم‪ ,‬فما الستئناس ؟ قال «يتكلم الرجل بتسبيحة أو تكبية‬
‫أو تميدة ويتنح نح فيؤذن أ هل الب يت» هذا حد يث غر يب‪ .‬وقال قتادة ف قوله {ح ت‬
‫تستأنسوا} هو الستئذان ثلثا‪ ,‬فمن ل يؤذن له منهم فليجع‪ ,‬أما الول فليسمع الي‪,‬‬
‫وأما الثانية فليأخذوا حذرهم‪ ,‬وأما الثالثة فإن شاءوا أذنوا وإن شاءوا ردوا‪ ,‬ول تقفن على‬
‫باب قوم ردوك عططن بابمطط‪ ,‬فإن للناس حاجات ولمطط أشغال‪ ,‬وال أول بالعذر‪.‬‬
‫وقال مقا تل بن حيان ف قوله { يا أي ها الذ ين آمنوا ل تدخلوا بيوتا غ ي بيوت كم ح ت‬
‫ت ستأنسوا وت سلموا على أهل ها} كان الر جل ف الاهل ية إذا ل قي صاحبه ل ي سلم عل يه‬
‫ويقول‪ :‬حييت صباحا وحييت مساء‪ ,‬وكان ذلك تية القوم بينهم‪ ,‬وكان أحدهم ينطلق‬
‫إل صطاحبه فل يسطتأذن حتط يقتحطم ويقول‪ :‬قطد دخلت‪ ,‬ونوط ذلك‪ ,‬فيشطق ذلك على‬

‫‪267‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الرجل ولعله يكون مع أهله فغي ال ذلك كله ف ستر وعفة‪ ,‬وجعله نقيا نزها من الدنس‬
‫والقذر والدرن‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬يطا أيهطا الذيطن آمنوا ل تدخلوا بيوتا غيط بيوتكطم حتط‬
‫ت ستأنسوا وت سلموا على أهل ها} الَ ية‪ ,‬وهذا الذي قاله مقا تل‪ :‬ح سن‪ ,‬ولذا قال تعال‪:‬‬
‫{ذلكم خي لكم} يعن الستئذان خي لكم بعن هو خي من الطرفي للمستأذن ولهل‬
‫البيطططططططططططططت {لعلكطططططططططططططم تذكرون}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬فإن ل تدوا فيها أحدا فل تدخلوها حت يؤذن لكم} وذلك لا فيه من‬
‫التصرف ف ملك الغي بغي إذنه‪ ,‬فإن شاء أذن‪ ,‬وإن شاء ل يأذن‪{ ,‬وإن قيل لكم ارجعوا‬
‫فارجعوا هطو أزكطى لكطم} أي إذا ردوكطم مطن الباب قبطل الذن أو بعده {فارجعوا هطو‬
‫أزكى لكم} أي رجوعكم أزكى لكم وأطهر {وال با تعملون عليم} وقال قتادة‪ :‬قال‬
‫ب عض الهاجر ين ل قد طل بت عمري كله هذه الَ ية‪ ,‬ف ما أدركت ها أن أ ستأذن على ب عض‬
‫إخوا ن فيقول ل ار جع‪ ,‬فأر جع وأ نا مغت بط {وإن ق يل ل كم ارجعوا فارجعوا هو أز كى‬
‫لكم وال با تعملون عليم} وقال سعيد بن جبي {وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا} الَية‬
‫أي ل تقفوا على أبواب الناس‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ليطس عليكطم جناج أن تدخلوا بيوتا غيط مسطكونة} الَيطة‪ ,‬هذه الَيطة‬
‫الكري ة أ خص من ال ت قبل ها وذلك أن ا تقت ضي جواز الدخول إل البيوت ال ت ل يس في ها‬
‫أحد إذا كان له متاع فيها بغي إذن‪ ,‬كالبيت العد للضيف إذا أذن له فيه أول مرة كفى‪.‬‬
‫قال ا بن جر يج‪ :‬قال ا بن عباس {ل تدخلوا بيوتا غ ي بيوت كم} ث ن سخ وا ستثن‪ ,‬فقال‬
‫تعال‪{ :‬ل يس علي كم جناج أن تدخلوا بيوتا غ ي م سكونة في ها متاع ل كم} وكذا روي‬
‫عن عكرمة والسن البصري‪ ,‬وقال آخرون‪ :‬هي بيوت التجار كالانات ومنازل السفار‬
‫وبيوت م كة وغ ي ذلك‪ ,‬واختار ذلك ا بن جر ير وحكاه عن جا عة‪ ,‬والول أظ هر‪ ,‬وال‬
‫أعلم‪ .‬وقال مالك عطططن زيطططد بطططن أسطططلم‪ :‬هطططي بيوت الشعطططر‪.‬‬

‫حفَظُواْ فُرُو َجهُمْ ذَلِكَ أَزْ َكىَ َلهُمْ إِنّ اللّهَ َخبِ ٌي بِمَا‬
‫** ُقلْ لّلْ ُم ْؤ ِمنِيَ َي ُغضّوْا مِنْ َأبْصَا ِرهِ ْم َويَ ْ‬
‫طنَعُونَ‬‫طططططططططططططططططططططططططططططططط ْ‬ ‫يَصط‬

‫‪268‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫هذا أمطر مطن ال تعال لعباده الؤمنيط أن يغضوا مطن أبصطارهم عمطا حرم عليهطم‪ ,‬فل‬
‫ينظروا إل إل ما أباح لم النظر إليه‪ ,‬وأن يغضوا أبصارهم عن الحارم‪ ,‬فإن اتفق أن وقع‬
‫البصر على مرم من غي قصد‪ ,‬فليصرف بصره عنه سريعا‪ ,‬كما رواه مسلم ف صحيحه‬
‫من حديث يونس بن عبيد عن عمرو بن سعيد عن أب زرعة بن عمرو بن جرير‪ ,‬عن‬
‫جده جرير بن عبد ال البجلي رضي ال عنه قال‪ :‬سألت النب صلى ال عليه وسلم عن‬
‫نظرة الفجأة‪ ,‬فأمرن أن أصرف بصري‪ .‬وكذا رواه المام أحد عن هشيم عن يونس بن‬
‫عبيطد بطه‪ .‬ورواه أبطو داود والترمذي والنسطائي مطن حديثطه أيضا‪ .‬وقال الترمذي حسطن‬
‫صحيح‪ ,‬وف رواية لبعضهم فقال«أطرق بصرك» يعن أنظر إل الرض‪ ,‬والصرف أعم‪,‬‬
‫فإنطططططه قطططططد يكون إل الرض وإل جهطططططة أخرى‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال أبو داود‪ :‬حدثنا إساعيل بن موسى الفزاري‪ ,‬حدثنا شريك عن أب ربيعة اليادي‪,‬‬
‫عن ع بد ال بن بريدة عن أب يه قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم لعلي « يا علي‬
‫لتتبطع النظرة النظرة‪ ,‬فإن لك الول وليطس لك الَخرة» ورواه الترمذي مطن حديطث‬
‫شريك وقال‪ :‬غريب ل نعرفه إل من حديثه‪ .‬وف الصحيح عن أب سعيد قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم «إياكم واللوس على الطرقات» قالوا‪ :‬يارسول ال لبد لنا من‬
‫مال سنا نتحدث في ها‪ ,‬فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «إن أبي تم فأعطوا الطر يق‬
‫ح قه» قالوا ‪ :‬و ما حق الطر يق يا ر سول ال ؟ فقال« غض الب صر‪ ,‬و كف الذى‪ ,‬ورد‬
‫السططططلم‪ ,‬والمططططر بالعروف‪ ,‬والنهططططي عططططن النكططططر»‪.‬‬
‫وقال أ بو القا سم البغوي‪ :‬حدث نا طالوت بن عباد‪ ,‬حدث نا ف ضل بن جبي‪ ,‬سعت أ با‬
‫أما مة‪ ,‬يقول‪ :‬سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول «اكفلوا ل ستا أك فل ل كم‬
‫بال نة‪ :‬إذا حدث أحد كم فل يكذب‪ ,‬وإذا اؤت ن فل ي ن‪ ,‬وإذا و عد فل يلف‪ ,‬وغضوا‬
‫أب صاركم‪ ,‬وكفوا أيد كم‪ ,‬واحفظوا فروج كم» و ف صحيح البخاري« من يك فل ل ما‬
‫بي لييه وما بي رجليه‪ ,‬أكفل له النة» وقال عبد الرزاق‪ :‬أنبأنا معمر عن أيوب عن ابن‬
‫سيين عن عبيدة قال‪ :‬كل ما ع صي ال به ف هو كبية‪ ,‬و قد ذ كر الطرف ي فقال { قل‬
‫للمؤمن ي يغضوا من أب صارهم} ول ا كان الن ظر داع ية إل ف ساد القلب‪ ,‬ك ما قال ب عض‬
‫السلف‪ :‬النظر سهم سم إل القلب‪ ,‬ولذلك أمر ال بفظ الفروج كما أمر بفظ البصار‬

‫‪269‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫التط هطي بواعطث إل ذلك‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬قطل للمؤمنيط يغضوا مطن أبصطارهم ويفظوا‬
‫فروجهطم} وحفطظ الفرج تارة يكون بنعطه مطن الزنطا‪ ,‬كمطا قال تعال‪{ :‬والذيطن هطم‬
‫لفروج هم حافظون} الَ ية‪ ,‬وتارة يكون بف ظه من الن ظر إل يه ك ما جاء ف الد يث ف‬
‫مسند أحد والسنن «احفظ عورتك إل من زوجتك أو ما ملكت يينك» {ذلك أزكى‬
‫لم} أي أطهر لقلوبم وأنقىَ لدينهم‪ ,‬كما قيل من حفظ بصره أورثه ال نورا ف بصيته‪,‬‬
‫ويروى فطططططططططططططططط قلبططططططططططططططططه‪.‬‬
‫وروى المام أحد‪ :‬حدثنا عتاب‪ ,‬حدثنا عبد ال بن البارك‪ ,‬أخبنا يي بن أيوب عن‬
‫عبيد ال بن زحر عن علي بن زيد عن القاسم عن أب أمامة رضي ال عنه‪ ,‬عن النب صلى‬
‫ال عل يه و سلم قال « ما من م سلم ين ظر إل ما سن امرأة (أول مرة) ث ي غض ب صره إل‬
‫أخلف ال له عبادة يد حلوتا» وروي هذا مرفوعا عن ابن عمر وحذيفة وعائشة رضي‬
‫ال عنهم‪ ,‬ولكن ف إسنادها ضعف إل أنا ف الترغيب‪ ,‬ومثله يتسامح فيه‪ .‬وف الطبان‬
‫من طريق عبيد ال بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أب أمامة مرفوعا «لتغضن‬
‫أبصطاركم‪ ,‬ولتحفظطن فروجكطم‪ ,‬ولتقيمطن وجوهكطم‪ ,‬أو لتكسطفن وجوهكطم»‪.‬‬
‫وقال الطبان‪ :‬حدثنا أحد بن زهي التستري قال‪ :‬قرأنا على ممد بن حفص بن عمر‬
‫الضر ير القرى‪ ,‬حدث نا ي ي بن أ ب بك ي‪ ,‬حدث نا هر ي بن سفيان عن ع بد الرح ن بن‬
‫إسحاق عن القاسم بن عبد الرحن عن أبيه عن عبد ال بن مسعود رضي ال عنه قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إن النظرة سهم من سهام إبليس مسموم من تركها‬
‫ماف ت أبدل ته إيانا ي د حلو ته ف قل به»‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬إن ال خبي ب ا ي صنعون} ك ما‬
‫قال تعال‪{ :‬يعلم خائنة العي وما تفي الصدور}‪ .‬وف الصحيح عن أب هريرة رضي‬
‫ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك‬
‫ذلك ل مالة‪ ,‬فزنا العيني النظر‪ ,‬وزنا اللسان النطق‪ ,‬وزنا الذني الستماع‪ ,‬وزنا اليدين‬
‫ن وتشتهي‪ ,‬والفرج يصدق ذلك أو يكذبه» رواه‬ ‫البطش‪ ,‬وزنا الرجلي الطى‪ ,‬والنفس ت َ‬
‫البخاري تعليقا‪ ,‬ومسلم مسندا من وجه آخر بنحو ما تقدم‪ ,‬وقد قال كثي من السلف‪:‬‬
‫إن م كانوا ينهون أن ي د الر جل ب صره إل المرد‪ ,‬و قد شدد كث ي من أئ مة ال صوفية ف‬
‫ذلك‪ ,‬وحرمه طائفة من أهل العلم لا فيه من الفتتان‪ ,‬وشدد آخرون ف ذلك كثيا جدا‪.‬‬

‫‪270‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثنا أبو سعيد الدن‪ ,‬حدثنا عمر بن سهل الازن‪ ,‬حدثن عمر بن‬
‫ممد بن صهبان عن صفوان بن سليم عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم « كل ع ي باك ية يوم القيا مة إل عي نا غ ضت عن مارم ال‪ ,‬وعينا‬
‫سطهرت فط سطبيل ال‪ ,‬وعينا يرج منهطا مثطل رأس الذباب مطن خشيطة ال عطز وجطل»‪.‬‬

‫حفَظْنَ ُفرُو َجهُ ّن وَلَ ُيبْدِينَ زِينََتهُنّ إِلّ مَا ظَهَ َر‬ ‫ضضْ َن مِنْ َأبْصَا ِرهِنّ َويَ ْ‬ ‫** وَقُل لّ ْل ُم ْؤمِنَاتِ يَ ْغ ُ‬
‫ِمنْهَا وَْليَضْ ِربْ َن بِخُ ُم ِرهِ ّن عََلىَ ُجيُوِبهِ ّن وَ َل ُيبْدِي نَ زِيَنتَهُ نّ إِلّ ِلُبعُوَلِتهِ نّ َأوْ آبَآِئهِ نّ َأ ْو آبَآءِ‬
‫ُبعُوَلِتهِ نّ َأوْ َأبْنَآِئهِ نّ َأوْ َأْبنَآءِ ُبعُولَِتهِ نّ َأوْ إِ ْخوَاِنهِ نّ َأ ْو َبنِ يَ إِ ْخوَاِنهِ نّ َأ ْو بَنِي أَ َخوَاِتهِ نّ َأوْ‬
‫نِ سَآئِهِنّ َأ ْو مَا مََلكَ تْ َأيْمَاُنهُ نّ َأوِ التّاِبعِيَ غَيْرِ ُأوْلِي الِ ْربَ ِة مِ نَ الرّجَالِ َأوِ ال ّطفْلِ الّذِي نَ لَ مْ‬
‫خفِيَ مِن زِيَنِتهِ ّن َوتُوُب َواْ إِلَى‬ ‫يَ ْظهَرُواْ عََل َى َعوْرَا تِ النّ سَآ ِء وَلَ َيضْ ِربْ َن ِبأَرْ ُجِلهِ نّ ِلُيعْلَ َم مَا يُ ْ‬
‫ط ُتفْلِحُونططططَ‬ ‫اللّهططططِ جَمِيعا َأيّهَططططا الْ ُم ْؤ ِمنُونططططَ َلعَّلكُمططط ْ‬
‫هذا أمر من ال تعال للنساء الؤمنات وغية منه لزواجهن عباده الؤمني وتييز لن عن‬
‫صفة نساء الاهلية وفعال الشركي وكان سبب نزول هذه الَية ما ذكره مقاتل بن حيان‬
‫قال‪ :‬بلغ نا ط وال أعلم ط أن جابر بن ع بد ال الن صاري حدث أن أ ساء ب نت مر ثد‬
‫كا نت ف م ل ل ا ف ب ن حار ثة‪ ,‬فج عل الن ساء يدخلن علي ها غ ي متأزرات فيبدو ما ف‬
‫أرجل هن من الل خل وتبدو صدورهن وذوائب هن فقالت أ ساء‪ :‬ما أق بح هذا فأنزل ال‬
‫تعال‪{ :‬وقطل للمؤمنات يغضضطن مطن أبصطارهن} الَيطة‪ ,‬فقوله تعال‪{ :‬وقطل للمؤمنات‬
‫يغضضن من أبصارهن} أي عما حرم ال عليهن من النظر إل غي أزواجهن‪ ,‬ولذا ذهب‬
‫كثيط مطن العلماء إل أنطه ل يوز للمرأة أن تنظطر إل الرجال الجانطب بشهوة ول بغيط‬
‫شهوة أصططططططططططططططططططططططططططططططططلً‪.‬‬
‫واح تج كث ي من هم ب ا رواه أ بو داود والترمذي من حد يث الزهري عن نبهان مول أم‬
‫سلمة أ نه حدث أن أم سلمة حدث ته أن ا كا نت ع ند ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫وميمونة قالت فبينما نن عنده أقبل ابن أم مكتوم فدخل عليه وذلك بعدما أمرنا بالجاب‬
‫فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «احتجبا منه» فقلت يا رسول ال أليس هو أعمى ل‬
‫يبصرنا ول يعرفنا ؟ فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «أو عمياوان أنت ما ؟ أوألستما‬

‫‪271‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تبصرانه» ث قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح‪ .‬وذهب آخرون من العلماء إل جواز‬
‫نظرهن إل الجانب بغي شهوة كما ثبت ف الصحيح أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫جعل ينظر إل البشة وهم يلعبون برابم يوم العيد ف السجد وعائشة أم الؤمني تنظر‬
‫ططت‪.‬‬ ‫طط ملت ورجعط‬ ‫ططم حتط‬ ‫ططترها منهط‬ ‫ططو يسط‬ ‫ططن ورائه وهط‬ ‫ططم مط‬ ‫إليهط‬
‫وقوله {ويف ظن فروج هن} قال سعيد بن جبي‪ :‬عن الفوا حش‪ .‬وقال قتادة و سفيان‪:‬‬
‫عما ل يل لن‪ .‬وقال مقاتل‪ :‬عن الزنا‪ ,‬وقال أبو العالية‪ :‬كل آية نزلت ف القرآن يذكر‬
‫في ها ح فظ الفروج ف هو من الز نا إل هذه الَ ية {ويف ظن فروج هن} أن ل يرا ها أ حد‪,‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ول يبدين زينتهن إل ما ظهر منها} أي ل يظهرن شيئا من الزينة للجانب‬
‫إل ما ل يكن إخفاؤه‪ .‬قال ابن مسعود‪ :‬كالرداء والثياب يعن على ما كان يتعاطاه نساء‬
‫العرب من القنعة الت تلل ثيابا وما يبدو من أسافل الثياب‪ .‬فل حرج عليها فيه لن هذا‬
‫ل يكن ها إخفاؤه ونظيه ف زي الن ساء ما يظ هر من إزار ها و ما لي كن إخفاؤه‪ .‬وقال‬
‫بقول ابطن مسطعود السطن وابطن سطيين وأبطو الوزاء وإبراهيطم النخعطي وغيهطم‪.‬‬
‫وقال العمش عن سعيد بن جبي عن ابن عباس {ول يبدين زينتهن إل ما ظهر منها}‬
‫قال‪ :‬وجهها وكفيها والات‪ .‬وروي عن ابن عمر وعطاء وعكرمة وسعيد بن جبي وأب‬
‫الشعثاء والضحاك وإبراهيطم النخعطي وغيهطم نوط ذلك‪ ,‬وهذا يتمطل أن يكون تفسطيا‬
‫للزينة الت ني عن إبدائها‪ ,‬كما قال أبو إسحاق السبقي عن أب الحوص عن عبد ال‬
‫قال ف قوله {ول يبدين زينتهن} الزينة القرط والدملج واللخال والقلدة‪ .‬وف رواية عنه‬
‫بذا ال سناد قال‪ :‬الزي نة زينتان‪ :‬فزي نة ل يرا ها إل الزوج‪ :‬الا ت وال سوار‪ ,‬وزي نة يرا ها‬
‫الجانب وهي الظاهر من الثياب‪ .‬وقال الزهري ل يبدين لؤلء الذين سى ال من ل تل‬
‫له إل السطورة والخرة والقرططة مطن غيط حسطر وأمطا عامطة الناس فل يبديطن منهطا إل‬
‫الواتطططططططططططططططططططططططططططططططططط‪.‬‬
‫وقال مالك عن الزهري {إلما ظهر منها} الات واللخال‪ .‬ويتمل أن ابن عباس ومن‬
‫تابعه أرادوا تفسي ماظهر منها بالوجه والكفي وهذا هو الشهور عند المهور‪ ,‬ويستأنس‬
‫له بالد يث الذي رواه أ بو داود ف سننه حدث نا يعقوب بن ك عب النطا كي ومؤ مل بن‬
‫الفضل الران قال‪ :‬حدثنا الوليد عن سعيد بن بشي عن قتادة عن خالد بن دريك عن‬

‫‪272‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عائشة رضي ال عنها أن أساء بنت أب بكر دخلت على النب صلى ال عليه وسلم وعليها‬
‫ثياب رقاق فأعرض عن ها وقال « يا أ ساء إن الرأة إذا بل غت الح يض ل ي صلح أي يرى‬
‫منها إل هذا» وأشار إل وجهه وكفيه‪ ,‬لكن قال أبو داود وأبو حات الرازي هذا مرسل ‪¹‬‬
‫خالد بططن دريططك ل يسططمع مططن عائشططة رضططي ال عنهططا‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وليضربن بمرهن على جيوبن} يعن القانع يعمل لا صفات ضاربات‬
‫على صدورهن لتواري ما تت ها من صدرها وترائب ها ليخال فن شعار ن ساء أ هل الاهل ية‬
‫فإنن ل يكن يفعلن ذلك بل كانت الرأة منهن تر بي الرجال مسفحة بصدرها ل يواريه‬
‫شيء وربا أظهرت عنقها وذوائب شعرها وأقرطة آذانا‪ ,‬فأمر ال الؤمنات أن يستترن ف‬
‫هيئات ن وأحوال ن ك ما قال تعال‪ { :‬يا أي ها ال نب قل لزوا جك وبنا تك ون ساء الؤمن ي‬
‫يدن ي علي هن من جلبيب هن ذلك أد ن أن يعر فن فل يؤذ ين} وقال ف هذه الَ ية الكري ة‬
‫{وليضربن بمرهن على جيوبن} والمر جع خار وهو ما يمر به أي يغطى به الرأس‬
‫ططططططع‪.‬‬ ‫ططططططميها الناس القانط‬ ‫طططططط تسط‬ ‫ططططططي التط‬ ‫وهط‬
‫قال سعيد بن جبي {وليضر بن} وليشددن {بمر هن على جيوب ن} يع ن على الن حر‬
‫والصدر فل يرى منه شيء وقال البخاري حدثنا أحد بن شبيب حدثنا أب عن يونس عن‬
‫ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي ال عنها قالت‪ :‬يرحم ال نساء الهاجرات الول‬
‫لا أنزل ال {وليضربن بمرهن على جيوبن} شققن مروطهن فاختمرن با‪ .‬وقال أيضا‬
‫حدث نا أ بو نع يم‪ ,‬حدث نا إبراه يم بن نا فع عن ال سن بن م سلم عن صفية ب نت شي بة أن‬
‫عائشة رضي ال عنها كانت تقول‪ :‬لا نزلت هذه الَية {وليضربن بمرهن على جيوبن}‬
‫أخذن أزرهن فشققنها من قبل الواشي فاختمرن با‪ .‬وقال ابن أب حات حدثنا أب حدثنا‬
‫أحد بن عبد ال بن يونس حدثنا الزني بن خالد حدثنا عبد ال بن عثمان بن خثيم عن‬
‫صفية بنت شيبة قالت‪ :‬بينا نن عند عائشة قالت فذكرنا نساء قريش وفضلهن‪ ,‬فقالت‬
‫ل وإن وال مارأيت أفضل من نساء النصار‬ ‫عائشة رضي ال عنها إن لنساء قريش لفض ً‬
‫أشد تصديقا بكتاب ال ول إيانا بالتنيل لقد أنزلت سورة النور {وليضربن بمرهن على‬
‫جيوب ن} انقلب إلي هن رجال ن يتلون علي هن ما أنزل ال إلي هم في ها ويتلو الر جل على‬
‫امرأ ته وابن ته وأخ ته وعلى كل ذي قراب ته ف ما من هن امرأة إل قا مت إل مرط ها الر حل‬

‫‪273‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فاعتجرت به ت صديقا وإيانا ب ا أنزل ال من كتا به‪ ,‬فأ صبحن وراء ر سول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم معتجرات كأن على رؤوسهن الغربان‪ .‬ورواه أبو داود من غي وجه عن صفية‬
‫بنطططططططططططت شيبطططططططططططه بطططططططططططه‪.‬‬
‫وقال ا بن جر ير حدث نا يو نس أخب نا ا بن و هب أن قرة بن ع بد الرح ن أ خبه عن ا بن‬
‫شهاب عطن عروة عطن عائشطة قالت‪ :‬يرحطم ال النسطاء الهاجرات الول لاط أنزل ال‬
‫{وليضربن بمرهن على جيوبن} شققن أكتف مروطهن فاختمرن با‪ ,‬ورواه أبو داود‬
‫من حد يث ا بن و هب به‪ ,‬وقوله تعال {ول يبد ين زينت هن إل لبعولت هن} أي أزواج هن‬
‫{أو آبائهن أو آباء بعولتهن أوأبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانن أو بن إخوانن أو بن‬
‫أخواتن} كل هؤلء مارم للمرأة يوز لا أن تظهر عليهم بزينتها ولكن من غي اقتصاء‬
‫وتبهرج‪ .‬وقد روى ابن النذر حدثنا موسى يعن ابن هارون حدثنا أبو بكر يعن ابن أب‬
‫شي بة حدث نا عفان حدث نا حاد بن سلمة أخب نا داود عن الش عب وعكر مة ف هذه الَ ية‬
‫{ول يبدبن زينتهن إل لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن} حت فرغ منها وقال ل يذكر‬
‫العم ول الال لنما ينعتان لبنائهما ول تضع خارها عند العم والال‪ ,‬فأما الزوج فإنا‬
‫ذلك كله مطططططن أجله فتتصطططططنع له باططططط ل يكون بضرة غيه‪.‬‬
‫وقوله {أو نسائهن} يعن تظهر بزينتها أيضا للنساء السلمات دون نساء أهل الذمة لئل‬
‫تصفهن لرجالن‪ .‬وذلك وإن كان مذورا ف جيع النساء إل أنه ف نساء أهل الذمة أشد‬
‫فإنن ل ينعهن من ذلك مانع وأما السلمة فإنا تعلم أن ذلك حرام فتنجر عنه‪ ,‬وقد قال‬
‫ر سول الله صلى ال عل يه و سلم «لتبا شر الرأة الرأة تنعت ها لزوج ها كأ نه ين ظر إلي ها»‬
‫أخرجاه ف الصحيحي عن ابن مسعود وقال سعيد بن منصور ف سننه حدثنا إساعيل بن‬
‫عياش عن هشام بن الغازي عن عبادة بن نسي عن أبيه عن الارث بن قيس قال‪ :‬كتب‬
‫أمي الؤمني عمر بن الطاب إل أب عبيدة‪ :‬أما بعد فإنه بلغن أن نساء من نساء السلمي‬
‫يدخلن المامات مع ن ساء أ هل الشرك فإ نه من قبلك فل ي ل لمرأة تؤ من با ال واليوم‬
‫الَخر أن ينظر إل عورتا إل أهل ملتها‪ .‬وقال ماهد ف قوله {أو نسائهن} قال نساؤهن‬
‫السطلمات ليطس الشركات مطن نسطائهن‪ ,‬وليطس للمرأة السطلمة أن تنكشطف بيط يدي‬
‫مشركة‪ ,‬وروى عبد ال ف تفسيه عن الكلب عن أب صال عن ابن عباس {أو نسائهن}‬

‫‪274‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال هن السلمات ل تبديه ليهودية و لنصرانية وهو النحر والقرط والوشاح وما ل يل‬
‫أن يراه إل مرم‪.‬‬
‫وروى سعيد حدثنا جرير عن ليث عن ماهد قال لتضع السلمة خارها عند مشركة‬
‫لن ال تعال يقول‪{ :‬أو نسائهن} فلي ست من نسائهن‪ ,‬وعن مكحول وعبادة بن نسي‬
‫أن ما كر ها أن تق بل الن صرانية واليهود ية والجو سية ال سلمة‪ ,‬فأ ما مارواه ا بن أ ب حا ت‬
‫حدثنا علي بن السي حدثنا أبو عمي حدثنا ضمرة قال‪ :‬قال ابن عطاء عن أبيه قال‪ :‬لا‬
‫قدم أصحاب رسول اللهصلى ال عليه وسلم بيت القدس كان قوابل نسائهن اليهوديات‬
‫والن صرانيات‪ ,‬فهذا إن صح فمحمول على حال الضرورة أو أن ذلك من باب المتهان‪,‬‬
‫ثططط إنطططه ليطططس فيطططه كشطططف عورة ول بطططد‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬أو ما ملكت أيانن} قال ابن جرير‪ :‬يعن من نساء الشركي‪ ,‬فيجوز لا‬
‫أن تظهر زينتها لا‪ ,‬وإن كانت مشركة لنا أمتها‪ ,‬وإليه ذهب سعيد بن السيب‪ ,‬وقال‬
‫الكثرون‪ :‬بل يوز أن تظ هر على رقيق ها من الرجال والن ساء‪ ,‬وا ستدلوا بالد يث الذي‬
‫رواه أ بو داود‪ :‬حدث نا م مد بن عي سى‪ ,‬حدث نا أ بو ج يع سال بن دينار عن ثا بت‪ ,‬عن‬
‫أنس‪ :‬أن النبيصلى ال عليه وسلم أتى فاطمة بعبد قد وهبه لا‪ ,‬قال‪ :‬وعلى فاطمة ثوب‬
‫إذا قنعت به رأسها ل يبلغ رجليها‪ ,‬وإذا غطت به رجليها ل يبلغ رأسها‪ ,‬فلما رأى النب‬
‫صطلى ال عليطه وسطلم مطا تلقطى‪ ,‬قال «إنطه ليطس عليطك بأس إناط هطو أبوك وغلمطك»‪.‬‬
‫وقد ذكر الافظ ابن عساكر ف تاريه ف ترجة خديج المصي مول معاوية‪ :‬أن عبد‬
‫ال بن مسعدة الفزاري كان أسود شديد الدمة‪ ,‬وأنه قد كان النب صلى ال عليه وسلم‬
‫وهبه لبنته فاطمة‪ ,‬فربته ث أعتقته‪ ,‬ث قد كان بعد ذلك كله برز مع معاوية أيام صفي‪,‬‬
‫وكان من أ شد الناس على عل يّ بن أ ب طالب ر ضي ال ع نه‪ ,‬وقال المام أح د‪ :‬حدث نا‬
‫سفيان بن عيي نة عن الزهري‪ ,‬عن نبهان‪ ,‬عن أم سلمة‪ ,‬ذكرت أن ر سول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال «إذا كان إحداكن مكاتب‪ ,‬وكان له ما يؤدي فلتحتجب منه» ورواه أبو‬
‫داود عن مسدد‪ ,‬عن سفيان به‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬أو التابعي غي أول الربة من الرجال}‬
‫يع ن كالجراء والتباع الذ ين لي سوا بأكفاء‪ ,‬و هم مع ذلك ف عقول م وله و َحوْب‪ ,‬ول‬
‫هةط لمط إل النسطاء ول يشتهوننط‪ ,‬قال ابطن عباس‪ :‬هطو الغفطل الذي ل شهوة له‪.‬‬

‫‪275‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال ما هد‪ :‬هو البله‪ ,‬وقال عكر مة‪ :‬هو الخ نث الذي ل يقوم ذكره‪ ,‬وكذلك قال‬
‫غي واحد من السلف‪ ,‬وف الصحيح من حديث الزهري عن عروة‪ ,‬عن عائشة‪ ,‬أن منثا‬
‫كان يدخل على أهل رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وكانوا يعدونه من غي أول الربة‪,‬‬
‫فدخل النب صلى ال عليه وسلم وهو ينعت امرأة يقول‪ :‬إنا إذا أقبلت أقبلت بأربع‪ ,‬وإذا‬
‫أدبرت أدبرت بثمان‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «أل أرى هذا يعلم ما ههنا ل‬
‫يدخلن عليكططم» فأخرجططه‪ ,‬فكان بالبيداء يدخططل كططل يوم جعططة ليسططتطعم‪.‬‬
‫وروى المام أحد‪ :‬حدثنا أبو معاوية‪ ,‬حدثنا هشام بن عروة عن أبيه‪ ,‬عن زينب بنت‬
‫أب سلمة‪ ,‬عن أم سلمة أنا قالت‪ :‬دخل عليها رسول ال صلى ال عليه وسلم وعندها‬
‫(أخوها) منث‪ ,‬وعندها عبد ال بن أب أمية‪ ,‬والخنث يقول‪ :‬يا عبد ال‪ ,‬إن فتح ال‬
‫عليكم الطائف غدا فعليك بابنة غيلن فإنا تقبل بأربع وتدبر بثمان‪ ,‬قال‪ :‬فسمعه رسول‬
‫ال صلى ال عليه و سلم فقال لم سلمة «ل يدخلن هذا عليك» أخرجاه ف الصحيحي‬
‫من حد يث هشام بن عروة‪ .‬وقال المام أح د‪ :‬حدث نا ع بد الرزاق‪ ,‬حدث نا مع مر عن‬
‫الزهري‪ ,‬عن عروة بن الزب ي‪ ,‬عن عائ شة ر ضي ال عن ها قالت‪ :‬كان ر جل يد خل على‬
‫أزواج النب صلى ال عليه وسلم منث‪ ,‬وكانوا يعدونه من غي أول الربة‪ ,‬فدخل النب‬
‫صلى ال عليه وسلم وهو عند بعض نسائه وهو ينعت امرأة‪ ,‬فقال إنا إذا أقبلت أقبلت‬
‫بأر بع‪ ,‬وإذا أدبرت أدبرت بثمان‪ .‬فقال ال نب صلى ال عل يه و سلم «أل أرى هذا يعلم ما‬
‫هه نا ل يدخلن علي كم هذا» فحجبوه‪ ,‬ورواه م سلم وأ بو داود والن سائي من طر يق ع بد‬
‫طططططططططلمة‪.‬‬ ‫طططططططططن أم سط‬ ‫طططططططططه عط‬ ‫الرزاق بط‬
‫وقوله تعال‪{ :‬أو الطفطل الذيطن ل يظهروا على عورات النسطاء} يعنط لصطغرهم ل‬
‫يفهمون أحوال الن ساء وعورات ن من كلم هن الرخ يم وتعطف هن ف الش ية وحركات ن‬
‫و سكناتن‪ ,‬فإذا كان الط فل صغيا ل يف هم ذلك‪ :‬فل بأس بدخوله على الن ساء‪ ,‬فأ ما إن‬
‫كان مراهقا‪ ,‬أو قريبا م نه‪ ,‬ب يث يعرف ذلك ويدر يه ويفرق ب ي الشوهاء وال سناء‪ ,‬فل‬
‫ي كن من الدخول على الن ساء‪ ,‬و قد ث بت ف ال صحيحي عن ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫و سلم أ نه قال «إيا كم والدخول على الن ساء» ق يل‪ :‬يا ر سول ال‪ ,‬أفرأ يت ال مو ؟ قال‬
‫ططططططططططططططططططططططططططططططو الوت»‪.‬‬ ‫«المط‬

‫‪276‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله تعال {ول يضربن بأرجلهن} الَية‪ ,‬كانت الرأة ف الاهلية إذا كانت تشي ف‬
‫الطريق وف رجلها خلخال صامت ل يعلم صوته‪ ,‬ضربت برجلها الرض‪ ,‬فيعلم الرجال‬
‫طنينطه‪ ,‬فنهطى ال الؤمنات عطن مثطل ذلك‪ ,‬وكذلك إذا كان شيطء مطن زينتهطا مسطتورا‬
‫فتحركطت بركطة لتظهطر مطا هطو خفطي دخطل فط هذا النهطي لقوله تعال‪{ :‬ول يضربطن‬
‫بأرجل هن} إل آخره و من ذلك أن ا تن هى عن التع طر والتط يب ع ند خروج ها من بيت ها‬
‫ليشتم الرجال طيبها‪ ,‬فقد قال أبو عيسى الترمذي‪ :‬حدثنا ممد بن بشار‪ ,‬حدثنا يي بن‬
‫سعيد القطان عن ثابت بن عمارة النفي‪ ,‬عن غنيم بن قيس‪ ,‬عن أب موسى رضي ال‬
‫عنه‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال «كل عي زانية والرأة إذا استعطرت فمرت‬
‫بالجلس فهي كذا وكذا» يعن زانية‪ ,‬قال وف الباب عن أب هريرة‪ :‬وهذا حسن صحيح‪,‬‬
‫ططه‪.‬‬ ‫ططن عمارة بط‬ ‫ططت بط‬ ‫ططث ثابط‬ ‫ططن حديط‬ ‫ططائي مط‬‫ططو داود والنسط‬‫رواه أبط‬
‫وقال أبو داود‪ :‬حدثنا ممد بن كثي‪ ,‬أخبنا سفيان عن عاصم بن عبيد ال‪ ,‬عن عبيد‬
‫مول أ ب ر هم‪ ,‬عن أ ب هريرة ر ضي ال ع نه قال‪ :‬لقي ته امرأة و جد من ها ر يح الط يب‬
‫ولذيلهطا إعصطار‪ ,‬فقال‪ :‬يطا أمطة البار جئت مطن السطجد ؟ قالت‪ :‬نعطم‪ .‬قال لاط‪ :‬وله‬
‫تطي بت ؟ قالت‪ :‬ن عم‪ ,‬قال‪ :‬إ ن سعت حب أ با القا سم صلى ال عل يه و سلم يقول‪« :‬ل‬
‫يقبل ال صلة امرأة تطيبت لذا السجد حت ترجع فتغتسل غسلها من النابة»‪ .‬ورواه‬
‫ابن ماجه عن أب بكر بن أب شيبة‪ ,‬عن سفيان هو ابن عيينة به‪ .‬وروى الترمذي أيضا من‬
‫حديث موسى بن عبيدة عن أيوب بن خالد‪ ,‬عن ميمونة بنت سعد أن رسول ال صلى‬
‫ال عليه و سلم قال «الرافلة ف الزينة ف غي أهلها كمثل ظلمة يوم القيامة ل نور لا»‪,‬‬
‫ومطن ذلك أيضا أننط ينهيط عطن الشطي فط وسطط الطريطق لاط فيطه مطن التطبج‪.‬‬
‫قال أبو داود‪ :‬حدثنا التغلب‪ ,‬حدثنا عبد العزيز يعن ابن ممد عن ابن أب اليمان عن‬
‫شداد بن أب عمرو بن حاس‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن حزة بن أب أسيد النصاري عن أبيه أنه سع‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول و هو خارج من ال سجد‪ ,‬و قد اختلط الرجال مع‬
‫النساء ف الطريق‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم للنساء «استأخرن فإنه ليس لكن‬
‫أن تتض نّ الطر يق‪ ,‬علي كن بافات الطر يق» فكا نت الرأة تل صق بالدار ح ت إن ثوب ا‬
‫ليتعلق بالدار مطن لصطوقها بطه‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وتوبوا إل ال جيعا أيهطا الؤمنون لعلكطم‬

‫‪277‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تفلحون} أي افعلوا ما أمر كم به من هذه ال صفات الميلة والخلق الليلة واتركوا ما‬
‫كان عليه أهل الاهلية من الخلق والصفات الرذيلة‪ ,‬فإن الفلح كل الفلح ف فعل ما‬
‫أمططر ال بططه ورسططوله وترك مططا نيططا عنططه‪ ,‬وال تعال هططو السططتعان‪.‬‬

‫ي مِ ْن عِبَادِكُ ْم َوإِمائِكُ مْ إِن َيكُونُواْ ُف َقرَآ َء ُيغِْنهِ مُ اللّ ُه‬


‫** َوَأْنكِحُواْ اليَامَ َى ِمنْكُ ْم وَال صّالِحِ َ‬
‫ف الّذِي نَ لَ َيجِدُو نَ ِنكَاحا َحّت َى ُيغِْنَيهُ مُ اللّ ُه مِن‬ ‫مِن َفضْلِ ِه وَاللّ ُه وَا سِ ٌع عَلِي مٌ * وَْليَ سَْت ْعفِ ِ‬
‫ب مِمّا مََلكَتْ َأيْمَاُنكُمْ َفكَاتِبُوهُمْ إِ ْن عَلِ ُمتُمْ فِيهِمْ َخيْرا وَآتُوهُمْ‬ ‫َفضْلِ ِه وَالّذِي نَ يَْبَتغُو َن الْ ِكتَا َ‬
‫ي آتَاكُ ْم وَ َل تُكْ ِرهُواْ َفَتيَاِتكُ ْم عَلَى الِْبغَآءِ إِ نْ أَرَدْ نَ تَحَ صّنا ّلَتْبتَغُواْ عَرَ ضَ‬ ‫مّن مّالِ اللّ ِه الّذِ َ‬
‫حيَاةِ ال ّدْنيَا َومَن ُيكْرِههُ نّ فِإِ نّ اللّ هِ مِن َبعْدِ إِ ْكرَا ِههِ ّن َغفُورٌ رّحِي مٌ * وََلقَدْ َأنْزَْلنَآ إَِليْكُ مْ‬ ‫الْ َ‬
‫ط َو َموْعِ َظةً لّ ْل ُمّتقِيَطط‬ ‫آيَاتططٍ ّمَبّينَاتططٍ َو َمَثلً مّنططَ الّذِينططَ خََل ْواْ مِططن َقبِْلكُمط ْ‬
‫اشتملت هذه الَيات الكريات البي نة على ج ل من الحكام الحك مة والوا مر الب مة‪,‬‬
‫فقوله تعال‪{ :‬وأنكحوا اليا مى من كم} إل آخره‪ ,‬هذا أ مر بالتزو يج‪ .‬و قد ذ هب طائ فة‬
‫من العلماء إل وجوبه على كل من قدر عليه‪ .‬واحتجوا بظاهر قوله عليه السلم «يا معشر‬
‫الشباب‪ ,‬من ا ستطاع من كم الباءة فليتزوج‪ ,‬فإ نه أ غض للب صر وأح صن للفرج و من ل‬
‫يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء»‪ ,‬أخرجاه ف الصحيحي من حديث ابن مسعود‪ ,‬وقد‬
‫جاء ف ال سنن من غ ي و جه أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال «تزوجوا الولود‬
‫تناسلوا فإن مباه بكم المم يوم القيامة»‪ .‬وف رواية‪« :‬حت بالسقط»‪ ,‬اليامى جع أي‪,‬‬
‫ويقال ذلك للمرأة ال ت ل زوج ل ا وللر جل الذي ل زو جة له‪ ,‬سواء كان قد تزوج ث‬
‫فارق أول ل يتزوج وا حد منه ما‪ ,‬حكاه الوهري عن أ هل الل غة‪ ,‬يقال ر جل أ ي وامرأة‬
‫أيطططططططططططططططططططططططططططططططططططط‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬إن يكونوا فقراء يغنهم ال من فضله} الية‪ ,‬قال علي بن أب طلحة عن‬
‫ابن عباس‪ :‬رغبهم ال ف التزويج وأمر به الحرار والعبيد ووعدهم عليه الغن‪ ,‬فقال {إن‬
‫يكونوا فقراء يغنهم ال من فضله} وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا ممود بن خالد‬
‫الزرق‪ ,‬حدثنا عمر بن عبد الواحد عن سعيد ط يعن ابن عبد العزيز ط قال‪ :‬بلغن أن‬
‫أبا بكر الصديق رضي ال عنه قال‪ :‬أطيعوا ال فيما أمركم به من النكاح ينجز لكم ما‬

‫‪278‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وعد كم من الغ ن قال تعال‪{ :‬إن يكونوا فقراء يغن هم ال من فضله} و عن ا بن م سعود‪:‬‬
‫التم سوا الغ ن ف النكاح‪ .‬يقول ال تعال‪{ :‬إن يكونوا فقراء يغن هم ال من فضله} رواه‬
‫ا بن جر ير‪ ,‬وذ كر البغوي عن ع مر بنحوه‪ ,‬وعن الل يث عن م مد بن عجلن عن سعيد‬
‫القبي عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «ثلثة حق‬
‫على ال عونم‪ :‬الناكح يريد العفاف‪ ,‬والكاتب يريد الداء‪ ,‬والغازي ف سبيل ال» رواه‬
‫المام أح د والترمذي والن سائي وا بن ما جه‪ .‬و قد زوج ال نب صلى ال عل يه و سلم ذلك‬
‫الرجل الذي ل يد عليه إل إزاره‪ ,‬ول يقدر على خات من حديد‪ ,‬ومع هذا فزوجه بتلك‬
‫الرأة وجعل صداقها عليه أن يعلمها ما معه من القرآن‪ .‬والعهود من كرم ال تعال ولطفه‬
‫أن يرز قه ما فيه كفا ية ل ا وله‪ ,‬وأ ما ما يورده كث ي من الناس على أ نه حديث «تزوجوا‬
‫فقراء يغنكم ال» فل أصل له ول أره بإسناد قوي ول ضعيف إل الَن‪ ,‬وف القرآن غنية‬
‫ططة‪.‬‬ ‫ططد والنط‬ ‫ططا‪ ,‬وللهالمط‬ ‫طط أوردناهط‬‫ططث التط‬ ‫ططه‪ ,‬وكذا هذه الحاديط‬ ‫عنط‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ولي ستعفف الذ ين ل يدون نكاحا ح ت يغني هم ال من فضله} هذا أ مر‬
‫من ال تعال ل ن ل ي د تزويا بالتع فف عن الرام ك ما قال صلى ال عل يه و سلم « يا‬
‫معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج‪ ,‬ومن ل‬
‫ي ستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء» الديث‪ ,‬وهذه الَية مطلقة‪ ,‬والت ف سورة النساء‬
‫أخص منها وهي قوله {ومن ل يستطع منكم طولً أن ينكح الحصنات ط إل قوله ط‬
‫وأن ت صبوا خ ي ل كم} أي صبكم عن تزوج الماء خ ي ل كم‪ ,‬لن الولد ي يء رقيقا‬
‫{وال غفور رحيم} قال عكرمة ف قوله {وليستعفف الذين ل يدون نكاحا} قال‪ :‬هو‬
‫الرجل يرى الرأة فكأنه يشتهي‪ ,‬فإن كانت له امرأة فليذهب إليها وليقض حاجته منها‪,‬‬
‫طه ال‪.‬‬ ‫طموات والرض حت ط يغنيط‬ ‫طر ف ط ملكوت السط‬ ‫طن له امرأة فلينظط‬‫وإن ل يكط‬
‫وقوله تعال‪{ :‬والذيطن يبتغون الكتاب ماط ملكطت أيانكطم فكاتبوهطم إن علمتطم فيهطم‬
‫خيا} هذا أ مر من ال تعال لل سادة إذا طلب عبيدهم من هم الكتا بة أن يكاتبو هم بشرط‬
‫أن يكون للع بد حيلة وك سب يؤدي إل سيده الال الذي شار طه على أدائه‪ ,‬و قد ذ هب‬
‫كثي من العلماء إل أن هذا المر أمر إرشاد واستحباب‪ ,‬ل أمر تتم وإياب‪ ,‬بل السيد‬
‫م ي إذا طلب م نه عبده الكتا بة‪ ,‬إن شاء كات به وإن شاء ل يكات به قال الثوري عن جابر‬

‫‪279‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عن الشعب‪ :‬إن شاء كاتبه وإن شاء ل يكاتبه‪ .‬وكذا قال ابن وهب عن إساعيل بن عياش‬
‫عن رجل عن عطاء بن أب رباح‪ :‬إن يشأ يكاتبه وإن يشأ ل يكاتبه‪ .‬وكذا قال مقاتل بن‬
‫حيان والسن البصري‪ ,‬وذهب آخرون إل أنه يب على السيد إذا طلب منه عبده ذلك‬
‫أن ييبطططططه إل مطططططا طلب أخذا بظاهطططططر هذا المطططططر‪.‬‬
‫وقال البخاري‪ :‬وقال روح عن ا بن جر يج قلت لعطاء‪ :‬أوا جب علي إذا عل مت له مالً‬
‫أن أكات به‪ ,‬قال‪ :‬ما أراه إل واجبا‪ .‬وقال عمرو بن دينار‪ :‬قلت لعطاء‪ :‬أتأثره عن أ حد ؟‬
‫قال‪ :‬ل‪ ,‬ث أ خبن أن مو سى بن أنس أ خبه أن سيين سأل أن سا الكات بة‪ ,‬وكان كث ي‬
‫الال فأ ب‪ ,‬فانطلق إل ع مر ر ضي ال ع نه‪ ,‬فقال‪ :‬كات به‪ ,‬فأ ب فضر به بالدرة‪ ,‬ويتلو ع مر‬
‫رضطي ال عنطه {فكاتبوهطم إن علمتطم فيهطم خيا} فكاتبطه هكذا ذكره البخاري تعليقا‪,‬‬
‫ورواه عبد الرزاق أخبنا ابن جريج قال‪ :‬قلت لعطاء‪ :‬أواجب علي إذا علمت له مالً أن‬
‫أكاتبه ؟ قال‪ :‬ما أراه إل واجبا‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ممد بن بشار‪ ,‬حدثنا ممد بن‬
‫ب كر‪ ,‬حدث نا سعيد عن قتادة عن أ نس بن مالك‪ :‬أن سيين أراد أن يكات به‪ ,‬فتل كأ عل يه‬
‫فقال له عمر‪ :‬لتكاتبنه‪ ,‬إسناد صحيح‪ .‬وقال سعيد بن منصور‪ :‬حدثنا هشيم بن جويب عن‬
‫الضحاك قال‪ :‬هي عزمة‪ ,‬وهذا القول القدي من قول الشافعي‪ ,‬وذهب ف الديد إل أنه‬
‫ل ي ب لقوله عل يه ال سلم «ل ي ل مال امرىء م سلم إل بط يب من نف سه»‪ .‬وقال ا بن‬
‫وهب‪ :‬قال مالك‪ :‬المر عندنا أنه ليس على سيد العبد أن يكاتبه إذاسأله ذلك‪ ,‬ول أسع‬
‫أحدا من الئمة أكره أحدا على أن يكاتب عبده‪ .‬قال مالك‪ :‬وإنا ذلك أمر من ال تعال‬
‫وإذن منه للناس وليس بوا جب‪ .‬وكذا قال الثوري وأبو حنيفة وع بد الرح ن بن ز يد بن‬
‫ططة‪.‬‬ ‫ططر الَيط‬ ‫ططر قول الوجوب لظاهط‬ ‫ططن جريط‬ ‫ططم‪ ,‬واختار ابط‬
‫ططلم وغيهط‬ ‫أسط‬
‫وقوله تعال‪{ :‬إن علم تم في هم خيا} قال بعض هم‪ :‬أما نة‪ ,‬وقال بعض هم‪ :‬صدقا‪ ,‬وقال‬
‫بعضهم‪ :‬مالً‪ ,‬وقال بعضهم‪ :‬حيلة وكسبا‪ .‬وروى أبو داود ف الراسيل‪ ,‬عن يى بن أب‬
‫كث ي قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم {فكاتبو هم إن علم تم في هم خيا} قال‬
‫«إن علمتم فيهم حرفة‪ ,‬ول ترسلوهم كل على الناس»‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬وآتوهم من مال‬
‫ال الذي آتاكطم} اختلف الفسطرون فيطه‪ ,‬فقال بعضهطم‪ :‬معناه اطرحوا لمط مطن الكتابطة‬

‫‪280‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بعضها‪ ,‬ث قال بعضهم‪ :‬مقدار الربع‪ ,‬وقيل الثلث‪ ,‬وقيل النصف‪ ,‬وقيل جزء من الكتابة‬
‫مطططططططططططن غيططططططططططط حطططططططططططد‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل الراد من قوله {وآتوهم من مال ال الذي آتاكم} هو النصيب الذي‬
‫فرض ال ل م من أموال الزكاة‪ ,‬وهذا قول ال سن وع بد الرح ن بن ز يد بن أ سلم وأب يه‬
‫ومقاتل بن حيان‪ ,‬واختاره ابن جرير‪ ,‬وقال إبراهيم النخعي ف قوله {وآتوهم من مال ال‬
‫الذي آتاكم} قال‪ :‬حث الناس عليه موله وغيه‪ ,‬وكذا قال بريدة بن الصيب السلمي‬
‫وقتادة‪ ,‬وقال ابن عباس‪ :‬أمر ال الؤمني أن يعينوا ف الرقاب‪ .‬وقد تقدم ف الديث عن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم أنه قال «ثلثة حق على ال عونم» فذكر منهم الكاتب يريد‬
‫الداء‪ ,‬والقول الول أشهر‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا ممد بن إساعيل‪ ,‬حدثنا وكيع عن‬
‫ابن شبيب عن عكرمة عن ابن عباس عن عمر‪ :‬أنه كاتب عبدا له يكن أبا أمية‪ ,‬فجاء‬
‫بنجمه حي حل فقال‪ :‬يا أبا أمية اذهب فاستعن به ف مكاتبتك‪ ,‬فقال‪ :‬يا أمي الؤمني‪,‬‬
‫لو تركته حت يكون من آخر نم ؟ قال‪ :‬أخاف أن ل أدرك ذلك‪ ,‬ث قرأ {فكاتبوهم إن‬
‫علمتم فيهم خيا وآتوهم من مال ال الذي آتاكم} قال عكرمة‪ :‬فكان أول نم أدي ف‬
‫السططططططططططططططططططططططططططططططططططلم‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن حيد‪ ,‬حدثنا هارون بن الغية عن عنبسة عن سال الفطس‬
‫عن سعيد بن جبي قال‪ :‬كان ابن عمر إذا كاتب مكاتبه ل يضع عنه شيئا من أول نومه‬
‫مافة أن يعجز فترجع إليه صدقته‪ ,‬ولكنه إذا كان ف آخر مكاتبته وضع عنه ما أحب‪,‬‬
‫وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف الَية {وآتوهم من مال ال الذي آتاكم} قال‪:‬‬
‫يعن ضعوا عنهم ف مكاتبتهم‪ ,‬وكذا قال ماهد وعطاء والقاسم بن أب بزة وعبد الكري‬
‫بن مالك الزري وال سدي‪ ,‬وقال م مد بن سيين ف قوله‪{ :‬وآتو هم من مال ال الذي‬
‫آتا كم} كان يعجب هم أن يدع الر جل لكات به طائ فة من مكاتب ته‪ ,‬وقال ا بن أ ب حا ت‪:‬‬
‫أخبنا الفضل بن شاذان القرى‪ ,‬أخبنا إبراهيم بن موسى‪ ,‬أخبنا هشام بن يوسف عن‬
‫ابن جريج‪ ,‬أخبن عطاء بن السائب‪ :‬أن عبد ال بن جندب أخبه عن علي رضي ال عنه‬
‫عن ال نب صلى ال عل يه و سلم قال «ر بع الكتا بة» وهذا حد يث غر يب ورف عه من كر‬

‫‪281‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والشبه أنه موقوف على علي رضي ال عنه كما رواه عنه أبو عبد الرحن السلمي رحه‬
‫ال‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ول تكرهوا فتياتكطم على البغاء} الَيطة‪ ,‬كان أهطل الاهليطة إذا كان‬
‫لحدهم أمة أرسلها تزن‪ ,‬وجعل عليها ضريبة يأخذها منها كل وقت‪ ,‬فلماء جاء السلم‬
‫نى ال الؤمني عن ذلك‪ ,‬وكان سبب نزول هذه الَية الكرية‪ ,‬فيما ذكر غي واحد من‬
‫الفسرين من السلف واللف ف شأن عبد ال بن أبّ ابن سلول‪ ,‬فإنه كان له إماء‪ ,‬فكان‬
‫يكرههطن على البغاء طلبا لراجهطن‪ ,‬ورغبطة فط أولدهطن ورياسطة منطه فيمطا يزعطم‪.‬‬

‫ذكطططططططططططططر الَثار الواردة فططططططططططططط ذلك‬


‫قال الافظ أبو بكر أحد بن عمرو بن عبدالالق البزار رحه ال ف مسنده‪ :‬حدثنا أحد‬
‫بن داود الوا سطي‪ ,‬حدث نا أ بو عمرو اللخ مي يع ن م مد بن الجاج‪ ,‬حدث نا م مد بن‬
‫إسحاق عن الزهري قال‪ :‬كانت جارية لعبد ال بن أبّ ابن سلول‪ ,‬يقال لا معاذة يكرهها‬
‫على الزنطا‪ ,‬فلمطا جاء السطلم نزلت {ول تكرهوا فتياتكطم على البغاء} الَيطة‪ ,‬وقال‬
‫العمش عن أب سفيان عن جابر ف هذه الَية‪ ,‬قال‪ :‬نزلت ف أمة لعبد ال بن أبّ ابن‬
‫سلول يقال ل ا م سيكة‪ ,‬كان يكره ها على الفجور‪ ,‬وكا نت ل بأس ب ا فتأ ب‪ ,‬فأنزل ال‬
‫هذه الَية {ول تكرهوا فتياتكم على البغاء ط إل قوله ط ومن يكرههن فإن ال من بعد‬
‫إكراه هن غفور رح يم} وروى الن سائي من حد يث ا بن جر يج عن أ ب الزب ي عن جابر‬
‫نوه‪.‬‬
‫وقال الافطظ أبطو بكطر البزار‪ :‬حدثنطا عمرو بطن علي‪ ,‬حدثنطا علي بطن سطعيد‪ ,‬حدثنطا‬
‫العمش‪ ,‬حدثن أبو سفيان عن جابر قال‪ :‬كان لعبد ال بن أبّ ابن سلول‪ ,‬جارية يقال‬
‫لا مسيكة‪ ,‬وكان يكرهها على البغاء‪ ,‬فأنزل ال {ول تكرهوا فتياتكم على البغاء ط إل‬
‫قوله ط ومن يكرههن فإن ال من بعد إكراههن غفور رحيم} صرح العمش بالسماع‬
‫من أ ب سفيان بن طل حة بن نا فع‪ ,‬فدل على بطلن قول من قال‪ :‬ل ي سمع م نه إن ا هو‬
‫صحيفة حكاه البزار‪ .‬وقال أبو داود الطيالسي عن سليمان بن معاذ عن ساك عن عكرمة‬
‫عن ابن عباس‪ :‬أن جارية لعبد ال بن أب كانت تزن ف الاهلية فولدت أولدا من الزنا‪,‬‬

‫‪282‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فقال لاط مالك‪ :‬لتزنيط‪ ,‬قالت‪ :‬وال ل أزنط‪ ,‬فضرباط فأنزل ال عطز وجطل {ول تكرهوا‬
‫ططططططططططططططططططططططططططططم على البغاء}‪.‬‬ ‫فتياتكط‬
‫وروى البزار أيضا‪ :‬حدثنا أحد بن داود الوسطي‪ ,‬حدثنا أبو عمرو اللخمي يعن ممد‬
‫بن الجاج‪ ,‬حدث نا م مد بن إ سحاق عن الزهري عن أ نس ر ضي ال ع نه قال‪:‬كا نت‬
‫جارية لعبدال بن أُب‪ ,‬يقال لا معاذ ‪ ,‬يكرهها على الزنا‪ ,‬فلما جاء السلم نزلت {ول‬
‫تكرهوا فتياتكم على البغاى إن أردن تصناط إل قوله ط و من يكرههن فإن ال من بعد‬
‫إكراه هن غفور رح يم} وقال ع بد الرزاق أخب نا مع مر عن الزهري أن رجلً من قر يش‬
‫أسر يوم بدر وكان عند عبد ال بن أبّ أسيا‪ ,‬وكانت لعبد ال بن أبّ جارية يقال لا‬
‫معاذة وكان القرشطي السطي يريدهطا على نفسطها وكانطت مسطلمة وكانطت تتنطع منطه‬
‫لسلمها‪ ,‬وكان عبد ال بن أبّ يكرهها على ذلك ويضربا رجاء أن تمل من القرشي‬
‫فيطلب فداء ولده‪ ,‬فقال تبارك وتعال‪{ :‬ول تكرهوا فتياتكططططم على البغاء إن أردن‬
‫تصططططططططططططططططططططططططططططططططططنا}‪.‬‬
‫وقال ال سدي‪ :‬أنزلت هذه الَ ية الكري ة ف ع بد ال بن أبّ ا بن سلول رأس النافق ي‬
‫وكانت له جارية تدعى معاذة وكان إذا نزل به ضيف أرسلها إليه ليواقعها إرادة الثواب‬
‫منه والكرامة له‪ .‬فأقبلت الارية إل أب بكر رضي ال عنه فشكت إليه فذكره أبو بكر‬
‫للنب صلى ال عليه وسلم فأمره بقبضها فصاح عبد ال بن أبّ من يعذرنا من ممد يغلبنا‬
‫على ملوكتنا فأنزل ال فيهم هذا‪ ,‬وقال مقاتل بن حيان‪ :‬بلغن ط وال أعلم ط أن هذه‬
‫الَ ية نزلت ف رجل ي كا نا يكرهان أمت ي ل ما إحداه ا ا سها م سيكة وكا نت للن صار‪,‬‬
‫وكانت أميمة أم مسيكة لعبد ال بن أبّ وكانت معاذة وأروى بتلك النلة‪ ,‬فأتت مسيكة‬
‫وأمها النب صلى ال عليه وسلم فذكرتا ذلك له‪ ,‬فأنزل ال ف ذلك {ول تكرهوا فتياتكم‬
‫على البغاء} يعنطططططططططططططط الزنططططططططططططططا‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬إن أردن تصططنا} هذا خرج مرج الغالب فل مفهوم له‪ ,‬وقوله تعال‪:‬‬
‫{لتبتغوا عرض الياة الدنيا} أي من خراجهن ومهورهن وأولدهن وقد نى رسول ال‬
‫صلى ال عليه و سلم عن كسب الجام وم هر الب غي وحلوان الكا هن‪ ,‬و ف رواية «م هر‬
‫البغي خبيث وكسب الجام خبيث‪ ,‬وثن الكلب خبيث» وقوله تعال‪{ :‬ومن يكرههن‬

‫‪283‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فإن ال من بعد إكراههن غفور رحيم} أي لن كما تقدم ف الديث عن جابر‪ .‬وقال ابن‬
‫أ ب طل حة عن ابن عباس‪ :‬فإن فعلتم فإن ال ل ن غفور رحيم‪ ,‬وإثهن على من أكره هن‬
‫طططططش وقتادة‪.‬‬ ‫طططططان والعمط‬ ‫طططططد وعطاء الراسط‬ ‫وكذا قال ماهط‬
‫وقال أبو عبيد‪ :‬حدثن إسحاق الزرق عن عوف عن السن ف هذ الَية {فإن ال من‬
‫بعطد إكراههطن غفور رحيطم} قال لنط وال لنط وال‪ .‬وعطن الزهري قال غفور لنط مطا‬
‫أكر هن عل يه‪ .‬و عن ز يد بن أ سلم قال غفور رح يم للمكرهات‪ ,‬حكا هن ا بن النذر ف‬
‫تفسيه بأسانيده‪ ,‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو زرعة‪ ,‬حدثنا يي بن عبد ال‪ ,‬حدثن ابن‬
‫ليعة‪ ,‬حدثن عطاء عن سعيد بن جبي قال ف قراءة عبد ال بن مسعود{فإن ال من بعد‬
‫إكراههن غفور رحيم} لن وإثهن على من أكرههن‪ ,‬وف الديث الرفوع عن رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم أ نه قال «ر فع عن أم ت ال طأ والن سيان و ما ا ستكرهوا عل يه»‪.‬‬
‫ولاط فصطل تبارك وتعال هذه الحكام وبينهطا قال تعال‪{ :‬ولقطد أنزلنطا إليكطم آيات‬
‫مبينات} يع ن القرآن ف يه آيات واضحات مف سرات {ومثلً من الذين خلوا من قبلكم}‬
‫أي خبا عن ال مم الاض ية و ما حل ب م ف مالفت هم أوا مر ال تعال ك ما قال تعال‬
‫ل للَخريطن وموعظطة} أي زاجرا عطن ارتكاب الآثط والحارم‬ ‫{فجعلناهطم سطلفا ومث ً‬
‫{للمتقي} أي لن اتقى ال وخافه‪ .‬قال علي بن أب طالب رضي ال عنه ف صفة القرآن‪:‬‬
‫فيه حكم ما بينكم وخب ما قبلكم ونبأ ما بعدكم وهو الفصل ليس بالزل‪ ,‬من تركه من‬
‫جبار قصططططمه ال‪ ,‬ومططططن ابتغططططى الدى مططططن غيه أضله ال‪.‬‬

‫صبَاحُ فِي زُجَا َج ٍة‬ ‫ح الْمِ ْ‬‫صبَا ٌ‬


‫شكَاةٍ فِيهَا مِ ْ‬ ‫** اللّ ُه نُو ُر ال سّمَاوَاتِ وَالرْ ضِ َمثَ ُل نُورِ هِ كَمِ ْ‬
‫ّيط يُوقَدُ مِن شَجَ َر ٍة ّمبَارَ َكةٍ َزْيتُوَنةٍ ّل شَرِْقّيةٍ وَلَ غَ ْرِبّي ٍة يَكَادُ‬ ‫َبط دُر ّ‬
‫الزّجَا َجةُ َكَأنّهَا َكوْك ٌ‬
‫َزْيتُهَا ُيضِيَ ُء وََلوْ َل ْم تَمْ سَسْ ُه نَا ٌر نّو ٌر عََلىَ نُو ٍر َيهْدِي اللّ هُ ِلنُورِ ِه مَن يَشَآ ُء َوَيضْرِ بُ اللّ هُ‬
‫ط ِبكُلّ شَيْ ٍء عََليِمططططططططٌ‬ ‫ط وَاللّهططططططط ُ‬ ‫ال ْمثَالَ لِلنّاسططططططط ِ‬
‫قال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس {ال نور ال سموات والرض} يقول هادي أ هل‬
‫ال سموات والرض‪ .‬قال ا بن جر يج‪ :‬قال ما هد وا بن عباس ف قوله {ال نور ال سموات‬
‫والرض} يدبر المر فيهما نومهما وشسهما وقمرها‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا سليمان‬

‫‪284‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بن عمر بن خالد الرقي‪ ,‬حدثنا وهب بن راشد عن فرقد عن أنس بن مالك قال‪ :‬إن ال‬
‫يقول نوري هداي واختار هذا القول ا بن جر ير‪ .‬وقال أ بو جع فر الرازي عن الرب يع بن‬
‫أ نس عن أ ب العال ية عن أبّ بن ك عب ف قوله تعال‪{ :‬ال نور ال سموات والرض م ثل‬
‫نوره} قال هو الؤمن الذي جعل ال اليان والقرآن ف صدره فضرب ال مثله فقال {ال‬
‫نور السموات والرض} فبدأ بنور نفسه ث ذكر نور الؤمن فقال‪ :‬مثل نور من آمن به‪,‬‬
‫قال‪ :‬فكان أبّ بن كعب يقرؤها {مثل نور من آمن به} فهو الؤمن جعل اليان والقرآن‬
‫ف صدره‪ ,‬وهكذا قال سعيد بن جبي وق يس بن سعد عن ا بن عباس أ نه قرأ ها كذلك‬
‫{مثل نور من آمن بال} وقرأ بعضهم {ال نور السموات والرض} وعن الضحاك {ال‬
‫نوّر السطططططططططططططططططططططططططططموات والرض}‪.‬‬
‫وقال السدي ف قوله {ال نور السموات والرض} فبنوره أضاءت السموات والرض‪.‬‬
‫وف الديث الذي رواه ممد بن إسحاق ف السية عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫أنطه قال فط دعائه يوم آذاه أهطل الطائف «أعوذ بنور وجهطك الذي أشرقطت له الظلمات‬
‫وصلح عليه أمر الدنيا والَخرة أن يل ب غضبك أو ينل ب سخطك‪ ,‬لك العتب حت‬
‫ترضى ول حول ول قوة إل بال» وف الصحيحي عن ابن عباس رضي ال عنه قال‪ :‬كان‬
‫رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم إذا قام مطن الليطل يقول‪ :‬اللهطم لك المطد‪ ,‬أنطت قيّم‬
‫ال سموات والرض أ نت نور ال سموات والرض و من في هن‪ ,‬ولك ال مد و من في هن»‬
‫الد يث‪ ,‬و عن ا بن م سعود قال‪ :‬إن رب كم ل يس عنده ل يل ول نار نور العرش من نور‬
‫وج هه‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬م ثل نوره} ف هذا الضم ي قولن (أحده ا) أ نه عائد إل ال عز‬
‫وجل أي مثل هداه ف قلب الؤمن قاله ابن عباس {كمشكاة} (والثان) أن الضمي عائد‬
‫إل الؤ من الذي دل عل يه سياق الكلم تقديره م ثل نور الؤ من الذي ف قل به كمشكاة‪,‬‬
‫فش به قلب الؤ من و ما هو مفطور عل يه من الدى و ما يتلقاه من القرآن الطا بق ل ا هو‬
‫مفطور عليه كما قال تعال‪{ :‬أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه} فشبه قلب‬
‫الؤمن ف صفائه ف نفسه بالقنديل من الزجاج الشفاف الوهري وما يستهديه من القرآن‬
‫والشرع بالزيطت اليطد الصطاف الشرق العتدل الذي ل كدر فيطه ول انراف‪ ,‬فقوله‬
‫{كمشكاة} قال ابن عباس وماهد وممد بن كعب وغي واحد‪ :‬هو موضع الفتيلة من‬

‫‪285‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫القند يل هذا هو الشهور ولذا قال بعده {في ها م صباح} و هو الزبالة ال ت تض يء‪ .‬وقال‬
‫العوف عن ابن عباس قوله {ال نور السموات والرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح}‬
‫وذلك أن اليهود قالوا لحمطد صطلى ال عليطه وسطلم‪ :‬كيطف يلص نور ال مطن دون‬
‫السطماء ؟ فضرب ال مثطل (ذلك) لنوره فقال {ال نور السطموات والرض مثطل نوره‬
‫كمشكاة} والشكاة كوة ف الب يت‪ ,‬قال و هو م ثل ضر به ال لطاع ته ف سمى ال طاع ته‬
‫نورا ث ساها أنواعا ش ت‪ ,‬وقال ا بن أ ب ن يح عن ما هد‪ :‬هن الكوة بل غة الب شة وزاد‬
‫بعض هم فقال‪ :‬الشكاة الكوة ال ت ل من فذ ل ا‪ ,‬و عن ما هد الشكاة الدائد ال ت يعلق ب ا‬
‫القنديطل‪ ,‬والقول الول أول وهطو أن الشكاة هطو موضطع الفتيلة مطن القنديطل ولذا قال‬
‫{فيها مصباح} وهو النور الذي ف الذُبالة‪ ,‬قال أبّ بن كعب‪ :‬الصباح النور وهو القرآن‬
‫واليان الذي ف صدره‪ ,‬وقال السدي‪ :‬هو السراج {الصباح ف زجاجة} أي هذا الضوء‬
‫مشرق فط زجاجطة صطافية‪ ,‬وقال أبّ بطن كعطب وغيط واحطد‪ :‬وهطي نظيط قلب الؤمطن‬
‫{الزجاجة كأنا كوكب دري} قرأ بعضهم بضم الدال من غي هزة من الدر أي كأنا‬
‫كو كب من درّ‪ ,‬وقرأ آخرون در يء ودر يء بك سر الدال وضم ها مع المزة من الدرء‬
‫وهو الدفع‪ ,‬وذلك أن النجم إذا رمي به يكون أشد استنارة من سائر الحوال‪ ,‬والعرب‬
‫تسمي مال يعرف من الكواكب دراري‪ ,‬قال أبّ بن كعب‪ :‬كوكب مضيء‪ ,‬وقال قتادة‪:‬‬
‫مضيء مبي ضخم {يوقد من شجرة مباركة} أي يستمد من زيت زيتون شجرة مباركة‬
‫{زيتو نة} بدل أو ع طف بيان {ل شرقية ول غربية} أي لي ست ف شر قي بقعتها فل‬
‫تصل إليها الشمس من أول النهار ول ف غربيها فيقلص عنها الفيء قبل الغروب بل هي‬
‫فط مكان وسطط تقرعطه الشمطس مطن أول النهار إل آخره فيجيطء زيتهطا صطافيا معتدلً‬
‫مشرقا‪.‬‬
‫وروى ابن أب حات‪ :‬حدثنا ممد بن عمار قال‪ :‬حدثنا عبد الرحن بن عبد ال بن سعد‪,‬‬
‫أخبنا عمرو بن أب قيس عن ساك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس ف قوله {زيتونة‬
‫ل شرقية ول غربية} قال‪ :‬هي شجرة بالصحراء ل يظلها شجر ول جبل ول كهف ول‬
‫يواري ها ش يء و هو أجود لزيت ها‪ .‬وقال ي ي بن سعيد القطان عن عمران بن حد ير عن‬
‫عكر مة ف قوله تعال‪{ :‬زيتو نة ل شرق ية ول غرب ية} قال‪ :‬هي ب صحراء وذلك أ صفى‬

‫‪286‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لزيتها‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أبو نعيم‪ ,‬حدثنا عمرو بن فروخ عن حبيب‬
‫بن الزبي عن عكرمة وسأله رجل عن قوله تعال‪{ :‬زيتونة ل شرقية ول غربية} قال‪ :‬تلك‬
‫بأرض فلة إذا أشرقت الشمس أشرقت عليها فإذا غربت غربت عليها‪ ,‬فذلك أصفى ما‬
‫يكون من الزيت‪ .‬وقال ماهد ف قوله تعال‪{ :‬زيتونة ل شرقية ول غربية} قال‪ :‬ليست‬
‫بشرق ية ل ت صيبها الش مس إذا غر بت ول غرب ية ل ت صيبها الش مس إذا طل عت ولكن ها‬
‫شرقيططططة وغربيططططة تصططططيبها إذا طلعططططت وإذا غربططططت‪.‬‬
‫وعن سعيد بن جبي ف قوله {زيتونة ل شرقية ول غربية يكاد زيتها يضيء} قال هو‬
‫أجود الزيت‪ ,‬قال إذا طلعت الشمس أصابتها من صوب الشرق فإذا أخذت ف الغروب‬
‫أصابتها الشمس‪ ,‬فالشمس تصيبها بالغداة والعشي فتلك ل تعد شرقية ول غربية‪ .‬وقال‬
‫السدي قوله {زيتونة ل شرقية ول غربية} يقول ليست بشرقية يوزها الشرق ول غربية‬
‫يوزها الغرب دون الشرق ولكنها على رأس جبل أو ف صحراء تصيبها الشمس النهار‬
‫كله‪ .‬وق يل الراد بقوله تعال‪{ :‬ل شرق ية ول غرب ية} أن ا ف و سط الش جر لي ست باد ية‬
‫للمشرق ول للمغرب‪.‬‬
‫وقال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أب العالية عن أبّ بن كعب ف قول ال‬
‫تعال‪{ :‬زيتو نة ل شرقية ول غربية} قال هي خضراء ناع مة ل تصيبها الش مس على أي‬
‫حال كا نت ل إذا طل عت ول إذا غر بت قال فكذلك هذا الؤ من قد أج ي من أن ي صيبه‬
‫شيء من الفت وقد ابتلي با فيثبته ال فيها فهو بي أربع خلل‪ ,‬إن قال صدق‪ ,‬وإن حكم‬
‫عدل‪ ,‬وإن ابتلي صب‪ ,‬وإن أعطي شكر‪ ,‬فهو ف سائر الناس كالرجل الي يشي ف قبور‬
‫الموات‪ ,‬قال ابن أب حات حدثنا علي بن السي حدثنا مسدد قال‪ :‬حدثنا أبو عوانة عن‬
‫أب بشر عن سعيد بن جبي ف قوله {زيتونة ل شرقية ول غربية} قال هي وسط الشجر‬
‫ل ت صيبها شرقا ول غربا‪ ,‬وقال عط ية العو ف {ل شرق ية ول غرب ية} قال هي شجرة ف‬
‫موضع من الشجر يرى ظل ثرها ف ورقها‪ ,‬وهذه من الشجر ل تطلع عليها الشمس ول‬
‫تغرب‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا ممد بن عمار‪ ,‬حدثنا عبد الرحن الدشتكي‪ ,‬حدثنا عمرو‬
‫بن أب قيس عن عطاء عن سعيد بن جبي عن ابن عباس رضي ال عنهما ف قوله تعال‪:‬‬

‫‪287‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{ل شرقية ول غربية} ليست شرقية ليس فيها غرب‪ ,‬ول غربية ليس فيها شرق‪ ,‬ولكنها‬
‫شرقية غربية‪ ,‬وقال ممد بن كعب القرظي {ل شرقية ول غربية} قال هي القبلية‪ ,‬وقال‬
‫ز يد بن أ سلم {ل شرق ية ول غرب ية} قال الشام‪ ,‬وقال ال سن الب صري لو كا نت هذه‬
‫الشجرة فط الرض لكانطت شرقيطة أو غربيطة‪ ,‬ولكنطه مثطل ضربطه ال تعال لنوره‪ ,‬وقال‬
‫الضحاك {توقد من شجرة مباركة} قال رجل صال {زيتونة ل شرقية ول غربية} قال‪:‬‬
‫ل يهودي ول نصران‪ ,‬وأول هذه القوال القول الول‪ ,‬وهو أنا ف مستوى من الرض‬
‫فط مكان فسطيح باد ظاهطر ضاح للشمطس تفرعطه مطن أول النهار إل آخره ليكون ذلك‬
‫أصفى لزيتها وألطف كما قال غي واحد من تقدم‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬يكاد زيتها يضيء‬
‫ولو ل تسطسه نار} قال عبطد الرحنط بطن زيطد بطن أسطلم يعنط لضوء إشراق الزيطت‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬نور على نور} قال العو ف عن ا بن عباس يع ن بذلك إيان الع بد وعمله‪,‬‬
‫وقال ما هد وال سدي‪ :‬يع ن نور النار ونور الز يت‪ ,‬وقال أبّ بن ك عب {نور على نور}‬
‫فهطو يتقلب فط خسطة مطن النور‪ :‬فكلمطه نور‪ ,‬وعمله نور‪ ,‬ومدخله نور‪ ,‬ومرجطه نور‪,‬‬
‫وم صيه إل النور يوم القيا مة إل ال نة‪ .‬وقال ش ر بن عط ية‪ :‬جاء ا بن عباس إل ك عب‬
‫الحبار فقال‪ :‬حدث ن عن قول ال تعال‪{ :‬يكاد زيت ها يض يء ولو ل ت سسه نار} قال‪:‬‬
‫يكاد ممد صلى ال عليه وسلم يبي للناس ولو ل يتكلم أنه نب‪ ,‬كما يكاد ذلك الزيت‬
‫أن يض يء‪ .‬وقال ال سدي ف قوله تعال {نور على نور} قال‪ :‬نور النار ونور الز يت ح ي‬
‫اجتمعا أضاءا ول يضيء واحد بغي صاحبه كذلك نور القرآن ونور الياني اجتمعا‪ ,‬فل‬
‫يكون واحططططططططد منهمططططططططا إل بصططططططططاحبه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬يهدي ال لنوره من يشاء} أي يرشد ال إل هدايته من يتاره‪ ,‬كما جاء‬
‫ف الد يث الذي رواه المام أح د‪ :‬حدث نا معاو ية بن عمرو‪ ,‬حدث نا إبراه يم بن م مد‬
‫الفزاري‪ ,‬حدث نا الوزا عي‪ ,‬حدث ن ربي عة بن ز يد عن ع بد ال الديل مي عن ع بد ال بن‬
‫عمرو‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول «إن ال تعال خلق خلقه ف ظلمة ث‬
‫ألقى عليهم من نوره يومئذ‪ ,‬فمن أصاب من نوره يومئذ اهتدى ومن أخطأ ضل فلذلك‬
‫أقول‪ :‬جطططططططف القلم على علم ال عطططططططز وجطططططططل»‪.‬‬

‫‪288‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫(طريق أخرى عنه) قال البزار‪ :‬حدثنا أيوب عن سويد عن يي بن أب عمرو السيبان‪,‬‬
‫عن أب يه‪ ,‬عن ع بد ال بن عمرو‪ ,‬سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول «إن ال‬
‫خلق خل قه ف ظل مة فألقى علي هم نورا من نوره ف من أ صابه من ذلك النور اهتدى و من‬
‫أخطأه ضل» ورواه البزار عن ع بد ال بن عمرو من طر يق آ خر بلف ظه وحرو فه‪ .‬وقوله‬
‫تعال‪{ :‬ويضرب ال المثال للناس وال ب كل ش يء عل يم} ل ا ذ كر تعال هذا مثلً لنور‬
‫هداه ف قلب الؤمن ختم الَية بقوله {ويضرب ال المثال للناس وال بكل شيء عليم}‬
‫أي هطططو أعلم بنططط يسطططتحق الدايطططة منططط يسطططتحق الضلل‪.‬‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو النضر‪ ,‬حدثنا أبو معاوية حدثنا شيبان عن ليث عن عمرو‬
‫بن مرة‪ ,‬عن أ ب البحتري‪ ,‬عن أ ب سعيد الدري قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسطلم «القلوب أربعطة‪ :‬قلب أجرد فيطه مثطل السطراج يزهطر‪ ,‬وقلب أغلف مربوط على‬
‫غلفه‪ ,‬وقلب منكوس‪ ,‬وقلب مصفح‪ .‬فأما القلب الجرد‪ :‬فقلب الؤمن سراجه فيه نوره‪,‬‬
‫وأما القلب الغلف فقلب الكافر‪ ,‬وأما القلب النكوس فقلب النافق‪ ,‬عرف ث أنكر‪ ,‬وأما‬
‫القلب الصطفح فقلب فيطه إيان ونفاق‪ ,‬ومثطل اليان فيطه كمثطل البقلة يدهطا الاء‬
‫الطيب‪,‬ومثل النفاق فيه كمثل القرحة يدها الدم والقيح‪ ,‬فأي الدتي غلبت على الخرى‬
‫غلبططططططت عليططططططه» إسططططططناده جيططططططد ول يرجوه‪.‬‬

‫** فِي ُبيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَن ُترْفَ َع َويُذْكَرَ فِيهَا اسْمُ ُه يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِاْلغُ ُد ّو وَالَصَالِ * رِجَا ٌل‬
‫صلَ ِة َوإِيتَآءِ الزّكَطا ِة يَخَافُو نَ َيوْما َتتَقَلّ بُ‬ ‫ّل تُ ْلهِيهِ مْ ِتجَا َرٌة وَلَ َبيْ ٌع عَن ذِكْرِ اللّ ِه َوإِقَا مِ ال ّ‬
‫ب وَالبْصَارُ * ِلَيجْ ِزَيهُمُ اللّهُ أَحْسَ َن مَا عَ ِملُواْ َويَزِي َدهُ ْم مّن َفضْلِ ِه وَاللّ ُه يَ ْرزُقُ مَن‬ ‫فِيهِ اْلقُلُو ُ‬
‫يَشَآءُ ِب َغيْرِ حِسطططططططططططططططططططططططططططططَابٍ‬
‫ل ا ضرب ال تعال م ثل قلب الؤ من و ما ف يه من الدى والعلم بال صباح ف الزجا جة‬
‫الصافية التوقد من زيت طيب وذلك كالقنديل‪ ,‬ذكر ملها وهي الساجد الت هي أحب‬
‫البقاع إل ال تعال من الرض وهي بيوته الت يعبد فيها ويوحد فقال تعال‪{ :‬ف بيوت‬
‫أذن ال أن ترفطع} أي أمطر ال تعال بتعاهدهطا وتطهيهطا مطن الدنطس واللغطو والقوال‬
‫والفعال الت ل تليق فيها‪ .‬كما قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف هذه الَية الكرية‬

‫‪289‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{ف بيوت أذن ال أن ترفع} قال نى ال سبحانه عن اللغو فيها‪ ,‬وكذا قال عكرمة وأبو‬
‫صال والضحاك ونافع بن جبي وأبو بكر بن سليمان بن أب خيثمة وسفيان بن حسي‬
‫وغيهطططططططططم مطططططططططن العلماء الفسطططططططططرين‪.‬‬
‫وقال قتادة‪ :‬هطي هذه السطاجد أمطر ال سطبحانه وتعال ببنائهطا و عمارتاط ورفعهطا‬
‫وتطهي ها‪ .‬و قد ذ كر ل نا أن كعبا كان يقول‪ :‬مكتوب ف التوراة أل إن بيو ت ف الرض‬
‫الساجد وإنه من توضأ فأحسن وضوءه ث زارن ف بيت أكرمته وحق على الزور كرامة‬
‫الزائر رواه عبطد الرحنطبطن أبط حاتط فط تفسطيه‪ .‬وقطد وردت أحاديطث كثية فط بناء‬
‫الساجد واحترامها وتوقيها وتطييبها وتبخيها وذلك له مل مفرد يذكر فيه وقد كتبت‬
‫ف ذلك جزءا على حدة‪ ,‬و ل ال مد وال نة‪ ,‬ون ن بعون ال تعال نذ كر هاه نا طرفا من‬
‫ذلك إن شاء ال تعال وبه الثقة وعليه التكلن‪ ,‬فعن أمي الؤمني عثمان بن عفان رضي‬
‫ال عن ها قال‪ :‬سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول « من ب ن م سجدا يبت غي به‬
‫وجطططه ال بنططط ال له مثله فططط النطططة» أخرجاه فططط الصطططحيحي‪.‬‬
‫وروى ابن ماجه عن عمر بن الطاب رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم «من بن مسجدا يذكر فيه اسم ال بن ال له بيتا ف النة» وللنسائي عن عمرو بن‬
‫عنب سة مثله‪ ,‬والحاديطث ف هذاكثية جدا‪ ,‬و عن عائ شة ر ضي ال عن ها قالت‪ :‬أمر نا‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ببناء ال ساجد ف الدور وأن تن ظف وتط يب‪ .‬رواه أح د‬
‫وأ هل ال سنن إل الن سائي‪ ,‬ولح د وأ ب داود عن سرة بن جندب نوه‪ ,‬وقال البخاري‪:‬‬
‫قال ع مر‪ :‬ا بن للناس ما يكن هم‪ ,‬وإياك أن ت مر أو ت صفر فتف ت الناس‪ ,‬وروى ا بن ما جه‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «ما ساء عمل قوم قط إل زخرفوا مساجدهم»‬
‫وفطططططططططط إسططططططططططناده ضعططططططططططف‪.‬‬
‫وروى أ بو داود عن ا بن عباس قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم « ما أمرت‬
‫بتشي يد ال ساجد» قال ا بن عباس أزخرف ها ك ما زخر فت اليهود والن صارى‪ .‬و عن أ نس‬
‫ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «ل تقوم ال ساعة ح ت يتبا هى‬
‫ل أن شد ف‬ ‫الناس ف ال ساجد»‪ .‬رواه أح د وأهل ال سنن إل الترمذي‪ .‬وعن بريدة أن رج ً‬
‫ال سجد فقال من دعاإل ال مل الح ر فقال ال نب صلى ال عل يه وآله و سلم «ل وجدت‬

‫‪290‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إنا بنيت الساجد لا بنيت له» رواه مسلم‪ ,‬وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال‪:‬‬
‫نى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن البيع والبتياع وعن تناشد الشعار ف الساجد‪.‬‬
‫رواه أحدططططط وأهطططططل السطططططنن وقال الترمذي حسطططططن‪.‬‬
‫وعن أب هريرة رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال «إذا رأيتم من يبيع‬
‫أو يبتاع ف ال سجد‪ ,‬فقولوا ل أر بح ال تار تك‪ ,‬وإذا رأي تم من ين شد ضالة ف ال سجد‬
‫فقولوا ل ردّ ال عليك» رواه الترمذي وقال حسن غريب‪ ,‬وقد روى ابن ماجه وغيه من‬
‫حديث ابن عمر مرفوعا قال‪ :‬خصال ل تنبغي ف السجد‪ :‬ل يتخذ طريقا ول يشهر فيه‬
‫سلح ول ينبض فيه بقوس ول ينثر فيه نبل ول ير فيه بلحم نء ول يضرب فيه حد ول‬
‫يقتص فيه أحد ول يتخذ سوقا‪ ,‬وعن واثلة بن السقع عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال «جنبوا الساجد صبيانكم ومانينكم وشراءكم وبيعكم وخصوماتكم ورفع أصواتكم‬
‫وإقامة حدودكم وسل سيوفكم واتذوا على أبواباالطاهر وجروها ف المع» ورواه ابن‬
‫ماجه أيضا وف إسنادها ضعف‪ ,‬أما أنه ل يتخذ طريقا فقد كره بعض العلماء الرور فيه‬
‫إل لاجة إذا وجد مندوحة عنه‪ ,‬وف الثر إن اللئكة لتتعجب من الرجل ير بالسجد ل‬
‫يصلي فيه‪ ,‬وأما أنه ل يشهر فيه السلح ول ينبض فيه بقوس ول ينثر فيه نبل‪ ,‬فلما يشى‬
‫من إصابة بعض الناس به لكثرة الصلي فيه‪ ,‬ولذا أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا‬
‫مر أحد بسهام أن يقبض على نصالا لئل يؤذي أحدا‪ ,‬كما ثبت ذلك ف الصحيح‪ ,‬وأما‬
‫النهي عن الرور باللحم النء فيه فلما يشى من تقاطر الدم منه كما نيت الائض عن‬
‫الرور فيه إذا خافت التلويث‪ ,‬وأما أنه ل يضرب فيه حد أو يقتص فلما يشى من إياد‬
‫النجاسة فيه من الضروب أو القطوع‪ ,‬وأما أنه ل يتخذ سوقا فلما تقدم من النهي عن‬
‫البيع والشراء فيه فإنه إنا بن لذكر ال والصلة فيه كما قال النب صلى ال عليه وسلم‬
‫لذلك العراب الذي بال ف طائفة السجد «إن الساجد ل تب لذا‪ ,‬إنا بنيت لذكر ال‬
‫والصطلة فيهطا» ثط أمطر بسطجل مطن ماء فأهريطق على بوله‪ .‬وفط الديطث الثانط «جنبوا‬
‫م ساجدكم صبيانكم» وذلك لن م يلعبون ف يه ول ينا سبهم‪ ,‬و قد كان ع مر بن الطاب‬
‫رضي ال عنه إذا رأى صبيانا يلعبون ف السجد ضربم بالخفقة وهي الدرة‪ ,‬وكان يفتش‬
‫ال سجد ب عد العشاء فل يترك ف يه أحدا «ومانين كم» يع ن ل جل ض عف عقول م و سخر‬

‫‪291‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الناس ب م فيؤدي إل الل عب في ها ول ا ي شى من تقذير هم ال سجد ون و ذلك «وبيع كم‬
‫وشراء كم» ك ما تقدم «وخ صوماتكم» يع ن التحا كم وال كم ف يه‪ ,‬ولذا نص كث ي من‬
‫العلماء على أن الاكم ل ينتصب لفصل القضية ف السجد بل يكون ف موضع غيه لا‬
‫فيطه مطن كثرة الكومات والتشاجطر واللفاظ التط ل تناسطبه‪ ,‬ولذا قال بعده «ورفطع‬
‫ططططططططططططططططططططططططططططططططواتكم»‪.‬‬ ‫أصط‬
‫وقال البخاري‪ :‬حدث نا علي بن ع بد ال‪ ,‬حدث نا ي ي بن سعيد‪ ,‬حدث نا الع يد بن ع بد‬
‫الرح ن قال‪ :‬حدث ن يز يد بن حف صة عن ال سائب بن يز يد الكندي قال‪ :‬ك نت قائما ف‬
‫السجد فحصبن رجل فنظرت فإذا عمر بن الطاب فقال‪ :‬اذهب فائتن بذين فجئته بما‬
‫فقال من أنت ما ؟ أو من أ ين أنت ما ؟ قال من أ هل الطائف‪ .‬قال لو كنت ما من أ هل البلد‬
‫لوجعتكما ترفعان أصواتكما ف مسجد رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وقال النسائي‪:‬‬
‫حدث نا سويد بن ن صر عن ع بد ال بن البارك عن شع بة عن سعد بن إبراه يم عن أب يه‬
‫إبراهيم بن عبد الرحن بن عوف قال‪ :‬سع عمر صوت رجل ف السجد فقال‪ :‬أتدري أين‬
‫أنطت ؟ وهذا أيضا صطحيح‪ .‬وقوله «وإقامطة حدودكطم وسطل سطيوفكم» تقدمطا‪ .‬وقوله‬
‫«واتذوا على أبوابا الطاهر» يعن الراحيض الت يستعان با على الوضوء وقضاء الاجة‪.‬‬
‫وقد كانت قريبا من مسجد رسول ال صلى ال عليه وسلم آبار يستقون منها فيشربون‬
‫ويتطهرون ويتوضؤون وغيططططططططططططططططططططططط ذلك‪.‬‬
‫وقوله «وجروها ف المع» يعن بروها ف أيام المع لكثرة اجتماع الناس يومئذ‪ ,‬وقد‬
‫قال الافظ أبو يعلى الوصلي‪ :‬حدثنا عبيد ال‪ ,‬حدثنا عبد الرحن بن مهدي عن عبد ال‬
‫بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن عمر كان يمر مسجد رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫كل ج عة‪ .‬إ سناده ح سن ل بأس به وال أعلم‪ ,‬و قد ثبت ف ال صحيحي عن ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال «صلة الرجل ف الماعة تضعف على صلته ف بيته وف سوقه‬
‫خسا وعشرين ضعفا» وذلك أنه إذا توضأ فأحسن وضوءه ث خرج إل السجد ل يرجه‬
‫إل ال صلة ل ي ط خطوة إل ر فع له ب ا در جة و حط ع نه ب ا خطيئة‪ .‬فإذا صلى ل تزل‬
‫اللئكة تصلي عليه ما دام ف مصله‪ :‬اللهم صل عليه‪,‬اللهم ارحه‪ .‬ول يزال ف صلة ما‬
‫انتظر الصلة‪ .‬وعند الدار قطن مرفوعا «ل صلة لار السجد إل ف السجد» وف السنن‬

‫‪292‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫«بشر الشائي إل الساجد ف الظلم بالنور التام يوم القيامة» ويستحب لن دخل السجد‬
‫أن يبدأ برجله اليمن وأن يقول كما ثبت ف صحيح البخاري عن عبد ال بن عمر رضي‬
‫ال عنهما عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه كان إذا دخل السجد يقول «أعوذ بال‬
‫العظيم وبوجهه الكري‪ ,‬وسلطانه القدي‪ ,‬من الشيطان الرجيم» (قال‪ :‬أق طُ قال نعم) قال‬
‫فإذا قال ذلك قال الشيطان‪ :‬حفططططططظ منطططططط سططططططائر اليوم‪.‬‬
‫وروى مسلم بسنده عن أب حيد أو أب أسيد قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫«إذا دخل أحدكم السجد فليقل‪ :‬اللهم افتح ل أبواب رحتك‪ .‬وإذا خرج فليقل‪ :‬اللهم‬
‫إن أسألك فضلك» ورواه النسائي عنهما عن النب صلى ال عليه وسلم‪ .‬وعن أب هريرة‬
‫رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إذا دخل أحدكم السجد فليسلم‬
‫على ال نب صلى ال عليه و سلم‪ .‬ولي قل‪ :‬الل هم افتح ل أبواب رح تك وإذا خرج فلي سلم‬
‫على ال نب صلى ال عل يه و سلم ولي قل‪ :‬الل هم اع صمن من الشيطان الرج يم» ورواه ا بن‬
‫طططحيحيهما‪.‬‬ ‫ططط صط‬ ‫طططن حبان فط‬ ‫ططط وابط‬ ‫طططن خزيةط‬ ‫طططه وابط‬ ‫ماجط‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا إساعيل بن إبراهيم حدثنا ليث بن أب سليم عن عبد ال بن‬
‫حسي عن أمه فاطمة بنت حسي عن جدتا فاطمة بنت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قالت‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا دخل السجد صلى على ممد وسلم ث‬
‫قال‪« :‬اللهم اغفر ل ذنوب وافتح ل أبواب رحتك» وإذا خرج صلى على ممد وسلم ث‬
‫قال «اللهطم اغفطر ل ذنوبط وافتطح ل أبواب فضلك» ورواه الترمذي وابطن ماجطه‪ ,‬وقال‬
‫الترمذي هذا حد يث ح سن‪ ,‬وإ سناده ل يس بت صل لن فاط مة ب نت ح سي ال صغرى ل‬
‫تدرك فاطمة الكبى فهذا الذي ذكرناه مع ما تركناه من الحاديث الواردة ف ذلك كله‬
‫ماذرة الطول داخطططل فططط قوله تعال {فططط بيوت أذن ال أن ترفطططع}‪.‬‬
‫وقوله {ويذ كر في ها ا سه} أي ا سم ال كقوله { يا ب ن آدم خذوا زينت كم ع ند كل‬
‫م سجد} وقوله {وأقيموا وجوه كم ع ند كل م سجد وادعوه مل صي له الد ين} وقوله‬
‫{وأن الساجد ل} الَية‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬ويذكر فيها اسه} قال ابن عباس يعن فيها يتلى‬
‫كتابطه‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬يسطبح له فيهطا بالغدو والَصطال} أي فط البكرات والعشيات‪.‬‬
‫والَصال جع أصيل وهو آخر النهار‪ .‬وقال سعيد بن جبي عن ابن عباس‪ :‬كل تسبيح ف‬

‫‪293‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫القرآن هو الصلة‪ .‬وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس‪ :‬يعن بالغدوّ صلة الغداة ويعن‬
‫بالَصال صلة العصر وها أول ما افترض ال من الصلة فأحب أن يذكرها وأن يذكر‬
‫ب ما عباده‪ .‬وكذا قال ال سن والضحاك {ي سبح له في ها بالغدو والَ صال} يع ن ال صلة‪,‬‬
‫ومن قرأ من القراء {يسبح له فيها بالغدو والَصال} بفتح الباء من {يسبح} على أنه مبن‬
‫ل ا ل ي سم فاعله و قف على قوله {والَ صال} وق فا تا ما وابتدأ بقوله {رجال ل تلهي هم‬
‫تارة ول بيطع عطن ذكطر ال} وكأنطه مفسطر للفاعطل الحذوف كمطا قال الشاعطر‪:‬‬
‫ليبطططك يزيطططد ضارع لصطططومة ومتبطططط ماططط تطيطططح الطوائح‬
‫كأنه قال‪ :‬من يبكيه ؟ قال هذا يبكيه‪ ,‬وكأنه قيل من يسبح له فيها ؟ قال رجال‪ .‬وأما‬
‫على قراءة من قرأ {يسبح} بكسر الباء فجعله فعلً وفاعله {رجال} فل يسن الوقف إل‬
‫على الفاعطل لنطه تام الكلم فقوله تعال‪{ :‬رجال} فيطه إشعار بممهطم السطامية ونياتمط‬
‫وعزائم هم العال ية ال ت ب ا صاروا عمارا للم ساجد ال ت هي بيوت ال ف أر ضه وموا طن‬
‫عباد ته وشكره وتوحيده وتني هه ك ما قال تعال‪{ :‬من الؤمن ي رجال صدقوا ما عاهدوا‬
‫ال عليه} الَية‪ ,‬وأما النساء فصلتن ف بيوتن أفضل لن لا رواه أبو داود عن عبد ال‬
‫بن مسعود رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم قال «صلة الرأة ف بيتها أفضل‬
‫مطن صطلتا فط حجرتاط‪ ,‬وصطلتا فط مدعهطا أفضطل مطن صطلتا فط بيتهطا»‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا يي بن غيلن‪ ,‬حدثنا رشدين‪ ,‬حدثن عمرو عن أب السمح‬
‫عن ال سائب مول أم سلمة عن أم سلمة ر ضي ال عن ها عن ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫و سلم قال‪« :‬خ ي م ساجد الن ساء ق عر بيوت ن» وقال أح د أيضا‪ :‬حدث نا هارون‪ ,‬أ خبن‬
‫ع بد ال بن و هب‪ ,‬حدث نا داود بن ق يس عن ع بد ال بن سويد الن صاري عن عم ته أم‬
‫حيد امرأة أب حيد الساعدي أنا جاءت النب صلى ال عليه وسلم فقالت يا رسول ال‬
‫إن أحب الصلة معك‪ .‬قال «قد علمت أنك تبي الصلة معي‪ ,‬وصلتك ف بيتك خي‬
‫من صلتك ف حجرتك‪ ,‬وصلتك ف حجرتك خي من صلتك ف دارك‪ ,‬وصلتك ف‬
‫دارك خي من صلتك ف مسجد قومك‪ ,‬وصلتك ف مسجد قومك خي من صلتك ف‬
‫م سجدي» قال‪ :‬فأمرت فب ن ل ا م سجد ف أق صى ب يت من بيوت ا وأظل مه فكا نت وال‬
‫تصلي فيه حت لقيت ال تعال‪ ,‬ل يرجوه‪ .‬هذا ويوز لا شهود جاعة الرجال بشرط أن‬

‫‪294‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ل تؤذي أحدا من الرجال بظهور زينة ول ريح طيب‪ ,‬كما ثبت ف الصحيح عن عبد ال‬
‫بن عمر أنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «ل تنعوا إماء ال مساجد ال» رواه‬
‫البخاري وم سلم‪ ,‬ولح د وأ ب داود «وبيوت ن خ ي ل ن»‪ .‬و ف روا ية «وليخر جن و هن‬
‫تفلت» أي ل ريح لن‪ .‬وقد ثبت ف صحيح مسلم عن زينب امرأة عبد ال بن مسعود‬
‫قالت‪ :‬قال ل نا ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «إذا شهدت إحدا كن ال سجد فل ت س‬
‫طيبا»‪ .‬وف الصحيحي عن عائشة رضي ال عنها أنا قالت‪ :‬كان نساء الؤمني يشهدن‬
‫الف جر مع ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬ث يرج عن متلفعات بروط هن ما يعر فن من‬
‫الغلس‪ ,‬وف الصحيحي عنها أيضا أنا قالت‪ :‬لو أدرك رسول ال صلى ال عليه وسلم ما‬
‫طرائيل‪.‬‬‫ط إسط‬‫طاء بيط‬ ‫طت نسط‬ ‫طا منعط‬
‫طاجد كمط‬ ‫طن السط‬‫طن مط‬ ‫طاء لنعهط‬ ‫أحدث النسط‬
‫وقوله تعال‪{ :‬رجال ل تلهيهطم تارة ول بيطع عطن ذكطر ال} كقوله تعال‪{ :‬يطا أيهطا‬
‫الذ ين آمنوا ل تله كم أموال كم ول أولد كم عن ذ كر ال} الَ ية‪ .‬وقوله تعال‪ { :‬يا أي ها‬
‫الذين آمنوا إذا نودي للصلة من يوم المعة فاسعوا إل ذكر ال وذروا البيع} الَية‪ ,‬يقول‬
‫تعال ل تشغل هم الدن يا وزخرف ها وزينت ها وملذ بيع ها ورب ها عن ذ كر رب م الذي هو‬
‫خالقهم ورازقهم‪ ,‬والذين يعلمون أن الذي عنده هو خي لم وأنفع ما بأيديهم‪ ,‬لن ما‬
‫عند هم ين فد و ما ع ند ال باق‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ل تلهي هم تارة ول ب يع عن ذ كر ال‬
‫وإقام ال صلة وإيتاء الزكاة} أي يقدمون طاع ته ومراده ومب ته على مراد هم ومبت هم‪ ,‬قال‬
‫هشيم عن شيبان قال‪ :‬حدثت عن ابن مسعود أنه رأى قوما من أهل السوق حيث نودي‬
‫للصلة الكتوبة تركوا بياعاتم ونضوا إل الصلة‪ ,‬فقال عبد ال بن مسعود‪ :‬هؤلء من‬
‫الذ ين ذ كر ال ف كتا به {رجال ل تلهي هم تارة ول ب يع عن ذ كر ال} الَ ية‪ ,‬وهكذا‬
‫روى عمرو بن دينار القهرمان عن سال عن عبد ال بن عمر رضي ال عنهما أنه كان ف‬
‫ال سوق فأقي مت ال صلة‪ ,‬فأغلقوا حوانيت هم ودخلوا ال سجد فقال ا بن ع مر‪ :‬في هم نزلت‬
‫{رجال ل تلهيهطم تارة ول بيطع عطن ذكطر ال} رواه ابطن أبط حاتط وابطن جريطر‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا ممد بن عبد ال بن بكي الصنعان‪ ,‬حدثنا أبو‬
‫سعيد مول بن هاشم‪ ,‬حدثنا عبد ال بن بي‪ ,‬حدثنا أبو عبد ربّه قال‪ :‬قال أبو الدرداء‬
‫رضي ال عنه‪ :‬إن قمت على هذا الدرج أبايع عليه‪ ,‬أربح كل يوم ثلثمائة دينار‪ ,‬أشهد‬

‫‪295‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال صلة ف كل يوم ف ال سجد‪ ,‬أ ما إ ن ل أقول إن ذلك ل يس بلل‪ ,‬ولك ن أ حب أن‬
‫أكون من الذين قال ال فيهم {رجال ل تلهيهم تارة ول بيع عن ذكر ال} وقال عمرو‬
‫بن دينار العور‪ :‬كنت مع سال بن عبد ال ونن نريد السجد فمررنا بسوق الدينة وقد‬
‫قاموا إل الصلة وخروا متاعهم‪ ,‬فنظر سال إل أمتعتهم ليس معها أحد‪ ,‬فتل سال هذه‬
‫الَية {رجال ل تلهيهم تارة ول بيع عن ذكر ال} ث قال‪ ,‬هم هؤلء‪ ,‬وكذا قال سعيد‬
‫بن أب السن والضحاك‪ :‬ل تلهيهم التجارة والبيع أن يأتوا الصلة ف وقتها‪ .‬وقال مطر‬
‫الورّاق‪ :‬كانوا يبيعون ويشترون‪ ,‬ولكن كان أحدهم إذا سع النداء وميزانه ف يده خفضه‬
‫وأقبطططططططططططططططل إل الصطططططططططططططططلة‪.‬‬
‫وقال علي بن أ ب طل حة عن ابن عباس {ل تلهي هم تارة ول بيع عن ذ كر ال} يقول‬
‫عن ال صلة الكتو بة‪ ,‬وكذا قال مقا تل بن حيان والرب يع بن أ نس‪ .‬وقال ال سدي‪ :‬عن‬
‫الصلة ف جاعة‪ .‬وقال مقاتل بن حيان‪ :‬ل يلهيهم ذلك عن حضور الصلة وأن يقيموها‬
‫كمطا أمرهطم ال‪ ,‬وأن يافظوا على مواقيتهطا ومطا اسطتحفظهم ال فيهطا‪ .‬وقوله تعال‪:‬‬
‫{يافون يوما تتقلب ف يه القلوب والب صار} أي يوم القيا مة الذي تتقلب ف يه القلوب‬
‫والبصطار‪ ,‬أي مطن شدّة الفزع وعظمطة الهوال‪ ,‬كقوله {وأنذرهطم يوم الَزفطة} الَيطة‪.‬‬
‫وقوله {إن ا يؤخر هم ليوم تش خص ف يه الب صار} وقال تعال‪{ :‬ويطعمون الطعام على‬
‫حبه مسكينا ويتيما وأسيا * إنا نطعمكم لوجه ال ل نريد منكم جزاءا ول شكورا * إنا‬
‫ناف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا * فوقاهم ال شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا *‬
‫وجزاهم با صبوا جنة وحريرا}‪ .‬وقوله تعال ههنا‪{ :‬ليجزيهم ال أحسن ما عملوا} أي‬
‫هؤلء من الذ ين يتقبل ح سناتم ويتجاوز عن سيئاتم‪ .‬وقوله {ويزيد هم من فضله} أي‬
‫يتق بل من هم ال سن ويضاع فه ل م‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬إن ال ل يظلم مثقال ذرة} الَ ية‪,‬‬
‫وقال تعال‪ { :‬من جاء بال سنة فله ع شر أمثال ا} الَ ية‪ ,‬وقال { من ذا الذي يقرض ال‬
‫قرضا ح سنا} الَ ية‪ ,‬وقال {وال يضا عف ل ن يشاء} وقال هه نا {وال يرزق من يشاء‬
‫بغ ي ح ساب}‪ .‬و عن ا بن م سعود أ نه ج يء بل ب فعر ضه على جل سائه واحدا واحدا‪,‬‬
‫فكلهم ل يشربه لنه كان صائما‪ ,‬فتناوله ابن مسعود فشربه لنه كان مفطرا‪ ,‬ث تل قوله‬

‫‪296‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{يافون يوما تتقلب ف يه القلوب والب صار} رواه الن سائي وا بن أ ب حا ت من حد يث‬
‫العمططططش عططططن إبراهيططططم عططططن علقمططططة عنططططه‪.‬‬
‫وقال أيضا‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا سويد بن سعيد‪ ,‬حدثنا علي بن مسهر عن عبد الرحن‬
‫بن إسحاق‪ ,‬عن شهر بن حوشب عن أساء بنت يزيد بن السكن قالت‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم «إذا جع ال الوّلي والَخرين يوم القيامة جاء مناد فنادى بصوت‬
‫يسمع اللئق‪ :‬سيعلم أهل المع من أول بالكرم‪ ,‬ليقم الذين ل تلهيهم تارة ول بيع عن‬
‫ذكر ال‪ ,‬فيقومون وهم قليل‪ ,‬ث ياسب سائر اللئق» وروى الطبان من حديث بقية‬
‫عن إ ساعيل بن ع بد ال الكندي عن الع مش عن أ ب وائل‪ ,‬عن ا بن م سعود عن ال نب‬
‫صلى ال عل يه و سلم ف قوله {ليوفي هم أجور هم ويزيد هم من فضله} قال‪ :‬أجور هم‬
‫يدخلهم النة ويزيدهم من فضله الشفاعة لن وجبت له الشفاعة لن صنع لم العروف ف‬
‫الدنيطططططططططططططططططططططططططططططططططططا‪.‬‬

‫جدْ ُه‬
‫سبُهُ الظّمْآ نُ مَآءً َحتّىَ إِذَا جَآءَ هُ َل ْم يَ ِ‬
‫ب ِبقِي َع ٍة يَحْ َ‬
‫** وَالّذِي نَ َك َف ُروَاْ َأعْمَاُلهُ مْ كَ سَرَا ٍ‬
‫َشيْئا َووَجَدَ اللّ َه عِندَ هُ َفوَفّا هُ حِ سَابَهُ وَاللّ هُ سَرِي ُع الْحِ سَابِ * َأوْ كَظُُلمَا تٍ فِي َبحْرٍ ّلجّ يّ‬
‫ج يَدَ هُ لَمْ‬
‫ضهَا َفوْقَ َبعْ ضٍ إِذَآ أَ ْخرَ َ‬ ‫ب ظُلُمَا تٌ بَ ْع ُ‬
‫ج مّن َفوْقِهِ سَحَا ٌ‬ ‫ج مّن َفوْقِ ِه َموْ ٌ‬ ‫َيغْشَاهُ َموْ ٌ‬
‫ط نُورا فَمَططا لَهططُ مِططن نُورٍ‬ ‫جعَلِ اللّهططُ لَهط ُ‬ ‫ط يَ ْ‬
‫يَكَ ْد َيرَاهَططا وَمَططن لّمط ْ‬
‫هذان مثلن ضربما ال تعال لنوعي الكفار كما ضرب للمنافقي ف أول البقرة مثلي‪:‬‬
‫ناريا ومائيا‪ ,‬وكما ضرب لا يقر ف القلوب من الدى والعلم ف سورة الرعد مثلي‪ :‬مائيا‬
‫وناريا‪ ,‬وقد تكلمنا على كل منهما ف موضعه با أغن عن إعادته‪ ,‬ول المد والنة‪ .‬فأما‬
‫الول من هذين الثلي‪ ,‬فهو للكفار الدعاة إل كفرهم الذين يسبون أنم على شيء من‬
‫العمال والعتقادات‪ ,‬وليسوا ف نفس المر على شيء‪ ,‬فمثلهم ف ذلك كالسراب الذي‬
‫يرى فط القيعان مطن الرض مطن بعطد كأنطه برط طام‪ ,‬والقيعطة‪ :‬جعط قاع كجار وجية‪,‬‬
‫والقاع أيضا واحطد القيعان‪ ,‬كمطا يقال جار وجيان‪ ,‬وهطي الرض السطتوية التسطعة‬
‫النب سطة وف يه يكون ال سراب‪ ,‬وإن ا يكون ذلك ب عد ن صف النهار‪ ,‬وأ ما الَل فإن ا يكون‬
‫أول النهار يرى كأ نه ماء ب ي ال سماء والرض‪ ,‬فإذا رأى ال سراب من هو متاج إل الاء‬

‫‪297‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يسبه ماء قصده ليشرب منه‪ ,‬فلما انتهى إليه {ل يده شيئا} فكذلك الكافر يسب أنه‬
‫ل وأنه قد حصل شيئا‪ ,‬فإذا واف ال يوم القيامة وحاسبه عليها ونوقش على‬ ‫قد عمل عم ً‬
‫أفعاله‪ ,‬ل يد له شيئا بالكلية قد قبل إما لعدم الخلص أو لعدم سلوك الشرع‪ ,‬كما قال‬
‫تعال‪{ :‬وقدمنا إل ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا} وقال ههنا {ووجد ال عنده‬
‫فوفاه حسابه‪ ,‬وال سريع الساب} وهكذا روي عن أب بن كعب وابن عباس وماهد‬
‫وقتادة وغيططططططططططططططط واحطططططططططططططططد‪.‬‬
‫وف الصحيحي أنه يقال يوم القيامة لليهود‪ :‬ما كنتم تعبدون ؟ فيقولون‪ :‬كنا نعبد عزير‬
‫ابن ال‪ .‬فيقال‪ :‬كذبتم ما اتذ ال من ولد ماذا تبغون ؟ فيقولون‪ :‬يا رب عطشنا فاسقنا‪,‬‬
‫فيقال‪ :‬أل ترون ؟ فتم ثل ل م النار كأن ا سرابٌ ي طم بعض ها بعضا‪ ,‬فينطلقون فيتهافتون‬
‫فيها‪ ,‬وهذا الثال مثال لذوي الهل الركب‪ ,‬فأما أصحاب الهل البسيط وهم الطماطم‬
‫الغشام القلدون لئ مة الك فر ال صم الب كم الذ ين ل يعقلون فمثل هم ك ما قال تعال‪{ :‬أو‬
‫كظلمات ف ب ر ل ي} قال قتادة {ل ي} هو العم يق {يغشاه موج من فو قه موج من‬
‫فوقطه سطحاب ظلمات بعضهطا فوق بعطض إذا أخرج يده ل يكطد يراهطا} أي ل يقارب‬
‫رؤيتها من شدة الظلم‪ ,‬فهذا مثل قلب الكافر الاهل البسيط‪ ,‬القلد الذي ل يعرف حال‬
‫من يقوده‪ ,‬ول يدري أين يذهب‪ ,‬بل كما يقال ف الثل للجاهل أين تذهب ؟ قال معهم‪,‬‬
‫قيطططططططططططل‪ :‬فإل أيطططططططططططن يذهبون ؟ قال ل أدري‪.‬‬
‫وقال العو ف عن ا بن عباس ر ضي ال عنه ما {يغشاه موج} الَ ية‪ ,‬يع ن بذلك الغشاوة‬
‫الت على القلب والسمع والبصر‪ ,‬وهي كقوله {ختم ال على قلوبم وعلى سعهم وعلى‬
‫أب صارهم} الَ ية‪ ,‬وكقوله {أفرأ يت من ات ذ إل ه هواه وأضله ال على علم وخ تم على‬
‫سعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة} الَية‪ ,‬وقال أبّ بن كعب ف قوله تعال‪{ :‬ظلمات‬
‫بعضها فوق بعض} فهو يتقلب ف خسة من الظلم فكلمه ظلمة‪ ,‬وعمله ظلمة‪ ,‬ومدخله‬
‫ظلمة ومرجه ظلمة‪ ,‬ومصيه يوم القيامة إل الظلمات إل النار‪ ,‬وقال السدي والربيع بن‬
‫أنس نو ذلك أيضا‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬ومن ل يعل ال له نورا فما له من نور} أي من ل‬
‫يهده ال فهطو هالك جاهطل‪ ,‬حائل‪ ,‬بائر‪ ,‬كافطر‪ ,‬كقوله {مطن يضلل ال فل هادي له}‬

‫‪298‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وهذا ف مقابلة ما قال ف مثل الؤمني {يهدي ال لنوره من يشاء} فنسأل ال العظيم أن‬
‫يعطل فط قلوبنطا نورا‪ ,‬وعطن أياننا نورا‪ ,‬وعطن شائلنطا نورا‪ ,‬وأن يعظطم لنطا نورا‪.‬‬

‫لتَ ُه‬
‫صَ‬‫ض وَالطّيْرُ صَآفّاتٍ كُلّ َق ْد عَلِمَ َ‬
‫ت وَالرْ ِ‬ ‫سبّحُ لَ ُه مَن فِي السّمَاوَا ِ‬ ‫** أَلَ ْم تَرَ أَنّ اللّ َه يُ َ‬
‫ض َوإِلَىَ اللّ ِه الْمَ صِيُ‬
‫ك ال سّمَاوَاتِ وَالرْ ِ‬
‫َوتَ سْبِيحَ ُه وَاللّ ُه عَلِي ٌم بِمَا َي ْفعَلُو نَ * وَللّ ِه مُلْ ُ‬
‫ي ب تعال أ نه ي سبح له من ف ال سموات والرض أي من اللئ كة والنا سي والان‬
‫واليوان ح ت الماد‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬ت سبح له ال سموات السبع والرض و من في هن}‬
‫الَية‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬والطي صافات} أي ف حال طيانا تسبح ربا وتعبده بتسبيح ألمها‬
‫وأرشدها إليه‪ ,‬وهو يعلم ما هي فاعلة‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬كل قد علم صلته وتسبيحه}‬
‫أي كل قد أرشده إل طريق ته وم سلكه ف عبادة ال عز و جل‪ .‬ث أ خب أ نه عال بم يع‬
‫ذلك ل يفى عليه من ذلك شيء‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وال عليم با يفعلون} ث أخب تعال‬
‫أن له ملك ال سموات والرض‪ ,‬ف هو الا كم الت صرف الله العبود الذي ل تنب غي العبادة‬
‫إل له ول معقب لكمه {وإل ال الصي} أي يوم القيامة‪ ,‬فيحكم فيه با يشاء {ليجزي‬
‫الذ ين أ ساءوا ب ا عملوا} الَ ية‪ ,‬ف هو الالق الالك‪ ,‬أل له ال كم ف الدن يا والخرى‪ ,‬وله‬
‫المططططططططططططططد فطططططططططططططط الول والخرة‪.‬‬

‫ج مِ ْن‬
‫جعَلُ هُ رُكَاما َفتَرَى اْلوَدْ قَ يَخْ ُر ُ‬‫ف َبيْنَ ُه ثُ ّم يَ ْ‬
‫** أَلَ ْم َترَ أَ نّ اللّ َه يُزْجِي سَحَابا ثُ ّم ُيؤَلّ ُ‬
‫ِخلَلِ ِه َويُنَ ّز ُل مِ َن السّمَآ ِء مِن ِجبَالٍ فِيهَا مِن بَ َردٍ َفيُصِيبُ بِ ِه مَن يَشَآ ُء َويَصْرِفُ ُه عَن مّن يَشَآءُ‬
‫طَا بَرْقِهِط يَ ْذهَبُطبِالبْصطَارِ * ُيقَلّبُط اللّهُط الّليْ َل وَالّنهَارَ إِنّط فِي ذَلِكَطَل ِعبْ َرةً ُلوْلِي‬ ‫يَكَا ُد سَن‬
‫البْصططططططططططططططططططططططططططططططططططَارِ‬
‫يذكر تعال أنه يسوق السحاب بقدرته أول ما ينشئها وهي ضعيفة‪ ,‬وهو الزجاء {ث‬
‫يؤلف بينه} أي يمعه بعد تفرقه {ث يعله ركاما} أي متراكما‪ ,‬أي يركب بعضه بعضا‬
‫{فترى الودق} أي ال طر {يرج من خلله} أي من خلله‪ ,‬وكذا قرأ ها ا بن عباس‬
‫والضحاك‪ .‬قال عب يد بن عم ي اللي ثي‪ :‬يب عث ال الثية فت قم الرض قما‪ ,‬ث يب عث ال‬

‫‪299‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الناشئة فتنشىء ال سحاب‪ ,‬ث يب عث ال الؤل فة فتؤلف بي نه‪ ,‬ث يب عث ال اللوا قح فتل قح‬
‫ططا ال‪.‬‬ ‫ططر رحهمط‬ ‫ططن جريط‬ ‫طط وابط‬ ‫طط حاتط‬ ‫ططن أبط‬ ‫ططحاب‪ .‬روواه ابط‬ ‫السط‬
‫وقوله {وينل مطن السطماء مطن جبال فيهطا مطن برد} قال بعطض النحاة {مطن} الول‬
‫لبتداء الغاية‪ ,‬والثانية للتبعيض‪ ,‬والثالثة لبيان النس‪ ,‬وهذا إنا ييء على قول من ذهب‬
‫من الفسرين إل أن قوله {من جبال فيها من برد} معناه أن ف السماء جبال برد ينل ال‬
‫منها البد‪ .‬وأما من جعل البال ههنا كناية عن السحاب‪ ,‬فإن من الثانية عند هذا لبتداء‬
‫الغايطة أيضا‪ ,‬لكنهطا بدل مطن الول‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬فيصطيب بطه مطن يشاء‬
‫ويصرفه عمن يشاء} يتمل أن يكون الراد بقوله {فيصيب به} أي با ينل من السماء‬
‫من نو عي ال طر والبد‪ ,‬فيكون قوله {في صيب به من يشاء} رح ة ل م {وي صرفه ع من‬
‫يشاء} أي يؤخطر عنهطم الغيطث‪ ,‬ويتمطل أن يكون الراد بقوله {فيصطيب بطه} أي بالبد‬
‫نق مة على من يشاء ل ا ف يه من ن ثر ثار هم وإتلف زروع هم وأشجار هم‪ ,‬وي صرفه ع من‬
‫يشاء رحةطططططططططططططططط بمطططططططططططططططط‪.‬‬
‫وقوله {يكاد سنا برقه يذهب بالبصار} أي يكاد ضوء برقه من شدته يطف البصار‬
‫إذا اتبع ته وتراء ته‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬يقلب ال الل يل والنهار} أي يت صرف فيه ما فيأ خذ من‬
‫طول هذا ف ق صر هذا ح ت يعتدل‪ ,‬ث يأ خذ من هذا ف هذا فيطول الذي كان ق صيا‬
‫ويقصر الذي كان طويلً‪ ,‬وال هو التصرف ف ذلك بأمره وقهره وعزته وعلمه {إن ف‬
‫ذلك لعطبة لول البصطار} أي لدليلً على عظمتطه تعال‪ ,‬كمطا قال تعال {إن فط خلق‬
‫ال سموات والرض واختلف الل يل والنهار لَيات لول اللباب} و ما بعد ها من الَيات‬
‫الكريات‪.‬‬

‫** وَاللّهُ خََلقَ كُلّ دَآّبةٍ مّن مّآءٍ فَ ِمْنهُ ْم مّن يَمْشِي عََل َى بَ ْطنِهِ َومِنهُ ْم مّن يَمْشِي عََلىَ رِ ْجَليْنِ‬
‫ّهط عََلىَ كُ ّل َشيْءٍ قَدِيرٌ‬
‫ط الل َ‬ ‫ط مَطا يَشَآءُ إِن ّ‬ ‫ط اللّه ُ‬
‫َعط يَخْلُق ُ‬
‫ط مّطن يَمْشِطي عََلىَ أَ ْرب ٍ‬ ‫َومِْنهُم ْ‬
‫يذكطر تعال قدرتطه التامطة وسطلطانه العظيطم فط خلقطه أنواع الخلوقات على اختلف‬
‫أشكالا وألوانا وحركاتا وسكناتا من ماء واحد‪{ ,‬فمنهم من يشي على بطنه} كالية‬
‫وما شاكلها‪{ ,‬ومنهم من يشي على رجلي} كالنسان والطي {ومنهم من يشي على‬

‫‪300‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أربع} كالنعام وسائر اليوانات‪ ,‬ولذا قال {يلق ال ما يشاء} أي بقدرته لنه ما شاء‬
‫كان ومططا ل يشططأ ل يكططن‪ ,‬ولذا قال {إن ال على كططل شيططء قديططر}‪.‬‬

‫طَتقِيمٍ‬
‫ط مّس ْ‬
‫طرَا ٍ‬
‫ط َيهْدِي مَطن يَشَآءُ إَِلىَ ص ِ‬
‫ط وَاللّه ُ‬
‫ط ّمبَّينَات ٍ‬
‫** ّلقَدْ أَنزَلْنَطآ آيَات ٍ‬
‫يقرر تعال أنطه أنزل فط هذا القرآن مطن الُكْم والِكَم والمثال البينطة الحكمطة كثيا‬
‫جدا‪ ,‬وأنطه يرشطد إل تفهمهطا وتعقلهطا أول اللباب والبصطائر والنهطى‪ ,‬ولذا قال {وال‬
‫طططططططتقيم}‪.‬‬ ‫طططططططراط مسط‬ ‫يهدي مططططططططن يشاء إل صط‬

‫ك َومَآ ُأوْلَـئِكَ‬ ‫** َوِيقُولُو نَ آ َمنّا بِاللّ ِه َوبِالرّ سُو ِل َوَأ َطعْنَا ثُ ّم َيَتوَلّىَ فَرِي ٌق ّمْنهُ ْم مّن بَعْدِ ذَلِ َ‬
‫حكُ َم َبْيَنهُ مْ إِذَا َفرِي ٌق ّمْنهُ ْم ّمعْرِضُو نَ * َوإِن‬ ‫بِالْ ُم ْؤمِنِيَ * َوإِذَا ُد ُع َواْ إِلَى اللّ هِ وَرَ سُولِهِ ِليَ ْ‬
‫ح ّق َي ْأُتوَاْ إَِليْ ِه مُ ْذعِنِيَ * أَفِي ُقلُوِبهِ ْم مّرَضٌ أَمِ ا ْرتَاُب َواْ أَمْ َيخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللّهُ‬ ‫يَكُنْ ّلهُ ُم الْ َ‬
‫ك هُ مُ الظّالِمُو نَ * ِإنّمَا كَا نَ َقوْ َل الْ ُم ْؤ ِمنِيَ إِذَا ُد ُع َواْ إِلَى اللّ هِ‬ ‫عََلْيهِ ْم وَرَ سُولُهُ بَلْ ُأوْلَ ـئِ َ‬
‫حكُ َم َبْيَنهُ مْ أَن يَقُولُواْ سَ ِم ْعنَا َوَأ َطعْنَا َوأُوْلَـئِكَ هُ ُم الْ ُمفْلِحُونَ * َومَن يُطِعِ اللّ هَ‬ ‫وَرَ سُولِهِ ِليَ ْ‬
‫ط الْفَآئِزُون‬‫ط َوَيتّقْهطططِ َفُأوْلَـطططئِكَ هُمطط ُ‬ ‫وَرَسطططُولَ ُه َويَخْشطططَ اللّهطط َ‬
‫يب تعال عن صفات النافقي الذين يظهرون خلف ما يبطنون‪ ,‬يقولون قولً بألسنتهم‬
‫{آم نا بال وبالر سول وأطع نا ث يتول فر يق من هم من ب عد ذلك} أي يالفون أقوال م‬
‫بأعمالمط فيقولون مطا ل يفعلون‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ومطا أولئك بالؤمنيط}‪ .‬وقوله تعال‪:‬‬
‫ى فيما أنزل‬ ‫{وإذا دعوا إل ال ورسوله ليحكم بينهم} الَية‪ ,‬أي إذا طلبوا إل اتباع الد َ‬
‫ال على رسوله أعرضوا عنه واستكبوا ف أنفسهم عن اتباعه‪ ,‬وهذه كقوله تعال‪{ :‬أل تر‬
‫إل الذ ين يزعمون أن م آمنوا ب ا أنزل إل يك و ما أنزل من قبلك ط إل قوله ط رأ يت‬
‫النافقي يصدون عنك صدودا}‪ .‬وف الطبان من حديث روح بن عطاء عن أب ميمونة‬
‫عن أبيه عن السن عن سرة مرفوعا «من دعي إل سلطان فلم يب‪ ,‬فهو ظال ل حق‬
‫له»‪.‬‬

‫‪301‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وإن ي كن ل م ال ق يأتوا إل يه مذعن ي} أي وإذا كا نت الكو مة ل م ل‬
‫علي هم جاؤوا سامعي مطيع ي‪ ,‬و هو مع ن قوله {مذعن ي} وإذا كا نت الكو مة عل يه‬
‫أعرض ودعا إل غي الق‪ ,‬وأحب أن يتحاكم إل غي النب صلى ال عليه وسلم ليوج‬
‫باطله ث فإذعانه أولً ل يكن عن اعتقاد منه أن ذلك هو الق‪ ,‬بل لنه موافق لواه‪ ,‬ولذا‬
‫لا خالف الق قصده عدل عنه إل غيه‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬أف قلوبم مرض} الَية‪ ,‬يعن‬
‫ل يرج أمرهم عن أن يكون ف القلوب مرض لزم لا أو قد عرض لا شك ف الدين‪ ,‬أو‬
‫يافون أن يور ال ور سوله علي هم ف ال كم‪ ,‬وأ يا ما كان ف هو ك فر م ض‪ ,‬وال عل يم‬
‫ططفات‪.‬‬ ‫ططن هذه الصط‬ ‫ططه مط‬ ‫ططو عليط‬ ‫ططو منطط‬ ‫ططا هط‬ ‫ططم ومط‬ ‫ططل منهط‬ ‫بكط‬
‫وقوله تعال‪{ :‬بطل أولئك هطم الظالون} أي بطل هطم الظالون الفاجرون‪ ,‬وال ورسطوله‬
‫مبآن م ا يظنون ويتوهون من ال يف والور تعال ال ور سوله عن ذلك‪ .‬قال ا بن أ ب‬
‫حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا موسى بن إساعيل‪ ,‬حدثنا مبارك‪ ,‬حدثنا السن قال‪ :‬كان الرجل‬
‫إذا كان بي نه وب ي الر جل مناز عة فد عي إل ال نب صلى ال عل يه و سلم و هو م ق‪ ,‬أذ عن‬
‫وعلم أن النب صلى ال عليه وسلم سيقضي له بال ق‪ ,‬وإذا أراد أن يظلم فدعي إل النب‬
‫صلى ال عل يه و سلم أعرض وقال‪ :‬انطلق إل فلن‪ ,‬فأنزل ال هذه الَ ية فقال ال نب صلى‬
‫ال عليه وسلم «من كان بينه وبي أخيه شيء فدعي إل حكم من أحكام السلمي فأب‬
‫أن ييططب‪ ,‬فهططو ظال ل حططق له» وهذا حديططث غريططب‪ ,‬وهططو مرسططل‪.‬‬
‫ث أخب تعال عن صفة الؤمني الستجيبي ل ولرسوله الذين ل يبغون دينا سوى كتاب‬
‫ال وسنة رسوله‪ ,‬فقال {إنا كان قول الؤمني إذا دعوا إل ال ورسوله ليحكم بينهم أن‬
‫يقولوا سعنا وأطع نا} أي سعا وطا عة‪.‬ولذا و صفهم تعال بالفلح‪ ,‬و هو ن يل الطلوب‬
‫والسطلمة مطن الرهوب‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬وأولئك هطم الفلحون} وقال قتادة فط هذه الَيطة‬
‫{أن يقولوا سعنا وأطعنا} ذكر لنا أن عبادة بن الصامت‪ ,‬وكان عقبيا بدريا أحد نقباء‬
‫الن صار‪ ,‬أ نه ل ا حضره الوت قال ل بن أخ يه جنادة بن أ ب أم ية‪ :‬أل أنبئك باذا عل يك‬
‫وماذا لك ؟ قال‪ :‬بلى‪ .‬قال‪ :‬فإن عليطك السطمع والطاعطة فط عسطرك ويسطرك ومنشططك‬
‫ومكر هك وأثرة عل يك‪ ,‬وعل يك أن تق يم ل سانك بالعدل‪ ,‬وأن ل تنازع ال مر أهله إل أن‬
‫يأمروك بعصطية ال بواحا‪ ,‬فمطا أمرت بطه مطن شيطء يالف كتاب ال‪ ,‬فاتبطع كتاب ال‪.‬‬

‫‪302‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال قتادة‪ :‬ذكر لنا أن أبا الدرداء قال‪ :‬ل إسلم إل بطاعة ال‪ ,‬ول خي إل ف جاعة‪,‬‬
‫والنصيحة ل ولرسوله وللخليفة وللمؤمني عامة‪ ,‬قال‪ :‬وقد ذكر لنا أن عمر بن الطاب‬
‫رضطي ال عنطه كان يقول‪ :‬عروة السطلم شهادة أن ل إله إل ال‪ ,‬وإقام الصطلة‪ ,‬وإيتاء‬
‫الزكاة‪ ,‬والطا عة ل ن وله ال أ مر ال سلمي‪ ,‬رواه ا بن أ ب حا ت‪ ,‬والحاد يث والَثار ف‬
‫وجوب الطا عة لكتاب ال و سنة ر سوله وللخلفاء الراشد ين والئ مة إذا أمروا بطا عة ال‬
‫كثيطططط جدا أكثططططر مططططن أن تصططططر فطططط هذا الكان‪.‬‬
‫وقوله {و من ي طع ال ور سوله} أي في ما أمراه به‪ ,‬وترك ما نياه ع نه‪ ,‬وي شَ ال في ما‬
‫مضى من ذنوبه ويتقه فيما يستقبل‪ .‬وقوله {فأولئك هم الفائزون} يعن الذين فازوا بكل‬
‫خيطططط وأمنوا مططططن كططططل شططططر فطططط الدنيططططا والَخرة‪.‬‬

‫خرُجُ نّ قُل لّ تُقْ سِمُوْا طَا َع ٌة ّمعْرُوَفةٌ إِ نّ اللّ َه‬‫** َوأَقْ سَمُوْا بِاللّ هِ َجهْدَ َأيْمَاِنهِ مْ َلئِ نْ َأمَ ْرَتهُ مْ َليَ ْ‬
‫َخبِ ٌي بِمَا َتعْمَلُونَ * قُلْ َأطِيعُواْ اللّ َه َوأَطِيعُواْ الرّسُولَ فَإِن َتوَّلوْاْ فَِإنّمَا عََليْ ِه مَا حُمّ َل َوعََلْيكُمْ‬
‫ط‬‫طا عَلَى الرّسططُولِ إِ ّل الَْبلَغططُ الْ ُمبِيُط‬ ‫ط َتهْتَدُوْا وَمَط‬ ‫ط َوإِن تُطِيعُوهط ُ‬ ‫طا حُ ّم ْلتُمط ْ‬ ‫مّط‬
‫يقول تعال مبا عن أهل النفاق الذين كانوا يلفون للرسول صلى ال عليه وسلم‪ :‬لئن‬
‫أمرتم بالروج ف الغزو ليخرجن‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬قل ل تقسموا} أي ل تلفوا‪ .‬وقوله‬
‫{طاعة معروفة} قيل معناه طاعتكم طاعة معروفة‪ ,‬أي قد علم طاعتكم إنا هي قول ل‬
‫ف عل م عه‪ ,‬وكل ما حلف تم كذب تم‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬يلفون ل كم لترضوا عن هم} الَ ية‪.‬‬
‫وقال تعال‪{ :‬اتذوا أيان م ج نة} الَ ية‪ ,‬ف هم من سجيتهم الكذب ح ت في ما يتارو نه‪,‬‬
‫ك ما قال تعال‪{ :‬أل تر إل الذ ين نافقوا يقولون لخوان م الذ ين كفروا من أهل الكتاب‬
‫لئن أخرجتم لنخرجن معكم ول نطيع فيكم أحدا أبدا‪ ,‬وإن قوتلتم لننصرنكم وال يشهد‬
‫إن م لكاذبون * لئن أخرجوا ل يرجون مع هم‪ ,‬ولئن قوتلوا ل ين صرونم‪ ,‬ولئن ن صروهم‬
‫ليولن الدبار ثططططططططططططط ل ينصطططططططططططططرون}‪.‬‬
‫وقيل العن ف قوله {طاعة معروفة} أي ليكن أمركم طاعة معروفة‪ ,‬أي بالعروف من‬
‫غي حلف ول أقسام‪ ,‬كما يطيع ال ورسوله الؤمنون بغي حلف‪ ,‬فكونوا أنتم مثلهم {إن‬
‫ال خبي ب ا تعملون} أي هو خبي ب كم وب ن يط يع م ن يع صي‪ ,‬فاللف وإظهار الطا عة‬

‫‪303‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والباططن بل فه وإن راج على الخلوق‪ ,‬فالالق تعال يعلم السطر وأخ فى‪ ,‬ل يروج عليطه‬
‫شي من التدل يس‪ ,‬بل هو خبي بضمائر عباده وإن أظهروا خلف ها‪ .‬ث قال تعال‪ { :‬قل‬
‫أطيعوا ال وأطيعوا الرسططططول} أي اتبعوا كتاب ال وسططططنة رسططططوله‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬فإن تولوا} أي تتولوا عنه وتتركوا ما جاءكم به {فإنا عليه ما حل} أي‬
‫إبلغ الرسالة وأداء المانة {وعليكم ما حلتم} أي بقبول ذلك وتعظيمه والقيام بقتضاه‬
‫{وإن تطيعوه تتدوا} وذلك لنه يدعو إل صراط مستقيم {صراط ال الذي له ما ف‬
‫السطموات ومطا فط الرض} الَيطة‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬ومطا على الرسطول إل البلغ} كقوله‬
‫تعال‪{ :‬فإنا عليك البلغ وعلينا الساب}‪ .‬وقوله {فذكر إنا أنت مذكر‪ .‬لست عليهم‬
‫بصيطر}‪ .‬قال وهب بن منبه‪ :‬أوحى ال إل نب من أنبياء بن إسرائيل يقال له شعياء أن‬
‫قم ف ب ن إ سرائيل‪ ,‬فإ ن سأطلق ل سانك بو حي‪ ,‬فقام فقال‪ :‬يا ساء ا سعي و يا أرض‬
‫أن صت‪ ,‬فإن ال ير يد أن يق ضي شأنا ويدبر أمرا هو منفذه‪ ,‬إ نه ير يد أن يول الر يف إل‬
‫الفلة‪ ,‬والَجام ف الغيطان‪ ,‬والنار ف الصحارى‪ ,‬والنعمة ف الفقراء‪ ,‬واللك ف الرعاة‪,‬‬
‫ويريد أن يبعث أميا من الميي ليس بفظ ول غليظ ول صخاب ف السواق‪ ,‬لو ير على‬
‫ال سراج ل يطفئه من سكينته‪ ,‬ولو يشي على القصب اليابس ل يسمع من تت قدميه‪,‬‬
‫أبعثه بشيا ونذيرا‪ ,‬ل يقول الن‪ ,‬أفتح به أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا‪ ,‬وأسدده‬
‫لكل أمر جيل‪ ,‬وأهب له كل خلق كري‪ ,‬وأجعل السكينة لباسه‪ ,‬والب شعاره‪ ,‬والتقوى‬
‫ضميه‪ ,‬والكمطة منطقطه‪ ,‬والصطدق والوفاء ططبيعته‪ ,‬والعفطو والعروف خلقطه‪ ,‬والقط‬
‫شريعته‪ ,‬والعدل سيته‪ ,‬والدى إمامه‪ ,‬والسلم ملته‪ ,‬وأحد اسه‪ ,‬أهدي به بعد الضللة‪,‬‬
‫وأعلم به من الهالة‪ ,‬وأرفع به بعد المالة‪ ,‬وأعرف به بعد النكرة‪ ,‬وأكثر به القلة‪ ,‬وأغن‬
‫به ب عد العيلة‪ ,‬وأج ع به ب عد الفر قة‪ ,‬وأؤلف به ب ي أ مم متفر قة‪ ,‬وقلوب متل فة‪ ,‬وأهواء‬
‫مشت تة‪ ,‬وأ ستنقذ به فئاما من الناس عظيما من الل كة‪ ,‬وأج عل أم ته خ ي أ مة أخر جت‬
‫للناس‪ ,‬يأمرون بالعروف‪ ,‬وينهون عطن النكطر‪ ,‬موحديطن مؤمنيط ملصطي مصطدقي باط‬
‫جاءت بطططططه رسطططططلي‪ ,‬رواه ابطططططن أبططططط حاتططططط‪.‬‬

‫‪304‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ستَخِْل َفّنهُمْ فِي الرْضِ كَمَا ا ْستَخَْلفَ‬ ‫** َوعَدَ اللّ ُه الّذِي نَ آ َمنُوْا ِمنْكُ ْم َوعَمِلُواْ الصّالِحَاتِ َليَ ْ‬
‫ضىَ َلهُ مْ وَلَُيبَدَّلّنهُ ْم مّن َبعْدِ َخوِْفهِ مْ َأمْنا‬‫الّذِي نَ مِن َقبِْلهِ ْم وََليُ َمكّنَ نّ َلهُ مْ دِيَنهُ مُ الّذِي ا ْرتَ َ‬
‫طقُونَ‬‫ط اْلفَاس ِ‬‫ط َفُأوْلَـطئِكَ هُم ُ‬ ‫ط بِطي َشيْئا وَمَطن َكفَ َر َبعْدَ ذَلِك َ‬ ‫َيعْبُدُونَنِطي َل يُشْرِكُون َ‬
‫هذا وعطد مطن ال تعال لرسطوله صطلوات ال وسطلمه عليطه بأنطه سطيجعل أمتطه خلفاء‬
‫الرض‪ ,‬أي أئ مة الناس والولة علي هم‪ ,‬وب م ت صلح البلد‪ ,‬وت ضع ل م العباد‪ .‬وليبدلن هم‬
‫من ب عد خوف هم من الناس أمنا وحكما في هم‪ ,‬و قد فعله تبارك وتعال‪ ,‬وله ال مد وال نة‪,‬‬
‫فإنه صلى ال عليه وسلم ل يت حت فتح ال عليه مكة وخيب والبحرين وسائر جزيرة‬
‫العرب وأرض الي من بكمال ا‪ ,‬وأ خذ الز ية من موس ه جر و من ب عض أطراف الشام‪,‬‬
‫وهاداه هرقطل ملك الروم وصطاحب مصطر وإسطكندرية وهطو القوقطس‪ ,‬وملوك عمان‬
‫والنجاشططي ملك البشططة الذي تلك بعططد أصططحمة رحهطط ال وأكرمططه‪.‬‬
‫ث لا مات رسول ال صلى ال عليه وسلم واختار ال له ما عنده من الكرامة‪ ,‬قام بالمر‬
‫بعده خليفته أبو بكر الصديق‪ ,‬فل ّم شعث ما وهى بعد موته صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وأَطّدَ‬
‫جزيرة العرب ومهد ها‪ ,‬وب عث اليوش ال سلمية إل بلد فارس صحبة خالد بن الول يد‬
‫رضي ال عنه‪ ,‬ففتحوا طرفا منها‪ ,‬وقتلوا خلقا من أهلها‪ .‬وجيشا آخر صحبة أب عبيدة‬
‫رضي ال عنه ومن اتبعه من المراء إل أرض الشام‪ ,‬وثالثا صحبة عمرو بن العاص رضي‬
‫ال عنه إل بلد مصر‪ ,‬ففتح ال للجيش الشامي ف أيامه بصرى ودمشق وماليفهما من‬
‫بلد حوران ومطا والهطا وتوفاه ال عطز وجطل واختار له مطا عنده مطن الكرامطة‪.‬‬
‫وم نّ على أهل السلم بأن أل م ال صديق أن ي ستخلف ع مر الفاروق‪ ,‬فقام بال مر بعده‬
‫قياما تاما‪ ,‬ل يدر الفلك ب عد ال نبياء على مثله ف قوة سيته وكمال عدله‪ .‬وتّ ف أيا مه‬
‫ف تح البلد الشام ية بكمال ا وديار م صر إل آخر ها وأك ثر إقل يم فارس‪ .‬وك سر ك سرى‬
‫وأها نه غا ية الوان وتقه قر إل أق صى ملك ته‪ ,‬وق صر قي صر‪ ,‬وانتزع يده عن بلد الشام‪,‬‬
‫واندر إل القسطنطينية‪ ,‬وأنفق أموالما ف سبيل ال‪ ,‬كما أخب بذلك ووعد به رسول‬
‫ال‪ ,‬عليطططه مطططن ربطططه أتططط سطططلم وأزكطططى صطططلة‪.‬‬
‫ثط لاط كانطت الدولة العثمانيطة امتدت المالك السطلمية إل أقصطى مشارق الرض‬
‫ومغارباط‪ ,‬ففتحطت بلد الغرب إل أقصطى مطا هنالك الندلس وقطبص‪ ,‬وبلد القيوان‪,‬‬

‫‪305‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وبلد سبتة ما يلي البحر الحيط‪ ,‬ومن ناحية الشرق إل أقصى بلد الصي‪ ,‬وقتل كسرى‬
‫وباد ملكه بالكلية‪ ,‬وفتحت مدائن العراق وخراسان والهواز‪ ,‬وقتل السلمون من الترك‬
‫مقتلة عظيمة جدا‪ ,‬وخذل ال ملكهم العظم خاقان‪ ,‬وجب الراج من الشارق والغارب‬
‫إل حضرة أم ي الؤمن ي عثمان بن عفان ر ضي ال ع نه‪ ,‬وذلك بب كة تلو ته ودرا سته‬
‫وجعه المة على حفظ القرآن‪ ,‬ولذا ثبت ف الصحيح أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال «إن ال زوى ل الرض فرأيت مشارقها ومغاربا‪ ,‬ويبلغ ملك أمت ما زوى ل منها»‬
‫فهطا ننط نتقلب فيمطا وعدنطا ال ورسطوله‪ ,‬وصطدق ال ورسطوله فنسطأل ال اليان بطه‬
‫وبرسططططوله‪ ,‬والقيام بشكره على الوجططططه الذي يرضيططططه عنططططا‪.‬‬
‫قال المام مسلم بن الجاج ف صحيحه‪ :‬حدثنا ابن أب عمر‪ ,‬حدثنا سفيان عن عبد‬
‫اللك بن عمي عن جابر بن سرة قال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول «ل‬
‫يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلً» ث تكلم النب صلى ال عليه وسلم بكلمة‬
‫خفيت عن‪ ,‬فسألت أب‪ :‬ماذا قال رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬قال «كلهم من‬
‫قريش»‪ .‬ورواه البخاري من حديث شعبة عن عبد اللك بن عمي به‪ ,‬وف رواية لسلم أنه‬
‫قال ذلك عشية رجم ما عز بن مالك‪ ,‬وذ كر م عه أحاد يث أ خر‪ ,‬و ف هذا الد يث دللة‬
‫على أنه لبد من وجود اثن عشر خليفة عاد ًل وليسوا هم بأئمة الشيعة الثن عشر‪ ,‬فإن‬
‫كثيا من أولئك ل يكن إليهم من المر شيء‪ ,‬فأما هؤلء فإنم يكونون من قريش يلون‬
‫فيعدلون‪ ,‬وقد وقعت البشارة بم ف الكتب التقدمة‪ ,‬ث ل يشترط أن يكونوا متتابعي‪ ,‬بل‬
‫يكون وجودهم ف المة متتابعا ومتفرقا‪ ,‬وقد وجد منهم أربعة على الولء وهم أبو بكر‪,‬‬
‫ث عمر‪ ,‬ث عثمان‪ ,‬ث علي رضي ال عنه‪ ,‬ث كانت بعدهم فترة‪ ,‬ث وجد منهم من شاء‬
‫ال‪ ,‬ث قد يوجد منهم من بقي ف الوقت الذي يعلمه ال تعال‪ .‬ومنهم الهدي الذي اسه‬
‫يطابق اسم رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وكنيته كنيته‪ ,‬يل الرض عد ًل وقسطا كما‬
‫ملئت جورا وظلما‪.‬‬
‫وقد روى المام أحد وأبو داود والترمذي والنسائي من حديث سعيد بن جهمان عن‬
‫سطفينة مول رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم أن رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم قال‬
‫«اللفة بعدي ثلثون سنة‪ ,‬ث تكون ملكا عضوضا» وقال الربيع بن أنس عن أب العالية‬

‫‪306‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فط قوله {وعطد ال الذيطن آمنوا منكطم وعملوا الصطالات ليسطتخلفنهم فط الرض كمطا‬
‫استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لم دينهم الذي ارتضى لم وليبدلنهم من بعد خوفهم‬
‫أمنا} الَ ية‪ ,‬قال‪ :‬كان ال نب صلى ال عل يه و سلم وأ صحابه ب كة نوا من ع شر سني‬
‫يدعون إل ال وحده وإل عبادتطه وحده ل شريطك له سطرا‪ ,‬وهطم خائفون ل يؤمرون‬
‫بالقتال حت أمروا بعد بالجرة إل الدينة‪ ,‬فقدموها فأمرهم ال بالقتال‪ ,‬فكانوا با خائفي‬
‫ي سون ف ال سلح وي صبحون ف ال سلح‪ ,‬ف غبوا بذلك ما شاء ال‪ ,‬ث إن رجلً من‬
‫ال صحابة قال‪ :‬يا ر سول ال أبد الد هر ن ن خائفون هكذا ؟ أما يأ ت علينا يوم نأمن فيه‬
‫ونضع عنا ال سلح ؟ فقال‪ :‬ر سول ال صلى ال عليه وسلم «لن تصبوا إل يسيا حت‬
‫يلس الرجل منكم ف الل العظيم متبيا ليست فيه حديدة» وأنزل ال هذه الَية‪ ,‬فأظهر‬
‫ال نبيه على جزيرة العرب‪ ,‬فأمنوا ووضعوا ال سلح‪ .‬ث إن ال تعال ق بض نبيه صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ,‬فكانوا كذلك آمني ف إمارة أب بكر وعمر وعثمان حت وقعوا فيما وقعوا‬
‫فيه‪ ,‬فأدخل عليهم الوف فاتذوا الجزة والشرط وغيوا فغي بم‪ ,‬وقال بعض السلف‪:‬‬
‫خلفطة أبط بكطر وعمطر رضطي ال عنهمطا حطق فط كتاب ال‪ ,‬ثط تل هذه الَيطة‪.‬‬
‫وقال الباء بن عازب‪ :‬نزلت هذه الَية ونن ف خوف شديد‪ ,‬وهذه الَية الكرية كقوله‬
‫تعال‪{ :‬واذكروا إذ أنتم قليل متسضعفون ف الرض ط إل قوله ط لعلكم تشكرون}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬كما استخلف الذين من قبلهم} كما قال تعال عن موسى عليه السلم أنه‬
‫قال لقومه‪{ :‬عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم ف الرض} الَية‪ ,‬وقال تعال‪:‬‬
‫{ونريططد أن ننطط على الذيططن اسططتضعفوا فطط الرض} الَيتيطط‪.‬‬
‫وقوله {وليمكنن لم دينهم الذي ارتضى لم} الَية‪ ,‬كما قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم لعدي بن حات حي وفد عليه «أتعرف الية ؟» قال‪ :‬ل أعرفها‪ ,‬ولكن قد سعت‬
‫ب ا‪ .‬قال « فو الذي نف سي بيده ليت من ال هذا ال مر ح ت ترج الظعي نة من الية ح ت‬
‫تطوف بالبيت ف غي جوار أحد‪ ,‬ولتفتحن كنوز كسرى بن هرمز» قلت‪ :‬كسرى بن‬
‫هرمز‪ ,‬قال «نعم كسرى بن هرمز‪ ,‬وليبذلن الال حت ل يقبله أحد»‪ .‬قال عدي بن حات‪:‬‬
‫فهذه الظعينة ترج من الية فتطوف بالبيت ف غي جوار أحد‪ ,‬ولقد كنت فيمن افتتح‬

‫‪307‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كنوز كسرى بن هرمز‪ ,‬والذي نفسي بيده لتكونن الثالثة‪ ,‬لن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسطططططططططططلم قطططططططططططد قالاططططططططططط‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ,‬أخبنا سفيان عن أب سلمة عن الربيع بن أنس‬
‫عن أب العالية‪ ,‬عن أب بن ك عب قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عليه و سلم «بشر هذه‬
‫المة بالسنا والرفعة والدين والنصر والتمكي ف الرض‪ ,‬فمن عمل منهم عمل الَخرة‬
‫للدنيا ل يكن له ف الَخرة نصيب»‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬يعبدون ن ل يشركون ب شيئا} قال‬
‫المام أحد‪ :‬حدثنا عفان‪ ,‬حدثنا هام حدثنا قتادة عن أنس أن معاذ بن جبل حدثه قال‪:‬‬
‫بينا أنا رديف النب صلى ال عليه وسلم على حار ليس بين وبينه إل آخرة الرحل‪ ,‬قال‬
‫«يا معاذ»‪ .‬قلت‪ :‬لبيك يا رسول ال وسعديك‪ ,‬قال‪ :‬ث سار ساعة‪ ,‬ث قال «يا معاذ بن‬
‫جبل»‪ .‬قلت‪ :‬لبيك يا رسول ال وسعديك‪ ,‬ث سار ساعة‪ ,‬ث قال «يا معاذ بن جبل»‪.‬‬
‫قلت‪ :‬لب يك يا ر سول ال و سعديك‪ .‬قال « هل تدري ما حق ال على العباد ؟ قلت‪ :‬ال‬
‫ور سوله أعلم‪ ..‬قال «فإن حق ال على العباد أن يعبدوه ول يشركوا به شيئا»‪ .‬قال‪ :‬ث‬
‫سار ساعة‪ ,‬ث قال «يا معاذ بن جبل»‪ .‬قلت‪ :‬لبيك يا رسول ال وسعديك‪ .‬قال «فهل‬
‫تدري مطا حطق العباد على ال إذا فعلوا ذلك ؟» قال‪ :‬قلت ال ورسطوله أعلم‪ .‬قال «فإن‬
‫حطق العباد على ال أن ل يعذبمط»‪ ,‬أخرجاه فط الصطحيحي مطن حديطث قتادة‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬و من ك فر ب عد ذلك فأولئك هم الفا سقون} أي ف من خرج عن طاع ت‬
‫بعد ذلك فقد خرج عن أمر ربه‪ ,‬وكفى بذلك ذنبا عظيما‪ ,‬فالصحابة رضي ال عنهم لا‬
‫كانوا أقوم الناس ب عد ال نب صلى ال عليه وسلم بأوا مر ال عز و جل وأطوع هم ل‪ ,‬كان‬
‫نصرهم بسبهم أظهروا كلمة ال ف الشارق والغارب‪ ,‬وأيدهم تأييدا عظيما‪ ,‬وحكموا‬
‫ف سائر العباد والبلد‪ ,‬ولا قصر الناس بعدهم ف بعض الوامر نقص ظهورهم بسبهم‪,‬‬
‫ولكن قد ثبت ف الصحيحي من غي وجه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال‬
‫«ل تزال طائفة من أمت ظاهرين على الق ل يضرهم من خذلم ول من خالفهم إل يوم‬
‫القيامة ط وف رواية حت يأت أمر ال وهم كذلك ط وف رواية ط حت يقاتلوا الدجال‬
‫ط وف رواية ط حت ينل عيسى ابن مري وهم ظاهرون» وكل هذه الروايات صحيحة‪,‬‬
‫ول تعارض بينهطططططططططططططططططططططططططططططا‪) .‬‬

‫‪308‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫سبَنّ الّذِينَ‬
‫لةَ وَآتُواْ الزّكَطا َة َوأَطِيعُواْ الرّسُولَ َلعَّلكُ ْم تُرْ َحمُونَ * َل َتحْ َ‬
‫** َوأَقِيمُواْ الصّط َ‬
‫ط َو َمأْوَاهُمطططُ النّا ُر وََلِبئْسطططَ الْمَصطططِيُ‬ ‫جزِينطططَ فِططي الرْضطط ِ‬ ‫َكفَرُواْ ُمعْ ِ‬
‫يقول تعال آمرا عباده الؤمني بإقامة الصلة‪ ,‬وهي عبادة ال وحده ل شريك له‪ ,‬وإيتاء‬
‫الزكاة‪ ,‬و هي الح سان إل الخلوق ي ضعفائ هم وفقرائ هم‪ ,‬وأن يكونوا ف ذلك مطيع ي‬
‫لر سول ال صلى ال عل يه و سلم أي سالكي وراءه في ما به أمر هم‪ ,‬وتارك ي ما ع نه‬
‫زجر هم‪ ,‬ل عل ال يرح هم بذلك‪ ,‬ول شك أن من ف عل هذا‪ ,‬أن ال سيحه‪ ,‬ك ما قال‬
‫تعال ف الَية الخرى‪{ :‬أولئك سيحهم ال}‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬ل تسب} أي ل تظن يا‬
‫ممطد أن {الذيطن كفروا} أي خالفوك وكذبوك {معجزيطن فط الرض} أي ل يعجزون‬
‫ال‪ ,‬بل ال قادر علي هم و سيعذبم على ذلك أ شد العذاب‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ومأوا هم}‬
‫أي فط الدار الَخرة {النار ولبئس الصطي} أي بئس الآل مآل الكافريطن‪ ,‬وبئس القرار‬
‫وبئس الهاد‪.‬‬

‫سَتأْذِنكُ ُم الّذِي َن مََلكَتْ َأيْمَانُكُ ْم وَالّذِينَ لَ ْم يَبُْلغُوْا الْحُلُ َم مِنكُ ْم َثلَ َ‬


‫ث‬ ‫** َيَأّيهَا الّذِينَ آ َمنُواْ ِليَ ْ‬
‫لةِ اْلعِشَآءِ‬ ‫صَ‬‫ضعُو َن ِثيَاَبكُ ْم مّ نَ ال ّظهِ َيةِ وَمِن َبعْدِ َ‬ ‫ج ِر وَحِيَ َت َ‬ ‫لةِ اْلفَ ْ‬
‫ت مّن َقبْلِ صَط َ‬ ‫مَرّا ٍ‬
‫ضكُ ْم عََلىَ‬ ‫ح َبعْ َدهُ ّن َطوّافُو َن عََلْيكُ ْم َبعْ ُ‬ ‫س عََلْيكُ ْم وَلَ عََلْيهِ مْ ُجنَا ٌ‬ ‫َثلَ ثُ َعوْرَا تٍ ّلكُ مْ َليْ َ‬
‫حلُ مَ‬
‫ك ُيَبيّ نُ اللّ هُ َلكُ ُم الَيَا تِ وَاللّ ُه عَلِي مٌ َحكِي مٌ * َوإِذَا بََل َغ الطْفَا ُل مِنكُ ُم الْ ُ‬ ‫َبعْ ضٍ َكذَلِ َ‬
‫ك ُيَبيّ نُ اللّ هُ َلكُ ْم آيَاتِ ِه وَاللّ ُه عَلِي مٌ َحكِي مٌ *‬‫سَتأْ ِذنُواْ كَمَا ا ْستَأْ َذ َن الّذِي نَ مِن َقبِْلهِ مْ كَذَلِ َ‬‫فَ ْليَ ْ‬
‫ضعْ َن ِثيَابَهُ ّن َغيْرَ‬
‫وَالْ َقوَاعِ ُد مِ َن النّ سَآءِ الّلَتِي لَ يَرْجُو َن ِنكَاحا فََليْ سَ عََلْيهِ نّ ُجنَا حٌ أَن َي َ‬
‫ط وَاللّهطططُ سطططَمِي ٌع عِلِيمطططٌ‬ ‫طَت ْع ِففْنَ َخيْرٌ ّلهُنطط ّ‬ ‫ط بِزِيَنةٍ َوأَن يَسطط ْ‬ ‫ُمتَبَ ّرجَاتطط ِ‬
‫هذه الَيات الكري ة اشتملت على ا ستئذان القارب بعض هم على ب عض‪ ,‬و ما تقدم ف‬
‫أول السورة فهو استئذان الجانب بعضهم على بعض‪ ,‬فأمر ال تعال الؤمني أن يستأذنم‬
‫خدمهم ما ملكت أيانم وأطفالم الذين ل يبلغوا اللم منهم ف ثلثة أحوال (الول) من‬
‫قبل صلة الغداة‪ ,‬لن الناس إذ ذاك يكونون نياما ف فرشهم {وحي تضعون ثيابكم من‬

‫‪309‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الظهية} اي ف وقت القيلولة‪ ,‬لن النسان قد يضع ثيابه ف تلك الال مع أهله {ومن‬
‫بعد صلة العشاء} لنه وقت النوم‪ ,‬فيؤمر الدم والطفال أن ل يهجموا على أهل البيت‬
‫ف هذه الحوال لا يشى من أن يكون الرجل على أهله أو نو ذلك من العمال‪ ,‬ولذا‬
‫قال {ثلث عورات ل كم ل يس علي كم ول علي هم جناح بعد هن} أي إذا دخلوا ف حال‬
‫غي هذه الحوال‪ ,‬فل جناح عليكم ف تكينكم من ذلك إياهم ول عليهم إن رأوا شيئا‬
‫ف غ ي تلك الحوال‪.‬ل نه قد أذن ل م ف الجوم‪ ,‬ولن م طوافون علي كم اي ف الد مة‬
‫وغي ذلك‪ .‬ويغتفر ف الطوافي ما ل يغتفر ف غيهم‪ ,‬ولذا روى المام مالك وأحد بن‬
‫حنبل وأهل السنن أن النب صلى ال عليه وسلم قال ف الرة «إنا ليست بنجسة إنا من‬
‫الطواف ي علي كم أو والطوافات»‪ .‬ول ا كا نت هذه الَ ية مك مة ول تن سخ بش يء وكان‬
‫عمططل الناس باطط قليلً جدا‪ ,‬أنكططر عبططد ال بططن عباس ذلك على الناس‪.‬‬
‫كما قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو زرعة‪ ,‬حدثنا يي بن عبد ال بن بكي‪ ,‬حدثن عبد‬
‫ال بن لي عة‪ ,‬حدث ن عطاء بن دينار عن سعيد بن جبي قال‪ :‬قال ا بن عباس‪ :‬ترك الناس‬
‫ثلث آيات فلم يعملوا ب ن { يا أي ها الذ ين آمنوا لي ستأذنكم الذ ين مل كت أيان كم} إل‬
‫آخر الَية‪ ,‬والَية الت ف سورة النساء {وإذا حضر القسمة أولو القرب} الَية‪ ,‬والَية ف‬
‫الجرات {إن أكرمكم عند ال أتقاكم} وروى أيضا من حديث إساعيل بن مسلم وهو‬
‫ضع يف‪ ,‬عن عمرو بن دينار عن عطاء بن أ ب رباح عن ا بن عباس قال‪ :‬غلب الشيطان‬
‫الناس على ثلث آيات فلم يعملوا بنط {يطا أيهطا الذيطن آمنوا ليسطتأذنكم الذيطن ملكطت‬
‫طططططططططة‪.‬‬ ‫طططططططططر الَيط‬ ‫طططططططططم} إل آخط‬ ‫أيانكط‬
‫وروى أبو داود‪ :‬حدثنا ابن الصباح وابن سفيان وابن عبدة وهذا حديثه‪ :‬أخبنا سفيان‬
‫عن عبيد ال بن أب يزيد سع ابن عباس يقول‪ :‬ل يؤمن با أكثر الناس آية الذن‪ ,‬وإن‬
‫لَمر جاريت هذه تستأذن علي‪ .‬قال أبو داود‪ :‬وكذلك رواه عطاء عن ابن عباس يأمر به‪,‬‬
‫وقال الثوري عن موسى بن أب عائشة‪ :‬سألت الشعب {ليستأذنكم الذين ملكت أيانكم}‬
‫؟ قال‪ :‬ل تنسطططخ‪ .‬قلت‪ :‬فإن الناس ل يعملون باططط‪ .‬فقال‪ :‬ال السطططتعان‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا الربيع بن سليمان‪ ,‬حدثنا ابن وهب‪ ,‬أخبنا سليمان بن بلل‬
‫عن عمرو بن أ ب عمرو‪ ,‬عن عكرمة عن ابن عباس أن رجلي سأله عن الستئذان ف‬

‫‪310‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الثلث عورات الت أمر ال با ف القرآن‪ ,‬فقال ابن عباس‪ :‬إن ال ستي يب الستر‪ .‬كان‬
‫الناس ليس لم ستور على أبوابم‪ ,‬ول حجال ف بيوتم‪ ,‬فربا فاجأ الرجل خادمه أو ولده‬
‫أو يتيمه ف حجره وهو على أهله‪ ,‬فأمرهم ال أن يستأذنوا ف تلك العورات الت سى ال‪.‬‬
‫ث جاء ال بعد بالستور‪ ,‬فبسط ال علي هم الرزق‪ ,‬فاتذوا الستور واتذوا الجال‪ ,‬فرأى‬
‫الناس أن ذلك قطد كفاهطم مطن السطتئذان الذي أمروا بطه‪ .‬وهذا إسطناد صطحيح إل ابطن‬
‫عباس‪ ,‬ورواه أبطو داود عطن القعنطب عطن الدراوردي عطن عمرو بطن أبط عمرو بطه‪.‬‬
‫وقال السدي‪ :‬كان أناس من الصحابة رضي ال عنهم يبون أن يواقعوا نساءهم ف هذه‬
‫الساعات ليغتسلوا ث يرجوا إل الصلة‪ ,‬فأمرهم ال أن يأمروا الملوكي والغلمان أن ل‬
‫يدخلوا عليهم ف تلك الساعات إل بإذن‪ ,‬وقال مقاتل بن حيان‪ :‬بلغنا ط وال أعلم ط أن‬
‫رجلً من النصار وامرأته أساء بنت مرثد صنعا للنب صلى ال عليه وسلم طعاما فجعل‬
‫الناس يدخلون بغ ي إذن‪ ,‬فقالت أ ساء‪ :‬يا ر سول ال ما أق بح هذا‪ ,‬إ نه ليد خل على الرأة‬
‫وزوجها ط وها ف ثوب واحد ط غلمهما بغي إذن‪ ,‬فأنزل ال ف ذلك {يا أيها الذين‬
‫آمنوا لي ستأذنكم الذ ين مل كت أيان كم} إل آخر ها‪ ,‬وم ا يدل على أن ا مك مة ل تن سخ‬
‫قوله {كذلك يبي ال ل كم الَيات وال عل يم حك يم} ث قال تعال‪{ :‬وإذا بلغ الطفال‬
‫منكم اللم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم} يعن إذا بلغ الطفال الذين إنا كانوا‬
‫ي ستأذنون ف العورات الثلث‪ ,‬إذا بلغوا اللم و جب علي هم أن ي ستأذنوا على كل حال‪,‬‬
‫يع ن بالن سبة إل أجانب هم وإل الحوال ال ت يكون الر جل على امرأ ته‪ ,‬وإن ل ي كن ف‬
‫الحوال الثلث‪.‬‬
‫قال الوزا عي عن ي ي بن أ ب كث ي‪ :‬إذا كان الغلم رباعيا‪ ,‬فإ نه ي ستأذن ف العورات‬
‫الثلث على أبو يه‪ ,‬فإذا بلغ اللم فلي ستأذن على كل حال‪ .‬وهكذا قال سعيد بن جبي‪.‬‬
‫وقال ف قوله {ك ما استأذن الذ ين من قبلهم} يع ن ك ما استأذن الكبار من ولد الر جل‬
‫وأقار به‪ .‬وقوله {والقوا عد من الن ساء} قال سعيد بن جبي ومقا تل بن حيان والضحاك‬
‫وقتادة‪ :‬هن اللوات انقطع عنهن اليض ويئسن من الولد {اللت ل يرجون نكاحا} أي‬
‫ل يبق لن تشوف إل التزوج {فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابن غي متبجات بزينة}‬
‫أي ليططس عليهططا مططن الرج فطط التسططتر كمططا على غيهططا مططن النسططاء‪.‬‬

‫‪311‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال أبو داود‪ :‬حدثنا أحد بن ممد الروزي‪ ,‬حدثن علي بن السي بن واقد عن أبيه‬
‫عن يزيد النحوي‪ ,‬عن عكرمة عن ابن عباس {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن}‬
‫الَية‪ ,‬فنسخ واستثن من ذلك القواعد من النساء اللت ل يرجون نكاحا الَية‪ ,‬قال ابن‬
‫م سعود ف قوله {فل يس علي هن جناح أن يض عن ثياب ن} قال‪ :‬اللباب أو الرداء وكذلك‬
‫روي عن ا بن عباس وا بن ع مر وما هد و سعيد بن جبي وأ ب الشعثاء وإبراه يم النخ عي‬
‫وال سن وقتادة والزهري والوزا عي وغي هم‪ .‬وقال أ بو صال‪ :‬ت ضع اللباب وتقوم ب ي‬
‫طططططططططططط الدرع والمار‪.‬‬ ‫ططططططططططططل فط‬ ‫يدي الرجط‬
‫وقال سعيد بن جبي وغيه ف قراءة ع بد ال بن م سعود {أن يض عن من ثيابن} وهو‬
‫اللباب من فوق المار‪ ,‬فل بأس أن يضعن عند غريب أو غيه بعد ان يكون عليها خار‬
‫صفيق‪ ,‬وقال سعيد بن جبي ف الَ ية {غ ي م تبجات بزي نة} يقول‪ :‬ل ي تبجن بو ضع‬
‫اللباب ليى ما عليهن من الزينة‪ ,‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا هشام بن عبد‬
‫ال‪ ,‬حدثنا ابن البارك حدثن سوار بن ميمون‪ ,‬حدثنا طلحة بن عاصم عن أم الضياء أنا‬
‫قالت‪ :‬دخلت على عائ شة ر ضي ال عن ها‪,‬فقلت‪ :‬يا أم الؤمن ي ما تقول ي ف الضاب‬
‫والنفاض وال صباغ والقرط ي واللخال وخا ت الذ هب وثياب الرقاق ؟ فقالت‪ :‬يا مع شر‬
‫النساء قصتكن كلها واحدة‪ ,‬أحل ال لكن الزينة غي متبجات‪ ,‬أي ل يل لكن ان يروا‬
‫منكططططططططططططططططططططططططططططططططن مرما‪.‬‬
‫وقال السطدي‪ :‬كان شريطك ل يقال له مسطلم‪ ,‬وكان مول لمرأة حذيفطة بطن اليمان‪,‬‬
‫فجاء يوما إل السوق وأثر الناء ف يده‪ ,‬فسألته عن ذلك فأخبن أنه خضب رأس مولته‬
‫وهي امرأة حذيفة‪ ,‬فأنكرت ذلك‪ ,‬فقال‪ :‬إن شئت ادخلتك عليها ؟ فقلت‪ :‬نعم‪ ,‬فأدخلن‬
‫عليها فإذا هي امرأة جليلة‪ ,‬فقلت لا‪ :‬إن مسلما حدثن أنه خضب لك رأسك ؟ فقالت‪:‬‬
‫نعم يا بن إن من القواعد اللت ل يرجون نكاحا‪ ,‬وقد قال ال تعال ف ذلك ما سعت‪.‬‬
‫وقوله {وأن ي ستعففن خ ي ل ن} أي وترك وضع هن لثياب ن وإن كان جائزا خ ي وأف ضل‬
‫طططططططططم}‪.‬‬ ‫طططططططططيع عليط‬ ‫ططططططططط {وال سط‬ ‫لنط‬

‫‪312‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ج وَ َل عََلىَ‬ ‫ج وَ َل عَلَى الْ َمرِي ضِ َحرَ ٌ‬ ‫ج وَ َل عَلَى العْرَ جِ حَ َر ٌ‬ ‫س عَلَى العْ َمىَ حَ َر ٌ‬ ‫** ّليْ َ‬
‫ت آبَآئِكُ مْ َأ ْو ُبيُو تِ ُأ ّمهَاتِكُ مْ َأ ْو ُبيُو تِ إِ ْخوَانِكُ مْ َأوْ‬
‫سكُمْ أَن َتأْكُلُواْ مِن ُبيُوتِكُ مْ َأ ْو ُبيُو ِ‬ ‫أَنفُ ِ‬
‫ُوتط‬
‫ُمط َأ ْو ُبي ِ‬ ‫ُوتط أَ ْخوَاِلك ْ‬
‫ُمطَأ ْو ُبي ِ‬ ‫ُوتط عَمّاِتك ْ‬ ‫ُمطَأوْ ُبي ِ‬ ‫ُوتطَأعْمَا ِمك ْ‬‫ُمطَأ ْو ُبي ِ‬‫ُوتط أَ َخوَاتِك ْ‬
‫ُبي ِ‬
‫س عََلْيكُ مْ ُجنَا حٌ أَن تَأْكُلُواْ جَمِيعا َأوْ َأ ْشتَاتا‬ ‫خَا َلِتكُ مْ َأوْ مَا مََل ْكتُ ْم ّمفَاتِح هُ َأوْ صَدِيقِكُمْ َليْ َ‬
‫ك ُيَبيّ نُ اللّ هُ‬
‫حّي ًة مّ ْن عِندِ اللّ ِه ُمبَارَ َكةً َطّيَبةً كَذَلِ َ‬‫سلّمُواْ عََلىَ أَنفُ سِكُ ْم تَ ِ‬
‫فَإِذَا َدخَ ْلتُ ْم ُبيُوتا فَ َ‬
‫ط َت ْعقِلُونطططططططَ‬ ‫ط ا َليَاتطططططططِ َلعَّلكُمطططططط ْ‬ ‫َلكُمطططططط ُ‬
‫اختلف الف سرون رح هم ال ف الع ن الذي لجله ر فع الرج عن الع مى والعرج‬
‫والريض ههنا‪ ,‬فقال عطاء الراسان وعبد الرحن بن زيد بن أسلم إنا‪ :‬نزلت ف الهاد‪,‬‬
‫وجعلوا هذه الَ ية هه نا كال ت ف سورة الف تح‪ ,‬وتلك ف الهاد ل مالة‪ ,‬أي إن م ل إ ث‬
‫علي هم ف ترك الهاد لضعف هم وعجز هم‪ ,‬وك ما قال تعال ف سورة براءة {ل يس على‬
‫الضعفاء ول على الرضطى ول على الذيطن ل يدون مطا ينفقون حرج إذا نصطحوا ل‬
‫ورسطوله مطا على الحسطني مطن سطبيل وال غفور رحيطم * ول على الذيطن إذا مطا أتوك‬
‫لتحمل هم قلت ل أ جد ما أحل كم عل يه ط إل قوله ط أن ل يدوا ما ينفقون} وق يل‪:‬‬
‫الراد هه نا أن م كانوا يتحرجون من ال كل مع الع مى ل نه ل يرى الطعام و ما ف يه من‬
‫الطيبات‪ ,‬فرب ا سبقه غيه إل ذلك‪ ,‬ول مع العرج ل نه ل يتم كن من اللوس فيفتات‬
‫عليه جليسه‪ ,‬والريض ل يستوف من الطعام كغيه‪ ,‬فكرهوا أن يؤاكلوهم لئل يظلموهم‪,‬‬
‫طم‪.‬‬ ‫طبي ومقسط‬ ‫طن جط‬ ‫طعيد بط‬ ‫طة فط ذلك‪ ,‬وهذا قول سط‬ ‫طة‪ ,‬رخصط‬ ‫فأنزل ال هذه الَيط‬
‫وقال الضحاك‪ :‬كانوا ق بل البع ثة يتحرجون من ال كل مع هؤلء تقذرا وتعززا‪ ,‬ولئل‬
‫يتفضلوا علي هم‪ ,‬فأنزل ال هذه الَية‪ .‬وقال ع بد الرزاق‪ :‬أخبنا مع مر عن ابن أ ب ن يح‪,‬‬
‫عن ما هد ف قوله تعال‪{ :‬ل يس على الع مى حرج} الَ ية‪ ,‬قال‪ :‬كان الر جل يذ هب‬
‫بالعمى أو بالعرج أو بالريض إل بيت أبيه أو أخيه أو بيت أخته أو بيت عمته أو بيت‬
‫خالته‪ ,‬فكان الزمن يتحرجون من ذلك يقولون‪ :‬إنا يذهبون بنا إل بيوت غيهم‪ ,‬فنلت‬
‫هذه الَية رخصة لم‪ .‬وقال السدي‪ :‬كان الرجل يدخل بيت أبيه أو أخيه أو ابنه‪ ,‬فتتحفه‬
‫الرأة بشيء من الطعام‪ ,‬فل يأكل من أجل أن رب البيت ليس ث‪ ,‬فقال ال تعال {ليس‬
‫على العمطططططططططططططى حرج} الَيطططططططططططططة‪.‬‬

‫‪313‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ول على أنفسطكم أن تأكلوا مطن بيوتكطم} إناط ذكطر هذا وهطو معلوم‬
‫ليعطف عليه غيه ف اللفظ‪ ,‬وليستأديه به ما بعده ف الكم‪ ,‬وتضمن هذا بيوت البناء‬
‫لنه ل ينص عليهم‪ ,‬ولذا استدل بذا من ذهب إل أن مال الولد بنلة مال أبيه‪ ,‬وقد جاء‬
‫ف السند والسنن من غي وجه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال «أنت ومالك‬
‫لبيك»‪ .‬وقوله {أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم ط إل قوله ط أو ما ملكتم مفاته}‬
‫هذا ظاهر‪ ,‬وقد يستدل به من يوجب نفقة القارب بعضهم على بعض‪ ,‬كما هو مذهب‬
‫أ ب حني فة والمام أح د بن حن بل ف الشهور عنه ما‪ ,‬وأ ما قوله {أو ما ملك تم مفات ه}‬
‫فقال سعيد بن جبي والسدي‪ :‬هو خادم الرجل من عبد وقهرمان‪ ,‬فل بأس أن يأكل ما‬
‫استودعه من الطعام بالعروف‪ .‬وقال الزهري عن عروة عن عائشة رضي ال عنها قالت‪:‬‬
‫كان السلمون يذهبون ف النفي مع رسول ال صلى ال عليه وسلم فيدفعون مفاتهم إل‬
‫ضمنائهم‪ ,‬ويقولون‪ :‬قد أحللنا لكم أن تأكلوا ما احتجتم إليه‪ ,‬فكانوا يقولون‪ :‬إنه ل يل‬
‫ل نا أن نأ كل‪ ,‬إن م أذنوا ل نا عن غ ي ط يب أنف سهم‪ ,‬وإن ا ن ن أمناء‪ ,‬فأنزل ال {أو ما‬
‫ططططططططططططططط}‪.‬‬ ‫طططططططططططططططم مفاتهط‬ ‫ملكتط‬
‫وقوله {أو صديقكم} أي بيوت أ صدقائكم وأ صحابكم‪ ,‬فل جناح علي كم ف ال كل‬
‫من ها إذا علم تم أن ذلك ل ي شق علي هم ول يكرهون ذلك‪ .‬وقال قتادة‪ :‬إذا دخلت ب يت‬
‫صطديقك فل بأس أن تأكطل بغيط إذنطه‪ .‬وقوله {ليطس عليكطم جناح أن تأكلوا جيعا أو‬
‫أشتاتا} قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف هذه الَية‪ :‬وذلك لا أنزل ال {يا أيها‬
‫الذ ين آمنوا ل تأكلوا أموال كم بين كم بالبا طل} قال ال سلمون‪ :‬إن ال قد نا نا أن نأ كل‬
‫أموالنا بيننا بالباطل‪ ,‬والطعام هو أفضل من الموال‪ ,‬فل يل لحد منا أن يأكل عند أحد‪,‬‬
‫فكف الناس عن ذلك‪ ,‬فأنزل ال {ليس على العمى حرج ط إل قوله ط أو صديقكم}‬
‫وكانوا أيضا يأنفون ويتحرجون أن يأكطل الرجطل الطعام وحده حتط يكون معطه غيه‪,‬‬
‫فرخطص ال لمط فط ذلك‪ ,‬فقال {ليطس عليكطم جناح أن تأكلوا جيعا أو أشتاتا} وقال‬
‫قتادة‪ :‬كان هذا اليط مطن بنط كنانطة يرى أحدهطم أن مزاة عليطه أن يأكطل وحده فط‬
‫الاهلية‪ ,‬حت إن كان الرجل ليسوق الذود الفل وهو جائع حت يد من يؤاكله ويشاربه‬

‫‪314‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فأنزل ال {ل يس علي كم جناح أن تأكلوا جيعا أو أشتاتا} فهذه رخ صة من ال تعال ف‬
‫أن يأكطل الرجطل وحده ومطع الماعطة وإن كان الكطل مطع الماعطة أبرك وأفضطل‪.‬‬
‫كما رواه المام أحد‪ :‬حدثنا يزيد بن عبد ربه‪ ,‬حدثنا الوليد بن مسلم عن وحشي بن‬
‫حرب عن أبيه عن جده أن رجلً قال للنب صلى ال عليه وسلم‪ :‬إنا نأكل ول نشبع‪ .‬قال‬
‫«لعلكم تأكلون متفرقي‪ ,‬اجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم ال يبارك لكم فيه» ورواه‬
‫أبو داود وابن ماجه من حديث الوليد بن مسلم به‪ ,‬وقد روى ابن ماجه أيضا من حديث‬
‫عمرو بن دينار القهرمان عن سال عن أبيه عن عمرو عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫أنططططه قال «كلوا جيعا ول تفرقوا فإن البكططططة مططططع الماعططططة»‪.‬‬
‫وقوله {فإذا دخل تم بيوتا ف سلموا على أنف سكم} قال سعيد بن جبي وال سن الب صري‬
‫وقتادة والزهري‪ :‬يع ن فلي سلم بعض كم على ب عض‪ .‬وقال ا بن جر يج‪ :‬أ خبن أ بو الزب ي‪,‬‬
‫سطعت جابر بطن عبطد ال يقول‪ :‬إذا دخلت على أهلك فسطلم عليهطم تيطة مطن عنطد ال‬
‫مباركة طيبة‪ ,‬قال‪ :‬ما رأيته إل يوجبه‪ .‬قال ابن جريج‪ :‬وأخبن زياد عن ابن طاوس أنه‬
‫كان يقول‪ :‬إذا دخطل أحدكطم بيتطه فليسطلم‪ ,‬قال ابطن جريطج‪ :‬قلت لعطاء‪ :‬أواجطب إذا‬
‫خرجت ث دخلت أن أسلم عليهم ؟ قال‪ :‬ل‪ ,‬ول آثر وجوبه عن أحد‪ ,‬ولكن هو أحب‬
‫طططططططططيا‪.‬‬ ‫طططططططططه إل ناسط‬ ‫طططططططططا أدعط‬ ‫إل ومط‬
‫وقال ما هد‪ :‬إذا دخلت ال سجد ف قل‪ :‬ال سلم على ر سول ال‪ ,‬وإذا دخلت على أهلك‬
‫فسلم عليهم‪ ,‬وإذا دخلت بيتا ليس فيه أحد فقل‪ :‬السلم علينا وعلى عباد ال الصالي‪.‬‬
‫وروى الثوري عن عبد الكري الزري عن ماهد‪ ,‬إذا دخلت بيتا ليس فيه أحد فقل‪ :‬بسم‬
‫ال والمد ل‪ ,‬السلم علينا من ربنا‪ ,‬السلم علينا وعلى عباد ال الصالي‪ ,‬وقال قتادة‪:‬‬
‫إذا دخلت على أهلك ف سلم علي هم‪ ,‬وإذا دخلت بيتا ل يس ف يه أ حد ف قل‪ :‬ال سلم علي نا‬
‫وعلى عباد ال الصطالي‪ ,‬فإنطه كان يؤمطر بذلك‪ ,‬وحدثنطا أن اللئكطة ترد عليطه‪.‬‬
‫وقال الافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا ممد بن الثن‪ ,‬حدثنا عويد بن أب عمران الون‬
‫عن أب يه عن أ نس قال‪ :‬أو صان ال نب صلى ال عل يه و سلم ب مس خ صال قال « يا أ نس‬
‫أسبغ الوضوء يزد ف عمرك‪ ,‬وسلم على من لقيك من أمت تكثر حسناتك‪ ,‬وإذا دخلت‬
‫ط يع ن بي تك ط ف سلم على أهلك يك ثر خ ي بي تك‪ ,‬و صل صلة الض حى فإن ا صلة‬

‫‪315‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الواب ي قبلك‪ .‬يا أ نس ار حم ال صغي وو قر ال كبي ت كن من رفقائي يوم القيا مة»‪ .‬وقوله‬
‫{ت ية من ع ند ال مبار كة طي بة} قال م مد بن إ سحاق‪ :‬حدث ن داود بن ال صي عن‬
‫عكر مة عن ا بن عباس أ نه كان يقول‪ :‬ما أخذت التش هد‪ ,‬إل من كتاب ال سعت ال‬
‫يقول {فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تية من عند ال مباركة طيبة} فالتشهد ف‬
‫الصطلة‪ ,‬التحيات الباركات الصطلوات الطيبات ل‪ :‬أشهطد أن ل إله إل ال‪ ,‬وأشهطد أن‬
‫ممدا عبده ورسوله‪ ,‬السلم عليك أيها النب ورحة ال وبركاته‪ ,‬السلم علينا وعلى عباد‬
‫ال الصالي‪ ,‬ث يدعو لنفسه ويسلم‪ .‬وهكذا رواه ابن أب حات من حديث ابن إسحاق‪.‬‬
‫والذي ف صحيح مسلم عن ابن عباس عن رسول ال صلى ال عليه وسلم يالف هذا‪,‬‬
‫وال أعلم‪ .‬وقوله {كذلك يبي ال لكم الَيات لعلكم تعقلون} لا ذكر تعال ما ف هذه‬
‫السور الكرية من الحكام الحكمة والشرائع التقنة البمة‪ ,‬نبه تعال عباده على أنه يبي‬
‫لعباده الَيات بيانا شافيا ليتدبروهططططا ويتعقلوهططططا‪ ,‬لعلهططططم يعقلون‪.‬‬

‫** ِإنّمَا الْ ُم ْؤ ِمنُو َن الّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ َوإِذَا كَانُوْا َمعَ ُه عََلىَ َأمْرٍ جَامِعٍ لّ ْم يَ ْذ َهبُواْ َحّت َى‬
‫ك الّذِي نَ ُي ْؤ ِمنُو نَ بِاللّ ِه وَرَ سُولِهِ فَِإذَا ا سْتَاْ َذنُوكَ ِلبَعْ ضِ‬
‫سَتأْ ِذنُونَكَ ُأوْلَـئِ َ‬
‫سَتأْ ِذنُوهُ إِ ّن الّذِي َن يَ ْ‬
‫يَ ْ‬
‫ت ِمْنهُ ْم وَا ْسَتغْفِرْ َلهُ مُ اللّ هَ إِ نّ اللّ َه َغفُورٌ رّحِي مٌ وهذا أيضا أدب‬ ‫َشأِْنهِ مْ َف ْأذَن لّمَن ِشئْ َ‬
‫أرشطد ال عباده الؤمنيط إليطه‪ ,‬فكمطا أمرهطم بالسطتئذان عنطد الدخول‪ ,‬كذلك أمرهطم‬
‫بالسطتئذان ع ند النصطراف ل سطيما إذا كانوا ف أمطر جامطع مع الرسطول صلوات ال‬
‫وسلمه عليه من صلة جعة أو عيد أو جاعة أو اجتماع ف مشورة ونو ذلك‪ ,‬أمرهم‬
‫ال تعال أن ل يتفرقوا عنه والالة هذه إل بعد استئذانه ومشاورته وإن من يفعل ذلك فإنه‬
‫من الؤمني الكاملي‪ ,‬ث أمر رسوله صلوات ال وسلمه عليه إذا استأذنه أحد منهم ف‬
‫ذلك أن يأذن له إن شاء‪ ,‬ولذا قال {فأذن ل ن شئت من هم وا ستغفر ل م ال} الَ ية‪ .‬و قد‬
‫قال أ بو داود‪ :‬حدث نا أح د بن حن بل وم سدد قال‪ :‬حدث نا ب شر هو ا بن الف ضل عن ا بن‬
‫عجلن عن سعيد القبي عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪« :‬إذا انتهى أحدكم إل الجلس فليسلم‪ ,‬فإذا أراد أن يقوم فليسلم‪ ,‬فليست الول‬

‫‪316‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بأحق من الَخرة» وهكذا رواه الترمذي والنسائي من حديث ممد بن عجلن به‪ .‬وقال‬
‫الترمذي‪ :‬حديططططططططططططططث حسططططططططططططططن‪.‬‬

‫ج َعلُواْ ُدعَآءَ ال ّرسُو ِل َبْينَكُمْ كَ ُدعَآ ِء َب ْعضِكُ ْم َبعْضا َق ْد َيعْلَمُ اللّ ُه الّذِي َن َيتَسَلّلُونَ مِنكُمْ‬
‫** ّل تَ ْ‬
‫ِيمط‬
‫َابط أَل ٌ‬
‫ِهط أَن تُصطِيبَهُمْ ِفْتَنةٌ َأوْ يُصطِيَبهُ ْم عَذ ٌ‬ ‫َنط َأمْر ِ‬ ‫ُونط ع ْ‬
‫ِينط يُخَاِلف َ‬ ‫ِلوَاذا فَ ْليَحْ َذ ِر الّذ َ‬
‫قال الضحاك عن ابن عباس‪ :‬كانوا يقولون يا ممد يا أبا القاسم‪ ,‬فنهاهم ال عز وجل‬
‫عن ذلك إعظاما لنبيه صلى ال عليه وسلم‪ ,‬قال‪ :‬فقولوا يا نب ال‪ ,‬يا رسول ال‪ ,‬وهكذا‬
‫قال ماهد وسعيد بن جبي‪ .‬وقال قتادة‪ :‬أمر ال أن يهاب نبيه صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وأن‬
‫يبجل وأن يعظم وأن يسود‪ .‬وقال مقاتل ف قوله {ل تعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء‬
‫بعض كم بعضا} يقول‪ :‬ل ت سموه إذا دعوتوه يا م مد ول تقولوا يا ا بن ع بد ال‪ ,‬ول كن‬
‫شرفوه فقولوا‪ :‬يططططططا نططططططب ال يططططططا رسططططططول ال‪.‬‬
‫وقال مالك عن ز يد بن أ سلم ف قوله {ل تعلوا دعاء الر سول بين كم كدعاء بعض كم‬
‫بعضا} قال‪ :‬أمرهم ال أن يشرفوه‪ ,‬هذا قول‪ ,‬وهو الظاهر من السياق‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬يا‬
‫أي ها الذ ين آمنوا ل تقولوا راع نا} إل آ خر الَ ية‪ .‬وقوله { يا أي ها الذ ين آمنوا ل ترفعوا‬
‫أصطواتكم فوق صطوت النطب‪ ,‬ول تهروا له بالقول كجهطر بعضكطم لبعطض أن تبطط‬
‫أعمالكم وأنتم ل تشعرون ط إل قوله ط إن الذين ينادونك من وراء الجرات أكثرهم‬
‫ل يعقلون * ولو أن م صبوا ح ت ترج إلي هم لكان خيا ل م} الَ ية‪ ,‬فهذا كله من باب‬
‫الدب ف ماطبة النب صلى ال عليه وسلم والكلم معه وعنده كما أمروا بتقدي الصدقة‬
‫ق بل مناجا ته‪ .‬والقول الثا ن ف ذلك أن الع ن ف {ل تعلوا دعاء الر سول بين كم كدعاء‬
‫بعضكطم بعضا} أي ل تعتقدوا أن دعاءه على غيه كدعاء غيه‪ ,‬فإن دعاءه مسطتجاب‬
‫فاحذروا أن يد عو علي كم فتهلكوا‪ ,‬حكاه ا بن أ ب حا ت عن ا بن عباس وال سن الب صري‬
‫ططططططططططططط‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬ ‫طططططططططططططة العوفط‬ ‫وعطيط‬
‫وقوله {قد يعلم ال الذين يتسللون منكم لواذا} قال مقاتل بن حيان‪ :‬هم النافقون كان‬
‫يث قل علي هم الد يث ف يوم الم عة‪ ,‬ويع ن بالد يث الط بة‪ ,‬فيلوذون بب عض أ صحاب‬
‫ممد صلى ال عليه وسلم حت يرجوا من السجد‪ ,‬وكان ل يصلح للرجل أن يرج من‬

‫‪317‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال سجد إل بإذن من ال نب صلى ال عليه و سلم ف يوم الم عة ب عد ما يأ خذ ف الط بة‪,‬‬
‫وكان إذا أراد أحدهم الروج أشار بأصبعه إل النب صلى ال عليه وسلم فيأذن له من غي‬
‫أن يتكلم الرجطل‪ ,‬لن الرجطل منهطم كان إذا تكلم والنطب صطلى ال عليطه وسطلم يططب‬
‫بطلت جعته‪ .‬وقال السدي‪ :‬كانوا إذا كانوا معه ف جاعة لذ بعضهم ببعض حت يتغيبوا‬
‫عنه فل يراهم‪ ,‬وقال قتادة ف قوله {قد يعلم ال الذين يتسللون منكم لواذا} يعن لواذا‬
‫عن نب ال وعن كتابه‪ .‬وقال سفيان {قد يعلم ال الذين يتسللون منكم لواذا} قال‪ :‬من‬
‫الصطططططف‪ ,‬وقال ماهطططططد فططططط الَيطططططة {لواذا} خلفا‪.‬‬
‫وقوله {فليحذر الذ ين يالفون عن أمره} أي عن أ مر ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫و هو سبيله ومنها جه وطريق ته و سنته وشريع ته‪ ,‬فتوزن القوال والعمال بأقواله وأعماله‪,‬‬
‫فما وافق ذلك قبل‪ ,‬وما خالفه فهو مردود على قائله وفاعله كائنا من كان‪ ,‬كما ثبت ف‬
‫الصحيحي وغيها أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال «من عمل عملً ليس عليه‬
‫وليخشط مطن خالف شريعطة الرسطول باطنا وظاهرا‪{ .‬أن‬
‫َ‬ ‫أمرنطا فهطو رد» أي فليحذر‬
‫تصيبهم فتنة} أي ف قلوبم من كفر أو نفاق أو بدعة {أو يصيبهم عذاب أليم} أي ف‬
‫الدن يا بق تل أو حد أو ح بس أو ن و ذلك‪ .‬ك ما روى المام أح د‪ :‬حدث نا ع بد الرزاق‪,‬‬
‫حدث نا مع مر عن هام بن من به‪ ,‬قال‪ :‬هذا ما حدث نا عن أ ب هريرة قال‪ :‬قال ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم «مثلي ومثلكم كمثل رجل استوقد نارا فلما أضاءت ما حولا جعل‬
‫الفراش وهذه الدواب اللئي يقعن ف النار يقعن فيها‪ ,‬وجعل يجزهن ويغلبنه ويقتحمن‬
‫فيها ط قال ط فذلك مثلي ومثلكم‪ ,‬أنا آخذ بجزكم عن النار هلم عن النار‪ ,‬فتغلبون‬
‫ططططد الرزاق‪.‬‬ ‫ططططث عبط‬ ‫ططططن حديط‬ ‫ططططا» أخرجاه مط‬ ‫وتقتحمون فيهط‬

‫** أَل إِ نّ للّ ِه مَا فِي ال سّمَاوَاتِ وَالرْ ضِ قَ ْد َيعَْل ُم مَآ أَنتُ مْ عََليْ ِه َوَيوْ مَ ُيرْ َجعُو نَ إِلَيْ هِ َفيَُنّبُئهُ ْم‬
‫بِمَططططططططا عَ ِملُواْ وَاللّهططططططططُ بِكُ ّل َشيْءٍ عَلِيمططططططططُ‬
‫يب تعال أنه مالك السموات والرض‪ ,‬وأنه عال الغيب والشهادة‪ ,‬وهو عال با العباد‬
‫عاملون ف سرهم وجهرهم‪ ,‬فقال {قد يعلم ما أنتم عليه} وقد للتحقيق‪ ,‬كما قال قبلها‬
‫{ قد يعلم ال الذين يتسللون منكم لواذا} وقال تعال‪{ :‬قد يعلم ال العوقي منكم}‬

‫‪318‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الَ ية‪ ,‬وقال تعال‪ { :‬قد سع ال قول ال ت تادلك} الَ ية‪ ,‬وقال { قد نعلم إ نه ليحز نك‬
‫الذي يقولون فإنمط ل يكذبونطك ولكطن الظاليط بآيات ال يحدون} وقال {قطد نرى‬
‫تقلب وجهك ف السماء} الَية‪ ,‬فكل هذه الَيات فيها تقيق الفعل بقد‪ ,‬كقول الؤذن‬
‫تقيقا وثبوتا‪ :‬قد قامت الصلة قد قامت الصلة‪ .‬فقوله تعال‪{ :‬قد يعلم ما أنتم عليه}‬
‫أي هو عال به مشاهد له ل يعزب عنه مثقال ذرة‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وتوكل على العزيز‬
‫الرحيم ط إل قوله ط إنه هو السميع العليم} وقوله {وما تكون ف شأن وما تتلو منه من‬
‫قرآن ول تعملون من عمل إل كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من‬
‫مثقال ذرة ف الرض ول ف ال سماء ول أ صغر من ذلك ول أ كب إل ف كتاب مبي}‬
‫وقال تعال‪{ :‬أفمن هو قائم على كل نفس با كسبت} أي هو شهيد على عباده با هم‬
‫فاعلون مطن خيط وشطر‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬أل حيط يسطتغشون ثيابمط يعلم مطا يسطرون ومطا‬
‫يعلنون} وقال تعال‪{ :‬سواء منكم من أسر القول ومن جهر به} الَية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬وما‬
‫من دابة ف الرض إل على ال رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل ف كتاب مبي}‬
‫وقال {وعنده مفاتح الغيب ل يعلمها إل هو ويعلم ما ف الب والبحر وما تسقط من ورقة‬
‫إل يعلمها ول حبة ف ظلمات الرض ول رطب ول يابس إل ف كتاب مبي} والَيات‬
‫والحاديططططططططططططث فطططططططططططط هذا كثية جدا‪.‬‬
‫وقوله {ويوم يرجعون إليه} أي ويوم ترجع اللئق إل ال وهو يوم القيامة {فينبئهم با‬
‫عملوا} أي ي بهم ب ا فعلوا ف الدن يا من جل يل وحق ي و صغي و كبي‪ ,‬ك ما قال تعال‪:‬‬
‫{ينبأ النسان يومئذ با قدم وأخر} وقال {ووضع الكتاب فترى الجرمي مشفقي ما فيه‬
‫ويقولون يطا ويلتنطا مال هذا الكتاب ل يغادر صطغية ول كطبية إل أحصطاها ووجدوا مطا‬
‫عملوا حاضرا ول يظلم ربطك أحدا} ولذا قال ههنطا {ويوم يرجعون إليطه فينبئهطم باط‬
‫عملوا وال بكططل شيططء عليططم} والمططد ل رب العاليطط ونسططأله التمام‪.‬‬
‫آخططططر تفسططططي سططططورة النور و ل المططططد والنططططة‪.‬‬

‫سطططططططططططططططططططططططططططططططططططورة الفرقان‬

‫بِسطططططططْمِ اللّهطططططططِ الرّحْمـطططططططنِ الرّحِيمطططططططِ‬

‫‪319‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ك السّمَاوَاتِ‬ ‫** َتبَارَ َك الّذِي نَزّ َل اْلفُرْقَانَ عََلىَ َعبْدِهِ ِلَيكُونَ لِ ْلعَالَ ِميَ نَذِيرا * الّذِي لَهُ مُلْ ُ‬
‫ك وَخَلَ قَ كُ ّل َشيْءٍ َفقَدّرَ ُه َتقْدِيرا‬
‫ض وَلَ ْم َيتّخِ ْذ وَلَدا وَلَ ْم يَكُن لّ ُه َشرِي كٌ فِي الُلْ ِ‬ ‫وَالرْ ِ‬
‫يقول تعال حامدا لنف سه الكري ة على ما نزله على ر سوله الكر ي من القرآن العظ يم‪,‬‬
‫كمطا قال تعال‪{ :‬المطد ل الذي أنزل على عبده الكتاب ول يعطل له عوجا قيما لينذر‬
‫بأسطا شديدا مطن لدنطه ويبشطر الؤمنيط الذيطن يعملون الصطالات} الَيطة‪ ,‬وقال ههنطا‬
‫{تبارك} وهو تفاعل من البكة الستقرة الثابتة الدائمة {الذي نزل الفرقان} نزل فعل من‬
‫التكرر والتكثطر كقوله {والكتاب الذي نزل على رسطوله والكتاب الذي أنزل مطن قبطل}‬
‫ل آيات بعد‬ ‫لن الكتب التقدمة كانت تنل جلة واحدة‪ ,‬والقرآن نزل منجما مفرقا مفص ً‬
‫آيات‪ ,‬وأحكاما ب عد أحكام‪ ,‬و سورا ب عد سور‪ ,‬وهذا أ شد وأبلغ وأ شد اعتناء ب ن أنزل‬
‫عليطه‪ ,‬كمطا قال فط أثناء هذه السطورة {وقال الذيطن كفروا لول نزل عليطه القرآن جلة‬
‫واحدة كذلك لنث بت به فؤادك ورتلناه ترتيلً‪ ,‬ول يأتو نك ب ثل إل جئناك بال ق وأح سن‬
‫تف سيا} ولذا ساه هه نا الفرقان ل نه يفرق ب ي ال ق والبا طل والدى والضلل‪ ,‬وال غي‬
‫والرشاد واللل والرام‪.‬‬
‫وقوله {على عبده} هذه صفة مدح وثناء ل نه أضا فه إل عبودي ته‪ ,‬ك ما و صفه ب ا ف‬
‫أشرف أحواله و هي ليلة ال سراء‪ ,‬فقال { سبحان الذي أ سرى بعبده ليلً} وك ما و صفه‬
‫بذلك ف مقام الدعوة إليه {وأنه لا قام عبد ال يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا} وكذلك‬
‫وصطفه عنطد إنزال الكتاب عليطه ونزول اللك إليطه‪ ,‬فقال {تبارك الذي نزل الفرقان على‬
‫عبده ليكون للعاليط نذيرا}‪ .‬وقوله {ليكون للعاليط نذيرا} أي إناط خصطه بذا الكتاب‬
‫الفصل العظيم البي الحكم الذي {ل يأتيه الباطل من بي يديه ول من خلفه تنيل من‬
‫حك يم ح يد} الذي جعله فرقانا عظيما إن ا خ صه به ليخ صه بالر سالة إل من ي ستظل‬
‫بالضراء ويستقل على الغباء‪ ,‬كما قال صلى ال عليه وسلم «بعثت إل الحر والسود»‬
‫وقال «أعطيت خسا ل يعطهن أحد من النبياء قبلي» فذكر منهن أنه «كان النب يبعث‬
‫إل قومه خاصة وبعثت إل الناس عامة» كما قال تعال‪{ :‬قل يا أيها الناس إن رسول ال‬
‫إلي كم جيعا} الَ ية‪ ,‬أي الذي أر سلن هو مالك ال سموات والرض الذي يقول للش يء‬
‫كن فيكون وهو الذي ييي وييت‪ ,‬وهكذا قال ههنا {الذي له ملك السموات والرض‬

‫‪320‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ول يتخذ ولدا ول يكن له شريك ف اللك} ونزه نفسه عن الولد وعن الشريك‪ .‬ث أخب‬
‫أ نه {خلق كل ش يء فقدره تقديرا} أي كل ش يء م ا سواه ملوق مربوب‪ ,‬و هو خالق‬
‫كطل شيطء وربطه ومليكطه وإلهط‪ ,‬وكطل شيطء تتط قهره وتدبيه وتسطخيه وتقديره‪.‬‬

‫سهِمْ ضَرّا وَ َل‬‫خَلقُو َن وَ َل يَمِْلكُونَ لْنفُ ِ‬


‫** وَاتّخَذُوْا مِن دُونِهِ آِل َهةً لّ َيخُْلقُونَ َشيْئا َوهُ ْم يُ ْ‬
‫َنفْعا وَ َل يَمِْلكُونطططططططططَ َموْتا وَلَ َحيَططططططططططاةً وَ َل نُشُورا‬
‫ي ب تعال عن ج هل الشرك ي ف اتاذ هم آل ة من دون ال الالق ل كل ش يء‪ ,‬الالك‬
‫لزمة المور‪ ,‬الذي ما شاء كان وما ل يشأ ل يكن‪ ,‬ومع هذا عبدوا معه من الصنام ما‬
‫ل يقدر على خلق جناح بعوضطة‪ ,‬بطل هطم ملوقون ل يلكون لنفسطهم ضرا ول نفعا‪,‬‬
‫فكيف يلكون لعابديهم ؟ {ول يلكون موتا ول حياة ول نشورا} أي ليس لم من ذلك‬
‫ش يء بل ذلك كله مرج عه إل ال عز و جل الذي هو ي يي وي يت‪ ,‬و هو الذي يع يد‬
‫اللئق يوم القيا مة أول م وآخر هم { ما خلق كم ول بعث كم إل كن فس واحدة} كقوله‬
‫{وما أمرنا إل واحدة كلمح بالبصر} وقوله {فإنا هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة}‬
‫{فإنا هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون} {إن كانت إل صيحة واحدة فإذا هم جي عٌ‬
‫لدينا مضرون} فهو ال الذي ل إله غيه ول رب سواه‪ ,‬ول تنبغي العبادة إل له لنه ما‬
‫شاء كان ومطا ل يشطأ ل يكطن‪ ,‬وهطو الذي ل ولد ول والد له ول عديطل ول نديطد‪ ,‬ول‬
‫وزيطر ول نظيط‪ ,‬بطل هطو الحطد الصطمد الذي ل يلد ول يولد ول يكطن له كفوا أحطد‪.‬‬

‫** وَقَالَ الّذِي نَ َكفَ ُر َواْ إِ نْ هَـذَا إِلّ إِفْ كٌ افْتَرَا هُ َوأَعَانَ هُ عََليْ هِ َقوْ مٌ آ َخرُو نَ َفقَدْ جَآءُوا ظُلْما‬
‫وَزُورا * وَقَاُل َواْ أَ سَاطِيُ الوّلِيَ ا ْكَتتَبَهَا َفهِ يَ تُ ْمَلىَ عََليْ هِ بُكْ َر ًة َوأَ صِيلً * قُلْ أَنزَلَ ُه الّذِي‬
‫ط َغفُورا رّحِيما‬ ‫َيعْلَمططُ السططّرّ فِططي السططّمَاوَاتِ وَالرْضططِ ِإنّهططُ كَانط َ‬
‫يقول تعال مبا عن سخافة عقول الهلة من الكفار ف قولم عن القرآن {إن هذا إل‬
‫إ فك} أي كذب {افتراه} يعنون ال نب صلى ال عليه وسلم {وأعانه عليه قوم آخرون}‬
‫أي واستعان على جعه بقوم آخرين‪ ,‬فقال ال تعال‪{ :‬فقد جاءوا ظلما وزورا} أي فقد‬

‫‪321‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫افتروا هطم قو ًل باطلً‪ ,‬وهطم يعلمون أنطه باططل‪ ,‬ويعرفون كذب أنفسطهم فيمطا يزعمون‬
‫{وقالوا أساطي الولي اكتتبها} يعنون كتب الوائل أي استنسخها {فهي تلى عليه}‬
‫أي تقرأ عل يه {بكرة وأ صيل} أي ف أول النهار وآخره‪ ,‬وهذا الكلم ل سخافته وكذ به‬
‫وب ته من هم يعلم كل أ حد بطل نه‪ ,‬فإ نه قد علم بالتوا تر وبالضرورة أن ممدا ر سول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم ل ي كن يعا ن شيئا من الكتا بة ل ف أول عمره ول ف آخره‪ ,‬و قد‬
‫نشأ بي أظهرهم من أول مولده إل أن بعثه ال نوا من أربعي سنة‪ ,‬وهم يعرفون مدخله‬
‫ومرجه وصدقه ونزاهته وبره وأمانته وبعده عن الكذب والفجور وسائر الخلق الرذيلة‪,‬‬
‫حت إنم كانوا يسمونه ف صغره وإل أن بعث المي‪ ,‬لا يعلمون من صدقه وبره‪ ,‬فلما‬
‫أكر مه ال ب ا أكر مه به ن صبوا له العداوة ورموه بذه القوال ال ت يعلم كل عا قل براء ته‬
‫من ها‪ ,‬وحاروا في ما يقذفو نه به‪ ,‬فتارة من إفك هم يقولون ساحر‪ ,‬وتارة يقولون شا عر‪,‬‬
‫طف ضربوا لك‬ ‫طر كيط‬ ‫وتارة يقولون منون‪ ,‬وتارة يقولون كذاب‪ ,‬وقال ال تعال‪{ :‬انظط‬
‫المثال فضلوا فل ي ستطيعون سبيلً} وقال تعال ف جواب ما عاندوا هه نا وافتروا { قل‬
‫أنزله الذي يعلم ال سر ف ال سموات والرض} الَ ية‪ ,‬أي أنزل القرآن الشت مل على أخبار‬
‫الول ي والَخر ين إخبارا حقا صدقا مطابقا للوا قع ف الارج ماضيا وم ستقبلً {الذي‬
‫يعلم السر} أي ال الذي يعلم غيب السموات والرض‪ ,‬ويعلم السرائر كعلمه بالظواهر‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬إنطه كان غفورا رحيما} دعاء لمط إل التوبطة والنابطة وإخبار لمط بأن‬
‫رحته واسعة وأن حلمه عظيم وأن من تاب إليه تاب عليه‪ ,‬فهؤلء مع كذبم وافترائهم‬
‫وفجور هم وبتان م وكفر هم وعناد هم وقول م عن الر سول والقرآن ما قالوا يدعو هم إل‬
‫التوبة والقلع عما هم فيه إل السلم والدى‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬لقد كفر الذين قالوا‬
‫إن ال ثالث ثلثة وما من إله إل إله واحد وإن ل ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا‬
‫من هم عذاب أل يم * أفل يتوبون إل ال وي ستغفرونه وال غفور رح يم} وقال تعال‪{ :‬إن‬
‫الذ ين فتنوا الؤمن ي والؤمنات ث ل يتوبوا فل هم عذاب جه نم ول م عذاب الر يق} قال‬
‫السطن البصطري‪ :‬انظروا إل هذا الكرم والود قتلوا أولياءه وهطو يدعوهطم إل التوبطة‬
‫والرحةطططططططططططططططططططططططططططططططططط‪.‬‬

‫‪322‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫** وَقَالُوْا مَا ِلهَـذَا الرّسُو ِل َيأْكُلُ ال ّطعَامَ َويَمْشِي فِي السْوَاقِ َلوْل أُنزِلَ إَِليْهِ مَلَكٌ َفَيكُونَ‬
‫َمعَ ُه نَذِيرا * َأ ْو يُ ْل َقىَ إِلَيْ هِ َكنْزٌ َأوْ َتكُو نُ لَ هُ َجّن ٌة َيأْكُ ُل ِمْنهَا وَقَالَ الظّاِلمُو نَ إِن َتتِّبعُو نَ إِلّ‬
‫ستَطِيعُونَ َسبِيلً * َتبَارَ كَ‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫ك المْثَالَ َفضَلّواْ َف َ‬‫ل مّ سْحُورا * انظُرْ َكيْ فَ ضَ َربُواْ لَ َ‬ ‫رَ ُج ً‬
‫حتِهَا الْنهَا ُر َويَجْعَل لّ كَ‬ ‫جرِي مِن َت ْ‬ ‫ت تَ ْ‬
‫الّذِ يَ إِن شَآءَ َجعَلَ لَ كَ َخيْرا مّن ذَلِ كَ َجنّا ٍ‬
‫ب بِال سّا َعةِ َسعِيا * إِذَا َرَأْتهُ ْم مّن ّمكَا نٍ‬ ‫قُ صُورا * بَلْ َك ّذبُوْا بِال سّا َعةِ َوأَ ْعتَ ْدنَا لِمَن كَذّ َ‬
‫ك ُثبُورا *‬‫ضيّقا ّمقَ ّرنِيَ َد َع ْواْ ُهنَالِ َ‬‫َبعِيدٍ سَ ِمعُواْ َلهَا َت َغيّظا وَزَفِيا * َوإَذَآ أُْلقُواْ ِمْنهَا َمكَانا َ‬
‫ّل تَ ْدعُوْا الَْيوْمططططططططططططططططططَ ثُبُورا وَاحِدا وَا ْدعُوْا ُثبُورا َكثِيا‬
‫يب تعال عن تعنت الكفار وعنادهم وتكذيبهم للحق بل حجة ول دليل منهم‪ ,‬وإنا‬
‫تعللوا بقول م { ما لذا الر سول يأ كل الطعام} يعنون ك ما نأكله ويتاج إل يه ك ما نتاج‬
‫إليه {ويشي ف السواق} أي يتردد فيها وإليها طلبا للتكسب والتجارة {لول أنزل إليه‬
‫ملك فيكون م عه نذيرا} يقولون‪ :‬هل أنزل إل يه ملك من ع ند ال فيكون له شاهدا على‬
‫صدق ما يدع يه‪ ,‬وهذا ك ما قال فرعون {فلول أل قي عل يه أ سورة من ذ هب أوجاء م عه‬
‫اللئكة مقترني} وكذلك قال هؤلء على السواء تشابت قلوبم‪ ,‬ولذا قالوا {أو يلقى‬
‫إليه كن} أي علم كن ينفق منه {أو تكون له جنة يأكل منها} أي تسي معه حيث سار‪,‬‬
‫وهذا كله سهل ي سي على ال ول كن له الك مة ف ترك ذلك وله ال جة البال غة {وقال‬
‫الظالون إن تتبعون إل رجلً مسطحورا} قال ال تعال‪{ :‬انظطر كيطف ضربوا لك المثال‬
‫فضلوا} أي جاءوا ب ا يقذفو نك به ويكذبون به عل يك من قول م ساحر م سحور منون‬
‫كذاب شاعطر‪ ,‬وكلهطا أقوال باطلة‪ ,‬كطل أحطد منط له أدنط فهطم وعقطل يعرف كذبمط‬
‫وافتراءهم ف ذلك‪ ,‬ولذا قال {فضلوا} عن طريق الدى {فل يستطيعون سبيلً} وذلك‬
‫ط توجطه‪ ,‬لن القط واحطد‬ ‫أن كطل مطن خرج عطن القط وطريطق الدى‪ ,‬فإنطه ضال حيثم ا‬
‫ومنهجططططططه متحططططططد يصططططططدق بعضططططططه بعضا‪.‬‬
‫ث قال تعال مبا نبيه أنه إن شاء لَتاه خيا ما يقولون ف الدنيا وأفضل وأحسن‪ ,‬فقال‬
‫{تبارك الذي إن شاء جعل لك خيا من ذلك} الَية‪ ,‬قال ماهد‪ :‬يعن ف الدنيا‪ ,‬قال‪:‬‬
‫وقريش يسمون كل بيت من حجارة قصرا كبيا كان أو صغيا‪ ,‬قال سفيان الثوري عن‬
‫حبيب بن أب ثابت عن خيثمة‪ :‬قيل للنب صلى ال عليه وسلم إن شئت أن نعطيك خزائن‬

‫‪323‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الرض ومفاتيح ها ما ل نع طه نبيا قبلك‪ ,‬ول نع طي أحدا من بعدك ول ين قص ذلك م ا‬
‫لك عند ال‪ ,‬فقال «اجعوها ل ف الَخرة» فأنزل ال عز وجل ف ذلك {تبارك الذي إن‬
‫شاء جعططططططططل لك خيا مططططططططن ذلك} الَيططططططططة‪.‬‬
‫وقوله {بطل كذبوا بالسطاعة} أي إناط يقول هؤلء هكذا تكذيبا وعنادا ل أنمط يطلبون‬
‫ذلك تب صرا وا سترشادا بل تكذيب هم بيوم القيا مة يمل هم على قول ما يقولو نه من هذه‬
‫القوال {وأعتدنطا} أي أرصطدنا {لنط كذب بالسطاعة سطعيا} أي عذابا أليما حارا ل‬
‫يطاق ف نار جهنم‪ .‬قال الثوري عن سلمة بن كهيل عن سعيد بن جبي {السعي} واد‬
‫من ق يح جه نم‪ .‬وقوله {إذا رأت م} أي جه نم { من مكان بع يد} يع ن ف مقام الح شر‪.‬‬
‫قال ال سدي‪ :‬من م سية مائة عام { سعوا ل ا تغيظا وزفيا} أي حنقا علي هم‪ ,‬ك ما قال‬
‫تعال‪{ :‬إذاألقوا في ها سعوا ل ا شهيقا و هي تفور تكاد ت يز من الغ يظ} أي يكاد ينف صل‬
‫ططر بال‪.‬‬ ‫ططن كفط‬ ‫ططا على مط‬ ‫ططن شدة غيظهط‬ ‫ططض مط‬ ‫ططن بعط‬ ‫ططا عط‬ ‫بعضهط‬
‫وروى ا بن أ ب حات‪ :‬حدث نا إدر يس بن حا ت بن الحنف الوا سطي أنه سع م مد بن‬
‫السن الواسطي عن أصبغ بن زيد عن خالد بن كثي‪ ,‬عن خالد بن دريك بإسناده عن‬
‫رجل من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬قال رسول ال‪« :‬من يقل علي ما ل‬
‫أقل‪ ,‬أو ادعى إل غي والديه‪ ,‬أو انتمى إل غي مواليه فليتبوأ مقعده من النار ط وف رواية‬
‫ط فليتبوأ بي عين جهنم مقعدا» قيل‪ :‬يا رسول ال وهل لا من عيني ؟ قال «أما سعتم‬
‫ال يقول {إذا رأت م من مكان بع يد} الَ ية‪ ,‬ورواه ا بن جر ير عن م مد بن خداش عن‬
‫ممد بن يزيد الواسطي به‪ .‬وقال أيضا‪ :‬حدثنا أب حدثنا علي بن ممد الطنافسي‪ ,‬حدثنا‬
‫أبو بكر بن عياش عن عي سى بن سليم عن أب وائل قال‪ :‬خرجنا مع ع بد ال يعن ابن‬
‫مسعود ومعنا الربيع بن خيثم‪ ,‬فمروا على حداد‪ ,‬فقام عبد ال ينظر إل حديدة ف النار‪,‬‬
‫ون ظر الرب يع بن خي ثم إلي ها‪ ,‬فتما يل الرب يع لي سقط‪ ,‬ف مر ع بد ال على أتون على شاطىء‬
‫الفرات‪ ,‬فلما رآه عبد ال والنار تلتهب ف جوفه‪ ,‬قرأ هذه الَية {إذا رأتم من مكان بعيد‬
‫سعوا ل ا تغيظا وزفيا} ف صعق‪ ,‬يع ن الرب يع‪ ,‬وحلوه إل أ هل بي ته‪ ,‬فراب طه ع بد ال إل‬
‫ططططططه‪.‬‬ ‫ططططططي ال عنط‬ ‫ططططططق رضط‬ ‫ططططططر‪ ,‬فلم يفط‬ ‫الظهط‬

‫‪324‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وحدثنا أب‪ ,‬حدثنا عبد ال بن رجاء‪ ,‬حدثنا إسرائيل عن أب يي عن ماهد عن ابن‬
‫عباس قال‪ :‬إن الع بد لي جر إل النار فتش هق إل يه شه قة البغلة إل الشع ي‪ ,‬ث تز فر زفرة ل‬
‫يبقى أحد إل خاف‪ ,‬هكذا رواه ابن أب حات بأسناده متصرا‪ ,‬وقد رواه المام أبو جعفر‬
‫بن جرير‪ :‬حدثنا أحد بن إبراهيم الدورقي‪ ,‬حدثنا عبيد ال بن موسى‪ ,‬أخبنا إسرائيل عن‬
‫أب يي عن ماهد عن ابن عباس قال‪ :‬إن الرجل ليجر إل النار فتنوي وتنقبض بعضها‬
‫إل بعض‪ ,‬فيقول لا الرحن‪ :‬ما لك ؟ قالت‪ :‬إنه يستجي من‪ ,‬فيقول‪ :‬أرسلوا عبدي‪ ,‬وإن‬
‫الر جل لي جر إل النار فيقول‪ :‬يا رب ما كان هذا ال ظن بك‪ ,‬فيقول‪ :‬ف ما كان ظ نك ؟‬
‫فيقول‪ :‬أن ت سعن رح تك‪ ,‬فيقول‪ :‬أرسلوا عبدي‪ ,‬وإن الرجل لي جر إل النار فتش هق إليه‬
‫النار شه قة البغلة إل الشع ي‪ ,‬وتز فر زفرة ل يب قى أ حد إل خاف‪ ,‬وهذا إ سناد صحيح‪.‬‬
‫وقال عبد الرزاق‪ :‬أخبنا معمر عن منصور عن ماهد عن عبيد بن عمي ف قوله {سعوا‬
‫ل ا تغيظا وزفيا} قال‪ :‬إن جه نم لتز فر زفرة ليب قى ملك مقرب ول نب مر سل إل خرّ‬
‫لوجهطه ترتعطد فرائصطه‪ ,‬حتط إن إبراهيطم عليطه السطلم ليجثطو على ركبتيطه ويقول‪ :‬رب‬
‫لأ سألك اليوم إل نف سي‪ .‬وقوله {وإذا ألقوا منهامكانا ضيقا مقرن ي} قال قتادة عن أ ب‬
‫أيوب عن ع بد ال بن عمرو قال‪ :‬م ثل الزج ف الرمح‪ ,‬أي من ضي قه‪ ,‬وقال ع بد ال بن‬
‫وهب‪ :‬أخبن نافع بن يزيد عن يي بن أب أسيد يرفع الديث إل رسول اللهصلى ال‬
‫عليطه وسطلم‪ ,‬أنطه سطئل عن قول ال {وإذا ألقوا من ها مكانا ضيقا مقرن ي} قال«والذي‬
‫طد ف ط الائط»‬ ‫طتكره الوتط‬‫طا يسط‬‫طتكرهون ف ط النار كمط‬ ‫طي بيده‪ ,‬إنم ط ليسط‬ ‫نفسط‬
‫وقوله {مقرني} قال أبو صال‪ :‬يعن مكتفي {دعوا هنالك ثبورا} أي بالويل والسرة‬
‫واليبة {لتدعوا اليوم ثبورا واحدا} الَية‪ .‬روى المام أح د‪ :‬حدثنا عفان‪ ,‬حدث نا حاد‬
‫بن سلمة عن علي بن يزيد عن أنس بن مالك أن رسول اللهصلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫«أول من يكسى حلة من النار إبليس‪ ,‬فيضعها على حاجبيه ويسحبها من خلفه وذريته‬
‫من بعده‪ ,‬و هو ينادي ياثبوراه‪ ,‬وينادون ياثبور هم ح ت يقفوا على النار‪ ,‬فيقول يا ثبوراه‬
‫ويقولون ياثبورهم‪ ,‬فيقال لم ل تدعوا اليوم ثبورا واحدا‪ ,‬وادعوا ثبورا كثيا» ل يرجه‬
‫أ حد من أصحاب الكتب الستة‪ .‬ورواه ا بن أ ب حات عن أح د بن سنان عن عفان به‪,‬‬
‫ورواه ا بن جر ير من حد يث حاد بن سلمة به‪ .‬وقال العو ف عن ا بن عباس ف قوله‬

‫‪325‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{لتدعوا اليوم ثبورا واحدا} الَية‪ ,‬أي لتدعوا اليوم ويلً واحدا‪ ,‬وادعوا ويلً كثيا‪,‬‬
‫وقال الضحاك‪ :‬الثبور اللك‪ ,‬والظهطر أن الثبور يمطع اللك والويطل والسطار والدمار‪,‬‬
‫ك ما قال مو سى لفرعون {وإ ن لظ نك يافرعون مثبورًا} أي هالكا‪ .‬وقال ع بد ال بن‬
‫الزبعري‪:‬‬
‫طططن مال ميله مثبور)‬ ‫ططططي ومط‬ ‫طططنن الغطط‬ ‫ططط سط‬ ‫إذ أجاري الشيطان فط‬

‫** ُقلْ أَذَلِكَ َخيْرٌ أَمْ َجّن ُة الْخُ ْل ِد اّلتِي َوعِ َد الْ ُمّتقُونَ كَانَتْ َلهُمْ جَزَآ ًء َومَصِيا * ّل ُهمْ فِيهَا‬
‫طئُولً‬‫ط َوعْدا مّسطط ْ‬ ‫ط عََلىَ َربّكطط َ‬ ‫مَطططا يَشَآءُونطططَ خَالِدِينطططَ كَانطط َ‬
‫يقول تعال‪ :‬يطا ممطد هذا الذي وصطفناه لك مطن حال الشقياء الذيطن يشرون على‬
‫وجوههم إل جهنم‪ ,‬فتلقاهم بوجه عبوس وبغيظ وزفي‪ ,‬ويلقون ف أماكنها الضيق مقرني‬
‫ل ي ستطيعون حراكا ول ا ستنصارا ول فكاكا م ا هم ف يه‪ ,‬أهذا خ ي أم ج نة اللد ال ت‬
‫وعدها ال التقي من عباده‪ ,‬الت أعدها لم وجعلها لم جزاء ومصيا على ماأطاعوه ف‬
‫الدنيا‪ ,‬وجعل مآلم إليها {لم فيها ما يشاءون} من اللذ من مآكل ومشارب وملبس‬
‫وم ساكن ومرا كب ومنا ظر‪ ,‬وغ ي ذلك م ا لع ي رأت ول أذن سعت‪ ,‬ول خ طر على‬
‫قلب أ حد‪ ,‬و هم ف ذلك خالدون أبدا دائما سرمدا بلانقطاع ول زوال ول انقضاء ول‬
‫يبغون عنها حولً‪ ,‬وهذا من وعد ال الذي تفضل به عليهم وأحسن به إليهم‪ ,‬ولذا قال‬
‫{كان على ربك وعدا مسؤولً} أي لبد أن يقع وأن يكون كما حكاه أبو جعفر بن‬
‫جريطر عطن بعطض علماء العربيطة أن معنط قوله {وعدا مسطئولً} أي وعدا واجبا‪.‬‬
‫وقال ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس {كان على ربك وعدا مسئولً} يقول‪ :‬سلوا‬
‫الذي وعدت كم ط أو قال وعدنا كم ط نن جز وعد هم وتنجزوه‪ ,‬وقال م مد بن ك عب‬
‫القرظطي فط قوله {كان على ربطك وعدا مسطئولً} إن اللئكطة تسطأل لمط ذلك {ربنطا‬
‫وأدخل هم جنات عدن ال ت وعدت م} وقال أ بو حازم‪ :‬إذا كان يوم القيا مة‪ ,‬قال الؤمنون‪:‬‬
‫ربنا عملنا لك بالذي أمرتنا فأنز لنا ما وعدتنا‪ ,‬فذلك قوله {وعدا مسئولً} وهذا القام‬
‫ف هذه السورة من ذكر النار‪ ,‬ث التنبيه على حال أهل النة‪ ,‬كما ذكر تعال ف سورة‬
‫الصافات حال أهل النة وما فيها من النضرة والبور‪ ,‬ث قال {أذلك خي نزل أم شجرة‬

‫‪326‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الزقوم * إ نا جعلنا ها فت نة للظال ي * إن ا شجرة ترج ف أ صل الح يم * طلع ها كأ نه‬
‫رؤوس الشياطي * فإنم لَكلون منها فمالئون منها البطون * ث إن لم عليها لشوبا من‬
‫ح يم * ث إن مرجع هم لل الح يم * إن م ألفوا آباء هم ضال ي * ف هم على آثار هم‬
‫يهرعون}‪.‬‬

‫ضلّوا‬
‫** َوَي ْومَ َيحْشُ ُرهُ ْم َومَا َيعْبُدُو َن مِن دُونِ اللّهِ َفَيقُولُ َأأَنتُمْ أَضْلَ ْلتُ ْم ِعبَادِي َهؤُلَءِ َأمْ هُمْ َ‬
‫ك مِنْ َأوِْليَآءَ وَلَـكِن ّمّتعَْتهُمْ‬ ‫خ َذ مِن دُونِ َ‬ ‫السّبِيلَ * قَالُواْ ُسبْحَانَكَ مَا كَا َن يَنَبغِي َلنَآ أَن ّنتّ ِ‬
‫ستَطِيعُونَ‬ ‫وَآبَآءَهُ مْ َحّت َى نَ سُواْ الذّكْ َر وَكَانُواْ َقوْما بُورا * َفقَدْ كَ ّذبُوكُ ْم بِمَا َتقُولُو نَ فَمَا تَ ْ‬
‫ط عَذَابا َكبِيا‬ ‫طط ُ‬ ‫ط نُذِقْهط‬ ‫طط ْ‬ ‫طططْرا وَمَطططن يَ ْظلِم مّنكُمط‬ ‫طرْفا وَ َل نَصط‬ ‫طط َ‬ ‫صط‬
‫يقول تعال مبا عما يقع يوم القيامة من تقريع الكفار ف عبادتم من عبدوا من دون‬
‫ال من اللئ كة وغي هم‪ ,‬فقال {ويوم يشر هم و ما يعبدون من دون ال} قال ما هد‪:‬‬
‫هوعي سى والعز ير واللئ كة {فيقول أأن تم أضلل تم عبادي هؤلء} الَ ية‪ ,‬أي فيقول تبارك‬
‫وتعال للمعبود ين‪ :‬أأن تم دعو ت هؤلء إل عبادت كم من دو ن‪ ,‬أم هم عبدو كم من تلقاء‬
‫أنف سهم من غ ي دعوة من كم ل م ؟ ك ما قال ال تعال‪{ :‬وإذ قال ال يا عي سى ا بن مري‬
‫أأنت قلت للنا اتذون وأمي إلي من دون ال ؟ قال‪ :‬سبحانك ما يكون ل أن أقول ما‬
‫ليس‪ .‬ل بق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما ف نفسي ول علم ما ف نفسك إنك أنت‬
‫علم الغيوب ما قلت ل م إل ما أمرت ن به} الَ ية‪ ,‬ولذا قال تعال م با ع ما ي يب به‬
‫العبودون يوم القيامة {قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء}‬
‫قرأ الكثرون بفتح النون من قوله {نتخذ من دونك من أولياء} أي ليس للخلئق كلهم‬
‫أن يعبدوا أحدا سواك ل نن ول هم‪ ,‬فنحن ما دعوناهم إل ذلك‪ ,‬بل هم فعلوا ذلك من‬
‫تلقاء أنفسهم من غي أمرنا ول رضانا‪ , ,‬ونن برآء منهم ومن عبادتم‪ ,‬كما قال تعال‪:‬‬
‫{ويوم يشر هم جيعا ث يقول للملئ كة أهؤلء إيا كم كانوا يعبدون قالوا سبحانك}‬
‫الَية‪ ,‬وقرأ آخرون {ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء} أي ما ينبغي لحد‬
‫أن يعبدنا فإنا عبيد لك فقراء إليك‪ ,‬وهي قريبة العن من الول {ولكن متعتهم وآباءهم}‬
‫أي طال عليهم العمر حت نسوا الذكر‪ ,‬أي نسوا ما أنزلته إليهم على ألسنة رسلك من‬

‫‪327‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫طن عباس‪ :‬أي‬ ‫طك لك {وكانوا قوما بورا} قال ابط‬ ‫طك وحدك ل شريط‬ ‫الدعوة إل عبادتط‬
‫هل كى‪ ,‬وقال ال سن الب صري ومالك عن الزهري‪ :‬أي ل خ ي في هم‪ .‬وقال ا بن الزبعري‬
‫ططططططططططططططططلم‪:‬‬ ‫طططططططططططططططط أسط‬ ‫حيط‬
‫يطططا رسطططول الليطططك إن لسطططانياتق مطططا فتقطططت إذ أنطططا بور‬
‫إذ أجاري الشيطان فطططط سططططنن الغططططططي ومططططن مال ميله مثبور‬
‫وقال ال تعال‪{ :‬فقد كذبوكم با تقولون} أي فقد كذبكم الذين عبدت من دون ال‬
‫فيما زعمتم أنم لكم أولياء وأنم يقربونكم إل ال زلفى‪ ,‬كقوله تعال {ومن أضل من‬
‫يد عو من دون ال من ل ي ستجيب له إل يوم القيا مة و هم عن دعائ هم غافلون * وإذا‬
‫حشر الناس كانوا لم أعداء وكانوا بعبادتم كافرين} وقوله {فما تستطيعون صرفا ول‬
‫نصطرا} أي ل يقدرون على صطرف العذاب عنهطم ول النتصطار لنفسطهم {ومطن يظلم‬
‫ططططططبيا}‪.‬‬ ‫ططططططه عذابا كط‬ ‫ططططططم} أي يشرك بال {نذقط‬ ‫منكط‬

‫ك مِ َن الْ ُمرْسَلِيَ إِلّ ِإّنهُمْ َليَأْكُلُونَ ال ّطعَا َم َويَمْشُونَ فِي ال ْسوَاقِ وَ َجعَ ْلنَا‬
‫** َومَآ أَرْسَ ْلنَا َقبْلَ َ‬
‫ط بَصطططِيا‬ ‫ضكُمطططْ ِلَبعْضطططٍ ِفْتَنةً َأتَصطططْبِرُو َن وَكَانطططَ َربّكطط َ‬ ‫َبعْ َ‬
‫يقول تعال م با عن ج يع من بع ثه من الر سل التقدم ي‪ :‬أن م كانوا يأكلون الطعام‬
‫ويتاجون إل التغذي بطه‪ ,‬ويشون فط السطواق للتكسطب والتجارة‪ ,‬وليطس ذلك بناف‬
‫لالم ومنصبهم‪ ,‬فإن ال تعال جعل لم من السمات السنة والصفات الميلة والقوال‬
‫ط يسطتدل بطه كطل ذي لب‬ ‫الفاضلة والعمال الكاملة والوارق الباهرة والدلة الظاهرة‪ ,‬م ا‬
‫سليم وب صية م ستقيمة على صدق ما جاؤوا به من ال‪ ,‬ونظ ي هذه الَ ية الكري ة قوله‬
‫تعال‪{ :‬ومطا أرسطلنا مطن قبلك إل رجال نوحطي إليهطم مطن أهطل القرى} وقوله {ومطا‬
‫جعلناهطم جسطدا ل يأكلون الطعام} الَيطة‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وجعلنطا بعضكطم لبعطض فتنطة‬
‫أتصبون} أي اختبنا بعضكم ببعض‪ ,‬وبلونا بعضكم ببعض‪ ,‬لنعلم من يطيع من يعصي‪,‬‬
‫ولذا قال {أتصبون وكان ربك بصيا} أي بن يستحق أن يوحي إليه‪ ,‬كما قال تعال‪:‬‬
‫{وال أعلم حيث يعل رسالته} ومن يستحق أن يهديه ال لا أرسلهم به ومن ل يستحق‬
‫ذلك‪.‬‬

‫‪328‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال ممد بن إسحاق ف قوله‪{ :‬وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبون} قال‪ :‬يقول ال‪:‬‬
‫لو شئت أن أج عل الدن يا مع ر سلي فل يالفون لفعلت‪ ,‬ولك ن قد أردت أن أبتلي العباد‬
‫بم وأبتليكم بم‪ .‬وف صحيح مسلم عن عياض بن عماد عن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم «يقول ال تعال إن مبتليك ومبتلٍ بك» وف السند عن رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم «لو شئت لجرى ال م عي جبال الذ هب والف ضة» و ف ال صحيح أ نه عل يه أف ضل‬
‫الصطلة والسطلم خيط بيط أن يكون نطبيا ملكا أو عبدا رسطولً‪ ,‬فاختار أن يكون عبدا‬
‫رسططططططططططططططططططططططططططططططططططولً‪.‬‬

‫لئِ َكةُ َأ ْو نَرَىَ َرّبنَا َلقَ ِد ا سَْت ْكبَرُواْ فِ َي‬


‫** وَقَالَ الّذِي نَ َل يَ ْرجُو نَ ِلقَآ َءنَا َلوْلَ ُأنْ ِز َل عََليْنَا الْ َم َ‬
‫ُونط‬
‫ج ِرمِيَ َوَيقُول َ‬ ‫لِئ َكةَ َل بُشْرَىَ َيوْ َمئِذٍ لّ ْلمُ ْ‬ ‫ْنط الْ َم َ‬
‫ْمط يَ َرو َ‬ ‫ُسطهِ ْم َو َعَتوْا عُُتوّا َكبِيا * َيو َ‬ ‫أَنف ِ‬
‫جّنةِ‬‫ب الْ َ‬‫ج َع ْلنَاهُ َهبَآ ًء مّنثُورا * أَصْحَا ُ‬ ‫حجُورا * وَقَ ِد ْمنَآ إَِل َى مَا عَ ِملُوْا مِ ْن عَمَلٍ فَ َ‬ ‫ِحجْرا مّ ْ‬
‫طتَقَرّا َوأَحْسططططططططططططَنُ َمقِيلً‬ ‫َيوْ َمئِذٍ َخْي ٌر مّسططططططططططط ْ‬
‫يقول تعال م با عن تع نت الكفار ف كفر هم‪ ,‬وعناد هم ف قول م {لول أنزل علي نا‬
‫اللئكة} أي بالرسالة كما تنل على النبياء‪ ,‬كما أخب ال عنهم ف الَية الخرى {قالوا‬
‫لن نؤ من ح ت نؤ تى م ثل ما أو ت رسل ال} ويت مل أن يكون مراد هم هه نا {لول أنزل‬
‫علينطا اللئكطة} فنراهطم عيانا فيخبونطا أن ممدا رسطول ال‪ ,‬كقولمط {حتط تأتط بال‬
‫واللئكة قبيل} وقد تقدم تفسيها ف سورة سبحان‪ ,‬ولذا قالوا‪{ :‬أو نرى ربنا} ولذا‬
‫قال ال تعال‪{ :‬ل قد ا ستكبوا ف أنف سهم وعتوا عتوا كبيا} و قد قال تعال‪{ :‬ولو أن نا‬
‫نزّلنا إليهم اللئ كة وكلمهم الوتى} الَية‪ ).‬وقوله تعال‪{ :‬يوم يرون اللئكة ل بشرى‬
‫يومئذ للمجرمي ويقولون حجرا مجورا} أي هم ل يرون اللئكة ف يوم خي لم‪ ,‬بل‬
‫يوم يرونم ل بشرى يومئذ لم‪ ,‬وذلك يصدق على وقت الحتضار حي تبشرهم اللئكة‬
‫بالنار‪ ,‬والغضب من البار‪ ,‬فتقول اللئكة للكافر عند خروج روحه‪ ,‬اخرجي أيتها النفس‬
‫البيثة ف السد البيث‪ ,‬اخرجي إل سوم وحيم وظل من يموم‪ ,‬فتأب الروج وتتفرق‬
‫ف البدن فيضربونه‪ ,‬كما قال ال تعال‪{ :‬ولو ترى إذ يتوف الذين كفروا اللئكة يضربون‬
‫وجوههطم وأدبارهطم} الَيطة‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬ولو ترى إذ الظالون فط غمرات الوت‬

‫‪329‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫واللئ كة با سطوا أيدي هم} أي بالضرب {أخرجوا أنف سكم اليوم تزون عذاب الون ب ا‬
‫كن تم تقولون على ال غ ي ال ق وكن تم عن آيا ته ت ستكبون} ولذا قال ف هذه الَ ية‬
‫الكري ة {يوم يرون اللئ كة ل بشرى يومئذ للمجرم ي} وهذا بلف حال الؤمن ي حال‬
‫احتضار هم‪ ,‬فإن م يبشرون باليات‪ ,‬وح صول ال سرات‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬إن الذ ين قالوا‬
‫ربنا ال ث استقاموا تتنل عليهم اللئكة أن ل تافوا ول تزنوا وأبشروا بالنة الت كنتم‬
‫توعدون * نن أولياؤكم ف الياة الدنيا وف الَخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم‬
‫في ها ما تدعون نزلً من غفور رح يم}‪ .‬و ف الد يث ال صحيح عن الباء بن عازب‪ :‬أن‬
‫اللئكطة تقول لروح الؤمطن‪ :‬اخرجطي أيتهطا النفطس الطيبطة فط السطد الطيطب إن كنطت‬
‫تعمرينه‪ ,‬اخرجي إل روح وريان ورب غي غضبان‪ .‬وقد تقدم الديث ف سورة إبراهيم‬
‫عند قوله تعال‪{ :‬يثبت ال الذين آمنوا بالقول الثابت ف الياة الدنيا وف الَخرة ويضل‬
‫ال الظاليطططططططط ويفعططططططططل ال مططططططططا يشاء}‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بطل الراد بقوله {يوم يرون اللئكطة ل بشرى} يعنط يوم القيامطة‪ ,‬قاله‬
‫ما هد والضحاك وغيه ا‪ ,‬ول منافاة ب ي هذا و ما تقدم‪ ,‬فإن اللئ كة ف هذ ين اليوم ي‪:‬‬
‫يوم المات ويوم العاد‪ ,‬تتجلى للمؤمن ي وللكافر ين‪ ,‬فتب شر الؤمن ي بالرح ة والرضوان‪,‬‬
‫وتب الكافرين باليبة والسران‪ ,‬فل بشرى يومئذ للمجرمي {ويقولون حجرا مجورا}‬
‫أي وتقول اللئ كة للكافر ين‪ :‬حرام مرم علي كم الفلح اليوم‪ .‬وأ صل ال جر ال نع وم نه‬
‫يقال حجر القاضي على فلن إذا منعه التصرف‪ ,‬إما لفلس أو سفه أو صغر أو نو ذلك‪,‬‬
‫وم نه سي ال جر ع ند الب يت الرام‪ ,‬ل نه ي نع الطواف أن يطوفوا ف يه‪ ,‬وإن ا يطاف من‬
‫ورائه‪ ,‬وم نه يقال للع قل ح جر‪ ,‬ل نه ي نع صاحبه عن تعا طي ما ل يل يق‪ ,‬والغرض أن‬
‫الضميط فط قوله {ويقولون} عائد على اللئكطة‪ ,‬هذا قول ماهطد وعكرمطة والسطن‬
‫والضحاك وقتادة وعطيطة العوفط وعطاء الراسطان وخصطيف وغيط واحطد واختاره ابطن‬
‫جريطططططططططططططططططططططططططططططططططططر‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أبو نعيم‪ ,‬حدثنا موسى يعن ابن قيس‪ ,‬عن عطية‬
‫العو ف عن أ ب سعيد الدري ف الَ ية {ويقولون حجرا مجورا} قال‪ :‬حراما مرما أن‬
‫يب شر ب ا يب شر به التقون‪ .‬و قد ح كى ا بن جر ير عن ا بن جر يج أ نه قال ذلك من كلم‬

‫‪330‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الشركي {يوم يرون اللئكة} أي يتعوذون من اللئكة‪ ,‬وذلك أن العرب كانوا إذا نزل‬
‫بأحدهطم نازلة أو شدة يقول {حجرا مجورا} وهذا القول وإن كان له مأخطذ ووجطه‪,‬‬
‫ولكنه بالنسبة إل السياق بعيد ل سيما وقد نص المهور على خلفه‪ ,‬ولكن قد روى ابن‬
‫أب نيح عن ماهد أنه قال ف قوله {حجرا مجورا} أي عوذا معاذا فيحتمل أنه أراد ما‬
‫ذكره ا بن جر يج‪ ,‬ول كن ف روا ية ا بن أ ب حا ت عن ا بن أ ب ن يح عن ما هد أ نه قال‬
‫{حجرا مجورا} عوذا معاذا اللئكططة تقول ذلك‪ ,‬فططا ل أعلم‪.‬‬
‫وقوله تعال {وقدم نا إل ما عملوا من ع مل} الَ ية‪ ,‬هذا يوم القيا مة ح ي يا سب ال‬
‫العباد على ما عملوه من ال ي وال شر‪ ,‬فأ خب أ نه ل ي صل لؤلء الشرك ي من العمال‬
‫الت ظنوا أنا منجاة لم شيء‪ ,‬وذلك لنا فقدت الشرط الشرعي إما الخلص فيها وإما‬
‫التابعة لشرع ال‪ .‬فكل عمل ل يكون خالصا وعلى الشريعة الرضية فهو باطل‪ ,‬فأعمال‬
‫الكفار ل تلو من وا حد من هذ ين‪ ,‬و قد تمعه ما معا فتكون أب عد من القبول حينئذ‪,‬‬
‫ولذا قال تعال‪{ :‬وقدمنطا إل مطا عملوا مطن عمطل فجعلناه هباء منثورا} قال ماهطد‬
‫والثوري {وقدمنطا} أي عمدنطا‪ ,‬وكذا قال السطدي‪ ,‬وبعضهطم يقول‪ :‬أتينطا عليطه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬فجعلناه هباء منثورا} قال سفيان الثوري عن أ ب إ سحاق عن الارث‬
‫عن علي رضي ال عنه ف قوله {هباء منثورا} قال‪ :‬شعاع الشمس إذا دخل الكوة‪ ,‬وكذا‬
‫روي من غي هذا الوجه عن علي وروي مثله عن ابن عباس وماهد وعكرمة وسعيد بن‬
‫جطبي والسطدي والضحاك وغيهطم‪ ,‬وكذا قال السطن البصطري‪ :‬هطو الشعاع فط كوة‬
‫أحدهم‪ ,‬ولو ذهب يقبض عليه ل يستطع‪ .‬وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس {هباء‬
‫منثورا} قال‪ :‬هو الاء الهراق‪ .‬وقال أبو الحوص عن أب إسحاق عن الارث عن علي‬
‫{هباء منثورا} قال‪ :‬الباء ر هج الدواب‪ ,‬وروي مثله عن ا بن عباس أيضا والضحاك‪,‬‬
‫وقاله عبططططد الرحنطططط بططططن زيططططد بططططن أسططططلم‪.‬‬
‫وقال قتادة ف قوله {هباء منثورا} قال‪ :‬أ ما رأ يت ي بس الش جر إذا ذر ته الر يح ؟ ف هو‬
‫ذلك الورق‪ .‬وقال عبد ال بن وهب‪ :‬أخبن عاصم بن حكيم عن أب سريع الطائي عن‬
‫عبيطد بطن يعلى قال‪ :‬وإن الباء الرماد إذا ذرتطه الريطح‪ ,‬وحاصطل هذه القوال التنطبيه على‬
‫مضمون الَية‪ ,‬وذلك أنم عملوا أعمالً اعتقدوا أنا على شيء‪ ,‬فلما عرضت على اللك‬

‫‪331‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الك يم العدل الذي ل يور ول يظلم أحدا إذا إن ا ل ش يء بالكل ية‪ ,‬وشب هت ف ذلك‬
‫بالشيء التافه القي التفرق الذي ل يقدر صاحبه منه على شيء بالكلية‪ ,‬كما قال تعال‬
‫{مثل الذين كفروا بربم أعمالم كرماد اشتدت به الريح} الَية‪ .‬وقال تعال‪{ :‬يا أيها‬
‫الذ ين آمنوا ل تبطلوا صدقاتكم بال ن والذى ط إل قوله ط ل يقدرون على ش يء م ا‬
‫كسبوا} وقال تعال‪{ :‬والذين كفروا أعمالم كسراب بقيعة يسبه الظمآن ماء حت إذا‬
‫جاءه ل يده شيئا} وتقدم الكلم على تفسطططي ذلك‪ ,‬ول المطططد والنطططة‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬أ صحاب ال نة يومئذ خ ي م ستقرا وأح سن مقيلً} أي يوم القيا مة {ل‬
‫يستوي أصحاب النار وأصحاب النة أصحاب النة هم الفائزون} وذلك أن أهل النة‬
‫يصيون إل الدرجات العاليات والغرفات الَمنات‪ ,‬فهم ف مقام أمي حسن النظر طيب‬
‫القام {خالديطن فيهطا حسطنت مسطتقرا ومقاما} وأهطل النار يصطيون إل الدركات‬
‫السطافلت‪ ,‬والسطرات التتابعات‪ ,‬وأنواع العذاب والعقوبات {إناط سطاءت مسطتقرا‬
‫ومقاما} أي بئس النل منظرا‪ ,‬وبئس القيطل مقاما‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬أصطحاب النطة‬
‫يومئذ خيط مسطتقرا وأحسطن مقيلً} أي باط عملوه مطن العمال التقبلة نالوا مطا نالوا‪,‬‬
‫و صاروا إل ما صاروا إل يه‪ ,‬بلف أ هل النار فإن م ليس ل م ع مل وا حد يقت ضي دخول‬
‫النطة لمط والنجاة مطن النار‪ ,‬فنبطه تعال بال السطعداء على حال الشقياء‪ ,‬وأنطه ل خيط‬
‫عند هم بالكل ية‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬أ صحاب ال نة يومئذ خ ي م ستقرا وأح سن مقيلً} قال‬
‫الضحاك عن ا بن عباس‪ :‬إن ا هي ضحوة فيق يل أولياء ال على ال سرة مع الور الع ي‪,‬‬
‫ويقيططططططل أعداء ال مططططططع الشياطيطططططط مقرنيطططططط‪.‬‬
‫وقال سعيد بن جبي‪ :‬يفرغ ال من ال ساب ن صف النهار‪ ,‬فيق يل أ هل ال نة ف ال نة‪,‬‬
‫وأهل النار ف النار‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬أصحاب النة يومئذ خي مستقرا وأحسن مقيلً}‪.‬‬
‫وقال عكرمة‪ :‬إن لعرف الساعة الت يدخل فيها أهل النة النة وأهل النار النار‪ ,‬وهي‬
‫السطاعة التط تكون فط الدنيطا عنطد ارتفاع الضحطى الكطب إذا انقلب الناس إل أهليهطم‬
‫للقيلولة‪ ,‬فينصرف أهل النار إل النار‪ ,‬وأما أهل النة فينطلق بم إل النة فكانت قيلولتهم‬
‫ف ال نة‪ ,‬وأطعموا ك بد حوت فأشبع هم كل هم‪ ,‬وذلك قوله {أ صحاب ال نة يومئذ خ ي‬
‫مستقرا وأحسن مقيلً} وقال سفيان عن ميسرة عن النهال عن أب عبيدة عن عبد ال بن‬

‫‪332‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مسعود قال‪ :‬ل ينتصف النهار حت يقيل هؤلء وهؤلء‪ ,‬ث قرأ {أصحاب النة يومئذ خي‬
‫مسطططتقرا وأحسطططن مقيلً} وقرأ {ثططط إن مرجعهطططم لل الحيطططم}‪.‬‬
‫وقال العوف عن ابن عباس ف قوله {أصحاب النة يومئذ خي مستقرا وأحسن مقيلً}‬
‫قال‪ :‬قالوا ف الغرف من النة‪ ,‬وكان حسابم أن عرضوا على ربم عرضة واحدة‪ ,‬وذلك‬
‫الساب اليسي‪ ,‬وهو مثل قوله تعال‪{ :‬فأما من أوت كتابه بيمينه فسوف ياسب حسابا‬
‫يسطيا * وينقلب إل أهله مسطرورا}‪ .‬وقال قتادة {خيط مسطتقرا وأحسطن مقيلً} مأوى‬
‫ومنلً‪ .‬وقال قتادة‪ :‬وحدث صفوان بن مرز أ نه قال‪ :‬ياء برجل ي يوم القيا مة أحده ا‬
‫كان ملكا ف الدن يا إل المرة والبياض‪ ,‬فيحا سب فإذا ع بد ل يع مل خيا قط فيؤ مر به‬
‫إل النار‪ ,‬والَخر كان صاحب كساء ف الدنيا فيحاسب فيقول‪ :‬يا رب ما أعطيتن من‬
‫ش يء فتحا سبن به‪ ,‬فيقول ال‪ :‬صدق عبدي فأر سلوه فيؤ مر به إل ال نة‪ ,‬ث يتركان ما‬
‫شاء ال‪ ,‬ث يدعى صاحب النار فإذا هو مثل الممة السوداء‪ ,‬فيقال له‪ :‬كيف وجدت ؟‬
‫فيقول‪ :‬شر مقيل‪ ,‬فيقال له‪ :‬عد‪ ,‬ث يدعى بصاحب النة فإذا هو مثل القمر ليلة البدر‪,‬‬
‫فيقال له‪ :‬ك يف وجدت ؟ فيقول‪ :‬رب خ ي مق يل‪ ,‬فيقال له‪ :‬عد‪ .‬روا ها ا بن أ ب حا ت‬
‫كلها‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثن يونس أنبأنا ابن وهب‪ ,‬أنبأنا عمرو بن الارث أن سعيدا‬
‫الصواف حدثه أنه بلغه أن يوم القيامة يقصر على الؤمن حت يكون كما بي العصر إل‬
‫غروب الش مس‪ ,‬وإن م ليقيلون ف رياض ال نة ح ت يفرغ من الناس‪ ,‬وذلك قوله تعال‪:‬‬
‫{أصطططحاب النطططة يومئذ خيططط مسطططتقرا وأحسطططن مقيلً}‪.‬‬

‫ك َي ْو َمئِذٍ الْحَ قّ لِل ّرحْمَـ ِن‬


‫لئِ َك ُة تَنِيلً * الْ ُملْ ُ‬ ‫شقّ ُق ال سّمَآ ُء بِاْلغَمَا ِم َونُزّ َل الْ َم َ‬‫** َوَيوْ َم تَ َ‬
‫ت َمعَ‬ ‫وَكَانَ َيوْما عَلَى الْكَافِرِي َن عَ سِيا * َوَيوْ َم َيعَضّ الظّالِ ُم عََل َى يَ َديْ ِه َيقُولُ يََليَْتنِي اتّخَذْ ُ‬
‫خذْ ُفلَنا َخلِيلً * ّلقَدْ أَضَّلنِي عَنِ الذّ ْك ِر َبعْدَ ِإذْ جَآ َءنِي‬ ‫ال ّرسُو ِل َسبِيلً * َي َويَْلتَا َلْيَتنِي لَمْ َأتّ ِ‬
‫لنْسططططططططَانِ َخذُولً‬ ‫شيْطَانططططططططُ ِل ِ‬ ‫وَكَانططططططططَ ال ّ‬
‫يب تعال عن هول يوم القيامة وما يكون فيه من المور العظيمة‪ ,‬فمنها انشقاق السماء‬
‫وتفطر ها‪ ,‬وانفراج ها بالغمام و هو ظلل النور العظ يم الذي يب هر الب صار‪ ,‬ونزول ملئ كة‬
‫ال سموات يومئذ فيحيطون باللئق ف مقام الح شر‪ ,‬ث ي يء الرب تبارك وتعال لف صل‬

‫‪333‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫القضاء‪ .‬قال ما هد‪ :‬وهذا ك ما قال تعال‪ { :‬هل ينظرون إل أن يأتي هم ال ف ظلل من‬
‫الغمام واللئكططططططططططططططة} الَيططططططططططططططة‪.‬‬
‫قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا ممد بن عمار بن الارث‪ ,‬حدثنا مؤمل‪ ,‬حدثنا حاد بن سلمة‬
‫عن علي بن ز يد عن يو سف بن مهران‪ ,‬عن ا بن عباس أ نه قرأ هذه الَ ية {ويوم تش قق‬
‫السطماء بالغمام ونزل اللئكطة تنيلً} قال ابطن عباس رضطي ال‪ :‬عنهمطا يمطع ال تعال‬
‫اللق يوم القيا مة ف صعيد وا حد‪ :‬ال ن وال نس والبهائم وال سباع والط ي وج يع اللق‪,‬‬
‫فتنشق السماء الدنيا‪ ,‬فينل أهلها وهم أكثر من الن والنس ومن جيع اللق‪ ,‬فيحيطون‬
‫بالن والنس وجيع اللق‪ ,‬ث تنشق السماء الثانية فينل أهلها وهم أكثر من أهل السماء‬
‫الدنيا ومن جيع اللق‪ ,‬فيحيطون باللئكة الذين نزلوا قبلهم والن والنس وجيع اللق‪,‬‬
‫ث تنشق السماء الثالثة فينل أهلها وهم أكثر من أهل السماء الثانية والسماء الدنيا ومن‬
‫جيع اللق فيحيطون باللئكة الذين نزلوا قبلهم وبالن والنس وجيع اللق‪ ,‬ث كذلك‬
‫كل ساء على ذلك التضعيف‪ ,‬حت تنشق السماء السابعة فينل أهلها وهم أكثر من نزل‬
‫قبلهم من أهل السموات ومن الن والنس ومن جيع اللق‪ ,‬فيحيطون باللئكة الذين‬
‫نزلوا قبلهم من أهل السموات وبالن والنس وجيع اللق كلهم‪ ,‬وينل ربنا عز وجل ف‬
‫ظلل من الغمام وحوله الكروبيون وهم أكثر من أهل السموات السبع ومن الن والنس‪,‬‬
‫وج يع اللق ل م قرون كأك عب الق نا‪ ,‬و هم ت ت العرش ل م ز جل بالت سبيح والتهل يل‬
‫والتقديس ل عز وجل‪ ,‬ما بي أخص قدم أحدهم إل كعبه مسية خسمائة عام‪ ,‬وما بي‬
‫كعبه إل ركبته مسية خسمائة عام‪ ,‬وما بن ركبته إل حجزته(‪ )1‬مسية خسمائة عام‪,‬‬
‫وما بي حجزته إل ترقوته مسية خسمائة عام‪ ,‬وما بي ترقوته إل موضع القرط مسية‬
‫خ سمائة عام‪ .‬وما فوق ذلك م سية خسمائة عام وجهنم منبته‪ ,‬وهكذا رواه ا بن حات‬
‫بذا السططططططططططططططططططططططططططططططططياق‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا القاسم‪ ,‬حدثنا السي‪ ,‬حدثن الجاج عن مبارك بن فضالة عن‬
‫علي بن زيد بن جدعان عن يوسف بن مهران أنه سع ابن عباس يقول‪ :‬إن هذه السماء‬
‫إذا انشقت ينل منها من اللئكة أكثر من النس والن‪ ,‬وهو يوم التلق يوم يلتقي أهل‬
‫السطماء وأهطل الرض‪ ,‬فيقول أهطل الرض‪ :‬جاء ربنطا ؟ فيقولون‪ :‬ل يىء وهطو آت‪ ,‬ثط‬

‫‪334‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تنشق السماء الثانية‪ ,‬ث ساء ساء على قدر ذلك من التضعيف إل السماء السابعة‪ ,‬فينل‬
‫من ها من اللئ كة أك ثر من ج يع من نزل من ال سموات و من ال ن وال نس‪ .‬قال‪ :‬فتنل‬
‫اللئكة الكروبيون‪ ,‬ث يأت ربنا ف حلة العرش الثمانية بي كعب كل ملك وركبته مسية‬
‫سبعي سنة‪ ,‬وبي فخذه ومنكبه مسية سبعي سنة‪ .‬قال‪ :‬وكل ملك منهم ل يتأمل وجه‬
‫صاحبه‪ ,‬و كل ملك من هم وا ضع رأ سه ب ي ثدي يه‪ ,‬يقول‪ :‬سبحان اللك القدوس‪ ,‬وعلى‬
‫رؤو سهم ش يء مب سوط كأ نه القباء‪ ,‬والعرش فوق ذلك‪ ,‬ث و قف‪ ,‬فمداره على علي بن‬
‫زيد بن جدعان‪ ,‬وفيه ضعف وف سياقاته غالبا‪ ,‬وفيها نكارة شديدة‪ ,‬وقد ورد ف حديث‬
‫ال صور الشهور قر يب من هذا‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬و قد قال ال تعال‪{ :‬فيومئذ وق عت الواق عة *‬
‫وانشقت السماء فهي يومئذ واهية * واللك على أرجائها ويمل عرش ربك فوقهم يومئذ‬
‫ثان ية} قال ش هر بن حو شب‪ :‬حلة العرش ثان ية‪ ,‬أرب عة من هم يقولون‪ :‬سبحانك الل هم‬
‫وبمدك لك المطد على حلمطك بعطد علمطك‪ .‬وأربعطة منهطم يقولون‪ :‬سطبحانك اللهطم‬
‫وبمدك لك المد على عفوك بعد قدرتك ورواه ابن جرير عنه‪ .‬وقال أبو بكر بن عبد‬
‫ال‪ :‬إذا ن ظر أ هل الرض إل العرش يه بط علي هم من فوق هم‪ ,‬شخ صت إل يه أب صارهم‪,‬‬
‫ورجفت كلهم ف أجوافهم‪ ,‬وطارت قلوبم من مقرها من صدورهم إل حناجرهم‪ .‬قال‬
‫ابن جرير‪ :‬حدثنا القاسم‪ ,‬حدثنا السي‪ ,‬حدثنا العتمر بن سليمان عن عبد الليل عن أب‬
‫حازم عن عبد ال بن عمرو قال‪ :‬يهبط ال عز وجل حي يهبط‪ ,‬وبينه وبي خلقه سبعون‬
‫ألف حجاب‪ ,‬من ها النور والظل مة في صوت الاء ف تلك الظل مة صوتا تنخلع له القلوب‪,‬‬
‫وهذا موقوف على عبطد ال بطن عمرو مطن كلمطه‪ ,‬ولعله مطن الزاملتيط‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬اللك يومئذ ال ق للرح ن} الَ ية‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬ل ن اللك اليوم ؟ ل‬
‫الواحد القهار}‪ .‬وف الصحيح أن ال تعال يطوي السموات بيمينه‪ ,‬ويأخذ الرضي بيده‬
‫الخرى‪ ,‬ث يقول‪ :‬أنا اللك أنا الديان‪ ,‬أين ملوك الرض ؟ أين البارون‪ ,‬أين التكبون ؟‬
‫وقوله {وكان يوما على الكافرين عسيا} أي شديدا صعبا‪ ,‬لنه يوم عدل وقضاء فصل‪,‬‬
‫كما قال تعال‪{ :‬فذلك يومئذ يوم عسي * على الكافرين غي يسي} فهذا حال الكافرين‬
‫فط هذا اليوم‪ ,‬وأمطا الؤمنون فكمطا قال تعال‪{ :‬ل يزنمط الفزع الكطب} الَيطة‪.‬‬

‫‪335‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وروى المام أح د‪ :‬حدث نا ح سي بن مو سى‪ ,‬حدث نا ا بن لي عة‪ ,‬حدث نا دراج عن أ ب‬
‫اليثم عن أب سعيد الدري قال‪ :‬قيل يا رسول ال {يوم كان مقداره خسي ألف سنة}‬
‫مطا أطول هذا اليوم ؟ فقال رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم «والذي نفسطي بيده‪ ,‬إنطه‬
‫ليخ فف على الؤ من ح ت يكون أ خف عل يه من صلة مكتو بة ي صليها ف الدن يا» وقوله‬
‫تعال‪{ :‬ويوم يعض الظال على يديه يقول يا ليتن اتذت مع الرسول سبيلً}‪ ,‬يب تعال‬
‫عن ندم الظال الذي فارق طريق الرسول صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وما جاء به من عند ال‬
‫من الق البي الذي ل مرية فيه‪ ,‬وسلك طريقا أخرى غي سبيل الرسول‪ ,‬فإذا كان يوم‬
‫القيامة ندم حيث ل ينفعه الندم‪ ,‬وعض على يديه حسرة وأسفا‪ ,‬وسواء كان سبب نزولا‬
‫ف عقبة بن أب معيط أو غيه من الشقياء‪ ,‬فإنا عامة ف كل ظال‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬يوم‬
‫تقلب وجوههم ف النار} الَيتي‪ ,‬فكل ظال يندم يوم القيامة غاية الندم‪ ,‬ويعض على يديه‬
‫قائلً {يا ليت ن اتذت مع الر سول سبيلً * يا ويل ت ليت ن ل أت ذ فلنا خليلً} يع ن من‬
‫صرفه عن الدى وعدل به إل طر يق الضلل من دعاة الضللة‪ ,‬وسواء ف ذلك أمية بن‬
‫خلف أو أخوه أ ب بن خلف أو غيه ا‪{ ,‬ل قد أضل ن عن الذ كر} و هو القرآن {ب عد إذ‬
‫جاء ن} أي ب عد بلو غه إلّ‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬وكان الشيطان للن سان خذول} أي يذله‬
‫عططن القطط ويصططرفه عنططه‪ ,‬ويسططتعمله فطط الباطططل ويدعوه إليططه‪.‬‬

‫** وَقَالَ الرّ سُو ُل يَرَ بّ إِ نّ َق ْومِي اتّخَذُوْا هَـذَا اْلقُرْآ َن َمهْجُورا * وَكَذَلِ كَ َجعَ ْلنَا ِلكُ ّل‬
‫طططِيا‬ ‫ط هَادِيا َونَصط‬ ‫طط َ‬‫طططَ الْمُجْ ِرمِيَططط وَ َك َفىَ بِ َربّكط‬ ‫طططّ عَ ُدوّا مّنط‬ ‫َنبِيط‬
‫يقول تعال مبا عن رسوله ونبيه ممد صلى ال عليه وسلم أنه قال «يا رب إن قومي‬
‫اتذوا هذا القرآن مهجورا» وذلك أن الشرك ي كانوا ل ي صغون للقرآن ول ي ستمعونه‪,‬‬
‫ك ما قال تعال‪{ :‬وقال الذ ين كفروا ل ت سمعوا لذا القرآن والغوا ف يه} الَ ية‪ ,‬فكانوا إذا‬
‫تلي عليهم القرآن أكثروا اللغط والكلم ف غيه حت ل يسمعوه‪ .‬فهذا من هجرانه وترك‬
‫اليان به وترك ت صديقه من هجرا نه‪ ,‬وترك تدبره وتفه مه من هجرا نه‪ ,‬وترك الع مل به‬
‫وامتثال أوامره واجتناب زواجره من هجرا نه‪ ,‬والعدول ع نه إل غيه من ش عر أو قول أو‬
‫غناء أو ل و أو كلم أو طري قة مأخوذة من غيه‪ ,‬من هجرا نه‪ ,‬فن سأل ال الكر ي النان‬

‫‪336‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫القادر على ما يشاء‪ ,‬أن يل صنا م ا ي سخطه‪ ,‬وي ستعملنا في ما يرض يه من ح فظ كتا به‬
‫وفهمه‪ ,‬والقيام بقتضاه آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يبه ويرضاه‪ ,‬إنه كري‬
‫وهاب‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وكذلك جعلنا لكل نب عدوا من الجرمي} أي كما حصل لك يا ممد‬
‫ف قومك من الذين هجروا القرآن‪ ,‬كذلك كان ف المم الاضي‪ ,‬لن ال جعل لكل نب‬
‫عدوا من الجرمي‪ ,‬يدعون الناس إل ضللم وكفرهم‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وكذلك جعلنا‬
‫لكل نب عدوا شياطي النس والن} الَيتي‪ ,‬ولذا قال تعال ههنا‪{ :‬وكفى بربك هاديا‬
‫ونصيا} أي لن اتبع رسوله وآمن بكتابه وصدقه واتبعه‪ ,‬فإن ال هاديه وناصره ف الدنيا‬
‫والَخرة‪ ,‬وإنا قال {هاديا ونصيا} لن الشركي كانوا يصدون الناس عن اتباع القرآن‬
‫لئل يهتدي أحد به‪ ,‬ولتغلب طريقتهم طريقة القرآن‪ ,‬فلهذا قال {وكذلك جعلنا لكل نب‬
‫عدوا مطططططططططن الجرميططططططططط} الَيطططططططططة‪.‬‬

‫** وَقَالَ الّذِي نَ َكفَرُواْ َلوْ َل نُ ّز َل عََليْ ِه اْلقُرْآ نُ جُ ْمَل ًة وَاحِ َدةً َكذَلِ كَ ِلُنَثبّ تَ بِ هِ ُفؤَادَ كَ وَ َرتّ ْلنَا ُه‬
‫شرُو َن عََلىَ‬ ‫تَ ْرتِيلً * وَ َل َي ْأتُونَ كَ بِ َمثَلٍ إِلّ ِجْئنَا َك بِالْحَ ّق َوأَحْ سَنَ تَفْ سِيا * الّذِي َن يُحْ َ‬
‫طبِيلً‬ ‫وُجُو ِههِمططططْ إِلَىَ َج َهنّمططططَ ُأوْلَـططططئِكَ شَ ّر ّمكَانا َوأَضَلّ سططط َ‬
‫يقول تعال مبا عن كثرة اعتراض الكفار وتعنتهم وكلمهم فيما ل يعنيهم‪ ,‬حيث قالوا‬
‫{لول نزل عليه القرآن جلة واحدة} أي هل أنزل عليه هذا الكتاب الذي أوحي إليه‬
‫جلة واحدة‪ ,‬ك ما نزلت الك تب قبله جلة واحدة‪ ,‬كالتوراة والن يل والزبور وغي ها من‬
‫الك تب الل ية‪ ,‬فأجاب م ال تعال عن ذلك بأ نه إن ا نزل منجما ف ثلث وعشر ين سنة‬
‫ب سب الوقائع والوادث‪ ,‬و ما يتاج إل يه من الحكام ليث بت قلوب الؤمن ي به‪ ,‬كقوله‬
‫{وقرآنا فرقناه} الَية‪ ,‬ولذا قال {لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلً}‪ ,‬قال قتادة‪ :‬بيناه تبيينا‪.‬‬
‫وقال عبد الرحن ابن زيد بن أسلم‪ :‬وفسرناه تفسيا {ول يأتونك بثل} أي بجة وشبهة‬
‫{إل جئناك بالق وأحسن تفسيا} أي ول يقولون قولً يعارضون به الق‪ ,‬إل أجبناهم‬
‫طم‪.‬‬ ‫طن مقالتهط‬ ‫طح مط‬ ‫طح وأفصط‬ ‫طر وأبي ط وأوضط‬ ‫طس المط‬ ‫طو الق ط ف ط نفط‬ ‫با ط هط‬

‫‪337‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال سعيد بن جبي عن ابن عباس {ول يأتونك بثل} أي با يلتمسون به عيب القرآن‬
‫والرسول {إل جئناك بالق} الَ ية‪ ,‬أي إل نزل جبيل من ال تعال بوابم وما هذا إل‬
‫اعتناء و كبي شرف للر سول صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬ح يث كان يأت يه الو حي من ال عز‬
‫و جل بالقرآن صباحا وم ساء‪ ,‬وليلً ونارا‪ ,‬سفرا وحضرا‪ ,‬و كل مرة كان يأت يه اللك‬
‫كتابط ماط قبله مطن الكتطب التقدمطة‪ ,‬فهذا القام أعلى وأجطل وأعظطم‬
‫ٍ‬ ‫بالقرآن ل كإنزال‬
‫مكا نة من سائر إخوا نه من ال نبياء صلوات ال و سلمه علي هم أجع ي‪ ,‬فالقرآن أشرف‬
‫كتاب أنزله ال‪ ,‬وم مد صلى ال عل يه و سلم أع ظم نب أر سله ال تعال‪ ,‬و قد ج ع ال‬
‫للقرآن الصفتي معا‪ ,‬ففي الل العلى أنزل جلة واحدة من اللوح الحفوظ إل بيت العزة‬
‫ف السماء الدنيا‪ ,‬ث أنزل بعد ذلك إل الرض منجما بسب الوقائع والوادث‪ .‬وقال أبو‬
‫ع بد الرح ن الن سائي أخب نا أح د بن سليمان حدث نا يز يد بن هارون أخب نا داود عن‬
‫عكرمة عن ابن عباس قال‪ :‬أنزل القرآن جلة واحدة إل ساء الدنيا ف ليلة القدر‪ ,‬ث نزل‬
‫ب عد ذلك ف عشر ين سنة‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬ول يأتو نك ب ثل إل جئناك بال ق وأح سن‬
‫تفسططيا} وقال تعال‪{ :‬وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكططث ونزلناه تنيلً}‪.‬‬
‫ث قال تعال مبا عن سوء حال الكفار ف معادهم يوم القيامة‪ ,‬وحشرهم إل جهنم ف‬
‫أسوأ الالت وأقبح الصفات {الذين يشرون على وجوههم إل جهنم أولئك شر مكانا‬
‫وأضل سبيلً}‪ .‬وف الصحيح عن أنس أن رجلً قال‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬كيف يشر الكافر‬
‫على وجهه يوم القيامة ؟ فقال «إن الذي أمشاه على رجليه قادر أن يشيه على وجهه يوم‬
‫القيامططة» وهكذا قال ماهططد والسططن وقتادة وغيطط واحططد مططن الفسططرين‪.‬‬

‫** وََلقَ ْد آَتْينَا مُو سَى اْل ِكتَا بَ وَ َج َع ْلنَا َمعَ هُ أَخَا ُه هَارُو نَ وَزِيرا * َفقُ ْلنَا ا ْذ َهبَآ إِلَى الْ َقوْ مِ‬
‫الّذِي نَ كَ ّذبُوْا بِآيَاِتنَا فَ َدمّ ْرنَاهُ ْم تَ ْدمِيا * وََقوْ َم نُو حٍ لّمّا كَ ّذبُواْ الرّ سُلَ أَغْرَ ْقنَاهُ ْم وَ َجعَ ْلنَاهُ مْ‬
‫ي عَذَابا أَلِيما * َوعَادا َوثَمُو َدْا َوأَصْحَابَ الرّسّ وَقُرُونا َبيْنَ ذَلِكَ‬ ‫س آَيةً َوَأ ْعتَ ْدنَا لِلظّالِ ِم َ‬‫لِلنّا ِ‬
‫ل َتبّرْنَا َتتْبِيا * وََلقَدْ َأَتوْا عَلَى الْقَ ْرَي ِة اّلتِ يَ ُأمْ ِطرَ تْ‬ ‫ض َربْنَا لَ ُه المْثَا َل وَ ُك ّ‬
‫َكثِيا * وَ ُكلّ َ‬
‫طططَ نُشُورا‬ ‫ط َيكُونُواْ يَ َر ْونَهَطططا بَلْ كَانُواْ َل يَرْجُونط‬ ‫طط ْ‬ ‫طوْءِ أَفَلَمط‬ ‫طط ّ‬ ‫مَطَرَ السط‬

‫‪338‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال متوعدا من كذب رسوله ممدا صلى ال عليه وسلم من مشركي قومه ومن‬
‫خالفه‪ ,‬ومذرهم من عقابه وأليم عذابه ما أحله بالمم الاضية الكذبي لرسله‪ ,‬فبدأ بذكر‬
‫موسى وأنه بعثه وجعل معه أخاه هارون وزيرا‪ ,‬أي نبيا مؤازرا ومؤيدا وناصرا‪ ,‬فكذبما‬
‫فرعون وجنوده {فدمر ال عليهم وللكافرين أمثالا} وكذلك فعل بقوم نوح حي كذبوا‬
‫رسوله نوحا عليه السلم‪ ,‬و من كذب برسول ف قد كذب بم يع الر سل‪ ,‬إذ ل فرق ب ي‬
‫رسول ورسول‪ ,‬ولو فرض أن ال تعال بعث إليهم كل رسول فإنم كانوا يكذبون‪ ,‬ولذا‬
‫قال تعال‪{ :‬وقوم نوح لا كذبوا الرسل} ول يبعث إليهم إل نوح فقط‪ ,‬وقد لبث فيهم‬
‫ألف سنة إل خسي عاما يدعو هم إل ال عز و جل‪ ,‬ويذرهم نق مه {وما آمن م عه إل‬
‫قليطل} ولذا أغرقهطم ال جيعا ول يبطق منهطم أحدا‪ ,‬ول يترك مطن بنط آدم على وجطه‬
‫الرض سوى أصحاب السفينة فقط {وجعلناهم للناس آية} أي عبة يعتبون با‪ ,‬كما‬
‫قال تعال‪{ :‬إنطا لاط طغطى الاء حلناكطم فط الاريطة * لنجعلهطا لكطم تذكرة وتعيهطا أذن‬
‫واعية} أي وأبقينا لكم من السفن ما تركبون ف لج البحار لتذكروا نعمة ال عليكم ف‬
‫إنائكططم مططن الغرق‪ ,‬وجعلكططم مططن ذريططة مططن آمططن بططه وصططدق أمره‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وعادا وثود وأصحاب الرس} قد تقدم الكلم على قصتيهما ف غي ما‬
‫سورة‪ ,‬كسورة العراف با أغن عن العادة‪ .‬وأما أصحاب الرس‪ ,‬فقال ابن جريج عن‬
‫ا بن عباس‪ :‬هم أ هل قر ية من قرى ثود‪ .‬وقال ا بن جر يج‪ :‬قال عكر مة‪ :‬أ صحاب الرس‬
‫بفلج‪ ,‬و هم أ صحاب يس‪ .‬وقال قتادة‪ :‬فلج من قرى اليما مة‪ .‬وقال ا بن أ ب حا ت حدث نا‬
‫أحد بن عمرو بن أب عاصم حدثنا الضحاك بن ملد أبو عاصم حدثنا شبيب بن بشر‬
‫حدثنطا عكرمطة عطن ابطن عباس فط قوله {وأصطحاب الرس} قال‪ :‬بئر بأذربيجان‪ .‬وقال‬
‫الثوري عطن أبط بكيط‪ ,‬عطن عكرمطة‪ :‬الرس بئر رسطوا فيهطا نطبيهم‪ ,‬أي دفنوه باط‪.‬‬
‫وقال ممد بن إ سحاق عن ممد بن ك عب قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عليه و سلم‬
‫«إن أول الناس يدخل النة يوم القيامة العبد السود‪ ,‬وذلك أن ال تعال بعث نبيا إل‬
‫أهل قرية فلم يؤمن به من أهلها إل ذلك العبد السود‪ ,‬ث إن أهل القرية عدوا على النب‬
‫فحفروا له بئرا فألقوه في ها‪ ,‬ث أطبقوا عل يه ب جر ض خم‪ ,‬قال‪ :‬فكان ذلك الع بد يذ هب‬
‫فيحتطب على ظهره‪ ,‬ث يأت بطبه فيبيعه ويشتري به طعاما وشرابا‪ ,‬ث يأت به إل تلك‬

‫‪339‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫البئر فيفع تلك الصخرة‪ ,‬ويعينه ال تعال عليها‪ ,‬فيدل إليه طعامه وشرابه‪ ,‬ث يردها كما‬
‫كانت‪ ,‬قال‪ :‬فكان ذلك ما شاء ال أن يكون‪ ,‬ث إنه ذهب يوما يتطب كما كان يصنع‪,‬‬
‫فجمع حطبه وحزم حزمته وفرغ منها‪ ,‬فلما أراد أن يتملها وجد سنة‪ ,‬فاضطجع فنام‪,‬‬
‫فضرب ال على أذنه سبع سني نائما‪ ,‬ث إنه هب فتمطى فتحول لشقه الَخر فاضطجع‬
‫فضرب ال على أذنه سبع سني أخرى‪ ,‬ث إنه هب واحتمل حزمته ول يسب إل أنه نام‬
‫ساعة من نار‪ ,‬فجاء إل القرية فباع حزمته‪ ,‬ث اشترى طعاما وشرابا كما كان يصنع‪ ,‬ث‬
‫إنه ذهب إل الفية موضعها الذي كانت فيه‪ ,‬فالتمسه فلم يده‪ ,‬وكان قد بدا لقومه فيه‬
‫بداء فاستخرجوه وآمنوا به وصدقوه‪ ,‬قال‪ :‬فكان نبيهم يسألم عن ذلك السود ما فعل‪,‬‬
‫فيقولون له‪ :‬ل ندري‪ ,‬حت قبض ال النب‪ ,‬هب السود من نومته بعد ذلك» فقال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم «إن ذلك السود لول من يدخل النة» وهكذا رواه ابن جرير‬
‫عن ابن حيد عن سلمة عن ممد بن إسحاق عن ممد بن كعب مرسلً‪ ,‬وفيه غرابة‬
‫ونكارة‪ ,‬ولعل فيه إدراجا‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬ل يوز أن يمل هؤلء على أنم‬
‫أ صحاب الرس الذ ين ذكروا ف القرآن‪ ,‬لن ال أ خب عن هم أ نه أهلك هم‪ ,‬وهؤلء قد بدا‬
‫لم فآمنوا بنبيهم اللهم إل أن يكون حدث لم أحداث آمنوا بالنب بعد هلك آبائهم‪ ,‬وال‬
‫أعلم‪ .‬واختار ا بن جر ير أن الراد بأ صحاب الرس هم أ صحاب الخدود الذين ذكروا ف‬
‫طططططططططططططا ل أعلم‪.‬‬ ‫طططططططططططططورة البوج‪ ,‬فط‬ ‫سط‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وقرونا بيط ذلك كثيا} أي وأماط أضعاف مطن ذكطر أهلكناهطم كثية‪,‬‬
‫ولذا قال {وكل ضرب نا له المثال} أي بي نا ل م ال جج ووضح نا ل م الدلة‪ ,‬ك ما قال‬
‫قتادة‪ :‬وأزحنا العذار عنهم {وكل تبنا تتبيا} أي أهلكنا إهلكا‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬وكم‬
‫أهلك نا من القرون من ب عد نوح} والقرن هو ال مة من الناس‪ ,‬كقوله { ث أنشأ نا من‬
‫بعدهم قرونا آخرين} وحده بعضهم بائة وعشرين سنة‪ .‬وقيل بائة‪ .‬وقيل بثماني‪ ,‬وقيل‬
‫أربع ي‪ ,‬وق يل غ ي ذلك‪ ,‬والظ هر أن القرن هم ال مة التعا صرون ف الز من الوا حد وإذا‬
‫ذهبوا وخلفهم جيل فهم قرن آخر‪ ,‬كما ثبت ف الصحيحي «خي القرون قرن‪ ,‬ث الذين‬
‫يلونم‪ ,‬ث الذين يلونم» الديث {ولقد أتوا على القرية الت أمطرت مطر السوء} يعن‬
‫قرية قوم لوط‪ ,‬وهي سدوم ومعاملتها الت أهلكها ال بالقلب وبالطر من الجارة الت من‬

‫‪340‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سطجيل‪ ,‬كمطا قال تعال‪{ :‬وأمطرنطا عليهطم مطرا فسطاء مططر النذريطن} وقال {وإنكطم‬
‫لتمرون عليهم مصبحي * وبالليل أفل تعقلون} وقال تعال‪{ :‬وإنا لبسبيل مقيم} وقال‬
‫{وإن ما لبإمام مبي} ولذا قال {أفلم يكونوا يرون ا} أي فيع تبوا ب ا حل بأهل ها من‬
‫العذاب والنكال ب سبب تكذيب هم بالر سول وبخالفت هم أوا مر ال { بل كانوا ل يرجون‬
‫نشورا} يعنط الاريطن باط مطن الكفار ل يعتطبون لنمط ل يرجون نشورا‪ ,‬أي معادا يوم‬
‫القيامططططططططططططططططططططططططططططططططططة‪.‬‬

‫** َوإِذَا َرَأوْكَ إِن َيتّخِذُونَكَ إِلّ هُزُوا َأهَـذَا الّذِي َبعَثَ اللّهُ رَسُولً * إِن كَادَ َلُيضِّلنَا عَ ْن‬
‫صبْ َرنَا عََلْيهَا وَ َسوْفَ َيعْلَمُو نَ ِحيَ يَ َروْ نَ اْلعَذَا بَ مَ نْ أَضَلّ َسبِيلً * أَ َرَأيْ تَ‬
‫آِل َهتِنَا َلوْلَ أَن َ‬
‫سبُ أَ نّ أَ ْكثَ َرهُ مْ يَ سْ َمعُونَ َأوْ‬
‫ت َتكُو نُ عََليْ هِ وَكِيلً * أَ مْ تَحْ َ‬
‫مَ ِن اتّخَذَ إِلَ ـهَ ُه َهوَا هُ أََفأَن َ‬
‫طبِيلً‬
‫ط بَ ْل هُمطططْ أَضَلّ سطط َ‬ ‫ط هُمطططْ إِلّ كَالنْعَامطط ِ‬ ‫َيعْقِلُونطططَ إِنطط ْ‬
‫يب تعال عن استهزاء الشركي بالرسول صلى ال عليه وسلم إذا رأوه كما قال تعال‪:‬‬
‫{وإذا رآك الذ ين كفروا إن يتخذونك إل هزوا} الَية‪ ,‬يعنونه بالعيب والن قص‪ .‬وقال‬
‫هه نا {وإذا رأوك إن يتخذو نك إل هزوا أهذا الذي ب عث ال ر سولً ؟} أي على سبيل‬
‫التنقيص والزدراء فقبحهم ال‪ ,‬كما قال {ولقد استهزىء برسل من قبلك} الَية‪ .‬وقوله‬
‫تعال‪{ :‬إن كاد ليضلنا عن آلتنا} يعنون أنه كاد يثنيهم عن عبادة الصنام لول أن صبوا‬
‫وتلدوا واستمروا عليها‪ .‬قال ال تعال متوعدا لم ومتهددا {وسوف يعلمون حي يرون‬
‫العذاب} الَيطططططططططططططططططططططططططططططططة‪.‬‬
‫ث قال تعال لنبيه منبها أن من كتب ال عليه الشقاوة والضلل‪ ,‬فإنه ل يهديه أحد إل‬
‫ال عز وجل {أرأيت من اتذ إله هواه} أي مهما استحسن من شيء ورآه حسنا ف‬
‫هوى نفسه كان دينه ومذهبه‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن‬
‫ال ي ضل من يشاء} الَ ية‪ ,‬ولذا قال هه نا {أفأ نت تكون عل يه وكيلً} قال ا بن عباس‪:‬‬
‫كان الر جل ف الاهلية يعبد ال جر الب يض زمانا‪ ,‬فإذا رأى غيه أحسن منه عبد الثا ن‬
‫وترك الول‪ .‬ث قال تعال‪{ :‬أم ت سب أن أكثر هم ي سمعون أو يعقلون} الَ ية‪ ,‬أي هم‬
‫أ سوأ حالً من النعام ال سارحة‪ ,‬فإن تلك تع قل ما خل قت له‪ ,‬وهؤلء خلقوا لعبادة ال‬

‫‪341‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وحده ل شريك له‪ ,‬وهم يعبدون غيه ويشركون به مع قيام الجة عليهم وإرسال الرسل‬
‫إليهطططططططططططططططططططططططططططططططططططم‪.‬‬

‫س عََليْهِ دَلِيلً *‬‫ج َعلَهُ سَاكِنا ثُمّ َجعَ ْلنَا الشّمْ َ‬ ‫ف مَدّ الظّ ّل وََل ْو شَآءَ لَ َ‬
‫** أَلَ ْم تَرَ إَِلىَ َربّكَ َكيْ َ‬
‫ثُمّ َقَبضْنَاهُ إِلَْينَا َقبْضا يَسِيا * َو ُهوَ الّذِي َجعَلَ َلكُمُ الّليْلَ ِلبَاسا وَالنّوْمَ ُسبَاتا وَ َجعَ َل الّنهَارَ‬
‫نُشُورا‬
‫من ههنا شرع سبحانه وتعال ف بيان الدلة الدالة على وجوده وقدرته التامة على خلق‬
‫الشياء الختلفطة والتضادة‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬أل تطر إل ربطك كيطف مطد الظطل ؟} قال ابطن‬
‫عباس وا بن ع مر وأ بو العال ية وأ بو مالك وم سروق وما هد و سعيد بن جبي والنخ عي‬
‫والضحاك والسن وقتادة والسدي وغيهم‪ :‬هو ما بي طلوع الفجر إل طلوع الشمس‬
‫{ولو شاء لعله ساكنا} أي دائما ل يزول‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬قل أرأيتم إن جعل ال‬
‫علي كم الل يل سرمدا} الَيات‪ .‬وقوله تعال‪ { :‬ث جعل نا الش مس عل يه دليلً} أي لول أن‬
‫الش مس تطلع عل يه ل ا عرف‪ ,‬فإن ال ضد ل يعرف إل بضده‪ ,‬وقال قتادة وال سدي‪ :‬دليلً‬
‫تتلوه وتتبعططططططه حتطططططط تأتطططططط عليططططططه كله‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ثط قبضناه إلينطا قبضا يسطيا} أي الظطل‪ .‬وقيطل الشمطس {يسطيا} أي‬
‫سهلً‪ ,‬قال ابن عباس‪ :‬سريعا‪ .‬وقال ماهد‪ :‬خفيا‪ .‬وقال السدي‪ :‬قبضا خفيا حت ل يبقى‬
‫ف الرض ظل إل تت سقف أو تت شجرة‪ ,‬وقد أظلت الشمس ما فوقه‪ .‬وقال أيوب‬
‫بن موسى ف الَية {قبضا يسيا} قليلً قليل‪ .‬وقوله {وهو الذي جعل لكم الليل لباسا}‬
‫أي يلبس الوجود ويغشاه‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬والليل إذا يغشى} {والنوم سباتا} أي قاطعا‬
‫للحركة لراحة البدان‪ ,‬فإن العضاء والوارح تكل من كثرة الركة ف النتشار بالنهار‬
‫ف العاش‪ ,‬فإذا جاء الليل وسكن‪ ,‬سكنت الركات فاستراحت‪ ,‬فحصل النوم الذي فيه‬
‫راحة البدن والروح معا {وجعل النهار نشورا} أي ينتشر الناس فيه لعايشهم ومكاسبهم‬
‫وأسبابم‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬ومن رحته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من‬
‫فضله}الَيططططططططططططططططططططططططططططططططة‪).‬‬

‫‪342‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫** َو ُه َو الّذِ يَ أَرْ سَلَ ال ّريَا حَ بُشْرَى َبيْ َن يَدَ يْ رَ ْح َمتِ ِه َوأَنزَلْنَا مِ َن ال سّمَآ ِء مَآ ًء َطهُورا *‬
‫صرّ ْفنَاهُ َبْيَنهُ مْ‬
‫س ِقيَهِ مِمّا خََلقْنَآ َأنْعَاما َوَأنَا ِسيّ َكثِيا * وََلقَدْ َ‬ ‫حيِ طيَ بِ ِه بَلْ َد ًة ّميْتا َونُ ْ‬‫ّلنُ ْ‬
‫ِليَذّكّرُواْ َفَأَبىَ أَ ْكثَ ُر النّاسططططططططططططططططططططططِ إِلّ ُكفُورا‬
‫وهذا أيضا من قدر ته التا مة و سلطانه العظ يم‪ ,‬و هو أ نه تعال ير سل الرياح مبشرات‪,‬‬
‫أي بجيء السحاب بعدها‪ ,‬والرياح أنواع ف صفات كثية من التسخي‪ ,‬فمنها ما يثي‬
‫السحاب‪ ,‬ومنها ما يمله‪ ,‬ومنها ما يسوقه‪ ,‬ومنها ما يكون بي يدي السحاب مبشرا‪,‬‬
‫ومنها ما يكون قبل ذلك يقم الرض‪ ,‬ومنها ما يلقح السحاب ليمطر‪ ,‬ولذا قال تعال‪:‬‬
‫{وأنزلنا من السماء ماء طهورا} أي آلة يتطهر با كالسحور والوقود وما جرى مراها‪,‬‬
‫فهذا أ صح ما يقال ف ذلك‪ .‬وأ ما من قال إ نه فعول بع ن فا عل‪ ,‬أو إ نه مب ن للمبال غة‬
‫والتعدي‪ ,‬فعلى كل منهما إشكالت من حيث اللغة والكم‪ ,‬ليس هذا موضع بسطها‪,‬‬
‫وال أعلم‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أب عن أب جعفر‬
‫الرازي إل حيد الطويل عن ثابت البنان قال‪ :‬دخلت مع أب العالية ف يوم مطي‪ ,‬وطرق‬
‫البصطرة قذرة‪ ,‬فصطلى فقلت له‪ ,‬فقال {وأنزلنطا مطن السطماء ماء طهورا} قال‪ :‬طهره ماء‬
‫السماء‪ ,‬وقال أيضا‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أبو سلمة‪ ,‬حدثنا وهيب عن داود عن سعيد بن‬
‫السيب ف هذه الَية قال‪ :‬أنزله ال طهورا ل ينجسه شيء‪ .‬وعن أب سعيد قال‪ :‬قيل‪ :‬يا‬
‫ر سول ال أنتو ضأ من بئر بضا عة‪ ,‬و هي بئر يل قى في ها الن ت ولوم الكلب ؟ فقال «إن‬
‫الاء طهور ل ينجسه شيء» رواه الشافعي وأحد وصححه وأبو داود والترمذي وحسنه‬
‫والنسطططططططططططططططططططططططططططططططططائي‪.‬‬
‫وروى ابن أب حات بإسناده‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أبو الشعث حدثنا معتمر‪ ,‬سعت أب‬
‫يدث عن سيار عن خالد بن يزيد قال‪ :‬كان عند عبد اللك بن مروان فذكروا الاء‪ ,‬فقال‬
‫خالد بن يزيد‪ :‬منه من السماء‪ ,‬ومنه يسقيه الغيم من البحر فيغذ به الرعد والبق‪ ,‬فأما ما‬
‫كان من البحر فل يكون له نبات‪ ,‬فأما النبات فمما كان من السماء‪ .‬وروي عن عكرمة‬
‫قال‪ :‬ما أنزل ال من السماء قطرة إل أنبت با ف الرض عشبة أو ف البحر لؤلؤة‪ .‬وقال‬
‫ططططططططر در‪.‬‬ ‫طططططططط البحط‬ ‫طططططططط الب بر وفط‬ ‫غيه‪ :‬فط‬

‫‪343‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬لنحيي به بلدة ميتا} أي أرضا قد طال انتظار ها للغ يث‪ ,‬ف هي هامدة ل‬
‫نبات في ها ول ش يء فل ما جاء ها الياء عا شت واكت ست ربا ها أنواع الزاه ي واللوان‪,‬‬
‫ك ما قال تعال‪{ :‬فإذا أنزل نا علي ها الاء اهتزت ور بت} الَ ية‪{ ,‬ون سقيه م ا خلق نا أنعاما‬
‫وأنا س ّي كثيا} أي وليشرب م نه اليوان من أنعام‪ ,‬وأنا سيّ متاج ي إل يه غا ية الا جة‬
‫لشربم وزروعهم وثارهم‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وهو الذي ينل الغيث من بعد ما قنطوا}‬
‫الَيطة‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬فانظطر إل آثار رحةط ال كيطف ييطي الرض بعطد موتاط} الَيطة‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ول قد صرفناه بين هم ليذكروا} أي أمطر نا هذه الرض دون هذه‪ ,‬و سقنا‬
‫ال سحاب ي ر على الرض ويتعدا ها ويتجاوز ها إل الرض الخرى‪ ,‬فيمطر ها ويكفي ها‬
‫ويعلها غدقا‪ ,‬والت وراءها ل ينل فيها قطرة من ماء‪ ,‬وله ف ذلك الجة البالغة والكمة‬
‫القاط عة‪ .‬قال ا بن عباس وا بن م سعود ر ضي ال عن هم‪ :‬ل يس عام بأك ثر مطرا من عام‪,‬‬
‫ولكن ال ي صرفه ك يف يشاء‪ ,‬ث قرأ هذه الَية {ول قد صرفناه بينهم ليذكروا فأ ب أك ثر‬
‫الناس إل كفورا} أي ليذكروا بإحياء ال الرض اليتططة أنططه قادر على إحياء الموات‬
‫والعظام الرفات‪ ,‬أو ليذكر من منع الطر إنا أصابه ذلك بذنب أصابه‪ ,‬فيقلع عما هو فيه‪.‬‬
‫وقال عمر مول غقبة‪ :‬كان جبيل عليه السلم ف موضع النائز‪ ,‬فقال له النب صلى ال‬
‫عليه وسلم «يا جبيل إن أحب أن أعلم أمر السحاب» قال‪ :‬فقال له جبيل‪ :‬يا نب ال‬
‫هذا ملك ال سحاب ف سله‪ ,‬فقال‪ :‬تأتي نا صكاك مت مة‪ ,‬ا سق بلد كذا وكذا‪ ,‬كذا وكذا‬
‫قطرة‪ .‬رواه ابن أب حات وهو حديث مرسل‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬فأب أكثر الناس إل كفورا}‬
‫قال عكرمة‪ :‬يعن الذين يقولون مطرنا بنوء كذا وكذا‪ ,‬وهذا الذي قاله عكرمة كما صح‬
‫ف الديث الخرج ف صحيح مسلم عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال لصحابه‬
‫يوما على أثر ساء أصابتهم من الليل «أتدرون ماذا قال ربكم ؟» قالوا‪ :‬ال ورسوله أعلم‪.‬‬
‫قال «قال أصبح من عبادي مؤمن ب وكافر‪ ,‬فأما من قال‪ :‬مطرنا بفضل ال ورحته فذاك‬
‫مؤمن ب‪ ,‬كافر بالكواكب‪ ,‬وأما من قال‪ :‬مطرنا بنوء كذا وكذا‪ ,‬فذاك كافر ب‪ ,‬مؤمن‬
‫بالكواكططططططططططططططططططططططططططططططططب»‪.‬‬

‫‪344‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ل تُطِ ِع الْكَافِرِي َن وَجَاهِ ْدهُ ْم بِ هِ ِجهَادا كَبيا *‬
‫** وََل ْو ِشْئنَا َلَبعَْثنَا فِي كُلّ َق ْرَيةٍ نّذِيرا * َف َ‬
‫ج وَ َجعَ َل َبْينَهُمَا بَرْزَخا‬
‫ح َريْ ِن هَ ـذَا عَذْ بٌ فُرَا تٌ َوهَ ـذَا مِلْ حٌ أُجَا ٌ‬ ‫ج اْلبَ ْ‬
‫َوهُ َو الّذِي مَ َر َ‬
‫صهْرا وَكَا نَ َربّ كَ‬ ‫جعَلَ ُه نَ سَبا وَ ِ‬
‫حجُورا * َو ُهوَ الّذِي خَلَ َق مِ َن الْمَآءِ بَشَرا فَ َ‬ ‫وَحِجْرا مّ ْ‬
‫قَدِيرا‬
‫يقول تعال‪{ :‬ولو شئ نا لبعث نا ف كل قر ية نذيرا} يدعو هم إل ال عز و جل‪ ,‬ولك نا‬
‫خصصناك يا ممد بالبعثة إل جيع أهل الرض‪ ,‬وأمرناك أن تبلغهم القرآن {لنذركم به‬
‫و من بلغ} {و من يك فر به من الحزاب فالنار موعده} {لتنذر أم القرى و من حول ا}‬
‫{ قل يا أي ها الناس إ ن ر سول ال إلي كم جيعا}‪ .‬و ف ال صحيحي «بع ثت إل الح ر‬
‫والسود»‪ ,‬وفيهما «وكان النب يبعث إل قومه خاصة‪ ,‬وبعثت إل الناس عامة» ولذا قال‬
‫تعال‪{ :‬فل تطع الكافرين وجاهدهم به} يعن القرآن‪ ,‬قاله ابن عباس‪{ ,‬جهادا كبيا}‬
‫كمططا قال تعال‪{ :‬يططا أيهططا النططب جاهططد الكفار والنافقيطط} الَيططة‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وهطو الذي مرج البحريطن هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج} أي خلق‬
‫الاءين‪ :‬اللو واللح‪ ,‬فاللو كالنار والعيون والَبار‪ ,‬وهذا هو البحر اللو العذب الفرات‬
‫الزلل‪ ,‬قاله ابن جريج‪ ,‬واختاره ابن جرير‪ ,‬وهذا العن ل شك فيه‪ ,‬فإنه ليس ف الوجود‬
‫بر ساكن وهو عذب فرات‪ ,‬وال سبحانه وتعال إنا أخب بالواقع لينبه العباد على نعمه‬
‫علي هم ليشكروه‪ ,‬فالب حر العذب هو هذا ال سارح ب ي الناس‪ ,‬فر قه ال تعال ب ي خل قه‬
‫لحتياجهطم إليطه أنارا وعيونا فط كطل أرض‪ ,‬بسطب حاجتهطم وكفايتهطم لنفسطهم‬
‫وأرضيهطططططططططططططططططططططططططططططططططم‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وهذا ملح أجاج} أي مال مططر زعاق ل يسططتساغ‪ ,‬وذلك كالبحار‬
‫العروفة ف الشارق والغارب‪ :‬البحر الحيط وما يتصل به من الزقاق‪ ,‬وبر القلزم‪ ,‬وبر‬
‫الي من‪ ,‬وب ر الب صرة‪ ,‬وب ر فارس‪ ,‬وب ر ال صي وال ند‪ ,‬وب ر الروم‪ ,‬وب ر الزر‪ ,‬و ما‬
‫شاكلها وما شابها من البحار الساكنة الت ل تري‪ ,‬ولكن توج وتضطرب وتلتطم ف‬
‫ز من الشتاء وشدة الرياح‪ ,‬ومن ها ما ف يه مد وجزر‪ ,‬ف في أول كل ش هر ي صل من ها مد‬
‫وف يض‪ ,‬فإذا شرع الش هر ف النق صان جزرت ح ت تر جع إل غايت ها الول‪ ,‬فإذا ا ستهل‬
‫اللل من الش هر الَ خر شر عت ف ال د إل الليلة الراب عة عشرة‪ ,‬ث تشرع ف الن قص‪,‬‬

‫‪345‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فأجرى ال سبحانه وتعال ط و هو ذو القدرة التا مة ط العادة بذلك‪ ,‬ف كل هذه البحار‬
‫ال ساكنة‪ ,‬خلق ها ال سبحانه وتعال مال ة لئل ي صل ب سببها ن ت الواء‪ ,‬فيف سد الوجود‬
‫بذلك‪ ,‬ولئل توى الرض با يوت فيها من اليوان‪ ,‬ولا كان ماؤها مالا‪ ,‬كان هواؤها‬
‫صحيحا وميتتها طيبة‪ ,‬ولذا قال رسول ال صلى ال عليه وسلم وقد سئل عن ماء البحر‪:‬‬
‫أنتو ضأ به ؟ فقال { هو الطهور ماؤه‪ ,‬ال ل ميت ته} رواه الئ مة مالك والشاف عي وأح د‬
‫وأهطططططططل السطططططططنن بإسطططططططناد جيطططططططد‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وجعطل بينهمطا برزخا وحجرا} أي بيط العذب والال {برزخا} أي‬
‫حاجزا و هو الي بس من الرض‪{ ,‬وحجرا مجورا} أي مانعا من أن ي صل أحده ا إل‬
‫الَخطر‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬مرج البحريطن يلتقيان بينهمطا برزخ ل يبغيان فبأي آلء ربكمطا‬
‫تكذبان} وقوله تعال‪{ :‬أ من ج عل الرض قرارا وج عل خلل ا أنارا وج عل ل ا روا سي‬
‫وج عل ب ي البحر ين حاجزا أإله مع ال ؟ بل أكثر هم ل يعلمون} وقوله تعال‪{ :‬و هو‬
‫الذي خلق من الاء بشرا} الَية‪ ,‬أي خلق النسان من نطفة ضعيفة فسواه وعدله وجعله‬
‫كا مل الل قة ذكرا وأن ثى‪ ,‬ك ما يشاء‪{ ,‬فجعله ن سبا و صهرا} ف هو ف ابتداء أمره ولد‬
‫نسيب‪ ,‬ث يتزوج فيصي صهرا‪ ,‬ث يصي له أصهار وأختان وقرابات‪ ,‬وكل ذلك من ماء‬
‫مهيططططططططط‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وكان ربطططططططططك قديرا}‪.‬‬

‫** َوَي ْعبُدُو َن مِن دُو نِ اللّ ِه مَا َل يَن َف ُعهُ ْم وَ َل يَضُ ّرهُ ْم وَكَا َن الْكَافِرُ عََلىَ َربّ ِه َظهِيا * َومَآ‬
‫أَرْ سَ ْلنَاكَ إِ ّل ُمبَشّرا َونَذِيرا * ُق ْل مَآ أَ ْسأَُلكُمْ عََليْ ِه مِ نْ أَ ْجرٍ إِ ّل مَن شَآءَ أَن َيتّخِذَ إَِلىَ َربّ هِ‬
‫ب ِعبَادِ هِ َخبِيا‬ ‫ت وَ سَبّ ْح ِبحَمْدِ هِ وَ َك َفىَ بِ ِه بِ ُذنُو ِ‬
‫َسبِيلً * َوتَوَكّ ْل عَلَى الْحَ ّي الّذِي َل يَمُو ُ‬
‫ض وَمَا َبيَْنهُمَا فِي ِسّتةِ َأيّا مٍ ثُ مّ ا ْسَتوَىَ عَلَى اْلعَرْ شِ‬ ‫ت وَالرْ َ‬ ‫* الّذِي َخلَ َق ال سّمَاوَا ِ‬
‫الرّحْ َم ـنُ فَا ْسأَ ْل بِ هِ َخبِيا * َوإِذَا قِيلَ َلهُ مُ ا سْجُدُواْ لِلرّحْمَ ـنِ قَالُوْا وَمَا الرّ ْحمَ ـنُ‬
‫ط ُنفُورا‬ ‫َأنَسططططططْجُدُ لِمَططططططا َت ْأمُرُنَططططططا وَزَا َدهُمططططط ْ‬
‫يب تعال عن جهل الشركي ف عبادتم غي ال من الصنام الت ل تلك له ضرا ول‬
‫نفعا‪ ,‬بل دل يل قادهم إل ذلك‪ ,‬ول حجة أدتم إليه بل بجرد الَراء والتشهي والهواء‪,‬‬
‫فهم يوالونم ويقاتلون ف سبيلهم‪ ,‬ويعادون ال ورسوله والؤمني فيهم‪ ,‬ولذا قال تعال‪:‬‬

‫‪346‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{وكان الكافر على ربه ظهيا} أي عونا ف سبيل الشيطان على حزب ال وحزب ال‬
‫هم الغالبون‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬واتذوا من دون ال آل ة لعل هم ين صرون ل ي ستطيعون‬
‫نصرهم وهم لم جند مضرون} أي آلتهم الت اتذوها من دون ال ل تلك لم نصرا‪,‬‬
‫وهؤلء الهلة للصنام جند مضرون يقاتلون عنهم‪ ,‬ويذبون عن حوزتم‪ ,‬ولكن العاقبة‬
‫والنصططططرة ل ولرسططططوله وللمؤمنيطططط فطططط الدنيططططا والَخرة‪.‬‬
‫قال ماهطد {وكان الكافطر على ربطه ظهيا} قال‪ :‬يظاهطر الشيطان على معصطية ال‬
‫ويعينه‪ .‬وقال سعيد بن جبي‪{ :‬وكان الكافر على ربه ظهيا} يقول‪ :‬عونا للشيطان على‬
‫ربه بالعداوة والشرك وقال زيد بن أسلم {وكان الكافر على ربه ظهيا} قال‪ :‬مواليا‪ ,‬ث‬
‫قال تعال لر سوله صلوات ال وسلمه عليه {وما أر سلناك إل مبشرا ونذيرا} أي بشيا‬
‫للمؤمني ونذيرا للكافرين‪ ,‬مبشرا بالنة لن أطاع ال ونذيرا بي يدي عذاب شديد لن‬
‫خالف أمر ال {قل ما أسألكم عليه من أجر} أي على هذا البلغ وهذا النذار من أجرة‬
‫أطلب ها من أموال كم‪ ,‬وإن ا أف عل ذلك ابتغاء و جه ال تعال {ل ن شاء من كم أن ي ستقيم}‬
‫{إل من شاء أن يتخذ إل ربه سبيلً} أي طريقا ومسلكا ومنهجا يقتدي فيها با جئت‬
‫بططططططططططططططططططططططططططططططططططططه‪.‬‬
‫ل على‬‫ث قال تعال‪{ :‬وتوكل على الي الذي ل يوت} أي ف أمورك كلها كن متوك ً‬
‫ال الي الذي ل يوت أبدا‪ ,‬الذي هو {الول والَخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء‬
‫عليم} الدائم الباقي السرمدي البدي الي القيوم ورب كل شيء ومليكه اجعله ذخرك‬
‫وملجأك‪ ,‬و هو الذي يتو كل عل يه ويفزع إل يه‪ ,‬فإ نه كاف يك ونا صرك ومؤيدك ومظفرك‪,‬‬
‫ك ما قال تعال‪ { :‬يا أي ها الر سول بلغ ما أنزل إل يك من ر بك وإن ل تف عل ف ما بل غت‬
‫رسططططططططالته وال يعصططططططططمك مططططططططن الناس}‪.‬‬
‫وروى ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو زرعة‪ ,‬حدثنا عبد ال بن ممد بن علي بن نفيل قال‪:‬‬
‫قرأت على معقل يعن ابن عبيد ال‪ ,‬عن عبد ال بن أب حسي عن شهر بن حوشب قال‪:‬‬
‫لقي سلمان النب صلى ال عليه وسلم ف بعض فجاج الدينة فسجد له‪ ,‬فقال «ل تسجد‬
‫ل يا سلمان‪ ,‬وا سجد لل حي الذي ل يوت} وهذا مر سل ح سن‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬و سبح‬
‫بمده} أي اقرن ب ي حده وت سبيحه‪ ,‬ولذا كان ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول‬

‫‪347‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫«سبحانك اللهم ربنا وبمدك» أي أخلص له العبادة والتوكل‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬رب‬
‫الشرق والغرب ل إله إل هطو فاتذه وكيلً} وقال تعال‪{ :‬فاعبده وتوكطل عليطه} وقال‬
‫تعال‪{ :‬قطططل هطططو الرحنططط آمنطططا بطططه وعليطططه توكلنطططا}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وكفى به بذنوب عباده خبيا} أي بعلمه التام الذي ل يفى عليه خافية‬
‫ول يعزب ع نه مثقال ذرة‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬الذي خلق ال سموات والرض} الَ ية‪ ,‬أي هو‬
‫ال ي الذي ل يوت‪ ,‬و هو خالق كل ش يء ور به وملي كه‪ ,‬الذي خلق بقدر ته ال سموات‬
‫السبع ف ارتفاعها واتساعها‪ ,‬والرضي السبع ف سفولا وكثافتها {ف ستة أيام ث استوى‬
‫على العرش} أي يدبر المططر‪ ,‬ويقضططي القطط‪ ,‬وهططو خيطط الفاصططلي‪.‬‬
‫وقوله {ث استوى على العرش الرحن فاسأل به خبيا} أي استعلم عنه من هو خبي به‬
‫عال به‪ ,‬فاتب عه واق تد به‪ ,‬و قد علم أ نه ل أ حد أعلم بال ول أ خب به من عبده ور سوله‬
‫م مد صلوات ال و سلمه عل يه‪ ,‬سيد ولد آدم على الطلق ف الدن يا والَخرة‪ ,‬الذي ل‬
‫ينطق عن الوى‪ ,‬إن هو إل وحي يوحى‪ ,‬فما قاله فهو الق‪ ,‬وما أخب به فهو الصدق‪,‬‬
‫وهو المام الحكم الذي إذا تنازع الناس ف شيء وجب رد نزاعهم إليه‪ ,‬فما وافق أقواله‬
‫وأفعاله فهو الق‪ ,‬وما خالفها فهو مردود على قائله وفاعله كائنا من كان‪ ,‬قال ال تعال‪:‬‬
‫{فإن تنازعتم ف شيء} الَية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إل ال}‬
‫وقال تعال‪{ :‬وت ت كل مة ر بك صدقا وعدلً} أي صدقا ف الخبار وعدلً ف الوا مر‬
‫والنواهطططططي‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬فاسطططططأل بطططططه خطططططبيا}‪.‬‬
‫قال ماهد‪ :‬ف قوله {فاسأل به خبيا} قال‪ :‬ما أخبتك من شيء فهو كما أخبتك‬
‫وكذا قال ابن جريج‪ .‬وقال شر بن عطية ف قوله {فاسأل به خبيا} هذا القرآن خبي به‪.‬‬
‫ث قال تعال منكرا على الشركي الذين يسجدون لغي ال من الصنام والنداد {وإذا قيل‬
‫ل م ا سجدوا للرح ن قالوا و ما الرح ن} أي ل نعرف الرح ن‪ ,‬وكانوا ينكرون أن ي سمى‬
‫ال با سه الرح ن‪ ,‬ك ما أنكروا ذلك يوم الديب ية ح ي قال ال نب صلى ال عل يه و سلم‬
‫للكا تب «اك تب ب سم ال الرح ن الرح يم» فقالوا‪ :‬ل نعرف الرح ن ول الرح يم‪ ,‬ول كن‬
‫اك تب ك ما ك نت تك تب‪ :‬با سك الل هم‪ ,‬ولذا أنزل ال تعال‪ { :‬قل ادعوا ال أو ادعوا‬
‫الرحن أيّا ما تدعوا فله الساء السن} أي هو ال وهو الرحن وقال ف هذه الَية {وإذا‬

‫‪348‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قيل لم اسجدوا للرحن قالوا وما الرحن} أي ل نعرفه ول نقر به {أنسجد لا تأمرنا}‬
‫أي لجرد قولك {وزادهطم نفورا} فأمطا الؤمنون فإنمط يعبدون ال الذي هطو الرحنط‬
‫الرحيطم‪ ,‬ويفردونطه بالليطة‪ ,‬ويسطجدون له‪ ,‬وقطد اتفطق العلماء رحهطم ال على أن هذه‬
‫ال سجدة ال ت ف الفرقان مشروع ال سجود عند ها لقارئ ها وم ستمعها‪ ,‬ك ما هو مقرر ف‬
‫موضعططططططططططططه‪ ,‬وال سططططططططططططبحانه وتعال أعلم‪.‬‬

‫** َتبَارَ َك الّذِي َجعَلَ فِي ال سّمَآ ِء بُرُوجا وَ َجعَلَ فِيهَا سِرَاجا وَقَمَرا ّمنِيا * وَ ُه َو الّذِي‬
‫َجعَلَ الّليْ َل وَالنّهَارَ خِ ْل َفةً لّمَنطططططططططططططْ أَرَادَ أَن يَذّكّرَ َأوْ أَرَا َد ُشكُورا‬
‫يقول تعال مجدا نف سه ومعظما على ج يل ما خلق ف ال سماوات من البوج‪ ,‬و هي‬
‫الكواكب العظام ف قول ماهد وسعيد بن جبي وأب صال والسن وقتادة‪ .‬وقيل‪ :‬هي‬
‫ق صور ف ال سماء للحرس‪ ,‬يروى هذا عن علي وا بن عباس وم مد بن ك عب وإبراه يم‬
‫النخ عي و سليمان بن مهران الع مش‪ ,‬و هو روا ية عن أ ب صال أيضا‪ ,‬والقول الول‬
‫أظ هر‪ .‬الل هم إل أن يكون الكوا كب العظام هي ق صور للحرس‪ ,‬فيجت مع القولن‪ ,‬ك ما‬
‫قال تعال‪{ :‬ولقد زينا السماء الدنيا بصابيح} الَية‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬تبارك الذي جعل‬
‫ف السماء بروجا وجعل فيها سراجا} وهي الشمس النية الت هي كالسراج ف الوجود‪,‬‬
‫كما قال تعال‪{ :‬وجعلنا سراجا وهاجا} {وقمرا منيا} أي مشرقا مضيئا بنور آخر من‬
‫غ ي نور الش مس‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬و هو الذي ج عل الش مس ضياء والق مر نورا} وقال‬
‫م با عن نوح عل يه ال سلم‪ ,‬أ نه قال لقو مه {أل تروا ك يف خلق ال سبع سوات طباقا‬
‫وج عل القمر فيهن نورا وجعل الش مس سراجا} ث قال تعال‪{ :‬و هو الذي جعل الل يل‬
‫والنهار خلفة} أي يلف كل واحد منهما صاحبه‪ ,‬يتعاقبان ل يفتران‪ ,‬إذا ذهب هذا جاء‬
‫هذا‪ ,‬وإذا جاء هذا ذ هب ذاك‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬و سخر ل كم الش مس والق مر دائب ي}‬
‫الَ ية‪ ,‬وقال {يغ شي الل يل والنهار يطل به حثيثا} الَ ية‪ ,‬وقال {ل الش مس ينب غي ل ا أن‬
‫تدرك القمطططططططططططططططر} الَيطططططططططططططططة‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬لنط أراد أن يذكطر أو أراد شكورا} أي جعلهمطا يتعاقبان توقيتا لعبادة‬
‫عباده له عز وجل‪ ,‬فمن فاته عمل ف الليل استدركه ف النهار‪ ,‬ومن فاته عمل ف النهار‬

‫‪349‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ا ستدركه ف الل يل‪ ,‬و قد جاء ف الد يث ال صحيح «إن ال عز و جل يب سط يده بالل يل‬
‫ليتوب مسيء النهار‪ ,‬ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل»‪ .‬وقال أبو داود الطيالسي‪:‬‬
‫حدث نا أ بو حزه عن ال سن أن ع مر بن الطاب أطال صلة الض حى‪ ,‬فق يل له‪ :‬صنعت‬
‫اليوم شيئا ل تكن تصنعه‪ ,‬فقال‪ :‬إنه بقي علي من وردي شيء‪ ,‬فأحببت أن أته‪ ,‬أو قال‬
‫أقض يه‪ ,‬وتل هذه الَ ية {و هو الذي ج عل الل يل والنهار خل فة ل ن أراد أن يذ كر أو أراد‬
‫شكورا}‪ .‬وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف الَية‪ :‬يقول من فاته شيء من الليل‬
‫أن يعمله أدر كه بالنهار‪ ,‬أو من النهار أدر كه بالل يل‪ ,‬وكذا قال عكر مة و سعيد بن جبي‬
‫والسطن‪ ,‬وقال ماهطد وقتادة‪ :‬خلفطة‪ ,‬أي متلفيط‪ ,‬أي هذا بسطواده وهذا بضيائه‪.‬‬

‫ض َهوْنا َوإِذَا خَا َطبَهُ ُم الَاهِلُو نَ قَالُواْ َسلَما‬ ‫** َو ِعبَادُ الرّ ْحمَـ ِن الّذِي َن يَمْشُو نَ عََلىَ الرْ ِ‬
‫ف َعنّا عَذَابَ َج َهنّمَ إِنّ‬ ‫* وَالّذِي َن ِيبِيتُونَ لِ َرّبهِمْ سُجّدا وَِقيَاما * وَالّذِي َن َيقُولُونَ َرّبنَا اصْرِ ْ‬
‫سَتقَرّا َو ُمقَاما * وَالّذِي نَ إِذَآ أَن َفقُواْ لَ ْم يُ سْرِفُواْ وَلَ مْ‬
‫عَذَابَهَا كَا نَ غَرَاما * ِإنّهَا سَآءَتْ مُ ْ‬
‫ط بَيْنطططططططططَ ذَلِكطططططططططَ َقوَاما‬ ‫َيقْتُرُوْا وَكَانطططططططط َ‬
‫هذه صفات عباد ال الؤمني {الذين يشون على الرض هونا} أي بسكينة ووقار من‬
‫غ ي جب ية ول ا ستكبار‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬ول ت ش ف الرض مرحا} الَ ية‪ ,‬فأ ما هؤلء‬
‫فإنمط يشون مطن غيط اسطتكبار ول مرح‪ ,‬ول أشطر ول بططر‪ ,‬وليطس الراد أنمط يشون‬
‫كالرضى تصنعا ورياء‪ ,‬فقد كان سيد ولد آدم صلى ال عليه وسلم إذا مشى كأنا ينحط‬
‫من صبب‪ ,‬وكأنا الرض تطوى له‪ ,‬وقد كره بعض السلف الشي بتضعف وتصنع‪ ,‬حت‬
‫روي عن عمر أنه رأى شابا يشي رويدا‪ ,‬فقال‪ :‬ما بالك أأنت مريض ؟ قال‪ :‬ل يا أمي‬
‫الؤمن ي‪ ,‬فعله بالدرة وأمره أن ي شي بقوة‪ ,‬وإن ا الراد بالون ه نا ال سكينة والوقار‪ ,‬ك ما‬
‫قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «إذا أتي تم ال صلة فل تأتو ها وأن تم ت سعون‪ ,‬وأتو ها‬
‫وعليكططم السططكينة فمططا أدركتططم منهططا فصططلوا‪ ,‬ومططا فاتكططم فأتوا»‪.‬‬
‫وقال ع بد ال بن البارك عن مع مر عن ي ي بن الختار عن ال سن الب صري ف قوله‬
‫{وعباد الرح ن} الَ ية‪ ,‬قال‪ :‬إن الؤمن ي قوم ذلل‪ ,‬ذلت من هم ط وال ط ال ساع‬
‫ط بالقوم مطن مرض‪ ,‬وإنمط وال أصطحاء‪,‬‬ ‫والبصطار والوارح‪ ,‬حتط تسطبهم مرضطى وم ا‬

‫‪350‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ولكن هم دخل هم من الوف ما ل يد خل غي هم‪ ,‬ومنع هم من الدن يا علم هم بالَخرة‪,‬‬
‫فقالوا‪ :‬المد ل الذي أذهب عنا الزن‪ ,‬أما وال ما أحزنم ما أحزن الناس‪ ,‬ول تعاظم‬
‫ف نفوسهم شيء طلبوا به النة‪ ,‬ولكن أبكاهم الوف من النار‪ ,‬إنه من ل يتعز بعزاء ال‪,‬‬
‫تق طع نف سه على الدن يا ح سرات‪ ,‬و من ل ير ل نعمةً إل ف مط عم أو مشرب‪ ,‬ف قد قل‬
‫علمططططططططططه وحضططططططططططر عذابططططططططططه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وإذا خاطب هم الاهلون قالوا سلما} أي إذا سفه علي هم الهال بالقول‬
‫السطيء ل يقابلوهطم عليطه بثله‪ ,‬بطل يعفون ويصطفحون ول يقولون إل خيا‪ ,‬كمطا كان‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ل تزيده شدة الا هل عل يه إل حلما‪ ,‬وك ما قال تعال‪:‬‬
‫{وإذا سعوا اللغو أعرضوا عنه} الَية‪ .‬وروى المام أحد‪ :‬حدثنا أسود بن عامر‪ ,‬حدثنا‬
‫أبو بكر عن العمش عن أب خالد الوالب‪ ,‬عن النعمان بن مقرن الزن قال‪ :‬قال رسول‬
‫ل عنده‪ ,‬فج عل قال‪ :‬ال سبوب يقول‪ :‬عل يك‬ ‫ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬و سب ر جل رج ً‬
‫ال سلم‪ ,‬الر جل فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «أ ما إن ملكا بينك ما يذب ع نك‪,‬‬
‫كلما شت مك هذا قال له‪ :‬بل أنت وأنت أحق به‪ ,‬وإذا قلت له وعليك السلم‪ ,‬قال‪ :‬ل‬
‫ططن‪ ,‬ول يرجوه‪.‬‬ ‫ططناده حسط‬ ‫ططه»‪ .‬إسط‬ ‫ططق بط‬ ‫ططت أحط‬ ‫ططك وأنط‬ ‫ططل عليط‬‫بط‬
‫وقال ما هد {قالوا سلما} يع ن قالوا سدادا‪ .‬وقال سعيد بن جبي‪ :‬ردوا معروفا من‬
‫القول‪ .‬وقال ال سن الب صري‪{ :‬قالوا سلما} حلماء ل يهلون إن ج هل علي هم حلموا‪,‬‬
‫يصاحبون عباد ال نارهم با يسمعون‪ ,‬ث ذكر أن ليلهم خي ليل‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬والذين‬
‫يبيتون لربم سجدا وقياما} أي ف طاعته وعبادته‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬كانوا قليلً من الليل‬
‫ما يهجعون وبال سحار هم ي ستغفرون} وقوله {تتجا ف جنوب م عن الضا جع} الَ ية‪,‬‬
‫وقال تعال‪{ :‬أ من هو قا نت آناء الل يل ساجدا وقائما يذر الَخرة وير جو رح ة ر به}‬
‫الَ ية‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬والذ ين يقولون رب نا ا صرف ع نا عذاب جه نم إن عذاب ا كان‬
‫غراما} أي ملزما دائما‪ ,‬كمططططططططططا قال الشاعططططططططططر‪:‬‬
‫إن يعذب يكططططططططن غراما‪ ,‬وإن يعطجزيلً‪ ,‬فإنططططططططه ل يبال‬
‫ولذا قال ال سن ف قوله {إن عذاب ا كان غراما} كل ش يء ي صيب ا بن آدم ويزول‬
‫ع نه‪ ,‬فل يس بغرام‪ ,‬وإن ا الغرام اللزم ما دا مت ال سموات والرض‪ ,‬وكذا قال سليمان‬

‫‪351‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫التي مي‪ .‬وقال م مد بن ك عب {إن عذاب ا كان غراما} يع ن ما نعموا ف الدن يا‪ ,‬إن ال‬
‫تعال سطأل الكفار عطن النعمطة فلم يردوهطا إليطه‪ ,‬فأغرمهطم فأدخلهطم النار {إناط سطاءت‬
‫مستقرا ومقاما} أي بئس النل منظرا‪ ,‬وبئس القيل مقاما‪ ,‬وقال ابن أب حات عند قوله‬
‫{إنا ساءت مستقرا ومقاما} حدثنا أب‪ ,‬حدثنا السن بن الربيع‪ ,‬حدثنا أبو الحوص‬
‫عن الع مش عن مالك بن الارث قال‪ :‬إذا طرح الر جل ف النار هوى في ها‪ ,‬فإذا انت هى‬
‫إل ب عض أبواب ا ق يل له‪ :‬مكا نك ح ت تت حف‪ ,‬قال‪ :‬في سقى كأ سا من سم ال ساود‬
‫والعقارب‪ ,‬قال‪ :‬فيميز اللد على حدة‪ ,‬والشعر على حدة‪ ,‬والعصب على حدة‪ ,‬والعروق‬
‫على حدة‪ .‬وقال أيضا‪ :‬حدث نا أ ب‪ ,‬حدث نا ال سن بن الرب يع‪ ,‬حدث نا أ بو الحوص عن‬
‫العمش عن ماهد‪ ,‬عن عبيد بن عمي قال‪ :‬إن ف النار لبابا فيها حيات أمثال البخت‪,‬‬
‫وعقارب أمثال البغال الدل‪ ,‬فإذا قذف ب م ف النار خر جت إلي هم من أوطان ا‪ ,‬فأخذت‬
‫بشفاه هم وأبشار هم وأشعار هم‪ ,‬فكش طت لوم هم إل أقدام هم‪ ,‬فإذا وجدت حر النار‬
‫رجعططططططططططططططططططططططططططططططططططت‪.‬‬
‫وقال المام أح د‪ :‬حدث نا ال سن بن مو سى‪ ,‬حدث نا سلم يع ن ا بن م سكي‪ ,‬عن أ ب‬
‫ظلل عن أنس بن مالك رضي ال عنه‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال «إن عبدا ف‬
‫جهنم لينادي ألف سنة‪ :‬يا حنان يا منان‪ ,‬فيقول ال عز وجل لبيل‪ :‬اذهب فأتن بعبدي‬
‫هذا‪ ,‬فينطلق جب يل في جد أ هل النار م كبي يبكون‪ ,‬في جع إل ر به عز و جل في خبه‪,‬‬
‫فيقول ال عز و جل‪ ,‬ائت ن به‪ ,‬فإ نه ف مكان كذا وكذا‪ ,‬فيج يء به فيوق فه على ر به عز‬
‫و جل‪ ,‬فيقول له‪ :‬يا عبدي ك يف وجدت مكا نك ومقيلك ؟ فيقول‪ :‬يا رب شر مكان‬
‫وشر مقيل‪ ,‬فيقول ال عز وجل‪ ,‬ردوا عبدي‪ ,‬فيقول‪ :‬يا رب ما كنت أرجو إذ أخرجتن‬
‫منهطططا أن تردنططط فيهطططا‪ ,‬فيقول ال عطططز وجطططل‪ ,‬دعوا عبدي»‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬والذيطن إذا أنفقوا ل يسطرفوا ول يقتروا} الَيطة‪ ,‬أي ليسطوا ببذريطن فط‬
‫إنفاقهم‪ ,‬فيصرفون فوق الاجة‪ ,‬ول بلء على أهليهم فيقصرون ف حقهم فل يكفونم‪,‬‬
‫بل عدلً خيارا‪ ,‬وخ ي المور أو سطها‪ ,‬ل هذا ول هذا‪{ ,‬وكان ب ي ذلك قواما} ك ما‬
‫قال تعال {ول تعل يدك مغلولة إل عنقك ول تبسطها كل البسط} الَية‪ ,‬وقال المام‬
‫أحد‪ :‬حدثنا عصام بن خالد‪ ,‬حدثن أبو بكر بن عبد ال بن أب مري الغسان‪ ,‬عن ضمرة‬

‫‪352‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عن أب الدرداء عن النب صلى ال عليه وسلم قال «من فقه الرجل رفقه ف معيشته»‪ .‬ول‬
‫يرجوه‪ .‬وقال المام أحد أيضا‪ :‬حدثنا أبو عبيدة الداد‪ ,‬حدثنا مسكي بن عبد العزيز‬
‫العبدي‪ ,‬حدثنطا إبراهيطم الجري عطن أبط الحوص‪ ,‬عطن عبطد ال بطن مسطعود قال‪ :‬قال‬
‫رسططول ال صططلى ال عليططه وسططلم «مططا عال مططن اقتصططد» ل يرجوه‪.‬‬
‫وقال الافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا أحد بن يي‪ ,‬حدثنا إبراهيم بن ممد بن ميمون‪,‬‬
‫حدثنا سعيد بن حكيم عن مسلم بن حبيب عن بلل ط يعن العبسي ط عن حذيفة قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «ما أحسن القصد ف الغن‪ ,‬وأحسن القصد ف الفقر‪,‬‬
‫وأحسن القصد ف العبادة» ث قال‪ :‬ل نعرفه يروى إل من حديث حذيفة رضي ال عنه‪.‬‬
‫وقال ال سن الب صري‪ :‬ل يس ف النف قة ف سبيل ال سرف‪ .‬وقال إياس بن معاو ية‪ :‬ما‬
‫جاوزت به أمر ال تعال‪ ,‬فهو سرف‪ .‬وقال غيه‪ :‬السرف النفقة ف معصية ال عز وجل‪.‬‬

‫س الّتِي َحرّ مَ اللّ هُ إِلّ بِاْلحَ ّق وَ َل‬


‫** وَالّذِي نَ َل يَ ْدعُو َن مَ عَ اللّ هِ إِلَـهَا آخَ َر وَ َل َي ْقتُلُو نَ الّنفْ َ‬
‫ب َيوْ َم اْلقِيا َم ِة َويَخْلُدْ فِي ِه ُمهَانا * إِلّ‬
‫ك يَ ْلقَ َأثَاما * ُيضَاعَفْ لَ ُه اْلعَذَا ُ‬ ‫يَ ْزنُونَ َومَن َي ْفعَلْ ذَلِ َ‬
‫سنَاتٍ وَكَا نَ اللّ هُ‬ ‫ب وَآمَ نَ َوعَمِلَ عَ َملً صَالِحا َفُأوْلَ ـئِكَ ُيبَدّلُ اللّ هُ َسّيئَاتِهِمْ حَ َ‬ ‫مَن تَا َ‬
‫ط مَتابا‬
‫ط َوعَمِلَ صططَالِحا فَِإنّهططُ يَتُوبططُ إِلَى اللّهط ِ‬ ‫َغفُورا ّرحِيما * وَمَططن تَابط َ‬
‫قال المام أح د‪ :‬حدث نا أ بو معاو ية‪ ,‬حدث نا الع مش عن شق يق عن ع بد ال هو ا بن‬
‫مسعود قال‪ :‬سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم أي الذنب أكب ؟ قال «أن تعل ل ندا‬
‫و هو خل قك» قال‪ :‬ث أي ؟ قال «أن تق تل ولدك خش ية أن يط عم م عك» قال‪ :‬ث أي ؟‬
‫قال‪« :‬أن تزا ن حليلة جارك» قال ع بد ال‪ :‬وأنزل ال ت صديق ذلك {والذ ين ل يدعون‬
‫مع ال إلا آخر} الَية‪ ,‬وهكذا رواه النسائي عن هناد بن السري عن أب معاوية به‪ ,‬وقد‬
‫أخرجه البخاري ومسلم من حديث العمش ومنصور زاد البخاري وواصل ثلثتهم عن‬
‫أب وائل شقيق بن سلمة عن أب ميسرة عمرو بن شرحبيل عن ابن مسعود به‪ ,‬فال أعلم‪,‬‬
‫ولفظه ما عن ا بن م سعود قال‪ :‬قلت يا ر سول ال أي الذ نب أع ظم ؟ الد يث‪ ,‬طر يق‬
‫غريططططططططططططططططططططططططططططططططططب‪.‬‬

‫‪353‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال ابن جرير‪ :‬حدثنا أحد بن إسحاق الهوازي‪ ,‬حدثنا عامر بن مدرك‪ ,‬حدثنا السري‬
‫يعن ابن إساعيل‪ ,‬حدثنا الشعب عن مسروق قال‪ :‬قال عبد ال‪ ,‬خرج رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم ذات يوم فاتبع ته‪ ,‬فجلس على ن شز من الرض‪ ,‬وقعدت أ سفل م نه ووج هي‬
‫حيال ركبتيه‪ ,‬واغتنمت خلوته وقلت‪ :‬بأب أنت وأمي يا رسول ال‪ ,‬أي الذنب أكب ؟‬
‫قال «أن تدعو ل ندا وهو خلقك» قلت‪ :‬ث مه ؟ قال «أن تقتل ولدك كراهية أن يطعم‬
‫م عك» قلت‪ :‬ث مه ؟ قال «أن تزا ن حليلة جارك» ث قرأ {والذ ين ل يدعون مع ال}‬
‫الَية‪ ,‬وقال النسائي‪ :‬حدثنا قتيبة بن سعيد‪ ,‬حدثنا جرير عن منصور عن هلل بن يساف‬
‫عن سلمة بن قيس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ف حجة الوداع «أل إنا هي‬
‫أر بع» ف ما أ نا بأ شح علي هن م ن م نذ سعتهن من ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« ,‬ل‬
‫تشركوا بال شيئا‪ ,‬ول تقتلوا النفطس التط حرم ال إل بالقط‪ ,‬ول تزنوا‪ ,‬ول تسطرقوا»‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا علي بن الدي ن رح ه ال‪ ,‬حدثنا ممد بن فض يل بن غزوان‪,‬‬
‫حدثنا ممد بن سعد النصاري‪ ,‬سعت أبا طيبة الكلعي‪ ,‬سعت القداد بن السود رضي‬
‫ال ع نه يقول‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ل صحابه « ما تقولون ف الز نا ؟»‬
‫قالوا‪ :‬حرمه ال ورسوله‪ ,‬فهو حرام إل يوم القيامة‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫لصحابه «لن يزن الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزن بامرأة جاره»‪ .‬قال «فما‬
‫تقولون ف السرقة ؟» قالوا‪ :‬حرمها ال ورسوله‪ ,‬فهي حرام‪ ,‬قال «لن يسرق الرجل من‬
‫عشرة أبيات أي سر عل يه من أن ي سرق من جاره»‪ .‬وقال أ بو ب كر بن أ ب الدن يا‪ :‬حدث نا‬
‫عمار بن نصر‪ ,‬حدثنا بقية عن أب بكر بن أب مري عن اليثم بن مالك الطائي‪ ,‬عن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال «ما من ذنب بعد الشرك أعظم عند ال من نطفة وضعها رجل‬
‫فطططططططططط رحططططططططططم ل يلطططططططططط له»‪.‬‬
‫وقال ابن جريج‪ :‬أخبن يعلى عن سعيد بن جبي أنه سع ابن عباس يدث أن ناسا من‬
‫أ هل الشرك قتلوا فأكثروا‪ ,‬وزنوا فأكثروا‪ ,‬ث أتوا ممدا صلى ال عل يه و سلم فقالوا‪ :‬إن‬
‫الذي تقول وتدعو إليه لسن‪ ,‬لو تبنا أن لا عملنا كفارة‪ ,‬فنلت {والذين ل يدعون مع‬
‫ال إلا آخر} الَية‪ ,‬ونزلت {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم} الَية‪ .‬وقال ابن‬
‫أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا ابن أب عمر‪ ,‬حدثنا سفيان عن عمرو عن أب فاختة قال‪ :‬قال‬

‫‪354‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم لرجطل «إن ال ينهاك أن تعبطد الخلوق وتدع الالق‪,‬‬
‫وينهاك أن تق تل ولدك وتغذو كل بك‪ ,‬وينهاك أن تز ن بليلة جارك»‪ .‬قال سفيان‪ :‬و هو‬
‫قوله {والذيطططططن ل يدعون مطططططع ال إلا آخطططططر} الَيطططططة‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬و من يف عل ذلك يلق أثاما} روي عن ع بد ال بن عمرو أ نه قال‪ :‬أثاما‪:‬‬
‫واد ف جه نم‪ .‬وقال عكر مة {يلق أثاما} أود ية ف جه نم يعذب في ها الزناة‪ .‬وكذا روي‬
‫عن سعيد بن جبي وماهد‪ .‬وقال قتادة {يلق أثاما} نكالً‪ ,‬كنا ندث أنه واد ف جهنم‪.‬‬
‫وقد ذكر لنا أن لقمان كان يقول‪ :‬يا بن‪ ,‬إياك والزنا‪ ,‬فإن أوله مافة وآخره ندامة‪ ,‬وقد‬
‫ورد ف الديث الذي رواه ابن جرير وغيه عن أب أمامة الباهلي موقوفا ومرفوعا‪ :‬أن غيا‬
‫وآثاما بئران ف ق عر جه نم‪ ,‬أجار نا ال منه ما ب نه وكرمطه‪ .‬وقال ال سدي {يلق أثاما}‬
‫جزاء‪ ,‬وهذا أشبه بظاهر الَية‪ ,‬وبذا فسره با بعده مبد ًل منه‪ ,‬وهو قوله تعال‪{ :‬يضاعف‬
‫له العذاب يوم القيا مة} أي يكرر عل يه ويغلظ {ويلد ف يه مهانا} أي حقيا ذليلً‪ .‬وقوله‬
‫تعال‪{ :‬إل من تاب وآمن وعمل عملً صالا} أي جزاؤه على ما فعل من هذه الصفات‬
‫القبي حة ما ذ كر {إل من تاب} أي ف الدن يا إل ال عز و جل من ج يع ذلك‪ ,‬فإن ال‬
‫يتوب عليه‪ ,‬وف ذلك دللة على صحة توبة القاتل‪ ,‬ول تعارض بي هذه وبي آية النساء‬
‫{ومن يقتل مؤمنا متعمدا} الَية‪ ,‬فإن هذه وإن كانت مدنية إل أنا مطلقة‪ ,‬فتحمل على‬
‫من ل يتب لن هذه مقيدة بالتوبة‪ ,‬ث قد قال تعال‪{ :‬إن ال ل يغفر أن يشرك به ويغفر‬
‫ما دون ذلك ل ن يشاء} الَ ية‪ .‬قد ثب تت ال سنة ال صحيحة عن ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم بصحة توبة القاتل‪ ,‬كما ذكر مقررا من قصة الذي قتل مائة رجل ث تاب‪ ,‬فقبل ال‬
‫توبته‪ ,‬وغي ذلك من الحاديث‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬فأولئك يبدل ال سيئاتم حسنات وكان‬
‫ال غفورا رحيما} ف معن قوله {يبدل ال سيئاتم حسنات} قولن (أحدها) أنم بدلوا‬
‫مكان عمل السيئات بعمل السنات‪ .‬قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف الَية‪ ,‬قال‪:‬‬
‫هم الؤمنون كانوا من ق بل إيان م على ال سيئات‪ ,‬فر غب ال ب م عن ذلك‪ ,‬فحول م إل‬
‫ال سنات‪ ,‬فأبدل م مكان ال سيئات ال سنات‪ ,‬وروي عن ما هد عن ا بن عباس أ نه كان‬
‫ينشططططططططططد عنططططططططططد هذه الَيططططططططططة‪:‬‬
‫بدلن بعططططد حرهططططِ خريفاوبعططططد طول النفططططس الوجيفططططا‬

‫‪355‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يع ن تغيت تلك الحوال إل غي ها‪ ,‬وقال عطاء بن أ ب رباح‪ :‬هذا ف الدن يا‪ ,‬يكون‬
‫الرجطل على هيئة قبيحطة ثط يبدله ال باط خيا‪ .‬وقال سطعيد بطن جطبي‪ :‬أبدلمط ال بعبادة‬
‫الوثان عبادة الرح ن‪ ,‬وأبدل م بقتال ال سلمي قتال الشرك ي‪ ,‬وأبدل م بنكاح الشركات‬
‫نكاح الؤمنات‪ .‬وقال ال سن الب صري‪ :‬أبدل م ال بالع مل ال سيء الع مل ال صال‪ ,‬وأبدل م‬
‫بالشرك إخلصا‪ ,‬وأبدلم بالفجور إحصانا‪ ,‬وبالكفر إسلما‪ ,‬وهذا قول أب العالية وقتادة‬
‫وجاعططططططططططططططططة آخريططططططططططططططططن‪.‬‬
‫(والقول الثان) أن تلك السيئات الاضية تنقلب بنفس التوبة النصوح حسنات‪ ,‬وما ذلك‬
‫إل لنه كلما تذكر ما مضى ندم واسترجع واستغفر‪ ,‬فينقلب الذنب طاعة بذا العتبار‪,‬‬
‫فيوم القيامة وإن وجده مكتوبا عليه‪ ,‬فإنه ل يضره وينقلب حسنة ف صحيفته‪ ,‬كما ثبتت‬
‫السنة بذلك‪ ,‬وصحت به الَثار الروية عن السلف رضي ال عنهم‪ ,‬وهذا سياق الديث‪.‬‬
‫قال المام أحد حدثنا أبو معاوية حدثنا العمش عن العرور بن سويد عن أب ذر رضي‬
‫ال ع نه قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «إ ن لعرف آ خر أ هل النار خروجا‬
‫منالنار‪ ,‬وآخر أهل النة دخولً إل النة‪ ,‬يؤتى برجل فيقول نوا كبار ذنوبه وسلوه عن‬
‫ططغارها‪ ,‬قال‪ :‬فيقال له‪ :‬عملت يوم كذا‪ ,‬كذا وكذا‪ ,‬وعملت يوم كذا‪ ,‬كذا وكذا‪,‬‬ ‫صط‬
‫فيقول‪ :‬نعم ل يستطيع أن ينكر من ذلك شيئا‪ ,‬فيقال‪ :‬فإن لك بكل سيئة حسنة‪ ,‬فيقول‪:‬‬
‫يا رب عملت أشياء ل أراها ههنا» قال‪ :‬فض حك ر سول ال صلى ال عليه وسلم حت‬
‫بدت نواجذه‪ ,‬انفرد بإخراجطططططططططططه مسطططططططططططلم‪.‬‬
‫وقال الا فظ أ بو القا سم ال طبان‪ :‬حدث ن ها شم بن يز يد‪ ,‬حدث نا م مد بن إ ساعيل‪,‬‬
‫حدثن أب‪ ,‬حدثن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أب مالك الشعري قال‪ :‬قال‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «إذا نام ا بن آدم قال اللك للشيطان‪ :‬أعط ن صحيفتك‪,‬‬
‫فيعطيه إياها‪ ,‬فما وجد ف صحيفته من حسنة ما با عشر سيئات من صحيفة الشيطان‬
‫وكتب هن ح سنات‪ ,‬فإذا أراد أحد كم أن ينام فلي كب ثلثا وثلث ي ت كبية‪ ,‬وي مد أربعا‬
‫طططبيحة فتلك مائة»‪.‬‬ ‫ططط تسط‬ ‫طططبح ثلثا وثلثيط‬ ‫ططط تميدة‪ ,‬ويسط‬ ‫وثلثيط‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أبو سلمة وعارم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ثابت يعن ابن يزيد‬
‫أبو زيد‪ ,‬حدثنا عاصم عن أب عثمان عن سلمان قال‪ :‬يعطى الرجل يوم القيامة صحيفته‬

‫‪356‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فيقرأ أعل ها‪ ,‬فإذا سيئاته‪ ,‬فإذا كاد ي سوء ظ نه ن ظر ف أ سفلها فإذا ح سناته‪ ,‬ث ين ظر ف‬
‫أعلها فإذا هي قد بدلت حسنات‪ .‬وقال أيضا‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا هشام بن عمار‪ ,‬حدثنا‬
‫سليمان بن موسى الزهري أبو داود‪ ,‬حدثنا أبو العنبس عن أبيه عن أب هريرة قال‪ :‬ليأتي‬
‫ال عز وجل بأناس يوم القيامة رأوا أنم قد استكثروا من السيئات‪ ,‬قيل‪ :‬من هم يا أبا‬
‫هريرة ؟ قال‪ :‬الذين يبدل ال سيئاتم حسنات‪ .‬وقال أيضا‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا عبد ال بن‬
‫أب زياد‪ ,‬حدثنا سيار‪ ,‬حدثنا جعفر‪ ,‬حدثنا أبو حزة عن أب الضيف ط قلت‪ :‬وكان من‬
‫أ صحاب معاذ بن ج بل ط قال يد خل أ هل ال نة ال نة على أرب عة أ صناف التق ي ث‬
‫الشاكريطن ثط أ صحاب اليميط قالت‪ :‬ل سطوا أصطحاب اليميط ؟ قال‪ :‬لنمط قطد عملوا‬
‫ال سنات وال سيئات‪ ,‬فأعطوا كتب هم بأيان م فقرؤوا سيئاتم حرفا حرفا‪ ,‬وقالوا‪ :‬يا رب نا‬
‫هذه سيئاتنا‪ ,‬فأ ين ح سناتنا ؟ فع ند ذلك م ا ال ال سيئات وجعل ها ح سنات‪ ,‬فع ند ذلك‬
‫قالوا‪{ :‬هاؤم اقرءوا كتابيططططه} فهططططم أكثططططر أهططططل النططططة‪.‬‬
‫وقال علي بن السي زين العابدين {يبدل ال سيئاتم حسنات} قال‪ :‬ف الَخرة‪ ,‬وقال‬
‫مكحول‪ :‬يغفرها لم فيجعلها حسنات‪ ,‬رواها ابن أب حات‪ ,‬وروى ابن جرير عن سعيد‬
‫بن السيب مثله‪ .‬قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا ممد بن الوزير الدمشقي‪ ,‬حدثنا‬
‫الوليد بن مسلم‪ ,‬حدثنا أبو جابر‪ ,‬أنه سع مكحولً يدث قال‪ :‬جاء شيخ كبي هرم قد‬
‫سقط حاجباه على عينيه‪ ,‬فقال‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬رجل غدر وفجر ول يدع حاجة ول داجة‬
‫إل اقتطفها بيمينه‪ ,‬لو قسمت خطيئته بي أهل الرض لوبقتهم‪ ,‬فهل له من توبة ؟ فقال‬
‫له ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «أأ سلمت ؟» فقال‪ :‬أ ما أ نا فأش هد أن ل إله إل ال‬
‫ط كنطت‬ ‫وحده ل شريطك له‪ ,‬وأن ممدا عبده ورسطوله‪ ,‬فقال النطب «فإن ال غافطر لك م ا‬
‫كذلك‪ ,‬ومبدل سطيئاتك حسطنات» فقال‪ :‬يطا رسطول ال وغدراتط وفجراتط ؟ فقال‬
‫«وغدراتططططك وفجراتططططك» فول الرجططططل يهلل ويكططططب‪.‬‬
‫وروى الطبان من حديث أب الغية عن صفوان بن عمر عن عبد الرحن بن جبي عن‬
‫أب فروة شطب أنه أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فقال‪ :‬أرأيت رجلً عمل الذنوب‬
‫كلها ول يترك حاجة ول داجة‪ ,‬فهل له من توبة ؟ فقال «أسلمت ؟» فقال‪ :‬نعم‪ ,‬قال‪:‬‬
‫«فافعطل اليات واترك السطيئات‪ ,‬فيجعلهطا ال لك خيات كلهطا» قال‪ :‬وغدراتط‬

‫‪357‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وفجرا ت ؟ قال «ن عم» ف ما زال ي كب ح ت توارى‪ .‬ورواه ال طبان من طر يق أ ب فروة‬
‫الرهاوي عن ياسي الزيات‪ ,‬عن أب سلمة المصي عن يي بن جابر عن سلمة بن نفيل‬
‫مرفوعا‪ .‬وقال أيضا‪ :‬حدثنا أبو زرعة‪ ,‬حدثنا إبراهيم بن النذر‪ ,‬حدثنا عيسى بن شعيب‬
‫بن ثوبان عن فل يح الشماس عن عب يد بن أ ب عب يد‪ ,‬عن أ ب هريرة ر ضي ال ع نه قال‪:‬‬
‫جاءتن امرأة فقالت‪ :‬هل ل من توبة ؟ إن زنيت‪ ,‬وولدت وقتلته‪ ,‬فقلت‪ :‬ل‪ ,‬ول نعمت‬
‫العي ول كرامة‪ ,‬فقامت وهي تدعو بالسرة‪ ,‬ث صليت مع النب صلى ال عليه وسلم‬
‫الصبح‪ ,‬فقصصت عليه ما قالت الرأة وما قلت لا‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫«بئسما قلت‪ ,‬أما تقرأ هذه الَية ؟» {والذين ل يدعون مع ال إلا آخر ط إل قوله ط‬
‫إل مطن تاب} الَيطة‪ ,‬فقرأتاط عليهطا‪ ,‬فخرت سطاجدة وقالت‪ :‬المطد ال الذي جعطل ل‬
‫مرجا‪ ,‬هذا حديث غريب من هذا الوجه‪ ,‬وف رجاله من ل يعرف‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقد رواه‬
‫ا بن جر ير من حد يث إبراه يم بن النذر الزا مي ب سنده بنحوه‪ ,‬وعنده‪ :‬فخر جت تد عو‬
‫بالسرة وتقول‪ :‬يا حسرتا أخلق هذا السن للنار ؟ وعنده أنه لا رجع من عند رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬تطلّب ها ف ج يع دور الدي نة فلم يد ها‪ ,‬فل ما كان من الليلة القبلة‬
‫جاءته‪ ,‬فأخبها با قال له رسول ال صلى ال عليه وسلم فخرت ساجدة وقالت‪ :‬المد‬
‫ل الذي جعل ل مرجا وتوبة ما عملت‪ ,‬وأعتقت جارية كانت معها وابنتها‪ ,‬وتابت إل‬
‫ال عططططططططططططططططز وجططططططططططططططططل‪.‬‬
‫ث قال تعال م با عن عموم رح ته بعباده‪ ,‬وأ نه من تاب إل يه من هم تاب عل يه من أي‬
‫ذنب كان جليلً أو حقيا‪ ,‬كبيا أو صغيا‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬ومن تاب وعمل صالا فإنه‬
‫يتوب إل ال متابا} أي فإن ال يقبل توبته‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬ومن يعمل سوءا أو يظلم‬
‫نفسطه ثط يسطتغفر ال ي د ال غفورا رحيما} الَ ية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬أل يعلموا أن ال هطو‬
‫يقبل التو بة عن عباده} الَ ية‪ ,‬وقال تعال‪ { :‬قل يا عبادي الذ ين أ سرفوا على أنف سهم ل‬
‫تقنطوا مططططن رحةطططط ال} الَيططططة‪ ,‬أي لنطططط تاب إليططططه‪.‬‬

‫‪358‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫شهَدُو نَ الزّو َر َوإِذَا مَرّوْا بِالّل ْغوِ مَرّوا كِراما * وَالّذِي نَ إِذَا ذُكّرُواْ بِآيَا تِ‬ ‫** وَالّذِي نَ َل يَ ْ‬
‫خرّواْ عََلْيهَا صُمّا وَعُ ْميَانا * وَالّذِي َن َيقُولُو نَ َرّبنَا هَ بْ َلنَا مِ نْ أَ ْزوَا ِجنَا وَذُ ّريّاِتنَا‬‫َرّبهِ مْ لَ ْم يَ ِ‬
‫ط وَا ْجعَلْنَططططططططا لِ ْل ُمّتقِيَطططططططط ِإمَاما‬ ‫قُ ّرةَ َأعْيُنططططططط ٍ‬
‫وهذه أيضا من صفات عباد الرح ن أن م ل يشهدون الزور‪ ,‬ق يل‪ :‬هو الشرك وعبادة‬
‫الصنام‪ ,‬وقيل الكذب والفسق والكفر واللغو والباطل‪ ,‬وقال ممد بن النفية‪ :‬هو اللغو‬
‫والغناء‪ .‬وقال أ بو العال ية وطاوس وا بن سيين والضحاك والرب يع بن أ نس وغي هم‪ :‬هي‬
‫أعياد الشركي‪ .‬وقال عمرو بن قيس‪ ,‬هي مالس السوء والنا‪ .‬وقال مالك عن الزهري‪:‬‬
‫شرب ال مر ل يضرو نه ول يرغبون ف يه‪ ,‬ك ما جاء ف الد يث « من كان يؤ من بال‬
‫واليوم الَخطر‪ ,‬فل يلس على مائدة يدار عليهطا المطر» وقيطل الراد بقوله تعال‪{ :‬ل‬
‫يشهدون الزور} أي شهادة الزور‪ ,‬و هي الكذب متعمدا على غيه‪ ,‬ك ما ف ال صحيحي‬
‫عن أ ب بكرة قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «أل أنبئ كم بأ كب الكبائر ؟»‬
‫ثلثا‪ ,‬قل نا‪ :‬بلى يا ر سول ال‪ .‬قال «الشرك بال وعقوق الوالد ين» وكان متكئا‪ ,‬فجلس‬
‫فقال «أل وقول الزور‪ ,‬أل وشهادة الزور» فمطا زال يكررهطا حتط قلنطا‪ :‬ليتطه سطكت‪.‬‬
‫والظ هر من ال سياق أن الراد ل يشهدون الزور أي ل يضرو نه‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وإذا‬
‫مروا بالل غو مروا كراما} أي ل يضرون الزور‪ ,‬وإذا ات فق مرور هم به مروا ول يتدن سوا‬
‫منطططططططططططه بشيطططططططططططء‪ ,‬ولذا قال {مروا كراما}‪.‬‬
‫وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أ بو سيعد ال شج‪ ,‬حدث نا أ بو ال سن العجلي عن م مد بن‬
‫مسلم‪ ,‬أخبن إبراهيم بن ميسرة أن ابن مسعود مر بلهو معروضا‪ ,‬فقال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم «لقد أصبح ابن مسعود وأمسى كريا» وحدثنا السي بن ممد بن سلمة‬
‫النحوي‪ ,‬حدثنا حبان‪ ,‬أخبنا عبد ال‪ ,‬أخبنا ممد بن مسلم‪ ,‬أخبن ميسرة قال‪ :‬بلغن‬
‫أن ا بن م سعود مر بل هو معرضا فلم ي قف‪ ,‬فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «ل قد‬
‫أصطبح ابطن مسطعود وأمسطى كريا»‪ .‬ثط تل إبراهيطم بطن ميسطرة {وإذا مروا باللغطو مروا‬
‫كراما}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬والذين إذا ذكروا بآيات ربم ل يروا عليها صما وعميانا} وهذه أيضا‬
‫من صفات الؤمني {الذين إذا ذكر ال وجلت قلوبم وإذا تليت عليهم آياته زادتم إيانا‬

‫‪359‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وعلى رب م يتوكلون} بلف الكا فر‪ ,‬فإ نه إذا سع كلم ال ل يؤ ثر ف يه ول يتغ ي ع ما‬
‫كان عليه بل يبقى مستمرا على كفره وطغيانه وجهله وضلله‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وإذا ما‬
‫أنزلت سورة فمن هم من يقول أي كم زاد ته هذه إيانا فأ ما الذ ين آمنوا فزادت م إيانا و هم‬
‫ي ستبشرون * وأ ما الذ ين ف قلوب م مرض فزادت م رج سا إل رج سهم} فقوله {ل يروا‬
‫عليها صما وعميانا} أي بلف الكافر الذي إذا سع آيات ال فل تؤثر فيه‪ ,‬فيستمر على‬
‫حاله كأن ل يسططططططططمعها أصططططططططم أعمططططططططى‪.‬‬
‫قال ماهد قوله {ل يروا عليها صما وعميانا} قال‪ :‬ل يسمعوا ول يبصروا ول يفقهوا‬
‫شيئا‪ .‬وقال السن البصري رضي ال عنه‪ :‬كم من رجل يقرؤها وير عليها أصم أعمى‪.‬‬
‫وقال قتادة‪ :‬قوله تعال {والذيطن إذا ذكروا بآيات ربمط ل يروا عليهطا صطما وعميانا}‬
‫يقول‪ :‬ل يصموا عن الق ول يعموا فيه‪ ,‬فهم وال قوم عقلوا عن الق وانتفعوا با سعوا‬
‫من كتابه‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أسيد بن عاصم‪ ,‬حدثنا عبد ال بن حران‪ ,‬حدثنا‬
‫ط سطجدوا‪,‬‬ ‫ابطن عون قال سطألت الشعطب قلت‪ :‬الرجطل يرى القوم سطجودا ول يسطمع م ا‬
‫أيسجد معهم ؟ قال‪ :‬فتل هذه الَية‪ :‬يعن أنه ل يسجد معهم‪ ,‬لنه ل يتدبر أمر السجود‪,‬‬
‫ول ينبغطي للمؤمطن أن يكون إمعطة بطل يكون على بصطية مطن أمره ويقيط واضطح بيط‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعي} يعن الذين‬
‫يسألون ال أن يرج من أصلبم من ذرياتم من يطيعه ويعبده وحده ل شريك له‪ .‬قال‬
‫ابن عباس‪ :‬يعنون من يعمل بطاعة ال فتقر به أعينهم ف الدنيا والَخرة‪ .‬قال عكرمة‪ :‬ل‬
‫يريدوا بذلك صباحة ول جالً‪ ,‬ول كن أرادوا أن يكونوا مطيع ي‪ .‬و سئل ال سن الب صري‬
‫عن هذه الَية فقال‪ :‬أن يري ال العبد السلم من زوجته ومن أخيه ومن حيمه طاعة ال‪,‬‬
‫ل وال ل ش يء أ قر لع ي ال سلم من أن يرى ولدا أو ولد ولد أو أخا أو حيما مطي عا ل‬
‫عطز وجطل‪ .‬قال ابطن جريطج فط قوله {هطب لنطا مطن أزواجنطا وذرياتنطا قرة أعيط} قال‪:‬‬
‫يعبدونك فيحسنون عبادتك ول يرون علينا الرائر‪ .‬وقال عبد الرحن بن زيد بن أسلم‪:‬‬
‫يعنطط يسططألون ال تعال لزواجهططم وذرياتمطط أن يهديهططم للسططلم‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا يعمر بن بشر‪ ,‬حدثنا عبد ال بن البارك‪ ,‬أخبنا صفوان بن‬
‫عمرو‪ ,‬حدثن عبد الرحن بن جبي بن نفي عن أبيه قال‪ :‬جلسنا إل القداد بن السود‬

‫‪360‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يوما‪ ,‬فمر به رجل فقال‪ :‬طوب لاتي العيني اللتي رأتا رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫لوددنا أنا رأينا ما رأيت وشهدنا ما شهدت‪ ,‬فاستغضب القداد‪ ,‬فجعلت أعجب لنه ما‬
‫قال إل خيا‪ ,‬ث أق بل إل يه فقال‪ :‬ما ي مل الر جل على أن يتم ن مضرا غي به ال ع نه ل‬
‫يدري لو شهده ك يف يكون ف يه‪ ,‬وال ل قد ح ضر ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أقوام‬
‫أكب هم ال على مناخر هم ف جه نم ل ييبوه ول ي صدقوه‪ ,‬أول تمدون ال إذ أخرج كم‬
‫من بطون أمهاتكم ل تعرفون إل ربكم مصدقي با جاء به نبيكم قد كفيتم البلء بغيكم‬
‫؟ لقد بعث ال النب صلى ال عليه وسلم على أشد حال بعث عليها نبيا من النبياء ف‬
‫فترة جاهل ية‪ ,‬ما يرون أن دينا أف ضل من عبادة الوثان‪ ,‬فجاء بفرقان فرق به ب ي ال ق‬
‫والبا طل‪ ,‬وفرق ب ي الوالد وولده‪ ,‬إن كان الر جل ليى والده وولده أو أخاه كافرا و قد‬
‫فتح ال قفل قلبه لليان يعلم أنه إن هلك دخل النار‪ ,‬فل تقر عينه وهو يعلم أن حبيبه ف‬
‫النار‪ ,‬وأن ا ال ت قال ال تعال‪{ :‬والذ ين يقولون رب نا هب ل نا من أزواج نا وذريات نا قرة‬
‫أعيططططططط} وهذا إسطططططططناد صطططططططحيح‪ ,‬ول يرجوه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬واجعل نا للمتق ي إماما} قال ا بن عباس وال سن وال سدي وقتادة والرب يع‬
‫بن أنس‪ :‬أئمة يقتدى بنا ف الي‪ .‬وقال غيهم‪ :‬هداة مهتدين دعاة إل الي‪ ,‬فأحبوا أن‬
‫تكون عبادتمط متصطلة بعبادة أولدهطم وذرياتمط‪ ,‬وأن يكون هداهطم متعديا إل غيهطم‬
‫بالنفع‪ ,‬وذلك أكثر ثوابا‪ ,‬وأحسن مآبا‪ ,‬ولذا ثبت ف صحيح مسلم عن أب هريرة رضي‬
‫ال عنه قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عليه وسلم «إذا مات ا بن آدم انق طع عمله إل من‬
‫طة»‪.‬‬‫طدقة جاريط‬ ‫طن بعده‪ ,‬أو صط‬ ‫طه مط‬
‫طع بط‬ ‫طو له‪ ,‬أو علم ينتفط‬
‫طال يدعط‬‫ثلث‪ :‬ولد صط‬

‫سَنتْ‬‫حّي ًة وَسَلَما * خَالِدِينَ فِيهَا حَ ُ‬ ‫صبَرُواْ َويَُل ّقوْنَ فِيهَا تَ ِ‬


‫ج َزوْ َن اْلغُرَْفةَ بِمَا َ‬
‫** ُأوْلَـئِكَ يُ ْ‬
‫ف َيكُو نُ ِلزَاما‬
‫سوْ َ‬‫ستَقَرّا َو ُمقَاما * قُ ْل مَا َي ْعبَاُ بِكُ مْ رَبّي َلوْلَ ُدعَآؤُكُ مْ َفقَدْ كَ ّذْبتُ مْ فَ َ‬ ‫مُ ْ‬
‫لا ذكر تعال من أوصاف عباده الؤمني ما ذكر من الصفات الميلة‪ ,‬والقوال والفعال‬
‫الليلة‪ ,‬قال ب عد ذلك كله {أولئك} أي الت صفون بذه {يزون} يوم القيا مة {الغر فة}‬
‫و هي ال نة‪ ,‬قال أ بو جع فر البا قر و سعيد بن جبي والضحاك وال سدي‪ :‬سيت بذلك ل‬
‫رتفاعها {با صبوا} أي على القيام بذلك {ويلقون فيها} أي ف النة {تية وسلما}‬

‫‪361‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أي يبتدرون فيهطا بالتحيطة والكرام‪ ,‬ويلقون التوقيط والحترام‪ ,‬فلهطم السطلم وعليهطم‬
‫ال سلم‪ ,‬فإن اللئ كة يدخلون علي هم من كل باب‪ :‬سلم علي كم ب ا صبت فن عم ع قب‬
‫الدار‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬خالديطن فيهطا} أي مقيميط ل يظعنون ول يولون ول يوتون ول‬
‫يزولون عنهطا ول يبغون عنهطا حولً‪ ,‬كمطا قال تعال‪{ :‬وأمطا الذيطن سطعدوا ففطي النطة‬
‫خالديطططن فيهطططا مطططا دامطططت السطططموات والرض} الَيطططة‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬حسطنت مسطتقرا ومقاما} أي حسطنت منظرا وطابطت مقيلً ومنلً‪ ,‬ثط‬
‫قال تعال‪ { :‬قل ما يع بأ ب كم ر ب} أي ل يبال ول يكترث ب كم إذا ل تعبدوه‪ ,‬فإ نه إن ا‬
‫خلق اللق ليعبدوه ويوحدوه ويسبحوه بكرة وأصيلً‪ .‬قال ماهد وعمرو بن شعيب {قل‬
‫ما يعبأ بكم رب} يقول‪ :‬ما يفعل بكم رب‪ .‬وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف‬
‫قوله {قل ما يعبأ بكم رب} الَية‪ ,‬يقول‪ :‬لول إيانكم‪ .‬وأخب تعال الكفار أنه ل حاجة‬
‫له ب م إذ ل يلق هم مؤمن ي‪ ,‬ولو كان له ب م حا جة ل بب إلي هم اليان ك ما حب به إل‬
‫الؤمنيطططططططططططططططططططططططططططططططططط‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ف قد كذب تم} أي ها الكافرون {ف سوف يكون لزاما} أي ف سوف يكون‬
‫تكذيبكطم لزاما لكطم‪ ,‬يعنط مقتضيا لعذابكطم وهلككطم ودماركطم فط الدنيطا والخرة‪,‬‬
‫ويدخل ف ذلك يوم بدر‪ ,‬كما فسره بذلك عبد ال بن مسعود وأب بن كعب وممد بن‬
‫كعب القرظي وماهد والضحاك وقتادة والسدي وغيهم‪ .‬وقال السن البصري {فسوف‬
‫يكون لزاما} أي يوم القيامطططططططططة‪ ,‬ول منافاة بينهمطططططططططا‪.‬‬
‫سطططططططططططططططططططططططططططططططططططورة الشعراء‬

‫(ووقططع فطط تفسططي مالك الروي عنططه تسططميتها سططورة الامعططة)‬


‫بِسطططططططْمِ اللّهطططططططِ الرّحْمـطططططططنِ الرّحِيمطططططططِ‬
‫ك بَاخِ ٌع ّنفْ سَكَ أَ ّل يَكُونُوْا ُم ْؤمِنِيَ * إِن‬ ‫ت اْلكِتَا بِ الْ ُمبِيِ * َلعَلّ َ‬ ‫ك آيَا ُ‬ ‫** ط سَمَ * تِلْ َ‬
‫ضعِيَ * َومَا َي ْأتِيهِم مّن ذِكْ ٍر مّ نَ‬ ‫نّشَ ْأ ُننَزّ ْل عََلْيهِ ْم مّ َن ال سّمَآ ِء آَيةً فَ َظلّ تْ َأ ْعنَاقُهُ مْ َلهَا خَا ِ‬
‫ِهط‬
‫َسطَي ْأتِيهِمْ أَنبَاءُ مَا كَانُواْ ب ِ‬
‫ْهط ُمعْرِضِيَ * َفقَدْ كَ ّذبُواْ ف َ‬ ‫َثطإِلّ كَانُواْ َعن ُ‬ ‫الرّحْمَـط ِن مُحْد ٍ‬

‫‪362‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سَتهْ ِزئُونَ * َأوَلَ ْم يَ َر ْواْ إِلَى الرْضِ كَمْ أَنَبتْنَا فِيهَا مِن كُلّ َزوْجٍ كَ ِريٍ * إِنّ فِي ذَلِكَ َليَةً‬
‫يَ ْ‬
‫ط ّم ْؤ ِمنِيَطط * َوإِنططّ َربّكططَ َل ُهوَ اْلعَزِيزُ ال ّرحِيمططُ‬ ‫وَمَططا كَانططَ أَ ْكثَ ُرهُمط ْ‬
‫أما الكلم على الروف القطعة ف أوائل السور فقد تكلمنا عليه ف أول تفسي سورة‬
‫البقرة‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬تلك آيات الكتاب البطي} أي هذه آيات القرآن البطي‪ ,‬أي البيط‬
‫الواضطح اللي الذي يفصطل بيط القط والباططل‪ ,‬والغطي والرشاد‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬لعلك‬
‫باخطع} أي مهلك {نفسطك} أي ماط ترص وتزن عليهطم {أل يكونوا مؤمنيط} وهذه‬
‫تسلية من ال لرسوله صلى ال عليه وسلم ف عدم إيان من ل يؤمن به من الكفار‪ ,‬كما‬
‫قال تعال‪{ :‬فل تذهطب نفسطك عليهطم حسطرات} كقوله {فعللك باخطع نفسطك على‬
‫آثارهطم إن ل يؤمنوا بذا الديطث أسطفا} الَيطة‪ .‬قال ماهطد وعكرمطة وقتادة وعطيطة‬
‫والضحاك والسطن وغيهطم {لعلك باخطع نفسطك} أي قاتطل نفسطك‪ .‬قال الشاعطر‪:‬‬
‫أل أيهذا الباخطططع الزن نفسطططهلشيء نتطططه عطططن يديطططه القادر‬
‫ث قال تعال‪{ :‬إن نشأ ننل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لا خاضعي} أي لو‬
‫نشاء لنزلنا آية تضطرهم إل اليان قهرا‪ ,‬ولكن ل نفعل ذلك لنا ل نريد من أحد إل‬
‫اليان الختياري‪ .‬وقال تعال‪{ :‬ولو شاء ربك لَمن من ف الرض كلهم جيعا * أفأنت‬
‫تكره الناس حت يكونوا مؤمني}‪ .‬وقال تعال‪{ :‬ولو شاء ربك لعل الناس أمة واحدة}‬
‫الَية‪ ,‬فنفذ قدره‪ ,‬ومضت حكمته‪ ,‬وقامت حجته البالغة على خلقه بإرسال الرسل إليهم‪,‬‬
‫وإنزال الكتب عليهم‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬وما يأتيهم من ذكر من الرحن مدث إل كانوا عنه‬
‫معرض ي} أي كل ما جاء هم كتاب من ال سماء أعرض ع نه أك ثر الناس‪ ,‬ك ما قال تعال‪:‬‬
‫{وما أكثر الناس ولو حرصت بؤمني} وقال تعال‪{ :‬يا حسرة على العباد ما يأتيهم من‬
‫رسول إل كانوا به يستهزئون} وقال تعال‪{ :‬ث أرسلنا رسلنا تترى كلما جاء أمة رسولا‬
‫كذبوه} الَية‪ ,‬ولذا قال تعال ههنا‪{ :‬فقد كذبوا فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يسهزئون}‬
‫أي فقد كذبوا با جاءهم من الق‪ ,‬فسيعلمون نبأ هذا التكذيب بعد حي {وسيعلم الذين‬
‫ظلموا أي منقلب ينقلبون} ث ن به تعال على عظ مة سلطانه وجللة قدره وشأ نه‪ ,‬الذ ين‬
‫اجترءوا على مالفة رسوله وتكذيب كتابه‪ ,‬وهو القاهر العظيم القادر الذي خلق الرض‬
‫وأنبطططت فيهطططا مطططن كطططل زوج كريططط مطططن زروع وثار وحيوان‪.‬‬

‫‪363‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال سفيان الثوري عن رجل عن الشعب‪ :‬الناس من نبات الرض فمن دخل النة فهو‬
‫كر ي‪ ,‬و من د خل النار ف هو لئ يم {إن ف ذلك لَ ية} أي دللة على قدرة الالق للشياء‬
‫الذي بسط الرض ورفع بناء السماء‪ ,‬ومع هذا ما آمن أكثر الناس بل كذبوا به وبرسله‬
‫وكت به‪ ,‬وخالفوا أمره‪ ,‬وارتكبوا ن يه‪ .‬وقوله {وإن ر بك ل و العز يز} أي الذي عز كل‬
‫شيء وقهره وغلبه {الرح يم} أي بلقه فل يع جل على من عصاه بل يؤجله وينظره‪ ,‬ث‬
‫يأخذه أخذ عزيز مقتدر‪ .‬قال أبو العالية وقتادة والربيع بن أنس وابن إسحاق‪ :‬العزيز ف‬
‫نقمته وانتصاره م ن خالف أمره وعبد غيه‪ .‬وقال سعيد بن جبي‪ :‬الرح يم بن تاب إليه‬
‫وأناب‪.‬‬

‫ك مُو سَىَ أَ نِ ائْ تَ اْل َقوْ مَ الظّالِ ِميَ * َقوْ مَ فِ ْر َعوْ نَ أَل َيتّقُو نَ * قَالَ رَ ّ‬
‫ب‬ ‫** َوإِ ْذ نَادَىَ َربّ َ‬
‫ِإنّ يَ أَخَا فُ أَن يُكَ ّذبُو نِ * َويَضِي قُ صَدْرِي وَلَ يَنطَِل قُ لِ سَانِي َفأَرْ سِلْ إَِلىَ هَارُو نَ * وََلهُ مْ‬
‫ستَ ِمعُونَ * َف ْأتِيَا‬ ‫عَلَ يّ ذَن بٌ َفأَخَا فُ أَن َي ْقتُلُو نِ * قَالَ َكلّ فَا ْذهَبَا بِآيَاتِنَآ إِنّا َم َعكُ ْم مّ ْ‬
‫ب اْلعَالَمِيَ * أَنْ أَرْسِ ْل َمعَنَا َبنِيَ إِسْرَائِيلَ * قَالَ أَلَ ْم نُ َربّكَ فِينَا‬
‫فِ ْر َعوْنَ َفقُول ِإنّا رَسُولُ رَ ّ‬
‫ت َوأَنتَ مِ َن اْلكَافِرِينَ * قَالَ‬ ‫وَلِيدا وََلِبثْتَ فِينَا مِ ْن عُ ُمرِكَ ِسنِيَ * وََفعَلْتَ َفعَْلتَكَ اّلتِي َفعَلْ َ‬
‫ت مِنكُ مْ َلمّا ِخ ْفُتكُ مْ َف َوهَ بَ لِي َربّي ُحكْما وَ َجعََلنِي‬ ‫َفعَ ْلُتهَآ إِذا َوأَنَ ْا مِ َن الضّالّيَ * َف َفرَرْ ُ‬
‫ط بَنِطي إِسططْرَائِيلَ‬ ‫ط عَبّدتطّ‬ ‫ط ِنعْ َمةٌ تَ ُمنّهَطا عَلَيططّ أَنطْ‬ ‫ط الْ ُمرْسططَِليَ * َوتِلْكطَ‬ ‫مِنطَ‬
‫يب تعال عما أمر به عبده ورسوله وكليمه موسى بن عمران عليه السلم حي ناداه من‬
‫جانب الطور الين‪ ,‬وكلمه وناجاه‪ ,‬وأرسله واصطفاه‪ ,‬وأمره بالذهاب إل فرعون وملئه‪,‬‬
‫ولذا قال تعال‪{ :‬أن ائت القوم الظاليط قوم فرعون أل يتقون * قال رب إنط أخاف أن‬
‫يكذبون * ويضيق صدري ول ينطلق لسان فأرسل إل هارون * ولم علي ذنب فأخاف‬
‫أن يقتلون} هذه أعذار سأل ال إزاحتها عنه‪ ,‬كما قال ف سورة طه {قال رب اشرح ل‬
‫صطدري ويسطر ل أمري طط إل قوله طط قطد أوتيطت سطؤلك يطا موسطى}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ول م علي ذ نب فأخاف أن يقتلون} أي ب سبب ق تل ذلك القب طي الذي‬
‫كان سبب خروجه من بلد مصر {قال كل} أي قال ال له‪ :‬ل تف من شيء من ذلك‬
‫كقوله {سنشد عضدك بأخيك ونعل لكما سلطانا ط أي برهانا ط فل يصلون إليكما‬

‫‪364‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بآيات نا أنت ما و من اتبعك ما الغالبون} {فاذه با بآيات نا إ نا مع كم م ستمعون} كقوله {إن ن‬
‫معك ما سع وأرى} أي إن ن معك ما بف ظي وكلء ت ون صري وتأييدي {فائت يا فرعون‬
‫فقول إ نا ر سول رب العال ي} كقوله ف الَ ية الخرى {إ نا ر سول ر بك} أي كل م نا‬
‫أر سل إل يك {أن أر سل مع نا ب ن إ سرائيل} أي أطلق هم من إ سارك وقبض تك وقهرك‬
‫وتعذيبك‪ ,‬فإنم عباد ال الؤمنون وحزبه الخلصون‪ ,‬وهم معك ف العذاب الهي‪ ,‬فلما‬
‫قال له موسى ذلك أعرض فرعون هنالك بالكلية‪ ,‬ونظر إليه بعي الزدراء والغمص‪ ,‬فقال‬
‫{أل نربك فينا وليدا} الية‪ ,‬أي أما أنت الذي ربيناه فينا وف بيتنا وعلى فراشنا‪ ,‬وأنعمنا‬
‫عل يه مدة من ال سني‪ ,‬ث ب عد هذا قابلت ذلك الح سان بتلك الفعلة أن قتلت م نا رجلً‪,‬‬
‫وجحدت نعمتنا عليك‪ ,‬ولذا قال {وأنت من الكافر ين} أي الاحد ين‪ .‬قاله ا بن عباس‬
‫وعبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ ,‬واختاره ابن جرير‪{ ,‬قال فعلتها إذا} أي ف تلك الال‬
‫{وأنطا مطن الضاليط} أي قبطل أن يوحطى إل وينعطم ال علي بالرسطالة والنبوة‪.‬‬
‫قال ابن عباس ر ضي ال عنه ما وما هد وقتادة والضحاك وغي هم {وأنا من الضال ي}‬
‫أي الاهل ي‪ .‬قال ا بن جر يج‪ :‬و هو كذلك ف قراءة ع بد ال بن م سعود ر ضي ال ع نه‬
‫{ففررت منكم لا خفتكم فوهب ل رب حكما وجعلن من الرسلي} الَية‪ ,‬أي انفصل‬
‫الال الول وجاء أمر آخر‪ ,‬فقد أرسلن ال إليك فإن أطعته سلمت‪ ,‬وإن خالفته عطبت‪,‬‬
‫ثط قال موسطى {وتلك نعمطة تنهطا علي أن عبدت بنط إسطرائيل} أي ومطا أحسطنت إل‬
‫وربيت ن مقا بل ما أ سأت إل ب ن إ سرائيل فجعلت هم عبيدا وخدما ت صرفهم ف أعمالك‬
‫ومشاق رعيتك‪ ,‬أفيفي إحسانك إل رجل واحد منهم با أسأت إل مموعهم‪ ,‬أي ليس‬
‫طططط‪.‬‬ ‫ططططا فعلت بمط‬ ‫ططططبة إل مط‬ ‫ططططه شيئا بالنسط‬ ‫ططططا ذكرتط‬ ‫مط‬

‫ض َومَا َبْينَهُمَآ إِن كُنتُ ْم‬


‫ت وَالرْ ِ‬ ‫ب ال سّمَاوَا ِ‬
‫ب اْلعَالَمِيَ * قَالَ رَ ّ‬ ‫** قَالَ فِ ْر َعوْ ُن َومَا رَ ّ‬
‫ب آبَآِئكُ ُم الوّلِيَ * قَالَ إِ نّ‬ ‫ستَ ِمعُونَ * قَالَ َربّكُ ْم وَرَ ّ‬
‫مّوقِنِيَ * قَالَ لِمَ نْ َحوْلَ هُ أَلَ تَ ْ‬
‫ب َومَا َبيَْنهُمَآ إِن كُنتُ مْ‬‫ق وَالْ َمغْرِ ِ‬
‫ب الْمَشْرِ ِ‬
‫جنُو نٌ * قَالَ رَ ّ‬‫رَ سُوَلكُمُ الّذِ يَ أُرْ سِلَ إِلَْيكُ مْ لَ َم ْ‬
‫َتعْقِلُونططططططططططططططططططططططططططططططططططَ‬

‫‪365‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال مبا عن كفر فرعون وترده وطغيانه وجحوده ف قوله {وما رب العالي}‬
‫وذلك أنه كان يقول لقومه {ما علمت لكم من إله غيي} {فاستخف قومه فأطاعوه}‬
‫وكانوا يحدون ال صانع جل وعل‪ ,‬ويعتقدون أ نه ل رب ل م سوى فرعون فل ما قال له‬
‫مو سى‪ :‬إ ن ر سول رب العال ي‪ .‬قال له فرعون‪ :‬و من هذا الذي تز عم أ نه رب العال ي‬
‫غيي ؟ هكذا فسطره علماء السطلف وأئمطة اللف‪ ,‬حتط قال السطدي‪ :‬هذه الَيطة كقوله‬
‫تعال‪{ :‬قال فمن ربكما يا موسى قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ث هدى} ومن‬
‫ز عم من أ هل الن طق وغي هم أن هذا سؤال عن الاه ية ف قد غلط‪ ,‬فإ نه ل ي كن مقرا‬
‫بالصانع حت يسأل عن الاهية‪ ,‬بل كان جاحدا له بالكلية فيما يظهر‪ ,‬وإن كانت الجج‬
‫والباه ي قد قا مت عل يه‪ ,‬فع ند ذلك قال مو سى ل ا سأله عن رب العال ي {قال رب‬
‫ال سموات والرض و ما بينه ما} أي خالق ج يع ذلك ومال كه والت صرف ف يه‪ ,‬وإل ه ل‬
‫شر يك له‪ ,‬هو الذي خلق الشياء كل ها‪ ,‬العال العلوي و ما ف يه من الكوا كب الثوا بت‬
‫والسطيارات النيات‪ ,‬والعال السطفلي ومطا فيطه مطن بار وقفار وجبال وأشجار وحيوانات‬
‫ونبات وثار‪ ,‬ومطا بيط ذلك مطن الواء والطيط‪ ,‬ومطا يتوي عليطه الوط‪ ,‬الميطع عبيطد له‬
‫خاضعون ذليلون {إن كنتم موقني} أي إن كانت لكم قلوب موقنة وأبصار نافذة‪ ,‬فعند‬
‫ذلك التفطت فرعون إل من حوله من ملئه ورؤ ساء دول ته قائلً ل م على سبيل الته كم‬
‫والستهزاء والتكذيب لوسى فيما قاله {أل تستمعون ؟} أي أل تعجبون ما يقول هذا ف‬
‫زعمه أن لكم إلا غيي ؟ فقال لم موسى {ربكم ورب آبائكم الول ي} أي خالقكم‬
‫وخالق آبائ كم الول ي‪ ,‬الذ ين كانوا ق بل فرعون وزما نه‪{ .‬قال} أي فرعون لقو مه {إن‬
‫رسولكم الذي أرسل إليكم لجنون} أي ليس له عقل ف دعواه أن ث ربا غيي‪{ .‬قال}‬
‫أي مو سى لولئك الذ ين أو عز إلي هم فرعون ما أو عز من الشب هة‪ ,‬فأجاب مو سى بقوله‬
‫{رب الشرق والغرب ومابينهما إن كنتم تعقلون} أي هو الذي جعل الشرق مشرقا‬
‫تطلع منطه الكواكطب‪ ,‬والغرب مغربا تغرب فيطه الكواكطب‪ :‬ثوابتهطا وسطياراتا‪ ,‬مطع هذا‬
‫النظام الذي سخرها ف يه وقدر ها‪ ,‬فإن كان هذا الذي يز عم أ نه رب كم وإل كم صادقا‪,‬‬
‫فليع كس ال مر وليج عل الشرق مغربا والغرب مشرقا‪ ,‬ك ما قال تعال عن {الذي حاج‬
‫إبراهيطم فط ربطه أن آتاه ال اللك إذ قال إبراهيطم ربط الذي ييطي وييطت قال أنطا أحيطي‬

‫‪366‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وأميت قال إبراهيم فإن ال يأت بالشمس من الشرق فائت با من الغرب} الَية‪ .‬ولذا لا‬
‫غلب فرعون وانقطعت حجته‪ ,‬عدل إل استعمال جاهه وقوته وسلطانه‪ ,‬واعتقد أن ذلك‬
‫طه‪):‬‬‫طب ال تعال عنط‬‫طا أخط‬‫طلم‪ ,‬فقال مط‬‫طه السط‬
‫طى عليط‬‫طذ ف ط موسط‬ ‫طع له ونافط‬‫نافط‬

‫** قَالَ َلئِ ِن اتّخَذْ تَ إِلَـهَا َغيْرِي ل ْجعََلنّ كَ مِ َن الْمَ سْجُونِيَ * قَالَ َأوََلوْ ِجئْتُ كَ بِشَي ٍء‬
‫ت بِ هِ إِن كُن تَ مِ َن ال صّادِِقيَ * َفأَْلقَ َى عَ صَاهُ فَإِذَا هِ يَ ثُ ْعبَا ٌن ّمبِيٌ * َونَزَ عَ‬ ‫ّمبِيٍ * قَالَ َفأْ ِ‬
‫ِيمط * يُرِيدُ أَن‬
‫ِنط هَـطذَا لَسطَاحِرٌ عَل ٌ‬ ‫َهط إ ّ‬ ‫ِينط * قَالَ لِ ْل َملِ َحوْل ُ‬
‫ِيط َبيْضَآءُ لِلنّاظِر َ‬
‫َهط فَِإذَا ه َ‬
‫يَد ُ‬
‫ح ِرهِ َفمَاذَا َتأْمُرُو نَ * قَاُل َواْ أَرْجِ ْه َوأَخَا ُه وَاْبعَ ثْ فِي الْمَدَآئِ نِ‬
‫ضكُ ْم بِ سِ ْ‬
‫يُخْ ِر َجكُ ْم مّ نْ أَرْ ِ‬
‫طحّا ٍر عَلِيمططططططٍ‬ ‫حَاشِرِينططططططَ * َي ْأتُوكططططططَ ِبكُلّ سططططط َ‬
‫ل ا قا مت ال جة على فرعون بالبيان والع قل‪ ,‬عدل إل أن يق هر مو سى بيده و سلطانه‪,‬‬
‫وظطن أنطه ليطس وراء هذا القام مقال‪ ,‬فقال {لئن اتذت إلا غيي لجعلنطك مطن‬
‫السجوني} فعند ذلك قال موسى {أولو جئتك بشيء مبي ؟} أي ببهان قاطع واضح‬
‫{قال فأت به إن ك نت من ال صادقي * فأل قى ع صاه فإذا هي ثعبان مبي} أي ظا هر‬
‫وا ضح ف غا ية اللء والوضوح والعظ مة‪ ,‬ذات قوائم‪ ,‬و فم كبي‪ ,‬وش كل هائل مز عج‬
‫{ونزع يده} أي من جبيه {فإذا هي بيضاء للناظرين} أي تتلل كقطعة من القمر‪ ,‬فبادر‬
‫فرعون بشقاوته إل التكذيب والعناد‪ ,‬فقال للمل حوله {إن هذا لساحر عليم} أي فاضل‬
‫بارع ف ال سحر‪ ,‬فروج علي هم فرعون أن هذا من قب يل ال سحر ل من قب يل العجزة‪ ,‬ث‬
‫هيجهم وحرضهم على مالفته والكفر به‪ ,‬فقال {يريد أن يرجكم من أرضكم بسحره}‬
‫الَ ية‪ ,‬أي أراد أن يذ هب بقلوب الناس م عه ب سبب هذا‪ ,‬فيك ثر أعوا نه وأن صاره وأتبا عه‪,‬‬
‫ويغلبكم على دولتكم‪ ,‬فيأخذ البلد منكم‪ ,‬فأشيوا علي فيه ماذا أصنع به ؟ {قالوا أرجه‬
‫وأخاه وابعث ف الدائن حاشرين * يأتوك بكل سحار عليم} أي أخره وأخاه حت تمع‬
‫له من مدائن ملكتك وأقاليم دولتك كل سحار عليم يقابلونه‪ ,‬ويأتون بنظي ما جاء به‪,‬‬
‫فتغل به أ نت‪ ,‬وتكون لك الن صرة والتأي يد‪ ,‬فأجاب م إل ذلك‪ .‬وكان هذا من ت سخي ال‬
‫تعال لم ف ذلك ليجتمع الناس ف صعيد واحد‪ ,‬وتظهر آيات ال وحججه وبراهينه على‬
‫الناس فطططططططططططططططططططططططططططط النهار جهرة‪.‬‬

‫‪367‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫جتَ ِمعُو نَ * َلعَّلنَا َنّتبِ عُ‬


‫س هَلْ أَنتُ ْم ّم ْ‬ ‫** َفجُمِ عَ ال سّحَ َرةُ لِمِيقَا تِ َيوْ ٍم ّمعْلُو مٍ * وَقِيلَ لِلنّا ِ‬
‫ح َرةَ إِن كَانُوْا هُ ُم اْلغَاِلبِيَ * فَلَمّا جَآ َء ال سّحَ َرةُ قَالُواْ ِلفِ ْر َعوْ نَ َأإِ نّ لَنَا لجْرا إِن كُنّا‬ ‫ال سّ َ‬
‫نَحْ ُن اْلغَاِلبِيَ * قَا َل َنعَ ْم َوِإّنكُ مْ إِذا لّمِ َن الْ ُمقَ ّرِبيَ * قَالَ َل ُه ْم مّو َسىَ أَْلقُواْ مَآ أَنتُ ْم مّ ْلقُو نَ‬
‫* َفأَْل َقوْاْ ِحبَاَلهُ ْم َوعِ صِّيهُ ْم وَقَالُواْ ِبعِ ّزةِ ِف ْرعَو نَ ِإنّا َلنَحْ ُن اْلغَالِبُو نَ * َفأَْل َقىَ مُو سَ َى عَ صَاهُ‬
‫ب اْلعَالَمِيَ * رَ بّ‬ ‫ف مَا َيأِْفكُو نَ * َفأُْلقِ َي ال سّحَ َرةُ سَاجِدِينَ * قَالُواْ آ َمنّا بِرَ ّ‬ ‫فَإِذَا هِ يَ تَ ْلقَ ُ‬
‫طططططططططططططططَ‬ ‫طططططططططططططططَ َى َوهَارُونط‬ ‫مُوسط‬
‫ذكر ال تعال هذه الناظرة الفعلية بي موسى عليه السلم والقبط ف سورة العراف‪,‬‬
‫وف سورة طه‪ ,‬وف هذه السورة‪ ,‬وذلك أن القبط أرادوا أن يطفئوا نور ال بأفواههم‪ ,‬فأب‬
‫ط وتقابل إل‬ ‫ط تواجه ا‬ ‫ال إل أن يتطم نوره ولو كره الكافرون‪ ,‬وهذا شأن الكفطر واليان م ا‬
‫غلبه اليان {بل نقذف بالق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل ما تصفون}‬
‫{وقل جاء الق وزهق الباطل} الَية‪ ,‬ولذا لا جاء السحرة وقد جعوهم من أقاليم بلد‬
‫مصر‪ ,‬وكانوا إذ ذاك من أسحر الناس وأصنعهم وأشدهم تييلً ف ذلك‪ ,‬وكان السحرة‬
‫جعا كثيا وجا غفيا‪ ,‬ق يل‪ :‬كانوا اث ن ع شر ألفا‪ ,‬وق يل خ سة ع شر ألفا‪ ,‬وق يل سبعة‬
‫ع شر ألفا‪ ,‬وق يل ت سعة ع شر ألفا‪ ,‬وق يل بضعة وثلث ي ألفا‪ ,‬وق يل ثان ي ألفا‪ ,‬وق يل غ ي‬
‫ذلك‪ ,‬وال أعلم بعدتمط‪ .‬قال ابطن إسطحاق‪ :‬وكان أمرهطم راجعا إل أربعطة منهطم وهطم‬
‫رؤساؤهم‪ ,‬وهم‪ :‬سابور‪ ,‬وعاذور‪ ,‬وحطحط‪ ,‬ويصفى‪ ,‬واجتهد الناس ف الجتماع ذلك‬
‫اليوم‪ ,‬وقال قائلهم {لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبي} ول يقولوا نتبع الق سواء‬
‫كان من السحرة أو من موسى‪ ,‬بل الرعية على دين ملكهم {فلما جاء السحرة} أي إل‬
‫ملس فرعون‪ ,‬وقد ضربوا له وطاقا‪ ,‬وجع خدمه وحشمه ووزراءه ورؤساء دولته وجنود‬
‫ملكته‪ ,‬فقام السحرة بي يدي فرعون يطلبون منه الحسان إليهم والتقرب إليه إن غلبوا‪,‬‬
‫أي هذا الذي جعتنطا مطن أجله‪ ,‬فقالوا {أئن لنطا لجرا إن كنطا ننط الغالبيط * قال نعطم‬
‫وإن كم إذا ل ن القرب ي} أي وأ خص م ا تطلبون أجعل كم من القرب ي عندي وجل سائي‪,‬‬
‫فعادوا إل مقام الناطرة {قالوا يا مو سى إ ما أن تل قي وإ ما أن نكون أول من أل قى * قال‬
‫بل ألقوا} وقد اختصر هذا ههنا‪ ,‬فقال لم موسى {ألقوا ما أنتم ملقون * فألقوا حبالم‬

‫‪368‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وعصطيهم وقالوا بعزة فرعون إنطا لنحطن الغالبون} وهذا كمطا تقول الهلة مطن العوام إذا‬
‫فعلوا شيئا هذ بثواب فلن‪ ,‬و قد ذ كر ال تعال ف سورة العراف أن م { سحروا أع ي‬
‫الناس وا سترهبوهم وجاءوا ب سحر عظ يم}‪ .‬وقال ف سورة طه {فإذا حبال م وع صيهم‬
‫ييل إليه من سحرهم أنا تسعى ط إل قوله ط ول يفلح الساحر حيث أتى} وقال ههنا‬
‫{فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون} أي تطفه وتمعه من كل بقعة وتبتلعه‬
‫فلم تدع م نه شيئا‪ .‬قال ال تعال‪{ :‬فو قع ال ق وب طل ما كانوا يعملون ط إل قوله ط‬
‫رب مو سى وهارون} فكان هذا أمرا عظيما جدا‪ ,‬وبرهانا قاطعا للعذر‪ ,‬وح جة دام غة‪,‬‬
‫وذلك أن الذي اسطتنصر بمط وطلب منهطم أن يغلبوا‪ ,‬غلبوا وخضعوا‪ ,‬وآمنوا بوسطى فط‬
‫السطاعة الراهنطة‪ ,‬سطجدوا ل رب العاليط الذي أرسطل موسطى وهارون بالقط وبالعجزة‬
‫طة ال‬ ‫طه لعنط‬‫طد العال مثله‪ ,‬وكان وقحا جريئا‪ ,‬عليط‬
‫الباهرة‪ ,‬فغلب فرعون غلبا ل يشاهط‬
‫واللئكطة والناس أجعيط‪ ,‬فعدل إل الكابرة والعناد ودعوى الباططل‪ ,‬فشرع يتهددهطم‬
‫ويتوعدهم ويقول {إنه لكبيكم الذي علمكم السحر} وقال {إن هذا لكر مكرتوه ف‬
‫الدينططططططططططططططططة} الَيططططططططططططططططة‪.‬‬

‫سوْفَ تَعَْلمُو نَ‬ ‫حرَ فَلَ َ‬


‫** قَالَ آمَنتُ مْ لَ هُ َقبْلَ أَ نْ آذَ نَ َلكُ مْ ِإنّ هُ َل َكبِيُكُ ُم الّذِي عَلّ َمكُ ُم ال سّ ْ‬
‫ضيْرَ إِنّآ إَِلىَ َربّنَا‬
‫ف وَلُ صَّلَبّنكُمْ أَجْ َمعِيَ * قَالُواْ لَ َ‬ ‫لُقَ ّطعَ نّ َأيْ ِدَيكُ ْم َوأَرْ ُجَلكُ ْم مّ نْ ِخلَ ٍ‬
‫مُنقَِلبُو نَ * ِإنّا نَ ْطمَ عُ أَن َي ْغفِرَ َلنَا َرّبنَا َخطَايَانَآ أَن ُكنّآ َأوّ َل الْ ُم ْؤ ِمنِيَ تددهم فلم يقطع‬
‫ذلك في هم‪ ,‬وتوعد هم ف ما زاد هم إل إيانا وت سليما‪ ,‬وذلك إ نه قد ك شف عن قلوب م‬
‫حجاب الكفر‪ ,‬وظهر لم الق بعلمهم ما جهل قومهم من أن هذا الذي جاء به موسى ل‬
‫يصدر عن بشر إل أن يكون ال قد أيده به‪ ,‬وجعله له حجة ودللة على صدق ما جاء به‬
‫مطن ربطه‪ ,‬ولذا لاط قال لمط فرعون {آمنتطم له قبطل أن آذن لكطم ؟} أي كان ينبغطي أن‬
‫تسطتأذنون فيمطا فعلتطم‪ ,‬ول تفتاتوا علي فط ذلك‪ ,‬فإن أذنطت لكطم فعلتطم‪ ,‬وإن منعتكطم‬
‫امتنعتم فإذن أنا الاكم الطاع {إنه لكبيكم الذي علمكم السحر} وهذه مكابرة يعلم‬
‫كل أ حد بطلن ا‪ ,‬فإن م ل يتمعوا بو سى ق بل ذلك اليوم‪ ,‬فك يف يكون كبيهم الذي‬
‫أفادهطططططم صطططططناعة السطططططحر ؟ هذا ل يقوله عاقطططططل‪.‬‬

‫‪369‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ث توعدهم فرعون بقطع اليدي والرجل والصلب فقالوا {ل ضي} أي لحرج‪ ,‬ول‬
‫يضر نا ذلك‪ ,‬ول نبال به {إ نا إل رب نا منقلبون} أي الر جع إل ال عز و جل‪ ,‬و هو ل‬
‫يضيع أجر من أحسن عملً‪ ,‬ول يفى عليه ما فعلت بنا‪ ,‬وسيجزينا على ذلك أت الزاء‪,‬‬
‫ولذا قالوا {إ نا نطمع أن يغ فر لنا رب نا خطايانا} أي ما قارفنا من الذنوب وما أكرهتنا‬
‫عليه من السحر {أن كنا أول الؤمني} أي بسبب أنا بادرنا قومنا من القبط إل اليان‪.‬‬
‫فقتلهططططططططططططططططم كلهططططططططططططططططم‪.‬‬

‫** َوَأوْ َحيْنَآ إَِلىَ مُو سَىَ أَ نْ أَ سْ ِر ِب ِعبَادِ يَ إِنّكُم ّمّتِبعُو نَ * َفأَرْ سَلَ ِف ْرعَو نُ فِي الْمَدَآئِ ِن‬
‫شرْ ِذ َمةٌ قَلِيلُو نَ * َوإِّنهُ مْ َلنَا َلغَآئِظُو نَ * َوِإنّا لَجَمِي عٌ حَاذِرُو نَ *‬
‫حَاشِرِي نَ * إِ نّ هَـؤُلءِ لَ ِ‬
‫ك َوَأوْ َرْثنَاهَا َبنِ يَ إِ سْرَائِيلَ‬
‫ت َو ُعيُو نٍ * وَ ُكنُو ٍز َو َمقَا مٍ كَ ِريٍ * َكذَلِ َ‬
‫َفأَخْرَ ْجنَاهُ ْم مّن َجنّا ٍ‬
‫ل ا طال مقام موسى عليه السلم ببلد مصر‪ ,‬وأقام با حجج ال وبراهينه على فرعون‬
‫وملئه‪ ,‬و هم مع ذلك يكابرون ويعاندون‪ ,‬ل ي بق ل م إل العذاب والنكال‪ ,‬فأ مر ال تعال‬
‫موسى عليه السلم أن يرج ببن إسرائيل ليلً من مصر‪ ,‬وأن يضي بم حيث يؤمر‪ ,‬ففعل‬
‫موسى عليه السلم ما أمره به ربه عز وجل‪ ,‬خرج بم بعد ما استعاروا من قوم فرعون‬
‫حليا كثيا‪ ,‬وكان خرو جه ب م في ما ذكره غ ي وا حد من الف سرين و قت طلوع الق مر‪,‬‬
‫وذ كر ما هد رح ه ال أ نه ك سف الق مر تلك الليلة‪ ,‬فال أعلم‪ ,‬وأن مو سى عل يه ال سلم‬
‫سأل عن قب يوسف عليه السلم‪ ,‬فدلته امرأة عجوز من بن إسرائيل عليه‪ ,‬فاحتمل تابوته‬
‫مع هم‪ ,‬ويقال‪ :‬إ نه هو الذي حله بنف سه عليه ما ال سلم‪ ,‬وكان يو سف عل يه ال سلم قد‬
‫أوصططططى بذلك‪ ,‬إذا خرج بنططططو إسططططرائيل أن يملوه معهططططم‪.‬‬
‫و قد ورد ف ذلك حد يث رواه ا بن أ ب حا ت رح ه ال فقال‪ :‬حدث نا علي بن ال سي‪,‬‬
‫حدثنا عبد ال بن عمر بن أبان بن صال‪ ,‬حدثنا ابن فضيل عن يونس بن أب إسحاق‪ ,‬عن‬
‫ا بن أ ب بردة عن أب يه عن أ ب مو سى قال‪ :‬نزل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم بأعرا ب‬
‫فأكر مه‪ ,‬فقال له ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «تعاهد نا ؟» فأتاه العرا ب‪ ,‬فقال له‬
‫ر سول ال صلى ال عليه و سلم « ما حاج تك ؟» قال‪ :‬نا قة برحلها وأع ن يتلبها أهلي‪,‬‬
‫فقال «أعجزت أن تكون م ثل عجوز ب ن إ سرائيل ؟» فقال له أ صحابه‪ :‬و ما عجوز ب ن‬

‫‪370‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إسرائيل يا رسول ال ؟ قال «إن موسى عليه السلم لا أراد أن يسي ببن إسرائيل أضل‬
‫الطريق‪ ,‬فقال لبن إسرائيل‪ :‬ما هذا ؟ فقال له علماء بن إسرائيل‪ :‬نن ندثك أن يوسف‬
‫عل يه ال سلم ل ا حضر ته الوفاة أ خذ علي نا موثقا من ال أن ل نرج من م صر ح ت نن قل‬
‫تابوته مع نا‪ ,‬فقال ل م موسى‪ :‬فأي كم يدري أ ين قب يوسف ؟ قالوا‪ :‬ما يعل مه إل عجوز‬
‫لب ن إ سرائيل‪ ,‬فأر سل إلي ها فقال ل ا‪ :‬دلي ن على قب يو سف‪ ,‬فقالت‪ :‬وال ل أف عل ح ت‬
‫تعطين حكمي‪ ,‬فقال لا‪ :‬وما حكمك ؟ قالت‪ :‬حكمي أن أكون معك ف النة‪ ,‬فكأنه‬
‫ثقل عليه ذلك‪ ,‬فقيل له‪ :‬أعطها حكمها ط قال ط فانطلقت معهم إل بية ط مستنقع‬
‫ماء ط فقالت ل م‪ :‬انضبوا هذا الاء‪ ,‬فل ما أنضبوه قالت‪ :‬احفروا‪ ,‬فل ما حفروا ا ستخرجوا‬
‫قطب يوسطف‪ ,‬فلمطا احتملوه إذا الطريطق مثطل ضوء النهار» وهذا حديطث غريطب جدا‪,‬‬
‫والقرب أ نه موقوف‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬فل ما أ صبحوا ول يس ف نادي هم داع ول م يب‪ ,‬غاظ‬
‫ذلك فرعون‪ ,‬واشتد غضبه على بن إسرائيل لا يريد ال به من الدمار‪ ,‬فأرسل سريعا ف‬
‫بلده حاشرين‪ ,‬أي من يشر الند ويمعه كالنقباء والجاب‪ ,‬ونادى فيهم {إن هؤلء}‬
‫يعن بن إسرائيل {لشرذمة قليلون} أي لطائفة قليلة {وإنم لنا لغائظون} أي كل وقت‬
‫يصل منهم إلينا ما يغيظنا {وإنا لميع حاذرون} أي نن كل وقت نذر من غائلتهم‪,‬‬
‫وإن أريد أن أستأصل شأفتهم‪ ,‬وأبيد خضراءهم‪ ,‬فجوزي ف نفسه وجنده با أراد لم‪,‬‬
‫قال ال تعال‪{ :‬فأخرجنا هم من جنات وعيون * وكنوز ومقام كر ي} أي فخرجوا من‬
‫هذا النع يم إل الح يم‪ ,‬وتركوا تلك النازل العال ية والب ساتي والنار والموال والرزاق‪,‬‬
‫واللك والاه الوافر ف الدنيا {كذلك وأورثناها بن إسرائيل} كما قال تعال‪{ :‬وأورثنا‬
‫ط فيهطا} الَيطة‪ ,‬وقال‬
‫القوم الذيطن كانوا يسطتضعفون مشارق الرض ومغارباط التط باركن ا‬
‫تعال‪{ :‬ونريد أن نن على الذين استضعفوا ف الرض ونعلهم أئمة ونعلهم الوارثي}‬
‫الَيتيطططططططططططططططططططططططططططططططططط‪.‬‬

‫ب مُو َسىَ ِإنّا لَمُدْرَكُو نَ * قَا َل‬‫صحَا ُ‬ ‫ج ْمعَا نِ قَالَ أَ ْ‬


‫شرِقِيَ * فََلمّا َترَاءَى الْ َ‬ ‫** َفَأْتبَعُوهُم مّ ْ‬
‫حرَ فَانفَلَ قَ َفكَا نَ‬
‫َكلّ إِ نّ َمعِ يَ َربّي َسَيهْدِينِ * َفَأوْ َحْينَآ إَِلىَ مُو سَىَ أَ ِن اضْرِب ّبعَ صَاكَ اْلبَ ْ‬
‫كُلّ فِرْقٍ كَال ّطوْ ِد اْلعَظِيمِ * َوأَزَْلفْنَا ثَ ّم الَخَرِينَ * َوأَ َنْينَا مُو َسىَ َومَن ّمعَهُ أَجْ َمعِيَ * ثُمّ‬

‫‪371‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫َأغْرَقْنَا الَخَرِي نَ * إِ نّ فِي ذَلِ كَ َلَيةً وَمَا كَا نَ أَ ْكثَرُهُم ّم ْؤ ِمنِيَ * َوإِ نّ َربّ كَ َل ُهوَ اْلعَزِيزُ‬
‫الرّحِيمططططططططططططططططططططططططططططططططططُ‬
‫ذكر غي واحد من الفسرين أن فرعون خرج ف جحفل عظيم وجع كبي‪ ,‬هو عبارة‬
‫عن ملكة الديار الصرية ف زمانه‪ ,‬أول الل والعقد والدول من المراء والوزراء والكباء‬
‫والرؤساء والنود‪ ,‬فأما ما ذكره غي واحد من السرائيليات من أنه خرج ف ألف ألف‬
‫و ستمائة ألف فارس‪ ,‬من ها مائة ألف على خ يل د هم‪ ,‬وقال ك عب الحبار‪ :‬في هم ثانائة‬
‫ألف حصطان أدهطم‪ ,‬وفط ذلك نظطر‪ ,‬والظاهطر أن ذلك مطن مازفات بنط إسطرائيل‪ ,‬وال‬
‫سبحانه وتعال أعلم‪ ,‬والذي أخب به القرآن هو النافع‪ ,‬ول يعي عدتم إذ ل فائدة تته‪,‬‬
‫إل أنم خرجوا بأجعهم {فأتبعوهم مشرقي} أي وصلوا إليهم عند شروق الشمس‪ ,‬وهو‬
‫طلوع ها‪{ ,‬فل ما تراءى المعان} أي رأى كل من الفريق ي صاحبه‪ ,‬فع ند ذلك {قال‬
‫أ صحاب مو سى إ نا لدركون} وذلك أن م انت هى ب م ال سي إل سيف الب حر‪ ,‬و هو ب ر‬
‫القلزم‪ ,‬فصار أمامهم البحر وقد أدركهم فرعون بنوده‪ ,‬فلهذا قالوا {إنا لدركون * قال‬
‫كل إن م عي ر ب سيهدين} أي ل ي صل إلي كم ش يء م ا تذرون‪ ,‬فإن ال سبحانه هو‬
‫الذي أمر ن أن أ سي ههنا ب كم‪ ,‬وهو سبحانه وتعال ل يلف اليعاد‪ ,‬وكان هارون عليه‬
‫ال سلم ف القد مة‪ ,‬وم عه يو شع بن نون‪ ,‬ومؤ من آل فرعون‪ ,‬ومو سى عل يه ال سلم ف‬
‫الساقة‪ ,‬وقد ذكر غي واحد من الفسرين أنم وقفوا ل يدرون ما يصنعون‪ ,‬وجعل يوشع‬
‫بن نون أو مؤ من آل فرعون‪ ,‬يقول لو سى عل يه ال سلم‪ :‬يا نب ال هه نا أمرك ر بك أن‬
‫ت سي ؟ فيقول‪ ,‬ن عم‪ ,‬فاقترب فرعون وجنوده ول ي بق إل القل يل‪ ,‬فع ند ذلك أ مر ال نبيه‬
‫طه وقال‪ :‬انفلق بإذن ال‪.‬‬ ‫طر‪ ,‬فضربط‬ ‫طاه البحط‬ ‫طلم أن يضرب بعصط‬ ‫طه السط‬ ‫طى عليط‬ ‫موسط‬
‫وروى ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو زرعة‪ ,‬حدثنا صفوان بن صال‪ ,‬حدثنا الوليد‪ ,‬حدثنا‬
‫ممد بن حزة بن ممد بن يوسف عن عبد ال بن سلم أن موسى عليه السلم لا انتهى‬
‫إل البحر قال‪ :‬يا من كان قبل كل شيء‪ ,‬والكون لكل شيء‪ ,‬والكائن بعد كل شيء‪,‬‬
‫اجعل لنا مرجا‪ ,‬فأوحى ال إليه {أن اضرب بعصاك البحر}‪ .‬وقال قتادة‪ :‬أوحى ال تلك‬
‫الليلة إل الب حر أن إذا ضر بك مو سى بع صاه فا سع له وأ طع‪ ,‬فبات الب حر تلك الليلة وله‬
‫اضطراب‪ ,‬ول يدري من أي جا نب يضر به مو سى‪ ,‬فل ما انت هى إل يه مو سى‪ ,‬قال له فتاه‬

‫‪372‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يوشع بن نون‪ :‬يا نب ال أين أمرك ربك عز وجل ؟ قال‪ :‬أمرن أن أضرب البحر‪ ,‬قال‪:‬‬
‫فاضربه‪ .‬وقال ممد بن إسحاق‪ ,‬أوحى ال ط فيما ذكر ل ط إل البحر أن إذا ضربك‬
‫موسطى بعصطاه فانفلق له‪ ,‬قال‪ :‬فبات البحطر يضطرب ويضرب بعضطه بعضا فرقا مطن ال‬
‫تعال‪ ,‬وانتظارا ل ا أمره ال‪ ,‬وأو حى ال إل مو سى {أن اضرب بع صاك الب حر} فضر به‬
‫ب ا‪ ,‬ففي ها سلطان ال الذي أعطاه‪ ,‬فانفلق‪ ,‬ذ كر غ ي وا حد أ نه جاء فكناه‪ ,‬فقال‪ :‬انفلق‬
‫عليططططططططططططططّ أبططططططططططططططا خالد بول ال‪.‬‬
‫قال ال تعال‪{ :‬فانفلق فكان كطل فرق كالطود العظيطم} أي كالبطل الكطبي‪ ,‬قاله ابطن‬
‫مسعود وابن عباس وممد بن كعب والضحاك وقتادة وغيهم‪ .‬وقال عطاء الراسان‪ :‬هو‬
‫ال فج ب ي البل ي‪ .‬وقال ا بن عباس صار الب حر اث ن ع شر طريقا ل كل سبط طر يق‪ ,‬وزاد‬
‫السدي‪ :‬وصار فيه طاقات ينظر بعضهم إل بعض‪ ,‬وقام الاء على حيلة كاليطان‪ .‬وبعث‬
‫ال الريح إل قعر البحر فلفحته‪ ,‬فصار يبسا كوجه الرض‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬فاضرب لم‬
‫طريقا فط البحطر يبسطا ل تاف دركا ول تشطى}‪ .‬وقال فط هذه القصطة {وأزلفنطا ثط‬
‫الَخريطن} أي هنالك‪ .‬قال ابطن عباس وعطاء الراسطان وقتادة والسطدي {وأزلفنطا} أي‬
‫قربنا من البحر فرعون وجنوده‪ ,‬وأدنيناهم إليه {وأنينا موسى ومن معه أجعي ث أغرقنا‬
‫الَخرين} أي أنينا موسى وبن إسرائيل ومن اتبعهم على دينهم‪ ,‬فلم يهلك منهم احد‪,‬‬
‫طططططل إل هلك‪.‬‬ ‫طططططم رجط‬ ‫طططططق منهط‬ ‫وأغرق فرعون وجنوده فلم يبط‬
‫وروى ابن أب حات‪ :‬حدثنا علي بن السي‪ ,‬حدثنا أبو بكر بن أب شيبة‪ ,‬حدثنا شبابة‪,‬‬
‫حدثنا يونس بن أب إسحاق عن أب إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد ال هو ابن‬
‫م سعود أن مو سى عل يه ال سلم ح ي أ سرى بب ن إ سرائيل بلغ فرعون ذلك‪ ,‬فأ مر بشاة‬
‫فذبت‪ ,‬وقال‪ :‬ل وال ل يفرغ من سلخها حت يتمع إلّ ستمائة ألف من القبط‪ ,‬فانطلق‬
‫مو سى ح ت انت هى إل الب حر‪ ,‬فقال له‪ :‬انفرق‪ ,‬فقال له الب حر‪ :‬قد ا ستكبت يا مو سى‪,‬‬
‫وهل انفرقت لحد من ولد آدم‪ ,‬فأنفرق لك ؟ قال‪ ,‬ومع موسى ر جل على حصان له‪,‬‬
‫فقال له ذلك الرجل‪ ,‬أين أمرت يا نب ال ؟ قال‪ :‬ما أمرت إل بذا الو جه‪ ,‬قال‪ :‬وال ما‬
‫كذب ول كذبت‪ ,‬ث اقتحم الثانية فسبح ث خرج‪ ,‬فقال‪ :‬أين أمرت يا نب ال ؟ قال‪ :‬ما‬
‫أمرت إل بذا الو جه‪ .‬قال‪ :‬وال ما كذب ول كذ بت‪ ,‬قال‪ :‬فأو حى ال إل مو سى‪ :‬أن‬

‫‪373‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫اضرب بعصاك البحر‪ ,‬فضربه موسى بعصاه‪ ,‬فانفلق‪ ,‬فكان فيه اثنا عشر سبطا لكل سبط‬
‫طر يق يتراءون‪ ,‬فل ما خرج أ صحاب مو سى‪ ,‬وتتام أ صحاب فرعون‪ ,‬الت قى الب حر علي هم‬
‫فأغرقهطططططططططططططططططططططططططططططططططم‪.‬‬
‫وف رواية إسرائيل عن أب إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد ال قال‪ :‬فلما خرج‬
‫آخر أصحاب موسى‪ ,‬وتكامل أصحاب فرعون‪ ,‬انطم عليهم البحر‪ ,‬فمارئي سواد أكثر‬
‫من يومئذ‪ ,‬وغرق فرعون لع نه ال‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬إن ف ذلك لَ ية} أي ف هذه الق صة‬
‫و ما في ها من العجائب والن صر والتأي يد لعباد ال الؤمن ي‪ ,‬لدللة وح جة قاط عة وحك مة‬
‫بالغطة {ومطا كان أكثرهطم مؤمنيط وإن ربطك لوط العزيطز الرحيطم} تقدم تفسطيه‪.‬‬

‫صنَاما َفنَظَ ّل‬


‫** وَاتْ ُل عََلْيهِ ْم َنَبأَ ِإبْرَاهِي مَ * إِذْ قَا َل لبِي ِه وََق ْومِ ِه مَا َت ْعبُدُو نَ * قَالُواْ َن ْعبُدُ أَ ْ‬
‫لَهَا عَا ِكفِيَ * قَا َل هَ ْل يَس ْطَمعُوَنكُمْ إِ ْذ تَ ْدعُونَط * َأ ْو يَن َفعُونَكُم ْطَأوْ َيضُرّونَط * قَالُوْا بَلْ‬
‫وَجَ ْدنَآ آبَآ َءنَا َكذَلِكَ يَ ْفعَلُونَ * قَالَ أََف َرَأيْتُ ْم مّا ُكْنتُ ْم َتعْبُدُونَ * أَنتُ ْم وَآبَآؤُكُ ُم القْ َدمُونَ *‬
‫ط الْعَالَمِيَطططططط‬ ‫ط عَ ُدوّ لِيططططططَ إِلّ رَبططططط ّ‬ ‫فَِإّنهُمططططط ْ‬
‫هذا إخبار من ال تعال عن عبده ورسوله وخليله إبراهيم عليه السلم إمام النفاء‪ ,‬أمر‬
‫ال تعال ر سوله ممدا صلى ال عل يه و سلم أن يتلوه على أم ته ليقتدوا به ف الخلص‬
‫والتو كل‪ ,‬وعبادة ال وحده ل شر يك له‪ ,‬وال تبي من الشرك وأهله‪ ,‬فإن ال تعال آ تى‬
‫إبراهيم رشده من قبل‪ ,‬أي من صغره إل كبه‪ ,‬فإنه من وقت نشأ وشب أنكر على قومه‬
‫عبادة الصنام مع ال عز وجل {إذ قال لبيه وقومه ما تعبدون} أي ما هذه التماثيل الت‬
‫أنتطم لاط عاكفون ؟ {قالوا نعبطد أصطناما فنظطل لاط عاكفيط} أي مقيميط على عبادتاط‬
‫ودعائها {قال هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون * قالوا بل وجدنا آباءنا‬
‫كذلك يفعلون} يعنط اعترفوا بأن أصطنامهم ل تفعطل شيئا مطن ذلك‪ ,‬وإناط رأوا آباءهطم‬
‫كذلك يفعلون‪ ,‬فهم على آثارهم يهرعون‪ ,‬فعند ذلك قال لم إبراهيم {أفرأيتم ما كنتم‬
‫تعبدون * أن تم وآباؤ كم القدمون * فإن م عدو ل إل رب العال ي} أي إن كا نت هذه‬
‫ال صنام شيئا ول ا تأث ي‪ ,‬فلتخلص إل بال ساءة‪ ,‬فإ ن عدو ل ا ل أبال ب ا ول أف كر في ها‪,‬‬
‫وهذا ك ما قال تعال م با عن نوح عل يه ال سلم‪{ :‬فأجعوا أمر كم وشركاء كم} الَ ية‪,‬‬

‫‪374‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال هود عليه السلم {إن أشهد ال واشهدوا أن بريء ما تشركون من دونه فكيدون‬
‫جيعا ث ل تنظرون * إن توكلت على ال رب وربكم ما من دابة إل هو آخذ بناصيتها‬
‫إن ر ب على صراط م ستقيم} وهكذا تبأ إبراه يم من آلت هم فقال {وك يف أخاف ما‬
‫أشركتم ول تافون أنكم أشركتم بال} الَية‪ .‬وقال تعال‪{ :‬قد كانت لكم أسوة حسنة‬
‫ف إبراه يم ط إل قوله ط ح ت تؤمنوا بال وحده} وقال تعال‪{ :‬وإذ قال إبراه يم لب يه‬
‫وقومه إنن براء ما تعبدون * إل الذي فطرن فإنه سيهدين * وجعلها كلمة باقية ف عقبه‬
‫ططططططططططط ل إله إل ال‪.‬‬ ‫طططططططططططم يرجعون} يعنط‬ ‫لعلهط‬

‫شفِيِ *‬‫سقِيِ * َوإِذَا مَرِضْتُ َف ُه َو يَ ْ‬


‫** الّذِي خََل َقنِي َف ُهوَ َيهْدِينِ * وَالّذِي ُهوَ يُ ْطعِ ُمنِي َويَ ْ‬
‫ط‬
‫ط الدّين ِ‬ ‫ط أَن َي ْغفِرَ لِي خَطِيئَتِطي َيوْم َ‬‫ط َأطْمَع ُ‬ ‫حيِيِط * وَالّذِي َ‬ ‫ط يُ ْ‬
‫وَالّذِي يُمِيتُنِطي ثُم ّ‬
‫يعنط ل أعبطد إل الذي يفعطل هذه الشياء {الذي خلقنط فهطو يهديطن} أي هطو الالق‬
‫الذي قدر قدرا‪ ,‬وهدى اللئق إل يه‪ ,‬ف كل يري على ما قدر له‪ ,‬و هو الذي يهدي من‬
‫يشاء وي ضل من يشاء {والذي هو يطعم ن وي سقي} أي هو خال قي وراز قي ب ا سخر‬
‫ويسر من السباب السماوية والرضية‪ ,‬فساق الزن‪ ,‬وأنزل الاء وأحيا به الرض‪ ,‬وأخرج‬
‫بطه مطن كطل الثمرات رزقا للعباد‪ ,‬وأنزل الاء عذبا زلل يسطقيه ماط خلق أنعاما وأناسطي‬
‫كثيا‪.‬‬
‫وقوله {وإذا مرضت فهو يشفي} أسند الرض إل نفسه‪ ,‬وإن كان عن قدر ال وقضائه‬
‫وخلقطه‪ ,‬ولكطن أضافطه إل نفسطه أدبا‪ ,‬كمطا قال تعال آمرا للمصطلي أن يقول {اهدنطا‬
‫الصراط الستقيم} إل آخر السورة‪ ,‬فأسند النعام والداية إل ال تعال‪ ,‬والغضب حذف‬
‫فاعله أدبا‪ ,‬وأ سند الضلل إل العب يد‪ ,‬ك ما قالت ال ن {وأ نا ل ندري أ شر أر يد ب ن ف‬
‫الرض أم أراد ب م رب م رشدا} وكذا قال إبراه يم {وإذا مر ضت ف هو يشف ي} أي إذا‬
‫وق عت ف مرض‪ ,‬فإ نه ل يقدر على شفائي أ حد غيه ب ا يقدر من ال سباب الو صلة إل يه‬
‫{والذي ييتن ث ييي} أي هو الذي ييي وييت ل يقدر على ذلك أحد سواه‪ ,‬فإنه هو‬
‫الذي يبدىء ويعيطد {والذي أطمطع أن يغفطر ل خطيئتط يوم الديطن} أي ل يقدر على‬
‫غفران الذنوب ف الدينا والَخرة إل هو‪ ,‬ومن يغفر الذنوب إل ال‪ ,‬وهو الفعال لا يشاء‪.‬‬

‫‪375‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫ح ْقنِي بِال صّالِحِيَ * وَا ْجعَل لّي لِ سَانَ صِ ْدقٍ فِي الَ ِخرِي نَ *‬ ‫ب هَ بْ لِي ُحكْما َوأَلْ ِ‬ ‫** رَ ّ‬
‫وَا ْجعَلْنِي مِن وَ َرَثةِ َجّن ِة الّنعِي مِ * وَا ْغفِ ْر لبِ يَ ِإنّ هُ كَا َن مِ َن الضّآلّيَ * وَلَ تُخْزِنِي َيوْ مَ‬
‫ط ِبقَلْبطٍ سطَلِيمٍ‬ ‫ُيبْ َعثُونطَ * َيوْمطَ لَ يَنفَعطُ مَا ٌل وَلَ َبنُونطَ * إِ ّل مَنطْ أَتَطى اللّه َ‬
‫وهذا سؤال من إبراه يم عل يه ال سلم أن يؤت يه ر به حكما‪ .‬قال ا بن عباس‪ :‬و هو العلم‪.‬‬
‫وقال عكرمطة‪ :‬هطو اللب‪ ,‬وقال ماهطد‪ :‬هطو القرآن‪ .‬وقال السطدي‪ :‬هطو النبوة‪ .‬وقوله‬
‫{وألقن بالصالي} أي اجعلن مع الصالي ف الدنيا والَخرة‪ ,‬كما قال النب صلى ال‬
‫عليه وسلم عند الحتضار «الل هم ف الرفيق العلى» قالا ثلثا‪ .‬و ف الد يث ف الدعاء‬
‫«اللهم أحينا مسلمي‪ ,‬وأمتنا مسلمي‪ ,‬وألقنا بالصالي غي خزايا ول مبدلي» وقوله‬
‫{واجعل ل لسان صدق ف الَخرين} أي واجعل ل ذكرا جيلً بعدي أذكر به ويقتدى‬
‫ب ف ال ي‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬وترك نا عل يه ف الَخر ين * سلم على إبراه يم * كذلك‬
‫نزي الحسططططططططططططططططططططططططططططططني}‪.‬‬
‫قال ماهد وقتادة {واجعل ل لسان صدق ف الَخرين} يعن الثناء السن‪ .‬قال ماهد‪:‬‬
‫كقوله تعال {وآتيناه ف الدنيا حسنة} الَية‪ ,‬وكقوله {وآتيناه أجره ف الدنيا} الَية‪ ,‬قال‬
‫ليث بن أب سليم‪ :‬كل ملة تبه وتتوله‪ ,‬وكذا قال عكرمة‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬واجعلن من‬
‫ور ثة ج نة النع يم} أي أن عم عل يّ ف الدن يا ببقاء الذ كر الم يل بعدي‪ ,‬و ف الَخرة بأن‬
‫تعلن من ورثة جنة النعيم‪ .‬وقوله {واغفر لب} الَية‪ ,‬كقوله {ربنا اغفر ل ولوالدي}‬
‫وهذا ما رجع عنه إبراهيم عليه السلم‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وما كان استغفار إبراهيم لبيه‬
‫إل عن موعدة وعدها إياه ط إل قوله ط إن إبراهيم لواه حليم} وقد قطع تعال اللاق‬
‫ف استغفاره لبيه فقال تعال‪{ :‬قد كانت لكم أسوة حسنة ف إبراهيم والذين معه ط إل‬
‫قوله ططططط ومططططا أملك لك مططططن ال مططططن شيططططء}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ول تزنط يوم يبعثون} أي أجرنط مطن الزي يوم القيامطة يوم يبعطث اللئق‬
‫أولم وآخرهم‪ .‬وقال البخاري عند هذه الَية‪ :‬قال إبراهيم بن طهمان عن ابن أب ذئب‬
‫عن سعيد بن أب سعيد القبي‪ ,‬عن أبيه عن أب هريرة رضي ال عنه‪ ,‬عن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال «إن إبراهيم رأى أباه يوم القيامة عليه الغبة والقترة»‪ .‬وف رواية أخرى‪:‬‬

‫‪376‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حدثنا إساعيل‪ ,‬حدثنا أخي عن ابن أب ذئب عن سعيد القبي‪ ,‬عن أب هريرة عن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال «يلقى إبراهيم أباه فيقول‪ :‬يا رب إنك وعدتن أنك ل تزين‬
‫يوم يبعثون‪ ,‬فيقول ال تعال‪ :‬إن حرمت النة على الكافرين» هكذا رواه عند هذه الَية‪.‬‬
‫و ف أحاد يث ال نبياء بذا ال سناد بعي نه منفردا به‪ ,‬ولف ظه «يل قى إبراه يم أباه آزر يوم‬
‫القيامطة‪ ,‬وعلى وجطه آزر قترة وغطبة‪ ,‬فيقول له إبراهيطم‪ :‬أل أقطل لك ل تعصطين‪ ,‬فيقول‬
‫أبوه‪ :‬فاليوم ل أع صيك‪ ,‬فيقول إبراه يم‪ :‬يا رب إ نك وعدت ن أن ل تزي ن يوم يبعثون‪,‬‬
‫فأي خزي أخزى من أ ب الب عد فيقول ال تعال‪ :‬إ ن حر مت ال نة على الكافر ين‪ ,‬ث‬
‫يقال‪ :‬يا إبراهيم انظر تت رجلك‪ ,‬فينظر‪ ,‬فإذا هو بذيخ متلطخ‪ ,‬فيؤخذ بقوائمه فيلقى ف‬
‫النار» وقال عبططد الرحنطط النسططائي فطط التفسططي مططن سططننه الكططبي‪.‬‬
‫وقوله {ول تزن يوم يبعثون} أخبنا أحد بن حفص بن عبد ال‪ ,‬حدثن أب‪ ,‬حدثن‬
‫إبراهيم بن طهمان عن ممد بن عبد الرحن‪ ,‬عن سعيد بن أب سعيد القبي عن أبيه عن‬
‫أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إن إبراهيم رأى أباه يوم القيامة عليه‬
‫الغبة والقترة‪ ,‬وقال له‪ :‬قد نيتك عن هذا فعصيتن‪ ,‬قال‪ :‬لكن اليوم ل أعصيك واحدة‪,‬‬
‫قال‪ :‬يا رب وعدتن أن ل تزين يوم يبعثون‪ ,‬فإن أخزيت أباه فقد أخزيت البعد‪ .‬قال‪:‬‬
‫يا إبراه يم إ ن حرمت ها على الكافر ين فأ خذ م نه‪ .‬قال‪ :‬يا إبراه يم أ ين أبوك ؟ قال‪ :‬أ نت‬
‫أخذته من‪ ,‬قال‪ :‬انظر أسفل منك‪ ,‬فنظر‪ ,‬فإذا ذيخ يتمرغ ف نتنه‪ ,‬فأخذ بقوائمه فألقي ف‬
‫النار» وهذا إسناد غريب‪ ,‬وفيه نكارة‪ ,‬والذيخ هو الذكر من الضباع‪ ,‬كأنه حول آزر إل‬
‫صورة ذيخ متلطخ بعذرته فيلقى ف النار كذلك‪ ,‬وقد رواه البزار بإسناده من حديث حاد‬
‫بن سلمة عن أيوب عن ممد بن سيين عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم وفيه‬
‫غرابة‪ ,‬ورواه أيضا من حديث قتادة عن جعفر بن عبد الغافر عن أب سعيد عن النب صلى‬
‫ال عليططططططططططططططه وسططططططططططططططلم بنحوه‪.‬‬
‫وقوله {يوم ل ين فع مال ول بنون} أي ل ي قي الرء من عذاب ال ماله ولو افتدى بلء‬
‫الرض ذهبا {ول بنون} أي ولو افتدى بنطط على الرض جيعا‪ ,‬ول ينفططع يومئذ إل‬
‫اليان بال وإخلص الديطن له‪ ,‬والتطبي مطن الشرك وأهله‪ ,‬ولذا قال {إل مطن أتطى ال‬
‫بقلب سليم} أي سال من الدنس والشرك‪ .‬قال ابن سيين‪ :‬القلب السليم أن يعلم أن ال‬

‫‪377‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حق‪ ,‬وأن الساعة آتية ل ريب فيها‪ ,‬وأن ال يبعث من ف القبور‪ .‬وقال ابن عباس {إل من‬
‫ِيط أن يشهطد أن ل إله إل ال‪ .‬وقال ماهطد والسطن وغيهاط‬
‫أتطى ال بقلب سطليم} َحي َ‬
‫{بقلب سليم} يع ن من الشرك‪ .‬وقال سعيد بن ال سيب‪ :‬القلب ال سليم هو القلب‬
‫الصحيح‪ ,‬وهو قلب الؤمن‪ ,‬لن قلب النافق مريض‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬ف قلوبم مرض}‪.‬‬
‫قال أبطو عثمان النيسطابوري‪ :‬هطو القلب السطال مطن البدعطة‪ ,‬الطمئن إل السطنة‪.‬‬

‫جحِي مُ لِ ْلغَاوِي نَ * وَقِيلَ َلهُ مْ َأيْ َن مَا كُنتُ ْم َتعْبُدُو نَ‬


‫ت الْ َ‬
‫جّنةُ لِ ْل ُمّتقِيَ * َوبُرّزَ ِ‬
‫** َوأُزِْلفَ تِ الْ َ‬
‫* مِن دُو نِ اللّ ِه هَلْ يَن صُرُونَكُمْ َأ ْو يَنتَ صِرُونَ * َف ُكْبكِبُواْ فِيهَا هُ ْم وَالْغَاوُو نَ * وَ ُجنُودُ‬
‫ضلَلٍ مّبِيٍ * ِإذْ‬ ‫ختَ صِمُونَ * تَاللّ هِ إِن كُنّا لَفِي َ‬ ‫ِإبْلِي سَ أَجْ َمعُو نَ * قَالُوْا َوهُ مْ فِيهَا يَ ْ‬
‫ضّلنَآ إِلّ الْ ُمجْ ِرمُو نَ * َفمَا َلنَا مِن شَاِفعِيَ * وَلَ صَدِيقٍ‬ ‫ب اْلعَالَمِيَ * َومَآ أَ َ‬ ‫سوّيكُ ْم ِبرَ ّ‬ ‫نُ َ‬
‫حَمِي مٍ * َفَلوْ أَ نّ لَنَا كَ ّرةً َفَنكُو َن مِ نَ الْ ُمؤْ ِمنِيَ * إِ نّ فِي ذَلِ كَ َلَيةً وَمَا كَا نَ أَ ْكثَرُهُم‬
‫طططططُ‬ ‫طططططَ َل ُهوَ اْلعَزِيزُ ال ّرحِيمط‬ ‫طططططّ َربّكط‬ ‫ّم ْؤمِنِيَططططط * َوإِنط‬
‫{أزلفت النة} أي قربت وأدنيت من أهلها مزخرفة مزينة لناظريها‪ ,‬وهم التقون‬
‫الذين رغبوا فيها على ما ف الدنيا‪ ,‬وعملوا ل ا ف الدنيا {وبرزت الحيم للغاو ين} أي‬
‫أظهرت وكشف عنها‪ ,‬وبدت منها عنق فزفرت زفرة بلغت منها القلوب الناجر‪ ,‬وقيل‬
‫لهلها تقريعا وتوبيخا {أين ما كنتم تعبدون من دون ال هل ينصرونكم أو ينتصرون}‬
‫أي لي ست الَل ة ال ت عبدتو ها من دون ال من تلك ال صنام والنداد تغ ن عن كم اليوم‬
‫شيئا‪ ,‬ول تدفطع عطن أنفسطها‪ ,‬فإنكطم وإياهطا اليوم حصطب جهنطم أنتطم لاط واردون‪.‬‬
‫وقوله {فكبكبوا في ها هم والغاوون} قال ما هد‪ :‬يع ن َف ُد ْهوِرُوا في ها‪ .‬وقال غيه‪ :‬كبوا‬
‫فيها‪ ,‬والكاف مكررة‪ ,‬كما يقال صرصر‪ ,‬والراد أنه ألقى بعضهم على بعض من الكفار‬
‫وقادت م الذ ين دعو هم إل الشرك {وجنود إبل يس أجعون} أي ألقوا في ها عن آخر هم‬
‫{قالوا وهم فيها يتصمون تال إن كنا لفي ضلل مبي * إذ نسويكم برب العالي} أي‬
‫يقول الضعفاء للذين استكبوا‪ :‬إنا كنا لكم تبعا‪ ,‬فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار ؟‬
‫ويقولون و قد عادوا على أنف سهم بالل مة {تال إن ك نا ل في ضلل مبي * إذ ن سويكم‬
‫برب العال ي} أي ن عل أمر كم مطاعا ك ما يطاع أ مر رب العال ي‪ ,‬وعبدنا كم مع رب‬

‫‪378‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫العاليط {ومطا أضلنطا إل الجرمون} أي مطا دعانطا إل ذلك إل الجرمون {فمطا لنطا مطن‬
‫شافعي} قال بعضهم‪ :‬يعن من اللئكة كما يقولون {فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو‬
‫نرد فنعمل غي الذي كنا نعمل} وكذا قالوا {فما لنا من شافعي * ول صديق حيم} أي‬
‫ططططططططططططططططططططططططططططططططططب‪.‬‬ ‫قريط‬
‫قال قتادة‪ :‬يعلمون وال أن الصطديق إذا كان صطالا نفطع‪ ,‬وأن الميطم إذا كان صطالا‬
‫شفطع {فلو أن لنطا كرة فنكون من الؤمنيط} وذلك أن م يتمنون أن يردوا إل دار الدن يا‬
‫ليعملوا بطا عة رب م في ما يزعمون‪ ,‬وال تعال يعلم أن م لو ردّ هم إل دار الدن يا لعادوا ل ا‬
‫نوا عنه وإنم لكاذبون‪ ,‬وقد أخب ال تعال عن تاصم أهل النار ف سورة (ص) ث قال‬
‫تعال‪{ :‬إن ذلك لق تاصم أهل النار} ث قال تعال‪{ :‬إن ف ذلك لَية وما كان أكثرهم‬
‫مؤمني} أي إن ف ماجة إبراهيم لقومه وإقامة الجج عليهم ف التوحيد لَية‪ ,‬أي لدللة‬
‫واض حة جل ية على أن ل إله إل ال {و ما كان أكثر هم مؤمن ي * وإن ر بك ل و العز يز‬
‫الرحيطططططططططططططططططططططططططططططططططم}‪.‬‬

‫** كَ ّذبَ تْ َقوْ مُ نُو حٍ الْمُرْ سَلِيَ * إِذْ قَالَ َلهُ مْ أَخُوهُ ْم نُو حٌ أَلَ تَّتقُو نَ * ِإنّي َلكُ مْ رَ سُو ٌل‬
‫ب اْلعَالَمِيَ‬
‫َأمِيٌ * فَاّتقُواْ اللّ َه َوَأطِيعُونِ * َومَآ أَ ْسأَلُكُ ْم عََليْ ِه مِنْ أَ ْجرٍ إِنْ أَ ْجرِيَ إِلّ عََلىَ رَ ّ‬
‫ط َوَأطِيعُونططططططِ‬ ‫* فَاّتقُواْ اللّهططططط َ‬
‫هذا إخبار من ال عز وجل عن عبده ورسوله نوح عليه السلم‪ ,‬وهو أول رسول بعثه‬
‫ال إل أهل الرض بعد ما عبدت الصنام والنداد‪ ,‬فبعثه ال ناهيا عن ذلك ومذرا من‬
‫وب يل عقا به‪ ,‬فكذ به قو مه‪ ,‬فا ستمروا على ما هم عل يه من الفعال البي ثة ف عبادت م‬
‫أصنامهم مع ال تعال‪ :‬ونزل ال تعال تكذيبهم له منلة تكذيبهم جيع الرسل‪ ,‬فلهذا قال‬
‫تعال‪{ :‬كذبطت قوم نوح الرسطلي * إذ قال لمط أخوهطم نوح أل تتقون} أي أل تافون‬
‫ال ف عبادت كم غيه {إ ن ل كم ر سول أم ي} أي إ ن ر سول من ال إلي كم‪ ,‬أم ي في ما‬
‫بعثن ال به‪ ,‬أبلغكم رسالت رب ول أزيد فيها ول أنقص منها {فاتقوا ال وأطيعون وما‬
‫أسألكم عليه من أجر} الَية‪ ,‬أي ل أطلب منكم جزاء على نصحي لكم‪ ,‬بل أدّخر ثواب‬

‫‪379‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ذلك عند ال {فاتقوا ال وأطيعون} فقد وضح لكم وبان صدقي ونصحي وأمانت فيما‬
‫بعثنططططططط ال بطططططططه وائتمننططططططط عليطططططططه‪.‬‬

‫ك وَاتَّبعَكَ الرْذَلُونَ * قَا َل َومَا عِلْمِي بِمَا كَانُوْا َيعْمَلُونَ * إِنْ حِسَاُبهُ ْم‬‫** قَاُل َواْ َأُنؤْمِنُ لَ َ‬
‫ط أَنَطا إِ ّل نَذِي ٌر ّمبِيٌط‬
‫ط * وَمَطآ َأنَاْ بِطَارِ ِد الْ ُم ْؤ ِمنِيَط * إِن ْ‬
‫شعُرُون َ‬‫إِلّ عََلىَ رَبّطي َلوْ تَ ْ‬
‫يقولون‪ :‬ل نؤمطن لك‪ ,‬ول نتبعطك ونتسطاوى فط ذلك بؤلء الراذل‪ ,‬الذيطن اتبعوك‬
‫و صدقوك و هم أراذل نا‪ ,‬ولذا {قالوا أنؤ من لك واتب عك الرذلون * قال و ما عل مي ب ا‬
‫كانوا يعملون} أي وأي شيء يلزمن من اتباع هؤلء ل ؟ ولو كانوا على أي شيء كانوا‬
‫عليه‪ ,‬ل يلزمن التنقيب عنهم والبحث والفحص‪ ,‬إنا علي أن أقبل منهم تصديقهم إياي‪,‬‬
‫وأكل سرائرهم إل ال عز وجل {إن حسابم إل على رب لو تشعرون * وما أنا بطارد‬
‫الؤمني} كأنم سألوا منه أن يبعدهم عنه ويتابعوه‪ ,‬فأب عليهم ذلك وقال {وما أنا بطارد‬
‫الؤمني * إن أنا إل نذير مبي} أي إنا بعثت نذيرا‪ ,‬فمن أطاعن واتبعن وصدقن كان‬
‫منططط وأنطططا منطططه‪ ,‬سطططواء كان شريفا أو وضيعا‪ ,‬أو جليلً أو حقيا‪.‬‬

‫ج ِرمِيَ * قَالَ رَ بّ إِ نّ َق ْومِي كَ ّذبُو نِ * فَا ْفتَ ْح‬ ‫** قَالُواْ َلئِ نْ لّ ْم َتْنتَ هِ َينُو حُ َلَتكُونَ ّن مِ َن الْمُ ْ‬
‫ْكط‬
‫َهط فِي اْلفُل ِ‬ ‫َاهط وَمَن ّمع ُ‬ ‫ِنط الْ ُم ْؤ ِمنِيَ * َفأَ َنيْن ُ‬
‫ُمط َفتْحا َونَجّنِي وَمَن مّعِي م َ‬ ‫َبيْنِي َوَبْيَنه ْ‬
‫الْمَشْحُو نِ * ثُ مّ َأغْرَ ْقنَا َبعْ ُد اْلبَاقِيَ * إِ نّ فِي ذَلِ كَ َلَيةً َومَا كَا نَ أَ ْكثَ ُرهُم ّمؤْ ِمنِيَ * َوإِ نّ‬
‫َربّكططططططططططططططَ َل ُه َو اْلعَزِيزُ الرّحِيمططططططططططططططُ‬
‫ل ونارا‪ ,‬و سرا وجهارا‪,‬‬ ‫ل ا طال مقام نب ال ب ي أظهر هم‪ ,‬يدعو هم إل ال تعال لي ً‬
‫وكلما كرر عليهم الدعوة صمموا على الكفر الغليظ والمتناع الشديد‪ ,‬وقالوا ف الَخر‬
‫{لئن ل تنته يا نوح لتكونن من الرجومي} أي لئن ل تنته من دعوتك إيانا إل دينك‪,‬‬
‫{لتكونن من الرجوم ي} أي لنرجنك‪ ,‬فعند ذلك دعا عليهم دعوة استجاب ال منه‪,‬‬
‫فقال {رب إن قومي كذبون * فافتح بين وبينهم فتحا} الَية‪ ,‬كما قال ف الَية الخرى‬
‫{فدعا ربه أن مغلوب فانتصر} إل آخر الَية‪ .‬وقال ههنا {فأنيناه ومن معه ف الفلك‬

‫‪380‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الشحون * ث أغرقنا بعد الباقي} والشحون هو الملوء بالمتعة والزواج الت حل فيها‬
‫من كل زوجي اثني‪ ,‬أي أنينا نوحا ومن اتبعه كلهم‪ ,‬وأغرقنا من كفر به وخالف أمره‬
‫كلهم أجعي {إن ف ذلك لَية وما كان أكثرهم مؤمني * وإن ربك لو العزيز الرحيم}‪.‬‬

‫** كَ ّذبَتْ عَادٌ الْمُرْ َسلِيَ * ِإذْ قَالَ َلهُمْ أَخُوهُ ْم هُودٌ أَ َل َتّتقُونَ * ِإنّي َلكُمْ رَسُولٌ َأمِيٌ *‬
‫ب اْلعَالَمِيَ *‬ ‫فَاّتقُواْ اللّ َه َوَأطِيعُو نِ * وَمَآ أَ سْأَُلكُ ْم عََليْ ِه مِ نْ أَجْرٍ إِ نْ أَ ْجرِ يَ إِ ّل عََلىَ رَ ّ‬
‫شتُ مْ‬
‫شتُ مْ بَطَ ْ‬‫خلُدُو نَ * َوإِذَا بَطَ ْ‬‫َأتَْبنُو َن ِبكُلّ رِي ٍع آَيةً َت ْعَبثُو نَ * َوَتتّخِذُو نَ مَ صَانِعَ َلعَّلكُ ْم تَ ْ‬
‫َجبّارِينَ * فَاتّقُواْ اللّ َه َوَأطِيعُونِ * وَاّتقُواْ الّذِيَ َأمَدّكُ ْم بِمَا َتعَْلمُونَ * َأمَدّكُ ْم ِبَأْنعَا ٍم َوَبنِيَ‬
‫ط َيوْم طٍ عَظِيم طٍ‬ ‫ط عَذَاب َ‬ ‫ط َو ُعيُون طٍ * ِإنّي طَ أَخَاف طُ عََليْكُم ْ‬ ‫* وَ َجنّات ٍ‬
‫وهذا إخبار من ال تعال عن عبده ورسوله هود عليه السلم‪ ,‬أنه دعا قومه عادا‪ ,‬وكان‬
‫قو مه ي سكنون الحقاف‪ ,‬و هي جبال الر مل قريبا من حضرموت‪ ,‬من ج هة بلد الي من‪,‬‬
‫وكان زمانم بعد قوم نوح‪ ,‬كما قال ف سورة العراف {واذكروا إذ جعلكم خلفاء من‬
‫بعد قوم نوح وزادكم ف اللق بسطة} وذلك أنم كانوا ف غاية من قوة التركيب والقوة‬
‫والبططش الشديطد‪ ,‬والطول الديطد‪ ,‬والرزاق الدارة‪ ,‬والموال والنات والنار‪ ,‬والبناء‬
‫ل منهم‬ ‫والزروع والثمار‪ ,‬وكانوا مع ذلك يعبدون غي ال معه‪ ,‬فبعث ال هودا إليهم رج ً‬
‫رسولً وبشيا ونذيرا‪ ,‬فدعاهم إل ال وحده‪ ,‬وحذرهم نقمته وعذابه ف مالفته وبطشه‪,‬‬
‫فقال لم كما قال نوح لقومه إل أن قال {أتبنون بكل ريع آية تعبثون} اختلف الفسرون‬
‫ف الريع با حاصله أنه الكان الرتفع عند جواد الطرق الشهورة‪ ,‬يبنون هناك بنيانا مكما‬
‫هائلً باهرا‪ ,‬ولذا قال {أتبنون بكل ريع آية} أي معلما بناء مشهورا {تعبثون} أي وإنا‬
‫تفعلون ذلك عبثا ل للحتياج إليه بل لجرد اللعب واللهو وإظهار القوة‪ ,‬ولذا أنكر عليه‬
‫نبيهم عليهم السلم ذلك‪ ,‬لنه تضييع للزمان وإتعاب للبدان ف غي فائدة‪ ,‬واشتغال با‬
‫ل يدي فط الدنيطا ول فط الَخرة‪ ,‬ولذا قال {وتتخذون مصطانع لعلكطم تلدون} قال‬
‫ماهد‪ :‬والصانع البوج الشيدة والبنيان الخلد‪ ,‬وف رواية عنه‪ :‬بروج المام‪ .‬وقال قتادة‪:‬‬
‫هططططططططططططططططي مأخططططططططططططططططذ الاء‪.‬‬

‫‪381‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال قتادة‪ :‬وقرأ بعطض الكوفييط {وتتخذون مصطانع كأنكطم خالدون}‪ .‬وفط القراءة‬
‫الشهورة {وتتخذون مصطانع لعلكطم تلدون} أي لكطي تقيموا فيهطا أبدا وذلك ليطس‬
‫باصل لكم بل زائل عنكم‪ ,‬كما زال عمن كان قبلكم‪ .‬وروى ابن أب حات رحه ال‪:‬‬
‫حدثنا أب‪ ,‬حدثنا الكم بن موسى‪ ,‬حدثنا الوليد‪ ,‬حدثنا ابن عجلن‪ ,‬حدثن عون بن‬
‫عبد ال بن عتبة أن أبا الدرداء رضي ال عنه لا رأى ما أحدث السلمون ف الغوطة من‬
‫البنيان ونصب الشجر‪ ,‬قام ف مسجدهم فنادى‪ :‬يا أهل دمشق‪ ,‬فاجتمعوا إليه‪ ,‬فحمد ال‬
‫وأث ن عل يه‪ ,‬ث قال‪ :‬أل ت ستحيون‪ ,‬أل ت ستحيون‪ ,‬تمعون ما ل تأكلون‪ ,‬وتبنون ما ل‬
‫ت سكنون‪ ,‬وتأملون ما ل تدركون‪ ,‬إ نه قد كا نت قبل كم قرون يمعون فيوعون‪ ,‬ويبنون‬
‫فيوثقون‪ ,‬ويأملون فيطيلون‪ ,‬فأصطبح أملهطم غرورا‪ ,‬وأصطبح جعهطم بورا‪ ,‬وأصطبحت‬
‫مساكنهم قبورا‪ ,‬أل إن عادا ملكت ما بي عدن وعمان خيلً وركابا‪ ,‬فمن يشتري من‬
‫مياث عاد بدرهيطططططططططططططططططططططططططططط ؟‪.‬‬
‫وقوله {وإذا بطشتم بطشتم جبارين} أي يصفهم بالقوة والغلظة والبوت {فاتقوا ال‬
‫وأطيعون} أي اعبدوا رب كم وأطيعوا ر سولكم‪ ,‬ث شرع يذكر هم ن عم ال علي هم‪ ,‬فقال‬
‫{واتقوا الذي أمدكم با تعلمون‪ ,‬أمدكم بأنعام وبني وجنات وعيون * إن أخاف عليكم‬
‫عذاب يوم عظيم} أي إن كذبتم وخالفتم‪ ,‬فدعاهم إل ال بالترغيب والترهيب‪ ,‬فما نفع‬
‫فيهطططططططططططططططططططططططططططططططططططم‪.‬‬

‫** قَالُواْ َسوَآ ٌء عََلْينَآ َأوَعَظْ تَ أَ مْ َل ْم َتكُ نْ مّ َن اْلوَاعِظِيَ * إِ ْن هَـذَا إِلّ ُخلُ ُق الوّلِيَ *‬
‫وَمَا َنحْ ُن بِ ُمعَ ّذبِيَ * َفكَ ّذبُو هُ َفأَهَْل ْكنَاهُ مْ إِ نّ فِي ذَلِ كَ َلَي ًة وَمَا كَا نَ أَ ْكثَرُهُم ّمؤْ ِمنِيَ *‬
‫َوإِنطططططططططّ َربّكطططططططططَ َل ُهوَ الْعَزِيزُ الرّحِيمطططططططططُ‬
‫يقول تعال م با عن جواب قوم هود له ب عد ما حذر هم وأنذر هم‪ ,‬ورغب هم ورهب هم‪,‬‬
‫وبي لم الق)ووضحه {قالوا سواء علينا أوعظت أم ل تكن من الواعظي} أي ل نرجع‬
‫عما نن عليه {وما نن بتاركي آلتنا عن قولك‪ ,‬وما نن لك بؤمني} وهكذا المر‪,‬‬
‫فإن ال تعال قال {إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتم أم ل تنذرهم ل يؤمنون} وقال‬
‫تعال‪{ :‬إن الذ ين حقت علي هم كل مة ر بك ل يؤمنون} الَ ية‪ ,‬وقول م {إن هذا إل خلق‬

‫‪382‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الوليط} قرأ بعضهطم {إن هذا إل َخلْق الوليط} بفتطح الاء وتسطكي اللم‪ .‬قال ابطن‬
‫م سعود والعو ف عن ع بد ال بن عباس وعلق مة وما هد‪ :‬يعنون ما هذا الذي جئت نا به‬
‫إلأخلق الولي‪ ,‬كما قال الشركون من قريش {وقالوا أساطي الولي اكتتبها فهي تلى‬
‫طلً} وقال {وقال الذيطن كفروا إن هذا إل إفطك افتراه وأعانطه عليطه قوم‬
‫عليطه بكرة وأص ي‬
‫آخرون * فقطد جاءوا ظلما وزورا * وقالوا أسطاطي الوليط} وقال {وإذا قيطل لمط ماذا‬
‫أنزل ربكطم قالوا أسطاطي الوليط} وقرأ آخرون {إن هذا إل خلق الوليط} بضطم الاء‬
‫واللم‪ ,‬يعنون دين هم و ما هم عل يه من ال مر هو د ين الول ي من الَباء والجداد‪ ,‬ون ن‬
‫تابعون ل م سالكون وراء هم‪ ,‬نع يش ك ما عاشوا‪ ,‬ونوت ك ما ماتوا‪ ,‬ول ب عث ولمعاد‪,‬‬
‫ولذا قالوا {و ما ن ن بعذب ي} قال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس {إن هذا إل خلق‬
‫الولي} يقول‪ :‬دين الولي‪ .‬وقاله عكرمة وعطاء الراسان وقتادة وعبد الرحن بن زيد‬
‫بطططططططن أسطططططططلم‪ ,‬واختاره ابطططططططن جريطططططططر‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬فكذبوه فأهلكناهطم} أي اسطتمروا على تكذيطب نطب ال هود ومالفتطه‬
‫وعناده‪ ,‬فأهلكهم ال وقد بي سبب إهلكه إياهم ف غي موضع من القرآن بأنه أرسل‬
‫علي هم ريا صرصرا عات ية‪ ,‬أي ريا شديدة البوب‪ ,‬ذات برد شد يد جدا‪ ,‬فكان سبب‬
‫إهلكهم من جنسهم‪ ,‬فإنم كانوا أعت شيء وأجبه‪ ,‬فسلط ال عليهم ما هو أعت منهم‬
‫وأ شد قوة‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬أل ترَ ك يف ف عل ر بك بعاد * إرم ذات العماد} و هم عاد‬
‫الول‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬وأ نه أهلك عادا الول} و هم من ن سل إرم بن سام بن نوح‬
‫{ذات العماد} الذين كانو يسكنون العمد‪ ,‬ومن زعم أن إرم مدينة‪ ,‬فإنا أخذ ذلك من‬
‫السرائيليات من كلم كعب ووهب‪ ,‬وليس لذلك أصل أصيل‪ ,‬ولذا قال {الت ل يلق‬
‫مثلها ف البلد} أي ل يلق مثل هذه القبيلة ف قوتم وشدتم وجبوتم‪ ,‬ولو كان الراد‬
‫بذلك مدينطة لقال‪ :‬التط ل يبط مثلهطا فط البلد‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬فأمطا عاد فاسطتكبوا فط‬
‫الرض بغي الق وقالوا من أشد منا قوة ؟ أو ل يروا أن ال الذي خلقهم هو أشد منهم‬
‫قوة وكانوا بآياتنا يحدون} وقد قدمنا أن ال تعال ل يرسل عليهم من الريح إل مقدار‬
‫أنف الثور‪ ,‬عتت على الزنة‪ ,‬فأذن ال لا ف ذلك‪ ,‬فسلكت فحصبت بلدهم‪ ,‬فحصبت‬
‫كل شيء لم‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬تدمر كل شيء بأمر ربا} الَية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬وأما عاد‬

‫‪383‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فأهلكوا بر يح صرصر عات ية ط إل قوله ط ح سوما ط أي كاملة ط فترى القوم في ها‬
‫صرعى كأنم أعجاز نل خاوية} أي بقوا أبدانا بل رؤوس‪ ,‬وذلك أن الريح كانت تأت‬
‫الر جل من هم فتقتل عه وترف عه ف الواء‪ ,‬ث تنك سه على أم رأ سه‪ ,‬فتشدخ دما غه وتك سر‬
‫رأسه وتلقيه‪ ,‬كأنم أعجاز نل منقعر‪ ,‬وقد كانو تصنوا ف البال والكهوف والغارات‪,‬‬
‫وحفروا لم ف الرض إل أنصافهم‪ ,‬فلم يغن عنهم ذلك من أمر ال شيئا {إن أجل ال‬
‫إذا جاء ل يؤخططططر} ولذا قال تعال‪{ :‬فكذبوه فأهلكناهططططم} الَيططططة‪.‬‬

‫** كَ ّذبَ تْ ثَمُو ُد الْمُرْ سَلِيَ * إِذْ قَالَ َلهُ مْ أَخُوهُ مْ صَالِحٌ أَل َتّتقُو نَ * إِنّي َلكُ مْ رَ سُو ٌل‬
‫ب اْلعَالَمِيَ‬
‫َأمِيٌ * فَاّتقُواْ اللّ َه َوَأطِيعُونِ * َومَآ أَ ْسأَلُكُ ْم عََليْ ِه مِنْ أَ ْجرٍ إِنْ أَ ْجرِيَ إِلّ عََلىَ رَ ّ‬
‫وهذا إخبار من ال عز و جل عن عبده ور سوله صال عل يه ال سلم‪ ,‬أ نه بع ثه إل قو مه‬
‫ثود‪ ,‬وكانوا عربا ي سكنون مدي نة الِجْر ال ت ب ي وداي القرى وبلد الشام‪ ,‬وم ساكنهم‬
‫معرو فة مشهورة‪ ,‬و قد قدم نا ف سورة العراف الحاد يث الرو ية ف مرور ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم بم حي أراد غزو الشام‪ ,‬فوصل إل تبوك ث عاد إل الدينة ليتأهب‬
‫لذلك‪ ,‬وكانوا بعد عاد وقبل الليل عليه السلم‪ .‬فدعاهم نبيهم صال إل ال عز وجل أن‬
‫يعبدوه وحده ل شريطك له‪ ,‬وأن يطيعوه فيمطا بلغهطم مطن الرسطالة‪ ,‬فأبوا عليطه وكذبوه‬
‫وخالفوه‪ ,‬وأخبهم أنه ل يبتغي بدعوتم أجرا منهم‪ ,‬وإنا يطلب ثواب ذلك من ال عز‬
‫طططططم‪ ,‬فقال‪):‬‬ ‫طططططم آلء ال علهيط‬ ‫ططططط ذكرهط‬ ‫طططططل‪ ,‬ثط‬ ‫وجط‬

‫ع َونَخْ ٍل طَ ْل ُعهَا هَضِي مٌ *‬ ‫ت َوعُيُو نٍ * وَزُرُو ٍ‬ ‫** َأُتتْرَكُو نَ فِي مَا هَا ُهنَآ آ ِمنِيَ * فِي َجنّا ٍ‬
‫سرِفِيَ *‬‫جبَا ِل بُيُوتا فَا ِرهِيَ * فَاّتقُواْ اللّ َه َوَأطِيعُو نِ * وَ َل تُطِي ُعوَاْ َأمْ َر الْمُ ْ‬
‫حتُو َن مِ نَ الْ ِ‬
‫َوتَنْ ِ‬
‫ط وَ َل يُصططططِْلحُونَ‬ ‫الّذِينططططَ يُفْسططططِدُونَ فِططططي الرْضططط ِ‬
‫يقول ل م واعظا ل م‪ ,‬ومذر هم ن قم ال أن ت ل ب م‪ ,‬ومذكرا بأن عم ال علي هم في ما‬
‫رزقهم من الرزاق الدارة وجعلهم ف أمن من الحذورات‪ ,‬وأنبت لم من النات‪ ,‬وفجر‬
‫لمط مطن العيون الاريات‪ ,‬وأخرج لمط مطن الزروع والثمرات‪ ,‬ولذا قال {ونلط طلعهطا‬

‫‪384‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫هضيم}‪ .‬قال العوف عن ابن عباس‪ :‬أينع وبلغ‪ ,‬فهو هضيم‪ .‬وقال علي بن أب طلحة عن‬
‫ابن عباس {ونل طلعها هضيم} يقول‪ :‬معشبة‪ .‬وقال إساعيل بن أب خالد عن عمرو بن‬
‫أب عمرو ط وقد أدرك الصحابة ط عن ابن عباس ف قوله {ونل طلعها هضيم} قال‪:‬‬
‫إذا رططب واسطترخى‪ ,‬رواه ابطن أبط حاتط‪ ,‬ثط قال‪ :‬وروي عطن أبط صطال نوط هذا‪.‬‬
‫وقال أبو إسحاق عن أ ب العلء {ون ل طلعها هض يم} قال‪ :‬هو الذ نب من الرطب‪,‬‬
‫وقال ماهد‪ :‬هو الذي إذا يبس تشم وتفتت وتناثر‪ ,‬وقال ابن جريج‪ :‬سعت عبد الكري‪,‬‬
‫وأبطا أميطة‪ ,‬سطعت ماهدا يقول {ونلط طلعهطا هضيطم} قال‪ :‬حيط يطلع تقبطض عليطه‬
‫فتهضمه‪ ,‬فهو من الرطب الضيم‪ ,‬ومن اليابس الشيم‪ ,‬تقبض عليه فتهشمه‪ .‬وقال عكرمة‬
‫وقتادة‪ :‬الض يم الرطب الل ي‪ .‬وقال الضحاك‪ :‬إذا ك ثر حل الثمرة وركب بعضها بعضا‪,‬‬
‫فهو هضيم‪ .‬وقال مرة‪ :‬هو الطلع حي يتفرق ويضر‪ .‬وقال السن البصري‪ :‬هو الذي ل‬
‫نوى له‪ ,‬وقال أ بو صخر‪ :‬ما رأ يت الطلع ح ي ين شق ع نه ال كم ؟ فترى الطلع قد ل صق‬
‫بعضطططططططه ببعطططططططض‪ ,‬فهطططططططو الضيطططططططم‪.‬‬
‫وقوله {وتنحتون من البال بيوتا فاره ي} قال ا بن عباس وغ ي وا حد‪ :‬يع ن حاذق ي‪.‬‬
‫وف رواية عنه‪ :‬شرهي أشرين‪ ,‬وهو اختيار ماهد وجاعة‪ ,‬ول منافاة بينهما‪ ,‬فإنم كانوا‬
‫يتخذون تلك البيوت النحو تة ف البال أشرا وبطرا وعبثا من غ ي حا جة إل سكناها‪,‬‬
‫وكانوا حاذقي متقني لنحتها ونقشها‪ ,‬كما هو الشاهد من حالم لن رأى منازلم‪ ,‬ولذا‬
‫قال {فاتقوا ال وأطيعون} أي أقبلوا على مطا يعود نفعطه عليكطم فط الدنيطا والَخرة مطن‬
‫عبادة ربكطم الذي خلقكطم ورزقكطم لتعبدوه وتوحدوه وتسطبحوه بكرة وأصطيل {ول‬
‫تطيعوا أمر السرفي الذين يفسدون ف الرض ول يصلحون} يعن رؤساءهم وكباءهم‪,‬‬
‫الدعاة لمططططط إل الشرك والكفطططططر ومالفطططططة القططططط‪.‬‬

‫ت مِ َن‬
‫حرِينَ * مَآ أَن تَ إِ ّل بَشَ ٌر ّمثْلُنَا َفأْ تِ بِآَيةٍ إِن كُن َ‬ ‫ت مِ َن الْمُ سَ ّ‬
‫** قَاُل َواْ ِإنّمَآ أَن َ‬
‫سوَءٍ‬
‫ب َيوْ ٍم ّمعْلُو مٍ * وَ َل تَمَ سّوهَا بِ ُ‬ ‫ال صّادِِقيَ * قَا َل هَ ـ ِذهِ نَاَقةٌ لّهَا شِرْ بٌ وَلَكُ ْم ِشرْ ُ‬
‫صبَحُوْا نَا ِدمِيَ * َفأَ َخ َذهُ ُم اْلعَذَابُ إِنّ فِي ذَلِكَ‬‫َفيَأْ ُخذَكُ ْم عَذَابُ َيوْمٍ عَظِيمٍ * َف َعقَرُوهَا َفأَ ْ‬
‫َلَيةً وَمَططا كَانططَ أَ ْكثَرُهُططم ّم ْؤمِنِيَطط * َوإِنططّ َربّكططَ َل ُه َو اْلعَزِيزُ الرّحِيمططُ‬

‫‪385‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال م با عن ثود ف جواب م ل نبيهم صال عل يه ال سلم ح ي دعا هم إل عبادة‬
‫ربمط عطز وجطل أنمط {قالوا إناط أنطت مطن السطحرين} قال ماهطد وقتادة‪ :‬يعنون مطن‬
‫السطحورين‪ .‬وروى أبطو صطال عطن ابطن عباس {مطن السطحرين} يعنط مطن الخلوقيط‪,‬‬
‫واسطططططططتشهد بعضهطططططططم على هذا بقول الشاعطططططططر‪:‬‬
‫فإن تسطططألينا‪ :‬فيطططم ننططط ؟ فإنناعصطططافي مطططن هذا النام السطططحر‬
‫يع ن الذ ين ل م سحور‪ ,‬وال سحر هو الرئة‪ .‬والظ هر ف هذا قول ما هد وقتادة أن م‬
‫يقولون‪ :‬إن ا أ نت ف قولك هذا م سحور ل ع قل لك‪ ,‬ث قالوا { ما أ نت إل ب شر مثل نا}‬
‫يعن فكيف أوحي إليك دوننا ؟ كما قالوا ف الَية الخرى {أءلقي الذكر عليه من بيننا ؟‬
‫بل هو كذاب أشر * سيعلمون غدا من الكذاب الشر} ث إنم اقترحوا عليه آية يأتيهم‬
‫با ليعلموا صدقه با جاءهم به من ربم‪ ,‬وقد اجتمع ملؤهم‪ ,‬وطلبوا منه أن يرج لم الَن‬
‫من هذه الصخرة ناقة عشراء إل صخرة عندهم ط من صفتها كذا وكذا‪ ,‬فعند ذلك أخذ‬
‫عليهم نب ال صال‪ .‬العهود والواثيق لئن أجابم إل ما سألوا ليؤمنن به وليتبعنه‪ ,‬فأعطوه‬
‫ذلك‪ ,‬فقام نب ال صال عليه السلم فصلى‪ ,‬ث دعا ال عز وجل أن ييبهم إل سؤالم‪,‬‬
‫فانفطرت تلك الصخرة الت أشاروا إليها عن ناقة عشراء على الصفة الت وصفوها‪ ,‬فآمن‬
‫بعضهم وكفر أكثرهم {قال هذه ناقة لا شرب ولكم شرب يوم معلوم} يعن ترد ماءكم‬
‫يوما‪ ,‬ويوما تردونه أنتم {ول تسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم} فحذرهم نقمة‬
‫ال إن أصابوها بسوء‪ ,‬فمكثت الناقة بي أظهرهم حينا من الدهر‪ ,‬ترد الاء وتأكل الورق‬
‫والر عى ط وينتفعون بلبن ها يلبون من ها ما يكفي هم شربا وريا‪ ,‬فل ما طال علي هم ال مد‬
‫وحضر شقاؤهم‪ ,‬تالؤوا على قتلها وعقرها {فعقروها فأصبحوا نادمي فأخذهم العذاب}‬
‫وهو أن أرضهم زلزلت زلزالً شديدا‪ ,‬وجاءتم صيحة عظيمة اقتلعت القلوب من مالا‪,‬‬
‫وأتاهم من المر ما ل يكونوا يتسبون‪ ,‬وأصبحوا ف ديارهم جاثي {إن ف ذلك لَية‬
‫ومططا كان أكثرهططم مؤمنيطط * وإن ربططك لوطط العزيططز الرحيططم}‪.‬‬

‫** كَ ّذبَ تْ َقوْ مُ لُو طٍ الْمُرْ سَلِيَ * إِذْ قَالَ َلهُ مْ أَخُوهُ مْ لُو طٌ أَل تَّتقُو نَ * ِإنّي َلكُ مْ رَ سُو ٌل‬
‫ب اْلعَالَمِيَ‬
‫َأمِيٌ * فَاّتقُواْ اللّ َه َوَأطِيعُونِ * َومَآ أَ ْسأَلُكُ ْم عََليْ ِه مِنْ أَ ْجرٍ إِنْ أَ ْجرِيَ إِلّ عََلىَ رَ ّ‬

‫‪386‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال مبا عن عبده ورسوله لوط عليه السلم‪ ,‬وهو لوط بن هاران بن آزار وهو‬
‫ا بن أ خي إبراه يم الل يل عل يه ال سلم‪ ,‬وكان ال تعال قد بع ثه إل أ مة عظي مة ف حياة‬
‫إبراهيم عليهما السلم‪ ,‬وكانوا يسكنون سدوم وأعمالا الت أهلكها ال با‪ ,‬وجعل مكانا‬
‫بية منتنة خبيثة‪ ,‬وهي مشهورة ببلد الغور بناحية متاخة لبال البيت القدس‪ ,‬بينها وبي‬
‫بلد الكرك والشوبطك‪ ,‬فدعاهطم إل ال عطز وجطل أن يعبدوه وحده ل شريطك له‪ ,‬وأن‬
‫يطيعوا رسولم الذي بعثه ال إليهم‪ ,‬وناهم عن معصية ال وارتكاب ما كانوا قد ابتدعوه‬
‫ف العال م ا ل ي سبقهم أ حد من اللئق إل فعله‪ ,‬من إتيان الذكور دون الناث‪ ,‬ولذا‬
‫قال تعال‪):‬‬

‫** َأَتأْتُونَ الذّكْرَا َن مِ َن اْلعَالَمِيَ * َوتَذَرُونَ مَا خََلقَ َلكُمْ َرّبكُ ْم مّنْ أَ ْزوَا ِجكُ ْم بَلْ أَنتُمْ َقوْ ٌم‬
‫خرَجِيَ * قَالَ ِإنّي ِلعَ َمِلكُ ْم مّ َن اْلقَالِيَ *‬ ‫عَادُونَ * قَالُواْ َلئِن لّ ْم تَنتَ ِه يَلُوطُ َلتَكُونَ ّن مِ َن الْمُ ْ‬
‫جْينَا ُه َوأَهْلَهُ أَجْ َم ِعيَ * إِلّ عَجُوزا فِي الْغَابِرِينَ * ثُمّ‬ ‫جنِي َوأَهْلِي مِمّا يَعْ َملُونَ * َفنَ ّ‬ ‫رَبّ نّ ِ‬
‫َدمّ ْرنَا الَ َخرِينَ * َوَأمْطَ ْرنَا عََلْيهِم مّطَرا فَسَآ َء مَ َط ُر الْمُنذَرِينَ * إِنّ فِي ذَلِكَ َلَيةً َومَا كَانَ‬
‫ططط * َوإِنططططّ َربّكططططَ َل ُهوَ اْلعَزِيزُ ال ّرحِيمططططُ‬ ‫طططم ّم ْؤ ِمنِيَط‬ ‫أَكْثَرُهُط‬
‫لا ناهم نب ال عن ارتكاب الفواحش‪ ,‬وغشيانم الذكور‪ ,‬وأرشدهم إل إتيان نسائهم‬
‫اللت خلقهن ال لم‪ ,‬ما كان جوابم له إل أن قالوا {لئن ل تنته يا لوط} أي عما جئتنا‬
‫به {لتكونن من الخرجي} أي ننفيك من بي أظهرنا‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬فما كان جواب‬
‫قومطه إل أن قالوا أخرجوا آل لوط مطن قريتكطم إنمط أناس يتطهرون} فلمطا رأى أنمط ل‬
‫يرتدعون عما هم فيه وأنم مستمرون على ضللتهم‪ ,‬تبأ منهم وقال {إن لعملكم من‬
‫القالي} أي البغضي‪ ,‬ل أحبه ول أرضى به‪ ,‬وإن بريء منكم‪ ,‬ث دعا ال عليهم فقال‬
‫{رب نن وأهلي ما يعملون} قال ال تعال‪{ :‬فنجيناه وأهله أجعي} أي كلهم {إل‬
‫عجوزا ف الغابرين} و هي امرأته‪ ,‬وكانت عجوز سوء بق يت فهلكت مع من ب قي من‬
‫قومها‪ ,‬وذلك كما أخب ال تعال عنهم ف سورة العراف وهود‪ ,‬وكذا ف الجر حي‬
‫أمره ال أن يسطري بأهله إل امرأتطه‪ ,‬وأنمط ل يلتفتوا إذا سطعوا الصطيحة حيط تنل على‬
‫قومه‪ ,‬فصبوا لمر ال واستمروا‪ ,‬وأنزل ال على أولئك العذاب الذي عم جيعهم‪ ,‬وأمطر‬

‫‪387‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عليهم حجارة من سجيل منضود‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ث دمرنا الَخرين * وأمطرنا عليهم‬
‫مطرا طططط إل قوله طططط وإن ربطططك لوططط العزيطططز الرحيطططم}‪.‬‬

‫ب اليْ َك ِة الْمُرْ سَِليَ * إِذْ قَالَ َلهُ ْم ُش َعيْ بٌ أَلَ تَّتقُو نَ * ِإنّي َلكُ مْ رَ سُو ٌل‬ ‫** كَذّ بَ أَ صْحَا ُ‬
‫ب اْلعَالَمِيَ‬
‫َأمِيٌ * فَاّتقُواْ اللّ َه َوَأطِيعُونِ * َومَآ أَ ْسأَلُكُ ْم عََليْ ِه مِنْ أَ ْجرٍ إِنْ أَ ْجرِيَ إِلّ عََلىَ رَ ّ‬
‫هؤلء ط يعن أصحاب اليكة ط هم أهل مدين على الصحيح وكان نب ال شعيب‬
‫من أنفسهم وإنا ل يقل ههنا أخوهم شعيب لنم نسبوا إل عبادة اليكة‪ ,‬وهي شجرة‪,‬‬
‫وقيل شجر ملتف كالغيضة كانوا يعبدونا‪ ,‬فلهذا لا قال‪ :‬كذب أصحاب الَيكة الرسلي‬
‫ل ي قل‪ :‬إذ قال لم أخوهم شعيب‪ ,‬وإن ا قال {إذ قال لم شعيب} فقطع نسب الخوة‬
‫بينهم للمعن الذي نسبوا إليه‪ ,‬وإن كان أخاهم نسبا‪ .‬ومن الناس من ل يفطن لذه النكتة‪,‬‬
‫فظن أن أصحاب الَيكة غي أهل مدين‪ ,‬فزعم أن شعيبا عليه السلم بعثه ال إل أمتي‪,‬‬
‫ومن هم من قال‪ :‬ثلث أ مم‪ .‬و قد روى إ سحاق بن ب شر الكاهلي ط و هو ضع يف ط‬
‫حدثن ابن السدي عن أبيه‪ ,‬وزكريا بن عمر عن خصيف عن عكرمة‪ ,‬قال‪ :‬ما بعث ال‬
‫نبيا مرت ي إل شعيبا‪ ,‬مرة إل مد ين فأخذ هم ال بال صيحة‪ ,‬ومرة إل أ صحاب الي كة‪,‬‬
‫فأخذ هم ال تعال بعذاب يوم الظلة‪ ,‬وروى أ بو القا سم البغوي عن هد بة عن هام عن‬
‫طططططب‪.‬‬ ‫طططططحاب الرس} قوم شعيط‬ ‫ططططط قوله تعال‪{ :‬وأصط‬ ‫قتادة فط‬
‫وقوله {وأ صحاب الي كة} قوم شع يب‪ ,‬وقاله إ سحاق بن ب شر‪ .‬وقال غ ي جو يب‪:‬‬
‫أ صحاب الي كة ومد ين ه ا وا حد‪ ,‬وال أعلم‪ .‬و قد روى الا فظ ا بن ع ساكر ف ترج ة‬
‫شعيب من طريق ممد بن عثمان بن أب شيبة‪ ,‬عن أبيه عن معاوية بن هشام عن هشام بن‬
‫سعد‪ ,‬عن سعيد بن أب هلل عن ربيعة بن سيف عن عبد ال بن عمرو قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم «إن قوم مد ين وأ صحاب الي كة أمتان‪ ,‬ب عث ال إليه ما شعيبا‬
‫النب عليه السلم» وهذا غريب‪ ,‬وف رفعه نظر‪ ,‬والشبه أن يكون موقوفا‪ ,‬والصحيح أنم‬
‫أمة واحدة وصفوا ف كل مقام بشيء‪ ,‬ولذا وعظ هؤلء وأمرهم بوفاء الكيال واليزان‪,‬‬
‫كمططا فطط قصططة مديططن سططواء بسططواء‪ ,‬فدل ذلك على أنمططا أمططة واحدة‪.‬‬

‫‪388‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫سَتقِيمِ * وَلَ َتبْخَسُوْا‬ ‫س الْمُ ْ‬


‫** َأوْفُواْ اْل َكيْلَ وَ َل َتكُونُواْ مِ نَ الْمُخْسِرِينَ * وَ ِزنُوْا بِاْلقِسْطَا ِ‬
‫جبِّل َة الوّلِيَ‬
‫ض ُمفْ سِدِينَ * وَاّتقُوْا الّذِي َخَلقَكُ ْم وَالْ ِ‬ ‫النّا سَ َأشْيَآ َءهُ ْم وَ َل َت ْعثَ ْواْ فِي الرْ ِ‬
‫يأمرهطم ال تعال بإيفاء الكيال واليزان‪ ,‬وينهاهطم عطن التطفيطف فيهمطا‪ ,‬فقال {أوفوا‬
‫الك يل ول تكونوا من الخ سرين} أي إذا دفع تم للناس فكملوا الك يل ل م‪ ,‬ول تبخ سوا‬
‫الكيطل فتعطوه ناقصطا‪ ,‬وتأخذوه إذا كان لكطم تاما وافيا‪ ,‬ولكطن خذوا كمطا تعطون‪,‬‬
‫وأعطوا كمطا تأخذون {وزنوا بالقسططاس السطتقيم} والقسططاس هطو اليزان‪ ,‬وقيطل هطو‬
‫القبان‪ .‬قال بعض هم‪ :‬هو معرب من الروم ية‪ .‬قال ما هد‪ :‬الق سطاس ال ستقيم هو العدل‬
‫بالروميطة‪ .‬وقال قتادة القسططاس العدل‪ .‬وقوله {ول تبخسطوا الناس أشياءهطم} أي ل‬
‫تنقصوهم أموالم {ول تعثوا ف الرض مفسدين} يعن قطع الطريق‪ ,‬كما قال ف الَية‬
‫طططططططططراط توعدون}‪.‬‬ ‫طططططططططل صط‬ ‫الخرى {ول تقعدوا بكط‬
‫وقوله {واتقوا الذي خلقكطم والبلة الوليط} يوفهطم بأس ال الذي خلقهطم وخلق‬
‫آباء هم الوائل‪ ,‬ك ما قال مو سى عل يه ال سلم {رب كم ورب آبائ كم الول ي} قال ا بن‬
‫عباس وماهد والسدي وسفيان بن عيينة وعبد الرحن بن زيد بن أسلم {والبلة الولي}‬
‫ل كثيا}‪.‬‬ ‫يقول‪ :‬خلق الوليطط وقرأ ابططن زيططد {ولقططد أضططل منكططم جب ً‬

‫ش ٌر ّمثُْلنَا َوإِن نّ ُظنّ كَ لَ ِم َن الْكَا ِذِبيَ *‬


‫حرِينَ * َومَآ أَن تَ إِلّ بَ َ‬
‫ت مِ َن الْمُ سَ ّ‬
‫** قَاُل َواْ ِإنّمَآ أَن َ‬
‫ت مِ َن ال صّادِِقيَ * قَالَ َربّ يَ َأعْلَ مُ بِمَا َتعْمَلُو نَ *‬ ‫َفأَ ْسقِطْ عََلْينَا كِ سَفا مّ َن ال سّمَآءِ إِن كُن َ‬
‫َفكَ ّذبُوهُ َفأَ َخ َذهُ ْم عَذَابُ َيوْمِ الظّّلةِ ِإنّهُ كَانَ عَذَابَ َيوْ ٍم عَظِيمٍ * إِنّ فِي ذَلِكَ َلَيةً َومَا كَانَ‬
‫ططط * َوإِنططططّ َربّكططططَ َل ُهوَ اْلعَزِيزُ ال ّرحِيمططططُ‬ ‫طططم ّم ْؤ ِمنِيَط‬ ‫أَكْثَرُهُط‬
‫ي ب تعال عن جواب قو مه له ب ثل ما أجا بت به ثود لر سولا‪ ,‬تشاب ت قلوب م ح يث‬
‫قالوا {إنا أنت من السحرين} يعنون من السحورين كما تقدم {وما أنت إل بشر مثلنا‬
‫وإن نظ نك ل ن الكاذب ي} أي تتع مد الكذب في ما تقوله ل أن ال أر سلك إلي نا {فأ سقط‬
‫علينا كسفا من السماء} قال الضحاك‪ :‬جانبا من السماء‪ .‬وقال قتادة‪ :‬قطعا من السماء‪.‬‬
‫وقال السدي‪ :‬عذابا من السماء‪ .‬وهذا شبيه با قالت قريش فيما أخب ال عنهم ف قوله‬

‫‪389‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تعال‪{ :‬وقالوا لن نؤ من لك ح ت تف جر ل نا من الرض ينبوعا} إل أن قالوا {أو ت سقط‬
‫السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأت بال واللئكة قبيلً} وقوله {وإذ قالوا اللهم إن‬
‫كان هذا هو ال ق من عندك فأم طر علي نا حجارة من ال سماء} الَ ية‪ ,‬وهكذا قال هؤلء‬
‫الكفار الهلة {فأ سقط علي نا ك سفا من ال سماء} الَ ية‪{ ,‬قال ر ب أعلم ب ا تعملون}‬
‫يقول‪ :‬ال أعلم بكم‪ ,‬فإن كنتم تستحقون ذلك جازاكم به‪ ,‬وهو غي ظال لكم‪ ,‬وهكذا‬
‫وقطع بمط جزاء كمطا سطألوا جزاء وفاقا‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬فكذبوه فأخذهطم عذاب يوم‬
‫الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم} وهذا من جنس ما سألوه من إسقاط الكسف عليهم‪,‬‬
‫فإن ال سبحانه وتعال جعل عقوبتهم أن أصابم حر عظيم مدة سبعة أيام‪ ,‬ل يكنهم منه‬
‫ش يء‪ ,‬ث أقبلت إلي هم سحابة أظلت هم‪ ,‬فجعلوا ينطلقون إلي ها ي ستظلون بظل ها من ال ر‪,‬‬
‫فلما اجتمعوا كلهم تتها‪ ,‬أرسل ال تعال عليهم منها شررا من نار ولبا ووهجا عظيما‪,‬‬
‫ورج فت ب م الرض‪ ,‬وجاءت م صيحة عظي مة أزه قت أرواح هم‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬إ نه‬
‫كان عذاب يوم عظيطططططططططططططططططططططططططططم}‪.‬‬
‫و قد ذ كر ال تعال صفة إهلك هم ف ثل ثة موا طن‪ ,‬كل مو طن ب صفة تنا سب ذلك‬
‫السياق ففي العراف ذكر أنم أخذتم الرجفة فأصبحوا ف دارهم جاثي‪ ,‬وذلك لنم‬
‫قالوا {لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن ف ملتنا} فأرجفوا نب‬
‫ال و من اتب عه فأخذت م الرج فة‪ ,‬و ف سورة هود قال {فأخذت م ال صيحة} وذلك لن م‬
‫استهزءوا بنب ال ف قولم {أصلتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل ف أموالنا‬
‫ما نشاء إ نك ل نت الل يم الرش يد} قالوا ذلك على سبيل الته كم والزدراء‪ ,‬فنا سب أن‬
‫تأتي هم صيحة ت سكتهم‪ ,‬فقال {فأخذت م ال صيحة} الَ ية‪ ,‬وهه نا قالوا {فأ سقط علي نا‬
‫كسفا من السماء} الَية‪ ,‬على وجه التعنت والعناد‪ ,‬فناسب أن يقق عليهم ما استبعدوا‬
‫وقوعطططه {فأخذهطططم عذاب يوم الظلة إنطططه كان عذاب يوم عظيطططم}‪.‬‬
‫قال قتادة‪ :‬قال عبد ال بن عمر رضي ال عنه‪ :‬إن ال سلط عليهم الر سبعة أيام حت‬
‫ما يظل هم منه شيء‪ ,‬ث إن ال تعال أن شأ لم سحابة‪ ,‬فانطلق إلي ها أحد هم فا ستظل ب ا‬
‫فأصاب تتها بردا وراحة‪ ,‬فأعلم بذلك قومه فأتوها جيعا فاستظلوا تتها فأججت عليهم‬
‫نارا‪ ,‬وهكذا روي عن عكرمة وسعيد بن جبي والسن وقتادة وغيهم‪ .‬وقال عبد الرحن‬

‫‪390‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بن ز يد بن أ سلم‪ :‬ب عث ال إلي هم الظلة ح ت إذا اجتمعوا كل هم ك شف ال عن هم الظلة‬
‫وأحىط عليهطم الشمطس‪ ,‬فاحترقوا كمطا يترق الراد فط القلى‪ ,‬وقال ممطد بطن كعطب‬
‫القرظي‪ :‬إن أهل مدين عذبوا بثلثة أصناف من العذاب‪ :‬أخذتم الرجفة ف دارهم حت‬
‫خرجوا منها‪ ,‬فلما خرجوا منها أصابم فزع شديد‪ ,‬ففرقوا أن يدخلوا إل البيوت فتسقط‬
‫عليهم‪ ,‬فأرسل ال عليهم الظلة‪ ,‬فدخل تتها رجل فقال‪ :‬ما رأيت كاليوم ظلً أطيب ول‬
‫أبرد مطن هذا‪ ,‬هلموا أيهطا الناس‪ ,‬فدخلوا جيعا تتط الظلة‪ ,‬فصطاح بمط صطيحة واحدة‪,‬‬
‫فماتوا جيعا‪ ,‬ثط تل ممطد بطن كعطب {فأخذهطم عذاب يوم الظلة إنطه كان عذاب يوم‬
‫عظيططططططططططططططططططططططططططططططططططم}‪.‬‬
‫وقال ممد بن جرير‪ :‬حدثن الارث‪ ,‬حدثن السن‪ ,‬حدثن سعيد بن زيد أخو حاد‬
‫بن زيد‪ ,‬حدثنا حات بن أب صغية‪ ,‬حدثن يزيد الباهلي‪ ,‬سألت ابن عباس عن هذه الَية‬
‫{فأخذ هم عذاب يوم الظلة} الَ ية‪ ,‬قال‪ :‬ب عث ال علي هم رعدا وحرا شديدا‪ ,‬فأ خذ‬
‫بأنفاسطهم فخرجوا مطن البيوت هرابا إل البيطة‪ ,‬فبعطث ال عليهطم سطحابة فأظلتهطم مطن‬
‫الش مس‪ ,‬فوجدوا ل ا بردا ولذة‪ ,‬فنادى بعض هم بعضا ح ت إذا اجتمعوا تت ها أر سل ال‬
‫عليهطم نارا‪ .‬قال ابطن عباس‪ :‬فذلك عذاب يوم الظلة إنطه كان عذاب يوم عظيطم {إن فط‬
‫ذلك لَية وما كان أكثرهم مؤمني‪ ,‬وإن ربك لو العزيز الرحيم} أي العزيز ف انتقامه من‬
‫الكافريططططططططن‪ ,‬الرحيططططططططم بعباده الؤمنيطططططططط‪.‬‬

‫ب اْلعَالَمِيَ * نَزَ َل بِهِ الرّوحُ المِيُ * عََلىَ َق ْلبِكَ ِلَتكُو َن مِ َن الْ ُمنْذِرِينَ *‬
‫** َوِإنّهُ َلتَنِيلُ رَ ّ‬
‫ط ّمبِيٍطططططططططط‬ ‫بِلِسططططططططططَانٍ َع َربِيططططططططط ّ‬
‫يقول تعال مبا عن الكتاب الذي أنزله على عبده ورسوله ممد صلى ال عليه وسلم‬
‫{وإ نه} أي القرآن ذكره ف أول ال سورة ف قوله {و ما يأتي هم من ذ كر من الرح ن‬
‫مدث} الَيطة {لتنيطل رب العاليط} أي أنزله ال عليطك وأوحاه إليطك {نزل بطه الروح‬
‫المي} وهو جبيل عليه السلم‪ ,‬قاله غي واحد من السلف‪ :‬ابن عباس وممد بن كعب‬
‫وقتادة وعطية العوف والسدي والضحاك والزهري وابن جريج‪ ,‬وهذا ما ل نزاع فيه‪ .‬قال‬
‫الزهري‪ :‬وهذه كقوله {قل من كان عدوا لبيل فإنه نزله على قلبك بإذن ال مصدقا لا‬

‫‪391‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بي يديه} وقال ماهد‪ :‬من كلمه الروح المي ل تأكله الرض {على قلبك لتكون من‬
‫النذريطن} أي نزل بطه ملك كريط أميط ذو مكانطة عنطد ال مطاع فط الل العلى {على‬
‫قلبك} يا ممد سالا من الدنس والزيادة والنقص {لتكون من النذرين} أي لتنذر به بأس‬
‫ال ونقمتططه على مططن خالفططه وكذبططه‪ ,‬وتبشططر بططه الؤمنيطط التبعيطط له‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬بلسطان عربط مطبي} أي هذا القرآن الذي أنزلناه إليطك‪ ,‬أنزلناه بلسطانك‬
‫العر ب الف صيح الكا مل الشا مل‪ ,‬ليكون بينا واضحا ظاهرا‪ ,‬قاطعا للعذر‪ ,‬مقيما للح جة‬
‫دليلً إل الحجة‪ .‬قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا عبد ال بن أب بكر العتكي‪ ,‬حدثنا‬
‫عباد بن عباد الهلب عن موسى بن ممد عن إبراهيم التيمي عن أبيه قال‪ :‬بينما رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم مع أصحابه ف يوم دجن إذ قال لم «كيف ترون بواسقها ؟» قالوا‪:‬‬
‫مطا أح سنها وأ شد تراكمهطا‪ .‬قال «فكيطف ترون قواعد ها ؟» قالوا‪ :‬ما أحسطنها وأشطد‬
‫تكنها‪ .‬قال «فكيف ترون جريها ؟» قالوا‪ :‬ما أحسنه وأشد سواده‪ .‬قال «فيكف ترون‬
‫رحاها استدارت» قالوا‪ :‬ما أحسنها وأشد استدارتا‪ .‬قال «فكيف ترون برقها‪ :‬أوميض أم‬
‫خَفطق أم يشطق شقا ؟» قالوا‪ :‬بطل يشطق شقا‪ .‬قال «الياء الياء إن شاء ال»‪ .‬قال‪ :‬فقال‬
‫رجل‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬بأب وأمي‪ ,‬ما أفصحك‪ ,‬ما رأيت الذي هو أعرب منك‪ .‬قال‪ :‬فقال‬
‫«حق ل وإنا أنزل القرآن بلسان وال يقول {بلسان عرب مبي}» وقال سفيان الثوري‪:‬‬
‫ل ينل وحي إل بالعربية‪ ,‬ث ترجم كل نب لقومه‪ ,‬واللسان يوم القيامة بالسريانية‪ ,‬فمن‬
‫ططط‪.‬‬ ‫ططط حاتط‬ ‫طططن أبط‬ ‫طططة‪ ,‬رواه ابط‬ ‫طططة تكلم بالعربيط‬
‫طططل النط‬ ‫دخط‬

‫** َوِإنّهُ َلفِي ُزبُ ِر الوّلِيَ * َأوَ لَمْ يَكُن ّلهُ ْم آَيةً أَن َيعْلَمَ ُه عَُلمَا ُء َبنِيَ إِسْرَائِيلَ * وََلوْ نَزّْلنَا ُه‬
‫ط ُمؤْ ِمنِيَطط‬ ‫ط عََليْهِططم مّططا كَانُوا بِهط ِ‬ ‫عََلىَ َبعْضططِ العْجَمِيَطط * َف َق َرأَهط ُ‬
‫يقول تعال‪ :‬وإن ذكطر هذا القرآن والتنويطه بطه لوجود فط كتطب الوليط الأثورة عطن‬
‫أنبيائهم الذين بشروا به ف قدي الدهر وحديثه‪ ,‬كما أخذ ال عليهم اليثاق بذلك حت قام‬
‫آخرهم خطيبا ف ملئه بالبشارة بأحد {وإذ قال عيسى ابن مري يا بن إسرائيل إن رسول‬
‫ال إلي كم م صدقا ل ا ب ي يدي من التوراة ومبشرا بر سول يأ ت من بعدي ا سه أح د}‬
‫والزبر ههنطا هطي الكتطب‪ ,‬وهطي جعط زبور‪ ,‬وكذلك الزبور وهطو كتاب داود‪ ,‬وقال ال‬

‫‪392‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تعال‪{ :‬وكل شيء فعلوه ف الزبر} أي مكتوب عليهم ف صحف اللئكة‪ ,‬ث قال تعال‪:‬‬
‫{أو ل ي كن ل م آ ية أن يعل مه علماء ب ن إ سرائيل} أي أو ل يس يكفي هم من الشا هد‬
‫ال صادق على ذلك أن العلماء من ب ن إسطرائيل يدون ذ كر هذا القرآن ف كتبهطم ال ت‬
‫يدرسونا‪ ,‬والراد العدول منهم الذين يعترفون با ف أيديهم من صفة ممد صلى ال عليه‬
‫وسلم ومبعثه وأمته‪ ,‬كما أخب بذلك من آمن منهم‪ ,‬كعبد ال بن سلم وسلمان الفارسي‬
‫ع من أدر كه من هم و من شاكل هم‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬الذ ين يتبعون الر سول ال نب ال مي}‬
‫الَيطططططططططططططططططططططططططططططططططططة‪.‬‬
‫ث قال تعال مبا عن شدة كفر قريش وعنادهم لذا القرآن‪ :‬أنه لو نزل على رجل من‬
‫العاجم من ل يدري من العربية كلمة وأنزل عليه هذا الكتاب ببيانه وفصاحته ل يؤمنون‬
‫به‪ ,‬ولذا قال {ولو نزلناه على ب عض العجم ي فقرأه علي هم ما كانوا به مؤمن ي} ك ما‬
‫أخب عنهم ف الَية الخرى {ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا‬
‫إنا سكرت أبصارنا} الَية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬ولو أننا نزلنا إليهم اللئكة وكلمهم الوتى}‬
‫الَيطة‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬إن الذيطن حقطت عليهطم كلمطة ربطك ل يؤمنون} الَيطة‪.‬‬

‫ب اللِي مَ *‬‫ب الْمُجْ ِرمِيَ * لَ ُيؤْ ِمنُو نَ بِ هِ َحّتىَ يَ َر ُوْا اْلعَذَا َ‬‫** كَذَلِ كَ َسَلكْنَاهُ فِي قُلُو ِ‬
‫َسطعْجِلُونَ *‬‫ُونط * أََفبِعَذَابِنَا ي َْت‬‫ْنط مُنظَر َ‬ ‫ُونط * َفَيقُولُواْ هَ ْل نَح ُ‬
‫شعُر َ‬ ‫ُمط َل يَ ْ‬
‫َفيَ ْأِتيَهُم َب ْغَتةً َوه ْ‬
‫أَفَ َرَأيْ تَ إِن ّمّتعْنَاهُ مْ ِسنِيَ * ثُ مّ جَآءَهُم مّا كَانُوْا يُوعَدُو نَ * مَآ َأ ْغنَ َى َعنْهُ ْم مّا كَانُواْ‬
‫ى وَمَطا كُنّطا ظَالِمِيَط‬ ‫ط * ذِكْرَ َ‬ ‫ط * وَمَطآ أَهَْلكْنَطا مِطن قَ ْرَيةٍ إِلّ لَهَطا مُنذِرُون َ‬ ‫يُ َمّتعُون َ‬
‫يقول تعال‪ :‬كذلك سطلكنا التكذيطب والكفطر والحود والعناد‪ ,‬أي أدخلناه فط قلوب‬
‫الجرمي {ل يؤمنون به} أي بالق {حت يروا العذاب الليم} أي حيث ل ينفع الظالي‬
‫معذرتمط‪ ,‬ولمط اللعنطة ولمط سطوء الدار {فيأتيهطم بغتطة} أي عذاب ال بغتطة {وهطم ل‬
‫يشعرون فيقولوا هل نن منظرون} أي يتمنون حي يشاهدون العذاب أن لو أنظروا قليلً‬
‫ليعملوا ف زعمهم بطاعة ال‪ ,‬كما قال ال تعال‪{ :‬وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب ط إل‬
‫قوله ط ما ل كم من زوال} ف كل ظال وفا جر إذا شا هد عقوب ته ندم ندما شديدا‪ ,‬هذا‬
‫فرعون ل ا د عا عل يه الكل يم بقوله {رب نا إ نك آت يت فرعون ومله زي نة وأموالً ف الياة‬

‫‪393‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الدنيا ط إل قوله ط قال قد أجيبت دعوتكما} فأثرت هذه الدعوة ف فرعون‪ ,‬فما آمن‬
‫حت رأى العذاب الليم {حت إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه ل إله إل الذي آمنت به بنو‬
‫إ سرائيل ط إل قوله ط وك نت من الف سدين} وقال تعال‪{ :‬فل ما رأوا بأ سنا قالوا آم نا‬
‫بال وحده} الَيات‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬أفبعذابنطا يسطتعجلون} إنكار عليهطم وتديطد لمط‪ ,‬فإنمط كانوا يقولون‬
‫للر سول تكذيبا وا ستبعادا‪ :‬ائت نا بعذاب ال‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬وي ستعجلونك بالعذاب}‬
‫الَيات‪ ,‬ث قال {أفرأيت إن متعناهم سني ث جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغن عنهم ما‬
‫كانوا يتعون} أي لو أخرنا هم وأنظرنا هم وأملي نا ل م بر هة من الد هر وحينا من الزمان‬
‫وإن طال‪ ,‬ث جاء هم أ مر ال أي ش يء يدي عن هم ما كانوا ف يه من النع يم {كأن م يوم‬
‫يرونا ل يلبثوا إل عشية أو ضحاها} وقال تعال‪{ :‬يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو‬
‫بزحز حه من العذاب أن يع مر} وقال تعال‪{ :‬و ما يغ ن ع نه ماله إذا تردى} ولذا قال‬
‫طططططا كانوا يتعون}‪.‬‬ ‫طططططم مط‬ ‫ططططط عنهط‬ ‫طططططا أغنط‬ ‫تعال‪{ :‬مط‬
‫وف الديث الصحيح «يؤتى بالكافر فيغمس ف النار غمسة ث يقال له‪ :‬هل رأيت خيا‬
‫قط ؟ هل رأ يت نعيما قط ؟ فيقول‪ :‬ل وال يا رب‪ ,‬ويؤ تى بأ شد الناس بؤ سا كان ف‬
‫الدنيا‪ ,‬فيصبغ ف النة صبغة‪ ,‬ث يقال له‪ :‬هل رأيت بؤسا قط ؟ فيقول‪ :‬ل وال يا رب»‬
‫أي مطا كأن شيئا كان‪ .‬ولذا كان عمطر بطن الطاب رضطي ال عنطه يتمثطل بذا البيطت‪:‬‬
‫كأنططك ل تؤثططر مططن الدهططر ليلةإذا أنططت أدركططت الذي أنططت تطلب‬
‫ث قال تعال مبا عن عدله ف خلقه أنه ما أهلك أمة من المم إل بعد العذار إليهم‪,‬‬
‫والنذار لم‪ ,‬وبعثة الرسل إليهم‪ ,‬وقيام الجة عليهم‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وما أهلكنا من‬
‫قر ية إل ل ا منذرون * ذكرى و ما ك نا ظال ي} ك ما قال تعال‪{ :‬و ما ك نا معذب ي ح ت‬
‫نبعث رسولً} وقال تعال‪{ :‬وما كان ربك مهلك القرى حت يبعث ف أمها رسو ًل يتلو‬
‫عليهططططم آياتنططططا ططططط إل قوله ططططط وأهلهططططا ظالون}‪.‬‬

‫ستَطِيعُونَ * ِإّنهُ مْ عَ ِن ال سّ ْم ِع‬


‫شيَاطِيُ * وَمَا يَنبَغِي َلهُ ْم وَمَا يَ ْ‬
‫** وَمَا َتنَزّلَ تْ بِ هِ ال ّ‬
‫لَ َمعْزُولُونطططططططططططططططططططططططططططططططططَ‬

‫‪394‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال مبا عن كتابه العزيز الذي ل يأتيه الباطل من بي يديه ول من خلفه تنيل‬
‫من حكيم حيد أنه نزل به الروح المي الؤيد من ال {وما تنلت به الشياطي} ث ذكر‬
‫أنه يتنع عليهم ذلك من ثلثة أوجه‪ :‬أحدها أنه ما ينبغي لم‪ ,‬أي ليس هو من بغيتهم ول‬
‫من طلبت هم‪ ,‬لن من سجاياهم الف ساد وإضلل العباد‪ ,‬وهذا ف يه ال مر بالعروف والن هي‬
‫عن الن كر‪ ,‬ونور وهدى وبرهان عظ يم‪ ,‬فبينه وب ي الشياط ي منافاة عظي مة‪ ,‬ولذا قال‬
‫تعال‪{ :‬ومطططططططططا ينبغطططططططططي لمططططططططط}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬و ما ي ستطيعون} أي ولو انب غى ل م ما ا ستطاعوا ذلك‪ ,‬قال ال تعال‪:‬‬
‫{لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية ال} ث بي أنه لو انبغى‬
‫ل م وا ستطاعوا حله وتأدي ته‪ ,‬ل ا و صلوا إل ذلك‪ ,‬لن م بعزل عن ا ستماع القرآن حال‬
‫نزوله‪ ,‬لن ال سماء ملئت حر سا شديدا وشهبا ف مدة إنزال القرآن على ر سول ال‪ ,‬فلم‬
‫يلص أحد من الشياطي إل استماع حرف واحد منه لئل يشتبه المر‪ ,‬وهذا من رحة‬
‫ال بعباده‪ ,‬وحف ظه لشر عه‪ ,‬وتأييده لكتا به ولر سوله‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬إن م عن ال سمع‬
‫لعزولون} ك ما قال تعال م با عن ال ن {وأ نا ل سنا ال سماء فوجدنا ها ملئت حر سا‬
‫شديدا وشهبا * وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الَن يد له شهابا رصدا‬
‫طط رشدا}‪.‬‬ ‫طط ربمط‬ ‫طط أم أراد بمط‬ ‫طط إل قوله طط‬ ‫* طط‬

‫ك القْ َربِيَ *‬ ‫ل تَدْ عُ َم عَ اللّ هِ إِلَ ـها آ َخرَ َفتَكُو َن مِ َن الْ ُمعَ ّذبِيَ * َوأَنذِ ْر عَشِ َيتَ َ‬ ‫** َف َ‬
‫ص ْوكَ َفقُلْ ِإنّي بَرِيَ ٌء مّمّا َتعْمَلُو نَ *‬
‫ك مِ َن الْ ُم ْؤ ِمنِيَ * فَإِ ْن عَ َ‬
‫وَا ْخفِ ضْ َجنَاحَ كَ ِلمَ نِ اّتَبعَ َ‬
‫َوتَوكّ ْل عَلَى اْلعَزِيزِ الرّحِي مِ * الّذِي يَرَا كَ ِحيَ َتقُو مُ * َوَتقَّلبَ كَ فِي ال سّاجِدِينَ * ِإنّ ُه ُهوَ‬
‫السططططططططططططططططّمِي ُع اْلعَلِيمططططططططططططططططُ‬
‫يقول تعال آمرا بعبادته وحده ل شريك له‪ ,‬ومبا أن من أشرك به عذبه‪ .‬ث قال تعال‬
‫آمرا لرسوله صلى ال عليه وسلمأن ينذر عشيته القربي‪ ,‬أي الدني إليه‪ ,‬وأنه ل يلص‬
‫أحدا منهم إل إيانه بربه عز وجل‪ ,‬وأمره أن يلي جانبه لن اتبعه من عباد ال الؤمني‪,‬‬
‫ومن عصاه من خلق ال كائنا من كان فليتبأ منه‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬فإن عصوك فقل إن‬
‫بريء ما تعملون} وهذه النذارة الاصة ل تناف العامة بل هي فرد من أجزائها‪ ,‬كما قال‬

‫‪395‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تعال‪{ :‬لتنذر قوما مطا أنذر آباؤهطم فهطم غافلون}‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬لتنذر أم القرى ومطن‬
‫حولا} وقال تعال‪{ :‬وأنذر به الذين يافون أن يشروا إل ربم}‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬لتبشر‬
‫به التق ي وتنذر به قوما لدا}‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬لنذر كم به و من بلغ}‪ ,‬ك ما قال تعال‪:‬‬
‫{ومن يكفر به من الحزاب فالنار موعده}‪ .‬وف صحيح مسلم «والذي نفسي بيده‪ ,‬ل‬
‫ي سمع ب أ حد من هذه ال مة يهودي ول ن صران‪ ,‬ث ل يؤ من ب إل د خل النار» و قد‬
‫وردت أحاديطططث كثية فططط نزول هذه الَيطططة الكريةططط فلنذكرهطططا‪:‬‬
‫(الديث الول) قال المام أحد رحه ال‪ :‬حدثنا عبد ال بن ني‪ ,‬عن العمش عن‬
‫عمرو بن مرة‪ ,‬عن سعيد بن جبي عن ابن عباس رضي ال عنه قال‪ :‬لا أنزل ال عز وجل‬
‫{وأنذر عشيتك القربي} أتى النب صلى ال عليه وسلم الصفا‪ ,‬فصعد عليه ث نادى «يا‬
‫صباحاه» فاجتمع الناس إليه بي رجل ييء إليه وبي رجل يبعث رسوله‪ ,‬فقال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم «يا بن عبد الطلب‪ ,‬يا بن فهر‪ ,‬يا بن لؤي‪ ,‬أرأيتم لو أخبتكم أن‬
‫خيلً بسفح هذا البل تريد أن تغي عليكم صدقتمون ؟» قالوا‪ :‬نعم‪ .‬قال «فإن نذير لكم‬
‫بي يدي عذاب شديد» فقال أبو لب‪ :‬تبا لك سائر اليوم‪ ,‬أما دعوتنا إل لذا ؟ وأنزل ال‬
‫{ت بت يدا أ ب ل ب و تب} ورواه البخاري وم سلم والترمذي والن سائي من طرق عن‬
‫العمططططططططططططططططش بططططططططططططططططه‪.‬‬
‫(الديث الثان) قال المام أحد‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة قالت‪:‬‬
‫لا نزلت {وأنذر عشيتك القربي} قام رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪« :‬يا فاطمة‬
‫ابنة ممد‪ ,‬يا صفية ابنة عبد الطلب‪ ,‬يا بن عبد الطلب‪ ,‬ل أملك لكم من ال شيئا سلون‬
‫ططططلم‪.‬‬ ‫ططططه مسط‬ ‫ططططم» انفرد بإخراجط‬ ‫ططططا شئتط‬ ‫ططططن مال مط‬ ‫مط‬
‫(الديث الثالث) قال المام أحد‪ :‬حدثنا معاوية بن عمرو‪ ,‬حدثنا زائدة‪ ,‬حدثنا عبد‬
‫اللك بن عمي عن موسى بن طلحة عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬لا نزلت هذه الَية‬
‫{وأنذر عشيتك القربي} دعا رسول ال صلى ال عليه وسلم قريشا‪ ,‬فعم وخص فقال‬
‫«يا معشر قريش أنقذوا أنفسكم من النار‪ ,‬يا معشر بن كعب أنقذوا أنفسكم من النار‪ ,‬يا‬
‫معشر بن هاشم أنقذوا أنفسكم من النار‪ ,‬يا معشر بن عبد الطلب أنقذوا أنفسكم من‬
‫النار‪ ,‬يا فاطمة بنت ممد أنقذي نفسك من النار‪ ,‬فإن وال ل أملك لكم من ال شيئا إل‬

‫‪396‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أن لكم رحا سأبلها ببللا»‪ .‬ورواه مسلم والترمذي من حديث عبد اللك بن عمي به‪.‬‬
‫وقال الترمذي‪ :‬غريب من هذا الوجه‪ ,‬ورواه النسائي من حديث موسى بن طلحة مرسلً‪,‬‬
‫ول يذ كر ف يه أ با هريرة‪ ,‬والو صول هو ال صحيح‪ ,‬وأخرجاه ف ال صحيحي من حد يث‬
‫الزهري عن سعيد بن ال سيب وأ ب سلمة بن ع بد الرح ن عن أ ب هريرة‪ ,‬وقال المام‬
‫أح د‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬حدث نا م مد يع ن ا بن إ سحاق‪ ,‬عن أ ب الزناد عن العرج عن أ ب‬
‫هريرة‪ ,‬رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «يا بن عبد الطلب اشتروا‬
‫أنفسكم من ال ‪ ,‬يا صفية عمة رسول ال ويا فاطمة بنت رسول ال اشتريا أنفسكما من‬
‫ال‪ ,‬فإن ل أغن عنكما من ال شيئا‪ ,‬سلن من مال ما شئتما» تفرد به من هذا الوجه‪,‬‬
‫وتفرد به أيضا عن معاوية عن زائدة‪ ,‬عن أب الزناد عن العرج عن أب هريرة عن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم بنحوه‪ ,‬ورواه أيضا عن حسن حدثنا ابن ليعة‪ :‬عن العرج عن أب‬
‫هريرة مرفوعا‪ ,‬وقال أبو يعلى‪ :‬حدثنا سويد بن سعيد‪ ,‬حدثنا هام بن إساعيل عن موسى‬
‫بن وردان عن أب هريرة‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم «يا بن قصي‪ ,‬يا بن هاشم‪ ,‬يا‬
‫بنطط عبططد مناف‪ ,‬أنططا النذيططر‪ ,‬والوت الغيطط‪ ,‬والسططاعة الوعططد»‪.‬‬
‫(الديث الرابع) قال المام أحد‪ :‬حدثنا يي بن سعيد التيمي عن أب عثمان عن قبيصة‬
‫بن مارق وزه ي بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬ل ا نزلت {وأنذر عشي تك القرب ي} صعد ر سول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم رض مة من ج بل على أعل ها ح جر‪ ,‬فج عل ينادي‪ « :‬يا ب ن ع بد‬
‫مناف‪ ,‬إن ا أ نا نذ ير‪ ,‬وإن ا مثلي ومثل كم كر جل رأى العدو فذ هب ير بأ أهله ي شى أن‬
‫يسبقوه‪ ,‬فجعل ينادي ويهتف‪ :‬يا صباحاه» ورواه مسلم والنسائي من حديث سليمان بن‬
‫طرخان التيمي عن أب عثمان عبد الرحن بن سهل النهدي‪ ,‬عن قبيصة وزهي بن عمرو‬
‫اللل بطططططططططططططططططططططططططططططططططه‪.‬‬
‫(الديث الامس) قال المام أحد‪ :‬حدثنا أسود بن عامر‪ ,‬حدثنا شريك عن العمش‬
‫عن النهال عن عباد بن عبد ال السدي عن علي رضي ال عنه قال‪ :‬لا نزلت هذه الَية‬
‫{وأنذر عشيتك القربي} جع النب صلى ال عليه وسلم من أهل بيته‪ ,‬فاجتمع ثلثون‬
‫فأكلوا وشربوا‪ ,‬قال‪ :‬وقال لم «من يضمن عن دين ومواعيدي‪ ,‬ويكون معي ف النة‪,‬‬
‫ويكون خليفت ف أهلي ؟» فقال رجل ل يسمه شريك‪ :‬يا رسول ال أنت كنت برا من‬

‫‪397‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقوم بذا‪ ,‬قال‪ :‬ث قال الَ خر ط ثلثا ط قال‪ :‬فعرض ذلك على أ هل بي ته‪ ,‬فقال علي‪:‬‬
‫أنططططططططططططططططططططططططططططططططططططا‪.‬‬
‫(طريق أخرى بأبسط من هذا السياق) قال المام أحد‪ :‬حدثنا عفان‪ ,‬حدثنا أبو عوانة‪,‬‬
‫حدثنا عثمان بن الغية عن أب صادق عن ربيعة بن ماجد عن علي رضي ال عنه قال‪:‬‬
‫جع رسول ال صلى ال عليه وسلم ط أو دعا رسول ال ط بن عبد الطلب وهم رهط‪,‬‬
‫وكلهم يأكل الذعة ويشرب الفرق‪ ,‬فصنع لم مدا من طعام فأكلوا حت شبعوا‪ ,‬وبقي‬
‫الطعام كما هو كأنه ل يس‪ ,‬ث دعا بغمر فشربوا حت رووا وبقي الشراب كأنه ل يس‬
‫أو ل يشرب‪ ,‬وقال «ياب ن ع بد الطلب‪ ,‬إ ن بع ثت إلي كم خا صة وإل الناس عا مة‪ ,‬ف قد‬
‫رأيتم من هذه الَية ما رأيتم‪ ,‬فأيكم يبايعن على أن يكون أخي وصاحب» قال‪ :‬فلم يقم‬
‫إليه أحد‪ ,‬قال‪ :‬فقمت إليه وكنت أصغر القوم‪ ,‬قال‪ :‬فقال «اجلس» ث قال ثلث مرات‬
‫كطل ذلك أقوم إليطه فيقول ل «اجلس» حتط كان فط الثالثطة ضرب بيده على يدي‪.‬‬
‫(طريق أخرى أغرب وأبسط من هذا السياق بزيادات أخر) قال الافظ أبو بكر البيهقي‬
‫ف دلئل النبوة‪ :‬أخب نا م مد بن ع بد ال الا فظ‪ ,‬أخب نا أ بو العباس م مد بن يعقوب‪,‬‬
‫حدثنا أحد بن عبد البار‪ ,‬حدثنا يونس بن بكي عن ممد بن إسحاق قال‪ :‬حدثن من‬
‫سع عبد ال بن الارث بن نوفل‪ ,‬واستكتمن اسه‪ ,‬عن ابن عباس عن علي بن أب طالب‬
‫رضطي ال عنطه قال‪ :‬لاط نزلت هذه الَيطة على رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم {وأنذر‬
‫عشيتك القربي * واخفض جناحك لن اتبعك من الؤمني} قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم «عرفت أن إن بادأ تُ با قومي رأيت منهم ما أكره فصمت‪ ,‬فجاءن جبيل‬
‫عليه السلم فقال‪ :‬يا ممد إنك إن ل تفعل ما أمرت به عذبك ربك» قال علي رضي ال‬
‫عنه فدعان‪ ,‬فقال‪ :‬يا علي «إن ال تعال قد أمرن أن أنذر عشيت القربي‪ ,‬فعرفت أن‬
‫إن بادأتم بذلك رأيت منهم ما أكره‪ ,‬فصمت عن ذلك‪ ,‬ث جاءن جبيل فقال‪ :‬يا ممد‬
‫إن ل تفعل ما أمرت به عذبك ربك‪ ,‬فاصنع لنا يا علي شاة على صاع من طعام‪ ,‬وأعد‬
‫لنا عس لب‪ ,‬ث اجع ل بن عبد الطلب» ففعلت فاجتمعوا إليه‪ ,‬وهم يومئذ أربعون رجلً‬
‫يزيدون رجلً أو ينق صون رجلً‪ ,‬في هم أعما مه‪ :‬أ بو طالب‪ ,‬وحزة‪ ,‬والعباس‪ ,‬وأ بو ل ب‬
‫الكا فر ال بيث‪ ,‬فقد مت إلي هم تلك الف نة‪ ,‬فأ خذ من ها ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬

‫‪398‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جذ بة فشق ها بأ سنانه‪ ,‬ث ر مى ب ا ف نواحي ها‪ ,‬وقال «كلوا ب سم ال» فأ كل القوم ح ت‬
‫نلوا عنه ما يرى إل آثار أصابعهم‪ ,‬وال إن كان الرجل منهم ليأكل مثلها‪ ,‬ث قال رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم «ا سقهم يا علي» فجئت بذلك الق عب فشربوا م نه ح ت نلوا‬
‫جيعا‪ ,‬وا ي ال إن كان الر جل من هم ليشرب مثله‪ ,‬فل ما أراد ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم أن يكلمهم بدره أبو لب إل الكلم فقال‪ :‬لدما سحركم صاحبكم‪ ,‬فتفرقوا ول‬
‫ططططلم‪.‬‬ ‫ططططه وسط‬ ‫ططططلى ال عليط‬ ‫ططططول ال صط‬ ‫ططططم رسط‬ ‫يكلمهط‬
‫فلما كان من الغد قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «يا علي عد لنا بثل الذي كنت‬
‫صنعت بالمس من الطعام والشراب‪ ,‬فإن هذا الرجل قد بدرن إل ما سعت قبل أن أكلم‬
‫القوم» ففعلت‪ ,‬ث جعتهم له‪ ,‬فصنع رسول ال صلى ال عليه وسلم كما صنع بالمس‪,‬‬
‫فأكلوا حت نلوا عنه‪ ,‬واي ال إن كان الرجل منهم ليأكل مثلها‪ ,‬ث قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم «اسقهم يا علي» فجئت بذلك القعب فشربوا منه حت نلوا جيعا‪ ,‬واي‬
‫ال إن كان الرجطل منهطم ليشرب مثله‪ ,‬فلمطا أراد رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم أن‬
‫يكلم هم بدره أ بو ل ب بالكلم‪ ,‬فقال‪ :‬لد ما سحركم صاحبكم‪ ,‬فتفرقوا ول يكلم هم‬
‫رسططططططول ال صططططططلى ال عليططططططه وسططططططلم‪.‬‬
‫فلما كان من الغد‪ ,‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «يا علي عد لنا بثل الذي كنت‬
‫صنعت لنا بالمس من الطعام والشراب‪ ,‬فإن هذا الرجل قد بدرن إل ما سعت قبل أن‬
‫أكلم القوم» ففعلت ث جعت هم له‪ ,‬ف صنع ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ك ما صنع‬
‫بال مس‪ ,‬فأكلوا ح ت نلوا ث سقيتهم من ذلك الق عب ح ت نلوا ع نه‪ ,‬وا ي ال إن كان‬
‫الرجل منهم ليأكل مثلها ويشرب مثلها‪ ,‬ث قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬يا بن‬
‫ع بد الطلب إ ن وال ما أعلم شابا من العرب جاء قو مه بأف ضل م ا جئت كم به‪ ,‬إ ن قد‬
‫جئتكم بي الدنيا والَخرة» قال أحد بن عبد البار‪ :‬بلغن أن ابن إسحاق إنا سعه من‬
‫عبطد الغفار بطن القاسطم بطن أبط مريط عطن النهال عطن عمرو عطن عبطد ال بطن الارث‪.‬‬
‫وقد رواه أبو جعفر بن جرير عن ابن حيد عن سلمة عن ابن إسحاق‪ ,‬عن عبد الغفار‬
‫بن القاسم بن أب مري عن النهال بن عمرو عن عبد ال بن الارث‪ ,‬عن ابن عباس عن‬
‫علي بن أب طالب فذكر مثله‪ ,‬وزاد بعد قوله «إن جئتكم بي الدنيا والَخرة‪ ,‬وقد أمرن‬

‫‪399‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال أن أدعو كم إل يه فأي كم يؤازر ن على هذا ال مر على أن يكون أ خي وكذا وكذا ؟»‬
‫قال‪ :‬فأحجم القوم عنها جيعا وقلت ط وإن لحدثهم سنا‪ ,‬وأمرصهم عينا‪ ,‬وأعظمهم‬
‫بطنا‪ ,‬وأحشهم ساقا ط‪ :‬أنا يا نب ال أكون وزيرك عليه‪ ,‬فأخذ برقبت ث قال «إن هذا‬
‫أ خي‪ ,‬وكذا وكذا‪ ,‬فا سعوا له وأطيعوا» قال‪ :‬فقام القوم يضحكون ويقولون ل ب طالب‪:‬‬
‫قد أمرك أن تسمع لبنك وتطيع‪ .‬تفرد بذا السياق عبد الغفار بن القاسم أب مري‪ ,‬وهو‬
‫متروك كذاب شيعي‪ ,‬اتمه علي بن الدين وغيه بوضع الديث‪ ,‬وضعفه الَئمة رحهم‬
‫ال‪.‬‬
‫(طر يق أخرى) قال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أ ب أخب نا ال سي عن عي سى بن مي سرة‬
‫الارثي‪ ,‬حدثنا عبد ال بن عبد القدوس عن العمش عن النهال بن عمرو عن عبد ال‬
‫بن الارث قال‪ :‬قال علي رضي ال عنه‪ :‬لا نزلت هذه الَية {وأنذر عشيتك القربي}‬
‫قال ل رسول ال صلى ال عليه وسلم «اصنع ل رجل شاة بصاع من طعام وإناء لبنا»‬
‫قال‪ :‬ففعلت‪ ,‬ث قال «ادع ب ن هاشم» قال‪ :‬فدعوتم وإنم يومئ ٍذ أربعون غي رجل‪ ,‬أو‬
‫أربعون ور جل‪ ,‬قال‪ :‬وفي هم عشرة كل هم يأ كل الذ عة بإدام ها‪ ,‬قال‪ :‬فل ما أتوا بالق صعة‬
‫أ خذ ر سول ال صلى ال عليه و سلم من ذروت ا ث قال «فأكلوا ح ت شبعوا‪ ,‬وهي على‬
‫هيئت ها ل يزرؤوا من ها إل الي سي‪ ,‬قال‪ :‬ث أتيت هم بالناء فشربوا ح ت رووا‪ ,‬قال‪ :‬وف ضل‬
‫فضل‪ ,‬فلما فرغوا أراد رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يتكلم فبدروه الكلم‪ ,‬فقالوا ما‬
‫رأينا كاليوم ف السحر‪ .‬فسكت رسول ال صلى ال عليه وسلم ث قال «اصنع ل رجل‬
‫شاة بصاع من طعام» فصنعت‪ ,‬قال‪ :‬فدعاهم فلما أكلوا وشربوا‪ ,‬قال‪ :‬فبدروه فقالوا مثل‬
‫مقالتهم الول‪ ,‬فسكت رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬ث قال ل «اصنع ل رجل شاة‬
‫بصاع طعام»فصنعت‪ ,‬قال‪ :‬فجمعتهم فلما أكلوا وشربوا بدرهم رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم الكلم‪ ,‬فقال «أي كم يق ضي ع ن َدْي ن‪ ,‬ويكون خليف ت ف أهلي ؟» قال‪ :‬ف سكتوا‬
‫و سكت العباس خش ية أن ي يط ذلك باله‪ ,‬قال‪ :‬و سكت أ نا ل سن العباس‪ .‬ث قال ا مرة‬
‫أخرى فسطكت العباس‪ ,‬فلمطا رأيطت ذلك قلت‪ :‬أنطا يطا رسطول ال‪ .‬قال‪ :‬وإنط يومئذٍ‬
‫لسوأهم هيئة‪ ,‬وإن لعمش العيني‪ ,‬ضخم البطن‪ ,‬خش الساقي‪ ,‬فهذه طرق متعددة لذا‬
‫الديث عن علي رضي ال عنه‪ ,‬ومعن سؤاله صلى ال عليه وسلم لعمامه وأولدهم أن‬

‫‪400‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقضوا ع نه دي نه ويلفوه ف أهله‪ ,‬يع ن إن ق تل ف سبيل ال‪ ,‬كأ نه خ شي إذا قام بأعباء‬
‫النذار أن يقتل‪ ,‬فلما أنزل ال تعال‪{ :‬يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن ل‬
‫تفعل فما بلغت رسالته وال يعصمك من الناس} فعند ذلك أمن‪ ,‬وكان أول يرس حت‬
‫نزلت هذه الَية {وال يعصمك من الناس} ول يكن أحد ف بن هاشم إذ ذاك أشد إيانا‬
‫وإيقانا وتصديقا لرسول ال صلى ال عليه وسلم من علي رضي ال عنه‪ ,‬ولذا بدرهم إل‬
‫التزام ما طلب من هم ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ث كان ب عد هذا ط وال أعلم ط‬
‫دعاؤه الناس جهرة على ال صفا‪ ,‬وإنذاره لبطون قر يش عموما وخ صوصا‪ ,‬ح ت سى من‬
‫سى من أعمامه وعماته وبناته لينبه بالدن على العلى‪ ,‬أي إنا أنا نذير وال يهدي من‬
‫يشاء إل صططططططططططططططرط مسططططططططططططططتقيم‪.‬‬
‫وقد روى الافظ ابن عساكر ف ترجة عبد الواحد الدمشقي ط غي منسوب ط من‬
‫طر يق عمرو بن سرة‪ ,‬عن م مد بن سوقة عن ع بد الوا حد الدمش قي قال‪ :‬رأ يت أ با‬
‫الدرداء رضي ال عنه يدث الناس ويفتيهم‪ ,‬وولده إل جنبه‪ ,‬وأهل بيته جلوس ف جانب‬
‫السجد يتحدثون‪ ,‬فقيل له‪ :‬ما بال الناس يرغبون فيما عندك من العلم‪ ,‬وأهل بيتك جلوس‬
‫له ي ؟ فقال‪ :‬لن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول «أزهد الناس ف الدنيا‬
‫النطبياء‪ ,‬وأشد هم علي هم القربون» وذلك في ما أنزل ال عز و جل‪ ,‬قال تعال‪{ :‬وأنذر‬
‫عشيتططك القربيطط ططط إل قوله ططط فقططل إنطط بريططء ماطط تعملون}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وتوكل على العزيز الرحيم} أي ف جيع أمورك‪ ,‬فإنه مؤيدك وحافظك‬
‫ونا صرك ومظفرك ومعلي كلم تك‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬الذي يراك ح ي تقوم} أي هو مع ت‬
‫بك كما قال تعال‪{ :‬واصب لكم ربك فإنك بأعيننا} قال ابن عباس {الذي يراك حي‬
‫تقوم} يعن إل الصلة‪ .‬وقال عكرمة يرى قيامه وركوعه وسجوده‪ .‬وقال السن {الذي‬
‫يراك حيط تقوم} إذا صطليت وحدك‪ ,‬وقال الضحاك {الذي يراك حيط تقوم} أي مطن‬
‫فراشططك أو ملسططك‪ .‬وقال قتادة {الذي يراك} قائما وجالسططا وعلى حالتططك‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وتقل بك ف ال ساجدين} قال قتادة {الذي يراك ح ي تقوم وتقل بك ف‬
‫ال ساجدين} قال‪ :‬ف ال صلة يراك وحدك‪ ,‬ويراك ف ال مع‪ ,‬وهذا قول عكر مة وعطاء‬
‫الراسان والسن البصري‪ .‬وقال ماهد‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يرى من‬

‫‪401‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫خلفه كما يرى من أمامه‪ ,‬ويشهد لذا ما صح ف الديث «سووا صفوفكم فإنّي أراكم‬
‫من وراء ظهري» وروى البزار وابن أب حات من طريقي عن ابن عباس أنه قال ف هذه‬
‫الَ ية‪ :‬يع ن تقل به من صلب نب إل صلب نب ح ت أخر جه نبيا‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬إ نه هو‬
‫ال سميع العل يم} أي ال سميع لقوال عباده‪ ,‬العل يم بركات م و سكناتم‪ ,‬ك ما قال تعال‪:‬‬
‫{وما تكون ف شأن وما تتلو منه من قرآن ول تعملون من عمل إل كنا عليكم شهودا إذ‬
‫تفيضون فيطططططططططططططططه} الَيطططططططططططططططة‪.‬‬

‫شيَاطِيُ * َتنَزّ ُل عََلىَ كُلّ أَفّا كٍ َأثِي مٍ * ُي ْلقُو نَ ال سّمْ َع‬ ‫** هَلْ ُأَنبُّئكُ مْ عََل َى مَن َتنَزّلُ ال ّ‬
‫شعَرَآ ُء َيتِّب ُعهُ ُم اْلغَاوُو نَ * أَلَ ْم َترَ َأنّهُ مْ فِي كُ ّل وَا ٍد َيهِيمُو نَ *‬
‫َوأَكْثَ ُرهُ مْ كَا ِذبُو نَ * وَال ّ‬
‫ّهط َكثِيا‬‫ت وَذَ َكرُواْ الل َ‬
‫ِينط آ َمنُوْا َوعَمِلُواْ الصطّالِحَا ِ‬
‫ُونط * إِ ّل الّذ َ‬‫ُونط مَا َل َي ْفعَل َ‬
‫ُمطَيقُول َ‬ ‫َوأَّنه ْ‬
‫ط يَنقَِلبُون طَ‬ ‫ط مُنقَلَب ٍ‬ ‫ط ظَلَ ُم َواْ أَي ّ‬ ‫وَانتَص طَرُواْ مِطن َبعْدِ مَطا ظُِلمُواْ وَس طََيعْلَمْ الّذِين َ‬
‫يقول تعال ماطبا ل ن ز عم من الشرك ي أن ما جاء به الر سول صلى ال عل يه و سلم‬
‫ليس بق‪ ,‬وأنه شيء افتعله من تلقاء نفسه‪ ,‬أو أنه أتاه به رئي من الان‪ ,‬فنه ال سبحانه‬
‫وتعال جناب رسوله عن قولم وافترائهم‪ ,‬ونبه أن ما جاء به إنا هو من عند ال‪ ,‬وأنه‬
‫تنيله ووحيه‪ ,‬نزل به ملك كري أمي عظيم‪ ,‬وأنه ليس من قبل الشياطي‪ ,‬فإنم ليس لم‬
‫رغ بة ف م ثل هذا القرآن العظ يم وإن ا ينلون على من يشاكل هم ويشاب هم من الكهان‬
‫الكذبة‪ ,‬ولذا قال ال تعال‪{ :‬هل أنبئكم} أي أخبكم {على من تنل الشياطي * تنل‬
‫على كل أفاك أثيم} أي كذوب ف قوله وهو الفاك {أثيم} وهو الفاجر ف أفعاله‪ .‬فهذا‬
‫هو الذي تنل عل يه الشياط ي من الكهان‪ ,‬و ما جرى مرا هم من الكذ بة الف سقة‪ ,‬فإن‬
‫الشياطي أيضا كذبة فسقة {يلقون السمع} أي يسترقون السمع من السماء‪ ,‬فيسمعون‬
‫الكل مة من علم الغ يب‪ ,‬فيزيدون مع ها مائة كذ بة‪ ,‬ث يلقون ا إل أوليائ هم من ال نس‪,‬‬
‫فيحدثون با فيصدقهم الناس ف كل ما قالوه بسبب صدقهم ف تلك الكلمة الت سعت‬
‫مطططططن السطططططماء‪ ,‬كمطططططا صطططططح بذلك الديطططططث‪.‬‬
‫كما رواه البخاري من حديث الزهري‪ :‬أخبن يي بن عروة بن الزبي أنه سع عروة بن‬
‫الزبيط يقول‪ :‬قالت عائشطة ر ضي ال عن ها‪ :‬سأل ناس النطب صلى ال عل يه وسطلم عطن‬

‫‪402‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الكهان‪ ,‬فقال «إنم ليسوا بشيء» قالوا‪ :‬يا رسول ال فإنم يدثون بالشيء يكون حقا‪,‬‬
‫فقال النب صلى ال عليه وسلم «تلك الكلمة من الق يطفها الن فيقرقرها ف أذن وليه‬
‫كقرقرة الدجاج‪ ,‬فيخلطون معهطا أكثطر مطن مائة كذبطة»‪ .‬وروى البخاري أيضا‪ :‬حدثنطا‬
‫الميدي‪ ,‬حدثنا سفيان‪ ,‬حدثنا عمرو قال‪ :‬سعت عكرمة يقول‪ :‬سعت أبا هريرة يقول‪:‬‬
‫إن النب صلى ال عليه وسلم قال «إذا قضى ال المر ف السماء ضربت اللئكة بأجنحتها‬
‫خضعانا لقوله‪ ,‬كأن ا سلسلة على صفوان‪ ,‬فإذا فزع عن قلوب م قالوا‪ :‬ماذا قال رب كم ؟‬
‫(قالوا للذي قال)‪ :‬الق‪ ,‬وهو العلي الكبي‪ ,‬فيسمعها مسترقو السمع‪ ,‬ومسترقو السمع‬
‫هكذا بعض هم فوق ب عض ط و صف سفيان بيده‪ ,‬فحرف ها وبدد ب ي أ صابعه ط في سمع‬
‫الكلمة فيلقيها إل من تته‪ ,‬ث يلقيها الَخر إل من تته‪ ,‬حت يلقيها على لسان الساحر أو‬
‫الكاهن‪ ,‬فربا أدركه الشهاب قبل أن يلقيها‪ ,‬وربا ألقاها قبل أن يدركه‪ ,‬فيكذب معها‬
‫مائة كذ بة‪ ,‬فيقال‪ :‬أل يس قد قال ل نا يوم كذا وكذا‪ :‬كذا وكذا ؟ في صدق بتلك الكل مة‬
‫الت سعت من السماء» تفرد به البخاري‪ .‬وروى مسلم من حديث الزهري عن علي بن‬
‫السي عن ابن عباس‪ ,‬عن رجال من النصار قريبا من هذا‪ ,‬وسيأت عند قوله تعال ف‬
‫سطططططبأ {حتططططط إذا فزع عطططططن قلوبمططططط} الَيطططططة‪.‬‬
‫وقال البخاري‪ :‬وقال الليث‪ :‬حدثن خالد بن يزيد عن سعيد بن أب هلل أن أبا السود‬
‫أخبه عن عروة عن عائشة‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال «إن اللئكة تدث ف‬
‫العنان ط والعنان‪ :‬الغمام ط بالمر ف الرض‪ ,‬فتسمع الشياطي الكلمة‪ ,‬فتقرها ف أذن‬
‫الكاهن كما تقر القارورة‪ ,‬فيزيدون معها مائة كذبة»‪ .‬ورواه البخاري ف موضع آخر ف‬
‫كتاب بدء اللق عن سعيد بن أ ب مر ي‪ ,‬عن الل يث عن ع بد ال بن أ ب جع فر عن أ ب‬
‫السططود ممططد بططن عبططد الرحنطط‪ ,‬عططن عروة عططن عائشططة بنحوه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬والشعراء يتبع هم الغاوون} قال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس‪ :‬يع ن‬
‫الكفار يتبعهم ضلل النس والن‪ ,‬وكذا قال ماهد رحه ال وعبد الرحن بن زيد بن‬
‫أ سلم وغيه ا‪ .‬وقال عكر مة‪ :‬كان الشاعران يتهاجيان فينت صر لذا فئام من الناس‪ ,‬ولذا‬
‫فئام من الناس‪ ,‬فأنزل ال تعال‪{ :‬والشعراء يتبع هم الغاوون}‪ .‬وقال المام أح د‪ :‬حدث نا‬
‫حنّس مول مصعب بن الزبي‪ ,‬عن أب سعيد قال‪:‬‬ ‫قتيبة‪ ,‬حدثنا ليث عن ابن الاد عن يُ َ‬

‫‪403‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بين ما ن ن ن سي مع ر سول ال صلى ال عل يه و سلم بالعرج إذ عرض شا عر ين شد‪ ,‬فقال‬
‫النب صلى ال عليه وسلم «خذوا الشيطان ط أو أمسكوا الشيطان ط لن يتلىء جوف‬
‫أحدكطططططططم قيحا خيططططططط له مطططططططن أن يتلىء شعرا»‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬أل تر أنم ف كل واد يهيمون} قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس‪:‬‬
‫ف كل ل غو يوضون‪ .‬وقال الضحاك عن ا بن عباس‪ :‬ف كل فن من الكلم‪ ,‬وكذا قال‬
‫ماهد وغيه‪ .‬وقال السن البصري‪ :‬قد وال رأينا أوديتهم الت يهيمون فيها مرة ف شتمه‬
‫فلن‪ ,‬ومرة فط مدحطة فلن‪ .‬وقال قتادة‪ :‬الشاعطر يدح قوما بباططل ويذم قوما بباططل‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وأن م يقولون ما ل يفعلون} قال العو ف عن ابن عباس‪ :‬كان رجلن على‬
‫عهد رسول ال أحدها من النصار‪ ,‬والَخر من قوم آخرين‪ ,‬وإنما تاجيا‪ ,‬فكان مع كل‬
‫واحد منهما غواة من قومه‪ ,‬وهم السفهاء‪ ,‬فقال ال تعال‪{ :‬والشعراء يتبعهم الغاوون *‬
‫أل تر أنم ف كل واد يهيمون * وأنم يقولون ما ل يفعلون}‪ .‬وقال علي بن أب طلحة‬
‫عن ا بن عباس‪ :‬أك ثر قول م يكذبون ف يه‪ .‬وهذا الذي قاله ا بن عباس ر ضي ال ع نه هو‬
‫الوا قع ف ن فس ال مر‪ .‬فإن الشعراء يتبجحون بأقوال وأفعال ل ت صدر من هم ول عن هم‪,‬‬
‫فيتكثرون با ليس لم‪ ,‬ولذا اختلف العلماء رحهم ال‪ :‬فيما إذا اعترف الشاعر ف شعره‬
‫ب ا يو جب حدا‪ :‬هل يقام عل يه بذا العتراف أم ل‪ ,‬لن م يقولون ما ل يفعلون ؟ على‬
‫قولي‪ .‬وقد ذكر ممد بن إسحاق وممد بن سعد ف الطبقات‪ ,‬والزبي بن بكار ف كتاب‬
‫الفكاهة‪ ,‬أن أمي الؤمني عمر بن الطاب رضي ال عنه‪ ,‬استعمل النعمان بن عدي بن‬
‫نضلة على ميسطططان مطططن أرض البصطططرة‪ ,‬وكان يقول الشعطططر‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫أل هططل أتططى السططناء أن حليلهابيسططان يسططقي فطط زجاج وحنتططم‬
‫إذا شئت غنتنططط دهاقيططط قريةورقاصطططة تذوا على كطططل منسطططم‬
‫فإن كنطططت ندمانططط فبالكطططب اسطططقنيول تسطططقن بالصطططغر التثلم‬
‫لعططططل أميطططط الؤمنيطططط يسططططوؤهتنادمنا بالوسططططق التهدم‬
‫فل ما بلغ ذلك أم ي الؤمن ي ع مر بن الطاب ر ضي ال عنه قال‪ :‬إي وال إ نه لي سوؤن‬
‫ذلك‪ ,‬و من لقيه فلي خبه أ ن قد عزل ته‪ ,‬وك تب إليه ع مر {ب سم ال الرح ن الرح يم حم‬

‫‪404‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تنيل الكتاب من ال العزيز العليم * غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول‬
‫ل إله إل هططو إليططه الصططي} ططط أمططا بعططد ططط قططد بلغنطط قولك‪:‬‬
‫لعططططل أميطططط الؤمنيطططط يسططططوؤهتنادمنا بالوسططططق التهدم‬
‫واي ال إنه لي سوؤن وقد عزلتك‪ .‬فلما قدم على عمر بكته بذا الش عر‪ ,‬فقال‪ :‬وال يا‬
‫أمي الؤمني ما شربتها قط‪ ,‬وما ذاك الشعر إل شيء طفح على لسان‪ .‬فقال عمر‪ :‬أظن‬
‫ذلك‪ ,‬ولكطن وال ل تعمطل ل عملً أبدا وقطد قلت مطا قلت‪ ,‬فلم يذكطر أنطه حده على‬
‫الشراب‪ ,‬و قد ضم نه شعره‪ ,‬لن م يقولون ما ل يفعلون‪ ,‬ولك نه ذ مه ع مر ر ضي ال ع نه‬
‫ول مه على ذلك وعزله به‪ ,‬ولذا جاء ف الد يث «لن يتلىء جوف أحد كم قيحا ير يه‬
‫خ ي له من أن يتلىء شعرا» والراد من هذا أن الر سول صلى ال عل يه و سلم الذي أنزل‬
‫عليه هذا القرآن ليس بكاهن ول بشاعر‪ ,‬لن حاله مناف لالم من وجوه ظاهرة‪ ,‬كما‬
‫قال تعال‪{ :‬و ما علمناه الش عر و ما ينب غي له إن هو إل ذ كر وقرآن مبي} وقال تعال‪:‬‬
‫{إنه لقول رسول كري * وما هو بقول شاعر قليلً ما تؤمنون * ول بقول كاهن قليلً ما‬
‫تذكرون * تنيل من رب العالي} وهكذا قال ههنا‪{ :‬وإنه لتنيل رب العالي * نزل به‬
‫الروح الم ي * على قل بك لتكون من النذر ين * بل سان عر ب مبي} إل أن قال {و ما‬
‫تنلت به الشياطي وما ينبغي لم وما يستطيعون إنم عن السمع لعزولون} إل أن قال‬
‫{هل أنبئكم على من تنل الشياطي ؟ تنل على كل أفاك أثيم * يلقون السمع وأكثرهم‬
‫كاذبون * والشعراء يتبعهم الغاوون * أل تر أنم ف كل واد يهيمون ؟ وأنم يقولون ما ل‬
‫يفعلون}‪.‬‬
‫وقوله {إل الذين آمنوا وعملوا الصالات} قال ممد بن إسحاق عن يزيد بن عبد ال‬
‫بن قسيط‪ ,‬عن أب السن سال الباد مول تيم الداري قال‪ :‬لا نزلت {والشعراء يتبعهم‬
‫الغاوون} جاء حسان بن ثابت وعبد ال بن رواحة وكعب بن مالك إل رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم وهم يبكون‪ ,‬فقالوا‪ :‬قد علم ال حي أنزل هذه الَية أنا شعراء‪ ,‬فتل النب‬
‫{إل الذ ين آمنوا وعملوا ال صالات} قال «أن تم» {وذكروا ال كثيا} قال «أن تم»‬
‫{وانتصروا من بعد ما ظلموا} قال «أنتم» رواه ابن أب حات وابن جرير من رواية ابن‬
‫إسحاق‪ ,‬وقد روى ابن أب حات أيضا عن أب سعيد الشج عن أب أسامة‪ ,‬عن الوليد بن‬

‫‪405‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أب كثي عن يزيد عن عبد ال‪ ,‬عن أب السن مول بن نوفل أن حسان بن ثابت وعبد‬
‫ال بن روا حة‪ ,‬أت يا ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ح ي نزلت هذه الَ ية {والشعراء‬
‫يتبعهطم الغاوون} يبكيان‪ ,‬فقال رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم وهطو يقرؤهطا عليهمطا‬
‫{والشعراء يتبعهم الغاوون} حت بلغ {إل الذين آمنوا وعملوا الصالات} قال «أنتم»‪.‬‬
‫وقال أيضا حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أبو مسلم‪ ,‬حدثنا حاد بن سلمة عن هشام بن عروة عن‬
‫عروة قال‪ :‬ل ا نزلت {والشعراء يتبع هم الغاوون} إل قوله {وأن م يقولون ما ل يفعلون}‬
‫قال عبد ال بن رواحة‪ :‬يا رسول ال قد علم ال أن منهم‪ ,‬فأنزل ال تعال‪{ :‬إل الذين‬
‫آمنوا وعملوا ال صالات} الَ ية‪ ,‬وهكذا قال ا بن عباس وعكر مة ما هد وقتادة وز يد بن‬
‫أ سلم وغ ي وا حد‪ :‬أن هذا ا ستثناء م ا تقدم‪ .‬ول شك أ نه ا ستثناء‪ ,‬ول كن هذه ال سورة‬
‫مكية‪ ,‬فكيف يكون سبب نزول هذه الَيات شعراء النصار ؟ وف ذلك نظر‪ ,‬ول يتقدم‬
‫إل مر سلت ل يعت مد علي ها‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬ول كن هذا ال ستثناء يد خل ف يه شعراء الن صار‬
‫وغيهم حت يدخل فيه من كان متلبسا من شعراء الاهلية بذم السلم وأهله‪ ,‬ث تاب‬
‫وأناب ورجع وأقلع وعمل صالا‪ ,‬وذكر ال كثيا ف مقابلة ما تقدم من الكلم السيء‪.‬‬
‫فإن السنات يذهب السيئات‪ ,‬وامتدح السلم وأهله ف مقابلة ما كان يذمه‪ ,‬كما قال‬
‫عبططططططد ال بططططططن الزبعري حيطططططط أسططططططلم‪:‬‬
‫يطططا رسطططول الليطططك إن لسطططانياتق مطططا فتقطططت إذ أنطططا بور‬
‫إذ أجاري الشيطان فطططط سططططنن الغططططططي ومططططن مال ميله مثبور‬
‫وكذلك أبو سفيان بن الارث بن عبد الطلب‪ ,‬كان من أشد الناس عداوة للنب صلى‬
‫ال عليه وسلم وهو ابن عمه وأكثرهم له هجوا‪ ,‬فلما أسلم ل يكن أحد أحب إليه من‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وكان يدح رسول ال صلى ال عليه وسلم بعد ما كان‬
‫يهجوه‪ ,‬ويتوله بعد ما كان قد عاداه‪ ,‬وهكذا روى مسلم ف صحيحه عن ابن عباس أن‬
‫أبا سفيان صخر بن حرب لا أسلم قال‪ :‬يا رسول ال ثلث أعطنيهن‪ ,‬قال «نعم» قال‪:‬‬
‫معاو ية تعله كاتبا ب ي يد يك ؟ قال «ن عم» قال وتؤمر ن ح ت أقا تل الكفار ك ما ك نت‬
‫أقاتطل السطلمي ؟ قال «نعطم» وذكطر الثالثطة‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬إل الذيطن آمنوا وعملوا‬

‫‪406‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الصالات وذكروا ال كثيا} قيل‪ :‬معناه ذكروا ال كثيا ف كلمهم‪ ,‬وقيل ف شعرهم‪.‬‬
‫كلهاططططط صطططططحيح مكفطططططر لاططططط سطططططبق‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وانت صروا من ب عد ما ظلموا} قال ا بن عباس‪ :‬يردون على الكفار الذ ين‬
‫كانوا يهجون بطه الؤمنيط‪ ,‬وكذا قال ماهطد وقتادة وغيط واحطد‪ ,‬وهذا كمطا ثبطت فط‬
‫ال صحيح أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال ل سان اهج هم ط أو قال ط هاج هم‬
‫وجبيل معك»‪ .‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ,‬حدثنا معمر عن الزهري عن عبد‬
‫الرحن بن كعب بن مالك عن أبيه أنه قال للنب صلى ال عليه وسلم‪ :‬إن ال عز وجل قد‬
‫أنزل ف الشعراء ما أنزل‪ ,‬فقال «إن الؤمن ياهد بسيفه ولسانه‪ ,‬والذي نفسي بيده‪ ,‬لكأن‬
‫طططططل»‪.‬‬ ‫طططططح النبط‬ ‫طططططه نضط‬ ‫ططططط بط‬ ‫طططططا ترمونمط‬ ‫مط‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وسطيعلم الذيطن ظلموا أي منقلب ينقلبون}‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬يوم ل ينفطع‬
‫الظال ي معذرت م} الَ ية‪ ,‬و ف ال صحيح أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال «إيا كم‬
‫والظلم‪ ,‬فإن الظلم ظلمات يوم القيامطة»‪ ,‬قال قتادة بطن دعامطة فط قوله تعال‪{ :‬وسطيعلم‬
‫الذ ين ظلموا أي منقلب ينقلبون} يع ن من الشعراء وغي هم‪ ,‬وقال أ بو داود الطيال سي‪:‬‬
‫حدثنا إياس بن أب تيمة قال‪ :‬حضرت السن ومر عليه بنازة نصران‪ ,‬فقال‪{ :‬وسيعلم‬
‫الذ ين ظلموا أي منقلب ينقلبون}‪ .‬وقال ع بد ال بن أ ب رباح عن صفوان بن مرز أ نه‬
‫كان إذا قرأ هذه الَية بكى‪ ,‬حت أقول قد اندق قضيب زوره‪{ ,‬وسيعلم الذين ظلموا أي‬
‫منقلب ينقلبون}‪.‬‬
‫وقال ابن وهب‪ :‬أخبنا شريح السكندران عن بعض الشيخة أنم كانوا بأرض الروم‪,‬‬
‫فبينما هم ليلة على نار يشتوون عليها أو يصطلون‪ ,‬إذا بركاب قد أقبلوا فقاموا إليهم‪ ,‬فإذا‬
‫فضالة بن عبيد فيهم‪ ,‬فأنزلوه فجلس معهم ط قال ط وصاحب لنا قائم قال يصلي حت‬
‫مطر بذه الَيطة {وسطيعلم الذيطن ظلموا أي منقلب ينقلبون} قال فضالة بطن عبيطد‪ :‬هؤلء‬
‫الذيطن يربون البيطت‪ .‬وقيطل‪ :‬الراد بمط أهطل مكطة‪ ,‬وقيطل الذيطن ظلموا مطن الشركيط‪.‬‬
‫والصحيح أن هذه الَية عامة ف كل ظال‪ .‬كما قال ابن أ ب حات‪ :‬ذكر عن زكريا بن‬
‫يي الواسطي‪ ,‬حدثن اليثم بن مفوظ أبو سعد النهدي‪ ,‬حدثنا ممد بن عبد الرحن بن‬
‫ال حب‪ ,‬حدث نا هشام بن عروة عن أب يه عن عائ شة ر ضي ال عن ها قالت‪ :‬ك تب أ ب ف‬

‫‪407‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫و صيته سطرين‪ :‬ب سم ال الرح ن الرح يم‪ ,‬هذا ما أوصى به أبو ب كر بن أ ب قحا فة ع ند‬
‫خرو جه من الدن يا‪ ,‬ح ي يؤ من الكا فر وينت هي الفا جر وي صدق الكاذب‪ ,‬إ ن ا ستخلفت‬
‫علي كم ع مر بن الطاب‪ ,‬فإن يعدل فذاك ظ ن به ورجائي ف يه‪ ,‬وإن ي ر ويبدل فل أعلم‬
‫الغيب {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}‪ .‬آخر تفسي سورة الشعراء‪ ,‬والمد ل‬
‫رب العاليطططططططططططططططططططططططططططططططط‪.‬‬

‫سططططططططططططططططططورة النمططططططططططططططططططل‬
‫وهطططططططططططططططططي مكيطططططططططططططططططة‬
‫بِسطططططططْمِ اللّهطططططططِ الرّحْمـطططططططنِ الرّحِيمطططططططِ‬
‫ت الْقُرْآ ِن وَ ِكتَا بٍ ّمبِيٍ * هُدًى َوبُشْرَىَ لِ ْل ُم ْؤمِنِيَ * الّذِي َن ُيقِيمُو نَ‬ ‫ك آيَا ُ‬‫س تِلْ َ‬ ‫** ط َ‬
‫لةَ َوُي ْؤتُو نَ الزّكَاةَ َوهُم بِالَ ِخ َرةِ هُ ْم يُوِقنُو نَ * إِ نّ الّذِي نَ َل ُي ْؤ ِمنُو َن بِالَخِ َرةِ َزّينّا َل ُه مْ‬
‫صَ‬‫ال ّ‬
‫ب َوهُمْ فِي الَخِ َر ِة هُمُ الخْسَرُونَ‬ ‫ك الّذِينَ َلهُ ْم ُسوَءُ اْلعَذَا ِ‬‫َأعْمَاَلهُمْ َفهُ ْم َيعْ َمهُونَ * ُأوْلَـئِ َ‬
‫ط عَلِيم ططٍ‬ ‫* َوِإنّك ططَ َلتُلَقّططى اْلقُرْآن ططَ مِططن لّدُن ططْ َحكِيم ط ٍ‬
‫قد تقدم الكلم ف سورة البقرة على الروف القط عة ف أوائل ال سور‪ .‬وقوله تعال‪:‬‬
‫{تلك آيات} أي هذه آيات {القرآن وكتاب مبي} أي ب ي وا ضح {هدى وبشرى‬
‫للمؤمني} أي إنا تصل الداية والبشارة من القرآن لن آمن به واتبعه وصدقه‪ ,‬وعمل با‬
‫ف يه‪ ,‬وأقام ال صلة الكتو بة‪ ,‬وآ تى الزكاة الفرو ضة‪ ,‬وأي قن بالدار الَخرة‪ ,‬والب عث ب عد‬
‫الوت‪ ,‬والزاء على العمال‪ :‬خيهطا وشرهطا‪ ,‬والنطة والنار‪ ,‬كمطا قال تعال‪{ :‬قطل هطو‬
‫للذين آمنوا هدى وشفاء والذين ل يؤمنون ف آذان م وقر} الَية‪ .‬وقال تعال‪{ :‬لتبشربه‬
‫التقيط وتنذر بطه قوما لدا}‪ .‬ولذا قال تعال ههنطا‪{ :‬إن الذيطن ل يؤمنون بالَخرة} أي‬
‫يكذبون با ويستبعدون وقوعها {زينا لم أعمالم فهم يعمهون} أي حسنا لم ما هم‬
‫فيه‪ ,‬ومددنا لم ف غيهم فهم يتيهون ف ضللم‪ ,‬وكان هذا جزاء على ما كذبوا من الدار‬
‫الَخرة‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬ونقلب أفئدت م وأب صارهم ك ما ل يؤمنوا به أول مرة} الَ ية‪.‬‬
‫{أولئك الذين لم سوء العذاب} أي ف الدنيا والَخرة {وهم ف الَخرة هم الخسرون}‬
‫أي ل يس ي سر أنف سهم وأموال م سواهم من أ هل الح شر‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وإ نك لتل قى‬

‫‪408‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫القرآن مطن لدن حكيطم عليطم} أي {وإنطك} يطا ممطد قال قتادة‪{ :‬لتلقطى} أي لتأخطذ‬
‫{القرآن من لدن حكيم عليم} أي من عند حكيم عليم‪ ,‬أي حكيم ف أمره ونيه‪ ,‬عليم‬
‫بالمور‪ :‬جليلها وحقيها‪ ,‬فخبه هو الصدق الحض‪ ,‬وحكمه هو العدل التام‪ ,‬كما قال‬
‫تعال‪{ :‬وتتططططط كلمطططططة ربطططططك صطططططدقا وعدلً}‪.‬‬

‫شهَابٍ َقبَسٍ ّلعَّلكُمْ‬ ‫خبَرٍ َأ ْو آتِيكُ ْم بِ ِ‬


‫ستُ نَارا سَآتِيكُ ْم ّمْنهَا بِ َ‬ ‫** ِإذْ قَا َل مُو َسىَ لهْلِهِ ِإنّيَ آنَ ْ‬
‫تَ صْطَلِونَ * فَلَمّا جَآءَهَا نُودِ يَ أَن بُورِ كَ مَن فِي النّا ِر َومَ نْ َحوْلَهَا وَ ُسبْحَانَ اللّ هِ رَ بّ‬
‫حكِي مُ * َوأَلْ ِق عَ صَاكَ َفلَمّا رَآهَا َت ْهتَزّ َكَأنّهَا جَآ نّ‬ ‫الْعَالَ ِميَ * يَمُو َسىَ ِإنّ هُ َأنَا اللّ ُه اْلعَزِي ُز الْ َ‬
‫ي الْ ُمرْ سَلُونَ * إَ ّل مَن ظََل َم ثُ مّ‬ ‫وَّلىَ مُ ْدبِرا وَلَ ْم ُي َعقّ بْ يَمُو َسىَ َل تَخَ فْ ِإنّي لَ َيخَا فُ َلدَ ّ‬
‫ج َبيْضَآ َء مِ ْن َغيْرِ‬
‫بَدّلَ حُ سْنا َبعْدَ ُسوَءٍ فَِإنّي َغفُورٌ رّحِي مٌ * َوأَدْخِ ْل يَدَ كَ فِي َجْيبِ كَ َتخْ ُر ْ‬
‫ُسوَءٍ فِي تِ سْ ِع آيَا تٍ إَِلىَ ِف ْر َعوْ نَ وََق ْومِ هِ ِإّنهُ مْ كَانُواْ َقوْما فَا ِسقِيَ * َفلَمّا جَآ َءْتهُ ْم آيَاتُنَا‬
‫سهُمْ ظُلْما َوعُُلوّا فَانْظُرْ‬ ‫ح ٌر ّمبِيٌ * َوجَحَدُوْا بِهَا وَا ْسَتيْ َقَنتْهَآ أَنفُ ُ‬ ‫ُمبْ صِ َرةً قَالُواْ هَ ـذَا سِ ْ‬
‫َكيْ فَ كَا َن عَاِقَبةُ الْ ُمفْ سِدِي َن يقول تعال لرسوله ممد صلى ال عليه وسلم مذكرا له ما‬
‫كان من أ مر مو سى عل يه ال سلم‪ ,‬ك يف ا صطفاه ال وكل مه وناجاه أعطاه من الَيات‬
‫العظيمة الباهرة والدلة القاهرة‪ ,‬وابتعثه إل فرعون وملئه‪ ,‬فجحدوا با وكفروا واستكبوا‬
‫عن اتبا عه والنقياد له‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬إذ قال مو سى لهله} أي اذ كر ح ي سار مو سى‬
‫بأهله فأ ضل الطر يق‪ ,‬وذلك ف ل يل وظلم‪ ,‬فآ نس من جا نب الطور نارا‪ ,‬أي رأى نارا‬
‫تتأ جج وتضطرم‪ ,‬فقال {لهله إ ن آن ست نارا سآتيكم من ها ب ب} أي عن الطر يق {أو‬
‫آتيكم منها بشهاب قبس لعلكم تصطلون} أي تستدفئون به وكان كما قال‪ .‬فإنه رجع‬
‫منها بب عظيم‪ ,‬واقتبس منها نورا عظيما‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬فلما جاءها نودي أن بورك‬
‫من ف النار ومن حولا} أي فلما أتاها ورأى منظرا هائلً عظيما حيث انتهى إليها والنار‬
‫تضطرم فط شجرة خضراء ل تزداد النار إل توقدا‪ ,‬ول تزداد الشجرة إل خضرة ونضرة‪,‬‬
‫ث رفع رأسه‪ ,‬فإذا نورها متصل بعنان السماء‪ .‬قال ابن عباس وغيه‪ :‬ل تكن نارا‪ ,‬وإنا‬
‫كانت نورا يتوهج‪ ,‬وف رواية عن ابن عباس‪ :‬نور رب العالي‪ ,‬فوقف موسى متعجبا ما‬

‫‪409‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رأى {فنودي أن بورك مطن فط النار}‪ .‬قال ابطن عباس‪ :‬تقدس {ومطن حولاط} أي مطن‬
‫اللئكططة‪ ,‬قاله ابططن عباس وعكرمططة وسططعيد بططن جططبي والسططن وقتادة‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا يونس بن حبيب‪ ,‬حدثنا أبو داود هو الطيالسي‪ ,‬حدثنا شعبة‬
‫والسعودي عن عمرو بن مرة‪ ,‬سع أبا عبيدة يدث عن أب موسى رضي ال عنه قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن ال ل ينام ول ينبغي له أن ينام‪ ,‬يفض القسط‬
‫ويرفعطه‪ ,‬يرفطع إليطه عمطل الليطل قبطل النهار‪ ,‬وعمطل النهار قبطل الليطل»‪ ,‬زاد السطعودي‬
‫«وحجابه النور أو النار‪ ,‬لو كشفه لحرقت سبحات وجهه كل شيء أدركه بصره»‪ .‬ث‬
‫قرأ أبو عبيدة {أن بورك من ف النار ومن حولا} وأصل الديث مرج ف صحيح مسلم‬
‫من حد يث عمرو بن مرة به‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬و سبحان ال رب العال ي} الذي يف عل ما‬
‫يشاء‪ ,‬ول يشبهه شيء من ملوقاته‪ ,‬ول ييط به شيء من مصنوعاته‪ ,‬وهو العلي العظيم‬
‫الباين لميع الخلوقات‪ ,‬ول تكتنفه الرض والسموات‪ ,‬بل هو الحد الصمد النه عن‬
‫ماثلة الحدثات‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬يا موسى إنه أنا ال العزيز الكيم} أعلمه أن الذي ياطبه ويناجيه هو‬
‫ربه ال العزيز الذي عز كل شيء وقهره وغلبه‪ ,‬الكيم ف أقواله وأفعاله‪ ,‬ث أمره أن يلقي‬
‫عصاه من يده ليظهر له دليلً واضحا على أنه الفاعل الختار القادر على كل شيء‪ ,‬فلما‬
‫ألقى موسى تلك العصا من يده انقلبت ف الال حية عظيمة هائلة ف غاية الكب وسرعة‬
‫الركة مع ذلك‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬فلما رآها تتز كأنا جان} والان ضرب من اليات‬
‫أسرعه حركة وأكثره اضطرابا‪ .‬وف الديث ني عن قتل جنان البيوت‪ ,‬فلما عاين موسى‬
‫ذلك {ول مدبرا ول يع قب} أي ل يلت فت من شدة فر قه { يا مو سى ل ت ف إ ن ل‬
‫ياف لدي الرسلون} أي ل تف ما ترى‪ ,‬فإن أريد أن أصطفيك رسولً وأجعلك نبيا‬
‫وجيها‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬إل مطن ظلم ثط بدل حسطنا بعطد سطوء فإنط غفور رحيطم} هذا اسطتنثاء‬
‫منقطع وفيه بشارة عظيمة للبشر‪ ,‬وذلك أن من كان على عمل سيء ث أقلع عنه ورجع‬
‫وتاب وأناب‪ ,‬فإن ال يتوب عل يه‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬وإ ن لغفار ل ن تاب وآ من وع مل‬
‫صالا ث اهتدى} وقال تعال‪{ :‬ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه} الَية‪ ,‬والَيات ف هذا‬

‫‪410‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كثية جدا‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وأد خل يدك ف جي بك ترج بيضاء من غ ي سوء} هذه آ ية‬
‫أخرى ودل يل با هر على قدرة ال الفا عل الختار‪ ,‬و صدق من ج عل له معجزة‪ ,‬وذلك أن‬
‫ال تعال أمره أن يدخل يده ف جيب درعه‪ ,‬فإذا أدخلها وأخرجها خرجت بيضاء ساطعة‬
‫كأناطططط قطعططططة قمططططر لاطططط لعان تتلل كالبق الاطططططف‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬فط تسطع آيات} أي هاتان ثنتان مطن تسطع آيات أؤيدك بنط وأجعلهطن‬
‫برهانا لك إل فرعون وقومه {إنم كانوا قوما فاسقي} وهذه هي الَيات التسع الت قال‬
‫ال تعال‪{ :‬ول قد آتي نا مو سى ت سع آيات بينات} ك ما تقدم تقر ير ذلك هنالك‪ .‬وقوله‬
‫تعال‪{ :‬فلماجاءتمط آياتنطا مبصطرة} أي بينطة واضحطة ظاهرة {قالوا هذا سطحر مطبي}‬
‫وأرادوا معارضتطه بسطحرهم‪ ,‬فغلبوا وانقلبوا صطاغرين {وجحدوا باط} فط ظاهطر أمرهطم‬
‫{وا ستيقنتها أنف سهم} أي علموا ف أنف سهم أن ا حق من ع ند ال‪ ,‬ول كن جحدو ها‬
‫وعاندوهطا وكابروهطا {ظلما وعلوا} أي ظلما مطن أنفسطهم سطجية ملعونطة‪ ,‬وعلوا أي‬
‫استكبارا من اتباع الق‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬فانظر كيف كان عاقبة الفسدين} أي انظر‬
‫يا ممد كيف كان عاق بة أمر هم ف إهلك ال إياهم‪ ,‬وإغراق هم عن آخرهم ف صبيحة‬
‫واحدة‪ ,‬وفحوى الطاب يقول‪ :‬احذروا أي ها الكذبون لح مد‪ ,‬الاحدون ل ا جاء به من‬
‫ر به‪ ,‬أن ي صيبكم ما أ صابم بطر يق الول والحرى‪ ,‬فإن ممدا صلى ال عل يه و سلم‬
‫أشرف وأعظم من موسى‪ ,‬وبرهانه أدل وأقوى من برهان موسى با آتاه ال من الدلئل‬
‫القترنة بوجوده ف نفسه وشائله‪ ,‬وما سبقه من البشارات من النبياء به‪ ,‬وأخذ الواثيق له‪,‬‬
‫عليططططه مططططن ربططططه أفضططططل الصططططلة والسططططلم‪.‬‬

‫** وََلقَ ْد آَتيْنَا دَاوُو َد وَ سَُليْمَانَ عِلْما وَقَالَ الْحَمْدُ ِللّ ِه الّذِي َفضَّلنَا عََلىَ َكثِ ٍي مّ ْن ِعبَادِ هِ‬
‫س عُلّمْنَا مَنطِ قَ ال ّطيْ ِر َوأُوتِينَا مِن كُلّ‬ ‫الْ ُم ْؤمِنِيَ * َووَرِ ثَ سَُليْمَانُ دَاوُو َد وَقَا َل يََأيّهَا النّا ُ‬
‫ج ّن وَالِنْس وَال ّطيْرِ‬ ‫سَليْمَانَ ُجنُودُ ُه مِ َن الْ ِ‬
‫شرَ لِ ْ‬
‫َشيْءٍ إِ ّن هَ ـذَا َل ُه َو اْلفَضْ ُل الْ ُمبِيُ * وَحُ ِ‬
‫َفهُ ْم يُو َزعُو نَ * َحّتىَ إِذَآ َأَتوْا عََل َى وَادِي النّمْلِ قَالَ تْ نَ ْمَل ٌة يََأيّهَا النّمْلُ ا ْدخُلُوْا مَ سَا ِكنَكُمْ‬
‫شعُرُو نَ * َفَتبَ سّمَ ضَاحِكا مّن َقوْلِهَا وَقَالَ رَ بّ‬ ‫َل يَحْطِ َمّنكُ مْ سَُليْمَا ُن وَ ُجنُودُ ُه َوهُ مْ لَ يَ ْ‬

‫‪411‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ي َوأَ نْ َأعْمَلَ صَالِحا تَرْضَا هُ‬
‫ت عَلَ ّي َوعََلىَ وَالِدَ ّ‬
‫ك اّلتِ يَ َأنْعَمْ َ‬
‫َأوْ ِزعْنِ يَ أَ نْ َأشْكُ َر ِنعْ َمتَ َ‬
‫ططططّالِحِيَ‬ ‫ط الصط‬ ‫ططط َ‬ ‫ططططَ فِططططي عِبَادِكط‬ ‫َوأَدْ ِخلْنِططططي ِبرَحْ َمتِكط‬
‫يب تعال عما أنعم به على عبديه ونبييه‪ :‬داود وابنه سليمان عليهما السلم‪ ,‬من النعم‬
‫الزيلة والوا هب الليلة‪ ,‬وال صفات الميلة‪ ,‬و ما ج ع ل ما ب ي سعادة الدن يا والَخرة‪,‬‬
‫واللك والتمكي التام ف الدنيا‪ ,‬والنبوة والرسالة ف الدين‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ولقد آتينا‬
‫داود وسليمان علما وقال المد ل الذي فضلنا على كثي من عباده الؤمني} قال ابن أب‬
‫حات‪ :‬ذكر عن إبراهيم بن يي بن تام‪ ,‬أخبن أب عن جدي قال‪ :‬كتب عمر بن عبد‬
‫العزيز‪ :‬إن ال ل ينعم على عبده نعمة فيحمد ال عليها إل كان حده أفضل من نعمته‪ ,‬لو‬
‫ك نت ل تعرف ذلك إل ف كتاب ال النل‪ .‬قال ال تعال‪{ :‬ول قد آتي نا داود و سليمان‬
‫علما وقال المد ل الذي فضلنا على كثي من عباده الؤمني} فأي نعمة أفضل ما أوت‬
‫ططططططططلم‪.‬‬ ‫ططططططططا السط‬ ‫ططططططططليمان عليهمط‬ ‫داود وسط‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وورث سليمان داود} أي ف اللك والنبوة‪ ,‬ول يس الراد ورا ثة الال‪ ,‬إذ‬
‫لو كان كذلك ل يص سليمان وحده من بي سائر أولد داود‪ ,‬فإنه قد كان لدواد مائة‬
‫امرأة‪ ,‬ولكطن الراد بذلك وراثطة اللك والنبوة‪ ,‬فإن النطبياء ل تورث أموالمط كمطا أخطب‬
‫بذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم ف قوله‪« :‬نن معاشر النبياء ل نورث‪ ,‬ما تركناه‬
‫ف هو صدقة» وقال‪ { :‬يا أي ها الناس علم نا من طق الط ي وأوتي نا من كل ش يء} أي أ خب‬
‫سليمان بن عم ال عل يه في ما وه به له من اللك التام والتمك ي العظ يم‪ ,‬ح ت إ نه سخر له‬
‫النس والن والطي‪ ,‬وكان يعرف لغة الطي واليوان أيضا‪ ,‬وهذا شيء ل يعطه أحد من‬
‫الب شر في ما علمناه م ا أ خب ال به ور سوله‪ ,‬و من ز عم من الهلة والرعاع أن اليوانات‬
‫كانت تنطق كنطق بن آدم قبل سليمان بن داود‪ ,‬كما قد يتفوه به كثي من الناس‪ ,‬فهو‬
‫قول بل علم‪ ,‬ولو كان ال مر كذلك ل ي كن لتخ صيص سليمان بذلك فائدة‪ ,‬إذ كل هم‬
‫ي سمع كلم الطيور والبهائم‪ ,‬ويعرف ما تقول‪ ,‬ول يس ال مر ك ما زعموا ول ك ما قالوا‪,‬‬
‫بل ل تزل البهائم والطيور و سائر الخلوقات من و قت خل قت إل زمان نا هذا على هذا‬
‫الشكل والنوال‪ .‬ولكن ال سبحانه كان قد أفهم سليمان ما يتخاطب به الطيور ف الواء‪,‬‬
‫ومطا تنططق بطه اليوانات على اختلف أصطنافها‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬علمنطا منططق الطيط‬

‫‪412‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وأوتي نا من كل ش يء} أي م ا يتاج إل يه اللك {إن هذا ل و الف ضل ال بي} أي الظا هر‬
‫البيطططططططططططططططط ل علينططططططططططططططططا‪.‬‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا قتيبة‪ ,‬حدثنا يعقوب بن عبد الرحن عن عمرو بن أب عمرو‪,‬‬
‫عن الطلب عن أب هريرة رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬كان‬
‫داود عليه السلم فيه غية شديدة‪ ,‬فكان إذا خرج أغلقت البواب‪ ,‬فلم يدخل على أهله‬
‫أحطد حتط يرجطع طط قال طط فخرج ذات يوم وأغلقطت البواب‪ ,‬فأقبلت امرأة تطلع إل‬
‫الدار‪ ,‬فإذا رجل قائم وسط الدار‪ ,‬فقالت لن ف البيت‪ :‬من أين دخل هذا الرجل والدار‬
‫مغلقة ؟ وال لنفتضحن بداود‪ ,‬فجاء داود عليه السلم فإذا الرجل قائم وسط الدار‪ ,‬فقال‬
‫له داود‪ :‬من أ نت ؟ فقال‪ :‬الذي ل يهاب اللوك ول يت نع من الجاب‪ ,‬فقال داود‪ :‬أ نت‬
‫إذا وال ملك الوت مرحبا بأمر ال‪ ,‬فتزمل داود مكانه حت قبضت نفسه حت فرغ من‬
‫شأ نه وطل عت عل يه الش مس‪ ,‬فقال سليمان عل يه ال سلم للط ي‪ :‬أظلي داود‪ ,‬فظللت عل يه‬
‫الطي حت أظلمت عليه الرض‪ ,‬فقال لا سليمان‪ :‬اقبضي جناحا جناحا» قال أبو هريرة‪:‬‬
‫يا رسول ال كيف فعلت الطي ؟ فقبض رسول ال يده وغلبت عليه يومئذ الضرحية‪ .‬قال‬
‫طططور المراء‪.‬‬ ‫طططن النسط‬ ‫طططة هط‬ ‫طططن الوزي‪ :‬الضرحيط‬ ‫طططو الفرج بط‬ ‫أبط‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وحشر لسليمان جنوده من الن والنس والطي فهم يوزعون} أي وجع‬
‫لسليمان جنوده من الن والنس والطي‪ ,‬يعن ركب فيهم ف أبة وعظمة كبية ف النس‬
‫وكانوا هم الذ ين يلو نه‪ ,‬وال ن و هم بعد هم ف النلة‪ ,‬والط ي ومنلت ها فوق رأ سه‪ ,‬فإن‬
‫كان حر أظلته منه بأجنحتها‪ .‬وقوله‪{ :‬فهم يوزعون} أي يكف أولم على آخرهم لئل‬
‫يتقدم أحد عن منلته الت هي مرتبة له‪ .‬قال ماهد‪ :‬جعل على كل صنف وزعة يردون‬
‫أولهططا على أخراهططا لئل يتقدموا فطط السططي كمططا يفعططل اللوك اليوم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬حت إذا أتوا على وادي النمل} أي حت إذا مر سليمان عليه السلم بن معه‬
‫مطن اليوش والنود على وادي النمطل {قالت نلة يطا أيهطا النمطل ادخلوا مسطاكنكم ل‬
‫يطمنكم سليمان وجنوده وهم ل يشعرون} أورد ابن عساكر من طريق إسحاق بن بشر‬
‫عن سعيد عن قتادة عن ال سن أن ا سم هذه النملة حرس‪ ,‬وأن ا من قبيلة يقال ل م ب نو‬
‫الشي صان‪ ,‬وأن ا كا نت عرجاء‪ ,‬وكا نت بقدر الذئب‪ ,‬أي خا فت على الن مل أن تطم ها‬

‫‪413‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫اليول بوافر ها‪ ,‬فأمرت م بالدخول إل م ساكنهم‪ ,‬فف هم ذلك سليمان عل يه ال سلم من ها‬
‫{فتبسم ضاحكا من قولا وقال رب أوزعن أن أشكر نعمتك الت أنعمت عل يّ وعلي‬
‫والد يّ وأن أع مل صالا ترضاه} أي ألم ن أن أش كر نعم تك ال ت من نت ب ا عل يّ من‬
‫تعليمطي منططق الطيط واليوان‪ .‬وعلى والدي بالسطلم لك‪ ,‬واليان بطك {وأن أعمطل‬
‫صالا ترضاه} أي عملً ت به وترضاه {وأدخل ن برح تك ف عبادك ال صالي} أي إذا‬
‫توفيتن فألقن بالصالي من عبادك‪ ,‬والرفيق العلى من أوليائك‪ ,‬ومن قال من الفسرين‬
‫أن هذا الوادي كان بأرض الشام أو بغيه‪ ,‬وأن هذه النملة كانت ذات جناحي كالذباب‬
‫أو غيطططط ذلك مططططن القاويططططل‪ ,‬فل حاصططططل لاطططط‪.‬‬
‫و عن نوف البكال أنه قال‪ :‬كان ن ل سليمان أمثال الذئاب‪ ,‬هكذا رأيته مضبوطا بالياء‬
‫الثناة من تت‪ ,‬وإنا هو بالباء الوحدة وذلك ت صحيف‪ ,‬وال أعلم‪ .‬والغرض أن سليمان‬
‫عليه السلم فهم قولا وتبسم ضاحكا من ذلك‪ ,‬وهذا أمرعظيم جدا‪ .‬وقد قال ابن أب‬
‫حا ت‪ :‬حدث نا أ ب‪ ,‬حدث نا م مد بن بشار‪ ,‬حدث نا يز يد بن هارون‪ ,‬أنبأ نا م سعر عن ز يد‬
‫العمي عن أب الصديق الناجي قال‪:‬خرج سليمان بن داود عليهما السلم يستسقي‪ ,‬فإذا‬
‫هو بنملة م ستلقية على ظهرها رافعة قوائم ها إل ال سماء و هي تقول‪ :‬الل هم إ نا خلق من‬
‫خل قك‪ ,‬ول غ ن ب نا عن سقياك وإل ت سقنا تلك نا‪ .‬فقال سليمان‪ :‬ارجعوا ف قد سقيتم‬
‫بدعوة غيكم‪ .‬وقد ثبت ف الصحيح عند م سلم من طريق عبد الرزاق‪ ,‬عن مع مر عن‬
‫هام عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬قرصت نبيا من النبياء نلة‪ ,‬فأمر‬
‫بقرية النمل فأحرقت‪ ,‬فأوحى ال إليه‪ ,‬أف أن قرصتك نلة أهلكت أمة من المم تسبح ؟‬
‫فهل نلة واحدة ؟»‪.‬‬

‫** َوَت َفقّدَ ال ّطيْرَ َفقَا َل مَالِ يَ لَ أَرَى اْلهُ ْدهُدَ أَ مْ كَا نَ مِ َن اْلغَآئِبِيَ * ُلعَ ّذبَنّ ُه عَذَابا شَدِيدا‬
‫حنّهططططططُ َأوْ َليَ ْأِتيَنّططططططي بِسططططططُلْطَا ٍن ّمبِيٍطططططط‬ ‫َأوْ ل ْذبَ َ‬
‫قال ما هد و سعيد بن جبي وغيه ا عن ا بن عباس وغيه‪ :‬كان الد هد مهند سا يدل‬
‫سليمان عل يه ال سلم على الاء إذا كان بأرض فلة طل به‪ ,‬فن ظر له الاء ف توم الرض‪,‬‬
‫ك ما يرى الن سان الشىء الظا هر على و جه الرض‪ ,‬ويعرف كم م ساحة بعده من و جه‬

‫‪414‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الرض‪ ,‬فإذا دلمط عليطه‪ ,‬أمطر سطليمان عليطه السطلم الان فحفروا له ذلك الكان حتط‬
‫يستنبط الاء من قراره‪ ,‬فنل سليمان عليه السلم يوما بفلة من الرض فتفقد الطي ليى‬
‫الدهد فلم يره {فقال ما ل ل أرى الدهد أم كان من الغائبي} حدث يوما عبد ال بن‬
‫عباس بنحطو هذا‪ ,‬وفط القوم رجطل مطن الوارج يقال له نافطع بطن الزرق وكان كثيط‬
‫العتراض على ابن عباس‪ ,‬فقال له‪ :‬قف يا ابن عباس غلبت اليوم‪ ,‬قال‪ :‬ول ؟ قال‪ :‬إنك‬
‫ت ب عن الد هد أ نه يرى الاء ف توم الرض‪ ,‬وإن ال صب لي ضع له ال بة ف ال فخ وي ثو‬
‫على ال فخ ترابا‪ ,‬فيجىء الد هد ليأخذ ها في قع ف ال فخ في صيده ال صب‪ ,‬فقال ا بن عباس‪,‬‬
‫لول أن يذهب هذا فيقول رددت على ابن عباس لا أجبته‪ ,‬ث قال له‪ :‬ويك إنه إذا نزل‬
‫القدر عمي البصر وذهب الذر‪ ,‬فقال له نافع‪ :‬وال ل أجادلك ف شيء من القرآن أبدا‪.‬‬
‫و قد ذ كر الا فظ ا بن ع ساكر ف ترج ة أ ب ع بد ال البزي من أ هل برزة ف غو طة‬
‫دم شق‪ ,‬وكان من ال صالي ي صوم الثن ي والم يس‪ ,‬وكان أعور قد بلغ الثمان ي فروى‬
‫ابن عساكر بسنده إل أب سليمان بن زيد أنه سأله عن سبب عوره‪ ,‬فامتنع عليه‪ ,‬فأل‬
‫عليه شهورا‪ ,‬فأخبه أن رجلي من أهل خراسان نزل عنده جعة ف قرية برزة‪ ,‬وسأله‬
‫عن واد ب ا فأريته ما إياه‪ ,‬فأخر جا ما مر وأوقدا في ها بورا كثيا ح ت عج عج الوادي‬
‫بالدخان‪ ,‬فأخذا يعزمان واليات تق بل من كل مكان إليه ما‪ ,‬فل يلتفتان إل ش يء من ها‪,‬‬
‫حتط أقبلت حيطة نوط الذراع وعيناهطا تتوقدان مثطل الدينار‪ ,‬فاسطتبشرا باط عظيما‪ ,‬وقال‬
‫المد ل الذي ل ييب سفرنا من سنة‪ ,‬وكسرا الجامر‪ ,‬وأخذا الية‪ ,‬فأدخل ف عينها‬
‫ميل فاكتحل به‪ ,‬ف سألتهما أن يكحل ن فأب يا‪ ,‬فأل حت عليه ما وقلت‪ :‬ل بد من ذلك‬
‫وتوعدت ما بالدولة‪ ,‬فكحل عي ن الواحدة اليم ن‪ ,‬فح ي و قع ف عي ن نظرت إل الرض‬
‫تت مثل الرآة أنظر ما تتها كما ترى الرآة‪ ,‬ث قال ل‪ :‬سر معنا قليلً‪ ,‬فسرت معهما‬
‫وه ا يدثا ن ح ت إذا بعدت عن القر ية أخذا ن فكتفا ن‪ ,‬وأد خل أحده ا يده ف عي ن‬
‫ففقأها ورمى با ومضيا‪ ,‬فلم أزل كذلك ملقى مكتوفا حت مر ب نفر ففك وثاقي‪ ,‬فهذا‬
‫مطططططططا كان مطططططططن خطططططططب عينططططططط‪.‬‬
‫وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا علي بن ال سي‪ ,‬حدث نا هشام بن عمار‪ ,‬حدث نا صدقة بن‬
‫عمرو الغسان‪ ,‬حدثنا عباد بن ميسرة النقري عن السن قال‪ :‬اسم هدهد سليمان عليه‬

‫‪415‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫السلم عنب‪ ,‬وقال ممد بن إسحاق‪ :‬كان سليمان عليه السلم إذا غدا إل ملسه الذي‬
‫كان يلس فيه تفقد الطي‪ ,‬وكان فيما يزعمون يأتيه نوب من كل صنف من الطي كل‬
‫يوم طائر‪ ,‬فنظر فرأى من أصناف الطي كلها من حضره إل الدهد {فقال ما ل ل أرى‬
‫الدهطد أم كان مطن الغائبيط} أخطأه بصطري مطن الطيط‪ ,‬أم غاب فلم يضطر‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬لعذبنه عذابا شديدا} قال العمش عن النهال بن عمرو عن سعيد عن ابن‬
‫عباس‪ :‬يع ن ن تف ري شه‪ ,‬وقال ع بد ال بن شداد‪ :‬ن تف ري شه وتشمي سه‪ ,‬وكذا قال غ ي‬
‫واحد من السلف أنه نتف ريشه وتركه ملقى يأكله الذر والنمل‪ .‬وقوله‪{ :‬أو لذبنه}‬
‫يعن قتله {أو ليأتين بسلطان مبي} بعذر بيّن واضح‪ ,‬وقال سفيان بن عيينة وعبد ال بن‬
‫شداد‪ :‬ل ا قدم الد هد قالت له الط ي‪ :‬ما خل فك ؟ ف قد نذر سليمان د مك‪ ,‬فقال‪ :‬هل‬
‫ا ستثن ؟ قالوا‪ :‬ن عم‪ .‬قال‪{ :‬لعذب نه عذابا شديدا أو لذب نه أو ليأتي ن ب سلطان مبي}‬
‫قال‪ :‬نوت إذا‪ ,‬قال ماهطططد‪ :‬إناططط دفطططع ال عنطططه بطططبه بأمطططه‪.‬‬

‫ك مِن َسبٍَإ ِبنَبٍَإ َيقِيٍ * إِنّي‬ ‫ط بِ ِه وَ ِجْئتُ َ‬ ‫** َف َمكَ ثَ َغيْ َر َبعِيدٍ َفقَالَ أَحَط تُ بِمَا لَ ْم تُحِ ْ‬
‫ِيمط * وَجَدتّهَا وََق ْومَهَا‬ ‫ْشط عَظ ٌ‬ ‫َتط مِن كُ ّل َشيْ ٍء وَلَهَا عَر ٌ‬ ‫ُمط َوأُوِتي ْ‬ ‫َدتط امْ َرَأةً تَمِْل ُكه ْ‬
‫وَج ّ‬
‫سبِيلِ َفهُ مْ لَ‬
‫س مِن دُو نِ اللّ ِه وَ َزيّ نَ َلهُ مُ الشّيْطَا نُ أَعْمَاَلهُ مْ فَ صَ ّدهُمْ عَ نِ ال ّ‬
‫يَ سْجُدُونَ لِلشّمْ ِ‬
‫خفُونَ‬‫خبْءَ فِي السّمَاوَاتِ وَالرْضِ َوَيعْلَمُ مَا ُت ْ‬ ‫ج الْ َ‬‫خرِ ُ‬‫َيهْتَدُونَ * أَ ّل يَسْجُدُواْ للّ ِه الّذِي يُ ْ‬
‫ط الْعَظِيم ططِ‬ ‫ط اْلعَرْش ط ِ‬ ‫ططهَ إِلّ ُهوَ رَب ط ّ‬ ‫وَمَططا ُتعِْلنُون ططَ * اللّه ططُ لَ إِلَـط‬
‫يقول تعال‪{ :‬فمكطث} الدهطد {غيط بعيطد} أي غاب زمانا يسطيا‪ ,‬ثط جاء فقال‬
‫ل سليمان‪{ :‬أح طت ب ا ل ت ط به} أي اطل عت على ما ل تطلع عل يه أ نت ول جنودك‬
‫{وجئتك من سبأ بنبأ يقي} أي بب صدق حق يقي‪ ,‬وسبأ هم حي وهم ملوك اليمن‪,‬‬
‫ث قال‪{ :‬إ ن وجدت امرأة تلك هم} قال ال سن الب صري‪ :‬و هي بلق يس ب نت شراح يل‬
‫ملكة سبأ‪ ,‬وقال قتادة‪ :‬كانت أمها جنية‪ ,‬وكان مؤخر قدميها مثل حافر الدابة من بيت‬
‫ملكة‪ ,‬وقال زهي بن ممد‪ :‬هي بلقيس بنت شراحيل بن مالك بن الريان‪ ,‬وأمها فارعة‬
‫النيططة‪ ,‬وقال ابططن جريططج‪ :‬بلقيططس بنططت ذي شرخ وأمهططا بلتعططة‪.‬‬

‫‪416‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا علي بن السي‪ ,‬حدثنا مسدد‪ ,‬حدثنا سفيان بن عيينة عن‬
‫عطاء بن السائب عن ماهد عن ابن عباس قال‪ :‬كان مع صاحبة سليمان ألف قيل‪ ,‬تت‬
‫كل قيل مائة ألف مقاتل‪ ,‬وقال العمش‪ :‬عن ماهد كان تت يدي ملكة سبأ اثنا عشر‬
‫ألف قيل تت كل قيل مائة ألف مقاتل وقال عبد الرزاق‪ :‬أنبأنا معمر عن قتادة ف قوله‬
‫تعال‪{ :‬إ ن وجدت امرأة تلك هم} كا نت من ب يت مل كة‪ ,‬وكان أولو مشورت ا ثلثمائة‬
‫واثن عشر رجلً‪ ,‬كل رجل منهم على عشرة آلف رجل‪ ,‬وكانت بأرض يقال لا مأرب‬
‫على ثلثة أميال من صنعاء‪ ,‬وهذا القول هو أقرب على أنه كثي على ملكة الي من‪ ,‬وال‬
‫أعلم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وأوتيت من كل شيء} أي من متاع الدنيا ما يتاج إليه اللك التمكن {ولا‬
‫عرش عظيطم} يعنط سطرير تلس عليطه عظيطم هائل مزخرف بالذهطب وأنواع الواهطر‬
‫واللَلء‪ .‬قال زهي بن ممد‪ :‬كان من ذهب وصفحاته مرمولة بالياقوت والزبرجد طوله‬
‫ثانون ذراعا‪ ,‬وعر ضه أربعون ذراعا‪ ,‬وقال م مد بن إ سحاق‪ :‬كان من ذ هب مف صص‬
‫بالياقوت والزبرجد واللؤلؤ‪ ,‬وكان إنا يدمها النساء‪ ,‬ولا ستمائة امرأة تلي الدمة‪ ,‬قال‬
‫علماء التاريخ‪ :‬وكان هذا السرير ف قصر عظيم مشيد رفيع البناء مكم‪ ,‬وكان فيه ثلثمائة‬
‫وستون طاقة من مشرقه ومثلها من مغربه‪ ,‬قد وضع بناؤه على أن تدخل الشمس كل يوم‬
‫من طاقة ‪,‬وتغرب من مقابلتها فيسجدون لا صباحا ومساء‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬وجدتا وقومها‬
‫يسجدون للشمس من دون ال وزين لم الشيطان أعمالم فصدهم عن السبيل} أي عن‬
‫طططططططط {فهططططططططم ل يهتدون}‪.‬‬ ‫ططططططططق القط‬ ‫طريط‬
‫وقوله‪{ :‬أل يسجدوا ل} معناه {وزين لم الشيطان أعمالم فصدهم عن السبيل فهم‬
‫ل يهتدون أل يسجدوا ل} أي ل يعرفون سبيل الق الت هي إخلص السجود ل وحده‬
‫دون ما خلق من الكواكب وغيها‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬ومن آياته الليل والنهار والشمس‬
‫والقمر ل تسجدوا للشمس ول للقمر واسجدوا ل الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون}‬
‫وقرأ بعض القراء {أل يا اسجدوا ل} جعلها أل الستفتاحية‪ ,‬ويا للنداء‪ ,‬وحذف النادى‬
‫تقديره عنده أل يططططططططططططا قوم اسططططططططططططجدوا ل‪.‬‬

‫‪417‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله‪{ :‬الذي يرج ال بء ف ال سموات والرض} قال علي بن أ ب طل حة عن ا بن‬
‫عباس‪ :‬يعلم كل خبيئة ف ال سماء والرض‪ ,‬وكذا قال عكر مة وما هد و سعيد بن جبي‬
‫وقتادة وغي واحد‪ ,‬وقال سعيد بن السيب‪ :‬البء الاء‪ ,‬وكذا قال عبد الرحن بن زيد‬
‫بن أسلم‪ :‬خبء السموات والرض ما جعل فيهما من الرزاق‪ ,‬الطر من السماء والنبات‬
‫من الرض‪ .‬وهذا مناسب من كلم الدهد الذي جعل ال فيه من الاصية ما ذكره ابن‬
‫عباس وغيه مطططن أنطططه يرى الاء يري فططط توم الرض وداخلهطططا‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ويعلم ما تفون وما تعلنون} أي يعلم ما يفيه العباد وما يعلنونه من القوال‬
‫والفعال‪ ,‬وهذا كقوله تعال‪{ :‬سطواء منكطم مطن أسطر القول ومطن جهطر بطه ومطن هطو‬
‫مستخف بالليل وسارب بالنهار} وقوله‪{ :‬ال ل إله إل هو رب العرش العظيم} أي هو‬
‫الد عو و هو ال الذي ل إله إل هو رب العرش العظ يم‪ ,‬الذي ل يس ف الخلوقات أع ظم‬
‫م نه‪ .‬ول ا كان الد هد داعيا إل ال ي‪ ,‬وعبادة ال وحده وال سجود له ن ي عن قتله‪ ,‬ك ما‬
‫رواه المام أحد وأبو داود وابن ماجه عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬نى النب صلى‬
‫ال عليطه وسطلم عطن قتطل أربطع مطن الدواب‪ :‬النملة والنحلة والدهطد والصطرد‪ ,‬وإسطناده‬
‫صططططططططططططططططططططططططططططططططططحيح‪.‬‬

‫** قَالَ َسنَن ُظرُ أَصَدَ ْقتَ أَمْ كُنتَ مِ َن اْلكَا ِذبِيَ * ا ْذهَب ّبكِتَابِي هَـذَا َفأَْلقِهْ إَِلْيهِ ْم ثُ ّم َتوَ ّل‬
‫عَْنهُ مْ فَانْ ُظ ْر مَاذَا يَرْ ِجعُو نَ * قَالَ تْ يََأيّهَا الْ َملُ ِإنّ يَ أُْلقِ يَ إِلَ يّ ِكتَا بٌ َكرِيٌ * ِإنّ هُ مِن‬
‫طلِمِيَ‬ ‫ط َوْأتُونِطي مُس ْ‬ ‫ط * أَ ّل َتعْلُوْا عَلَي ّ‬
‫ط الرّ ْحمَـطنِ الرّحِيم ِ‬
‫طمِ اللّه ِ‬
‫ط بِس ْ‬
‫طَليْمَا َن َوِإنّه ُ‬
‫سُ‬
‫يقول تعال م با عن ق يل سليمان للهد هد ح ي أ خبه عن أ هل سبأ وملكت هم {قال‬
‫سطننظر أصطدقت أم كنطت مطن الكاذبيط} أي صطدقت فط إخبارك هذا {أم كنطت مطن‬
‫الكاذب ي} ف مقال تك لتتخلص من الوع يد الذي أوعد تك ؟ {اذ هب بكتا ب هذا فأل قه‬
‫إليهم ث تول عنهم فان ظر ماذا يرجعون} وذلك أن سليمان عليه السلم كتب كتابا إل‬
‫بلقيس وقومها‪ .‬وأعطاه ذلك الدهد فحمله‪ ,‬قيل ف جناحه كما هي عادة الطي‪ ,‬وقيل‬
‫بنقاره‪ ,‬وجاء إل بلدهم فجاء إل ق صر بلقيس إل اللوة الت كانت تتلي فيها بنف سها‬
‫ط مطن كوة هنالك بيط يديهطا‪ ,‬ثط تول ناحيطة أدبا ورياسطة‪ ,‬فتحيت ماط رأت‬ ‫فألقاه إليه ا‬

‫‪418‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وهالاط ذلك‪ ,‬ث عمدت إل الكتاب فأخذ ته ففت حت خت مه وقرأ ته‪ ,‬فإذا ف يه {إ نه من‬
‫سليمان وإنه بسم ال الرحن الرحيم * أل تعلوا علي وأتون مسلمي} فجمعت عند ذلك‬
‫أمراءها ووزراءها وكباء دولتها وملكتها‪ ,‬ث قالت لم {يا أيها الل إن ألقي إلّ كتاب‬
‫كري} تعن بكرمه ما رأته من عجيب أمره كون طائر أتى به فألقاه إليها‪ ,‬ث تول عنها‬
‫أدبا‪ ,‬وهذا أمر ل يقدر عليه أحد من اللوك‪ ,‬ول سبيل لم إل ذلك‪ ,‬ث قرأته عليهم {إنه‬
‫من سليمان وإنه بسم ال الرحن الرحيم * أل تعلوا علي وأتون مسلمي} فعرفوا أنه من‬
‫نب ال سليمان عليه السلم‪ ,‬وأنه ل قبل لم به‪ ,‬وهذا الكتاب ف غاية البلغة والوجازة‬
‫والفصاحة‪ ,‬فإنه حصل العن بأيسر عبارة وأحسنها‪ .‬قال العلماء‪ :‬ل يكتب أحد بسم ال‬
‫الرحن الرحيم قبل سليمان عليه السلم‪ .‬وقد روى ابن أب حات ف ذلك حديثا ف تفسيه‬
‫حيث قال‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا هارون بن الفضل أبو يعلى الياط‪ .‬حدثنا أبو يوسف عن‬
‫سلمة بن صال عن ع بد الكر ي أ ب أم ية عن ا بن بريدة عن أب يه قال‪ :‬ك نت أم شي مع‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪« :‬إن أعلم آية ل تنل على نب قبلي بعد سليمان بن‬
‫داود» قلت‪ :‬يطا نطب ال أي آيطة ؟ قال «سطأعلمكها قبطل أن أخرج مطن السطجد» قال‪:‬‬
‫فانتهى إل الباب فأخرج إحدى قدميه‪ ,‬فقلت نسي ث التفت إل وقال‪« :‬إنه من سليمان‬
‫وإ نه ب سم ال الرح ن الرح يم» هذا حد يث غر يب‪ ,‬وإ سناده ضع يف‪ .‬وقال ميمون بن‬
‫مهران‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يكتب‪ :‬باسك اللهم حت نزلت هذه الَية‪.‬‬
‫فكتب {بسم ال الرحن الرحيم} وقوله‪{ :‬أن ل تعلوا عل يّ} قال قتادة‪ :‬يقول ل تبوا‬
‫علي {وأتو ن م سلمي} وقال عبد الرح ن بن ز يد بن أ سلم‪ :‬ل تتنعوا ول تتكبوا علي‬
‫وأتو ن م سلمي‪ .‬قال ا بن عباس‪ :‬موحد ين‪ ,‬وقال غيه‪ :‬مل صي‪ ,‬وقال سفيان بن عيي نة‪:‬‬
‫طائعيطططططططططططططططططططططططططططططططططط‪.‬‬

‫شهَدُو نِ * قَالُوْا نَحْ ُن‬ ‫** قَالَ تْ َيَأّيهَا الْ َملُ أَفْتُونِي فِ يَ َأمْرِي مَا كُن تُ قَا ِط َعةً َأمْرا َحتّ َى تَ ْ‬
‫ُأوْلُو ُق ّو ٍة َوأُولُو َبأْسٍ شَدِي ٍد وَالمْرُ إَِليْكِ فَان ُظرِي مَاذَا َت ْأمُرِينَ * قَاَلتْ إِ ّن الْمُلُوكَ إِذَا دَ َخلُواْ‬
‫ك َيفْعَلُونَ * َوِإنّي مُرْسَِلةٌ إَِلْيهِ ْم ِبهَ ِدّيةٍ َفنَاظِ َرةٌ‬ ‫قَ ْرَيةً أَفْسَدُوهَا وَ َجعَُل َواْ َأعِ ّزةَ َأهِْلهَآ أَذِّل ًة وَكَذَلِ َ‬
‫ط الْمُرْسططططططططططَلُونَ‬ ‫ط يَ ْرجِعططططططططط ُ‬ ‫بِمططططططططط َ‬

‫‪419‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لا قرأت عليهم كتاب سليمان‪ ,‬استشارتم ف أمرها وما قد نزل با‪ ,‬ولذا قالت {يا‬
‫أيها الل أفتون ف أمري ما كنت قاطعة أمرا حت تشهدون} أي حت تضرون وتشيون‬
‫{قالوا نن أولو قوة وأولو بأس شديد} أي منوا إليها بعددهم وعددهم وقوتم‪ ,‬ث فوضوا‬
‫إليها ب عد ذلك ال مر فقالوا‪{ :‬وال مر إل يك فانظري ماذا تأمر ين} أي ن ن ل يس ل نا عا قة‬
‫ول بنا بأس إن شئت أن تقصديه وتاربيه‪ ,‬فما لنا عاقة عنه‪ .‬وبعد هذا فالمر إليك مري‬
‫فينا رأيك نتثله ونطيعه‪ .‬قال السن البصري رحه ال‪ :‬فوضوا أمرهم إل علجة تضطرب‬
‫ثدياها‪ ,‬فلما قالوا لا ما قالوا‪ ,‬كانت هي أحزم رأيا منهم وأعلم بأمر سليمان‪ ,‬وأنه ل قبل‬
‫لا بنوده وجيوشه وما سخر له من الن والنس والطي‪ .‬وقد شاهدت من قضية الكتاب‬
‫مع الدهد أمرا عجيبا بديعا‪ ,‬فقالت لم‪ :‬إن أخشى أن ناربه ونتنع عليه فيقصدنا بنوده‬
‫ويهلكنا بن معه ويلص إل وإليكم اللك والدمار دون غينا‪ .‬ولذا قالت {إن اللوك إذا‬
‫دخلوا قريطة أفسطدوها} قال ابطن عباس‪ :‬أي إذا دخلوا بلدا عنوة أفسطدوه أي خربوه‬
‫{وجعلوا أعزة أهلها أذلة} أي وقصدوا من فيها من الولة والنود فأهانوهم غاية الوان‬
‫إ ما بالق تل أو بال سر‪ .‬قال ا بن عباس‪ :‬قالت بلق يس {إن اللوك إذا دخلوا قر ية أف سدوها‬
‫وجعلوا أعزة أهلها أذلة} قال الرب عز وجل‪{ :‬وكذلك يفعلون} ث عدلت إل الصالة‬
‫والهادنة والسالة والخادعة والصانعة‪ ,‬فقالت {وإن مرسلة إليهم بدية فناظرة ب يرجع‬
‫الرسلون} أي سأبعث إليه بدية تليق بثله وأنظر ماذا يكون جوابه بعد ذلك‪ ,‬فلعله يقبل‬
‫ذلك منا ويكف عنا‪ ,‬أو يضرب علينا خراجا نمله إليه ف كل عام ونلتزم له بذلك ويترك‬
‫قتالنا وماربتنا‪ .‬قال قتادة رحه ال‪ :‬ما كان أعقلها ف إسلمها وشركها‪ ,‬علمت أن الدية‬
‫تقع موقعا من الناس‪ .‬وقال ابن عباس وغي واحد‪ :‬قالت لقومها إن قبل الدية فهو ملك‬
‫فقاتلوه‪ ,‬وإن ل يقبلهطططططططا فهطططططططو نطططططططب فاتبعوه‪.‬‬

‫** َفلَمّا جَآءَ سَُليْمَانَ قَالَ َأتُمِدّونَ ِن بِمَالٍ َفمَآ آتَانِي اللّ هُ َخيْ ٌر مّمّآ آتَاكُ ْم بَلْ أَنتُ ْم ِبهَ ِديِّتكُ ْم‬
‫جنُودٍ لّ ِقبَلَ َلهُ ْم بِهَا وََلنُخْ ِر َجنّهُم مّنْهَآ أَذِّل ًة َوهُ مْ‬ ‫َتفْرَحُو نَ * ارْجِ عْ إَِلْيهِ مْ فََلَن ْأتَِينّهُم بِ ُ‬
‫صطططططططططططططططططططططططططططططططططَاغِرُونَ‬

‫‪420‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ذكر غي واحد من الفسرين من السلف وغيهم أنا بعثت إليه بدية عظيمة من ذهب‬
‫وجواهر ولَلء وغي ذلك‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬أرسلت بلبنة من ذهب‪ ,‬والصحيح أنا أرسلت‬
‫إليه بآنية من ذهب‪ .‬قال ماهد وسعيد بن جبي وغيها‪ :‬أرسلت جواري ف زي الغلمان‪,‬‬
‫وغلمان فط زي الواري فقالت‪ :‬إن عرف هؤلء مطن هؤلء فهطو نطب‪ ,‬قالوا‪ :‬فأمرهطم‬
‫سليمان فتوضؤا‪ ,‬فجعلت الار ية تفرغ على يد ها من الاء وج عل الغلم يغترف فميز هم‬
‫بذلك‪ ,‬وقيل بل جعلت الارية تغسل باطن يدها قبل ظاهرها والغلم بالعكس‪ ,‬وقيل بل‬
‫جعلت الواري يغ سلن من أكف هن إل مرافق هن‪ ,‬والغلمان من مرافق هم إل كفوف هم ول‬
‫منافاة بي ذلك كله‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وذكر بعضهم أنا أرسلت إليه بقدح ليمله ماء رواء ل‬
‫من السماء ول من الرض‪ ,‬فأجرى اليل حت عرقت ث مله من ذلك‪ ,‬وبرزة وسلك‬
‫ليجعله فيهطا ففعطل ذلك وال أعلم أكان ذلك أم ل‪ ,‬وأكثره مأخوذ مطن السطرائيليات‪,‬‬
‫والظا هر أن سليمان عل يه ال سلم‪ ,‬ل ين ظر إل ما جاءوا به بالكل ية‪ ,‬ول اعت ن به‪ ,‬بل‬
‫أعرض عنطه‪ .‬وقال منكرا عليهطم {أتدونطن بال ؟} أي أتصطانعونن بال لترككطم على‬
‫شرككم وملككم ؟ {فما آتان ال خي ما آتاكم} أي الذي أعطان ال من اللك والال‬
‫والنود خ ي م ا أن تم ف يه { بل أن تم بديت كم تفرحون} أي أن تم الذ ين تنقادون للهدا يا‬
‫والتحططف‪ ,‬وأمططا أنططا فل أقبططل منكططم إل السططلم أو السططيف‪.‬‬
‫قال العمش عن النهال بن عمرو عن سعيد بن جبي عن ابن عباس رضي ال عنه‪ :‬أمر‬
‫سليمان الشياطي فموهوا له ألف قصر من ذهب وفضة‪ ,‬فلما رأت رسلها ذلك‪ ,‬قالوا‪ :‬ما‬
‫ي صنع هذا بديت نا‪ ,‬و ف هذا جواز ت يؤ اللوك وإظهار هم الزي نة للر سل والق صاد {ار جع‬
‫إليهم} أي بديتهم {فلنأتينهم بنود ل قبل لم با} أي ل طاقة لم بقتالم {ولنخرجنهم‬
‫من ها أذلة} أي ولنخرجن هم مطن بلدتمط أذلة {وهطم صاغرون} أي مهانون مدحورون‪.‬‬
‫فلما رجعت إليها رسلها بديتها وبا قال سليمان سعت وأطاعت هي وقومها‪ ,‬وأقبلت‬
‫تسي إليه ف جنودها خاضعة ذليلة‪ ,‬معظمة لسليمان ناوية متابعته ف السلم‪ ,‬ولا تقق‬
‫طره‪.‬‬ ‫طه فرح بذلك وسط‬ ‫طم إليط‬‫طه‪ ,‬ووفودهط‬
‫طم عليط‬‫طلم قدومهط‬ ‫طه السط‬ ‫طليمان عليط‬‫سط‬

‫‪421‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫** قَا َل يََأّيهَا الْ َملُ َأيّكُ ْم يَ ْأتِينِي ِبعَ ْر ِشهَا َقبْلَ أَن يَ ْأتُونِي مُ سْلِ ِميَ * قَالَ عِفْرِي تٌ مّن الْجِ نّ‬
‫ك بِ هِ َقبْلَ أَن َتقُو َم مِن ّمقَامِ كَ َوإِنّي عََليْ هِ َل َقوِ يّ َأمِيٌ * قَا َل الّذِي عِندَ ُه عِلْ ٌم مّ نَ‬ ‫َأنَاْ آتِي َ‬
‫سَتقِرّا عِندَهُ قَا َل هَـذَا مِن َفضْلِ‬ ‫الْ ِكتَا بِ َأنَ ْا آتِيكَ بِ هِ َقبْلَ أَن يَ ْرتَدّ إَِليْكَ طَرْفُكَ فََلمّا رَآ ُه مُ ْ‬
‫َربّي ِلَيبُْلوَنِيَ َأَأشْكُرُ أَ مْ أَكْفُرُ َومَن َشكَرَ فَِإنّمَا يَشْكُرُ ِلَنفْسِهِ َومَن َكفَرَ فَإِنّ َربّي َغنِ يّ كَ ِريٌ‬
‫قال ممد بن إسحاق عن يزيد بن رومان قال‪ :‬فلما رجعت إليها الرسل با قال سليمان‬
‫قالت‪ :‬قد وال عرفت ما هذا بلك‪ ,‬وما لنا به من طاقة وما نصنع بكابرته شيئا‪ ,‬وبعثت‬
‫إل يه‪ :‬إ ن قاد مة عل يك بلوك قو مي لن ظر ما أمرك و ما تدعو نا إل يه من دي نك‪ ,‬ث أمرت‬
‫ب سرير ملك ها الذي كا نت تلس عل يه‪ .‬وكان من ذ هب مف صص بالياقوت والزبر جد‬
‫واللؤلؤ‪ ,‬فج عل ف سبعة أبيات بعض ها ف ب عض‪ ,‬ث أقفلت عل يه البواب ث قالت ل ن‬
‫خلفت على سلطانا‪ :‬احتفظ با قبلك وسرير ملكي‪ ,‬فل يلص إليه أحد من عباد ال‪ ,‬و‬
‫ليرينه أحد حت آتيك ث شخصت إل سليمان ف اثن عشر ألف قيل من ملوك اليمن‬
‫تت يدي كل قيل منهم ألوف كثية فجعل سليمان يبعث الن يأتونه بسيها ومنتهاها‬
‫كل يوم وليلة حت إذا دنت جع من عنده من الن والنس من تت يده فقال‪{ :‬يا أيها‬
‫الل أيكطططم يأتينططط بعرشهطططا قبطططل أن يأتونططط مسطططلمي}‪.‬‬
‫وقال قتادة‪ :‬لا بلغ سليمان أنا جاثية وكان قد ذكر له عرشها فأعجبه‪.‬وكان من ذهب‬
‫وقوائمه لؤلؤ وجوهر‪ .‬وكان مسترا بالديباج والرير‪ ,‬وكانت عليه تسعة مغاليق‪ ,‬فكره‬
‫أن يأخذه بعد إسلمهم‪ .‬وقد علم نب ال أن م مت أسلموا ترم أموالم ودماؤهم‪ ,‬فقال‬
‫{يا أيها الل أيكم يأتين بعرشها قبل أن يأتون مسلمي} وهكذا قال عطاء الراسان‬
‫والسدي وزهي بن ممد {قبل أن يأتون مسلمي} فتحرم علي أموالم بإسلمهم {قال‬
‫عفريت من الن} قال ماهد‪ :‬أي مارد من الن‪ ,‬قال شعيب البائي‪ :‬وكان اسه كوزن‪,‬‬
‫وكذا قال ممد بن إسحاق عن يزيد بن رومان‪ ,‬وكذا قال أيضا وهب بن منبه‪ .‬قال أبو‬
‫صال وكان كأنه جبل {أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك} قال ابن عباس رضي ال‬
‫عنطططططه‪ :‬يعنططططط قبطططططل أن تقوم مطططططن ملسطططططك‪.‬‬
‫وقال ماهططد‪ :‬مقعدك‪ ,‬وقال السططدي وغيه‪ :‬كان يلس للناس للقضاء والكومات‬
‫وللطعام‪ ,‬من أول النهار إل أن تزول الش مس {وإ ن عل يه لقوي أم ي} قال ا بن عباس‪:‬‬

‫‪422‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أي قوي على حله أمي على ما فيه من الوهر‪ ,‬فقال سليمان عليه الصلة والسلم أريد‬
‫أع جل من ذلك‪ ,‬و من هه نا يظ هر أن سليمان أراد بإحضار هذا ال سرير إظهار عظ مة ما‬
‫وهب ال له من اللك‪ ,‬وما سخر له من النود الذي ل يعطه أحد قبله ول يكون لحد‬
‫من)بعده‪ ,‬وليتخذ ذلك حجة على نبوته عند بلقيس وقومها لن هذا خارق عظيم أن يأت‬
‫بعرش ها ك ما هو من بلد ها ق بل أن يقدموا عل يه‪ ,‬هذا و قد حجب ته بالغلق والقفال‬
‫والفظة‪ .‬فلما قال سليمان أريد أعجل من ذلك {قال الذي عنده علم من الكتاب} قال‬
‫ابن عباس وهو آصف كاتب سليمان‪ ,‬وكذا روى ممد بن إسحاق عن يزيد بن رومان‬
‫أنطططه آصطططف بطططن برخياء‪ .‬وكان صطططديقا يعلم السطططم العظطططم‬
‫وقال قتادة‪ :‬كان مؤمنا من ال نس وا سه آ صف‪ ,‬وكذا قال أبو صال والضحاك وقتادة‬
‫أنه كان من النس‪ ,‬زاد قتادة من بن إسرائيل‪ .‬وقال ماهد كان اسه أسطوم‪ .‬وقال قتادة‬
‫ف رواية عنه كان اسه بليخا‪ ,‬وقال زهي بن ممد هو رجل من النس يقال له ذو النور‪.‬‬
‫وزعططم عبططد ال بططن ليعططة أنططه الضططر‪ ,‬وهططو غريططب جدا‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك} أي ارفع بصرك وانظر‪ ,‬مد بصرك ما‬
‫تقدر عليه‪ ,‬فإنك ل يكل بصرك إل وهو حاضر عندك‪ ,‬وقال وهب بن منبه‪ :‬امدد بصرك‬
‫فل يبلغ مداه ح ت آت يك به‪ ,‬فذكروا أ نه أمره أن ين ظر ن و الي من ال ت في ها هذا العرش‬
‫الطلوب ثط قام فتوضطأ ودعطا ال تعال‪ .‬قال ماهطد‪ :‬قال يطا ذا اللل والكرام‪ .‬وقال‬
‫الزهري قال‪ :‬يا إل نا وإله كل ش يء إلا واحدا ل إله إل أ نت ائت ن بعرش ها‪ .‬قال‪ :‬فم ثل‬
‫بي يديه‪ ,‬قال ماهد وسعيد بن جبي وممد بن إسحاق وزهي بن ممد وغيهم‪ :‬لا دعا‬
‫ال تعال وسأله أن يأتيه بعرش بلقيس وكان ف اليمن وسليمان عليه السلم ببيت القدس‬
‫غاب السططرير وغاص فطط الرض ثطط نبططع مططن بيطط يدي سططليمان‪.‬‬
‫وقال عبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ :‬ل يشعر سليمان إل وعرشها يمل بي يديه‪ ,‬قال‬
‫وكان هذا الذي جاء به من عباد البحر فلما عاين سليمان وملؤه ذلك ورآه مستقرا عنده‬
‫{قال هذا من فضل رب} أي هذا من نعم ال عل يّ {ليبلون} أي ليختبن {أأشكر أم‬
‫أكفر ومن شكر فإنا يشكر لنفسه} كقوله‪{ :‬من عمل صالا فلنفسه ومن أساء فعليها}‬
‫ططططهم يهدون}‪.‬‬ ‫ططططالا فلنفسط‬ ‫ططططل صط‬ ‫ططططن عمط‬ ‫وكقوله‪{ :‬ومط‬

‫‪423‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله‪{ :‬ومن كفر فإن رب غن كري} أي هو غن عن العباد وعبادتم كري أي كري‬
‫ف نف سه وإن ل يعبده أ حد فإن عظم ته لي ست مفتقرة إل أ حد‪ ,‬وهذا ك ما قال مو سى‬
‫{إن تكفروا أنتم ومن ف الرض جيعا فإن ال لغن حيد} وف صحيح مسلم «يقول ال‬
‫تعال‪ :‬يطا عبادي لو أن أولكطم وآخركطم وإنسطكم وجنكطم كانوا على أتقطى قلب رجطل‬
‫من كم ما زاد ذلك ف مل كي شيئا‪ .‬يا عبادي لو أن أول كم وآخر كم وإن سكم وجن كم‬
‫كانوا على أف جر قلب ر جل من كم ما ن قص ذلك من مل كي شيئا‪ .‬يا عبادي إن ا هي‬
‫أعمالكم أحصيها لكم ث أوفيكم إياها فمن وجد خيا فليحمد ال‪ ,‬ومن وجد غي ذلك‬
‫فل يلومططططططططططططططن إل نفسططططططططططططططه»‪.‬‬

‫** قَا َل نَكّرُواْ َلهَا عَ ْر َشهَا نَنظُرْ َأَتهْتَدِيَ أَ ْم َتكُو ُن مِ َن الّذِينَ َل َي ْهتَدُونَ * فَلَمّا جَآءَتْ قِي َل‬
‫َأهَكَذَا عَ ْرشُ كِ قَالَ تْ َكَأنّ ُه ُهوَ َوأُوتِينَا اْلعِلْ َم مِن َقبِْلهَا وَ ُكنّا مُ سْلِ ِميَ * وَ صَ ّدهَا مَا كَانَت‬
‫سَبتْهُ‬
‫ت مِن َقوْمٍ كَافِرِي نَ * قِيلَ َلهَا ا ْدخُلِي الصّرْحَ َفلَمّا َرَأتْهُ حَ ِ‬ ‫ّتعْبُ ُد مِن دُونِ اللّهِ ِإّنهَا كَانَ ْ‬
‫ت َنفْ سِي‬‫ح مّمَ ّر ٌد مّن قَوارِيرَ قَالَ تْ رَ بّ ِإنّي ظَلَمْ ُ‬ ‫شفَ تْ عَن سَاَقْيهَا قَالَ ِإنّ هُ صَ ْر ٌ‬ ‫ج ًة وَكَ َ‬‫لُ ّ‬
‫ططط‬ ‫ط اْلعَالَمِيَط‬ ‫َوأَسططططْلَ ْمتُ مَعططططَ سططططَُليْمَانَ ِللّهططططِ رَبططط ّ‬
‫ل ا ج يء سليمان عل يه ال سلم بعرش بلق يس ق بل قدوم ها أ مر به أن يغ ي ب عض صفاته‬
‫ليخ تب معرفت ها وثبات ا ع ند رؤي ته هل تقدم على أ نه عرش ها أو أ نه ل يس بعرش ها فقال‬
‫{نكروا لا عرشها ننظر أتتدي أم تكون من الذين ل يهتدون} قال ابن عباس نزع منه‬
‫فصوصه ومرافقه‪ ,‬وقال ماهد أمر به فغي ما كان فيه أحر جُعل أصفر‪ ,‬وما كان أصفر‬
‫جعل أحر‪ ,‬وما كان أخضر جعل أحر غي كل شيء عن حاله‪ .‬وقال عكرمة زادوا فيه‬
‫ونق صوا وقال قتادة ج عل أ سفله أعله ومقد مه مؤخره وزادوا ف يه ونق صوا {فل ما جاءت‬
‫قيل أهكذا عرشك} أي عرض عليها عرشها وقد غي ونكر وزيد فيه ونقص منه فكان‬
‫فيها ثبات وعقل‪ ,‬ولا لب ودهاء وحزم‪ ,‬فلم تقدم على أنه هو لبعد مسافته عنها ول أنه‬
‫غيه لاط رأت مطن آثاره وصطفاته وإن غيط وبدل ونكطر فقالت {كأنطه هطو} أي يشبهطه‬
‫ططططططط الذكاء والزم‪.‬‬ ‫طططططططة فط‬ ‫طططططططه‪ .‬وهذا غايط‬ ‫ويقاربط‬

‫‪424‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله‪{ :‬وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمي} قال ماهد يقوله سليمان‪ ,‬وقوله تعال‪:‬‬
‫{و صدها ما كانت تع بد من دون ال إن ا كانت من قوم كافرين} هذا من تام كلم‬
‫سليمان عليه السلم ف قول ماهد وسعيد بن جبي رحهما ال أي قال سليمان {وأوتينا‬
‫العلم من قبلها وكنا مسلمي} وهي كانت قد صدها أي منعها من عبادة ال وحده {ما‬
‫كا نت تع بد من دون ال إن ا كا نت من قوم كافر ين} وهذا الذي قاله ما هد و سعيد‪:‬‬
‫حسنٌ وقاله ابن جرير أيضا‪ ,‬ث قال ابن جرير ويتمل أن يكون ف قوله {وصدها} ضمي‬
‫يعود إل سليمان أو إل ال عز و جل تقديره ومنع ها { ما كا نت تع بد من دون ال} أي‬
‫صدها عن عبادة غي ال {إنا كانت من قوم كافرين} (قلت)‪ :‬ويؤيد قول ماهد أنا إنا‬
‫أظهرت السطططلم بعطططد دخولاططط إل الصطططرح كمطططا سطططيأت‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬قيل لا ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لة وكشفت عن ساقيها} وذلك أن‬
‫سليمان عليه السلم أمر الشياطي فبنوا لا قصرا عظيما من قوارير أي من زجاج وأجري‬
‫تتطه الاء فالذي ل يعرف أمره يسطب أنطه ماء ولكطن الزجاج يول بيط الاشطي وبينطه‪.‬‬
‫واختلفوا ف ال سبب الذي د عا سليمان عل يه ال سلم إل اتاذه فق يل‪ :‬إ نه ل ا عزم على‬
‫تزوجها واصطفائها لنفسه‪ ,‬ذكر له جالا وحسنها لكن ف ساقيها هلب عظيم ومؤخر‬
‫أقدام ها كمؤ خر الدا بة‪ .‬ف ساءه ذلك فات ذ هذا ليعلم صحته أم ل ؟ هكذا قول م مد بن‬
‫كعطب القرظطي وغيه‪ .‬فلمطا دخلت وكشفطت عطن سطاقيها رأى أحسطن الناس سطاقا‬
‫وأحسطنهم قدما ولكطن رأى على رجليهطا شعرا لناط ملكطة وليطس لاط زوج فأحطب أن‬
‫يذهطب ذلك عنهطا فقيطل لاط الوسطى فقالت ل أسطتطيع ذلك‪ .‬وكره سطليمان ذلك وقال‬
‫للجطن‪ :‬اصطنعوا شيئا غيط الوسطى يذهطب بذا الشعطر فصطنعوا له النورة‪ .‬وكان أول مطن‬
‫اتذت له النورة‪ ,‬قاله ابن عباس وماهد وعكرمة وممد بن كعب القرظي والسدي وابن‬
‫جريططططططططططططططططج وغيهططططططططططططططططم‪.‬‬
‫وقال ممد بن إسحاق عن يزيد بن رومان ث قال لا‪ :‬ادخلي الصرح لييها ملكا هو‬
‫أعز من ملكها وسلطانا هو أعظم من سلطانا فلما رأته حسبته لة وكشفت عن ساقيها‬
‫ل ت شك أ نه ماء تو ضه فق يل ل ا إ نه صرح مرد من قوار ير‪ ,‬فل ما وق فت على سليمان‬
‫دعاها إل عبادة ال وحده وعاتبها ف عبادة الشمس من دون ال‪ ,‬وقال السن البصري‪:‬‬

‫‪425‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ل ا رأت العل جة ال صرح عر فت وال أن قد رأت ملكا أع ظم من ملك ها‪ ,‬وقال م مد بن‬
‫إسحاق عن بعض أهل العلم عن وهب بن منبه قال‪ :‬أمر سليمان بالصرح وقد عملته له‬
‫الشياطي من زجاج كأنه الاء بياضا ث أرسل الاء تته ث وضع له فيه سريره فجلس عليه‬
‫وعك فت عل يه الط ي وال ن وال نس ث قال ل ا ادخلي ال صرح ليي ها ملكا هو أ عز من‬
‫ملكها وسلطانا هو أعظم من سلطانا {فلما رأته حسبته لة وكشفت عن ساقيها} ل‬
‫تشططك أنططه ماء توضططه‪ ,‬قيططل لاطط {إنططه صططرح مرد مططن قواريططر}‪.‬‬
‫فلما وقفت على سليمان دعاها إل عبادة ال عز وجل وحده وعاتبها ف عبادتا الشمس‬
‫من دون ال فقالت بقول الزنادقة فوقع سليمان ساجدا إعظاما لا قالت وسجد معه الناس‬
‫فسقط ف يديها حي رأت سليمان صنع ما صنع فلما رفع سليمان رأسه قال ويك ماذا‬
‫قلت ؟ قالت أنسيت ما قلت ؟ فقالت {رب إن ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان ل‬
‫رب العالي} فأسلمت وحسن إسلمها‪ .‬وقد روى المام أبو بكر بن أب شيبة ف هذا‬
‫أثرا غريبا عن ابن عباس فقال‪ :‬حدثنا السي بن علي عن زائدة حدثن عطاء بن السائب‬
‫حدث نا ما هد ون ن ف الزد قال حدث نا ا بن عباس قال‪ :‬كان سليمان عل يه ال سلم يلس‬
‫على سريره ث توضع كراسي حوله فيجلس عليها النس ث يلس الن ث الشياطي ث تأت‬
‫الريح فترفعهم ث تظلهم الطي ث يغدون قدر ما يشتهي الراكب أن ينل شهرا ورواحها‬
‫شهرٌ‪ ,‬قال فبينما هو ذات يوم ف مسي له إذ تفقد الطي ففقد الدهد فقال {ما ل ل أرى‬
‫الد هد أم كان من الغائب ي * لعذب نه عذابا شديدا أو لذب نه أو ليأتي ن ب سلطان مبي}‬
‫قال‪ :‬وكان عذابه إياه أن ينتفه ث يلقيه ف الرض فل يتنع من نلة ول من شيء من هوام‬
‫الرض‪.‬‬
‫قال عطاء وذكر سعيد بن جبي عن ابن عباس مثل حديث ماهد {فمكث غي بعيد ط‬
‫فقرأ حت انتهى إل قوله ط سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبي * اذهب بكتاب هذا}‬
‫وكتب بسم ال الرحن الرحيم‪ ,‬إل بلقيس {أن ل تعلوا علي وائتون مسلمي} فلما ألقى‬
‫الدهد الكتاب إليها ألقي ف روعها أنه كتاب كري وأنه من سليمان وأن ل تعلوا علي‬
‫وائتون مسلمي قالوا نن أولوا قوة قالت إن اللوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وإن مرسلة‬
‫إليهم بدية فناظرة ب يرجع الرسلون‪ ,‬فلما جاءت الدية سليمان قال‪ :‬أتدونن بال ارجع‬

‫‪426‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إلي هم فل ما ن ظر إل الغبار أخبنا ا بن عباس قال وكان ب ي سليمان وب ي ملكة سبأ و من‬
‫معهطا حيط نظطر إل الغبار كمطا بيننطا وبيط الية‪ ,‬قال عطاء وماهطد حينئذ فط الزد‪.‬‬
‫قال سليمان أيكم يأتين بعرشها ؟ قال وبي عرشها وبي سليمان حي نظر إل الغبار‬
‫مسية شهرين {قال عفريت من الن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك} قال‪ :‬وكان‬
‫ل سليمان ملس يلس ف يه للناس ك ما يلس المراء ث يقوم‪ .‬فقال‪{ :‬أ نا آت يك به ق بل أن‬
‫تقوم من مقامك} قال سليمان أريد أعجل من ذلك‪ ,‬فقال الذي عنده علم من الكتاب أنا‬
‫أنظر ف كتاب رب ث آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك قال فنظر إليه سليمان فلما قطع‬
‫كلمه رد سليمان بصره فنبع عرشها من تت قدم سليمان من تت كرسي كان سليمان‬
‫يضع عليه رجله ث يصعد إل السرير‪ ,‬قال فلما رأى سليمان عرشها قال {هذا من فضل‬
‫رب} الَية {قال نكروا لا عرشها} فلما جاءت قيل أهكذا عرشك ؟ قالت كأنه هو قال‬
‫ف سألته ح ي جاء ته عن أمر ين قالت ل سليمان أر يد ماء ل يس من أرض ول ساء‪ .‬وكان‬
‫سليمان إذا سئل عن ش يء سأل ال نس ث ال ن ث الشياط ي قال‪ :‬فقالت الشياط ي هذا‬
‫هي أجر اليل ث خذ عرقها ث امل منه الَنية‪ .‬قال فأمر باليل فأجريت ث أخذ عرقها‬
‫فمل منه الَنية‪ ,‬قال وسألت عن لون ال عز وجل‪ ,‬قال فوثب سليمان عن سريره فخر‬
‫ساجدا فقال‪ :‬يا رب لقد سألتن عن أمر إنه ليتعاظم ف قلب أن أذكره لك‪ ,‬فقال‪ :‬ارجع‬
‫فقد كفيتكهم قال فرجع إل سريره قال ما سألت عنه ؟ قالت ما سألتك إل عن الاء فقال‬
‫لنوده ما سألت ع نه ؟ فقالوا ما سألتك إل عن الاء‪ ,‬قال ون سوه كل هم‪ .‬قال وقالت‬
‫الشياطي إن سليمان يريد أن يتخذها لنفسه فإن اتذها لنفسه ث ولد بينهما ولد ل ننفك‬
‫من عبوديته‪ ,‬قال فجعلوا صرحا مردا من قوارير فيه السمك قال فقيل لا ادخلي الصرح‬
‫فلما رأته حسبته لة وكشفت عن ساقيها فإذا هي شعراء‪ .‬فقال سليمان هذا قبيح فما‬
‫يذهبه ؟ قالوا يذهبه الوسى فقال أثر الوسى قبيح قال فجعلت الشياطي النورة‪ .‬قال فهو‬
‫أول من جعلت له النورة‪ ,‬ث قال أبو بكر بن أب شيبة ما أحسنه من حديث (قلت)‪ :‬بل‬
‫هطو منكطر غريطب جدا ولعله مطن أوهام عطاء بطن السطائب على ابطن عباس‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫والقرب ف مثطل هذه السطياقات أناط متلقاة عطن أ هل الكتاب م ا و جد ف صحفهم‬
‫كروايات كعب ووهب سامهما ال تعال فيما نقله إل هذه المة من أخبار بن إسرائيل‬

‫‪427‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫من الوابد والغرائب والعجائب ما كان وما ل يكن وما حرف وبدل ونسخ‪ .‬وقد أغنانا‬
‫ال سبحانه عن ذلك با هو أصح منه وأنفع وأوضح وأبلغ ول المد والنة‪ .‬أصل الصرح‬
‫ف كلم العرب هو الق صر و كل بناء مرت فع‪ ,‬قال ال سبحانه وتعال إخبارا عن فرعون‬
‫لعنه ال أنه قال لوزيره هامان {ابن ل صرحا لعلي أبلغ السباب} الَية‪ .‬والصرح قصر‬
‫فط اليمطن عال البناء‪ ,‬والمرد البنط بناء مكما أملس {مطن قواريطر} أي زجاج‪ ,‬وتريطد‬
‫البناء تلي سه‪ ,‬ومارد‪ :‬ح صن بدومة الندل‪ ,‬والغرض أن سليمان عليه السلم ات ذ ق صرا‬
‫عظيما منيفا من زجاج لذه الل كة ليي ها عظ مة سلطانه وتك نه‪ ,‬فل ما رأت ما آتاه ال‬
‫وجللة ما هو فيه وتبصرت ف أمره انقادت لمر ال تعال وعرفت أنه نب كري‪ ,‬وملك‬
‫عظيم‪ ,‬وأسلمت ل عز وجل وقالت {رب إن ظلمت نفسي} أي با سلف من كفرها‬
‫وشركها وعبادتا وقومها للشمس من دون ال {وأسلمت مع سليمان ل رب العالي}‬
‫أي متاب عة لد ين سليمان ف عباد ته ل وحده ل شر يك له الذي خلق كل ش يء فقدره‬
‫تقديرا‪.‬‬

‫ختَصِمُونَ * قَا َل‬ ‫** وََلقَدْ أَرْسَ ْلنَآ إَِلىَ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحا أَ ِن اعْبُدُواْ اللّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَ ْ‬
‫ستَ ْغفِرُونَ اللّ هَ َلعَّلكُ ْم تُرْ َحمُو نَ * قَالُواْ‬‫سَنةِ َلوْلَ تَ ْ‬ ‫جلُو َن بِال سّّيَئةِ َقبْلَ الْحَ َ‬
‫َيقَوْ مِ ِل َم تَ سَْتعْ ِ‬
‫طْ َقوْم طٌ تُ ْفَتنُون طَ‬
‫ط بَلْ أَنتُمط‬ ‫ط عِندَ اللّهطِ‬ ‫ا ّطيّرْنَطا بِك طَ َوبِمَطن ّمعَك طَ قَا َل طَائِرُكُمطْ‬
‫يب تعال عن ثود وما كان من أمرها مع نبيها صال عليه السلم حي بعثه ال إليهم‬
‫فدعاهم إل عبادة ال وحده ل شريك له {فإذا هم فريقان يتصمون} قال ماهد‪ :‬مؤمن‬
‫وكافر كقوله تعال‪{ :‬قال الل الذين استكبوا من قومه للذين استضعفوا لن آمن منهم‬
‫أتعلمون أن صالا مرسل من ربه} ؟ {قالوا إنا با أرسل به مؤمنون قال الذين استكبوا‬
‫إنطا بالذي آمنتطم بطه كافرون} {قال يطا قوم ل تسطتعجلون بالسطيئة قبطل السطنة} أي ل‬
‫تدعون بضور العذاب ول تطلبون من ال رح ته ولذا قال‪{ :‬لول ت ستغفرون ال لعل كم‬
‫ترحون قالوا اطينا بك وبن معك} أي ما رأينا على وجهك ووجوه من اتبعك خيا‪,‬‬
‫وذلك أنم لشقائهم كان ل يصيب أحدا منهم سوء إل قال هذا من قبل صال وأصحابه‪.‬‬
‫قال ما هد‪ :‬تشاءموا ب م وهذا ك ما قال ال تعال إخبارا عن قوم فرعون‪{ :‬فإذا جاءت م‬

‫‪428‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫السنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيوا بوسى ومن معه} الَية‪ .‬وقال تعال‪{ :‬وإن‬
‫تصبهم حسنة يقولوا‪ :‬هذه من عند ال‪ ,‬وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك * قل كل‬
‫من ع ند ال} أي بقضائه وقدره‪ ,‬وقال تعال م با عن أ هل القر ية إذ جاء ها الر سلون‬
‫{قالوا إ نا تطي نا ب كم لئن ل تنتهوا لنرجنكم وليمسنكم منا عذاب أل يم قالوا طائر كم‬
‫معكم} الَية‪ ,‬وقال هؤلء {اطينا بك وبن معك قال طائركم عند ال} أي ال يازيكم‬
‫على ذلك {بطل أنتطم قوم تفتنون} قال قتادة‪ :‬تبتلون بالطاعطة والعصطية والظاهطر أن الراد‬
‫بقوله‪{ :‬تفتنون} أي تسطططتدرجون فيمطططا أنتطططم فيطططه مطططن الضلل‪.‬‬

‫ط ُيفْسِدُونَ فِي الرْضِ وَلَ يُصِْلحُونَ * قَالُوْا َتقَاسَمُوْا بِاللّ ِه‬ ‫س َعةُ َرهْ ٍ‬‫** وَكَانَ فِي الْمَدِيَن ِة تِ ْ‬
‫َلنَُبّيتَنّهُ َوأَهْلَ ُه ثُمّ َلَنقُولَنّ ِلوَِليّهِ مَا َشهِ ْدنَا َمهْلِكَ َأهْلِ ِه َوإِنّا لَصَادِقُونَ * َو َمكَرُواْ َمكْرا َو َمكَ ْرنَا‬
‫شعُرُونَ * فَان ُظرْ َكيْفَ كَا َن عَاِقَبةُ َمكْ ِرهِمْ َأنّا َدمّ ْرنَاهُ ْم وََق ْو َمهُمْ أَجْ َمعِيَ *‬ ‫َمكْرا وَهُمْ َل يَ ْ‬
‫ك ُبيُوُتهُ مْ خَا ِوَي ًة بِمَا ظَلَ ُم َواْ إِ نّ فِي ذَلِ كَ َلَيةً ّل َقوْ مٍ َيعْلَمُو نَ * َوأَ َنيْنَا الّذِي نَ آ َمنُواْ‬ ‫َفتِلْ َ‬
‫وَكَانُوْا يَّتقُونطططططططططططططططططططططططططططططططَ‬
‫يبط تعال عطن طغاة ثود ورؤوسطهم الذيطن كانوا دعاة قومهطم إل الضلل والكفطر‬
‫وتكذيب صال‪ ,‬وآل بم الال إل أنم عقروا الناقة وهوا بقتل صال أيضا‪ ,‬بأن يبيتوه ف‬
‫ل فيقلتوه غيلة‪ ,‬ث يقولوا لوليائه من أقربيه‪ :‬إنم ما علموا بشيء من أمره‪ ,‬وإنم‬ ‫أهله لي ً‬
‫لصادقون فيما أخبوهم به من أنم ل يشاهدوا ذلك فقال تعال‪{ :‬وكان ف الدينة} أي‬
‫مدينة ثود {تسعة رهط} أي تسعة نفر {يفسدون ف الرض ول يصلحون} وإنا غلب‬
‫هؤلء على أمر ثود‪ ,‬لنم كانوا كباءهم ورؤساءهم‪ .‬قال العوف عن ابن عباس‪ :‬هؤلء‬
‫هم الذ ين عقروا النا قة‪ ,‬أي الذ ين صدر ذلك عن رأي هم ومشورت م قبح هم ال ولعن هم‪,‬‬
‫و قد ف عل ذلك‪ .‬وقال ال سدي عن أ ب مالك عن ا بن عباس‪ :‬كان أ ساء هؤلء الت سعة‪:‬‬
‫دع مى‪ ,‬ودع يم‪ ,‬وهر ما‪ ,‬وهر ي‪ ,‬وداب‪ ,‬و صواب‪ ,‬ورياب‪ ,‬وم سطع‪ ,‬وقدار بن سالف‬
‫عا قر النا قة‪ ,‬أي الذي با شر ذلك بيده‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬فنادوا صاحبهم فتعا طى فع قر}‬
‫وقال تعال‪{ :‬إذ انبعططططططططططططث أشقاهططططططططططططا}‪.‬‬

‫‪429‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال عبد الرزاق‪ :‬أنبأنا يي بن ربيعة الصنعان‪ ,‬سعت عطاء ط هو ابن أب رباح ط‬
‫يقول {وكان فط الدينطة تسطعة رهطط يفسطدون فط الرض ول يصطلحون} قال‪ :‬كانوا‬
‫يقرضون الدرا هم‪ ,‬يع ن أن م كانوا يأخذون من ها وكأن م كانوا يتعاملون ب ا عددا ك ما‬
‫كان العرب يتعاملون‪ .‬وقال المام مالك عن يي بن سعيد عن سعيد بن السيب أنه قال‪:‬‬
‫قطع الذهب والورق من الفساد ف الرض‪ .‬وف الديث الذي رواه أبو داود وغيه‪ :‬أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم نى عن كسر سكة السلمي الائزة بينهم إل من بأس‪.‬‬
‫والغرض أن هؤلء الكفرة الفسطقة كان مطن صطفاتم الفسطاد فط الرض‪ ,‬بكطل طريطق‬
‫يقدرون عليهطططا‪ ,‬فمنهطططا مطططا ذكره هؤلء الئمطططة وغيططط ذلك‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬قالوا تقاسوا بال لنبيتنه وأهله} أي تالفوا وتابعوا على قتل نب ال صال‬
‫عل يه ال سلم من لق يه ليلً غيلة‪ ,‬فكاد هم ال وج عل الدائرة علي هم‪ ,‬قال ما هد‪ :‬تقا سوا‬
‫وتالفوا على هلكطه‪ ,‬فلم يصطلوا إليطه حتط هلكوا وقومهطم أجعيط‪ ,‬وقال قتادة‪ :‬تواثقوا‬
‫على أن يأخذوه ليلً فيقتلوه‪ ,‬وذكر لنا أنم بينما هم معانيق إل صال ليفتكوا به إذ بعث‬
‫ال عليهم صخرة فأهدتم‪ ,‬قال العوف عن ابن عباس‪ :‬هم الذين عقروا الناقة‪ ,‬قالوا حي‬
‫عقروها‪ :‬لنبيت صالا وأهله فنقتلهم ث نقول لولياء صال‪ :‬ما شهدنا من هذا شيئا‪ ,‬وما‬
‫لنا به من علم فدمرهم ال أجعي‪ .‬وقال ممد بن إسحاق‪ :‬قال هؤلء التسعة بعدما عقروا‬
‫النا قة‪ :‬هلم فلنق تل صالا‪ ,‬فإن كان صادقا عجلناه قبلنا‪ ,‬وإن كان كاذبا كنا قد ألقناه‬
‫بناق ته‪ ,‬فأتوه ليلً ل يبيتوه ف أهله فدمغت هم اللئ كة بالجارة‪ ,‬فل ما أبطأوا على أ صحابم‬
‫أتوا منل صال‪ ,‬فوجدوهم منشدخي قد رضخوا بالجارة‪ ,‬فقالوا لصال‪ :‬أنت قتلتهم‪,‬‬
‫ث هوا به فقا مت عشي ته دو نه‪ ,‬ولب سوا ال سلح وقالوا ل م‪ :‬وال ل تقتلو نه أبدا و قد‬
‫وعدكم أن العذاب نازل بكم ف ثلث‪ ,‬فإن كان صادقا فل تزيدوا ربكم عليكم غضبا‪,‬‬
‫وإن كان كاذبا فأنتططم مططن وراء مططا تريدون‪ ,‬فانصططرفوا عنهططم ليلتهططم تلك‪.‬‬
‫وقال عبد الرحن بن أب حات‪ :‬لا عقروا الناقة قال لم صال {تتعوا ف داركم ثلثة أيام‬
‫ذلك وعد غي مكذوب} قالوا‪ :‬زعم صال أنه يفرغ منا إل ثلثة أيام‪ ,‬فنحن نفرغ منه‬
‫وأهله قبل ثلث‪ ,‬وكان لصال مسجد ف الجر عند شعب هناك يصلي فيه‪ ,‬فخرجوا إل‬
‫ل فقالوا‪ :‬إذا جاء ي صلي قتلناه ث رجع نا إذا فرغ نا م نه إل أهله‬
‫ك هف‪ ,‬أي غار هناك لي ً‬

‫‪430‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ففرغنا منهم‪ ,‬فبعث ال عليهم صخرة من الضب حيالم فخشوا أن تشدخهم فتبادروا‪,‬‬
‫فانطب قت علي هم ال صخرة و هم ف ذلك الغار‪ ,‬فل يدري قوم هم أ ين هم‪ ,‬ول يدرون ما‬
‫ف عل بقوم هم‪ ,‬فعذب ال هؤلء هه نا‪ ,‬وهؤلء هه نا‪ ,‬وأن ى ال صالا و من م عه ث قرأ‬
‫{ومكروا مكرا ومكر نا مكرا و هم ل يشعرون * فان ظر ك يف كان عاق بة مكر هم أ نا‬
‫دمرناهم وقومهم أجعي * فتلك بيوتم خاوية} أي فارغة ليس فيها أحد {با ظلموا إن‬
‫فططط ذلك لَيطططة لقوم يعلمون * وأنينطططا الذيطططن آمنوا وكانوا يتقون}‪.‬‬

‫ش َة َوأَنتُ ْم تُبْصِرُونَ * َأِإنّكُمْ َلَتأْتُونَ ال ّرجَا َل َش ْه َوةً مّن‬ ‫** وَلُوطا ِإذْ قَالَ ِل َق ْومِهِ أََت ْأتُو َن الْفَاحِ َ‬
‫جهَلُو نَ * فَمَا كَا نَ َجوَا بَ َق ْومِ هِ إِلّ أَن قَاُل َواْ أَخْ ِر ُج َواْ آلَ لُو طٍ‬ ‫دُو نِ النّ سَآ ِء بَلْ أَنتُ مْ َقوْ ٌم تَ ْ‬
‫س َيتَ َطهّرُو نَ * َفأَنَْينَا هُ َوَأهْلَ هُ إِلّ امْ َرَأتَ هُ قَدّ ْرنَاهَا مِ َن اْلغَابِرِي نَ *‬ ‫مّن قَ ْرَيِتكُ مْ ِإنّه مْ ُأنَا ٌ‬
‫َوَأمْطَرْنَطططططا عََليْهِطططططم مّطَرا فَسطططططَآ َء مَطَ ُر الْمُنذَرِينطططططَ‬
‫ي ب تعال عن عبده ور سوله لوط عل يه ال سلم أ نه أنذر قو مه نق مة ال ب م ف فعل هم‬
‫الفاح شة ال ت ل ي سبقهم إلي ها أ حد من ب ن آدم‪ ,‬و هي إتيان الذكور دون الناث‪ ,‬وذلك‬
‫فاح شة عظي مة ا ستغن الرجال بالرجال‪ ,‬والن ساء بالن ساء فقال‪{ :‬أتأتون الفاح شة وأن تم‬
‫تبصرون} أي يرى بعضكم بعضا‪ ,‬وتأتون ف ناديكم النكر {أئنكم لتأتون الرجال شهوة‬
‫من دون النساء بل أنتم قوم تهلون} أي ل تعرفون شيئا ل طبعا ول شرعا كما قال ف‬
‫الَية الخرى‪{ :‬أتأتون الذكران من العالي وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل‬
‫أن تم قوم عادون} {ف ما كان جواب قو مه إل أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريت كم إن م‬
‫أناس يتطهرون} أي يتحرجون مطن فعطل مطا تفعلون‪ ,‬ومطن إقراركطم على صطنيعكم‬
‫فأخرجوهم من بي أظهركم فإنم ل يصلحون لجاورتكم ف بلدكم فعزموا على ذلك‪,‬‬
‫فد مر ال علي هم وللكافر ين أمثال ا‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬فأنيناه وأهله إل امرأ ته قدرنا ها من‬
‫الغابرين} أي من الالكي مع قومها‪ ,‬لنا كانت ردءا لم على دينهم وعلى طريقتهم‪ ,‬ف‬
‫رضاها بأفعالم القبيحة‪ ,‬فكانت تدل قومها على ضيفان لوط ليأتوا إليهم‪ ,‬ل أنا كانت‬
‫تفعل الفواحش تكرمة لنب ال صلى ال عليه وسلم ل كرامة لا‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وأمطرنا‬
‫عليهم مطرا} أي حجارة من سجيل منضود‪ ,‬مسومة عند ربك وما هي من الظالي ببعيد‬

‫‪431‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ولذا قال‪{ :‬ف ساء م طر النذر ين} أي الذ ين قا مت علي هم ال جة‪ ,‬وو صل إل يه النذار‬
‫فخالفوا الرسططططول وكذبوه وهوا بإخراجططططه مططططن بينهططططم‪.‬‬

‫** ُق ِل الْحَمْدُ ِللّ ِه وَ َسلَ ٌم عََل َى عِبَادِ ِه الّذِي َن ا صْ َط َفىَ ءَآللّ هُ َخيْرٌ َأمّا يُشْرِكُو نَ * َأمّ نْ خََل َق‬
‫ج ٍة مّا كَا نَ َلكُ مْ‬
‫ال سّمَاوَاتِ وَالرْ ضَ َوأَنزَلَ َلكُ مْ مّ نَ ال سّمَآءِ مَآءً َفأَنبَْتنَا بِ هِ حَدَآئِ قَ ذَا تَ َبهْ َ‬
‫جرَهَططا َأإِلَـطططهٌ مّعطططَ اللّهطططِ بَلْ هُمطططْ َقوْمطططٌ َيعْدِلُونطططَ‬ ‫أَن تُنبِتُواْ شَ َ‬
‫يقول تعال آمرا رسوله صلى ال عليه وسلم أن يقول‪{ :‬المد ل} أي على نعمه على‬
‫عباده من الن عم ال ت ل ت عد ول ت صى وعلى ما ات صف به من ال صفات العلى وال ساء‬
‫السن‪ ,‬وأن ي سلم على عباد ال الذين اصطفاهم واختارهم وهم رسله وأنبياؤه الكرام‪,‬‬
‫عليهم من ال أفضل الصلة والسلم‪ ,‬وهكذا قال عبد الرحن بن زيد بن أسلم وغيه‪ :‬إن‬
‫الراد بعباده الذين اصطفى‪ ,‬هم النبياء‪ ,‬قال‪ :‬وهو كقوله‪{ :‬سبحان ربك رب العزة عما‬
‫يصطفون وسطلم على الرسطلي والمطد ل رب العاليط}‪ .‬وقال الثوري والسطدي‪ :‬هطم‬
‫أ صحاب م مد صلى ال عل يه و سلم ور ضي عن هم أجع ي‪ ,‬وروي نوه عن ا بن عباس‬
‫أيضا‪ ,‬ول منافاة فإنمط إذا كانوا مطن عباد ال الذيطن اصططفى فالنطبياء بطريطق الول‬
‫والحرى‪ .‬والقصد أن ال تعال أمر رسوله ومن اتبعه بعد ذكره لم ما فعل بأوليائه من‬
‫النجاة والنصر والتأييد وما أحل بأعدائه من الزي والنكال والقهر‪ ,‬أن يمدوه على جيع‬
‫أفعاله‪ ,‬وأن يسطططططططططلموا على عباده الصططططططططططفي الخيار‪.‬‬
‫وقد قال أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا ممد بن عمارة بن صبيح‪ ,‬حدثنا طلق بن غنام‪ ,‬حدثنا‬
‫ال كم بن ظه ي عن ال سدي عن أ ب مالك‪ ,‬عن ا بن عباس {و سلم على عباده الذ ين‬
‫ا صطفى} قال‪ :‬هم أ صحاب م مد صلى ال عل يه و سلم ا صطفاهم ال ل نبيه ر ضي ال‬
‫عنهم‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬آل خي أم ما يشركون} استفهام إنكار على الشركي ف عبادتم‬
‫مع ال آلة آخرى‪ .‬ث شرع تعال يبي أنه النفرد باللق والرزق والتدبي دون غيه‪ ,‬فقال‬
‫تعال‪{ :‬أمّن خلق السموات} أي خلق تلك السموات ف ارتفاعها وصفائها‪ .‬وما جعل‬
‫فيهطا مطن الكواكطب النية والنجوم الزاهرة والفلك الدائرة‪ .‬وخلق الرض فط اسطتفالا‬
‫وكثافتهطا ومطا جعطل فيهطا مطن البال والطواد والسطهول والوعار‪ ,‬والفيافط والقفار‪,‬‬

‫‪432‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والزروع والشجار‪ ,‬والثمار والبحار‪ ,‬واليوان على اختلف الصططططناف والشكال‬
‫واللوان وغيططططططططططططططططططططططططططططط ذلك‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وأنزل ل كم من ال سماء ماء} أي جعله رزقا للعباد {فأنبت نا به حدائق}‬
‫أي بساتي {ذات بجة} أي منظر حسن وشكل بي {ما كان لكم أن تنبتوا شجرها}‬
‫أي ل تكونوا تقدرون على إنبات أشجار ها‪ .‬وإن ا يقدر على ذلك الالق الرازق ال ستقل‬
‫بذلك التفرد به دون ما سواه من الصنام والنداد كما يعترف به هؤلء الشركون كما‬
‫قال تعال ف الَية الخرى {ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن ال} {ولئن سألتهم من نزل‬
‫من ال سماء ماء فأحيا به الرض من بعد موت ا ليقولن ال} أي هم معترفون بأنه الفاعل‬
‫لميع ذلك وحده ل شريك له ث هم يعبدون معه غيه ما يعترفون أنه ل يلق ول يرزق‪,‬‬
‫وإنا يستحق أن يفرد بالعبادة‪ ,‬من هو التفرد باللق والرزق ولذا قال تعال‪{ :‬أإله مع ال‬
‫؟} أي أإله مع ال يع بد‪ ,‬و قد تبي ل كم ول كل ذي لب م ا يعترفون به أيضا أ نه الالق‬
‫الرازق‪.‬‬
‫ومن الفسرين من يقول معن قوله‪{ :‬أإله مع ال} فعل هذا وهو يرجع إل معن الول‬
‫لن تقدير الواب أنم يقولون ليس ث أحد فعل هذا معه بل هو التفرد به فيقال فكيف‬
‫تعبدون م عه غيه و هو ال ستقل التفرد باللق والرزق والتدب ي ؟ ك ما قال تعال‪{ :‬أف من‬
‫يلق كمن ل يلق} الَية‪ .‬وقوله تعال ههنا‪{ :‬أمن خلق السموات والرض} {أمن} ف‬
‫هذه الَيات كلها تقديره أمن يفعل هذه الشياء كمن ل يقدر على شيء منها ؟ هذا معن‬
‫ال سياق وإن ل يذ كر الَ خر لن ف قوة الكلم ما ير شد إل ذلك‪ .‬و قد قال ال تعال‪:‬‬
‫{آل خيططططططط أم مطططططططا يشركون}‪.‬‬
‫ثط قال ف الَيطة الخرى‪ { :‬بل هطم قوم يعدلون} أي يعلون ل عدلً ونظيا‪ .‬وهكذا‬
‫قال تعال‪{ :‬أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يذر الَخرة ويرجو رحة ربه} أي‬
‫أمطن هطو هكذا كمطن ليطس كذلك ؟ ولذا قال تعال‪{ :‬قطل هطل يسطتوي الذي يعلمون‬
‫والذ ين ل يعلمون إن ا يتذ كر أولو اللباب} {أف من شرح ال صدره لل سلم ف هو على‬
‫نور من ربه فويل للقاسية قلوبم من ذكر ال أولئك ف ضلل مبي} وقال تعال‪{ :‬أمن‬
‫هطو قائم على كطل نفطس باط كسطبت} أي أمطن هطو شهيطد على أفعال اللق حركاتمط‬

‫‪433‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وسطكناتم يعلم الغيطب جليله وحقيه كمطن هطو ل يعلم ول يسطمع ول يبصطر مطن هذه‬
‫ال صنام ال ت عبدو ها من دون ال ؟ ولذا قال {وجعلوا ل شركاء قل سوهم} وهكذا‬
‫طططططططططططططا‪.‬‬ ‫ططططططططططططط كلهط‬ ‫هذه الَيات الكريةط‬

‫** َأمّن َجعَلَ الرْ ضَ َقرَارا َو َجعَلَ ِخلََلهَآ َأْنهَارا وَ َجعَلَ َلهَا َروَا سِ َي وَ َجعَ َل َبيْ َن اْلبَحْ َريْ ِن‬
‫حَاجِزا َأإِلَـطططط ٌه مّعططططَ الِطططط بَلْ أَ ْكثَ ُرهُمططططْ َل َيعْلَمُونططططَ‬
‫يقول تعال‪{ :‬أمن جعل الرض قرارا} أي قارة ساكنة ثابتة ل تيد ول تتحرك بأهلها‬
‫ول ترجف بم فإنا لو كانت كذلك لا طاب عليها العيش والياة بل جعلها من فضله‬
‫ورح ته مهادا ب ساطا ثاب تة ل تتزلزل ول تتحرك ك ما قال تعال ف الَ ية الَخرى {وال‬
‫الذي جعل لكم الرض قرارا والسماء بناء} {وجعل خللا أنارا} أي جعل فيها النار‬
‫العذبة الطيبة شقها ف خللا وصرفها فيها ما بي أنار كبار وصغار وبي ذلك‪ ,‬وسيها‬
‫شرقا وغربا وجنوبا وشالً ب سب م صال عباده ف أقاليم هم وأقطار هم حث ذرأ هم ف‬
‫أرجاء الرض وسي لم أرزاقهم بسب ما يتاجون إليه {وجعل لا رواسي} أي جبالً‬
‫شام ة تر سي الرض وتثبت ها لئل ت يد ب م {وج عل ب ي البحر ين حاجزا} أي ج عل ب ي‬
‫الياه العذبة والالة حاجزا‪ ,‬أي مانعا ينعها من الختلط لئل يفسد هذا بذا‪ ,‬وهذا بذا‬
‫فإن الكمة اللية تقتضي بقضاء كل منهما على صفته القصودة منه‪ ,‬فإن البحر اللو هو‬
‫هذه النار السارحة الارية بي الناس‪ ,‬والقصود منها أن تكون عذبة زللً يسقى اليوان‬
‫والنبات والثمار منهطا‪ .‬والبحار الالةط هطي الحيططة بالرجاء والقطار مطن كطل جانطب‪,‬‬
‫والقصطود منهطا أن يكون ماؤهطا ملحا أجاجا لئل يفسطد الواء بريهطا كمطا قال تعال‪:‬‬
‫{و هو الذي مرج البحر ين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وج عل بينه ما برزخا‬
‫وحجرا مجورا} ولذا قال تعال‪{ :‬أإله مطع ال ؟} أي فعطل هذا‪ ,‬أو يعبطد على القول‬
‫الول والَخر ؟‪ .‬وكلها متلزم صحيح {بل أكثرهم ل يعلمون} أي ف عبادتم غيه‪.‬‬

‫‪434‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جعَُلكُ مْ حَُلفَآءَ الرْ ضِ َأإِلَـهٌ مّ عَ اللّ هِ‬
‫ف ال سّوَ َء َويَ ْ‬
‫ب الْ ُمضْطَرّ إِذَا َدعَا هُ َوَيكْشِ ُ‬
‫** َأمّن يُجِي ُ‬
‫قَلِيلً مّطططططططططططططططا تَذَكّرُونطططططططططططططططَ‬
‫ين به تعال أ نه هو الد عو ع ند الشدائد‪ ,‬الر جو ع ند النوازل‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬وإذا‬
‫مسكم ال ضر ف الب حر ضل من تدعون إل إياه} وقال تعال‪ { :‬ث إذا مسكم ال ضر فإليه‬
‫تأرون} وهكذا قال ههنطا {أمطن ييطب الضططر إذا دعاه} أي مطن هطو الذي ل يلجطأ‬
‫الض طر إل إل يه‪ ,‬والذي ل يك شف ضر الضرور ين سواه‪ .‬قال المام أح د‪ :‬أنبأ نا عفان‪:‬‬
‫أنبأنا وهيب‪ ,‬أنبأنا خالد الذاء عن أب تيمة الجيمي‪ ,‬عن رجل من بلهجيم قال‪ :‬قلت يا‬
‫ر سول ال إلم تد عو ؟ قال‪« :‬أد عو إل ال وحده الذي إن م سك ضر فدعو ته ك شف‬
‫ع نك‪ ,‬والذي إن أضللت بأرض ق فر فدعو ته رد عل يك‪ ,‬والذي إن أ صابتك سنة فدعو ته‬
‫أنبت لك» قال‪ :‬قلت أوصن‪ ,‬قال‪« :‬ل تسب أحدا ول تزهدن ف العروف‪ ,‬ولو أن تلقى‬
‫أخاك وأنت منبسط إليه وجهك‪ ,‬ولو أن تفرغ من دلوك ف إناء الستقي‪ ,‬واتزر إل نصف‬
‫الساق فإن أبيت فإل الكعبي‪ ,‬وإياك وإسبال الزار فإن إسبال الزار من الخيلة وإن ال‬
‫ل يبطططططططططططططططططططططططططططططط الخيلة»‪.‬‬
‫و قد رواه المام أح د من و جه آ خر‪ ,‬فذ كر ا سم ال صحاب فقال‪ :‬حدث نا عفان‪ ,‬حدث نا‬
‫حاد بن سلمة‪ ,‬حدثنا يونس هو ابن عبيد‪ ,‬حدثنا عبيدة الجيمي‪ ,‬عن أب تيمة الجيمي‬
‫عن جابر بن سليم الجيمي قال‪ :‬أتيت رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو متب بشملة‪,‬‬
‫وقد وقع هدبا على قدميه فقلت‪ :‬أيكم ممد رسول ال ؟ فأومأ بيده إل نفسه‪ ,‬فقلت‪ :‬يا‬
‫رسول ال أنا من أهل البادية وفّ جفاؤهم فأوصن‪ ,‬قال‪« :‬ل تقرن من العروف شيئا‪,‬‬
‫ولو أن تل قى أخاك ووج هك منب سط‪ ,‬ولو أن تفرغ من دلوك ف إناء ال ستقي‪ ,‬وإن امرؤ‬
‫شت مك ب ا يعلم ف يك‪ ,‬فل تشت مه ب ا تعلم ف يه فإ نه يكون لك أجره وعل يه وزره‪ ,‬وإياك‬
‫وإ سبال الزار‪ ,‬فإن إ سبال الزار من الخيلة‪ ,‬وإن ال ل ي ب الخيلة‪ ,‬ول ت سب أحدا»‬
‫قال‪ :‬فما سببت بعده أحدا ول شاة ول بعيا‪ .‬وقد روى أبو داود والنسائي لذا الديث‬
‫طرقا وعندهاطططططططط طرف صططططططططال منططططططططه‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا علي بن هاشم‪ ,‬حدثنا عبدة بن نوح عن عمر بن‬
‫الجاج‪ ,‬عن عبيد ال بن أب صال قال‪ :‬دخل علي طاوس يعودن فقلت له‪ :‬ادع ال ل‬

‫‪435‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يا أبا عبد الرحن‪ ,‬فقال‪ :‬ادع لنفسك فإنه ييب الضطر إذا دعاه‪ ,‬وقال وهب بن منبه‪:‬‬
‫قرأت ف الكتاب الول أن ال تعال يقول‪ :‬بعزت إنه من اعتصم ب فإن كادته السموات‬
‫بن فيهن‪ ,‬والرضون بن فيهن‪ ,‬فإن أجعل له من بي ذلك مرجا ومن ل يعتصم ب فإن‬
‫أخ سف به من ت ت قدم يه الرض فأجعله ف الواء فأكله إل نف سه‪ ,‬وذ كر الا فظ ا بن‬
‫ع ساكر ف ترج ة ر جل ح كى ع نه أ بو ب كر م مد بن داود الدينوري العروف بالد قي‬
‫ال صوف قال هذا الر جل‪ :‬ك نت أكاري على ب غل ل من دم شق إل بلد الزبدا ن فر كب‬
‫معي ذات مرة رجل فمررنا على بعض الطريق على طريق غي مسلوكة فقال ل‪ :‬خذ ف‬
‫هذه فإن ا أقرب‪ ,‬فقلت‪ :‬ل خبة ل في ها‪ ,‬فقال‪ :‬بل هي أقرب‪ ,‬ف سلكناها فانتهي نا إل‬
‫مكان وعطر وواد عميطق وفيطه قتلى كثية فقال ل‪ :‬أمسطك رأس البغطل حتط أنزل‪ ,‬فنل‬
‫وتشمر وجع عليه ثيابه وسل سكينا معه وقصدن‪ ,‬ففررت من بي يديه وتبعن‪ ,‬فناشدته‬
‫ال وقلت‪ :‬خذ الب غل ب ا عل يه‪ ,‬فقال هو ل‪ :‬وإن ا أر يد قتلك‪ ,‬فخوف ته ال والعقو بة فلم‬
‫يقبل‪ ,‬فاستسلمت بي يديه وقلت‪ :‬إن رأيت أن تتركن حت أصلي ركعتي فقال‪ :‬عجل‪,‬‬
‫فقمت أصلي فأرتج علي القرآن فلم يضرن منه حرف واحد‪ ,‬فبقيت واقفا متحيا وهو‬
‫يقول‪ :‬هيطه افرغ‪ ,‬فأجرى ال على لسطان قوله تعال‪{ :‬أمطن ييطب الضططر إذا دعاه‬
‫ويكشف السوء} فإذا أنا بفارس قد أقبل من فم الوادي وبيده حربة فرمى با الرجل فما‬
‫أخطأت فؤاده فخر صريعا‪ ,‬فتعلقت بالفارسوقلت‪ :‬بال من أنت ؟ فقال‪ :‬أنا رسول الذي‬
‫ي يب الض طر إذا دعاه ويك شف ال سوء‪ .‬قال‪ :‬فأخذت الب غل وال مل ورج عت سالا‪.‬‬
‫وذكر ف ترجة فاطمة بنت السن أم أحد العجيلة قالت‪ :‬هزم الكفار يوما السلمي ف‬
‫غزوة فوقف جواد جيد بصاحبه وكان من ذوي اليسار ومن الصلحاء‪ ,‬فقال للجواد‪ :‬ما‬
‫لك ؟ ويلك إنا كنت أعدك لثل هذا اليوم‪ ,‬فقال له الواد‪ :‬وما ل ل أقصر وأنت تكل‬
‫العلوفة إل السواس فيلظلمون ن ول يطعمون ن إل القل يل ؟ فقال‪ :‬لك علي ع هد ال أن ل‬
‫أعلفطك بعطد هذا اليوم إل فط حجري‪ ,‬فجرى الواد عنطد ذلك ونىط صطاحبه وكان ل‬
‫يعلفه بعد ذلك إل ف حجره‪ ,‬واشتهر أمره بي الناس وجعلوا يقصدونه ليسمعوا منه ذلك‬
‫وبلغ ملك الروم أمره‪ ,‬فقال‪ :‬ما تضام بلدة يكون هذا الر جل في ها‪ ,‬واحتال ليح صله ف‬
‫بلده فبعث إليه رجلً من الرتدين عنده‪ ,‬فلما انتهى إليه أظهر له أنه قد حسنت نيته ف‬

‫‪436‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫السطلم وقو مه ح ت اسطتوثق‪ ,‬ث خر جا يوما يشيان على ج نب ال ساحل‪ ,‬و قد وا عد‬
‫شخصا آخر من جهة ملك الروم ليتساعدا على أسره‪ ,‬فلما اكتنفاه ليأخذاه رفع طرفه إل‬
‫السماء وقال‪ :‬اللهم إنه إنا خدعن بك فاكفنيهما با شئت‪ .‬قال‪ :‬فخرج سبعان فأخذاها‬
‫ورجططططططططططع الرجططططططططططل سططططططططططالا‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ويعل كم خلفاء الرض} أي يلف قرنا لقرن قبل هم وخلفا ل سلف ك ما‬
‫قال تعال‪{ :‬إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرية قوم‬
‫آخريطن} وقال تعال‪{ :‬وهطو الذي جعلكطم خلئف الرض ورفطع بعضكطم فوق بعطض‬
‫درجات} وقال تعال‪{ :‬وإذ قال ر بك للملئ كة إ ن جا عل ف الرض خلي فة} أي قوما‬
‫يلف بعضهم بعضا كما قدمنا تقريره‪ ,‬وهكذا هذه الَية {ويعل كم خلفاء الرض} أي‬
‫ل بعد جيل‪ ,‬وقوما بعد قوم‪ ,‬ولو شاء لوجدهم كلهم ف وقت واحد‪,‬‬ ‫أمة بعد أمة‪ ,‬وجي ً‬
‫ول ي عل بعض هم من ذر ية ب عض‪ ,‬بل لو شاء للق هم كل هم أجع ي ك ما خلق آدم من‬
‫تراب‪ ,‬ولو شاء أن يعلهم بعضهم من ذرية بعض‪ ,‬ولكن ل ييت أحدا حت تكون وفاة‬
‫الميع ف وقت واحد‪ ,‬فكانت تضيق عليهم الرض‪ ,‬وتضيق عليهم معايشهم وأكسابم‪,‬‬
‫ويتضرر بعض هم بب عض‪ ,‬ول كن اقت ضت حكم ته وقدر ته أن يلق هم من ن فس واحدة‪ ,‬ث‬
‫يكثرهم غاية الكثرة‪ ,‬ويذرأهم ف الرض‪ ,‬ويعلهم قرونا بعد قرون‪ ,‬وأما بعد أمم‪ ,‬حت‬
‫ينقضي الجل وتفرغ البية‪ ,‬كما قدر ذلك تبارك وتعال‪ ,‬وكما أحصاهم وعدهم عدا‪,‬‬
‫ث يقيم القيامة ويوف كل عامل عمله إذا بلغ الكتاب أجله‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬أمن ييب‬
‫الضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويعلكم خلفاء الرض أإله مع ال} أي يقدر على ذلك‬
‫أو أإله مع ال يع بد ؟ و قد علم أن ال هو التفرد بف عل ذلك وحده ل شر يك له ؟ {قليلً‬
‫ما تذكرون} أي ما أقل تذكرهم فيما يرشدهم إل الق ويهديهم إل الصراط الستقيم‪.‬‬

‫ت الْبَ ّر وَاْلبَحْرِ َومَن يُرْسِلُ ال ّريَاحَ بُشْرًى َبيْ َن يَدَيْ رَ ْح َمتِهِ َأإِلَـ ٌه‬
‫** َأمّن َيهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَا ِ‬
‫ط عَمّطططططا يُشْرِكُونطططططَ‬ ‫ط َتعَالَى اللّهطططط ُ‬ ‫مّعطططططَ اللّهطططط ِ‬
‫يقول تعال‪{ :‬أمن يهديكم ف ظلمات الب والبحر} أي با خلق من الدلئل السماوية‬
‫والرض ية كمطا قال تعال‪{ :‬وعلمات وبالن جم هم يهتدون} وقال تعال‪{ :‬و هو الذي‬

‫‪437‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جعل لكم النجوم لتهتدوا با ف ظلمات الب والبحر} الَية {ومن يرسل الرياح بشرا بي‬
‫يدي رح ته} أي ب ي يدي ال سحاب الذي ف يه م طر يغ يث ال به عباده الجدب ي الزل ي‬
‫القنطيطططططط {أإله مططططططع ال ؟ تعال ال عمططططططا يشركون}‪.‬‬

‫خلْ َق ثُ ّم يُعيدُ هُ َومَن يَرْزُُقكُم مّ َن ال سّمَآ ِء والرْ ضِ َأإِلَـ ٌه مّ عَ اللّ هِ قُ ْل هَاتُواْ‬


‫** َأمّن يَبْ َدُأ الْ َ‬
‫بُ ْرهَانَكُمطططططططططْ إِن كُنتُمطططططططططْ صطططططططططَادِِقيَ‬
‫أي هو الذي بقدرته وسلطانه يبدأ اللق ث يعيده كما قال تعال ف الَية الخرى‪{ :‬إن‬
‫بطش ربك لشديد * إنه هو يبدىء ويعيد} وقال تعال‪{ :‬وهو الذي يبدأ اللق ث يعيده‬
‫و هو أهون عل يه} {و من يرزق كم من ال سماء والرض} أي ب ا ينل من م طر ال سماء‬
‫وينبطت مطن بركات الرض كمطا قال تعال‪{ :‬والسطماء ذات الرجطع * والرض ذات‬
‫الصدع} وقال تعال‪{ :‬يعلم ما يلج ف الرض وما يرج منها وما ينل من السماء وما‬
‫يعرج فيها} فهو تبارك وتعال ينل من السماء ماء مباركا فيسلكه ينابيع ف الرض‪ ,‬ث‬
‫يرج به من ها أنواع الزروع والثمار والزاه ي وغ ي ذلك من ألوان ش ت {كلوا وارعوا‬
‫أنعامكطم إن فط ذلك لَيات لول النهطى} ولذا قال تعال‪{ :‬أإله مطع ال} أي فعطل هذا‬
‫وعلى القول الَ خر ب عد هذا { قل هاتوا برهان كم} على صحة ما تدعو نه من عبادة آل ة‬
‫أخرى {إن كنتم صادقي} ف ذلك وقد علم أنه ل حجة لم ول برهان كما قال تعال‪:‬‬
‫{ومن يدع مع ال إلا آخر ل برهان له به فإنا حسابه عند ربه إنه ل يفلح الكافرون}‪.‬‬

‫شعُرُونَ َأيّا َن ُيبْ َعثُونَ * بَ ِل‬


‫ت والرْضِ اْل َغيْبَ إِلّ اللّهُ َومَا يَ ْ‬ ‫** قُل لّ يَعَْل ُم مَن فِي السّمَاوا ِ‬
‫ط ّمنْهَطا بَ ْل هُطم ّمنْهَطا عَمُونطَ‬ ‫ط فِطي شَك ّ‬ ‫ط فِطي الَخِ َر ِة بَ ْل هُم ْ‬
‫ط عِلْ ُمهُم ْ‬
‫ادّارَك َ‬
‫يقول تعال آمرا ر سوله صلى ال عل يه و سلم أن يقول معلما لم يع اللق أ نه ل يعلم‬
‫أحد من أهل السموات والرض الغيب إل ال‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬إل ال} استثناء منقطع أي‬
‫ل يعلم أحد ذلك إل ال عز و جل فإنه النفرد بذلك وحده ل شريك له كما قال تعال‪:‬‬
‫{وعنده مفاتح الغيب ل يعلمها إل هو} الَية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬إن ال عنده علم الساعة‬

‫‪438‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وينل الغيث} إل آخر السورة‪ ,‬والَيات ف هذا كثية‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وما يشعرون أيان‬
‫يبعثون} أي وما يشعر اللئق الساكنون ف السموات والرض بوقت الساعة ك ما قال‬
‫تعال‪{ :‬ثقلت فط السطموات والرض ل تأتيكطم إل بغتطة} أي ثقطل علمهطا على أهطل‬
‫السطططططططططططططططططططططططططططططموات والرض‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا علي بن العد‪ ,‬حدثنا أبو جعفر الرازي عن داود‬
‫بن أب هند عن الشعب عن مسروق عن عائشة رضي ال عنها‪ ,‬قالت‪ :‬من زعم أنه يعلم‬
‫ط يعن النب صلى ال عليه وسلم ط ما يكون ف غد فقد أعظم على ال الفرية لن ال‬
‫تعال يقول‪{ :‬قل ل يعلم من ف السموات والرض الغيب إل ال} وقال قتادة‪ :‬إنا جعل‬
‫ال هذه النجوم لثلث خ صال‪ :‬جعل ها زي نة لل سماء وجعل ها يهتدى ب ا وجعل ها رجوما‬
‫للشياطي‪ ,‬فمن تعاطى فيها غي ذلك فقد قال برأيه وأخطأ حظه وأضاع نصيبه‪ ,‬وتكلف‬
‫ما ل علم له به‪ .‬وإن أنا سا جهلة بأ مر ال قد أحدثوا من هذه النجوم كهانة‪ ,‬من أعرس‬
‫بنجم كذا وكذا كان كذا وكذا‪ ,‬ومن سافر بنجم كذا وكذا كان كذا وكذا‪ ,‬ومن ولد‬
‫بنجم كذا وكذا كان كذا وكذا‪ ,‬ولعمري ما من نم إل يولد به الحر والسود والقصي‬
‫والطويل والسن والدميم‪ ,‬وما علم هذا النجم وهذه الدابة وهذا الطي بشيء من الغيب‪,‬‬
‫وق ضى ال تعال أ نه ل يعلم من ف ال سموات والرض الغ يب إل ال و ما يشعرون أيان‬
‫يبعثون‪ .‬رواه ابططن أبطط حاتطط بروفططه وهططو كلم جليططل متيطط صططحيح‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬بل ادّارك علمهم ف الَخرة بل هم ف شك منها} أي انتهى علمهم وعجز عن‬
‫معرفطة وقت ها‪ ,‬وقرأ آخرون { بل أدرك علم هم} أي تسطاوى علم هم ف ذلك كمطا ف‬
‫الصحيح لسلم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لبيل وقد سأله عن وقت الساعة‪:‬‬
‫«ما السؤول عنها بأعلم من السائل» أي تساوى ف العجز عن درك ذلك علم السؤول‬
‫والسائل‪ ,‬قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس {بل ادّارك علمهم ف الَخرة} أي غاب‪,‬‬
‫وقال قتادة {بل ادّارك علمهم ف الَخرة} يعن بهلهم بربم‪ ,‬يقول ل ينفذ لم علم ف‬
‫الَخرة‪ ,‬هذا قول‪ ,‬وقال ابن جريج عن عطاء الراسان‪ ,‬عن ابن عباس {بل ادّارك علمهم‬
‫ف الَخرة} ح ي ل ين فع العلم‪ ,‬و به قال عطاء الرا سان وال سدي أن علم هم إن ا يدرك‬
‫ويكمل يوم القيامة حيث ل ينفعهم ذلك‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬أسع بم وأبصر يوم يأتوننا‬

‫‪439‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لكن الظالون اليوم ف ضلل مبي} وقال سفيان عن عمرو بن عبيد عن السن‪ ,‬أنه كان‬
‫يقرأ {بطل أدرك علمهطم} قال‪ :‬اضمحطل علمهطم فط الدنيطا حيط عاينوا الَخرة‪.‬‬
‫وقوله تعال‪ { :‬بل هم ف شك من ها} عائد على ال نس‪ ,‬والراد الكافرون‪ ,‬ك ما قال‬
‫تعال‪{ :‬وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة‪ ,‬بل زعمتم أن لن‬
‫نعل لكم موعدا} أي الكافرون منكم‪ .‬وهكذا قال ههنا‪{ :‬بل هم ف شك منها} أي‬
‫شاكون ف وجودها ووقوعها {بل هم منها عمون} أي ف عماية وجهل كبي ف أمرها‬
‫وشأناطططططططططططططططططططططططططططططططططط‪.‬‬

‫** وَقَالَ الّذِي نَ َكفَ ُر َواْ َأإِذَا ُكنّا تُرَابا وَآبَآؤُنَآ َأإِنّا لَ ُمخْ َرجُو نَ * َلقَ ْد ُوعِ ْدنَا هَـذَا نَحْ ُن‬
‫وَآبَآ ُؤنَا مِن َقبْلُ إِنْ هَـذَآ إِلّ أَسَاطِ ُي الوّلِيَ * قُلْ سِيُواْ فِي الرْضِ فَاْنظُرُواْ َكيْفَ كَانَ‬
‫ضيْقطٍ مِمّطا يَ ْمكُرُونطَ‬ ‫ط وَ َل تَكُطن فِطي َ‬ ‫ج ِرمِيَط * وَ َل تَحْزَنطْ عََلْيهِم ْ‬ ‫عَاِقبَ ُة الْمُ ْ‬
‫يقول تعال م با عن منكري الب عث من الشرك ي أن م ا ستبعدوا إعادة الج ساد ب عد‬
‫صيورتا عظما ورفاتا وترابا‪ ,‬ث قال‪{ :‬لقد وعدنا هذا نن وآباؤنا من قبل} أي ما زلنا‬
‫نسمع بذا نن وآباؤنا ول نرى له حقيقة ول قوعا‪ ,‬وقولم {إن هذا إل أساطي الولي}‬
‫يعنون ما هذا الو عد بإعادة البدان {إل أ ساطي الول ي} أي أخذه قوم ع من قبل هم من‬
‫كتب يتلقاه بعض عن بعض وليس له حقيقة‪ ,‬قال ال تعال ميبا لم عما ظنوه من الكفر‬
‫وعدم العاد‪{ :‬قطل} يطا ممطد لؤلء {سطيوا فط الرض فانظروا كيطف كان عاقبطة‬
‫الجرمي} أي الكذبي بالرسل وبا جاءوهم به من أمر العاد وغيه كيف حلت بم نقمة‬
‫ال وعذا به ونكاله ون ى ال من بين هم ر سله الكرام و من اتبع هم من الؤمن ي‪ ,‬فدل ذلك‬
‫على صدق ما جاءت به الر سل و صحته‪ ,‬ث قال تعال م سليا لنبيه صلى ال عليه و سلم‬
‫{ول تزن عليهم} أي الكذبي با جئت به ول تأسف عليهم وتذهب نفسك عليهم‬
‫حسرات {ول تكن ف ضيق ما يكرون} أي ف كيدك‪ ,‬ورد ما جئت به فإن ال مؤيدك‬
‫وناصططرك ومظهططر دينططك على مططن خالفططه وعانده فطط الشارق والغارب‪.‬‬

‫‪440‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سىَ أَن َيكُو نَ َردِ فَ َلكُم َبعْ ضُ‬ ‫** َوَيقُولُو نَ َمَتىَ هَـذَا الْ َوعْدُ إِن كُنتُ مْ صَادِِقيَ * ُق ْل عَ َ‬
‫شكُرُونَ * َوإِنّ‬ ‫س وَلَـكِنّ أَكْثَ َرهُمْ َل يَ ْ‬ ‫جلُونَ * َوإِنّ َربّكَ لَذُو َفضْ ٍل عَلَى النّا ِ‬‫ستَعْ ِ‬‫الّذِي تَ ْ‬
‫َربّ كَ َلَيعْلَ ُم مَا ُتكِ نّ صُدُو ُرهُ ْم َومَا ُيعِْلنُو نَ * َومَا مِ ْن غَآِئَبةٍ فِي ال سّمَآ ِء وَالرْ ضِ إِلّ فِي‬
‫ِكتَابططططططططططططططططٍ ّمبِيٍطططططططططططططططط‬
‫يقول تعال مبطا عطن الشركيط فط سطؤالم عطن يوم القيامطة واسطتبعادهم وقوع ذلك‬
‫{ويقولون مت هذا الوعد إن كنتم صادقي ؟} قال ال تعال ميبا لم‪{ :‬قل} يا ممد‬
‫{عسى أن يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون} قال ابن عباس‪ :‬أن يكون قرب أو‬
‫أن يقرب لكطم بعطض الذي تسطتعجلون‪ ,‬وهكذا قال ماهطد والضحاك وعطاء الراسطان‬
‫وقتادة وال سدي‪ ,‬وهذا هو الراد بقوله تعال‪{ :‬ويقولون م ت هو ؟ قل ع سى أن يكون‬
‫قريبا} وقال تعال‪{ :‬وي ستعجلونك بالعذاب وإن جه نم لحي طة بالكافر ين} وإن ا دخلت‬
‫اللم ف قوله‪{ :‬ردف لكم} لنه ضمن معن عجل لكم‪ ,‬كما قال ماهد ف رواية عنه‬
‫{عسططططى أن يكون ردف لكططططم} عجططططل لكططططم‪.‬‬
‫ث قال ال تعال‪{ :‬وإن ر بك لذو ف ضل على الناس} أي ف إ سباغه نع مه علي هم مع‬
‫ظلمهم لنفسهم وهم مع ذلك ل يشكرونه على ذلك إل القليل منهم {وإن ربك ليعلم‬
‫ما ت كن صدورهم و ما يعلنون} أي يعلم الضمائر وال سرائر ك ما يعلم الظوا هر‪ { ,‬سواء‬
‫من كم من أ سر القول و من ج هر به} {يعلم ال سر وأخ فى} {أل ح ي ي ستغشون ثياب م‬
‫يعلم ما ي سرون وما يعلنون} ث أ خب تعال بأنه عال غيب السموات والرض وأنه عال‬
‫الغيب والشهادة‪ ,‬وهو ما غاب عن العباد وما شاهدوه‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬وما من غائبة} قال‬
‫ا بن عباس‪ :‬يع ن و ما من ش يء { ف ال سماء والرض إل ف كتاب مبي} وهذه كقوله‪:‬‬
‫{أل تعلم أن ال يعلم ما ف السماء والرض إن ذلك ف كتاب إن ذلك على ال يسي}‪.‬‬

‫خَتِلفُو نَ * َوإِنّ هُ َل ُهدًى‬ ‫ص عََلىَ َبنِ يَ إِ سْرَائِيلَ أَكْثَرَ الّذِي هُ مْ فِي هِ يَ ْ‬


‫** إِ نّ هَـذَا اْلقُرْآ نَ َيقُ ّ‬
‫حكْمِ ِه َو ُهوَ اْلعَزِي ُز اْلعَلِي مُ * َفَتوَكّ ْل عَلَى اللّ هِ‬
‫ك َيقْضِي َبْيَنهُم بِ ُ‬ ‫وَرَحْ َمةٌ ّللْمُؤ ِمنِيَ * إِن َربّ َ‬
‫ِإنّكَ عَلَى الْحَ ّق الْ ُمبِيِ * ِإنّكَ َل تُسْمِ ُع الْ َم ْوَتىَ وَ َل تُسْ ِم ُع الصّمّ ال ّدعَآءَ إِذَا وَّلوْْا مُ ْدبِرِينَ *‬
‫طِمُونَ‬‫وَمَآ أَنتَطِبهَادِي الْعُمْيِط عَن ضَلَلِتهِم ْطإِن تُس ْطمِعُ إِ ّل مَن ُي ْؤمِنُطبِآيَاتِنَا فَهُم مّس ْل‬

‫‪441‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال مبا عن كتابه العزيز وما اشتمل عليه من الدى والبيان والفرقان أنه يقص‬
‫على بن إسرائيل وهم حلة التوراة والنيل {أكثر الذي هم فيه يتلفون} كاختلفهم ف‬
‫عيسى وتباينهم فيه فاليهود افتروا والنصارى غلوا فجاء القرآن بالقول الوسط الق العدل‬
‫أنه عبد من عباد ال وأنبيائه ورسله الكرام‪ ,‬عليه أفضل الصلة والسلم‪ ,‬كما قال تعال‪:‬‬
‫{ذلك عيسى ابن مري قول الق الذي فيه يترون}‪ ,‬وقوله {وإنه لدى ورحة للمؤمني}‬
‫ططط العمليات‪.‬‬ ‫ططط فط‬ ‫ططط لمط‬ ‫طططه ورحةط‬ ‫ططط بط‬ ‫أي هدى لقلوب الؤمنيط‬
‫ث قال تعال‪{ :‬إن ر بك يق ضي بين هم} أي يوم القيا مة {بك مه و هو العز يز} أي ف‬
‫انتقامه {العليم} بأفعال عباده وأقوالم {فتوكل على ال} أي ف جيع أمورك وبلغ رسالة‬
‫ر بك {إ نك على ال ق ال بي} أي أ نت على ال ق ال بي وإن خال فك من خال فك م ن‬
‫كتبت عليه الشقاوة وحقت عليهم كلمة ربك أنم ل يؤمنون ولو جاءتم كل آية‪ ,‬ولذا‬
‫قال تعال‪{ :‬إنطك ل تسطمع الوتطى} أي ل تسطمعهم شيئا ينفعهطم‪ ,‬فكذلك هؤلء على‬
‫قلوبم غشاوة وف آذانم وقر الكفر‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ول تسمع الصم الدعاء إذا ولوا‬
‫مدبر ين * و ما أ نت بادي الع مي عن ضللت هم * إن ت سمع إل من يؤ من بآيات نا ف هم‬
‫م سلمون} أي إن ا ي ستجيب لك من هو سيع ب صي‪ ,‬ال سمع والب صر النا فع ف القلب‬
‫طلم‪.‬‬ ‫طم السط‬ ‫طل عليهط‬ ‫طنة الرسط‬
‫طه على ألسط‬ ‫ط جاء عنط‬
‫طُ ل ولاط‬ ‫طية‪ ,‬الاضعط‬ ‫والبصط‬

‫** َوإِذَا وَقَ َع اْلقَوْ ُل عََلْيهِم أَخْ َر ْجنَا َلهُ مْ دَآّب ًة مّ نَ الرْضِ ُتكَلّ ُمهُمْ أَ ّن النّاسَ كَانُوا بِآيَاِتنَا َل‬
‫يُوقِنُونططططططططططططططططططططططططططططططططططَ‬
‫هذه الدا بة ترج ف آ خر الزمان ع ند ف ساد الناس وترك هم أوا مر ال وتبديل هم الد ين‬
‫الق‪ ,‬يرج ال لم دابة من الرض‪ ,‬قيل‪ :‬من مكة‪ ,‬وقيل‪ :‬من غيها كما سيأت تفصيله‬
‫إن شاء ال تعال فتكلم الناس على ذلك‪ ,‬قال ا بن عباس وال سن وقتادة ويروى عن علي‬
‫رضطي ال عنطه‪ :‬تكلمهطم كلما‪ ,‬أي تاطبهطم ماطبطة‪ ,‬وقال عطاء الراسطان‪ :‬تكلمهطم‬
‫فتقول لم‪ :‬إن الناس كانوا بآياتنا ل يوقنون‪ .‬ويروى هذا عن علي واختاره ابن جرير وف‬
‫هذا القول نظر ل يفى‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقال ابن عباس ف رواية‪ :‬ترحهم‪ ,‬وعنه رواية قال‪:‬‬
‫ططططن ول منافاة‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬ ‫ططططو قول حسط‬ ‫ططططل هذا وهذا‪ ,‬وهط‬ ‫كلّ تفعط‬

‫‪442‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقد ورد ف ذكر الدابة أحاديث وآثار كثية فلنذكر منها ما تيسر وال الستعان‪ .‬قال‬
‫المام أحد‪ :‬حدثنا سفيان عن فرات‪ ,‬عن أب الطفيل‪ ,‬عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال‪:‬‬
‫أشرف علي نا رسول ال صلى ال عليه وسلم من غرفة ونن نتذاكر أ مر الساعة‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫«ل تقوم ال ساعة ح ت تروا ع شر آيات‪ :‬طلوع الش مس من مغرب ا‪ ,‬والدخان والدا بة!‬
‫وخروج يأجوج ومأجوج‪ ,‬وخروج عيسطى ابطن مريط عليطه السطلم‪ ,‬والدجال‪ ,‬وثلثطة‬
‫خسوف‪ :‬خسف بالغرب‪ ,‬وخسف بالشرق‪ ,‬وخسف بزيرة العرب‪ ,‬ونار ترج من قعر‬
‫عدن ت سوق أو ت شر الناس‪ ,‬تبيت مع هم ح يث باتوا وتق يل مع هم ح يث قالوا» وهكذا‬
‫رواه مسلم وأهل السنن من طرق عن فرات القزاز‪ ,‬عن أب الطفيل عامر بن واثلة‪ ,‬عن‬
‫حذيفة موقوفا‪ .‬وقال الترمذي‪ :‬حسن صحيح‪ .‬ورواه مسلم أيضا من حديث عبد العزيز‬
‫بطططن رفيطططع عطططن أبططط الطفيطططل عنطططه مرفوعا‪ ,‬فال أعلم‪.‬‬
‫(طريق أخرى) قال أبو داود الطيالسي عن طلحة بن عمرو وجرير بن حازم‪ ,‬فأما طلحة‬
‫فقال‪ :‬أخبن عبد ال بن عبيد ال بن عمي الليثي‪ :‬أن أبا الطفيل حدثه عن حذيفه بن‬
‫أسيد الغفاري أب سرية‪ ,‬وأما جرير فقال‪ :‬عن عبد ال بن عبيد عن رجل من آل عبد ال‬
‫بن مسعود‪ .‬وحديث طلحة أت وأحسن قال‪ :‬ذكر رسول ال صلى ال عليه وسلم الدابة‬
‫فقال‪« :‬لا ثلث خرجات من الدهر‪ :‬فتخرج خرجة من أقصى البادية‪ ,‬ول يدخل ذكرها‬
‫القر ية ط يع ن م كة ط ث تك من زمنا طويلً‪ ,‬ث ترج خر جة أخرى دون تلك‪ ,‬فيعلو‬
‫ذكرها ف أ هل البادية ويد خل ذكر ها القرية» يع ن م كة‪ ,‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم‪ « :‬ث بين ما الناس ف أع ظم ال ساجد على ال حر مة وأكرم ها ال سجد الرام‪ ,‬ل‬
‫يرع هم إل و هي تد نو ب ي الر كن والقام‪ ,‬تن فض عن رأ سها التراب‪ ,‬فار فض الناس عن ها‬
‫شتط ومعا‪ ,‬وبقيطت عصطابة مطن الؤمنيط وعرفوا أنمط ل يعجزوا ال‪ ,‬فبدأت بمط فجلت‬
‫وجوه هم ح ت جعلت ها كأن ا الكو كب الدري‪ ,‬وولت ف الرض ل يدرك ها طالب‪ ,‬ول‬
‫ين جو من ها هارب‪ ,‬ح ت إن الر جل ليتعوذ من ها بال صلة فتأت يه من خل فه فتقول‪ :‬يا فلن‬
‫الَن تصطلي‪ ,‬فيقبطل عليهطا فتسطمه فط وجهطه‪ ,‬ثط تنطلق ويشترك الناس فط الموال‬
‫ويصطحبون ف المصار‪ ,‬يعرف الؤمن من الكافر‪ ,‬حت إن الؤمن ليقول‪ :‬يا كافر اقضن‬
‫حقي‪ ,‬وحت إن الكافر ليقول‪ :‬يا مؤمن اقضن حقي» ورواه ابن جرير من طريقي عن‬

‫‪443‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حذيفة بن أسيد موقوفا‪ ,‬وال أعلم‪ .‬ورواه من رواية حذيفة بن اليمان مرفوعا‪ ,‬وأن ذلك‬
‫فط زمان عيسطى ابطن مريط‪ ,‬وهطو يطوف بالبيطت ولكطن إسطناده ل يصطح‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال مسلم بن الجاج‪ :‬حدثنا أبو بكر بن أب شيبة‪ ,‬حدثنا ممد بن بشر‬
‫عن أب حيان عن أب زرعة عن عبد ال بن عمرو قال‪ :‬حفظت من رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم حديثا ل أن سه ب عد‪ ,‬سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول‪« :‬إن أول‬
‫الَيات خروجا طلوع الشمطس مطن مغرباط‪ ,‬وخروج الدابطة على الناس ضحطى‪ ,‬وأيتهمطا‬
‫كانطططططت قبطططططل صطططططاحبتها فالخرى على أثرهطططططا قريبا»‪.‬‬
‫(حديث آخر) روى مسلم ف صحيحه من حديث العلء بن عبد الرحن بن يعقوب‬
‫مول الرقة عن أبيه عن أب هريرة رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫«بادروا بالعمال ستا‪ ,‬طلوع الشمس من مغربا‪ ,‬والدخان‪ ,‬والدجال‪ ,‬والدابة‪ ,‬وخاصة‬
‫أحدكم‪ ,‬وأمر العامة» تفرد به‪ ,‬وله من حديث قتادة عن السن عن زياد بن رباح عن أب‬
‫هريرة رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬بادروا بالعمال ستا‪ :‬الدجال‪,‬‬
‫والدخان‪ ,‬ودا بة الرض‪ ,‬وطلوع الش مس من مغرب ا‪ ,‬وأ مر العا مة‪ ,‬وخوي صة أحد كم»‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال ابن ماجه‪ :‬حدثنا حرملة بن يي‪ ,‬حدثنا ابن وهب‪ ,‬أخبن عمرو‬
‫بن الارث وابن ليعة عن يزيد بن أب حبيب عن سنان بن سعد عن أنس بن مالك عن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬بادروا بالعمال ستا‪ :‬طلوع الشمس من مغربا‪,‬‬
‫والدخان‪ ,‬والدابططة‪ ,‬والدجال‪ ,‬وخويصططة أحدكططم‪ ,‬وأمططر العامططة» تفرد بططه‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال أبو داود الطيالسي‪ :‬حدثنا حاد بن سلمة عن علي بن زيد عن أوس‬
‫بن خالد عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ترج‬
‫دا بة الرض ومع ها ع صا مو سى وخا ت سليمان عليه ما ال سلم‪ ,‬فتخ طم أ نف الكا فر‬
‫بالعصطا‪ ,‬وتلي وجطه الؤمطن بالاتط‪ ,‬حتط يتمطع الناس على الوان يعرف الؤمطن مطن‬
‫الكافر» ورواه المام أحد عن بز وعفان ويزيد بن هارون ثلثتهم عن حاد بن سلمة به‪,‬‬
‫وقال‪« :‬فتخططم أنطف الكافطر بالاتط‪ ,‬وتلو وجطه الؤمطن بالعصطا‪ ,‬حتط إن أهطل الوان‬
‫الواحد ليجتمعون فيقول‪ :‬هذا يا مؤمن‪ ,‬ويقول‪ :‬هذا يا كافر» ورواه ا بن ماجه عن أب‬
‫بكطر بطن أبط شيبطة عطن يونطس بطن ممطد الؤدب عطن حاد بطن سطلمة بطه‪.‬‬

‫‪444‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫(حديث آخر) قال ابن ماجه‪ :‬حدثنا أبو غسان ممد بن عمرو‪ ,‬حدثنا أبو نيلة‪ ,‬حدثنا‬
‫خالد بن عبيد حدثنا عبد ال بن بريدة عن أبيه قال‪ :‬ذهب ب رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم إل موضع بالبادية قريب من مكة‪ ,‬فإذا أرض يابسة حولا رمل‪ ,‬فقال رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم‪« :‬ترج الدا بة من هذا الو ضع» فإذا ف تر ف شب‪ ,‬قال ا بن بريدة‪:‬‬
‫فحج جت ب عد ذلك ب سني فأرا نا ع صا له‪ ,‬فإذا هو بع صاي هذه كذا وكذا‪ ,‬وقال ع بد‬
‫الرزاق‪ :‬أخبنا معمر عن قتادة أن ابن عباس قال‪ :‬هي دابة ذات زغب لا أربع قوائم من‬
‫بعططططططططططض أوديططططططططططة تامططططططططططة‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا عبد ال بن رجاء‪ ,‬حدثنا فضيل بن مرزوق عن‬
‫عط ية قال‪ :‬قال ع بد ال‪ :‬ترج الدا بة من صدع من ال صفا‪ ,‬كجري الفرس ثل ثة أيام ل‬
‫يرج ثلثها‪ ,‬وقال ممد بن إسحاق عن أبان بن صال قال‪ :‬سئل عبد ال بن عمرو عن‬
‫الدابة فقال‪ :‬الدابة ترج من تت صخرة بياد‪ ,‬وال لو كنت معهم أو لو شئت بعصاي‬
‫الصخرة الت ترج الدابة من تتها‪ .‬قيل‪ :‬فتصنع ماذا يا عبد ال بن عمرو‪ ,‬فقال‪ :‬تستقيل‬
‫الشرق فتصرخ صرخة تنفذه‪ ,‬ث تستقبل الشام فتصرخ صرخة تنفذه‪ ,‬ث تستقبل الغرب‬
‫فتصرخ صرخة تنفذه‪ ,‬ث تروح من مكة فتصبح بعسفان‪ ,‬قيل ث ماذا ؟ قال ل أعلم‪ ,‬وعن‬
‫ع بد ال بن ع مر أ نه قال‪ :‬ترج الدا بة ليلة ج ع‪ .‬رواه ا بن أ ب حا ت‪ ,‬و ف إ سناده ا بن‬
‫البيلمان‪.‬‬
‫وعن وهب بن منبه‪ :‬أنه حكى من كلم عزير عليه السلم أنه قال‪ :‬وترج من تت‬
‫سدوم دابة تكلم الناس كل يسمعها‪ ,‬وتضع البال قبل التمام‪ ,‬ويعود الاء العذب أجاجا‪,‬‬
‫ويتعادى الخلء وترق الكمة‪ ,‬ويرفع العلم‪ ,‬وتكلم الرض الت تليها‪ ,‬وف ذلك الزمان‬
‫يرجو الناس ما ل يبلغون‪ ,‬ويتعبون فيما لينالون‪ ,‬ويعملون فيما ل يأكلون‪ ,‬رواه ابن أب‬
‫حات عنه‪ ,‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أبو صال كاتب الليث‪ ,‬حدثن معاوية بن‬
‫صال عن أب مري أنه سع أبا هريرة رضي ال عنه يقول‪ :‬إن الدابة فيها من كل لون‪ ,‬ما‬
‫بي قرنيها فرسخ للراكب‪ .‬وقال ابن عباس‪ :‬هي مثل الربة الضخمة‪ ,‬وعن أمي الؤمني‬
‫علي بن أ ب طالب ر ضي ال ع نه أ نه قال‪ :‬إن ا دا بة ل ا ر يش‪ ,‬وز غب‪ ,‬وحا فر‪ ,‬و ما ل ا‬

‫‪445‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ذ نب‪ ,‬ول ا ل ية‪ ,‬وإن ا لتخرج ح ضر الفرس الواد ثلثا‪ ,‬و ما خرج ثلث ها‪ ,‬رواه ا بن أ ب‬
‫حاتططططططططططططططططططططططططططططططططططط‪.‬‬
‫وقال ا بن جر يج عن ا بن الزب ي أ نه و صف الدا بة فقال‪ :‬رأ سها رأس ثور‪ ,‬وعين ها ع ي‬
‫خنير وأذنا أذن فيل‪ ,‬وقرنا قرن أيل‪ ,‬وعنقها عنق نعامة‪ ,‬وصدرها صدر أسد‪ ,‬ولونا‬
‫لون ن ر‪ ,‬وخا صرتا خا صرة هر‪ ,‬وذنب ها ذ نب ك بش‪ ,‬وقوائم ها قوائم بع ي‪ ,‬ب ي كل‬
‫مف صلي اث نا ع شر ذراعا‪ ,‬ترج مع ها ع صا مو سى وخا ت سليمان‪ ,‬فل يب قى مؤ من إل‬
‫نكتت ف وجهه بعصا موسى نكتة بيضاء‪ ,‬فتفشو تلك النكتة حت يبيض لاوجهه‪ ,‬ول‬
‫يبقى كافر إل نكتت ف وجهه نكتة سوداء بات سليمان‪ ,‬فتفشو تلك النكتة السوداء حت‬
‫يسود با وجهه‪ ,‬حت إن الناس يتبايعون ف السواق بكم ذا يا مؤمن‪ ,‬بكم ذا يا كافر ؟‬
‫وح ت إن أ هل الب يت يل سون على مائدت م فيعرفون مؤمن هم من كافر هم‪ ,‬ث تقول ل م‬
‫الدا بة‪ :‬يا فلن أب شر أ نت من أ هل ال نة‪ ,‬و يا فلن أ نت من أ هل النار‪ .‬فذلك قول ال‬
‫تعال‪{ :‬وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لم دابة من الرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا‬
‫ل يوقنون}‪.‬‬

‫ب بِآيَاِتنَا َفهُ ْم يُو َزعُونَ * َحّتىَ ِإذَا جَآءُوا قَا َل‬ ‫** َوَي ْومَ َنحْشُ ُر مِن كُلّ ُأ ّمةٍ َفوْجا مّمّن يُكَذّ ُ‬
‫أَكَ ّذبْتُم بِآيَاتِي وَلَ ْم تُحِيطُواْ ِبهَا عِلْما َأمّا ذَا كُنتُ ْم َتعْ َملُو نَ * َووَقَ َع اْل َقوْ ُل بِمَا ظَلَمُواْ َفهُ مْ‬
‫سكُنُواْ فِيهِ وَالّنهَا َر ُمبْصِرا إِنّ فِي ذَلِكَ َليَاتٍ ّل َقوْمٍ‬ ‫َل يَن ِطقُونَ * أَلَ ْم يَ َر ْواْ أَنّا َجعَ ْلنَا الّْليْلَ ِليَ ْ‬
‫ُيؤْ ِمنُونططططططططططططططططططططططططططططططططططَ‬
‫يقول تعال مبا عن يوم القيامة وحشر الظالي من الكذبي بآيات ال ورسله إل بي‬
‫يدي ال عز و جل لي سألم ع ما فعلوه ف الدار الدن يا‪ ,‬تقريعا وتوبيخا وت صغيا وتقيا‬
‫فقال تعال‪{ :‬ويوم نشطر مطن كطل أمطة فوجا} أي مطن كطل قوم وقرن فوجا أي جاعطة‬
‫{من يكذب بآياتنا} كما قال تعال‪{ :‬احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} وقال تعال‪:‬‬
‫{وإذا النفوس زوجت} وقوله تعال‪{ :‬فهم يوزعون} قال ابن عباس رضي ال عنهما‪:‬‬
‫يدفعون‪ .‬وقال قتادة‪ :‬وزعططططططة يرد أولمطططططط على آخرهططططططم‪.‬‬

‫‪446‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال عبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ :‬يساقون {حت إذا جاءوا} ووقفوا بي يدي ال عز‬
‫وجل ف مقام الساءلة {قال أكذبتم بآيات ول تيطوا با علما أم ماذا كنتم تعملون} أي‬
‫في سألون عن اعتقاد هم وأعمال م! فل ما ل يكونوا من أ هل ال سعادة وكانوا ك ما قال ال‬
‫عن هم‪{ :‬فل صدق ول صلى * ول كن كذب وتول} فحينئذ قا مت علي هم ال جة‪ ,‬ول‬
‫يكطن لمط عذر يعتذرون بطه‪ ,‬كمطا قال ال تعال {هذا يوم ل ينطقون * ول يؤذن لمط‬
‫فيعتذرون} الَية‪ ,‬وهكذا قال ههنا‪{ :‬ووقع القول عليهم با ظلموا فهم ل ينطقون} أي‬
‫بتوا فلم ي كن ل م جواب لن م كانوا ف الدار الدن يا ظل مة لنف سهم‪ ,‬و قد ردوا إل عال‬
‫الغيطططططب والشهادة الذي ل تفطططططى عليطططططه خافيطططططة‪.‬‬
‫ث قال تعال منبها على قدر ته التا مة و سلطانه العظ يم وشأ نه الرف يع الذي ت ب طاع ته‬
‫والنقياد لوامره وتصديق أنبيائه فيما جاؤوا به من ال ق الذي ل ميد عنه‪ ,‬فقال تعال‪:‬‬
‫{أل يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه} أي ف ظلم الليل لتسكن حركاتم بسببه وتدأ‬
‫أنفا سهم‪ ,‬وي ستريون من ن صب الت عب ف نار هم {والنهار مب صرا} أي منيا مشرقا‪,‬‬
‫فبسبب ذلك يتصرفون ف العاش والكاسب والسفار والتجارات وغي ذلك من شؤونم‬
‫التططططط يتاجون إليهطططططا {إن فططططط ذلك لَيات لقوم يؤمنون}‪.‬‬

‫** َوَيوْ َم يُنفَ خُ فِي ال صّورِ َففَزِعَ مَن فِي السّمَاوَاتِ َومَن فِي الرْ ضِ إِلّ مَن شَآءَ اللّ ُه وَكُ ّل‬
‫صنْعَ اللّ ِه الّذِيَ أَْتقَنَ‬
‫سُبهَا جَامِ َد ًة َوهِيَ تَ ُم ّر مَ ّر السّحَابِ ُ‬‫جبَا َل تَحْ َ‬‫َأتَوْهُ دَاخِرِينَ * َوتَرَى الْ ِ‬
‫سَنةِ َفلَ هُ َخْي ٌر ّمنْهَا َوهُ ْم مّن فَزَ عٍ َي ْو َمئِذٍ‬‫كُ ّل َشيْءٍ ِإنّ هُ َخبِيٌ بِمَا َت ْفعَلُو نَ * مَن جَآ َء بِالْحَ َ‬
‫ج َزوْ نَ إِلّ مَا كُنتُ ْم َتعْمَلُو نَ‬
‫سيَّئةِ َفكُبّ تْ وُجُو ُههُ مْ فِي النّا ِر هَ ْل تُ ْ‬
‫آ ِمنُو نَ * وَمَن جَآ َء بِال ّ‬
‫ي ب تعال عن هول يوم نف خة الفزع ف ال صور‪ ,‬و هو ك ما جاء ف الد يث قرن ين فخ‬
‫ف يه‪ .‬و ف حد يث ال صور‪ :‬إن إ سرافيل هو الذي ين فخ ف يه بأ مر ال تعال‪ ,‬فين فخ ف يه أولً‬
‫نف خة الفزع ويطول ا وذلك ف آ خر ع مر الدن يا ح ي تقوم ال ساعة على شرار الناس من‬
‫الحياء فيفزع من ف السموات ومن ف الرض {إل من شاء ال} وهم الشهداء‪ ,‬فإنم‬
‫أحياء عند رب م يرزقون‪ .‬قال المام م سلم بن الجاج‪ :‬حدثنا عبيد ال بن معاذالع نبي‪,‬‬
‫حدث نا أ ب‪ ,‬حدث نا شع بة عن النعمان بن سال‪ ,‬سعت يعقوب بن عا صم بن عروة بن‬

‫‪447‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مسطعود الثقفطي‪ ,‬سطعت عبطد ال بطن عمرو رضطي ال عنطه‪ ,‬وجاءه رجطل فقال‪ :‬مطا هذا‬
‫الد يث الذي تدث أن ال ساعة تقوم إل كذا وكذا؟ فقال‪ :‬سبحان ال‪ ,‬أو ل إله إل ال‬
‫أو كل مة نوه ا‪ ,‬ل قد ه مت أن ل أحدث أحدا شيئا أبدا‪ ,‬إن ا قلت أن كم سترون ب عد‬
‫قليل أمرا عظيما يرب البيت ويكون ويكون ط ث قال ط قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪« :‬يرج الدجال ف أمت فيمكث أربعي ط ل أدري أربعي يوما أو أربعي شهرا‬
‫أو أربعي عاما ط فيبعث ال عيسى ابن مري كأنه عروة بن م سعود فيطلبه فيهلكه‪ ,‬ث‬
‫يكث الناس سبع سني ليس بي اثني عداوة‪ ,‬ث يرسل ال ريا باردة من قبل الشام‪ ,‬فل‬
‫يب قى على و جه الرض أ حد ف قل به مثقال ذرة من خ ي أو إيان إل قبض ته‪ ,‬ح ت لو أن‬
‫أحدكم دخل ف كبد جبل لدخلته عليه حت تقبضه» قال‪ :‬سعتها من رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال‪« :‬فيبقى شرار الناس ف خفة الطي وأحلم السباع ل يعرفون معروفا‪ ,‬ول‬
‫ينكرون منكرا‪ ,‬فيتمثطل لمط الشيطان فيقول‪ :‬أل تسطتجيبون ؟ فيقولون‪ :‬فمطا تأمرنطا ؟‬
‫فيأمرهم بعبادة الوثان‪ ,‬وهم ف ذلك دارّ رزقهم حسن عيشهم‪ ,‬ث ينفخ ف الصور فل‬
‫يسمعه أحد إل أصغى ليتا ورفع ليتا ط قال ط وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله‪,‬‬
‫قال‪ :‬فيصعق ويصعق الناس‪ ,‬ث يرسل ال ط أو قال ينل ال ط مطرا كأنه الطل ط أو‬
‫قال‪ :‬الظطل‪ ,‬نعمان الشاك‪ ,‬فتنبطت منطه أجسطاد الناس‪ ,‬ثط ينفطخ فيطه أخرى فإذا هطم قيام‬
‫ينظرون‪ ,‬ث يقال‪ :‬يا أيها الناس هلموا إل ربكم وقفوهم إنم مسؤولون‪ ,‬ث يقال‪ :‬أخرجوا‬
‫بعث النار‪ ,‬فيقال‪ :‬كم ؟ فيقال‪ :‬من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعي‪ ,‬قال‪ :‬فذلك يوم‬
‫يعل الولدان شيبا‪ ,‬وذلك يوم يكشف عن ساق»‪ .‬وقوله ث ينفخ ف الصور فل يسمعه‬
‫أحد إل أصغى ليتا ورفع ليتا‪ .‬الليت هو صفحة العنق‪ ,‬أي أمال عنقه ليستمعه من السماء‬
‫جيدا‪ ,‬فهذه نفخة الفزع‪ ,‬ث بعد ذلك نفخة الصعق وهو الوت‪ ,‬ث بعد ذلك نفخة القيام‬
‫لرب العاليط وهطو النشور مطن القبور لميطع اللئق‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وكطل أتوه‬
‫داخرين} قرىء بالد وبغيه على الفعل‪ ,‬وكل بعن واحد‪ ,‬وداخرين أي صاغرين مطيعي‬
‫ل يتخلف أحد عن أمره‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬يوم يدعوكم فتستجيبون بمده} وقال تعال‪:‬‬
‫{ ث إذا دعا كم دعوة من الرض إذا أن تم ترجون} و ف حد يث ال صور أ نه ف النف خة‬
‫الثال ثة يأ مر ال الرواح فتو ضع ف ث قب ف ال صور‪ ,‬ث ين فخ إ سرافيل ف يه ب عد ما تن بت‬

‫‪448‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الجساد ف قبورها وأماكنها‪ ,‬فإذا نفخ ف الصور طارت الرواح تتوهج أرواح الؤمني‬
‫نورا‪ ,‬وأرواح الكافرين ظلمة‪ ,‬فيقول ال عز وجل‪ :‬وعزت وجلل لترجعن كل روح إل‬
‫جسدها‪ .‬فتجيء الرواح إل أجسادها فتدب فيها كما يدب السم ف اللديغ‪ ,‬ث يقومون‬
‫ينفضون التراب مطن قبورهطم‪ ,‬قال تعال‪{ :‬يوم يرجون مطن الجداث سطراعا كأنمط إل‬
‫نصططططططططططططططططططططططططططططططب يوفضون}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وترى البال تسبها جامدة وهي تر مر السحاب} أي تراها كأنا ثابتة‬
‫باقية على ما كانت عليه‪ ,‬وهي تر مر السحاب أي تزول عن أماكنها‪ ,‬كما قال تعال‪:‬‬
‫{يوم تور السماء مورا * وتسي البال سيا} قال تعال‪{ :‬ويسألونك عن البال فقل‬
‫ينسطفها ربط نسطفا * فيذرهطا قاعا صطفصفا ل ترى فيهطا عوجا ول أمتا} وقال تعال‪:‬‬
‫{ويوم نسي البال وترى الرض بارزة} وقوله تعال‪{ :‬صنع ال الذي أتقن كل شيء}‬
‫أي يفعل ذلك بقدرته العظيمة {الذي أتقن كل شيء} أي أتقن كل ما خلق‪ ,‬وأودع فيه‬
‫من الكمة ما أودع‪{ ,‬إنه خبي با يفعلون} أي هو عليم با يفعل عباده من خي وشر‪,‬‬
‫وسطططططططططيجازيهم عليطططططططططه أتططططططططط الزاء‪.‬‬
‫ث ب ي تعال حال ال سعداء والشقياء يومئذ‪ ,‬فقال‪ { :‬من جاء بال سنة فله خ ي من ها}‬
‫قال قتادة‪ :‬بالخلص‪ ,‬وقال ز ين العابد ين‪ :‬هي ل إله إل ال‪ ,‬و قد ب ي تعال ف الو ضع‬
‫الَ خر أن له ع شر أمثال ا {و هم من فزع يومئذ آمنون} ك ما قال ف الَ ية الخرى‪{ :‬ل‬
‫يزنم الفزع الكب} وقال تعال‪{ :‬أفمن يلقى ف النار خي أم من يأت آمنا يوم القيامة}‬
‫وقال تعال‪{ :‬وهم ف الغرفات آمنون} وقوله تعال‪{ :‬ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم‬
‫ف النار} أي من ل قي ال م سيئا ل ح سنة له‪ ,‬أو قد رج حت سيئاته على ح سناته كل‬
‫بسبه‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬هل تزون إل ما كنتم تعملون}‪ .‬وقال ابن مسعود وابن عباس‬
‫وأ بو هريرة ر ضي ال عن هم‪ ,‬وأ نس بن مالك وعطاء و سعيد بن جبي وعكر مة وما هد‬
‫وإبراه يم النخ عي‪ ,‬وأ بو وائل وأ بو صال وم مد بن ك عب وز يد بن أ سلم‪ ,‬والزهري‬
‫والسدي والضحاك والسن وقتادة وابن زيد ف قوله‪{ :‬ومن جاء بالسيئة} يعن بالشرك‪.‬‬

‫‪449‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ب هَذِ ِه اْلبَلْ َدةِ الّذِي حَ ّر َمهَا وَلَ هُ كُ ّل شَيءٍ َوُأمِرْ تُ أَ نْ أَكُو َن مِ نَ‬
‫** ِإنّمَآ ُأمِرْ تُ أَ نْ أَ ْعبُدَ رَ ّ‬
‫الْمُ سِْلمِيَ * َوأَ نْ َأتُْل َو اْلقُرْآ نَ فَمَ ِن اهْتَدَىَ فَِإنّمَا َي ْهتَدِي ِلَنفْ سِ ِه َومَن ضَلّ َفقُلْ ِإنّمَآ َأنَاْ مِ نَ‬
‫ُونط‬
‫ّكط ِبغَافِ ٍل عَمّا َتعْمَل َ‬ ‫ِهط َفتَعْرِفُونَهَا وَمَا َرب َ‬ ‫سطرِيكُ ْم آيَات ِ‬ ‫ّهط َيُ‬ ‫ِينط * وَقُ ِل الْحَ ْمدُ لل ِ‬‫الْمُنذِر َ‬
‫يقول تعال م با ر سوله وآمرا له أن يقول‪{ :‬إن ا أمرت أن أع بد رب هذه البلدة الذي‬
‫حرمها وله كل شيء} كما قال تعال‪{ :‬قل يا أيها الناس إن كنتم ف شك من دين فل‬
‫أعبد الذين تعبدون من دون ال ولكن أعبد ال الذي يتوفاكم} وإضافة الربوبية إل البلدة‬
‫على سبيل التشريطف ل ا والعتناء ب ا‪ ,‬كمطا قال تعال‪{ :‬فليعبدوا رب هذا البيطت الذي‬
‫أطعمهطم مطن جوع وآمنهطم مطن خوف}‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬الذي حرمهطا} أي الذي إناط‬
‫صارت حراما شرعا وقدرا بتحريه لا‪ ,‬كما ثبت ف الصحيحي عن ابن عباس قال‪ :‬قال‬
‫رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم يوم فتطح مكطة‪« :‬إن هذا البلد حرمطه ال يوم خلق‬
‫السموات والرض‪ ,‬فهو حرام برمة ال إل يوم القيامة‪ ,‬ل يعضد شوكه‪ ,‬ول ينفر صيده‬
‫ول يلتقط لقطته إل من عرفها ول يتلى خلها» الديث بتمامه‪ .‬وقد ثبت ف الصحاح‬
‫وال سان وال سانيد من طرق جا عة تف يد الق طع‪ ,‬ك ما هو مبي ف موض عه من كتاب‬
‫الحكام‪ ,‬ول المطططططططططططططد والنطططططططططططططة‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وله كطل شيطء} مطن باب عططف العام على الاص‪ ,‬أي هطو رب هذه‬
‫البلدة ورب كطل شيطء ومليكطه ل إله إل هطو {وأمرت أن أكون مطن السطلمي} أي‬
‫الوحدين الخلصي النقادين لمره الطيعي له‪ .‬وقوله‪{ :‬وأن أتلو القرآن} أي على الناس‬
‫أبلغ هم إياه كقوله تعال‪{ :‬ذلك نتلوه عل يك من الَيات والذ كر الك يم} وكقوله تعال‪:‬‬
‫{نتلو عليك من نبأ موسى وفرعون بالق} الَية‪ ,‬أي أنا مبلغ ومنذر‪{ ,‬فمن اهتدى فإنا‬
‫يهتدي لنف سه و من ضل ف قل إناأ نا من النذر ين} أي ل أ سوة بالر سل الذ ين أنذروا‬
‫قومهم‪ ,‬وقاموا با عليهم من أداء الرسالة إليهم‪ ,‬وخلصوا من عهدتم وحساب أمهم على‬
‫ال تعال‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬فإنا عليك البلغ وعلينا الساب} وقال {إنا أنت نذير وال‬
‫على كل شيء وكيل} {و قل ال مد ل سييكم آياته فتعرفون ا} أي ل ال مد الذي ل‬
‫يعذب أحدا إل بعطد قيام الجطة عليطه‪ ,‬والنذار إليطه‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬سطييكم آياتطه‬

‫‪450‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فتعرفون ا} ك ما قال تعال‪ { :‬سنريهم آيات نا ف الَفاق و ف أنف سهم ح ت ي تبي ل م أ نه‬
‫القطططططططططططططططططططططططططططططططططط}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وما ربك بغافل عما تعملون} أي بل هو شهيد على كل شيء‪ .‬قال ابن‬
‫أب حات‪ :‬ذكر عن أب عمر الوضي حفص بن عمر‪ ,‬حدثنا أبو أمية بن يعلى الثقفي‪,‬‬
‫حدثنا سعيد بن أب سعيد‪ ,‬سعت أبا هريرة يقول‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫«يا أيها الناس ل يغترن أحدكم بال‪ ,‬فإن ال لو كان غافلً شيئا لغفل البعوضة والردلة‬
‫والذرة» وقال أيضا‪ :‬حدثنا ممد بن يي‪ ,‬حدثنا نصر بن علي قال أب أخبن خالد بن‬
‫ق يس عن م طر عن ع مر بن ع بد العز يز قال‪ :‬فلو كان ال مغفلً شيئا لغ فل ما تع في‬
‫الرياح من أ ثر قد مي ا بن آدم‪ ,‬و قد ذ كر عن المام أح د رح ه ال تعال أ نه كان ين شد‬
‫ططططططا لغيه‪:‬‬ ‫ططططططا له وإمط‬ ‫طططططط إمط‬ ‫ططططططن البيتيط‬ ‫هذيط‬
‫إذا مطططا خلوت الدهطططر يوما فل تقلخلوت ولكطططن قطططل علي رقيطططب‬
‫ططب‬ ‫ططه يغيط‬ ‫ططى عليط‬ ‫ططا يفط‬ ‫ططاعةول أن مط‬ ‫ططل سط‬ ‫ططب ال يغفط‬ ‫ول تسط‬
‫طططة‪.‬‬ ‫طططر تفسططططي سططططورة النمططططل ول المططططد والنط‬ ‫آخط‬

‫طططططططططططططططططص‬
‫طططططططططططططططططورة القصط‬
‫سط‬

‫قال المام أحد بن حنبل رحه ال‪ :‬حدثنا يي بن آدم‪ ,‬حدثنا وكيع عن أبيه عن أب‬
‫إسحاق عن معد يكرب قال‪ :‬أتينا عبد ال فسألناه أن يقرأ علينا طسم الائتي‪ ,‬فقال‪ :‬ما‬
‫هي معي‪ ,‬ولكن عليكم بن أخذها من رسول ال صلى ال عليه وسلم خباب بن الرت‪,‬‬
‫قال‪ :‬فأتينطططا خباب بطططن الرت فقرأهطططا علينطططا رضطططي ال عنطططه‪.‬‬

‫بِسطططططططْمِ اللّهطططططططِ الرّحْمـطططططططنِ الرّحِيمطططططططِ‬

‫ك مِن ّنبَإِ مُو َسىَ وَِف ْر َعوْ َن بِالْحَقّ ِل َقوْ ٍم‬


‫ك آيَاتُ الْ ِكتَابِ الْ ُمبِيِ * َنتْلُواْ عََليْ َ‬
‫** طسَمَ * تِلْ َ‬
‫ف طَآِئفَ ًة ّمْنهُ ْم يُ َذبّ حُ‬ ‫سَتضْعِ ُ‬
‫ض وَ َجعَلَ َأهْلَهَا ِشيَعا يَ ْ‬ ‫ُيؤْ ِمنُو نَ * إِ نّ فِ ْر َعوْ نَ َعلَ فِي الرْ ِ‬

‫‪451‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ض ِعفُواْ‬
‫حيِي نِسَا َءهُمْ إِنّهُ كَانَ مِ َن الْ ُمفْسِدِينَ * َونُرِيدُ أَن نّ ُم ّن عَلَى الّذِي َن ا ْستُ ْ‬ ‫َأبْنَآ َءهُ ْم َويَسْتَ ْ‬
‫جعََلهُ ُم اْلوَا ِرثِيَ * َونُ َمكّ نَ َلهُ مْ فِي الرْ ضِ َونُرِ يَ ِف ْر َعوْ نَ‬ ‫جعََلهُ مْ َأئِ ّم ًة َونَ ْ‬
‫ض َونَ ْ‬
‫فِي الرْ ِ‬
‫ط وَ ُجنُو َدهُمَططططا ِمْنهُمططططْ مّططططا كَانُواْ يَحْذَرونططططَ‬ ‫َوهَامَانططط َ‬
‫فقططد تقدم الكلم على الروف القطعططة‪ ,‬وقوله‪{ :‬تلك} أي هذه {آيات الكتاب‬
‫ال بي} أي الوا ضح اللي الكا شف عن حقائق المور‪ ,‬وعلم ما قد كان وما هو كائن‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬نتلو عل يك من ن بأ مو سى وفرعون بال ق} الَ ية‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬ن ن ن قص‬
‫عل يك أح سن الق صص} أي نذ كر لك ال مر على ما كان عل يه كأ نك تشا هد وكأ نك‬
‫حاضر‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬إن فرعون عل ف الرض} أي تكب وتب وطغى {وجعل أهلها‬
‫طه‪.‬‬ ‫طن أمور دولتط‬ ‫طد مط‬ ‫طا يريط‬ ‫طنف فيمط‬ ‫طل صط‬ ‫طرف كط‬ ‫طد صط‬ ‫طنافا قط‬ ‫شيعا} أي أصط‬
‫وقوله تعال‪{ :‬يستضعف طائفة منهم} يعن بن إسرائيل‪ ,‬وكانوا ف ذلك الوقت خيار‬
‫أهل زمانم‪ ,‬هذا وقد سلط عليهم هذا اللك البار العتيد يستعملهم ف أخس العمال‪,‬‬
‫ويكدهم ليلً ونارا ف أشغاله وأشغال رعيته‪ ,‬ويقتل مع هذا أبناءهم ويستحيي نساءهم‪,‬‬
‫إهانة لم واحتقارا وخوفا من أن يوجد منهم الغلم الذي كان قد توف هو وأهل ملكته‬
‫منه أن يوجد منهم غلم‪ ,‬يكون سبب هلكه وذهاب دولته على يديه‪ .‬وكانت القبط قد‬
‫تلقوا هذا من بن إسرائيل فيما كانوا يدرسونه من قول إبراهيم الليل عليه السلم‪ ,‬حي‬
‫ورد الديار ال صرية‪ ,‬وجرى له مع جبار ها ما جرى ح ي أ خذ سارة ليتخذ ها جار ية‪,‬‬
‫فصانا ال منه ومنعه منها بقدرته وسلطانه‪ ,‬فبشر إبراهيم عليه السلم ولده أنه سيولد من‬
‫صطلبه وذريتطه مطن يكون هلك ملك مصطر على يديطه‪ ,‬فكانطت القبطط تدث بذا عنطد‬
‫فرعون‪ ,‬فاحترز فرعون من ذلك‪ ,‬وأمر بقتل ذكور بن إسرائيل ولن ينفع حذر من قدر‪,‬‬
‫لن أجل ال إذا جاء ل يؤخر‪ ,‬ولكل أجل كتاب‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ونريد أن نن على‬
‫الذين استضعفوا ف الرض ط إل قوله ط يذرون} وقد فعل تعال ذلك بم‪ ,‬كما قال‬
‫تعال‪{ :‬وأورثنطا القوم الذيطن كانوا يسطتضعفون طط إل قوله طط يعرشون}‪ .‬وقال تعال‪:‬‬
‫{كذلك وأورثناها بن إسرائيل} أراد فرعون بوله وقوته أن ينجو من موسى‪ ,‬فما نفعه‬
‫ذلك مطع قدرة اللك العظيطم الذي ل يالف أمره القدري ول يغلب‪ ,‬بطل نفطذ حكمطه‬
‫وجرى قلمطه فط القدم بأن يكون هلك فرعون على يديطه‪ ,‬بطل يكون هذا الغلم الذي‬

‫‪452‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫احترزت من وجوده وقتلت بسببه ألوفا من الولدان‪ ,‬إنا منشؤه ومرباه على فراشك وف‬
‫دارك‪ ,‬وغذاؤه من طعامك وأنت تربيه وتدل وتتفداه‪ ,‬وحتفك وهلكك وهلك جنودك‬
‫على يد يه‪ ,‬لتعلم أن رب ال سموات العل هو القا هر الغالب العظ يم القوي العز يز الشد يد‬
‫الحال‪ ,‬الذي مطططططا شاء كان ومطططططا ل يشطططططأ ل يكطططططن‪.‬‬

‫ضعِي هِ فَإِذَا ِخفْ تِ عََليْ هِ َفأَلْقِي هِ فِي اليَ ّم وَ َل تَخَافِي وَ َل‬ ‫** َوَأوْ َحيْنَآ إَِلىَ أُ مّ مُو سَىَ أَ نْ أَرْ ِ‬
‫ك وَجَاعِلُو هُ مِ َن الْمُرْ سَلِيَ * فَاْلَتقَطَ هُ آلُ ِف ْر َعوْ نَ ِلَيكُو نَ َلهُ ْم عَ ُدوّا‬ ‫تَحْ َزنِ يَ ِإنّا رَآدّو هُ إَِليْ ِ‬
‫وَحَزَنا إِ نّ فِ ْر َعوْ َن َوهَامَا نَ َو ُجنُو َدهُمَا كَانُواْ خَاطِئِيَ * وَقَالَ تِ امْ َرَأةُ ِف ْر َعوْ نَ ُق ّر ُة عَيْ نٍ لّي‬
‫شعُرُونططَ‬ ‫ط وَلَدا َوهُمططْ َل يَ ْ‬ ‫خذَهط ُ‬‫طىَ أَن يَْن َفعَنَططا َأوْ َنتّ ِ‬‫وَلَكططَ َل َت ْقتُلُوهططُ عَسط َ‬
‫ذكروا أن فرعون لاط أكثطر مطن قتطل ذكور بنط إسطرائيل‪ ,‬خافطت القبطط أن يفنط بنط‬
‫إ سرائيل‪ ,‬فيلون هم ما كانوا يلو نه من العمال الشا قة‪ ,‬فقالوا لفرعون‪ :‬إ نه يو شك إن‬
‫ا ستمر هذا الال أن يوت شيوخ هم وغلمان م يقتلون‪ .‬ون ساؤهم ل ي كن أن تق من ب ا‬
‫تقوم به رجالم من العمال‪ ,‬فيخلص إلينا ذلك‪ ,‬فأمر بقتل الولدان عاما وتركهم عاما‪,‬‬
‫فولد هارون عليه السلم ف السنة ال ت يتركون فيها الولدان‪ ,‬وولد موسى ف السنة ال ت‬
‫يقتلون فيها الولدان‪ ,‬وكان لفرعون ناس موكلون بذلك‪ ,‬وقوابل يَدُرْ نَ على النساء‪ ,‬فمن‬
‫رأينها قد حلت أحصوا اسها‪ ,‬فإذا كان وقت ولدتا ليقبلها إل نساء القبط‪ ,‬فإن ولدت‬
‫الرأة جاريطة تركنهطا وذهبط‪ ,‬وإن ولدت غلما دخطل أولئك الذباحون بأيديهطم الشفار‬
‫الرهفطططططططططططة فقتلوه ومضوا‪ ,‬قبحهطططططططططططم ال تعال‪.‬‬
‫فلما حلت أم موسى به عليه السلم ل يظهر عليها مايل المل كغيها‪ ,‬ول تفطن لا‬
‫الدايات ولكن لا وضعته ذكرا ضاقت به ذرعا‪ ,‬وخافت عليه خوفا شديدا‪ ,‬وأحبته حبا‬
‫زائدا‪ ,‬وكان مو سى عليه ال سلم ل يراه أ حد إل أحبه‪ ,‬فال سعيد من أح به طبعا وشرعا‪,‬‬
‫قال ال تعال‪{ :‬وألقيت عليك مبة من} فلما ضاقت به ذرعا‪ ,‬ألمت ف سرها‪ ,‬وألقي‬
‫ف خلد ها‪ ,‬ون فث ف روع ها‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬وأوحي نا إل أم مو سى أن أرضع يه فإذا‬
‫خ فت عل يه فألق يه ف ال يم ول تا ف ول تز ن إ نا رادوه إل يك وجاعلوه من الر سلي}‬
‫وذلك أنه كانت دارها على حافة النيل‪ ,‬فاتذت تابوتا ومهدت فيه مهدا‪ ,‬وجعلت ترضع‬

‫‪453‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ولدها‪ ,‬فإذا دخل عليها أحد من تافه ذهبت فوضعته ف ذلك التابوت‪ ,‬وسيته ف البحر‬
‫وربطته ببل عندها‪ ,‬فلما كانت ذات يوم دخل عليها من تافه‪ ,‬فذهبت فوضعته ف ذلك‬
‫التابوت وأر سلته ف الب حر‪ ,‬وذهلت عن أن ترب طه‪ ,‬فذ هب مع الاء واحتمله ح ت مر به‬
‫على دار فرعون‪ ,‬فالتقطه الواري فاحتملنه فذهب به إل امرأة فرعون‪ ,‬ول يدرين ما فيه‪,‬‬
‫وخش ي أن يفت ت علي ها ف فت حه دون ا‪ ,‬فل ما ك شف عنه إذا هو غلم من أح سن اللق‬
‫وأجله وأحله وأباه‪ ,‬فأوقع ال مبته ف قلبها حي نظرت إليه‪ ,‬وذلك لسعادتا وما أراد‬
‫ال من كرامتها وشقاوة بعلها‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬فالتقطه آل فرعون ليكون لم عدوا وحزنا}‬
‫الَ ية‪ ,‬قال م مد بن إ سحاق وغيه‪ :‬اللم ه نا لم العاق بة‪ ,‬ل لم التعل يل‪ ,‬لن م ل يريدوا‬
‫بالتقاطه ذلك‪ ,‬ول شك أن ظاهر اللفظ يقتضي ما قالوه‪ ,‬ولكن إذا نظر إل معن السياق‪,‬‬
‫فإ نه تب قى اللم للتعل يل‪ ,‬لن معناه أن ال تعال قيض هم للتقا طه ليجعله عدوا ل م وحزنا‬
‫فيكون أبلغ ف إبطال حذرهم منه‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬إن فرعون وهامان وجنودها كانوا‬
‫خاطئي} وقد روي عن أمي الؤمني عمر بن عبد العزيز رضي ال عنه أنه كتب كتابا إل‬
‫قوم من القدرية ف تكذيبهم بكتاب ال وبأقداره النافذة ف علمه السابق وموسى ف علم‬
‫ال السابق لفرعون عدو وحزن‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬ونري فرعون وهامان وجنودها منهم ما‬
‫كانوا يذرون} وقلتطم أنتطم لو شاء فرعون أن يكون لوسطى وليا وناصطرا‪ ,‬وال تعال‬
‫ططططططططططة‪.‬‬ ‫طططططططططط عدوا وحزنا} الَيط‬ ‫يقول‪{ :‬ليكون لمط‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وقالت امرأة فرعون قرة عي ل ولك} الَية‪ ,‬يعن أن فرعون لا رآه هم‬
‫بقتله خوفا من أن يكون من بن إسرائيل‪ ,‬فشرعت امرأته آسية بنت مزاحم تاصم عنه‬
‫وتذب دونه وتببه إل فرعون‪ ,‬فقالت‪{ :‬قرة عي ل ولك} فقال فرعون‪ :‬أما لك فنعم‪,‬‬
‫وأما ل فل‪ ,‬فكان كذلك‪ ,‬وهداها ال بسببه وأهلكه ال على يديه‪ ,‬وقد تقدم ف حديث‬
‫الفتون ف سورة طه هذه القصة بطولا من رواية ابن عباس مرفوعا عند النسائي وغيه‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ع سى أن ينفع نا} و قد ح صل ل ا ذلك‪ ,‬وهدا ها ال به وأ سكنها ال نة ب سببه‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬أو نتخذه ولدا} أي أرادت أن تتخذه ولدا وتتبناه‪ ,‬وذلك أنطه ل يكطن لاط ولد‬
‫م نه‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬و هم ل يشعرون} أي ل يدرون ما أراد ال م نه بالتقاط هم إياه من‬
‫ططططة‪.‬‬ ‫ططططة القاطعط‬ ‫ططططة والجط‬ ‫ططططة البالغط‬ ‫ططططة العظيمط‬ ‫الكمط‬

‫‪454‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫صبَحَ ُفؤَادُ أُ ّم مُو َسىَ فَارِغا إِن كَادَ تْ َلُتبْدِي بِهِ َلوْل أَن ّربَ ْطنَا عََلىَ قَ ْلِبهَا ِلَتكُونَ مِ َن‬ ‫** َوأَ ْ‬
‫ب َوهُ مْ لَ يَشْعُرُو نَ * وَ َح ّر ْمنَا عََليْ هِ‬ ‫ت بِ ِه عَن ُجنُ ٍ‬ ‫الْ ُم ْؤمِنِيَ * وَقَالَ تْ لُ ْختِ هِ قُ صّيهِ َفبَ صُرَ ْ‬
‫ت َي ْكفُلُونَ هُ َلكُ ْم َوهُ مْ لَ ُه نَا صِحُونَ *‬ ‫ت هَلْ أَدُّلكُ ْم عََلىَ َأهْ ِل َبيْ ٍ‬‫الْمَرَاضِ َع مِن َقبْلُ َفقَالَ ْ‬
‫فَ َردَ ْدنَا هُ إِلَىَ ُأمّ هِ كَ ْي َتقَ ّر َعيْنُهَا وَ َل تَحْزَ َن وَِلَتعْلَ مَ أَ نّ َوعْدَ اللّ هِ َح ّق وَلَ ـكِنّ أَكْثَ َرهُ مْ لَ‬
‫َيعْلَمُونططططططططططططططططططططططططططططططططططَ‬
‫يقول تعال مبا عن فؤاد أم موسى حي ذهب ولدها ف البحر أنه أصبح فارغا‪ ,‬أي من‬
‫كل شيء من أمور الدنيا إل من موسى‪ ,‬قاله ابن عباس وماهد‪ ,‬وعكرمة وسعيد بن جبي‬
‫وأ بو عبيدة‪ ,‬والضحاك وال سن الب صري وقتادة وغي هم‪{ .‬إن كادت لتبدي به} أي إن‬
‫كادت من شدة وجدها وحزنا وأسفها لتظهر أنه ذهب لا ولد‪ ,‬وتب بالا لول أن ال‬
‫ثبتهطا وصطبها‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬لول أن ربطنطا على قلبهطا لتكون مطن الؤمنيط * وقالت‬
‫لخته قصيه} أي أمرت ابنتها وكانت كبية تعي ما يقال لا‪ ,‬فقالت لا‪{ :‬قصيه} أي‬
‫اتبعي أثره‪ ,‬وخذي خبه‪ ,‬وتطلب شأنه من نواحي البلد‪ ,‬فخرجت لذلك {فبصرت به عن‬
‫جنطب} قال ابطن عباس‪ :‬عطن جانطب‪ .‬وقال ماهطد‪ :‬بصطرت بطه عطن جنطب عطن بعطد‪.‬‬
‫وقال قتادة‪ :‬جعلت تن ظر إليه وكأنا ل تريده‪ ,‬وذلك أنه لا استقر موسى عليه السلم‬
‫بدار فرعون وأحب ته امرأة اللك وا ستطلقته م نه‪ ,‬عرضوا عل يه الرا ضع ال ت ف دار هم فلم‬
‫يقبل منها ثديا‪ ,‬وأب أن يقبل شيئا من ذلك‪ ,‬فخرجوا به إل السوق لعلهم يدون امرأة‬
‫ت صلح لرضاع ته‪ ,‬فل ما رأته بأيدي هم عرفته ول تظ هر ذلك ول يشعروا ب ا‪ .‬قال ال تعال‪:‬‬
‫{وحرمنا عليه الراضع من قبل} أي تريا قدريا‪ ,‬وذلك لكرامته عند ال وصيانته له أن‬
‫يرتضطع غيط ثدي أمطه‪ ,‬ولن ال سطبحانه وتعال جعطل ذلك سطببا إل رجوعطه إل أمطه‬
‫لترض عه‪ ,‬و هي آم نة ب عد ما كانت خائفة‪ ,‬فل ما رأت م حائر ين في من يرض عه {قالت هل‬
‫أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون} قال ابن عباس‪ :‬فلما قالت ذلك‪,‬‬
‫أخذو ها وشكوا ف أمر ها‪ ,‬وقالوا ل ا‪ :‬و ما يدر يك بن صحهم له وشفقت هم عل يه ؟ فقالت‬
‫ل م‪ :‬نصحهم له وشفقتهم عليه رغبتهم ف سرور اللك ورجاء منفعته‪ ,‬فأرسلوها‪ ,‬فلما‬
‫قالت ل م ذلك وخل صت من أذا هم‪ ,‬ذهبوا مع ها إل منل م فدخلوا به على أ مه فأعط ته‬

‫‪455‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ثدي ها فالتق مه‪ ,‬ففرحوا بذلك فرحا شديدا‪ ,‬وذ هب البش ي إل امرأة اللك‪ ,‬فا ستدعت أم‬
‫موسى وأحسنت إليها وأعطتها عطاء جزيلً‪ ,‬وهي ل تعرف أن ا أمه ف القيقة‪ ,‬ولكن‬
‫لكو نه وا فق ثدي ها‪ ,‬ث سألتها آ سية أن تق يم عند ها فترض عه‪ ,‬فأ بت علي ها وقالت‪ :‬إن ل‬
‫بعلً وأولدا‪ ,‬ول أقدر على القام عندك‪ ,‬ولكطن إن أحببطت أن أرضعطه فط بيتط فعلت‪,‬‬
‫فأجابت ها امرأة فرعون إل ذلك‪ ,‬وأجرت علي ها النف قة وال صلت والك ساوى والح سان‬
‫الز يل‪ ,‬فرج عت أم مو سى بولد ها راض ية مرض ية قد أبدل ا ال ب عد خوف ها أمنا‪ ,‬ف عز‬
‫وجاه ورزق دارّ‪ .‬ولذا جاء ف الديطث «مثطل الذي يعمطل ويتسطب ف صطنعته اليط‪,‬‬
‫كمثل أم موسى ترضع ولدها وتأخذ أجرها» ول يكن بي الشدة والفرج إل القليل يوم‬
‫وليلة أو نوه‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬فسطبحان من بيده المطر‪ ,‬ما شاء كان‪ ,‬و ما ل يشطأ ل يكطن‪,‬‬
‫الذي يعل لن اتقاه بعد كل هم فرجا وبعد كل ضيق مرجا‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬فرددناه‬
‫إل أمه كي تقر عينها} أي به {ول تزن} أي عليه {ولتعلم أن وعد ال حق} أي فيما‬
‫وعدها من رده إليها وجعله من الرسلي‪ ,‬فحينئذ تققت برده إليها أنه كائن منه رسول‬
‫من الرسلي‪ ,‬فعاملته ف تربيته ما ينبغي له طبعا وشرعا‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬ولكن أكثرهم ل‬
‫يعلمون} أي حكطم ال فط أفعاله وعواقبهطا الحمودة التط هطو الحمود عليهطا فط الدنيطا‬
‫والَخرة‪ ,‬فرب ا ي قع ال مر كريها إل النفوس وعاقب ته ممودة ف ن فس ال مر‪ ,‬ك ما قال‬
‫تعال‪{ :‬وع سى أن تكرهوا شيئا و هو خ ي ل كم وع سى أن تبوا شيئا و هو شر ل كم}‬
‫وقال تعال‪{ :‬فعسططططى أن تكرهوا شيئا ويعططططل ال فيططططه خيا كثيا}‪.‬‬

‫سنِيَ * َودَخَ َل‬ ‫ك نَجْزِي الْ ُمحْ ِ‬ ‫** وَلَمّا بَلَ غَ َأشُدّ هُ وَا ْسَتوَىَ آَتْينَا هُ ُحكْما َوعِلْما وَكَذَلِ َ‬
‫الْمَدِيَنةَ عََلىَ ِحيِ َغفَْلةٍ مّ نْ أَهِْلهَا َفوَ َجدَ فِيهَا رَ ُجَليْ نِ يَ ْقَتِتلَ ِن هَـذَا مِن شِي َعتِ هِ َوهَـذَا مِ نْ‬
‫ضىَ عََليْهِ قَا َل هَـذَا‬ ‫عَ ُدوّهِ فَا ْسَتغَاثَهُ الّذِي مِن شِي َعتِهِ عَلَى الّذِي مِ ْن عَ ُدوّهِ َفوَ َكزَهُ مُو َسىَ َف َق َ‬
‫شيْطَا نِ ِإنّ ُه عَ ُدوّ ّمضِ ّل ّمبِيٌ * قَالَ رَ بّ ِإنّي ظََلمْ تُ َنفْ سِي فَا ْغفِرْ لِي َف َغفَرَ لَ هُ‬ ‫مِ ْن عَمَلِ ال ّ‬
‫ج ِرمِيَ‬ ‫ُونط َظهِيا ّللْمُ ْ‬
‫َنط أَك َ‬ ‫َيط َفل ْ‬
‫ْتط عَل ّ‬ ‫َبط بِمَآ أَْنعَم َ‬ ‫ِيمط * قَالَ ر ّ‬ ‫ّهط ُهوَ اْل َغفُورُ ال ّرح ُ‬ ‫ِإن ُ‬
‫ل ا ذ كر تعال مبدأ أ مر مو سى عل يه ال سلم‪ ,‬ذ كر أ نه ل ا بلغ أشده وا ستوى‪ ,‬آتاه ال‬
‫حكما وعلما‪ .‬قال ما هد‪ :‬يع ن النبوة {وكذلك نزي الح سني} ث ذ كر تعال سبب‬

‫‪456‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وصوله إل ما كان تعال قدره له من النبوة والتكليم ف قضية قتله ذلك القبطي الذي كان‬
‫سبب خرو جه من الديار ال صرية إل بلد مد ين‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬ود خل الدي نة على ح ي‬
‫غفلة من أهل ها} قال ا بن جر يج عن عطاء الرا سان عن ا بن عباس‪ :‬وذلك ب ي الغرب‬
‫والعشاء‪ .‬وقال ا بن النكدر عن عطاء بن ي سار عن ا بن عباس‪ :‬كان ذلك ن صف النهار‪,‬‬
‫وكذا قال سعيد بن جبي وعكر مة وال سدي وقتادة {فو جد في ها رجل ي يقتتلن} أي‬
‫يتضاربان ويتنازعان {هذا من شيع ته} أي إ سرائيلي {وهذا من عدوه} أي قب طي‪ ,‬قاله‬
‫ابن عباس وقتادة والسدي وممد بن إسحاق‪ ,‬فاستغاث السرائيلي بوسى عليه السلم‪,‬‬
‫فوجد موسى فرصة وهي غفلة الناس‪ ,‬فعمد إل القبطي {فوكزه موسى فقضىَ عليه} قال‬
‫ماهد‪ :‬فوكزه أي طعنه بمع كفه‪ .‬وقال قتادة‪ :‬وكزه بعصا كانت معه‪ ,‬فقضي عليه‪ ,‬أي‬
‫كان فيها حتفه فمات {قال} موسى {هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبي * قال‬
‫رب إ ن ظل مت نف سي فاغ فر ل فغ فر له إ نه هو الغفور الرح يم * قال رب ب ا أنع مت‬
‫علي} أي باطط جعلت ل مططن الاه والعططز والنعمططة {فلن أكون ظهيا} أي معينا‬
‫{للمجرميطططط} أي الكافريططططن بططططك‪ ,‬الخالفيطططط لمرك‪.‬‬

‫س يَسَْتصْرِخُهُ قَالَ لَ ُه مُوسَ َى‬


‫صبَحَ فِي الْمَدِيَنةِ خَآئِفا َيتَرَقّبُ فَإِذَا الّذِي اسَْتْنصَ َرهُ بِالمْ ِ‬
‫** َفأَ ْ‬
‫ي ّمبِيٌ * َفلَمّآ أَ نْ أَرَادَ أَن َيبْطِ شَ بِالّذِي ُهوَ عَ ُدوّ ّلهُمَا قَا َل يَمُو سَىَ َأتُرِيدُ أَن‬ ‫ِإنّ كَ َل َغوِ ّ‬
‫ت َنفْ سا بِالمْ سِ إِن تُرِيدُ إِلّ أَن َتكُو نَ َجبّارا فِي الرْ ضِ وَمَا تُرِيدُ أَن‬ ‫َتقْتُلَنِي كَمَا َقتَلْ َ‬
‫ط الْمُصططططططططططِْلحِيَ‬ ‫تَكُونططططططططططَ مِنططططططططط َ‬
‫يقول تعال م با عن مو سى عل يه ال سلم ل ا ق تل ذلك القب طي أ نه أ صبح { ف الدي نة‬
‫خائفا} أي من معرة ما فعل {يترقب} أي يتلفت ويتوقع ما يكون من هذا المر فمر ف‬
‫ب عض الطرق‪ ,‬فإذا ذلك الذي ا ستنصره بال مس على ذلك القب طي يقا تل آ خر‪ ,‬فل ما مر‬
‫عليه موسى استصرخه على الَخر‪ ,‬فقال له موسى {إنك لغوي مبي} أي ظاهر الغواية‬
‫كث ي ال شر‪ ,‬ث عزم مو سى على الب طش بذلك القب طي‪ ,‬فاعت قد ال سرائيلي لوره وضعفه‬
‫وذلته أن موسى إنا يريد قصده لا سعه يقول ذلك‪ ,‬فقال يدفع عن نفسه {يا موسى أتريد‬
‫أن تقتلن كما قتلت نفسا بالمس ؟} وذلك لنه ل يعلم به إل هو وموسى عليه السلم‪,‬‬

‫‪457‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فلما سعها ذلك القبطي لقفها من فمه‪ ,‬ث ذهب با إل باب فرعون وألقاها عنده‪ ,‬فعلم‬
‫فرعون بذلك‪ ,‬فاشتد حنقه‪ ,‬وعزم على قتل موسى‪ ,‬فطلبوه فبعثوا وراءه ليحضروه لذلك‪.‬‬

‫سعَىَ قَا َل يَمُو سَىَ إِ ّن الْمَل َي ْأتَمِرُو َن بِ كَ ِلَي ْقتُلُو َك‬


‫** وَجَآءَ رَجُ ٌل مّ نْ أَقْ صَى الْمَدِيَنةِ يَ ْ‬
‫حيَ‬ ‫ط النّاصطططططِ ِ‬ ‫ط مِنطططط َ‬ ‫فَا ْخرُجطططططْ إِنّطططططي لَكطططط َ‬
‫قال تعال‪{ :‬وجاء ر جل} و صفه بالرجول ية‪ ,‬ل نه خالف الطر يق‪ ,‬ف سلك طريقا أقرب‬
‫من طريق الذين بعثوا وراءه‪ ,‬فسبق إل موسى‪ ,‬فقال له‪ :‬يا موسى {إن الل يأترون بك}‬
‫أي يتشاورون فيطك {ليقتلوك فاخرج} أي مطن البلد {إنط لك مطن الناصطحي}‪.‬‬

‫جنِي مِ َن اْل َقوْمِ الظّالِ ِميَ * وَلَمّا َتوَجّ َه تِ ْلقَآ َء مَ ْديَنَ‬


‫ب َن ّ‬
‫ج ِمْنهَا خَآئِفا َيتَرَقّبُ قَالَ رَ ّ‬ ‫** َفخَ َر َ‬
‫سبِيلِ * وَلَمّا وَرَ َد مَآ َء مَ ْديَ َن وَجَ َد عََليْ هِ ُأ ّم ًة مّ نَ النّا سِ‬
‫قَا َل عَ سَىَ َربّ يَ أَن َيهْ ِدَينِي َسوَآ َء ال ّ‬
‫سقِي َحّت َى يُ صْدِرَ‬ ‫سقُونَ َووَجَ َد مِن دُونِهِ ُم امْ َرَأتَيِ تَذُودَا نِ قَا َل مَا خَ ْطُبكُمَا قَالَتَا َل نَ ْ‬ ‫يَ ْ‬
‫س َقىَ َلهُمَا ثُ ّم َتوَّلىَ إِلَى الظّلّ َفقَالَ رَ بّ ِإنّي ِلمَآ أَنزَلْ تَ إِلَ يّ‬ ‫ال ّرعَآءُ َوَأبُونَا َشيْ خٌ َكبِيٌ * فَ َ‬
‫مِنططططططططططططططططططططططططططططططططْ َخيْرٍ َفقِيٌ‬
‫لا أخبه ذلك الرجل با تال عليه فرعون ودولته ف أمره‪ ,‬خرج من مصر وحده‪ ,‬ول‬
‫يألف ذلك قبله بل كان ف رفاهية ونعمة ورياسة {فخرج منها خائفا يترقب} أي يتلفت‬
‫{قال رب نن من القوم الظالي} أي من فرعون وملئه‪ ,‬فذكروا أن ال سبحانه وتعال‬
‫ب عث إل يه ملكا على فرس‪ ,‬فأرشده إل الطر يق‪ ,‬فال أعلم {ول ا تو جه تلقاء مد ين} أي‬
‫أخطذ طريقا سطالكا مهيعا‪ ,‬فرح بذلك {قال عسطى ربط أن يهدينط سطواء السطبيل} أي‬
‫الطر يق القوم‪ ,‬فف عل ال به ذلك وهداه إل ال صراط ال ستقيم ف الدن يا والَخرة‪ ,‬فجعله‬
‫هاديا مهديا {ولا ورد ماء مدين} أي لا وصل إل مدين وورد ماءها‪ ,‬وكان لا بئر يرده‬
‫رعاء الشاء {و جد عل يه أ مة من الناس ي سقون} أي جا عة ي سقون‪{ ,‬وو جد من دون م‬
‫امرأتيط تذودان} أي تكفكفان غنمهمطا أن ترد مطع غنطم أولئك الرعاء لئل يؤذيطا‪ ,‬فلمطا‬
‫رآه ا مو سى عل يه ال سلم رق ل ما ورحه ما {قال ما خطبك ما ؟} أي ما خبك ما ل‬

‫‪458‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تردان مع هؤلء ؟ {قال تا ل ن سقي ح ت ي صدر الرعاء} أي ل ي صل ل نا سقي إل ب عد‬
‫فراغ هؤلء {وأبو نا ش يخ كبي} أي فهذا الال اللجىء ل نا إل ما ترى‪ ,‬قال ال تعال‪:‬‬
‫{فسقى لما} قال أبو بكر بن أب شيبة‪ .‬حدثنا عبد ال‪ ,‬أنبأنا إسرائيل عن أب إسحاق‬
‫عن عمرو بن ميمون الودي عن عمر بن الطاب رضي ال عنه أن موسى عليه السلم لا‬
‫ورد ماء مد ين‪ ,‬و جد عل يه أ مة من الناس ي سقون قال‪ :‬فل ما فرغوا أعادوا ال صخرة على‬
‫البئر‪ ,‬ول يطيطق رفعهطا إل عشرة رجال‪ ,‬فإذا هطو بامرأتيط تذودان قال‪ :‬مطا خطبكمطا ؟‬
‫فحدثتاه‪ ,‬فأتطى الجطر فرفعطه‪ ,‬ثط ل يسطتق إل ذنوبا واحدا حتط رويطت الغنطم‪ ,‬إسطناد‬
‫صططططططططططططططططططططططططططططططططططحيح‪.‬‬
‫وقوله تعال‪ { :‬ث تول إل ال ظل فقال رب إ ن ل ا أنزلت إل من خ ي فق ي} قال ا بن‬
‫عباس‪ :‬سطار موسطى مطن مصطر إل مديطن ليطس له طعام إل البقطل وورق الشجطر‪ ,‬وكان‬
‫حافيا‪ ,‬فما وصل إل مدين حت سقطت نعل قدميه‪ ,‬وجلس ف الظل وهو صفوة ال من‬
‫خلقه‪ ,‬وإن بطنه للصق بظهره من الوع‪ ,‬وإن خضرة البقل لترى من داخل جوفه‪ ,‬وإنه‬
‫لحتاج إل شطق ترة‪ ,‬وقوله {إل الظطل} قال ابطن عباس وابطن مسطعود والسطدي‪ :‬جلس‬
‫تتط شجرة‪ .‬وقال ابطن جريطر‪ :‬حدثنط السطي بطن عمرو العنقزي‪ ,‬حدثنطا أبط‪ ,‬حدثنطا‬
‫إسرائيل عن أب إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد ال ط هو ابن مسعود ط قال‪:‬‬
‫حثثت على جل ليلتي حت صبحت مدين‪ ,‬فسألت عن الشجرة الت أوى إليها موسى‪,‬‬
‫فإذا هطي شجرة خضراء ترف‪ ,‬فأهوى إليهطا جلي وكان جائعا فأخذهطا جلي فعالهطا‬
‫ساعة ث لفظها‪ ,‬فدعوت ال لوسى عليه السلم ث انصرفت‪ .‬وف رواية عن ابن مسعود‬
‫أنه ذهب إل الشجرة الت كلم ال منها موسى‪ ,‬كما سيأت إن شاء ال‪ ,‬فال أعلم‪ .‬وقال‬
‫السدي‪ ,‬كانت الشجرة من شجر السمر‪ .‬وقال عطاء بن السائب لا قال موسى {رب إن‬
‫ططططع الرأة‪.‬‬ ‫طططط} أسط‬ ‫طططط فقيط‬ ‫ططططن خيط‬ ‫طططط أنزلت إل مط‬ ‫لاط‬

‫ج ِزيَكَ أَجْ َر مَا َس َقْيتَ َلنَا‬


‫حيَآءٍ قَالَتْ إِنّ َأبِي يَ ْدعُوكَ ِليَ ْ‬
‫** َفجَآ َءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِ ْ‬
‫جوْتَ مِنَ الْ َقوْمِ الظّاِلمِيَ * قَالَتْ إِ ْحدَاهُمَا‬ ‫ف َن َ‬
‫صصَ قَالَ َل تَخَ ْ‬ ‫فَلَمّا جَآءَ ُه وَقَصّ عََليْ ِه اْلقَ َ‬
‫ي المِيُ * قَالَ ِإنّ يَ أُرِيدُ أَ نْ أُنكِحَ كَ إِحْدَى‬ ‫ت اْلقَوِ ّ‬
‫يََأبَ تِ ا ْستَأْ ِج ْرهُ إِ نّ َخيْ َر مَ ِن ا ْستَأْ َجرْ َ‬

‫‪459‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ت عَشْرا فَمِنْ عِندِ َك َومَآ أُرِيدُ أَنْ َأشُقّ‬ ‫اْبَنتَ ّي هَاتَيْ ِن عََلىَ أَن َتأْجُ َرنِي ثَمَانِيَ ِحجَجٍ فَإِنْ َأتْمَمْ َ‬
‫ك َبيْنِي َوبَْينَ كَ َأيّمَا ال َجَليْ نِ َقضَيْ تُ‬
‫ج ُدنِي إِن شَاءَ اللّ ُه مِ َن ال صّالِحِيَ * قَالَ ذَلِ َ‬ ‫عََليْ كَ َستَ ِ‬
‫ط عََلىَ مَطططططا نَقُو ُل وَكِيلٌ‬ ‫ط وَاللّهطططط ُ‬ ‫ط عَلَيطططط ّ‬ ‫َفلَ عُ ْدوَانطططط َ‬
‫لا رجعت الرأتان سريعا بالغنم إل أبيهما‪ ,‬أنكر حالما بسبب ميئهما سريعا‪ ,‬فسألما‬
‫عن خبها‪ ,‬فقصتا عليه ما فعل موسى عليه السلم‪ ,‬فبعث إحداها إليه لتدعوه إل أبيها‪,‬‬
‫قال ال تعال‪{ :‬فجاء ته إحداه ا ت شي على ا ستحياء} أي م شي الرائر‪ ,‬ك ما روي عن‬
‫أمي الؤمني عمر رضي ال عنه أنه قال‪ :‬كانت مستترة بكم درعها‪ .‬وقال ابن أب حات‪:‬‬
‫حدثنا أب حدثنا أبو نعيم‪ ,‬حدثنا إسرائيل عن أب إسحاق عن عمرو بن ميمون قال‪ :‬قال‬
‫ع مر ر ضي ال ع نه‪ :‬جاءت ت شي على ا ستحياء قائلة بثوب ا على وجه ها‪ ,‬لي ست ب سلفع‬
‫من النساء دلجة ولجة خراجة‪ .‬هذا إسناد صحيح‪ .‬قال الوهري‪ :‬السلفع من الرجال‬
‫السطور‪ ,‬ومطن النسطاء الاريطة السطليطة‪ ,‬ومطن النوق الشديدة‪{ .‬قالت إن أبط يدعوك‬
‫ليجزيك أجر ما سقيت لنا} وهذا تأدب ف العبارة ل تطلبه طلبا مطلقا لئل يوهم ريبة‪,‬‬
‫بل قالت‪ :‬إن أب يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا‪ ,‬يعن ليثيبك ويكافئك على سقيك‬
‫لغنم نا {فلما جاءه و قص عليه القصص} أي ذكر له ما كان من أمره و ما جرى له من‬
‫السطبب الذي خرج مطن أجله مطن بلده {قال ل تفط نوت مطن القوم الظاليط} يقول‪:‬‬
‫طب نف سا و قر عينا‪ ,‬ف قد خر جت من ملكت هم‪ ,‬فل ح كم ل م ف بلد نا‪ ,‬ولذا قال‪:‬‬
‫{نوت مطططططططططن القوم الظاليططططططططط}‪.‬‬
‫وقد اختلف الفسرون ف هذا الرجل من هو ؟ على أقوال أحدها أنه شعيب النب عليه‬
‫ال سلم الذي أر سل إل أ هل مد ين‪ ,‬وهذا هو الشهور ع ند كث ي من العلماء‪ ,‬و قد قاله‬
‫السن البصري وغي واحد‪ ,‬ورواه ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا عبد العزيز الوسي‪,‬‬
‫حدثنا مالك بن أنس أنه بلغه أن شعيبا هو الذي قص عليه موسى القصص‪ ,‬قال {ل تف‬
‫نوت من القوم الظال ي}‪ .‬و قد روى ال طبان عن سلمة بن سعد الغزي أ نه و فد على‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فقال له «مرحبا بقوم شع يب وأختان مو سى هد يت»‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل كان ابن أخي شعيب‪ .‬وقيل رجل مؤمن من قوم شعيب‪ .‬وقال آخرون‪.‬‬
‫كان شعيب قبل زمان موسى عليه السلم بدة طويلة لنه قال لقومه {وما قوم لوط منكم‬

‫‪460‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ببعيد} وقد كان هلك قوم لوط ف زمن الليل عليه السلم بنص القرآن‪ ,‬وقد علم أنه‬
‫كان ب ي الل يل ومو سى عليه ما ال سلم مدة طويلة تز يد على أربعمائة سنة‪ ,‬ك ما ذكره‬
‫غي واحد‪ .‬وما قيل إن شعيبا عاش مدة طويلة‪ ,‬إنا هو ط وال أعلم ط احتراز من هذا‬
‫الشكال‪ ,‬ث من القوي لكونه ليس بشعيب أنه لو كان إياه لوشك أن ينص على اسه ف‬
‫القرآن ههنا‪ ,‬و ما جاء ف بعض الحاديث من الت صريح بذكره ف قصة موسى ل ي صح‬
‫إ سناده‪ ,‬ك ما سنذكره قريبا إن شاء ال‪ ,‬ث من الوجود ف ك تب ب ن إ سرائيل أن هذا‬
‫الرجل اسه ثيون‪ ,‬وال أعلم‪ .‬قال أبو عبيدة بن عبد ال بن مسعود‪ :‬ثيون هو ابن أخي‬
‫شعيطب عليطه السطلم‪ ,‬وعطن أبط حزة عطن ابطن عباس قال‪ :‬الذي اسطتأجر موسطى يثرى‬
‫صاحب مد ين‪ ,‬رواه ا بن جر ير به‪ ,‬ث قال‪ :‬ال صواب أن هذا ل يدرك إل ب ب‪ ,‬ول خب‬
‫تبططططططط بطططططططه الجطططططططة فططططططط ذلك‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬قالت إحداها يا أبت استأجره إن خي من استأجرت القوي المي} أي‬
‫قالت إحدى ابنت هذا الرجل‪ ,‬قيل هي الت ذهبت وراء موسى عليه السلم‪ ,‬قالت لبيها‬
‫{يا أبت استأجره} أي لرعية هذه الغنم‪ .‬قال عمر وابن عباس وشريح القاضي وأبو مالك‬
‫وقتادة وممد بن إسحاق وغي واحد‪ :‬لا قالت {إن خي من استأجرت القوي المي}‬
‫قال لا أبوها‪ :‬وما علمك بذلك ؟ قالت له‪ :‬إنه رفع الصخرة الت ل يطيق حلها إل عشرة‬
‫رجال‪ ,‬وإ ن ل ا جئت م عه تقد مت أما مه فقال ل‪ :‬كو ن من ورائي‪ ,‬فإذا اختل فت علي‬
‫الطريق فاحذف ل بصاة أعلم با كيف الطريق لهتدي إليه‪ .‬وقال سفيان الثوري عن أب‬
‫إسحاق عن أب عبيدة عن عبد ال هو ابن مسعود قال‪ :‬أفرس الناس ثلثة‪ :‬أبو بكر حي‬
‫تفرس ف عمر‪ ,‬وصاحب يوسف حي قال أكرمي مثواه‪ ,‬وصاحبة موسى حي قالت {يا‬
‫أ بت ا ستأجره إن خ ي من أ ستأجرت القوي الم ي} قال {إ ن أر يد أن أنك حك إحدى‬
‫ابنت هاتي} أي طلب إليه هذا الرجل الشيخ الكبي أن يرعى غنمه ويزوجه إحدى ابنتيه‬
‫هاتي‪ ,‬قال شعيب البائي‪ :‬وها صفوريا وليا‪ .‬وقال ممد بن إسحاق‪ :‬صفوريا وشرفا‪,‬‬
‫ويقال ليا‪ ,‬وقد استدل أصحاب أب حنيفة بذه الَية على صحة البيع فيما إذا قال بعتك‬
‫أحططد هذيططن العبديططن بائة‪ ,‬فقال‪ :‬اشتريططت‪ ,‬أنططه يصططح‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫‪461‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله‪{ :‬على أن تأجرن ثان حجج فإن أتمت عشرا فمن عندك} أي على أن ترعى‬
‫غنمي ثان سني‪ ,‬فإن تبعت بزيادة سنتي فهو إليك‪ ,‬وإل ففي الثمان كفاية {وما أريد‬
‫أن أشق عليك ستجدن إن شاء ال من الصالي} أي ل أشاقك ول أؤذيك ول أماريك‪,‬‬
‫و قد ا ستدلوا بذه الَ ية الكري ة لذهب الوزا عي في ما إذا قال‪ :‬بع تك هذا بعشرة نقدا أو‬
‫بعشرين نسيئة أنه يصح‪ ,‬ويتار الشتري بأيهما أخذه صح‪ ,‬وحل الديث الروي ف سنن‬
‫أبط داود «مطن باع بيعتيط فط بيعطة فله أوكسطهما أو الربطا» على هذا الذهطب‪ ,‬وفط‬
‫الستدلل بذه الَية وهذا الديث على هذا الذهب نظر ليس هذا موضع بسطه لطوله‪,‬‬
‫وال أعلم‪.‬‬
‫ث قد ا ستدل أ صحاب المام أح د و من تبع هم ف صحة ا ستئجار الج ي بالطع مة‬
‫والكسوة‪ ,‬بذه الَية‪ ,‬واستأنسوا ف ذلك با رواه أبو عبد ال ممد بن يزيد بن ماجه ف‬
‫كتابه السنن حيث قال‪ :‬باب استئجار الجي على طعام بطنه‪ ,‬حدثنا ممد بن المصي‪,‬‬
‫حدثنا بقية بن الوليد عن مسلمة بن علي عن سعيد بن أب أيوب عن الارث بن يزيد عن‬
‫علي بن رباح قال‪ :‬سعت عتبة بن النذر السلمي يقول‪ :‬كنا عند رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فقرأ طسم حت إذا بلغ قصة موسى قال‪« :‬إن موسى آجر نفسه ثان سني أو عشر‬
‫سني على عفة فرجه وطعام بطنه» وهذا الديث من هذا الوجه ضعيف‪ ,‬لن مسلمة بن‬
‫علي وهو الشن الدمشقي البلطي ضعيف الرواية عند الئمة‪ ,‬ولكن قد روي من وجه‬
‫آخططططططططططر‪ ,‬وفيططططططططططه نظططططططططططر أيضا‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو زرعة‪ ,‬حدثنا صفوان‪ ,‬حدثنا الوليد‪ ,‬حدثنا عبد ال بن‬
‫ليعة عن الارث بن يزيد الضرمي عن علي بن رباح اللخمي قال‪ :‬سعت عتبة بن الندّر‬
‫السلمي صاحب رسول ال صلى ال عليه وسلم يدث أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪« :‬إن موسى عليه السلم آجر نفسه بعفة فرجه وطعمة بطنه» وقوله تعال إخبارا عن‬
‫موسى عليه السلم {قال ذلك بين وبينك أيا الجلي قضيت فل عدوان عل يّ وال على‬
‫ما نقول وك يل} يقول‪ :‬إن مو سى قال ل صهره‪ :‬ال مر على ما قلت من أ نك ا ستأجرتن‬
‫على ثان سطني‪ ,‬فإن أتمطت عشرا فمطن عندي فأنطا متط فعلت أقلهمطا فقطد برئت مطن‬
‫العهدوخرجطت مطن الشرط‪ ,‬ولذا قال {أياط الجليط قضيطت فل عدوان علي} أي فل‬

‫‪462‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حرج علي‪ ,‬مع أن الكامل وإن كان مباحا لكنه فاضل من جهة أخرى بدليل من خارج‪,‬‬
‫كما قال تعال‪{ :‬فمن تعجل ف يومي فل إث عليه ومن تأخر فل إث عليه} وقال رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم لمزة بن عمرو ال سلمي ر ضي ال ع نه‪ ,‬وكان كث ي ال صيام‪,‬‬
‫وسأله عن الصوم ف السفر‪ ,‬فقال‪« :‬إن شئت فصم‪ ,‬وإن شئت فأفطر» مع أن فعل الصيام‬
‫را جح من دل يل آ خر‪ ,‬هذا و قد دل الدل يل على أن مو سى عل يه ال سلم إن ا ف عل أك مل‬
‫طططططططططططططططا‪.‬‬ ‫ططططططططططططططط وأتهمط‬ ‫الجليط‬
‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا ممد بن عبد الرحيم‪ ,‬حدثنا سعيد بن سليمان‪ ,‬حدثنا مروان بن‬
‫شجاع عن سال الف طس عن سعيد بن جبي قال‪ :‬سألن يهودي من أ هل الية‪ :‬أي‬
‫الجلي قضى موسى ؟ فقلت‪ :‬ل أدري حت أقدم على حب العرب فأسأله‪ ,‬فقدمت على‬
‫ا بن عباس ر ضي ال ع نه ف سألته‪ ,‬فقال‪ :‬ق ضى أكثره ا وأطيبه ما إن ر سول ال إذا قال‬
‫فعل‪ ,‬هكذا رواه البخاري وهكذا رواه حكيم بن جبي وغيه عن سعيد بن جبي‪ ,‬ووقع‬
‫ف حديث الفتون من رواية القاسم بن أب أيوب عن سعيد بن جبي‪ :‬أن الذي سأله رجل‬
‫من أهل النصرانية والول أشبه‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬وقد روي من حديث ابن عباس مرفوعا‪ ,‬قال‬
‫ابن جرير‪ :‬حدثنا أحد بن ممد الطوسي‪ ,‬حدثنا الميدي‪ ,‬حدثنا سفيان‪ ,‬حدثن إبراهيم‬
‫بن ي ي بن أ ب يعقوب عن ال كم بن أبان‪ ,‬عن عكر مة‪ ,‬عن ا بن عباس أن ر سول ال‬
‫صطلى ال عليطه وسطلم قال‪« :‬سطألت جبيطل‪ :‬أي الجليط قضطى موسطى ؟ قال‪ :‬أتهمطا‬
‫وأكملهما» ورواه ابن أب حات عن أبيه عن الميدي عن سفيان وهو ابن عيينة‪ :‬حدثن‬
‫إبراهيم بن يي بن أب يعقوب وكان من أسنان أو أصغر من فذكره‪ .‬وف إسناده قلب‪,‬‬
‫وإبراهيم هذا ليس بعروف‪ .‬ورواه البزار عن أحد بن أبان القرشي عن سفيان بن عيينة‬
‫عن إبراهيم بن أعي عن الكم بن أبان عن عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس عن النب فذكره‪ ,‬ث‬
‫قال‪ :‬ل نعرفطططه مرفوعا عطططن ابطططن عباس إل مطططن هذا الوجطططه‪.‬‬
‫ث قال ابن أب حات‪ :‬قرىء على يونس بن عبد العلى‪ ,‬أنبأنا ابن وهب‪ ,‬أنبأنا عمرو بن‬
‫الارث عطن ييطبطن ميمون الضرمطي عطن يوسطف بطن تيح أن رسطول ال سطئل‪ :‬أي‬
‫الجلي قضى موسى ؟ قال‪« :‬ل علم ل» فسأل رسول ال صلى ال عليه وسلم جبيل‪,‬‬
‫فقال جب يل‪ :‬ل علم ل‪ ,‬ف سأل جب يل ملكا فو قه‪ ,‬فقال‪ :‬ل علم ل‪ ,‬ف سأل ذلك اللك‬

‫‪463‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ربه عز وجل عما سأله عنه جبيل‪ ,‬عما سأله عنه ممد صلى ال عليه وسلم فقال الرب‬
‫عز وجل‪ :‬قضى أبرها وأبقاها‪ ,‬أو قال أزكاها‪ ,‬وهذا مرسل‪ ,‬وقد جاء مرسلً من وجه‬
‫آ خر‪ ,‬وقال سنيد حدث نا حجاج عن ا بن جريج قال‪ :‬قال ماهد‪ :‬إن ال نب صلى ال عليه‬
‫و سلم‪ ,‬سأل جب يل‪ ,‬أي الجل ي ق ضى مو سى ؟ فقال‪ :‬سوف أ سأل إ سرافيل ف سأله‪,‬‬
‫فقال‪ :‬سططوف أسططأل الرب عططز وجططل‪ ,‬فسططأله فقال‪ :‬أبرهاطط وأوفاهاطط‪.‬‬
‫(طريق أخرى مرسلة أيضا) قال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن وكيع‪ ,‬حدثنا أب حدثنا أبو معشر‬
‫عن ممد بن كعب القرظي قال‪ :‬سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬أي الجلي قضى‬
‫موسى ؟ قال‪« :‬أوفاها وأتهما» فهذه طرق متعاضدة‪ ,‬ث قد روي هذا مرفوعا من رواية‬
‫أب ذر رضي ال عنه‪ .‬قال الافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا أبو عبيد ال يي بن ممد بن‬
‫السكن‪ ,‬حدثنا إسحاق بن إدريس‪ ,‬حدثنا عويذ بن أب عمران الون عن أبيه عن عبد ال‬
‫بن ال صامت عن أ ب ذر ر ضي ال ع نه أن ال نب صلى ال عل يه و سلم سئل‪ :‬أي الجل ي‬
‫قضى موسى ؟ ط قال ط «أوفاه ا وأبره ا ط قال ط وإن سئلت‪ :‬أي الرأت ي تزوج ؟‬
‫فقل الصغرى منهما» ث قال البزار‪ :‬ل نعلم يروى عن أب ذر إل بذا السناد‪ .‬وقد رواه‬
‫ابططن أبطط حاتطط مططن حديططث عَوبَطذ بططن أبطط عمران‪ ,‬وهططو ضعيططف‪.‬‬
‫ث قد روي أيضا نوه من حديث عتبة بن النّدر بزيادة غريبة جدا‪ ,‬فقال أبو بكر البزار‪:‬‬
‫حدثنا عمر بن الطاب السجستان‪ ,‬حدثنا يي بن بكي‪ ,‬حدثنا ابن ليعة‪ ,‬حدثنا الارث‬
‫بن يزيد عن علي بن رباح اللخمي قال‪ :‬سعت عتبة بن النّدر يقول‪ :‬إن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم سئل‪ :‬أي الجلي قضى موسى ؟ قال‪« :‬أبرها وأوفاها» ث قال النب صلى‬
‫ال عليه وسلم‪« :‬إن موسى عليه السلم لا أراد فراق شعيب عليه السلم‪ ,‬أمر امرأته أن‬
‫تسأل أباها أن يعطيها من غنمه ما يعيشون به‪ ,‬فأعطاها ما ولدت غنمه ف ذلك العام من‬
‫قالب لون‪ ,‬قال‪ :‬فمطا مرت شاة إل ضرب موسطى جنبهطا بعصطاه‪ ,‬فولدت قوالب ألوان‬
‫كلهطا‪ ,‬وولدت ثنتيط وثلثطا كل شاة ل يس في ها فشوش ول ضبوب ول كمي شة تفوت‬
‫الكطف ول ثغول» وقال رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم‪« :‬إذا فتحتطم الشام فإنكطم‬
‫سطططتجدون بقايطططا منهطططا وهطططي السطططامرية» هكذا أورده البزار‪.‬‬

‫‪464‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقد رواه ابن أب حات بأبسط من هذا فقال‪ :‬حدثنا أبو زرعة‪ ,‬حدثنا يي بن عبد ال‬
‫بن بكي‪ ,‬حدثن عبد ال بن ليعة (ح) وحدثنا أبو زرعة‪ ,‬حدثنا صفوان‪ ,‬أنبأنا الوليد‪,‬‬
‫أنبأ نا ع بد ال بن لي عة عن الارث بن يز يد الضر مي عن علي بن رباح اللخ مي قال‪:‬‬
‫سعت عتبة بن النّدر السلمي صاحب رسول ال صلى ال عليه وسلم يدث أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬إن موسى عليه السلم آجر نفسه بعفة فرجه وطعمة بطنه‪,‬‬
‫فلما وف الجل قيل‪ :‬يا رسول ال أي الجلي ؟ ط قال‪ :‬أبرها وأوفاها‪ ,‬فلما أراد فراق‬
‫شعيب أمر امرأته أن تسأل أباها أن يعطيها من غنمه ما يعيشون به‪ ,‬فأعطاها ما ولدت‬
‫غنمه من قالب لون من ولد ذلك العام‪ ,‬وكانت غنمه سوداء حسناء‪ ,‬فانطلق موسى عليه‬
‫ال سلم‪ ,‬إل ع صاه‪ ,‬ف سماها من طرف ها ث وضع ها ف أد ن الوض‪ ,‬ث أورد ها ف سقاها‪,‬‬
‫ووقطف موسطى بإزاء الوض فلم تصطدر منهطا شاة إل وضرب جنبهطا شاة شاة‪ ,‬قال‪:‬‬
‫فأتأمطت وألبنطت ووض عت كل ها قوالب ألوان إل شاة أو شات ي ليطس فيهطا فشوش‪ ,‬قال‬
‫ي ي‪ :‬ول ضبون‪ ,‬وقال صفوان‪ :‬ول ضبوب‪ ,‬قال أ بو زر عة‪ :‬ال صواب طنوب ول عزوز‬
‫ول ثعول ول كمي شة تفوت ال كف‪ ,‬قال ال نب صلى ال عل يه و سلم‪« :‬لو افتتح تم الشام‬
‫ططططامرية»‪.‬‬ ‫ططططي السط‬ ‫ططططم وهط‬ ‫ططططا تلك الغنط‬ ‫طططط بقايط‬ ‫وجدتط‬
‫وحدثنا أبو زرعة‪ ,‬أنبأنا صفوان قال‪ :‬سعت الوليد قال‪ :‬سألت ابن ليعة ما الفشوش ؟‬
‫قال‪ :‬ال ت ت فش بلبن ها وا سعة الش خب‪ ,‬قلت‪ :‬ف ما الضبوب ؟ قال‪ :‬الطويلة الضرع تره‪,‬‬
‫قلت‪ :‬فما العزوز ؟ قال‪ :‬ضيقة الشخب‪ .‬قلت‪ :‬فما الثعول ؟ قال‪ :‬الت ليس لا ضرع إل‬
‫كهيئة حلمت ي‪ ,‬قلت‪ :‬ف ما الكمي شة ؟ قال‪ :‬ال ت تفوت ال كف كمي شة الضرع صغي ل‬
‫يدر كه ال كف‪ .‬مدار هذا الديطث على ع بد ال بن لي عة ال صري‪ ,‬و ف حف ظه سوء‪,‬‬
‫وأخ شى أن يكون رف عه خ طأ‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وينب غي أن يروى ل يس في ها فشوش ول عزوز‬
‫ول ضبوب ول ثعول ول كمي شة‪ ,‬لتذ كر كل صفة ناق صة مع ما يقابل ها من ال صفات‬
‫الناقصة‪ ,‬وقد روى ابن جرير من كلم أنس بن مالك موقوفا عليه ما يقارب بعضه بإِسناد‬
‫جيد‪ ,‬فقال‪ :‬حدثنا ممد بن الثن‪ ,‬حدثنا معاذ بن هشام‪ ,‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا قتادة‪ ,‬حدثنا‬
‫أنس بن مالك رضي ال عنه‪ ,‬قال‪ :‬لا دعا نب ال موسى عليه السلم صاحبه إل الجل‬
‫الذي كان بينه ما‪ ,‬قال له صاحبه‪ :‬كل شاة ولدت على غ ي لون ا‪ ,‬فلك ولد ها‪ ,‬فع مد‬

‫‪465‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مو سى فر فع حبالً على الاء‪ ,‬فل ما رأت اليال فز عت‪ ,‬فجالت جولة‪ ,‬فولدن كل هن بلقا‬
‫إل شاة واحدة‪ ,‬فذهططططططب بأولدهططططططن كلهططططططن ذلك العام‪.‬‬

‫س مِن جَانِبِ الطّو ِر نَارا قَا َل لهْلِهِ ا ْم ُكُثوَاْ ِإنّيَ‬ ‫** َفلَمّا َقضَ َى مُوسَى ال َج َل وَسَا َر ِبأَهْلِ ِه آنَ َ‬
‫خبَرٍ َأوْ جَ ْذ َو ٍة مّ َن النّارِ َلعَّلكُ ْم تَصْطَلُونَ * فَلَمّآ َأتَاهَا نُودِيَ‬ ‫ستُ نَارا ّل َعلّ َي آتِيكُمْ ّمْنهَا ِب َ‬ ‫آنَ ْ‬
‫ج َرةِ أَن يَمُو َسىَ ِإنّ يَ أَنَا اللّ هُ رَ بّ‬ ‫مِن شَاطِىءِ اْلوَادِي اليْ َم نِ فِي اْلُبقْ َع ِة الْ ُمبَارَ َك ِة مِ نَ الشّ َ‬
‫ب يَمُو سَىَ‬ ‫الْعَالَمِيَ * َوأَ نْ أَلْ ِق عَ صَاكَ َفلَمّا رَآهَا َت ْهتَزّ َكَأنّهَا جَآ ّن وَّلىَ مُ ْدبِرا وَلَ ْم ُيعَقّ ْ‬
‫ج َبْيضَآءَ مِ ْن َغيْرِ ُسوَءٍ‬ ‫خرُ ْ‬ ‫ك تَ ْ‬
‫ك يَدَ كَ فِي َجْيبِ َ‬ ‫خ فْ ِإنّ كَ مِ َن ا َل ِمنِيَ * ا سْلُ ْ‬ ‫أَ ْقبِلْ وَ َل تَ َ‬
‫ك بُ ْرهَانَا نِ مِن ّربّ كَ إِلَىَ فِ ْر َعوْ َن َومََلئِ هِ ِإّنهُ مْ كَانُواْ‬
‫ك مِ نَ ال ّرهْ بِ فَذَانِ َ‬ ‫وَاضْمُ مْ إَِليْ كَ َجنَاحَ َ‬
‫طقِيَ‬ ‫َقوْما فَاسططططططططططططططططططططططططططططططط ِ‬
‫قد تقدم ف تفسي الَية قبلها أن موسى عليه السلم قضى أت الجلي وأوفاها وأبرها‬
‫وأكملهما وأتقاها‪ ,‬وقد يستفاد هذا أيضا من الَية الكرية حيث قال تعال‪{ :‬فلما قضى‬
‫موسى الجل} أي الكمل منهما‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقال ابن أب نيح عن ماهد‪ :‬قضى عشر‬
‫سني وبعد ها عشرا أ خر‪ ,‬وهذا القول ل أره لغيه‪ ,‬و قد حكاه ع نه ا بن أ ب حا ت وا بن‬
‫جريطر‪ ,‬فال أعلم‪ .‬وقوله‪{ :‬وسطار بأهله} قالوا‪ :‬كان موسطى قطد اشتاق إل بلده وأهله‪,‬‬
‫فعزم على زيارتم ف خفية من فرعون وقومه‪ ,‬فتحمل بأهله وما كان معه من الغنم الت‬
‫وهبها له صهره‪ ,‬فسلك ب م ف ليلة مطية مظل مة باردة‪ ,‬فنل منلً‪ ,‬فج عل كل ما أورى‬
‫زنده ل يضيء شيئا‪ ,‬فتعجب من ذلك‪ ,‬فبينما هو كذلك {آنس من جانب الطور نارا}‬
‫أي رأى نارا تضيء على بعد {فقال لهله امكثوا إن آنست نارا} أي حت أذهب إليها‬
‫{لعلي آتيكم منها بب} وذلك لنه قد أضل الطريق {أو جذوة من النار} أي قطعة منها‬
‫{لعل كم ت صطلون} أي ت ستدفئون ب ا من البد‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬فل ما أتا ها نودي من‬
‫شاطىء الوادي الي ن} أي من جا نب الوادي م ا يلي ال بل عن يي نه من ناح ية الغرب‪,‬‬
‫كما قال تعال‪{ :‬وما كنت بانب الغرب إذ قضينا إل موسى المر} فهذا ما يرشد إل‬
‫أن مو سى ق صد النار إل ج هة القبلة‪ ,‬وال بل الغر ب عن يي نه‪ ,‬والنار وجد ها تضطرم ف‬

‫‪466‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫شجرة خضراء ف ل ف ال بل م ا يلي الوادي‪ ,‬فو قف باهتا ف أمر ها‪ ,‬فناداه ر به { من‬
‫شاطىء الوادي الينططط فططط البقعطططة الباركطططة مطططن الشجرة}‪.‬‬
‫قال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن وكيع‪ ,‬حدثنا أبو معاوية عن العمش عن عمرو بن مرة عن‬
‫أ ب عبيدة عن ع بد ال قال‪ :‬رأ يت الشجرة ال ت نودي من ها مو سى عل يه ال سلم سرة‬
‫خضراء ترف‪ ,‬إسناده مقارب‪ .‬وقال ممد بن إسحاق عن بعض من ل يتهم عن وهب بن‬
‫منبه قال‪ :‬شجرة من العليق‪ ,‬وبعض أهل الكتاب يقول إنا من العوسج‪ .‬وقال قتادة‪ :‬هي‬
‫مطططططن العوسطططططج‪ ,‬وعصطططططاه مطططططن العوسطططططج‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬أن يا مو سى إ ن أ نا ال رب العال ي} أي الذي ياط بك ويكل مك هو‬
‫رب العاليط الفعال لاط يشاء ل إله غيه ول رب سطواه‪ ,‬تعال وتقدس وتنه عطن ماثلة‬
‫ططططبحانه‪.‬‬ ‫ططططفاته وأقواله وأفعاله سط‬ ‫ططططه وصط‬ ‫طططط ذاتط‬ ‫الخلوقات فط‬
‫وقوله‪{ :‬وأن ألق ع صاك} أي ال ت ف يدك ك ما قرره على ذلك ف قوله تعال‪{ :‬و ما‬
‫تلك بيمي نك يا مو سى ؟ قال هي ع صاي أتو كأ علي ها وأ هش ب ا على غن مي ول في ها‬
‫مآرب أخرى} والعن أما هذه عصاك الت تعرفها {ألقها فألقاها فإذا هي حية تسعى}‬
‫فعرف وت قق أن الذي يكل مه هو الذي يقول للش يء‪ :‬كن فيكون‪ ,‬ك ما تقدم بيان ذلك‬
‫ف سوره طه‪ ,‬وقال هه نا‪{ :‬فلما رآها تتز} أي تضطرب {كأن ا جان ول مدبرا} أي‬
‫فط حركتهطا السطريعة مطع عظطم خلقتهطا وقوائمهطا‪ ,‬واتسطاع فمهطا واصططكاك أنياباط‬
‫وأضراسها‪ ,‬بيث ل تر بصخرة إل ابتلعتها‪ ,‬تنحدر ف فيها تتقعقع كأنا حادرة ف واد‬
‫فعند ذلك {ول مدبرا ول يعقب} أي ول يكن يلتفت لن طبع البشرية ينفر من ذلك‪,‬‬
‫فلما قال ال له‪{ :‬يا موسى أقبل ول تف إنك من الَمني} رجع فوقف ف مقامه الول‪,‬‬
‫ث قال ال تعال‪{ :‬اسلك يدك ف جيبك ترج بيضاء من غي سوء} أي إذا أدخلت يدك‬
‫ف جيب درعك ث أخرجتها‪ ,‬فإنا ترج تتلل كأنا قطعة قمر ف لعان البق‪ ,‬ولذا قال‪:‬‬
‫{مططططن غيطططط سططططوء} أي مططططن غيطططط برص‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬واضمم إليك جناحك من الرهب} قال ماهد‪ :‬من الفزع‪ ,‬وقال قتادة‪:‬‬
‫من الرعب‪ .‬وقال عبد الرحن بن زيد بن أسلم بن جرير‪ :‬ما حصل لك من خوفك من‬
‫ال ية‪ ,‬والظا هر أن الراد أ عم من هذا‪ ,‬و هو أ نه أ مر عل يه ال سلم إذا خاف من ش يء أن‬

‫‪467‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يضم إليه جناحه من الرهب وهو يده‪ ,‬فإذا فعل ذلك ذهب عنه ما يده من الوف‪ ,‬وربا‬
‫إذا استعمل أحد ذلك على سبيل القتداء فوضع يده على فؤاده‪ ,‬فإنه يزول عنه ما يده أو‬
‫يف إن شاء ال تعال وبه الثقة‪ .‬قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا علي بن السي‪ ,‬حدثنا الربيع‬
‫بن ثعلب الشيخ صال‪ ,‬أخبنا أبو إساعيل الؤدب عن عبد ال بن مسلم عن ماهد قال‪:‬‬
‫كان موسى عليه السلم قد ملىء قلبه رعبا من فرعون‪ ,‬فكان إذا رآه قال‪ :‬اللهم إن أدرأ‬
‫بك ف نره‪ ,‬وأعوذ بك من شره‪ ,‬فنع ال ما كان ف قلب موسى عليه السلم‪ ,‬وجعله‬
‫فطططططططط قلب فرعون‪ ,‬فكان إذا رآه بال كمططططططططا يبول المار‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬فذانك برهانان من ربك} يعن إلقاء العصا وجعلها حية تسعى وإدخاله‬
‫يده فط جيبطه فتخرج بيضاء مطن غيط سطوء‪ ,‬دليلن قاطعان واضحان على قدرة الفاعطل‬
‫الختار‪ ,‬وصطحة نبوة مطن جرى هذا الارق على يديطه‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬إل فرعون‬
‫وملئه} أي وقومه من الرؤساء والكباء والتباع {إنم كانوا قوما فاسقي} أي خارجي‬
‫عططططططن طاعططططططة ال‪ ,‬مالفيطططططط لمره ودينططططططه‪.‬‬

‫ت ِمْنهُ مْ نَفْسا َفأَخَا فُ أَن َيقْتُلُو نِ * َوأَخِي هَارُو ُن ُهوَ أَفْ صَ ُح ِمنّي‬ ‫** قَالَ رَ بّ ِإنّي َقتَلْ ُ‬
‫لِ سَانا َفأَرْ سِلْهِ َمعِ يَ رِدْءا يُ صَدُّقنِي ِإنّ يَ أَخَا فُ أَن ُيكَ ّذبُو نِ * قَالَ َسنَشُ ّد عَضُدَ َك ِبأَخِي كَ‬
‫ط‬
‫ط اتَّب َعكُمَطا الْغَاِلبُون َ‬
‫طلُونَ إَِليْكُمَطا بِآيَاتِنَطآ أَنتُمَطا َومَن ِ‬
‫ل يَص ِ‬
‫طلْطَانا َف َ‬
‫جعَلُ َلكُمَطا س ُ‬ ‫َونَ ْ‬
‫ل ا أمره ال تعال بالذهاب إل فرعون الذي إن ا خرج من ديار م صر فرارا م نه وخوفا‬
‫من سطوته {قال رب إن قتلت منهم نفسا} يعن ذلك القبطي {فأخاف أن يقتلون} أي‬
‫إذا رأو ن {وأ خي هارون هو أف صح م ن ل سانا} وذلك أن مو سى عل يه ال سلم كان ف‬
‫لسانه لثغة بسبب ما كان تناول تلك المرة حي خي بينها وبي التمرة أو الدرة‪ ,‬فأخذ‬
‫المرة فوضع ها على ل سانه‪ ,‬فح صل ف يه شدة ف الت عبي‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬واحلل عقدة من‬
‫لسان يفقهوا قول * واجعل ل وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه ف‬
‫أمري} أي يؤنسن فيما أمرتن به من هذا القام العظيم‪ ,‬وهو القيام بأعباء النبوة والرسالة‬
‫إل هذا اللك التكب البار العنيد‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬وأخي هارون هو أفصح من لسانا فأرسله‬
‫م عي ردءا} أي وزيرا ومعينا ومقويا لمري‪ ,‬ي صدقن في ما أقوله وأ خب به عن ال عز‬

‫‪468‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫و جل‪ ,‬لن خب الثن ي أن ع ف النفوس من خب الوا حد‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬إ ن أخاف أن‬
‫يكذبون}‪.‬‬
‫وقال ممد بن إسحاق {ردءا يصدقن} أي يبي لم عن ما أكلمهم به‪ ,‬فإنه يفهم عن‬
‫مطا ل يفهمون‪ ,‬فلمطا سطأل ذلك موسطى قال ال تعال‪{ :‬سطنشد عضدك بأخيطك} أي‬
‫سنقوي أمرك‪ ,‬ونعز جانبك بأخيك الذي سألت له أن يكون نبيا معك‪ ,‬كما قال ف الَية‬
‫الخرى‪{ :‬قد أوتيت سؤلك يا موسى} وقال تعال‪{ :‬ووهبنا له من رحتنا أخاه هارون‬
‫نبيا} ولذا قال ب عض ال سلف‪ :‬ل يس أ حد أع ظم م نة على أخ يه من مو سى على هارون‬
‫عليهما السلم‪ ,‬فإنه شفع فيه حت جعله ال نبيا ورسو ًل معه إل فرعون وملئه‪ ,‬ولذا قال‬
‫تعال فططططط حطططططق موسطططططى {وكان عنطططططد ال وجيها}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ونعل لكما سلطانا} أي حجة قاهرة {فل يصلون إليكما بآياتنا} أي‬
‫ل سبيل لم إل الوصول إل أذاكما بسبب إبلغكما آيات ال‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬يا أيها‬
‫الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ط إل قوله ط وال يعصمك من الناس} وقال تعال‪:‬‬
‫{الذين يبلغون رسالت ال ط إل قوله ط وكفى بال حسيبا} أي وكفى بال ناصرا‬
‫ومعينا ومؤيدا‪ ,‬ولذا أخبها أن العاقبة لما ولن اتبعهما ف الدنيا والَخرة‪ ,‬فقال تعال‪:‬‬
‫{أنتما ومن اتبعكما الغالبون} كما قال تعال‪{ :‬كتب ال لغلب أنا ورسلي إن ال قوي‬
‫عزيز} وقال تعال‪{ :‬إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا ف الياة الدنيا} إل آخر الَية‪ ,‬ووجه‬
‫ط سططانا فل يصطلون إليكمطا‪ ,‬ثط يبتدىء فيقول‪:‬‬ ‫ابطن جريطر على أن العنط‪ :‬ونعطل لكم ا‬
‫{بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون} تقديره أنتما ومن اتبعكما الغالبون بآياتنا‪ ,‬ول شك‬
‫أن هذا الع ن صحيح‪ ,‬و هو حا صل من التوج يه الول‪ ,‬فل حا جة إل هذا‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫ح ٌر ّمفْتَرًى َومَا سَ ِم ْعنَا ِبهَـذَا‬


‫** َفلَمّا جَآ َءهُم مّو َسىَ بِآيَاِتنَا َبّينَا تٍ قَالُواْ مَا هَـذَآ إِلّ سِ ْ‬
‫ى مِ ْن عِندِ ِه وَمَن تَكُو نُ لَ هُ‬ ‫فِ يَ آبَآئِنَا الوّلِيَ * وَقَا َل مُو سَىَ َربّ يَ َأعْلَ مُ بِمَن جَآ َء بِاْلهُدَ َ‬
‫عَاِقبَةُ الدّارِ ِإنّهططططططططُ َل ُيفْلِحططططططططُ الظّاِلمُونططططططططَ‬
‫ي ب تعال عن م يء مو سى وأخ يه هارون إل فرعون وملئه وعر ضه ما آتاه ا ال من‬
‫العجزات الباهرة‪ ,‬والدللة القاهرة على صطدقهما فيمطا أخطبا بطه عطن ال عطز وجطل مطن‬

‫‪469‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫توحيده واتباع أوامره‪ ,‬فل ما عا ين فرعون وملؤه ذلك وشاهدوه وتققوه‪ ,‬وأيقنوا أ نه من‬
‫ع ند ال‪ ,‬عدلوا بكفر هم وبغي هم إل العناد والباه تة‪ ,‬وذلك لطغيان م وت كبهم عن اتباع‬
‫القط فقالوا {مطا هذا إل سطحر مفترى} أي مفتعطل مصطنوع‪ ,‬وأرادوا معارضتطه باليلة‬
‫والاه فمطططططططططا صطططططططططعد معهطططططططططم ذلك‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وما سعنا بذا ف آبائنا الولي} يعنون عبادة ال وحده ل شريك له‪ ,‬يقولون‪:‬‬
‫ما رأي نا أحدا من آبائ نا على هذا الد ين‪ ,‬ول ن َر الناس إل يشركون مع ال آل ة أخرى‪,‬‬
‫فقال موسطى عليطه السطلم ميبا لمط {ربط أعلم بنط جاء بالدى مطن عنده} يعنط منط‬
‫ومنكم‪ ,‬وسيفصل بين وبينكم‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬ومن تكون له عاقبة الدار} أي من النصرة‬
‫والظفططر والتأييططد {إنططه ل يفلح الظالون} أي الشركون بال عططز وجططل‪.‬‬

‫ل مَا عَلِمْ تُ َلكُ ْم مّ نْ إِلَـ ٍه َغيْرِي َفَأوْقِدْ لِي َيهَامَا ُن عَلَى ال ّطيِ‬ ‫** وَقَالَ فِ ْر َعوْ نُ يََأّيهَا الْم ُ‬
‫فَا ْجعَل لّي صَرْحا ّلعَلّ يَ َأطّلِ عُ إِلَىَ إِلَـ ِه مُو سَ َى َوِإنّي ل ُظنّ ُه مِ َن اْلكَا ِذبِيَ * وَا ْسَتكْبَ َر ُهوَ‬
‫وَ ُجنُودُ هُ فِي الرْ ضِ ِب َغيْ ِر الْحَ ّق َوظَّن َواْ َأّنهُ مْ إَِلْينَا َل يُرْ َجعُو نَ * َفأَخَ ْذنَا ُه وَ ُجنُودَ هُ َفَنبَ ْذنَاهُ مْ‬
‫فِي اْليَ مّ فَانظُرْ َكيْ فَ كَا َن عَاِقَبةُ الظّالِ ِميَ * وَ َجعَ ْلنَاهُ مْ َأئِ ّم ًة يَ ْدعُو نَ إِلَى النّا ِر َوَيوْ َم اْلقِيا َمةِ‬
‫ّنط الْ َم ْقبُوحِي َ‬ ‫ُمط م َ‬ ‫ْمط ال ِقيَا َمةِ ه ْ‬
‫ِهط ال ّدنْي َا َل ْعَنةً َوَيو َ‬
‫ُنصطرُونَ * َوَأتَْب ْعنَاه ُم ف ِي هَذ ِ‬ ‫َل ي َ‬
‫يب تعال عن كفر فرعون وطغيانه وافترائه ف دعواه اللية لنفسه القبيحة لعنه ال‪ ,‬كما‬
‫قال ال تعال‪{ :‬فاسطتخف قومطه فأطاعوه} الَيطة‪ ,‬وذلك لنطه دعاهطم إل العتراف له‬
‫بالليطة‪ ,‬فأجابوه إل ذلك بقلة عقولمط وسطخافة أذهانمط‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬يطا أيهطا الل مطا‬
‫علمطت لكطم مطن إله غيي} وقال تعال إخبارا عنطه‪{ :‬فحشطر فنادى * فقال أنطا ربكطم‬
‫العلى * فأخذه ال نكال الَخرة والول * إن ف ذلك ل عبة ل ن ي شى} يع ن أ نه ج ع‬
‫قومه‪ ,‬ونادى فيهم بصوته العال مصرحا لم بذلك‪ ,‬فأجابوه سامعي مطيعي‪ ,‬ولذا انتقم‬
‫ال تعال منه‪ ,‬فجعله عبة لغيه ف الدنيا والَخرة‪ ,‬وحت إنه واجه موسى الكليم بذلك‪,‬‬
‫فقال‪{ :‬لئن اتذت إلا غيي لجعلنطططططك مطططططن السطططططجوني}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬فأو قد ل يا هامان على الط ي فاج عل ل صرحا لعلي أطلع إل إله مو سى}‬
‫يع ن أ مر وزيره هامان ومدبر رعي ته ومش ي دول ته أن يو قد له على الط ي‪ ,‬يع ن يت خذ له‬

‫‪470‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫آجرا لبناء ال صرح وهوالق صر الن يف الرف يع العال‪ ,‬ك ما قال ف الَ ية الَخرى‪{ :‬وقال‬
‫فرعون يا هامان ابن ل صرحا لعلي أبلغ السباب أسباب السموات فأطلع إل إله موسى‬
‫وإن لظنه كاذبا وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل وما كيد فرعون إل‬
‫ف تباب} وذلك لن فرعون بن هذا الصرح الذي ل يرَ ف الدنيا بناء أعلى منه‪ ,‬إنا أراد‬
‫بذا أن يظ هر لرعي ته تكذ يب مو سى في ما زع مه من دعوى إله غ ي فرعون‪ ,‬ولذا قال‪:‬‬
‫{وإن لظنه من الكاذبي} أي ف قوله‪ :‬إن ث ربا غيي‪ ,‬ل أنه كذبه ف أن ال تعال‬
‫أر سله ل نه ل ي كن يعترف بوجود ال صانع جل وعل‪ ,‬فإ نه قال‪{ :‬و ما رب العال ي ؟}‬
‫وقال‪{ :‬لئن اتذت إلا غيي لجعل نك من ال سجوني} وقال { يا أي ها الل ما عل مت‬
‫لكطططططم مطططططن إله غيي} وهذا قول ابطططططن جريطططططر‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬واستكب هو وجنوده ف الرض بغي الق وظنوا أنم إلينا ل يرجعون}‬
‫أي طغوا وتبطوا‪ ,‬وأكثروا ف الرض الفسطاد‪ ,‬واعتقدوا أنطه ل قيامطة ول معاد {فصطب‬
‫علي هم ر بك سوط عذاب إن ر بك لبالر صاد} ولذا قال تعال هه نا‪{ :‬فأخذناه وجنوده‬
‫فنبذناهم ف اليم} أي أغرقناهم ف البحر ف صبيحة واحدة‪ ,‬فلم يب َق منهم أحد {فانظر‬
‫كيف كان عاقبة الظالي * وجعلناهم أئمة يدعون إل النار} أي لن سلك وراءهم وأخذ‬
‫بطريقت هم ف تكذ يب الر سل وتعط يل ال صانع {ويوم القيا مة ل ين صرون} أي فاجت مع‬
‫علي هم خزي الدن يا مو صولً بذل الَخرة‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬أهلكنا هم فل نا صر ل م}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وأتبعناهم ف هذه الدنيا لعنة} أي وشرع ال لعنتهم ولعنة ملكهم فرعون‬
‫على ألسنة الؤمني من عباده التبعي لرسله‪ ,‬كما أنم ف الدنيا ملعونون على ألسنة النبياء‬
‫وأتباع هم كذلك {ويوم القيا مة هم من القبوح ي} قال قتادة‪ :‬وهذه الَ ية كقوله تعال‪:‬‬
‫{وأتبعوا فطط هذه لعنططة ويوم القيامططة بئس الرفططد الرفود}‪.‬‬

‫ب مِن َبعْ ِد مَآ َأهَْلكْنَا اْلقُرُو َن الُوَل َى بَ صَآئِرَ لِلنّا سِ َوهُدًى‬


‫** وََلقَ ْد آَتيْنَا مُو سَى اْل ِكتَا َ‬
‫ط َيتَذَكّرُونططططططططططططططَ‬ ‫وَرَحْ َمةً ّل َعّلهُمططططططططططططط ْ‬
‫يب تعال عما أنعم به على عبده ورسوله موسى الكليم‪ ,‬عليه من ربه أفضل الصلة‬
‫والت سليم‪ ,‬من إنزال التوارة عل يه ب عد ما أهلك فرعون ومله‪ .‬وقوله تعال‪ { :‬من ب عد ما‬

‫‪471‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أهلكنا القرون الول} يع ن أ نه ب عد إنزال التوارة ل يعذب أمة بعامة بل أ مر الؤمن ي أن‬
‫يقاتلوا أعداء ال مطن الشركيط‪ ,‬كمطا قال تعال‪{ :‬وجاء فرعون ومطن قبله والؤتفكات‬
‫بالاطئة * فع صوا رسول رب م فأخذ هم أخذة رابية} وقال ا بن جر ير‪ :‬حدثنا ابن بشار‪,‬‬
‫حدثنا ممد وعبد الوهاب قال‪ :‬حدثنا عوف عن أب نضرة عن أب سعيد الدري قال‪ :‬ما‬
‫أهلك ال قوما بعذاب من السماء ول من الرض بعد ما أنزلت التوارة على وجه الرض‬
‫غي أهل القرية الذين مسخوا قردة بعد موسى‪ ,‬ث قرأ {ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد‬
‫ما أهلك نا القرون الول} الَ ية‪ ,‬ورواه ا بن أ ب حا ت من حد يث عوف بن أ ب جيلة‬
‫العراب بنحوه‪ ,‬وهكذا رواه أبو بكر البزار ف مسنده عن عمرو بن علي الفلس عن يي‬
‫القطان عن عوف عن أب نضرة‪ ,‬عن أب سعيد موقوفا‪ ,‬ث رواه عن نصر بن علي عن عبد‬
‫العلى عن عوف‪ ,‬عن أب نضرة عن أب سعيد رفعه إل النب صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫«ما أهلك ال قوما بعذاب من السماء ول من الرض إل قبل موسى» ث قرأ {ولقد آتينا‬
‫مو سى الكتاب من ب عد ما أهلك نا القرون الول} الَ ية‪ .‬وقوله‪{ :‬ب صائر للناس وهدى‬
‫ورح ة} أي من الع مى وال غي‪ ,‬وهدى إل ال ق ورح ة‪ ,‬أي إرشادا إل الع مل ال صال‬
‫{لعلهططم يتذكرون} أي لعططل الناس يتذكرون بططه ويهتدون بسططببه‪.‬‬

‫ضْينَآ إَِل َى مُوسَى المْ َر َومَا كنتَ مِنَ الشّاهِدِينَ * وََل ِكنّآ‬ ‫ب اْلغَ ْربِيّ إِذْ َق َ‬‫** َومَا كُنتَ بِجَانِ ِ‬
‫ت ثَاوِيا فِ يَ َأهْلِ َم ْديَ نَ تَتْلُو عََلْيهِ ْم آيَاِتنَا وََل ِكنّا‬‫أَنشَ ْأنَا قُرُونا َفتَطَاوَ َل عََلْيهِ ُم الْعُ ُم ُر َومَا كُن َ‬
‫ت بِجَانِ بِ الطّورِ إِ ْذ نَا َدْينَا وَلَـكِن رّحْ َم ًة مّن ّربّ كَ ِلتُنذِرَ َقوْما مّآ‬ ‫ُكنّا مُرْ سِلِيَ * َومَا ُكنْ َ‬
‫َأتَاهُم مّن نّذِيرٍ مّن َقبْلِ كَ َلعَّلهُ ْم يَتَذَ ّكرُو نَ * وََلوْل أَن تُ صِيَبهُم مّ صِيَبةٌ بِمَا قَ ّدمَ تْ َأيْدِيهِ مْ‬
‫ط الْ ُم ْؤ ِمنِيَط‬ ‫ط مِن َ‬ ‫ط َوَنكُون َ‬ ‫ط آيَاتِك َ‬ ‫طْلتَ إِلَيْنَطا رَسطُولً َفنَّتبِع َ‬ ‫َفَيقُولُواْ َربّنَطا َلوْل أَرْس َ‬
‫يقول تعال منبها على برهان نبوة ممطد صطلى ال عليطه وسطلم حيطث أخطب بالغيوب‬
‫الاضية خبا كأن سامعه شاهد وراء لا تقدم‪ ,‬وهو رجل أمي ل يقرأ شيئا من الكتب‪,‬‬
‫نشأ بي قوم ل يعرفون شيئا من ذلك‪ ,‬كما أنه لا أخبه عن مري وما كان من أمرها قال‬
‫تعال‪{ :‬ومطا كنطت لديهطم إذ يلقون أقلمهطم أيهطم يكفطل مريط ومطا كنطت لديهطم إذ‬
‫يتصمون} الَية‪ ,‬أي وما كنت حاضرا لذلك‪ ,‬ولكن ال أوحاه إليك‪ ,‬وهكذا لا أخبه‬

‫‪472‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عن نوح وقو مه‪ ,‬و ما كان من إناء ال له وإغراق قو مه‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬تلك من أنباء‬
‫الغ يب نوحي ها إل يك ما ك نت تعلم ها أ نت ول قو مك من ق بل هذا فا صب إن العاق بة‬
‫للمتقي} الَية‪ ,‬وقال ف آخر السورة {ذلك من أنباء القرى نقصه عليك} وقال بعد ذكر‬
‫قصة يوسف {ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ أجعوا أمرهم وهم‬
‫يكرون} الَية‪ ,‬وقال ف سورة طه‪{ :‬كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق} الَية‪,‬‬
‫وقال ههنا بعد ما أخب عن قصة موسى من أولا إل آخرها‪ ,‬وكيف كان ابتداء إياء ال‬
‫إليه وتكليمه له {و ما كنت بانب الغرب إذ قضي نا إل موسى ال مر} يع ن ما كنت يا‬
‫ممد بانب البل الغرب الذي كلم ال موسى من الشجرة الت هي شرقية على شاطىء‬
‫الوادي {و ما ك نت من الشاهد ين} لذلك ول كن ال سبحانه وتعال أو حى إل يك ذلك‪,‬‬
‫ليكون حجة وبرهانا على قرون قد تطاول عهدها‪ ,‬ونسوا حجج ال عليهم وما أوحاه إل‬
‫النطططططططططططططططبياء التقدميططططططططططططططط‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وما كنت ثاويا ف أهل مدين تتلو عليهم آياتنا} أي وما كنت مقيما ف‬
‫أهل مدين تتلو عليهم آياتنا حي أخبت عن نبيها شعيب وما قال لقومه وما ردوا عليه‬
‫{ولكنا كنا مرسلي} أي ولكن نن أوحينا إليك ذلك وأرسلناك إل الناس رسولً {وما‬
‫كنت بانب الطور إذ نادينا} قال أبو عبد الرحن النسائي ف التفسي من سننه‪ :‬أخبنا‬
‫علي بن حجر‪ ,‬أخبناعيسى بن يونس عن حزة الزيات عن العمش‪ ,‬عن علي بن مدرك‬
‫عن أب زرعة عن أب هريرة رضي ال عنه {وما كنت بانب الطور إذ نادينا} قال‪ :‬نودوا‬
‫أن‪ :‬يا أ مة م مد أعطيت كم ق بل أن ت سألون‪ ,‬وأجبت كم ق بل أن تدعو ن‪ ,‬وهكذا رواه ا بن‬
‫جرير وابن أب حات من حديث جاعة عن حزة وهو ابن حبيب الزيات‪ ,‬عن العمش‪.‬‬
‫ورواه ابن جرير من حديث وكيع ويي بن عيسى عن العمش‪ ,‬عن علي بن مدرك عن‬
‫أبط زرعطة وهطو ابطن عمرو بطن جريطر أنطه قال ذلك مطن كلمطه‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال مقاتل بن حيان {وما كنت بانب الطور إذ نادينا} أمتك ف أصلب آبائهم أن‬
‫يؤمنوا بك إذا بع ثت‪ .‬وقال قتادة {و ما ك نت با نب الطور إذ نادي نا} مو سى وهذا ط‬
‫وال أعلم ط أشبه بقوله تعال‪{ :‬وما كنت بانب الغرب إذ قضينا إل موسى المر} ث‬
‫أ خب هه نا ب صيغة أخرى أ خص من ذلك و هو النداء‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬وإذ نادى ر بك‬

‫‪473‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫موسطى} وقال تعال‪{ :‬إذ ناداه ربطه بالواد القدس طوى} وقال تعال‪{ :‬وناديناه مطن‬
‫جانططططططططططططب الطور الينطططططططططططط وقربناه نيا}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ولكن رحة من ربك} أي ما كنت مشاهدا لشيء من ذلك‪ ,‬ولكن ال‬
‫تعال أوحاه إليك وأخبك به رحة منه بك وبالعباد وبإرسالك إليهم {لتنذر قوما ما أتاهم‬
‫من نذ ير من قبلك لعل هم يتذكرون} أي لعل هم يهتدون ب ا جئت هم به من ال عز و جل‬
‫{ولول أن تصيبهم مصيبة با قدمت أيديهم فيقولوا ربنا لول أرسلت إلينا رسولً} الَية‪,‬‬
‫أي وأرسطلناك إليهطم لتقيطم عليهطم الجطة‪ ,‬ولينقططع عذرهطم إذا جاءهطم عذاب مطن ال‬
‫بكفرهم‪ ,‬فيحتجوا بأنم ل يأتم رسول ول نذير‪ ,‬كما قال تعال بعد ذكره إنزال كتابه‬
‫البارك وهطو القرآن {أن تقولوا إناط أنزل الكتاب على طائفتيط مطن قبلنطا وإن كنطا عطن‬
‫دراستهم لغافلي * أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم فقد جاءكم بينة‬
‫من رب كم وهدى ورح ة} وقال تعال‪{ :‬ر سلً مبشر ين ومنذر ين لئل يكون للناس على‬
‫ال ح جة ب عد الر سل} وقال تعال‪ { :‬يا أ هل الكتاب قد جاء كم ر سولنا يبي ل كم على‬
‫فترة من الر سل أن تقولوا ما جاء نا من بشي ول نذ ير ف قد جاء كم بش ي ونذ ير} الَ ية‪,‬‬
‫والَيات فطططططططططططططططططططططططططططط هذا كثية‪.‬‬

‫** َفلَمّا جَآ َءهُ مُ الْحَ ّق مِ ْن عِن ِدنَا قَالُواْ َلوْل أُوتِ يَ ِمثْ َل مَآ أُوتِ َي مُو سَىَ َأوَلَ ْم َيكْفُرُوْا بِمَآ‬
‫ب مّ نْ‬
‫حرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُواْ ِإنّا ِبكُلّ كَاِفرُو نَ * قُلْ َف ْأتُوْا بِ ِكتَا ٍ‬ ‫أُوتِ َي مُو َس َى مِن َقبْلُ قَالُواْ سِ ْ‬
‫ستَجِيبُواْ لَ كَ فَاعْلَ مْ َأنّمَا‬‫ى ِمنْهُمَآ َأّتِبعْ هُ إِن كُنتُ مْ صَادِقِيَ * فَإِن ّل ْم يَ ْ‬ ‫عِندِ اللّ ِه ُهوَ َأهْدَ َ‬
‫َيتِّبعُو نَ َأ ْهوَآ َءهُ ْم َومَ نْ أَضَ ّل مِمّ ْن اّتبَ َع َهوَا هُ ِب َغيْ ِر هُدًى مّ نَ اللّ هِ إِ نّ اللّ هَ لَ َيهْدِي الْ َقوْ مَ‬
‫طططَ‬ ‫ط َيتَذَكّرُونط‬ ‫طط ْ‬ ‫ط اْل َقوْلَ َلعَّلهُمط‬‫طط ُ‬ ‫طططّ ْلنَا َلهُمط‬ ‫الظّالِمِيَططط * وََلقَ ْد وَصط‬
‫يقول تعال م با عن القوم الذ ين لو عذب م ق بل قيام ال جة علي هم‪ ,‬لحتجوا بأن م ل‬
‫يأتم رسول أنم لا جاءهم الق من عنده على لسان ممد صلى ال عليه وسلم‪ ,‬قالوا‬
‫على وجه التعنت والعناد والكفر والهل واللاد {لول أوت مثل ما أوت موسى} الَية‪,‬‬
‫يعنون طط وال أعلم طط مطن الَيات كثية مثطل العصطا واليطد والطوفان والراد والقمطل‬
‫والضفادع والدم وتنقيص الزروع والثمار‪ ,‬ما يضيق على أعداء ال‪ ,‬وكفلق البحر وتظليل‬

‫‪474‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الغمام وإنزال النط والسطلوى إل غيط ذلك مطن الَيات الباهرة‪ ,‬والجطج القاهرة‪ ,‬التط‬
‫أجرا ها ال تعال على يدي مو سى عل يه ال سلم ح جة وبرهانا له على فرعون وملئه وب ن‬
‫إسرائيل‪ ,‬ومع هذا كله ل ينجع ف فرعون وملئه‪ ,‬بل كفروا بوسى وأخيه هارون‪ ,‬كما‬
‫قالوا لما {أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا وتكون لكما الكبياء ف الرض وما نن‬
‫لكمطا بؤمنيط} وقال تعال‪{ :‬فكذبوهاط فكانوا مطن الهلكيط} ولذا قال ههنطا‪{ :‬أو ل‬
‫يكفروا ب ا أو ت مو سى من ق بل} أي أو ل يك فر الب شر ب ا أو ت مو سى من تلك الَيات‬
‫العظي مة {قالوا سحران تظاهرا} أي تعاو نا {وقالوا إ نا ب كل كافرون} أي ب كل منه ما‬
‫كافرون‪ ,‬ولشدة التلزم والتصاحب والقاربة بي موسى وهارون‪ ,‬دل ذكر أحدها على‬
‫الَخطططططططططر‪ ,‬كمطططططططططا قال الشاعطططططططططر‪:‬‬
‫فمطططا أدري إذا يمطططت أرضاأريطططد اليططط أيهمطططا يلينططط‬
‫أي ف ما أدري يلي ن ال ي أو ال شر‪ .‬قال ما هد بن جب‪ :‬أمرت اليهود قريشا أن يقولوا‬
‫لحمد صلى ال عليه وسلم ذلك‪ ,‬فقال ال‪{ :‬أو ل يكفروا با أوت موسى من قبل قالوا‬
‫ساحران تظاهرا} قال يعن موسى وهارون صلى ال عليهما وسلم {تظاهرا} أي تعاونا‬
‫وتناصطرا وصطدق كطل منهمطا الَخطر ؟ وبذا قال سطعيد بطن جطبي وأبطو رزيطن فط قوله‬
‫{ ساحران} يعنون مو سى وهارون‪ ,‬وهذا قول ج يد قوي‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقال م سلم بن‬
‫يسار عن ابن عباس {قالوا ساحران تظاهرا} قال‪ :‬يعنون موسى وممدا صلى ال عليهما‬
‫و سلم‪ ,‬وهذه روا ية ال سن الب صري‪ .‬وقال ال سن وقتادة‪ :‬يع ن عي سى وممدا صلى ال‬
‫عليهمطا وسطلم‪ ,‬وهذا فيطه بعطد‪ ,‬لن عيسطى ل يرط له ذكطر ههنطا‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وأما من قرأ {سحران تظاهرا} فقال علي بن أب طلحة والعوف عن ابن عباس‪ :‬يعنون‬
‫التوارة والقرآن‪ ,‬وكذا قال عا صم الندي وال سدي وع بد الرح ن بن ز يد بن أ سلم‪ .‬قال‬
‫السدي‪ :‬يعن صدق كل واحد منهما الَخر‪ .‬وقال عكرمة‪ :‬يعنون التوارة والنيل‪ ,‬وهو‬
‫روا ية عن أ ب زر عة‪ ,‬واختاره ا بن جر ير‪ .‬وقال الضحاك وقتادة‪ :‬الن يل والقرآن‪ ,‬وال‬
‫سطبحانه وتعال أعلم بالصطواب‪ ,‬والظاهطر على قراءة {سطحران} أنمط يعنون التوارة‬
‫والقرآن‪ ,‬لنه قال بعده‪{ :‬قل فأتوا بكتاب من عند ال هو أهدى منهما أتبعه} وكثيا ما‬
‫يقرن ال ب ي التوارة والقرآن‪ ,‬ك ما ف قوله تعال‪ { :‬قل من أنزل الكتاب الذي جاء به‬

‫‪475‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫موسطى نورا وهدى للناس طط إل أن قال طط وهذا كتاب أنزلناه مبارك} وقال فط آخطر‬
‫ال سورة‪ { :‬ث آتي نا مو سى الكتاب تاما على الذي أح سن} الَ ية‪ ,‬وقال‪{ :‬وهذا كتاب‬
‫أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعل كم ترحون} وقال ال ن {إ نا سعنا كتابا أنزل من ب عد‬
‫موسى مصدقا لن بي يديه} وقال ورقة بن نوفل‪ :‬هذا الناموس الذي أنزل على موسى‪.‬‬
‫وقطد علم بالضرورة لذوي اللباب أن ال تعال ل ينل كتابا مطن السطماء فيمطا أنزل مطن‬
‫الكتب التعددة على أنبيائه أكمل ول أشل ول)أفصح ول أعظم ول أشرف من الكتاب‬
‫الذي أنزل على ممطد صطلى ال عليطه وسطلم‪ ,‬وهطو القرآن‪ ,‬وبعده فط الشرف والعظمطة‬
‫الكتاب الذي أنزله على مو سى بن عمران عل يه ال سلم‪ ,‬و هو الكتاب الذي قال ال ف يه‪:‬‬
‫{إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يكم با النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون‬
‫والحبار باط اسطتحفظوا مطن كتاب ال وكانوا عليطه شهداء} والنيطل إناط أنزل متمما‬
‫للتوراة‪ ,‬وملً لب عض ما حرم على ب ن إ سرائيل‪ ,‬ولذا قال تعال‪ { :‬قل فأتوا بكتاب من‬
‫عند ال هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقي} أي فيما تدافعون به الق وتعارضون به‬
‫من البا طل‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬فإن ل ي ستجيبوا لك} أي فإن ل ييبوك ع ما قلت ل م‪ ,‬ول‬
‫يتبعوا ال ق {فاعلم أن ا يتبعون أهواء هم} أي بل دل يل ول ح جة {و من أ ضل م ن ات بع‬
‫هواه بغ ي هدى من ال} أي بغ ي ح جة مأخوذة من كتاب ال {إن ال ل يهدي القوم‬
‫الظاليططططططططططططططططططططططططططططططططط}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ولقد وصلنا لم القول} قال ماهد‪ :‬فصلنا لم القول‪ .‬وقال السدي‪ :‬بينا‬
‫ل م القول‪ .‬وقال قتادة‪ :‬يقول تعال‪ :‬أ خبهم ك يف صنع ب ن م ضى‪ ,‬وك يف هو صانع‬
‫{لعلهم يتذكرون} قال ماهد وغيه {وصلنا لم} يعن قريشا‪ ,‬وهذا هو الظاهر‪ ,‬لكن‬
‫قال حاد بن سلمة عن عمرو بن دينار عن يي بن جعدة عن رفاعة‪ ,‬رفاعة هذا هو ابن‬
‫قرظة القرظي‪ ,‬وجعله ابن مندة‪ :‬رفاعة بن شوال خال صفية بنت حيي وهو الذي طلق‬
‫تيمة بنت وهب الت تزوجها بعده عبد الرحن بن الزبي بن باطا‪ ,‬كذا ذكره ابن الثي ط‬
‫قال‪ :‬نزلت {ولقد وصلنا لم القول} ف عشرة أنا أحدهم‪ ,‬رواه ابن جرير وابن أب حات‬
‫ططططططططططططططططه‪.‬‬ ‫مطططططططططططططططططن حديثط‬

‫‪476‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫** الّذِي َن آتَْينَاهُ ُم اْلكِتَابَ مِن َقبْلِ ِه هُم بِهِ ُيؤْ ِمنُونَ * َوإِذَا يُتَْل َى عََلْيهِمْ قَاُل َواْ آ َمنّا بِهِ ِإنّهُ الْحَقّ‬
‫صبَرُوْا َويَدْ َرؤُ نَ‬‫ك ُيؤْتُو نَ أَ ْج َرهُم مّ ّرَتيْ ِن بِمَا َ‬ ‫مِن ّرّبنَآ إنّا ُكنّا مِن َقبْلِ ِه مُ سْلِ ِميَ * ُأوْلَـئِ َ‬
‫سَن ِة ال سّّيَئةَ َومِمّا رَزَ ْقنَاهُ ْم يُن ِفقُو نَ * َوإِذَا سَ ِمعُواْ الّل ْغوَ َأعْرَضُواْ َعنْ هُ وَقَالُواْ َلنَآ َأعْمَاُلنَا‬
‫بِالْحَ َ‬
‫لمٌ عََلْيكُمطططْ َل َنْبتَغِطططي الْجَاهِلِيَططط‬ ‫طَ‬ ‫وََلكُمطططْ َأعْمَاُلكُمطططْ سطط َ‬
‫ي ب تعال عن العلماء الولياء من أ هل الكتاب أن م يؤمنون بالقرآن‪ ,‬ك ما قال تعال‪:‬‬
‫{الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلوته أولئك يؤمنون به} وقال تعال‪{ :‬وإن من أهل‬
‫الكتاب ل ن يؤ من بال و ما أنزل إلي كم و ما أنزل إلي هم خاشع ي ل} وقال تعال‪{ :‬إن‬
‫الذ ين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى علي هم يرون للذقان سجدا ويقولون سبحان رب نا إن‬
‫كان و عد رب نا لفعولً} وقال تعال‪{ :‬ولتجدن أقرب م مودة للذ ين آمنوا الذ ين قالوا إ نا‬
‫نصارى ط إل قوله ط فاكتبنا مع الشاهدين}‪ .‬قال سعيد بن جبي‪ :‬نزلت ف سبعي من‬
‫الق سيسي بعث هم النجا شي‪ ,‬فل ما قدموا على ال نب صلى ال عل يه و سلم قرأ علي هم { يس‬
‫والقرآن الك يم} ح ت ختم ها‪ ,‬فجعلوا يبكون وأ سلموا‪ ,‬ونزلت في هم هذه الَ ية الخرى‬
‫{الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون * وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الق من‬
‫رب نا إ نا ك نا من قبله م سلمي} يع ن من ق بل هذا القرآن ك نا م سلمي‪ ,‬أي موحد ين‬
‫مل صي ل م ستجيبي له‪ .‬قال ال تعال‪{ :‬أولئك يؤتون أجر هم مرت ي ب ا صطبوا} أي‬
‫هؤلء التصفون بذه الصفة الذين آمنوا بالكتاب الول ث الثان‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬با صبوا}‬
‫أي على اتباع ال ق‪ ,‬فإن ت شم م ثل هذا شد يد على النفوس‪ ,‬و قد ورد ف ال صحيح من‬
‫حديث عامر الشعب عن أب بردة عن أب موسى الشعري رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ثلثة يؤتون أجرهم مرتي‪ :‬رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه ث‬
‫آ من ب‪ ,‬وع بد ملوك أدى حق ال و حق موال يه‪,‬ور جل كا نت له أ مة‪ ,‬فأدب ا فأح سن‬
‫تأديبها‪ ,‬ث أعتقها فتزوجها»‪ .‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا يي بن إسحاق السيلحين‪ ,‬حدثنا‬
‫ا بن لي عة عن سليمان بن ع بد الرح ن عن القا سم بن أ ب أما مة قال‪ :‬إ ن لت حت راحلة‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم الفتح‪ ,‬فقال قولً حسنا جيلً‪ ,‬وقال فيما قال‪« :‬من‬
‫أسلم من أهل الكتابي فله أجره مرتي وله ما لنا وعليه وما علينا ومن أسلم من الشركي‬
‫فله أجره وله مطططططا لنطططططا وعليطططططه مطططططا علينطططططا»‪.‬‬

‫‪477‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ويدرءون بالسطنة السطيئة} أي ل يقابلون السطيء بثله‪ ,‬ولكطن يعفون‬
‫وي صفحون {وم ا رزقنا هم ينفقون} أي و من الذي رزق هم من اللل ينفقون على خلق‬
‫ال فط النفقات الواجبطة لهليهطم وأقاربمط‪ ,‬والزكاة الفروضطة والسطتحبة مطن التطوعات‬
‫و صدقات الن فل والقربات‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وإذا سعوا الل غو أعرضوا ع نه} أي ل يالطون‬
‫أهله ول يعاشرونمط‪ ,‬بطل كمطا قال تعال‪{ :‬وإذا مروا باللغطو مروا كراما} {وقالوا لنطا‬
‫أعمالنا ولكم أعمالكم سلم عليكم ل نبتغي الاهلي} أي إذا سفه عليهم سفيه وكلمهم‬
‫ب ا ل يل يق ب م الواب ع نه‪ ,‬أعرضوا ع نه ول يقابلوه بثله من الكلم القب يح‪ ,‬ول ي صدر‬
‫عنهم إل كلم طيب‪ ,‬ولذا قال عنهم إنم قالوا {لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلم عليكم‬
‫ل نبتغطططي الاهليططط} أي ل نريطططد طريطططق الاهليططط ول نبهطططا‪.‬‬
‫قال ممد بن إسحاق ف السية‪ :‬ث قدم على رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو بكة‬
‫عشرون رجلً أو قريب من ذلك من النصارى حي بلغهم خبه من البشة‪ ,‬فوجدوه ف‬
‫السجد‪ ,‬فجلسوا إليه وكلموه وساءلوه‪ ,‬ورجال من قريش ف أنديتهم حول الكعبة‪ ,‬فلما‬
‫فرغوا من م ساءلة ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ع ما أرادوا‪ ,‬دعا هم إل ال تعال وتل‬
‫علي هم القرآن‪ ,‬فل ما سعوا القرآن فا ضت أعين هم من الد مع‪ ,‬ث ا ستجابوا ل وآمنوا به‬
‫وصدقوه‪ ,‬وعرفوا منه ما كان يوصف لم ف كتابم من أمره‪ ,‬فلما قاموا عنه اعترضهم‬
‫أ بو ج هل بن هشام ف ن فر من قر يش‪ ,‬فقالوا ل م‪ :‬خيب كم ال من ر كب‪ ,‬بعث كم من‬
‫وراءكم من أهل دينكم ترتادون لم لتأتوهم بب الرجل‪ ,‬فلم تطمئن مالسكم عنده حت‬
‫فارق تم دين كم و صدقتموه في ما قال‪ :‬قال‪ :‬ما نعلم ركبا أح ق من كم‪ ,‬أو ك ما قالوا ل م‬
‫فقالوا ل م‪ :‬سلم علي كم ل ناهل كم لنا ما ن ن عليه‪ ,‬ول كم ما أن تم عليه ل نأل أنفسنا‬
‫خيا‪ .‬قال‪ :‬ويقال إن النفر النصارى من أهل نران‪ ,‬فال أعلم أي ذلك كان‪ .‬قال‪ :‬ويقال‬
‫طط وال أعلم طط أن فيهطم نزلت هذه الَيات {الذيطن آتيناهطم الكتاب مطن قبله هطم بطه‬
‫يؤمنون ط إل قوله ط ل نبت غي الاهل ي} قال‪ :‬و سألت الزهري عن هذه الَيات في من‬
‫نزلت ؟ قال‪ :‬ما زلت أسع من علمائنا أنن نزلن ف النجاشي وأصحابه رضي ال عنهم‬
‫والَيات اللت ف سورة الائدة {ذلك بأن منهم قسيسي ورهبانا ط إل قوله ط فاكتبنا‬
‫طططططططططططططططن}‪.‬‬ ‫طططططططططططططططع الشاهديط‬ ‫مط‬

‫‪478‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫** ِإنّكَ َل َتهْدِي مَنْ أَ ْحَببْتَ وَلَـكِنّ اللّ َه َيهْدِي مَن يَشَآءُ وَ ُهوَ َأعْلَمُ بِالْ ُم ْهتَدِينَ * وَقَاُل َوْا‬
‫جَبىَ إَِليْهِ ثَ َمرَاتُ كُلّ‬ ‫ضنَآ َأوَلَ ْم نُ َمكّن ّلهُمْ َحرَما آمِنا يُ ْ‬ ‫ف مِنْ أَرْ ِ‬
‫ك ُنتَخَطّ ْ‬‫ى َمعَ َ‬
‫إِن ّنّتبِعِ اْلهُدَ َ‬
‫طططا وَلَـططططكِنّ أَكْثَ َرهُمططططْ َل َيعَْلمُونططططَ‬ ‫طططن لّدُنّط‬ ‫َشيْءٍ ّرزْقا مّط‬
‫يقول تعال لرسوله صلى ال عليه وسلم إنك يا ممد {ل تدي من أحببت} أي ليس‬
‫إليك ذلك‪ ,‬إنا عليك البلغ‪ ,‬وال يهدي من يشاء‪ ,‬وله الكمة البالغة والجة الدامغة‪,‬‬
‫كما قال تعال‪{ :‬ليس عليك هداهم ولكن ال يهدي من يشاء} وقال تعال‪{ :‬وما أكثر‬
‫الناس ولو حر صت بؤمن ي} وهذه الَ ية أ خص من هذا كله‪ ,‬فإ نه قال‪{ :‬إ نك ل تدي‬
‫من أحببت ولكن ال يهدي من يشاء وهوأعلم بالهتدين} أي هو أعلم بن يستحق الداية‬
‫من يستحق الغواية‪ ,‬وقد ثبت ف الصحيحي أنا نزلت ف أب طالب عم رسول ال صلى‬
‫ال عليطه وسطلم‪ ,‬وقطد كان يوططه وينصطره ويقوم فط صطفه ويبطه حبا شديدا طبعيا ل‬
‫شرعيا‪ ,‬فلما حضرته الوفاة وحان أجله‪ ,‬دعاه رسول ال صلى ال عليه وسلم إل اليان‬
‫والدخول ف السلم‪ .‬فسبق القدر فيه واختطف من يده‪ ,‬فاستمر على ما كان عليه من‬
‫الكفر‪ ,‬ول الكمة التامة‪ .‬قال الزهري‪ :‬حدثن سعيد بن السيب عن أبيه‪ ,‬وهو السيب‬
‫بن حزن الخزومي رضي ال عنه قال‪ :‬لا حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم‪ ,‬فو جد عنده أ با ج هل بن هشام وع بد ال بن أ ب أم ية بن الغية‪ ,‬فقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬يا عم قل ل إله إل ال‪ ,‬كلمة أحاج لك با عند ال»‬
‫فقال أبو جهل وعبد ال بن أب أمية‪ :‬يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد الطلب ؟ فلم يزل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬يعرضها عليه ويعودان له بتلك القالة حت كان آخر ما‬
‫قال‪ :‬هطو على ملة عبطد الطلب‪ ,‬وأبط أن يقول ل إله إل ال‪ ,‬فقال رسطول ال صطلى ال‬
‫عليه وسلم «وال لستغفرن لك ما ل أنه عنك» فأنزل ال تعال‪{ :‬ما كان للنب والذين‬
‫آمنوا أن يستغفروا للمشركي ولو كانوا أول قر ب} وأنزل ف أب طالب {إنك ل تدي‬
‫من أحببت ولكن ال يهدي من يشاء} أخرجاه من حديث الزهري‪ ,‬وهكذا رواه مسلم‬
‫ف صحيحه‪ ,‬والترمذي من حديث يزيد بن كيسان عن أب حازم عن أب هريرة قال‪ :‬لا‬
‫حضرت وفاة أب طالب أتاه رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪« :‬يا عماه قل ل إله إل‬

‫‪479‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال‪ ,‬أش هد لك ب ا يوم القيا مة» فقال‪ :‬لول أن تعي ن ب ا قر يش يقولون ما حله عل يه إل‬
‫جزع الوت‪ ,‬لقررت ب ا عي نك‪ ,‬ل أقول ا إل ل قر ب ا عي نك‪ ,‬فأنزل ال تعال‪{ :‬إ نك ل‬
‫تدي من أحببت ولكن ال يهدي من يشاء وهو أعلم بالهتدين} وقال الترمذي‪ :‬حسن‬
‫غريب‪ ,‬ل نعرفه إل من حديث يزيد بن كيسان‪ ,‬ورواه المام أحد عن يي بن سعيد‬
‫القطان عن يزيد بن كيسان‪ :‬حدثن أبو حازم عن أ ب هريرة فذكره بنحوه‪ ,‬وهكذا قال‬
‫ا بن عباس وا بن ع مر وما هد والش عب وقتادة‪ :‬إن ا نزلت ف أ ب طالب ح ي عرض عل يه‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أن يقول ل إله إل ال‪ ,‬فأ ب عل يه ذلك‪ ,‬وقال‪ :‬أي ا بن‬
‫ططد الطلب‪.‬‬ ‫ططو على ملة عبط‬ ‫ططا قاله هط‬‫ططر مط‬ ‫ططي ملة الشياخ‪ ,‬وكان آخط‬ ‫أخط‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أبو سلمة‪ ,‬حدثنا حاد بن سلمة‪ ,‬حدثنا عبد ال‬
‫بن عثمان بن خيثم عن سعيد بن أب راشد قال‪ :‬كان رسول قيصر جاء إل‪ ,‬قال‪ :‬كتب‬
‫م عي قي صر إل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم كتابا‪ ,‬فأتي ته فدف عت الكتاب فوض عه ف‬
‫حجره‪ ,‬ث قال‪« :‬م ن الر جل ؟» قلت‪ :‬من تنوخ‪ .‬قال‪ « :‬هل لك ف د ين أب يك إبراه يم‬
‫النيفية ؟» قلت‪ :‬إن رسول قوم وعلى دينهم حت أرجع إليهم‪ ,‬فضحك رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ونظر إل أصحابه‪ ,‬وقال‪« :‬إنك ل تدي من أحببت ولكن ال يهدي من‬
‫يشاء»‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وقالوا إن نت بع الدى نتخ طف من أرض نا} يقول تعال م با عن اعتذار‬
‫ب عض الكفار ف عدم اتباع الدى ح يث قالوا لر سول ال صلى ال عل يه و سلم {إن نت بع‬
‫الدى معك نتخطف من أرضنا} أي نشى إن اتبعنا ما جئت به من الدى وخالفنا من‬
‫حولنا من أحياء العرب الشركي‪ ,‬أن يقصدونا بالذى والحاربة‪ ,‬ويتخطفونا أينما كنا‪,‬‬
‫قال ال تعال ميبا ل م‪{ :‬أو ل ن كن ل م حرما آمنا} يع ن هذا الذي اعتذروا به كذب‬
‫وباطل‪ ,‬لن ال تعال جعلهم ف بلد أمي وحرم معظم آمن منذ وضع‪ ,‬فكيف يكون هذا‬
‫الرم آمنا لم ف حال كفرهم وشركهم‪ ,‬ول يكون آمنا لم وقد أسلموا وتابعوا الق ؟‬
‫وقوله تعال‪{ :‬يبط إليطه ثرات كطل شيطء} أي مطن سطائر الثمار ماط حوله مطن الطائف‬
‫وغيه‪ ,‬وكذلك التاجطر والمتعطة {رزقا مطن لدنطا} أي مطن عندنطا {ولكطن أكثرهطم ل‬
‫يعلمون} ولذا قالوا ما قالوا‪ ,‬وقد قال النسائي‪ :‬أنبأنا السن بن ممد‪ ,‬حدثنا الجاج عن‬

‫‪480‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ابن جريج‪ ,‬أخبن ابن أب مليكة قال‪ :‬قال عمرو بن شعيب عن ابن عباس‪ ,‬ول يسمعه‬
‫منه‪ ,‬إن الارث بن عامر بن نوفل الذي قال {إن نتبع الدى معك نتخطف من أرضنا}‪.‬‬

‫سكَن مّن َبعْ ِدهِ مْ إِلّ َقلِيلً‬ ‫ك مَ سَا ِكُنهُمْ لَ ْم تُ ْ‬


‫شتَهَا َفتِلْ َ‬
‫ت َمعِي َ‬
‫** وَكَ مْ َأهَْل ْكنَا مِن قَ ْرَي ٍة بَطِرَ ْ‬
‫ك اْلقُرَىَ َحتّ َى َيبْ َعثَ ِفيَ ُأ ّمهَا رَسُولً يَتْلُو عََلْيهِمْ‬
‫ك ُمهْلِ َ‬‫وَ ُكنّا نَحْ ُن اْلوَا ِرثِيَ * َومَا كَانَ َربّ َ‬
‫آيَاتِنَطططا وَمَطططا كُنّطططا ُمهْلِكِطططي الْقُرَىَ إِ ّل َوَأهْلُهَطططا ظَالِمُونطططَ‬
‫يقول تعال معرضا بأهل مكة ف قوله تعال‪{ :‬وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها}‬
‫أي طغت وأشرت وكفرت نعمة ال فيما أنعم به عليهم من الرزاق‪ ,‬كما قال ف الَية‬
‫الخرى {وضرب ال مثلً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان ط‬
‫إل قوله ط فأخذ هم العذاب و هم ظالون} ولذا قال تعال‪{ :‬فتلك م ساكنهم ل ت سكن‬
‫من بعدهم إل قليلً} أي دثرت ديارهم فل ترى إل مساكنهم‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وكنا نن‬
‫الوارثيطططط} أي رجعططططت خرابا ليططططس فيهططططا أحططططد‪.‬‬
‫وقد ذكر ابن أب حات ههنا عن ابن مسعود أنه سع كعبا يقول لعمر‪ :‬إن سليمان عليه‬
‫السلم قال للهامة ط يعن البومة ط‪ :‬ما لك ل تأكلي الزرع ؟ قالت‪ :‬لنه أخرج آدم من‬
‫النة بسببه‪ ,‬قال‪ :‬فما لك ل تشربي الاء ؟ قالت‪ :‬لن ال تعال أغرق قوم نوح به‪ .‬قال‪:‬‬
‫فمطا لك ل تأويطن إل إل الراب ؟ قالت لنطه مياث ال تعال‪ ,‬ثط تل {وكنطا ننط‬
‫الوارثي} ث قال تعال مبا عن عدله وأنه ل يهلك أحدا ظالا له‪ ,‬وإنا يهلك من أهلك‬
‫ب عد قيام ال جة علي هم‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬و ما كان ر بك مهلك القرى ح ت يب عث ف أم ها}‬
‫وهي مكة {رسولً يتلو عليهم آياتنا} فيه دللة على أن النب المي وهو ممد صلى ال‬
‫عل يه و سلم البعوث من أم القرى ر سول إل ج يع القرى من عرب وأعجام‪ ,‬ك ما قال‬
‫تعال‪{ :‬لتنذر أم القرى ومن حولا} وقال تعال‪{ :‬قل يا أيها الناس إن رسول ال إليكم‬
‫جيعا} وقال‪{ :‬لنذركطم بطه ومطن بلغ} وقال‪{ :‬ومطن يكفطر بطه مطن الحزاب فالنار‬
‫موعده} وتام الدليطل قوله تعال‪{ :‬وإن مطن قريطة إل ننط مهلكوهطا قبطل يوم القيامطة أو‬
‫معذبوها عذابا شديدا} الَية‪ ,‬فأخب تعال أنه سيهلك كل قرية قبل يوم القيامة‪ ,‬وقد قال‬
‫تعال‪{ :‬وما كنا معذبي حت نبعث رسولً} فجعل تعال بعثة النب المي شاملة لميع‬

‫‪481‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫القرى‪ ,‬لنه رسول إل أمها وأصلها الت ترجع إليها‪ .‬وثبت ف الصحيحي عنه صلوات‬
‫ال وسلمه عليه أنه قال‪« :‬بعثت إل الحر والسود» ولذا ختم به النبوة والرسالة‪ ,‬فل‬
‫نب من بعده ول ر سول‪ ,‬بل شر عه باق بقاء الل يل والنهار إل يوم القيا مة‪ ,‬وق يل الراد‬
‫بقوله‪{ :‬حت يبعث ف أمها رسولً} أي أصلها وعظيمتها كأمهات الرساتيق والقاليم‪,‬‬
‫حكاه الزمشري وابططططن الوزي وغيهاطططط‪ ,‬وليططططس ببعيططططد‪.‬‬

‫حيَاةِ ال ّدنْيَا وَزِيَنُتهَا َومَا عِندَ اللّهِ َخيْ ٌر َوَأْبقَىَ أََفلَ َت ْعقِلُونَ *‬ ‫** َومَآ أُوتِيتُم مّن َشيْءٍ َف َمتَاعُ الْ َ‬
‫حيَاةِ ال ّدنْيَا ثُ ّم ُه َو َيوْ مَ الْ ِقيَا َمةِ مِ نَ‬
‫أَفَمَن َوعَ ْدنَا هُ َوعْدا حَ سَنا َف ُهوَ لَقِي هِ َكمَن ّمّت ْعنَا هُ مَتَا عَ الْ َ‬
‫حضَرِينططططططططططططططططططططططططططططططططَ‬ ‫الْمُ ْ‬
‫يقول تعال مبا عن حقارة الدنيا‪ ,‬وما فيها من الزينة الدنيئة‪ ,‬والزهرة الفانية بالنسبة إل‬
‫ما أعده ال لعباده الصالي ف الدار الَخرة من النعيم العظيم القيم‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬ما‬
‫عند كم ين فد و ما ع ند ال باق} وقال‪{ :‬و ما ع ند ال خ ي للبرار} وقال‪{ :‬و ما الياة‬
‫الدن يا ف الَخرة إل متاع} وقال تعال‪ { :‬بل تؤثرون الياة الدن يا والَخرة خ ي وأب قى}‬
‫وقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «وال ما الياة الدن يا ف الَخرة إل ك ما يغ مس‬
‫أحدكطططم أصطططبعه فططط اليطططم‪ ,‬فلينظطططر ماذا يرجطططع إليطططه»‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬أفل تعقلون ؟} أي أفل يع قل من يقدم الدن يا على الَخرة‪ .‬وقوله تعال‪:‬‬
‫{أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لقيه كمن متعناه متاع الياة الدنيا ث هو يوم القيامة من‬
‫الحضر ين} يقول تعال‪ :‬أف من هو مؤ من م صدق ب ا وعده ال على صال العمال من‬
‫الثواب الذي هو صائر إليه ل مالة‪ ,‬كمن هو كافر مكذب بلقاء ال ووعده ووعيده‪ ,‬فهو‬
‫متع ف الياة الدنيا أياما قلئل {ث هو يوم القيامة من الحضرين} قال ماهد وقتادة‪ :‬من‬
‫العذبي‪ .‬ث قد قيل‪ :‬إنا نزلت ف رسول ال صلى ال عليه وسلم وف أب جهل‪ .‬وقيل ف‬
‫حزة وعلي وأب جهل‪ ,‬وكلها عن ماهد‪ ,‬الظاهر أنا عامة‪ ,‬وهذا كقوله تعال إخبارا‬
‫عن ذلك الؤمن حي أشرف على صاحبه وهو ف الدرجات‪ ,‬وذاك ف الدركات‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫{ولول نعمطة ربط لكنطت مطن الحضريطن} وقال تعال‪{ :‬ولقطد علمطت النطة إنمط‬
‫لحضرون}‪.‬‬

‫‪482‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫** َوَيوْ َم ُينَادِيهِمْ َفَيقُولُ َأيْ َن شُرَكَآئِ َي الّذِينَ كُنتُمْ َت ْزعُمُونَ * قَا َل الّذِينَ حَ ّق عََلْيهِ ُم اْل َقوْ ُل‬
‫ك مَا كَاُنوَاْ ِإيّانَا َي ْعبُدُونَ * وَقِيلَ‬ ‫َرّبنَا هَـؤُل ِء الّذِي نَ َأغْ َوْينَآ َأ ْغ َويْنَاهُمْ كَمَا َغ َوْينَا َتبَ ّرْأنَآ إِلَيْ َ‬
‫ستَجِيبُواْ َل ُه ْم وَ َرَأوُْا اْلعَذَابَ َلوْ َأّنهُمْ كَانُوْا َيهْتَدُونَ * َوَيوْمَ‬ ‫ا ْدعُوْا شُرَكَآءَكُمْ َف َدعَ ْوهُمْ فََل ْم يَ ْ‬
‫ُينَادِيهِ مْ َفَيقُو ُل مَاذَآ أَ َجْبتُ ُم الْ ُمرْ سَِليَ * َفعَ ِميَتْ عََلْيهِمُ النبَطآ ُء َي ْومَئِذٍ َف ُهمْ َل َيتَ سَآءَلُونَ *‬
‫ط الْ ُمفِْلحِيَط‬ ‫ط مِن َ‬‫طىَ أَن َيكُون َ‬ ‫ط َوعَمِلَ ص طَالِحا َفعَس َ‬ ‫ط وَآمَن َ‬ ‫َفأَمّطا مَطن تَاب َ‬
‫يقول تعال مبا عما يوبخ به الكفار الشركي يوم القيامة حيث يناديهم فيقول‪{ :‬أين‬
‫شركائي الذ ين كن تم تزعمون} يع ن أ ين الَل ة ال ت كن تم تعبدون ا ف الدار الدن يا من‬
‫الصنام والنداد‪ ,‬هل ينصرونكم أو ينتصرون ؟ وهذا على سبيل التقريع والتهديد‪ ,‬كما‬
‫قال تعال‪{ :‬ولقطد جئتمونطا فرادى كمطا خلقناكطم أول مرة وتركتطم مطا خولناكطم وراء‬
‫ظهور كم و ما نرى مع كم شفعاء كم الذ ين زعم تم أن م في كم شركاء ل قد تق طع بين كم‬
‫وضططططططل عنكططططططم مططططططا كنتططططططم تزعمون}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬قال الذ ين حق عليهم القول} يع ن الشياط ي والردة والدعاة إل الك فر {رب نا‬
‫هؤلء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا تبأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون} فشهدوا عليهم‬
‫أنه أغووهم فاتبعو هم ث تبءوا من عبادت م‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬واتذوا من دون ال آل ة‬
‫ليكونوا لم عزا كل سيكفرون بعبادتم ويكونون عليهم ضدا} وقال تعال‪{ :‬ومن أضل‬
‫من يدعو من دون ال من ل يستجيب له إل يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون * وإذا‬
‫ح شر الناس كانوا ل م أعداء وكانوا بعبادت م كافر ين} وقال الل يل عل يه ال سلم لقو مه‬
‫{إنا اتذت من دون ال أوثانا مودة بينكم ف الياة الدنيا ث يوم القيامة يكفر بعضكم‬
‫ببعض ويلعن بعضكم بعضا} الَية‪ ,‬وقال ال تعال‪{ :‬إذ تبأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا‬
‫ورأوا العذاب وتقط عت ب م ال سباب ط إل قوله ط و ما هم بارج ي من النار} ولذا‬
‫قال‪{ :‬وق يل ادعوا شركاء كم} أي ليخل صوكم م ا أن تم ف يه ك ما كن تم ترجون من هم ف‬
‫الدار الدنيا {فدعوهم فلم يستجيبوا لم ورأوا العذاب} أي وتيقنوا أنم صائرون إل النار‬
‫ل مالة‪.‬‬

‫‪483‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله‪{ :‬لو أنمط كانوا يهتدون} أي فودوا حيط عاينوا العذاب لو أنمط كانوا مطن‬
‫الهتديطن فط الدار الدنيطا‪ ,‬وهذا كقوله تعال‪{ :‬ويوم يقول نادوا شركائي الذيطن زعمتطم‬
‫فدعوهطم فلم يسطتجيبوا لمط وجعلنطا بينهطم موبقا * ورأى الجرمون النار فظنوا أنمط‬
‫مواقعو ها ول يدوا عن ها م صرفا}‪ .‬وقوله‪{ :‬ويوم ينادي هم فيقول ماذا أجب تم الر سلي}‬
‫النداء الول عن سؤال التوح يد‪ ,‬وهذا ف يه إثبات النبوات‪ ,‬ماذا كان جواب كم للمر سلي‬
‫إليكم‪ ,‬وكيف كان حالكم معهم ؟ وهذا كما يسأل العبد ف قبه‪ :‬من ربك‪ ,‬ومن نبيك‪,‬‬
‫وما دينك ؟ فأما الؤمن فيشهد أنه ل إله إل ال‪ ,‬وأن ممدا عبده ورسوله‪ ,‬وأما الكافر‬
‫فيقول‪ :‬هاه هاه ل أدري‪ ,‬ولذا لجواب له يوم القيا مة غ ي ال سكوت‪ ,‬لن من كان ف‬
‫هذه أعمى‪ ,‬فهو ف الَخرة أعمى وأضل سبيلً‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬فعميت عليهم النباء‬
‫يومئذ فهم ل يتساءلون} قال ماهد‪ :‬فعميت عليهم الجج‪ ,‬فهم ل يتساءلون بالنساب‪.‬‬
‫وقوله {فأما من تاب وآمن وعمل صالا} أي ف الدنيا {فعسى أن يكون من الفلحي}‬
‫أي يوم القيامطة وعسطى مطن ال موجبطة‪ ,‬فإن هذا واقطع بفضطل ال ومنتطه ل مالة‪.‬‬

‫خَي َرةُ ُسبْحَانَ اللّ ِه َوَتعَالَ َى عَمّا يُشْرِكُونَ *‬


‫ختَا ُر مَا كَانَ َلهُ ُم الْ ِ‬
‫ك يَخْلُ ُق مَا يَشَآ ُء َويَ ْ‬
‫** وَ َربّ َ‬
‫حمْدُ فِي‬
‫صدُو ُرهُ ْم وَمَا يُعِْلنُو نَ * َو ُهوَ اللّ هُ ل إِلَ ـهَ إِ ّل ُهوَ لَ ُه الْ َ‬ ‫وَ َربّ كَ يَعَْل ُم مَا تُكِ نّ ُ‬
‫ط تُرْ َجعُونطططططَ‬ ‫ط َوإَِليْهطططط ِ‬ ‫حكْمطططط ُ‬ ‫ط الْ ُ‬‫الُوَلىَ وَالَ ِخ َرةِ وَلَهطططط ُ‬
‫يبط تعال أنطه النفرد باللق والختيار‪ ,‬وأنطه ليطس له فط ذلك منازع ول معقطب‪ ,‬قال‬
‫تعال‪{ :‬ور بك يلق ما يشاء ويتار} أي ما يشاء‪ ,‬ف ما شاء كان و ما ل ي شأ ل ي كن‪,‬‬
‫فالمور كلها خيها وشرها بيده‪ ,‬ومرجعها إليه‪ ,‬وقوله‪{ :‬ما كان لم الية} نفي على‬
‫أ صح القول ي‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬و ما كان لؤ من ول مؤم نة إذا ق ضى ال ور سوله أمرا أن‬
‫يكون ل م الية من أمر هم} و قد اختار ا بن جر ير أن { ما} هه نا بع ن الذي تقديره‪:‬‬
‫ويتار الذي لمط فيطه خية‪ ,‬وقطد احتطج بذا السطلك طائفطة العتزلة على وجوب مراعاة‬
‫الصلح‪ ,‬والصحيح أنا نافية‪ ,‬كما نقله ابن أب حات عن ابن عباس وغيه أيضا‪ .‬فإن القام‬
‫فط بيان انفراده تعال باللق والتقديطر والختيار‪ ,‬وأنطه ل نظيط له فط ذلك‪ ,‬ولذا قال‬
‫{سبحان ال وتعال عما يشركون} أي من الصنام والنداد الت ل تلق ول تتار شيئا‪.‬‬

‫‪484‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ث قال تعال‪{ :‬وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون} أي يعلم ما تكن الضمائر‪,‬‬
‫وما تنطوي عليه السرائر‪ ,‬كما يعلم ما تبديه الظواهر من سائر اللئق {سواء منكم من‬
‫أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار}‪ .‬وقوله {وهو ال ل‬
‫إله إل هو} أي هطو النفرد بالليطة‪ ,‬فل معبود سواه‪ ,‬ك ما ل رب يلق ما يشاء ويتار‬
‫سطواه {له المطد فط الول والَخرة} أي فط جيطع مطا يفعله هطو الحمود عليطه بعدله‬
‫وحكمتطه {وله الكطم} أي الذي ل معقطب له لقهره وغلبتطه وحكمتطه ورحتطه {وإليطه‬
‫ترجعون} أي جيعكم يوم القيامة‪ ,‬فيجزي كل عامل بعمله من خي وشر‪ ,‬وليفى عليه‬
‫ططططططائر العمال‪.‬‬ ‫طططططط سط‬ ‫ططططططة فط‬ ‫ططططططم خافيط‬ ‫منهط‬

‫** ُقلْ أَ َرَأيْتُ مْ إِن َجعَلَ اللّ ُه عََلْيكُ مُ الّْليْلَ َس ْرمَدا إَِلىَ َيوْ مِ اْل ِقيَا َمةِ مَ نْ إِلَـ ٌه َغيْرُ اللّ ِه َيأْتِيكُ ْم‬
‫ِبضِيَآءٍ أََفلَ تَ سْ َمعُونَ * ُقلْ أَ َرَأيْتُ مْ إِن َجعَلَ اللّ ُه عََلْيكُ ُم الّنهَارَ سَ ْرمَدا إَِل َى َيوْ ِم الْ ِقيَا َمةِ مَ نْ‬
‫ل ُتبْ صِرُونَ * وَمِن ّرحْ َمتِ هِ َجعَلَ َلكُ ُم الّْليْلَ‬ ‫س ُكنُونَ فِي هِ أَف َ‬ ‫إِلَ ـ ٌه غَيْرُ اللّ ِه َي ْأتِيكُ ْم بَِليْ ٍل تَ ْ‬
‫شكُرُونطططَ‬ ‫ط تَ ْ‬ ‫ط وََلعَّلكُمطط ْ‬ ‫ط وَِلتَبَتغُواْ مِططن َفضْلِهطط ِ‬ ‫طكُنُواْ فِيهطط ِ‬ ‫وَالّنهَارَ ِلتَسطط ْ‬
‫يقول تعال متنا على عباده ب ا سخر ل م من الل يل والنهار اللذ ين ل قوام ل م بدون ما‬
‫وبيّن أ نه لو ج عل الل يل دائما علي هم سرمدا إل يوم القيا مة‪ ,‬ل ضر ذلك ب م‪ ,‬ول سئمته‬
‫النفوس وانصرت منه‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬من إله غي ال يأتيكم بضياء} أي تبصرون به‬
‫وتستأنسون بسببه {أفل تسمعون ؟} ث أخب تعال أنه لو جعل النهار سرمدا‪ ,‬أي دائما‬
‫مسطتمرا إل يوم القيامطة‪ ,‬لضطر ذلك بمط‪ ,‬ولتعبطت البدان وكلت مطن كثرة الركات‬
‫والشغال‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬من إله غي ال يأتيكم بليل تسكنون فيه} أي تستريون من‬
‫حركاتكم وأشغالكم {أفل تبصرون * ومن رحته} أي بكم {جعل لكم الليل والنهار}‬
‫أي خلق هذا وهذا {لتسطكنوا فيطه} أي فط الليطل {ولتبتغوا مطن فضله} أي فط النهار‬
‫بالسفار والترحال‪ ,‬والركات والشغال‪ ,‬وهذا من باب اللف والنشر‪ .‬وقوله‪{ :‬ولعلكم‬
‫تشكرون} أي تشكرون ال بأنواع العبادات فط الليطل والنهار‪ ,‬ومطن فاتطه شيطء بالليطل‬
‫ا ستدركه بالنهار‪ ,‬أو بالنهار ا ستدركه بالل يل‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬و هو الذي ج عل الل يل‬
‫والنهار خلفططة لنطط أراد أن يذكططر أو أراد شكورا} والَيات فطط هذا كثية‪.‬‬

‫‪485‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫** َوَيوْ َم ُينَادِيهِ مْ َفَيقُولُ َأيْ َن شُرَكَآئِ َي الّذِي نَ كُنتُ مْ َت ْزعُمُو نَ * َونَ َز ْعنَا مِن كُلّ ُأمّ ٍة َشهِيدا‬
‫ط وَضَ ّل َعنْهُمطْ مّطا كَانُواْ َي ْفتَرُونطَ‬ ‫ط الْحَقطّ لِلّه ِ‬ ‫َفقُلْنَطا هَاتُوْا بُ ْرهَاَنكُمطْ َفعَِل ُموَاْ أَن ّ‬
‫وهذا أيضا نداء ثان على سبيل التوبيخ والتقريع لن عبد مع ال إلا آخر‪ ,‬يناديهم الرب‬
‫تعال على رؤوس الشهاد فيقول‪{ :‬أين شركائي الذين كنتم تزعمون} أي ف دار الدنيا‬
‫{ونزعنا من كل أمة شهيدا} قال ماهد‪ :‬يعن رسولً {فقلنا هاتوا برهانكم} أي على‬
‫صحة ما ادعيتموه من أن ل شركاء {فعلموا أن الق ل} أي ل إله غيه‪ ,‬فلم ينطقوا ول‬
‫ططم‪.‬‬ ‫ططا كانوا يفترون} أي ذهبوا فلم ينفعوهط‬ ‫ططم مط‬ ‫ططل عنهط‬ ‫ييوا جوابا {وضط‬

‫** إِ نّ قَارُو نَ كَا َن مِن َقوْ ِم مُو َسىَ َفَبغَ َى عََلْيهِ ْم وَآتَْينَا هُ مِ َن اْلكُنُو ِز مَآ إِ نّ َمفَاتِحَ هُ َلَتنُوءُ‬
‫ب اْلفَرِحِيَ * وَاْبتَ غِ فِيمَآ آتَا كَ‬ ‫بِاْلعُ صَْبةِ ُأوْلِي اْل ُقوّةِ إِذْ قَالَ لَ هُ َق ْومُ هُ َل َتفْ َر حْ إِ نّ اللّ هَ لَ ُيحِ ّ‬
‫ك وَ َل َتبْغِ اْلفَسَادَ‬ ‫اللّهُ الدّارَ الَ ِخ َرةَ وَ َل تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ ال ّدْنيَا َوأَحْسِن كَمَآ أَحْسَنَ اللّهُ إِلَيْ َ‬
‫ط الْ ُمفْسططططِدِينَ‬ ‫طططي الرْضططططِ إِنططططّ اللّهططططَ َل يُحِبططط ّ‬ ‫فِط‬
‫قال العمش عن النهال بن عمرو عن سعيد بن جبي‪ ,‬عن ابن عباس قال {إن قارون‬
‫كان مطن قوم موسطى} قال‪ :‬كان ابطن عمطه‪ ,‬وهكذا قال إبراهيطم النخعطي وعبطد ال بطن‬
‫الارث بن نو فل و ساك بن حرب وقتادة ومالك بن دينار وابن جريج وغيهم أنه كان‬
‫ابن عم موسى عليه السلم‪ .‬قال ابن جريج‪ :‬هو قارون بن يصهر بن قاهث وموسى بن‬
‫عمران بن قاهث‪ .‬وزعم ممد بن إسحاق بن يسار أن قارون كان عم موسى بن عمران‬
‫عليه السلم‪ ,‬قال ابن جريج‪ :‬وأكثر أهل العلم على أنه كان ابن ع مه‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقال‬
‫قتادة بن دعا مة‪ :‬ك نا ندث أ نه كان ا بن عم مو سى‪ ,‬وكان ي سمى النور ل سن صوته‬
‫بالتوراة‪ ,‬ول كن عدو ال نا فق ك ما نا فق ال سامري‪ ,‬فأهل كه الب غي لكثرة ماله‪ .‬وقال ش هر‬
‫بطططن حوشطططب‪ :‬زاد فططط ثيابطططه شطططبا طولً ترفعا على قومطططه‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وآتيناه من الكنوز} أي الموال { ما إن مفات ه لتنوء بالع صبة أول القوة} أي‬
‫ليثقل حلها الفئام من الناس لكثرتا‪ .‬قال العمش عن خيثمة‪ :‬كانت مفاتيح كنوز قارون‬

‫‪486‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫من جلود‪ ,‬كل مفتاح مثل الصبع‪ ,‬كل مفتاح على خزانة على حدته‪ ,‬فإذا ركب حلت‬
‫على ستي بغلً أغر مجلً‪ ,‬وقيل غي ذلك‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقوله‪{ :‬إذ قال له قومه ل تفرح‬
‫إن ال ل يب الفرح ي} أي وع ظه في ما هو فيه صالو قو مه‪ ,‬فقالوا على سبيل الن صح‬
‫والرشاد‪ :‬ل تفرح ب ا أ نت ف يه‪ ,‬يعنون ل تب طر ب ا أ نت ف يه من الال‪{ ,‬إن ال ل ي ب‬
‫الفرح ي} قال ا بن عباس‪ :‬يع ن الرح ي‪ .‬وقال ما هد‪ :‬يع ن الشر ين البطر ين الذ ين ل‬
‫يشكرون ال على مطططططططططططططا أعطاهطططططططططططططم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وابتغ فيما آتاك ال الدار الَخرة ول تنس نصيبك من الدنيا} أي استعمل ما‬
‫وهبطك ال مطن هذا الال الزيطل والنعمطة الطائلة فط طاعطة ربطك والتقرب إليطه بأنواع‬
‫القربات‪ ,‬الت يصل لك با الثواب ف الدنيا والَخرة {ول تنس نصيبك من الدنيا} أي‬
‫م ا أباح ال في ها من الآ كل والشارب والل بس وال ساكن والنا كح‪ ,‬فإن لر بك عل يك‬
‫حقا‪ ,‬ولنفسك عليك حقا‪ ,‬ولهلك عليك حقا‪ ,‬ولزورك عليك حقا‪ ,‬فآت كل ذي حق‬
‫حقه {وأحسن كما أحسن ال إليك} أي أحسن إل خلقه‪ ,‬كما أحسن هو إليك {ول‬
‫تبغ الفساد ف الرض} أي ل تكن هتك با أنت فيه أن تفسد به ف الرض‪ ,‬وتسيء إل‬
‫خلق ال {إن ال ل يبططططططططططط الفسطططططططططططدين}‪.‬‬

‫ك مِن َقبْلِهِ مِ َن اْلقُرُو ِن مَ ْن ُهوَ‬


‫** قَالَ ِإنّمَآ أُوتِيتُهُ عََل َى عِلْ ٍم عِندِيَ َأوَلَمْ َيعَْلمْ أَنّ اللّهَ قَدْ َأهْلَ َ‬
‫ج ِرمُونطططَ‬ ‫ط الْمُ ْ‬ ‫ططن ُذنُوِبهِمطط ُ‬ ‫َأشَ ّد ِمنْهطططُ ُق ّو ًة َوأَكْثَرُ جَمْعا وَلَ يُسطططْأَلُ عَط‬
‫يقول تعال مبا عن جواب قارون لقومه حي نصحوه‪ ,‬وأرشدوه إل الي {قال إنا‬
‫ط تقولون‪ ,‬فإن ال تعال إن ا أعطانط هذا الال‬ ‫أوتيتطه على علم عندي} أي ل أفتقطر إل م ا‬
‫لعل مه بأ ن أ ستحقه ولحب ته ل‪ ,‬فتقديره إن ا أعطيته لعلم ال فّ أ ن أ هل له‪ ,‬وهذا كقوله‬
‫تعال‪{ :‬وإذا مس النسان ضر دعانا ث إذا خولناه نعمة منا قال إنا أوتيته على علم} أي‬
‫على علم من ال ب‪ ,‬وكقوله تعال‪{ :‬ولئن أذقناه رح ة م نا من ب عد ضراء م سته ليقولن‬
‫هذا ل} أي هذا أسططططططططططططططططططططططططططتحقه‪.‬‬
‫و قد روي عن بعض هم أ نه أراد {إن ا أوتي ته على علم عندي} أي أ نه كان يعا ن علم‬
‫الكيمياء‪ ,‬وهذا القول ضعيف‪ ,‬لن علم الكيمياء ف نفسه علم باطل‪ ,‬لن قلب العيان ل‬

‫‪487‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقدر أحد عليها إل ال عز وجل‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له‬
‫إن الذ ين تدعون من دون ال لن يلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له}‪ .‬و ف ال صحيح أن ر سول‬
‫ال صطلى ال عليطه وسطلم قال‪« :‬يقول ال تعال‪ :‬ومطن أظلم منط ذهطب يلق كخلقطي‪,‬‬
‫فليخلقوا ذرة‪ ,‬فليخلقوا شعية» وهذا ورد ف ال صورين الذ ين يشبهون بلق ال ف مرد‬
‫الصورة الظاهرة أو الشكل‪ ,‬فكيف بن يدعي أنه ييل ماهية هذه الذات إل ماهية ذات‬
‫أخرى ؟ هذا زور ومال‪ ,‬وج هل وضلل‪ ,‬وإن ا يقدرون على ال صبغ ف ال صور الظاهرة‪,‬‬
‫وهي كذب وزغل وتويه وترويج أنه صحيح ف نفس المر وليس كذلك قطعا ل مالة‪,‬‬
‫ول يثبت بطريق شرعي أنه صح مع أحد من الناس من هذه الطريقة الت يتعاطاها هؤلء‬
‫الهلة الفسطقة الفاكون‪ ,‬فأمطا مطا يريطه ال سطبحانه مطن خرق العوائد على يدي بعطض‬
‫الولياء من قلب ب عض العيان ذهبا أو ف ضة أو ن و ذلك‪ ,‬فهذا أ مر ل ينكره م سلم‪ ,‬ول‬
‫يرده مؤمطن‪ ,‬ولكطن هذا ليطس مطن قبيطل الصطناعات‪ ,‬وإناط هذا عطن مشيئة رب الرض‬
‫وال سموات واختياره وفعله‪ ,‬ك ما روي عن حيوة بن شر يح ال صري رح ه ال تعال أ نه‬
‫سأله سائل‪ ,‬فلم يكن عنده ما يعطيه‪ ,‬ورأى ضرورته‪ ,‬فأخذ حصاة من الرض فأجالا ف‬
‫كفه‪ ,‬ث ألقاها إل ذلك ال سائل‪ ,‬فإذا هي ذهب أحر‪ ,‬والحاديث والَثار ف هذا كثية‬
‫جدا يطول ذكرهطططططططططططططططططططططططططططططا‪.‬‬
‫وقال بعضهطم‪ :‬إن قارون كان يعرف السطم العظطم‪ ,‬فدعطا ال بطه فتمول بسطببه‪.‬‬
‫وال صحيح الع ن الول‪ ,‬ولذا قال ال تعال رادا عل يه في ما ادعاه من اعتناء ال به في ما‬
‫أعطاه مطن الال {أول يعلم أن ال قطد أهلك مطن قبله مطن القرون مطن هطو أشطد منطه قوة‬
‫وأك ثر جعا} أي قد كان من هو أك ثر م نه مالً‪ ,‬و ما كان ذلك عن م بة منّاله‪ ,‬و قد‬
‫أهلكهطم ال مطع ذلك بكفرهطم وعدم شكرهطم‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬ول يسطأل عطن ذنوبمط‬
‫الجرمون} أي لكثرة ذنوبمطط قال قتادة {على علم عندي} على خيطط عندي‪ .‬وقال‬
‫السططططططططدي‪ :‬على علم أنطططططططط أهططططططططل لذلك‪.‬‬
‫وقد أجاد ف تفسي هذه الَية المام عبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ ,‬فإنه قال ف قوله‪:‬‬
‫{قال إنا أوتيته على علم عندي} قال‪ :‬لول رضا ال عن ومعرفته بفضلي ما أعطان هذا‬
‫الال‪ ,‬وقرأ {أو ل يعلم أن ال قد أهلك من قبله من القرون من هو أ شد م نه قوة وأك ثر‬

‫‪488‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جعا} الَية‪ ,‬وهكذا يقول من قل علمه إذا رأى من وسع ال عليه لول أن يستحق ذلك‬
‫لاططططططططططططططططط أعططططططططططططططططططي‪.‬‬

‫حيَاةَ ال ّدنْيَا يََليْ تَ لَنَا ِمثْ َل مَآ أُوتِ يَ‬


‫ج عََلىَ َق ْومِ هِ فِي زِيَنتِ هِ قَا َل الّذِي نَ ُيرِيدُو َن الْ َ‬
‫** َفخَ َر َ‬
‫ظ عَظِي مٍ * وَقَا َل الّذِي نَ أُوتُواْ اْلعِلْ َم َويَْلكُ ْم َثوَا بُ اللّ هِ َخيْرٌ لّ َم نْ آمَ نَ‬ ‫قَارُو نُ ِإنّ هُ لَذُو َح ّ‬
‫َوعَمِلَ صطططططططَالِحا وَ َل يَُلقّاهَطططططططآ إِلّ الصطططططططّابِرُونَ‬
‫يقول تعال مبا عن قارون أنه خرج ذات يوم على قومه ف زينة عظيمة‪ ,‬وتمل باهر‪,‬‬
‫من مراكب وملبس عليه وعلى خدمه وحشمه‪ ,‬فلما رآه من يريد الياة الدنيا وييل إل‬
‫زخارف ها وزينت ها‪ ,‬تنوا أن لو كان لمم ثل الذي أع طي {قالوا يا ل يت ل نا م ثل ما أو ت‬
‫قارون إنه لذو حظ عظيم} أي ذو حظ وافر من الدنيا‪ ,‬فلما سع مقالتهم أهل العلم النافع‬
‫قالوا ل م {ويل كم ثواب ال خ ي ل ن آ من وع مل صالا} أي جزاء ال لعباده الؤمن ي‬
‫الصطالي فط الدار الَخرة خيط ماط ترون‪ .‬كمطا فط الديطث الصطحيح «يقول ال تعال‬
‫أعددت لعبادي الصالي ما ل عي رأت ول أذن سعت ول خطر على قلب بشر واقرءوا‬
‫إن شئ تم {فل تعلم ن فس ما أخ في ل م من قرة أع ي جزاء ب ا كانوا يعملون}‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫{ول يلقاها إل الصابرون} قال السدي‪ :‬ول يلقى النة إل الصابرون‪ ,‬كأنه جعل ذلك‬
‫من تام الكلم الذين أوتوا العلم‪ .‬قال ابن جرير‪ :‬ول يلقى هذه الكلمة إل الصابرون عن‬
‫م بة الدن يا الراغبون ف الدار الَخرة وكأ نه ج عل ذلك مقطوعا من كلم أولئك‪ ,‬وجعله‬
‫طططططططل وإخباره بذلك‪.‬‬ ‫طططططططز وجط‬ ‫طططططططن كلم ال عط‬ ‫مط‬

‫س ْفنَا بِ ِه َوبِدَارِ هِ الرْ ضَ فَمَا كَا نَ لَ ُه مِن ِفَئ ٍة يَن صُرُونَهُ مِن دُو نِ اللّ ِه َومَا كَا َن مِ َن‬ ‫** َفخَ َ‬
‫س َيقُولُو نَ َوْيكَأَ نّ اللّ هَ يَبْ سُطُ الرّزْ قَ لِمَن‬
‫صبَ َح الّذِي َن تَ َمّن ْواْ َمكَانَ هُ بِالمْ ِ‬
‫الْمُنتَ صِرِينَ * َوأَ ْ‬
‫ف بِنَا َوْيكََأنّ هُ َل ُيفْلِ ُح الْكَافِرُو نَ‬
‫يَشَآءُ مِ ْن ِعبَادِهِط َوَيقْدِرُ َلوْل أَن مّنّط اللّهُط عََليْنَا لَخَ سَ َ‬
‫ل ا ذ كر تعال اختيال قارون ف زين ته وفخره على قو مه وبغ يه علي هم ع قب ذلك بأ نه‬
‫خسف به وبداره الرض‪ ,‬كما ثبت ف الصحيح عند البخاري من حديث الزهري عن‬

‫‪489‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سال أن أباه حد ثه أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬بين ما ر جل ي ر إزاره إذ‬
‫خسف به‪ ,‬فهو يتجلجل ف الرض إل يوم القيامة»‪ .‬ث رواه من حديث جرير بن زيد‬
‫عن سال عن أ ب هريرة عن ال نب صلى ال عل يه و سلم نوه‪ .‬وقال المام أح د‪ :‬حدث نا‬
‫الن ضر بن إ ساعيل أ بو الغية القاص‪ ,‬حدث نا الع مش عن عط ية عن أ ب سعيد قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬بينما رجل فيمن كان قبلكم خرج ف بردين أخضرين‬
‫يتال فيهما‪ ,‬أمر ال الرض فأخذته‪ ,‬فإنه ليتجلجل فيها إل يوم القيامة» تفرد به أحد‪,‬‬
‫وإسططططططططططططططططناده حسططططططططططططططططن‪.‬‬
‫وقال الافظ أبو يعلى الوصلي‪ ,‬حدثنا أبو خيثمة‪ ,‬حدثنا أبو يعلى بن منصور‪ ,‬أخبن‬
‫م مد بن م سلم‪ ,‬سعت زياد النميي يدث عن أ نس بن مالك ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قال‬
‫ر سول ال صلى ال عليه و سلم‪« :‬بين ما رجل في من كان قبلكم خرج ف برد ين فاختال‬
‫فيه ما‪ ,‬فأ مر ال الرض فأخذ ته‪ ,‬ف هو يتجل جل في ها إل يوم القيا مة»‪ .‬و قد ذ كر الا فظ‬
‫ممد بن النذر ف كتاب العجائب الغريبة بسنده عن نوفل بن مساحق قال‪ :‬رأيت شابا ف‬
‫م سجد نران‪ ,‬فجعلت أن ظر إل يه وأتع جب من طوله وتا مه وجاله‪ ,‬فقال‪ :‬ما لك تن ظر‬
‫إل ؟ فقلت‪ :‬أعجب من جالك وكمالك‪ .‬فقال‪ :‬إن ال ليعجب من‪ ,‬قال فما زال ينقص‬
‫وينقطص حتط صطار بطول الشطب‪ ,‬فأخذه بعطض قرابتطه فط كمطه وذهطب بطه‪.‬‬
‫وقد ذكر أن هلك قارون كان من دعوة موسى نب ال عليه السلم‪ ,‬واختلف ف سببه‬
‫فعن ابن عباس والسدي أن قارون أعطى امرأة بغيا ما ًل على أن تبهت موسى بضرة الل‬
‫من بن إسرائيل وهو قائم فيهم يتلو عليهم كتاب ال تعال‪ ,‬فتقول يا موسى إنك فعلت‬
‫ب كذا وكذا‪ ,‬فلما قالت ذلك ف الل لوسى عليه السلم أرعد من الفرق‪ ,‬وأقبل عليها‬
‫ب عد ما صلى ركعت ي ث قال‪ :‬أنشدك بال الذي فرق الب حر وأنا كم من فرعون‪ ,‬وف عل‬
‫كذا وكذا لاط أخطبتن بالذي حلك على مطا قلت ؟ فقالت‪ :‬أمطا إذ نشدتنط فإن قارون‬
‫أعطا ن كذا وكذا على أن أقول ذلك لك‪ ,‬وأ نا أ ستغفر ال وأتوب إل يه‪ ,‬فع ند ذلك خر‬
‫موسى ل عز وجل ساجدا‪ ,‬وسأل ال ف قارون‪ ,‬فأوحى ال إليه أن قد أمرت الرض أن‬
‫تطي عك ف يه‪ ,‬فأ مر مو سى الرض أن تبتل عه وداره‪ ,‬فكان ذلك‪ ,‬وق يل إن قارون ل ا خرج‬
‫على قومطه فط زينتطه تلك وهطو راكطب على البغال الشهطب‪ ,‬وعليطه وعلى خدمطه ثياب‬

‫‪490‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الرجوان الصبغة‪ ,‬فمر ف مفله ذلك على ملس نب ال موسى عليه السلم وهو يذكرهم‬
‫بأيام ال‪ ,‬فل ما رأى الناس قارون ان صرفت وجوه هم نوه ينظرون إل ما هو ف يه‪ ,‬فدعاه‬
‫مو سى عل يه ال سلم وقال‪ :‬ما حلك على ما صنعت ؟ فقال‪ :‬يا مو سى أ ما لئن ك نت‬
‫فضلت علي بالنبوة فلقد فضلت عليك بالدنيا‪ ,‬ولئن شئت لنخرجن فلتدعون علي وأدعو‬
‫عل يك‪ ,‬فخرج مو سى وخرج قارون ف قو مه‪ ,‬فقال مو سى عل يه ال سلم‪ :‬تد عو أو أد عو‬
‫أنا‪ ,‬فقال‪ :‬بل أدعو أنا‪ ,‬فدعا قارون فلم يب له‪ ,‬ث قال موسى‪ :‬أدعو ؟ قال‪ :‬نعم‪ ,‬فقال‬
‫موسى‪ :‬اللهم مر الرض أن تطيعن اليوم‪ ,‬فأوحى ال إِليه أن قد فعلت‪ ,‬فقال موسى‪ :‬يا‬
‫أرض خذيهطم‪ ,‬فأخذتمط إِل أقدامهطم ثط قال‪ :‬خذيهطم‪ ,‬فأخذتمط إِل ركبهطم‪ ,‬ثط إِل‬
‫مناكب هم‪ ,‬ث قال‪ :‬أقبلي بكنوز هم وأموال م‪ .‬قال‪ :‬فأقبلت ب ا ح ت نظروا إلي ها‪ ,‬ث أشار‬
‫موسى بيده‪ ,‬ث قال‪ :‬اذهبوا بن لوي فاستوت بم الرض‪ ,‬وعن ابن عباس قال‪ :‬خسف‬
‫بم إِل الرض السابعة‪ .‬وقال قتادة‪ :‬ذكر لنا أنه يسف بم كل يوم قامة‪ ,‬فهم يتجلجلون‬
‫فيها إل يوم القيامة‪ ,‬وقد ذكر ههنا إسرائيليات غريبة أضربنا عنها صفحا‪ .‬وقوله تعال‪:‬‬
‫{فما كان له من فئة ينصرونه من دون ال وما كان من النتصرين} أي ما أغن عنه ماله‬
‫ول ج عه ول خد مه وحش مه‪ ,‬ول دفعوا ع نه نق مة ال وعذا به ونكاله‪ ,‬ول كان هو ف‬
‫نفسططه منتصططرا لنفسططه‪ ,‬فل ناصططر له مططن نفسططه ول مططن غيه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وأصبح الذين تنوا مكانه بالمس} أي الذين لا رأوه ف زينته {قالوا يا‬
‫ليت لنا مثل ما أوت قارون إنه لذو حظ عظيم} فلما خسف به أصبحو يقولون ويكأن‬
‫ال يبسط الرزق لن يشاء من عباده ويقدر‪ ,‬أي ليس الال بدال على رضا ال عن صاحبه‪,‬‬
‫فإن ال يع طي وي نع ويض يق ويو سع وي فض وير فع‪ ,‬وله الك مة التا مة وال جة البال غة‪,‬‬
‫وهذا كما ف الديث الرفوع عن ابن مسعود «إِن ال قسم بينكم أخلقكم كما قسم‬
‫أرزاق كم‪ ,‬وإن ال يع طي الال من ي ب و من ل ي ب‪ ,‬ول يع طي اليان إل من ي ب»‬
‫{لول أن م نّ ال علينا لسف بنا} أي لول لطف ال بنا وإِحسانه إِلينا لسف بنا كما‬
‫خ سف به ل نا ودد نا أن نكون مثله {ويكأ نه ل يفلح الكافرون} يعنون أ نه كان كافرا‪,‬‬
‫ول يفلح الكافرون ع ند ال ل ف الدن يا ول ف الَخرة‪ ,‬و قد اختلف النحاة ف مع ن قوله‬
‫هه نا ويكأن‪ ,‬فقال بعض هم‪ :‬معناه ويلك اعلم أن‪ ,‬ول كن خ فف فق يل و يك ودل ف تح أن‬

‫‪491‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫على حذف اعلم‪ ,‬وهذا القول ضع فه ا بن جر ير‪ ,‬والظا هر أ نه قوي ول يش كل على ذلك‬
‫إل كتابت ها ف ال صاحف مت صلة ويكأن‪ ,‬والكتا بة أ مر وض عي ا صطلحي‪ ,‬والر جع إل‬
‫الل فظ العر ب‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬وقيل معناها ويكأن أي أل تر أن‪ ,‬قاله قتادة‪ .‬وقيل معناها وي‬
‫كأن ففصلها وجعل حرف وي للتعجب أو للتنبيه‪ ,‬وكأن بعن أظن وأحتسب‪ .‬قال ابن‬
‫جر ير‪ :‬وأقوى القوال ف هذا قول قتادة إن ا بع ن أل تر أن‪ ,‬وا ستشهد بقول الشا عر‪:‬‬
‫ططططر‬ ‫طططط بنكط‬ ‫ططططد جئتمانط‬ ‫ططططألتان الطلق إذ رأتانيقلّ مال قط‬ ‫سط‬
‫ويكأن مططن يكططن له نشططب يببومططن يفتقططر يعططش عيططش ضططر)‬

‫ض وَلَ فَ سَادا وَاْلعَاِقَبةُ‬‫جعَلُهَا ِللّذِي نَ لَ يُرِيدُو َن عُُلوّا فِي الرْ ِ‬ ‫** تِلْ كَ الدّا ُر الَخِ َر ُة نَ ْ‬
‫جزَى الّذِي نَ عَ ِملُواْ‬ ‫ل يُ ْ‬‫سّيَئةِ َف َ‬
‫سَنةِ فَلَ هُ َخيْ ٌر ّمنْهَا وَمَن جَآ َء بِال ّ‬
‫لِلْ ُمّتقِيَ * مَن جَآ َء بِالْحَ َ‬
‫السطططططططططّّيئَاتِ إِلّ مَططططططططا كَانُواْ َيعْ َملُونطططططططططَ‬
‫يب تعال أن الدار الَخرة ونعيمها القيم الذي ل يول ول يزول‪ ,‬جعلها لعباده الؤمني‬
‫التواضعيط الذيطن ل يريدون علوا فط الرض أي ترفعا على خلق ال وتعاظما عليهطم‬
‫وت با ب م ول ف سادا في هم‪ ,‬ك ما قال عكرمة العلو‪ :‬الت جب‪ .‬وقال سعيد بن جبي‪ :‬العلو‬
‫البغي‪ .‬وقال سفيان بن سعيد الثوري عن منصور عن مسلم البطي‪ :‬العلو ف الرض التكب‬
‫بغ ي حق‪ ,‬والف ساد أ خذ الال بغ ي حق‪ .‬وقال ا بن جر يج {ل يريدون علوا ف الرض}‬
‫ل بالعاصي‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن وكيع‪ ,‬حدثنا أب‬ ‫تعظما وتبا {ول فسادا} عم ً‬
‫عن أشعث السمان عن أب سلم العرج عن علي قال‪ :‬إن الرجل ليعجبه من شراك نعله‬
‫أن يكون أجود من شراك نعل صاحبه‪ ,‬فيدخل ف قوله تعال‪{ :‬تلك الدار الَخرة نعلها‬
‫للذ ين ل يريدون علوا ف الرض ول ف سادا والعاق بة للمتق ي} وهذا ممول على ما إذا‬
‫أراد بذلك الفخر والتطاول على غيه‪ ,‬فإن ذلك مذموم‪ ,‬كما ثبت ف الصحيح عن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم أنه قال‪« :‬إنه أوحي إل أن تواضعوا حت ل يفخر أحد على أحد ول‬
‫يبغي أحد على أحد» وأما إذا أحب ذلك لجرد التجمل‪ ,‬فهذا ل بأس به‪ ,‬فقد ثبت أن‬
‫رجلً قال‪ :‬يطا رسطول ال إنط أحطب أن يكون ردائي حسطنا ونعلي حسطنة‪ ,‬أفمطن الكطب‬
‫ذلك ؟ فقال‪« :‬ل‪ ,‬إن ال ج يل ي ب المال»‪ .‬وقال تعال‪{ :‬من جاء بال سنة} أي يوم‬

‫‪492‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫القيامة {فله خي منها} أي ثواب ال خي من حسنة العبد‪ ,‬فكيف وال يضاعفه أضعافا‬
‫كثية‪ ,‬وهذا مقام الفضل ث قال‪{ :‬ومن جاء بالسيئة فل يزى الذين عملوا السيئات إل‬
‫ما كانوا يعملون} ك ما قال ف الَ ية الخرى‪{ :‬و من جاء بال سيئة فك بت وجوه هم ف‬
‫النار‪ ,‬هطططل تزون إل مطططا كنتطططم تعملون} وهذا مقام الفضطططل والعدل‪.‬‬

‫ى َومَ نْ ُه َو‬‫ك اْلقُرْآ نَ لَرَآدّ كَ إَِلىَ َمعَادٍ قُل ّربّ يَ َأعْلَ ُم مَن جَآ َء بِاْلهُدَ َ‬
‫ض عََليْ َ‬
‫** إِ نّ الّذِي َفرَ َ‬
‫ل َتكُونَ نّ‬ ‫ك اْلكِتَا بُ إِلّ َرحْ َم ًة مّن ّربّ كَ َف َ‬ ‫ت تَرْ ُجوَ أَن يُ ْلقَىَ إَِليْ َ‬
‫ضلَ ٍل ّمبِيٍ * َومَا كُن َ‬ ‫فِي َ‬
‫ك عَ ْن آيَا تِ اللّ ِه َبعْدَ إِذْ أُنزِلَ تْ إَِليْ كَ وَادْ عُ إَِلىَ َربّ كَ وَلَ‬ ‫ظَهيا لّ ْلكَافِرِي نَ * وَ َل يَ صُ ّدنّ َ‬
‫تَكُونَ ّن مِ َن الْمُشْرِكِيَ * وَ َل تَدْعُ مَعَ اللّهِ إِلَـها آخَرَ لَ إِلَـهَ إِ ّل ُهوَ كُ ّل َشيْ ٍء هَالِكٌ إِلّ‬
‫ط تُ ْر َجعُونطططططَ‬ ‫ط َوإَِليْهطططط ِ‬ ‫حكْمطططط ُ‬ ‫ط الْ ُ‬‫وَ ْجهَهطططططُ لَهطططط ُ‬
‫يقول تعال آمرا رسطوله صطلوات ال وسطلمه عليطه ببلغ الرسطالة وتلوة القرآن على‬
‫الناس‪ ,‬وم با له بأ نه سيده إل معاد و هو يوم القيا مة‪ ,‬في سأله ع ما ا سترعاه من أعباء‬
‫النبوة‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬إن الذي فرض عل يك القرآن لرادك إل معاد} أي افترض عليك‬
‫أداءه إل الناس {لرادك إل معاد} أي إل يوم القيا مة في سألك عن ذلك‪ ,‬ك ما قال تعال‪:‬‬
‫{فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن الرسلي} وقال تعال‪{ :‬يوم يمع ال الرسل فيقول‬
‫ماذا أجبتططططططم} وقال‪{ :‬وجيططططططء بالنططططططبيي والشهداء}‪.‬‬
‫وقال السطدي عطن أبط صطال عطن ابطن عباس {إن الذي فرض عليطك القرآن لرادك إل‬
‫معاد} يقول لرادك إل ال نة ث سائلك عن القرآن‪ .‬قاله ال سدي‪ ,‬وقال أ بو سيعد مثل ها‪,‬‬
‫وقال الكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس رضي ال عنهما {لرادك إل معاد} قال‪:‬‬
‫إل يوم القيامة‪ ,‬ورواه مالك عن الزهري‪ ,‬وقال الثوري عن العمش عن سعيد بن جبي‬
‫عن ابن عباس {لرادك إل معاد} إل الوت‪ ,‬ولذا طرق عن ابن عباس رضي ال عنهما‪,‬‬
‫وف بعضها لرادك إل معدنك من النة‪ .‬وقال ماهد‪ :‬يييك يوم القيامة‪ ,‬وكذا روي عن‬
‫عكرمة وعطاء وسعيد بن جبي وأب قزعة وأب مالك وأب صال‪ .‬وقال السن البصري‪:‬‬
‫إي وال إن له لعادا فيبع ثه ال يوم القيا مة ث يدخله ال نة‪ .‬و قد روي عن ا بن عباس غ ي‬
‫ذلك‪.‬‬

‫‪493‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كما قال البخاري ف التفسي من صحيحه‪ :‬حدثنا ممد بن مقاتل‪ ,‬أنبأنا يعلى‪ ,‬حدثنا‬
‫سفيان الع صفري عن عكر مة عن ا بن عباس {لرادك إل معاد} قال‪ :‬إل م كة‪ ,‬وهكذا‬
‫رواه النسائي ف تفسي سننه‪ ,‬وابن جرير من حديث يعلى وهو ابن عبيد الطنافسي به‪,‬‬
‫وهكذا رواه العو ف عن ا بن عباس {لرادك إل معاد} أي لرادك إل م كة ك ما أخر جك‬
‫من ها‪ .‬وقال م مد بن إ سحاق عن ما هد ف قوله‪{ :‬لرادك إل معاد} إل مولدك ب كة‪.‬‬
‫وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬و قد روي عن ا بن عباس وي ي بن الراز و سعيد بن جبي وعط ية‬
‫والضحاك نوططططططططططططططططططططططططططططط ذلك‪.‬‬
‫وحدثنا أب‪ ,‬حدثنا ابن أب عمر قال‪ :‬قال سفيان فسمعناه من مقاتل منذ سبعي سنة عن‬
‫الضحاك قال‪ :‬لا خرج النب صلى ال عليه وسلم من مكة‪ ,‬فبلغ الحفة‪ ,‬اشتاق إل مكة‪,‬‬
‫فأنزل ال عل يه {إن الذي فرض عل يك القرآن لرادك إل معاد} إل م كة‪ ,‬وهذا من كلم‬
‫الضحاك يقتضي أن هذه الَية مدنية وإن كان مموع السورة مكيا‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقد قال‬
‫ع بد الرزاق‪ :‬حدث نا مع مر عن قتادة ف قوله تعال‪{ :‬لرادك إل معاد} قال‪ :‬هذه م ا كان‬
‫ابطططططططططططططططن عباس يكتمهطططططططططططططططا‪.‬‬
‫وقد روى ابن أب حات بسنده عن نعيم القارىء أنه قال ف قوله‪{ :‬لرادك إل معاد} قال‬
‫إل ب يت القدس‪ ,‬وهذا ط وال أعلم ط ير جع إل قول من ف سر ذلك بيوم القيا مة‪ ,‬لن‬
‫بيت القدس هو أرض الحشر والنشر وال الوفق للصواب‪ .‬ووجه المع بي هذه القوال‬
‫أن ابن عباس فسر ذلك تارة برجوعه إل مكة‪ ,‬وهو الفتح الذي هو عند ابن عباس أمارة‬
‫على اقتراب أجل النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬كما فسر ابن عباس سورة {إذا جاء نصر ال‬
‫والفتح} إل آخر السورة‪ ,‬أنه أجل رسول ال صلى ال عليه وسلم نعي إليه‪ ,‬وكان ذلك‬
‫بضرة عمر بن الطاب‪ ,‬ووافقه عمر على ذلك وقال‪ :‬ل أعلم منها غي الذي تعلم‪ ,‬ولذا‬
‫ف سر ا بن عباس تارة أخرى قوله‪{ :‬لرادك إل معاد} بالوت‪ ,‬وتارة بيوم القيا مة الذي هو‬
‫بعد الوت‪ ,‬وتارة بالنة الت هي جزاؤه ومصيه على أداء رسالة ال وإبلغها إل الثقلي‪:‬‬
‫النطس والنط‪ ,‬ولنطه أكمطل خلق ال وأفصطح خلق ال وأشرف خلق ال على الطلق‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬قطل ربط أعلم مطن جاء بالدى ومطن هطو فط ضلل مطبي} أي قطل لنط‬
‫خالفك وكذبك يا ممد من قومك من الشركي ومن تبعهم على كفرهم قل‪ :‬رب أعلم‬

‫‪494‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بالهتدي منكم ومن‪ ,‬وستعلمون لن تكون له عاقبة الدار‪ ,‬ولن تكون العاقبة والنصرة ف‬
‫الدنيا والَخرة‪ .‬ث قال تعال مذكرا لنبيه نعمته العظيمة عليه وعلى العباد إذ أرسله إليهم‬
‫{وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب} أي ما كنت تظن قبل إنزال الوحي إليك أن‬
‫الوحي ينل عليك {ولكن رحة من ربك} أي إنا أنزل الوحي عليك من ال من رحته‬
‫بطك وبالعباد بسطببك‪ ,‬فإذا منحطك بذه النعمطة العظيمطة {فل تكونطن ظهيا} أي معينا‬
‫{للكافرين} ولكن فارقهم ونابذهم وخالفهم {ول يصدنك عن آيات ال بعد إذ أنزلت‬
‫إليطك} أي ل تتأثطر لخالفتهطم لك وصطدهم الناس عطن طريقطك ل تلوي على ذلك ول‬
‫تباله‪ ,‬فإن ال معلٍ كلم تك ومؤ يد دي نك ومظ هر ما أر سلك به على سائر الديان‪ ,‬ولذا‬
‫قال‪{ :‬وادع إل ربطك} أي إل عبادة ربطك وحده ل شريطك له {ول تكونطن مطن‬
‫الشركيطططططططططططططططططططططططططططططططط}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ول تدع مع ال إلا آ خر ل إله إل هو} أي ل تل يق العبادة إل له‪ ,‬ول تنب غي‬
‫الل ية إل لعظم ته‪ ,‬وقوله‪ { :‬كل ش يء هالك إل وج هه} إخبار بأ نه الدائم البا قي ال ي‬
‫القيوم‪ ,‬الذي توت اللئق ول يوت‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬كل من عليها فان * ويبقى وجه‬
‫ربك ذو اللل والكرام} فعب بالوجه عن الذات‪ ,‬وهكذا قوله ههنا‪{ :‬كل شيء هالك‬
‫إل وجهه} أي إل إياه‪ .‬وقد ثبت ف الصحيح من طريق أب سلمة عن أب هريرة قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬أصدق كلمة قالا الشاعر لبيد ط أل كل شيء ما خل‬
‫ال باطل ط»‪ .‬وقال ماهد والثوري ف قوله {كل شيء هالك إل وجهه} أي إل ما أريد‬
‫به وج هه‪ ,‬وحكاه البخاري ف صحيحه كالقرر له‪ ,‬قال ا بن جر ير‪ :‬وي ستشهد من قال‬
‫ذلك بقول الشاعطططططططططططططططططططططططططططططر‪:‬‬
‫أسطططتغفر ال ذنبا لسطططت مصطططيهرب العباد إليطططه الوجطططه والعمطططل‬
‫وهذا القول ل يناف القول الول‪ ,‬فإن هذا إخبار عن كل العمال بأنا باطلة إل ما أريد‬
‫به و جه ال تعال من العمال ال صالة الطاب قة للشري عة‪ ,‬والقول الول مقتضاه أن كل‬
‫الذوات فانية وزائلة إل ذاته تعال وتقدس‪ ,‬فإنه الول الَخر الذي هو قبل كل شيء وبعد‬
‫كل شيء‪ .‬قال أبو بكر عبد ال بن ممد بن أب الدنيا ف كتاب التفكر والعتبار‪ :‬حدثنا‬
‫أحد بن ممد بن أب بكر‪ ,‬حدثنا مسلم بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا عمر بن سليم الباهلي‪ ,‬حدثنا‬

‫‪495‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أبو الوليد قال‪ :‬كان ابن عمر إذا أراد أن يتعاهد قلبه يأت الربة‪ ,‬فيقف على بابا فينادي‬
‫بصطوت حزيطن‪ ,‬فيقول أيطن أهلك ؟ ثط يرجطع إل نفسطه فيقول‪{ :‬كطل شيطء هالك إل‬
‫وجهه} وقوله‪{ :‬له الكم} أي اللك والتصرف ول معقب لكمه {وإليه ترجعون} أي‬
‫يوم معادكطم‪ ,‬فيجزيكطم بأعمالكطم إن خيا فخيط‪ ,‬وإن شرا فشطر‪ .‬آخطر تفسطي سطورة‬
‫القصطططططططططص ول المطططططططططد والنطططططططططة‪.‬‬

‫سططططططططططططططططططططططططططططططططططورة العنكبوت‬
‫وهططططي مكيططططة بِسططططْمِ اللّهططططِ الرّحْمـططططنِ الرّحِيمططططِ‬
‫سبَ النّاسُ أَن ُيتْرَ ُك َواْ أَن َيقُوُل َواْ آ َمنّا َوهُمْ َل ُيفَْتنُونَ * وََلقَدْ َفَتنّا الّذِينَ مِن‬ ‫** الَطمَ * أَحَ ِ‬
‫سّيئَاتِ أَن‬
‫سبَ الّذِي َن َيعْمَلُو َن ال ّ‬ ‫صدَقُواْ وََلَيعْلَمَ ّن اْلكَا ِذبِيَ * أَمْ حَ ِ‬ ‫َقبِْلهِمْ فََلَيعْلَمَنّ اللّ ُه الّذِينَ َ‬
‫حكُمُونطططططططَ‬ ‫ططططططا يَ ْ‬ ‫طبِقُونَا سطططططططَآءَ مَط‬ ‫يَسطططططط ْ‬
‫أمطا الكلم على الروف القطعطة‪ ,‬فقطد تقدم فط أول سطورة البقرة‪ .‬وقوله تعال‪:‬‬
‫{أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمناوهم ل يفتنون} استفهام إنكار‪ ,‬ومعناه أن ال‬
‫سبحانه وتعال ل بد أن يبتلي عباده الؤمن ي ب سب ما عند هم من اليان‪ ,‬ك ما جاء ف‬
‫الديث الصحيح «أشد الناس بلء النبياء‪ ,‬ث الصالون‪ ,‬ث المثل فالمثل يبتلى الرجل‬
‫على ح سب دي نه‪ ,‬فإن كان ف دي نه صلبة ز يد له ف البلء» وهذه الَ ية كقوله‪{ :‬أم‬
‫ح سبتم أن تتركوا ول ا يعلم ال الذ ين جاهدوا من كم ويعلم ال صابرين} ومثل ها ف سورة‬
‫براءة‪ .‬وقال ف البقرة‪{ :‬أم حسبتم أن تدخلوا النة ولا يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم‬
‫مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حت يقول الرسول والذين آمنوا معه مت نصر ال أل إن‬
‫ن صر ال قر يب} ولذا قال هه نا {ول قد فت نا الذ ين من قبل هم فليعل من ال الذ ين صدقوا‬
‫وليعل من الكاذب ي} أي الذ ين صدقوا ف دعوى اليان م ن هو كاذب ف قوله ودعواه‪,‬‬
‫وال سطبحانه وتعال يعلم مطا كان ومطا يكون‪ ,‬ومطا ل يكطن لو كان كيطف يكون‪ .‬وهذا‬
‫م مع عل يه ع ند أئ مة ال سنة والما عة‪ ,‬وبذا يقول ا بن عباس وغيه ف م ثل قوله‪{ :‬إل‬
‫لنعلم} إل لنرى وذلك لن الرؤ ية إن ا تتعلق بالوجود‪ ,‬والعلم أ عم من الرؤ ية‪ ,‬فإ نه يتعلق‬
‫بالعدوم والوجود‪.‬‬

‫‪496‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬أم ح سب الذ ين يعملون ال سيئات أن ي سبقونا ساء ما يكمون} أي ل‬
‫يسطب الذيطن ل يدخلوا فط اليان أنمط يتخلصطون مطن هذه الفتنطة والمتحان‪ ,‬فإن مطن‬
‫ورائ هم من العقو بة والنكال ما هو أغلظ من هذا وأ طم‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬أم ح سب الذ ين‬
‫يعملون السطيئات أن يسطبقونا} أي يفوتونطا {سطاء مطا يكمون} أي بئس مطا يظنون‪.‬‬

‫ت َو ُهوَ ال سّمِي ُع اْلعَلِي مُ * َومَن جَاهَدَ فَِإنّمَا‬ ‫** مَن كَا َن يَرْجُو ِلقَآءَ اللّ هِ فَإِ نّ أَجَلَ اللّ هِ لَ ٍ‬
‫يُجَاهِدُ ِلَنفْ سِهِ إِ نّ اللّ هَ َل َغنِ ّي عَ ِن اْلعَالَمِيَ * وَالّذِي نَ آ َمنُواْ َوعَمِلُوْا الصّالِحَاتِ َلُن َكفّرَ ّن عَْنهُمْ‬
‫طيّئَاِتهِ ْم وََلنَجْ ِزَيّنهُمطططططْ أَحْسطططططَ َن الّذِي كَانُواْ َيعْمَلُونطططططَ‬ ‫سطططط َ‬
‫يقول تعال‪{ :‬من كان يرجو لقاء ال} أي ف الدار الَخرة‪ ,‬وعمل الصالات ورجا ما‬
‫عنطد ال مطن الثواب الزيطل‪ ,‬فإن ال سطيحقق له رجاءه ويوفيطه عمله كلما موفرا‪ ,‬فإن‬
‫ذلك كائن ل مالة لنطه سطيع الدعاء بصطي بكطل الكائنات‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬مطن كان‬
‫ير جو لقاء ال فإن أ جل ال لَت و هو ال سميع العل يم} وقوله تعال‪{ :‬و من جا هد فإن ا‬
‫يا هد لنفسه} كقوله تعال‪ { :‬من ع مل صالا فلنف سه} أي من ع مل صالا فإن ا يعود‬
‫نفع عمله على نفسه‪ ,‬فإن ال تعال غن عن أفعال العباد‪ ,‬ولو كانوا كلهم على أتقى قلب‬
‫رجل منهم ما زاد ذلك ف ملكه شيئا‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ومن جاهد فإنا ياهد لنفسه‬
‫إن ال لغ ن عن العال ي} قال ال سن الب صري‪ :‬إن الر جل ليجا هد و ما ضرب يوما من‬
‫الد هر ب سيف‪ .‬ث أ خب تعال أ نه مع غناه عن اللئق جيع هم‪ ,‬و مع بره وإح سانه ب م‪,‬‬
‫يازي الذيطن آمنوا وعملوا الصطالات أحسطن الزاء‪ ,‬وهطو أن يكفطر عنهطم أسطوأ الذي‬
‫عملوا‪ ,‬ويزيهم أجرهم بأحسن الذين كانوا يعملون‪ ,‬فيقبل القليل من السنات‪ ,‬ويثيب‬
‫عليهطا الواحدة بعشطر أمثالاط إل سطبعمائة ضعطف‪ ,‬ويزي على السطيئة بثلهطا أو يعفطو‬
‫ويصفح‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬إن ال ل يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من‬
‫لد نه أجرا عظيما} وقال هه نا‪{ :‬والذ ين آمنوا وعملوا ال صالات لنكفرن عن هم سيئاتم‬
‫ططططططططططن الذي كانوا يعملون}‪.‬‬ ‫ططططططططططم أحسط‬ ‫ولنجزينهط‬

‫‪497‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ك بِ ِه عِلْ مٌ َفلَ‬
‫صيْنَا ا ِلنْ سَانَ ِبوَالِ َديْ هِ حُ سْنا َوإِن جَاهَدَا كَ ِلتُشْرِ َك بِي مَا َليْ سَ لَ َ‬‫** َووَ ّ‬
‫تُ ِط ْعهُمَآ إِلَ ّي مَ ْر ِجعُكُ مْ َفُأَنبّئُكُم بِمَا كُنتُ ْم َتعْمَلُو نَ * وَالّذِي نَ آ َمنُواْ َوعَمِلُوْا ال صّالِحَاتِ‬
‫حيَ‬ ‫َلنُدْخَِلّنهُمطططططططططْ فِطططططططططي الصطططططططططّالِ ِ‬
‫يقول تعال آمرا عباده بالح سان إل الوالد ين ب عد ال ث على التم سك بتوحيده‪ ,‬فإن‬
‫الوالد ين ه ا سبب وجود الن سان‪ ,‬ول ما عل يه غا ية الح سان‪ ,‬فالوالد بالنفاق والوالدة‬
‫بالشفاق‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وقضطى ربطك أل تعبدوا إل إياه وبالوالديطن إحسطانا * إمطا‬
‫يبلغن عندك الكب أحدها أو كلها فل تقل لما أف ول تنهرها وقل لما قولً كريا *‬
‫واخ فض ل ما جناح الذل من الرح ة و قل رب ارحه ما ك ما ربيا ن صغيا} و مع هذه‬
‫الوصية بالرأفة والرحة والحسان إليهما ف مقابلة إحسانما التقدم‪ ,‬قال‪{ :‬وإن جاهداك‬
‫لتشرك ب ما ليس لك به علم فل تطعهما} أي وإن حرصا عليك أن تتابعهما على دينهما‬
‫إذا كا نا مشرك ي‪ ,‬فإياك وإياه ا‪ ,‬فل تطعه ما ف ذلك‪ ,‬فإن مرجع كم إلّ يوم القيا مة‪,‬‬
‫فأجزيطك بإحسطانك إليهمطا وصطبك على دينطك‪ ,‬وأحشرك مطع الصطالي ل فط زمرة‬
‫والديك‪ ,‬وإن كنت أقرب الناس إليه ما ف الدنيا‪ ,‬فإن الرء إن ا ي شر يوم القيامة مع من‬
‫أحطب أي حبا دينيا‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬والذيطن آمنوا وعملوا الصطالات لندخلنهطم فط‬
‫الصططططططططططططططططططططططططططططططططالي}‪.‬‬
‫وقال الترمذي عند تفسي هذه الَية‪ :‬حدثنا ممد بن بشار‪ ,‬حدثنا ممد بن الثن‪ ,‬حدثنا‬
‫ممد بن جعفر‪ ,‬حدثنا شعبة عن ساك بن حرب قال‪ :‬سعت مصعب بن سعد يدث عن‬
‫أبيه سعد قال‪ :‬نزلت فّ أربع آيات‪ ,‬فذكر قصته وقال‪ :‬قالت أم سعد‪ :‬أليس ال قد أمرك‬
‫بالب ؟ وال ل أط عم طعاما ول أشرب شرابا ح ت أموت أو تك فر‪ ,‬قال‪ :‬فكانوا إذا أرادوا‬
‫أن يطعموها شجروافاها‪ ,‬فنلت {ووصينا النسان بوالديه حسنا * وإن جاهداك لتشرك‬
‫ب ما ليس لك به علم فل تطعهما} الَية‪ ,‬وهذا الديث رواه المام أحد ومسلم وأبو‬
‫داود والنسططططططائي أيضا‪ .‬وقال الترمذي حسططططططن صططططططحيح‪.‬‬

‫‪498‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫** َومِ َن النّا سِ مَن ِيقُولُ آ َمنّا بِاللّ هِ فَِإذَآ أُوذِ يَ فِي اللّ هِ َجعَلَ ِفْتَنةَ النّا سِ َكعَذَا بِ اللّ هِ وَلَئِ نْ‬
‫جَآ َء نَ صْ ٌر مّن ّربّ كَ َلَيقُولُ نّ إِنّا كُنّا َمعَكُ مْ َأوَ َليْ سَ اللّ هُ بَِأعْلَ َم بِمَا فِي صُدُو ِر الْعَالَمِيَ *‬
‫ط الْ ُمنَاِفقِيَطططط‬ ‫ط الّذِينططططَ آ َمنُواْ وََلَيعْلَمَنططط ّ‬ ‫وََليَعَْلمَنططططّ اللّهططط ُ‬
‫يقول تعال مبا عن صفات قوم من الكذبي الذين يدعون اليان بألسنتهم ول يثبت‬
‫اليان ف قلوبم‪ ,‬بأنم إذا جاءتم منة وفتنة ف الدنيا اعتقدوا أن هذا من نقمة ال تعال‬
‫بم‪ ,‬فارتدوا عن السلم‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ومن الناس من يقول آمنا بال فإذا أوذي ف‬
‫ال جعل فتنة الناس كعذاب ال} قال ابن عباس‪ :‬يعن فتنته أن يرتد عن دينه إذا أوذي ف‬
‫ال‪ ,‬وكذا قال غيه من علماء السلف‪ ,‬وهذه الَية كقوله تعال‪{ :‬ومن الناس من يعبد ال‬
‫على حرف فإن أصابه خي اطمأن به‪ ,‬وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه ط إل قوله ط‬
‫ذلك هو الضلل البع يد} ث قال عز و جل‪{ :‬لئن جاء ن صر من ر بك ليقولن إ نا ك نا‬
‫معكم} أي ولئن جاء نصر قريب من ربك يا ممد‪ ,‬وفتح ومغان‪ ,‬ليقولن هؤلء لكم‪ :‬إنا‬
‫كنا معكم‪ ,‬أي إخوانكم ف الدين‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬الذين يتربصون بكم فإن كان لكم‬
‫ف تح من ال قالوا أل ن كن مع كم‪ ,‬وإن كان للكافر ين ن صيب قالوا أل ن ستحوذ علي كم‬
‫وننعكم من الؤمني}‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬فعسى ال أن يأت بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا‬
‫على ما أ سروا ف أنف سهم نادم ي} وقال تعال م با عن هم هه نا‪{ :‬ولئن جاء ن صر من‬
‫ربك ليقولن إنا كنا معكم} ث قال ال تعال‪{ :‬أو ليس ال بأعلم با ف صدور العالي}‬
‫أي أو ليطس ال بأعلم باط فط قلوبمط ومطا تكنطه ضمائرهطم‪ ,‬وإن أظهروا لكطم الوافقطة‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وليعلمطن ال الذيطن آمنوا وليعلمطن النافقيط} أي وليختطبن ال الناس‬
‫بالضراء والسراء‪ ,‬ليتميز هؤلء من هؤلء‪ ,‬من يطيع ال ف الضراء والسراء‪ ,‬ومن إنا يطيعه‬
‫ف حظ نفسه‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬ولنبلونكم حت نعلم الجاهدين منكم والصابرين ونبلو‬
‫أخباركم}‪ ,‬وقال تعال بعد وقعة أحد الت كان فيها ما كان من الختبار والمتحان {ما‬
‫كان ال ليذر الؤمنيط على مطا أنتطم عليطه حتط ييطز البطيث مطن الطيطب} الَيطة‪.‬‬

‫‪499‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حمِلْ َخطَايَاكُ ْم َومَا هُ ْم بِحَامِِليَ مِ نْ‬ ‫** وَقَالَ الّذِي نَ َكفَرُواْ ِللّذِي نَ آمَنُواْ اّتِبعُواْ َسبِيَلنَا وَْلنَ ْ‬
‫خَطَايَاهُ ْم مّن َشيْءٍ ِإنّهُ مْ َلكَا ِذبُو نَ * وََليَحْ ِملُ نّ َأْثقَالَهُ ْم َوَأْثقَالً مّ عَ َأْثقَاِلهِ ْم وََليُ سْأَلُ ّن َيوْ مَ‬
‫طططططططططططططَ‬ ‫الْ ِقيَا َمةِ عَمّطططططططططططططا كَانُوْا َيفْتَرُونط‬
‫يقول تعال م با عن كفار قر يش أن م قالوا ل ن آ من من هم وات بع الدى‪ :‬ارجعوا عن‬
‫دينكم إل ديننا‪ ,‬واتبعوا سبيلنا {ولنحمل خطاياكم} أي وآثامكم إن كانت لكم آثام ف‬
‫ذلك علي نا و ف رقاب نا‪ ,‬ك ما يقول القائل‪ :‬اف عل هذا وخطيئ تك ف رقب ت‪ ,‬قال ال تعال‬
‫تكذيبا لم {وما هم باملي من خطاياهم من شيء إنم لكاذبون} أي‪ :‬فيما قالوه إنم‬
‫يتملون عن أولئك خطايا هم‪ ,‬فإ نه ل ي مل أ حد وزر أ حد‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬وإن تدع‬
‫مثقلة إل حلها ل يمل منه شيء ولو كان ذا قرب} وقال تعال‪{ :‬ول يسأل حيم حيما‬
‫يبصططططططططططططططططططططططططططططططططرونم}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وليحملن أثقالمط وأثقا ًل مطع أثقالمط} إخبار عطن الدعاة إل الكفطر‬
‫والضللة‪ ,‬أنم يملون يوم القيامة أوزار أنفسهم وأوزارا أخر بسبب ما أضلوا من الناس‬
‫من غ ي أن ين قص من أوزار أولئك شيئا‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ ,‬ليحملوا أوزار هم كاملة يوم‬
‫القيامة ومن أوزار الذين يضلونم بغي علم} الَية‪ ,‬وف الصحيح «من دعا إل هدى كان‬
‫له من الجر مثل أجور من اتبعه إل يوم القيامة من غي أن ينقص من أجورهم شيئا‪ ,‬ومن‬
‫دعا إل ضللة كان عليه من الث مثل آثام من اتبعه إل يوم القيامة من غي أن ينقص من‬
‫آثامهم شيئا»‪ .‬وف الصحيح «ما قتلت نفس ظلما إل كان على ابن آدم الول كفل من‬
‫دمهطططططا‪ ,‬لنطططططه أول مطططططن سطططططن القتطططططل»‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وليسطألن يوم القيامطة عمطا كانوا يفترون} أي يكذبون ويتلقون مطن‬
‫البهتان‪ ,‬و قد ذ كر ا بن أ ب حا ت هه نا حديثا فقال‪ :‬حدث نا أ ب‪ ,‬حدث نا هشام بن عمار‪,‬‬
‫حدثنا صدقة‪ ,‬حدثنا عثمان بن حفص بن أب العالية‪ ,‬حدثن سليمان بن حبيب الحارب‬
‫عن أب أمامة رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم بلغ ما أرسل به‪ ,‬ث قال‪:‬‬
‫«إياكم والظلم‪ ,‬فإن ال يعزم يوم القيامة فيقول‪ :‬وعزت وجلل ل يوزن اليوم ظلم ث‬
‫ينادي مناد فيقول‪ :‬أين فلن بن فلن ؟ فيأت يتبعه من السنات أمثال البال‪ ,‬فيش خص‬
‫الناس إلي ها أب صارهم ح ت يقوم ب ي يدي الرح ن عز و جل‪ ,‬ث يأ مر النادي فينادي‪ :‬من‬

‫‪500‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كا نت له تبا عة أو ظل مة ع ند فلن بن فلن فهلم‪ ,‬فيقبلون ح ت يتمعوا قياما ب ي يدي‬
‫الرحن‪ ,‬فيقول الرحن‪ :‬اقضوا عن عبدي‪ ,‬فيقولون‪ :‬كيف نقضي عنه ؟ فيقول‪ :‬خذوا لم‬
‫من حسناته‪ ,‬فل يزالون يأخذون من ها حت ل يبقى منها حسنة‪ ,‬و قد بقي من أصحاب‬
‫الظلمات‪ ,‬فيقول‪ :‬اقضوا عن عبدي‪ ,‬فيقولون‪ :‬ل يبق له حسنة‪ ,‬فيقول خذوا من سيئاتم‬
‫فاحلو ها عل يه» ث نزع ال نب صلى ال عل يه و سلم بذه الَ ية الكري ة {وليحملن أثقال م‬
‫وأثقالً مع أثقال م ولي سألن يوم القيا مة ع ما كانوا يفترون}‪ .‬وهذا الد يث له شا هد ف‬
‫الصحيح من غي هذا الوجه «إن الرجل ليأت يوم القيامة بسنات أمثال البال وقد ظلم‬
‫هذا‪ ,‬وأخطذ مطن مال هذا‪ ,‬وأخطذ مطن عرض هذا‪ ,‬فيأخطذ هذا مطن حسطناته‪ ,‬وهذا مطن‬
‫حسناته‪ ,‬فإذا ل تبق له حسنة‪ ,‬أخذ من سيئاتم فطرح عليه»‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا‬
‫أحد بن أب الواري‪ ,‬حدثنا أبو بشر الذاء عن أب حزة الثمال عن معاذ بن جبل رضي‬
‫ال عنه قال‪ :‬قال ل رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬يا معاذ إن الؤمن يسأل يوم القيامة‬
‫عن ج يع سعيه ح ت عن ك حل عين يه و عن فتات الطي نة بإ صبعي‪ ,‬فل ألفي نك تأ ت يوم‬
‫ططططك»‪.‬‬ ‫طططط آتاك ال منط‬ ‫ططططعد باط‬ ‫ططططد أسط‬ ‫ططططة وأحط‬ ‫القيامط‬

‫ي عَاما َفأَخَ َذهُ مُ الطّوفَا نُ‬‫** وََلقَدْ أَرْ سَ ْلنَا نُوحا إِلَىَ َق ْومِ هِ َفَلبِ ثَ فِيهِ مْ أَلْ فَ َسَنةٍ إِلّ خَمْ سِ َ‬
‫طآ آَيةً ّل ْلعَالَمِيَط‬ ‫طفِيَن ِة وَ َجعَ ْلنَاهَط‬
‫ط وأَصططْحَابَ السطّ‬ ‫جيْناهطُ‬ ‫َوهُمططْ ظَالِمُونططَ * فَأنْ َ‬
‫هذه تسلية من ال تعال لعبده ورسوله ممد صلى ال عليه وسلم‪ ,‬يبه عن نوح عليه‬
‫ل ونارا‪ ,‬و سرا وجهارا‪,‬‬ ‫ال سلم أ نه م كث ف قو مه هذه الدة يدعو هم إل ال تعال لي ً‬
‫ومع هذا ما زادهم ذلك إل فرارا عن الق وإعراضا عنه وتكذيبا له‪ ,‬وما آمن معه منهم‬
‫إل قليل‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬فلبث فيهم ألف سنة إل خسي عاما فأخذهم الطوفان وهم‬
‫ظالون} أي بعد هذه الدة الطويلة ما نع فيهم البلغ والنذار‪ ,‬فأنت يا ممد ل تأسف‬
‫على من كفر بك من قومك ول تزن عليهم‪ ,‬فإن ال يهدي من يشاء ويضل من يشاء‪,‬‬
‫وبيده المطر‪ ,‬وإليطه ترجطع المور {إن الذيطن حقطت عليهطم كلمطة ربطك ل يؤمنون ولو‬
‫جاءتم كل آية} الَية‪ ,‬واعلم أن ال سيظهرك وينصرك ويؤيدك‪ ,‬ويذل عدوك ويكبتهم‪,‬‬
‫ويعلهطططططططططم أسطططططططططفل السطططططططططافلي‪.‬‬

‫‪501‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال حاد بن سلمة عن علي بن ز يد عن يو سف بن ماهك عن ا بن عباس قال‪ :‬بعث‬
‫نوح و هو لربع ي سنة‪ ,‬ول بث ف قو مه ألف سنة إل خ سي عاما‪ ,‬وعاش ب عد الطوفان‬
‫ستي عاما ح ت ك ثر الناس وفشوا‪ .‬وقال قتادة‪ :‬يقال إن عمره كله ألف سنة إل خ سي‬
‫عاما ل بث في هم ق بل أن يدعو هم ثلثمائة سنة‪ ,‬ودعا هم ثلثمائة سنة‪ ,‬ول بث ب عد الطوفان‬
‫ثلثمائة سنة وخسي عاما‪ ,‬وهذا قول غريب‪ ,‬وظاهر السياق من الَية أنه مكث ف قومه‬
‫يدعو هم إل ال ألف سنة إل خ سي عاما‪ .‬وقال عون بن أ ب شداد‪ :‬إن ال تعال أر سل‬
‫نوحا إل قومه وهو ابن خسي وثلثمائة سنة‪ ,‬فدعاهم ألف سنة إل خسي عاما‪ ,‬ث عاش‬
‫بعد ذلك ثلثمائة وخسي سنة‪ ,‬وهذا أيضا غريب‪ ,‬رواه ابن أب حات وابن جرير‪ .‬وقول‬
‫ابططططططططططططططططططططططططططن عباس أقرب‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال الثوري عن سلمة بن كهيل عن ماهد قال‪ :‬قال ل ابن عمر‪ :‬كم لبث نوح ف‬
‫قومطه ؟ قال‪ :‬قلت ألف سطنة إل خسطي عاما‪ ,‬قال‪ :‬فإن الناس ل يزالوا فط نقصطان مطن‬
‫أعمارهم وأحلمهم وأخلقهم إل يومك هذا‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬فأنيناه وأصحاب السفينة}‬
‫أي الذ ين آمنوا بنوح عل يه ال سلم‪ ,‬و قد تقدم ذ كر ذلك مف صلً ف سورة هود‪ ,‬وتقدم‬
‫طططططه‪.‬‬ ‫طططططن إعادتط‬ ‫ططططط عط‬ ‫ططططط أغنط‬ ‫طططططيه باط‬ ‫تفسط‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وجعلناها آية للعالي} أي وجعلنا تلك السفينة باقية إما عينها‪ ,‬كما قال‬
‫قتادة‪ :‬إن ا بق يت إل أول ال سلم على ج بل الودي أو نوع ها جعله للناس تذكرة لنع مه‬
‫على اللق ك يف أنا هم من الطوفان‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬وآ ية ل م أ نا حل نا ذريت هم ف‬
‫الفلك الشحون * وخلقنا لم من مثله ما يركبون ط إل قوله ط ومتاعا إل حي} وقال‬
‫تعال‪{ :‬إ نا ل ا ط غى الاء حلنا كم ف الار ية * لنجعل ها ل كم تذكرة وتعي ها أذن واع ية}‬
‫وقال ههنا‪{ :‬فأنيناه وأصحاب السفينة وجعلناها آية للعالي} وهذا من باب التدريج من‬
‫الش خص إل ال نس‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬ول قد زي نا ال سماء الدن يا ب صابيح وجعلنا ها رجوما‬
‫للشياط ي} أي وجعل نا نوع ها رجوما فإن ال ت ير مى ب ا لي ست هي زي نة لل سماء‪ ,‬وقال‬
‫تعال‪{ :‬ولقد خلقنا النسان من سللة من طي * ث جعلناه نطفة ف قرار مكي} ولذا‬
‫نظائر كثية‪ .‬وقال ا بن جرير‪ :‬لو ق يل إن الضم ي ف قوله‪{ :‬وجعلناها} عائد إل العقوبة‬
‫لكانوجها‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫‪502‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫** َوِإبْرَاهِي مَ ِإذْ قَالَ ِل َق ْومِ هِ ا ْعبُدُواْ اللّ َه وَاتّقُو هُ ذَِلكُ مْ َخيْرٌ ّلكُ مْ إِن كُنتُ ْم َتعْلَمُو نَ * ِإنّمَا‬
‫َتعْبُدُو َن مِن دُونِ اللّهِ َأوْثَانا َوتَخُْلقُونَ إِفْكا إِ ّن الّذِي َن َت ْعبُدُو َن مِن دُونِ اللّهِ َل يَمِْلكُونَ َلكُمْ‬
‫ق وَا ْعبُدُو ُه وَا ْشكُرُواْ لَ هُ إَِليْ ِه تُرْ َجعُو نَ * َوإِن تُكَ ّذبُواْ َفقَدْ كَذّ بَ‬
‫رِزْقا فَاْبَتغُوْا عِندَ اللّ هِ الرّزْ َ‬
‫طط‬ ‫ططا عَلَى الرّسطططُولِ إِ ّل الَْبلَغطططُ الْ ُمبِيُط‬ ‫ط وَمَط‬ ‫ططن َقبِْلكُمطط ْ‬ ‫ُأمَمطططٌ مّط‬
‫ي ب تعال عن عبده ور سوله وخليله إبراه يم إمام النفاء‪ ,‬أ نه د عا قو مه إل عبادة ال‬
‫وحده ل شريطك له والخلص له فط التقوى وطلب الرزق منطه وحده ل شريطك له‪,‬‬
‫وتوحيده ف الشكر‪ ,‬فإنه الشكور على النعم ل مسدي لاغيه‪ ,‬فقال لقومه‪{ :‬اعبدوا ال‬
‫واتقوه} أي أخلصوا له العبادة والوف {ذلكم خي لكم إن كنتم تعلمون} أي إذا فعلتم‬
‫ذلك حصل لكم الي ف الدنيا والَخرة‪ ,‬واندفع عنكم الشر ف الدنيا والَخرة‪ ,‬ث أخب‬
‫تعال أن الصنام الت يعبدونا ل تضر ول تنفع‪ ,‬وإنا اختلقتم أنتم لا أساء فسميتموها‬
‫آلة وإنا هي ملوقة مثلكم‪ ,‬هكذا رواه العوف عن ابن عباس‪ ,‬وبه قال ماهد والسدي‪,‬‬
‫وروى الوال ب عن ا بن عباس‪ :‬وت صنعون إفكا أي تنحتون ا أ صناما‪ ,‬و به قال ما هد ف‬
‫رواية‪ ,‬وعكرمة والسن وقتادة وغيهم‪ ,‬واختاره ابن جرير رحه ال‪ .‬وهي ل تلك لكم‬
‫رزقا {فابتغوا ع ند ال الرزق} وهذا أبلغ ف ال صر كقوله {إياك نع بد وإياك ن ستعي}‬
‫{رب ابن ل عندك بيتا ف النة} ولذا قال‪{ :‬فابتغوا} أي فاطلبوا {عند ال الرزق} أي‬
‫ل ع ند غيه‪ ,‬فإن غيه ل يلك شيئا {واعبدوه واشكروا له} أي كلوا من رز قه واعبدوه‬
‫وحده‪ ,‬واشكروا له على ما أنعم به عليكم {إليه ترجعون} أي يوم القيامة فيجازي كل‬
‫عامططططططططططططططططططططططططططططططططل بعمله‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وإن تكذبوا ف قد كذب أ مم من قبل كم} أي فبلغ كم ما حل ب م من‬
‫العذاب والنكال فط مالفطة الرسطل {ومطا على الرسطول إل البلغ البطي} يعنط إناط على‬
‫الرسول أن يبلغكم ما أمره ال تعال به من الرسالة‪ ,‬وال يضل من يشاء ويهدي من يشاء‪,‬‬
‫فاحرصوا لنفسكم أن تكونوا من السعداء‪ .‬وقال قتادة ف قوله‪{ :‬وإن تكذبوا فقد كذب‬
‫أ مم من قبل كم} قال‪ :‬يعزي نبيه صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬وهذا من قتادة يقت ضي أ نه قد‬
‫انقططع الكلم الول واعترض بذا إل قوله‪{ :‬فمطا كان جواب قومطه} وهكذا نطص على‬

‫‪503‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ذلك ا بن جر ير أيضا‪ .‬والظا هر من ال سياق أن كل هذا من كلم إبراه يم الل يل عل يه‬
‫السلم‪ ,‬يتج عليهم لثبات العاد لقوله بعد هذا كله {فما كان جواب قومه} وال أعلم‪.‬‬

‫ك عَلَى اللّ ِه يَ سِيٌ * قُلْ سِيُواْ فِي‬ ‫ف يُبْدِيءُ اللّ ُه الْخَ ْل َق ثُ ّم ُيعِيدُ هُ إِ نّ ذَلِ َ‬
‫** َأوَلَ ْم يَ َر ْواْ َكيْ َ‬
‫ف بَ َدَأ الْخَلْ َق ثُ مّ اللّ ُه يُنشِىءُ النّشَْأةَ الَ ِخ َرةَ إِ نّ اللّ َه عََلىَ ُك ّل شَيْءٍ قَدِيرٌ‬ ‫الرْ ضِ فَانظُرُواْ َكيْ َ‬
‫ض وَلَ‬ ‫جزِي نَ فِي الرْ ِ‬ ‫ب مَن يَشَآ ُء َويَرْحَ مُ مَن يَشَآءُ َوإَِليْ ِه ُتقَْلبُو نَ * َومَآ أَنتُ ْم بِ ُمعْ ِ‬ ‫* ُيعَذّ ُ‬
‫فِي ال سّمَآ ِء َومَا َلكُ ْم مّن دُو نِ اللّ ِه مِن وَلِ يّ وَ َل نَ صِيٍ * وَالّذِي نَ َكفَرُواْ بِآيَا تِ اللّ ِه وَِلقَآئِ هِ‬
‫ط عَذَابططٌ أَلِيمططٌ‬ ‫ك يَئِسططُواْ مِططن رّحْمَتِططي َوُأوْلَـططئِكَ َلهُمط ْ‬ ‫ُأوْلَـططئِ َ‬
‫يقول تعال مبا عن الليل عليه السلم أنه أرشدهم إل إثبات العاد الذي ينكرونه با‬
‫يشاهدونطه فط أنفسطهم مطن خلق ال إياهطم بعطد أن ل يكونوا شيئا مذكورا‪ ,‬ثط وجدوا‬
‫و صاروا أنا سا سامعي مب صرين‪ ,‬فالذي بدأ هذا قادر على إعاد ته‪ ,‬فإ نه سهل عل يه ي سي‬
‫لد يه‪ ,‬ث أرشد هم إل العتبار ب ا ف الَفاق من الَيات الشاهدة من خلق ال الشياء‪:‬‬
‫السموات وما فيها من الكواكب النية الثوابت والسيارات‪ ,‬والرضي وما فيها من مهاد‬
‫وجبال‪ ,‬وأود ية وبراري وقفار‪ ,‬وأشجار وأنار‪ ,‬وثار وبار‪ ,‬كل ذلك دال على حدوث ها‬
‫ف أنف سها‪ ,‬وعلى وجود صانعها الفا عل الختار‪ ,‬الذي يقول للش يء كن فيكون‪ ,‬ولذا‬
‫قال‪{ :‬أو ل يروا كيطف يبدىء ال اللق ثط يعيده إن ذلك على ال يسطي} كقوله تعال‪:‬‬
‫{وهو الذي يبدأ اللق ث يعيده وهو أهون عليه} ث قال تعال‪{ :‬قل سيوا ف الرض‬
‫فانظروا كيطف بدأ اللق ثط ال ينشىء النشأة الَخرة} أي يوم القيامطة {إن ال على كطل‬
‫ش يء قد ير} وهذا القام شبيه بقوله تعال‪ { :‬سنريهم آيات نا ف الَفاق و ف أنف سهم ح ت‬
‫يتبي لم أنه الق} وكقوله تعال‪{ :‬أم خلقوا من غي شيء أم هم الالقون ؟ * أم خلقوا‬
‫السططططططططططططموات والرض بططططططططططططل ل يوقنون}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬يعذب من يشاء ويرحم من يشاء} أي هو الاكم التصرف الذي يفعل‬
‫ما يشاء‪ ,‬ويكم ما يريد‪ ,‬ل معقب لكمه‪ ,‬ول يسأل عما يفعل وهم يسألون‪ ,‬فله اللق‬
‫والمر مهما فعل فعدل‪ ,‬لنه الالك الذي ل يظلم مثقال ذرة‪ ,‬كما جاء ف الديث الذي‬
‫رواه أ هل ال سنن «إن ال لو عذب أ هل ساواته وأ هل أر ضه لعذب م و هو غ ي ظال ل م»‬

‫‪504‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ولذا قال تعال‪{ :‬يعذب مطن يشاء ويرحطم مطن يشاء وإليطه تقلبون} أي ترجعون يوم‬
‫القيامططططططططططططططططططططططططططططططططططة‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وما أنتم بعجزين ف الرض ول ف السماء} أي ل يعجزه أحد من أهل‬
‫سواته وأرضه‪ ,‬بل هو القاهر فوق عباده‪ ,‬فكل شيء خائف منه فقي إليه‪ ,‬وهو الغن عما‬
‫سواه {و ما ل كم من دون ال من ول ول ن صي * والذ ين كفروا بآيات ال ولقائه} أي‬
‫جحدوها وكفروا بالعاد {أولئك يئسوا من رحت} أي ل نصيب لم فيها {وأولئك لم‬
‫عذاب أليططططم} أي موجططططع شديططططد فطططط الدنيططططا والَخرة‪.‬‬

‫** َفمَا كَا نَ َجوَا بَ َق ْومِ هِ إِلّ أَن قَالُواْ ا ْقتُلُو هُ َأوْ حَرّقُو هُ َفَأنْجَا هُ اللّ ُه مِ نَ النّارِ إِ نّ فِي ذَلِ َ‬
‫ك‬
‫حيَاةِ ال ّدنْيَا‬
‫خ ْذتُ ْم مّن دُونِ اللّهِ َأ ْوثَانا ّموَ ّد َة بَْيِنكُمْ فِي الْ َ‬ ‫َليَاتٍ ّل َقوْ ٍم ُيؤْ ِمنُونَ * وَقَالَ ِإنّمَا اتّ َ‬
‫ضكُ مْ َبعْضا َومَ ْأوَاكُ ُم النّارُ وَمَا َلكُ ْم مّن‬ ‫ضكُ ْم ِبَبعْ ضٍ َويَ ْلعَ ُن َبعْ ُ‬ ‫ثُ ّم َيوْ مَ اْل ِقيَا َم ِة َيكْفُ ُر َب ْع ُ‬
‫طرِينَ‬ ‫نّاصططططططططططططططططططططططططططططططططط ِ‬
‫يقول تعال مبا عن قوم إبراهيم ف كفرهم وعنادهم ومكابرتم ودفعهم الق بالباطل‪,‬‬
‫أن م ما كان ل م جواب ب عد مقالة إبراه يم هذه الشتملة على الدى والبيان {إل أن قالوا‬
‫اقتلوه أو حرقوه} وذلك لنمط قام عليهطم البهان وتوجهطت عليهطم الجطة‪ ,‬فعدلوا إل‬
‫ا ستعمال جاههم وقوة ملكهم {فقالوا ابنوا له بنيانا فألقوه ف الحيم * وأرادوا به كيدا‬
‫فجعلنا هم ال سفلي} وذلك أن م حشدوا ف ج ع أحطاب عظي مة مدة طويلة‪ ,‬وحوطوا‬
‫حول ا‪ ,‬ث أضرموا في ها النار‪ ,‬فارت فع ل ا ل ب إل عنان ال سماء‪ ,‬ول تو قد نار قط أع ظم‬
‫من ها‪ ,‬ث عمدوا إل إبراه يم فكتفوه وألقوه ف ك فة النجن يق‪ ,‬ث قذفوه في ها‪ ,‬فجعل ها ال‬
‫عل يه بردا و سلما‪ ,‬وخرج من ها سالا ب عد ما م كث في ها أياما‪ ,‬ولذا وأمثاله جعله ال‬
‫للناس إماما‪ ,‬فإ نه بذل نف سه للرح ن‪ ,‬وج سده للنيان‪ ,‬و سخا بولده للقربان‪ ,‬وج عل ماله‬
‫للضيفان‪ ,‬ولذا اجتمططططع على مبتططططه جيططططع أهططططل الديان‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬فأناه ال من النار} أي سلمه منها بأن جعلها عليه بردا وسلما {إن ف‬
‫ذلك لَيات لقوم يؤمنون * وقال إناط اتذتط مطن دون ال أوثانا مودة بينكطم فط الياة‬
‫الدنيا} يقول لقومه مقرعا لم وموبا على سوء صنيعهم ف عبادتم للوثان‪ :‬إنا اتذت‬

‫‪505‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫هذه لتجتمعوا على عبادت ا ف الدن يا صداقة وأل فة من كم بعض كم لب عض ف الياة الدن يا‪,‬‬
‫وهذا على قراءة من نصب مودة بينكم على أنه مفعول له‪ ,‬وأما على قراءة الرفع‪ ,‬فمعناه‬
‫إنا اتاذكم هذا لتحصل لكم الودة ف الدنيا فقط {ث يوم القيامة} ينعكس هذا الال‪,‬‬
‫فتب قى هذه ال صداقة والودة بغضا وشنآنا ث {يك فر بعض كم بب عض} أي تتجاحدون ما‬
‫كان بينكم {ويلعن بعضكم بعضا} أي يلعن التباع التبوعي‪ ,‬والتبوعون التباع {كلما‬
‫دخلت أ مة لع نت أخت ها} وقال تعال‪{ :‬الخلء يومئذ بعض هم لب عض عدو إل التق ي}‬
‫وقال هه نا‪ { :‬ث يوم القيا مة يك فر بعض كم بب عض ويل عن بعض كم بعضا ومأوا كم النار}‬
‫الَيطة‪ ,‬أي ومصطيكم ومرجعكطم بعطد عرصطات القيامطة إل النار ومطا لكطم مطن ناصطر‬
‫ينصركم‪ ,‬ول منقذ ينقذكم من عذاب ال‪ ,‬وهذا حال الكافرين‪ ,‬وأما الؤمنون فبخلف‬
‫ذلك‪.‬‬
‫قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا ممد بن إساعيل الحسي‪ ,‬حدثنا أبو عاصم الثقفي‪ ,‬حدثنا‬
‫الربيع بن إساعيل بن عمرو بن سعيد بن جعدة بن هبية الخزومي عن أبيه عن جده‪ ,‬عن‬
‫أم هانء أخت علي بن أب طالب قالت‪ :‬قال ل النب صلى ال عليه وسلم‪« :‬أخبك أن‬
‫ال تعال يمع الولي والَخرين يوم القيامة ف صعيد واحد‪ ,‬فمن يدري أين الطرفان ؟‬
‫ط قالت‪ :‬ال ورسوله أعلم ط ث ينادي مناد من تت العرش‪ :‬يا أهل التوحيد‪ ,‬فيشرئبون‬
‫ط قال أبو عاصم يرفعون رؤوسهم ط ث ينادي‪ :‬يا أهل التوحيد‪ ,‬ث ينادي الثالثة‪ :‬يا أهل‬
‫التوحيد‪ ,‬إن ال قد عفا عنكم ط قال ط فيقوم الناس قد تعلق بعضهم ببعض ف ظلمات‬
‫الدنيا ط يعن الظال ط ث ينادي‪ :‬يا أهل التوحيد ليعف بعضكم عن بعض‪ ,‬وعلى ال‬
‫الثواب»‪.‬‬

‫حكِي مُ * َو َو َهبْنَا لَ هُ إِ سْحَا َ‬


‫ق‬ ‫ط وَقَالَ ِإنّي ُمهَاجِرٌ إَِلىَ َربّ يَ ِإنّ ُه ُهوَ اْلعَزِي ُز الْ َ‬ ‫** فَآمَ نَ لَ هُ لُو ٌ‬
‫َويَ ْعقُو بَ وَ َجعَلْنَا فِي ُذ ّرّيتِ ِه الّنُبوّ َة وَالْ ِكتَا بَ وَآَتيْنَا هُ أَ ْجرَ هُ فِي ال ّدنْيَا َوِإنّ هُ فِي الَخِ َرةِ لَمِ نَ‬
‫حيَ‬‫الصطططططططططططططططططططططططططططططططططّالِ ِ‬
‫يقول تعال م با عن إبراه يم أ نه آ من له لوط‪ ,‬يقال إ نه ا بن أ خي إبراه يم‪ ,‬يقولون هو‬
‫لوط بن هاران بن آزر‪ ,‬يع ن ول يؤ من به‪ ,‬من قو مه سواه و سارة امرأة إبراهيم الل يل‪,‬‬

‫‪506‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لكن يقال كيف المع بي هذه الَية وبي الديث الوارد ف الصحيح أن إبراهيم حي مر‬
‫على ذلك البار فسأل إبراهيم عن سارة ما هي منه‪ ,‬فقال‪ :‬أخت‪ ,‬ث جاء إليها فقال لا‪:‬‬
‫إن قد قلت له إنك أخت فل تكذبين‪ ,‬فإنه ليس على وجه الرض مؤمن غيي وغيك‪,‬‬
‫فأ نت أخ ت ف الد ين‪ .‬وكأن الراد من هذا ط وال أعلم ط أ نه ل يس على و جه الرض‬
‫زوجان على السلم غيي وغيك‪ ,‬فإن لوطا عليه السلم آمن به من قومه‪ ,‬وهاجر معه‬
‫إل بلد الشام‪ ,‬ث أر سل ف حياة الل يل إل أ هل سدوم وأقام ب ا‪ ,‬وكان من أمر هم ما‬
‫تقدم ومطططططططططططططططا سطططططططططططططططيأت‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وقال إِنط مهاجطر إِل ربط} يتمطل عود الضميط فط قوله {وقال إنط‬
‫مهاجر} على لوط‪ .‬لنه هو أقرب الذكورين‪ ,‬ويتمل عوده إل إبراهيم‪ ,‬قال ابن عباس‬
‫والضحاك‪ ,‬وهو الكن عنه بقوله‪{ :‬فآمن له لوط} أي من قومه‪ ,‬ث أخب عنه بأنه اختار‬
‫الهاجرة من ب ي أظهر هم ابتغاء إظهار الد ين والتم كن من ذلك‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬إ نه هو‬
‫العز يز الك يم} أي له العزة ولر سوله وللمؤمن ي به‪ ,‬الك يم ف أقواله وأفعاله وأحكا مه‬
‫القدريطة والشرعيطة‪ .‬وقال قتادة‪ :‬هاجروا جيعا مطن كوثطى‪ ,‬وهطي مطن سطواد الكوفطة إل‬
‫الشام‪ .‬قال‪ :‬وذ كر ل نا أن نب ال صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬إن ا ستكون هجرة ب عد‬
‫هجرة ينحاز أهل الرض إل مهاجر إبراهيم‪ ,‬ويبقى ف الرض شرار أهلها حت تلفظهم‬
‫أرضهم‪ ,‬وتقذرهم روح ال عز وجل‪ ,‬وتشرهم النار مع القردة والنازير‪ ,‬تبيت معهم‬
‫إذا باتوا‪ ,‬وتقيطططل معهطططم إذا قالوا‪ ,‬وتأكطططل مطططا سطططقط منهطططم»‪.‬‬
‫وقد أسند المام أحد هذا الديث فرواه مطولً من حديث عبد ال بن عمرو بن العاص‬
‫قال‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ,‬أخبنا معمرعن قتادة عن شهر بن حوشب قال‪ :‬لا جاءتنا بيعة‬
‫يز يد بن معاو ية‪ ,‬قد مت الشام فأ خبت بقام يقو مه نوف البكال‪ ,‬فجئ ته إذ جاء ر جل‬
‫فانتبذ الناس وعليه خيصة‪ ,‬فإذا هو عبد ال بن عمرو بن العاص‪ ,‬فلما رآه نوف أمسك‬
‫عن الديث‪ ,‬فقال عبد ال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬إنا ستكون‬
‫هجرة ب عد هجرة‪ ,‬فينحاز الناس إل مها جر إبراه يم‪ ,‬ل يب قى ف الرض إل شرار أهل ها‪,‬‬
‫فتلفظهم أرضهم تقذرهم نفس الرحن‪ ,‬تشرهم النار مع القردة والنازير‪ ,‬فتبيت معهم‬
‫إذا باتوا‪ ,‬وتق يل مع هم إذا قالوا‪ ,‬وتأ كل من تلف من هم» قال‪ :‬و سعت ر سول ال صلى‬

‫‪507‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال عل يه و سلم يقول‪ « :‬سيخرج أناس من أم ت من ق بل الشرق يقرؤون القرآن ل ياوز‬
‫تراقيهم‪ ,‬كلما خرج منهم قرن قطع كلما خرج منهم قرن قطع ط حت عدها زيادة على‬
‫عشر ين مرة ط كل ما خرج من هم قرن ق طع ح ت يرج الدجال ف بقيت هم» ورواه المام‬
‫أحد عن أب داود وعبد الصمد كلها عن هشام الدستوائي عن قتادة به‪ ,‬وقد رواه أبو‬
‫داود ف سننه فقال ف كتاب الهاد (باب ما جاء ف سكن الشام) حدث نا عب يد ال بن‬
‫عمر‪ ,‬حدثنا معاذ بن هشام‪ ,‬حدثن أب عن قتادة عن شهر بن حوشب عن عبد ال بن‬
‫ع مر‪ ,‬قال‪ :‬سعت ر سول ل صلى ال عل يه و سلم يقول‪ « :‬ستكون هجرة ب عد هجرة‪,‬‬
‫وينحاز أهل الرض إل مهاجر إبراهيم‪ ,‬ويبقى ف الرض شرار أهلها‪ ,‬تلفظهم أرضهم‪,‬‬
‫وتقذرهططم نفططس الرحنطط‪ ,‬وتشرهططم النار مططع القردة والنازيططر»‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬أخبنا أبو جناب يي بن أب حية عن شهر بن حوشب‬
‫قال‪ :‬سعت ع بد ال بن ع مر يقول‪ :‬ل قد رأيت نا و ما صاحب الدينار والدر هم بأ حق من‬
‫أخيه السلم‪ ,‬ث لقد رأيتنا بآخرة الَن والدينار والدرهم أحب إل أحدنا من أخيه السلم‪,‬‬
‫ولقد سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬لئن أنتم اتبعتم أذناب البقر‪ ,‬وتبايعتم‬
‫بالعي نة‪ ,‬وترك تم الهاد ف سبيل ال‪ ,‬ليلزمن كم ال مذلة ف أعناق كم ل تنع من كم ح ت‬
‫ترجعوا إل ما كنتم عليه‪ ,‬وتتوبوا إل ال تعال» وسعت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يقول‪« :‬لتكو نن هجرة ب عد هجرة إل مها جر أبي كم إبراه يم ح ت ل يب قى ف الرض إل‬
‫شرار أهلهطا‪ ,‬وتلفظهطم أرضوهطم‪ ,‬وتقذرهطم روح الرحنط‪ ,‬وتشرهطم النار مطع القردة‬
‫والنازير‪ ,‬تقيل معهم إذا قالوا‪ ,‬وتبيت معهم حيث يبيتون‪ ,‬وما سقط منهم فلها» ولقد‬
‫سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول‪« :‬يرج قوم من أم ت ي سيئون العمال‪,‬‬
‫يقرؤون القرآن ل ياوز حناجرهم ط قال يزيد‪ :‬ل أعلمه إل قال ط يقر أحدكم علمه‬
‫مع علم هم‪ ,‬يقتلون أ هل ال سلم‪ ,‬فإذا خرجوا فاقتلو هم‪ ,‬ث إذا خرجوا فاقتلو هم‪ ,‬ث إذا‬
‫خرجوا فاقتلوهم‪ ,‬فطوب لن قتلهم‪ ,‬وطوب لن قتلوه‪ ,‬كلما طلع منهم قرن قتله ال» فردد‬
‫طع‪.‬‬ ‫طا أسط‬‫طر‪ ,‬وأنط‬ ‫طن مرة وأكثط‬ ‫طلم عشريط‬ ‫طه وسط‬ ‫طلى ال عليط‬
‫طول ل صط‬ ‫ذلك رسط‬
‫وقال الافظ أبو بكر البيهقي‪ :‬حدثنا أبو السن بن الفضل‪ ,‬أخبنا عبد ال بن جعفر‪,‬‬
‫حدثنا يعقوب بن سفيان‪ ,‬حدثنا أبو النضر إسحاق بن إبراهيم بن يزيد وهشام بن عمار‬

‫‪508‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الدمشقيان قال‪ :‬حدث نا ي ي بن حزة‪ ,‬حدث نا الوزا عي عن نا فع‪ ,‬وقال أ بو الن ضر ع من‬
‫حدثه عن نافع عن عبد ال بن عمر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬سيهاجر‬
‫أ هل الرض هجرة ب عد هجرة إل مها جر إبراه يم‪ ,‬ح ت ل يب قى إلشرار أهل ها‪ ,‬تلفظ هم‬
‫الرضون‪ ,‬وتقذرهم روح الرحن‪ ,‬وتشرهم النار مع القردة والنازير‪ ,‬تبيت معهم حيث‬
‫باتوا‪ ,‬وتقيل معهم حيث قالوا‪ ,‬لا ما سقط منهم» غريب من حديث نافع‪ ,‬والظاهر أن‬
‫الوزاعي قد رواه عن شيخ له من الضعفاء‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وروايته من حديث عبد ال بن‬
‫عمرو بططططططططططططن العاص أقرب إل الفططططططططططططظ‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ووهبنا له إسحاق ويعقوب} كقوله‪{ :‬فلما اعتزلم وما يعبدون من دون‬
‫ال‪ ,‬وهب نا له إ سحاق ويعقوب وكلً جعل نا نبيا} أي أ نه ل ا فارق قو مه‪ ,‬أ قر ال عي نه‬
‫بوجود ولد صال نب‪ ,‬وولد له ولد صال نب ف حياة جده‪ ,‬وكذلك قال تعال‪{ :‬ووهبنا‬
‫له إسطحاق ويعقوب نافلة} أي زيادة‪ ,‬كمطا قال تعال‪{ :‬فبشرناهطا بإسطحاق ومطن وراء‬
‫إ سحاق يعقوب} أي يولد لذا الولد ولد ف حياتك ما‪ ,‬ت قر به أعينك ما‪ ,‬وكون يعقوب‬
‫ولد لسحاق نص عليه القرآن وثبتت به السنة النبوية‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬أم كنتم شهداء إذ‬
‫حضطر يعقوب الوت إذ قال لبنيطه مطا تعبدون مطن بعدي ؟ قالوا نعبطد إلكط وإله آبائك‬
‫إبراهيم وإساعيل وإسحاق إلا واحدا} الَية‪ ,‬وف الصحيحي «إن الكري ابن الكري ابن‬
‫الكري ابن الكري يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم الصلة والسلم» فأما‬
‫ط رواه العوفط عطن ابطن عباس فط قوله‪{ :‬ووهبنطا له إسطحاق ويعقوب} قال‪ :‬هاط ولدا‬ ‫ما‬
‫إبراه يم‪ ,‬فمعناه أن ولد الولد بنلة الولد‪ ,‬فإن هذا ال مر ل يكاد ي فى على من هو دون‬
‫ابطططططططططططططططططططططططططططططططططن عباس‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وجعل نا ف ذري ته النبوة والكتاب} هذه خل عة سنية عظي مة مع اتاذ ال‬
‫إياه خليلً‪ ,‬وجعله للناس إماما أن جعطل فط ذريتطه النبوة والكتاب‪ ,‬فلم يوجطد نطب بعطد‬
‫إبراهيم عليه السلم إل وهو من سللته‪ ,‬فجميع أنبياء بن إسرائيل من سللة يعقوب بن‬
‫إسحاق بن إبراهيم‪ ,‬حت كان آخرهم عيسى ابن مري‪ ,‬فقام ف ملئهم مبشرا بالنب العرب‬
‫القرشطي الاشيط خاتط الرسطل على الطلق‪ ,‬وسطيد ولد آدم فط الدنيطا والَخرة‪ ,‬الذي‬

‫‪509‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫اصطفاه ال من صميم العرب العرباء من سللة إساعيل بن إبراهيم عليهما السلم‪ ,‬ول‬
‫طلم‪.‬‬‫طلة والسط‬ ‫طل الصط‬ ‫طه أفضط‬‫طواه‪ ,‬عليط‬ ‫طاعيل سط‬ ‫طللة إسط‬ ‫طن سط‬ ‫طب مط‬ ‫طد نط‬‫يوجط‬
‫وقوله‪{ :‬وآتيناه أجره ف الدنيا وإنه ف الَخرة لن الصالي} أي جع ال له بي سعادة‬
‫الدن يا الو صولة ب سعادة الَخرة‪ ,‬فكان له ف الدن يا الرزق الوا سع ال ن‪ ,‬والنل الر حب‪,‬‬
‫والورد العذب‪ ,‬والزوجة السنة الصالة‪ ,‬والثناء الميل‪ ,‬والذكر السن‪ ,‬وكل أحد يبه‬
‫ويتوله‪ ,‬كمطا قال ابطن عباس وماهطد وقتادة وغيهطم‪ :‬مطع القيام بطاعطة ال مطن جيطع‬
‫الوجوه‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وإبراهيم الذي وف} أي قام بميع ما أمر به وكمل طاعة ربه‪,‬‬
‫ولذا قال تعال‪{ :‬وآتيناه أجره ف الدنيا وإنه ف الَخرة لن الصالي} وكما قال تعال‪:‬‬
‫{إن إبراهيم كان أمة قانتا ل حنيفا ول يك من الشركي ط إل قوله ط وإنه ف الَخرة‬
‫لنطططططططططططططططط الصططططططططططططططططالي}‪.‬‬

‫ش َة مَا َسبَ َقكُ ْم بِهَا مِ نْ أَحَ ٍد مّ َن اْلعَالَمِيَ *‬


‫** وَلُوطا ِإذْ قَالَ ِل َق ْومِ هِ إِّنكُ مْ َلَتأْتُو نَ اْلفَاحِ َ‬
‫سبِي َل َوتَ ْأتُو نَ فِي نَادِيكُ ُم الْ ُمْنكَرَ فَمَا كَا نَ َجوَا بَ َق ْومِ هِ‬
‫َأئِّنكُ مْ َلتَ ْأتُو نَ الرّجَا َل َوَتقْ َطعُو نَ ال ّ‬
‫ِنط الصطّادِقِيَ * قَالَ رَبّط انصُطْرنِي عَلَى اْلقَوْمِط‬ ‫ُنتط م َ‬‫إِلّ أَن قَالُواْ اْئتِنَا ِبعَذَاب ِط اللّهِطإِن ك َ‬
‫الْ ُمفْسطططططططططططططططططططططططططططططططططِدِينَ‬
‫يقول تعال مبا عن نبيه لوط عليه السلم‪ ,‬أنه أنكر على قومه سوء صنيعهم‪ ,‬وما كانوا‬
‫يفعلونه من قبيح العمال ف إتيانم الذكران من العالي‪ ,‬ول يسبقهم إل هذه الفعلة أحد‬
‫مطن بنط آدم قبلهطم‪ ,‬وكانوا مطع هذا يكفرون بال ويكذبون رسطله‪ ,‬ويالفون ويقطعون‬
‫السبيل‪ ,‬أي يقفون ف طريق الناس يقتلونم ويأخذون أموالم {وتأتون ف ناديكم النكر}‬
‫أي يفعلون ما ل يليق من القوال والفعال ف مالسهم الت يتمعون فيها‪ ,‬ل ينكر بعضهم‬
‫على بعض شيئا من ذلك‪ ,‬فمن قائل كانوا يأتون بعضهم بعضا ف الل‪ ,‬قاله ماهد‪ ,‬ومن‬
‫قائل كانوا يتضارطون ويتضاحكون‪ ,‬قالتطه عائشطة رضطي ال عنهطا والقاسطم‪ ,‬ومطن قائل‬
‫كانوا يناطحون ب ي الكباش ويناقرون ب ي الديوك‪ ,‬و كل ذلك ي صدر عن هم وكانوا شرا‬
‫مطططططططططططططططططططططططططططططططططن ذلك‪.‬‬

‫‪510‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا حاد بن أسامة‪ ,‬أخبن حات بن أب صغية‪ ,‬حدثنا ساك بن‬
‫حرب عن أب صال مول أم هانء عن أم هانء قالت‪ :‬سألت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم عن قوله تعال‪{ :‬وتأتون ف ناديكم النكر} قال «يذفون أهل الطريق ويسخرون‬
‫من هم‪ ,‬وذلك الن كر الذي كانوا يأتو نه» ورواه الترمذي وا بن جر ير وا بن أ ب حا ت من‬
‫حديث أب أسامة حاد بن أسامة‪ ,‬عن أب يونس القشيي عن حات بن أب صغية به‪ ,‬ث‬
‫قال الترمذي‪ :‬هذا حديث حسن ل نعرفه إل من حديث حات بن أب صغية عن ساك‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا السن بن عرفة‪ ,‬حدثنا ممد بن كثي عن عمرو بن قيس عن‬
‫الكطم عطن ماهطد {وتأتون فط ناديكطم النكطر} قال‪ :‬الصطفي ولعطب المام واللهطق‬
‫والسؤال ف الجلس‪ ,‬وحل أزرار القباء‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬فما كان جواب قومه إل أن قالوا‬
‫ائت نا بعذاب ال إن ك نت من ال صادقي} وهذا من كفر هم وا ستهزائهم وعناد هم‪ ,‬ولذا‬
‫اسططتنصر عليهططم نططب ال فقال‪{ :‬رب انصططرن على القوم الفسططدين}‪.‬‬

‫** وَلَمّا جَآءَتْ رُسُُلنَآ ِإبْرَاهِي َم بِاْلبُشْرَىَ قَاُل َواْ ِإنّا ُمهِْل ُكوَ َأهْ ِل هَـ ِذهِ اْلقَ ْرَيةِ إِنّ أَهَْلهَا كَانُوْا‬
‫جَينّ هُ َوأَهْلَ هُ إِ ّل امْ َرَأتَ هُ كَانَ تْ مِ نَ‬ ‫ظَالِمِيَ * قَالَ إِ نّ فِيهَا لُوطا قَالُوْا نَحْ نُ َأعْلَ ُم بِمَن فِيهَا َلُننَ ّ‬
‫ف وَلَ‬ ‫ق ِبهِ مْ ذَرْعا وَقَالُواْ َل تَخَ ْ‬ ‫الْغَابِرِي نَ * وَلَمّآ أَن جَآءَ تْ رُ سُُلنَا لُوطا سِيءَ ِبهِ مْ وَضَا َ‬
‫ت مِ َن اْلغَابِري نَ * ِإنّا مُنِلُو نَ عََلىَ َأهْ ِل هَـ ِذهِ‬ ‫تَحْزَ نْ ِإنّا مُنَجّو كَ َوَأهْلَ كَ إِلّ امْ َرَأتَ كَ كَانَ ْ‬
‫سقُونَ * وَلَقَد تّرَكْنَا ِمنْهَآ آَي ًة بَّيَنةً ّل َقوْ مٍ َي ْعقِلُو نَ‬ ‫الْقَ ْرَيةِ ِرجْزا مّ َن ال سّمَآ ِء بِمَا كَانُوْا َيفْ ُ‬
‫لا استنصر لوط عليه السلم بال عز وجل عليهم‪ ,‬بعث ال لنصرته ملئكة فمروا على‬
‫إبراهيم عليه السلم ف هيئة أضياف‪ ,‬فجاءهم با ينبغي للضيف‪ ,‬فلما رآهم أنه ل هة لم‬
‫إل الطعام‪ ,‬نكر هم وأو جس من هم خي فة‪ ,‬فشرعوا يؤان سونه ويبشرو نه بوجود ولد صال‬
‫من امرأ ته سارة‪ ,‬وكا نت حاضرة‪ ,‬فتعج بت من ذلك ك ما تقدم بيا نه ف سورة هود‬
‫وال جر‪ ,‬فلما جاءت إبراه يم البشرى وأ خبوه بأن م أرسلوا للك قوم لوط‪ ,‬أ خذ يدا فع‬
‫لعل هم ينظرون ل عل ال أن يهدي هم‪ ,‬ول ا قالوا إ نا مهلكوا أ هل هذه القر ية {قال إن في ها‬
‫لوطا‪ ,‬قالوا ننط أعلم بنط فيهطا لننجينطه وأهله إل امرأتطه كانطت مطن الغابريطن} أي مطن‬
‫الالك ي‪ ,‬لن ا كا نت تالئ هم على كفر هم وبغي هم ودبر هم‪ ,‬ث ساروا من عنده فدخلوا‬

‫‪511‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫على لوط ف صورة شبان ح سان‪ ,‬فل ما رآ هم كذلك { سيء ب م وضاق ب م ذرعا} أي‬
‫اغتم بأمرهم إن هو أضافهم خاف عليهم من قومه وإن ل يضفهم خشي عليهم منهم ول‬
‫يعلم بأمر هم ف ال ساعة الراه نة {قالوا ل ت ف ول تزن إ نا منجوك وأهلك إل امرأ تك‬
‫كانطت مطن الغابريطن * إنطا منلون على أهطل هذه القريطة رجزا مطن السطماء باط كانوا‬
‫يفسقون} وذلك أن جبيل عليه السلم اقتلع قراهم من قرار الرض‪ ,‬ث رفعها إل عنان‬
‫السماء‪ ,‬ث قلبها عليهم‪ ,‬وأرسل ال عليهم حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك‪,‬‬
‫و ما هي من الظال ي ببع يد‪ ,‬وج عل ال مكان ا بية خبي ثة منت نة‪ ,‬وجعل هم عبة إل يوم‬
‫التناد‪ ,‬وهم من أشد الناس عذابا يوم العاد‪ .‬ولذا قال تعال‪{ :‬ولقد تركنا منها آية بينة}‬
‫أي واضحة {لقوم يعقلون} كما قال تعال‪{ :‬وإنكم لتمرون عليهم مصبحي وبالليل أفل‬
‫تعقلون}‪.‬‬

‫** َوإَِلىَ َم ْديَ نَ أَخَاهُ ْم ُشعَيْبا َفقَا َل َي َقوْ ِم اعْبُدُواْ اللّ هَ وَا ْرجُوْا اْلَيوْ مَ آلَخِرَ وَلَ َت ْعَثوْاْ فِي‬
‫ط جَاثِمِيَط‬ ‫طبَحُواْ فِطي دَا ِرهِم ْ‬ ‫ط الرّ ْج َفةُ َفأَص ْ‬‫ط َفأَخَ َذْتهُم ُ‬ ‫طدِينَ * َفكَ ّذبُوه ُ‬ ‫ط ُمفْس ِ‬ ‫الرْض ِ‬
‫ي ب تعال عن عبده ور سوله شع يب عل يه ال سلم‪ ,‬أ نه أنذر قو مه أ هل مد ين‪ ,‬فأمر هم‬
‫بعبادة ال وحده ل شريك له‪ ,‬وأن يافوا بأس ال ونقمته وسطوته يوم القيامة‪ ,‬فقال‪{ :‬يا‬
‫قوم اعبدوا ال وارجوا اليوم الَخطر} قال ابطن جريطر‪ :‬قال بعضهطم معناه واخشوا اليوم‬
‫الَخطر‪ ,‬وهذا كقوله تعال‪{ :‬لنط كان يرجطو ال واليوم الَخطر} وقوله‪{ :‬ول تعثوا فط‬
‫الرض مف سدين} نا هم عن الع يث ف الرض بالف ساد و هو ال سعي في ها والب غي على‬
‫أهل ها‪ ,‬وذلك أن م كانوا ينق صون الكيال واليزان ويقطعون الطر يق على الناس‪ ,‬هذا مع‬
‫كفرهطم بال ورسطوله‪ ,‬فأهلكهطم ال برجفطة عظيمطة زلزلت عليهطم بلدهطم‪ ,‬وصطيحة‬
‫أخرجت القلوب من حناجرها‪ ,‬وعذاب يوم الظلة الذي أزهق الرواح من مستقرها‪ ,‬إنه‬
‫كان عذاب يوم عظيم‪ ,‬وقد تقدمت قصتهم مبسوطة ف سورة العراف وهود والشعراء‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬فأصبحوا ف دارهم جاثي} قال قتادة‪ :‬ميتي‪ ,‬وقال غيه‪ :‬قد ألقى بعضهم على‬
‫بعطططططططططططططططططططططططططططططططططططض‪.‬‬

‫‪512‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫شيْطَا نُ َأعْمَاَلهُ مْ فَ صَ ّدهُ ْم عَ ِن‬‫** َوعَادا َوثَمُودَ وَقَد ّتَبيّ نَ َلكُم مّن مّ سَاكِِنهِ ْم وَ َزيّ نَ َلهُ مُ ال ّ‬
‫ستَْبصِرِينَ * وَقَارُو َن وَفِ ْر َعوْ نَ َوهَامَا نَ وََلقَدْ جَآ َءهُ مْ مّو َسىَ بِالَْبّينَا تِ‬ ‫ال سّبِي ِل وَكَانُوْا مُ ْ‬
‫فَا ْسَتكْبَرُواْ فِي الرْ ضِ وَمَا كَانُواْ سَاِبقِيَ * َف ُكلّ أَخَذْنَا بِذَنبِ هِ َف ِمنْهُم مّن أَرْ سَ ْلنَا عََليْ هِ‬
‫ض َو ِمنْهُ ْم مّنْ َأغْرَ ْقنَا َومَا كَانَ‬‫س ْفنَا بِهِ الرْ َ‬ ‫ح ُة َو ِمْنهُمْ مّنْ خَ َ‬
‫صيْ َ‬
‫حَاصِبا َو ِمْنهُمْ مّنْ أَخَ َذتْ ُه ال ّ‬
‫طهُ ْم يَظِْلمُونططططَ‬ ‫اللّهططططُ ِليَظْلِ َمهُمططططْ وَلَـططططكِن كَاُن َواْ أَنفُسططط َ‬
‫ي ب تعال عن هؤلء ال مم الكذ بة للر سل ك يف أباد هم وتنوع ف عذاب م‪ ,‬وأخذ هم‬
‫بالنتقام منهطم‪ ,‬فعاد قوم هود عليطه السطلم كانوا يسطكنون الحقاف‪ ,‬وهطي قريبطة مطن‬
‫حضرموت بلد اليمطن‪ ,‬وثود قوم صطال كانوا يسطكنون الجطر قريبا مطن وادي القرى‪,‬‬
‫وكانطت العرب تعرف مسطاكنهما جيدا‪ ,‬وترط عليهطا كثيا‪ ,‬وقارون صطاحب الموال‬
‫الزيلة ومفاتيطح الكنوز الثقيلة‪ ,‬وفرعون ملك مصطر فط زمان موسطى ووزيره هامان‬
‫القبطيان الكافران بال تعال ورسوله صلى ال عليه وسلم {فكلً أخذنا بذنبه} أي كانت‬
‫عقوبته با يناسبه {فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا} وهم عاد‪ ,‬وذلك أنم قالوا‪ :‬من أشد‬
‫منطا قوة ؟ فجاءتمط ريطح صطرصر باردة شديدة البد‪ ,‬عاتيطة البوب جدا‪ ,‬تمطل عليهطم‬
‫حصباء الرض فتلقيها عليهم‪ ,‬وتقتلعهم من الرض‪ ,‬فترفع الرجل من هم من الرض إل‬
‫عنان ال سماء‪ ,‬ث تنك سه على أم رأسه فتشد خه‪ ,‬فيبقى بدنا بل رأس‪ ,‬كأن م أعجاز ن ل‬
‫منقعر {ومنهم من أخذته الصيحة} وهم ثود‪ ,‬قامت عليهم الجة وظهرت لم الدللة‬
‫من تلك الناقة الت انفلقت عنها الصخرة مثل ما سألوه سواء بسواء‪ ,‬ومع هذا ما آمنوا بل‬
‫ا ستمروا على طغيان م وكفر هم‪ ,‬وتددوا نب ال صالا و من آ من م عه وتوعدو هم بأن‬
‫يرجو هم ويرجو هم‪ ,‬فجاءت م صيحة أخدت ال صوات من هم والركات {ومن هم من‬
‫خسفنا به الرض} وهو قارون الذي طغى وبغى وعتا‪ ,‬وعصى الرب العلى‪ ,‬ومشى ف‬
‫الرض مرحا‪ ,‬وفرح ومرح وتاه بنف سه‪ ,‬واعت قد أ نه أف ضل من غيه‪ ,‬واختال ف مشي ته‪,‬‬
‫فخ سف ال به وبداره الرض‪ ,‬ف هو يتجل جل في ها إل يوم القيا مة {ومن هم من أغرق نا}‬
‫وهو فرعون ووزيره هامان وجنودها عن آخرهم أغرقوا ف صبيحة واحدة فلم ينج منهم‬
‫مب {وما كان ال ليظلمهم} أي فيما فعل بم {ولكن كانوا أنفسهم يظلمون}‪ .‬أي إنا‬

‫‪513‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فعل ذلك بم جزاء وفاقا با كسبت أيديهم‪ ,‬وهذا الذي ذكرناه ظاهر سياق الَية‪ ,‬وهو‬
‫من باب اللف والنشر‪ ,‬وهو أنه ذكر المم الكذبة‪ ,‬ث قال {فكلً أخذنا بذنبه} أي من‬
‫هؤلء الذكور ين‪ ,‬وإنا نبهت على هذا لنه قد روى ا بن جر يج قال‪ :‬قال ابن عباس ف‬
‫قوله‪{ :‬فمن هم من أر سلنا عل يه حا صبا} قال قوم لوط {ومن هم من أغرق نا} قال‪ :‬قوم‬
‫نوح‪ ,‬وهذا منق طع عن ا بن عباس‪ :‬فإن ا بن جر يج ل يدر كه‪ .‬ث قد ذ كر ال ف هذه‬
‫السطورة إهلك قوم نوح بالطوفان‪ ,‬وقوم لوط بإنزال الرجطز مطن السطماء‪ ,‬وأطال السطياق‬
‫والفصل بي ذلك وبي هذا السياق‪ ,‬وقال قتادة {فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا} قال‪:‬‬
‫قوم لوط‪{ ,‬ومنهم من أخذته الصيحة} قوم شعيب‪ ,‬وهذا بعيد أيضا لا تقدم‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫ت َبيْتا َوإِنّ َأ ْوهَ َن اْلبُيُو ِ‬


‫ت‬ ‫ت اتّخَذَ ْ‬
‫** َمثَ ُل الّذِي َن اتّخَذُواْ مِن دُونِ اللّهِ َأوِْليَآءَ كَ َمثَ ِل اْلعَن َكبُو ِ‬
‫َلبَيْتُ اْلعَن َكبُوتِ َلوْ كَانُوْا َيعْلَمُونَ * إِنّ اللّ َه َيعَْل ُم مَا يَ ْدعُونَ مِن دُونِهِ مِن َشيْءٍ َو ُه َو الْعَزِيزُ‬
‫طآ إِ ّل الْعَالِمُونططَ‬ ‫طا َي ْعقِلُهَط‬
‫ط وَمَط‬‫طا لِلنّاسط ِ‬ ‫ط ال ْمثَا ُل َنضْ ِربُهَط‬‫حكِيمططُ * َوتِلْكط َ‬ ‫الْ َ‬
‫هذا مثطل ضربطه ال تعال للمشركيط فط اتاذهطم آلةط مطن دون ال يرجون نصطرهم‬
‫ورزقهم‪ ,‬ويتمسكون ب م ف الشدائد‪ ,‬ف هم ف ذلك كبيت العنكبوت ف ضعفه ووهنه‪,‬‬
‫فل يس ف أيدي هؤلء من آلت هم‪ ,‬إل ك من يتم سك ببيت العنكبوت‪ ,‬فإ نه ل يدي ع نه‬
‫شيئا‪ ,‬فلو علموا هذا الال ل ا اتذوا من دون ال أولياء‪ ,‬وهذا بلف ال سلم الؤ من قل به‬
‫ل وهو مع ذلك يسن العمل ف اتباع الشرع‪ ,‬فإنه متمسك بالعروة الوثقى ل انفصام لا‬
‫لقوتاطططططططططططططططط وثباتاطططططططططططططططط‪.‬‬
‫ث قال تعال متوعدا ل ن ع بد غيه وأشرك به‪ ,‬إ نه تعال يعلم ما هم عل يه من العمال‬
‫ويعلم ما يشركون به من النداد‪ ,‬و سيجزيهم و صفهم‪ ,‬إ نه حك يم عل يم‪ ,‬ث قال تعال‪:‬‬
‫{وتلك المثال ن ضر ب ا للناس و ما يعقل ها إل العالون} أي و ما يفهم ها ويتدبر ها إل‬
‫الراسخون ف العلم التضلعون منه‪ ,‬قال المام أحد‪ :‬حدثنا إسحاق بن عيسى‪ ,‬حدثن ابن‬
‫ليعة عن أب قبيل عن عمرو بن العاص رضي ال عنه قال‪ :‬عقلت عن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ألف مثل‪ ,‬وهذه منقبة عظيمة لعمرو بن العاص رضي ال عنه حيث يقول ال‬
‫تعال‪{ :‬وتلك المثال نضربا للناس وما يعقلها إل العالون}‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا‬

‫‪514‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫علي بن السي‪ ,‬حدثنا أحد بن عبد الرحن‪ ,‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا ابن سنان عن عمرو بن‬
‫مرة قال‪ :‬ما مررت بآية من كتاب ال ل أعرفها إل أحزنن‪ ,‬لنن سعت ال تعال يقول‪:‬‬
‫ططا إل العالون}‪.‬‬‫ططا يعقلهط‬
‫طط للناس ومط‬
‫{وتلك المثال نضرباط‬

‫حقّ إِنّ فِي ذَلِكَ َلَيةً لّلْ ُم ْؤ ِمنِيَ * اتْلُ مَا ُأوْحِيَ إَِليْ َ‬
‫ك‬ ‫** خَلَقَ اللّ ُه السّمَاوَاتِ وَالرْضَ بِالْ َ‬
‫لةَ َتْنهَ َى عَ ِن اْلفَحْشَآ ِء وَالْ ُمنْكَ ِر وَلَذِ ْكرُ اللّ هِ أَ ْكبَ ُر وَاللّ هُ‬
‫صَ‬ ‫لةَ إِ ّن ال ّ‬
‫صَ‬‫ب َوأَقِ ِم ال ّ‬
‫مِ َن الْ ِكتَا ِ‬
‫َيعْلَمططططططططططُ مَططططططططططا تَصططططططططططَْنعُونَ‬
‫يقول تعال مبا عن قدرته العظيمة أنه خلق السموات والرض بالق‪ ,‬يعن لعلى وجه‬
‫الع بث والل عب {لتجزى كل ن فس ب ا ت سعى} {ليجزي الذ ين أ ساءوا ب ا عملوا ويزي‬
‫الذ ين أح سنوا بال سن}‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬إن ف ذلك لَ ية للمؤمن ي} أي لدللة واض حة‬
‫على أ نه تعال التفرد باللق والتدب ي والل ية‪ ,‬ث قال تعال آمرا ر سوله والؤمن ي بتلوة‬
‫القرآن‪ ,‬و هو قراء ته وإبل غه للناس {وأ قم ال صلة إن ال صلة تن هى عن الفحشاء والن كر‬
‫ولذكر ال أكب} يعن أن الصلة تشتمل على شيئي على ترك الفواحش والنكرات‪ ,‬أي‬
‫مواظبتها تمل على ترك ذلك‪ .‬وقد جاء ف الديث من رواية عمران وابن عباس مرفوعا‬
‫«مطن ل تنهطه صطلته عطن الفحشاء والنكطر‪ ,‬ل تزده مطن ال إل بعدا»‪.‬‬

‫(ذكطططططططر الَثار الواردة فططططططط ذلك)‬


‫قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا ممد بن هارون الخرمي الفلس‪ ,‬حدثنا عبد الرحن بن نافع‬
‫أبو زياد‪ ,‬حدثنا عمر بن أب عثمان‪ ,‬حدثنا السن عن عمران بن حصي قال‪ :‬سئل النب‬
‫صلى ال عليه وسلم عن قول ال‪{ :‬إن الصلة تنهى عن الفحشاء والنكر} قال‪« :‬من ل‬
‫تنهه صلته عن الفحشاء والنكر فل صلة له»‪ .‬وحدثنا علي بن السي‪ ,‬حدثنا يي بن‬
‫أب طلحة اليبوعي‪ ,‬حدثنا أبو معاوية عن ليث عن طاوس عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬من ل تنهه صلته عن الفحشاء والنكر‪ ,‬ل يزدد با من ال إل‬
‫بعدا» ورواه الطططططبان مططططن حديططططث أبطططط معاويططططة‪.‬‬

‫‪515‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا القاسم‪ ,‬حدثنا السي‪ ,‬حدثنا خالد بن عبد ال عن العلء بن‬
‫السيب عمن ذكره عن ابن عباس ف قوله‪{ :‬إن الصلة تنهى عن الفحشاء والنكر} قال‪:‬‬
‫ف من ل تأمره صلته بالعروف وتن هه عن الن كر‪ ,‬ل يزدد ب صلته من ال إل بعدا‪ ,‬فهذا‬
‫موقوف‪ .‬قال ابن جرير‪ :‬وحدثنا القاسم‪ ,‬حدثنا السي‪ ,‬حدثنا علي بن هاشم بن البيد‬
‫عن جويب عن الضحاك عن ابن مسعود عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال‪« :‬ل صلة‬
‫لن ل يطع الصلة» وطاعة الصلة أن تنهاه عن الفحشاء والنكر‪.‬قال‪ :‬قال سفيان {قالوا‬
‫ططفيان‪ :‬إي وال تأمره وتنهاه‪.‬‬ ‫ططلتك تأمرك} قال‪ :‬فقال سط‬ ‫ططب أصط‬ ‫ططا شعيط‬ ‫يط‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو سعيد الشج‪ ,‬حدثنا أبو خالد عن جويب عن الضحاك‬
‫عن عبد ال قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ط وقال أبو خالد مرة عن عبد ال‬
‫ط‪« :‬لصلة ل ن ل ي طع الصلة‪ ,‬وطاعة الصلة تنهاه عن الفحشاء والنكر» والوقوف‬
‫أصح‪ ,‬كما رواه العمش عن مالك بن الارث عن عبد الرحن بن يزيد قال‪ :‬قيل لعبد‬
‫ال‪ :‬إن فلنا يط يل ال صلة‪ ,‬قال‪ :‬إن ال صلة ل تن فع إل من أطاع ها‪ .‬وقال ا بن جر ير‪:‬‬
‫حدث نا علي‪ ,‬حدث نا إ ساعيل بن م سلم عن ال سن قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫و سلم‪ « :‬من صلى صلة ل تن هه عن الفحشاء والن كر‪ ,‬ل يزدد ب ا من ال إل بعدا»‬
‫وال صح ف هذا كله الوقوفات عن ا بن م سعود وا بن عباس وال سن وقتادة والع مش‬
‫وغيهطططططططططططططططططططططططططططططم‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال الا فظ أ بو ب كر البزار‪ :‬حدث نا يو سف بن مو سى‪ ,‬أنبأ نا جر ير ط يع ن ا بن ع بد‬
‫الميد ط عن العمش عن أب صال قال‪ :‬أراه عن جابر‪ ,‬شك العمش‪ ,‬قال‪ :‬قال رجل‬
‫لل نب صلى ال عل يه و سلم‪ :‬إن فلنا ي صلي بالل يل‪ ,‬فإذا أ صبح سرق‪ .‬قال‪ « :‬سينهاه ما‬
‫تقول»‪ .‬وحدثنا ممد بن موسى الرشي‪ ,‬أخبنا زياد بن عبد ال عن العمش عن أب‬
‫صال عن جابر عن النب صلى ال عليه وسلم بنحوه‪ ,‬ول يشك‪ ,‬ث قال‪ :‬وهذا الديث‬
‫قد رواه عن العمش غي واحد‪ ,‬واختلفوا ف إسناده‪ ,‬فرواه غي واحد عن العمش عن‬
‫أب صال عن أب هريرة أو غيه‪ .‬وقال قيس عن العمش عن أب سفيان‪ ,‬عن جابر قال‬
‫جريططر وزياد عططن عبططد ال عططن العمططش عططن أبطط صططال عططن جابر‪.‬‬

‫‪516‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬أخبنا العمش قال‪ :‬أخبنا أبو صال عن أب هريرة‪,‬‬
‫قال‪ :‬جاء ر جل إل ال نب صلى ال عل يه و سلم فقال‪ :‬إن فلنا ي صلي بالل يل‪ ,‬فإذا أ صبح‬
‫سطرق‪ ,‬فقال‪« :‬إنطه سطينهاه مطا تقول»‪.‬وتشتمطل الصطلة أيضا على ذكطر ال تعال وهطو‬
‫الطلوب الكب‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ولذكر ال أكب} أي أعظم من الول {وال يعلم ما‬
‫تصنعون} أي يعلم جيع أعمالكم وأقوالكم‪ .‬وقال أبو العالية ف قوله تعال‪{ :‬إن الصلة‬
‫تنهى عن الفحشاء والنكر} قال‪ :‬إن الصلة فيها ثلث خصال‪ ,‬فكل صلة ل يكون فيها‬
‫شيء من هذه الصال فليست بصلة‪ :‬الخلص‪ ,‬والشية‪ ,‬وذكر ال‪ ,‬فالخلص يأمره‬
‫بالعروف‪ ,‬والشيطة تنهاه عطن النكطر‪ ,‬وذكطر ال القرآن يأمره وينهاه وقال ابطن عون‬
‫النصاري‪ :‬إذا كنت ف صلة‪ ,‬فأنت ف معروف‪ ,‬وقد حجزتك عن الفحشاء والنكر‪,‬‬
‫والذي أنطططططت فيطططططه مطططططن ذكطططططر ال أكطططططب‪.‬‬
‫وقال حاد بن أب سليمان {إن الصلة تنهى عن الفحشاء والنكر} يعن ما دمت فيها‪.‬‬
‫وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف قوله تعال‪{ :‬ولذكر ال أكب} يقول‪ :‬ولذكر‬
‫ال لعباده أكب إذا ذكروه من ذكرهم إياه‪ ,‬وكذا روى غي واحد عن ابن عباس‪ ,‬وبه قال‬
‫ما هد وغيه‪ ,‬وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أ بو سعيد ال شج‪ ,‬حدث نا أ بو خالد الح ر عن‬
‫داود بن أب هند عن رجل عن ابن عباس {ولذكر ال أكب} قال‪ :‬ذكر ال عند طعامك‬
‫وعند منامك‪ ,‬قلت‪ :‬فإن صاحبا ل ف النل يقول غي الذي تقول‪ ,‬قال‪ :‬وأي شيء يقول‬
‫؟ قلت‪ :‬يقول ال تعال‪{ :‬فاذكرون أذكركم} فلذكر ال إيانا أكب من ذكرنا إياه‪ ,‬قال‪:‬‬
‫صدق‪ ,‬قال‪ :‬وحدث نا أ ب‪ ,‬حدث نا النفيلي‪ ,‬حدث نا إ ساعيل عن خالد عن عكر مة عن ا بن‬
‫عباس ف قوله تعال‪{ :‬ولذ كر ال أ كب} قال‪ :‬ل ا وجهان‪ ,‬قال‪ :‬ذ كر ال عند ما حر مه‪,‬‬
‫قال‪ :‬وذكططططر ال إياكططططم أعظططططم مططططن ذكركططططم إياه‪.‬‬
‫قال ابن جرير‪ :‬حدثن يعقوب بن إبراهيم‪ ,‬أخبنا هشيم‪ ,‬أخبنا عطاء بن السائب عن‬
‫عبد ال بن ربيعة قال‪ :‬قال ل ابن عباس‪ :‬هل تدري ما قوله تعال‪{ :‬ولذكر ال أكب} ؟‬
‫قال‪ :‬قلت نعم‪ ,‬قال‪ :‬فما هو ؟ قلت‪ :‬التسبيح والتحميد والتكبي ف الصلة وقراءة القرآن‬
‫ون و ذلك‪ .‬قال‪ :‬ل قد قلت قو ًل عجيبا و ما هو كذلك ولك نه إن ا يقول ذ كر ال إيا كم‬
‫عندما أمر به أو نى عنه إذا ذكرتوه أكب من ذكركم إياه‪ ,‬وقد روي هذا من غي وجه‬

‫‪517‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عن ا بن عباس‪ ,‬وروي أيضا عن ا بن م سعود وأ ب الدرداء و سلمان الفار سي وغي هم‪,‬‬
‫واختاره ابطططططططططططططططن جريطططططططططططططططر‪.‬‬

‫** وَ َل تُجَادُِل َواْ َأهْ َل الْ ِكتَابِ إِ ّل بِاّلتِي هِيَ أَحْسَنُ إِ ّل الّذِي َن ظَلَمُوْا ِمْنهُ ْم وَقُوُل َواْ آ َمنّا بِالّذِيَ‬
‫طلِمُونَ‬‫ط مُسطْ‬ ‫أُنزِلَ إَِليْنَطا َوأُن ِزلَ إَِليْكُمططْ َوإِلَـطط ُهنَا َوإِلَـططهُكُ ْم وَاحِدٌ َونَحْنططُ لَهطُ‬
‫قال قتادة وغي واحد‪ :‬هذه الَية منسوخة بآية السيف‪ ,‬ول يبق معهم مادلة‪ ,‬وإنا هو‬
‫السلم أو الزية أو السيف‪ .‬وقال آخرون‪ :‬بل هي باقية مكمة لن أراد الستبصار منهم‬
‫ف الدين‪ ,‬فيجادل بالت هي أحسن ليكون أنع فيه‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬ادع إل سبيل ربك‬
‫بالكمطة والوعظطة السطنة} الَيطة‪ ,‬وقال تعال لوسطى وهارون حيط بعثهمطا إل فرعون‬
‫{فقول له قولً لينا لعله يتذكر أو يشى} وهذا القول اختاره ابن جرير‪ ,‬وحكاه عن ابن‬
‫زيطططططططططططططططططططططططططططططططططططد‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬إل الذ ين ظلموا من هم} أي حادوا عن و جه ال ق‪ ,‬وعموا عن وا ضح‬
‫الحجطة‪ ,‬وعاندوا وكابروا‪ ,‬فحينئذ ينتقطل مطن الدال إل اللد ويقاتلون باط ينعهطم‬
‫ويردع هم‪ ,‬قال ال عز و جل‪{ :‬ل قد أر سلنا ر سلنا بالبينات وأنزل نا مع هم الكتاب واليزان‬
‫ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الديد فيه بأس شديد ط إل قوله ط إن ال قوي عزيز} قال‬
‫جابر‪ :‬أمرنا من خالف كتاب ال أن نضربه بالسيف‪ ,‬قال ماهد {إل الذين ظلموا منهم}‬
‫يعن أهل الرب‪ ,‬ومن امتنع منهم من أداء الزية‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وقولوا آمنا بالذي أنزل‬
‫إلينا وأنزل إليكم} يعن إذا أخبوا با ل نعلم صدقه ول كذبه‪ ,‬فهذا ل نقدم على تكذيبه‬
‫لنه قد يكون حقا‪ ,‬ول تصديقه فلعله أن يكون باطلً‪ ,‬ولكن نؤمن به إيانا مملً معلقا‬
‫على شرط وهططططططططططططططططو أن يكون منلً ل مبد ًل ول مؤولً‪.‬‬
‫قال البخاري رح ه ال‪ :‬حدثنا م مد بن بشار‪ ,‬حدث نا عثمان بن ع مر‪ ,‬أخب نا علي بن‬
‫البارك عن يي بن أب كثي عن أب سلمة عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬كان أهل‬
‫الكتاب يقرءون التوراة بالعبانية ويفسرونا بالعربية لهل السلم‪ ,‬فقال رسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم‪« :‬ل ت صدقوا أ هل الكتاب ول تكذبو هم‪ ,‬وقولوا آم نا بال و ما أنزل إلي نا‬
‫وما أنزل إليكم‪ ,‬وإلنا وإلكم واحد‪ ,‬ونن له مسلمون» وهذا الديث تفرد به البخاري‪.‬‬

‫‪518‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عثمان بن عمرو‪ ,‬أخبنا يونس عن الزهري‪ ,‬أخبن ابن أب نلة‬
‫أن أبا نلة النصاري أخبه أنه بينما هو جالس عند رسول ال صلى ال عليه وسلم جاءه‬
‫رجل من اليهود‪ ,‬فقال‪ :‬يا ممد هل تتكلم هذه النازة ؟ فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم‪« :‬ال أعلم» قال اليهودي‪ :‬أ نا أش هد أن ا تتكلم‪ ,‬فقال ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫و سلم «إذا حدث كم أ هل الكتاب فل ت صدقوهم ول تكذبو هم‪ ,‬وقولوا آم نا بال وكت به‬
‫ور سله‪ ,‬فإن كان حقا ل تكذبو هم‪ ,‬وإن كان باطلً ل ت صدقوهم» (قلت) وأ بو نلة هذا‬
‫هو عمارة‪ .‬وقيل عمار‪ ,‬وقيل عمرو بن معاذ بن زرارة النصاري رضي ال عنه‪ ,‬ث ليعلم‬
‫أن أكثر ما يتحدثون به غالبه كذب وبتان‪ ,‬لنه قد دخله تريف وتبديل وتغيي وتأويل‪,‬‬
‫طحيحا‪.‬‬ ‫طه لو كان صط‬ ‫طل فائدة كثي ط منط‬ ‫طا أقط‬‫طه‪ ,‬ث ط مط‬ ‫طدق فيط‬ ‫طل الصط‬
‫طا أقط‬‫ومط‬
‫قال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن بشار‪ ,‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬أخبنا سفيان عن سليمان بن عامر‬
‫عن عمارة بن عم ي عن حر يث بن ظه ي عن عب يد ال ط هو ا بن م سعود ط قال‪ :‬ل‬
‫تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإنم لن يهدوكم وقد ضلوا‪ ,‬إما أن تكذبوا بق أو تصدقوا‬
‫بباطل‪ ,‬فإنه ليس أحد من أهل الكتاب إل وف قلبه تالية تدعوه إل دينه كتالية الال‪ .‬وقال‬
‫البخاري‪ :‬حدثنا موسى بن إساعيل‪ ,‬حدثنا إبراهيم بن سعد‪ ,‬أخبنا ابن شهاب عن عبد‬
‫ال بن عبد ال عن ابن عباس قال‪ :‬كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي‬
‫أنزل إلي كم على ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أحدث تقرءو نه مضا ل ي شب‪ ,‬و قد‬
‫حدثكطم أن أهطل الكتاب بدلوا وغيوا وكتبوا بأيديهطم الكتاب وقالوا هطو مطن عنطد ال‬
‫ليشتروا به ثنا قليلً‪ ,‬أل ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم ؟ ل وال ما رأينا منهم‬
‫طططططططم‪.‬‬ ‫طططططططن الذي أنزل عليكط‬ ‫طططططططألكم عط‬ ‫رجلً يسط‬
‫ط شعيطب عطن الزهري‪ ,‬أخطبن حيطد بطن عبطد‬ ‫وقال البخاري‪ :‬وقال أبطو اليمان‪ :‬أخبن ا‬
‫الرح ن أنه سع معاو ية يدث رهطا من قريش بالدي نة‪ ,‬وذ كر كعب الحبار‪ ,‬فقال‪ :‬إن‬
‫كان من أصدق هؤلء الحدث ي الذين يدثون عن أهل الكتاب‪ ,‬وإن كنا مع ذلك لنبلو‬
‫عليه الكذب‪( .‬قلت) معناه أنه يقع منه الكذب لغة من غي قصد‪ ,‬لنه يدث عن صحف‬
‫يسن با الظن‪ ,‬وفيها أشياء موضوعة ومكذوبة‪ ,‬لن م ل يكن ف ملتهم حفاظ متقنون‬

‫‪519‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كهذه ال مة العظي مة‪ ,‬و مع ذلك وقرب الع هد‪ ,‬وض عت أحاد يث كثية ف هذه ال مة ل‬
‫يعلمها إل ال عز وجل‪ ,‬ومن منحه ال تعال علما بذلك كل بسبه‪ ,‬و ل المد والنة‪.‬‬

‫** وَكَذَلِكَ أَنزَْلنَآ إَِليْكَ اْل ِكتَابَ فَاّلذِينَ آتَْينَاهُمُ الْ ِكتَابَ ُي ْؤ ِمنُو َن بِهِ َومِنْ هَـؤُل ِء مَن ُي ْؤمِ ُن‬
‫ب وَ َل تَخُطّ ُه بِيَمِينِكَ‬‫جحَ ُد بِآيَاِتنَآ إِلّ اْلكَافِرونَ * َومَا كُنتَ َتتْلُو مِن َقْبلِ ِه مِن ِكتَا ٍ‬ ‫بِ ِه َومَا يَ ْ‬
‫ت بَّينَا تٌ فِي صُدُورِ الّذِي نَ أُوتُوْا الْعِ ْل َم وَمَا َيجْحَدُ‬ ‫إِذا لّ ْرتَا بَ الْ ُمبْ ِطلُو نَ * بَ ْل ُهوَ آيَا ٌ‬
‫بِآيَاتِنَططططططططططططططآ إِلّ الظّالِمُونطططططططططططططططَ‬
‫قال ا بن جر ير‪ :‬يقول ال تعال ك ما أنزل نا الك تب على من قبلك يا م مد من الر سل‪,‬‬
‫كذلك أنزل نا إل يك هذا الكتاب‪ ,‬وهذا الذي قاله ح سن ومنا سبته وارتبا طه ج يد‪ .‬وقوله‬
‫تعال‪{ :‬فالذيطن آتيناهطم الكتاب يؤمنون بطه} أي الذيطن أخذوه فتلوه حطق تلوتطه مطن‬
‫أحبارهم العلماء الذكياء‪ ,‬كعبد ال بن سلم وسلمان الفارسي وأشباههما‪ .‬وقوله تعال‪:‬‬
‫{و من هؤلء من يؤ من به} يع ن العرب من قر يش وغي هم {و ما ي حد بآيات نا إل‬
‫الكافرون} أي ما يكذب ب ا وي حد حق ها إل من ي ستر ال ق بالبا طل‪ ,‬ويغ طي ضوء‬
‫الشمطططططططططططططس بالوصطططططططططططططائل وهيهات‪.‬‬
‫ث قال تعال‪{ :‬وما كنت تتلو من قبله من كتاب ول تطه بيمينك} أي قد لبثت ف‬
‫قومك يا ممد من قبل أن تأت بذا القرآن عمرا ل تقرأ كتابا ول تسن الكتابة بل كل‬
‫أ حد من قو مك وغي هم يعرف أ نك ر جل أ مي ل تقرأ ول تك تب‪ ,‬وهكذا صفته ف‬
‫الكتب التقدمة‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬الذين يتبعون الرسول النب المي الذي يدونه مكتوبا‬
‫عند هم ف التوراة والن يل يأمر هم بالعروف وينها هم عن الن كر} الَ ية‪ ,‬وهكذا كان‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم دائما إل يوم الدين‪ ,‬ل يسن الكتابة ول يط سطرا ول‬
‫حرفا بيده‪ ,‬بطل كان له كتاب يكتبون بيط يديطه الوحطي والرسطائل إل القاليطم‪.‬‬
‫ومن زعم من متأخري الفقهاء كالقاضي أب الوليد الباجي ومن تابعه أنه عليه السلم‬
‫كتب يوم الديبية‪ :‬هذا ما قاضي عليه ممد بن عبد ال‪ ,‬فإنا حله على ذلك رواية ف‬
‫صحيح البخاري‪ :‬ث أخذ فكتب‪ .‬وهذه ممولة على الرواية الخرى‪ :‬ث أمر فكتب‪ .‬ولذا‬
‫اشتد النكي من فقهاء الشرق والغرب على من قال بقول الباجي‪ ,‬وتبؤوا منه‪ ,‬وأنشدوا‬

‫‪520‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ف ذلك أقوالً وخطبوا به ف مافلهم‪ ,‬وإنا أراد الرجل ط أعن الباجي ط فيما يظهر عنه‪,‬‬
‫أنه كتب ذلك على وجه العجزة ل أنه كان يسن الكتابة‪ ,‬كما قال صلى ال عليه وسلم‬
‫إخبارا عن الدجال‪« :‬مكتوب بي عينيه كافر» وف رواية «ك ف ر‪ ,‬يقرؤها كل مؤمن»‬
‫وما أورده بعضهم من الديث أنه ل يت صلى ال عليه وسلم حت تعلم الكتابة‪ ,‬فضعيف‬
‫ل أصل له‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬وما كنت تتلو} أي تقرأ {من قبله من كتاب} لتأكيد النفي‬
‫ول تططه بيمينطك‪ ,‬تأكيطد أيضا‪ ,‬وخرج مرج الغالب كقوله تعال‪{ :‬ول طائر يطيط‬
‫بناحيطططططططططططططططططططططططططططططططططه}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬إذا لرتاب البطلون} أي لو كنطت تسطنها لرتاب بعطض الهلة مطن‬
‫الناس‪ ,‬فيقول إنا تعلم هذا من كتب قبله مأثورة عن النبياء مع أنم قالوا ذلك مع علمهم‬
‫بأنه أمي ل يسن الكتابة {وقالوا أساطي الولي اكتتبها فهي تلى عليه بكرة وأصيل}‬
‫قال ال تعال‪{ :‬قل أنزله الذي يعلم السر ف السموات والرض} الَية‪ ,‬وقال ههنا‪{ :‬بل‬
‫هو آيات بينات ف صدور الذين أوتوا العلم} أي هذا القرآن آيات بينة واضحة ف الدللة‬
‫على الق أمرا ونيا وخبا‪ ,‬يفظه العلماء يسره ال عليهم حفظا وتلوة وتفسيا‪ ,‬كما‬
‫قال تعال‪{ :‬ول قد ي سرنا القرآن للذ كر ف هل من مد كر} وقال ر سول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪« :‬ما من نب إل وقد أعطي ما آمن على مثله البشر‪ ,‬وإنا كان الذي أوتيته وحيا‬
‫أوحاه ال إل‪ ,‬فأر جو أن أكون أكثر هم تابعا» و ف حد يث عياض بن حار ف صحيح‬
‫مسلم يقول ال تعال‪« :‬إن مبتليك ومبتل بك‪ ,‬ومنل عليك كتابا ل يغسله الاء‪ ,‬تقرؤه‬
‫نائما ويقظانا» أي لو غ سل الاء ال حل الكتوب ف يه ل ا احت يج إل ذلك ال حل‪ ,‬ل نه قد‬
‫جاء مطن الديطث الَخطر «لو كان القرآن فط إهاب مطا أحرقتطه النار» ولنطه مفوظ فط‬
‫الصطدور ميسطر على اللسطنة‪ ,‬مهيمطن على القلوب‪ ,‬معجطز لفظا ومعنط‪ ,‬ولذا جاء فط‬
‫الكتططب التقدمططة فطط صططفة هذه المططة أناجيلهططم فطط صططدورهم‪.‬‬
‫واختار ا بن جر ير أن الع ن ف قوله تعال‪ { :‬بل هو آيات بينات ف صدور الذين أوتوا‬
‫العلم} بل العلم بأنك ما ك نت تتلو من قبل هذا الكتاب كتابا‪ ,‬ول ت طه بيمينك آيات‬
‫بينات ف صدور الذين أوتوا العلم من أهل الكتاب‪ ,‬ونقله عن قتادة وابن جريج‪ ,‬وحكي‬
‫الول عطن السطن البصطري فقطط‪ ,‬قلت وهطو الذي رواه العوفط عطن ابطن عباس‪ ,‬وقاله‬

‫‪521‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الضحاك و هو الظ هر وال أعلم‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬و ما ي حد بآيات نا إل الظالون} أي ما‬
‫يكذب با ويبخس حقها ويردها إل الظالون‪ ,‬أي العتدون الكابرون الذين يعلمون الق‬
‫وييدون عنه‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬إن الذين حقت عليهم كلمة ربك ل يؤمنون ولو جاءتم‬
‫كططططططل آيططططططة حتطططططط يروا العذاب الليططططططم}‪.‬‬

‫ت عِندَ اللّ ِه َوِإنّمَآ َأنَاْ نَذِي ٌر ّمبِيٌ *‬ ‫ت مّن ّربّ هِ قُلْ ِإنّمَا ا َليَا ُ‬ ‫** وَقَالُواْ َلوْلَ أُنزِلَ عََليْ هِ آيَا ٌ‬
‫ب ُيتَْلىَ عََلْيهِمْ إِنّ فِي ذَلِكَ لَرَ ْح َم ًة وَذِكْرَىَ ِل َقوْ ٍم ُي ْؤمِنُونَ‬
‫ك الْ ِكتَا َ‬
‫َأوَلَ ْم يَ ْك ِفهِمْ َأنّآ أَنزَْلنَا عََليْ َ‬
‫* قُلْ َك َف َى بِاللّ ِه َبيْنِي َوبَْينَكُ ْم َشهِيدا َيعْلَ ُم مَا فِي السّمَاوَاتِ وَال ْرضِ وَالّذِينَ آ َمنُوْا بِاْلبَاطِلِ‬
‫ط الْخَاسططططططِرُونَ‬ ‫ك هُمططططط ُ‬ ‫وَ َكفَرُواْ بِاللّهططططططِ ُأوْلَـططططططئِ َ‬
‫يقول تعال م با عن الشركي ف تعنتهم وطلبهم آيات‪ ,‬يعنون ترشد هم إل أن ممدا‬
‫رسول ال كما أتى صال بناقته‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬قل} يا ممد {إنا الَيات عند ال} أي‬
‫إنا أمر ذلك إل ال‪ ,‬فإنه لو علم أنكم تتدون لجابكم إل سؤالكم‪ ,‬لن هذا سهل عليه‬
‫يسي لديه‪ ,‬ولكنه يعلم منكم أنكم إنا قصدت التعنت والمتحان‪ ,‬فل ييبكم إل ذلك‪,‬‬
‫كما قال تعال‪{ :‬وما منعنا أن نرسل بالَيات إل أن كذب با الولون * وآتينا ثود الناقة‬
‫مبصطططططططططططططططرة فظلموا باططططططططططططططط}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وإن ا أ نا نذ ير مبي} أي إن ا بع ثت نذيرا ل كم ب ي النذارة‪ ,‬فعلي أن أبلغ كم‬
‫رسالة ال تعال {من يهد ال فهو الهتد ومن يضلل فلن تد له وليا مرشدا} وقال تعال‪:‬‬
‫{ليس عليك هداهم ولكن ال يهدي من يشاء} ث قال تعال مبينا كثرة جهلهم وسخافة‬
‫عقلهم حيث طلبوا آيات تدلم على صدق ممد صلى ال عليه وسلم فيما جاءهم‪ ,‬وقد‬
‫جاءهم بالكتاب العزيز الذي ل يأتيه الباطل من بي يديه ول من خلفه‪ ,‬الذي هو أعظم‬
‫من كل معجزة‪ ,‬إذ عجزت الفصحاء والبلغاء عن معارضته بل عن معارضة عشر سور من‬
‫مثله‪ ,‬بل عن معارضة سورة منه‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬أو ل يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى‬
‫عليهم} أي أو ل يكفهم آية أنا أنزلنا عليك الكتاب العظيم الذي فيه خب ما قبلهم‪ ,‬ونبأ‬
‫ما بعدهم‪ ,‬وحكم ما بينهم‪ ,‬وأنت رجل أمي ل تقرأ ول تكتب‪ ,‬ول تالط أحدا من أهل‬
‫الكتاب‪ ,‬فجئت هم بأخبار ما ف ال صحف الول ببيان ال صواب م ا اختلفوا ف يه وبال ق‬

‫‪522‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الواضح البي اللي‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬أو ل يكن لم آية أن يعل مه علماء ب ن إ سرائيل}‬
‫وقال تعال‪{ :‬وقالوا لول أنزل عليه آية من ربه أو ل تأتم بينة ما ف الصحف الول}‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا حجاج‪ ,‬حدثنا ليث‪ ,‬حدثن سعيد بن أب سعيد عن أبيه عن‬
‫أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ما من النبياء من نب‬
‫إل قد أعطي من الَيات ما مثله آمن عليه البشر‪ ,‬وإنا كان الذي أوتيته وحيا أوحاه ال‬
‫إل‪ ,‬فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة» أخرجاه من حديث الليث‪ .‬وقد قال ال‬
‫تعال‪{ :‬إن فط ذلك لرحةط وذكرى لقوم يؤمنون} أي إن فط هذا القرآن لرحةط أي بيانا‬
‫للحق وإزاحة للباطل‪ ,‬وذكرى با فيه حلول النقمات ونزول العقاب بالكذبي والعاصي‬
‫لقوم يؤمنون‪.‬‬
‫ث قال تعال‪ { :‬قل ك فى بال بي ن وبين كم شهيدا} أي هو أعلم ب ا تفيضون ف يه من‬
‫التكذيب‪ ,‬ويعلم ما أقول لكم من إخباري عنه بأنه أرسلن‪ ,‬فلو كنت كاذبا عليه لنتقم‬
‫من‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬ولو تقول علينا بعض القاويل لخذنا منه باليمي ث لقطعنا منه‬
‫الوتي فما منكم من أحد ع نه حاجزين} وإن ا أنا صادق عليه في ما أخبتكم به‪ ,‬ولذا‬
‫أيد ن بالعجزات الواضحات والدلئل القاطعات {يعلم ما ف ال سموات والرض} أي ل‬
‫تفطى عليطه خافيطة {والذيطن آمنوا بالباططل وكفروا بال أولئك هطم الاسطرون} أي يوم‬
‫القيا مة سيجزيهم على ما فعلوا ويقابل هم على ما صنعوا ف تكذيب هم بال ق واتباع هم‬
‫الباططل‪ ,‬كذبوا برسطل ال مطع قيام الدلة على صطدقهم‪ ,‬وآمنوا بالطواغيطت والوثان بل‬
‫دليططططل‪ ,‬فسططططيجزيهم على ذلك إنططططه حكيططططم عليططططم‪.‬‬

‫ك بِاْلعَذَا بِ وََلوْلَ أَجَ ٌل مّ سَمّى لّجَآ َءهُ ُم اْلعَذَا بُ وََلَي ْأتَِيّنهُ ْم َبغَْت ًة َوهُ مْ لَ‬
‫سَتعْجِلُونَ َ‬
‫** َويَ ْ‬
‫ب َوإِ نّ َج َهنّ مَ َلمُحِي َط ٌة بِاْلكَافِرِي نَ * َيوْ َم َيغْشَاهُ ُم الْعَذَا بُ‬ ‫ك بِاْلعَذَا ِ‬
‫سَتعْجِلُونَ َ‬‫شعُرُو نَ * يَ ْ‬ ‫يَ ْ‬
‫ط َتعْمَلُونططَ‬ ‫طا ُكنْتُمط ْ‬ ‫ط َوِيقُولُ ذُوقُواْ مَط‬ ‫طن تَحْتططِ أَرْجُِلهِمط ْ‬ ‫ط وَمِط‬ ‫طن َفوِْقهِمط ْ‬ ‫مِط‬
‫يقول تعال مبا عن جهل الشركي ف استعجالم عذاب ال أن يقع بم وبأس ال أن‬
‫يل عليهم‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الق من عندك فأمطر علينا‬
‫حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم} وقال ههنا‪{ :‬ويستعجلونك بالعذاب ولول أجل‬

‫‪523‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫م سمى لاء هم العذاب} أي لول ما ح تم ال من تأخ ي العذاب إل يوم القيا مة لاء هم‬
‫العذاب قريبا سطريعا كمطا اسطتعجلوه‪ ,‬ثط قال‪{ :‬وليأتينهطم بغتطة} أي فجأة {وهطم ل‬
‫يشعرون * ي ستعجلونك بالعذاب وإن جه نم لحي طة بالكافر ين} أي ي ستعجلون العذاب‬
‫وهططططططططططو واقططططططططططع بمطططططططططط ل مالة‪.‬‬
‫قال شع بة عن ساك عن عكر مة‪ :‬قال ف قوله‪{ :‬وإن جه نم لحي طة بالكافر ين} قال‪:‬‬
‫البحر وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا علي بن السي‪ ,‬حدثنا عمر بن إساعيل بن مالد‪ ,‬حدثنا‬
‫أ ب عن مالد عن الش عب أ نه سع ا بن عباس يقول‪{ :‬وإن جه نم لحي طة بالكافر ين}‬
‫وجهنم هو هذا البحر الخضر تنتثر الكواكب فيه‪ ,‬وتكور فيه الشمس والقمر‪ ,‬ث يوقد‬
‫فيكون هو جهنم‪ .‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬أخبنا عبد ال بن أمية‪ ,‬حدثن‬
‫ممد بن حيي‪ ,‬أخبن صفوان بن يعلى عن أبيه أن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬البحر‬
‫هطو جهنطم» قالوا ليعلى‪ ,‬فقال‪ :‬أل ترون أن ال تعال يقول‪{ :‬نارا أحاط بمط سطرادقها}‬
‫قال‪ :‬ل والذي نفطس يعلى بيده‪ ,‬ل أدخلهطا أبدا حتط أعرض على ال ول يصطيبن منهطا‬
‫قطرة ح ت أعرض على ال تعال‪ ,‬هذا تف سي غر يب‪ ,‬وحد يث غر يب جدا‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫ث قال عز وجل‪{ :‬يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تت أرجلهم} كقوله تعال‪:‬‬
‫{لم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش} وقال تعال‪{ :‬لم من فوقهم ظلل من النار ومن‬
‫تت هم ظلل} وقال تعال‪{ :‬لو يعلم الذ ين كفروا ح ي ل يكفون عن وجوه هم النار ول‬
‫عن ظهور هم} الَ ية‪ ,‬فالنار تغشا هم من سائر جهات م‪ ,‬وهذا أبلغ ف العذاب ال سي‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون} تديد وتقريع وتوبيخ‪ ,‬وهذا عذاب معنوي‬
‫على النفوس‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬يوم ي سحبون ف النار على وجوه هم ذوقوا مس سقر * إ نا‬
‫كطل شيطء خلقناه بقدر} وقال تعال‪{ :‬يوم يدعون إل نار جهنطم دعا * هذه النار التط‬
‫كنتم با تكذبون * أفسحر هذا أم أنتم ل تبصرون * اصلوها فاصبوا أو ل تصبوا سواء‬
‫عليكططططططم إناطططططط تزون مططططططا كنتططططططم تعملون}‪.‬‬

‫ت ثُ ّم‬
‫ي الّذِي نَ آ َمُنوَاْ إِ نّ أَرْضِي وَا ِس َعةٌ فَِإيّا يَ فَا ْعبُدُو نِ * كُ ّل َنفْ سٍ ذَآِئ َق ُة الْ َموْ ِ‬
‫** َي ِعبَادِ َ‬
‫جّنةِ غُرَفَا تَجْرِي مِن‬ ‫ُمط مّنَط الْ َ‬
‫ِينط آ َمنُوْا َوعَمِلُوْا الصطّالِحَاتِ َلُنَبوَّئّنه ْ‬
‫إَِليْنَا ُترْ َجعُونَط * وَالّذ َ‬

‫‪524‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صبَرُواْ َوعََلىَ َرّبهِ ْم َيَتوَكّلُو نَ *‬
‫حتِهَا النْهَارُ خَالِدِي نَ فِيهَا ِنعْ مَ أَ ْج ُر الْعَامِلِيَ * الّذِي نَ َ‬
‫تَ ْ‬
‫ط‬
‫طمِي ُع اْلعَلِيم ُ‬
‫ط َو ُهوَ الس ّ‬ ‫ط َيرْزُقُهَطا َوِإيّاكُم ْ‬
‫حمِلُ رِزْقَهَطا اللّه ُ‬ ‫وَكَأَيّطن مّطن دَآّبةٍ ّل تَ ْ‬
‫هذا أمر من ال تعال الؤمني بالجرة من البلد الذي ل يقدرون فيه على إقامة الدين إل‬
‫أرض ال الوا سعة ح يث ي كن إقا مة الد ين‪ ,‬بأن يوحدوا ال ويعبدوه ك ما أمر هم‪ ,‬ولذا‬
‫قال تعال‪ { :‬يا عبادي الذ ين آمنوا إن أرضطي واسطعة فإياي فاعبدون} قال المام أح د‪:‬‬
‫حدثنا يزيد بن عبد ربه‪ ,‬حدثنا بقية بن الوليد‪ ,‬حدثن جبي بن عمرو القرشي‪ ,‬حدثن أبو‬
‫سعد النصاري عن أب يي مول الزبي بن العوام عن الزبي بن العوام قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪« :‬البلد بلد ال‪ ,‬والعباد عباد ال‪ ,‬فحيثما أصبت خيا فأقم» ولذا‬
‫لا ضاق على الستضعفي بكة مقامهم با‪ ,‬خرجوا مهاجرين إل أرض البشة ليأمنوا على‬
‫دين هم هناك‪ ,‬فوجدوا خ ي النل ي هناك‪ :‬أ صحمة النجا شي ملك الب شة رح ه ال تعال‪,‬‬
‫فآواهم وأيدهم بن صره‪ ,‬وجعل هم سيوما ببلده‪ ,‬ث ب عد ذلك ها جر ر سول ال صلى ال‬
‫عليطططه وسطططلم والصطططحابة الباقون إل الدينطططة النبويطططة يثرب الطهرة‪.‬‬
‫ث قال تعال‪{ :‬كل نفس ذائقة الوت ث إلينا ترجعون} أي أينما كنتم يدرككم الوت‪,‬‬
‫فكونوا ف طاعة ال وحيث أمركم ال‪ ,‬فهو خي لكم‪ ,‬فإن الوت ل بد منه ول ميد عنه‪,‬‬
‫ث إل ال الرجع والآب‪ ,‬فمن كان مطيعا له جازاه أفضل الزاء‪ ,‬ووافاه أت الثواب ولذا‬
‫قال تعال‪{ :‬والذيطن آمنوا وعملوا الصطالات لنبوئنهطم مطن النطة غرفا تري مطن تتهطا‬
‫النار} أي لنسكننهم منازل عالية ف النة تري من تتها النار على اختلف أصنافها‬
‫من ماء وخر وعسل ولب‪ ,‬يصرفونا ويرونا حيث شاؤوا {خالدين فيها} أي ماكثي‬
‫فيها أبدا ل يبغون عنها حول {نعم أ جر العاملي} نعمت هذه الغرف أجرا على أعمال‬
‫الؤمني {الذين صبوا} أي على دينهم‪ .‬وهاجروا إل ال ونابذوا العداء‪ ,‬وفارقوا الهل‬
‫والقرباء ابتغاء وجطططططه ال ورجاء مطططططا عنده وتصطططططديق موعده‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات رحه ال‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬أخبنا صفوان الؤذن‪ ,‬أخبنا الوليد بن مسلم‪,‬‬
‫أخبنا معاوية بن سلم عن أخيه زيد بن سلم عن جده أب سلم السود‪ ,‬حدثن أبو‬
‫معاوية الشعري أن أبا مالك الشعري حدثه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬حدثه‬
‫أن ف النة غرفا يرى ظاهرها من باطنها‪ ,‬وباطنها من ظاهرها‪ ,‬أعدها ال تعال لن أطعم‬

‫‪525‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الطعام‪ ,‬وأطاب الكلم‪ ,‬وتابطع الصطلة والصطيام‪ ,‬وقام بالليطل والناس نيام {وعلى ربمط‬
‫يتوكلون} ف أحوالم كلها ف دينهم ودنياهم ث أخبهم تعال أن الرزق ل يتص ببقعة‪,‬‬
‫بل رز قه تعال عام لل قه ح يث كانوا وأ ين كانوا‪ ,‬بل كا نت أرزاق الهاجر ين ح يث‬
‫هاجروا أكثطر وأوسطع وأطيطب‪ ,‬فإنمط بعطد قليطل صطاروا حكام البلد فط سطائر القطار‬
‫والمصار‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وكأين من دابة ل تمل رزقها} أي ل تطيق جعه وتصيله‬
‫ول تد خر شيئا ل غد {ال يرزق ها وإيا كم} أي ال يق يض ل ا رزق ها على ضعف ها ويي سره‬
‫عليها‪ ,‬فيبعث إل كل ملوق من الرزق ما يصلحه حت الذر ف قرار الرض‪ ,‬والطي ف‬
‫الواء واليتان فط الاء‪ .‬قال تعال‪{ :‬ومطا مطن دابطة فط الرض إل على ال رزقهطا ويعلم‬
‫مسططططتقرها ومسططططتودعها كططططل فطططط كتاب مططططبي}‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا ممد بن عبد الرحن الروي‪ ,‬حدثنا يزيد يعن ابن هارون‪,‬‬
‫حدث نا الراح بن منهال الزري ط هو أبو العطوف ط عن الزهري عن رجل عن ا بن‬
‫عمر قال‪ :‬خرجت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم حت دخل بعض حيطان الدينة‪,‬‬
‫فجعل يلتقط من التمر ويأكل‪ ,‬فقال ل‪« :‬يا ابن عمر ما لك ل تأكل ؟» قال‪ :‬قلت ل‬
‫أشته يه يا ر سول ال‪ ,‬قال لك ن أشته يه‪ ,‬وهذا صبح راب عة م نذ ل أذق طعاما ول أجده‪,‬‬
‫ولو شئت لدعوت ر ب فأعطا ن م ثل ملك ك سرى وقي صر فك يف بك يا ا بن ع مر إذا‬
‫بق يت ف قوم يبئون رزق سنتهم بض عف اليق ي ؟» قال‪ :‬فوال ما برح نا ول رم نا ح ت‬
‫نزلت {وكأ ين من دا بة ل ت مل رزق ها ال يرزق ها وإيا كم و هو ال سميع العل يم} فقال‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬إن ال عز و جل ل يأمر ن بك ن الدن يا‪ ,‬ول باتباع‬
‫الشهوات‪ ,‬فمن كن دنياه يريد با حياة باقية‪ ,‬فإن الياة بيد ال‪ ,‬أل وإن ل أكن دينارا‬
‫ول درها ول أخ بأ رزقا ل غد» هذا حد يث غر يب‪ ,‬وأبو العطوف الزري ضع يف‪ ,‬و قد‬
‫ذكروا أن الغراب إذا فقس عن فراخه البيض خرجوا وهم بيض‪ ,‬فإذا رآهم أبواهم كذلك‬
‫نفرا عن هم أياما ح ت ي سود الر يش‪ ,‬في ظل الفرخ فاتا فاه يتف قد أبو يه فيق يض ال تعال‬
‫طيا صغارا كالبغش‪ ,‬فيغشاه فيتقوت به تلك اليام حت يسود ريشه‪ ,‬والبوان يتفقدانه‬
‫كل و قت‪ ,‬فكل ما رأوه أب يض الر يش نفرا ع نه‪ ,‬فإذا رأوه قد ا سود ري شه عط فا عل يه‬
‫بالضانطططططططططططة والرزق‪ ,‬ولذا قال الشاعطططططططططططر‪:‬‬

‫‪526‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫طططض‬ ‫طططي الهيط‬ ‫طططم الكسط‬ ‫ططط عشهوجابر العظط‬ ‫طططا رازق النعاب فط‬ ‫يط‬
‫وقد قال الشافعي ف جلة كلم له ف الوامر كقول النب صلى ال عليه وسلم‪« :‬سافروا‬
‫ت صحوا وترزقوا» قال البيه قي‪ :‬أخبنا إملء أبو ال سن علي بن أح د بن عبدان‪ ,‬أخبنا‬
‫أحد بن عبيد‪ ,‬أخبنا ممد بن غالب‪ ,‬حدثن ممد بن سنان‪ ,‬أخبنا ممد بن عبد الرحن‬
‫بن رداد شيخ من أهل الدينة‪ ,‬حدثنا عبد ال بن دينار عن ابن عمر قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪« :‬سافروا تصحوا وتغنموا» قال‪ :‬ورويناه عن ابن عباس‪ :‬وقال المام‬
‫أحد‪ :‬حدثنا قتيبة‪ ,‬أخبنا ابن ليعة عن دراج عن عبد الرحن بن حجية عن أب هريرة‬
‫قال‪ :‬قال رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم «سطافروا تربوا وصطوموا تصطحوا‪ ,‬واغزوا‬
‫تغنموا» و قد ورد مثطل حد يث ا بن عمطر عطن ابطن عباس مرفوعا‪ ,‬و عن معاذ بطن ج بل‬
‫موقوفا‪ ,‬وف لفظ «سافروا مع ذوي الد واليسرة» قال‪ :‬ورويناه عن ابن عباس‪ :‬وقوله‪:‬‬
‫{وهطو السطميع العليطم} أي السطميع لقوال عباده العليطم بركاتمط وسطكناتم‪.‬‬

‫س وَاْلقَ َمرَ َليَقُولُ نّ اللّ هُ َفَأنّ َى‬


‫خرَ الشّمْ َ‬
‫ت وَالرْ ضَ وَ سَ ّ‬ ‫** وََلئِن َسأَلَْتهُ ْم مّ نْ خَلَ َق ال سّمَاوَا ِ‬
‫ُيؤْفَكُو نَ * اللّ ُه يَبْ سُطُ الرّزْ قَ لِمَن يَشَآ ُء مِ ْن عِبَادِ ِه َويَقْدِرُ لَ هُ إِ نّ اللّ َه ِبكُ ّل َشيْءٍ عَلِي مٍ *‬
‫ض مِن َبعْ ِد َم ْوتِهَا َلَيقُولُ نّ اللّ هُ قُلِ‬ ‫وََلئِن َسأَْلَتهُ ْم مّن نّزّ َل مِ َن ال سّمَآ ِء مَآءً َفأَحْيَا بِ هِ الرْ َ‬
‫ط بَلْ أَ ْكثَ ُرهُمططططططططْ لَ يَ ْعقِلُونططططططططَ‬ ‫الْحَمْدُ ِللّهططططططط ِ‬
‫يقول تعال مقررا أنه ل إله إل هو‪ ,‬لن الشركي الذين يعبدون معه غيه معترفون بأنه‬
‫السطتقل بلق السطموات والرض والشمطس والقمطر وتسطخي الليطل والنهار‪ ,‬وأنطه الالق‬
‫الرازق لعباده ومقدر آجال م‪ ,‬واختلف ها واختلف أرزاق هم‪ ,‬فتفاوت بين هم‪ ,‬فمن هم الغ ن‬
‫ل منهم‪ ,‬ومن يستحق الغن من يستحق الفقر‪ ,‬فذكر أنه‬ ‫والفقي وهو العليم با يصلح ك ً‬
‫الستقل بلق الشياء التفرد بتدبيها‪ ,‬فإذا كان المر كذلك‪ ,‬فلم يعبد غيه ؟ ول يتوكل‬
‫على غيه ؟ فكما أنه الواحد ف ملكه فليكن الواحد ف عبادته‪ ,‬وكثيا ما يقرر تعال مقام‬
‫اللية بالعتراف بتوحيد الربوبية‪ .‬وقد كان الشركون يعترفون بذلك‪ ,‬كما كانوا يقولون‬
‫فطط تلبيتهططم‪ :‬لبيططك ل شريططك لك‪ ,‬إل شريكا هططو لك‪ ,‬تلكططه ومططا ملك‪.‬‬

‫‪527‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫حَيوَا نُ َلوْ كَانُوْا‬ ‫ب َوإِ نّ الدّا َر الَخِ َرةَ َلهِ يَ الْ َ‬


‫حيَاةُ ال ّدنْيَآ إِلّ َل ْه ٌو وََلعِ ٌ‬‫** وَمَا هَ ـ ِذ ِه الْ َ‬
‫خلِ صِيَ لَ هُ الدّي نَ فََلمّا نَجّاهُ مْ إِلَى اْلبَرّ إِذَا هُ مْ‬ ‫َيعْلَمُو نَ * فَإِذَا رَ ِكبُواْ فِي اْلفُلْ كِ َد َع ُواْ اللّ َه مُ ْ‬
‫ف يَعلَمُونطططَ‬ ‫طوْ َ‬ ‫ط وَِلَيتَ َمتّعُواْ فَسطط َ‬ ‫ططآ آتَْينَاهُمطط ْ‬ ‫يُشْرِكُونطططَ * ِلَيكْفُرُوْا بِمَط‬
‫يقول تعال مبا عن حقارة الدنيا وزوالا وانقضائها‪ ,‬وأنا ل دوام لا وغاية ما فيها لو‬
‫ولعطب {وإن الدار الَخرة ليط اليوان} أي الياة الدائمطة القط الذي ل زوال لاط ول‬
‫انقضاء‪ ,‬بل هي مستمرة أبد الَباد‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬لو كانوا يعلمون} أي لَثروا ما يبقى‬
‫على ما يفن‪ ,‬ث أخب تعال عن الشركي أنم عند الضطرار يدعونه وحده ل شريك له‪,‬‬
‫فهل يكون هذا منهطم دائما {فإذا ركبوا فط الفلك دعوا ال ملصطي له الديطن} كقوله‬
‫تعال‪{ :‬وإذا مسكم الضر ف البحر ضل من تدعون إلإياه فلما ناكم إل الب أعرضتم}‬
‫الَية‪ ,‬وقال ههنا‪{ :‬فلما ناهم إل الب إذا هم يشركون} وقد ذكر ممد بن إسحاق عن‬
‫عكرمة بن أب جهل‪ ,‬أنه لا فتح رسول ال صلى ال عليه وسلم مكة ذهب فارا منها‪,‬‬
‫فل ما ر كب ف الب حر ليذ هب إل الب شة اضطر بت ب م ال سفينة‪ ,‬فقال أهل ها‪ :‬يا قوم‬
‫أخلصوا لربم الدعاء‪ ,‬ل ينجي فإنه ههنا إل هو‪ ,‬فقال عكرمة‪ :‬وال لئن كان ل ينجي ف‬
‫الب حر غيه‪ ,‬فإ نه‪ .‬ل ين جي ف الب أيضا غيه‪ ,‬الل هم لك علي ع هد لئن خر جت لذه ب‬
‫فلضعن يدي ف يد ممد‪ ,‬فلجدنه رؤوفا رحيما‪ ,‬فكان كذلك‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬ليكفروا‬
‫با آتيناهم وليتمتعوا} هذه اللم يسميها كثي من أهل العربية والتفسي وعلماء الصول‬
‫لم العاقبة‪ ,‬لنم ل يقصدون ذلك‪ ,‬ول شك أنا كذلك بالنسبة إليهم‪ ,‬وأما بالنسبة إل‬
‫تقد ير ال علي هم ذلك وتقيي ضه إيا هم لذلك ف هي لم التعل يل‪ ,‬و قد قدم نا تقر ير ذلك ف‬
‫قوله {ليكون لمطططططططططططططططططططططططط عدوا وحزنا}‪.‬‬

‫س مِ نْ َحوِْلهِ مْ أََفبِاْلبَاطِ ِل ُي ْؤ ِمنُو نَ َوِبِنعْ َمةِ‬


‫ف النّا ُ‬
‫** َأوَلَ ْم يَ َر ْواْ َأنّا َجعَ ْلنَا حَرَما آمِنا َوُيتَخَطّ ُ‬
‫ب بِاْلحَقّ َلمّا جَآءَهُ أََليْسَ فِي‬ ‫ى عَلَى اللّهِ كَذِبا َأوْ كَذّ َ‬ ‫اللّ ِه َي ْكفُرُونَ * َومَنْ َأظْلَ ُم مِمّ ْن ا ْفتَرَ َ‬
‫سِنيَ‬ ‫َج َهنّ مَ َمْثوًى لّ ْلكَافِرِي نَ * وَالّذِي نَ جَاهَدُواْ فِينَا َلَنهْ ِدَيّنهُ مْ ُسبَُلنَا َوإِ نّ اللّ هَ َلمَ َع الْمُحْ ِ‬

‫‪528‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال متنا على قريش فيما أحلهم من حرمه الذي جعله للناس سواء العاكف فيه‬
‫والباد‪ ,‬و من دخله كان آمنا ف هم ف أ من عظ يم‪ ,‬والعراب حوله ين هب بعض هم بعضا‪,‬‬
‫ويقتطل بعضهطم بعضا‪ ,‬كمطا قال تعال‪{ :‬ليلف قريطش إيلفهطم رحلة الشتاء والصطيف‬
‫فليعبدوا رب هذا البيطت الذي أطعمهطم مطن جوع وآمنهطم مطن خوف} وقوله تعال‪:‬‬
‫{أفبالباطل يؤمنون وبنعمة ال يكفرون} أي أفكان شكرهم على هذه النعمة العظيمة أن‬
‫أشركوا به وعبدوا م عه غيه من ال صنام والنداد و{بدلوا نع مة ال كفرا وأحلوا قوم هم‬
‫دار البوار} وكفروا ب نب ال وعبده ور سوله‪ ,‬فكان اللئق ب م إخلص العبادة ل‪ ,‬وأن ل‬
‫يشركوا بطه‪ ,‬وتصطديق الرسطول وتعظيمطه وتوقيه‪ ,‬فكذبوه وقاتلوه‪ ,‬وأخرجوه مطن بيط‬
‫ظهر هم‪ ,‬ولذا سلبهم ال تعال ما كان أن عم به علي هم‪ ,‬وق تل من ق تل من هم ببدر‪ ,‬ث‬
‫صارت الدولة ل ولر سوله وللمؤمن ي‪ ,‬فف تح ال على ر سوله م كة‪ ,‬وأر غم آناف هم وأذل‬
‫رقابمطططططططططططططططططططططططططططططططططط‪.‬‬
‫ثط قال تعال‪{ :‬ومطن أظلم منط افترى على ال كذبا أو كذب بالقط لاط جاءه} أي ل‬
‫ا حد أ شد عقو بة م ن كذب على ال‪ ,‬فقال‪ :‬إن ال أو حى إل يه ول يوح إل يه ش يء‪ .‬و من‬
‫قال‪ :‬سأنزل م ثل ما أنزل ال‪ ,‬وهكذا ل أ حد أ شد عقو بة م ن كذب بال ق ل ا جاءه‪,‬‬
‫فالول مفتر والثا ن مكذب‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬أل يس ف جه نم مثوى للكافرين} ث قال‬
‫تعال‪{ :‬والذين جاهدوا فينا} يعن الرسول صلى ال عليه وسلم وأصحابه وأتباعه إل يوم‬
‫الديطن {لنهدينهطم سطبلنا} أي لنبصطرنم سطبلنا‪ ,‬أي طرقنطا فط الدنيطا والَخرة‪.‬‬
‫قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أحد بن أب الواري‪ ,‬أخبنا عباس المدان أبو‬
‫أح د من أ هل ع كا ف قول ال تعال‪{ :‬والذ ين جاهدوا في نا لنهدين هم سبلنا وإن ال ل ع‬
‫الح سني} قال‪ :‬الذ ين يعملون ب ا يعلمون يهدي هم ال ل ا ل يعلمون‪ .‬قال أح د بن أ ب‬
‫الواري‪ :‬فحد ثت به أ با سليمان الدارا ن‪ ,‬فأعج به وقال‪ :‬ل يس ينب غي ل ن أل م شيئا من‬
‫الي أن يعمل به حت يسمعه ف الثر‪ ,‬فإذا سعه ف الثر عمل به‪ ,‬وحد ال حت وافق ما‬
‫ف نفسه‪ .‬وقوله {وإن ال لع الحسني} قال ابن أب حات حدثنا أب ‪ ,‬حدثنا عيسى بن‬
‫جعفر قا ضي الري‪ ,‬حدثنا أبو جع فر الرازي عن الغية عن الش عب قال‪ :‬قال عي سى ابن‬

‫‪529‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مري عليه السلم‪ :‬إنا الحسان أن تسن إل من أساء إليك‪ ,‬ليس الحسان أن تسن إل‬
‫مطن أحسطن إليطك‪ ,‬وال أعلم‪ .‬آخطر تفسطي سطورة العنكبوت‪ .‬و ل المطد والنطة‪.‬‬

‫سططططططططططططططططططططططططططططططططططططورة الروم‬

‫بِسطططططططْمِ اللّهطططططططِ الرّحْمـطططططططنِ الرّحِيمطططططططِ‬


‫ض َوهُم مّن َبعْ ِد غََلِبهِ مْ َسيَغِْلبُونَ * فِي ِبضْ عِ‬ ‫** الَطمَ * غُِلبَ تِ الرّو مُ * فِ يَ أَ ْدنَى الرْ ِ‬
‫ح الْ ُم ْؤمِنُونَ * ِبنَصْرِ اللّ ِه يَنصُ ُر مَن يَشَآ ُء َو ُهوَ‬
‫ِسنِيَ لِلّ ِه المْ ُر مِن َقبْ ُل َومِن َبعْ ُد َويَ ْو َمئِ ٍذ َيفْرَ ُ‬
‫خلِفُ اللّ ُه َوعْدَهُ وَلَـكِنّ أَ ْكثَ َر النّاسِ لَ َيعَْلمُونَ * َيعَْلمُونَ‬ ‫الْعَزِيزُ الرّحِيمُ * وَعْدَ اللّهِ َل يُ ْ‬
‫ط غَافِلُونطططَ‬ ‫ط الَخِ َر ِة هُمطط ْ‬ ‫حيَاةِ ال ّدنْيَطططا َوهُمطططْ عَنطط ِ‬ ‫ط الْ َ‬
‫ظَاهِرا مّنطط َ‬
‫نزلت هذه الَيات ح ي غلب سابور ملك الفرس على بلد الشام و ما وال ها من بلد‬
‫الزيرة وأقاصي بلد الروم‪ .‬واضطر هرقل ملك الروم حت ألأه إل القسطنطينية وحاصره‬
‫في ها مدة طويلة‪ ,‬ث عادت الدولة لر قل ك ما سيأت‪ .‬قال المام أح د‪ :‬حدث نا معاو ية بن‬
‫عمرو‪ ,‬حدثنا أبو إسحاق عن سفيان عن حبيب بن أب عمرة عن سعيد بن جبي عن ابن‬
‫عباس ر ضي ال عنه ما ف قوله تعال‪{ :‬آل * غل بت الروم ف أد ن الرض} قال غل بت‬
‫وغلبطت‪ ,‬قال‪ :‬كان الشركون يبون أن تظهطر فارس على الروم‪ ,‬لنمط أصطحاب أوثان‪,‬‬
‫وكان السطلمون يبون أن تظهطر الروم على فارس‪ ,‬لنمط أهطل كتاب‪ ,‬فذكطر ذلك لبط‬
‫ب كر‪ ,‬فذكره أ بو ب كر لر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬فقال ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫و سلم‪« ,‬أ ما إن م سيغلبون» فذكره أ بو ب كر ل م‪ ,‬فقالوا‪ :‬اج عل بين نا وبي نك أجلً‪ ,‬فإن‬
‫ظهرنا كان لنا كذا وكذا‪ ,‬وإن ظهرت كان لكم كذا وكذا‪ ,‬فجعل أجلً خس سني‪ ,‬فلم‬
‫يظهروا‪ ,‬فذ كر ذلك أ بو ب كر لل نب صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬فقال «أل جعلت ها إل دون ط‬
‫أراه قال العشر ط» قال سعيد بن جبي‪ :‬البضع ما دون العشر‪ ,‬ث ظهرت الروم بعد قال‪:‬‬
‫فذلك قوله {آل * غلبت الروم ف أدن الرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون * ف بضع‬
‫سني ل ال مر من ق بل و من ب عد يومئذ يفرح الؤمنون * بن صر ال ين صر من يشاء و هو‬
‫العزيز الرحيم} هكذا رواه الترمذي والنسائي جيعا عن السي بن حريث عن معاوية بن‬

‫‪530‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عمرو‪ ,‬عن أ ب إ سحاق الفزاري عن سفيان بن سعيد الثوري به‪ .‬وقال الترمذي‪ :‬ح سن‬
‫غريب إنا نعرفه من حديث سفيان عن حبيب ورواه ابن أب حات عن ممد بن اسحاق‬
‫الصاغان عن معاوية بن عمرو به ورواه ابن جرير‪ :‬حدثنا ممد بن الثن‪ ,‬حدثنا ممد بن‬
‫سعيد أو سعيد الثعل ب‪ ,‬الذي يقال له أ بو سعد من أ هل طر سوس‪ ,‬حدث نا أ بو إ سحاق‬
‫الفزاري فذكره‪ ,‬وعندهطططم قال سطططفيان‪ :‬فبلغنططط أنمططط غلبوا يوم بدر‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال سليمان بن مهران العمش عن مسلم عن مسروق قال‪ :‬قال عبد‬
‫ال‪ :‬خسط قد مضيط‪ ,‬الدخان‪ ,‬واللزام‪ ,‬والبطشطة‪ ,‬والقمطر‪ ,‬والروم‪ ,‬أخرجاه‪ .‬وقال ابطن‬
‫جرير‪ :‬حدثنا ابن وكيع‪ ,‬حدثنا الحارب عن داود بن أب هند‪ ,‬عن عامر ط هو الشعب ط‬
‫عطن عبطد ال بطن مسطعود رضطي ال عنطه قال‪ :‬كان فارس ظاهرا على الروم‪ ,‬وكان‬
‫الشركون يبون أن تظهطر فارس على الروم‪ .‬وكان السطلمون يبون أن تظهطر الروم على‬
‫فارس‪ ,‬لن م أهل كتاب و هم أقرب إل دين هم‪ ,‬فل ما نزلت {آلَ * غل بت الروم ف أد ن‬
‫الرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون ف بضع سني} قالوا‪ :‬يا أبا بكر إن صاحبك يقول‬
‫إن الروم تظهطر على فارس فط بضطع سطني ؟ قال‪ :‬صطدق‪ .‬قالوا‪ :‬هطل لك أن نقامرك ؟‬
‫فبايعوه على أربع قلئص إل سبع سني‪ ,‬فمضت السبع ول يكن شيء‪ ,‬ففرح الشركون‬
‫بذلك‪ ,‬وشق على السلمي‪ ,‬فذكر ذلك للنب صلى ال عليه وسلم فقال «ما بضع سني‬
‫عندكم ؟» قالوا‪ :‬دون العشر‪ .‬قال «اذهب فزايدهم‪ ,‬وازدد سنتي ف الجل» قال‪ :‬فما‬
‫مضطت السطنتان حتط جاءت الركبان بظهور الروم على فارس‪ ,‬ففرح الؤمنون بذلك‪,‬‬
‫طت الروم ط ط إل قوله تعال ط ط ل يلف ال وعده}‪.‬‬ ‫وأنزل ال تعال‪{ :‬آلَط * غلبط‬
‫(حديث آخر) قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا علي بن السي‪ ,‬حدثنا أحد بن عمر الوكيعي‪,‬‬
‫حدثنا مؤمن عن إسرائيل عن أب إسحاق عن الباء قال‪ :‬لا نزلت {آل * غلبت الروم ف‬
‫أدن الرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون} قال الشركون لب بكر‪ :‬أل ترى إل ما يقول‬
‫صاحبك يزعم أن الروم تغلب فارس ؟ قال‪ :‬صدق صاحب‪ .‬قالوا‪ :‬هل لك أن ناطرك ؟‬
‫فجعل بينه وبينهم أجلً‪ ,‬فحل الجل قبل أن تغلب الروم فارس ‪ ,‬فبلغ ذلك النب صلى ال‬
‫عل يه و سلم ف ساءه ذلك وكر هه‪ ,‬وقال ل ب ب كر « ما دعاك إل هذا ؟» قال‪ :‬ت صديقا ل‬
‫ولر سوله‪ .‬قال «تعرض ل م وأع ظم ال طر واجعله إل ب ضع سني» فأتا هم أ بو ب كر فقال‬

‫‪531‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لم‪ :‬هل لكم ف العود‪ ,‬فإن العود أحد ؟ قالوا‪ :‬نعم‪ ,‬فلم تض تلك السنون حت غلبت‬
‫الروم فارس‪ ,‬وربطوا خيولم بالدائن وبنوا الرومية‪ ,‬فجاء أبو بكر إل النب صلى ال عليه‬
‫وسطططططلم فقال‪ :‬هذا السطططططحت‪ ,‬قال «تصطططططدق بطططططه»‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال أبو عيسى الترمذي‪ :‬حدثنا ممد بن إساعيل ‪ ,‬حدثنا إساعيل بن أب‬
‫أويس‪ ,‬أخبن ابن أب الزناد عن عروة بن الزبي عن نيار بن مكرم السلمي قال‪ :‬لا نزلت‬
‫{ألَم * غل بت الروم ف أد ن الرض و هم من ب عد غلب هم سيغلبون * ف ب ضع سني}‬
‫فكانطت فارس يوم نزلت هذه الَيطة قاهريطن للروم‪ ,‬وكان السطلمون يبون ظهور الروم‬
‫علي هم‪ ,‬لن م وإيا هم أ هل كتاب‪ ,‬و ف ذلك قول ال‪{ :‬ويومئذ يفرح الؤمنون بن صر ال‬
‫ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم} وكانت قريش تب ظهور فارس‪ ,‬لنم وإياهم ليسوا‬
‫بأهل كتاب‪ ,‬ول إيان بب عث‪ ,‬فل ما أنزل ال هذه الَ ية‪ ,‬خرج أبو ب كر يصيح ف نوا حي‬
‫مكة {ألَمَ * غلبت الروم ف أدن الرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون * ف بضع سني}‬
‫قال ناس من قريش لب بكر‪ :‬فذاك بيننا وبينكم‪ ,‬زعم صاحبكم أن الروم ستغلب فارس‬
‫ف ب ضع سني‪,‬أفل نراه نك على ذلك ؟ قال‪ :‬بلى‪ ,‬وذلك ق بل تر ي الرهان‪ ,‬فارت ن أ بو‬
‫بكر والشركون‪ ,‬وتواضعوا الرهان وقالوا لب بكر‪ :‬كم تعل البضع ثلث سني إل تسع‬
‫سني‪ ,‬فسم بيننا وبينك وسطا ننتهي إليه ؟ قال‪ :‬فسموا بينهم ست سني‪ ,‬قال‪ :‬فمضت‬
‫ست السني قبل أن يظهروا‪ ,‬فأخذ الشركون رهن أب بكر ‪ ,‬فلما دخلت السنة السابعة‬
‫ظهرت الروم على فارس‪ :‬فعاب السلمون على أب بكر تسمية ست سني‪ ,‬قال‪ :‬لن ال‬
‫قال ف بضع سني‪ ,‬قال‪ :‬فأسلم عند ذلك ناس كثي‪ .‬هكذا ساقه الترمذي‪ ,‬ث قال‪ :‬هذا‬
‫حديطث حسطن صطحيح‪ ,‬ل نعرفطه إل مطن حديطث عبطد الرحنط بطن أبط الزناد‪.‬‬
‫وقد روي ن و هذا مرسلً عن جاعة من التابع ي مثل عكرمة والشعب وماهد وقتادة‬
‫وال سدي والزهري وغي هم‪ ,‬و من أغرب هذه ال سياقات ما رواه المام سنيد بن داود ف‬
‫تفسيه حيث قال‪ :‬حدثن حجاج عن أب بكر بن عبد ال عن عكرمة قال‪ :‬كان ف فارس‬
‫امرأة ل تلد إل اللوك البطال‪ ,‬فدعا ها ك سرى فقال‪ :‬إ ن أر يد أن أب عث إل الروم جيشا‬
‫وأ ستعمل علي هم رجلً من بن يك‪ ,‬فأشيي علي أي هم أ ستعمل ؟! فقالت‪ :‬هذا فلن و هو‬
‫أروغ من ثعلب‪ ,‬وأحذر من صقر‪ ,‬وهذا فرخان وهو أنفذ من سنان‪ ,‬وهذا شهريراز وهو‬

‫‪532‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أحلم من كذا‪ ,‬تع ن أولد ها الثل ثة‪ ,‬فا ستعمل أي هم شئت‪ ,‬قال‪ :‬فإ ن ا ستعملت الل يم‪,‬‬
‫فا ستعمل شهريراز ف سار إل الروم بأ هل فارس‪ ,‬فظ هر علي هم فقتل هم وخرب مدائن هم‪,‬‬
‫وقطع زيتونم‪ ,‬قال أبو بكر بن عبد ال‪ :‬فحدثت بذا الديث عطاء الرسان فقال‪ :‬أما‬
‫رأ يت بلد الشام ؟ قلت‪ :‬ل‪ ,‬قال أ ما إ نك لو رأيت ها لرأ يت الدائن ال ت خر بت والزيتون‬
‫الذي قطع‪ ,‬فأتيت الشام بعد ذلك فرأيته‪ .‬قال عطاء الراسان‪ :‬حدثن يي بن يعمر أن‬
‫قيصر بعث رجلً يدعى قطمة بيش من الروم‪ ,‬وبعث كسرى شهريراز فالتقيا بأذرعات‬
‫وبصرى‪ ,‬وهي أدن الشام إليكم‪ ,‬فلقيت فارس الروم فغلبتهم فارس‪ ,‬ففرحت بذلك كفار‬
‫قر يش‪ ,‬وكر هه ال سلمون‪ ,‬قال عكر مة‪ :‬ول قي الشركون أ صحاب ال نب صلى ال عل يه‬
‫وسلم وقالوا‪ :‬إنكم أهل كتاب‪ ,‬والنصارى أهل كتاب‪ ,‬ونن أميون‪ ,‬وقد ظهر إخواتكم‬
‫من أهل فارس على إخواننا من أهل الكتاب‪ ,‬وإنكم إن قاتلتمونا لنظهرن عليكم‪ ,‬فأنزل‬
‫ال تعال‪{ :‬ألَ مَ * غلبت الروم ف أدن الرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون * ف بضع‬
‫سني ل المر من قبل ومن بعد يومئذ يفرح الؤمنون * بنصر ال ينصر من يشاء} فخرج‬
‫أبو بكر الصديق إل الكفار فقال‪ :‬أفرحتم بظهور إخوانكم على إخواننا‪ ,‬فل تفرحوا ول‬
‫يقرن ال أعين كم‪ ,‬فوال ليظهرن ال الروم على فارس‪ ,‬أخب نا بذلك نبي نا صلى ال عل يه‬
‫وسلم‪ ,‬فقام إليه أب بن خلف فقال‪ :‬كذبت يا أبا فضيل‪ ,‬فقال له أبو بكر‪ :‬أنت أكذب يا‬
‫ك ع شر قلئص م ن وع شر قلئص م نك‪ ,‬فإن ظهرت الروم على‬ ‫عدو ال‪ ,‬فقال‪ :‬أُنا ِحبُ َ‬
‫فارس غرمت‪ ,‬وإِن ظهرت فارس غرمت إل ثلث سني‪ ,‬ث جاء أبو بكر إل النب صلى‬
‫ال عليه وسلم فأخبه‪ ,‬فقال «ما هكذا ذكرت إنا البضع ما بي الثلث إل التسع‪ ,‬فزايده‬
‫ف ال طر وماده ف ال جل» فخرج أ بو ب كر فل قي أب يا‪ ,‬فقال‪ :‬لعلك ند مت ؟ فقال‪ :‬ل‪,‬‬
‫تعال أزايدك ف الطر وأمادك ف الجل‪ ,‬فاجعلها مائة قلوص لائة قلوص إل تسع سني‪,‬‬
‫قال‪ :‬قد فعلت‪ ,‬فظهرت الروم على فارس قبل ذلك‪ ,‬فغلبهم السلمون‪ .‬قال عكرمة‪ :‬لا أن‬
‫ظهرت فارس على الروم‪ ,‬جلس فرخان يشرب وهو أخو شهريراز‪ ,‬فقال‪ :‬لصحابه‪ :‬لقد‬
‫رأيت كأن جالس على سرير كسرى‪ ,‬فبلغت كسرى‪ ,‬فكتب كسرى إل شهريراز‪ :‬إذا‬
‫أتاك كتا ب فاب عث إل برأس فرخان‪ ,‬فك تب إل يه‪ :‬أي ها اللك إ نك لن ت د م ثل فرخان له‬
‫نكاية وصوت ف العدو‪ ,‬فل تفعل‪,‬فكتب إليه‪ :‬إن ف رجال فارس خلفا منه‪ ,‬فعجل إل‬

‫‪533‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫برأ سه‪ .‬فراج عه‪ ,‬فغ ضب ك سرى فلم ي به‪ ,‬وب عث بريدا إل أ هل فارس‪ :‬إِ ن قد نز عت‬
‫عنكم شهريراز واستعملت عليكم فرخان‪ ,‬ث دفع إل البيد صحيفة لطيفةٍ صغية‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫إذا ول فرخان اللك وانقاد إل يه أخوه‪ ,‬فأع طه هذه‪ ,‬فل ما قرأ شهريراز الكتاب قال‪ :‬سعا‬
‫وطاعطة‪ ,‬ونزل عطن سطريره وجلس فرخان‪ ,‬ودفطع إليطه الصطحيفة قال‪ :‬ائتونط بشهريراز‪,‬‬
‫وقدمه ليضرب عنقه‪ ,‬قال‪ ,‬ل تعجل حت أكتب وصيت‪ ,‬قال‪ :‬نعم‪ ,‬فدعا بالسفط فأعطاه‬
‫الصحائف‪ ,‬قال‪ :‬كل هذا راجعت فيك كسرى وأنت أردت أن تقتلن بكتاب واحد‪ ,‬فرد‬
‫اللك إل أخيطه شهريراز‪ ,‬وكتطب شهريراز إل قيصطر ملك الروم إن ل إليطك حاجطة ل‬
‫تمل ها البد‪ ,‬ول تمل ها ال صحف فالق ن ول تلق ن إل ف خ سي روميا‪ ,‬فإ ن ألقاك ف‬
‫خ سي فار سيا‪ ,‬فأق بل قي صر ف خ سمائة ألف رو مي‪ ,‬وج عل ي ضع العيون ب ي يد يه ف‬
‫الطريق‪ ,‬وخاف أن يكون قد مكر به حت أتاه عيونه أنه ليس معه إل خسون رجلً‪ ,‬ث‬
‫بسط لما والتقيا ف قبة ديباج ضربت لما‪ ,‬مع كل واحد منهما سكي فدعيا ترجانا‬
‫بينهما‪ ,‬فقال شهريراز‪ :‬إن الذين خربوا مدائنك أنا وأخي بكيدنا وشجاعتنا‪ ,‬وإن كسرى‬
‫حسدنا وأراد أن أقتل أخي فأبيت‪ ,‬ث أمر أخي أن يقتلن وقد خلعناه جيعا‪ ,‬فنحن نقاتله‬
‫معك‪ .‬قال‪ :‬قد أصبتما‪ ,‬ث أشار أحدها إل صاحبه أن السر بي اثني‪ ,‬فإذا جاوز اثني‬
‫فشطا‪ ,‬قال‪ :‬أجطل‪ ,‬فقتل الترجان جيعا بسطكينيهما‪ ,‬فأهلك ال كسطرى‪ ,‬وجاء البط إل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم الديبية‪ ,‬ففرح والسلمون معه‪ .‬فهذا سياق غريب‬
‫وبناء عجيططططططططططططططططططططططططططططططططب‪.‬‬
‫ولنتكلم عن كلمات هذه الَيات الكري ة‪ ,‬فقوله تعال‪{ :‬آلَ * غل بت الروم} قد تقدم‬
‫الكلم على الروف القط عة ف أوائل ال سور ف أول سورة البقرة‪ ,‬وأ ما الروم ف هم من‬
‫سللة العيص بن إسحاق بن إبراهيم‪ ,‬وهم أبناء عم بن إسرائيل‪ ,‬ويقال لم بنو الصفر‪,‬‬
‫وكانوا على ديطن اليونان‪ ,‬واليونان مطن سطللة يافطث بطن نوح أبناء عطم الترك‪ ,‬وكانوا‬
‫يعبدون الكواكب السيارة السبعة‪ ,‬ويقال لا التحية‪ ,‬ويصلون إل القطب الشمال‪ ,‬وهو‬
‫الذيطن أسطسوا دمشطق‪ ,‬وبنوا معبدهطا‪ ,‬وفيطه ماريطب إل جهطة الشمال‪ ,‬فكان الروم على‬
‫دينهم إل بعد مبعث السيح بنحو من ثلثمائة سنة‪ ,‬وكان من ملك الشام مع الزيرة منهم‬
‫يقال له قيصر‪ ,‬فكان أول من دخل ف دين النصارى من اللوك قسطنطي بن قسطس وأمه‬

‫‪534‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مري اليلنية الفدقانية من أرض حران‪ ,‬كانت قد تنصرت قبله‪ ,‬فدعته إل دينها‪ ,‬وكان‬
‫قبل ذلك فيلسوفا فتابعها‪ ,‬يقال تقية‪ ,‬واجتمعت به النصارى وتناظروا ف زمانه مع عبد‬
‫ال بطن أريوس‪ ,‬واختلفوا اختلفا منتشرا متشتتا ل ينضبطط‪ ,‬إل أنطه اتفطق مطن جاعتهطم‬
‫ثلثمائة وثانية عشر أسقفا‪ ,‬فوضعوا لقسطنطي العقيدة‪ ,‬وهي الت يسمونا المانة الكبية‪,‬‬
‫وإنا هي اليانة القية‪ ,‬ووضعوا له القواني يعنون كتب الحكام من تري وتليل‪ ,‬وغي‬
‫ذلك ما يتاجون إليه‪ ,‬وغيوا دين السيح عليه السلم‪ ,‬وزادوا فيه ونقصوا منه‪ ,‬فصلوا إل‬
‫الشرق‪ ,‬واعتاضوا عن ال سبت بال حد‪ ,‬وعبدوا ال صليب وأحلوا الن ير‪ ,‬واتذوا أعيادا‬
‫أحدثوها كعيد الصليب والقداس والغطاس وغي ذلك من البواعيث والثعابي‪ ,‬وجعلوا له‬
‫الباب‪ ,‬و هو كبيهم‪ ,‬ث البتار كة‪ ,‬ث الطار نة‪ ,‬ث ال ساقفة والق ساقسة‪ ,‬ث الشمام سة‪,‬‬
‫وابتدعوا الرهبان ية‪ ,‬وب ن ل م اللك الكنائس والعا بد‪ ,‬وأ سس الدي نة الن سوبة إل يه و هي‬
‫القسطنطينية‪ ,‬يقال إنه بن ف أيامه اثن عشر ألف كنيسة‪ ,‬وبن بيت لم بثلث ماريب‪,‬‬
‫وبنطت أمطه القمامطة‪ ,‬وهؤلء هطم اللكيطة يعنون الذيطن هطم على ديطن اللك‪.‬‬
‫ث حدثت بعدهم اليعقوب ية أتباع يعقوب ال سكاف‪ ,‬ث الن سطورية أ صحاب ن سطورا‪,‬‬
‫و هم فرق وطوائف كثية‪ ,‬ك ما قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «إن م افترقوا على‬
‫اثنتي وسبعي فرقة» والغرض أنم استمروا على النصرانية‪ ,‬كلما هلك قيصر خلفه آخر‬
‫بعده حتط كان آخرهطم هرقطل‪ ,‬وكان مطن عقلء الرجال‪ ,‬ومطن أحزم اللوك وأدهاهطم‪,‬‬
‫وأبعدهطم غورا‪ ,‬وأقصطاهم رأيا‪ ,‬فتملك عليهطم فط رياسطة عظيمطة وأبةط كطبية‪ ,‬فناوأه‬
‫كسطرى ملك الفرس وملك البلد كالعراق وخراسطان والري وجيطع بلد العجطم‪ ,‬وهطو‬
‫سابور ذو الكتاف‪ ,‬وكا نت ملك ته أو سع من مل كة قي صر‪ ,‬وله ريا سة الع جم‪ ,‬وحا قة‬
‫الفرس‪ ,‬وكانوا موسطا يعبدون النار‪ ,‬فتقدم عطن عكرمطة أنطه‪ :‬بعطث إليطه نوابطه وجيشطه‬
‫فقاتلوه‪ ,‬والشهور أن ك سرى غزاه بنف سه ف بلده‪ ,‬فقهره وك سره وق صره‪ ,‬ح ت ل ي بق‬
‫معه سوى مدينة قسطنطينية‪ ,‬فحاصره با مدة طويلة‪ ,‬حت ضاقت عليه‪ ,‬وكانت النصارى‬
‫تعظمطه تعظيما زائدا‪ ,‬ول يقدر كسطرى على فتطح البلد‪ ,‬ول أمكنطه ذلك لصطانتها لن‬
‫ن صفها من ناح ية الب‪ ,‬ون صفها الَ خر من ناح ية الب حر‪ ,‬فكا نت تأتي هم الية والدد من‬
‫هنالك‪ ,‬فلما طال المر‪ ,‬دبر قيصر مكيدة‪ ,‬ورأى ف نفسه خديعة‪ ,‬فطلب من كسرى أن‬

‫‪535‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقلع عن بلده على مال يصاله عليه ويشترط عليه ما شاء‪ ,‬فأجابه إل ذلك‪ ,‬وطلب منه‬
‫أموالً عظيمة ليقدر عليها أحد من ملوك الدنيا من ذهب وجواهر وأقمشة وجوار وخدام‬
‫وأصناف كثية‪ ,‬فطاوعه قيصر وأوهه أن عنده جيع ما طلب‪ ,‬واستقل عقله لا طلب منه‬
‫ما طلب‪ ,‬ولو اجتمع هو وإياه لعجزت قدرتما عن جع عشره‪ ,‬وسأل كسرى أن يكنه‬
‫من الروج إل بلد الشام وأقاليم ملكته‪ ,‬لي سعى ف ت صيل ذلك من ذخائره وحوا صله‬
‫ودفائنه‪ ,‬فأطلق سراحه‪ ,‬فلما عزم قيصر على الروج من مدينة قسطنطينة فجمع أهل ملته‬
‫وقال‪ :‬إن خارج ف أمر قد أبرمته ف جند قد عينته من جيشي‪ ,‬فإن رجعت إليكم قبل‬
‫الول‪ ,‬فأ نا ملك كم‪ ,‬وإن ل أر جع إلي كم قبل ها‪ ,‬فأن تم باليار‪ :‬إن شئ تم ا ستمررت على‬
‫بيعت‪ ,‬وإن شئتم وليتم عليكم غيي‪ ,‬فأجابوه بأنك ملكنا مادمت حيا‪ ,‬ولو غبت عشرة‬
‫أعوام‪ ,‬فل ما خرج من الق سطنطينية خرج جريدة ف ج يش متو سط هذا‪ ,‬وك سرى م يم‬
‫على القسطنطينية ينتظره ليجع‪ ,‬فركب قيصر من فوره وسار مسرعا حت انتهى إل بلد‬
‫فارس‪ ,‬فعاث ف بلد هم قتلً لرجال ا و من ب ا من القاتلة أولً فأولً‪ ,‬ول يزل يق تل ح ت‬
‫انتهى إل الدائن وهي كرسي ملكة كسرى‪ ,‬فقتل من با وأخذ جيع حواصله وأمواله‪,‬‬
‫وأسر نساءه وحريه‪ ,‬وحلق رأس ولده وركبه على حاره‪ ,‬وبعث معه من الساورة من‬
‫قومه ف غاية الوان والذلة‪ ,‬وكتب إل كسرى يقول‪ :‬هذا ما طلبت فخذه‪ ,‬فلما بلغ ذلك‬
‫ط ل يصطيه إل ال تعال‪ ,‬واشتطد حنقطه على البلد‪ ,‬فاشتطد فط‬ ‫كسطرى أخذه مطن الغطم م ا‬
‫حصارها بكل مكن‪ ,‬فلم يقدر على ذلك‪ ,‬فلما عجز ركب ليأخذ عليه الطريق من ماضة‬
‫جيحون الت ل سبيل لقيصر إل القسطنطينية إل منها‪ ,‬فلما علم قيصر بذلك‪ ,‬احتال بيلة‬
‫عظيمة ل يسبق إليها وهو أنه أرصد جنده وحواصله الت معه عند فم الخاضة‪ ,‬وركب ف‬
‫بعض اليش‪ ,‬وأمر بأحال من التب والبعر والروث‪ ,‬فحملت معه‪ ,‬وسار إل قريب من‬
‫يوم ف الاء مصعدا‪ ,‬ث أمر بالقاء تلك الحال ف النهر‪ ,‬فلما مرت بكسرى ظن وجنده‬
‫أن م قد خاضوا من هنالك‪ ,‬فركبوا ف طلب هم فشغرت الخا ضة عن الفرس‪ ,‬وقدم قي صر‬
‫فأمرهطم بالنهوض والوض‪ ,‬فخاضوا وأسطرعوا السطي‪ ,‬ففاتوا كسطرى وجنوده‪ ,‬ودخلوا‬
‫القسطنطينية‪ ,‬فكان ذلك يوما مشهودا عند النصارى‪ ,‬وبقي كسرى وجيوشه حائرين ل‬
‫يدرون ماذا يصطنعون‪ ,‬ل يصطلوا على بلد قيصطر‪ ,‬وبلدهطم قطد خربتهطا الروم‪ ,‬وأخذوا‬

‫‪536‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حواصلهم‪ ,‬وسبوا ذراريهم‪ ,‬ونساءهم‪ ,‬فكان هذا من غلب الروم لفارس‪ ,‬وكان ذلك بعد‬
‫ت سع سني من غلب الفرس للروم‪ ,‬وكا نت الوق عة الكائ نة ب ي فارس والروم ح ي غل بت‬
‫الروم ب ي أذرعات وبصرى على ما ذكره ابن عباس وعكرمة وغيه ا‪ ,‬وهي طرف بلد‬
‫الشام ما يلي بلد الجاز‪ ,‬وقال ماهد‪ :‬كان ذلك ف الزيرة‪ ,‬وهي أقرب بلد الروم من‬
‫فارس‪ ,‬فال أعلم‪.‬‬
‫ث كان غلب الروم لفارس بعد بضع سني وهي تسع‪ ,‬فإن البضع ف كلم العرب ما بي‬
‫الثلث إل الت سع‪ ,‬وكذلك جاء ف الد يث الذي رواه الترمذي وا بن جر ير وغيه ا من‬
‫حديث ع بد ال بن عبد الرح ن الم حي عن الزهري عن عب يد ال بن ع بد ال عن ا بن‬
‫عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لب بكر ف مناحبة {آلَ * غلبت الروم}‬
‫الَية «أل احتطت يا أبا بكر‪ ,‬فإن البضع ما بي ثلث إل تسع ؟» ث قال‪ :‬هذا حديث‬
‫ح سن غر يب من هذا الو جه‪ .‬وروى ا بن جر ير عن ع بد ال بن عمرو أ نه قال ذلك‪.,‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ل المر من قبل ومن بعد} أي من قبل ذلك ومن بعده‪ ,‬فبن على الضم‬
‫لا قطع الضاف‪ ,‬وهو قوله قبل عن الضافة ونويت {ويومئذ يفرح الؤمنون بنصر ال}‬
‫أي للروم أصحاب قيصر ملك الشام على فارس أصحاب كسرى‪ ,‬وهم الجوس‪ ,‬وكانت‬
‫نصطرة الروم على فارس يوم وقعطة بدر فط قوله طائفطة كثية مطن العلماء‪ ,‬كابطن عباس‬
‫والثوري والسدي وغيهم‪ .‬وقد ورد ف الديث الذي رواه الترمذي وابن جرير وابن أب‬
‫حات والبزار من حديث العمش عن عطية عن أب سعيد قال‪ :‬لا كان يوم بدر‪ ,‬ظهرت‬
‫الروم على فارس‪ ,‬فأعجطب ذلك الؤمنيط ففرحوا بطه‪ ,‬وأنزل ال {ويومئذ يفرح الؤمنون‬
‫بنصطططر ال ينصطططر مطططن يشاء وهطططو العزيطططز الرحيطططم}‪.‬‬
‫وقال الَخرون‪ :‬بطل كان نصطر الروم على فارس عام الديبيطة‪ .‬قاله عكرمطة والزهري‬
‫وقتاده وغيط واحطد‪ .‬ووجطه بعضهطم هذا القول بأن قيصطر كان قطد نذر لئن أظفره ال‬
‫بك سرى ليمش ي من ح ص إل إيل يا و هو ب يت القدس‪ ,‬شكرا ل تعال فف عل‪ ,‬فل ما بلغ‬
‫بيت القدس ل يرج منه حت وافاه كتاب رسول ال صلى ال عليه وسلم الذي بعثه مع‬
‫دحية بن خليفة‪ ,‬فأعطاه دحية لعظيم بصرى‪ ,‬فدفعه عظيم بصرى إل قيصر‪ .‬فلما وصل‬
‫إليه سأل من بالشام من عرب الجاز‪ ,‬فأحضر له أبو سفيان صخر بن حرب الموي ف‬

‫‪537‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جاعة من كبار قريش‪ ,‬وكانوا بغزة‪ ,‬فجيء بم إليه فجلسوا بي يديه‪ .‬فقال‪ :‬أيكم أقرب‬
‫ن سبا بذا الر جل الذي يز عم أ نه نب ؟ فقال أ بو سفيان‪ :‬أ نا‪ ,‬فقال ل صحابه وأجل سهم‬
‫خلفه‪ :‬إن سائل هذا عن هذا الرجل‪ ,‬فإن كذب فكذبوه‪ ,‬فقال أبو سفيان‪ ,‬فو ال لول أن‬
‫يأثروا علي الكذب لكذبت‪ ,‬فسأله هرقل عن نسبه وصفته‪ ,‬فكان فيما سأله أن قال‪ :‬فهل‬
‫يغدر ؟ قال‪ :‬قلت ل‪ ,‬ونن منه ف مدة ل ندري ما هو صانع فيها‪ ,‬يعن بذلك الدنة الت‬
‫كا نت قد وق عت ب ي ر سول ال صلى ال عل يه و سلم وكفار قر يش عام الديب ية على‬
‫و ضع الرب بين هم ع شر سني‪ ,‬فا ستدلوا بذا على أن ن صر الروم على فارس كان عام‬
‫ططة‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬ ‫ططد الديبيط‬ ‫طط بنذره بعط‬ ‫طط وفط‬ ‫ططر إناط‬ ‫ططة‪ ,‬لن قيصط‬ ‫الديبيط‬
‫ول صحاب القول الول أن ييبوا عن هذا بأن بلده كا نت قد خر بت وتشع ثت‪ ,‬ف ما‬
‫تكن من وفاء نذره حت أصلح ما ينبغي له إصلحه وتفقد بلده‪ ,‬ث بعد أربع سني من‬
‫نصرته وف بنذره‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬والمر ف هذا سهل قريب‪ ,‬إل أنه لا انتصرت فارس على‬
‫الروم ساء ذلك الؤمني‪ ,‬فلما انتصرت الروم على فارس‪ ,‬فرح الؤمنون بذلك‪ ,‬لن الروم‬
‫أهل كتاب ف الملة‪ ,‬فهم أقرب إل الؤمني من الجوس‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬لتجدن أشد‬
‫الناس عداوة للذ ين آمنوا اليهود والذ ين أشركوا ولتجدن أقرب م مودة للذ ين آمنوا الذ ين‬
‫قالوا إنطا نصطارى طط إل قوله طط ربنطا آمنطا فاكتبنطا مطع الشاهديطن}‪ .‬وقال تعال ههنطا‬
‫{ويومئذ يفرح الؤمنون بن صر ال ين صر من يشاء و هو العز يز الرح يم}‪ .‬وقال ا بن أ ب‬
‫حات‪ :‬حدثنا أبو زرعة‪ ,‬حدثنا صفوان‪ ,‬حدثنا الوليد‪ ,‬حدثن أسيد الكلب قال‪ :‬سعت‬
‫العلء بن الزبي الكلب يدث عن أبيه قال‪ :‬رأيت غلبة فارس الروم‪ ,‬ث رأيت غلبة الروم‬
‫فارس ثط رأيطت غلبطة السطلمي فارس‪ ,‬والروم كطل ذلك فط خسط عشرة سطنة‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وهطو العزيطز} أي فط انتصطاره وانتقامطه مطن أعدائه {الرحيطم} بعباده‬
‫الؤمن ي‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬و عد ال ل يلف ال وعده} أي هذا الذي أ خبناك به يا م مد‬
‫من أنا سننصر الروم على فارس وعد من ال حق‪ ,‬وخب صدق ل يلف ول بد من كونه‬
‫ووقو عه‪ ,‬لن ال قد جرت سنته أن ين صر أقرب الطائفت ي القتتل ي إل ال ق‪ ,‬وي عل ل ا‬
‫العاق بة {ول كن أك ثر الناس ل يعلمون} أي ب كم ال ف كو نه‪ ,‬وأفعاله الحك مة الار ية‬
‫على وفططططططططططططططططططططططططططططططق العدل‪.‬‬

‫‪538‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬يعلمون ظاهرا من الياة الدن يا و هم عن الَخرة هم غافلون} أي أك ثر‬
‫الناس ليس لم علم إل بالدنيا وأكسابا وشؤونا وما فيها‪ ,‬فهم حذاق أذكياء ف تصيلها‬
‫ووجوه مكاسبها‪ ,‬وهم غافلون عما ينفعهم ف الدار الَخرة كأن أحدهم مغفل ل ذهن له‬
‫ول فكرة‪ ,‬قال السن البصري‪ :‬وال لبلغ من أحدهم بدنياه أن يقلب الدرهم على ظفره‪,‬‬
‫فيخبك بوزنه وما يسن أن يصلي‪ .‬وقال ابن عباس ف قوله تعال‪{ :‬يعلمون ظاهرا من‬
‫الياة الدنيا وهم عن الَخرة هم غافلون} يعن الكفار يعرفون عمران الدنيا‪ ,‬وهم ف أمر‬
‫الديططططططططططططططططططططططططططططططططن جهال‪.‬‬

‫ض َومَا َبْيَنهُمَآ إِلّ بِاْلحَ ّق َوأَجَ ٍل‬


‫سهِ ْم مّا َخلَقَ اللّ ُه السّمَاوَاتِ وَالرْ َ‬ ‫** َأوَلَ ْم َيَتفَكّرُواْ فِيَ أَنفُ ِ‬
‫مّ سَمّى َوإِ نّ َكثِيا مّ نَ النّا سِ بِِلقَآءِ َرّبهِ مْ َلكَافِرُو نَ * َأوَلَ ْم يَ سيُواْ فِي الرْ ضِ َفيَن ُظرُواْ‬
‫َكيْفَ كَا َن عَاِقَبةُ الّذِي َن مِن َقبِْلهِمْ كَانُ َواْ َأشَدّ مِْنهُمْ ُق ّو ًة َوأَثَارُواْ الرْضَ َوعَ َمرُوهَآ أَ ْكثَ َر مِمّا‬
‫سهُمْ يَ ْظلِمُونَ‬ ‫عَمَرُوهَا وَجَآ َءْتهُمْ رُسُُلهُم بِاْلَبّينَاتِ َفمَا كَانَ اللّهُ ِليَ ْظلِ َمهُ ْم وَلَـكِن كَاُنوَاْ أَنفُ َ‬
‫سَتهْ ِزئُونَ‬
‫سوَءَىَ أَن كَ ّذبُواْ بِآيَا تِ اللّ ِه وَكَانُواْ بِهَا يَ ْ‬ ‫* ثُ مّ كَا َن عَاِقبَ َة الّذِي نَ أَ سَاءُوْا ال ّ‬
‫يقول تعال منبها على التفكر ف ملوقاته الدالة على وجوده وانفراده بلقها‪ ,‬وأنه ل إله‬
‫غيه ول رب سواه‪ ,‬فقال {أول يتفكروا ف أنفسهم} يعن به النظر والتدبر والتأمل للق‬
‫ال الشياء مطن العال العلوي والسطفلي ومطا بينهمطا مطن الخلوقات التنوعطة والجناس‬
‫الختلفة‪ ,‬فيعلموا أنا ما خلقت سدى ول باطلً بل بالق‪ ,‬وأنا مؤجلة إل أجل مسمى‬
‫و هو يوم القيا مة‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وإِن كثيا من الناس بلقاء رب م لكافرون} ث نبه هم‬
‫على صدق ر سله في ما جاؤوا به ع نه‪ ,‬ب ا أيد هم من العجزات والدلئل الواضحات من‬
‫إهلك مطن كفطر بمط وناة مطن صطدقهم‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬أول يسطيوا فط الرض} أي‬
‫بأفهام هم وعقول م ونظر هم و ساع أخبار الاض ي‪ ,‬ولذا قال {فينظروا ك يف كان عاق بة‬
‫الذ ين من قبل هم كانوا أ شد من هم قوة} أي كا نت ال مم الاض ية والقرون ال سالفة أ شد‬
‫من كم أي ها البعوث إلي هم م مد صلى ال عل يه و سلم وأك ثر أموالً وأولدا‪ ,‬و ما أوتي تم‬
‫معشار مطا أوتوا‪ ,‬ومكنوا فط الدنيطا تكينا ل تبلغوا إليطه وعمروا فيهطا أعمارا طوالً‪,‬‬
‫فعمرو ها أك ثر من كم‪ ,‬وا ستغلوها أك ثر من ا ستغللكم‪ ,‬و مع هذا فل ما جاءت م ر سلهم‬

‫‪539‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بالبينات وفرحوا با أوتوا‪ ,‬أخذهم ال بذنوبم وما كان لم من ال من واق‪ ,‬ول حالت‬
‫أموالمط ول أولدهطم بينهطم وبيط بأس ال‪ ,‬ول دفعوا عنهطم مثقال ذرة‪ ,‬ومطا كان ال‬
‫ليظلم هم في ما أ حل ب م من العذاب والنكال {ول كن كانوا أنف سهم يظلمون} أي وإن ا‬
‫أوتوا مطن أنفسطهم حيطث كذبوا بآيات ال واسطتهزؤوا باط‪ ,‬ومطا ذاك إل بسطبب ذنوبمط‬
‫السطالفة وتكذيبهطم التقدم‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ثط كان عاقبطة الذيطن أسطاءوا السطوأى أن‬
‫كذبوا بآيات ال وكانوا با يستهزءون} كما قال تعال‪{ :‬ونقلب أفئدتم وأبصارهم كما‬
‫ط زاغوا أزاغ ال‬ ‫ل يؤمنوا بطه أول مرة ونذرهطم فط طغيانمط يعمهون} وقال تعال‪{ :‬فلم ا‬
‫قلوبم} وقال تعال‪{ :‬فإن تولوا فاعلم أنا يريد ال أن يصيبهم ببعض ذنوبم} وعلى هذا‬
‫تكون ال سوأى من صوبة مفعولً ل ساؤوا‪ ,‬وق يل بل الع ن ف ذلك { ث كان عاق بة الذ ين‬
‫أسطاؤوا السطوأى} أي كانطت السطوأى عاقبتهطم لنمط كذبوا بآيات ال وكانوا باط‬
‫يستهزئون‪ .‬فعلى هذا تكون السوأى منصوبة خب كان‪ ,‬هذا توجيه ابن جرير‪ ,‬ونقله عن‬
‫ابن عباس وقتادة‪ ,‬ورواه ابن أب حات عنهما وعن الضحاك بن مزاحم‪ ,‬وهو الظاهر ط‬
‫ططططططتهزئون}‪.‬‬ ‫طططططط يسط‬ ‫طططططط لقوله {وكانوا باط‬ ‫وال أعلم طط‬

‫ج ِرمُو نَ *‬ ‫س الْمُ ْ‬‫خلْ قَ ثُ ّم ُيعِيدُ ُه ثُ مّ إَِليْ هِ تُ ْر َجعُو نَ * َوَيوْ مَ َتقُو ُم ال سّا َع ُة ُيبْلِ ُ‬
‫** اللّ ُه َيبْ َدأُ الْ َ‬
‫وَلَ ْم َيكُن ّل ُه ْم مّن شُرَكَآِئهِ ْم ُشفَعَا ُء وَكَانُوْا بِشُرَكَآِئهِمْ كَافِرِينَ * َوَيوْ َم َتقُو ُم السّا َعةُ َي ْو َمئِذٍ‬
‫حبَرُو نَ * َوأَمّا الّذِي نَ‬ ‫ض ٍة يُ ْ‬
‫َيتَفَرّقُو نَ * َفأَمّا الّذِي نَ آ َمنُواْ َوعَمِلُوْا ال صّالِحَاتِ َفهُ مْ فِي َروْ َ‬
‫حضَرُونططَ‬ ‫ط مُ ْ‬ ‫َكفَرُواْ وَكَ ّذبُواْ بِآيَاتِنَططا وَِلقَآ ِء الَخِ َرةِ َفُأوْلَـططئِكَ فِططي اْلعَذَابط ِ‬
‫يقول تعال‪ { :‬ال يبدأ اللق ثط يعيده} أي كمطا هطو قادر على بداءتطه فهطو قادر على‬
‫إعادته {ث إليه ترجعون} أي يوم القيامة‪ ,‬فيجازي كل عامل بعمله‪ .‬ث قال {ويوم تقوم‬
‫الساعة يبلس الجرمون} قال ابن عباس‪ :‬ييأس الجرمون‪ ,‬وقال ماهد‪ :‬يفتضح الجرمون‪,‬‬
‫و ف روا ية يكتئب الجرمون {ول ي كن ل م من شركائ هم شفعاء} أي ما شف عت في هم‬
‫الَلة الت كانوا يعبدونا من دون ال تعال وكفروا بم وخانوهم أحوج ما كانوا إليهم‪.‬‬
‫ثط قال تعال‪{ :‬ويوم تقوم السطاعة يومئذ يتفرقون} قال قتادة‪ :‬هطي وال الفرقطة التط ل‬
‫اجتماع بعدها‪ ,‬يعن أنه إذا رفع هذا إل عليي وخفض هذا إل أسفل سافلي‪ ,‬فذلك آخر‬

‫‪540‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫العهطد بينهمطا‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬فأمطا الذيطن آمنوا وعملوا الصطالات فهطم فط روضطة‬
‫يبون} قال ماهد وقتادة‪ :‬ينعمون‪ .‬وقال يي بن أب كثي‪ :‬يعن ساع الغناء والبة أعم‬
‫مططططططططططططططططططططططططططن هذا كله‪ ,‬قال العجاج‪:‬‬
‫فالمطططد ل الذي أعططططى البطططموال القططط إن الول شكطططر)‬

‫صبِحُونَ * وَلَ ُه الْحَمْدُ فِي ال سّمَاوَاتِ وَالرْ ضِ‬ ‫سبْحَانَ اللّ هِ حِيَ تُمْ سُونَ َوحِيَ تُ ْ‬
‫** فَ ُ‬
‫ت مِ َن الْحَ ّي َويُحْيِي‬
‫ج الْ َميّ َ‬
‫ت َويُخْ ِر ُ‬
‫ج الْحَ يّ مِ َن الْ َميّ ِ‬
‫َوعَشِيّا وَحِيَ تُ ْظهِرُو نَ * يُخْ ِر ُ‬
‫خرَجُونططططططَ‬ ‫ط تُ ْ‬
‫طططططا وَكَذَلِكططططط َ‬ ‫الرْضططططططَ َبعْ َد َم ْوتِهَط‬
‫هذا تسطبيح منطه تعال لنفسطه القدسطة‪ ,‬وإرشاد لعباده إل تسطبيحه وتميده فط هذه‬
‫الوقات التعاق بة الدالة على كمال قدر ته وعظ يم سلطانه ع ند ال ساء‪ ,‬و هو إقبال الل يل‬
‫بظل مه‪ ,‬وع ند ال صباح و هو إ سفار النهار عن ضيائه‪ .‬ث اعترض بمده منا سبة للت سبيح‬
‫وهو التحميد‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬وله المد ف السموات والرض} أي هو الحمود على ما‬
‫خلق ف ال سموات والرض‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬وعشيا وح ي تظهرون} فالعشاء هو شدة‬
‫الظلم‪ ,‬والظهار قوة الضياء‪ ,‬فسطبحان خالق هذا وهذا‪ ,‬فالق الصطباح‪ ,‬وجاعطل الليطل‬
‫سكنا‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬والنهار إذا جلها * والليل إذا يغشاها} وقال تعال‪{ :‬والليل إذا‬
‫يغشطى * والنهار إذا تلى} وقال تعال‪{ :‬والض حى والل يل إذا سجى} والَيات ف هذا‬
‫كثية‪.‬‬
‫وقال المام أح د‪ :‬حدث نا ح سن‪ ,‬حدث نا ا بن لي عة‪ ,‬حدث نا زبّان بن فائد عن سهل بن‬
‫معاذ بن أنس الهن عن أبيه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال «أل أخبكم ل‬
‫سى ال إبراهيم خليله الذي وف ؟ لنه كان يقول كلما أصبح وكلما أمسى‪ :‬سبحان ال‬
‫حي تسون وحي تصبحون‪ ,‬وله المد ف السموات والرض وعشيا وحي تظهرون»‬
‫وقال الطبان‪ :‬حدثنا مطلب بن شعيب الزدي‪ ,‬حدثنا عبد ال بن صال‪ ,‬حدثن الليث‬
‫بن سعيد بن ممد بن عبد الرحن بن البيلمان عن أبيه‪ ,‬عن عبد ال بن عباس عن رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم قال «و من قال ح ي ي صبح سبحان ال ح ي ت سون وح ي‬
‫تصبحون‪ ,‬وله المد ف السموات والرض وعشيا وحي تظهرون‪ ,‬الَية بكمالا أدرك ما‬

‫‪541‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فاته ف يومه‪ ,‬ومن قالا حي يسي أدرك ما فاته ف ليلته» إسناد جيد ورواه أبو داود ف‬
‫ططططططططططططططططططططططططططططططططططننه‪..‬‬ ‫سط‬
‫وقوله تعال‪{ :‬يرج الي من اليت ويرج اليت من الي} هو ما نن فيه من قدرته‬
‫على خلق الشياء التقابلة‪ ,‬وهذه الَيات التتابعة الكرية كلها من هذا النمط‪ ,‬فإنه يذكر‬
‫فيها خلقه الشياء وأضدادها‪ ,‬ليدل خلقه على كمال قدرته‪ ,‬فمن ذلك إخراج النبات من‬
‫الب والب من النبات‪ ,‬والبيض من الدجاج والدجاج من البيض‪ ,‬والنسان من النطفة‬
‫والنطفة من النسان‪ ,‬والؤمن من الكافر والكافر من الؤمن وقوله تعال‪{ :‬وييي الرض‬
‫بعد موتا} كقوله تعال‪{ :‬وآية لم الرض اليتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون‬
‫ط إل قوله ط وفجر نا في ها من العيون} وقال تعال‪{ :‬وترى الرض هامدة فإذا أنزل نا‬
‫عليها الاء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بيج ط إل قوله ط وأن ال يبعث من ف‬
‫القبور} وقال تعال‪{ :‬وهطو الذي يرسطل الرياح بشرا بيط يدي رحتطه حتط إذا أقلت‬
‫سطحابا ثقالً طط إل قوله طط لعلكطم تذكرون} ولذا قال ههنطا {وكذلك ترجون}‪.‬‬

‫** َومِ ْن آيَاتِ هِ أَ نْ َخَل َقكُ مْ مّن تُرَا بٍ ثُ مّ ِإذَآ أَنتُ ْم بَشَ ٌر تَنتَشِرُو نَ * َومِ ْن آيَاتِ هِ أَ نْ خَلَ قَ َلكُم‬
‫س ُكنُ َواْ إِلَيْهَا َو َجعَ َل َبيْنَكُم ّموَ ّد ًة وَرَ ْح َمةً إِ نّ فِي ذَلِ كَ َليَا تٍ ّل َقوْ مٍ‬
‫سكُمْ أَ ْزوَاجا ّلتَ ْ‬‫مّ نْ أَنفُ ِ‬
‫َيتَ َفكّرُونطططططططططططططططططططططططططططططططططَ‬
‫يقول تعال‪{ :‬و من آيا ته} الدالة على عظم ته وكمال قدر ته‪ ,‬أ نه خلق أبا كم آدم من‬
‫تراب { ث إذا أن تم ب شر تنتشرون} فأ صلكم من تراب ث من ما ٍء مه ي‪ ,‬ث ت صور فكان‬
‫علقة ث مضغة‪ ,‬ث صار عظاما شكله على شكل النسان‪ ,‬ث كسا ال تلك العظام لما‪,‬‬
‫ث ن فخ ف يه الروح فإذا هو سيع ب صي‪ ,‬ث خرج من ب طن أ مه صغيا ضع يف القوى‬
‫والر كة‪ ,‬ث كل ما طال عمره تكاملت قواه وحركا ته ح ت آل به الال إل أن صار يب ن‬
‫الدائن والصون‪ ,‬ويسافر ف أقطار القاليم‪ ,‬ويركب مت البحور‪ ,‬ويدور أقطار الرض‪,‬‬
‫ويتكسطب ويمطع الموال‪ ,‬وله فكرة وغور ودهاء ومكطر ورأي وعلم واتسطاع فط أمور‬
‫الدن يا والَخرة كل ب سبه‪ ,‬ف سبحان من أقدر هم و سيهم و سخرهم و صرفهم ف فنون‬
‫العا يش والكا سب‪ ,‬وفاوت بين هم ف العلوم والف كر‪ ,‬وال سن والق بح‪ ,‬والغ ن والف قر‪,‬‬

‫‪542‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وال سعادة والشقاوة‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬و من آيا ته أن خلق كم من تراب ث إذا أن تم ب شر‬
‫تنتشرون}‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا يي بن سعيد وغندر قال‪ :‬حدثنا عوف عن قسامة بن زهي‬
‫عن أ ب مو سى قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «إن ال خلق آدم من قب ضة‬
‫قبضهطا مطن جيطع الرض‪ ,‬فجاء بنطو آدم على قدر الرض‪ ,‬جاء منهطم البيطض والحرط‬
‫والسطود وبيط ذلك‪ ,‬والبطيث والطيطب‪ ,‬والسطهل والزن وبيط ذلك» ورواه أبطو داود‬
‫والترمذي من طرق عن عوف العرا ب به‪ .‬وقال الترمذي‪ :‬هذا حد يث ح سن صحيح‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا} أي خلق لكم من جنسكم‬
‫إناثا ي كن لكمأزواجا {لت سكنوا إلي ها} ك ما قال تعال‪ { :‬هو الذي خلق كم من ن فس‬
‫واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها} يعن بذلك حواء‪ ,‬خلقها ال من آدم من ضلعه‬
‫القصر اليسر‪ ,‬ولو أنه تعال جعل بن آدم كلهم ذكورا وجعل إناثهم من جنس آخر إما‬
‫من جان أو حيوان‪ ,‬لا حصل هذا الئتلف بينهم وبي الزواج‪ ,‬بل كانت تصل نفرة لو‬
‫كانت الزواج من غي النس‪ ,‬ث من تام رحته ببن آدم أن جعل أزواجهم من جنسهم‪,‬‬
‫وج عل بينهم وبين هن مودة و هي الحبة‪ ,‬ورحة و هي الرأ فة‪ ,‬فإن الر جل ي سك الرأة إن ا‬
‫لحبته لا أو لرحة با بأن يكون لا منه ولد‪ ,‬أو متاجة إليه ف النفاق أو لللفة بينهما‬
‫وغيططططططططط ذلك {إن فططططططططط ذلك لَيات لقوم يتفكرون}‪.‬‬

‫سَنتِكُ ْم َوأَْلوَاِنكُ مْ إِ نّ فِي ذَلِ كَ َليَا ٍ‬


‫ت‬ ‫ض وَا ْخِتلَ فُ أَلْ ِ‬
‫** َومِ ْن آيَاتِ هِ خَ ْل ُق ال سّمَاوَاتِ وَالرْ ِ‬
‫لّ ْلعَالَ ِميَ * َومِ ْن آيَاتِهِ َمنَا ُمكُم بِالّْليْ ِل وَالّنهَا ِر وَابِْتغَآؤُكُمْ مّن َفضْلِهِ إِنّ فِي ذَلِكَ َليَاتٍ ّل َقوْمٍ‬
‫يَسطططططططططططططططططططططططططططططططططْ َمعُونَ‬
‫يقول تعال‪{ :‬و من آيا ته} الدالة على قدر ته العظي مة {خلق ال سموات والرض} أي‬
‫خلق ال سموات ف ارتفاع ها وات ساعها‪ ,‬و سقوف أجرام ها‪ ,‬وزهارة كواكب ها ونوم ها‬
‫الثوا بت وال سيارات‪ ,‬والرض ف انفاض ها وكثافت ها‪ ,‬و ما في ها من جبال وأود ية وبار‪,‬‬
‫وقفار وحيوان وأشجار‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬واختلف ألسطنتكم} يعنط اللغات‪ ,‬فهؤلء بلغطة‬
‫العرب‪ ,‬وهؤلء تتطر لمط لغطة أخرى‪ ,‬وهؤلء كرج‪ ,‬وهؤلء روم‪ ,‬وهؤلء فرنطج وهؤلء‬

‫‪543‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بربر‪ ,‬وهؤلء تكرور‪ ,‬وهؤلء حبشطة‪ ,‬وهؤلء هنود‪ ,‬وهؤلء عجطم‪ ,‬وهؤلء صطقالبة‪,‬‬
‫وهؤلء خزر‪ ,‬وهؤلء أر من‪ ,‬وهؤلء أكراد‪ ,‬إل غ ي ذلك م ا ل يعل مه إل ال تعال من‬
‫اختلف لغات بن آدم واختلف ألوانم وهي حلهم‪ ,‬فجميع أهل الرض بل أهل الدنيا‬
‫منطذ خلق ال آدم إل قيام السطاعة كطل له عينان وحاجبان وأنطف وجطبي وفطم وخدان‪,‬‬
‫وليس يشبه واحد منهم الَخر‪ ,‬بل ل بد أن يفارقه بشيء من السمت أو اليئة أو الكلم‬
‫ظاهرا كان أو خفيا يظ هر ع ند التأ مل‪ ,‬كل و جه من هم أ سلوب بذا ته وهيئ ته ل تش به‬
‫أخرى‪ ,‬ولو توافق جاعة ف صفة من جال أو قبح ل بد من فارق بي كل واحد منهم‬
‫وبي الَخر {إن ف ذلك لَيات للعالي * ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من‬
‫فضله} أي و من الَيات ما ج عل ال من صفة النوم ف الل يل والنهار‪ ,‬ف يه ت صل الرا حة‬
‫وسطكون الركطة وذهاب الكلل والتعطب‪ .‬وجعطل لكطم النتشار والسطعي فط السطباب‬
‫والسطفار فط النهار وهذا ضطد النوم {إن فط ذلك لَيات لقوم يسطمعون} أي يعون‪.‬‬
‫قال ال طبان‪ :‬حدث نا حجاج بن عمران ال سدوسي‪ ,‬حدث نا عمرو بن ال صي العقيلي‪,‬‬
‫حدثنا ممد بن عبد ال بن علثة‪ ,‬حدثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان‪ ,‬سعت عبد‬
‫اللك بن مروان يدث عن أب يه عن ز يد بن ثا بت ر ضي ال ع نه قال‪ :‬أ صابن أرق من‬
‫الليل‪ ,‬فشكوت ذلك إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال {قل اللهم غارت النجوم‪,‬‬
‫وهدأت العيون‪ ,‬وأنت حي قيوم يا حي يا قيوم‪ ,‬أن عين وأهدىء ليلي} فقلتها‪ ,‬فذهب‬
‫عنططططططططططططططططططططططططططططططططططط‪.‬‬

‫ض َبعْ َد‬
‫** َومِ ْن آيَاتِ ِه يُرِيكُ ُم اْلبَرْ قَ َخوْفا َوطَمَعا َويُنَ ّز ُل مِ َن ال سّمَآ ِء مَآءً َفيُحْيِي بِ هِ الرْ َ‬
‫ض ِبأَمْرِهِ ثُمّ إِذَا‬
‫َموِْتهَا إِنّ فِي ذَلِكَ َليَاتٍ ّل َقوْمٍ َي ْعقِلُونَ * َومِ ْن آيَاتِهِ أَن َتقُو َم السّمَآ ُء وَالرْ ُ‬
‫خرُجُونططططَ‬ ‫ط تَ ْ‬
‫َدعَاكُمططططْ َد ْعوَ ًة مّنططططَ الرْضططططِ ِإذَآ أَنتُمططط ْ‬
‫يقول تعال‪{ :‬ومن آياته} الدالة على عظمته أنه {يريكم البق خوفا وطمعا} أي تارة‬
‫تافون ما يدث بعده من أمطار مزعجة وصواعق متلفة‪ ,‬وتارة ترجون وميضه وما يأت‬
‫بعده من الطر الحتاج إليه‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وينل من السماء ماء فيحيي به الرض بعد‬
‫موتا} أي بعد ما كانت هامدة ل نبات فيها ول شيء‪ ,‬فلما جاءها الاء {اهتزت وربت‬

‫‪544‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وأنبتت من كل زوج بيج} وف ذلك عبة ودللة واضحة على العاد وقيام الساعة‪ ,‬ولذا‬
‫قال {إن فط ذلك لَيات لقوم يعقلون} ثط قال تعال‪{ :‬ومطن آياتطه أن تقوم السطماء‬
‫والرض بأمره} كقوله تعال‪{ :‬ويسطك السطماء أن تقطع على الرض إل بإذنطه} وقوله‬
‫{إن ال يسك السموات والرض أن تزول}‪ .‬وكان عمر بن الطاب رضي ال عنه إذا‬
‫اجت هد ف اليم ي يقول‪ :‬ل والذي تقوم ال سماء والرض بأمره‪ ,‬أي هي قائ مة ثاب تة بأمره‬
‫لاط وتسطخيه إياهطا‪ ,‬ثط إذا كان يوم القيامطة بدلت الرض غيط الرض والسطموات‪,‬‬
‫وخر جت الموات من قبور ها أحياء بأمره تعال ودعائه إيا هم‪ ,‬ولذا قال تعال‪ { :‬ث إذا‬
‫دعا كم دعوة من الرض إذا أن تم ترجون} ك ما قال تعال‪{ :‬يوم يدعو كم فت ستجيبون‬
‫بمده وتظنون إن لبثتطم إل قليلً} وقال تعال‪{ :‬فإناط هطي زجرة واحدة * فإذا هطم‬
‫بالسطاهرة} وقال تعال‪{ :‬إن كانطت إل صطيحة واحدة فإذا هطم جيطع لدينطا مضرون}‪.‬‬

‫خلْ َق ثُ ّم ُيعِيدُ ُه َو ُهوَ‬


‫** وَلَ ُه مَن فِي السّمَاوَاتِ وَالرْضِ كُلّ لّهُ قَاِنتُونَ * وَ ُه َو الّذِي َيبْ َدأُ الْ َ‬
‫حكِيمطُ‬ ‫ط وَلَهطُ الْ َمثَلُ العَْلىَ فِطي السطّمَاوَاتِ وَالرْضطِ َو ُه َو الْعَزِي ُز الْ َ‬ ‫ط عََليْه ِ‬
‫َأهْوَن ُ‬
‫يقول تعال‪{ :‬وله من ف ال سموات والرض} أي مل كه و عبيده { كل له قانتون} أي‬
‫خاضعون خاشعون طوعا وكرها‪ .‬وف حديث دراج عن أب اليثم عن أب سعيد مرفوعا‬
‫«كل حرف ف القرآن يذكر فيه القنوت فهو الطاعة» وقوله {وهو الذي يبدأ اللق ث‬
‫يعيده وهو أهون عليه} قال ابن أب طلحة عن ابن عباس‪ :‬يعن أيسر عليه‪ ,‬وقال ماهد‪:‬‬
‫العادة أهون عليطه مطن البداءة‪ ,‬والبداءة عليطه هينطة‪ ,‬وكذا قال عكرمطة وغيه وروى‬
‫البخاري‪ :‬حدثنا أبو اليمان‪ :‬أخبنا شعيب‪ ,‬أخبنا أبو الزناد عن العرج عن أ ب هريرة‬
‫رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم «قال ال كذبن ابن آدم ول يكن له ذلك‪,‬‬
‫وشتمن ول يكن له ذلك‪ ,‬فأما تكذيبه إياي فقوله لن يعيدن كما بدأن وليس أول اللق‬
‫بأهون علي من إعادته‪ ,‬وأما شتمه إياي فقوله اتذ ال ولدا‪ ,‬وأنا الحد الصمد الذي ل‬
‫يلد ول يولد ول ي كن له كفوا أ حد» انفرد بإخرا جه البخاري‪ ,‬ك ما انفرد برواي ته أيضا‬
‫من حديث عبد الرزاق عن معمر عن هام عن أب هريرة به‪ .‬وقد رواه المام أحد منفردا‬

‫‪545‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫به عن حسن بن موسى عن ابن ليعة‪ :‬حدثنا أبو يونس سليم بن جبي عن أب هريرة عن‬
‫طططططلم بنحوه أو مثله‪.‬‬ ‫طططططه وسط‬ ‫طططططلى ال عليط‬ ‫طططططب صط‬ ‫النط‬
‫وقال آخرون‪ :‬كلها بالنسبة إل القدرة على السواء‪ .‬وقال العوف عن ابن عباس‪ :‬كل‬
‫عليه هي‪ ,‬وكذا قاله الربيع بن خُثيم‪ ,‬ومال إليه ابن جرير وذكر عليه شواهد كثية‪ ,‬قال‪:‬‬
‫ويتمل أن يعود الضمي ف قوله {وهو أهون عليه} إل اللق‪ ,‬أي وهو أهون على اللق‪.‬‬
‫وقوله {وله ال ثل العلى ف ال سموات والرض} قال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس‬
‫كقوله تعال‪{ :‬ليس كمثله شيء} وقال قتادة‪ :‬مثله أنه ل إله إل هو ول رب غيه‪ ,‬وقال‬
‫مثل هذا ابن جرير‪ ,‬وقد أنشد بعض الفسرين عند ذكر هذه الَية لبعض أهل العارف‪:‬‬
‫طططيم‬ ‫طططه النسط‬ ‫طططفاءوجنب أن يركط‬ ‫طططكن الغديططططر على صط‬ ‫إذا سط‬
‫ترى فيطططططه السطططططماء بل امتراءكذاك الشمطططططس تبدو والنجوم‬
‫طططططم‬ ‫طططططفوها ال العظيط‬ ‫ططططط صط‬ ‫كذاك قلوب أرباب التجلييى فط‬
‫و هو العز يز الذي ل يغالب ول يا نع بل قد غلب كل ش يء‪ ,‬وق هر كل ش يء بقدر ته‬
‫و سلطانه‪ ,‬الك يم ف أقواله وأفعاله شرعا وقدرا‪ ,‬و عن مالك ف تف سيه الروي ع نه عن‬
‫ممططد بططن النكدر فطط قوله تعال‪{ :‬وله الثططل العلى} قال‪ :‬ل إِله إِل ال‪.‬‬

‫ضرَ بَ َلكُ ْم ّمَثلً مّ نْ أَنفُ سِكُ ْم هَلْ ّلكُ ْم مّن مّا مََلكَ تْ َأيْمَانُكُ ْم مّن شُرَكَآءَ فِي مَا‬ ‫** َ‬
‫ك ُنفَصّ ُل ا َليَاتِ ِل َقوْ ٍم َيعْقِلُونَ‬
‫سكُمْ َكذَلِ َ‬
‫رَزَ ْقنَاكُمْ َفأَنتُمْ فِيهِ َسوَآ ٌء تَخَافُوَنهُمْ كَخِي َفتِكُمْ أَنفُ َ‬
‫* بَ ِل اّتبَعَ الّذِي َن ظََل ُموَاْ َأ ْهوَآءَهُ ْم ِب َغيْ ِر عِلْمٍ َفمَن َيهْدِي مَنْ أَضَلّ اللّ ُه َومَا َلهُ ْم مّن نّاصِرِينَ‬
‫هذا مثل ضربه ال تعال للمشركي به‪ ,‬العابدين معه غيه‪ ,‬الاعلي له شركاء وهم مع‬
‫ذلك معترفون أن شركاءه من ال صنام والنداد عب يد له‪ ,‬ملك له‪ ,‬ك ما كانوا ف تلبيت هم‬
‫يقولون‪ :‬لب يك ل شر يك لك إل شريكا هو لك‪ ,‬تل كه و ما ملك‪ .‬فقال تعال‪{ :‬ضرب‬
‫لكم مثلً من أنفسكم} أي تشهدونه وتفهمونه من أنفسكم {هل لكم ما ملكت أيانكم‬
‫من شركاء فيما رزقناكم فأنتم فيه سواء} أي يرتضي أحدكم أن يكون عبده شريكا له‬
‫ف ماله فهو وهو فيه على السواء {تافونم كخيفتكم أنفسكم} أي تافون أن يقاسوكم‬
‫الموال‪ .‬قال أبو ملز‪ :‬إن ملوكك ل تاف أن يقاسك مالك‪ ,‬وليس له ذاك‪ ,‬كذلك ال‬

‫‪546‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ل شر يك له‪ ,‬والع ن إن أحد كم يأ نف من ذلك‪ ,‬فك يف تعلون ل النداد من خل قه ؟‬
‫وهذا كقوله تعال‪{ :‬ويعلون ل ما يكرهون} أي من البنات حيث جعلوا اللئكة الذين‬
‫هم عباد الرحن إناثا‪ ,‬وجعلوها بنات ال‪ ,‬وقد كان أحدهم إذا بشر بالنثى ظل وجهه‬
‫مسودا وهو كظيم‪ ,‬يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيسكه على هون‪ ,‬أم يدسه ف‬
‫التراب ؟ ف هم يأنفون من البنات‪ ,‬وجعلوا اللئ كة بنات ال‪ ,‬فن سبوا إل يه ما ل يرتضو نه‬
‫لنف سهم‪ ,‬فهذا أغلظ الك فر‪ ,‬وهكذا ف هذا القام جعلوا له شركاء من عطبيده وخل قه‪,‬‬
‫وأحد هم يأ ب غا ية الباء ويأ نف غا ية الن فة من ذلك‪ ,‬أن يكون عبده شري كه ف ماله‬
‫يسططاويه فيططه ولو شاء لقاسططه عليططه تعال ال عططن ذلك علوا كططبيا‪.‬‬
‫قال الططبان‪ :‬حدثنطا ممود بطن الفرج الصطفهان‪ ,‬حدثنطا إسطاعيل بطن عمرو البجلي‪,‬‬
‫حدثنا حاد بن شعيب عن حبيب بن أب ثابت عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال‪:‬‬
‫كان يلب أهل الشرك لبيك اللهم لبيك ل شريك لك إل شريكا هو لك‪ ,‬تلكه وما ملك‪.‬‬
‫فأنزل ال تعال‪{ :‬هل لكم ما ملكت أيانكم من شركاء فيما رزقناكم فأنتم فيه سواء‬
‫تافون م كخيفتكم أنفسكم} ولا كان التنبيه بذا الثل على براءته تعال ونزاهته بطريق‬
‫الول والحرى‪ .‬قال تعال‪{ :‬كذلك نف صل الَيات لقوم يعقلون} ث قال تعال مبينا أن‬
‫الشركي إنا عبدوا غيه سفها من أنفسهم وجهلً {بل اتبع الذين ظلموا} أي الشركون‬
‫{أهواءهم} أي ف عبادتم النداد بغي علم {ف من يهدي من أضل ال} أي فل أحد‬
‫يهديهم إذا كتب ال ضللم {وما لم من ناصرين} أي ليس لم من قدرة ال منقذ ول‬
‫ميطط ول ميططد لمطط عنططه‪ ,‬لنططه مططا شاء كان ومططا ل يشططأ ل يكططن‪.‬‬

‫س عََلْيهَا لَ تَبْدِيلَ ِلخَلْ قِ اللّ هِ ذَلِ َ‬


‫ك‬ ‫** َفأَقِ ْم وَ ْجهَ كَ لِلدّي نِ َحنِيفا فِطْ َرةَ اللّ ِه اّلتِي فَ َط َر النّا َ‬
‫لةَ وَلَ‬‫الدّي نُ الْ َقيّ ُم وَلَ ـكِنّ أَكْثَرَ النّا سِ َل َيعْلَمُو نَ * ُمنِيبِيَ إَِليْ هِ وَاّتقُو ُه َوأَقِيمُوْا ال صّ َ‬
‫ِمط‬
‫ْبط بِمَا لَ َدْيه ْ‬
‫ُمط وَكَانُواْ شِيَعا كُلّ ِحز ٍ‬ ‫ِينط َفرّقُواْ دِيَنه ْ‬
‫ِنط الّذ َ‬ ‫ِنط الْمُشْرِكِيَ * م َ‬ ‫تَكُونُوْا م َ‬
‫فَ ِرحُونططططططططططططططططططططططططططططططططططَ‬
‫يقول تعال‪ :‬فسطدد وجهطك واسطتمر على الديطن الذي شرعطه ال لك مطن النيفيطة ملة‬
‫إبراهيطم‪ ,‬الذي هداك ال لاط وكملهطا لك غايطة الكمال‪ ,‬وأنطت مطع ذلك لزم فطرتطك‬

‫‪547‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫السليمة الت فطر ال اللق عليها‪ ,‬فإنه تعال فطر خلقه على معرفته وتوحيده وأنه ل إله‬
‫غيه‪ ,‬ك ما تقدم ع ند قوله تعال‪{ :‬وأشهد هم على أنف سهم أل ست برب كم ؟ قالوا بلى}‪.‬‬
‫و ف الد يث «إ ن خل قت عبادي حنفاء‪ ,‬فاجتالت هم الشياط ي عن دين هم» و سنذكر ف‬
‫الحاديطث أن ال تعال فططر خلقطه على السطلم‪ ,‬ثط طرأ على بعضهطم الديان الفاسطدة‬
‫كاليهوديططططططططة والنصططططططططرانية والجوسططططططططية‪.‬‬
‫طم‪ :‬معناه ل تبدلوا خلق ال فتغيوا الناس‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ل تبديلٍ للق ال} قال بعضهط‬
‫عن فطرتم الت فطرهم ال عليها‪ ,‬فيكون خبا بعن الطلب‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬ومن دخله‬
‫كان آم نا} و هو مع ن ح سن صحيح‪ ,‬وقال آخرون‪ :‬هو خب على با به ومعناه أ نه تعال‬
‫ساوى ب ي خل قه كل هم ف الفطرة على البلة ال ستقيمة‪ ,‬ل يولد أ حد إل على ذلك‪ ,‬ول‬
‫تفاوت بي الناس ف ذلك‪ .‬ولذا قال ابن عباس وإبراهيم النخعي وسعيد بن جبي وماهد‬
‫وعكر مة وقتادة والضحاك وا بن ز يد ف قوله {ل تبد يل للق ال} أي لد ين ال‪ ,‬وقال‬
‫البخاري‪ :‬قوله {ل تبديل للق ال} لدين ال‪ ,‬خلق الولي دين الولي‪ ,‬الدين والفطرة‬
‫السططططططططططططططططططططططططططططططططططلم‪.‬‬
‫حدث نا عبدان‪ :‬أخب نا ع بد ال أخب نا يو نس عن الزهري‪ ,‬أ خبن أ بو سلمة بن ع بد‬
‫الرحن أن أبا هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «ما من مولود يولد إل على‬
‫الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يجسانه‪ ,‬كما تنتج البهيمة بيمة جعاء‪ ,‬هل تسون‬
‫فيها من جدعاء ؟» ث يقول «فطرة ال الت فطر الناس عليها ل تبديل للق ال ذلك الدين‬
‫القيم» ورواه مسلم من حديث عبد ال بن وهب عن يونس بن يزيد اليلي عن الزهري‬
‫به‪ ,‬وأخرجاه أيضا من حديث عبد الرزاق عن معمر عن هام عن أب هريرة رضي ال عنه‬
‫عن النب صلى ال عليه وسلم وف معن هذا الديث قد وردت أحاديث عن جاعة من‬
‫طططي‪.‬‬ ‫طططريع التميمط‬ ‫طططن سط‬ ‫طططود بط‬ ‫طططم السط‬ ‫طططحابة‪ ,‬فمنهط‬ ‫الصط‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا إساعيل‪ ,‬حدثنا يونس عن السن عن السود بن سريع قال‪:‬‬
‫أتيت رسول ال صلى ال عليه وسلم وغزوت معه فأصبت ظهرا‪ ,‬فقتل الناس يومئذ حت‬
‫قتلوا الولدان‪ ,‬فبلغ ذلك رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم فقال «مطا بال أقوام جاوزهطم‬
‫القتل اليوم حت قتلوا الذرية ؟» فقال رجل‪ :‬يا رسول ال أما هم أبناء الشركي ؟ فقال‬

‫‪548‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫«ل إنا خياركم أبناء الشركي ط ث قال ط ل تقتلوا ذرية‪ ,‬لتقتلوا ذرية ط وقال ط‬
‫كل نسمة تولد على الفطرة حت يعرب عنها لسانا‪ ,‬فأبواها يهودانا أو ينصرانا» ورواه‬
‫النسائي ف كتاب السي عن زياد بن أيوب عن هشيم‪ ,‬عن يونس وهو ابن عبيد بن السن‬
‫ططططططططططططططططه‪.‬‬ ‫ططططططططططططططططري بط‬ ‫البصط‬
‫ومنهم جابر بن عبد ال النصاري‪ .‬قال المام أحد‪ :‬حدثنا هاشم‪ ,‬حدثنا أبو جعفر عن‬
‫الربيع بن أنس عن السن عن جابر بن عبد ال قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫«كل مولود يولد على الفطرة حت يعرب عنه لسانه‪ ,‬فإذا عب عنه لسانه إما شاكرا وإما‬
‫كفورا»‪.‬‬
‫ومن هم ع بد ال بن عباس الاش ي‪ .‬قال المام أح د‪ :‬حدث نا عفان‪ ,‬حدث نا أ بو عوا نة‪,‬‬
‫حدثنا أبو بشر عن سعيد بن جبي عن ابن عباس رضي ال عنهما أن رسول ال صلى ال‬
‫عليطه وسطلم سطئل عطن أولد الشركيط‪ ,‬فقال «ال أعلم باط كانوا عامليط إذ خلقهطم»‬
‫أخرجاه ف الصحيحي من حديث أب بشر جعفر بن إياس اليشكري عن سعيد بن جبي‬
‫عطططططططططططططن ابطططططططططططططن عباس مرفوعا بذلك‪.‬‬
‫وقد قال المام أحد أيضا‪ :‬حدثنا عفان حدثنا حاد يعن ابن سلمة‪ ,‬أنبأنا عمار بن أب‬
‫عمار عن ا بن عباس قال‪ :‬أ تى علي زمان وأ نا أقول‪ :‬أولد ال سلمي مع أولد ال سلمي‪,‬‬
‫وأولد الشركي مع الشركي‪ ,‬حت حدثن فلن عن فلن أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسطلم سطئل عنهطم‪ ,‬فقال «ال أعلم باط كانوا عامليط»‪ .‬قال‪ :‬فلقيطت الرجطل فأخطبن‪,‬‬
‫فأمسطططططططططططططططكت عطططططططططططططططن قول‪.‬‬
‫ومنهم عياض بن حار الجاشعي‪ .‬قال المام أحد‪ :‬حدثنا يي بن سعيد‪ ,‬حدثنا هشام‬
‫حدث نا قتادة عن مطرف عن عياض بن حار أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم خ طب‬
‫ذات يوم‪ ,‬فقال ف خطبته «إن رب عز وجل أمرن أن أعلمكم ما جهلتم ما علمن ف‬
‫يو مي هذا‪ :‬كل ما نل ته عبادي حلل‪ ,‬وإِ ن خل قت عبادي حنفاء كل هم‪ ,‬وإِن م أتت هم‬
‫الشياطي فأضلتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لم‪ ,‬وأمرتم أن يشركوا ب ما ل‬
‫أنزل به سلطانا‪ ,‬ث إن ال عز وجل نظر إل أهل الرض فمقتهم عربم وعجمهم إل بقايا‬
‫من أ هل الكتاب‪ ,‬وقال‪ :‬إن ا بعث تك لبتل يك وأبتلي بك‪ ,‬وأنزلت عل يك كتابا ل يغ سله‬

‫‪549‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الاء‪ ,‬تقرؤه نائما ويقظان‪ :‬ث إن ال أمر ن أن أحرق قريشا‪ ,‬فقلت‪ :‬يارب إذا يثلغ رأسي‬
‫فيد عه خبزة‪ ,‬قال‪ :‬ا ستخرجهم ك ما ا ستخرجوك‪ ,‬واغز هم نغزك‪ ,‬وأن فق علي هم ف سننفق‬
‫عليك‪ ,‬وابعث جيشا نبعث خسة مثله‪ ,‬وقاتل بن أطاعك من عصاك ط قال ط‪ :‬وأهل‬
‫ال نة ثل ثة ذو سلطان مق سط مت صدق مو فق‪ ,‬ور جل رح يم رق يق القلب ل كل ذي قر ب‬
‫ومسلم‪ ,‬ورجل عفيف فقي متصدق وأهل النار خسة‪ :‬الضعيف الذي ل زبر له الذين هم‬
‫فيكطم تبطع ل يبتغون أهلً ول مالً‪ ,‬والائن الذي ل يفطى له طمطع وإن دق إل خانطه‪,‬‬
‫ورجل ل يصبح ول يسي إل وهو يادعك عن أهلك ومالك» وذكر البخيل أو الكذاب‬
‫والشنظيطط‪ :‬الفحاش‪ .‬انفرد بإخراجططه مسططلم‪ ,‬فرواه مططن طرق عططن قتادة بططه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ذلك الدين القيم} أي التمسك بالشريعة والفطرة السليمة هو الدين القيم‬
‫الستقيم {ولكن أكثر الناس ل يعلمون} أي فلهذا ل يعرفه أكثر الناس‪ ,‬فهم عنه ناكبون‪,‬‬
‫كما قال تعال‪{ :‬وما أكثر الناس ولو حرصت بؤمني} وقال تعال‪{ :‬وإن تطع أكثر من‬
‫ف الرض يضلوك عن سبيل ال} الَ ية‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬من يبي إل يه} قال ا بن ز يد وا بن‬
‫جر يج‪ :‬أي راجع ي إل يه‪{ .‬واتقوه} أي خافوه وراقبوه‪{ ,‬وأقيموا ال صلة} و هي الطا عة‬
‫العظيمة‪{ ,‬ول تكونوا من الشركي} أي بل كونوا من الوحدين الخلصي له العبادة ل‬
‫يريدون با سواه‪ .‬قال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن حيد حدثنا يي بن واضح‪ ,‬حدثنا يوسف بن‬
‫أب إسحاق عن يزيد بن أب مري قال‪ :‬مر عمر رضي ال عنه بعاذ بن جبل فقال‪ :‬ما قوام‬
‫هذه ال مة ؟ قال معاذ‪ :‬ثلث و هن النجيات‪ :‬الخلص و هي الفطرة فطرة ال ال ت ف طر‬
‫الناس علي ها‪ ,‬وال صلة و هي اللة‪ ,‬والطا عة و هي الع صمة‪ ,‬فقال ع مر‪ :‬صدقت‪ .‬حدث ن‬
‫يعقوب‪ ,‬حدثنا ابن علية‪ ,‬حدثنا أيوب عن أب قلبة أن عمر رضي ال عنه قال لعاذ‪ :‬ما‬
‫قوام هذا المطططططططططططططر ؟ فذكطططططططططططططر نوه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب با لديهم فرحون} أي ل‬
‫تكونوا مطن الشركيط الذيطن قطد فرقوا دينهطم أي بدلوه وغيوه‪ ,‬وآمنوا ببعطض وكفروا‬
‫طم‪ ,‬وهؤلء كاليهود‬ ‫طم‪ ,‬أي تركوه وراء ظهورهط‬ ‫طم‪ :‬فارقوا دينهط‬‫طض‪ ,‬وقرأ بعضهط‬
‫ببعط‬
‫والنصارى والجوس وعبدة الوثان وسائر أهل الديان الباطلة ما عدا أهل السلم‪ ,‬كما‬
‫قال تعال‪{ :‬إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم ف شيء إنا أمرهم إل ال}‬

‫‪550‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الَية‪ ,‬فأهل الديان قبلنا اختلفوا فيما بينهم على آراء ومثل باطلة‪ ,‬وكل فرقة منهم تزعم‬
‫أنم على شيء‪ ,‬وهذه لمة أيضا اختلفوا فيما بينهم على نل كلها ضللة إل واحدة وهم‬
‫أهل السنة والماعة‪ ,‬التمسكون بكتاب ال وسنة رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وبا‬
‫كان عليه الصدر الول من الصحابة والتابعي وأئمة السلمي ف قدي الدهر وحديثه‪ ,‬كما‬
‫رواه الاكم ف مستدركه أنه سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن الفرقة الناجية منهم‬
‫ططططططحاب»‪.‬‬ ‫ططططططه وأصط‬ ‫ططططططا عليط‬ ‫ططططططا أنط‬ ‫فقال «مط‬

‫ضرّ َد َع ْواْ َرّبهُ مْ مّنِيبِيَ إَِليْ هِ ثُ مّ ِإذَآ أَذَاَقهُ ْم ّمنْ هُ َرحْ َمةً إِذَا فَرِي ٌق ّمْنهُ ْم‬
‫س النّا سَ ُ‬
‫** َوإِذَا مَ ّ‬
‫ف َتعْلَمُونَ * أَمْ أَنزَْلنَا عََلْيهِمْ سُلْطَانا‬ ‫سوْ َ‬ ‫بِ َرّبهِ ْم يُشْرِكُونَ * ِليَ ْكفُرُواْ بِمَآ آتَْينَاهُمْ َفتَ َمّتعُواْ فَ َ‬
‫صْبهُمْ َسّيَئةٌ‬ ‫َف ُهوَ َيَتكَلّ ُم بِمَا كَانُواْ بِ ِه يُشْرِكُو نَ * َوإِذَآ أَذَ ْقنَا النّا سَ رَحْ َمةً َفرِحُوْا ِبهَا َوإِن تُ ِ‬
‫بِمَا قَ ّدمَ تْ َأيْدِيهِ مْ ِإذَا هُ ْم َي ْقنَطُو نَ * َأوَلَ ْم يَ َر ْواْ أَ نّ اللّ َه َيبْ سُطُ الرّزْ قَ لِمَن يَشَآ ُء َوَيقْدِرُ إِ نّ‬
‫ط ُي ْؤمِنُونطططططَ‬ ‫فِطططططي ذَلِكطططططَ َليَاتطططططٍ ّل َقوْمطططط ٍ‬
‫يقول تعال مبا عن الناس أنم ف حال الضطرار يدعون ال وحده ل شريك له‪ ,‬وأنه‬
‫إذا أ سبغ علي هم الن عم إذا فر يق من هم ف حالة الختيار يشركون بال ويعبدون م عه غيه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ليكفروا با آتيناهم} هي لم العاقبة عند بعضهم‪ ,‬ولم التعليل عند آخرين‪,‬‬
‫ولكنها تعليل لتقييض ال لم ذلك‪ ,‬ث توعدهم بقوله {فسوف تعلمون} قال بعضهم وال‬
‫لو توعد ن حارس درب ل فت م نه‪ ,‬فك يف والتو عد هه نا هو الذي يقول للش يء كن‬
‫فيكون ؟ ث قال منكرا على الشركي فيما اختلقوا فيه من عبادة غيه بل دليل ول حجة‬
‫ول برهان {أم أنزل نا علي هم سلطانا} أي ح جة {ف هو يتكلم} أي ين طق {ب ا كانوا به‬
‫ططن ذلك‪.‬‬ ‫ططء مط‬ ‫طط شيط‬ ‫ططن لمط‬ ‫ططتفهام إنكار‪ ,‬أي ل يكط‬ ‫يشركون} وهذا اسط‬
‫ث قال تعال‪{ :‬وإذا أذقنا الناس رحة فرحوا با‪ ,‬وإن تصبهم سيئة با قدمت أيديهم إذا‬
‫هطم يقطنون} هذا إنكار على النسطان مطن حيطث هطو إل مطن عصطمه ال ووفقطه‪ ,‬فإن‬
‫النسان إذا أصابته نعمة بطر‪ .‬وقال {ذهب السيئات عن إنه لفرح فخور} أي يفرح ف‬
‫نفسه ويفخر على غيه‪ ,‬وإذا أصابته شدة قنط وأيس أن يصل له بعد ذلك خي بالكلية‪.‬‬
‫قال ال تعال‪{ :‬إل الذيطن صطبوا وعملوا الصطالات} أي صطبوا فط الضراء وعملوا‬

‫‪551‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال صالات ف الرخاء‪ .‬ك ما ث بت ف ال صحيح« عجبا للمؤ من ل يق ضي ال له قضاء إل‬
‫كان خيا له‪ ,‬إن أصطابته سطراء شكطر فكان خيا له‪ ,‬وإن أصطابته ضراء صب فكان خيا‬
‫له»‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬أو ل يروا أن ال يبسطط الرزق لنط يشاء ويقدر} أي هطو التصطرف‬
‫الفا عل لذلك بكم ته وعدله‪ ,‬فيو سع على قوم ويض يق على آخر ين {إن ف ذلك لَيات‬
‫لقوم يؤمنون}‪.‬‬

‫سبِيلِ ذَلِ كَ َخيْرٌ ّللّذِي َن ُيرِيدُو نَ َوجْ هَ اللّ ِه‬ ‫ي وَابْ َن ال ّ‬


‫سكِ َ‬ ‫** فَآ تِ ذَا اْلقُ ْرَبىَ َحقّ ُه وَالْمِ ْ‬
‫ل يَ ْربُو عِندَ اللّهِ َومَآ‬
‫َوُأوْلَـئِكَ هُ ُم الْ ُمفْلِحُونَ * َومَآ آَتيْتُ ْم مّن رّبا ّليَ ْرُبوَ فِي َأ ْموَالِ النّاسِ َف َ‬
‫ض ِعفُونَ * اللّ ُه الّذِي َخَلقَكُ ْم ثُمّ رَزََقكُمْ‬ ‫ك هُ ُم الْ ُم ْ‬ ‫آتَْيتُ ْم مّن زَكَا ٍة تُرِيدُونَ وَجْهَ اللّهِ َفُأوْلَـئِ َ‬
‫حيِيكُ ْم هَ ْل مِن شُرَكَآِئكُ مْ مّن َي ْفعَلُ مِن ذَِلكُ ْم مّن شَيْءٍ سُبْحَانَهُ َوَتعَاَلىَ‬ ‫ثُ ّم يُمِيُتكُ ْم ثُ ّم يُ ْ‬
‫طططططططططططططططا يُشْرِكُونططططططططططططططططَ‬ ‫عَمّط‬
‫يقول تعال آمرا بإعطاء {ذي القربط حقطه} أي مطن الب والصطلة‪{ ,‬والسطكي} وهطو‬
‫الذي ل ش يء له ين فق عل يه أو له ش يء ل يقوم بكفاي ته‪{ ,‬وا بن ال سبيل} و هو ال سافر‬
‫الحتاج إل نفقة وما يتاج إليه ف سفره‪{ ,‬ذلك خي للذين يريدون وجه ال} أي النظر‬
‫إليه يوم القيامة وهو الغاية القصوى‪{ ,‬وأولئك هم الفلحون} أي ف الدنيا والَخرة‪ .‬ث‬
‫قال تعال‪{ :‬و ما آتي تم من ر با ليبوا ف أموال الناس فل يربوا ع ند ال} أي من أع طى‬
‫عطية يريد أن يرد عليه الناس أكثر ما أهدى لم‪ ,‬فهذا ل ثواب له عند ال‪ ,‬بذا فسره ابن‬
‫عباس وما هد والضحاك وقتادة وعكر مة وم مد بن ك عب والش عب‪ ,‬وهذا ال صنيع مباح‬
‫وإن كان ل ثواب ف يه‪ ,‬إل أ نه قد ن ى ع نه ر سول ال صلى ال عل يه و سلم خا صة‪ ,‬قاله‬
‫الضحاك‪ ,‬واسطتدل بقوله‪{ :‬ول تنطن تسطتكثر} أي ل تعطط العطاء تريطد أكثطر منطه‪.‬‬
‫وقال ابن عباس‪ :‬الربا رباءان‪ :‬فربا ل يصح‪ ,‬يعن ربا البيع ؟ وربا ل بأس به وهو هدية‬
‫الرجل يريد فضلها‪ ,‬وأضعافها‪ ,‬ث تل هذه الَية {وما آتيتم من ربا ليبوا ف أموال الناس‬
‫فل يربوا عند ال} وإنا الثواب عند ال ف الزكاة‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وما آتيتم من زكاة‬
‫تريدون وجه ال فأولئك هم الضعفون} أي الذين يضاعف ال لم الثواب والزاء‪ .‬كما‬

‫‪552‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جاء ف الصحيح «وما تصدق أحد بعدل ترة من كسب طيب إل أخذها الرحن بيمينه‬
‫فيبي ها ل صاحبها‪ ,‬ك ما ير ب أحد كم فلوّه أو ف صيله ح ت ت صي التمرة أع ظم من أ حد»‪.‬‬
‫وقوله عز وجل‪ { :‬ال الذي خلقكم ث رزقكم} أي هو الالق الرزاق‪ ,‬يرج النسان‬
‫من ب طن أ مه عريانا ل علم له ول سع ول ب صر ول قوة‪ ,‬ث يرز قه ج يع ذلك ب عد ذلك‬
‫والرياش واللباس والال والملك والكا سب‪ .‬ك ما قال المام أح د‪ :‬حدث نا أ بو معاو ية‪,‬‬
‫حدثنا العمش عن سلم أب شرحبيل عن حبة وسواء ابن خالد قال‪ :‬دخلنا على النب‬
‫صطلى ال عليطه وسطلم وهطو يصطلح شيئا فأعناه‪ ,‬فقال «ل تيأسطا مطن الرزق مطا تززت‬
‫رؤوسطكما‪ ,‬فإن النسطان تلده أمطه أحرط ليطس عليطه قشرة‪ ,‬ثط يرزقطه ال عطز وجطل»‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ثط ييتكطم} أي بعطد هذه الياة‪{ ,‬ثط يييكطم} أي يوم القيامطة‪ .‬وقوله‬
‫تعال‪ { :‬هل من شركائكم} أي الذ ين تعبدون م من دون ال { من يف عل من ذل كم من‬
‫ش يء ؟} أي ل يقدر أ حد من هم على ف عل ش يء من ذلك‪ ,‬بل ال سبحانه وتعال هو‬
‫الستقل باللق والرزق والحياء والماتة‪ ,‬ث يبعث اللئق يوم القيامة‪ ,‬ولذا قال بعد هذا‬
‫كله { سبحانه وتعال ع ما يشركون} أي تعال وتقدس وتنه وتعا ظم و جل و عز عن أن‬
‫يكون له شريك أو نظي أو مساو أو ولد أو والد‪ ,‬بل هو الحد الفرد الصمد الذي ل يلد‬
‫ول يولد ول يكططططططططططططن له كفوا أحططططططططططططد‪.‬‬

‫ض الّذِي عَمِلُواْ َلعَّلهُ ْم‬


‫سبَتْ َأيْدِي النّاسِ ِليُذِي َقهُ ْم َبعْ َ‬‫ح ِر بِمَا كَ َ‬
‫** َظهَ َر اْلفَسَادُ فِي الْبَرّ وَاْلبَ ْ‬
‫يَرْ ِجعُو نَ * قُلْ سِيُواْ فِي الرْ ضِ فَانْ ُظرُواْ َكيْ فَ كَا َن عَاقَِب ُة الّذِي َن مِن َقبْلُ كَا نَ أَ ْكثَ ُرهُ مْ‬
‫مّشْرِكِيَططططططططططططططططططططططططططططططططط‬
‫قال ا بن عباس وعكر مة والضحاك وال سدي وغي هم‪ :‬الراد بالب هه نا الفيا ف‪ ,‬وبالب حر‬
‫الم صار والقرى‪ .‬و ف روا ية عن ا بن عباس وعكر مة‪ :‬الب حر الم صار‪ ,‬والقرى ما كان‬
‫منه ما على جا نب ن ر‪ .‬وقال آخرون بل الراد بالب هو الب العروف‪ ,‬وبالب حر هو الب حر‬
‫العروف‪ .‬وقال ز يد بن رف يع {ظ هر الف ساد} يع ن انقطاع ال طر عن الب يعق به الق حط‪,‬‬
‫وعن البحر تعمى دوابه‪ ,‬رواه ابن أب حات‪ ,‬وقال‪ :‬حدثنا ممد بن عبد ال بن يزيد القري‬

‫‪553‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عن سفيان عن حيد بن قيس العرج عن ماهد {ظهر الفساد ف الب والبحر} قال‪ :‬فساد‬
‫الب قتطططل ابطططن آدم‪ ,‬وفسطططاد البحطططر أخطططذ السطططفينة غصطططبا‪.‬‬
‫وقال عطاء الرا سان‪ :‬الراد بالب ما ف يه من الدائن والقرى‪ ,‬وبالب حر جزائره‪ .‬والقول‬
‫الول أظ هر وعليه الكثرون‪ ,‬ويؤيده ما قاله ممد بن إسحاق ف السية‪ :‬إن ر سول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم صال ملك أيلة‪ ,‬وك تب إل يه ببحره‪ ,‬يع ن ببلده‪ ,‬ومع ن قوله تعال‪:‬‬
‫{ظهر الفساد ف الب والبحر با كسبت أيدي الناس} أي بان النقص ف الزروع والثمار‬
‫ب سبب العا صي ‪ .‬وقال أ بو العال ية‪ :‬من ع صى ال ف الرض ف قد أف سد ف الرض‪ ,‬لن‬
‫صلح الرض والسماء بالطاعة‪ ,‬ولذا جاء ف الديث الذي رواه أبو داود «لد يقام ف‬
‫الرض أحطب إل أهلهامطن أن يطروا أربعيط صطباحا» والسطبب فط هذا أن الدود إذا‬
‫أقيمت انكف الناس أو أكثرهم أو كثي منهم عن تعاطي الحرمات‪ ,‬وإذا تركت العاصي‬
‫كان سببا ف ح صول البكات من ال سماء والرض‪ .‬ولذا إذا نزل عي سى بن مر ي عل يه‬
‫السلم ف آخر الزمان يكم بذه الشريعة الطهرة ف ذلك الوقت من قتل النير وكسر‬
‫الصليب وو ضع الز ية‪ ,‬و هو ترك ها‪ ,‬فل يق بل إل ال سلم أو ال سيف‪ ,‬فإذا أهلك ال ف‬
‫زمانطه الدجال وأتباعطه ويأجوج ومأجوج‪ ,‬قيطل للرض‪ :‬أخرجطي بركتطك‪ ,‬فيأكطل مطن‬
‫الرما نة الفئام من الناس وي ستظلون بقحف ها‪ ,‬ويك في ل ب اللق حة الما عة من الناس‪ ,‬و ما‬
‫ذاك إل ببكة تنفيذ شريعة ممد صلى ال عليه وسلم فكلما أقيم العدل كثرت البكات‬
‫وال ي‪ .‬ولذا ث بت ف ال صحيح أن الفا جر إذا مات ت ستريح م نه العباد والبلد والش جر‬
‫والدواب‪.‬‬
‫وقال المام أحد بن حنبل‪ :‬حدثنا ممد والسي قال‪ :‬حدثنا عوف عن أب قحذم قال‪:‬‬
‫و جد ر جل ف زمان زياد أو ا بن زياد‪ ,‬صرة في ها حب‪ ,‬يع ن من بر‪ ,‬أمثال النوى عل يه‬
‫مكتوب‪ :‬هذا ن بت ف زمان كان يع مل ف يه بالعدل‪ ,‬وروى مالك عن ز يد بن أ سلم أن‬
‫الراد بالفساد ههنا الشرك‪ ,‬وفيه نظر‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬ليذيقهم بعض الذي عملوا} الَية‪,‬‬
‫أي يبتليهطم بنقطص الموال والنفطس والثمرات اختبارا منطه لمط ومازاة على صطنيعهم‬
‫{لعل هم يرجعون} أي عن العا صي‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬وبلونا هم بال سنات وال سيئات‬
‫لعلهم يرجعون} ث قال تعال‪{ :‬قل سيوا ف الرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من‬

‫‪554‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قبل} أي من قبلكم {كان أكثرهم مشركي} أي فانظروا ما حل بم من تكذيب الرسل‬
‫وكفططططططططططططططططر النعططططططططططططططططم‪.‬‬

‫** َفأَقِ ْم وَ ْجهَكَ لِلدّي َن اْلقِيّ ِم مِن َقبْلِ أَن َيأِْتيَ َي ْومٌ ّل مَرَدّ لَ ُه مِنَ اللّهِ َيوْ َمئِ ٍذ َيصّ ّدعُونَ * مَن‬
‫سهِ ْم يَ ْمهَدُو نَ * ِليَجْزِ يَ الّذِي نَ آ َمنُواْ َوعَمِلُواْ‬ ‫َكفَرَ َفعََليْ هِ ُكفْرُ هُ َومَ نْ عَ ِملَ صَالِحا فَلنفُ ِ‬
‫طططَ‬ ‫ط اْلكَافِرِينط‬ ‫طط ّ‬ ‫طططُ َل يُحِبط‬ ‫طططِ ِإنّهط‬ ‫طططّالِحَاتِ مِطططن َفضْلِهط‬ ‫الصط‬
‫يقول تعال آمرا عباده بالبادرة إل السطتقامة فط طاعتطه والبادرة إل اليات {فأقطم‬
‫وجهك للدين القيم من قبل أن يأت يوم ل مرد له من ال} أي يوم القيامة إذا أراد كونه‬
‫فل راد له {يومئذ ي صدعون} أي يتفرقون‪ ,‬ففر يق ف ال نة وفر يق ف ال سعي‪ ,‬ولذا قال‬
‫تعال‪ { :‬من ك فر فعل يه كفره و من عمل صالا فلنفسهم يهدون * ليجزي الذين آمنوا‬
‫وعملوا الصالات من فضله} أي يازيهم مازاة الفضل‪ ,‬السنة بعشر أمثالا إل سبعمائة‬
‫ضعف إل ما يشاء ال {إنه ل يب الكافرين} ومع هذا هو العادل فيهم الذي ل يور‪.‬‬

‫ك ِبَأمْرِ ِه‬
‫ي اْلفُلْ ُ‬
‫ت وَِليُذِي َقكُ ْم مّن رّ ْح َمتِ ِه وَِلتَجْ ِر َ‬
‫** َومِ ْن آيَاتِ هِ أَن يُرْ سِلَ ال ّريَا حَ مُبَشّرَا ٍ‬
‫شكُرُونَ * وََلقَدْ أَرْ َس ْلنَا مِن َقْبلِكَ رُ ُسلً إَِلىَ َق ْو ِمهِمْ فَجَآءُوهُم‬ ‫وَِلتَْبَتغُوْا مِن َفضْلِ ِه وََلعَّلكُ ْم تَ ْ‬
‫طْ ُر الْ ُم ْؤمِنيَط‬ ‫طَ َحقّا عََليْنَطا نَصط‬ ‫طَ أَجْ َرمُوْا وَكَانط‬ ‫ط الّذِينط‬ ‫بِاْلبَّينَاتططِ فَانَتقَمْنَطا مِنطَ‬
‫يذ كر تعال نع مه على خل قه ف إر سال الرياح مبشرات ب ي يدي رح ته بج يء الغ يث‬
‫عقب ها‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وليذيق كم من رح ته} أي ال طر الذي ينله فيح يي به العباد‬
‫والبلد {ولتجري الفلك بأمره} أي ف البحر وإنا سيها بالريح {ولتبتغوا من فضله} أي‬
‫ف التجارات والعايش والسي من إقليم إل إقليم‪ ,‬وقطر إل قطر {ولعلكم تشكرون} أي‬
‫تشكرون ال على ما أنعم به عليكم من النعم الظاهرة والباطنة الت ل تعد ول تصى‪ .‬ث‬
‫قال تعال‪{ :‬ولقد أرسلنا من قبلك رسلً إل قومهم فجاؤوهم بالبينات فانتقمنا من الذين‬
‫أجرموا} هذه تسلية من ال تعال لعبده ورسوله ممد صلى ال عليه وسلم بأنه وإن كذبه‬
‫كثي من قومه ومن الناس‪ ,‬فقد كذبت الرسل التقدمون مع ما جاؤوا أمهم به من الدلئل‬

‫‪555‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الواضحات‪ .‬ولكن انت قم ال من كذبم وخالف هم وأنى الؤمن ي بم {وكان حقا علينا‬
‫نصطر الؤمنيط} أي هطو حطق أوجبطه على نفسطه الكريةط تكرما وتفضلً‪ ,‬كقوله تعال‪:‬‬
‫{كتب ربكم على نفسه الرحة} وروى ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا ابن نفيل‪ ,‬حدثنا‬
‫موسى بن أعي عن ليث عن شهر بن حوشب عن أم الدرداء عن أب الدرداء رضي ال‬
‫ع نه قال‪ :‬سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول « ما من امرىء م سلم يرد عن‬
‫عرض أخيطه إل كان حقا على ال أن يرد عنطه نار جهنطم يوم القيامطة» ثط تل هذه الَيطة‬
‫{وكان حقا علينططططططا نصططططططر الؤمنيطططططط}‪.‬‬

‫جعَلُ هُ كِ سَفا‬ ‫ف يَشَآ ُء َويَ ْ‬‫** اللّ ُه الّذِي يُرْ سِلُ ال ّريَا حَ َفُتثِيُ سَحَابا َفَيبْ سُطُهُ فِي ال سّمَآءِ َكيْ َ‬
‫سَتبْشِرُونَ *‬ ‫ب بِ هِ مَن يَشَآ ُء مِ ْن ِعبَادِ هِ ِإذَا هُ ْم يَ ْ‬
‫ج مِ نْ ِخلَلِ هِ فَِإذَآ أَ صَا َ‬
‫خرُ ُ‬ ‫ق يَ ْ‬
‫َفتَرَى اْلوَدْ َ‬
‫َوإِن كَانُوْا مِن َقبْلِ أَن ُينَزّلَ عََلْيهِ مْ مّن َقبْلِ هِ لَ ُمبْلِ سِيَ * فَانظُرْ إِلَ َى آثَارِ رَ ْح َمةِ اللّ هِ َكيْ فَ‬
‫ض َبعْدَ َموِْتهَآ إِنّ ذَلِكَ لَمُحْي ِي الْ َموَْت َى َوهُ َو عََلىَ كُ ّل َشيْءٍ َقدِيرٌ * وََلئِنْ أَرْسَ ْلنَا‬‫حيِيِ الرْ َ‬ ‫يُ ْ‬
‫ط َيكْفُرُونططططَ‬ ‫ط مُصططططْفَرّا لّ َظلّواْ مِططططن َبعْدِهططط ِ‬ ‫رِيا فَ َرَأوْهططط ُ‬
‫يطبي تعال كيطف يلق السطحاب الذي ينل منطه الاء‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬ال الذي يرسطل‬
‫الرياح فتث ي سحابً} إ ما من الب حر ك ما ذكره غ ي وا حد‪ ,‬أو م ا يشاء ال عز و جل‬
‫{فيبسطه ف السماء كيف يشاء} أي يده فيكثره وينميه‪ ,‬ويعل من القليل كثي‪ ,‬ينشىء‬
‫سطحابة ترى فط رأي العيط مثطل الترس‪ ,‬ثط يبسططها حتط تل أرجاءالفطق‪ ,‬وتارة يأتط‬
‫السحاب من نو البحر ثقالً ملوءة‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وهو الذي يرسل الرياح بشرا بي‬
‫يدي رحتطه حتط إذا أقلت سطحابا ثقالً سطقناه لبلد ميطت طط إل قوله طط كذلك نرج‬
‫الوتى لعلكم تذكرون} وكذلك قال ههنا {ال الذي يرسل الرياح فتثي سحابا فيبسطه‬
‫ف ال سماء ك يف يشاء ويعله ك سفا} قال ما هد وأ بو عمرو بن العلء وم طر الوراق‬
‫وقتادة‪ :‬يع ن قطعا‪ .‬وقال غيه‪ :‬متراكما‪ ,‬ك ما قاله الضحاك‪ .‬وقال غيه‪ :‬أ سود من كثرة‬
‫الاء‪ ,‬تراه مدلما ثقيلً قريبا مطططططططططططططططططططططن الرض‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬فترى الودق يرج من خلله} أي فترى الطر وهو القطر‪ ,‬يرج من بي‬
‫ذلك السحاب {فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون} أي إليه يفرحون‬

‫‪556‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لاجت هم بنوله علي هم وو صوله إلي هم‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وإن كانوا من ق بل أن ينل علي هم‬
‫من قبله لبلسي} معن الكلم أن هؤلء القوم الذين أصابم هذا الطر‪ ,‬كانوا قنطي أزلي‬
‫من نزول الطر إليهم قبل ذلك‪ ,‬فلما جاءهم جاءهم على فاقة‪ ,‬فوقع منهم موقعا عظيما‪,‬‬
‫وقد اختلف النحاة ف قوله {من قبل أن ينل عليهم من قبله لبلسي} فقال ابن جرير‪ :‬هو‬
‫تأك يد‪ ,‬وحكاه عن ب عض أ هل العرب ية‪ .‬وقال آخرون‪ :‬من ق بل أن ينل علي هم ال طر من‬
‫قبله‪ ,‬أي النزال لبلسي‪ ,‬ويتمل أن يكون ذلك من دللة التأسيس‪ ,‬ويكون معن الكلم‬
‫أنم كانوا متاجي إليه قبل نزوله‪ ,‬ومن قبله أيضا قد فات عندهم نزوله وقتا بعد وقت‪,‬‬
‫فترقبوه ف إبا نه‪ ,‬فتأ خر‪ ,‬ث م ضت مدة فترقبوه فتأ خر‪ ,‬ث جاء هم بغ تة ب عد الياس م نه‬
‫والقنوط‪ ,‬فبعدما كانت أرضهم مقشعرة هامدة أصبحت وقد اهتزت وربت وأنبتت من‬
‫كل زوج ب يج‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬فان ظر إل آثار رح ة ال} يع ن ال طر {ك يف ي يي‬
‫الرض ب عد موت ا} ث ن به بذلك على إحياء الج ساد ب عد موت ا وتفرق ها وتزق ها فقال‬
‫تعال‪{ :‬إن ذلك لحيطي الوتطى} أي إن الذي فعطل ذلك لقادر على إحياء الموات {إنطه‬
‫على كطل شيطء قديطر} ثط قال تعال‪{ :‬ولئن أرسطلنا ريا فرأوه مصطفرً لظلوا مطن بعده‬
‫يكفرون} يقول تعال‪{ :‬ولئن أرسلنا ريا} يابسة على الزرع الذي زرعوه ونبت وشب‬
‫وا ستوى على سوقه‪ ,‬فرأوه م صفرا‪ ,‬أي قد أ صفر وشرع ف الف ساد لظلوا من بعده‪ ,‬أي‬
‫بعد هذا الال‪ ,‬يكفرون‪ ,‬أي يحدون ما تقدم إليهم من النعم‪ .‬كقوله تعال‪{ :‬أفرأيتم ما‬
‫ترثون طططططط إل قوله طططططط بطططططل ننططططط مرومون}‪.‬‬
‫فال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا ممد بن عيسى بن الطباع‪ ,‬حدثنا هشيم عن يعلى‬
‫بن عطاء عن أب يه عن ع بد ال بن عمرو قال‪ :‬الرياح ثان ية‪ :‬أرب عة من ها رح ة‪ ,‬وأرب عة‬
‫عذاب‪ ,‬فأ ما الرح ة‪ :‬فالناشرات والبشرات والر سلت والذاريات‪ ,‬وأ ما العذاب‪ :‬فالعق يم‬
‫والصططرصر وهاطط فطط الب‪ ,‬والعاصططف والقاصططف وهاطط فطط البحططر‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو عبيد ال بن أخي بن وهب‪ ,‬حدثنا عمي‪ ,‬حدثنا عبد ال‬
‫بن عياش‪ ,‬حدثن عبد ال بن سليمان عن دراج عن عيسى بن هلل الصدف عن عبد ال‬
‫بن عمرو قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «الر يح م سخرة من الثان ية ط يع ن‬
‫الرض الثان ية ط فل ما أراد أن يهلك عادا أ مر خازن الر يح أن ير سل علي هم ريا تلك‬

‫‪557‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عادا‪ ,‬فقال‪ :‬يا رب أرسل عليهم من الريح قدر منخر الثور‪ ,‬قال له البار تبارك وتعال‪:‬‬
‫ل إذا تكفأ الرض وما عليها‪ ,‬ولكن أرسل عليهم بقدر خات‪ ,‬فهي الت قال ال ف كتابه‬
‫{ ما تذر من ش يء أ تت عل يه إل جعل ته كالرم يم} هذا حد يث غر يب‪ ,‬ورف عه من كر‪,‬‬
‫والظهططر أنططه مططن كلم عبططد ال بططن عمرو رضططي ال تعال عنططه‪.‬‬

‫** فَِإنّ كَ َل تُ سْمِ ُع الْ َم ْوَتىَ وَ َل تُ سْ ِم ُع ال صّمّ ال ّدعَآءَ إِذَا وَّلوْْا مُ ْدبِرِي نَ * َومَآ أَن تَ ِبهَا ِد‬
‫طْلِمُونَ‬‫ط مّسط‬ ‫ط بِآيَاتِنَطا َفهُمطْ‬ ‫طْمِعُ إِلّ مَطن ُي ْؤمِنطُ‬ ‫طْ إِن تُسط‬ ‫ضلََلِتهِمط‬ ‫ط عَطن َ‬ ‫الْعُمْيطِ‬
‫يقول تعال‪ :‬كما أنك ليس ف قدرتك أن تسمع الموات ف أجداثها‪ ,‬ول تبلغ كلمك‬
‫الصم الذين ل يسمعون وهم مع ذلك مدبرون عنك‪ ,‬كذلك ل تقدر على هداية العميان‬
‫عن الق وردهم عن ضللتهم بل ذلك إل ال‪ ,‬فإنه تعال بقدرته يسمع الموات أصوات‬
‫الحياء إذا شاء‪ ,‬ويهدي من يشاء وي ضل من يشاء ول يس ذلك ل حد سواه‪ ,‬ولذا قال‬
‫تعال‪{ :‬إن تسمع إل من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون} أي خاضعون مستجيبون مطيعون‪,‬‬
‫فأولئك هم الذين يسمعون الق ويتبعونه وهذا حال الؤمني‪ ,‬والول مثل الكافرين‪ ,‬كما‬
‫قال تعال‪{ :‬إناط يسطتجيب الذيطن يسطمعون والوتطى يبعثهطم ال ثط إليطه يرجعون} وقطد‬
‫استدلت أم الؤمني عائشة رضي ال عنها بذه الَية {إنك ل تسمع الوتى} على توهيم‬
‫عبد ال بن عمر ف روايته ماطبة النب صلى ال عليه وسلم القتلى الذين ألقوا ف قليب‬
‫بدر بعد ثلثة أيام ومعاتبته إياهم وتقريعه لم‪ ,‬حت قال عمر‪ :‬يا رسول ال ما تاطب من‬
‫قوم قد جيفوا ؟ فقال «والذي نفسي بيده ما أنتم بأسع لا أقول منهم‪ ,‬ولكن ل ييبون»‬
‫وتأولته عائشة على أنه قال «إنم الَن ليعلمون أن ما كنت أقول لم حق»‪ .‬وقال قتادة‪:‬‬
‫أحياهطططم ال له حتططط سطططعوا مقالتطططه تقريعا وتوبيخا ونقمطططة‪.‬‬
‫والصحيح عند العلماء رواية عبد ال بن عمر لا لا من الشواهد على صحتها من وجوه‬
‫كثية‪ ,‬من أش هر ذلك ما رواه ا بن ع بد الب م صححا له عن ا بن عباس مرفوعا « ما من‬
‫أحد ير بقب أخيه السلم كان يعرفه ف الدنيافيسلم عليه‪ ,‬إل رد ال عليه روحه حت يرد‬
‫عليططططططططططططططططه السططططططططططططططططلم»‪.‬‬

‫‪558‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫ضعْفا‬‫ضعْفٍ ُق ّوةٍ ثُمّ َجعَ َل مِن َبعْدِ ُق ّوةٍ َ‬


‫ف ثُمّ َجعَ َل مِن بَعْدِ َ‬
‫ضعْ ٍ‬
‫** اللّ ُه الّذِي َخَلقَكُ ْم مّن َ‬
‫ط اْلقَدِيرُ‬
‫َوشَْيَب ًة يَخْلُقطططططططُ مَطططططططا يَشَآ ُء َو ُهوَ الْعَلِيمطططططط ُ‬
‫ين به تعال على تن قل الن سان ف أطوار اللق حا ًل ب عد حال‪ ,‬فأ صله من تراب ث من‬
‫نطفة ث من علقة ث من مضغة‪ ,‬ث يصي عظاما‪ ,‬ث تكسى العظام لما‪ ,‬وينفخ فيه الروح‪,‬‬
‫ث يرج من بطن أمه ضعيفا نيفا واهن القوى‪ ,‬ث يشب قليلً قليلً حت يكون صغيا‪ ,‬ث‬
‫حدثا ث مراهقا شابا‪ .‬وهو القوة بعد الضعف‪ ,‬ث يشرع ف النقص فيكتهل ث يشيخ ث‬
‫يهرم‪ ,‬و هو الض عف ب عد القوة‪ ,‬فتض عف ال مة والر كة والب طش‪ ,‬وتش يب الل مة‪ ,‬وتتغ ي‬
‫الصفات الظاهرة والباطنة‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ث جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يلق ما‬
‫يشاء} أي يفعطل مطا يشاء ويتصطرف فط عطبيده باط يريطد {وهطو العليطم القديطر}‪.‬‬
‫قال المام أح د‪ :‬حدث نا وك يع عن فض يل ويز يد‪ ,‬حدث نا فض يل بن مرزوق عن عط ية‬
‫العوف قال‪ :‬قرأت على ابن عمر {ال الذي خلقكم من ضعف ث جعل من بعد ضعف‬
‫قوة ث جعل من بعد قوة ضعفا} فقال {ال الذي خلقكم من ضعف ث من بعد ضعف‬
‫قوة ث جعل من بعد قوة ضعفا} ث قال‪ :‬قرأت على رسول ال صلى ال عليه وسلم كما‬
‫قرأت علي‪ ,‬فأخذ علي كما أخذت عليك‪ ,‬ورواه أبو داود والترمذي وحسنه من حديث‬
‫فض يل‪ ,‬ورواه أ بو داود من حد يث ع بد ال بن جابر عن عط ية عن أ ب سعيد بنحوه‪.‬‬

‫** َوَيوْ َم َتقُومُ السّا َعةُ ُيقْسِمُ الْمُجْ ِرمُو َن مَا َلِبثُواْ َغيْرَ سَا َعةٍ كَذَلِكَ كَانُوْا ُيؤْفَكُونَ * وَقَا َل‬
‫الّذِي نَ أُوتُواْ اْلعِلْ َم وَالِيَا نَ َلقَدْ َلِبثْتُ مْ فِي ِكتَا بِ اللّ هِ إِلَ َى َيوْ مِ اْلَبعْ ثِ َفهَ ـذَا َيوْ مُ اْلَبعْ ثِ‬
‫سَت ْعتَبُونَ‬
‫وَلَ ـ ِكنّكُمْ كُنت مْ َل َتعَْلمُو نَ * َفَي ْومَئِذٍ ّل ينفَ ُع الّذِي نَ ظََلمُواْ َمعْذِ َرُتهُ ْم وَلَ هُ ْم يُ ْ‬
‫ي ب تعال عن ج هل الكفار ف الدن يا والَخرة‪ ,‬ف في الدن يا فعلوا من عبادة الوثان‪ ,‬و ف‬
‫الَخرة يكون منهم جهل عظيم أيضا‪ ,‬فمنه إقسامهم بال أنم ما لبثوا غي ساعة واحدة‬
‫ف الدنيا‪ ,‬ومقصودهم بذلك عدم قيام الجة عليهم وأنم ل ينظروا حت يعذر إليهم‪ .‬قال‬
‫ال تعال‪{ :‬كذلك كانوا يؤفكون * وقال الذ ين أوتوا العلم واليان ل قد لبث تم ف كتاب‬
‫ال إل يوم البعث} أي فيد عليهم الؤمنون العلماء ف الَخرة كما أقاموا عليهم حجة ال‬
‫ف الدنيا‪ ,‬فيقولون لم حي يلفون ما لبثوا غي ساعة {لقد لبثتم ف كتاب ال} أي ف‬

‫‪559‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كتاب العمال {إل يوم البعطث} أي مطن يوم خلقتطم إل أن بعثتطم {ولكنكطم كنتطم ل‬
‫تعلمون} قال ال تعال‪{ :‬فيومئذ} أي يوم القيا مة {ل ين فع الذ ين ظلموا معذرت م} أي‬
‫اعتذارهطم عمطا فعلوا {ول هطم يسطتعتبون} أي ول هطم يرجعون إل الدنيطا‪ ,‬كمطا قال‬
‫تعال‪{ :‬وإِن يسططططتعتبوا فمططططا هططططم مططططن العتططططبي}‪.‬‬

‫ض َرْبنَا لِلنّاسِ فِي هَـذَا اْلقُرْآ ِن مِن كُ ّل َمثَ ٍل وََلئِن ِجْئَتهُ ْم بِآَيةٍ ّليَقُولَنّ الّذِينَ َكفَ ُر َواْ‬
‫** وََلقَدْ َ‬
‫صبِرْ إِ ّن َوعْدَ‬
‫ب الّذِي نَ َل َيعْلَمُو نَ * فَا ْ‬ ‫ك يَ ْطبَ عُ اللّ ُه عََلىَ قُلُو ِ‬
‫إِ نْ أَنتُ مْ إِلّ ُمبْطِلُو نَ * كَذَلِ َ‬
‫ططططَ‬ ‫ططططَ َل يُوِقنُونط‬ ‫ك الّذِينط‬ ‫خ ّفنّ َ‬ ‫ططططْتَ ِ‬ ‫ط وَ َل يَسط‬ ‫ططط ّ‬ ‫ططططِ حَقط‬ ‫اللّهط‬
‫يقول تعال‪{ :‬ول قد ضرب نا للناس ف هذا القرآن من كل م ثل} أي قد بي نا ل م ال ق‪,‬‬
‫ووضحناه ل م‪ ,‬وضرب نا ل م ف يه المثال لي ستبينوا ال ق ويتبعوه {ولئن جئت هم بآ ية ليقولن‬
‫الذ ين كفروا إن أن تم إل مبطلون} أي لورأوا أي آ ية كا نت‪ ,‬سواء كا نت باقتراح هم أو‬
‫غيه‪ ,‬ليؤمنون با ويعتقدون أنا سحر وباطل‪ ,‬كما قالوا ف انشقاق القمر ونوه‪ ,‬كما‬
‫قال تعال‪{ :‬إن الذين حقت عليهم كلمة ربك ل يؤمنون * ولو جاءتم كل آية حت يروا‬
‫العذاب الل يم} ولذا قال هه نا {كذلك يط بع ال على قلوب الذ ين ل يعلمون * فا صب‬
‫إن و عد ال حق} أي ا صب على مالفت هم وعناد هم‪ ,‬فإن ال تعال من جز لك ما وعدك‬
‫من ن صره إياك علي هم وجعله العاق بة لك ول ن اتب عك ف الدن يا والَخرة {ول ي ستخفنك‬
‫الذ ين ل يوقنون} أي بل اث بت على ما بع ثك ال به‪ ,‬فإ نه ال ق الذي ل مر ية ف يه‪ ,‬ول‬
‫تعدل عنه وليس فيما سواه هدى يتبع‪ ,‬بل الق كله منحصر فيه‪ .‬قال سعيد عن قتادة‪:‬‬
‫نادى ر جل من الوارج عليا ر ضي ال ع نه و هو ف صلة الغداة‪ ,‬فقال‪{ :‬ول قد أو حي‬
‫إليك وإل الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الاسرين} فأنصت‬
‫له علي حت فهم ما قال‪ ,‬فأجابه وهو ف الصلة {فاصب إن وعد ال حق ول يستخ ّفنّك‬
‫الذيطططن ل يوقنون} رواه ابطططن جريطططر وابطططن أبططط حاتططط‪.‬‬
‫وقد رواه ابن جرير من وجه آخر فقال‪ ,‬حدثنا وكيع‪ :‬حدثنا يي بن آدم عن شريك‬
‫عن عثمان ابن أب زرعة عن علي بن ربيعة قال‪ :‬نادى رجل من الوارج عليا رضي ال‬
‫ع نه و هو ف صلة الف جر‪ ,‬فقال {ول قد أو حي إل يك وإل الذ ين من قبلك لئن أشر كت‬

‫‪560‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ليحب طن عملك ولتكو نن من الا سرين} فأجا به علي ر ضي ال ع نه و هو ف ال صلة‬
‫{فاصططب إن وعططد ال حططق ول يسططتخفنك الذيططن ل يوقنون}‪.‬‬
‫(طريق أخرى) قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب حدثنا علي بن العد‪ ,‬أخبنا شريك عن‬
‫عمران بن ظبيان عن أب يي قال‪ :‬صلى علي بن أب طالب رضي ال عنه صلة الفجر‪,‬‬
‫فناداه رجل من الوارج {لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الاسرين} فأجابه‬
‫علي ر ضي ال ع نه و هو ف ال صلة {فا صب إن و عد ال حق ول ي ستخ ّفنّك الذ ين ل‬
‫يوقنون}‪.‬‬

‫(مطا روي فط فضطل هذه السطورة الشريفطة واسطتحباب قراءتاط فط الفجطر)‬


‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن جعفر عن شعبة عن عبد اللك بن عمي‪ ,‬سعت شبيب‬
‫أبا روح يدث عن رجل من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ,‬صلى بم الصبح فقرأ فيها الروم فأوهم‪ ,‬فقال «إنه يلبس علينا القرآن‪ ,‬فإن‬
‫أقواما منكم يصلون معنا ل يسنون الوضوء‪ ,‬فمن شهد الصلة معنا فليحسن الوضوء»‬
‫وهذا إسناد حسن‪ ,‬ومت حسن‪ ,‬وفيه سر عجيب‪ ,‬ونبأ غريب‪ ,‬وهو أنه صلى ال عليه‬
‫و سلم تأ ثر بنق صان وضوء من ائ تم به‪ ,‬فدل ذلك على أن صلة الأموم متعل قة ب صلة‬
‫المام‪ .‬آخططططر تفسططططي سططططورة الروم‪ .‬و ل المططططد والنططططة‪.‬‬

‫طططططططططططططططططططططططططططططططططططورة لقمان‬
‫سط‬
‫بِسطططططططْمِ اللّهطططططططِ الرّحْمـطططططططنِ الرّحِيمطططططططِ‬
‫سنِيَ * الّذِي َن ُيقِيمُو نَ‬
‫حكِي مِ * هُدًى وَرَ ْح َمةً لّلْ ُمحْ ِ‬ ‫ب الْ َ‬
‫ت الْ ِكتَا ِ‬
‫ك آيَا ُ‬
‫** الَطمَ * تِلْ َ‬
‫ِمط‬
‫ك عََلىَ هُدًى مّن ّرّبه ْ‬ ‫ُونط * ُأوْلَـطئِ َ‬ ‫ُمط يُوِقن َ‬
‫ُمط بِالَخِ َر ِة ه ْ‬
‫ُونط الزّكَاةَ َوه ْ‬
‫الصطلَ َة َوُيؤْت َ‬
‫ّ‬
‫ط الْ ُمفْلِحُونطططططططططَ‬ ‫ك هُمطططططططط ُ‬ ‫َوُأوْلَـطططططططططئِ َ‬
‫تقدم ف سورة البقرة عامة الكلم على ما يتعلق بصدر هذه السورة‪ ,‬وهو أنه سبحانه‬
‫وتعال ج عل هذا القرآن هدى وشفاء ورح ة للمح سني‪ ,‬و هم الذ ين أح سنوا الع مل ف‬
‫اتباع الشريعة‪ ,‬فأقاموا الصلة الفروضة بدودها وأوقاتا وما يتبعها من نوافل راتبة وغي‬

‫‪561‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رات بة‪ ,‬وآتوا الزكاة الفرو ضة علي هم إل م ستحقيها‪ ,‬وو صلوا أرحام هم وقرابات م‪ ,‬وأيقنوا‬
‫بالزاء ف الدار الَخرة‪ ,‬فرغبوا إل ال ف ثواب ذلك ل يراؤوا به‪ ,‬ول أرادوا جزاءا من‬
‫الناس ول شكورا‪ ,‬فمطن فعطل ذلك كذلك‪ ,‬فهطو مطن الذيطن قال ال تعال‪{ :‬أولئك على‬
‫هدى من رب م} أي على ب صية وبي نة ومن هج وا ضح جلي {وأولئك هم الفلحون} أي‬
‫فططططططططططططططط الدنيطططططططططططططططا والَخرة‪.‬‬

‫حدِي ثِ ِلُيضِلّ عَن َسبِيلِ اللّ ِه ِبغَيْرِ عِلْ ٍم َوَيتّخِ َذهَا هُزُوا‬ ‫** َومِ َن النّا سِ مَن يَشْتَرِي َل ْهوَ الْ َ‬
‫ستَ ْكبِرا َكأَن لّ ْم يَسْ َم ْعهَا َكَأنّ ِفيَ‬ ‫ب ّمهِيٌ * َوإِذَا ُتتَْلىَ عََليْهِ آيَاُتنَا وَّل َى مُ ْ‬ ‫ُأوْلَـئِكَ َلهُ ْم عَذَا ٌ‬
‫ططططططٍ‬ ‫ططططططٍ أَلِيمط‬ ‫ططططططُ بِعَذَابط‬ ‫ططططططِ وَقْرا َفبَشّرْهط‬ ‫أُ ُذَنيْهط‬
‫ل ا ذ كر تعال حال ال سعداء‪ ,‬و هم الذ ين يهتدون بكتاب ال وينتفعون ب سماعه‪ ,‬ك ما‬
‫قال تعال‪{ :‬ال نزل أح سن الد يث كتابا متشابا مثا ن تقش عر م نه جلود الذ ين يشون‬
‫رب م ث تل ي جلود هم وقلوب م إل ذ كر ال} الَ ية‪ ,‬ع طف بذ كر حال الشقياء الذ ين‬
‫أعرضوا عن النتفاع بسماع كلم ال وأقبلوا على استماع الزامي والغناء باللان وآلت‬
‫الطرب‪ ,‬كما قال ابن مسعود ف قوله تعال‪{ :‬ومن الناس من يشتري لو الديث ليضل‬
‫عططططططططن سططططططططبيل ال} قال‪ :‬هططططططططو وال الغناء‪.‬‬
‫روى ابن جرير‪ :‬حدثن يونس بن عبد العلى قال‪ :‬أخبنا ابن وهب‪ ,‬أخبن يزيد بن‬
‫يونس عن أب صخر عن أب معاوية البجلي عن سعيد بن جبي عن أب الصهباء البكري أنه‬
‫سع عبد ال بن مسعود وهو يسأل عن هذه الَية {ومن الناس من يشتري لو الديث‬
‫لي ضل على سبيل ال} فقال ع بد ال بن م سعود‪ :‬الغناء وال الذي ل إله إل هو‪ ,‬يردد ها‬
‫ثلث مرات‪ ,‬حدث نا عمرو بن علي‪ ,‬حدث نا صفوان بن عي سى‪ ,‬أخب نا ح يد الراط عن‬
‫عمار عن سعيد بن جبي‪ ,‬عن أب الصهباء أنه سأل ابن مسعود عن قول ال {ومن الناس‬
‫من يشتري ل و الد يث} قال‪ :‬الغناء‪ ,‬وكذا قال ا بن عباس وجابر وعكر مة و سعيد بن‬
‫طط‪.‬‬ ‫ططن نديةط‬ ‫ططب وعلي بط‬ ‫ططن شعيط‬ ‫ططد ومكحول وعمرو بط‬ ‫ططبي وماهط‬ ‫جط‬
‫وقال السن البصري‪ :‬نزلت هذه الية {ومن الناس من يشتري لو الديث ليضل عن‬
‫سبيل ال بغ ي علم} ف الغناء والزام ي‪ .‬وقال قتادة‪ :‬قوله {و من الناس من يشتري ل و‬

‫‪562‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الديث ليضل عن سبيل ال بغي علم} وال لعله ل ينفق فيه مالً‪ ,‬ولكن شراؤه استحبابه‬
‫ب سب الرء من الضللة أن يتار حد يث البا طل على حد يث ال ق‪ ,‬و ما ي ضر على ما‬
‫ينفع‪ ,‬وقيل‪ :‬أراد بقوله {يشتري لو الديث} اشتراء الغنيات من الواري‪ .‬قال ابن أب‬
‫حات‪ ,‬حدثنا ممد بن إساعيل الحسي‪ ,‬حدثنا وكيع عن خلد الصفار عن عبيد ال بن‬
‫زحر‪ ,‬عن علي بن يزيد عن القاسم بن عبد الرحن‪ ,‬عن أب أمامة عن النب صلى ال عليه‬
‫و سلم قال «ل ي ل ب يع الغنيات ول شراؤ هن وأ كل أثان ن حرام‪ ,‬وفي هن أنزل ال عز‬
‫و جل علي {و من الناس من يشتري ل و الد يث لي ضل عن سبيل ال}» وهكذا رواه‬
‫الترمذي وا بن جر ير من حد يث عب يد ال بن ز حر بنحوه‪ ,‬ث قال الترمذي‪ :‬هذا حد يث‬
‫غريب‪ ,‬وضعف علي بن يزيد الذكور‪( .‬قلت) علي وشيخه والراوي عنه كلهم ضعفاء‪,‬‬
‫وال أعلم‪.‬‬
‫وقال الضحاك ف قوله تعال‪{ :‬ومن الناس من يشتري لو الديث} قال‪ :‬يعن الشرك‪,‬‬
‫وبه قال عبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ ,‬واختار ابن جرير أنه كل كلم يصد عن آيات ال‬
‫واتباع سبيله‪ .‬وقوله {لي ضل عن سبيل ال} أي إنا يصنع هذا للتخالف للسلم وأهله‪,‬‬
‫ل للمطر القدري‪ ,‬أي قيضوا لذلك‬ ‫وعلى قراءة فتطح الياء تكون اللم لم العاقبطة أو تعلي ً‬
‫ليكونوا كذلك‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬ويتخذهطا هزوا} قال ماهطد‪ :‬ويتخطذ سطبيل ال هزوا‬
‫يسططتهزىء باطط‪ .‬وقال قتادة‪ :‬يعنطط ويتخططذ آيات ال هزوا‪ ,‬وقول ماهططد أول‪.‬‬
‫وقوله {أولئك لم عذاب مهي} أي كما استهانوا بآيات ال وسبيله أهينوا يوم القيامة‬
‫فط العذاب الدائم السطتمر‪ .‬ثط قال تعال‪{ :‬وإذا تتلى عليطه آياتنطا ول مسطتكبا كأن ل‬
‫ي سمعها كأن ف أذن يه وقرأ} أي هذا الق بل على الل هو والل عب والطرب إذا تل يت عل يه‬
‫الَيات القرآن ية ول عن ها وأعرض وأدبر وت صامم و ما به من صمم‪ ,‬كأ نه ما سعها ل نه‬
‫يتأذى بسطماعها إذ ل انتفاع له باط ول أرب له فيهطا‪{ ,‬فبشره بعذاب أليطم} أي يوم‬
‫القيامططططة‪ ,‬يؤلهطططط كمططططا تأل بسططططماع كتاب ال وآياتططططه‪.‬‬

‫ت الّنعِي مِ * خَالِدِي نَ فِيهَا َوعْدَ اللّ هِ َحقّا‬


‫** إِ ّن الّذِي نَ آ َمنُواْ َوعَمِلُوْا ال صّالِحَاتِ َلهُ مْ َجنّا ُ‬
‫حكِيمطططططططططططططططططططططططططططططُ‬ ‫َوهُ َو اْلعَزِي ُز الْ َ‬

‫‪563‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫هذا ذكر مآل البرار من السعداء ف الدار الَخرة‪ ,‬الذين آمنوا بال وصدقوا الرسلي‪,‬‬
‫وعملوا العمال الصالة التابعة لشريعة ال {لم جنات النعيم} أي يتنعمون فيها بأنواع‬
‫اللذ والسطار مطن الآكطل والشارب واللبطس والسطاكن والراكطب والنسطاء والنضرة‬
‫والسماع‪ ,‬الذي ل يطر ببال أحد وهم ف ذلك مقيمون دائمال يظعنون دائما ول يبغون‬
‫عنها حولً‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬و عد ال حقا} أي هذا كائن ل مالة ل نه من و عد ال‪ ,‬وال‬
‫ل يلف اليعاد‪ ,‬ل نه الكر ي النان الفعال ل ا يشاء القادر على كل ش يء {و هو العز يز}‬
‫الذي ق هر كل ش يء ودان له كل ش يء {الك يم} ف أقواله وأفعاله‪ ,‬الذي ج عل القرآن‬
‫هدى للمؤمني {قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين ل يؤمنون ف آذانم وقر وهو‬
‫علي هم ع مى} الَ ية‪ .‬وقوله {وننل من القرآن ما هو شفاء ورح ة للمؤمن ي ول يز يد‬
‫طططططططططططططط إل خسططططططططططططططارا}‪.‬‬ ‫الظاليط‬

‫ت ِبغَيْ ِر عَ َم ٍد تَ َر ْوَنهَا َوأَْلقَىَ فِي الرْ ضِ َروَا ِسيَ أَن تَمِي َد ِبكُ ْم َوبَ ثّ فِيهَا‬
‫** خَلَ َق ال سّمَاوَا ِ‬
‫مِن كُلّ دَآّب ٍة َوأَنزَْلنَا مِ َن ال سّمَآءِ مَآءً َفَأْنبَْتنَا فِيهَا مِن كُلّ َزوْ جٍ َكرِيٍ * هَـذَا خَلْ قُ اللّ هِ‬
‫ضلَ ٍل ّمبِيٍ ط‬ ‫طي َ‬ ‫طن دُونِهططِ بَلِ الظّالِمُونططَ فِط‬ ‫ط الّذِينططَ مِط‬ ‫طي مَاذَا خَلَقط َ‬ ‫َفأَرُونِط‬
‫يبي سبحانه بذا قدر ته العظي مة على خلق ال سموات والرض‪ ,‬و ما في ها و ما بينه ما‪,‬‬
‫فقال تعال‪{ :‬خلق السموات بغي عمد} قال السن وقتادة‪ :‬ليس لا عمد مرئية ول غي‬
‫مرئية‪ .‬وقال ابن عباس وعكرمة وماهد‪ ,‬لا عمد ل ترونا‪ ,‬وقد تقدم تقرير هذه السألة‬
‫ف أول سورة الرعد با أغن عن إعادته‪{ ,‬وألقى ف الرض رواسي} يعن البال أرست‬
‫الرض وثقلت ها لئل تضطرب بأهل ها على و جه الاء‪ ,‬ولذا قال {أن ت يد ب كم} أي لئل‬
‫تيطططططططططططططططططد بكطططططططططططططططططم‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وبث فيها من كل دابة} أي وذرأ فيها من أصناف اليوانات ما ل يعلم‬
‫عدد أشكالاوألوانا إل الذي خلقها‪ ,‬ولا قرر سبحانه أنه الالق نبه على أنه الرازق بقوله‬
‫{وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كري} أي من كل زوج من النبات‬
‫كر ي‪ ,‬أي ح سن الن ظر‪ .‬وقال الش عب‪ :‬والناس أيضا من نبات الرض‪ ,‬ف من د خل ال نة‬
‫ف هو كر ي‪ ,‬و من د خل النار ف هو لئ يم‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬هذا خلق ال} أي هذا الذي ذكره‬

‫‪564‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال تعال من خلق ال سموات والرض و ما بينه ما صادر عن ف عل ال وخل قه وتقديره‪,‬‬
‫وحده ل شريك له ف ذلك‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬فأرون ماذا خلق الذين من دونه} أي ما‬
‫تعبدون وتدعون من ال صنام والنداد { بل الظالون} يع ن الشرك ي بال العابد ين م عه‬
‫غيه {فط ضلل} أي جهطل وعمطى {مطبي} أي واضطح ظاهطر ل خفاء بطه‪.‬‬

‫شكُرُ ِلَنفْ سِهِ َومَن َكفَرَ َفإِ نّ‬


‫شكُرْ فَِإنّمَا يَ ْ‬
‫حكْ َمةَ أَ نِ ا ْشكُرْ للّ ِه َومَن يَ ْ‬
‫** وََلقَ ْد آَتْينَا ُلقْمَا َن الْ ِ‬
‫ط َغنِيططططططططططططططططّ حَمِيدٌ‬ ‫اللّهططططططططططططططط َ‬
‫اختلف ال سلف ف لقمان‪ :‬هل كان نبيا أو عبدا صالا من غ ي نبوة ؟ على قول ي‪,‬‬
‫الكثرون على الثا ن‪.‬وقال سفيان الثوري عن الش عث عن عكر مة عن ا بن عباس قال‪:‬‬
‫كان لقمان عبدا حبشيا نارا‪ .‬وقال قتادة عن عبد ال بن الزبي‪ :‬قلت لابر بن عبد ال‪:‬‬
‫ما انتهى إليكم من شأن لقمان ؟ قال‪ :‬كان قصيا أفطس من النوبة‪ .‬وقال يي بن سعيد‬
‫النصاري عن سعيد بن السيب قال‪ :‬كان لقمان من سودان مصر‪ ,‬ذا مشافر‪ ,‬أعطاه ال‬
‫الكمة ومنعه النبوة‪ .‬وقال الوزاعي‪ :‬حدثن ع بد الرحن بن حرملة قال‪ :‬جاء أسود إل‬
‫سعيد بن ال سيب ي سأله‪ ,‬فقال له سعيد بن ال سيب‪ :‬ل تزن من أ جل أ نك أ سود‪ ,‬فإ نه‬
‫كان من أخ ي الناس ثل ثة من ال سودان‪ :‬بلل‪ ,‬ومه جع مول ع مر بن الطاب‪ ,‬ولقمان‬
‫الكيططططططططم كان أسططططططططود نوبيا ذا مشافططططططططر‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن وكيع‪ ,‬حدثنا أب عن أب الشهب عن خالد الربعي قال‪:‬‬
‫كان لقمان عبدا حبشيا نارا‪ ,‬فقال له موله‪ :‬اذبطح لنطا هذه الشاه‪ ,‬فذبهطا‪ ,‬قال‪ :‬أخرج‬
‫أطيب مضغتي فيها‪ ,‬فأخرج اللسان والقلب‪ ,‬ث مكث ما شاء ال‪ ,‬ث قال‪ :‬اذبح لنا هذه‬
‫الشاة‪ ,‬فذب ها‪ ,‬قال‪ :‬أخرج أخ بث مضغت ي في ها فأخرج الل سان والقلب‪ ,‬فقال له موله‪:‬‬
‫أمرتك أن ترج أطيب مضغتي فيها‪ ,‬فأخرجتهما‪ ,‬وأمرتك أن ترج أخبث مضغتي فيها‪,‬‬
‫فأخرجتهما ؟ فقال لقمان‪:‬إنه ليس من شيء أطيب منهماإذا طابا‪ ,‬ول أخبث منهما إذا‬
‫خبثطا‪ .‬وقال شعبطة عطن الكطم عطن ماهطد‪ :‬كان لقمان عبدا صطالا ول يكطن نطبيا‪.‬‬
‫وقال الع مش‪ :‬قال ما هد‪ :‬كان لقمان عبدا أ سود عظ يم الشفت ي‪ ,‬مش قق القدم ي‪.‬‬
‫وقال حكام بن سال عن سعيد الزبيدي عن ما هد‪ :‬كان لقمان الك يم عبدا حبشيا‪,‬‬

‫‪565‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫غليظ الشفتي‪ ,‬مصفح القدمي‪ ,‬قاضيا على بن إسرائيل‪ ,‬وذكر غيه أنه كان قاضيا على‬
‫بن إسرائيل ف زمان داود عليه السلم‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن حيد‪ ,‬حدثنا الكم‪,‬‬
‫حدثنا عمرو بن قيس قال‪ :‬كان لقمان عبدا أسود‪ ,‬غليظ الشفتي‪ ,‬مصفح القدمي‪ ,‬فأتاه‬
‫رجل وهو ف ملس ناس يدثهم‪ ,‬فقال له‪ :‬ألست الذي كنت ترعى معي الغنم ف مكان‬
‫كذا وكذا ؟ قال‪ :‬نعم‪ ,‬قال‪ :‬فما بلغ بك ما أرى ؟ قال‪ :‬صدق الديث والصمت عما ل‬
‫طططططططططططططططططططططططططططططططططط‪.‬‬ ‫يعنينط‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو زرعة‪ ,‬حدثنا صفوان‪ ,‬حدثنا الوليد‪ ,‬حدثنا عبد الرحن‬
‫بن يز يد عن جابر قال‪ :‬إن ال ر فع لقمان الك يم بكم ته‪ ,‬فرآه ر جل كان يعر فه ق بل‬
‫ذلك‪ ,‬فقال له‪ :‬ألست عبد بن فلن الذي كنت ترعى بالمس ؟ قال‪ :‬بلى‪ ,‬قال‪ :‬فما بلغ‬
‫بك ما أرى ؟ قال‪ :‬قدر ال‪ ,‬وأداء الما نة‪ ,‬و صدق الديث‪ ,‬وتركي ما ل يعني ن‪ ,‬فهذه‬
‫الَثار منها ما هو مصرح فيه بنفي كونه نبيا‪ ,‬ومنها ما هو مشعر بذلك‪ ,‬لن كونه عبدا‬
‫قد م سه الرق ينا ف كو نه نبيا‪ ,‬لن الر سل كا نت تب عث ف أح ساب قوم ها‪ ,‬ولذا كان‬
‫جهور السلف على أنه ل يكن نبيا‪ ,‬وإنا ينقل كونه نبيا عن عكرمة إن صح السند إليه‪,‬‬
‫فإ نه رواه ا بن جر ير وقال ا بن أ ب حا ت من حد يث وك يع عن إ سرائيل عن جابر عن‬
‫عكرمة‪ ,‬قال‪ :‬كان لقمان نبيا‪ ,‬وجابر هذا هو ابن يزيد العفي‪ ,‬وهو ضعيف‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال ع بد ال بن و هب‪ :‬أ خبن ع بد ال بن عياش القتبا ن عن ع مر مول غفرة‪ ,‬قال‪:‬‬
‫وقف رجل على لقمان الكيم‪ ,‬فقال‪ :‬أنت لقمان‪ ,‬أنت عبد بن السحاس ؟ قال‪ :‬نعم‪,‬‬
‫قال‪ :‬أ نت را عي الغ نم ؟ قال‪ :‬ن عم‪ ,‬قال‪ :‬أ نت ال سود ؟ قال‪ :‬أ ما سوادي فظا هر‪ ,‬ف ما‬
‫الذي يعج بك من أمري ؟ قال‪ :‬و طء الناس ب ساطك‪ ,‬وغشي هم با بك‪ ,‬ورضا هم بقولك‪.‬‬
‫قال‪ :‬يا ا بن أ خي إن صَغيت إل ما أقول لك ك نت كذلك‪ ,‬قال لقمان‪ :‬غ ضي ب صري‬
‫وك في ل سان‪ ,‬وع فة طعم ت وحف ظي فر جي‪ ,‬وقول ب صدق‪ ,‬ووفائي بعهدي‪ ,‬وتكرم ت‬
‫ضيفي‪ ,‬وحفظي جاري وتركي ما ل يعنين‪ ,‬فذاك الذي صين إل ما ترى‪ ).‬وقال ابن‬
‫أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أ ب‪ ,‬حدثنا ا بن نف يل‪ ,‬حدث نا عمرو بن وا قد‪ ,‬عن عبدة بن رباح‪ ,‬عن‬
‫ربيعة عن أب الدرداء أنه قال يوما وذكر لقمان الكيم‪ ,‬فقال‪ :‬ما أوت ما أوت عن أهل‬
‫ول مال ول حسب ول خصال‪ ,‬ولكنه كان رجلً صمصامة سكيتا‪ ,‬طويل التفكر‪ ,‬عميق‬

‫‪566‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫النظطر‪ ,‬ل ينطم نارا قطط‪ ,‬ول يره أحطد قطط يبزق ول يتنخطع‪ ,‬ول يبول ول يتغوط‪ ,‬ول‬
‫يغتسل‪ ,‬ول يعبث ول يضحك‪ ,‬وكان ل يعيد منطقا نطقه إل أن يقول حكمة يستعيدها‬
‫إياه أحطد‪ ,‬وكان قطد تزوج وولد أولد‪ ,‬فماتوا فلم يبطك عليهطم‪ ,‬وكان يغشطى السطلطان‬
‫ويأتطط الكام لينظططر ويتفكططر ويعتططب‪ ,‬فبذلك أوتطط مططا أوتطط‪.‬‬
‫و قد ورد أ ثر غر يب عن قتادة رواه ا بن أ ب حا ت فقال‪ :‬حدث نا أ ب‪ ,‬حدث نا العباس بن‬
‫الوليد‪ ,‬حدثنا زيد بن يي بن عبيد الزاعي‪ ,‬حدثنا سعيد عن ابن بشي قتادة قال‪ :‬خي‬
‫ال لقمان الكيم بي النبوة والكمة‪ ,‬فاختار الكمة على النبوة‪ ,‬قال‪ :‬فأتاه جبيل وهو‬
‫نائم‪ ,‬فذر عليه الكمة‪ ,‬أو رش عليه الكمة‪ ,‬قال‪ :‬فأصبح ينطق با‪ ,‬قال سعيد‪ :‬فسمعت‬
‫عن قتادة يقول‪ :‬قيل للقمان‪ :‬كيف اخترت الكمة على النبوة‪ ,‬وقد خيك ربك ؟ فقال‪:‬‬
‫إ نه لو أر سل إل بالنبوة عز مة لرجوت ف يه الفوز م نه‪ ,‬ولك نت أر جو أن أقوم ب ا‪ ,‬ولك نه‬
‫خين فخفت أن أضعف عن النبوة‪ ,‬فكانت الكمة أحب إل‪ .‬فهذا من رواية سعيد بن‬
‫بشي‪ ,‬وفيه ضعف قد تكلموا فيه بسببه‪ ,‬فال أعلم‪ ,‬والذي رواه سعيد بن أب عروبة عن‬
‫قتادة ف قوله تعال‪{ :‬ولقد آتينا لقمان الكمة} أي الفقه ف السلم‪,‬ول يكن نبيا ول‬
‫يوح إليطططططططططططططططططططططططططططططططططه‪.‬‬
‫وقوله {ولقد آتينا لقمان الكمة} أي الفهم والعلم والتعبي {أن أشكر ال} أي أمرناه‬
‫أن يشكر ال عز وجل على ما آتاه ال ومنحه ووهبه من الفضل الذي خصصه به عمن‬
‫سواه من أبناء جنسه وأهل زمانه‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬ومن يشكر فإنا يشكر لنفسه} أي إنا‬
‫يعود نفطع ذلك وثوابطه على الشاكريطن لقوله تعال‪{ :‬ومطن عمطل صطالا فلنفسطهم‬
‫يهدون}‪ .‬وقوله {ومطن كفطر فإن ال غنط حيطد} أي غنط عطن العباد ل يتضرر بذلك‬
‫ولوكفر أهل الرض كلهم جيعا‪ ,‬فإنه الغن عما سواه‪ ,‬فل إله إل ال ول نعبد إل إياه‪.‬‬

‫صيْنَا‬‫شرِ كْ بِاللّ هِ إِ نّ الشّرْ كَ َلظُلْ ٌم عَظِي مٌ * َووَ ّ‬ ‫** َوإِذْ قَالَ ُلقْمَا نُ لبْنِ ِه َو ُهوَ َيعِظُ ُه َيبُنَ يّ لَ تُ ْ‬
‫الِنْ سَا َن ِبوَالِ َديْ هِ حَ َمَلتْ هُ ُأمّ ُه َوهْنا عََل َى َوهْ ٍن وَفِ صَالُهُ فِي عَا َميْ نِ أَ ِن اشْكُرْ لِي وَِلوَالِ َديْ كَ إِلَ يّ‬
‫ل تُ ِط ْعهُمَا وَصَا ِحْبهُمَا فِي‬ ‫ك بِ ِه عِلْمٌ َف َ‬‫الْمَصِيُ * َوإِن جَاهَدَاكَ عََلىَ أَن تُشْرِ َك بِي مَا َليْسَ لَ َ‬
‫ال ّدنْيَا َمعْرُوفا وَاّتبِ عْ َسبِي َل مَ نْ َأنَا بَ إِلَ يّ ثُ مّ إِلَ ّي مَ ْر ِجعُكُ مْ َفُأنَّبئُكُ ْم بِمَا كُنتُ ْم َتعْمَلُو نَ‬

‫‪567‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال م با عن و صية لقمان لولده‪ ,‬و هو لقمان بن عنقاء بن سدون‪ ,‬وا سم اب نه‬
‫ثاران ف قول حكاه السهيلي‪ ,‬وقد ذكره ال تعال بأحسن الذكر‪ ,‬وأنه آتاه الكمة‪ ,‬وهو‬
‫يوصي ولده الذي هو أشفق الناس عليه وأحبهم إليه‪ ,‬فهو حقيق أن ينحه أفضل ما يعرف‬
‫ولذا أوصطاه أو ًل بأن يعبطد ال ول يشرك بطه شيئا‪ ,‬ثط قال مذرا له {إن الشرك لظلم‬
‫عظ يم} أي هو أع ظم الظلم‪ .‬قال البخاري‪ :‬حدثنا قتيبة‪ ,‬حدثنا جر ير عن الع مش عن‬
‫إبراهيم عن علقمة عن عبد ال قال‪ :‬لا نزلت {الذين آمنوا ول يلبسوا إيانم بظلم} شق‬
‫ذلك على أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم وقالوا‪ :‬أينا ل يلبس إيانه بظلم ؟ فقال‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «إ نه ل يس بذاك‪ ,‬أل ت سمع إل قول لقمان { يا ب ن ل‬
‫تشرك بال إن الشرك لظلم عظيم}» ورواه مسلم من حديث العمش به‪ ,‬ث قرن بوصيته‬
‫إياه بعبادة ال وحده الب بالوالديطن‪ ,‬كمطا قال تعال‪{ :‬وقضطى ربطك أن ل تعبدوا إل إياه‬
‫وبالوالديطن إحسطانا} وكثيا مطا يقرن تعال بيط ذلك فط القرآن‪ ,‬وقال ههنطا {ووصطينا‬
‫الن سان بوالد يه حل ته أ مه وهنا على و هن} قال ما هد‪ :‬مش قة و هن الولد‪ ,‬وقال قتادة‬
‫ططططف‪.‬‬ ‫ططططان ضعفا على ضعط‬ ‫ططططد‪ ,‬وقال عطاء الراسط‬ ‫جهدا على جهط‬
‫وقوله {وفصاله ف عامي} أي تربيته وإرضاعه بعد وضعه ف عامي‪ ,‬كما قال تعال‪:‬‬
‫{والوالدات يرضعن أولدهن حولي كاملي لن أراد أن يتم الرضاعة} الَية‪ ,‬ومن ههنا‬
‫ا ستنبط ا بن عباس وغيه من الئ مة أن أ قل مدة ال مل ستة أش هر‪ ,‬ل نه قال ف الَ ية‬
‫الخرى {وحله وفصاله ثلثون شهرا} وإنا يذكر تعال تربية الوالدة وتعبها ومشقتها ف‬
‫سهرها ليلً ونارا‪ ,‬ليذكر الولد بإحسانا التقدم إليه‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وقل رب ارحهما‬
‫ك ما ربيا ن صغيا} ولذا قال {أن اش كر ل ولوالد يك إلّ ال صي} أي فإ ن سأجزيك‬
‫على ذلك أوفططططططططططططططططططططططططططططر جزاء‪.‬‬
‫قال ا بن حا ت‪ :‬حدث نا أ بو زر عة‪ ,‬حدث نا ع بد ال بن أ ب شي بة وممود بن غيلن قال‪:‬‬
‫حدثنا عبيد ال‪ ,‬أخبنا إسرائيل عن أب اسحاق عن سعيد بن وهب قال‪ :‬قدم علينا معاذ‬
‫بن ج بل‪ ,‬وكان بع ثه ال نب صلى ال عليه و سلم فقام فح مد ال وأث ن عليه‪ ,‬ث قال‪ :‬إ ن‬
‫ر سول ر سول ال صلى ال عل يه و سلم إلي كم أن تعبدوا ال ول تشركوا به شيئا‪ ,‬وأن‬

‫‪568‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تطيعو ن ل آلو كم خيا‪ ,‬وإن ال صي إل ال إل ال نة أو إل النار إقا مة فل ظ عن‪ ,‬وخلود‬
‫فل موت‪.‬‬
‫وقوله {وإن جاهداك على أن تشرك ب ما ليس لك به علم فل تطعهما} أي إن حرصا‬
‫عليك كل الرص على أن تتابعهما على دينهما فل تقبل منهما ذلك‪ ,‬ول ينعك ذلك من‬
‫أن ت صاحبهما ف الدن يا معروفا‪ ,‬أي م سنا إليه ما‪{ ,‬وات بع سبيل من أناب إل} يع ن‬
‫الؤمن ي‪ { ,‬ث إِل مرجع كم فأنبئ كم ب ا كن تم تعلمون} قال ال طبان ف كتاب العشرة‪:‬‬
‫حدثنا أبو عبد الرحن عبد ال بن أحد بن حنبل‪ ,‬حدثنا أحد بن أيوب بن راشد‪ ,‬حدثنا‬
‫مسلمة بن علقمة عن داود بن أب هند أن سعد بن مالك قال‪ :‬أنزلت ف هذه الَية {وإن‬
‫جاهداك على أن تشرك ب ما ليس لك به علم فل تطعهما} الَية‪ ,‬قال‪ :‬كنت رجلً برا‬
‫بأمي‪ ,‬فلما أسلمت قالت‪ :‬يا سعد ما هذا الذي أراك قد أحدثت لتدعن دينك هذا أول‬
‫آكل ول أشرب حت أموت فتعي ب ‪ ,‬فيقال‪ :‬يا قاتل أمه‪ ,‬فقلت‪ :‬ل تفعلي يا أمه‪ ,‬فإن ل‬
‫أدع دي ن هذا لش يء‪ .‬فمك ثت يوما وليلة ل تأ كل‪ ,‬فأ صبحت قد جهدت‪ ,‬مك ثت يوما‬
‫وليلة أخرى ل تأكل‪ ,‬فأصبحت قد اشتد جهدها‪ ,‬فلما رأيت ذلك قلت‪ :‬يا أمه تعلمي‬
‫وال لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفسا نفسا ما تركت دين هذا لشيء‪ ,‬فإن شئت‬
‫فكلي وإن شئت ل تأكلي‪ ,‬فأكلت‪.‬‬

‫خ َرةٍ َأوْ فِي ال سّمَاوَاتِ َأوْ فِي‬ ‫ك ِمْثقَالَ َحّبةٍ مّ نْ َخرْ َدلٍ َفتَكُ نْ فِي صَ ْ‬ ‫** َيُبنَ يّ ِإّنهَآ إِن تَ ُ‬
‫ف وَانْ َه عَ نِ‬
‫لةَ َوْأمُ ْر بِالْ َم ْعرُو ِ‬
‫صَ‬‫ض يَأْ تِ بِهَا اللّ هُ إِ نّ اللّ هَ لَطِي فٌ َخبِيٌ * َيُبنَ يّ أَقِ ِم ال ّ‬
‫الرْ ِ‬
‫س وَلَ‬ ‫صعّرْ خَدّ كَ لِلنّا ِ‬ ‫ك مِ ْن عَزْ ِم الُمُورِ * وَ َل تُ َ‬ ‫صبِ ْر عََلىَ مَآ أَ صَابَكَ إِ نّ ذَلِ َ‬ ‫الْ ُمنْكَ ِر وَا ْ‬
‫شيِكَ وَا ْغضُضْ‬ ‫ختَالٍ َفخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَ ْ‬ ‫حبّ كُ ّل مُ ْ‬ ‫تَمْشِ فِي ال ْرضِ َمرَحا إِنّ اللّهَ َل يُ ِ‬
‫ت الْحَمِيِ‬ ‫طوْ ُ‬
‫طوَاتِ لَصططط َ‬ ‫ط ْوتِكَ إِنططططّ أَنكَرَ الصططط ْ‬ ‫مِططططن صططط َ‬
‫هذه وصايا نافعة قد حكاها ال سبحانه عن لقمان الكيم‪ ,‬ليمتثلها الناس ويقتدوا با‪,‬‬
‫فقال { يا ب ن إن ا إن تك مثقال ح بة من خردل} أي إن الظل مة أو الطيئة لو كا نت‬
‫مثقال حبة من خردل‪ ,‬وجوز بعضهم أن يكون الضمي ف قوله إنا ضمي الشأن والقصة‪,‬‬
‫وجوز على هذا ر فع مثقال‪ ,‬والول أول‪ .‬وقوله عز و جل {يأت ب ا ال} أي أحضر ها‬

‫‪569‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال يوم القيامة حي يضع الوازين القسط‪ ,‬وجازى عليها إن خيا فخي‪ ,‬وإن شرا فشر‪,‬‬
‫ك ما قال تعال‪{ :‬ون ضع الواز ين الق سط ليوم القيا مة فل تظلم ن فس شيئا} الَ ية‪ .‬وقال‬
‫تعال‪{ :‬ف من يعمطل مثقال ذرة خيا يره * ومطن يع مل مثقال ذرة شرا يره} ولو كانطت‬
‫تلك الذرة م صنة مج بة ف دا خل صخرة صماء‪ ,‬أو غائ بة ذاه بة ف ارجاء ال سموات‬
‫والرض‪ ,‬فإن ال يأتط باط‪ ,‬لنطه ل تفطى عليطه خافيطة‪ ,‬ول يعزب عنطه مثقال ذرة فط‬
‫ال سموات ول ف الرض‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬إن ال لط يف خبي} أي لط يف العلم‪ ,‬فل‬
‫تفى عليه الشياء وإن دقت ولطفت وتضاءلت‪{ ,‬خبي} بدبيب النمل ف الليل البهيم‪.‬‬
‫وقد زعم بعضهم أن الراد بقوله{فتكن ف صخرة} أنا صخرة تت الرضي السبع‪,‬‬
‫وذكره السدي بإسناده ذلك الطروق عن ابن مسعود وابن عباس وجاعة من الصحابة إن‬
‫صح ذلك‪ ,‬ويروى هذا عن عطية العوف وأب مالك والثوري والنهال بن عمرو وغيهم‪,‬‬
‫وهذا ط وال أعلم ط كأنه متلقى من السرائيليات الت ل تصدق ول تكذب‪ ,‬والظاهر‬
‫طط وال أعلم طط أن الراد أن هذه البطة فط حقارتاط لو كانطت داخطل صطخرة‪ ,‬فإن ال‬
‫سيبديها ويظهرها بلطيف علمه‪ .‬كما قال المام أحد‪ :‬حدثنا حسن بن موسى‪ ,‬حدثنا‬
‫ابن ليعة‪ ,‬حدثنا دراج عن أب اليثم‪ ,‬عن أب سعيد الدري عن رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم قال «لو أن أحد كم يع مل ف صخرة صماء ل يس ل ا باب ول كوة لرج عمله‬
‫للناس كائنا مططططططططططططططططططططططططططططا كان»‪.‬‬
‫ث قال {يا بن أقم الصلة} أي بدودها وفروضها وأوقاتا {وأمر بالعروف وانه عن‬
‫الن كر} أي ب سب طاق تك وجهدك {وا صب على ما أ صابك} علم أن الَ مر بالعروف‬
‫والناهي عن النكر ل بد أن يناله من الناس أذى‪ ,‬فأمره بالصب‪ .‬وقوله {إن ذلك من عزم‬
‫المور} أي إن الصطب على أذى الناس لنط عزم المور وقوله {ول تصطعر خدك للناس}‬
‫يقول ل تعرض بوج هك عن الناس إذا كلمت هم أو كلموك احتقارا م نك ل م‪ ,‬وا ستكبارا‬
‫علي هم‪ ,‬ول كن ألن جان بك واب سط وج هك إلي هم‪ ,‬ك ما جاء ف الد يث «ولو أن تل قى‬
‫أخاك ووجهك إليه منبسط‪ ,‬وإياك وإسبال الزار فإنا من الخيلة‪ ,‬والخيلة ل يبها ال»‪.‬‬
‫قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف قوله {ول تصعر خدك للناس} يقول ل تتكب‬
‫فتح قر عباد ال‪ ,‬وتعرض عن هم بوج هك إذا كلموك‪ ,‬وكذا روى العو ف وعكر مة ع نه‪.‬‬

‫‪570‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال مالك عن ز يد بن أ سلم {ول ت صعر خدك للناس} ل تتكلم وأ نت معرض‪ ,‬وكذا‬
‫روي عن ماهد وعكرمة ويزيد بن الصم وأب الوزاء وسعيد بن جبي والضحاك وابن‬
‫ز يد وغي هم‪ .‬وقال إبراه يم النخ عي‪ :‬يع ن بذلك التشد يق ف الكلم‪ .‬وال صواب القول‬
‫الول‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬وأصل الصعر داء يأخذ البل ف أعناقها أو رؤوسها‪ ,‬حت تلفت‬
‫أعناقهطا عطن رؤوسطها‪ ,‬فشبطه بطه الرجطل التكطب‪ ,‬ومنطه قول عمرو بطن حيطي التغلبط‪.‬‬
‫وكنططططا إذا البار صططططعر خدهأقمنططططا له مططططن ميله فتقومططططا‬
‫وقال أبطو طالب فط شعره‪:‬وكنطا قديا ل نقطر ظلمةإذا مطا ثنوا صطعر الرؤوس نقيمهطا‬
‫وقوله {ول تشط فط الرض مرحطا} أي خيلء متكطبا جبارا عنيدا‪ ,‬ل تفعطل ذلك‬
‫يبغ ضك ال‪ ,‬ولذا قال {إن ال ل ي ب كل متال فخور} أي متال مع جب ف نف سه‪,‬‬
‫فخور أي على غيه‪ .‬وقال تعال‪{ :‬ول ت ش ف الرض مرحا إ نك لن ترق الرض ولن‬
‫تبلغ البال طولً} وقطد تقدم الكلم على ذلك فط موضعطه‪ .‬وقال الافطظ أبطو القاسطم‬
‫الطبان‪ :‬حدثنا ممد بن عبد ال الضرمي‪ ,‬حدثنا ممد بن عمران بن أب ليلى‪ ,‬حدثنا‬
‫أب عن ابن أب ليلى عن عيسى عن عبد الرحن بن أب ليلى عن ثابت بن قيس بن شاس‬
‫قال‪ :‬ذكر الكب عند رسول ال صلى ال عليه وسلم فشدد فيه‪ ,‬فقال «إن ال ل يب كل‬
‫متال فخور» فقال رجل من القوم‪ :‬وال يا رسول ال إن لغسل ثياب فيعجبن بياضها‪,‬‬
‫ويعجب ن شراك نعلي‪ ,‬وعل قة سوطي‪ ,‬فقال «ل يس ذلك ال كب‪ ,‬إن ا ال كب أن ت سفه ال ق‬
‫وتغمط الناس» ورواه من طريق أخرى بثله‪ ,‬وفيه قصة طويلة‪ ,‬ومقتل ثابت ووصيته بعد‬
‫موتطططططططططططططططططططططططططططططططططططه‪.‬‬
‫وقوله {واقصد ف مشيك} أي امش مقتصدا مشيا ليس بالبطيء التثبط‪ ,‬ول بالسريع‬
‫الفرط‪ ,‬بل عد ًل و سطا ب ي ب ي‪ .‬وقوله {واغ ضض من صوتك} أي ل تبالغ ف الكلم‬
‫ول تر فع صوتك في ما ل فائدة ف يه‪ ,‬ولذا قال {إن أن كر ال صوات ل صوت الم ي} قال‬
‫ماهد وغي واحد‪ :‬إن أقبح الصوات لصوت المي‪ ,‬أي غاية من رفع صوته أنه يشبه‬
‫بالمي ف علوه ورفعه‪ ,‬ومع هذا هو بغيض إل ال تعال‪ ,‬وهذا التشبيه ف هذا بالمي‪,‬‬
‫يقت ضي تري ه وذ مه غا ية الذم‪ ,‬لن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال «ل يس ل نا م ثل‬
‫السطططوء العائد فططط هبتطططه كالكلب يقيطططء ثططط يعود فططط قيئه»‪.‬‬

‫‪571‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال النسائي عند تفسي هذه الَية‪ :‬حدثنا قتيبة بن سعيد ‪ ,‬حدثنا الليث عن جعفر بن‬
‫ربي عة عن العرج‪ ,‬عن أ ب هريرة عن ال نب صلى ال عل يه و سلم قال «إذا سعتم صياح‬
‫الديكة فاسألوا ال من فضله‪ ,‬وإذا سعتم نيق المي فتعوذوا بال من الشيطان‪ ,‬فإنا رأت‬
‫شيطانا» وقد أخرجه بقية الماعة سوى ابن ماجه من طرق عن جعفر بن ربيعة به‪ ,‬وف‬
‫بعططططططططططططض اللفاظ‪ :‬بالليططططططططططططل‪ ,‬فال أعلم‪.‬‬
‫فهذه وصايا نافعة جدا‪ ,‬وهي من قصص القرآن عن لقمان الكيم‪ ,‬وقد روي عنه من‬
‫ال كم والواعظ أشياء كثية‪ ,‬فلنذ كر من ها أنوذجا ودستورا إل ذلك‪ .‬قال المام أح د‪:‬‬
‫حدثنا علي بن إسحاق‪ ,‬أخبنا ابن البارك‪ ,‬أخبنا سفيان‪ ,‬أخبن نشل بن ممع الضب‬
‫عن قزعة عن ابن عمر قال‪ :‬أخبنا رسول ال صلى ال عليه وسلم قال «إن لقمان الكيم‬
‫كان يقول‪ :‬إن ال إذا اسطتودع شيئا حفظطه»‪ .‬وروى ابطن أبط حاتط‪ :‬حدثنطا أبطو سطعيد‬
‫الشج‪ ,‬حدثنا عيسى بن يونس عن الوزاعي عن موسى بن سليمان‪ ,‬عن القاسم يدث‬
‫عن أ ب مو سى الشعري أن ر سول ال صلى ال عليه و سلم قال «قال لقمان لبنه و هو‬
‫يعظططه‪ :‬يططا بنطط إياك والتقنططع‪ ,‬فإنططه موفططة بالليططل مذمططة بالنهار»‪.‬‬
‫وقال‪ :‬حدث نا أ ب حدث نا عمرو بن عثمان عن ضمرة‪ ,‬حدث نا الثري بن ي ي قال‪ :‬قال‬
‫لقمان لب نه‪ :‬يا ب ن إن الك مة أجل ست ال ساكي مالس اللوك‪ .‬وقال أيضا‪ :‬حدثنا أ ب‪,‬‬
‫حدثنا عبدة بن سليمان ‪ ,‬أخبنا ابن البارك‪ ,‬حدثنا عبد الرحن السعودي عن عون بن‬
‫ع بد ال قال‪ :‬قال لقمان لب نه‪ :‬يا ب ن إذا أت يت نادي قوم فارم هم ب سهم ال سلم‪ ,‬يع ن‬
‫ال سلم‪ ,‬ث اجلس ف ناحيت هم فل تن طق ح ت ترا هم قد نطقوا‪ ,‬فإن أفاضوا ف ذ كر ال‪,‬‬
‫فأجطل سطهمك معهطم‪ ,‬وإن أفاضوا فط غيط ذلك فتحول عنهطم إل غيهطم‪ .‬وقال أيضا‪:‬‬
‫حدثنا أب‪ ,‬حدثنا عمرو بن سعيد بن كثي بن دينار‪ ,‬حدثنا ضمرة عن حفص بن عمر‬
‫قال‪ :‬وضع لقمان جرابا من خردل إل جانبه‪ ,‬وجعل يعظ ابنه وعظة ويرج خردلة حت‬
‫نفذ الردل‪ ,‬فقال‪ :‬يا بن لقد وعظتك موعظة لو وعظها جبل تف طر‪ ,‬قال‪ :‬فتفطر ابنه‪.‬‬
‫وقال أ بو القا سم ال طبان‪ :‬حدث نا ي ي بن ع بد البا قي ال صيصي‪ ,‬حدث نا أح د بن ع بد‬
‫الرحن الران‪ ,‬حدثنا عثمان بن عبد الرحن الطرائفي‪ ,‬حدثنا أنس بن سفيان القدسي‬
‫عن خليفة بن سلم عن عطاء بن أب رباح عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬

‫‪572‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عل يه و سلم «اتذوا ال سودان‪ ,‬فإن ثل ثة من هم من سادات أ هل ال نة‪ :‬لقمان الك يم‪,‬‬
‫والنجاشطططي‪ ,‬وبلل الؤذن» قال أبطططو القاسطططم الططططبان أراد البطططش‪.‬‬

‫فصطططططططططل فططططططططط المول والتواضطططططططططع‬


‫وذلك متعلق بوصية لقمان عليه السلم لبنه‪ .‬وقد جع ف ذلك الافظ أبو بكر بن أب‬
‫الدنيا كتابا مفردا‪ ,‬ونن نذكر منه مقاصده‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا إبراهيم بن النذر‪ ,‬حدثنا عبد ال‬
‫بن مو سى الد ن عن أ سامة بن ز يد بن ح فص بن ع بد ال بن أ نس عن جده أ نس بن‬
‫مالك‪ ,‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول «رب أشعث ذي طمرين يصفح عن‬
‫أبواب الناس إذا أق سم على ال لبره» ث رواه من حديث جع فر بن سليمان عن ثا بت‪,‬‬
‫وعلي بن ز يد عن أ نس عن ال نب صلى ال عل يه و سلم فذكره‪ ,‬وزاد «من هم الباء بن‬
‫مالك»‪.‬‬
‫وقال أبو بكر بن سهل التميمي‪ :‬حدثنا ابن أب مري‪ ,‬حدثنا نافع بن زيد عن عياش بن‬
‫عباس عن عيسى بن عبد الرحن‪ ,‬عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر رضي ال عنه أنه‬
‫دخل السجد‪ ,‬فإذا هو بعاذ بن جبل يبكي عند قب رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‬
‫له‪ :‬ما يبكيك يا معاذ ؟ قال‪ :‬حديث سعته عن ر سول ال صلى ال عليه و سلم‪ :‬سعته‬
‫يقول «إن الي سي من الرياء شرك‪ ,‬وإن ال ي ب التقياء الخفياء الثرياء‪ ,‬الذ ين إذا غابوا‬
‫ل يفتقدوا‪ ,‬وإذا حضروا ل يعرفوا‪ ,‬قلوبم مصابيح الدى‪ ,‬ينجون من كل غباء مظلمة»‪.‬‬
‫حدثنا الوليد بن شجاع‪ ,‬حدثنا عفان بن علي عن حيد بن عطاء العرج عن عبد ال‬
‫بن الارث عن ع بد ال بن م سعود ر ضي ال ع نه‪ ,‬عن ال نب صلى ال عل يه و سلم قال‬
‫«رب ذي طمر ين ل يؤ به له لو أق سم على ال لبره‪ ,‬لو قال‪ :‬الل هم إ ن أ سألك ال نة‬
‫لعطاه النة‪ ,‬ول يعطه من الدنيا شيئا»‪ .‬وقال أيضا‪ :‬حدثنا إسحاق بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا‬
‫أبو معاوية عن العمش عن سال بن أب العد قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫«إن من أمت من لو أتى باب أحدكم يسأله دينارا أو درها أو فلسا ل يعطه‪ ,‬ولو سأل‬
‫ال النطة لعطاه إيا ها‪ ,‬ولو سأله الدن يا ل يع طه إيا ها‪ ,‬ول ينع ها إياه لوا نه عل يه‪ ,‬ذو‬
‫طمريططن ل يؤبططه له لو أقسططم على ال لبره» وهذا مرسططل مططن هذا الوجططه‪.‬‬

‫‪573‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال أيضا‪ :‬حدث نا إ سحاق ا بن إبراه يم‪ ,‬أخب نا جع فر بن سليمان‪ ,‬حدث نا عوف قال‪:‬‬
‫قال أ بو هريرة‪ ,‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «إن من ملوك ال نة من هو‬
‫أشعث أغب ذو طمرين ل يؤبه له الذين إذا استأذنوا على المراء ل يؤذن لم‪ ,‬وإذا خطبوا‬
‫النساء ل ينكحوا‪ ,‬وإذا قالوا ل ينصت ل م‪ ,‬حوائج أحدهم تتجل جل ف صدره‪ ,‬لو قسم‬
‫نوره يوم القيا مة ب ي الناس لو سعهم»‪ .‬قال‪ :‬وأنشد ن ع مر بن ش بة عن ابن عائ شة قال‪:‬‬
‫قال عبططططططططططططططد ال بططططططططططططططن البارك‪:‬‬
‫طططه‬ ‫طططة ونارقط‬ ‫طططه مبثوثط‬‫ططط منل غدازرابيط‬ ‫طططن فط‬ ‫أل رب ذي طمريط‬
‫قطططد اطردت أناره حول قصطططرهوأشرق والتفطططت عليطططه حدائقطططه‬
‫وروي أيضا من حديث عبيد ال بن زحر عن علي بن زيد عن القاسم‪ ,‬عن أب أمامة‬
‫مرفوعا «قال ال‪ :‬من أغبط أوليائي عندي مؤمن خفيف الاذ‪ ,‬ذو حظ من صلة‪ ,‬أحسن‬
‫عبادة ر به وأطا عه ف ال سر‪ ,‬وكان غامضا ف الناس ل يشار إل يه بال صابع إن صب على‬
‫ذلك» قال‪ :‬ث أن فذ ر سول ال صلى ال عل يه و سلم بيده‪ ,‬وقال «عجلت مني ته‪ ,‬و قل‬
‫ترا ثه‪ ,‬وقلت بواك يه» و عن ع بد ال بن عمرو قال‪ :‬أ حب عباد ال إل ال الغرباء‪ ,‬ق يل‪:‬‬
‫ومطن الغرباء ؟ قال‪ :‬الفرارون بدينهطم يمعون يوم القيامطة إل عيسطى بطن مريط‪.‬‬
‫وقال الفضيل بن عياض‪ :‬بلغن أن ال تعال يقول للعبد يوم القيامة‪ :‬أل أنعم عليك‪ ,‬أل‬
‫أعططك‪ ,‬أل أسطترك ؟ أل‪ ...‬أل‪ ...‬أل أُخلط ذكرك‪ .‬ثط قال الفضيطل‪ :‬إن اسطتطعت أل‬
‫تعرف فافعطل‪ ,‬ومطا عليطك أن ل يثنط عليطك‪ ,‬ومطا عليطك أن تكون مذموما عنطد الناس‬
‫ممودا عند ال‪ .‬وكان ابن مييز يقول‪ :‬اللهم إن أسألك ذكرا خاملً‪ .‬وكان الليل بن‬
‫أحد يقول‪ :‬اللهم اجعلن عندك من أرفع خلقك‪ ,‬واجعلن ف نفسي من أوضع خلقك‪.‬‬
‫ططططططك‪.‬‬ ‫ططططططط خلقط‬ ‫ططططططن أوسط‬ ‫ططططططد الناس مط‬ ‫وعنط‬

‫(باب مطططططططا جاء فططططططط الشهرة)‬


‫ث قال‪ :‬حدثنا أحد بن عيسى الصري‪ ,‬حدثنا ابن وهب عن عمر بن الارث وابن ليعة‬
‫عن يزيد بن أب حبيب‪ ,‬عن سنان بن سعد عن أنس عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫أ نه قال‪ :‬ح سب امرىء من ال شر إل من ع صم ال أن يش ي الناس إل يه بال صابع ف دي نه‬

‫‪574‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ودنياه‪ ,‬وإن ال لينظطر إل صطوركم‪ ,‬ولكطن إل قلوبكطم وأعمالكطم» وروي مثله عطن‬
‫إ سحاق بن البهلول عن ا بن أ ب فد يك‪ ,‬عن م مد بن ع بد الوا حد الخن سي‪ ,‬عن ع بد‬
‫الوا حد بن أ ب كث ي عن جابر بن ع بد ال مرفوعا مثله‪ ,‬وروي عن ال سن مر سلً نوه‬
‫فقيل للحسن‪ :‬فإنه يشار إليك بالصابع‪ ,‬فقال‪ :‬إنا الراد من يشار إليه ف دينه بالبدعة وف‬
‫دنياه بالفسططططططططططططططططططططططططططططططططق‪.‬‬
‫وعطن علي رضطي ال عنطه قال‪ :‬لتبدأ لن تشتهطر‪ ,‬ول ترفطع شخصطك لتذكطر‪ ,‬وتعلم‬
‫واكتم‪ ,‬واصمت تسلم‪ ,‬تسر البرار وتغيظ الفجار‪ .‬وقال إبراهيم بن أدهم رحه ال‪ :‬ما‬
‫صدق ال من أحب الشهرة‪ .‬وقال أيوب‪ :‬ما صدق ال عبد إل سره أن ل يشعر بكانه‪.‬‬
‫وقال ممد بن العلء‪ :‬من أحب ال أحب أن ل يعرفه الناس‪ .‬وقال ساك بن سلمة‪ :‬إياك‬
‫وكثرة الخلء وقال أبان بن عثمان‪ :‬إن أحببت أن يسلم إليك دينك فأقل من العارف‪.‬‬
‫كان أبططو العاليططة إذا جلس إليططه أكثططر مططن ثلثططة نضطط وتركهططم‪.‬‬
‫وقال‪ :‬حدثنا علي بن العد‪ ,‬أخبنا شعبة عن عوف عن أب رجاء قال‪ :‬رأى طلحة قوما‬
‫يشون معططططططططططه فقال‪ :‬ذباب طمططططططططططع وفراش النار‪.‬‬
‫وقال ابن إدريس عن هارون بن ابن عنترة عن سليم بن حنظلة قال‪ :‬بينا نن حول أب‬
‫إذ عله عمر بن الطاب بالدرة وقال‪ :‬إنا مذلة للتابع وفتنة للمتبوع‪ .‬وقال ابن عون عن‬
‫السن‪ :‬خرج ابن مسعود فاتبعه أناس‪ ,‬فقال‪ :‬وال لو تعلمون ما أغلق عليه باب ما اتبعن‬
‫من كم رجلن‪ .‬وقال حاد بن ز يد‪ :‬ك نا إذا مرر نا على الجلس ومع نا أيوب ف سلم‪ ,‬ردوا‬
‫ردا شديدا‪ ,‬فكان ذلك يغمطه‪ .‬وقال عبطد الرزاق عطن معمطر‪ :‬كان أيوب يطيطل قميصطه‪,‬‬
‫فقيطل له فط ذلك‪ ,‬فقال‪ :‬إن الشهرة فيمطا مضطى كانطت فط طول القميطص‪ ,‬واليوم فط‬
‫تشميه‪ .‬واصطنع مرة نعلي على حذو نعلي النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فلبسهما أياما ث‬
‫خلعهمطا‪ ,‬وقال‪ :‬ل أر الناس يلبسطونما‪ .‬وقال إبراهيطم النخعطي‪ :‬ل تلبطس مطن الثياب مطا‬
‫يشهر ف الفقهاء ول ما يزدريك السفهاء‪ .‬وقال الثوري‪ :‬كانوا يكرهون من الثياب الياد‬
‫ال ت يشت هر ب ا وير فع الناس إل يه في ها أب صارهم‪ .‬والثياب الرديئة ال ت يت قر في ها وي ستذل‬
‫دينطططططططططططططططططططططططططططططططططططه‪.‬‬

‫‪575‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وحدثنا خالد بن خداش‪ ,‬حدثنا حاد عن أب حسنة صاحب الزيادي قال‪ :‬كنا عند أب‬
‫قلبة إذ دخل عليه رجل عليه أكسية فقال‪ :‬إياكم وهذا المار النهاق‪ .‬وقال السن رحه‬
‫ال‪ :‬إن قوما جعلوا الكب ف قلوبم والتواضع ف ثيابم‪ ,‬فصاحب الكساء بكسائه أعظم‬
‫من صاحب الطرف بطرفه ما لم تفاقدوا‪ .‬وف بعض الخبار أن موسى عليه السلم قال‬
‫لبن إسرائيل‪ :‬ما لكم تأتون عليكم ثياب الرهبان‪ ,‬وقلوبكم قلوب الذئاب‪ ,‬البسوا ثياب‬
‫اللوك‪ ,‬وألينوا قلوبكططططططططططططم بالشيططططططططططططة‪.‬‬

‫(فصطططططططل فططططططط حسطططططططن اللق)‬


‫قال أبو التياح عن أنس رضي ال عنه‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم من أحسن‬
‫الناس خلقا وعطن عطاء عطن ابطن عمطر‪ :‬قيطل يطا رسطول ال أي الؤمنيط أفضطل ؟ قال‬
‫«أحسنهم خلقا»‪ .‬وعن نوح بن عباد عن ثابت عن أنس مرفوعا «إن العبد ليبلغ بسن‬
‫خل قه درجات الَخرة وشرف النازل‪ ,‬وإ نه لضع يف العبادة‪ ,‬وإ نه ليبلغ ب سوء خل قه درك‬
‫جهنم وهو عابد» وعن سيار بن هارون عن حيد عن أنس مرفوعا «ذهب حسن اللق‬
‫ب ي الدن يا والَخرة» و عن عائ شة مرفوعا «إن الع بد ليبلغ ب سن خل قه در جة قائم الل يل‬
‫صطططططططططططططططططططططططططططططططائم النهار»‪.‬‬
‫وقال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثن أبو مسلم عبد الرحن بن يونس‪ ,‬حدثنا عبد ال بن إدريس‪,‬‬
‫أخبن أب وعمي عن جدي عن أب هريرة رضي ال عنه سئل رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم عن أكثر ما يدخل الناس النة‪ ,‬فقال «تقوى ال وحسن اللق»‪ .‬وسئل عن أكثر‬
‫ما يدخل الناس النار‪ ,‬فقال «الجوفان‪ :‬الفم والفرج» وقال أسامة بن شريك‪ :‬كنت عند‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فجاءته العراب من كل مكان‪ ,‬فقالوا‪ :‬يا رسول ال ما‬
‫خيطططط مططططا أعطططططي النسططططان ؟ قال «حسططططن اللق»‪.‬‬
‫وقال يعلى بن ساك عن أم الدرداء عن أب الدرداء يبلغ به قال‪ :‬ما شيء أثقل ف اليزان‬
‫من حسن اللق‪ ,‬وكذا رواه عطاء عن أم الدرداء به‪ .‬وعن مسروق عن عبد ال مرفوعا‬
‫«إن من خياركم أحسنكم أخلقا»‪ .‬حدثنا عبد ال بن أب بدر‪ ,‬حدثنا ممد بن عيسى‬
‫عن ممد بن أب سارة عن السن بن علي قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إن‬

‫‪576‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال ليعطي العبد على الثواب من حسن اللق‪ ,‬كما يعطي الجاهد ف سبيل ال يغدو عليه‬
‫الجر ويروح»‪ .‬وعن مكحول عن أب ثعلبة مرفوعا «إن أحبكم إل وأقربكم من ملسا‬
‫أحاسطنكم أخلقا‪ ,‬وإن أبغضكطم إل وأبعدكطم منط منلً فط النطة مسطاويكم أخلقا‬
‫الثرثارون التشدقون التفيهقون» و عن أ ب أو يس عن م مد بن النكدر عن جابر مرفوعا‬
‫«أل أخبكم بأكملكم إيانا أحاسنكم أخلقا الوطؤون أكنافا الذين يؤلفون ويألفون»‪.‬‬
‫وقال الليث عن يزيد بن عبد ال بن أسامة عن بكر ابن أب الفرات قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم «ما حسن ال خلق رجل وخلقه فتطعمه النار»‪ .‬وعن عبد ال بن‬
‫غالب الدانط عطن أبط سطعيد مرفوعا «خصطلتان ل تتمعان فط مؤمطن‪ :‬البخطل وسطوء‬
‫اللق»‪ .‬وقال ميمون بن مهران عن رسول ال صلى ال عليه وسلم «ما من ذنب أعظم‬
‫عند ال من سوء اللق» وذلك أن صاحبه ل يرج من ذنب إل وقع ف آخر‪ .‬قال‪ :‬حدثنا‬
‫علي بن العد‪ ,‬حدثنا أبو الغية الحسي‪ ,‬حدثنا عبد الرحن بن إسحاق عن رجل من‬
‫قر يش قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم « ما من ذ نب أع ظم ع ند ال من سوء‬
‫اللق‪ ,‬إن اللق ال سن ليذ يب الذنوب‪ .‬ك ما تذ يب الش مس الل يد‪ ,‬وإن اللق ال سيء‬
‫ليفسد العمل كما يفسد الل العسل»‪ .‬وقال عبد ال بن إدريس عن أبيه عن جده عن أب‬
‫هريرة مرفوعا «إنكم ل تسعون الناس بأموالكم‪ ,‬ولكن يسعهم منكم بسط وجوه وحسن‬
‫خلق»‪ .‬وقال ممطططد بطططن سطططيين‪ :‬حسطططن اللق عون على الديطططن‪.‬‬

‫(فصططططططططططل فطططططططططط ذم الكططططططططططب)‬


‫قال علقمة عن ابن مسعود رفعه «ل يدخل النة من ف قلبه مثقال حبة من كب‪ ,‬ول‬
‫يدخل النار من ف قلبه مثقال حبة من إيان» وقال إبراهيم بن أب عبلة عن أب سلمة عن‬
‫عبد ال بن عمرو مرفوعا «من كان ف قلبه مثقال ذرة من كب‪ ,‬أكبه ال على وجهه ف‬
‫النار» حدثنا إسحاق بن إساعيل‪ ,‬حدثنا أبو معاوية عن عمر بن راشد عن إياس بن سلمة‬
‫عن أبيه مرفوعا «ل يزال الرجل يذهب بنفسه حت يكتب عند ال من البارين‪ ,‬فيصيبه‬
‫مطططططططططا أصطططططططططابم مطططططططططن العذاب»‪.‬‬

‫‪577‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال مالك بن دينار‪ :‬ركب سليمان بن داود عليهما السلم ذات يوم البساط ف مائت‬
‫ألف من ال نس ومائ ت ألف من ال ن‪ ,‬فر فع ح ت سع ت سبيح اللئ كة ف ال سماء‪ ,‬ث‬
‫خفضوه حت مست قدمه ماء البحر‪ ,‬فسمعوا صوتا لو كان ف قلب صاحبكم مثقال ذرة‬
‫من كب لسف به أبعد ما رفع قال‪ :‬حدثنا أبو خيثمة‪ ,‬حدثنا يزيد بن هارون عن حاد‬
‫بن سلمة عن ثابت عن أنس قال‪ :‬كان أبو بكر يطبنا فيذكر بدء خلق النسان حت إن‬
‫أحدنططططا ليقذر نفسططططه فيقول‪ :‬خرج مططططن مرى البول مرتيطططط‪.‬‬
‫وقال الشعب‪ :‬من قتل اثني فهو جبار‪ ,‬ث تل {أتريد أن تقتلن كما قتلت نفسا بالمس‬
‫إن تر يد إل أن تكون جبارا ف الرض} وقال ال سن‪ :‬عجبا ل بن آدم يغ سل الرء بيده‬
‫ف اليوم مرت ي‪ ,‬ث يت كب يعارض جبار ال سموات‪ .‬قال‪ :‬حدث نا خالد بن خداش‪ ,‬حدث نا‬
‫حاد بن زيد عن علي بن السن عن الضحاك بن سفيان‪ ,‬فذكر حديث ضرب مثل الدنيا‬
‫ب ا يرج من ا بن آدم وقال ال سن عن ي ي عن أ ب قال‪ :‬إن مط عم بن آدم ضرب مثل‬
‫للدنيا وإن قزحه وملحه‪ .‬وقال ممد بن السي بن علي ط من ولد علي رضي ال عنه‬
‫طط مطا دخطل قلب رجطل شيطء مطن الكطب‪ ,‬إل نقطص مطن عقله بقدر ذلك‪.‬‬
‫وقال يونس بن عبيد‪ :‬ليس مع السجود كب‪ ,‬ول مع التوحيد نفاق‪ .‬ون ظر طاوس إل‬
‫عمر بن عبد العزيز وهو يتال ف مشيته‪ ,‬وذلك قبل أن يستخلف‪ ,‬فطعن طاوس ف جنبه‬
‫بأصبعه‪ ,‬وقال‪ :‬ليس هذا شأن من ف بطنه خرء ؟ فقال له كالعتذر إليه‪ :‬يا عم لقد ضرب‬
‫كل عضو من على هذه الشية حت تعلمتها قال أبو بكر بن أب الدنيا‪ :‬كانت بنو أمية‬
‫يضربون أولدهطططططططم حتططططططط يتعلمون هذه الشيطططططططة‪.‬‬

‫(فصطططططططططططططططل فططططططططططططططط الختيال)‬


‫عن أ ب ليلى عن ا بن بريدة عن أب يه مرفوعا « من جر ثو به خيلء ل ين ظر ال إل يه»‬
‫ورواه عن إسحاق بن إساعيل عن سفيان بن زيد بن أسلم عن ابن ع مر مرفوعا مثله‪.‬‬
‫وحدثنا ممد بن بكار‪ ,‬حدثنا عبد الرحن بن أب الزناد عن أبيه عن العرج عن أب هريرة‬
‫مرفوعا «ل ينظر ال يوم القيامة إل من جر إزاره‪ ,‬وبينما رجل يتبختر ف برديه أعجبته‬

‫‪578‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫نفسه خسف ال به الرض‪ ,‬فهو يتجلجل فيها إل يوم القيامة» وروى الزهري عن سال‬
‫ططططططل إل آخره‪.‬‬ ‫ططططططا رجط‬ ‫ططططططه بينمط‬ ‫ططططططن أبيط‬ ‫عط‬

‫ض َوَأ ْسبَغَ عََلْيكُ ْم ِنعَمَ ُه ظَاهِ َرةً‬


‫** أَلَ ْم َت َروْاْ َأنّ اللّ َه َسخّرَ َلكُ ْم مّا فِي السّمَاوَاتِ َومَا فِي ال ْر ِ‬
‫س مَن يُجَادِلُ فِي اللّ ِه ِب َغيْ ِر عِلْ ٍم وَلَ هُدًى وَلَ ِكتَابٍ ّمنِيٍ * َوإِذَا قِيلَ َلهُ مُ‬ ‫َوبَا ِطَنةً َومِ َن النّا ِ‬
‫شيْطَا ُن يَ ْدعُوهُ مْ إِلَىَ‬ ‫اّتِبعُوْا مَآ أَنزَلَ اللّ هُ قَالُواْ بَ ْل َنّتبِ ُع مَا وَجَدْنَا عََليْ ِه آبَآءَنَا َأوََلوْ كَا نَ ال ّ‬
‫طعِيِ‬‫عَذَابططططططططططططططططِ السططططططططططططططط ّ‬
‫يقول تعال منبها خلقطه على نعمطه عليهطم فط الدنيطا والَخرة بأنطه سطخر لمط مطا فط‬
‫السموات من نوم يستضيئون با ف ليلهم ونارهم‪ ,‬وما يلق فيها من سحاب وأمطار‬
‫وثلج وبرد‪ ,‬وجعله إياهطا لمط سطقفا مفوظا‪ ,‬ومطا خلق لمط فط الرض مطن قرار وأنار‬
‫وأشجار وزروع وثار‪ ,‬وأ سبغ علي هم نع مه الظاهرة والباط نة من إر سال الر سل وإنزال‬
‫الكتب وإزاحة الشبه والعلل‪ ,‬ث مع هذا كله ما آمن الناس كلهم‪ ,‬بل منهم من يادل ف‬
‫ال‪ ,‬أي ف توحيده وإر ساله الر سل ومادل ته ف ذلك بغ ي علم‪ ,‬ول م ستند من ح جة‬
‫صحيحة‪ ,‬ول كتاب مأثور صحيح‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬و من الناس من يادل ف ال بغ ي‬
‫علم ول هدى ول كتاب مني} أي مبي مضيء {وإذا قيل لم} أي لؤلء الجادلي ف‬
‫توح يد ال {اتبعوا ما أنزل ال} أي على ر سوله من الشرائع الطهرة{قالوا بل نت بع ما‬
‫وجدنا عليه آباءنا} أي ل يكن لم حجة إل اتباع الَباء القدمي‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬أولو‬
‫كان آباؤ هم ل يعقلون شيئا ول يهتدون} أي ف ما ظن كم أي ها الحتجون ب صنيع آبائ هم‬
‫أنمط كانوا على ضللة وأنتطم خلف لمط فيمطا كانوا فيطه‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬أو لو كان‬
‫الشيطان يدعوهطططططططططططم إل عذاب السطططططططططططعي}‪.‬‬

‫ك بِاْلعُ ْروَ ِة اْل ُوثْ َقىَ َوإَِلىَ اللّ ِه عَاقَِب ُة‬


‫** َومَن يُ سِْل ْم وَ ْجهَ هُ إِلَى اللّ ِه َو ُهوَ ُمحْ سِنٌ َفقَ ِد ا ْستَمْسَ َ‬
‫المُورِ * َومَن َكفَرَ َفلَ َيحْزُنكَ ُكفْرُهُ إِلَْينَا مَرْ ِج ُعهُمْ َفُنَنبُّئهُم بِمَا عَ ِمُل َواْ إِنّ اللّهَ عَلِي ٌم بِذَاتِ‬
‫ط َنضْ َط ّرهُمطططْ إِلَ َى عَذَابطططٍ غَلِيظطططٍ‬ ‫الصطططّدُورِ * نُ َمّت ُعهُمطططْ َقلِيلً ثُمطط ّ‬

‫‪579‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال م با ع من أ سلم وجههلله أي أخلص له الع مل وانقاد لمره وات بع شر عه‪,‬‬
‫ولذا قال {وهو مسن} أي ف عمله باتباع ما به أمر‪ ,‬وترك ما عنه زجر {فقد استمسك‬
‫بالعروة الوثقى} أي فقد أخذ موثقا من ال متينا ل يعذبه {وإل ال عاقبة المور * ومن‬
‫كفر فل يزنك كفره} أي ل تزن عليهم يا ممد ف كفرهم بال وبا جئت به‪ ,‬فإن قدر‬
‫ال نافذ فيهم‪ ,‬وإل ال مرجعهم فينبئهم با عملوا‪ ,‬أي فيجزيهم عليه {إن ال عليم بذات‬
‫الصطدور} فل تفطى عليطه خافيطة‪ ,‬ثط قال تعال‪{ :‬نتعهطم قليلً} أي فط الدنيطا {ثط‬
‫نضطرهم} أي نلجئهم {إل عذاب غليظ} أي فظيع صعب مشق على النفوس‪ ,‬كما قال‬
‫تعال‪{ :‬إن الذين يفترون على ال الكذب ل يفلحون * متاع ف الدنيا ث إلينا مرجعهم ث‬
‫نذيقهطططططططم العذاب الشديطططططططد باططططططط كانوا يكفرون}‪.‬‬

‫حمْدُ لِلّ ِه بَلْ أَ ْكثَ ُرهُ مْ َل‬


‫ت وَالرْ ضَ َليَقُولُ نّ اللّ هُ قُ ِل الْ َ‬‫** وََلئِن سَأَْلَتهُ ْم مّ نْ خَلَ َق ال سّمَاوَا ِ‬
‫حمِي ُد يقول تعال مبا عن‬ ‫ت وَالرْضَ إِنّ اللّ َه ُهوَ اْل َغنِيّ الْ َ‬‫َيعْلَمُونَ * ِللّ ِه مَا فِي السّمَاوَا ِ‬
‫هؤلء الشركي به أنم يعرفون أن ال خالق السموات والرض وحده ل شريك له‪ ,‬ومع‬
‫هذا يعبدون معه شركاء يعترفون أنا خلق له وملك له‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ولئن سألتم من‬
‫خلق السموات والرض ليقولن ال قل المد ل} أي إذ قامت عليكم الجة باعترافكم‬
‫{بل أكثرهم ل يعلمون}‪ .‬ث قال تعال‪{ :‬ل ما ف السموات والرض} أي هو خلقه‬
‫ومل كه {إن ال هوالغ ن الم يد} أي الغ ن ع ما سواه‪ .‬و كل شيء فق ي إليه‪ ,‬الم يد ف‬
‫ج يع ما خلق‪ ,‬له ال مد ف ال سموات والرض على ما خلق وشرع‪ ,‬و هو الحمود ف‬
‫المور كلهططططططططططططططططططططططططططططططططا‪.‬‬

‫ح ُر يَمُدّ ُه مِن َبعْدِ هِ َسْب َعةُ َأبْحُ ٍر مّا َنفِدَ ْ‬


‫ت‬ ‫ج َرةٍ أَ ْقلَ ٌم وَالْبَ ْ‬
‫ض مِن شَ َ‬
‫** وََلوْ َأنّمَا فِي الرْ ِ‬
‫كَلِمَاتُ اللّهِ إِنّ اللّ َه عَزِيزٌ َحكِيمٌ * مّا خَ ْل ُقكُمْ وَ َل َب ْعثُكُمْ إِلّ َكَنفْسٍ وَاحِ َدةٍ إِنّ اللّهَ سَمِيعٌ‬
‫بَصطططططططططططططططططططططططططططططططططططِيٌ‬

‫‪580‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال م با عن عظم ته و كبيائه وجلله وأ سائه ال سن و صفاته العل‪ ,‬وكلما ته‬
‫التامة الت ل ييط با أحد‪ ,‬ول اطلع لبشر على كنهها وإحصائها‪ ,‬كما قال سيد البشر‬
‫وخات الرسل «ل أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك» فقال تعال‪{ :‬ولو أن‬
‫ما ف الرض من شجرة أقلم والبحر يده من بعده سبعة أبر ما نفذت كلمات ال} أي‬
‫ولو أن جيطع أشجار الرض جعلت أقلما وجعطل البحطر مدادا وأمده سطبعة أبرط معطه‪,‬‬
‫فكتبطت باط كلمات ال الدالة على عظمتطه وصطفاته وجلله لتكسطرت القلم ونفطذ ماء‬
‫البحر‪ ,‬ولو جاء أمثالا مددا‪ ,‬وإنا ذكرت السبعة على وجه البالغة‪ ,‬ول يرد الصر ول أن‬
‫ث سبعة أبر موجودة ميطة بالعال كما يقوله من تلقاه من السرائيليات الت ل تصدق‬
‫ول تكذب‪ ,‬بل ك ما قال تعال ف الَ ية الخرى { قل لو كان الب حر مدادا لكلمات ر ب‬
‫لنفذ البحر قبل أن تنفد كلمات رب ولو جئنا بثله مددا} فليس الراد بقوله {بثله} آخر‬
‫فقطط بطل بثله ثط بثله‪ ,‬ثط بثله ثط هلم جرا‪ ,‬لنطه ل حصطر لَيات ال وكلماتطه‪.‬‬
‫قال السن البصري‪ :‬لو جعل شجر الرض أقلما‪ ,‬وجعل البحر مدادا‪ ,‬وقال ال إن من‬
‫طرت القلم‪ .‬وقال قتادة‪ :‬قال‬ ‫طر وتكسط‬ ‫طد ماء البحط‬
‫طن أمري كذا‪ ,‬لنفط‬ ‫أمري كذا ومط‬
‫الشركون‪ :‬إنا هذا كلم يوشك أن ين فد‪ ,‬فقال ال تعال‪{ :‬ولو أن ما ف الرض شجرة‬
‫أقلم} أي لو كان شجر الرض أقلماَ ومع البحر سبعة أبر ما كان لتنفد عجائب رب‬
‫وحكمته وخلقه وعلمه‪ .‬وقال الربيع بن أنس‪ :‬إن مثل علم العباد كلهم ف علم ال كقطرة‬
‫من ماء البحور كلها‪ ,‬وقد أنزل ال ذلك {ولو أن ما ف الرض من شجرة أقلم} الَية‪,‬‬
‫يقول‪ :‬لو كان البحر مدادا لكلمات ال‪ ,‬والشجار كلها أقلما‪ ,‬ل نكسرت القلم وفن‬
‫ماء البحر‪ ,‬وبقيت كلمات ال قائمة ل يفنيها شيء‪ ,‬لن أحدا ل يستطيع أن يقدر قدره‬
‫ول يث ن ك ما ينب غي‪ ,‬ح ت يكون هو الذي يث ن على نف سه إن رب نا ك ما يقول وفوق ما‬
‫نقول‪.‬‬
‫وقد روي أن هذه الَية نزلت جوابا لليهود‪ .‬قال ابن إسحاق‪ :‬حدثن ممد بن أب ممد‬
‫عن سعيد بن جيب أو عكرمة عن ابن عباس أن أحبار يهود قالوا لرسول ال صلى ال عليه‬
‫وسطلم بالدينطة‪ :‬يطا ممطد أرأيطت قولك {ومطا أوتيتطم مطن العلم إل قليلً} إيانطا تريطد أم‬
‫قو مك ؟ فقال ر سول ال صلى ال عليه و سلم «كلكما» قالوا‪ :‬أل ست تتلو فيما جاءك‬

‫‪581‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أنا قد أوتينا التوراة فيها تبيان لكل شيء ؟ فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إنا ف‬
‫علم ال قليل‪ ,‬وعندكم من ذلك ما يكفيكم» وأنزل ال فيما سألوه عنه من ذلك {ولو‬
‫أن ف الرض من شجرة أقلم} الَ ية‪ ,‬وهكذا روي عن عكر مة وعطاء بن بشار‪ ,‬وهذا‬
‫يقتضططي أن هذه الَيططة مدنيططة‪ ,‬ل مكيططة‪ ,‬والشهور أناطط مكيططة‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله {إن ال عزيز حكيم} أي عزيز قد عز كل شيء وقهره وغلبه‪ ,‬فل مانع لا أراد‬
‫ول مالف ول معقطب لكمطه‪ ,‬حكيطم فط خلقطه وأمره وأقواله وأفعاله وشرعطه وجيطع‬
‫شؤونه‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬ما خلقكم ول بعثكم إل كنفس واحدة} أي ما خلق جيع الناس‬
‫وبعثهم يوم العاد بالنسبة إل قدرته إل كنسبة خلق نفس واحدة‪ ,‬الميع هي عليه‪{ ,‬إنا‬
‫أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون} {وما أمرنا إل واحدة كلمح بالبصر} أي ل‬
‫يأمر بالشيء إل مرة واحدة‪ ,‬فيكون ذلك الشيء ل يتاج إل تكرره وتوكيده {فإنا هي‬
‫زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة} وقوله {إن ال سيع بصي} أي كما هو سيع لقوالم‬
‫بصي بأفعالم كسمعه وبصره بالنسبة إل نفس واحدة‪ ,‬كذلك قدرته عليهم كقدرته على‬
‫نفطس واحدة‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬مطا خلقكطم ول بعثكطم إل كنفطس واحدة} الَيطة‪.‬‬

‫س وَاْلقَمَرَ كُ ّل‬
‫** أَلَ ْم َترَ أَنّ اللّ َه يُولِ ُج الّْليْلَ فِي الّنهَا ِر َويُولِجُ الّنهَارَ فِي الّْليْلِ وَ َسخّرَ الشّمْ َ‬
‫ك ِبأَ نّ اللّ َه ُهوَ الْحَ ّق َوأَ ّن مَا‬
‫يَجْرِ يَ إِلَىَ أَجَ ٍل مّ سَمّى َوأَ نّ اللّ َه بِمَا َتعْ َملُو نَ َخبِيٌ * ذَلِ َ‬
‫ط اْلكَبِيُ‬
‫ط ُه َو الْعَلِيطط ّ‬ ‫ط اْلبَاطِ ُل َوأَنطططّ اللّهطط َ‬ ‫يَ ْدعُونطططَ مِطططن دُونِهطط ِ‬
‫يب تعال أنه {يول الليل ف النهار} يعن يأخذ منه ف النهار فيطول ذاك‪ ,‬ويقصر هذا‪,‬‬
‫وهذا يكون زمن الصيف‪ ,‬يطول النهار إل الغاية‪ ,‬ث يشرع ف النقص فيطول الليل ويقصر‬
‫النهار‪ ,‬وهذا يكون ف الشتاء {وسخر الشمس والقمر كل يري إل أجل مسمى} قيل‬
‫إل غايطة مدودة‪ ,‬وقيطل إل يوم القيامطة‪ ,‬وكل العنييط صطحيح‪ ,‬ويسطتشهد للقول الول‬
‫بديث أب ذر رضي ال عنه الذي ف الصحيحي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‬
‫«يا أبا ذر أتدري أين تذهب هذه الشمس ؟» قلت‪ :‬ال ورسوله أعلم‪ .‬قال «فإنا تذهب‬
‫فتسجد تت العرش‪ ,‬ث تستأذن ربا فيوشك أن يقال لا ارجعي من حيث جئت»‪ .‬وقال‬
‫ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أبو صال‪ ,‬حدثنا يي بن أيوب عن ابن جريج عن عطاء‬

‫‪582‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بن أ ب رباح‪ ,‬عن ا بن عباس أ نه قال‪ :‬الش مس بنلة ال ساقية تري بالنهار ف ال سماء ف‬
‫فلك ها‪ ,‬فإذا غر بت جرت بالل يل ف فلك ها ت ت الرض ح ت تطلع من مشرق ها‪ ,‬قال‪:‬‬
‫وكذلك القمططططططططر‪ ,‬إسططططططططناده صططططططططحيح‪.‬‬
‫وقوله {وأن ال با تعلمون خبي} كقوله {أل تعلم أن ال يعلم ما ف السماء والرض}‬
‫ومعنط هذا أنطه تعال الالق العال بميطع الشياء‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬ال الذي خلق سطبع‬
‫سوات و من الرض مثل هن} الَ ية‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬ذلك بأن ال هو ال ق وأن ما يدعون‬
‫من دونه الباطل} أي إنا يظهر لكم آياته لتستدلوابا على أنه الق‪ ,‬أي الوجود الق الله‬
‫الق‪ ,‬وأن كل ما سواه باطل‪ ,‬فإنه الغن عما سواه وكل شيء فقي إليه‪ ,‬لن كل ما ف‬
‫ال سموات والرض الم يع خل قه و عبيده‪ ,‬ل يقدر أ حد من هم على تر يك ذرة إل بإذ نه‪,‬‬
‫ولو اجتمطع كطل أهطل الرض على أن يلقوا ذبابا لعجزوا عطن ذلك ‪ ,‬ولذا قال تعال‪:‬‬
‫{ذلك بأن ال هو الق وأن ما يدعون من دونه الباطل وأن ال هو العلي الكبي} أي‬
‫العلي الذي ل أعلى منه‪ ,‬الكبي الذي هو أكب من كل شيء‪ ,‬فكل خاضع حقي بالنسبة‬
‫طططططططططططططططططططططططططططططططططططه‪.‬‬ ‫إليط‬

‫جرِي فِي اْلبَحْ ِر ِبِنعْ َمةِ اللّ هِ ِليُ ِرَيكُ ْم مّ ْن آيَاتِهِ إِ نّ فِي ذَلِ كَ َليَاتٍ ّلكُ ّل‬
‫ك تَ ْ‬
‫** أَلَ ْم تَرَ أَ ّن اْلفُلْ َ‬
‫شَيهُ ْم ّموْ جٌ كَالظّلَلِ َد َع ُواْ اللّ َه مُخْلِ صِيَ لَ هُ الدّي نَ فََلمّا نَجّاهُ مْ إِلَى‬ ‫صبّا ٍر َشكُورٍ * َوإِذَا غَ ِ‬ ‫َ‬
‫طططآ إِلّ كُلّ َختّارٍ َكفُورٍ‬ ‫جحَ ُد بِآيَاتِنَط‬
‫طططا يَ ْ‬ ‫ط ّم ْقتَصططططِ ٌد وَمَط‬ ‫الْبَرّ َف ِمْنهُمططط ْ‬
‫يب تعال أنه هو الذي سخر البحر لتجري فيه الفلك بأمره‪ ,‬أي بلطفه وتسخيه‪ ,‬فإنه‬
‫لو ل ما جعل ف الاء من قوة يمل با السفن لا جرت‪ ,‬ولذا قال {لييكم من آياته}‬
‫أي من قدر ته {إن ف ذلك لَيات ل كل صبار شكور} أي صبار ف الضراء شكور ف‬
‫الرخاء‪ ,‬ثطط قال تعال‪{ :‬وإذا غشيهططم موج كالظلل} أي كالبال والغمام {دعوا ال‬
‫ملصي له الدين} كما قال تعال‪{ :‬وإذا مسكم الضر ف البحر ضل من تدعون إل إياه}‬
‫وقال تعال‪{ :‬فإذا ركبوا فطططططططططط الفلك} الَيططططططططططة‪.‬‬
‫ث قال تعال‪{ :‬فل ما نا هم إل الب فمن هم مقت صد} قال ما هد‪ :‬أي كا فر كأ نه ف سر‬
‫القتصد ههنا بالاحد‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬فلما ناهم إل الب إذا هم يشركون}‪ .‬وقال ابن‬

‫‪583‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ز يد‪ :‬هو التو سط ف الع مل‪ ,‬وهذا الذي قاله ا بن ز يد هو الراد ف قوله تعال‪{ :‬فمن هم‬
‫ظال لنفسه ومنهم مقتصد} الَية‪ ,‬فالقتصد ههنا هو التوسط ف العمل‪ ,‬ويتمل أن يكون‬
‫مرادا هنطا أيضا‪ ,‬ويكون مطن باب النكار على مطن شاهطد تلك الهوال والمور العظام‬
‫والَيات الباهرات ف البحر‪ ,‬ث بعد ما أنعم ال عليه باللص كان ينبغي أن يقابل ذلك‬
‫بالعمطل التام‪ ,‬والدؤوب فط العبادة‪ ,‬والبادرة إل اليات‪ ,‬فمطن اقتصطد بعطد ذلك كان‬
‫مقصطرا والالة هذه وال أعلم‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬ومطا يحطد بآياتنطا إل كطل ختار كفور}‬
‫فالتار هو الغدار‪ ,‬قاله ماهد والسن وقتادة ومالك عن زيد بن أسلم‪ :‬وهو الذي كلما‬
‫طد يكرب‪.‬‬ ‫طن معط‬‫طه‪ .‬قال عمرو بط‬‫طر أت ط الغدر وأبلغط‬ ‫طض عهده‪ ,‬والتط‬ ‫طد نقط‬ ‫عاهط‬
‫وإنطططك لو رأيطططت أبطططا عميملت يديطططك مطططن غدر وختطططر‬
‫وقوله {كفور} أي جحود للنعططم ل يشكرهططا بططل يتناسططاها ول يذكرهططا‪.‬‬

‫ش ْواْ َيوْما لّ َيجْزِي وَالِ ٌد عَن وَلَدِ ِه وَلَ َموْلُو ٌد ُهوَ جَا ٍز عَن‬ ‫** َيَأّيهَا النّاسُ اّتقُواْ َرّبكُ ْم وَاخْ َ‬
‫ّهط الْغَرُورُ‬
‫حيَاةُ ال ّدنْي َا وَ َل َيغُ ّرنّك ُم بِالل ِ‬
‫ُمط الْ َ‬
‫ل َتغُ ّرّنك ُ‬
‫َقط َف َ‬
‫ّهط ح ّ‬ ‫ِنط وَعْدَ الل ِ‬‫ِهط شَيْئا إ ّ‬‫وَالِد ِ‬
‫يقول تعال منذرا للناس يوم العاد‪ ,‬وآمرا لمط بتقواه والوف منطه والشيطة مطن يوم‬
‫القيامة حيث {ل يزي والد عن ولده} أي لو أراد أن يفديه بنفسه لا قبل منه‪ .‬وكذلك‬
‫الولد لو أراد فداء والده بنف سه‪ .‬ل يق بل م نه‪ ,‬ث عاد بالوع ظة علي هم بقوله {فل تغرن كم‬
‫الياة الدنيا} أي ل تلهينكم بالطمأنينة فيها عن الدار الَخرة {ول يغرنكم بال الغرور}‬
‫يع ن الشيطان‪ .‬قاله ا بن عباس وما هد والضحاك وقتادة‪ ,‬فإ نه ي غر ا بن آدم ويعده وين يه‪,‬‬
‫ول يس من ذلك ش يء بل كان ما قال تعال‪{ :‬يعد هم ويني هم و ما يعد هم الشيطان إل‬
‫غرورا} قال و هب بن من به‪ :‬قال عز ير عل يه ال سلم‪ :‬ل ا رأ يت بلء قو مي‪ ,‬اش تد حز ن‬
‫وكثر هي وأرق نومي‪ ,‬فضرعت إل رب وصليت وصمت‪ ,‬فأنا ف ذلك أتضرع أبكي‪,‬‬
‫إذ أتان اللك فقلت له‪ ,‬خبن هل تشفع أرواح الصدقي للظلمة أو الَباء لبنائهم ؟ قال‪:‬‬
‫إن القيا مة في ها ف صل القضاء‪ ,‬وملك ظا هر ل يس ف يه رخ صة ل يتكلم ف يه أ حد إل بإذن‬
‫الرحن‪ ,‬ول يؤخذ فيه والد عن ولده‪ ,‬ول ولد عن والده‪ ,‬ول أخ عن أخيه‪ ,‬ول عبد عن‬
‫سيده‪ ,‬ول يهتم أحد به غيه‪ ,‬ول يزن لزنه‪ ,‬ول أحديرحه‪ ,‬كل مشفق على نفسه‪ ,‬ول‬

‫‪584‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يؤخذ إنسان عن إنسان‪ ,‬كل يهمه هه‪ ,‬ويبكي عوله‪ ,‬ويمل وزره‪ ,‬ول يمل وزره معه‬
‫غيه‪ ,‬رواه ابطططططططططن أبططططططططط حاتططططططططط‪.‬‬

‫ث َوَيعْلَ ُم مَا فِي الرْحَا ِم َومَا تَدْرِي َنفْ سٌ مّاذَا‬


‫** إِ نّ اللّ َه عِندَ هُ عِ ْل ُم ال سّا َع ِة َوُينَزّ ُل اْلغَيْ َ‬
‫ط عَلَيم طٌ َخبِيٌ‬‫ب غَدا وَمَطا تَ ْدرِي َنفْس طٌ ِبأَي طّ أَرْض طٍ تَمُوت طُ إِن طّ اللّه َ‬ ‫ط ُ‬ ‫تَكْس ِ‬
‫هذه مفات يح الغ يب ال ت ا ستأثر ال تعال بعلم ها‪ ,‬فل يعلم ها أ حد إل ب عد إعل مه تعال‬
‫ب ا‪ ,‬فعلم و قت ال ساعة ل يعل مه نب مر سل ول ملك مقرب {ل يلي ها لوقت ها إل هو}‬
‫وكذلك إنزال الغ يث ل يعل مه إل ال ول كن إذا أ مر به علم ته اللئ كة الوكلون بذلك‪,‬‬
‫و من يشاء ال من خل قه‪ ,‬وكذلك ل يعلم ما ف الرحام م ا ير يد أن يل قه تعال سواه‪,‬‬
‫ولكن إذا أمر بكونه ذكرا أو أنثى أو شقيا أو سعيدا‪ ,‬علم اللئكة الوكلون بذلك‪ ,‬ومن‬
‫شاء ال من خلقه‪ ,‬وكذا ل تدري نفس ماذا تكسب غدا ف دنياها وأخراها {وما تدري‬
‫نفطس بأي أرض توت} فط بلدهطا أو غيه مطن أي بلد ال كان‪ ,‬ل علم لحطد بذلك‪,‬‬
‫وهذه شبي هة بقوله تعال‪{ :‬وعنده مفا تح الغ يب ل يعلم ها إل هو} الَ ية‪ .‬و قد وردت‬
‫ططططب‪.‬‬ ‫ططططح الغيط‬ ‫ططططس مفاتيط‬ ‫ططططمية هذه المط‬ ‫ططططنة بتسط‬ ‫السط‬
‫قال المام أح د‪ :‬حدث نا ز يد بن الباب‪ ,‬حدث ن ح سي بن وا قد‪ ,‬حدث ن ع بد ال بن‬
‫بريدة‪ ,‬سعت أ ب بريدة يقول‪ :‬سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول «خ س ل‬
‫يعلمهن إل ال عز وجل {إن ال عنده علم الساعة وينل الغيث ويعلم ما ف الرحام وما‬
‫تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض توت إن ال عليم خبي}» هذا‬
‫طططططططناد‪ ,‬ول يرجوه‪.‬‬ ‫طططططططحيح السط‬ ‫طططططططث صط‬ ‫حديط‬
‫(حديث ابن عمر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬حدثنا سفيان عن عبد ال بن دينار‬
‫عن ابن عمر قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «مفاتيح الغيب خس ل يعلمهن‬
‫إلال {إن ال عنده علم ال ساعة وينل الغ يث ويعلم ما ف الرحام و ما تدري ن فس ماذا‬
‫تكسطب غدا ومطا تدري نفطس بأي أرض توت إن ال عليطم خطبي}» انفرد بإخراجطه‬
‫البخاري‪ ,‬فرواه ف كتاب الستسقاء ف صحيحه عن ممد بن يوسف الفرياب عن سفيان‬
‫بن سعيد الثوري به‪ .‬ورواه ف التفسي من وجه آخر‪ ,‬فقال‪ :‬حدثنا يي بن سليمان‪,‬حدثنا‬

‫‪585‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ابن وهب‪ ,‬حدثن عمر بن ممد بن زيد بن عبد ال بن عمر أن أباه حدثه أن عبد ال بن‬
‫عمر قال‪ :‬قال النب صلى ال عليه وسلم «مفاتيح الغيب خس» ث قرأ {إن ال عنده علم‬
‫ال ساعة وينل الغ يث ويعلم ما ف الرحام} انفرد به أيضا‪ .‬ورواه المام أح د عن غندر‬
‫عن شعبة عن عمر بن ممد أنه سع أباه يدث عن ابن عمر عن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال «أوتيت مفاتيح كل شيء إل المس {إن ال عنده علم الساعة وينل الغيث ويعلم‬
‫ما ف الرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض توت إن ال‬
‫عليططططططططططططططططم خططططططططططططططططبي}»‪.‬‬
‫(حديث ابن مسعود) رضي ال عنه‪ .‬قال المام أحد‪ :‬حدثنا يي عن شعبة‪ ,‬حدثن‬
‫عمرو بن مرة عن عبد ال بن سلمة قال‪ :‬قال عبد ال‪ :‬أوت نبيكم صلى ال عليه وسلم‬
‫مفاتيح كل شيء غي خس {إن ال عنده علم الساعة وينل الغيث ويعلم ما ف الرحام‬
‫و ما تدري ن فس ماذا تك سب غدا و ما تدري ن فس بأي أرض توت إن ال عل يم خبي}‬
‫وكذا رواه عن ممد بن جعفر عن شعبة عن عمرو بن مرة به‪ .‬وزاد ف آخره‪ .‬قال‪ :‬قلت‬
‫له أنت سعته من عبد ال ؟ قال‪ :‬نعم‪ ,‬أكثر من خسي مرة‪ ,‬ورواه أيضا عن وكيع عن‬
‫مسعر عن عمرو بن مرة به‪ .‬وهذا إسناد حسن على شرط أصحاب السنن‪ ,‬ول يرجوه‪.‬‬
‫(حديث أب هريرة) قال البخاري عند تفسي هذه الَية‪ :‬حدثنا إسحاق عن جرير عن‬
‫أب حيان عن أب زرعة عن أب هريرة رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫كان يوما بارزا للناس إذ أتاه ر جل ي شي فقال‪ :‬يا ر سول ال‪ ,‬ما اليان ؟ قال «اليان‬
‫أن تؤمن بال وملئكته‪ ,‬وكتبه ورسله ولقائه‪ ,‬وتؤمن بالبعث الَخر» قال‪ :‬يا رسول ال‬
‫ما السلم ؟ قال «السلم أن تعبد ال ول تشرك به شيئا‪ ,‬وتقيم الصلة‪ ,‬وتؤت الزكاة‬
‫الفروضة‪ ,‬وتصوم رمضان» قال‪ :‬يا رسول ال ما الحسان ؟ قال «الحسان أن تعبد ال‬
‫كأنطك تراه‪ ,‬فإن ل تكطن تراه فإنطه يراك» قال‪ :‬يطا رسطول ال متط السطاعة ؟ قال «مطا‬
‫ال سؤول عن ها بأعلم من ال سائل‪ ,‬ول كن سأحدثك عن أشراط ها‪ :‬إذا ولدت ال مة ربت ها‬
‫فذاك من أشراط ها‪ ,‬وإذا كان الفاة العراة رؤوس الناس فذاك من أشراط ها ف خ س ل‬
‫يعلم هن إل ال‪{ ,‬إن ال عنده علم ال ساعة وينل الغ يث‪ ,‬ويعلم ما ف الرحام} الَ ية‪ ,‬ث‬
‫انصطرف الرجطل فقال «ردوه علي» فأخذوا ليدوه‪ ,‬فلم يروا شيئا‪ ,‬فقال‪« :‬هذا جبيطل‬

‫‪586‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جاء ليعلم الناس دينهم» ورواه البخاري أيضا ف كتاب اليان‪ ,‬ومسلم عن طرق عن أب‬
‫حيان به‪ .‬وقد تكلمنا عليه ف أول شرح البخاري‪ ,‬وذكرنا ث حديث أمي الؤمني عمر‬
‫بططططن الطاب فطططط ذلك بطوله‪ ,‬وهططططو مططططن أفراد مسططططلم‪.‬‬
‫(حديث ابن عباس) قال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو النضر‪ ,‬حدثنا عبد الميد‪ ,‬حدثنا شهر‪,‬‬
‫حدث نا ع بد ال بن عباس ر ضي ال عنه ما‪ ,‬قال‪ :‬جلس ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫مل سا فأتاه جب يل‪ ,‬فجلس ب ي يدي ر سول ال صلى ال عل يه و سلم واضعا كف يه على‬
‫ركبت النب صلى ال عليه وسلم فقال يا رسول ال‪ :‬حدثن ما السلم ؟ قال رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم «ال سلم أن ت سلم وج هك ل عز و جل‪ ,‬وتش هد أن ل إله إل هو‬
‫وحده ل شر يك له‪ ,‬وأن ممدا عبده ور سوله» قال‪ :‬فإذا فعلت ذلك ف قد أ سلمت ؟ قال‬
‫«إذا فعلت ذلك فقد أسلمت» قال‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬فحدثن ما اليان ؟ قال «اليان أن‬
‫تؤ من بال واليوم الَ خر‪ ,‬واللئ كة والكتاب وال نبيي‪ ,‬وتؤ من بالوت وبالياة ب عد الوت‪,‬‬
‫وتؤمن بالنة والنار‪ ,‬والساب واليزان‪ ,‬وتؤمن بالقدر كله‪ :‬خيه وشره» قال فإذا فعلت‬
‫ذلك فقطد آمنطت ؟ قال «إذا فعلت ذلك فقطد آمنطت} قال‪ :‬يطا رسطول ال حدثنط مطا‬
‫الحسان ؟ قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «الحسان أن تعمل ل كأنك تراه‪ ,‬فإن‬
‫كنت ل تراه فإنه يراك» قال‪ :‬يا رسول ال فحدثن مت الساعة ؟ قال رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم « ط سبحان ال ط ف خ س ل يعلم هن إل هو {إن ال عنده علم ال ساعة‪,‬‬
‫وينل الغيث ويعلم ما ف الرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي‬
‫أرض توت إن ال عليم خبي} ولكن إن شئت حدثتك بعال لا دون ذلك ط قال‪ :‬أجل‬
‫يا رسول ال‪ ,‬فحدثن‪ ,‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬إذا رأيت المة ولدت ربتها‬
‫ط أو رب ا ط ورأ يت أ صحاب الشاء يتطاولون ف البنيان‪ ,‬ورأ يت الفاة الياع العالة‬
‫كانوا رؤوس الناس‪ ,‬فذلك من معال الساعة وأشراطها» قال‪ :‬يا رسول ال ومن أصحاب‬
‫الشاء الفاة الياع العالة ؟ قال «العرب» حديططططث غريططططب‪ ,‬ول يرجوه‪.‬‬
‫(حديث رجل من بن عامر) روى المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن جعفر‪ ,‬حدثنا شعبة عن‬
‫منصور عن ربعي بن حراش عن رجل من بن عامر أنه استأذن على النب صلى ال عليه‬
‫و سلم فقال أأل ؟ فقال ال نب صلى ال عل يه و سلم لاد مة «اخر جي إل يه‪ ,‬فإ نه ل ي سن‬

‫‪587‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال ستئذان‪ ,‬فقول له فلي قل‪ :‬ال سلم علي كم‪ ,‬أأد خل ؟» قال‪ :‬ف سمعته يقول ذلك‪ ,‬فقلت‪:‬‬
‫ال سلم علي كم‪ ,‬أأد خل ؟ فأذن ل فدخلت‪ ,‬فقلت‪ :‬بَ أتيت نا به ؟ قال «ل آت كم إل ب ي‪,‬‬
‫أتيت كم بأن تعبدوا ال وحده ل شر يك له‪ ,‬وأن تدعوا اللت والعزى‪ ,‬وأن ت صلوا بالل يل‬
‫والنهار خسط صطلوات‪ ,‬وأن تصطوموا مطن السطنة شهرا‪ ,‬وأن تجوا البيطت‪ ,‬وأن تأخذوا‬
‫الزكاة من مال أغنيائ كم فتردو ها على فقرائ كم» قال‪ :‬فقال ف هل ب قي من العلم ش يء ل‬
‫تعلمه ؟ قال «قد علّمن ال عز وجل خيا‪ ,‬وإن من العلم ما ل يعلمه إل ال عز وجل‪:‬‬
‫المطس {إن ال عنده علم السطاعة‪ ,‬وينل الغيطث‪ ,‬ويعلم مطا فط الرحام} الَيطة‪ ,‬وهذا‬
‫إسططططططططططططططططناد صططططططططططططططططحيح‪.‬‬
‫وقال ابن أب نيح عن ماهد‪ :‬جاء رجل من أهل البادية فقال‪ :‬إن امرأت حبلى‪ ,‬فأخبن‬
‫ما تلد‪ ,‬وبلد نا مد بة‪ ,‬فأ خبن م ت ينل الغ يث‪ ,‬و قد عل مت م ت ولدت‪ ,‬فأ خبن م ت‬
‫أموت فأنزل ال عز و جل {إن ال عنده علم ال ساعة ط إل قوله ط عل يم خبي} قال‬
‫ماهد‪ :‬وهي مفاتيح الغيب الت قال ال تعال‪{ :‬وعنده مفاتح الغيب ل يعلمها إل هو}‬
‫رواه ا بن أ ب حات وابن جرير وقال الش عب عن مسروق عن عائ شة رضي ال عنها أن ا‬
‫قالت‪ :‬من حدثك أنه يعلم ما ف غد فقد كذب‪ ,‬ث قرأت {وما تدري نفس ماذا تكسب‬
‫غدا}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬و ما تدري ن فس بأي أرض توت} قال قتادة‪ :‬أشياء ا ستأثر ال ب ن‪ ,‬فلم‬
‫ل {إن ال عنده علم ال ساعة} فل يدري أ حد من‬ ‫يطلع عليه نّ ملكا مقربا ول نبيا مر س ً‬
‫الناس م ت تقوم ال ساعة ف أي سنة‪ ,‬أو ف أي ش هر‪ ,‬أو ل يل أو نار {وينل الغ يث} فل‬
‫يعلم أحطد متط ينل الغيطث ليلً أو نارا {ويعلم مطا فط الرحام} فل يعلم أحطد مطا فط‬
‫الرحام أذكر أم أنثى‪ ,‬أحر أو أسود‪ ,‬وما هو {وما تدري نفس ماذا تكسب غدا} أخي‬
‫أم شر‪ ,‬ول تدري يا ابن آدم مت توت لعلك اليت غدا‪ ,‬لعلك الصاب غدا {وما تدري‬
‫نفس بأي أرض توت} أي ليس أحد من الناس يدري أين مضجعه من الرض‪ ,‬أف بر‬
‫أم بر أو سهل أو جبل‪ .‬وقد جاء ف الديث «إذا أراد ال قبض عبد بأرض جعل له إليها‬
‫حاجة» فقال الافظ أبو القاسم الطبان ف معجمه الكبي ف مسند أسامة بن زيد‪ :‬حدثنا‬
‫إسحاق بن إبراهيم‪ ,‬أخبنا عبد الرزاق‪ ,‬أخبنا معمر عن أيوب عن أب الليح عن أسامة‬

‫‪588‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بن زيد قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «ما جعل ال ميتة عبد بأرض إل جعل‬
‫طططططططططططططططة»‪.‬‬ ‫طططططططططططططططا حاجط‬ ‫له فيهط‬
‫وقال عبد ال بن المام أحد‪ :‬حدثنا أبو بكر ابن أب شيبة‪ ,‬حدثنا أبو داود الفري عن‬
‫سفيان عن أب إسحاق عن مطر بن عكاش قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إذا‬
‫قضى ال ميتة عبد بأرض جعل له إليها حاجة» وهكذا رواه الترمذي ف القدر من حديث‬
‫سفيان الثوري به‪ ,‬ث قال‪ :‬حسن غريب‪ ,‬ول يعرف لطر عن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫ططيل‪ ,‬فال أعلم‪.‬‬ ‫طط الراسط‬‫ططو داود فط‬ ‫ططد رواه أبط‬ ‫ططث‪ ,‬وقط‬ ‫طط هذا الديط‬ ‫غيط‬
‫وقال المام أح د‪ :‬حدث نا إ ساعيل‪ ,‬حدث نا أيوب عن أ ب الل يح بن أ سامة عن أ ب عزة‬
‫قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «إذا أراد ال ق بض روح ع بد بأرض ج عل له‬
‫فيها ط أو قال ط با حاجة» وأبو عزة هذا هو يسار بن عبيد ال‪ ,‬ويقال ابن عبد الذل‪.‬‬
‫وأخرجه الترمذي من حديث إساعيل بن إبراهيم وهو ابن علية‪ ,‬وقال‪ :‬صحيح‪ .‬وقال ابن‬
‫أب حات‪ :‬حدثنا أحد بن عصام الصفهان‪ ,‬حدثنا الؤمل بن إساعيل‪ ,‬حدثنا عبيد ال بن‬
‫أب حيد عن أب الليح عن أب عزة الذل قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إذا‬
‫أراد ال ق بض ع بد بأرض ج عل له إلي ها حا جة فلم ين ته ح ت يقدم ها» ث قرأ ر سول ال‬
‫صطلى ال عليطه وسطلم {إن ال عنده علم السطاعة طط إل طط عليطم خطبي}‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال الافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا أحد بن ثابت الحدري وممد بن‬
‫ي ي القط عي قال‪ :‬حدث نا ع مر بن علي‪ ,‬حدث نا إ ساعيل عن ق يس عن ع بد ال قال‪ :‬قال‬
‫ر سول ال صلى ال عليه و سلم «إذا أراد ال قبض عبد بأرض ج عل له إلي ها حا جة» ث‬
‫قال البزار‪ :‬وهذا الد يث ل نعلم أحدا يرف عه إل ع مر بن علي القد مي‪ .‬وقال ا بن أ ب‬
‫الدنيطا‪ :‬حدثنط سطليمان بطن أبط مسطيح قال‪ :‬أنشدنط ممطد بطن الكطم لعشطى هدان‪:‬‬
‫فمطططا تزود ماططط كان يمعهسطططوى حنوط غداة البيططط مطططع خرق‬
‫وغيطططط نفحططططة أعواد تشططططب لوقططططل ذلك مططططن زاد لنطلق‬
‫ل تأسطططي على شيطططء فكطططل فتىإل منيتطططه سطططيار فططط عنطططق‬
‫وكطططل مطططن ظطططن أن الوت يطئهمعلل بأعاليطططل مطططن المطططق‬
‫بأياططططط بلدة تقدر منيتهإن ل يسطططططي إليهطططططا طائعا يُسطططططق‬

‫‪589‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أورده الافظ ابن عساكر رحه ال ف ترجة عبد الرحن بن عبد ال بن الارث‪ ,‬وهو‬
‫أعشى هدان‪ ,‬وكان الشعب زوج أخته‪ ,‬وهو مزوج بأخت الشعب أيضا‪ ,‬وقد كان من‬
‫طلب العلم والتفقه‪ ,‬ث عدل إل صناعة الشعر فعرف به‪ ,‬وقد روى ابن ماجه عن أحد بن‬
‫ثابت وعمر بن شبة‪ ,‬كلها عن عمر بن علي مرفوعا إذا كان أجل أحدكم بأرض أوثبته‬
‫له إلي ها حا جة‪ ,‬فإذا بلغ أق صى أثره قب ضه ال عز و جل‪ ,‬فتقول الرض يوم القيا مة‪ :‬رب‬
‫هذا ما أودعتن‪ ,‬قال الطبان‪ :‬حدثنا إسحاق بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا عبد الرزاق‪ ,‬حدثنا معمر‬
‫عن أيوب عن أب الليح عن أسامة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال «ما جعل ال‬
‫منيططططة عبططططد بأرض إل جعططططل له إليهططططا حاجططططة»‪.‬‬
‫طططططططططططططططططجدة‬
‫طططططططططططططططططورة السط‬
‫سط‬

‫روى البخاري ف كتاب المعة‪ :‬حدثنا أبو نعيم‪ ,‬حدثنا سفيان عن سعد بن إبراهيم عن‬
‫عبد الرحن بن هرمز العرج عن أب هريرة قال‪ :‬كان النب صلى ال عليه وسلم يقرأ ف‬
‫الفجر يوم المعة {آل تنيل} السجدة و {هل أتى على النسان} ورواه مسلم أيضا من‬
‫حد يث سفيان الثوري به‪ .‬وقال المام أح د‪ :‬حدث نا أ سود بن عا مر‪ ,‬أخب نا ال سن بن‬
‫صال عن ليث عن أب الزبي عن جابر قال‪ :‬كان النب صلى ال عليه وسلم لينام حت‬
‫يقرأ ال تنيطططل السطططجدة‪ ,‬وتبارك الذي بيده اللك‪ ,‬تفرد بطططه أحدططط‪.‬‬

‫بِسطططططططْمِ اللّهطططططططِ الرّحْمـطططططططنِ الرّحِيمطططططططِ‬

‫ب اْلعَالَمِيَ * أَ ْم َيقُولُو َن ا ْفتَرَاهُ بَلْ هُ َو الْحَ ّق‬


‫** الَطمَ * تَنِي ُل الْ ِكتَابِ لَ َريْبَ فِيهِ مِن رّ ّ‬
‫ط َيهْتَدُونططَ‬ ‫مِطن ّربّكططَ ِلتُنذِرَ َقوْما مّطآ َأتَاهُطم مّطن نّذِيرٍ مّطن َقبْلِكططَ َلعَّلهُمطْ‬
‫قد تقدم الكلم على الروف القط عة ف أول سورة البقرة ب ا أغ ن عن إعاد ته هه نا‪.‬‬
‫وقوله {تنيل الكتاب ل ريب فيه} أي ل شك فيه ول مرية أنه منل {من رب العالي}‬
‫ث قال تعال مبا عن الشركي أم {يقولون افتراه} أي اختلقه من تلقاء نفسه {بل هو‬
‫مطن ربطك لتنذر قوما مطا أتاهطم مطن نذيطر مطن قبلك لعلهطم يهتدون} أي يتبعون القط‪.‬‬

‫‪590‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫ش مَا‬‫** اللّ ُه الّذِي َخلَ َق ال سّمَاوَاتِ وَالرْ ضَ َومَا َبْيَنهُمَا فِي ِسّتةِ َأيّا مٍ ثُ ّم ا ْسَتوَىَ عَلَى اْلعَرْ ِ‬
‫ض ثُ مّ‬‫َلكُ ْم مّن دُونِ ِه مِن وَلِ يّ وَ َل َشفِي عٍ أََفلَ َتتَذَكّرُو نَ * يُ َدبّ ُر المْ َر مِ َن ال سّمَآءِ إِلَى الرْ ِ‬
‫شهَا َد ِة الْعَزِيزُ‬
‫ك عَالِ ُم اْل َغيْبِ وَال ّ‬
‫َيعْرُجُ إَِليْهِ فِي َيوْمٍ كَا َن ِمقْدَارُهُ أَلْفَ َسَن ٍة مّمّا تَعُدّونَ * ذَلِ َ‬
‫الرّحِيمططططططططططططططططططططططططططططططططططُ‬
‫يبط تعال أنطه خالق للشياء فخلق السطموات والرض ومطا بينهمطا فط سطتة أيام‪ ,‬ثط‬
‫استوى على العرش‪ ,‬وقد تقدم الكلم على ذلك {ما لكم من دونه من ول ول شفيع}‬
‫أي بل هو الالك لز مة المور‪ ,‬الالق ل كل ش يء‪ ,‬الدبر ل كل ش يء‪ ,‬القادر على كل‬
‫شيطء‪ ,‬فل ول للقطه سطواه‪ ,‬ول شفيطع إل مطن بعطد إذنطه {أفل تتذكرون} يعنط أيهطا‬
‫العابدون غيه التوكلون على مطن عداه‪ ,‬تعال وتقدس وتنه أن يكون له نظيط أو شريطك‬
‫أو وزيطططر أو نديطططد أو عديطططل‪ ,‬ل إله إل هطططو ول رب سطططواه‪.‬‬
‫وقطد أورد النسطائي ههنطا حديثا فقال‪ :‬حدثنطا إبراهيطم بطن يعقوب‪ ,‬حدثنط ممطد بطن‬
‫ال صباح‪ ,‬حدث نا أ بو عبيدة الداد‪ ,‬حدث نا الخ ضر بن عجلن عن أ ب جر يج ال كي عن‬
‫عطاء عن أ ب هريرة أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أ خذ بيدي فقال «إن ال خلق‬
‫السموات والرض وما بينهما ف ستة أيام‪ ,‬ث استوى على العرش ف اليوم السابع‪ ,‬فخلق‬
‫التربة يوم السبت‪ ,‬والبال يوم الحد‪ ,‬والشجر يوم الثني‪ ,‬والكروه يوم الثلثاء‪ ,‬والنور‬
‫يوم الربعاء‪ ,‬والدواب يوم الميطس‪ ,‬وآدم يوم المعطة فط آخطر سطاعة مطن النهار بعطد‬
‫العصر‪ ,‬وخلقه من أدي الرض‪ :‬أحرها وأسودها وطيبها وخبيثها‪ ,‬من أجل ذلك جعل ال‬
‫من ب ن آدم الط يب وال بيث» هكذا أورد هذا الد يث إ سنادا ومت نا‪ ,‬و قد أخرج م سلم‬
‫والنسائي أيضا من حديث حجاج بن ممد العور‪ ,‬عن ابن جريج عن إساعيل بن أمية‪,‬‬
‫عن أيوب بن خالد عن ع بد ال بن را فع عن أ ب هريرة عن ال نب صلى ال عل يه و سلم‬
‫بنحو من هذا السياق وقد علله البخاري ف كتاب التاريخ الكبي فقال‪ :‬وقال بعضهم‪ :‬أبو‬
‫هريرة عطن كعطب الحبار وهطو أصطح‪ ,‬وكذا علله غيط واحطد مطن الفاظ‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫قوله تعال‪{ :‬يدبر ال مر من ال سماء إل الرض ث يعرج إل يه} أي يتنل أمره من أعلى‬
‫السماوات إل أقصى توم الرض السابعة‪ ,‬كما قال تعال‪ { :‬ال الذي خلق سبع سوات‬

‫‪591‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ومن الرض مثلهن يتنل المر بينهن} الَية‪ ,‬وترفع العمال إل ديوانا فوق ساء الدنيا‬
‫وم سافة ما بين ها وب ي الرض م سية خ سمائة سنة و سك ال سماء خ سمائة سنة وقال‬
‫ما هد وقتادة والضحاك‪ :‬النول من اللك ف م سية خ سمائة عام و صعوده ف م سية‬
‫خسمائة عام‪ ,‬ولك نه يقطع ها ف طر فة ع ي‪ ,‬ولذا قال تعال‪ { :‬ف يوم كان مقداره ألف‬
‫سنة ما تعدون * ذلك عال الغيب والشهادة} أي الدبر لذه المور‪ ,‬الذي هو شهيد على‬
‫أعمال عباده‪ ,‬يرفع إليه جليلها وحقيها وصغيها وكبيها‪ ,‬هو العزيز الذي قد عز كل‬
‫شيء فقهره وغلبه‪ ,‬ودانت له العباد والرقاب‪ ,‬الرحيم بعباده الؤمني‪ ,‬فهو عزيز ف رحته‬
‫رحيطططططططططططم فططططططططططط عزتطططططططططططه‪.‬‬

‫سنَ كُ ّل َشيْءٍ خََلقَ ُه َوبَ َدأَ خَ ْل َق الِنْسَانِ مِن طِيٍ * ثُمّ َجعَ َل نَسْلَهُ مِن ُسلَلَ ٍة‬ ‫** الّذِيَ أَحْ َ‬
‫مّن مّآ ٍء ّمهِيٍ * ثُمّ َسوّا ُه َوَنفَ خَ فِيهِ مِن رّوحِ ِه وَ َجعَلَ َلكُ ُم ال سّمْ َع وَالبْ صَا َر وَالفْئِ َدةَ قَلِيلً‬
‫مّططططططططططططططططا تَشْكُرُونططططططططططططططططَ‬
‫يقول تعال مبا أنه الذي أحسن خلق الشياء وأتقنها وأحكمها‪ .‬وقال مالك عن زيد‬
‫بن أ سلم {الذي أح سن كل ش يء خل قه} قال‪ :‬أح سن خلق كل ش يء كأ نه جعله من‬
‫القدم والؤ خر‪ ,‬ث ل ا ذ كر تعال خلق ال سموات والرض‪ ,‬شرع ف ذ كر خلق الن سان‪,‬‬
‫فقال تعال‪{ :‬وبدأ خلق الن سان من ط ي} يع ن خلق أبا الب شر آدم من ط ي { ث ج عل‬
‫ن سله من سللة من ماء مه ي} أي يتنا سلون كذلك من نط فة من ب ي صلب الر جل‬
‫وترائب الرأة {ث سواه} يعن آدم لا خلقه من تراب‪ ,‬خلقا سويا مستقيما {ونفخ فيه‬
‫من روحه وجعل لكم السمع والبصار والفئدة} يعن العقول {قليلً ما تشكرون} أي‬
‫بذه القوى الت رزقكموها ال عز وجل‪ ,‬فالسعيد من استعملها ف طاعة ربه عز وجل‪.‬‬

‫ضلَ ْلنَا فِي الرْ ضِ َأإِنّا َلفِي خَلْ قٍ َجدِي ٍد بَ ْل هُم بَِلقَآءِ َرّبهِ مْ كَافِرُو نَ * قُ ْل‬
‫** وَقَاُل َواْ َأإِذَا َ‬
‫ط تُ ْر َجعُونططَ‬ ‫ط ثُمططّ إَِلىَ َربّكُمط ْ‬ ‫ط الّذِي وُكّ َل ِبكُمط ْ‬ ‫ط الْ َموْتط ِ‬
‫َيتَوَفّاكُططم مّلَكط ُ‬

‫‪592‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال مبا عن الشركي ف استبعادهم العاد حيث قالوا {أئذا ضللنا ف الرض}‬
‫أي تز قت أج سامنا وتفر قت ف أجزاء الرض وذه بت {أئ نا ل في خلق جد يد} أي أئ نا‬
‫لنعود بعد تلك الال ؟ يستعبدون ذلك ‪ ,‬وهذا إنا هو بعيد بالنسبة إل قدرتم العاجزة ل‬
‫بالنسبة إل قدرة الذي بدأهم وخلقهم من العدم‪ ,‬الذي إنا أمره إذا أراد شيئا أن يقول له‬
‫كن فيكون‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬بل هم بلقاء ربم كافرون} ث قال تعال‪{ :‬قل يتوفاكم‬
‫ملك الوت الذي و كل ب كم} الظا هر من هذه الَ ية أن ملك الوت ش خص مع ي من‬
‫اللئكة‪ ,‬كما هو التبادر من حديث الباء التقدم ذكره ف سورة إبراهيم‪ ,‬وقد سي ف‬
‫بعطض الَثار بعزرائيطل وهطو الشهور‪ ,‬قاله قتادة وغيط واحطد وله أعوان‪ ,‬وهكذا ورد فط‬
‫الديث أن أعوانه ينتزعون الرواح من سائر السد حت إذا بلغت اللقوم وتناولا ملك‬
‫الوت‪ ,‬قال ماهد‪ :‬حويت له الرض فجعلت مثل الطست يتناول منها مت يشاء‪ ,‬ورواه‬
‫زه ي بن م مد عن ال نب صلى ال عل يه و سلم بنحوه مر سلً‪ ,‬وقاله ا بن عباس ر ضي ال‬
‫عنهمططططططططططططططططططططططططططططططططططا‪.‬‬
‫وروى ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا يي بن أب يي القري‪ ,‬حدثنا عمر بن سرة عن‬
‫جعفر بن ممد قال‪ :‬سعت أب يقول‪ :‬نظر رسول ال صلى ال عليه وسلم إل ملك الوت‬
‫ع ند رأس ر جل من الن صار فقال له ال نب صلى ال عل يه و سلم « يا ملك الوت ار فق‬
‫ب صاحب فإ نه مؤ من» فقال ملك الوت‪ :‬يا م مد طب نف سا و قر عينا‪ ,‬فإ ن ب كل مؤ من‬
‫رفيق‪ ,‬واعلم أن ما ف الرض بيت مدر ول شعر ف بر ول بر إل وأنا أتصفحهم ف كل‬
‫يوم خس مرات‪ ,‬حت إن أعرف بصغيهم وكبيهم منهم بأنفسهم‪,‬وال يا ممد لو أن‬
‫أردت أن أقبض روح بعوضة ما قدرت على ذلك حت يكون ال هو الَمر بقبضها‪ .‬قال‬
‫جعفر‪ :‬بلغن أنه إنا يتصفحهم عند مواقيت الصلة‪ ,‬فإذا حضرهم عند الوت فإن كان‬
‫من يافظ على الصلة دنا منه اللك ودفع عنه الشيطان‪ ,‬ولقنه اللك ل إله إل ال ممد‬
‫رسول ال ف تلك الال العظيمة‪ .‬وقال عبد الرزاق‪ :‬حدثنا ممد بن مسلم عن إبراهيم بن‬
‫مي سرة قال سعت ماهدا يقول‪ :‬ما على ظ هر الرض من)ب يت ش عر أو مدر إل وملك‬
‫الوت يطوف به كل يوم مرتي‪ .‬وقال كعب الحبار‪ :‬وال ما من بيت فيه أحد من أهل‬
‫الدنياإل وملك الوت يقوم على بابه كل يوم سبع مرات ينظر هل فيه أحد أمر أن يتوفاه‪,‬‬

‫‪593‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رواه ا بن أ ب حا ت‪ .‬وقوله تعال‪ { :‬ث إل رب كم ترجعون} أي يوم معاد كم وقيام كم من‬
‫قبوركطططططططططططططططم لزائكطططططططططططططططم‪.‬‬

‫** وََل ْو تَرَىَ ِإ ِذ الْمُجْ ِرمُو َن نَاكِسُواْ رُءُو ِسهِ ْم عِندَ َرّبهِمْ َرّبنَآ َأبْصَ ْرنَا وَسَ ِم ْعنَا فَارْ ِج ْعنَا َنعْمَ ْل‬
‫صَالِحا إِنّا مُوِقنُو نَ * وََلوْ ِشئْنَا َلَتيْنَا ُك ّل َنفْ سٍ هُدَاهَا وَلَ ـكِنْ حَ ّق اْلقَوْ ُل مِنّي لمْل نّ‬
‫جّن ِة وَالنّا سِ أَجْ َمعِيَ * فَذُوقُوْا بِمَا نَ سِيتُمْ ِلقَآ َء َي ْومِكُ ْم هَ ـذَآ إِنّا نَ سِينَاكُمْ‬ ‫َج َهنّ َم مِ َن الْ ِ‬
‫ط َتعْمَلُونططططَ‬ ‫خلْ ِد بِمَططططا كُنتُمططط ْ‬ ‫وَذُوقُطططططوْا عَذَابططططَ الْ ُ‬
‫يب تعال عن حال الشركي يوم القيامة وقالم حي عاينوا البعث وقاموا بي يدي ال‬
‫عز وجل‪ ,‬حقيين ذليلي ناكسي رؤوسهم‪ ,‬أي من الياء والجل يقولون {ربنا أبصرنا‬
‫وسعنا} أي نن الَن نسمع قولك ونطيع أمرك‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬أسع بم وأبصر يوم‬
‫يأتون نا} وكذلك يعودون على أنف سهم بالل مة إذا دخلوا النار بقول م {لو ك نا ن سمع أو‬
‫نعقل ما كناف أصحاب السعي} وهكذا هؤلء يقولون {ربنا أبصرنا وسعنا فارجعنا} أي‬
‫إل دار الدنيا {نعمل صالا إنا موقنون} أي قد أيقنا وتققنا فيها أن وعدك حق ولقاءك‬
‫حق‪ ,‬وقد علم الرب تعال منهم أنه لو أعادهم إل دار الدنيا لكانوا كما كانوا فيها كفارا‬
‫يكذبون بآيات ال ويالفون رسطله‪ ,‬كمطا قال تعال‪{ :‬ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا‬
‫ياليتنا نرد ول نكذب بآيات ربنا} الَية‪ ,‬وقال ههنا {ولو شئنا لَتينا كل نفس هداها}‬
‫ك ما قال تعال‪{ :‬ولو شاء ر بك لَ من من ف الرض كل هم جيعا} {ول كن حق القول‬
‫من لملن جهنم من النة والناس أجعي} أي من الصنفي فدارهم النار لميد لم عنها‬
‫ول ميص ل م منها‪ ,‬نعوذ بال وكلماته التامة من ذلك‪{ ,‬فذوقوا با نسيتم لقاء يوم كم‬
‫هذا} أي يقال لهطل النار على سطبيل التقريطع والتوبيطخ‪ :‬ذوقوا هذا العذاب بسطبب‬
‫تكذيب كم به وا ستبعادكم وقو عه وتنا سيكم له إذ عاملتموه معاملة من هو ناس له {إ نا‬
‫نسيناكم} أي سنعاملكم معاملة الناسي‪ ,‬لنه تعال ل ينسى شيئا ول يضل عنه شيء‪ ,‬بل‬
‫ط نسطيتم لقاء يومكطم هذا} وقوله‬ ‫مطن باب القابلة كمطا قال تعال‪{ :‬فاليوم ننسطاكم كم ا‬
‫تعال‪{ :‬وذوقوا عذاب اللد با كنتم تعملون} أي بسبب كفركم وتكذيبكم‪ ,‬كما قال‬

‫‪594‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تعال ف الَية الخرى {ل يذوقون فيها بردا ول شرابا * إل حيما وغساقا * ط إل قوله‬
‫طططططططططططططط فلن نزيدكطططططططططططططم إل عذابا}‪.‬‬

‫حمْدِ َرّبهِ ْم َوهُ مْ َل‬‫** ِإنّمَا ُيؤْمِ ُن بِآيَاتِنَا الّذِي نَ إِذَا ذُكّرُوْا بِهَا َخرّواْ سُجّدا وَ َسبّحُواْ بِ َ‬
‫ستَ ْكبِرُونَ * تَتَجَاَفىَ ُجنُوُبهُ ْم عَ ِن الْ َمضَاجِ ِع يَ ْدعُو نَ َرّبهُ مْ َخوْفا وَطَمَعا َومِمّا َرزَ ْقنَاهُ مْ‬ ‫يَ ْ‬
‫ُونط‬
‫ُنط َجزَآ ًء بِم َا كَانُواْ يَعْ َمل َ‬
‫ِيط لَه ُم م ّن قُ ّرةِ َأ ْعي ٍ‬
‫ْسط م ّآ أُ ْخف َ‬ ‫َمط َنف ٌ‬‫ل َتعْل ُ‬ ‫ُونط * َف َ‬
‫يُن ِفق َ‬
‫يقول تعال‪{ :‬إنا يؤمن بآياتنا} أي إنا يصدق با {الذين إذا ذكروا با خروا سجدا}‬
‫أي استمعوا لا وأطاعوها قو ًل وفعلً {وسبحوا بمد ربم وهم ل يستكبون} أي عن‬
‫أتباعهطم والنقياد لاط كمطا يفعله الهلة مطن الكفرة الفجرة‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬إن الذيطن‬
‫ي ستكبون عن عباد ت سيدخلون جه نم داخر ين} ث قال تعال‪{ :‬تتجا ف جنوب م عن‬
‫الضا جع} يع ن بذلك قيام الل يل وترك النوم والضطجاع على الفرش الوطيئة‪ ,‬قال ما هد‬
‫والسن ف قوله تعال‪{ :‬تتجاف جنوبم عن الضاجع} يعن بذلك قيام الليل‪ .‬وعن أنس‬
‫وعكرمة وممد بن النكدر وأب حازم وقتادة‪ :‬هو الصلة بي العشاءين‪ ,‬وعن أنس أيضا‪:‬‬
‫هو انتظار صلة العتمة‪ .‬ورواه ابن جرير بإسناد جيد‪ .‬وقال الضحاك‪ :‬هو صلة العشاء ف‬
‫جا عة و صلة الغداة ف جا عة {يدعون رب م خوفا وطمعا} أي خوفا من وبال عقا به‬
‫وطمعا فط جزيطل ثوابطه {وماط رزقناهطم ينفقون} فيجمعون بيط فعطل القربات اللزمطة‬
‫والتعد ية‪ ,‬ومقدم هؤلء و سيدهم وفخر هم ف الدن يا والَخرة ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسطططلم‪ ,‬كمطططا قال عبطططد ال بطططن رواحطططة رضطططي ال عنطططه‪.‬‬
‫وفينططا رسططول ال يتلو كتابإذا انشططق معروف مططن الصططبح سططاطع‬
‫أرانطططا الدى بعطططد العمطططى‪ ,‬فقلوبنابطططه موقنات أن مطططا قال واقطططع‬
‫يططبيت يافطط جنبططه عططن فراشهإذا اسططتثقلت بالشركيطط الضاجططع‬
‫وقال المام أحدط‪ :‬حدثنطا روح وعفان قال‪ :‬حدثنطا حاد بطن سطلمة‪ ,‬أخبنطا عطاء بطن‬
‫السائب عن مرة المذان عن ابن مسعود عن النب صلى ال عليه وسلم قال «عجب ربنا‬
‫من رجل ي‪ :‬ر جل ثار من وطائه ولا فه من ب ي ح به وأهله إل صلته فيقول‪ :‬رب نا أ يا‬
‫ملئك ت انظروا إل عبدي‪ ,‬ثار من فرا شه ووطائه من ح يه وأهله إل صلته رغ بة في ما‬

‫‪595‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عندي وشفقة ما عندي‪ ,‬ورجل غزا ف سبيل ال تعال فانزموا‪ ,‬فعلم ما عليه من الفرار‬
‫وما له ف الرجوع‪ ,‬فرجع حت أهريق دمه رغبة فيما عندي وشفقة ما عندي‪ ,‬فيقول ال‬
‫عز وجل للملئكة‪ :‬انظروا إل عبدي رجع رغبة فيما عندي ورهبة ما عندي حت أهريق‬
‫د مه»‪ .‬وهكذا رواه أ بو داود ف الهاد عن مو سى بن إ ساعيل عن حاد بن سلمة به‬
‫بنحوه‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا ع بد الرزاق‪ ,‬أخبنا مع مر عن عاصم بن أ ب النجود عن أب‬
‫وائل عن معاذ بن جبل قال‪ :‬كنت مع النب صلى ال عليه وسلم ف سفر فأصبحت يوما‬
‫قريبا منه ونن نسي فقلت‪ :‬يا نب ال أخبن بعمل يدخلن النة ويباعدن من النار‪ ,‬قال‬
‫«لقد سألت عن عظيم وإنه ليسي على من يسره ال عليه‪ ,‬تعبد ال ول تشرك به شيئا‪,‬‬
‫وتقيم الصلة وتؤت الزكاة‪ ,‬وتصوم رمضان‪ ,‬وتج البيت ط ث قال‪ :‬ط أل أدلك على‬
‫أبواب الي ؟ الصوم جنة‪ ,‬والصدقة تطفيء الطيئة‪ ,‬وصلة الرجل ف جوف الليل ط ث‬
‫قرأ ط {تتجاف جنوبم عن الضاجع} حت بلغ {جزاء با كانوا تعلمون} ث قال ط أل‬
‫أ خبك برأس ال مر وعموده وذروة سنامه ؟ ط فقلت‪ :‬بلى يار سول ال فقال‪ :‬ط رأس‬
‫ال مر ال سلم‪ ,‬وعموده ال صلة‪ ,‬وذروه سنامه الهاد ف سبيل ال ط ث قال ط‪ :‬أل‬
‫أخطبك بلك ذلك كله ؟» فقلت‪ :‬بلى يطا نطب ال‪ ,‬فأخطذ بلسطانه ثط قال «كطف عليطك‬
‫هذا»‪ .‬فقلت‪ :‬يا رسول ال وإنا لؤاخذون با نتكلم به‪ ,‬فقال «ثكلتك أمك يا معاذ‪ ,‬وهل‬
‫ي كب الناس ف النار على وجوه هم ط أو قال‪ :‬على مناخر هم ط إل ح صائد أل سنتهم»‬
‫ورواه الترمذي والن سائي وا بن ما جه ف سننهم من طرق عن مع مر به‪ .‬وقال الترمذي‪:‬‬
‫حسططططططططططططططططن صططططططططططططططططحيح‪.‬‬
‫ورواه ا بن جر ير من حد يث شع بة عن ال كم قال‪ :‬سعت عروة بن الزب ي يدث عن‬
‫معاذ بن ج بل أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال له «أل أدلك على أبواب ال ي‪:‬‬
‫الصوم جنة والصدقة تكفر الطيئة‪ ,‬وقيام العبد ف جوف الليل» وتل هذه الَية {تتجاف‬
‫جنوب م عن الضا جع يدعون رب م خوفا وطمعا وم ا رزقنا هم ينفقون} ورواه أيضا من‬
‫حديث الثوري عن منصور بن العتمر عن الكم‪ ,‬عن ميمون بن أب شبيب عن معاذ عن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم بنحوه‪ .‬ومن حديث العمش عن حبيب بن أب ثابت‪ ,‬والكم‬

‫‪596‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عن ميمون بن أب شبيب عن معاذ مرفوعا بنحوه‪ .‬ومن حديث حاد بن سلمة عن عاصم‬
‫بن أ ب النجود عن ش هر‪ ,‬عن معاذ أيضا عن ال نب صلى ال عل يه و سلم ف قوله تعال‪:‬‬
‫{تتجافطط جنوبمطط عططن الضاجططع} قال «قيام العبططد مططن الليططل»‪.‬‬
‫وروى ابن أب حات‪ :‬حدثنا أحد بن سنان الواسطي حدثنا يزيد بن هارون‪ ,‬حدثنا فطر‬
‫بن خليفة عن حبيب بن أب ثابت والكم وحكيم بن جرير عن ميمون بن أب شبيب عن‬
‫معاذ بن جبل قال‪ :‬كنت مع النب ل ف غزوة تبوك فقال «إن شئت أنبأتك بأبواب الي‪:‬‬
‫ال صوم ج نة‪ ,‬وال صدقة تطفىء الطيئة‪ ,‬وقيام الر جل ف جوف الل يل» ث تل ر سول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم {تتجا ف جنوب م عن الضا جع} الَ ية‪ ,‬ث قال‪ :‬حدث نا أ ب‪ ,‬حدث نا‬
‫سويد بن سعيد‪ ,‬حدثنا علي بن مسهر عن عبد الرحن بن إسحاق عن شهر بن حوشب‬
‫عن أ ساء ب نت يز يد قالت‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «إذا ج ع ال الول ي‬
‫والَخرين يوم القيامة جاء مناد فنادى بصوت يسمع اللئق‪ :‬سيعلم أهل المع اليوم من‬
‫أول بالكرم‪ ,‬ث يرجع فينادي‪ :‬ليقم الذين كانت {تتجاف جنوبم عن الضاجع} ط الَية‬
‫طططططططططط فيقومون وهطططططططططم قليطططططططططل»‪.‬‬
‫وقال البزار‪ :‬حدث نا ع بد ال بن شبيب‪ ,‬حدث نا الول يد بن العطاء بن ال غر‪ ,‬حدث نا ع بد‬
‫الميد بن سليمان‪ ,‬حدثن مصعب عن زيد بن أسلم عن أبيه‪ ,‬قال‪ :‬قال بلل‪ :‬لا نزلت‬
‫هذه الَية {تتجاف جنوبم عن الضاجع} الَية‪ ,‬كنا نلس ف الجلس وناس من أصحاب‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يصلون بعد الغرب إل العشاء‪ ,‬فنلت هذه الَية {تتجاف‬
‫جنوب م عن الضا جع} ث قال‪ :‬ل نعلم روى أ سلم عن بلل سواه‪ ,‬ول يس له طر يق عن‬
‫بلل غيطططططططططططططط هذه الطريططططططططططططططق‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬فل تعلم نفس ما أخفي لم من قرة أعي} الَية‪ ,‬أي فل يعلم أحد عظمة‬
‫ما أخ فى ال ل م ف النات من النع يم الق يم واللذات ال ت ل يطلع على مثل ها أ حد‪ ,‬ل ا‬
‫أخفوا أعمالم كذلك أخفى ال لم من الثواب‪ ,‬جزاء وفاقا‪ ,‬فإن الزاء من جنس العمل‬
‫قال السن البصري‪ :‬أخفى قوم عملهم‪ ,‬فأخفى ال لم ما ل تر عي ول يطر على قلب‬
‫بشطططططططر‪ ,‬رواه ابطططططططن أبططططططط حاتططططططط‪.‬‬

‫‪597‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال البخاري قوله تعال‪{ :‬فل تعلم نفس ما أخفي لم من قرة أعي} الَية‪ ,‬حدثنا علي‬
‫بن ع بد ال‪ ,‬حدث نا سفيان عن أ ب الزناد عن العرج عن أ ب هريرة ر ضي ال ع نه عن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬قال ال تعال‪ :‬أعددت لعبادي الصالي ما ل عي‬
‫رأت‪ ,‬ول أذن سعت‪ ,‬ول خ طر على قلب ب شر» قال أ بو هريرة‪ :‬اقرؤوا إن شئ تم {فل‬
‫تعلم نفس ما أخفي لم من قرة أعي} قال‪ :‬وحدثنا سفيان‪ ,‬حدثنا أبو الزناد عن العرج‬
‫عطن أبط هريرة قال‪ :‬قال ال مثله‪ .‬قيطل لسطفيان روايطة‪ ,‬قال‪ :‬فأي شيطء ؟ ورواه مسطلم‬
‫والترمذي مطن حديطث سطفيان بطن عيينطة بطه‪ .‬وقال الترمذي‪ :‬حسطن صطحيح‪ ,‬ثط قال‬
‫البخاري‪ :‬حدثنا إسحاق بن نصر‪ ,‬حدثنا أبو أسامة عن العمش‪ ,‬حدثنا أبو صال عن أب‬
‫هريرة ر ضي ال ع نه‪ ,‬عن ال نب صلى ال عل يه و سلم «يقول ال تعال‪ :‬أعددت لعبادي‬
‫ال صالي ما ل ع ي رأت‪ ,‬ول أذن سعت‪ ,‬ول خ طر على قلب ب شر ذخرا من بله ما‬
‫اطلعتم عليه» ث قرأ {فل تعلم نفس ما أخفي لم من قرة أعي جزاء با كانوا يعملون}‬
‫قال أبو معاوية عن العمش عن أب صال‪ :‬قرأ أبو هريرة {قرات أعي} انفرد به البخاري‬
‫مططططططططططططططططن هذا الوجططططططططططططططططه‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ,‬حدثنا معمر عن هام بن منبه قال‪ :‬هذا ما حدثنا‬
‫أبطو هريرة عطن رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم «إن ال تعال قال‪ :‬أعددت لعبادي‬
‫الصطالي مطا ل عيط رأت‪ ,‬ول أذن سطعت‪ ,‬ول خططر على قلب بشطر» أخرجاه فط‬
‫الصحيحي من رواية عبد الرزاق‪ ,‬قال‪ :‬ورواه الترمذي ف التفسي‪ ,‬وابن جرير من حديث‬
‫عبد الرحيم بن سليمان عن ممد بن عمرو عن أب سلمة عن أب هريرة رضي ال عنه عن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم بثله‪ ,‬ث قال الترمذي‪ :‬هذا حديث حسن صحيح‪ .‬وقال‬
‫حاد بن سلمة عن ثابت بن أب رافع‪ ,‬عن أب هريرة رضي ال عنه قال حاد‪ :‬أحسبه عن‬
‫ال نب صلى ال عل يه و سلم قال « من يد خل ال نة ين عم ل يبأس‪ ,‬ل تبلى ثيا به‪ ,‬ول يف ن‬
‫شبابه‪ ,‬ف النة ما ل عي رأت ول أذن سعت ول خطر على قلب بشر» رواه مسلم من‬
‫حديطططططططث حاد بطططططططن سطططططططلمة بطططططططه‪.‬‬
‫وروى المام أح د‪ :‬حدث نا هارون‪ ,‬حدث نا ا بن و هب‪ ,‬حدث ن أ بو صخر أن أ با حازم‬
‫حدثه قال‪ :‬سعت سهل بن سعد الساعدي رضي ال عنه يقول‪ :‬شهدت مع رسول ال‬

‫‪598‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صلى ال عليه وسلم ملسا وصف فيه النة حت انتهى‪ ,‬ث قال ف آخر حديثه «فيها ما ل‬
‫عي رأت‪ ,‬ول أذن سعت‪ ,‬ول خطر على قلب بشر» ث قرأ هذه الَية {تتجاف جنوبم‬
‫عن الضاجع ط إل قوله ط يعملون} وأخرجه مسلم ف صحيحه عن هارون بن معروف‬
‫وهارون بن سعيد‪ ,‬كلها عن ابن وهب به وقال ابن جرير‪ :‬حدثن العباس بن أب طالب‪,‬‬
‫حدثنا معلى بن أسد‪ ,‬حدثنا سلم بن أب مطيع عن قتادة عن عقبة بن عبد الغافر عن أب‬
‫سعيد الدري‪ ,‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم يروي عن ربه عز وجل قال‪ :‬أعددت‬
‫لعبادي ال صالي ما ل ع ي رأت‪ ,‬ول أذن سعت‪ ,‬ول خ طر على قلب ب شر ل يرجوه‪.‬‬
‫وقال مسلم أيضا ف صحيحه‪ :‬حدثنا ابن أب عمر وغيه‪ ,‬حدثنا سفيان‪ ,‬حدثنا مطرف‬
‫بن طريف وعبد اللك بن سعيد‪ ,‬سعا الشعب يب عن الغية بن شعبة قال‪ :‬سعته على‬
‫النب يرفعه إل النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬سأل موسى عليه السلم ربه عز وجل‪ :‬ما‬
‫أدن أهل النة منلة ؟ قال‪ :‬هو رجل ييء بعد ما أدخل أهل النة النة‪ ,‬فيقال له‪ :‬ادخل‬
‫النة‪ ,‬فيقول‪ :‬أي رب كيف وقد نزل الناس منازلم وأخذوا أخذاتم ؟ فيقال له‪ :‬أترضى‬
‫َلكط مطن ملوك الدنيطا ؟ فيقول‪ :‬رضيطت رب‪ ,‬فيقول لك ذلك‬ ‫أن يكون لك مثطل ملك م ٍ‬
‫ومثله ومثله ومثله‪ ,‬ومثله فقال ف الامسة‪ ,‬رضيت رضيت رب‪ ,‬فيقول‪ :‬هذا لك وعشرة‬
‫أمثاله‪ ,‬ولك ما اشت هت ولذت عي نك‪ ,‬فيقول‪ :‬رض يت رب‪ ,‬قال‪ :‬رب فأعل هم منلة ؟‬
‫قال‪ :‬أولئك الذين أردت‪ ,‬غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها‪ ,‬فلم تر عي‪ ,‬ول تسمع‬
‫أذن‪ ,‬ول يطر على قلب بشر‪ ,‬قال‪ :‬ومصداقه من كتاب ال عز وجل {فل تعلم نفس ما‬
‫أخفي ل م من قرة أعي} الَية‪ ,‬ورواه الترمذي عن ابن أ ب ع مر وقال‪ :‬حسن صحيح‪.‬‬
‫قال‪ :‬ورواه بعضهططم عططن الشعططب عططن الغية ول يرفعططه‪ ,‬والرفوع أصططح‪.‬‬
‫قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا جعفر بن مني الدائن‪ ,‬حدثنا أبو بدر شجاع بن الوليد‪ ,‬حدثنا‬
‫زياد بن خيثمة عن ممد بن جحادة عن عامر بن عبد الواحد قال‪ ,‬بلغن أن الرجل من‬
‫أ هل ال نة ي كث ف مكا نه سبعي سنة‪ ,‬ث يلت فت فإذا هو بامرأة أح سن م ا كان ف يه‪,‬‬
‫فتقول‪ :‬قد آن لك أن يكون ل نا م نك ن صيب‪ ,‬فيقول‪ :‬من أ نت ؟ فتقول‪ :‬أ نا من الز يد‪,‬‬
‫فيمكث معها سبعي سنة‪ ,‬ث يلتفت فإذا هو بامرأة أحسن ما كان فيه‪ ,‬فتقول له‪ :‬قد آن‬

‫‪599‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لك أن يكون لنا منك نصيب‪ ,‬فيقول‪ :‬من أنت ؟ فتقول‪ :‬أنا الت قال ال {فل تعلم نفس‬
‫ططططط}‪.‬‬ ‫طططططن قرة أعيط‬ ‫ططططط مط‬ ‫طططططي لمط‬ ‫طططططا أخفط‬ ‫مط‬
‫وقال ابن ليعة‪ :‬حدثن عطاء بن دينار عن سعيد بن جبي قال‪ :‬تدخل عليهم اللئكة ف‬
‫مقدار كل يوم من أيام الدنيا ثلث مرات‪ ,‬معهم التحف من ال من جنات عدن ما ليس‬
‫ف جناتم‪ ,‬وذلك قوله تعال‪{ :‬فل تعلم نفس ما أخفي لم من قرة أعي} ويبون أن ال‬
‫عنهم راض‪ .‬وروى ابن جرير‪ :‬حدثنا سهل بن موسى الرازي‪ ,‬حدثنا الوليد بن مسلم عن‬
‫صفوان بن عمرو عن أب اليمان الوزن أو غيه‪ ,‬قال‪ :‬النة مائة درجة‪ ,‬أولا درجة فضة‪,‬‬
‫وأرض ها ف ضة‪ ,‬وم ساكنها ف ضة‪ ,‬وآنيت ها ف ضة‪ ,‬وتراب ا ال سك‪ ,‬والثان ية ذ هب‪ ,‬وأرض ها‬
‫ذ هب‪ ,‬وم ساكنها ذ هب‪ ,‬وآنيت ها ذ هب‪ ,‬وتراب ا ال سك‪ ,‬والثال ثة لؤلؤ‪ ,‬وأرض ها لؤلؤ‪,‬‬
‫وم ساكنها اللؤلؤ‪ ,‬وآنيت ها اللؤلؤ‪ ,‬وتراب ا ال سك‪ ,‬و سبع وت سعون ب عد ذلك ما ل ع ي‬
‫رأت‪ ,‬ول أذن سعت‪ ,‬ول خ طر على قلب ب شر‪ ,‬ث تل هذه الَ ية {فل تعلم ن فس ما‬
‫أخفططططططططططي لمطططططططططط} الَيططططططططططة‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثن يعقوب بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا معتمر بن سليمان عن الكم بن أبان‬
‫عن الغطريف عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النب صلى ال عليه وسلم عن الروح‬
‫الم ي قال «يؤ تى ب سنات الع بد و سيئاته ين قص بعض ها من ب عض‪ ,‬فإن بق يت ح سنة‬
‫واحدة وسطع ال له فط النطة‪ ,‬قال‪ :‬فدخلت على بزداد فحدث بثطل هذا الديطث‪ ,‬قال‪:‬‬
‫فقلت فأين ذهبت السنة ؟ قال {أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن‬
‫سيئاتم} الَية‪ ,‬قلت‪ :‬قوله تعال‪{ :‬فل تعلم نفس ما أخفي لم من قرة أعي} قال‪ :‬العبد‬
‫يعمطل سطرا أسطره إل ل ل يعلم بطه الناس‪ ,‬فأسطر ال له يوم القيامطة قرة أعيط‪.‬‬

‫سَتوُونَ * َأمّا الّذِي نَ آ َمنُواْ َوعَمِلُوْا ال صّالِحَا ِ‬


‫ت‬ ‫** أَفَمَن كَا نَ ُم ْؤمِنا كَمَن كَا نَ فَا سِقا ّل يَ ْ‬
‫سقُواْ َف َم ْأوَاهُ ُم النّارُ كُلّمَآ‬
‫ى نُزُ ًل بِمَا كَانُوْا َيعْمَلُو نَ * َوأَمّا الّذِي نَ فَ َ‬
‫فََلهُ مْ َجنّا تُ الْمَ ْأوَ َ‬
‫أَرَا ُد َواْ أَن يَخْ ُرجُواُ ِمْنهَآ ُأعِيدُواْ فِيهَا وَقِيلَ َلهُ مْ ذُوقُواْ عَذَابَ النّا ِر الّذِي كُنتُ ْم بِهِ ُتكَ ّذبُونَ *‬
‫وََلنُذِي َقّنهُ ْم مّ َن اْلعَذَابِ ال ْدَنىَ دُونَ اْلعَذَابِ ال ْكبَرِ َلعَّلهُ ْم َيرْ ِجعُونَ * َومَنْ َأظْلَ ُم ِممّن ذُ ّكرَ‬
‫ج ِرمِيَطط مُنَتقِمُونططَ‬ ‫ط الْمُ ْ‬
‫ط َعنْهَططآ إِنّططا مِنط َ‬ ‫ط ثُمططّ َأعْرَضط َ‬ ‫بِآيَاتططِ َربّهط ِ‬

‫‪600‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ي ب تعال عن عدله وكر مه أ نه ل ي ساوي ف حك مه يوم القيا مة من كان مؤمنا بآياته‬
‫متبعا لرسله‪ ,‬بن كان فاسقا أي خارجا عن طاعة ربه‪ ,‬مكذبا لرسل ال إليه‪ ,‬كما قال‬
‫تعال‪{ :‬أم ح سب الذ ين اجترحوا ال سيئات أن نعل هم كالذ ين آمنوا وعملوا ال صالات‬
‫سطواء مياهطم وماتمط سطاء مطا يكمون} وقال تعال‪{ :‬أم نعطل الذيطن آمنوا وعملوا‬
‫الصطالات كالفسطدين فط الرض أم نعطل التقيط كالفجار} وقال تعال‪{ :‬ل يسطتوي‬
‫أصحاب النار وأصحاب النة} الَية‪ ,‬ولذا قال تعال ههنا {أفمن كان مؤمنا كمن كان‬
‫فاسقا ل يستوون} أي عند ال يوم القيامة‪ ,‬وقد ذكر عطاء بن يسار والسدي وغيها‬
‫أن ا نزلت ف علي بن أ ب طالب وعق بة بن أ ب مع يط‪ ,‬ولذا ف صل حكم هم فقال {أ ما‬
‫الذيطن آمنوا وعملوا الصطالات} أي صطدقت قلوبمط بآيات ال وعملوا يقتضاهطا وهطي‬
‫ال صالات {فل هم جنات الأوى} أي ال ت في ها ال ساكن والدور والغرف العال ية {نزل}‬
‫أي ضيافطة وكرامطة {باط كانوا يعملون * وأمطا الذيطن فسطقوا} أي خرجوا عطن الطاعطة‬
‫فمأواهم النار‪ ,‬كلما أرادوا أن يرجوا منها أعيدوا فيها‪ ,‬كقوله {كلما أرادوا أن يرجوا‬
‫من ها من غم أعيدوا في ها} الَ ية قال الفض يل بن عياض‪« :‬وال إن اليدي لوث قة‪ ,‬وإن‬
‫الرجل لقيدة‪ ,‬وإن اللهب ليفعهم‪ ,‬واللئكة تقمعهم {وقيل لم ذوقوا عذاب النار الذي‬
‫كنتطططططم بطططططه تكذبون} أي يقال لمططططط ذلك تقريعا وتوبيخا‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ولنذيق هم من العذاب الد ن دون العذاب ال كب} قال ا بن عباس‪ :‬يع ن‬
‫بالعذاب الد ن م صائب الدن يا وأ سقامها وآفات ا‪ ,‬و ما ي ل بأهل ها م ا يبتلي ال به عباده‬
‫ليتوبوا إليه‪ .‬وروي مثله عن أب بن كعب وأب العالية والسن وإبراهيم النخعي والضحاك‬
‫وعلقمة وعطية وماهد وقتادة وعبد الكري الزري وخصيف‪ .‬وقال ابن عباس ف رواية‬
‫عنه‪ :‬يعن به إقامة الدود عليهم‪ .‬وقال الباء بن عازب وماهد وأبو عبيدة‪ :‬يعن به عذا‬
‫ب القب‪ .‬وقال النسائي‪ ,‬أخبنا عمرو بن علي‪ ,‬أخبنا عبد الرحن بن مهدي عن إسرائيل‬
‫عن أب إسحاق عن أب الحوص‪ ,‬وأب عبيدة عن عبد ال {ولنذيقنهم من العذاب الدن‬
‫دون العذاب الكطططططططب} قال‪ :‬سطططططططنون أصطططططططابتهم‪.‬‬
‫وقال عبد ال بن المام أحد‪ :‬حدثن عبد ال بن عمر القواريري‪ ,‬حدثنا يي بن سعيد‬
‫عن شعبة عن قتادة عن عروة عن السن العوف عن يي الزار‪ ,‬عن ابن أب ليلى عن أب‬

‫‪601‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بن كعب ف هذه الَية {ولنذيقنهم من العذاب الدن دون العذاب الكب} قال‪ :‬القمر‬
‫والدخان قد مضيا والبطشة واللزام‪ ,‬ورواه مسلم من حديث شعبة به موقوفا نوه‪ .‬وعند‬
‫البخاري عن ا بن م سعود نوه‪ .‬وقال ع بد ال بن م سعود أيضا ف روا ية ع نه‪ :‬العذاب‬
‫الد ن ما أ صابم من الق تل وال سب يوم بدر‪ ,‬وكذا قال مالك عن ز يد بن أ سلم‪ .‬قال‬
‫السدي وغيه‪ :‬ل يبق بيت بكة إل دخله الزن على قتيل لم أو أسي‪ ,‬فأصيبوا أو غرموا‪,‬‬
‫ومنهطططططططططم مطططططططططن جعططططططططط له المران‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬و من أظلم م ن ذ كر بآيات ر به ث أعرض عن ها} أي ل أظلم م ن ذكره‬
‫ال بآياته وبينها له ووضحها‪ ,‬ث بعد ذلك تركها وجحدها وأعرض عنها وتناساها كأنه‬
‫ل يعرفها‪ .‬قال قتادة‪ :.‬إياكم والعراض عن ذكر ال‪ ,‬فإن من أعرض عن ذكره فقد اغتر‬
‫أكب الغرة‪ ,‬وأعوز أشد العوز‪ ,‬وعظم من أعظم الذنوب‪ ,‬ولذا قال تعال متهددا لن فعل‬
‫ذلك {إ نا من الجرم ي منتقمون} أي سأنتقم م ن ف عل ذلك أ شد النتقام‪ .‬وروى ا بن‬
‫جر ير‪ :‬حدث ن عمران بن بكار الكل عي‪ ,‬حدث نا م مد بن البارك‪ ,‬حدث نا إ ساعيل بن‬
‫عياش‪ ,‬حدثنا عبد العزيز بن عبيد ال عن عبادة بن نسي عن جنادة بن أب أمية عن معاذ‬
‫بن جبل قال‪ :‬سعت رسول ال يقول‪ :‬ثلث من فعلهن فقد أجرم‪ :‬من عقد لواء ف غي‬
‫حطق‪ ,‬أو عطق والديطه‪ ,‬أو مشطى مطع ظال ينصطره فقطد أجرم‪ ,‬يقول ال تعال‪{ :‬إنطا مطن‬
‫الجرم ي منتقمون} ورواه ا بن أ ب حا ت من حد يث إ ساعيل بن عياش به وهذا حد يث‬
‫غريططططططططططططططططططططططططططططططططب جدا‪.‬‬

‫ل َتكُن فِي ِم ْرَيةٍ مّن ّلقَآئِ ِه وَ َجعَ ْلنَا هُ هُدًى ّلبَنِ يَ إِ سْرَائِيلَ *‬
‫** وََلقَ ْد آَتْينَا مُو سَى اْل ِكتَا بَ َف َ‬
‫ك ُه َو َيفْ صِلُ‬ ‫صَبرُوْا وَكَانُوْا بِآيَاتِنَا يُوِقنُو نَ * إِ نّ َربّ َ‬ ‫وَ َجعَ ْلنَا ِمْنهُ مْ أَئِ ّم ًة َيهْدُو نَ بَِأمْ ِرنَا لَمّا َ‬
‫ختَِلفُونططططَ‬ ‫ط يَ ْ‬
‫َبيَْنهُمططططْ َيوْمططططَ اْل َقيَامَةِ فِيمَططططا كَانُواْ فِيهططط ِ‬
‫يقول تعال م با عن عبده ور سوله مو سى عل يه ال سلم أ نه آتاه الكتاب‪ ,‬و هو التوراة‪,‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬فل تكن ف مرية من لقائه} قال قتادة‪ :‬يعن به ليلة السراء‪ ,‬ث روي عن‬
‫أب العالية الرياحي قال‪ :‬حدثن ابن عم نبيكم‪ ,‬يعن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم «أريت ليلة أسري ب موسى بن عمران رجلً آدم طوالً جعدا كأنه من‬

‫‪602‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رجال شنوءة‪ ,‬ورأيطت عيسطى رجلً مربوع اللق إل المرة والبياض‪ ,‬سطبط الرأس‪,‬‬
‫ورأيت مالكا خازن النار والدجال» ف آيات أراهن ال إياه {فل تكن ف مرية من لقائه}‬
‫أنطططه قطططد رأى موسطططى ولقطططي موسطططى ليلة أسطططري بطططه‪.‬‬
‫وقال ال طبان‪ :‬حدث نا م مد بن عثمان بن أ ب شي بة‪ ,‬حدث نا ال سن بن علي اللوا ن‪,‬‬
‫حدثنا روح بن عبادة‪ .‬حدثنا سعيد بن أب عروبة عن قتادة عن أب العالية‪ ,‬عن ابن عباس‬
‫عن ال نب صلى ال عليه وسلم ف قوله تعال‪{ :‬وجعلناه هدى لبن إسرائيل} قال‪ :‬ج عل‬
‫موسى هدى لبن إسرائيل‪ ,‬وف قوله {فل تكن ف مرية من لقائه} قال‪ :‬من لقاء موسى‬
‫ربطه عز و جل‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وجعلناه} أي الكتاب الذي آتيناه {هدى لب ن إسطرائيل}‬
‫كما قال تعال ف سورة السراء {وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبن إسرائيل أن ل‬
‫ططططططططططططط وكيلً}‪.‬‬ ‫طططططططططططططن دونط‬ ‫تتخذوا مط‬
‫وقوله‪{ :‬وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لا صبوا وكانوا بآياتنا يوقنون} أي لا كانوا‬
‫صابرين على أوا مر ال‪ ,‬وترك زواجره‪ ,‬وت صديق ر سله واتباع هم في ما جاؤو هم به‪ ,‬كان‬
‫من هم أئ مة يهدون إل ال ق بأ مر ال‪ ,‬ويدعون إل ال ي‪ ,‬ويأمرون بالعروف وينهون عن‬
‫النكر‪ ,‬ث لا بدلوا وحرفوا وأولوا‪ ,‬سلبوا ذلك القام‪ ,‬وصارت قلوبم قاسية يرفون الكلم‬
‫عن مواض عه‪ ,‬فل عملً صالا ول اعتقادا صحيحا‪ ,‬ولذا قوله تعال‪{ :‬ول قد آتي نا ب ن‬
‫إسرائيل الكتاب} قال قتادة وسفيان ‪ :‬لا صبوا عن الدنيا وكذلك قال السن بن صال‬
‫قال سفيان‪ :‬هكذا كان هؤلء‪ ,‬ول ينب غي للر جل أن يكون إماما يقتدى به ح ت يتحا مى‬
‫عن الدنيا قال وكيع‪ :‬قال سفيان‪ :‬ل بد للدين من العلم‪ ,‬كما ل بد للجسد من البز‪.‬‬
‫وقال ابن بنت الشافعي‪ :‬قرأ أب على عمي أو عمي على أب‪ :‬سئل سفيان عن قول علي‬
‫رضي ال عنه‪ :‬الصب من اليان بنلة الرأس من السد أل تسمع قوله {وجعلنا منهم أئمة‬
‫يهدون بأمرنا لا صبوا} قال‪ :‬لا أخذوا برأس المر صاروا رؤوساء‪ .‬قال بعض العلماء‪:‬‬
‫بال صب واليق ي تنال الما مة ف الد ين ولذا قال تعال‪{ :‬ول قد آتي نا ب ن إ سرائيل الكتاب‬
‫والكم والنبوة ورزقتاهم من الطيبات وفضلناهم على العالي وآتيناهم بينات من المر}‬
‫الَية‪ ,‬كما قال هنا {إن ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يتلفون} أي من‬
‫العتقادات والعمال‪.‬‬

‫‪603‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫** َأوَلَ ْم َيهْدِ َلهُ مْ كَ مْ أَهَْل ْكنَا مِن َقبِْلهِ ْم مّ َن اْلقُرُو نِ يَمْشُو نَ فِي مَ سَا ِكِنهِمْ إِ نّ فِي ذَلِ كَ‬
‫ج بِ هِ زَرْعا‬
‫ض الْجُ ُرزِ َفنُخْ ِر ُ‬
‫ق الْمَآءَ إِلَى الرْ ِ‬‫ل يَ سْ َمعُونَ * َأوَلَ مْ َي َر ْواْ أَنّا نَ سُو ُ‬ ‫َليَا تٍ أََف َ‬
‫طهُمْ أََفلَ ُيبْصطططططِرُونَ‬ ‫ط َوأَنفُسطططط ُ‬ ‫تَأْكُ ُل ِمنْهطططططُ َأْنعَامُهُمطططط ْ‬
‫يقول تعال‪ :‬أول يهطد لؤلء الكذبيط بالرسطل مطا أهلك ال قبلهطم مطن المطم الاضيطة‬
‫بتكذيبهم الرسل‪ ,‬ومالفتهم إياهم فيما جاؤوهم به من قوي السبل‪ ,‬فلم يبق منهم باقية‬
‫ول ع ي ول أ ثر { هل ت س من هم من أ حد أو ت سمع ل م ركزا} ولذا قال {يشون ف‬
‫م ساكنهم} أي هؤلء الكذبون يشون ف م ساكن أولئك الكذب ي‪ ,‬فل يرون من ها أحدا‬
‫من يسكنها ويعمرها‪ ,‬ذهبوا منها {كأن ل يغنوا فيها} كما قال {فتلك بيوتم خاوية با‬
‫ظلموا} وقال {فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة‬
‫وقصطر مشيطد * أفلم يسطيوا فط الرض طط إل قوله طط ولكطن تعمطى القلوب التط فط‬
‫ال صدور} ولذا قال هه نا {إن ف ذلك لَيات} أي إن ف ذهاب أولئك القوم ودمار هم‬
‫وما حل بم بسبب تكذيبهم الرسل‪ ,‬وناة من آمن بم‪ ,‬لَيات وعبا ومواعظ ودلئل‬
‫متناظرة {أفل يسطططمعون} أي أخبار مطططن تقدم كيطططف كان أمرهطططم‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬أو ل يروا أنطا نسطوق الاء إل الرض الرز} يطبي تعال لطفطه بلقطه‬
‫وإحسانه إليهم ف إرساله الاء إما من السماء أو من السيح‪ ,‬وهو ما تمله النار ويتحدر‬
‫مطن البال إل الراضطي الحتاجطة إليطه فط أوقاتطه‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬إل الرض الرز}‬
‫وهي الت ل نبات فيها‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وإنا لاعلون ما عليها صعيدا جرزا} أي يبسا‬
‫ل تنبت شيئا‪ ,‬وليس الراد من قوله {إل الرض الرز} أرض مصر فقط‪ ,‬بل هي بعض‬
‫القصود وإن مثل با كثي من الفسرين فليست هي القصودة وحدها‪ ,‬ولكنها مرادة قطعا‬
‫من هذه الَ ية‪ ,‬فإن ا ف نف سها أرض رخوة غلي ظة تتاج من الاء ما لو نزل علي ها مطرا‬
‫لتهدمت أبنيتها‪ ,‬فيسوق ال تعال إليها النيل با يتحمله من الزيادة الاصلة من أمطار بلد‬
‫البشة‪ ,‬وفيه طي أحر‪ ,‬فيغشى أرض مصر وهي أرض سبخة مرملة متاجة إل ذلك الاء‬
‫وذلك الطي أيضا‪ ,‬ليبن بت الزرع فيه‪ ,‬في ستغلون كل سنة على ماء جديد مطور ف غي‬
‫بلدهطم‪ ,‬وطيط جديطد مطن غيط أرضهطم‪ ,‬فسطبحان الكيطم الكريط النان الحمود أبدً‪.‬‬

‫‪604‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال ابن ليعة عن قيس بن حجاج عمن حدثه قال‪ :‬لا فتحت مصر أتى أهلها عمرو بن‬
‫العاص‪ ,‬حي دخل بؤونة من أشهر العجم‪ ,‬فقالوا‪ :‬أيها المي إن لنيلنا هذا سنة ل يري‬
‫إل ب ا قال‪ :‬و ما ذاك ؟ قالوا‪ :‬إن كا نت ثن تا عشرة ليلة خلت من هذا الش هر‪ ,‬عمد نا إل‬
‫جارية بكر بي أبويها‪ ,‬فأرضينا أبويها‪ ,‬وجعلنا عليها من اللي والثياب أفضل ما يكون‪,‬‬
‫ث ألقيناها ف هذا النيل‪ ,‬فقال لم عمرو‪ :‬إن هذا ل يكون ف السلم‪ ,‬إن السلم يهدم‬
‫ما كان قبله‪ ,‬فأقاموا بؤو نة والن يل ل يري ح ت هوا باللء‪ ,‬فك تب عمرو إل ع مر بن‬
‫الطاب بذلك‪ ,‬فكتب إليه عمر‪ :‬إنك قد أصبت بالذي فعلت‪ ,‬وقد بعثت إليك ببطاقة‬
‫داخل كتاب هذا‪ ,‬فألقها ف النيل‪ ,‬فلما قدم كتابه أخذ عمرو البطاقة ففتحها‪ ,‬فإذا فيها‪:‬‬
‫من عبد ال عمر أمي الؤمني إل نيل أهل مصر‪ ,‬أما بعد‪ ,‬فإنك إن كنت إنا تري من‬
‫قبلك فل تري‪ ,‬وإن كان ال الواحطد القهار هطو الذي يريطك‪ ,‬فنسطأل ال أن يريطك‪.‬‬
‫قال‪ :‬فألقى البطاقة ف النيل فأصبحوا يوم السبت وقد أجرى ال النيل ستة عشر ذراعا ف‬
‫ليلة واحدة‪ ,‬قد ق طع ال تلك ال سنة عن أ هل م صر إل اليوم‪ .‬رواه الا فظ أ بو القا سم‬
‫الللكائي الططبي فط كتاب السطنة له‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬أول يروا أنطا نسطوق الاء إل‬
‫الرض الرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفل يبصرون} كما قال تعال‪:‬‬
‫{فلينظر بالنسان إل طعامه أنا صببنا الاء صبا} الَية‪ ,‬ولذا قال ههنا {أفل يبصرون}‪.‬‬
‫وقال ابن أب نيح عن رجل عن ابن عباس ف قوله {إل الرض الزر} قال‪ :‬هي الت‬
‫ل تطر إل مطرا ل يغن عنها شيئا إل ما يأتيها من السيول‪ ,‬وعن ابن عباس وماهد‪ :‬هي‬
‫أرض باليمن‪ ,‬وقال السن رحه ال‪ :‬هي قرى بي اليمن والشام‪ .‬وقال عكرمة والضحاك‬
‫وقتادة والسطدي وابطن زيطد‪ :‬الرض الرز التط ل نبات فيهطا‪ ,‬وهطي مغطبة‪ ,‬قلت‪ :‬وهذا‬
‫كقوله تعال‪{ :‬وآيطططة لمططط الرض اليتطططة أحييناهطططا} الَيتيططط‪.‬‬

‫** َوَيقُولُو نَ َمَتىَ هَـذَا الْ َفتْ حُ إِن كُنتُ مْ صَادِقِيَ * قُ ْل َيوْ َم اْلفَتْ حِ َل يَنفَ ُع الّذِي نَ َكفَ ُر َوْا‬
‫ط مّنتَظِرُونططَ‬ ‫ط وَانتَ ِظرْ ِإنّهُمط ْ‬ ‫ط عَْنهُمط ْ‬ ‫ط يُنظَرُونططَ * َفَأعْرِضط ْ‬ ‫ِإيَمَاُنهُمططْ وَ َل هُمط ْ‬
‫يقول تعال مبطا عطن اسطتعجال الكفار ووقوع بأس ال بمط‪ ,‬وحلول غضبطه ونقمتطه‬
‫عليهم‪ ,‬استبعادا وتكذيبا وعنادا {ويقولون مت هذا الفتح} أي مت تنصر علينا يا ممد ؟‬

‫‪605‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كما تزعم أن لك وقتا علينا وينتقم لك منا‪ ,‬فمت يكون هذا ؟ ما نراك أنت وأصحابك‬
‫إل متفيط خائفيط ذليليط‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬قطل يوم الفتطح} أي إذا حطل بكطم بأس ال‬
‫و سخطه وغض به ف الدن يا و ف الخرى {ل ين فع الذ ين كفروا إيان م ول هم ينظرون}‬
‫كما قال تعال‪{ :‬فلما جاءتم رسلهم بالبينات فرحوا با عندهم من العلم} الَيتي‪ .‬ومن‬
‫زعم أن الراد من هذا الفتح فتح مكة فقد أبعد النجعة‪ ,‬وأخطأ فأفحش‪ ,‬فإن يوم الفتح قد‬
‫ق بل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم إ سلم الطلقاء‪ ,‬و قد كانوا قريبا من ألف ي‪ ,‬ولوكان‬
‫الراد فتح مكة لا قبل إسلمهم لقوله تعال‪{ :‬قل يوم الفتح ل ينفع الذين كفروا إيانم‬
‫ول هم ينظرون} وإن ا الراد الف تح الذي هو القضاء والف صل كقوله {فاف تح بي ن وبين هم‬
‫فتحا} الَيطة‪ ,‬وكقوله {قطل يمطع بيننطا ربنطا ثط يفتطح بيننطا بالقط} الَيطة‪ ,‬وقال تعال‪:‬‬
‫{وا ستفتحوا وخاب كل جبار عن يد} وقال تعال‪{ :‬وكانوا من ق بل ي ستفتحون على‬
‫ططح}‪.‬‬ ‫ططم الفتط‬ ‫ططد جاءكط‬ ‫ططتفتحوا فقط‬ ‫ططن كفروا} وقال تعال‪{ :‬إن تسط‬ ‫الذيط‬
‫ث قال تعال‪{ :‬فأعرض عن هم وانت ظر إن م منتظرون} أي أعرض عن هؤلء الشرك ي‪,‬‬
‫وبلغ ما أنزل إليك من ربك‪ ,‬كقوله‪{ :‬اتبع ما أوحي إليك من ربك ل إله إل هو} الَية‪,‬‬
‫وانتظر فإن ال سينجز لك ما وعد وسينصرك على من خالفك‪ ,‬إنه ل يلف اليعاد‪ .‬وقوله‬
‫{إنم منتظرون} أي أنت منتظر وهم منتظرون ويتربصون بكم الدوائر {أم يقولون شاعر‬
‫نتربص به ريب النون} وسترى أنت عاقبة صبك عليهم وعلى أداء رسالة ال ف نصرتك‬
‫وتأييدك‪ ,‬و سيجدون غب ما ينتظرو نه ف يك و ف أ صحابك من وب يل عقاب ال ل م‪,‬‬
‫وحلول عذابططططه بمطططط‪ ,‬وحسططططبنا ال ونعططططم الوكيططططل‪.‬‬
‫طططة‪.‬‬ ‫طططد والنط‬ ‫طططجدة ول المط‬ ‫طططورة السط‬ ‫طططي سط‬ ‫طططر تفسط‬ ‫آخط‬

‫ططططططططططططططططططططططططططططططططططورة الحزاب‬
‫سط‬

‫قال عبد ال بن المام أحد‪ :‬حدثنا خلف بن هشام‪ ,‬حدثنا حاد بن زيد عن عاصم بن‬
‫بدلة عن زر قال‪ :‬قال ل أ ب بن ك عب‪ :‬كأ ين تقرأ سورة الحزاب أو كأ ين تعد ها ؟‬
‫قال‪ :‬قلت ثلثا وسبعي آية‪ ,‬فقال‪ :‬قط لقد رأيتها وإنا لتعادل سورة البقرة‪ ,‬ولقد قرأنا‬

‫‪606‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫في ها الش يخ والشي خة إذا زن يا فارجوه ا الب تة‪ ,‬نكالً من ال‪ ,‬وال عل يم حك يم‪ ,‬ورواه‬
‫الن سائي من و جه آ خر عن عا صم وهو ابن أ ب النجود‪ ,‬وهو ا بن بدلة به‪ ,‬وهذا إ سناد‬
‫ح سن‪ ,‬و هو يقت ضي أ نه قد كان في ها قرآن ث ن سخ لف ظه وحك مه أيضا‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫بِسطططططططْمِ اللّهطططططططِ الرّحْمـطططططططنِ الرّحِيمطططططططِ‬

‫** يَا َأّيهَا الّنبِ ّي اتّقِ اللّ َه وَلَ تُ ِط ِع الْكَافِرِي َن وَالْ ُمنَاِفقِيَ إِنّ اللّهَ كَا َن عَلِيما َحكِيما * وَاّتبِعْ‬
‫ك مِن َربّكَ إِنّ اللّهَ كَانَ بِمَا َتعْمَلُونَ َخبِيا * َوَتوَكّ ْل عََلىَ اللّ ِه وَ َكفَ َى بِاللّهِ‬ ‫مَا يُو َحىَ إِلَطيْ َ‬
‫وَكِيلً‬
‫هذا ت نبيه بالعلى على الد ن‪ ,‬فإ نه تعال إذا كان يأ مر عبده ور سوله بذا‪ ,‬فلن يأت ر‬
‫من دونه بذلك بطريق الول والحرى‪ .‬وقد قال طلق بن حبيب‪ :‬التقوى أن تعمل بطاعة‬
‫ال على نور من ال‪ ,‬ترجو ثواب ال‪ ,‬وأن تترك معصية ال على نور من ال مافة عذاب‬
‫ال‪{ :‬ول تطع الكافرين والنافقي} أي ل تسمع منهم ول تستشرهم {إن ال كان عليما‬
‫حكيما} أي فهو أحق أن تتبع أوامره وتطيعه‪ ,‬فإنه عليم بعواقب المور‪ ,‬حكيم ف أقواله‬
‫وأفعاله‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬واتبع ما يوحى إليك من ربك} أي من قرآن وسنة {إن ال‬
‫كان)با تعملون خبيا} أي فل تفى عليه خافية‪ ,‬وتو كل على ال‪ ,‬أي ف جيع أمورك‬
‫وأحوالك {وكفطى بال وكيل} أي وكفطى بطه وكيل لنط توكطل عليطه وأناب إِليطه‪.‬‬

‫لئِي تُظَاهِرُو َن ِمْنهُ نّ‬


‫** مّا َجعَلَ اللّ هُ لِرَ ُج ٍل مّن قَ ْلَبيْ نِ فِي َجوْفِ ِه وَمَا َجعَلَ أَ ْزوَا َجكُ ُم ال ّ‬
‫ُأ ّمهَاِتكُ ْم َومَا َجعَلَ أَ ْد ِعيَآءَكُمْ َأبْنَآءَكُمْ ذَِلكُمْ َقوُْلكُم ِبأَ ْفوَا ِهكُمْ وَاللّ ُه َيقُو ُل الْحَ ّق َو ُهوَ َيهْدِي‬
‫ط عِندَ اللّ هِ فَإِن ّل ْم َتعْلَ ُم َوْا آبَا َءهُ مْ فَإِخوَاُنكُ مْ فِي الدّي نِ‬
‫سبِيلَ * ا ْدعُوهُ مْ َلبَآِئهِ ْم ُهوَ أَقْ سَ ُ‬ ‫ال ّ‬
‫س عََليْكُ مْ ُجنَا حٌ فِيمَآ أَخْ َط ْأتُ ْم بِ ِه وَلَ ـكِن مّا َتعَمّدَ تْ قُلُوُبكُ ْم وَكَا نَ اللّ هُ‬ ‫َو َموَالِيكُ ْم وََليْ َ‬
‫َغفُورا ّرحِيما‬

‫‪607‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال موطئا قبطل القصطود العنوي أمرا معروفا حسطيا‪ ,‬وهطو أنطه كمطا ل يكون‬
‫للشخص الواحد قلبان ف جوفه ولتصي زوجته الت يظاهر منها بقوله أنت علي كظهر‬
‫أمي أما له‪ ,‬كذلك ل يصي الدعي ولدا للرجل إِذا تبناه فدعاه ابنا له‪ ,‬فقال {ما جعل ال‬
‫لرجل من قلبي ف جوفه وما جعل أزواجكم اللئي تظاهرون منهن أمهاتكم} كقوله عز‬
‫وجل {ماهن أمهاتم إِن أمهاتم اللئي ولدنم} الَية‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وما جعل أدعيائكم‬
‫أبنائكم} هذا هو القصود بالنفي‪ ,‬فإِنا نزلت ف شأن زيد بن حارثة رضي ال عنه مول‬
‫النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬كان النب صلى ال عليه وسلم قد تبناه قبل النبوة‪ ,‬فكان يقال‬
‫له زيطد بطن ممطد‪ ,‬فأراد ال تعال أن يقططع هذا اللاق وهذه النسطبة بقوله تعال‪:‬‬
‫{وماجعل أدعياءكم أبناءكم} كما قال تعال ف أثناء السورة {ما كان ممد أبا أحد من‬
‫رجالكم ولكن رسول ال وخات النبيي وكان ال بكل شيء عليما} وقال ههنا {ذلكم‬
‫قولكم بأفواههم} يع ن تبني كم لم قول ل يقتضي أن يكون ابنا حقيقيا‪ ,‬فإِنه ملوق من‬
‫صلب رجل آخر‪ ,‬فما يكن أن يكون أبوان كما ل يكن أن يكون للبشر الواحد قلبان‬
‫{وال يقول الق وهو يهدي السبيل} قال سعيد بن جبي {يقول الق} أي العدل‪ ,‬وقال‬
‫ططططتقيم‪.‬‬ ‫ططططراط السط‬ ‫ططططبيل} أي الصط‬ ‫ططططو يهدي السط‬ ‫قتادة {وهط‬
‫و قد ذ كر غ ي وا حد أن هذه الَ ية نزلت ف ر جل من قر يش كان يقال له ذو القلب ي‪,‬‬
‫وأ نه كان يز عم أن له قلب ي كل منه ما بع قل وا فر‪ ,‬فأنزل ال تعال هذه الَ ية ردا عل يه‪.‬‬
‫هكذا روى العوفط عطن ابطن عباس‪ ,‬وقاله ماهطد وعكرمطة والسطن وقتادة واختاره ابطن‬
‫جرير‪ :‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا حسن‪ ,‬حدثنا زهي عن قابوس يعن ابن أب ظبيان‪ ,‬قال‪:‬‬
‫إِن أباه حدثه قال‪ :‬قلت لبن عباس‪ :‬أرأيت قول ال تعال‪{ :‬ما جعل ال لرجل من قلبي‬
‫ف جو فه} ما ع ن بذلك ؟ قال‪ :‬قام ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يوما ي صلي فخ طر‬
‫خطرة‪ ,‬فقال النافقون الذيطن يصطلون معطه‪ :‬أل ترون له قلبيط‪ :‬قلبا معكطم وقلبا معهطم‪,‬‬
‫فأنزل ال تعال‪{ :‬ما جعل ال لرجل من قلبي ف جوفه} وهكذا رواه الترمذي عن عبد‬
‫ال بن عبد الرحن الدارمي عن صاعد الران‪ ,‬عن عبد بن حيد وعن أحد بن يونس‪,‬‬
‫كلها عن زهي وهو ابن معاوية به‪ .‬ث قال‪ :‬وهذا حديث حسن‪ ,‬وكذا رواه ابن جرير‬
‫ططططه‪.‬‬ ‫طططط بط‬ ‫ططططث زهيط‬ ‫ططططن حديط‬ ‫طططط مط‬ ‫ططططن حاتط‬ ‫وابط‬

‫‪608‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال عبد الرزاق‪ :‬أخبنا معمر عن الزهري ف قوله تعال‪{ :‬ما جعل ال لرجل من قلبي‬
‫ف جوفه} قال بلغنا أن ذلك كان ف زيد بن حارثة ضرب له مثل‪ :‬يقول ليس ابن رجل‬
‫آخر ابنك‪ ,‬وكذا قال ماهد وقتادة وابن زيد أنا نزلت ف زيد بن حارثة رضي ال عنه‪,‬‬
‫وهذا يوا فق ما قدمناه من التف سي وال سبحانه وتعال أعلم‪ .‬وقوله عز و جل {ادعو هم‬
‫لَبائ هم هو أق سط ع ند ال} هذا أ مر نا سخ ل ا كان ف ابتداء ال سلم من جواز ادعاء‬
‫البناء الجا نب و هم الدعياء‪ ,‬فأ مر تبارك وتعال برد نسبهم إِل آبائ هم ف القيقة‪ ,‬وأن‬
‫هذا هو العدل والق سط والب‪ .‬قال البخاري رح ه ال‪ :‬حدث نا مُعلى بن أ سد‪ ,‬حدث نا ع بد‬
‫العزيز بن الختار عن موسى بن عقبة قال‪ :‬حدثن سال عن عبد ال بن عمر قال‪ :‬إِن زيد‬
‫بن حارثة رضي ال عنه مول رسول ال صلى ال عليه وسلم ما كنا ندعوه إِل زيد بن‬
‫م مد ح ت نزل القرآن {ادعو هم لَبائ هم هو أق سط ع ند ال} وأخر جه م سلم والترمذي‬
‫والن سائي من طرق عن مو سى بن عق بة به‪ .‬و قد كانوا يعاملون م معاملة البناء من كل‬
‫وجه ف اللوة بالحارم وغي ذلك‪ ,‬ولذا قالت سهلة بنت سهيل امرأة أب حذيفة رضي‬
‫ال عنهما‪ :‬يارسول ال إِنا كنا ندعو سالا ابنا‪ ,‬وإِن ال قد أنزل ما أنزل‪ ,‬وإِنه كان يدخل‬
‫علي وإِن أجد ف نفس أب حذيفة من ذلك شيئا‪ ,‬فقال صلى ال عليه وسلم «أرضعيه‬
‫ترمي عليه» الديث‪ ,‬ولذا لا نسخ هذا الكم أباح تبارك وتعال زوجة الدعي‪ ,‬وتزوج‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم بزينب بنت جحش مطلقة زيد بن حارثة رضي ال عنه‪,‬‬
‫وقال عطز وجطل {لكيل يكون على الؤمنيط حرج فط أزواج أدعيائهطم إِذا قضوا منهطن‬
‫وطرا} وقال تبارك وتعال ف آية التحري {وحلئل أبنائكم الذين من أصلبكم} احترازا‬
‫عن زوجة الدعي فإِنه ليس من الصلب‪ ,‬فأما البن من الرضاعة فمنل منلة ابن الصلب‬
‫شرعا بقوله صطلى ال عليطه وسطلم فط الصطحيحي «حرّموا مطن الرضاعطة مطا يرم مطن‬
‫الن سب»‪ ,‬فأ ما دعوة الغ ي ابنا على سبيل التكر ي والت حبيب‪ ,‬فل يس م ا ن ى ع نه ف هذه‬
‫الَية بدليل مارواه المام أحد وأهل السنن إِل الترمذي‪ ,‬من حديث سفيان الثوري عن‬
‫سلمة بن كهيل عن السن العُرن عن ابن عباس رضي ال عنهما قال‪ :‬قدّمنا على رسول‬
‫ال صلى ال عليه و سلم أغيل مة ب ن ع بد الطلب على حرات لنا من ج ع‪ ,‬فج عل يلطخ‬

‫‪609‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أفخاذ نا ويقول «ُأَبيْنِ يّ ل ترموا المرة ح ت تطلع الش مس» قال أ بو عبيدة وغيه‪ُ :‬أبَْينِ يّ‬
‫طر‪.‬‬ ‫طنة عشط‬ ‫طة الوداع سط‬ ‫طر الدللة‪ ,‬فإِن هذا كان ف ط حجط‬‫طغي بَن ط وهذا ظاهط‬ ‫تصط‬
‫وقوله {ادعوهم لَبائهم} ف شأن زيد بن حارثة رضي ال عنه‪ ,‬وقد قتل ف يوم مؤتة‬
‫سنة ثان‪ ,‬وأيضا ففي صحيح مسلم من حديث أب عوانة الوضاح بن عبد ال اليشكري‬
‫عن العد أب عثمان البصري عن أنس بن مالك رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم «يابن» ورواه أبو داود والترمذي‪ .‬وقوله عز وجل {فإِن ل تعلموا آباءهم‬
‫فإِخوانكم ف الدين ومواليكم} أمر تعال برد أنساب الدعياء إِل آبائهم إِن عرفوا‪ ,‬فإِن ل‬
‫يعرفوا ف هم إِخوان م ف الد ين وموالي هم‪ ,‬أي عوضا ع ما فات م من الن سب‪ ,‬ولذا قال‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يوم خرج من م كة عام عمرة القضاء وتبعت هم اب نة حزة‬
‫ر ضي ال عن ها تنادي‪ ,‬يا عم يا عم‪ ,‬فأخذ ها علي ر ضي ال ع نه وقال لفاط مة ر ضي ال‬
‫عنها‪ :‬دونك ابنة عمك‪ ,‬فاحتملتها فاختصم فيها علي وزيد وجعفر رضي ال عنهم ف‬
‫أي هم يكفل ها‪ ,‬ف كل أدل ب جة‪ ,‬فقال علي ر ضي ال ع نه‪ :‬أ نا أ حق ب ا و هي اب نة ع مي‪:‬‬
‫وقال زيد‪ :‬ابنة أخي‪ ,‬وقال جعفر بن أب طالب‪ :‬ابنة عمي وخالتها تت‪ ,‬يعن أساء بنت‬
‫عميس‪ ,‬فقضى با النب صلى ال عليه وسلم لالتها وقال «الالة بنلة الم» وقال لعلي‬
‫رضطي ال عنطه «أنطت منط وأنطا منطك»‪ .‬وقال لعفطر رضطي ال عنطه «أشبهطت خلقطي‬
‫وخلقي»‪ .‬وقال لزيد رضي ال عنه «أنت أخونا ومولنا» ففي الديث أحكام كثية من‬
‫أح سنها أ نه صلى ال عل يه و سلم ح كم بال ق‪ ,‬وأر ضى كل من التنازع ي‪ .‬وقال لز يد‬
‫رضي ال عنه «أنت أخونا ومولنا»‪ .‬كما قال تعال‪{ :‬فإِخوانكم ف الدين ومواليكم}‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا يعقوب بن إِبراهيم‪ ,‬حدثنا ابن علية‪ ,‬عن عيينة بن عبد الرحن‬
‫عن أبيه قال‪ :‬قال أبو بكرة رضي ال عنه‪ :‬قال ال عز وجل {ادعوهم لَبائهم هو أقسط‬
‫عند ال فإِن ل تعلموا آبائهم فإِخوانكم ف الدين ومواليكم} فأنا من ل يعرف أبوه فأنا‬
‫من إِخوان كم ف الد ين‪ ,‬قال أ ب‪ :‬وال إِ ن لظ نه لو علم أن أباه كان حارا لنت مى إِل يه‪,‬‬
‫وقد جاء ف الديث «من ادعى إِل غي أبيه وهو يعلمه كفر» وهذا تشديد وتديد ووعيد‬
‫أكيد ف التبي من النسب العلوم‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ادعوهم لَبائهم هو أقسط عند ال‬
‫طططم}‪.‬‬ ‫طططن ومواليكط‬ ‫ططط الديط‬‫طططم فط‬ ‫طططم فإِخوانكط‬ ‫فإِن ل تعلموا آبائهط‬

‫‪610‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ث قال تعال‪{ :‬وليس عليكم جناح فيما أخطأت به} إِي إِذا نسبتم بعضهم إِل غي أبيه‬
‫ف القيقة خطأ بعد الجتهاد واستفراغ الوسع‪ ,‬فإِن ال تعال قد وضع الرج ف الطأ‬
‫ورفع إِثه‪ ,‬كما أرشد إِليه ف قوله تبارك وتعال آمرا عباده أن يقولوا {ربنا ل تؤاخذنا إِن‬
‫نسينا أو أخطأنا} وثبت ف صحيح مسلم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬قال‬
‫ال عز وجل‪ :‬قد فعلت»‪ .‬وف صحيح البخاري عن عمرو بن العاص رضي ال عنه قال‪:‬‬
‫قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «إِذا اجتهد الا كم فأ صاب فله أجران‪ ,‬وإِن اجت هد‬
‫فأخطأ فله أجر»‪ .‬وف حديث آخر «إِن ال تبارك وتعال رفع عن أمت الطا‪ .‬والنسيان‬
‫وما يكرهون عليه» وقال تبارك وتعال ههنا {وليس عليكم جناح فيما أخطأت به ولكن‬
‫ما تعمدت قلوبكم وكان ال غفورا رحيما} أي وإِنا الث على من تعمد الباطل‪ ,‬كما‬
‫قال عز وجل {ل يؤاخذكم ال ف اللغو ف أيانكم} الَية‪ .‬وف الديث التقدم «ليس من‬
‫ر جل اد عى إِل غ ي أب يه و هو يعل مه إِل ك فر»‪ .‬و ف القرآن الن سوخ‪ :‬فإِ نه ك فر ب كم أن‬
‫ترغبوا عطططططططططططططططن آبائكطططططططططططططططم‪.‬‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ,‬أخبنا معمر عن الزهري عن عبيد ال بن عتبة بن‬
‫مسعود‪ ,‬عن ابن عباس عن عمر رضي ال عنهم أنه قال‪ :‬إِن ال تعال بعث ممدا صلى‬
‫ال عليه وسلم بالق‪ ,‬وأنزل معه الكتاب‪ ,‬فكان فيما أنزل عليه آية الرجم‪ ,‬فرجم رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ورجنا بعده‪ ,‬ث قال قد كنا نقرأ ول ترغبوا عن آبائكم فإِنه كفر‬
‫ب كم أن ترغبوا عن آبائ كم وأن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال«ل تطرو ن ك ما‬
‫أطري عيسى ابن مري عليه الصلة والسلم فإِنا أنا عبد ال‪ ,‬فقولوا عبده ورسوله» وربا‬
‫قال مع مر «ك ما أطرت الن صارى ا بن مر ي» ورواه ف الد يث الَ خر «ثلث ف الناس‬
‫كفططر‪ :‬الطعططن فطط النسططب‪ ,‬والنياحططة على اليططت‪ ,‬والسططتسقاء بالنجوم»‪.‬‬

‫ضهُمْ َأوْلَ َى ِببَعْضٍ‬


‫سهِ ْم َوأَ ْزوَاجُهُ ُأ ّمهَاُتهُ ْم َوُأوْلُو الرْحَا ِم َبعْ ُ‬
‫** الّنبِيّ َأوَْلىَ بِالْ ُم ْؤ ِمنِيَ مِنْ َأْنفُ ِ‬
‫فِي ِكتَابِ اللّ ِه مِ َن الْ ُم ْؤ ِمنِيَ وَالْ ُمهَاجِرِي نَ إِلّ أَن َت ْفعَُل َواْ إَِلىَ َأوْلِيَآئِكُ ْم ّمعْرُوفا كَانَ ذَلِكَ فِي‬
‫ط مَسطططططططططططططططْطُورا‬ ‫الْ ِكتَابطططططططططططططط ِ‬

‫‪611‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قد علم ال تعال شف قة ر سوله على أم ته ون صحة ل م‪ ,‬فجعله أول ب م من أنف سهم‪,‬‬
‫وحكمطه فيهطم كان مقدما على اختيارهطم لنفسطهم‪ ,‬كمطا قال تعال‪{ :‬فل وربطك ل‬
‫يؤمنون حت يكموك فيما شجر بينهم ث ل يدوا ف أنفسهم حرجا ما قضيت ويسلموا‬
‫ت سليما} و ف ال صحيح «والذي نف سي بيده ل يؤ من أحد كم ح ت أكون أ حب إِل يه من‬
‫نف سه وماله وولده والناس أجع ي»‪ .‬و ف ال صحيح أيضا أن ع مر ر ضي ال ع نه قال‪ :‬يا‬
‫رسول ال‪ ,‬وال لنت أحب إِل من كل شيء إل من نفسي‪ ,‬فقال صلى ال عليه وسلم‬
‫«ل يا عمر حت أكون أحب إِليك من نفسك» فقال‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬وال لنت أحب إِل‬
‫من كل شيء حت من نفسي‪ ,‬فقال صلى ال عليه وسلم «الَن ياعمر» ولذا قال تعال ف‬
‫هذه الَيططططة {النططططب أول بالؤمنيطططط مططططن أنفسططططهم}‪.‬‬
‫وقال البخاري ع ند هذه الَ ية الكري ة‪ :‬حدث نا إبراه يم بن النذر حدث نا م مد بن فل يح‪,‬‬
‫حدثنا أب عن هلل بن علي عن عبد الرحن بن أب عمرة‪ ,‬عن أب هريرة رضي ال عنه‬
‫عن النب صلى ال عليه وسلم قال «ما من مؤمن إِل وأنا أول الناس به ف الدنيا والَخرة‪,‬‬
‫اقرؤوا إِن شئتم {النب أول بالؤمني من أنفسهم} فأيا مؤمن ترك مالً فليثه عصبته من‬
‫كانوا‪ ,‬وإِن ترك دينا أو ضياعا فليأتنط فأنطا موله» تفرد بطه البخاري ورواه أيضا فط‬
‫الستقراض‪ ,‬وابن جرير وابن أب حات من طرق عن فليح به مثله‪ ,‬ورواه أحد من حديث‬
‫أب حصي عن أب صال عن أب هريرة رضي ال عنه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫بنحوه‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري ف قوله {النب أول بالؤمني‬
‫من أنفسهم} عن أب سلمة عن جابر بن عبد ال رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم كان يقول «أنا أول بكل مؤمن من نفسه‪ ,‬فأيا رجل مات وترك دينا فِإلّ‪ ,‬ومن‬
‫ترك مالً فهططو لورثتططه» ورواه أبططو داود عططن أحدطط بططن حنبططل بططه نوه‪.‬‬
‫وقال تعال‪{ :‬وأزواجه أمهاتم} أي ف الرمة والحترام‪ ,‬والتوقي والكرام والعظام‪,‬‬
‫ولكن ل توز اللوة بن ول ينتشر التحري إِل بناتن وأخواتن بالجاع‪ ,‬وإِن سى بعض‬
‫العلماء بناتن أخوات الؤمني كما هو منصوص الشافعي رضي ال عنه ف الختصر‪ ,‬وهو‬
‫مطن باب إِطلق العبارة ل إِثبات الكطم‪ ,‬وهطل يقال لعاويطة وأمثاله خال الؤمنيط ؟ فيطه‬

‫‪612‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قولن للعلماء ر ضي ال عن هم‪ ,‬و نص الشاف عي ر ضي ال ع نه على أ نه يقال ذلك‪ ,‬و هل‬
‫يقال لن أمهات الؤمني فيدخل النساء ف جع الذكر السال تغييبا ؟ وفيه قولن‪ ,‬صح‬
‫عن عائ شة ر ضي ال عن ها أن ا قالت‪ :‬ل يقال ذلك‪ ,‬وهذا أ صح الوجه ي ف مذ هب‬
‫الشافعي رضي ال عنه‪ .‬وقد روي عن أب كعب وابن عباس رضي ال عنهما أنما قرآ‬
‫{النب أول بالؤمني من أنفسهم وأزواجه أمهاتم وهو أب لم}‪ .‬وروي نو هذا عن‬
‫معاوية وماهد وعكرمة والسن‪ ,‬وهو أحد الوجهي ف مذهب الشافعي رضي ال عنه‪,‬‬
‫حكاه البغوي وغيه‪ ,‬واستأنسوا عليه بالديث الذي رواه أبو داود رحه ال‪ :‬حدثنا عبد‬
‫ال بن ممد النفيلي‪ ,‬حدثنا ابن البارك عن ممد بن عجلن عن القعقاع بن حكيم‪ ,‬عن‬
‫أب صال عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إِنا أنا‬
‫ل كم بنلة الوالد أعلم كم‪ ,‬فإِذا أ تى أحد كم الغائط فل ي ستقبل القبلة ول ي ستدبرها‪ ,‬ول‬
‫يستطب بيمينه»‪ .‬وكان يأمر بثلثة أحجار وينهى عن الروث والرمة‪ .‬وأخرجه النسائي‬
‫وابن ماجه من حديث ابن عجلن‪ ,‬والوجه الثان أنه ل يقال ذلك‪ ,‬واحتجوا بقوله تعال‪:‬‬
‫{ماكان ممطططططد أبطططططا أحطططططد مطططططن رجالكطططططم}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وألو الرحام بعض هم أول بب عض ف كتاب ال} أي ف ح كم ال { من‬
‫الؤمن ي والهاجر ين} أي القرابات أول بالتوارث من الهاجر ين والن صار‪ ,‬وهذه نا سخة‬
‫لا كان قبلها من التوارث باللف والؤاخاة الت كانت بينهم‪ ,‬كما قال ابن عباس وغيه‪:‬‬
‫كان الهاجري يرث النصاري دون قراباته وذوي رحه للخوة الت آخى بينهما رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وكذا قال سعيد بن جبي وغيه من السلف واللف‪ .‬وقد أورد‬
‫فيه ا بن أ ب حات حديثا عن الزب ي بن العوام فقال‪ :‬حدثنا أ ب‪ ,‬حدثنا أحد بن أ ب ب كر‬
‫الصعب من ساكن بغداد عن عبد الرحن بن أب الزناد‪ ,‬عن هشام بن عروة عن أبيه عن‬
‫الزبي بن العوام رضي ال عنه قال‪ :‬أنزل ال عز وجل فينا خاصة معشر قريش والنصار‬
‫{وألو الرحام بعض هم أول بب عض} وذلك أ نا مع شر قر يش ل ا قدم نا ول أموال ل نا‪,‬‬
‫فوجدنا النصار نعم الخوان فواخيناهم وأورثناهم‪ ,‬فآخى أبو بكر رضي ال عنه خارجة‬
‫بن زيد‪ ,‬وآخى عمر رضي ال عنه فلنا‪ ,‬وآخى عثمان رضي ال عنه رجلً من بن زريق‬
‫بن سعد الزرقي‪ ,‬ويقول بعض الناس غيه‪ ,‬قال الزبي رضي ال عنه‪ :‬وواخبت أنا كعب‬

‫‪613‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بن مالك فجئ ته فابتعل ته‪ ,‬فوجدت ال سلح قد ثقله في ما يرى‪ ,‬وال ياب ن لو مات يومئذ‬
‫عن الدنيا ما ورثه غيي حت أنزل ال تعال هذه الَية فينا معشر قريش والنصار خاصة‪,‬‬
‫فرجعنطططططططططططططططا إِل مواريثنطططططططططططططططا‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬إِل أن تفعلوا إِل أوليائ كم معروفا} أي ذ هب الياث وب قي الن صر والب‬
‫والصطلة والحسطان والوصطية‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬كان ذلك فط الكتاب مسططورا} أي هذا‬
‫الكم‪ ,‬وهو أن أول الرحام بعضهم أول ببعض‪ ,‬حكم من ال مقدر مكتوب ف الكتاب‬
‫الول الذي ل يبدل ول يغي‪ ,‬قاله ماهد وغي واحد‪ ,‬وإِن كان تعال قد شرع خلفه ف‬
‫و قت ل ا له ف ذلك من الك مة البال غة و هو يعلم أ نه سينسخه إِل ما هو جار ف قدره‬
‫الزل وقضائه القدري الشرعطططططططططططططططططططي‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫** َوإِذْ َأخَذْنَا مِ َن الّنِبيّيْ َن مِيثَاَقهُ ْم َومِنْ كَ وَمِن نّو حٍ َوإِبْرَاهِي َم َومُو َسىَ َوعِي سَى ابْ ِن مَ ْريَ َم‬
‫ي عَن صِدِْقهِ ْم َوَأعَدّ لِ ْلكَاِفرِي َن عَذَابا أَلِيما‬‫َوأَخَذْنَا ِمْنهُ مْ مّيثَاقا غَلِيظا * ّليَ سْأَ َل ال صّادِِق َ‬
‫يقول ال تعال مبا عن أول العزم المسة وبقية النبياء أنه أخذ عليهم العهد واليثاق‬
‫ف إِقامة دين ال تعال‪ ,‬وإِبلغ رسالته والتعاون والتناصر والتفاق‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وإِذ‬
‫أخذ ال ميثاق النبيي لا آتيتكم من كتاب وحكمة ث جاءكم رسول مصدق لا معكم‬
‫لتومنن به ولتنصرنه قال أأقررت وأخذت على ذلكم إِصري ؟ قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا‬
‫معكم من الشاهدين} فهذا العهد واليثاق أخذ عليهم بعد إِرسالم‪ ,‬وكذلك هذا‪ ,‬ونص‬
‫من بين هم على هؤلء الم سة و هم أولو العزم‪ ,‬و هو من باب ع طف الاص على العام‪,‬‬
‫وقد صرح بذكرهم أيضا ف هذه الَية‪ ,‬وف قوله تعال‪{ :‬شرع لكم من الدين ما وصى‬
‫به نوحا والذي أوحي نا إِل يك و ما و صينا به إِبراه يم ومو سى وعي سى أن أقيموا الد ين‬
‫ولتتفرقوا} فذكر الطرفي‪ ,‬والوسط الفاتح‪ ,‬والات‪ ,‬ومن بينهما على الترتيب‪ ,‬فهذه هي‬
‫الوصية الت أخذ عليهم اليثاق با‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وإِذ أخذنا من النبيي ميثاقهم ومنك‬
‫ومن نوح وإِبراهيم وموسى وعيسى بن مري} فبدأ ف هذه الَية بالات لشرفه صلوات ال‬
‫عليطططه‪ ,‬ثططط رتبهطططم بسطططب وجودهطططم صطططلوات ال عليهطططم‪.‬‬

‫‪614‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو زرعة الدمشقي‪ ,‬حدثنا ممد بن بكار‪ ,‬حدثنا سعيد بن‬
‫بشي‪ ,‬حدثن قتادة عن السن عن أب هريرة رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫ف قوله تعال‪{ :‬وإِذ أخذنا من النبيي ميثاقهم ومنك ومن نوح} الَية‪ .‬قال النب صلى ال‬
‫عليه وسلم «كنت أول النبيي ف اللق وآخرهم ف البعث فبدأ ب قبلهم» سعيد بن بشي‬
‫ل وهو أشبه‪ ,‬ورواه بعضهم عن‬ ‫فيه ضعف‪ ,‬وقد رواه سعيد بن أب عروبة عن قتادة مرس ً‬
‫قتاده موقوفا‪ :‬وال علم‪.‬‬
‫وقال أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا عمرو بن علي‪ ,‬حدثنا أبو أحد حدثنا حزة الزيات‪ ,‬حدثنا‬
‫عدي بن ثابت عن أب حازم عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬خيار ولد آدم خسة‪ :‬نوح‬
‫وإِبراهيم وموسى وعيسى وممد صلوات ال وسلمه عليهم أجعي‪ ,‬وخيهم ممد صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ .‬موقوف وحزة فيه ضعف‪ ,‬وقد قيل إِن الراد بذا اليثاق الذي أخذ منهم‬
‫ح ي أخرجوا ف صورة الذر من صلب آدم عل يه ال صلة وال سلم‪ ,‬ك ما قال أ بو جع فر‬
‫الرازي عن الربيع بن أنس عن أب العالية عن أب بن كعب قال‪ :‬ورفع أباهم آدم‪ ,‬فنظر‬
‫إِلي هم يع ن ذري ته‪ ,‬وأن في هم الغ ن والفق ي وح سن ال صورة ودون ذلك‪ ,‬فقال‪ :‬رب لو‬
‫سويت ب ي عبادك‪ ,‬فقال‪ِ :‬إ ن أحب بت أن أش كر‪ ,‬ورأى فيهم ال نبياء م ثل ال سرج علي هم‬
‫النور‪ ,‬وخصوا بيثاق آخر من الرسالة والنبوة‪ ,‬وهو الذي يقول ال تعال‪{ :‬وإِذ أخذنا من‬
‫ال نبيي ميثاق هم وم نك و من نوح وإِبراه يم ومو سى وعي سى بن مر ي} وهذا قول ما هد‬
‫أيضا‪ ,‬وقال ابطططططططن عباس‪ :‬اليثاق الغليطططططططظ العهطططططططد‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ليسأل ال صادقي عن صدقهم} قال ما هد‪ :‬البلغ ي الؤد ين عن الر سل‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وأعد للكافرين} أي من أمهم {عذابا أليما} أي موجعا فنحن نشهد أن‬
‫الرسل قد بلغوا رسالت ربم‪ ,‬ونصحوا المم وأفصحوا لم عن الق اللي الذي ل لبس‬
‫فيه ول شك ول امتراء‪ ,‬وإِن كذبم من كذبم من الهلة والعاندين والارقي والقاسطي‪,‬‬
‫فمططا جاءت بططه الرسططل هططو القطط‪ ,‬ومططن خالفهططم فهططو على الضلل‪.‬‬

‫‪615‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫** َيَأيّهَا الّذِي نَ آ َمنُواْ اذْكُرُوْا ِنعْ َمةَ اللّ ِه عََلْيكُ مْ إِذْ جَآ َءْتكُ مْ ُجنُودٌ َفأَرْ سَ ْلنَا عََلْيهِ مْ رِيا‬
‫وَ ُجنُودا لّ ْم تَ َروْهَا وَكَا نَ اللّ ُه بِمَا َتعْمَلُو َن بَ صِيا * إِذْ جَآءُوكُ ْم مّن َفوِْقكُ ْم َومِ نْ أَ ْسفَلَ‬
‫ط بِاللّه طِ ال ّظنُونَاْ‬
‫حنَاجِ َر َوتَ ُظنّون َ‬ ‫ط اْلقُلُوب طُ الْ َ‬ ‫ط َوإِذْ زَاغَت طِ البْص طَارُ َوبََلغَت ِ‬ ‫مِنكُم ْ‬
‫يقول تعال مبطا عطن نعمتطه وفضله وإِحسطانه إِل عباده الؤمنيط فط صطرفه أعداءهطم‬
‫وهزمه إِياهم عام تألبوا عليهم وتزبوا‪ ,‬وذلك عام الندق‪ ,‬وذلك ف شوال سنة خس من‬
‫الجرة على ال صحيح الشهور‪ .‬وقال مو سى بن عق بة وغيه‪ :‬كان ف سنة أر بع‪ ,‬وكان‬
‫سبب قدوم الحزاب أن نفرا من أشراف يهود بن النضي الذين كانوا قد أجلهم رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم من الدينة إِل خيب‪ ,‬منهم سلم بن أب القيق وسلم بن مشكم‬
‫وكنا نة بن الرب يع‪ ,‬خرجوا إِل م كة فاجتمعوا بأشراف قر يش وألبو هم على حرب ال نب‬
‫صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬ووعدو هم من أنف سهم الن صر والعا نة‪ ,‬فأجابو هم إِل ذلك‪ ,‬ث‬
‫خرجوا إِل غطفان فدعو هم فا ستجابوا ل م أيضا‪ ,‬وخر جت قر يش ف أحابيش ها و من‬
‫تابع ها وقائد ها أ بو سفيان صخر بن حرب‪ ,‬وعلى غطفان عيينطة بطن ح صن بطن بدر‪,‬‬
‫والميع قريب من عشرة آلف‪ ,‬فلما سع رسول ال صلى ال عليه وسلم بسيهم‪ ,‬أمر‬
‫السلمي بفر الندق حول الدينة مايلي الشرق‪ ,‬وذلك بإِشارة سلمان الفارسي رضي ال‬
‫عنه‪ ,‬فعمل السلمون فيه واجتهدوا‪ ,‬ونقل معهم رسول ال صلى ال عليه وسلم التراب‬
‫وحفططر‪ ,‬وكان فطط حفره ذلك آيات بينات ودلئل واضحات‪ .‬وجاء الشركون فنلوا‬
‫شرقي الدينة قريبا من أحد‪ ,‬ونزلت طائفة منهم أعال أرض الدينة‪ ,‬كما قال ال تعال‪:‬‬
‫{إِذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم} وخرج رسول ال صلى ال عليه وسلم ومن‬
‫م عه من ال سلمي و هم ن و ثل ثة آلف‪ ,‬وق يل سبعمائة‪ ,‬فأ سندوا ظهور هم إِل سلع‬
‫ووجوههطم إِل نوط العدو‪ ,‬والندق حفيط ليطس فيطه ماء بينهطم وبينهطم يجطب اليالة‬
‫والرجال أن تصل إِليهم‪ ,‬وجعل النساء والذراري ف آطام الدينة‪ ,‬وكانت بنو قريظة وهم‬
‫طائفة من اليهود لم حصن شرقي الدينة‪ ,‬ولم عهد من النب صلى ال عليه وسلم وذمة‬
‫وهم قريب من ثانائة مقاتل‪ ,‬فذهب إِليهم حيي بن أخطب النضري‪ ,‬فلم يزل بم حت‬
‫نقضوا العهد ومالؤوا الحزاب على رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فعظم الطب واشتد‬
‫طا قال ال تبارك وتعال‪{ :‬هنالك ابتلي الؤمنون وزلزلوا زلزالً‬ ‫طر وضاق الال‪ ,‬كمط‬ ‫المط‬

‫‪616‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫شديدا} ومكثوا ماصرين للنب صلى ال عليه وسلم وأصحابه قريبا من شهر‪ ,‬إِل أنم ل‬
‫يصطلون إِليهطم ول يقطع بينهطم قتال‪ ,‬إِل أن عمرو بطن عبطد ودّ العامري وكان مطن الفرس‬
‫الشجعان الشهوريطن فط الاهليطة‪ ,‬ركطب ومعطه فوارس‪ ,‬فاقتحموا الندق وخلصطوا إِل‬
‫ناحية ال سلمي‪ ,‬فندب رسول ال صلى ال عليه وسلم خيل ال سلمي إِليه‪ ,‬فيقال إِنه ل‬
‫يبز أحد فأمر عليا رضي ال عنه فخرج إِليه فتجاول ساعة ث قتله علي رضي ال عنه‪,‬‬
‫فكان علمطططططططططططططططة النصطططططططططططططططر‪.‬‬
‫ث أرسل ال عز وجل على الحزاب ريا شديدة البوب قوية حت ل يبق لم خيمة ول‬
‫شيء‪ ,‬ول توقد لم نار ول يقر لم قرار‪ ,‬حت ارتلوا خائبي خاسرين‪ ,‬كما قال ال عز‬
‫وجل‪{ :‬ياأيها الذين آمنوا اذكروا نعمة ال عليكم إِذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريا‬
‫وجنودا} قال ماهد‪ :‬وهي الصبا‪ ,‬ويؤيده الديث الَخر‪« :‬نصرت بالصبا‪ ,‬وأهلكت عاد‬
‫بالدبور» وقال ا بن جر ير‪ :‬حدث ن م مد بن الث ن‪ ,‬حدث نا ع بد العلى‪ ,‬حدث نا داود عن‬
‫عكرمة قال قالت النوب للشمال ليلة الحزاب‪ :‬انطلقي ننصر رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ,‬فقالت الشمال‪ :‬إِن الرة ل تسري بالليل‪ ,‬قال‪ :‬فكانت الريح الت أرسلت عليهم‬
‫ال صبا‪ .‬ورواه ا بن أ ب حا ت عن أ ب سعيد ال شج‪ ,‬عن ح فص بن غياث‪ ,‬عن داود عن‬
‫عكرمة عن ابن عباس رضي ال عنهما‪ ,‬فذكره وقال ابن جرير أيضا‪ :‬حدثنا يونس حدثنا‬
‫ابن وهب‪ ,‬حدثن عبيد ال بن عمر عن نافع عن عبد ال بن عمر رضي ال عنهما قال‪:‬‬
‫أرسلن خال عثمان بن مظعون رضي ال عنه ليلة الندق ف برد شديد وريح إِل الدينة‪,‬‬
‫فقال‪ :‬أئتنا بطعام ولاف‪ ,‬قال‪ :‬فاستأذنت رسول ال صلى ال عليه وسلم فأذن ل وقال‬
‫«من أتيت من أصحاب فمرهم يرجعوا» قال‪ :‬فذهبت والريح تسفي كل شيء‪ ,‬فجعلت‬
‫لألقى أحدا إِل أمرته بالرجوع إِل النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬فما يلوي أحد منهم‬
‫عنطق‪ ,‬قال‪ :‬وكان معطي ترس ل‪ ,‬فكانطت الريطح تضربطه علي‪ ,‬وكان فيطه حدي‪ ,‬قال‪:‬‬
‫فضربتطه الريطح حتط وقطع بعطض ذلك الديطد على كفطي فأبعدهطا إِل الرض‪.‬‬
‫وقوله {وجنودا ل ترو ها} هم اللئ كة زلزلت هم وأل قت ف قلوب م الر عب والوف‪,‬‬
‫فكان رئ يس كل قبيلة يقول‪ :‬يا ب ن فلن إِل‪ ,‬فيجتمعون إِل يه‪ ,‬فيقول‪ :‬النجاء‪ ,‬النجاء ل ا‬
‫ألقى ال عز وجل ف قلوبم من الرعب‪ .‬وقال ممد بن إِسحاق عن يزيد بن زياد عن‬

‫‪617‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ممد بن كعب القرظي قال‪ :‬قال فت من أهل الكوفة لذيفة بن اليمان رضي ال عنه‪:‬‬
‫ياأبا عبد ال رأيتم رسول ال صلى ال عليه وسلم وصحبتموه ؟ قال‪ :‬نعم يا ابن أخي‪,‬‬
‫قال‪ :‬وك يف كن تم ت صنعون ؟ قال‪ :‬وال ل قد ك نا ن هد‪ ,‬قال الف ت‪ :‬وال لو أدركناه ما‬
‫تركناه ي شي على الرض‪ ,‬ولملناه على أعناق نا‪ .‬قال‪ :‬قال حذي فة ر ضي ال ع نه‪ :‬ياا بن‬
‫أخي وال لو رأيتنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم با لندق‪ ,‬وصلى رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم هويا من الليل‪ ,‬ث التفت فقال «من رجل يقوم فينظر لنا ما فعل القوم ؟ ط‬
‫يشترط له النب صلى ال عليه وسلم أن يرجع ط أدخله ال النة» قال‪ :‬فما قام رجل‪ ,‬ث‬
‫صلى رسول ال صلى ال عليه وسلم هويا من الليل‪ ,‬ث التفت إِلينا فقال مثله‪ ,‬فما قام منا‬
‫رجل‪ ,‬ث صلى رسول ال صلى ال عليه وسلم هويا من الليل‪ ,‬ث التفت إِلينا فقال «من‬
‫رجل يقوم فينظر لنا ما فعل القوم ث يرجع ؟ ط يشترط له رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫الرجعة ط أسأل ال تعال أن يكون رفيقي ف النة» فما قام من القوم من شدة الوف‬
‫وشدة الوع وشدة البد‪ ,‬فل ما ل ي قم أ حد دعا ن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬فلم‬
‫يكن ل بد من القيام حي دعان‪ ,‬فقال صلى ال عليه وسلم «ياحذيفة اذهب فادخل ف‬
‫طططا»‪.‬‬ ‫ططط تأتينط‬ ‫ط شيئا حتط‬ ‫طط ّ‬‫طططا يفعلون‪ ,‬ول تدثنط‬ ‫طططر مط‬ ‫القوم فانظط‬
‫قال‪ :‬فذهبت فدخلت ف القوم والريح وجنود ال عز وجل تفعل بم ما تفعل‪ ,‬ل تقر‬
‫ل م قرارا ول نارا ول بناء‪ ,‬فقام أ بو سفيان فقال يامع شر قر يش‪ ,‬لين ظر كل امرىء من‬
‫جليسه‪ ,‬قال حذيفة رضي ال عنه‪ :‬فأخذت بيد الرجل إِل جنب فقلت‪ :‬من أنت ؟ فقال‪:‬‬
‫أن فلن بن فلن‪ ,‬ث قال أبو سفيان‪ :‬يامعشر قريش إِنكم وال ما أصبحتم بدار مقام لقد‬
‫هلك الكراع والف‪ ,‬وأخلفتنا بنو قريظة‪ ,‬وبلغنا عنهم الذي نكره‪ ,‬ولقينا من هذه الريح‬
‫مطا ترون‪ ,‬وال مطا تطمئن لنطا قدر ولتقوم لنطا نار ول يسطتمسك لنطا بناء‪ ,‬فارتلوا فإِنط‬
‫مرتل‪ ,‬ث قام إِل جله وهو معقول فجلس عليه‪ ,‬ث ضربه فوثب به على ثلث‪ ,‬فما أطلق‬
‫عقاله إِل وهو قائم‪ ,‬ولول عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم إِل أن لتدث شيئا حت‬
‫تأتين لو شئت لقتلته بسهم‪ .‬قال حذيفة رضي ال عنه‪ :‬فرجعت إِل رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم وهو قائم يصلي ف مرط لبعض نسائه مرحل‪ ,‬فلما رآن أدخلن بي رجليه‬

‫‪618‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وطرح علي طرف الرط‪ ,‬ث ر كع و سجد‪ ,‬وإِ ن لف يه‪ ,‬فل ما سلم أ خبته ال ب‪ ,‬و سعت‬
‫غطفان باطططط فعلت قريططططش‪ ,‬فانشمروا راجعيطططط إِل بلدهططططم‪.‬‬
‫وقد رواه مسلم ف صحيحه من حديث العمش عن إِبراهيم التيمي عن أبيه قال‪ :‬كنا‬
‫عند حذيفة بن اليمان رضي ال عنه فقال له رجال‪ :‬لو أدركت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قاتلت معه وأبليت‪ ,‬فقال له حذيفة‪ :‬أنت كنت تفعل ذلك ؟ لقد رأيتنا مع رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم ليلة الحزاب ف ليلة ذات ر يح شديدة و قر‪ ,‬فقال ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم «أل رجل يأت بب القوم يكون معي يوم القيامة» فلم يبه منا أحد‪,‬‬
‫ث الثانية ث الثالثة مثله‪ ,‬ث قال صلى ال عليه وسلم «ياحذيفة قم فأتنا بب من القوم» فلم‬
‫أجد بدا إِذ دعان باسي أن أقوم فقال‪« :‬ائتن بب القوم ولتذعرهم علي» قال‪ :‬فمضيت‬
‫كأنا أمشي ف حام حت أتيتهم‪ ,‬فإِذا أبو سفيان يَ صْلي ظهره بالنار‪ ,‬فوضعت سهما ف‬
‫كبد قوسي وأردت أن أرميه‪ ,‬ث ذكرت قول رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬ل تذعرهم‬
‫علي‪ ,‬ولو رميته لصبته‪ ,‬قال‪ :‬فرجعت كأنا أمشي ف حام‪ ,‬فأتيت رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ,‬ث أصابن البد حي فرغت وقررت‪ ,‬فأخبت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫وألبسن من فضل عباءة كانت عليه يصلي فيها‪ ,‬فلم أزل نائما حت الصبح‪ ,‬فلما أصبحت‬
‫طططم يانومان»‪.‬‬ ‫طططلم‪« :‬قط‬ ‫طططه وسط‬ ‫طططلى ال عليط‬ ‫طططول ال صط‬ ‫قال رسط‬
‫ورواه يونس بن بكي عن هشام بن سعد‪ ,‬عن زيد بن أسلم قال‪ :‬إِن رجلً قال لذيفة‬
‫رضي ال عنه‪ :‬نشكو إِل ال صحبتكم لرسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬إِنكم أدركتموه‬
‫ول ندركه‪ ,‬ورأيتموه ول نره‪ ,‬فقال حذيفة رضي ال عنه‪ :‬ونن نشكو إِل ال إِيانكم به‬
‫ول تروه‪ ,‬وال ل تدري ياابن أ خي لو أدركته كيف كنت تكون‪ ,‬لقد رأيتنا مع رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم ليلة الندق ف ليلة باردة مطية‪ ,‬ث ذ كر ن و ما تقدم مطولً‪.‬‬
‫وروى بلل بن يي العبسي عن حذيفة رضي ال عنه نو ذلك أيضا‪ ,‬وقد أخرج الاكم‬
‫والبيهقي ف الدلئل من حديث عكرمة بن عمار عن ممد بن عبد ال الدؤل عن عبد‬
‫العزيز بن أخي حذيفة قال ذكر حذيفة رضي ال عنه مشاهدهم ف رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فقال جلساؤه‪ :‬أما وال لو شاهدنا ذلك كنا فعلنا وفعلنا‪ ,‬فقال حذيفة‪ :‬ل تنوا‬
‫ذلك‪ ,‬ل قد رأيتنا ليلة الحزاب ون ن صافون قعودا‪ ,‬وأ بو سفيان ومن معه من الحزاب‬

‫‪619‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فوقنا‪ ,‬وقريظة لليهود أسفل منا نافهم على ذرارينا‪ ,‬وما أتت علينا قط أشد ظلمة ول‬
‫أ شد ريا ف أ صوات ري ها أمثال ال صواعق و هي ظل مة ما يرى أحد نا أ صبعه‪ ,‬فج عل‬
‫النافقون ي ستأذنون ال نب صلى ال عل يه و سلم ويقولون‪ :‬إِن بيوت نا عورة و ما هي بعورة‪,‬‬
‫ف ما ي ستأذنه أ حد من هم إِل أذن له‪ ,‬ويأذن ل م فيت سللون‪ ,‬ون ن ثلثمائة أو ن و ذلك إِذ‬
‫ا ستقبلنا ر سول ال رجلً رجلً‪ ,‬ح ت أ تى علي و ما علي ج نة من العدو ول من البد إِل‬
‫مرط لمرأ ت ما ياوز ركب ت‪ ,‬قال‪ :‬فأتا ن صلى ال عل يه و سلم وأ نا جاث على ركب ت‬
‫فقال‪« :‬مطن هذا ؟» فقلت‪ :‬حذيفطة‪ .‬قال‪« :‬حذيفطة ؟» قتقاصطرت الرض فقلت‪ :‬بلى‬
‫يارسول ال كراهية أن أقوم‪ ,‬فقمت فقال «إِنه كائن ف القوم خب فأتن بب القوم» قال‪:‬‬
‫وأ نا من أ شد الناس فزعا وأشد هم قهرا‪ .‬قال‪ :‬فخر جت فقال ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم «اللهم احفظه من بي يديه ومن خلفه وعن يينه وعن شاله ومن فوقه ومن تته»‬
‫قال‪ :‬فوال ما خلق ال تعال فزعا ول قرّا ف جو ف إِل خرج من جو ف‪ ,‬ف ما أ جد ف يه‬
‫شيئا‪ ,‬قال‪ :‬فلما وليت‪ ,‬قال صلى ال عليه وسلم «يا حذيفة ل تدثن ف القوم شيئا حت‬
‫تأتن» قال‪ :‬فخرجت حت إِذا دنوت من عسكر القوم نظرت ف ضوء نار لم توقد‪ ,‬فإِذا‬
‫ر جل أد هم ض خم يقول بيده على النار وي سح خا صرته‪ ,‬ويقول‪ :‬الرح يل الرح يل‪ ,‬ول‬
‫أكن أعرف أبا سفيان قبل ذلك‪ ,‬فانتزعت سهما من كنانت أبيض الريش فأضعه ف كبد‬
‫قوسي لرميه به ف ضوء النار‪ ,‬فذكرت قول رسول ال صلى ال عليه وسلم «ل تدثن‬
‫فيهم شيئا حت تأتين» قال‪ :‬فأمسكت ورددت سهمي إِل كنانت‪ ,‬ث إِن شجعت نفسي‬
‫حت دخلت العسكر‪ ,‬فإِذا أدن الناس من بنو عامر يقولون‪ :‬يا آل عامر الرحيل الرحيل ل‬
‫مقام ل كم‪ .‬وإِذا الر يح ف ع سكرهم ما تاوز ع سكرهم شبا‪ ,‬فوال إِ ن ل سع صوت‬
‫الجارة ف رحالم وفَرَ َستْهم‪ ,‬الريح تضربم با‪ ,‬ث خرجت نو النب صلى ال عليه وسلم‬
‫فل ما انت صفت ف الطر يق أو نوا من ذلك إِذ أ نا بن حو من عشر ين فار سا أو ن و ذلك‬
‫معتمي‪ ,‬فقالوا‪ :‬أخب صاحبك أن ال تعال كفاه القوم‪ ,‬فرجعت إِل رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم وهو مشتمل ف شلته يصلي‪ ,‬فوال ما عدا أن رجعت راجعن القر‪ ,‬وجعلت‬
‫أقرقف فأومأ إِل رسول ال صلى ال عليه وسلم بيده وهو يصلي‪ ,‬فدنوت منه فأسبل عليّ‬
‫شل ته‪ ,‬وكان ر سول ال صلى ال عل يه و سلم إِذا حز به أ مر صلى‪ ,‬فأ خبته خب القوم‪,‬‬

‫‪620‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وأخبته أن تركتهم يرتلون‪ ,‬وأنزل ال تعال‪{ :‬يأيها الذين آمنوا اذكروا نعمة ال عليكم‬
‫إِذ جاءتكطم جنود فأرسطلنا عليهطم ريا وجنودا ل تروهطا وكان ال باط تعملون بصطيا}‬
‫وأخرج أبو داود ف سننه منه‪ :‬وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم إِذا حزبه أمر صلى‪,‬‬
‫مطططططن حديطططططث عكرمطططططة بطططططن عمار بطططططه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬إِذ جاؤو كم من فوق كم} أي الحزاب {و من أ سفل من كم} تقدم عن‬
‫حذيفة رضي ال عنه أنم بنو قريظة {وإِذ زاغت البصار وبلغت القلوب الناجر} أي‬
‫شدة الوف والفزع {وتظنون بال الظنونطا} قال ابطن جريطر‪ :‬ظطن بعطض مطن كان مطع‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم أن الدائرة على الؤمني‪ ,‬وأن ال سيفعل ذلك‪ .‬وقال ممد‬
‫بن إِ سحاق ف قوله تعال‪{ :‬وإِذ زا غت الب صار وبل غت القلوب النا جر‪ ,‬وتظنون بال‬
‫الظنونا} ظن الؤمنون كل ظن ونم النفاق‪ ,‬حت قال معتب بن قشي أخو بن عمرو بن‬
‫عوف‪ :‬كان ممد يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر‪ ,‬وأحدنا ل يقدر على أن يذهب‬
‫إِل الغائط‪.‬‬
‫وقال ال سن ف قوله عز و جل {وتظنون بال الظنو نا} ظنون متل فة‪ ,‬ظن النافقون أن‬
‫ممدا صلى ال عليه وسلم وأصحابه يستأصلون‪ ,‬وأيقن الؤمنون أن ما وعد ال ورسوله‬
‫حق‪ ,‬وأنه سيظهره على الدين كله ولو كره الشركون‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أحد‬
‫بن عاصم النصاري‪ ,‬حدثنا أبو عامر‪( ,‬ح) وحدثنا أب‪ ,‬حدثنا أبو عامرالعقدي‪ ,‬حدثنا‬
‫الزبي يعن ابن عبد ال مول عثمان رضي ال عنه‪ ,‬عن رُتيج بن عبد الرحن بن أب سعيد‬
‫عن أب يه عن أ ب سعيد ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قل نا يوم الندق‪ :‬يار سول ال هل من ش يء‬
‫نقول‪ ,‬ف قد بل غت القلوب النا جر ؟ قال صلى ال عل يه و سلم‪ :‬ن عم‪ ,‬قولوا‪ :‬الل هم ا ستر‬
‫عوراتنطا وآمطن روعاتنطا» قال‪ :‬فضرب وجوه أعدائه بالريطح‪ ,‬فهزمهطم بالريطح وكذا رواه‬
‫طططر العقدي‪.‬‬ ‫ططط عامط‬ ‫طططن أبط‬ ‫طططل عط‬ ‫طططن حنبط‬ ‫ططط بط‬ ‫المام أحدط‬

‫** ُهنَالِكَ اْبتُلِ َي الْ ُم ْؤمِنُو َن وَزُلْزِلُواْ زِلْزَا ًل شَدِيدا * َوإِ ْذ َيقُو ُل الْ ُمنَاِفقُونَ وَالّذِينَ فِي قُلُوِبهِم‬
‫ض مّا َوعَ َدنَا اللّ ُه وَرَسُولُهُ إِ ّل غُرُورا * َوإِذْ قَالَت طّآِئ َفةٌ ّمْنهُ ْم يََأهْ َل َيثْرِبَ َل ُمقَامَ َلكُمْ‬ ‫مّرَ ٌ‬
‫ستَأْ ِذنُ فَرِي ٌق ّمْنهُ ُم النّبِ يّ َيقُولُو نَ إِ ّن ُبيُوَتنَا َعوْ َرةٌ َومَا هِ يَ بِ َعوْ َرةٍ إِن يُرِيدُو نَ إِلّ‬
‫فَارْ ِجعُوْا َويَ ْ‬

‫‪621‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فِرَارا يقول ال تعال مبا عن ذلك الال حي نزلت الحزاب حول الدينة‪ ,‬والسلمون‬
‫مصورون ف غاية الهد والضيق‪ ,‬ور سول ال صلى ال عليه وسلم بي أظهرهم‪ ,‬أن م‬
‫ابتلوا واخ تبوا وزلزلوا زلزالً شديدا‪ ,‬فحينئذ ظ هر النفاق‪ ,‬وتكلم الذ ين ف قلوب م مرض‬
‫ب ا ف أنف سهم {وإِذ يقول النافقون والذ ين ف قلوب م مرض ما وعد نا ال ور سوله إِل‬
‫غرورا} أما النافق فنجم نفاقه‪ ,‬والذي ف قلبه شبهة أو حسيكة لضعف حاله فتنفس با‬
‫يده من الوسواس ف نفسه لضعف إِيانه وشدة ماهو فيه من ضيق الال‪ ,‬وقوم آخرون‬
‫قالوا كما قال ال تعال‪{ :‬وإِذ قالت طائفة منهم ياأهل يثرب} يعن الدينة‪ .‬كما جاء ف‬
‫ال صحيح «أر يت ف النام دار هجرت كم‪ ,‬أرض ب ي حرت ي‪ ,‬فذ هب وهلي أن ا ه جر فإِذا‬
‫هطططططططي يثرب» وفططططططط لفطططططططظ‪ :‬الدينطططططططة‪.‬‬
‫فأما الديث الذي رواه المام أحد‪ :‬حدثنا إِبراهيم بن مهدي‪ ,‬حدثنا صال بن عمر عن‬
‫يزيد بن أب زياد عن عبد الرحن بن أب ليلى‪ ,‬عن الباء رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم « من سى الدي نة يثرب فلي ستغفر ال تعال‪ ,‬إِن ا هي طا بة هي‬
‫طابة» تفرد المام أحد‪ ,‬وف إِسناده ضعف‪ ,‬وال أعلم‪ .‬ويقال كان أصل تسميتها يثرب‬
‫برجل نزلا من العماليق يقال له يثرب بن عبيد بن مهلييل بن عوص بن عملق بن لوذ‬
‫بن إِرم بن سام بن نوح‪ ,‬قاله السهيلي‪ .‬قال‪ :‬وروي عن بعضهم أنه قال‪ :‬إِن لا ف التوراة‬
‫أ حد ع شر ا سا‪ :‬الدي نة وطا بة وطي بة وال سكينة والابرة والح بة والحبو بة والقا صمة‬
‫والجبورة والعذراء والرحومة‪ .‬وعن كعب الحبار قال‪ :‬إِنا ند ف التوراة يقول ال تعال‬
‫للمدينطة‪ :‬ياطيبطة وياطابطة ويامسطكينة ل تُقلي الكنوز أرفطع أحاجرك على أحا جر القرى‪.‬‬
‫وقوله {ل مقام ل كم} أي ههنا يعنون ع ند ال نب صلى ال عليه و سلم ف مقام الراب طة‬
‫{فارجعوا} أي إِل بيوتكم ومنازلكم {ويستأذن فريق منهم النب} قال العوف عن ابن‬
‫عباس رضي ال عنه ما‪ :‬هم بنو حارثة قالوا‪ :‬بيوت نا ناف عليها ال سراق‪ ,‬وكذا قال غ ي‬
‫وا حد‪ ,‬وذكر ابن إِسحاق أن القائل لذلك هو أوس بن قيظي‪ ,‬يعن اعتذروا ف الرجوع‬
‫إِل منازلم بأنا عورة أي ليس دونا ما يجبها من العدو‪ ,‬فهم يشون عليها منهم‪ ,‬قال‬
‫ط يزعمون {إِن يريدون إِل فرارا} أي هربا‬‫ال تعال‪{ :‬ومطا هطي بعورة} أي ليسطت كم ا‬
‫مططططططططططططططططن الزحططططططططططططططططف‪.‬‬

‫‪622‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫** وََلوْ ُدخِلَتْ عََلْيهِ ْم مّنْ أَقْطَا ِرهَا ثُمّ ُسئِلُواْ اْل ِفتَْنةَ َلَتوْهَا َومَا تََلّبثُوْا ِبهَآ إِلّ يَسِيا * وََلقَ ْد‬
‫سئُولً * قُل لّن يَنفَ َعكُ مُ‬ ‫كَانُوْا عَاهَدُواْ اللّ َه مِن َقبْلُ َل ُيوَلّو نَ ال ْدبَا َر وَكَا َن َعهْدُ اللّ ِه مَ ْ‬
‫الْفِرَارُ إِن فَرَ ْرتُ ْم مّ َن الْ َموْتِ َأوِ الْ َقتْ ِل َوإِذا ّل تُ َمّتعُونَ إِلّ قَلِيلً * قُ ْل مَن ذَا الّذِي َيعْصِ ُمكُمْ‬
‫مّ نَ اللّ هِ إِ نْ أَرَا َد ِبكُ مْ ُسوَءا َأوْ أَرَا َد ِبكُ مْ َرحْ َم ًة وَ َل يَجِدُو نَ َلهُ ْم مّن دُو نِ اللّ ِه وَِليّا وَلَ‬
‫نَصططططططططططططططططططططططططططططططططططِيا‬
‫يبط تعال عطن هؤلء الذيطن {يقولون إِن بيوتنطا عورة ومطا هطي بعورة إِن يريدون إِل‬
‫فرارا} أنم لو دخل عليهم العداء من كل جانب من جوانب الدينة وقطر من أقطارها‪,‬‬
‫ث سئلوا الفتنة وهي الدخول ف الك فر لكفروا سريعا‪ ,‬وهم ل يافظون على اليان ول‬
‫ي ستمسكون به مع أد ن خوف وفزع‪ ,‬هكذا ف سرها قتادة وع بد الرح ن بن ز يد وا بن‬
‫جرير‪ ,‬وهذا ذم لم ف غاية الذم‪ ,‬ث قال تعال يذكرهم با كانوا عاهدوا ال من قبل هذا‬
‫الوف أن ل يولوا الدبار ول يفرون من الز حف {وكان ع هد ال مسئول} أي وإِن ال‬
‫تعال سيسألم عن ذلك الع هد ل بد من ذلك‪ ,‬ث أ خبهم أن فرار هم ذلك ل يؤ خر‬
‫آجال م ول يطول أعمار هم بل رب ا كان ذلك سببا ف تعج يل أخذ هم غرة‪ ,‬ولذا قال‬
‫تعال‪{ :‬وإِذا ل تتعون إِل قليلً} أي بعطد هربكطم وفراركطم {قطل متاع الدنيطا قليطل‪,‬‬
‫والَخرة خ ي ل ن ات قى} ث قال تعال‪ { :‬قل من ذا الذي يع صمكم من ال} أي ينع كم‬
‫{إِن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحة ول يدون لم من دون ال وليا ول نصيا} أي‬
‫ليطططس لمططط ول لغيهطططم مطططن دون ال ميططط ول مغيطططث‪.‬‬

‫** َق ْد َيعْلَ مُ اللّ ُه الْ ُم َعوّقِيَ مِنكُ ْم وَاْلقَآئِلِيَ ِل ْخوَاِنهِ مْ هَُل مّ إَِلْينَا وَ َل َيأْتُو َن الَْبأْ سَ إِلّ قَلِيلً *‬
‫شىَ عََليْهِ مِ نَ‬ ‫خوْ فُ َرَأْيَتهُ ْم يَنظُرُونَ إَِليْكَ تَدورُ َأ ْعيُُنهُمْ كَالّذِي ُيغْ َ‬ ‫ح ًة عََليْكُمْ فَإِذَا جَآءَ الْ َ‬ ‫َأشِ ّ‬
‫خْي ِر أوْلَ ـئِكَ لَ ْم ُي ْؤ ِمنُواْ‬
‫ح ًة عَلَى الْ َ‬ ‫خوْ فُ سََلقُوكُمْ بِأَلْ سَِنةٍ ِحدَادٍ َأشِ ّ‬ ‫الْ َموْ تِ فَِإذَا َذهَ بَ الْ َ‬
‫ط يَسطططِيا‬ ‫ط عَلَى اللّهطط ِ‬ ‫ط وَكَانطططَ ذَلِكطط َ‬ ‫َفأَ ْحبَططططَ اللّهطططُ َأعْمَاَلهُمطط ْ‬

‫‪623‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ي ب تعال عن إِحا طة عل مه بالعوق ي لغي هم عن شهود الرب والقائل ي لخوان م أي‬
‫أصحابم وعشرائهم وخلطائهم {هلم إِلينا} إِل ما نن فيه من القامة ف الظلل والثمار‪,‬‬
‫وهطم مطع ذلك {ل يأتون البأس إِل قليلً* أشحطة عليكطم} أي بلء بالودة والشفقطة‬
‫عليكم‪ .‬وقال السدي {أشحة عليكم} أي ف الغنائم‪{ ,‬فإِذا جاء الوف رأيتهم ينظرون‬
‫إِل يك تدور أعين هم كالذي يغ شى عل يه من الوت} أي من شدة خو فه وجز عه‪ ,‬وهكذا‬
‫خوف هؤلء البناء من القتال {فإِذا ذهب الوف سلقوكم بأل سنة حداد} أي فإِذا كان‬
‫ال من تكلموا كلما بليغا ف صيحا عاليا‪ ,‬وادعوا لنف سهم القامات العال ية ف الشجا عة‬
‫والنجدة‪ ,‬وهطم يكذبون فط ذلك‪ ,‬وقال ابطن عباس رضطي ال عنهمطا {سطلقوكم} أي‬
‫ا ستقبلوكم‪ .‬وقال قتادة‪ :‬أ ما ع ند الغني مة فأ شح قوم وأ سوأه مقا سة‪ :‬أعطو نا أعطو نا قد‬
‫شهدنا معكم‪ ,‬وأما عند البأس فأجب قوم وأخذله للحق‪ ,‬وهم مع ذلك أشحة على الي‪,‬‬
‫أي ليس فيهم خي قد جعوا الب والكذب وقلة الي‪ ,‬فهم كما قال ف أمثالم الشاعر‪:‬‬
‫أفططط السطططلم أعيارا جفاءً وغلظةوفططط الرب أمثال النسطططاء العوارك‬
‫أي ف حال ال سالة كأن م ال مر‪ ,‬والعيار ج ع ع ي و هو المار‪ ,‬و ف الرب كأن م‬
‫النساء اليض‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬أولئك ل يؤمنوا فأحبط ال أعمالم وكان ذلك على ال‬
‫يسطططططططططططططيا} أي سطططططططططططططهلً هينا عنده‪.‬‬

‫سبُونَ الحْزَا بَ َل ْم يَ ْذ َهبُوْا َوإِن َيأْ تِ الحْزَا بُ َيوَدّواْ َلوْ َأّنهُ ْم بَادُو نَ فِي العْرَا ِ‬
‫ب‬ ‫** يَحْ َ‬
‫طأَلُو َن عَنطططْ أَنبَآِئكُمطططْ وََلوْ كَانُواْ فِيكُمطططْ مّطططا قَاتَُل َواْ إِلّ َقلِيلً‬ ‫يَسطط ْ‬
‫وهذا أيضا مطن صطفاتم القبيحطة فط البط والور والوف {يسطبون الحزاب ل‬
‫يذهبوا} بل هم قريب منهم وإِن لم عودة إِليهم {وإِن يأت الحزاب يودوا لو أنم بادون‬
‫فط العراب يسطألون عطن أنبائكطم} أي ويودون إِذا جاءت الحزاب أنمط ل يكونون‬
‫حاضرين معكم ف الدينة‪ ,‬بل ف البادية يسألون عن أخباركم وما كان من أمركم مع‬
‫عدوكم {ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إِل قليلً} أي ولو كانوا بي أظهركم لا قاتلوا معكم‬
‫إِل قليلً لكثرة جبنهطم وذلتهطم وضعطف يقينهطم‪ ,‬وال سطبحانه وتعال العال بمط‪.‬‬

‫‪624‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫سَنةٌ لّمَن كَا َن يَرْجُو اللّ َه وَاْليَوْ َم الَخِ َر وَذَ َكرَ اللّ َه‬
‫** ّلقَدْ كَانَ َلكُمْ فِي رَسُولِ اللّهِ أُسْ َوةٌ حَ َ‬
‫َكثِيا * وَلَمّا َرأَى الْ ُم ْؤمِنُو نَ ال ْحزَا بَ قَالُوْا هَ ـذَا مَا َوعَدَنَا اللّ ُه وَرَ سُولُ ُه وَ صَ َدقَ اللّ هُ‬
‫طططططا زَا َدهُمططططططْ إِلّ إِيَانا َوتَسططططططْلِيما‬ ‫وَرَسططططططُولُ ُه وَمَط‬
‫هذه الَية الكرية أصل كبي ف التأسي برسول ال صلى ال عليه وسلم ف أقواله وأفعاله‬
‫وأحواله‪ ,‬ولذا أ مر تبارك وتعال الناس بالتأ سي بال نب صلى ال عل يه و سلم يوم الحزاب‬
‫ف صبه وم صابرته ومرابط ته وماهد ته وانتظاره الفرج من ر به عز و جل‪ ,‬صلوات ال‬
‫وسطلمه عليطه دائما إِل يوم الديطن‪ ,‬ولذا قال تعال للذيطن تقلقوا وتضجروا وتزلزلوا‬
‫واضطربوا ف أمر هم يوم الحزاب {ل قد كان ل كم ف ر سول ال أ سوة ح سنة} أي هل‬
‫اقتدي تم به وتأ سيتم بشمائله صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ل ن كان يرجوا ال‬
‫واليوم الَخططططططططططططر وذكططططططططططططر ال كثيا}‪.‬‬
‫ث قال تعال مبا عن عباده الؤمني الصدقي بوعود ال لم وجعله العاقبة حاصلة لم‬
‫فط الدنيطا والَخرة‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬ولاط رأى الؤمنون الحزاب قالوا هذا مطا وعدنطا ال‬
‫ورسوله وصدق ال ورسوله} قال ابن عباس رضي ال عنهما وقتادة‪ :‬يعنون قوله تعال ف‬
‫سورة البقرة‪{ :‬أم حسبتم أن تدخلوا النة ولا يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم‬
‫البأ ساء والضراء وزلزلوا ح ت يقول الر سول والذ ين م عه م ت ن صر ال ؟ أل إِن ن صر ال‬
‫قريب} أي هذا ما وعدنا ال ورسوله من البتلء والختبار والمتحان الذي يعقبه النصر‬
‫القريطب‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وصطدق ال ورسطوله}‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬ومطا زادهطم إِل إِيانا‬
‫وتسطليما} دليطل على زيادة اليان وقوتطه بالنسطبة إِل الناس وأحوالمط‪ ,‬كمطا قال جهور‬
‫الئمة‪ :‬إِنه يزيد وينقص‪ ,‬وقد قررنا ذلك ف أول شرح البخاري‪ ,‬ول المد والنة‪ ,‬ومعن‬
‫قوله جلت عظمتطه {ومطا زادهطم} أي ذلك الال والضيطق والشدة {إِل إِيانا} بال‬
‫{وتسطليما} أي انقيادا لَوامره وطاعطة لرسطوله صطلى ال عليطه وسطلم‪.‬‬

‫‪625‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حبَ ُه َو ِمْنهُ ْم مّن يَنتَ ِظرُ‬
‫ضىَ نَ ْ‬
‫** مّ َن الْ ُم ْؤ ِمنِيَ ِرجَالٌ صَدَقُوْا مَا عَاهَدُواْ اللّ َه عََليْهِ فَ ِمْنهُ ْم مّن َق َ‬
‫ب الْ ُمنَاِفقِيَ إِن شَآءَ َأ ْو َيتُو بَ‬ ‫ي بِ صِدِْقهِ ْم َوُيعَذّ َ‬ ‫وَمَا بَدّلُوْا َتبْدِيلً * ّلَيجْزِ يَ اللّ ُه ال صّادِقِ َ‬
‫عََلْيهِمططططططْ إِنططططططّ اللّهططططططَ كَانططططططَ َغفُورا رّحِيما‬
‫لا ذكر عز وجل عن النافقي أنم نقضوا العهد الذي كانوا عاهدوا ال عليه ل يولون‬
‫الدبار‪ ,‬و صف الؤمن ي بأن م ا ستمروا على الع هد واليثاق { صدقوا ما عاهدوا ال عل يه‬
‫فمن هم من ق ضى ن به} قال بعض هم‪ :‬أجله‪ .‬وقال البخاري‪ :‬عهده و هو ير جع إِل الول‬
‫{ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديل} أي وما غيوا عهد ال ول نقضوه ول بدلوه‪ .‬قال‬
‫البخاري‪ :‬حدثنا أبو اليمان‪ ,‬أخبنا شعيب عن الزهري قال‪ :‬أخبن خارجة بن زيد بن‬
‫ثابت عن أبيه قال‪ :‬لا نسخنا الصحف فقدت آية من سورة الحزاب كنت أسع رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم يقرؤ ها ل أجد ها إِل مع خزي ة بن ثا بت الن صاري ر ضي ال‬
‫ع نه‪ ,‬الذي ج عل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم شهاد ته بشهادة رجل ي { من الؤمن ي‬
‫رجال صدقوا ما عاهدوا ال عليه} تفرد به البخاري دون مسلم‪ ,‬وأخرجه أحد ف مسنده‬
‫والترمذي والنسائي ف التفسي من سننهما من حديث الزهري به‪ .‬وقال الترمذي‪ :‬حسن‬
‫صططططططططططططططططططططططططططططططططططحيح‪.‬‬
‫وقال البخاري أيضا‪ :‬حدثنا ممد بن بشار‪ ,‬حدثنا ممد بن عبد ال النصاري‪ ,‬حدثن‬
‫أ ب عن ثا مة عن أ نس بن مالك ر ضي ال ع نه قال‪ :‬نرى هذه الَ ية نزلت ف أ نس بن‬
‫النضر رضي ال عنه {من الؤمني رجال صدقوا ما عاهدوا ال} الَية‪ ,‬انفرد به البخاري‬
‫ط هاشطم بطن‬ ‫مطن هذا الوجطه‪ ,‬ولكطن له شواهطد مطن طرق أخطر‪ .‬قال المام أحدط‪ :‬حدثن ا‬
‫القاسم‪ ,‬حدثنا سليمان بن الغية عن ثابت قال‪ :‬قال أنس‪ :‬عمي أنس بن النضر رضي ال‬
‫عنه سيت به ل يشهد مع رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم بدر فشق عليه‪ ,‬وقال‪ :‬أول‬
‫مشهد شهده رسول ال صلى ال عليه وسلم غُيّبت عنه‪ ,‬لئن أران ال تعال مشهدا فيما‬
‫بعد مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ليين ال عز وجل ما أصنع‪ .‬قال فهاب أن يقول‬
‫غيها‪ ,‬فشهد مع رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم أحد فاستقبل سعد بن معاذ رضي‬
‫ال عنه‪ ,‬فقال له أنس رضي ال عنه‪ :‬ياأبا عمرو أين واها لريح النة إِن أجده دون أحد‬
‫قال‪ :‬فقاتلهم حت قتل رضي ال عنه‪ ,‬قال‪ :‬فوجد ف جسده بضع وثاني بي ضربة وطعنة‬

‫‪626‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ورمية‪ ,‬فقالت أخته عمت الربيع ابنة النضر فما عرفت أخي إِل ببنانه‪ ,‬قال‪ :‬فنلت هذه‬
‫الَ ية { من الؤمن ي رجال صدقوا ما عاهدوا ال عل يه فمن هم من ق ضى ن به ومن هم من‬
‫ينتظر وما بدلوا تبديل} قال‪ :‬فكانوا يرون أنا نزلت فيه‪ ,‬وف أصحابه رضي ال عنهم‪.‬‬
‫ورواه م سلم والترمذي والن سائي من حد يث سليمان بن الغية به‪ .‬ورواه الن سائي أيضا‬
‫وا بن جر ير من حد يث حاد بن سلمة عن ثا بت عن أ نس ر ضي ال ع نه به نوه‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أحد بن سنان‪ ,‬حدثنا يزيد بن هارون حدثنا حيد عن أنس‪,‬‬
‫رضي ال عنه قال‪ :‬إِن عمه يعن أنس بن النضر رضي ال عنه‪ ,‬غاب عن قتال بدر‪ ,‬قال‪:‬‬
‫غُيّبت عن أول قتال قاتله رسول ال صلى ال عليه وسلم الشركي‪ ,‬لئن ال أشهدن قتالً‬
‫للمشركي ليين ال تعال ما أ صنع‪ ,‬قال‪ :‬فلما كان يوم أحد انكشف السلمون‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫اللهم إِن أعتذر إِليك ما صنع هؤلء ط يعن أصحابه ط وأبرأ إِليك ما جاء به هؤلء ط‬
‫يعن الشركي ط ث تقدم فلقيه سعد بن معاذ رضي ال عنه دون أحد‪ ,‬فقال‪ :‬أنا معك‪.‬‬
‫قال سعد ر ضي ال ع نه‪ :‬فلم أ ستطع أن أ صنع ما صنع‪ ,‬فل ما ق تل قال‪ :‬فو جد ف يه ب ضع‬
‫وثانون ضر بة سيف وطع نة ر مح ورم ية سهم‪ ,‬وكانوا يقولون‪ :‬ف يه و ف أ صحابه نزلت‬
‫{فمنهم من قضى نبه ومنهم من ينتظر} وأخرجه الترمذي ف التفسي عن عبد بن حيد‪,‬‬
‫والنسطائي فيطه أيضا عطن إِسطحاق بطن إِبراهيطم‪ ,‬كلهاط عطن يزيطد بطن هارون بطه‪ .‬وقال‬
‫الترمذي‪ :‬ح سن‪ .‬و قد رواه البخاري ف الغازي عن ح سان بن ح سان‪ ,‬عن م مد بن‬
‫طلحة عن مصرف عن حيد عن أنس رضي ال عنه به‪ ,‬ول يذكر نزول الَية‪ .‬ورواه ابن‬
‫جريطر مطن حديطث العتمطر بطن سطليمان عطن حيطد عطن أنطس رضطي ال عنطه بطه‪.‬‬
‫وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أح د بن الف ضل الع سقلن‪ ,‬حدث نا سليمان بن أيوب بن‬
‫عيسى بن موسى بن طلحة بن عبيد ال ‪ ,‬حدثن أب عن جدي عن موسى بن طلحة عن‬
‫أبيه طلحة رضي ال عنه قال‪ :‬لا أن رجع رسول ال صلى ال عليه وسلم من أحد صعد‬
‫النب‪ ,‬فحمد ال تعال وأث ن عليه‪ ,‬وعزى ال سلمي با أ صابم‪ ,‬وأخبهم ب ا ل م فيه من‬
‫الجر والذخر‪ ,‬ث قرأ هذه الَية {من الؤمني رجال صدقو ما عاهدوا ال عليه فمنهم من‬
‫ق ضى ن به} الَ ية كل ها‪ ,‬فقام إِل يه ر جل من ال سلمي فقال‪ :‬يار سول ال من هؤلء ؟‬
‫فأقبلت وعلي ثوبان أخضران حضرميان‪ ,‬فقال‪« :‬أيها السائل‪ :‬هذا منهم» وكذا رواه ابن‬

‫‪627‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جر ير من حديث سليمان بن أيوب الطل حي به‪ .‬وأخر جه الترمذي ف التف سي والنا قب‬
‫أيضا‪ ,‬وابن جرير من حديث يونس بن بكي عن طلحة بن يي عن موسى وعيسى ابن‬
‫طلحة عن أبيهما رضي ال عنه به‪ .‬وقال‪ :‬حديث غريب‪ ,‬ل نعرفه إل من حديث يونس‪.‬‬
‫وقال أيضا‪ :‬حدثنا أحد بن عصام النصاري حدثنا أبو عامر ط يعن العقدي ط حدثن‬
‫إسحاق ط يعن ابن طلحة بن عبيد ال ط عن موسى بن طلحة قال‪ :‬دخلت على معاوية‬
‫ر ضي ال ع نه‪ ,‬فل ما خر جت دعا ن فقال‪ :‬أل أ ضع عندك ياا بن أ خي حديثا سعته من‬
‫ر سول ال صلى ال عليه و سلم ؟ أش هد لسمعت ر سول ال صلى ال عليه وسلم يقول‬
‫«طلحطططططططططة منططططططططط قضطططططططططى نبطططططططططه»‬
‫ورواه ابن جرير‪ :‬حدثنا أبو كريب‪ ,‬حدثنا عبد الميد المان عن إسحاق بن يي بن‬
‫طلحة الطلحي عن موسى بن طلحة قال‪ :‬قام معاوية بن أب سفيان رضي ال عنه فقال‪:‬‬
‫إن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول «طلحة من قضى نبه» ولذا قال ماهد‬
‫ف قوله تعال‪{ :‬فمن هم من ق ضى ن به} يع ن عهده {ومن هم من ينت ظر} قال يوما ف يه‬
‫القتال في صدق ف اللقاء‪ .‬وقال ال سن {فمن هم من ق ضى ن به} يع ن مو ته على ال صدق‬
‫والوفاء‪ ,‬ومنهطم مطن ينتظطر الوت على مثطل ذلك‪ ,‬ومنهطم مطن ل يبدل تبديلً‪ ,‬وكذا قال‬
‫قتادة وابطططططن زيطططططد‪ .‬وقال بعضهطططططم‪ ,‬نبطططططه نذره‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ومطا بدلوا تبديلً} أي ومطا غيوا عهدهطم وبدلوا الوفاء بالغدر‪ ,‬بطل‬
‫استمروا على ما عاهدوا عليه وما نقضوه كفعل النافقي الذين قالوا {إن بيوتنا عورة وما‬
‫هي بعورة إن يريدون إل فرارا* ولقد كانوا عاهدوا ال من قبل ل يولون الدبار}‪ .‬وقوله‬
‫تعال‪{ :‬ليجزي ال الصادقي بصدقهم ويعذب النافقي إن شاء أو يتوب عليهم} أي إنا‬
‫يتب عباده بالوف والزلزال ليميز البيث من الطيب‪ ,‬فيظهر أمر هذا بالفعل‪ ,‬وأمر هذا‬
‫بالفعل‪ ,‬مع أنه تعال يعلم الشيء قبل كونه‪ ,‬ولكن ل يعذب اللق بعلمه فيهم حت يعملوا‬
‫با يعلمه منهم‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬ولنبلوكم حت نعلم الجاهدين منكم والصابرين ونبلو‬
‫أخبار كم} فهذا علم بالش يء ب عد كو نه وإن كان العلم ال سابق حا صلً به ق بل وجوده‪,‬‬
‫وكذا قال ال تعال‪ { :‬ما كان ال ليذر الؤمن ي على ما أن تم عل يه ح ت ي يز ال بيث من‬
‫الط يب و ما كان ال ليطلع كم على الغ يب} ولذا قال تعال هه نا {ليجزي ال ال صادقي‬

‫‪628‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ب صدقهم} أي ب صبهم على ما عاهدوا ال عل يه وقيام هم به ومافظت هم عل يه {ويعذب‬
‫النافقيط} وهطم الناقضون لعهطد ال الخالفون لوامره فاسطتحقوا بذلك عقابطه‪ ,‬وعذابطه‪,‬‬
‫ولكن هم تت مشيئته ف الدنيا إن شاء استمر بم على ما فعلوا حت يلقوه فيعذبم عليه‪,‬‬
‫وإن شاء تاب علي هم بأن أرشد هم إل النوع عن النفاق إل اليان والع مل ال صال ب عد‬
‫الف سوق والع صيان‪ ,‬ول ا كا نت رح ته ورأف ته تبارك وتعال بل قه ف هي الغال بة لغض به قال‬
‫ططططططا}‪.‬‬ ‫{إن ال كان غفورا رحيمط‬

‫** وَ َردّ اللّ ُه الّذِي نَ َكفَرُواْ ِب َغيْ ِظهِ مْ َل ْم َينَالُواْ َخيْرا وَ َكفَى اللّ ُه الْ ُم ْؤمِنِيَ اْلقِتَا َل وَكَا نَ اللّ هُ‬
‫َق ِويّا عَزِيزا‬
‫يقول تعال مبا عن الحزاب لا أجلهم عن الدينة با أرسل عليهم من الريح والنود‬
‫اللية‪ ,‬ولول أن ال جعل رسوله رحة للعالي‪ ,‬لكانت هذه الريح عليهم أشد من الريح‬
‫العقيم الت أرسلها على عاد‪ ,‬ولكن قال تعال‪{ :‬وما كان ال ليعذبم وأنت فيهم} فسلط‬
‫عليهم هواء فرق شلهم كما كان سبب اجتماعهم من الوى‪ ,‬وهم أخلط من قبائل من‬
‫قبائل شتط أحزاب وآراء‪ ,‬فناسطب أن يرسطل عليهطم الواء الذي فرق جاعاتمط‪ ,‬وردهطم‬
‫خائب ي خا سرين بغيظ هم وحنق هم‪ ,‬ول ينالوا خيا ل ف الدن يا م ا كان ف أنف سهم من‬
‫الظفر والغنم‪ ,‬ول ف الَخرة با تملوه من الَثام ف مبارزة الرسول صلى ال عليه وسلم‬
‫بالعدواة وههم بقتله واستئصال جيشه‪ ,‬ومن هم بشيء وصدق هه بفعله‪ ,‬فهو ف القيقة‬
‫كفاعله‪.‬‬
‫وقوله تبارك وتعال‪{ :‬وكفى ال الؤمني القتال} أي ل يتاجوا إِل منازلتهم ومبارزتم‬
‫حت يلوهم عن بلدهم‪ ,‬بل كفى ال وحده ونصر عبده وأعز جنده‪ ,‬ولذا كان رسول‬
‫ال صطلى ال عليطه وسطلم يقول «ل إله إل ال وحده‪ ,‬صطدق وعده‪ ,‬ونصطر عبده وأعطز‬
‫جنده‪ ,‬وهزم الحزاب وحده‪ ,‬فل ش يء بعده» أخرجاه من حد يث أ ب هريرة ر ضي ال‬
‫عنه‪ .‬وف الصحيحي من حديث إساعيل بن أب خالد عن عبد ال بن أب أوف رضي ال‬
‫ع نه قال‪ :‬د عا ر سول ال صلى ال عل يه و سلم على الحزاب فقال «الل هم منل الكتاب‬
‫سريع الساب‪ ,‬اهزم الحزاب‪ ,‬اللهم اهزمهم وزلزلم»‪ .‬وف قوله عز وجل {وكفى ال‬

‫‪629‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الؤمني القتال} إشارة إل وضع الرب بينهم وبي قريش‪ ,‬وهكذا وقع بعدها ل يغزهم‬
‫الشركون بل غزاهم السلمون ف بلدهم‪ .‬قال ممد بن إسحاق‪ ,‬لا انصرف أهل الندق‬
‫عن الندق قال رسول ال صلى ال عليه وسلم فيما بلغنا «لن تغزوكم قريش بعد عامكم‬
‫هذا‪ ,‬ولكنكم تغزونم» فلم تغز قريش بعد ذلك‪ ,‬وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫هطو يغزوهطم بعطد ذلك حتط فتطح ال تعال مكطة‪ ,‬وهذا الديطث الذي ذكره ممطد بطن‬
‫إسحاق حديث صحيح‪ ,‬كما قال المام أحد‪ :‬حدثنا يي عن سفيان‪ ,‬حدثن أبو إسحاق‬
‫قال‪ :‬سعت سليمان بن صرد رضي ال عنه يقول‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يوم الحزاب «الَن نغزو هم ول يغزون نا» وهكذا رواه البخاري ف صحيحه من حد يث‬
‫الثوري‪ ,‬وإسطرائيل عطن أ ب إسطحاق به‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬وكان ال قويا عزيزا} أي بوله‬
‫وقوته ردهم خائبي ل ينالوا خيا‪ ,‬وأعز ال السلم وأهله‪ ,‬وصدق وعده ونصر رسوله‬
‫وعبده‪ ,‬فله المططططططططططططططد والنططططططططططططططة‪.‬‬

‫صيَاصِيهِ ْم وَقَ َذفَ فِي ُقلُوِبهِمُ ال ّرعْبَ فَرِيقا‬ ‫** َوأَنزَ َل الّذِي َن ظَاهَرُوهُم مّنْ َأهْلِ اْل ِكتَابِ مِن َ‬
‫ضهُ ْم َو ِديَا َرهُ ْم َوَأ ْموَاَلهُ ْم َوأَرْضا لّ مْ تَ َطئُوهَا وَكَا نَ‬
‫َتقْتُلُو نَ َوَتأْ سِرُونَ َفرِيقا * َوَأوْ َرثَكُ مْ أَرْ َ‬
‫ط عََلىَ كُ ّل َشيْءٍ َقدِيرا‬ ‫اللّهطططططططططططططططططططططططططط ُ‬
‫ط كان‬ ‫قطد تقدم أن بنط قريظطة لاط قدمطت جنود الحزاب ونزلوا على الدينطة‪ ,‬نقضوا م ا‬
‫بين هم وب ي ر سول ال صلى ال عل يه و سلم من الع هد‪ ,‬وكان ذلك ب سفارة ح يي بن‬
‫أخ طب النضري لع نه ال‪ ,‬د خل ح صنهم ول يزل ب سيدهم ك عب بن أ سد ح ت ن قض‬
‫العهد‪ ,‬وقال له فيما قال‪ :‬ويك قد جئتك بعز الدهر‪ ,‬أتيتك بقريش وأحابيشها‪ ,‬وغطفان‬
‫وأتباعها‪ ,‬ول يزالون ههنا حت يستأصلون ممدا وأصحابه‪ ,‬فقال له كعب‪ :‬بل وال أتيتن‬
‫بذل الد هر‪ ,‬وي ك ياح يي إ نك مشؤوم‪ ,‬فدع نا م نك‪ ,‬فلم يزل يف تل ف الذروة والغارب‬
‫حت أجابه‪ ,‬واشترط له حيي إن ذهب الحزاب ول يكن من أمرهم شيء أن يدخل معهم‬
‫ف ال صن‪ ,‬فيكون له أ سوتم‪ ,‬فل ما نقضت قري ظة‪ ,‬وبلغ ذلك ر سول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم ساءه و شق عل يه وعلى ال سلمي جدا‪ ,‬فل ما أيده ال تعال ون صره وك بت العداء‬
‫ورد هم خائب ي بأخ سر صفقة‪ ,‬ور جع ر سول ال صلى ال عل يه و سلم إل الدي نة مؤيدا‬

‫‪630‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫منصورا‪ ,‬ووضع الناس السلح‪ ,‬فبينما رسول ال صلى ال عليه وسلم يغتسل من وعثاء‬
‫تلك الراب طة ف ب يت أم سلمة ر ضي ال عن ها‪ ,‬إذ تبدى له جب يل عل يه ال صلة وال سلم‬
‫معتجرا بعما مة من إ ستبق على بغلة علي ها قطي فة من ديباج‪ ,‬فقال‪ :‬أوض عت ال سلح‬
‫يارسول ال ؟ قال صلى ال عليه وسلم «نعم» قال لكن اللئكة ل تضع أسلحتها‪ ,‬وهذا‬
‫الَن رجوعطي مطن طلب القوم‪ ,‬ثط قال‪ :‬إن ال تبارك وتعال يأمرك أن تنهطض إل بنط‬
‫قريظة‪ ,‬وف رواية فقال له‪ :‬عذيرك من مقاتل أوضعتم السلح ؟ قال «نعم» قال لكنا ل‬
‫نضع أسلحتنا بعد انض إل هؤلء‪ ,‬قال صلى ال عليه وسلم «أين ؟» قال‪ :‬بن قريظة‪,‬‬
‫فإن ال تعال أمر ن أن أزلزل علي هم‪ ,‬فن هض ر سول ال صلى ال عل يه و سلم من فوره‪,‬‬
‫وأمر الناس بالسي إل بن قريظة‪ ,‬وكانت على أميال من الدينة‪ ,‬وذلك بعد صلة الظهر‪,‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم «ل يصلي أحد منكم العصر إل ف بن قريظة» فسار الناس‬
‫فأدركتهم الصلة ف الطريق‪ ,‬فصلى بعضهم ف الطريق وقالوا‪ :‬ل يرد منا رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ ,‬إل تعجيل السي‪ ,‬وقال آخرون‪ :‬ل نصليها إل ف بن قريظة‪ ,‬فلم يعنف‬
‫واحدا من الفريقي‪ ,‬وتبعهم رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وقد استخلف على الدينة‬
‫ابن أم مكتوم رضي ال عنه‪ ,‬وأعطى الراية لعلي بن أب طالب رضي ال عنه‪ ,‬ث نازلم‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم وحا صرهم خ سا وعشر ين ليلة‪ ,‬فل ما طال عل يه الال‪,‬‬
‫نزلوا على حكطم سطعد بطن معاذ سطيد الوس رضطي ال عنطه‪ ,‬لنمط كانوا حلفاءهطم فط‬
‫الاهلية‪ ,‬واعتقدوا أنه يسن إليهم ف ذلك‪ ,‬كما فعل عبد ال بن أب ابن سلول ف مواليه‬
‫ب ن قينقاع‪ ,‬ح ي ا ستطلقهم من ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬ف ظن هؤلء أن سعدا‬
‫سيفعل في هم ك ما ف عل ا بن أ ب ف أولئك‪ ,‬ول يعلموا أن سعدا ر ضي ال ع نه كان قد‬
‫أ صابه سهم ف أكحله أيام الندق‪ ,‬فكواه ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ف أكحله‬
‫وأنزله ف قبة السجد ليعوده من قريب‪ ,‬وقال سعد رضي ال عنه فيما دعا به‪ ,‬اللهم إن‬
‫ك نت أبق يت من حرب قر يش شيئا فأبق ن ل ا‪ ,‬وإن ك نت وض عت الرب بين نا وبين هم‬
‫فأفجرها‪ ,‬ول تتن حت تقر عين من بن قريظة‪ ,‬فاستجاب ال تعال دعاءه‪ ,‬وقدر عليهم‬
‫أن نزلوا على حك مه باختيار هم طلبا من تلقاء أنف سهم فع ند ذلك اسطتدعاه ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم من الدينة ليحكم فيهم‪ ,‬فلما أقبل وهو راكب على حار قد وطئوا‬

‫‪631‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫له عل يه‪ ,‬ج عل الوس يلوذون به ويقولون‪ :‬يا سعد إن م موال يك فأح سن في هم‪ ,‬ويرققو نه‬
‫عليهم ويعطفونه وهو ساكت ل يرد عليهم فلما أكثروا عليه قال رضي ال عنه‪ :‬لقد آن‬
‫لسعد أن ل تأخذه ف ال لومة لئم‪ .‬فعرفوا أنه غي مستبقهم‪ ,‬فلما دنا من اليمة الت فيها‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «قوموا إل سيدكم»‬
‫فقام إليه السلمون‪ ,‬فأنزلوه إعظاما وإكراما واحتراما له ف مل وليته ليكون أنفذ لكمه‬
‫فيهم‪ ,‬فلما جلس قال له رسول ال صلى ال عليه وسلم «إن هؤلء ط وأشار إليهم ط‬
‫قد نزلوا على حكمك‪ ,‬فاحكم فيهم با شئت» فقال رضي ال عنه‪ :‬وحكمي نافذ عليهم‬
‫؟ قال صلى ال عل يه و سلم «ن عم»‪ .‬قال وعلى من ف هذه الي مة ؟ قال «ن عم»‪ .‬قال‬
‫وعلى من ههنا وأشار إل الانب الذي فيه رسول ال ‪ ,‬وهو معرض بوجهه عن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم إجللً وإكراما وإعظاما‪ ,‬فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫«نعم»‪ .‬فقال رضي ال عنه‪ :‬إن أحكم أن تقتل مقاتلتهم وتسب ذريتهم وأموالم‪ ,‬فقال له‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم «لقد حكمت بكم ال تعال من فوق سبع أرقعة»‪ ,‬وف‬
‫روا ية «ل قد حك مت ب كم اللك»‪ ,‬ث أ مر ر سول ال صلى ال عل يه و سلم بالخاد يد‬
‫فخدت ف الرض‪ ,‬وج يء ب م مكتف ي‪ ,‬فضرب أعناق هم وكانوا ما ب ي ال سبعمائة إل‬
‫الثمانائة‪ ,‬و سب من ل ين بت من هم مع الن ساء وأموال م‪ ,‬وهذا كله مقرر مف صل بأدل ته‬
‫وأحاديثه وبسطه ف كتاب السية الذي أفردناه موجزا وبسيطا‪ ,‬ول المد والنة‪ .‬ولذا‬
‫قال تعال‪{ :‬وأنزل الذين ظاهروهم} أي عاونوا الحزاب وساعدوهم على حرب رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم {من أهل الكتاب} يعن بن قريظة من اليهود من بعض أسباط‬
‫ب ن إسرائيل‪ ,‬كان قد نزل آباؤ هم الجاز قديا طمعا ف اتباع ال نب المي الذين يدونه‬
‫مكتوبا عند هم ف التوراة والن يل {فل ما جاء هم ما عرفوا كفروا به} فعلي هم لع نة ال‪.‬‬
‫وقوله تعال‪ { :‬من صياصيهم} يع ن ح صونم‪ ,‬كذا قال ما هد وعكر مة وعطاء وقتادة‬
‫والسدي وغيهم من السلف‪ ,‬ومنه سي صياصي البقر‪ ,‬وهي قرونا لنا أعلى شيء فيها‪,‬‬
‫{وقذف ف قلوبم الرعب} وهو الوف‪ ,‬لنم كانوا مالؤوا الشركي على حرب النب‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وليس من يعلم كمن ل يعلم‪ ,‬وأخافوا السلمي وراموا قتالم ليعزوا‬
‫ف الدن يا‪ ,‬فانع كس علي هم الال‪ ,‬وانقل بت إلي هم القال‪ ,‬انش مر الشركون ففازوا ب صفقة‬

‫‪632‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الغبون‪ ,‬فك ما را مو ال عز ذلوا‪ ,‬وأرادوا ا ستئصال ال سلمي فا ستئصلوا‪ ,‬وأض يف إل ذلك‬
‫شقاوة الَخرة فصطارت الملة أن هذه هطي الصطفقة الاسطرة‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬فريقا‬
‫تقتلون وتأسطرون فريقا} قالذيطن قتلوا هطم القاتلة والَسطراء هطم الصطاغر والنسطاء‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا هشيم بن بشي‪ ,‬أخبنا عبد اللك بن عمي عن عطية القرظي‬
‫قال‪ :‬عرضت على النب صلى ال عليه وسلم يوم قريظة‪ ,‬فشكوا ف‪ ,‬فأمرب النب صلى ال‬
‫عل يه و سلم أن ينظروا هل أن بت ب عد‪ ,‬فنظرو ن فلم يدو ن أن بت‪ ,‬فخلي ع ن وألق ن‬
‫بالسب‪ ,‬وكذا رواه أهل السنن كلهم من طرق عن عبد اللك بن عمي به‪ .‬وقال الترمذي‪:‬‬
‫حسن صحيح‪ ,‬ورواه النسائي أيضا من حديث ابن جريج عن ابن أب نيح عن ماهد عن‬
‫عط ية بنحوه‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وأورث كم أرض هم وديار هم وأموال م} أي جعل ها ل كم من‬
‫قتل كم ل م {وأرضا ل تطؤو ها} ق يل‪ :‬خ يب‪ ,‬وق يل م كة‪ ,‬رواه مالك عن ز يد بن أ سلم‬
‫وقيطل فارس والروم‪ ,‬وقال ابطن جريطر يوز أن يكون الميطع مرادا {وكان ال على كطل‬
‫طططططططططططططططططططططططططططططططء قديرا}‪.‬‬ ‫شيط‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬أخبنا ممد بن عمرو عن أبيه عن جده علقمة بن وقاص‬
‫قال‪ :‬أخبتن عائشة رضي ال عنها قالت‪ :‬خرجت يوم الندق أقفوا الناس فسمعت وئيد‬
‫الرض ورائي‪ ,‬فإذا أ نا ب سعد بن معاذ ر ضي ال ع نه‪ ,‬وم عه ا بن أخ يه الارث بن أوس‬
‫يمل منة‪ ,‬قالت‪ :‬فجلست إل الرض‪ ,‬فمر سعد رضي ال عنه وعليه درع من حديد قد‬
‫خرجت منه أطرافه‪ ,‬فأنا أتوف على أطراف سعد‪ ,‬قالت وكان سعد رضي ال عنه من‬
‫أعظططططم الناس وأطولمطططط‪ ,‬فمططططر وهططططو يرتزطططط ويقول‪:‬‬
‫ططل‬ ‫ططن الوت إذا حان الجط‬ ‫ططا أحسط‬ ‫ططا جلمط‬ ‫ططد اليجط‬ ‫ططث قليلً يشهط‬ ‫لبط‬
‫قالت‪ :‬فقمت فاقتحمت حديقة‪ ,‬فإذا فيها نفر من السلمي‪ ,‬وإذا فيها عمر بن الطاب‬
‫رضي ال عنه وفيهم رجل عليه تسبغة له‪ ,‬تعن الغفر‪ ,‬فقال عمر رضي ال عنه‪ :‬ما جاء‬
‫ط يؤم نك أن يكون بلء أو يكون توز ؟ قالت‪ :‬ف ما‬ ‫بطك ؟ لعمري وال إ نك لريئة‪ ,‬وم ا‬
‫زال يلومن حت تنيت أن الرض انشقت ب ساعتئذ‪ ,‬فدخلت فيها‪ ,‬فرفع الرجل التسبغة‬
‫عن وجهه‪ ,‬فإذا هو طلحة بن عبيد ال رضي ال عنه‪ ,‬فقال‪ :‬ياعمر ويك إنك قد أكثرت‬
‫م نذ اليوم‪ ,‬وأ ين التحوز أو الفرار إل إل ال تعال ؟ قالت‪ :‬ور مى سعدا ر ضي ال ع نه‬

‫‪633‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ر جل من قر يش يقال له ا بن العر قة ب سهم له‪ ,‬وقال له‪ :‬خذ ها وأ نا ا بن العر قة‪ ,‬فأ صاب‬
‫أكحله فقطعه‪ ,‬فدعا ال تعال سعد رضي ال عنه فقال‪ :‬اللهم ل تتن حت تقر عين من‬
‫بن قريظة‪ ,‬قالت‪ :‬وكانوا حلفاءه ومواليه ف الاهلية‪ ,‬قالت‪ :‬فرقأ ُكلْمه وبعث ال تعال‬
‫الريطح على الشركيط {وكفطى ال الؤمنيط القتال‪ ,‬وكان ال قويا عزيزا}‪ ,‬فلحطق أبطو‬
‫سفيان ومن معه بتهامة‪ ,‬ولق عيينة بن بدر ومن معه بنجد‪ ,‬ورجعت بنو قريظة فتحصنوا‬
‫ف صياصيهم‪ ,‬ور جع ر سول ال صلى ال عل يه و سلم إل الدي نة‪ ,‬وأ مر بق بة من أدم‬
‫فضربت على سعد رضي ال عنه ف السجد‪ ,‬قالت‪ :‬فجاءه جبيل عليه السلم وإن على‬
‫ثناياه لنقع الغبار‪ ,‬فقال‪ :‬أوقد وضعت السلح ؟ ل وال ما وضعت اللئكة بعد السلح‪,‬‬
‫اخرج إل بن قريظة فقاتلهم‪ ,‬قالت‪ :‬فلبس رسول ال صلى ال عليه وسلم لمته‪ ,‬وأذن ف‬
‫الناس بالرحيل أن يرجوا‪ ,‬فمر على بن تيم وهم جيان السجد‪ ,‬فقال «من مر بكم ؟»‬
‫قالوا‪ :‬مر ب نا دح ية الكل ب‪ ,‬وكان دح ية الكل ب يش به لي ته و سنه ووج هه جب يل عل يه‬
‫الصلة والسلم‪ ,‬فأتاهم رسول ال صلى ال عليه وسلم فحاصرهم خسا وعشرين ليلة‪,‬‬
‫فل ما اش تد ح صارهم واش تد البلء‪ ,‬ق يل ل م انزلوا على ح كم ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم‪ ,‬فاستشاروا أبا لبابة بن عبد النذر‪ ,‬فأشار إلي هم إنه الذبح‪ ,‬قالوا ننل على حكم‬
‫سعد بن معاذ ر ضي ال ع نه‪ ,‬فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «انزلوا على ح كم‬
‫سعد بن معاذ» فنلوا‪ ,‬وبعث رسول ال صلى ال عليه وسلم إل سعد بن معاذ رضي ال‬
‫عنه‪ ,‬فأتى به على حار عليه إكاف من ليف قد حل عليه‪ ,‬وحف به قومه فقالوا‪ :‬ياأبا‬
‫عمرو حلفاؤك ومواليك‪ ,‬وأهل النكاية ومن قد علمت‪ ,‬قالت‪ :‬فل يرجع إليهم شيئا ول‬
‫يلتفت إليهم‪ ,‬حت إذا دنا من دورهم التفت إل قومه فقال‪ :‬قد آن ل أن ل أبال ف ال‬
‫لومة لئم‪ .‬قال‪ :‬قال أبو سعيد فلما طلع‪ ,‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «قوموا إل‬
‫سيدكم فأنزلوه» فقال عمر رضي ال عنه‪ :‬سيدنا ال‪ ,‬قال «أنزلوه» فأنزلوه‪ ,‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم «احكم فيهم» قال سعد رضي ال عنه‪ :‬فإن أحكم فيهم أن تقتل‬
‫مقاتلتهم‪ ,‬وت سب ذراريهم‪ ,‬وتق سم أموال م‪ ,‬فقال ر سول ال صلى ال عليه وسلم «لقد‬
‫حكمت فيهم بكم ال وحكم رسوله» ث دعا سعد رضي ال عنه‪ ,‬فقال‪ :‬اللهم إن كنت‬
‫أبقيت على نبيك من حرب قريش شيئا فأبقن لا‪ ,‬وإن كنت قطعت الرب بينه وبينهم‬

‫‪634‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فاقبضن إليك قال‪ :‬فانفجر كلمه وكان قد برىء منه إل مثل الرص‪ ,‬ورجع إل قبته الت‬
‫ضرب عليه رسول ال ‪ ,‬قالت عائشة رضي ال عنها‪ :‬فحضره رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم وأبو بكر وعمر رضي ال عنهما‪ ,‬قالت‪ :‬فوالذي نفس ممد بيده‪ ,‬إن لعرف بكاء‬
‫أب بكر رضي ال عنه من بكاء عمر رضي ال عنه وأنا ف حجرت‪ ,‬وكانوا كما قال ال‬
‫تعال‪{ :‬رحاء بينهم} قال علقمة‪ :‬فقلت أي أمه‪ ,‬فكيف كان رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يصنع ؟ قالت‪ :‬كانت عينه لتدمع على أحد‪ ,‬ولكنه كان إذا وجد فإنا هو آخذ‬
‫بلحيته صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وقد أخرج البخاري ومسلم من حديث عبد ال بن ني عن‬
‫هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي ال عنها نوا من هذا‪ ,‬ولكنه أخصر منه‪ ,‬وفيه‬
‫دعطططططططا سطططططططعد رضطططططططي ال عنطططططططه‪.‬‬

‫ُنط‬
‫ْنطُأمَّت ْعك ّ‬
‫حيَاةَ ال ّدنْيَا وَزِيَنتَهَا َفَتعَالَي َ‬
‫ْنط الْ َ‬
‫ُنط تُ ِرد َ‬
‫ِكطإِن كُنت ّ‬ ‫ِيط قُل ل ْزوَاج َ‬
‫** َيَأيّهَا الّنب ّ‬
‫َوأُ سَرّ ْحكُنّ سَرَاحا َجمِيلً * َوإِن كُنتُ ّن تُرِدْ نَ اللّ َه وَرَ سُولَهُ وَالدّا َر الَخِ َرةَ فَإِ نّ اللّ هَ َأعَدّ‬
‫ت مِنكُنططططططططططططّ أَجْرا عَظِيما‬ ‫طنَا ِ‬‫لِلْ ُمحْسططططططططططط ِ‬
‫هذا أمطر مطن ال تبارك وتعال لرسطوله صطلى ال عليطه وسطلم بأن ييط نسطاءه بيط أن‬
‫يفارق هن فيذه ب إل غيه م ن ي صل لن عنده الياة الدنيا وزينتها‪ ,‬وب ي الصب على ما‬
‫عنده من ضيق الال‪ ,‬ولن عند ال تعال ف ذلك الثواب الزيل‪ ,‬فاخترن رضي ال عنهنّ‬
‫وأرضاهطن ال ورسطوله والدار الَخرة‪ ,‬فجمطع ال تعال لنط بعطد ذلك بيط خيط الدنيطا‬
‫وسعادة الَخرة‪ .‬قال البخاري‪ :‬حدثنا أبو اليمان‪ ,‬أخبنا شعيب عن الزهري قال‪ :‬أخبن‬
‫أبو سلمة بن عبد الرحن أن عائشة رضي ال عنها زوج النب صلى ال عليه وسلم أخبته‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم جاءها حي أمره ال تعال أن يي أزواجه‪ ,‬قالت‪ :‬فبدأ‬
‫ب رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪« :‬إن ذاكر لك أمرا فل عليك أن تستعجلي حت‬
‫تستأمري أبويك» وقد علم أن أبوي ل يكونا يأمران بفراقه‪ ,‬قالت‪ :‬ث قال‪« :‬إن ال تعال‬
‫قال‪{ :‬ياأيها النب قل لزواجك}» إل تام الَيتي‪ ,‬فقلت له‪ :‬ففي أي هذا أستأمر أبوي‪,‬‬
‫فإ ن أر يد ال ور سوله والدار الَخرة ؟ وكذا رواه معلقا عن الل يث‪ ,‬حدث ن يو نس عن‬
‫الزهري عن أب سلمة عن عائشة رضي ال عنها فذكره‪ ,‬وزاد‪ :‬قالت ث فعل أزواج النب‬

‫‪635‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صلى ال عليه وسلم مثل مافعلت‪ ,‬وقد حكى البخاري أن معمرا اضطرب فيه‪ ,‬فتارة رواه‬
‫عن الزهري عن أب سلمة‪ ,‬وتارة رواه عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي ال عنها‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا أحد بن عبدة الضب‪ ,‬حدثنا أبو عوانة عن عمر بن أب سلمة عن‬
‫أب يه قال‪ :‬قالت عائ شة ر ضي ال عن ها‪ :‬ل ا نزل اليار قال ل ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم‪« :‬إن أريد أن أذكر لك أمرا‪ ,‬فل تقضي فيه شيئا حت تستأمري أبويك» قالت‪:‬‬
‫قلت‪ :‬و ما هو يار سول ال ؟ قال فرده علي ها‪ ,‬فقالت‪ :‬و ما هو يار سول ال ؟ قالت فقرأ‬
‫صلى ال عليه وسلم عليها {يأيها النب قل لزواجك إن كنت تردن الياة الدنيا وزينتها}‬
‫إل آخر الَية‪ ,‬قالت‪ :‬فقلت بل نتار ال ورسوله والدار الَخرة‪ ,‬قالت‪ :‬ففرح بذلك النب‬
‫صططططططططططلى ال عليططططططططططه وسططططططططططلم‪.‬‬

‫وحدثنا ابن وكيع‪ ,‬حدثنا ممد بن بشر عن ممد بن عمرو عن أب سلمة عن عائشة‬
‫رضي ال عنها قالت‪ :‬لا نزلت آية التخيي بدأ ب رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪:‬‬
‫«ياعائشة إن عارض عليك أمرا فل تفتات فيه بشيء حت تعرضيه على أبويك‪ :‬أب بكر‬
‫وأم رومان ر ضي ال عنه ما» فقالت‪ :‬يار سول ال و ما هو ؟ قال صلى ال عل يه و سلم‪:‬‬
‫«قال ال عز وجل‪{ :‬ياأيها النب قل لزواجك إن كنت تردن الياة الدنيا وزينتها فتعالي‬
‫ل وإن كنت تردن ال ورسوله والدار الَخرة فإن ال أعد‬‫أمتعكن وأسرحكن سراحا جي ً‬
‫للمحسنات منكن أجرا عظيما} قالت‪ :‬فإن أريد ال ورسوله والدار الَخرة ول أؤامر ف‬
‫ذلك أبوي أبا بكر وأم رومان رضي ال عنهما‪ .‬فضحك رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ث ا ستقرأ ال جر فقال‪« :‬إن عائ شة ر ضي ال عن ها قالت كذا وكذا» فقلن‪ :‬ون ن نقول‬
‫مثلما قالت عائشة رضي ال عنهن كلهن‪ .‬رواه ابن أب حات عن أب سعيد الشج عن أب‬
‫أسطططططامة عطططططن ممطططططد بطططططن عمرو بطططططه‪.‬‬
‫قال ابن جرير‪ :‬وحدثنا سعيد بن يي الموي‪ ,‬حدثنا أب حدثنا ممد بن إِسحاق عن‬
‫عبد ال بن أب بكر عن عمرة عن عائشة رضي ال عنها قالت‪ :‬إِن رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم ل ا نزل على ن سائه أ مر أن يي هن‪ ,‬فد خل علي فقال‪ « :‬سأذكر لك أمرا فل‬
‫تعجلي حت تستشيي أباك» فقلت‪ :‬وما هو يارسول ال ؟ قال‪« :‬إِن أمرت أن أخيكن»‬

‫‪636‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وتل عليهطا آيطة التخييطإِل آخطر الَيتيط‪ ,‬قالت‪ :‬فقلت ومطا الذي تقول‪ :‬لتعجلي حتط‬
‫تستشيي أباك ؟ فإِن أختار ال ورسوله‪ .‬فسر صلى ال عليه وسلم بذلك‪ ,‬وعرض على‬
‫نسططائه فتتابعططن كلهططن‪ ,‬فاخترن ال وسططوله صططلى ال عليططه وسططلم‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا يزيد بن سنان البصري‪ ,‬حدثنا أبو صال عبد ال بن صال‪,‬‬
‫حدثن الليث‪ ,‬حدثن عقيل عن الزهري‪ ,‬أخبن عبد ال بن عبد ال بن أب ثور عن ابن‬
‫عباس رضي ال عنهما قال‪ :‬قالت عائشة رضي ال عنها‪ :‬أنزلت آية التخيي‪ ,‬فبدأ ب أول‬
‫امرأة من نسائه‪ ,‬فقال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إِن ذاكر لك أمرا فل عليك أن تعجلي حت‬
‫ت ستأمري أبو يك» قالت‪ ,‬و قد علم أن أبوي ل يكو نا يأمرا ن بفرا قه‪ ,‬قالت ث قال‪« :‬إِن‬
‫ال تبارك وتعال قال‪{ :‬ياأيها النب قل لزواجك} الَيتي‪ ,‬قالت عائشة رضي ال عنها‪:‬‬
‫فقلت أف هذا أستأمر أبوي ؟ فإِن أريد ال وسوله والدار الَخرة‪ .‬ث خي نساءه كلهن‪,‬‬
‫فقلن ما قالت عائ شة ر ضي ال عن هن‪ ,‬وأخر جه البخاري وم سلم جيعا عن قتي بة عن‬
‫الليططث عططن الزهري عططن عروة عططن عائشططة رضططي ال عنهططا مثله‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو معاوية‪ ,‬حدثنا العمش عن مسلم بن صبيح عن مسروق‬
‫عن عائ شة ر ضي ال عن ها قالت‪ :‬خي نا ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬فاخترناه‪ ,‬فلم‬
‫يعدها علينا شيئا‪ ,‬أخرجاه من حديث الع مش وقال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو عا مر ع بد‬
‫اللك بن عمرو‪ ,‬حدثنا زكريا بن إِسحاق عن أب الزبي عن جابر رضي ال عنه قال‪ :‬أقبل‬
‫أبو بكر رضي ال عنه يستأذن رسول ال صلى ال عليه وسلم والناس ببابه جلوس‪ ,‬والنب‬
‫صلى ال عليه وسلم جالس فلم يؤذن له‪ ,‬ث أقبل عمر رضي ال عنه‪ ,‬فاستأذن فلم يؤذن‬
‫له‪ ,‬ث أذن ل ب ب كر وع مر ر ضي ال عنه ما‪ ,‬فدخل وال نب صلى ال عل يه و سلم جالس‬
‫وحوله نساؤه‪ ,‬وهو صلى ال عليه وسلم ساكت‪ ,‬فقال عمر رضي ال عنه‪ :‬لكلمن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم لعله يض حك‪ ,‬فقال ع مر رضي ال ع نه‪ :‬يار سول ال لو رأيت ابنة‬
‫ز يد ط امرأة ع مر ط سألتن النف قة آنفا فوجأت عنق ها‪ ,‬فض حك ال نب صلى ال عل يه‬
‫وسلم حت بدت نواجذه وقال‪« :‬هن حول يسألنن النفقة» فقام أبو بكر رضي ال عنه‬
‫إِل عائشة ليضربا‪ ,‬وقام عمر رضي ال عنه إِل حفصة كلها يقولن‪ :‬تسألن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم ما ليس عنده‪ ,‬فنهاها رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فقلن‪ :‬وال لنسأل‬

‫‪637‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم بعد هذا الجلس ما ليس عنده‪ ,‬قال‪ :‬وأنزل ال عز وجل‬
‫اليار‪ ,‬فبدأ بعائشة رضي ال عنها فقال‪« :‬إِن أذكر لك أمرا ما أحب أن تعجلي فيه حت‬
‫تستأمري أبويك» قالت‪ :‬وما هو ؟ قال‪ :‬فتل عليها‪{ :‬ياأيها النب قل لزواجك} الَية‪,‬‬
‫قالت عائشة رضي ال عنها‪ :‬أفيك أستأمر أبوي ؟ بل أختار ال تعال ورسوله‪ ,‬وأسألك‬
‫أن ل تذ كر لمرأة من ن سائك ما اخترت‪ ,‬فقال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬إِن ال تعال ل‬
‫يبعث ن معنفا‪ ,‬ول كن بعث ن معلما مي سرا‪ ,‬ل ت سألن امرأة من هن ع ما اخترت إِل أخبت ا»‬
‫انفرد بإِخرا جه م سلم دون البخاري‪ ,‬فرواه هو والن سائي من حد يث زكر يا بن إِ سحاق‬
‫الكطططططططططططططططططي بطططططططططططططططططه‪.‬‬
‫وقال عبد ال بن المام أحد‪ :‬حدثنا سريج بن يونس‪ ,‬حدثنا علي بن هشام بن البيد‬
‫عن ممد بن عبيد ال بن علي بن أب رافع‪ ,‬عن عثمان بن علي بن السي عن أبيه عن‬
‫علي رضي ال عنه قال‪ :‬إِن رسول ال صلى ال عليه وسلم خي نساءه الدنيا والَخرة ول‬
‫ييهطن الطلق‪ ,‬وهذا منقططع‪ .‬وقطد روي عطن السطن وقتادة وغيهاط نوط ذلك‪ ,‬وهطو‬
‫خلف الظاهطر مطن الَيطة‪ ,‬فإِنطه قال‪{ :‬فتعاليط أمتعكطن وأسطرحكن سطراحا جيلً} أي‬
‫أعطيكطن حقوقكطن وأطلق سطراحكن‪ ,‬وقطد اختلف العلماء فط جواز تزوج غيه لنط لو‬
‫طلق هن على قول ي‪ ,‬أصحهما ن عم لو و قع ليحصل القصود من ال سراح‪ ,‬وال أعلم‪ .‬قال‬
‫عكر مة‪ :‬وكان ت ته يومئذ ت سع ن سوة‪ :‬خ س من قر يش‪ :‬عائ شة وحف صة وأم حبيب‬
‫و سودة وأم سلمة ر ضي ال عن هن‪ ,‬وكا نت تته صلى ال عليه و سلم صفية ب نت ح يي‬
‫النضي ية وميمو نة ب نت الارث اللل ية‪ ,‬وزي نب ب نت ج حش ال سدية‪ ,‬وجوير ية ب نت‬
‫الارث الصطططططلقية‪ ,‬رضططططي ال عنهططططن وأرضاهططططن جيعا‪.‬‬

‫ض ْع َفيْ نِ وَكَا نَ ذَلِ َ‬


‫ك‬ ‫ش ٍة ّمبَّيَنةٍ يُضَاعَ فْ َلهَا الْعَذَا بُ ِ‬‫ت مِنكُ ّن ِبفَاحِ َ‬‫** َينِ سَآ َء الّنبِ يّ مَن َيأْ ِ‬
‫ت مِنكُ نّ للّ ِه وَرَ سُولِ ِه َوَتعْمَلْ صَالِحا ُن ْؤتِهَ طآ أَجْرَهَا مَ ّرَتيْ نِ‬‫عَلَى اللّ ِه يَ سِيا * وَمَن َيقْنُ ْ‬
‫َوأَ ْعتَدْنَططططططططططططططا لَهَططططططططططططططا رِزْقا َكرِيا‬
‫يقول ال تعال واعظا نساء النب صلى ال عليه وسلم الل ت اخترن ال ورسوله والدار‬
‫الَخر‪ ,‬واستقر أمرهن تت رسول ال صلى ال عليه وسلم فناسب أن يبهن بكمهن‬

‫‪638‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وتصيصهن دون سائر النساء بأن من يأت منهن بفاحشة مبينة‪ .‬قال بن عباس رضي ال‬
‫عنهمطا‪ :‬وهطي النشوز وسطوء اللق‪ ,‬وعلى كطل تقديطر فهطو شرط‪ ,‬والشرط ل يقتضطي‬
‫الوقوع كقوله تعال‪{ :‬ولقطد أوحطي إِليطك وإِل الذيطن مطن قبلك لئن أشركطت ليحبططن‬
‫عملك} وكقوله عز و جل‪{ :‬ولو أشركوا ل بط عن هم ما كانوا يعملون} { قل إِن كان‬
‫للرح ن ولد فأ نا أول العابد ين} {لو أراد ال أن يت خذ ولدا ل صطفى م ا يلق ما يشاء‬
‫سبحانه هوال الواحد القهار} فل ما كانت ملتهن رفيعة ناسب أن ي عل الذنب لو و قع‬
‫من هن مغلظا صيانة لناب ن وحجاب ن الرف يع‪ ,‬ولذا قال تعال‪ { :‬من يأن من كن بفاح شة‬
‫مبي نة يضا عف ل ا العذاب ضعف ي} قال مالك عن ز يد بن أ سلم {يضا عف ل ا العذاب‬
‫ضعفي} قال‪ :‬ف الدنيا والَخرة‪ ,‬وعن ابن أب نيح عن ماهد مثله { وكان ذلك على‬
‫ال يسطيا} أي سطهلً هينا‪ ,‬ثط ذكطر عدله وفضله فط قوله‪{ :‬ومطن يقنطت منكطن ل‬
‫ورسوله} أي ويستجب {نؤتا أجرها مرتي وأعتدنا لا رزقا كريا} أي ف النة فإِنن‬
‫ف منازل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ف أعلى العلي ي‪ ,‬فوق منازل ج يع اللئق ف‬
‫الوسطططططيلة التططططط هطططططي أقرب منازل النطططططة إِل العرش‪.‬‬

‫ضعْنَ بِاْل َقوْلِ َفيَطْ َم َع الّذِي فِي َق ْلبِهِ‬


‫خَ‬ ‫ستُنّ َكأَحَ ٍد مّ َن النّسَآءِ إِ ِن اتّ َقْيتُنّ َفلَ َت ْ‬
‫** َينِسَآ َء الّنِبيّ لَ ْ‬
‫ج الْجَاهِِلّي ِة الُوَلىَ َوأَقِمْ نَ‬ ‫ض وَُقلْ نَ َقوْ ًل ّمعْرُوفا * وََقرْ نَ فِي ُبيُوِتكُ ّن وَ َل َتبَرّجْ َن َتبَرّ َ‬ ‫مَرَ ٌ‬
‫ب عَنكُطمُ الرّجْ سَ َأهْلَ‬ ‫صلَ َة وَآتِيَ الزّكَطاةَ َوَأ ِطعْ نَ اللّ َه وَرَ سُولَهُ ِإنّمَا يُرِيدُ اللّ هُ ِليُ ْذهِ َ‬ ‫ال ّ‬
‫الَْبيْ تِ َويُ َطهّرَكُ مْ تَ ْطهِي ططرا * وَاذْكُ ط ْرنَ مَا ُيتْ طَلىَ فِي ُبيُوتِكُ ط ّن مِ ْن آيَا تِ اللّ هِ‬
‫طططططَ لَطِيفا َخبِيا‬ ‫طططططَ كَانط‬ ‫طططططّ اللّهط‬ ‫طططططط َمةِ إِنط‬ ‫حكْطط‬ ‫وَالْ ِ‬
‫هذه آداب أ مر ال تعال ب ا ن ساء ال نب صلى ال عل يه و سلم ون ساء ال مة ت بع ل ن ف‬
‫ذلك‪ ,‬فقال تعال ماطبا لنساء النب صلى ال عليه وسلم بأنن إِذا اتقي ال عز وجل كما‬
‫أمر هن‪ ,‬فإِ نه ل يشبه هن أ حد من الن ساء ول يلحق هن ف الفضيلة والنلة‪ ,‬ث قال تعال‪:‬‬
‫{فل تضعن بالقول} قال السدي وغيه‪ :‬يعن بذلك ترقيق الكلم إِذا خاطب الرجال‪,‬‬
‫ولذا قال تعال‪{ :‬فيط مع الذي ف قل به مرض} أي د غل {وقلن قولً معروفا} قال ا بن‬

‫‪639‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫زيد‪ :‬قولً حسنا جيلً معروفا ف الي‪ ,‬ومعن هذا أنا تاطب الجانب بكلم ليس فيه‬
‫ترخيطططم‪ ,‬أي لتاططططب الرأة الجانطططب كمطططا تاططططب زوجهطططا‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وقرن فط بيوتكطن} أي الزمطن فل ترجطن لغيط حاجطة‪ ,‬ومطن الوائج‬
‫الشرعية الصلة ف السجد بشرطه كما قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ل تنعوا‬
‫إِماء ال مساجد ال وليخرجن وهن تفلت» وف رواية «وبيوتن خي لن»‪ .‬وقال الافظ‬
‫أ بو ب كر البزار‪ :‬حدث نا ح يد بن م سعدة‪ ,‬حدث نا أ بو رجاء الكل ب روح بن ال سيب ث قة‪,‬‬
‫حدثنا ثابت البنان عن أنس رضي ال عنه قال‪ :‬جئن النساء إِل رسول ال فقلن‪ :‬يارسول‬
‫ال ذهطب الرجال بالفضطل والهاد فط سطبيل ال تعال‪ ,‬فمطا لنطا عمطل ندرك بطه عمطل‬
‫الجاهدين ف سبيل ال تعال‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬من قعدت ط أو‬
‫كلمة نوها ط منكن ف بيتها‪ ,‬فإِنا تدرك عمل الجاهدين ف سبيل ال تعال» ث قال‪ :‬ل‬
‫نعلم رواه عطن ثابطت إِل روح بطن السطيب‪ ,‬وهطو رجطل مطن أهطل البصطرة مشهور‪.‬‬
‫وقال البزار أيضا‪ :‬حدثنا ممد الثن‪ ,‬حدثن عمرو بن عاصم‪ ,‬حدثنا هام عن قتادة عن‬
‫مورّق عن أب الحوص عن عبد ال رضي ال عنه‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫«إِن الرأة عورة‪ ,‬فإِذا خرجت استشرفها الشيطان وأقرب ما تكون بروحة ربا وهي ف‬
‫ق عر بيت ها» رواه الترمذي عن بندار عن عمرو بن عا صم به نوه‪ .‬وروى البزار بإِ سناده‬
‫التقدم وأبو داوود أيضا عن النب صلى ال عليه وسلم قال «صلة الرأة ف مدعها أفضل‬
‫من صلتا ف بيتها‪ ,‬وصلتا ف بيتها أفضل من صلتا ف حجرتا» وهذا إِسناد جيد‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ول تبجن تبج الاهل ية الول} قال ما هد‪ :‬كا نت الرأة ترج ت شي‬
‫ب ي يدي الرجال‪ ,‬فذلك تبج الاهل ية‪ .‬وقال قتادة {ول تبجن تبج الاهل ية الول}‬
‫يقول‪ :‬إِذا خرج ت من بيوت كن وكا نت ل ن مش ية وتك سر وتغ نج‪ ,‬فن هى ال تعال عن‬
‫ذلك‪ ,‬وقال مقاتل بن حيان {ول تبجن تبج الاهلية الول} والتبج أنا تلقي المار‬
‫على رأسطها ول تشده‪ ,‬فيواري قلئدهطا وقرطهطا وعنقهطا‪ ,‬ويبدو ذلك كله منهطا‪ ,‬وذلك‬
‫التطططبج‪ ,‬ثططط عمطططت نسطططاء الؤمنيططط فططط التطططبج‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثن ابن زهي‪ ,‬حدثنا موسى بن إساعيل حدثنا داود ابن أب الفرات‪,‬‬
‫حدثنا علي بن أحر عن عكرمة عن ابن عباس رضي ال عنهما قال‪ :‬تل هذه الَية {ول‬

‫‪640‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تبجن تبج الاهلية الول} قال‪ :‬كانت فيما بي نوح وإِدريس‪ ,‬وكانت ألف سنة‪ ,‬وإِن‬
‫بطني من ولد آدم كان أحدها يسكن السهل والَخر يسكن البل‪ ,‬وكان رجال البل‬
‫صباحا‪ ,‬وف النساء دمامة‪ .‬وكان نساء السهل صباحا وف الرجال دمامة‪ ,‬وإِن إِبليس لعنه‬
‫ال أتى رجلً من أهل السهل ف صورة غلم‪ ,‬فآجر نفسه منه فكان يدمه‪ ,‬فاتذ إِبليس‬
‫شيئا من مثل الذي يرمز فيه الرعاء‪ ,‬فجاء فيه بصوت ل يسمع الناس مثله‪ ,‬فبلغ ذلك من‬
‫حوله فانتابوهم يسمعون إِليه‪ ,‬واتذوا عيدا يتمعون إِليه ف السنة‪ ,‬فيتبج النساء للرجال‪,‬‬
‫قال ويتز ين الرجال ل ن‪ ,‬وإِن رجلً من أ هل ال بل ه جم علي هم ف عيد هم ذلك‪ ,‬فرأى‬
‫الن ساء و صباحتهن‪ ,‬فأ تى أ صحابه فأ خبهم بذلك‪ ,‬فتحولوا إِلي هن فنلوا مع هن‪ ,‬وظهرت‬
‫الفاحشططة فيهططن‪ ,‬فهططو قول ال تعال‪{ :‬ول تططبجن تططبج الاهليططة الول}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وأقمن الصلة وآتي الزكاة وأطعن ال ورسوله} ناهن أولً عن الشر ث‬
‫أمر هن بال ي من إِقا مة ال صلة و هي عبادة ال وحده ل شر يك له‪ ,‬وإِيتاء الزكاة و هي‬
‫الح سان إِل الخلوق ي {وأط عن ال ور سوله} وهذا من باب ع طف العام على الاص‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬إِن ا ير يد ال ليذ هب عن كم الر جس أ هل الب يت ويطهر كم تطهيا} وهذا‬
‫نص ف دخول أزواج النب صلى ال عليه وسلم ف أهل البيت ههنا‪ ,‬لنن سبب نزول‬
‫هذه الَيطة وسطبب النول داخطل فيطه قولً واحدا إِمطا وحده على قول أو مطع غيه على‬
‫الصحيح‪ .‬وروى ابن جرير عن عكرمة أنه كان ينادي ف السوق {إِنا يريد ال ليذهب‬
‫عنكم الر جس أهل البيت ويطهر كم تطهيا} نزلت ف نساء النب صلى ال عليه وسلم‬
‫خا صة‪ .‬وهكذا روى ا بن أ ب حا ت قال‪ :‬حدث نا علي بن حرب الو صلي‪ ,‬حدث نا ز يد بن‬
‫البّاب حدث نا ح سي بن وا قد عن يز يد النحوي عن عكر مة عن ا بن عباس ر ضي ال‬
‫عنه ما ف قوله تعال‪{ :‬إن ا ير يد ال ليذ هب عن كم الر جس أ هل الب يت} قال‪ :‬نزلت ف‬
‫نساء النب صلى ال عليه وسلم خاصة‪ .‬وقال عكرمة‪ :‬من شاء باهلته أنا نزلت ف شأن‬
‫نسطاء النطب صطلى ال عليطه وسطلم‪ ,‬فإِن كان الراد أننط كطن سطبب النول دون غيهطن‬
‫فصحيح‪ ,‬وإِن أريد أنن الراد فقط دون غيهن ففيه نظر‪ ,‬فإِنه قد وردت أحاديث تدل‬
‫على أن الراد أعطططططططططططططم مطططططططططططططن ذلك‪:‬‬

‫‪641‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫(الديث الول)‪ :‬قال المام أحد‪ :‬حدثنا عفان‪ ,‬حدثنا حاد‪ ,‬أخبنا علي بن زيد عن‬
‫أنس بن مالك رضي ال عنه قال‪ :‬إِن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان ير بباب فاطمة‬
‫رضي ال عنها ستة أشهر إِذا خرج إِل صلة الفجر يقول‪« :‬الصلة ياأهل البيت‪ ,‬إنا يريد‬
‫ال ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيا» رواه الترمذي عن عبد بن حيد‬
‫عططططططن عفان بططططططه‪ .‬وقال‪ :‬حسططططططن غريططططططب‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن وكيع‪ ,‬حدثنا أبو نعيم‪ ,‬حدثنا يونس عن أب‬
‫إِ سحاق‪ ,‬أ خبن أ بو داود عن أ ب المراء قال‪ :‬راب طت الدي نة سبعة أش هر على ع هد‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم إِذا طلع الفجر‬
‫جاء إِل باب علي وفاطمة رضي ال عنهما‪ ,‬فقال‪« :‬الصلة الصلة‪ ,‬إِنا يريد ال ليذهب‬
‫عن كم الر جس أ هل الب يت ويطهر كم تطهيا» أ بو داود الع مى هو نف يع بن الارث‬
‫كذاب‪.‬‬
‫(حديث آخر) وقال المام أحد أيضا‪ :‬حدثنا ممد بن مصعب‪ ,‬حدثنا الوزاعي‪ ,‬حدثنا‬
‫شداد أبطو عمار قال‪ :‬دخلت على واثلة بطن السطقع رضطي ال عنطه‪ .‬وعنده قوم‪ ,‬فذكروا‬
‫عليا رضي ال عنه فشتموه‪ ,‬فشتمه معهم‪ ,‬فلما قاموا قال ل‪ :‬شتمت هذا الرجل ؟ قلت‪:‬‬
‫قد شتموه فشتم ته مع هم‪ ,‬أل أ خبكم ب ا رأ يت من ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ؟‬
‫قلت‪ :‬بلى ‪ ,‬قال‪ :‬أت يت فاط مة ر ضي ال عن ها أ سألا عن علي ر ضي ال ع نه‪ ,‬فقالت‪:‬‬
‫توجه إِل رسول ال صلى ال عليه وسلم فجلست أنتظره حت جاء رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ومعه علي وحسن وحسي رضي ال عنهم‪ ,‬آخذ كل واح ٍد منهما بيده حت‬
‫دخل فأدن عليا وفاطمة رضي ال عنهما‪ ,‬وأجلسهما بي يديه‪ ,‬وأجلس حسنا وحسينا‬
‫ر ضي ال عنه ما كل وا حد من ها على فخذه‪ ,‬ث لف علي هم ثو به أو قال ك ساءه‪ ,‬ث تل‬
‫صلى ال عليه وسلم هذه الَية {إنا يريد ال ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم‬
‫ططق»‪.‬‬ ‫طط أحط‬ ‫ططل بيتط‬ ‫طط‪ ,‬وأهط‬ ‫ططل بيتط‬ ‫ططم هؤلء أهط‬ ‫تطهيا} وقال‪« :‬اللهط‬
‫وقد رواه أبو جعفر بن جرير عن عبد الكري بن أب عمي عن الوليد بن مسلم‪ ,‬عن أب‬
‫عمرو الوزاعي بسنده نوه‪ ,‬زاد ف آخره قال واثلة رضي ال عنه‪ :‬فقلت وأنا ط يارسول‬
‫ال صلى ال عل يك ط من أهلك ؟ قال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬وأ نت من أهلي» قال‬

‫‪642‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫واثلة رضي ال عنه‪ :‬وإِنا من أرجى ماأرتي‪ ,‬ث رواه أيضا عن عبد العلى بن واصل عن‬
‫الفضل بن دكي‪ ,‬عن عبد السلم بن حرب عن كلثوم الحارب عن شداد بن أب عمار‬
‫قال‪ :‬إِنط لالس عنطد واثلة بطن السطقع رضطي ال عنطه‪ ,‬إِذ ذكروا عليا رضطي ال عنطه‬
‫فشتموه‪ ,‬فل ما قاموا قال‪ :‬اجلس ح ت أ خبك عن هذا الذي شتموه ِإ ن ع ند ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم إِذ جاء علي وفاطمة وحسن وحسي رضي ال عنهم‪ ,‬فألقى صلى‬
‫ال عليه وسلم عليهم كساء له ث قال لم‪« :‬الل هم هؤلء أهل بي ت‪ ,‬اللهم أذهب عن هم‬
‫الرجس وطهرهم تطهيا» قلت‪ :‬يارسول ال وأنا ؟ قال صلى ال عليه وسلم‪« :‬وأنت»‬
‫قال‪ :‬فوال إِناطططططططط لوثططططططططق عمططططططططل عندي‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد ال بن ني‪ ,‬حدثنا عبد اللك بن أب سليمان‬
‫عن عطاء بن أب رباح‪ ,‬حدثن من سع أم سلمة رضي ال عنها تذكر أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم كان ف بيتها‪ ,‬فأتته فاطمة رضي ال عنها ببمة فيها خزيرة‪ ,‬فدخلت عليه با‬
‫فقال صلى ال عليه وسلم لا‪« :‬ادعي زوجك وابنيك» قالت‪ :‬فجاء علي وحسن وحسي‬
‫رضي ال عنهم‪ ,‬فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الزيرة وهو على منامة له‪ ,‬وكان‬
‫تته صلى ال عليه وسلم كساء خيبي‪ ,‬قالت‪ :‬وأنا ف الجرة أصلي‪ ,‬فأنزل ال عز وجل‬
‫هذه الَية {إنا يريد ال ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيا} قالت رضي‬
‫ال عنها‪ :‬فأخذ صلى ال عليه وسلم فضل الكساء فغطاهم به‪ ,‬ث أخرج يده فألوى با إِل‬
‫السماء ث قال‪« :‬اللهم هؤلء أهل بيت وخاصت‪ ,‬فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيا»‬
‫قالت‪ :‬فأدخلت رأسطي البيطت‪ ,‬فقلت‪ :‬وأنطا معكطم يارسطول ال ؟ فقال صطلى ال عليطه‬
‫و سلم‪« :‬إِ نك إِل خ ي‪ ,‬إِ نك إِل خ ي» ف إِ سناده من ل ي سم و هو ش يخ عطاء‪ ,‬وبق ية‬
‫رجاله ثقات‪.‬‬
‫(طر يق أخرى) قال ا بن جر ير‪ :‬حدث نا أ بو كر يب‪ ,‬حدث نا م صعب بن القداد‪ ,‬حدث نا‬
‫سعيد بن زر ب عن م مد بن سيين عن أ ب هريرة عن أم سلمة ر ضي ال عن ها قالت‪:‬‬
‫جاءت فاطمة رضي ال عنها إِل رسول ال صلى ال عليه وسلم ببمة لا قد صنعت فيها‬
‫عصيدة‪ ,‬تملها على طبق‪ ,‬فوضعتها بي يديه صلى ال عليه وسلم فقال‪« :‬أين ابن عمك‬
‫وابناك ؟» فقالت رضي ال عنها ف البيت‪ ,‬فقال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ادعيهم» فجاءت‬

‫‪643‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إِل علي رضي ال عنه فقالت‪ :‬أجب رسول ال صلى ال عليه وسلم أنت وابناك‪ ,‬قالت‬
‫أم سلمة رضي ال عنها‪ :‬فلما رآهم مقبلي مد صلى ال عليه وسلم يده إِل كساء كان‬
‫على النامة‪ ,‬فمده وبسطه وأجلسهم عليه ث أخذ بأطراف الكساء الربعة بشماله‪ ,‬فضمه‬
‫فوق رؤو سهم‪ ,‬وأو مأ بيده اليم ن إِل ر به فقال «الل هم هؤلء أ هل بي ت‪ ,‬فأذ هب عن هم‬
‫الرجطططططططططططططس وطهرهطططططططططططططم تطهيا»‪.‬‬
‫(طريق أخرى) قال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن حيد حدثنا عبد ال بن عبد القدوس‪ ,‬عن‬
‫العمش عن حكيم بن سعد قال‪ :‬ذكرنا علي بن أب طالب رضي ال عنه عند أم سلمة‬
‫ر ضي ال عن ها فقالت‪ :‬ف بي ت نزلت {إن ا ير يد ال ليذ هب عن كم الر جس أ هل الب يت‬
‫ويطهر كم تطهيا} قالت أم سلمة‪ :‬جاء ر سول ال صلى ال عل يه و سلم إِل بي ت فقال‪:‬‬
‫«لتأذن لحد» فجاءت فاطمة رضي ال عنها‪ ,‬فلم أستطع أن أحجبها عن أبيها‪ ,‬ث جاء‬
‫السن رضي ال عنه‪ ,‬فلم أستطع أن أمنعه أن يدخل على جده وأمه‪ ,‬ث جاء السي فلم‬
‫أستطع أن أحجبه عن جده صلى ال عليه وسلم وأمه رضي ال عنها ث جاء علي رضي‬
‫ال عنه‪ ,‬فلم أستطع أن أحجبه‪ ,‬فاجتمعوا فجللهم رسول ال صلى ال عليه وسلم بكساء‬
‫كان عليه‪ ,‬ث قال‪« :‬هؤلء أهل بيت‪ ,‬فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيا» فنلت هذه‬
‫الَ ية ح ي اجتمعوا على الب ساط‪ ,‬قالت‪ :‬فقلت‪ :‬يار سول ال وأ نا ؟ قالت‪ :‬فوال ماأن عم‪,‬‬
‫وقال‪« :‬إِنططططططططططططططك إِل خيطططططططططططططط»‪.‬‬
‫(طريق أخرى) قال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن جعفر‪ ,‬حدثنا عوف عن أب العدل عن‬
‫عط ية الطفاوي عن أب يه قال‪ :‬إِن أم سلمة ر ضي ال عن ها حدث ته قالت‪ :‬بين ما ر سول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم‪ :‬ف بي ت يوما إِذ قالت الادم‪ :‬إِن فاط مة وعليا ر ضي ال عنه ما‬
‫بال سدة‪ ,‬قالت‪ :‬فقال ل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «قو مي فتن حي عن أ هل بي ت»‬
‫قالت‪ :‬فقمت فتنحيت ف البيت قريبا‪ ,‬فدخل علي وفاطمة ومعهما السن والسي رضي‬
‫ال عنهم‪ ,‬وها صبيان صغيان‪ ,‬فأخذ الصبيي فوضعهما ف حجره فقبلهما‪ ,‬واعتنق عليا‬
‫ر ضي ال ع نه بإِحدى يد يه‪ ,‬وفاط مة ر ضي ال عن ها بال يد الخرى‪ ,‬وق بل فاط مة وق بل‬
‫عليا‪ :‬وأغدق عليهم خيصة سوداء‪ ,‬وقال «اللهم إِليك ل إِل النار أنا وأهل بيت» قالت‪:‬‬
‫فقلت وأنططا يارسططول ال ؟ فقال صططلى ال عليططه وسططلم‪« :‬وأنططت»‪.‬‬

‫‪644‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫(طريق أخرى) قال ابن جرير‪ :‬حدثنا أبو كريب حدثنا السن بن عطية‪ ,‬حدثنا فضيل‬
‫بن مرزوق عن عطية عن أب سعيد عن أم سلمة رضي ال عنها قالت‪ :‬إِن هذه الَية نزلت‬
‫ف بيت {إنا يريد ال ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيا} قالت‪ :‬وأنا‬
‫جالسة على باب البيت‪ ,‬فقلت‪ :‬يارسول ال ألست من أهل البيت ؟ فقال صلى ال عليه‬
‫و سلم‪« :‬إِ نك إِل خ ي‪ ,‬أ نت من أزواج ال نب صلى ال عل يه و سلم» قالت‪ :‬و ف الب يت‬
‫رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم وعلي وفاطمطة والسطن والسطي رضطي ال عنهطم‪.‬‬
‫(طريق أخرى) رواها ابن جرير أيضا عن أب كريب عن وكيع عن عبد الميد بن برام‬
‫ططا‪.‬‬ ‫ططي ال عنهط‬ ‫ططلمة رضط‬ ‫ططن أم سط‬‫ططب عط‬ ‫ططن حوشط‬ ‫ططر بط‬ ‫ططن شهط‬ ‫عط‬
‫(طريق أخرى) قال ابن جرير‪ :‬حدثنا أبو كريب حدثنا خالد بن ملد‪ ,‬حدثن موسى بن‬
‫يعقوب‪ ,‬حدثن هاشم بن هاشم بن عتبة بن أب وقاص‪ ,‬عن عبد ال بن وهب بن زمعة‬
‫قال‪ :‬أخبتن أم سلمة رضي ال عنها قالت‪ :‬إِن رسول ال صلى ال عليه وسلم جع عليا‬
‫وفاطمة والسن والسي رضي ال عنهم‪ ,‬ث أدخلهم تت ثوبه‪ ,‬ث جأر إِل ال عز وجل‬
‫ث قال‪« :‬هؤلء أ هل بي ت» قالت أم سلمة ر ضي ال عن ها‪ :‬فقلت يار سول ال أدخل ن‬
‫معهطططم‪ ,‬فقال صطططلى ال عليطططه وسطططلم‪« :‬أنطططت مطططن أهلي»‪.‬‬
‫(طريق أخرى) رواها ابن جرير أيضا عن أحد بن ممد الطوسي‪ ,‬عن عبد الرحن بن‬
‫صال‪ ,‬عن ممد بن سليمان الصبهان‪ ,‬عن يي بن عبيد الكي عن عطاء ‪ ,‬عن عمر بن‬
‫أبططط سطططلمة عطططن أمطططه رضطططي ال عنهطططا بنحطططو ذلك‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال ابن جرير‪ :‬حدثنا وكيع ممد بن بشي عن زكريا عن مصعب بن‬
‫شيبة عن صفية بنت شيبة قالت‪ :‬قالت عائشة رضي ال عنها‪ :‬خرج النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ذات غداة وعليه مر طٌ مرحل من شعر أسود‪ ,‬فجاء السن رضي ال عنه فأدخله‬
‫معه‪ ,‬ث جاء السي فأدخله معه ث جاءت فاطمة فأدخلها معه ث جاء علي رضي ال عنه‬
‫فأدخله معه‪ ,‬ث قال صلى ال عليه وسلم‪{ :‬إنا يريد ال ليذهب عنكم الرجس أهل البيت‬
‫ويطهركطم تطهيا} رواه مسطلم عطن أبط بكطر بطن أبط شيبطة عطن ممطد بطن بشطر بطه‪.‬‬
‫(طريق أخرى) قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا سريج بن يونس أبو الارث‪ ,‬حدثنا‬
‫ممد بن يزيد عن العوام يعن ابن حوشب رضي ال عنه عن عم له قال‪ :‬دخلت مع أب‬

‫‪645‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫على عائشة رضي ال عنها فسألتها عن علي رضي ال عنه‪ ,‬فقالت رضي ال عنها‪ :‬تسألن‬
‫عن رجل من أحب الناس إِل رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وكانت تته ابنته وأحب‬
‫الناس إِليه ؟ لقد رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم دعا عليا وفاطمة وحسنا وحسينا‬
‫رضي ال عنهم‪ ,‬فألقى عليهم ثوبا فقال‪« :‬اللهم هؤلء أهل بيت‪ ,‬فأذهب عنهم الرجس‬
‫وطهر هم تطهيا» قالت‪ :‬فدنوت من هم فقلت‪ :‬يار سول ال‪ ,‬وأ نا من أ هل بي تك ؟ فقال‬
‫صطططلى ال عليطططه وسطططلم‪« :‬تنحطططي فإِنطططك على خيططط»‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن الثن‪ ,‬حدثنا بكر بن يي بن زبان العني‪,‬‬
‫حدثنا مندل عن العمش عن عطية عن أب سعيد رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم «نزلت هذه الَ ية ف خ سة‪ :‬فّ و ف علي وح سن وح سي وفاط مة {إن ا‬
‫ير يد ال ليذ هب عن كم الر جس أ هل الب يت ويطهر كم تطهيا}» قد تقدم أن فض يل بن‬
‫مرزوق رواه عن عطية عن أب سعيد عن أم سلمة رضي ال عنها كما تقدم‪ ,‬وروى ابن‬
‫أ ب حا ت من حد يث هارون بن سعد العجلي عن عط ية عن أ ب سعيد ر ضي ال ع نه‬
‫موقوفا‪ ,‬وال سطططططططططططططططططططططططبحانه وتعال أعلم‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن الثن‪ ,‬حدثنا أبو بكر النفي‪ ,‬حدثنا بكي بن‬
‫مسمار قال‪ :‬سعت عامر بن سعد رضي ال عنه قال‪ :‬قال سعد رضي ال عنه‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم حي نزل عليه الوحي‪ ,‬فأخذ عليا وابنيه وفاطمة رضي ال عنهم‪,‬‬
‫طط»‪.‬‬ ‫ططل بيتط‬ ‫طط قال‪« :‬رب هؤلء أهلي وأهط‬ ‫ططه ثط‬ ‫طط ثوبط‬‫ططم تتط‬ ‫فأدخلهط‬
‫(حديث آخر) وقال مسلم ف صحيحه‪ :‬حدثن زهي بن حرب وشجاع بن ملد‪ ,‬عن‬
‫ابن علية‪ ,‬قال زهي‪ :‬حدثنا إِساعيل بن إِبراهيم‪ ,‬حدثن أبو حيان حدثن يزيد بن حبان‬
‫قال‪ :‬انطلقت أنا وحصي بن سبة وعمر بن مسلمة إِل زيد بن أرقم رضي ال عنه‪ ,‬فلما‬
‫جلسنا إِل يه قال له حصي‪ :‬ل قد لق يت ياز يد خيا كثيا رأيت ر سول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم وسعت حديثه‪ ,‬وغزوت معه‪ ,‬وصليت خلفه‪ ,‬لقد لقيت يا زيد خيا كثيا‪ .‬حدثنا‬
‫يا ز يد ما سعت من ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪ :‬ياا بن أ خي وال ل قد كبت‬
‫سن‪ ,‬وقدم عهدي‪ ,‬ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول ال صلى ال عليه وسلم‪,‬‬
‫فما حدثتكم فاقبلوا‪ ,‬ومال فل تكلفونيه‪ ,‬ث قال‪ :‬قام فينا رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫‪646‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يوما خطيبا باء يدعى خا‪ ,‬بي مكة والدينة‪ ,‬فحمد ال تعال وأثن عليه‪ ,‬ووعظ وذكر‬
‫ث قال‪« :‬أما بعد‪ ,‬أل أيها الناس فإِنا أنا بشر يوشك أن يأتين رسول رب فأجيب‪ ,‬وأنا‬
‫تارك فيكططم ثقليطط‪ :‬أولمططا كتاب ال تعال‪ ,‬فيططه الدى والنور فخذوا بكتاب ال‬
‫واستمسكوا به» فحث على كتاب ال عز وجل ورغب فيه‪ ,‬ث قال «وأهل بيت أذكركم‬
‫ال ف أهل بيت‪ ,‬أذكركم ال ف أهل بيت» ثلثا‪ ,‬فقال له حصي‪ :‬ومن أهل بيته يازيد ؟‬
‫أليس نساؤه من أهل بيته ؟ قال‪ :‬نساؤه من أهل بيته‪ ,‬ولكن أهل بيته من حرم الصدقة‬
‫بعده‪ ,‬قال‪ :‬ومطن هطم ؟ قال‪ :‬هطم آل علي وآل عقيطل وآل جعفطر وآل العباس رضطي ال‬
‫عنهططططم‪ ,‬قال‪ :‬كططططل هؤلء حرم الصططططدقة بعده ؟ قال‪ :‬نعططططم‪.‬‬
‫ث رواه عن ممد بن بكار بن الريان عن حسان بن إِبراهيم عن سعيد بن مسروق عن‬
‫يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم رضي ال عنه‪ ,‬فذكر الديث بنحو ما تقدم‪ ,‬وفيه فقلت‬
‫له‪ :‬من أهل بيته نساؤه ؟ قال‪ :‬ل‪ ,‬واي ال إِن الرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر‪ ,‬ث‬
‫يطلقهطا فترجطع إِل أبيهطا‪ ,,‬أهطل بيتطه أصطله وعصطبته الذيطن حرموا الصطدقة بعده‪.‬‬
‫هكذا وقع ف هذه الرواية‪ ,‬والول أول والخذ با أحرى‪ .‬وهذه الثانية تتمل أنه أراد‬
‫تفسي الهل الذكورين ف الديث الذي رواه‪ ,‬إِنا الراد بم آله الذين حرموا الصدقة‪ ,‬أو‬
‫أ نه ل يس الراد بال هل الزواج ف قط‪ ,‬بل هم مع آله‪ ,‬وهذا الحتمال أر جح جعا بينه ما‬
‫وب ي الروا ية ال ت قبل ها‪ ,‬وجعا أيضا ب ي القرآن والحاد يث التقد مة إِن صحت‪ ,‬فإِن ف‬
‫بعض أسانيدها نظرا‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬ث الذي ل شك فيه من تدبر القرآن أن نساء النب صلى‬
‫ال عليه وسلم داخلت ف قوله تعال‪{ :‬إنا يريد ال ليذهب عنكم الرجس أهل البيت‬
‫ويطهركم تطهيا} فإِن سياق الكلم معهن‪ ,‬ولذا قال تعال بعد هذا كله‪{ :‬واذكرن ما‬
‫يتلى ف بيوتكن من آيات ال والكمة} أي واعملن با ينل ال تبارك وتعال على رسوله‬
‫صلى ال عليه وسلم ف بيوتكن من الكتاب والسنة‪ ,‬قاله قتادة وغي واحد‪ ,‬واذكرن هذه‬
‫النع مة ال ت خ صصت ب ا من ب ي الناس‪ ,‬أن الو حي ينل ف بيوت كن دون سائر الناس‪,‬‬
‫وعائ شة ال صديقة ب نت ال صديق ر ضي ال عنه ما أول هن بذه النع مة‪ ,‬وأحظا هن بذه‬
‫الغني مة‪ ,‬وأخ صهن من هذه الرح ة العمي مة‪ ,‬فإِ نه ل ينل على ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم الوحي ف فراش امرأة سواها‪ ,‬كما نص على ذلك صلوات ال وسلمه عليه‪ .‬قال‬

‫‪647‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بعض العلماء رحه ال‪ :‬لنه ل يتزوج بكرا سواها‪ ,‬ول ينم معها رجل ف فراشها سواه‬
‫صلى ال عليه وسلم ورضي ال عنها‪ ,‬فناسب أن تصص بذه الزية‪ ,‬وأن تفرد بذه الرتبة‬
‫العل يا‪ ,‬ول كن إِذا كان أزوا جه من أ هل بي ته‪ ,‬فقراب ته أ حق بذه الت سمية‪ ,‬ك ما تقدم ف‬
‫الديث «وأهل بيت أحق»‪ .‬وهذا مايشبه ماثبت ف صحيح مسلم أن رسول ال صلى ال‬
‫عليطه وسطلم لاط سطئل عطن السطجد الذي أسطس على التقوى مطن أول يوم‪ ,‬فقال‪« :‬هطو‬
‫م سجدي هذا» فهذا من هذا القب يل‪ ,‬فإِن الَ ية إِن ا نزلت ف م سجد قباء ك ما ورد ف‬
‫الحاديث الخر‪ ,‬ولكن إِذا كان ذاك أسس على التقوى من أول يوم‪ ,‬فمسجد رسول ال‬
‫صططططلى ال عليططططه وسططططلم أول بتسططططميته بذلك‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقد قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أبو الوليد‪ ,‬حدثنا أبو عوانة عن حصي بن عبد‬
‫الرح ن عن أ ب جيلة قال‪ :‬إِن ال سن بن علي ر ضي ال عنه ما ا ستخلف ح ي ق تل علي‬
‫رضي ال عنهما‪ ,‬قال‪ :‬فبينما هو يصلي إِذ وثب عليه رجل فطعنه بنجره‪ ,‬وزعم حصي‬
‫أنه بلغه أن الذي طعنه رجل من بن أسد‪ ,‬وحسن رضي ال عنه ساجد‪ .‬قال‪ :‬فيزعمون‬
‫أن الطعنة وقعت ف وركه‪ ,‬فمرض منها أشهرا ث برأ‪ ,‬فقعد على النب فقال‪ :‬ياأهل العراق‬
‫اتقوا ال فينا‪ ,‬فإِنا أمراؤكم وضيفانكم‪ ,‬ونن أهل البيت الذي قال ال تعال‪{ :‬إنا يريد‬
‫ال ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيا} قال فما زال يقولا حت ما بقي‬
‫أحطططططد فططططط السطططططجد إِل وهطططططو ينططططط بكاءً‪.‬‬
‫وقال السدي عن أب الديلم قال‪ :‬قال علي بن السي رضي ال عنهما لرجل من الشام‪:‬‬
‫أما قرأت ف الحزاب {إنا يريد ال ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيا}‬
‫؟ فقال‪ :‬نعم‪ ,‬ولنتم هم ؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬إِن ال كان لطيفا خبيا} أي بلطفه‬
‫بكن‪ ,‬بلغت هذه النلة‪ ,‬وببته بكن وأنكن أهل لذلك أعطاكن ذلك وخصكن بذلك‪.‬‬
‫قال ابن جرير رحه ال‪ :‬واذكرن نعمة ال عليكن بأن جعلكن ف بيوت تتلى فيها آيات‬
‫ال والكمطة‪ ,‬فاشكرن ال تعال على ذلك واحدنطه {إِن ال كان لطيفا خطبيا} أي ذا‬
‫لطف بكن‪ ,‬إِذ جعلكن ف البيوت الت تتلى فيها آيات ال والكمة‪ ,‬وهي السنة‪ .‬خبيا‬
‫بكن إِذ اختاركن لرسوله وقال قتادة {واذكرن مايتلى ف بيوتكن من آيات ال والكمة}‬
‫قال‪ :‬ي ت علي هن بذلك‪ ,‬رواه ا بن جر ير‪ .‬وقال عط ية العو ف ف قوله تعال‪{ :‬إِن ال كان‬

‫‪648‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لطيفا خبيا} يعن لطيفا باستخراجها خبيا بوضعها‪ ,‬رواه ابن أب حات‪ ,‬ث قال‪ :‬وكذا‬
‫روي عطططططن الربيطططططع بطططططن أنطططططس عطططططن قتادة‪.‬‬

‫َاتط وَالصطّادِقِ َ‬
‫ي‬ ‫َاتط وَاْلقَانِتِيَ وَالْقَاِنت ِ‬
‫ت وَالْ ُم ْؤمِنِيَ وَالْ ُمؤْ ِمن ِ‬
‫ُسطِلمَا ِ‬
‫ي وَالْم ْ‬ ‫ُسطلِ ِم َ‬
‫ِنط الْم ْ‬
‫** إ ّ‬
‫ي وَالْ ُمتَ صَدّقَاتِ‬
‫ت وَالْ ُمتَ صَدّقِ َ‬
‫ت وَالْخَا ِشعِيَ وَالْخَا ِشعَا ِ‬ ‫ت وَال صّابِرِي َن وَال صّابِرَا ِ‬‫وَال صّادِقَا ِ‬
‫ّهط َكثِيا‬
‫ت وَالذّاكِططرِينَ الل َ‬ ‫ُمط وَالْحَافِططظَا ِ‬
‫ي والصطّائِمَاتِ وَالْحَاِفظِيَ ُفرُو َجه ْ‬ ‫والصطّائِمِ َ‬
‫وَالذّاكِرَاتططططططِ َأعَدّ اللّهططططططُ لَهُططططططم ّم ْغفِ َرةً َوأَجْرا عَظِيما‬
‫قال المام أح د‪ :‬حدثنا عفان‪ :‬حدثنا عبد الواحد بن زياد‪ ,‬حدثنا عثمان بن حك يم‪,‬‬
‫حدثنا عبد الرحن بن شيبة قال‪ :‬سعت أم سلمة رضي ال عنها زوج النب صلى ال عليه‬
‫وسلم تقول‪ :‬قلت للنب صلى ال عليه وسلم مالنا ل نذكر ف القرآن كما يذكر الرجال ؟‬
‫قالت‪ :‬فلم يرعن منه ذات يوم إِل ونداؤه على النب‪ ,‬وأنا أسرح شعري‪ ,‬فلففت شعري ث‬
‫خر جت إِل حجر ت حجرة بي ت‪ ,‬فجعلت سعي ع ند الر يد فإِذا هو يقول ع ند ال نب‬
‫«ياأيها الناس إِن ال تعال يقول‪{ :‬إِن ال سلمي والسلمات والؤمني والؤمنات}» إِل‬
‫آ خر الَ ية‪ ,‬وهكذا رواه الن سائي وا بن جر ير من حد يث ع بد الوا حد بن زياد به مثله‪.‬‬
‫(طريق أخرى عنها) قال النسائي أيضا‪ :‬حدثنا ممد بن حات‪ ,‬حدثنا سويد‪ ,‬أخبنا عبد‬
‫ال بن شريك عن ممد بن عمرو عن أب سلمة عن أم سلمة رضي ال عنها‪ ,‬أنا قالت‬
‫للنطب صطلى ال عليطه وسطلم‪ :‬يانطب ال مال أسطع الرجال يذكرون فط القرآن والنسطاء‬
‫ليذكرون ؟ فأنزل ال تعال‪{ :‬إن ال سلمي وال سلمات والؤمن ي والؤمنات} و قد رواه‬
‫ابن جرير عن أب كريب عن أب معاوية‪ ,‬عن ممد بن عمرو عن أب سلمة أن يي بن‬
‫عبد الرحن بن حاطب حدثه عن أم سلمة رضي ال عنها قالت‪ :‬قلت‪ :‬يارسول ال يذكر‬
‫الرجال ولنذكطططر‪ ,‬فأنزل ال تعال‪{ :‬إن السطططلمي والسطططلمات} الَيطططة‪.‬‬
‫(طريق أخرى) قال سفيان الثوري عن ابن أب نيح عن ماهد قال‪ :‬قالت أم سلمة‬
‫رضطي ال عنهطا‪ :‬يارسطول ال يذكطر الرجال ولنذكطر‪ ,‬فأنزل ال تعال‪{ :‬إن السطلمي‬
‫والسطططططططططططططططلمات} الَيطططططططططططططططة‪.‬‬

‫‪649‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫(حديث آخر) قال ابن جرير‪ :‬حدثنا أبو كريب قال‪ :‬حدثنا سيار بن مظاهر العني‪,‬‬
‫حدثنا أبو كدينة يي بن الهلب عن قابوس بن أب ظبيان عن أبيه عن ابن عباس رضي ال‬
‫عنهما قال‪ :‬قال النساء للنب صلى ال عليه وسلم‪ :‬ماله يذكر الؤمني وليذكر الؤمنات ؟‬
‫فأنزل ل تعال‪{ :‬إن السلمي والسلمات} الَية‪ ,‬وحدثنا بشر حدثنا يزيد‪ ,‬حدثنا سعيد‬
‫عن قتادة قال‪ :‬د خل ن ساء على ن ساء ال نب صلى ال عل يه و سلم فقلن‪ :‬قد ذكر كن ال‬
‫تعال فط القرآن ول نذكطر بشيطء أمطا فينطا مايذكطر ؟ فأنزل ال تعال‪{ :‬إن السطلمي‬
‫والسطلمات} الَيطة‪ ,‬فقوله تعال‪{ :‬إن السطلمي والسطلمات والؤمنيط والؤمنات} دليطل‬
‫على أن اليان غ ي ال سلم‪ ,‬و هو أ خص م نه لقوله تعال‪{ :‬قالت العراب آم نا قل ل‬
‫تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولا يدخل اليان ف قلوبكم}‪ .‬وف الصحيحي «ل يزن الزان‬
‫حي يزن وهو مؤمن» فيسلبه اليان وليلزم من ذلك كفره بإِجاع السلمي‪ ,‬فدل على‬
‫أنططططه أخططططص منططططه كمططططا قررناه أولً فطططط شرح البخاري‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬والقانتي والقانتات} القنوت هو الطاعة ف سكون {أمن هو قانت آناء‬
‫الليل ساجدا وقائما يذر الَخرة ويرجو رحة ربه} وقال تعال‪{ :‬وله من ف السموات‬
‫والرض كل له قانتون} {يامري اقنت لربك واسجدي واركعي مع الراكعي} {وقوموا‬
‫ل قانتيط} فالسطلم بعده مرتبطة يرتقطي إِليهطا وهطو اليان‪ ,‬ثط القنوت ناشىء عنهمطا‬
‫{والصادقي والصادقات} هذا ف القوال‪ ,‬فإِن الصدق خصلة ممودة ولذا كان بعض‬
‫الصحابة رضي ال عنهم ل ترب عليهم كذبة ل ف الاهلية ول ف السلم‪ ,‬وهو علمة‬
‫على اليان‪),‬ك ما أن الكذب أمارة على النفاق‪ ,‬و من صدق ن ا‪« ,‬علي كم بال صدق فإِن‬
‫الصدق يهدي إِل الب‪ ,‬وإِن الب يهدي إِل النة‪ ,‬وإِياكم والكذب‪ ,‬فإِن الكذب يهدي إِل‬
‫الفجور‪ ,‬وإِن الفجور يهدي إِل النار‪ ,‬ول يزال الرجطل يصطدق ويتحرى الصطدق حتط‬
‫يك تب ع ند ال صديقا‪ ,‬ول يزال الر جل يكذب ويتحرى الكذب ح ت يك تب ع ند ال‬
‫كذابا»‪.‬‬
‫والحاديث فيه كثية جدا‪{ ,‬والصابرين والصابرات} هذه سجية الثبات‪ ,‬وهي الصب‬
‫على ال صائب‪ ,‬والعلم بأن القدر كائن ل مالة وتل قي ذلك بال صب ع ند ال صدمة الول‪,‬‬
‫أي أ صعبه ف أول وهلة‪ ,‬ث مابعده أ سهل م نه و هو صدق ال سجية وثبات ا {والاشع ي‬

‫‪650‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والاشعات} الشوع‪ :‬السطكون والطمأنينطة‪ ,‬والتؤدة والوقار‪ ,‬والتواضطع‪ ,‬والامطل عليطه‬
‫الوف من ال تعال ومراقبته‪ ,‬كما ف الديث «اعبد ال كأنك تراه فإِن ل تكن تراه فإِنه‬
‫يراك» {والتصطدقي والتصطدقات} الصطدقة هطي الحسطان إِل الناس الحاويطج الضعفاء‬
‫الذين ل كسب لم ول كاسب يعطون من فضول الموال طاعة ل وإِحسانا إِل خلقه‪.‬‬
‫وقد ثبت ف الصحيحي «سبعة يظلهم ال ف ظله يوم ل ظل إِل ظله ط فذكر منهم ط‬
‫ور جل ت صدق ب صدقة فأخفا ها ح ت لتعلم شاله ما تن فق يي نه» و ف الد يث الَ خر‬
‫«والصدقة تطفىء الطيئة كما يطفىء الاء النار»‪ .‬والحاديث ف الث عليها كثية جدا‬
‫له مو ضع بذا ته {وال صائمي وال صائمات} و ف الد يث الذي رواه ا بن ما جه «وال صوم‬
‫زكاة البدن» أي يزكيه ويطهره وينقيه من الخلط الرديئة طبعا وشرعا‪ ,‬كما قال سعيد‬
‫بن جبي‪ :‬من صام رمضان وثل ثة أيام من كل ش هر د خل ف قوله تعال‪{ :‬وال صائمي‬
‫وال صائمات} ول ا كان ال صوم من أ كب العون على ك سر الشهوة‪ ,‬ك ما قال ر سول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم‪« :‬يامع شر الشباب من ا ستطاع من كم الباءة فليتزوج‪ ,‬فإِ نه أ غض‬
‫للبصر وأحصن للفرج‪ ,‬ومن ل يستطع فعليه بالصوم فإِنه له وجاء» ناسب أن يذكر بعده‬
‫{والافظ ي فروج هم والافظات} أي عن الحارم والآ ث إِل عن الباح ك ما قال عز‬
‫وجل‪{ :‬والذين هم لفروجهم حافظون إِل على أزواجهم أو ما ملكت أيانم فإِنم غي‬
‫ملوميطططط فمططططن ابتغططططى وراء ذلك فأولئك هططططم العادون}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬والذاكر ين ال كثيا والذاكرات} قال ابن أ ب حا ت‪ :‬حدثنا أ ب‪ ,‬حدث نا‬
‫هشام بن عبيد ال‪ ,‬حدثنا ممد بن جابر عن علي بن القمر عن الغر أب مسلم‪ ,‬عن أب‬
‫سعيد الدري ر ضي ال ع نه قال‪ :‬إِن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬إِذاأي قظ‬
‫الرجل امرأته من الليل فصليا ركعتي كُتبا تلك الليلة من الذاكرين ال كثيُا والذاكرات»‬
‫وقد رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث العمش عن الغر أب مسلم عن أب‬
‫سعيد وأب هريرة رضي ال عنهما عن النب صلى ال عليه وسلم بثله‪ .‬وقال المام أحد‪:‬‬
‫حدثنا حسن‪ ,‬حدثنا ابن ليعة‪ ,‬حدثنا دراج عن أب اليثم عن أب سعيد الدري رضي ال‬
‫ع نه أ نه قال‪ :‬قلت يار سول ال أي العباد أف ضل در جة ع ند ال تعال يوم القيا مة ؟ قال‬
‫صطلى ال عليطه وسطلم‪« :‬الذاكرون ال كثيا والذاكرات» قال‪ :‬قلت يارسطول ال ومطن‬

‫‪651‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الغازي ف سبيل ال تعال ؟ قال‪« :‬لو ضرب ب سيفه ف الكفار والشرك ي ح ت ينك سر‬
‫ويتخضطططططب دما‪ ,‬لكان الذاكرون ال تعال أفضطططططل منطططططه»‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عفان‪ ,‬حدثنا عبد الرحن بن إِبراهيم عن العلء عن أبيه عن‬
‫أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يسي ف طريق مكة‪,‬‬
‫فأتى على جدان فقال «هذا جدان سيوا فقد سبق الفردون» قالوا‪ :‬وما الفردون ؟ قال‬
‫صطلى ال عليطه وسطلم «الذاكرون ال كثيا والذاكرات» ثط قال صطلى ال عليطه وسطلم‬
‫«الل هم اغ فر للمحلق ي» قالوا‪ :‬والق صرين ؟ قال صلى ال عل يه و سلم «الل هم اغ فر‬
‫للمحلق ي» قالو‪ ,‬والق صرين ؟ قال‪« :‬والق صرين» تفرد به من هذا الو جه ورواه م سلم‬
‫دون آخره‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا حجي بن الثن‪ ,‬حدثنا عبد العزيز بن أب سلمة عن زياد مول‬
‫عبد ال بن عياش بن أب ربيعة قال‪ :‬إِنه بلغن عن معاذ بن جبل رضي ال عنه أنه قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «ماعمل آدمي عملً قط أنى له من عذاب ال تعال‬
‫من ذ كر ال عز و جل» وقال معاذ ر ضي ال ع نه‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫«أل أخبكم بي أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها ف درجاتكم وخي لكم من‬
‫تعاطي الذهب والفضة‪ ,‬ومن أن تلقوا عدوكم غدا فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟»‬
‫طل»‪.‬‬ ‫طز وجط‬ ‫طر ال عط‬ ‫طلم «ذكط‬ ‫طه وسط‬‫طلى ال عليط‬‫طول ال‪ ,‬قال صط‬ ‫قالوا‪ :‬بلى يارسط‬
‫وقال المام أح د‪ :‬حدث نا ح سن‪ ,‬حدث نا ا بن لي عة‪ ,‬حدث نا زبان بن فائد عن سهل بن‬
‫معاذ بن أنس الهن عن أبيه رضي ال عنه‪ ,‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬إِن‬
‫ل سطأله فقال‪ :‬أي الجاهديطن أعظطم أجرا يارسطول ال ؟ قال صطلى ال عليطه وسطلم‬ ‫رج ً‬
‫«أكثر هم ل تعال ذكرا» قال‪ :‬فأي ال صائمي أك ثر أجرا ؟ قال صلى ال عل يه و سلم‬
‫«أكثرهم ل عز وجل ذكرا» ث ذكر الصلة والزكاة والج والصدقة‪ .‬كل ذلك يقول‬
‫رسول ال «أكثرهم ل ذكرا» فقال أبو بكر لعمر رضي ال عنهما‪ :‬ذهب الذاكرون بكل‬
‫خيط‪ ,‬فقال رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم «أجطل»‪ .‬وسطنذكر إِن شاء ال تعال بقيطة‬
‫الحاد يث الواردة ف كثرة الذ كر ع ند قوله تعال ف هذه ال سورة {ياأي ها الذ ين آمنوا‬
‫اذكروا ال ذكرا كثيا وسطبحوه بكرة وأصطيلً} الَيطة‪ ,‬إِن شاء ال تعال‪ .‬وقوله تعال‪:‬‬

‫‪652‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{أعد ال لم مغفرة وأجرا عظيما} خب عن هؤلء الذكورين كلهم أي أن ال تعال قد‬
‫أعططد لمطط أي هيططأ لمطط مغفرة منططه لذنوبمطط وأجرا عظيما وهططو النططة‪.‬‬

‫خيَ َرةُ مِنْ َأمْ ِرهِمْ‬


‫** َومَا كَانَ لِ ُم ْؤمِ ٍن وَلَ ُم ْؤ ِمَنةٍ ِإذَا َقضَى اللّ ُه وَرَسُولُهُ َأمْرا أَن يَكُونَ َلهُمُ الْ ِ‬
‫ضلَ ًل ّمبِينا‬ ‫ط وَرَسطططططُولَهُ َف َقدْ ضَلّ َ‬ ‫وَمَطططططن َيعْصطططططِ اللّهطططط َ‬
‫قال العو ف عن ا بن عباس ر ضي ال عنه ما قوله تعال‪{ :‬و ما كان لؤ من ول مؤم نة}‬
‫الَية‪ ,‬وذلك أن رسول ال صلى ال عليه و سلم انطلق ليخطب على فتاه زيد بن حارثة‬
‫رضي ال عنه‪ ,‬فدخل على زينب بنت جحش السدية رضي ال عنها فخطبها‪ ,‬فقالت‪:‬‬
‫لست بناكحته‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «بلى فانكحيه» قالت‪ :‬يارسول ال‬
‫أؤا مر ف نف سي ؟ فبين ما ه ا يتحدثان أنزل ال هذه الَ ية على ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم‪{ :‬وما كان لؤمن ول مؤمنة إِذا قضى ال ورسوله أمرا} الَية‪ ,‬قالت‪ :‬قد رضيته ل‬
‫يار سول ال منكحا ؟ قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬ن عم» قالت‪ :‬إِذا ل أع صي‬
‫رسطططول ال صطططلى ال عليطططه وسطططلم قطططد أنكحتطططه نفسطططي‪.‬‬
‫وقال ابن ليعة عن ابن أب عمرة عن عكرمة عن ابن عباس رضي ال عنهما قال‪ :‬خطب‬
‫رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم زينطب بنطت جحطش لزيطد بطن حارثطة رضطي ال عنطه‬
‫فا ستنكفت م نه وقالت‪ :‬أ نا خ ي م نه ح سبا‪ ,‬وكا نت امرأة في ها حدة‪ ,‬فأنزل ال تعال‪:‬‬
‫{وما كان لؤمن ول مؤمنة} الَية كلها‪ ,‬وهكذا قال ماهد وقتادة ومقاتل بن حيان أنا‬
‫نزلت ف زينب بنت جحش رضي ال عنها حي خطبها رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫على موله زيد بن حارثة رضي ال عنه‪ ,‬فامتنعت ث أجابت‪ .‬وقال عبد الرحن بن زيد‬
‫بن أ سلم‪ :‬نزلت ف أم كلثوم ب نت عق بة بن أ ب مع يط ر ضي ال عن ها وكا نت أول من‬
‫ها جر من الن ساء‪ ,‬يع ن ب عد صلح الديب ية‪ ,‬فوه بت نف سها لل نب صلى ال عل يه و سلم‪,‬‬
‫فقال‪ :‬قد قبلت‪ ,‬فزوجها زيد بن حارثة رضي ال عنه ط بعد فراقه زينب‪ ,‬فسخطت هي‬
‫وأخوها وقال‪ :‬إِنا أردنا رسول ال صلى ال عليه وسلم فزوجنا عبده‪ ,‬قال‪ :‬فنل القرآن‬
‫{وما كان لؤمن ول مؤمنة إِذا قضى ال ورسوله أمرا} إِل آخر الَية‪ ,‬قال‪ :‬وجاء أمر‬
‫أجعط مطن هذا {النطب أول بالؤمنيط مطن أنفسطهم} قال‪ :‬فذاك خاص وهذا أجعط‪.‬‬

‫‪653‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ,‬أخبنا معمر عن ثابت البنان عن أنس رضي ال‬
‫ع نه‪ ,‬قال‪ :‬خ طب ال نب صلى ال عل يه و سلم على جل يبيب امرأة من الن صار إِل أبي ها‪,‬‬
‫فقال‪ :‬حت أستأمر أمها‪ ,‬فقال النب صلى ال عليه وسلم «فنعم إِذا» قال‪ :‬فانطلق الرجل‬
‫إِل امرأته فذكر ذلك لا‪ ,‬قالت‪ :‬لها ال ذا ماوجد رسول ال صلى ال عليه وسلم إِل‬
‫جليبيبا وقد منعناها من فلن وفلن‪ ,‬قال‪ :‬والارية ف سترها تسمع‪ ,‬قال‪ :‬فانطلق الرجل‬
‫ير يد أن ي ب ر سول ال صلى ال عل يه و سلم بذلك‪ ,‬فقالت الار ية‪ :‬أتريدون أن تردوا‬
‫على رسول ال صلى ال عليه وسلم أمره‪ ,‬إِن كان قد رضيه لكم فأنكحوه‪ ,‬قال‪ :‬فكأنا‬
‫جلت عن أبويها‪ ,‬وقال‪ :‬صدقت فذهب أبوها إِل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪:‬‬
‫إِن كنت رضيته فقد رضيناه‪ ,‬قال صلى ال عليه وسلم «فإِن قد رضيته» قال‪ :‬فزوجها‪,‬‬
‫ث فزع أهل الدينة فركب جليبيب‪ ,‬فوجدوه قد قتل وحوله ناس من الشركي قد قتلهم‪,‬‬
‫طة‪.‬‬‫طت بالدينط‬ ‫طق بيط‬‫طا وإِنا ط لن ط أنفط‬
‫طد رأيتهط‬ ‫طه‪ :‬فلقط‬
‫طي ال عنط‬‫طس رضط‬ ‫قال أنط‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عفان‪ ,‬حدثنا حاد يعن ابن سلمة عن ثابت عن كنانة بن نعيم‬
‫العدوي‪ ,‬عطن أبط برزة السطلمي قال‪ :‬إِن جليطبيبا كان امرأ يدخطل على النسطاء يرط بنط‬
‫ويلعب هن‪ ,‬فقلت لمرأ ت‪ :‬ل يدخلن اليوم علي كن جل يبيبا فإِ نه إِن د خل علي كن لفعلن‬
‫ولفعلن‪ ,‬قالت‪ :‬وكا نت الن صار إِذا كان لحد هم أ ي ل يزوج ها ح ت يعلم هل لل نب‬
‫صلى ال عليه وسلم فيها حاجة أم ل‪ ,‬فقال النب صلى ال عليه وسلم لرجل من النصار‬
‫«زوجن ابنتك» قال‪ :‬نعم وكرامة يارسول ال ونعمة عي‪ ,‬فقال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫«إِنط لسطت أريدهطا لنفسطي» قال‪ :‬فلمطن يارسطول ال ؟ قال صطلى ال عليطه وسطلم‬
‫«لليبيب» فقال‪ :‬يارسول ال أشاور أمها‪ ,‬فأتى أمها‪ ,‬فقال‪ :‬رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يطب ابنتك ؟ فقالت‪ :‬نعم ونعمة عي‪ ,‬فقال‪ :‬إِنه ليس يطبها لنفسه إِنا يطبها‬
‫لليبيب‪ ,‬فقالت‪ :‬أجليبيب إنيه أجليبيب إنيه ؟ أل لعمر ال ل نزوجه‪ ,‬فلما أراد أن يقوم‬
‫ليأ ت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم في خبه ب ا قالت أم ها‪ ,‬قالت الار ية‪ :‬من خطب ن‬
‫إِليكم ؟ فأخبتا أمها‪ ,‬قالت‪ :‬أتردون على رسول ال صلى ال عليه وسلم أمره ؟ ادفعون‬
‫إِليه‪ ,‬فإِنه لن يضيعن‪ ,‬فانطلق أبوها إِل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬شأنك با‬
‫فزوج ها جل يبيبا‪ ,‬قال‪ :‬فخرج ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ف غزوة له‪ ,‬فل ما أفاء ال‬

‫‪654‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عل يه قال ل صحابه ر ضي ال عن هم « هل تفقدون من أ حد» ؟ قالوا‪ :‬نف قد فلنا ونف قد‬
‫فلنا‪ ,‬قال صلى ال عل يه و سلم «انظروا هل تفقدون من أ حد» قالوا‪ :‬ل‪ .‬قال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪« :‬لكنن أفقد جليبيبا» قال صلى ال عليه وسلم «فاطلبوه ف القتلى» فطلبوه‬
‫فوجدوه إِل جنب سبعة قد قتلهم ث قتلوه‪ ,‬فقالوا‪ :‬يارسول ال هاهوذا إِل جنب سبعة قد‬
‫قتلهم ث قتلوه‪ ,‬فأتاه رسول ال صلى ال عليه وسلم فقام عليه فقال «قتل سبعة وقتلوه‪,‬‬
‫هذا من وأنا منه» مرتي أو ثلثا‪ ,‬ث وضعه رسول ال صلى ال عليه وسلم على ساعديه‬
‫وحفر له ماله سرير إِل ساعد النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬ث وضعه ف قبه ول يذكر أنه‬
‫غ سله ر ضي ال ع نه‪ ,‬قال ثا بت ر ضي ال ع نه‪ :‬ف ما كان ف الن صار أ ي أن فق من ها‪.‬‬
‫وحديث إِسحاق بن عبد ال بن أب طلحة ثابتا‪ :‬هل تعلم ما دعا لا رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ؟ فقال‪ :‬قال «اللهم صب عليها الي صبا ول تعل عيشها كدا» وكذا كان‪,‬‬
‫ف ما كان ف الن صار أ ي أن فق من ها‪ ,‬هكذا أورده المام أح د بطوله‪ ,‬وأخرج م نه م سلم‬
‫والن سائي ف الفضائل ق صة قتله‪ .‬وذ كر الا فظ أ بو ع مر بن ع بد الب ف ال ستيعاب أن‬
‫الار ية ل ا قالت ف خدر ها‪ :‬أتردون على ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أمره ؟ نزلت‬
‫هذه الَية {وما كان لؤمن ول مؤمنة إِذا قضى ال ورسوله أمرا أن يكون لم الية من‬
‫طططططططططططططططططططططططططططططططططم}‪.‬‬ ‫أمرهط‬
‫وقال ا بن جر يج‪ :‬أ خبن عا مر بن م صعب عن طاوس قال‪ :‬إِ نه سأل ا بن عباس عن‬
‫ركعت ي بعد الع صر فنهاه‪ ,‬وقرأ ابن عباس رضي ال عنه {و ما كان لؤمن ول مؤمنة إِذا‬
‫قضى ال ورسوله أمرا أن يكون لم الية من أمرهم} فهذه الَية عامة ف جيع المور‪,‬‬
‫وذلك أ نه إِذا ح كم ال ور سوله بش يء فل يس ل حد مالف ته‪ ,‬ول اختيار ل حد ه نا‪ ,‬ول‬
‫رأي ول قول‪ ,‬ك ما قال تبارك وتعال‪{ :‬فل ور بك ليؤمنون ح ت يكموك في ما ش جر‬
‫بينهم ث ل يدوا ف أنفسهم حرجا ما قضيت ويسلموا تسليما} وف الديث «والذي‬
‫نف سي بيده ل يؤ من أحد كم ح ت يكون هواه تبعا ل ا جئت به» ولذا شدد ف خلف‬
‫ذلك‪ ,‬فقال {ومطن يعطص ال ورسطوله فقطد ضطل ضللً مطبينا} كقوله تعال‪{ :‬فليحذر‬
‫الذيططن يالفون عططن أمره أن تصططيبهم فتنططة أو يصططيبهم عذاب أليططم}‪.‬‬

‫‪655‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫خفِي‬
‫ك وَاتّ قِ اللّ َه َوتُ ْ‬
‫ك عََليْ كَ َزوْجَ َ‬ ‫ت عََليْ هِ َأمْ سِ ْ‬ ‫** َوإِ ْذ َتقُولُ لِّلذِ يَ أَنعَ مَ اللّ ُه عََليْ ِه َوَأْنعَمْ َ‬
‫ضىَ َزيْ ٌد ّمْنهَا َوطَرا‬ ‫س وَاللّ هُ أَحَ قّ أَن َتخْشَا هُ فََلمّا َق َ‬ ‫ك مَا اللّ ُه ُمبْدِي ِه َوتَخْشَى النّا َ‬ ‫فِي ِنفْ سِ َ‬
‫ض ْواْ ِمْنهُ نّ َوطَرا‬
‫َزوّ ْجنَا َكهَا ِلكَ يْ َل َيكُو َن عَلَى الْ ُم ْؤمِنِيَ َحرَ جٌ فِ يَ أَ ْزوَا جِ َأ ْدعِيَآِئهِ مْ إِذَا َق َ‬
‫ط َم ْفعُولً‬
‫وَكَانططططططططططططططَ َأمْرُ اللّهططططططططططططط ِ‬
‫يقول تعال مبا عن نبيه صلى ال عليه وسلم أنه قال لوله زيد بن حارثة رضي ال‬
‫عنه وهو الذي أنعم ال عليه أي بالسلم ومتابعة الرسول صلى ال عليه وسلم {وأنعمت‬
‫عليه} أي بالعتق من الرق‪ ,‬وكان سيدا كبي الشأن جليل القدر حبيبا إِل النب صلى ال‬
‫عل يه و سلم يقال له ال ب‪ ,‬ويقال لب نه أ سامة ال ب بن ال ب‪ ,‬قالت عائ شة ر ضي ال‬
‫عن ها‪ :‬ما بع ثه ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ف سرية إِل أمره علي هم‪ ,‬ولو عاش بعده‬
‫ل ستخلفه‪ ,‬رواه المام أح د عن سعيد بن م مد الوراق وم مد بن عب يد عن وائل بن‬
‫ططططططا‪.‬‬ ‫ططططططي عنهط‬ ‫ططططططد ال البهط‬ ‫ططططططن عبط‬ ‫داوود عط‬
‫وقال البزار‪ :‬حدث نا خالد بن يو سف‪ ,‬حدث نا أ بو عوا نة‪ ,‬ح وحدث نا م مد بن مع مر‪,‬‬
‫حدثنا أبو داود حدثنا أبو عوانة‪ ,‬أخبن عمر بن أب سلمة عن أبيه قال‪ :‬حدثن أسامة بن‬
‫زيد رضي ال عنهما قال‪ :‬كنت ف السجد فأتان العباس وعلي بن أب طالب رضي ال‬
‫عنهما‪ :‬فقال‪ :‬ياأسامة استأذن لنا على رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬فأتيت رسول‬
‫ال صطلى ال عليطه وسطلم فأخطبته فقلت‪ :‬علي والعباس يسطتأذنان‪ ,‬فقال صطلى ال عليطه‬
‫وسلم‪« :‬أتدري ما حاجتهما ؟» قلت‪ :‬ل يارسول ال‪ ,‬قال صلى ال عليه وسلم‪« :‬لكن‬
‫أدري» قال‪ :‬فأذن لمطا‪ ,‬قال‪ :‬يارسطول ال جئناك لتخبنطا أي أهلك أحطب إِليطك ؟ قال‬
‫صلى ال عليه وسلم «أحب أهلي إِل فاطمة بنت ممد» قال‪ :‬يارسول ال ما نسألك عن‬
‫فاطمة‪ ,‬قال صلى ال عليه وسلم «فأسامة بن زيد بن حارثة الذي أنعم ال عليه وأنعمت‬
‫عل يه» وكان ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قد زو جه باب نة عم ته زي نب ب نت ج حش‬
‫ال سدية ر ضي ال عن ها‪ ,‬وأم ها أمي مة ب نت ع بد الطلب‪ ,‬وأ صدقها عشرة دنان ي و ستي‬
‫درها‪ ,‬وخارا وملحفة ودرعا‪ ,‬وخسي مدا من طعام وعشرة أمداد من تر‪ ,‬قاله مقاتل‬
‫بن حيان‪ ,‬فم كث عنده قريبا من سنة أو فوق ها‪ ,‬ث و قع بينه ما‪ ,‬فجاء ز يد يشكو ها إِل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فجعل رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول له‪« :‬أمسك‬

‫‪656‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عل يك زو جك وا تق ال» قال ال تعال‪{ :‬وت في ف نف سك ما ال مبد يه وت شى الناس‬
‫وال أحق أن تشاه} ذكر ابن أب حات وابن جرير ههنا آثارا عن بعض السلف رضي ال‬
‫عنهططم‪ ,‬أحببنططا أن نضرب عنهططا صططفحا لعدم صططحتها فل نوردهططا‪.‬‬
‫و قد روى المام أح د هه نا أيضا حديثا من روا ية حاد بن ز يد عن ثا بت‪ ,‬عن أ نس‬
‫رضي ال عنه فيه غرابة تركنا سياقه أيضا‪ .‬وقد روى البخاري أيضا بعضه متصرا فقال‪:‬‬
‫حدثنا ممد بن عبد الرحيم‪ ,‬حدثنا معلى بن منصور عن حاد بن زيد‪ ,‬حدثنا ثابت عن‬
‫أنس بن مالك رضي ال عنه قال‪ :‬إِن هذه الَية {وتفي ف نفسك ما ال مبديه} نزلت‬
‫ف زيد‪ ,‬حدثنا ثا بت عن أنس بن مالك رضي ال عنه‪ .‬قال‪ :‬إن هذه الَية {وت في ف‬
‫نفسك ما ال مبديه} نزلت ف شأن زينب بنت حجش وزيد بن حارثة رضي ال عنهما‪.‬‬
‫قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا علي بن هاشم مرزوق‪ ,‬حدثنا ابن عيينة عن علي بن‬
‫ز يد بن جدعان قال‪ :‬سألن علي بن ال سي ر ضي ال عنه ما ما يقول ال سن ف قوله‬
‫تعال‪{ :‬وتفي ف نفسك ما ال مبديه} فذكرت له‪ ,‬فقال‪ :‬ل ولكن ال تعال أعلم نبيه‬
‫أنا ستكون من أزواجه قبل أن يتزوجها‪ ,‬فلما أتاه زيد رضي ال عنه ليشكوها إِليه قال‪:‬‬
‫«اتق ال وأمسك عليك زوجك» فقال‪ :‬قد أخبتك أن مزوجكها وتفي ف نفسك ما‬
‫ال مبديطططه‪ .‬وهكذا روي عطططن السطططدي أنطططه قال نوططط ذلك‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا إِسحاق بن شاهي‪ ,‬حدثن خالد عن داود عن عامر عن عائشة‬
‫ر ضي ال عن ها أن ا قالت‪ :‬لو ك تم م مد صلى ال عل يه و سلم شيئا م ا أو حي إِل يه من‬
‫كتاب ال تعال لكتم {وتفي ف نفسك ما ال مبديه وتشى الناس وال أحق أن تشاه}‬
‫وقوله تعال‪{ :‬فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها} الوطر هو الاجة والرب‪ ,‬أي لا‬
‫فرغ من ها وفارق ها زوجناك ها‪ ,‬وكان الذي ول تزوي ها م نه هو ال عز و جل بع ن أ نه‬
‫أوحطى إِليطه أن يدخطل عليهطا بل ول ول عقطد ولمهطر ول شهود مطن البشطر‪.‬‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا هاشم يعن ابن القاسم‪ ,‬أخبنا النضر‪ ,‬حدثنا سليمان بن الغية‬
‫عن ثابت عن أنس رضي ال عنه قال‪ :‬لا انقضت عدة زينب رضي ال عنها قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم لزيد بن حارثة «اذهب فاذكرها علي» فانطلق حت أتاها وهي‬
‫تمر عجينها‪ ,‬قال‪ :‬فلما رأيتها عظمت ف صدري حت ما أستطيع أن أنظر إِليها وأقول‬

‫‪657‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إِن رسول ال صلى ال عليه وسلم ذكرها‪ ,‬فوليتها ظهري ونكصت على عقب‪ ,‬وقلت‪:‬‬
‫يازينب أبشري أرسلن رسول ال صلى ال عليه وسلم يذكرك‪ ,‬قالت‪ :‬ما أنا بصانعة شيئا‬
‫حت أؤامر رب عز وجل‪ ,‬فقامت إِل مسجدها‪ ,‬ونزل القرآن‪ ,‬وجاء رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فدخل عليها بغي إِذن‪ ,‬ولقد رأيتنا حي دخلت على رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم وأطعم نا علي ها ال بز والل حم‪ ,‬فخرج الناس وب قي رجال يتحدثون ف الب يت ب عد‬
‫الطعام‪ ,‬فخرج رسول ال صلى ال عليه وسلم واتبعته‪ ,‬فجعل صلى ال عليه وسلم يتتبع‬
‫حجر نسائه يسلم عليهن ويقلن‪ :‬يارسول ال كيف وجدت أهلك ؟ فما أدري أنا أخبته‬
‫أن القوم قد خرجوا أو أخب‪ ,‬فانطلق حت دخل البيت فذهبت أدخل معه‪ ,‬فألقى الستر‬
‫بين وبينه‪ ,‬ونزل الجاب ووعظ القوم با وعظوا به {ل تدخلوا بيوت النب إِل أن يؤذن‬
‫لكطم} الَيطة كلهطا‪ ,‬ورواه مسطلم والنسطائي مطن طرق عطن سطليمان بطن الغية بطه‪.‬‬
‫و قد روى البخاري رح ه ال عن أ نس بن مالك ر ضي ال ع نه قال‪ :‬إِن زي نب ب نت‬
‫جحش رضي ال عنها كانت تفخر على أزواج النب فتقول‪ :‬زوجكن أهاليكن وزوجن‬
‫ال تعال من فوق سبع سوات‪ ,‬وقد قدمنا ف سورة النور عن ممد بن عبد ال بن جحش‬
‫قال‪ :‬تفاخرت زي نب وعائ شة ر ضي ال عنه ما‪ ,‬فقالت زي نب ر ضي ال عن ها‪ :‬أ نا الذي‬
‫نزل تزويي من السماء‪ ,‬وقالت عائشة رضي ال عنها‪ :‬أنا الت نزل عذري من السماء‪,‬‬
‫فاعتر فت ل ا زي نب ر ضي ال عن ها‪ .‬وقال ا بن جر ير‪ :‬حدث نا ا بن ح يد حدث نا جر ير عن‬
‫الغية عن الشعب قال‪ :‬كانت زينب رضي ال عنها تقول للنب صلى ال عليه وسلم إِن‬
‫لدل عليطك بثلث‪ ,‬ومطا مطن نسطائك امرأة تدل بنط‪ :‬إِن جدي وجدك واحطد‪ ,‬وإِنط‬
‫أنكحنيطك ال عطز وجطل مطن السطماء‪ ,‬وإِن السطفي جبيطل عليطه الصطلة والسطلم‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬لكيل يكون على الؤمنيط حرج فط أزواج أدعيائهطم إِذا قضوا منهطن‬
‫وطرا} أي إِن ا أب نا لك تزوي ها‪ ,‬وفعل نا ذلك لئل يب قى حرج على الؤمن ي ف تزو يج‬
‫مطلقات الدعياء‪ ,‬وذلك أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان قبل النبوة قد تبن زيد‬
‫بن حار ثة ر ضي ال ع نه‪ ,‬فكان يقول له ز يد بن م مد‪ ,‬فل ما ق طع ال تعال هذه الن سبة‬
‫بقوله تعال‪{ :‬و ما ج عل أدعياء كم أبناء كم ط إِل قوله تعال ط ادعو هم لَبائ هم هو‬
‫أقسط عند ال} ث زاد ذلك بيانا وتأكيدا بوقوع تزويج رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫‪658‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بزي نب ب نت ج حش ر ضي ال عن ها‪ ,‬ل ا طلق ها ز يد بن حار ثة ر ضي ال ع نه‪ ,‬ولذا قال‬
‫تعال ف آية التحري {وحلئل أبنائكم الذين من أصلبكم} ليحترز من البن الدعي‪ ,‬فإِن‬
‫ذلك كان كثيا في هم‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وكان أ مر ال مفعولً} أي وكان هذا المطر الذي‬
‫وقع قد قدره ال تعال وحتمه وهو كائن لمالة‪ ,‬كانت زينب رضي ال عنها ف علم ال‬
‫طططلم‪.‬‬ ‫طططه وسط‬ ‫طططلى ال عليط‬ ‫طططب صط‬ ‫طططن أزواج النط‬ ‫طططتصي مط‬ ‫سط‬

‫** مّا كَا َن عَلَى الّنبِ ّي مِ نْ َحرَ جٍ فِيمَا فَرَضَ اللّهُ لَهُ ُسّنةَ اللّهِ فِي الّذِي نَ َخَلوْْا مِن َقبْ ُل وَكَانَ‬
‫َأمْرُ اللّهططططططططططططططططططططططططططططِ قَدَرا ّمقْدُورا‬
‫يقول تعال‪{ :‬ماكان على النب من حرج فيما فرض ال له} أي فيما أحل له وأمره به‬
‫من تزو يج زي نب ر ضي ال عن ها ال ت طلق ها دع يه ز يد بن حار ثة ر ضي ال ع نه‪ .‬وقوله‬
‫تعال‪{ :‬سنة ال ف الذين خلوا من قبل} أي هذا حكم ال تعال ف النبياء قبله ل يكن‬
‫ليأمر هم بش يء وعلي هم ف ذلك حرج‪ ,‬وهذا رد على من تو هم من النافق ي نق صا ف‬
‫تزويهط امرأة زيطد موله ودعيطه الذي كان قطد تبناه {وكان أمطر ال قدرا مقدورا} أي‬
‫وكان أمره الذي يقدره كائنا ل مالة وواقعا ل ميد عنه ول معدل‪ ,‬فما شاء كان وما ل‬
‫يشططططططططططططططططأ ل يكططططططططططططططططن‪.‬‬

‫شوْ نَ أَحَدا إِلّ اللّ هَ وَكَ َف َى بِاللّ هِ حَ سِيبا *‬


‫ش ْونَ هُ وَ َل يَخْ َ‬
‫** الّذِي َن يُبَّلغُو نَ رِ سَالَتِ اللّ ِه َويَخْ َ‬
‫حمّدٌ َأبَآ أَ َح ٍد مّن ّرجَاِلكُ ْم وَلَـكِن رّ سُولَ اللّ ِه وَخَاتَ َم الّنِبيّيَ وَكَا نَ اللّ ُه ِبكُلّ‬ ‫مّا كَا نَ مُ َ‬
‫َشيْءٍ عَلِيما‬

‫يدح تبارك وتعال {الذيطن يبلغون رسطالت ال} أي إل خلقطه ويؤدوناط بأماناتاط‬
‫{ويشو نه} أي يافو نه ول يافون أحدا سواه‪ ,‬فل تنع هم سطوة أ حد عن إِبلغ‬
‫ر سالت ال تعال {وك فى بال ح سيبا} أي وك فى بال نا صرا ومعينا‪ ,‬و سيد الناس ف‬
‫هذا القام بل و ف كل مقام م مد ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فإِ نه قام بأداء الر سالة‬

‫‪659‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وإِبلغها إِل أهل الشارق والغارب إِل جيع أنواع بن آدم‪ ,‬وأظهر ال تعال كلمته ودينه‬
‫وشر عه على ج يع الديان والشرائع‪ ,‬فإِ نه قد كان ال نب قبله إِن ا يب عث إِل قو مه خا صة‪,‬‬
‫وأما هو صلى ال عليه وسلم فإِنه بعث إِل جيع اللق عربم وعجمهم {قل ياأيها الناس‬
‫إِن رسول ال إِليكم جيعا} ث ورث مقام البلغ عنه أمته من بعده‪ ,‬فكان أعلى من قام‬
‫با بعده أصحابه رضي ال عنهم‪ ,‬بلغوا عنه كما أمرهم به ف جيع أقواله وأفعاله وأحواله‪,‬‬
‫ف ليله وناره‪ ,‬وحضره وسفره‪ ,‬وسره وعلنيته‪ ,‬فرضي ال عنهم وأرضاهم ث ورثه كل‬
‫خلف عطن سطلفهم إِل زماننطا هذا‪ ,‬فبنورهطم يقتدي الهتدون‪ ,‬وعلى منهجهطم يسطلك‬
‫الوفقون‪ ,‬فنسطططأل ال الكريططط النان أن يعلنطططا مطططن خلفهطططم‪.‬‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا ابن ني‪ ,‬أخبنا العمش عن عمرو بن مرة عن أب البختري عن‬
‫أ ب سعيد الدري ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬ل يقرن‬
‫أحد كم نف سه أن يرى أ مر ال ف يه مقال ث ل يقوله‪ ,‬فيقول ال ما ين عك أن تقول ف يه ؟‬
‫فيقول رب خشيت الناس‪ ,‬فيقول‪ :‬فأنا أحق أن يشى» ورواه أيضا عن عبد الرزاق عن‬
‫الثوري عن زبيد عن عمرو بن مرة‪ .‬ورواه ابن ماجه عن أب كريب عن عبد ال بن ني‬
‫وأبطططط معاويططططة كلهاطططط عططططن العمططططش بططططه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ما كان ممد أبا أحد من رجالكم} نى أن يقال بعد هذا زيد بن ممد‪,‬‬
‫أي ل يكن أباه وإِن كان قد تبناه‪ ,‬فإنه صلى ال عليه وسلم ل يعش له ولد ذكر حت بلغ‬
‫اللم فإِنه صلى ال عليه وسلم ولد له القاسم والطيب والطاهر من خدية رضي ال عنها‪,‬‬
‫فماتوا صغارا وولد له صلى ال عليه وسلم إبراهيم من مارية القبطية‪ ,‬فمات أيضا رضيعا‪,‬‬
‫وكان له صلى ال عل يه و سلم من خدي ة أر بع بنات‪ :‬زي نب ورق ية وأم كلثوم وفاط مة‬
‫ر ضي ال عن هم أجع ي‪ ,‬فمات ف حيا ته صلى ال عل يه و سلم ثلث‪ ,‬وتأخرت فاط مة‬
‫رضطي ال عنهطا حتط أصطيبت بطه صطلى ال عليطه وسطلم‪ ,‬ثط ماتطت بعده لسطتة أشهطر‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ول كن ر سول ال وخا ت ال نبيي وكان ال ب كل ش يء عليما} كقوله عز‬
‫وجل‪{ :‬ال أعلم حيث يعل رسالته} فهذه الَية نص ف أنه لنب بعده‪ ,‬وإِذا كان لنب‬
‫بعده فل ر سول بعده بالطر يق الول والحرى‪ ,‬لن مقام الر سالة أ خص من مقام النبوة‪,‬‬
‫فإِن كل رسول نب ول ينعكس‪ ,‬وبذلك وردت الحاديث التواترة عن رسول ال صلى‬

‫‪660‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال عليه وسلم من حديث جاعة من الصحابة رضي ال عنهم‪ .‬قال المام أحد‪ :‬حدثنا‬
‫أبو عامر الزدي‪ ,‬حدثنا زهي بن ممد عن عبد ال بن ممد بن عقيل‪ ,‬عن الطفيل بن أب‬
‫بن كعب عن أب يه رضي ال عنه‪ ,‬عن ال نب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬مثلي ف النبيي‬
‫كمثل رجل بن دارا فأحسنها وأكملها‪ ,‬وترك فيها موضع لبنة ل يضعها‪ ,‬فجعل الناس‬
‫يطوفون بالبنيان ويعجبون م نه ويقولون‪ :‬لو ت مو ضع هذه اللب نه‪ ,‬فأ نا ف ال نبيي مو ضع‬
‫تلك اللب نة» ورواه الترمذي عن بندار عن أ ب عا مر العقدي به‪ ,‬وقال ح سن صحيح‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا عفان‪ ,‬حدثنا عبد الواحد بن زياد‪ ,‬حدثنا الختار‬
‫بن فلفل‪ ,‬حدثنا أنس بن مالك رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫«إِن الرسالة والنبوة قد انقطعت فل رسول بعد ول نب» قال‪ :‬فشق ذلك على الناس‪,‬‬
‫فقال‪« :‬ول كن البشرات» قالوا‪ :‬يار سول ال و ما البشرات ؟ قال‪« :‬رؤ يا الر جل ال سلم‪,‬‬
‫و هي جزء من أجزاء النبوة» وهكذا رواه الترمذي عن ال سن بن م مد الزعفرا ن عن‬
‫عفان بطن مسطلم بطه‪ ,‬وقال‪ :‬صطحيح غريطب مطن حديطث الختار بطن فلفطل‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال أبو داود الطيالسي‪ :‬حدثنا سليم بن حيان عن سعيد بن ميناء عن‬
‫جابر بن ع بد ال ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬مثلي وم ثل‬
‫ال نبياء كم ثل ر جل ب ن دارا فأكمل ها وأح سنها إِل مو ضع لب نة‪ ,‬فكان من دخل ها فن ظر‬
‫إِليها قال‪ :‬ما أحسنها إِل موضع هذه اللبنة‪ ,‬فأنا موضع اللبنة ختم ب النبياء عليهم الصلة‬
‫والسطلم» ورواه البخاري ومسطلم والترمذي مطن طرق عطن سطليم بطن حيان بطه‪ ,‬وقال‬
‫طططططه‪.‬‬ ‫طططططن هذا الوجط‬ ‫طططططب مط‬ ‫طططططحيح غريط‬ ‫الترمذي‪ :‬صط‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو معاوية حدثنا العمش عن أب صال عن أب‬
‫سعيد الدري ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬مثلي وم ثل‬
‫النبيي كمثل رجل بن دارا فأتها إِل لبنة واحدة‪ ,‬فجئت أنا فأتمت تلك اللبنة» انفرد به‬
‫طططططه‪.‬‬ ‫طططططش بط‬ ‫طططططة العمط‬ ‫طططططن روايط‬ ‫طططططلم مط‬ ‫مسط‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا يونس بن ممد‪ ,‬حدثنا حاد بن زيد‪ ,‬حدثنا‬
‫عثمان بن عبيد الراسب قال‪ :‬سعت أبا الطفيل رضي ال عنه يقول‪ :‬قال رسول ال صلى‬

‫‪661‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال عليطه وسطلم‪« :‬لنبوة بعدي إِل البشرات» قيطل‪ :‬ومطا البشرات يارسطول ال ؟ قال‬
‫«الرؤيطططا السطططنة» طططط أو قال طططط «الرؤيطططا الصطططالة»‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ,‬أخبنا معمر عن هام بن منبه قال‪:‬‬
‫هذا ما حدث نا أ بو هريرة ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬إِن‬
‫مثلي ومثل النبياء من قبلي كمثل رجل ابتن بيوتا فأكملها وأحسنها وأجلها إِل موضع‬
‫لب نة من زاو ية من زوايا ها‪ ,‬فج عل الناس يطوفون ويعجب هم البنيان ويقولون‪ :‬أل وض عت‬
‫ههنا لبنة فيتم بنيانك ط قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ط فكنت أنا اللبنة» أخرجاه‬
‫طططططططططد الرزاق‪.‬‬ ‫طططططططططث عبط‬ ‫طططططططططن حديط‬ ‫مط‬
‫(حديث آخر) عن أب هريرة رضي ال عنه أيضا قال المام مسلم‪ :‬حدثنا يي بن أيوب‬
‫وقتي بة وعلي بن ح جر قالوا حدث نا إِ ساعيل بن جع فر عن العلء عن أب يه عن أ ب هريرة‬
‫ر ضي ال ع نه أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬فضلت على ال نبياء ب ست ‪:‬‬
‫أعطيت جوامع الكلم‪ ,‬ون صرت بالرعب وأحلت ل الغنائم‪ ,‬وجعلت ل الرض م سجدا‬
‫وطهورا‪ ,‬وأر سلت إِل اللق كا فة‪ ,‬وخ تم ب ال نبيون» ورواه الترمذي وا بن ما جه من‬
‫ططاعيل بطططن جعفطططر‪ ,‬وقال الترمذي‪ :‬حسطططن صطططحيح‪.‬‬ ‫ططث إِسط‬ ‫حديط‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو معاوية حدثنا العمش عن أب صال عن أب‬
‫سعيد الدري ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬مثلي وم ثل‬
‫النبياء من قبلي كمثل رجل بن دارا فأتها إِل موضع لبنة واحدة‪ ,‬فجئت أنا فأتمت تلك‬
‫اللب نة» ورواه م سلم عن أ ب ب كر بن أ ب شي بة وأ ب كر يب كله ا عن أ ب معاو ية به‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرحن بن مهدي‪ ,‬حدثنا معاوية بن صال‪,‬‬
‫حدثنا سعيد بن سويد الكلب عن عبد العلى بن هلل السلمي‪ ,‬عن العرباض بن سارية‬
‫رضي ال عنه قال‪ :‬قال ل النب صلى ال عليه وسلم‪« :‬إِن عند ال لات النبيي‪ ,‬وإِن آدم‬
‫لنجدل فططططططططططططططط طينتطططططططططططططططه»‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال الزهري‪ :‬أخبن ممد بن جبي بن مطعم عن أبيه رضي ال عنه قال‪:‬‬
‫سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول‪« :‬إِن ل أ ساء أ نا م مد‪ ,‬وأ نا أح د‪ ,‬وأ نا‬

‫‪662‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الا حي الذي ي حو ال تعال ب الك فر‪ ,‬وأ نا الا شر الذي ي شر الناس على قد مي‪ ,‬وأ نا‬
‫طططحيحي‪.‬‬ ‫ططط الصط‬ ‫طططب» أخرجاه فط‬ ‫طططس بعده نط‬ ‫طططب الذي ليط‬ ‫العاقط‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا يي ابن إِسحاق‪ ,‬حدثنا ابن ليعة عن عبد ال ابن هبية عن‬
‫عبد الرحن بن جبي قال‪ :‬سعت عبد ال بن عمرو يقول‪ :‬خرج علينا رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يوما كالودع فقال‪« :‬أنا ممد النب المي ط ثلثا ط ولنب بعدي‪ ,‬أوتيت‬
‫فواتطح الكلم وجوامعطه وخواتهط‪ ,‬وعلمطت كطم خزنطة النار وحلة العرش‪ ,‬وتوز بط ‪,‬‬
‫وعوفيت وعوفيت أمت‪ ,‬فاسعوا وأطيعوا ما دمت فيكم‪ ,‬فإِذا ذهب ب فعليكم بكتاب ال‬
‫تعال أحلوا حلله‪ ,‬وحرموا حرامطططططه» تفرد بطططططه المام أحدططططط‪.‬‬
‫ورواه المام أحد أيضا عن يي بن إِسحاق عن ابن ليعة عن عبد ال بن هبية ليعة‬
‫عن عبد ال بن سريج الولن عن أب قيس مول عمرو بن العاص‪ ,‬عن عبد ال بن عمرو‬
‫رضي ال عنهما‪ ,‬فذكر مثله سواء‪ ,‬والحاديث ف هذا كثية‪ ,‬فمن رحة ال تعال بالعباد‬
‫إِر سال م مد صلى ال عل يه و سلم إِلي هم‪ ,‬ث من تشري فه ل م خ تم ال نبياء والر سلي به‬
‫وإِكمال الد ين الن يف له‪ ,‬و قد أ خب ال تبارك وتعال ف كتا به ور سوله صلى ال عل يه‬
‫وسلم ف السنة التواترة عنه أنه ل نب بعده‪ ,‬ليعلموا أن كل من ادعى هذا القام بعده فهو‬
‫كذاب وأفاك دجال ضال مضطل‪ ,‬لو ترق وشعبطذ وأتطى بأنواع السطحر والطلسطم‬
‫والنينيات فكلها مال وضلل عند أول اللباب كما أجرى ال سبحانه وتعال على يد‬
‫السود العنسي باليمن ومسيلمة الكذاب باليمامة من الحوال الفاسدة والقوال الباردة ما‬
‫علم كل ذي لب وفهم وحجى أنما كاذبان ضالن لعنهما ال‪ ,‬وكذلك كل مدع لذلك‬
‫إِل يوم القيامة حت يتموا بالسيح الدجال‪ ,‬فكل واحد من هؤلء الكذابي يلق ال تعال‬
‫م عه من المور ما يش هد العلماء والؤمنون بكذب من جاء ب ا‪ ,‬وهذا من تام ل طف ال‬
‫تعال بل قه‪ ,‬فإِن م بضرورة الوا قع ل يأمرون بعروف ولينهون عن من كر إِل على سبيل‬
‫التفاق أو ل ا ل م ف يه من القا صد إِل غيه ويكون ف غا ية ال فك والفجور ف أقوال م‬
‫وأفعالم‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬هل أنبئكم على من تنل الشياطي تنل على كل أفاك أثيم}‬
‫الَ ية‪ ,‬وهذا بلف حال النطبياء علي هم ال صلة والسطلم‪ ,‬فإِن م ف غايطة الب والصطدق‬
‫والرشد والستقامة والعدل فيما يقولونه ويفعلونه ويأمرون به وينهون عنه‪ ,‬مع ما يؤيدون‬

‫‪663‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بطه مطن الوارق للعادات والدلة الواضحات والباهيط الباهرات‪ ,‬فصطلوات ال وسطلمه‬
‫عليهططططم دائما مسططططتمرا مططططا دامططططت الرض والسططططموات‪.‬‬

‫** َيَأّيهَا الّذِينَ آ َمنُواْ اذْكُرُواْ اللّهَ ذِكْرا َكثِيا * وَ َسبّحُو ُه بُكْ َر ًة َوأَصِيلً * ُه َو الّذِي يُصَلّي‬
‫حّيُتهُ مْ‬
‫لئِ َكتُ هُ ِليُخْ ِر َجكُ ْم مّ نَ الظّلُمَا تِ إِلَى النّو ِر وَكَا نَ بِالْ ُم ْؤ ِمنِيَ َرحِيما * تَ ِ‬
‫عََليْكُ ْم َو َم َ‬
‫طططططْ أَجْرا كَرِيا‬ ‫ل ٌم َوأَعَدّ َلهُمط‬ ‫طَ‬ ‫طططط َ‬ ‫طططططُ سط‬ ‫ط يَ ْل َق ْونَهط‬
‫طططط َ‬ ‫َيوْمط‬
‫يقول تعال آمرا عباده الؤمنيط بكثرة ذكرهطم لربمط تبارك وتعال النعطم عليهطم بأنواع‬
‫النعم و صنوف النن‪ ,‬لا ل م ف ذلك من جزيل الثواب‪ ,‬وجيل الآب‪ .‬قال المام أحد‪:‬‬
‫حدثنا يي بن سعيد عن عبد ال بن سعيد‪ ,‬حدثن مول ابن عياش عن أب برية عن أب‬
‫الدرداء رضطي ال عنطه‪ ,‬قال‪ :‬قال رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم‪« :‬أل أنبئكطم بيط‬
‫أعمال كم وأزكا ها ع ند مليك كم وأرفع ها ف درجات كم‪ ,‬وخ ي ل كم من إِعطاء الذ هب‬
‫والورق‪ ,‬وخي لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم» قالوا‪ :‬وما‬
‫هو يارسول ال ؟ قال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ذكر ال عز وجل» وهكذا رواه الترمذي‬
‫وا بن ما جه من حديث ع بد ال بن سعيد بن أ ب ه ند عن زياد مول ابن عياش عن أ ب‬
‫بر ية وا سه ع بد ال بن ق يس الباغ مي عن أ ب الدرداء ر ضي ال ع نه به‪ ,‬قال الترمذي‪:‬‬
‫رواه بعض هم ع نه فأر سله‪ .‬قلت و قد تقدم هذا الد يث ع ند قوله تعال‪{ :‬والذاكر ين ال‬
‫كثيا والذاكرات} ف مسند المام أح د من حد يث زياد بن أ ب زياد مول عبد ال بن‬
‫عياش أنه بلغه عن معاذ بن جبل رضي ال عنه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم بنحوه‪,‬‬
‫فال أعلم‪.‬‬
‫وقال المام أح د‪ :‬حدث نا وك يع‪ ,‬حدث نا فرج بن فضالة عن أ ب سعيد الم صي قال‪:‬‬
‫سعت أبا هريرة رضي ال عنه يقول‪ :‬دعاء سعته من رسول ال صلى ال عليه وسلم ل‬
‫أد عه‪ :‬الل هم اجعل ن أع ظم شكرك‪ ,‬وأت بع ن صيحتك‪ ,‬وأك ثر ذكرك‪ ,‬وأح فظ و صيتك‪,‬‬
‫ورواه الترمذي عن يي بن موسى عن وكيع عن أب فضالة الفرج بن فضالة عن أب سعيد‬
‫المصي عن أب هريرة رضي ال عنه‪ ,‬فذكر مثله‪ ,‬وقال‪ :‬غريب‪ ,‬وهكذا رواه المام أحد‬

‫‪664‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أيضا عن أ ب الن ضر ها شم بن القا سم عن فرج بن فضالة عن أ ب سعيد الري عن أ ب‬
‫هريرة رضطططططططططططططي ال عنطططططططططططططه‪ ,‬فذكره‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرحن بن مهدي عن معاوية بن صال عن عمرو بن قيس‬
‫قال‪ :‬سعت عبد ال بن بسر يقول‪ :‬جاء أعرابيان إِل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‬
‫أحدها‪ :‬يارسول ال أي الناس خي ؟ قال صلى ال عليه وسلم‪« :‬من طال عمره وحسن‬
‫عمله» وقال الَخر‪ :‬يارسول ال إِن شرائع السلم قد كثرت علينا‪ ,‬فمرن بأمر أتشبث‬
‫بطه‪ ,‬قال صطلى ال عليطه وسطلم‪« :‬ليزال لسطانك رطبا بذكطر ال تعال» وروى الترمذي‬
‫وابن ماجه الفصل الثان من حديث معاوية بن صال به‪ ,‬وقال الترمذي‪ :‬حديث حسن‬
‫غريططططططططططططططططططططططططططططططططططب‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا سريج‪ ,‬حدثنا ابن وهب عن عمرو بن الارث قال‪ :‬إِن دراجا‬
‫أبا السمح حدثه عن أب اليثم عن أب سعيد الدري رضي ال عنه قال‪ :‬إِن رسول ال‬
‫صطلى ال عليطه وسطلم قال «أكثروا ذكطر ال تعال حتط يقولوا منون»‪ .‬وقال الططبان‪:‬‬
‫حدثنا عبد ال بن أحد‪ ,‬حدثنا عقبة بن مكرم العمي‪ ,‬حدثنا سعيد بن سفيان الحدري‪,‬‬
‫حدثنا السن بن أب جعفر عن عقبة بن أب ثبيب الراسب عن أب الوزاء عن ابن عباس‬
‫رضي ال عنهما قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬اذكروا ال ذكرا كثيا حت‬
‫يقول النافقون إِنكطططططططططططططططططططططططططم تراؤون»‪.‬‬

‫وقال المام أح د‪ :‬حدث نا أ بو سعيد مول ب ن ها شم‪ ,‬حدث نا شداد أ بو طل حة الرا سب‪,‬‬
‫سعت أبا الوازع جابر بن عمرو يدث عن)عبد ال بن عمرو رضي ال عنهما قال‪ :‬قال‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ « :‬ما من قوم جل سوا مل سا ل يذكروا ال تعال ف يه إل‬
‫رأوه حسرة يوم القيامة»‪ .‬وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس رضي ال عنهما ف قوله‬
‫تعال‪{ :‬اذكروا ال ذكرا كثيا} إن ال تعال ل يفرض على عباده فريضطة إل جعطل لاط‬
‫حدا معلوما‪ ,‬ث عذر أهلها ف حال العذر غي الذكر‪ ,‬فإن ال تعال ل يعل له حدا ينتهي‬
‫إليطه‪ ,‬ول يعذر أحدا فط تركطه إل مغلوبا على تركطه‪ ,‬فقال‪{ :‬يذكرون ال قياما وقعودا‬
‫وعلى جنوبم} بالليل والنهار ف الب والبحر‪ ,‬وف السفر والضر‪ ,‬والغن والفقر‪ ,‬والسقم‬

‫‪665‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والصحة‪ ,‬والسر والعلنية‪ ,‬وعلى كل حال‪ .‬وقال عز وجل‪{ :‬وسبحوه بكرة وأصيل}‬
‫فإذا فعل تم ذلك صلى علي كم هو وملئك ته‪ ,‬والحاد يث والَيات والَثار ف ال ث على‬
‫ذكر ال تعال كثية جدا‪ ,‬وف هذه الَية الكرية الث على الكثار من ذلك‪ .‬وقد صنف‬
‫الناس ف الذكار التعل قة بآناء الل يل والنهار كالن سائي والعمري وغيه ا‪ .‬و من أح سن‬
‫الكتطب الؤلفطة فط ذلك كتاب الذكار للشيطخ ميطي الديطن النووي رحهط ال‪.‬‬
‫طلً} أي عنطد الصطباح والسطاء‪ ,‬كقوله عطز وجطل‬ ‫وقوله تعال‪{ :‬وسطبحوه بكرة وأص ي‬
‫{فسبحان ال حي تسون وحي تصبحون * وله المد ف السموات والرض وعشيا‬
‫وحي تظهرون} وقوله تعال‪{ :‬هو الذي يصلي عليكم وملئكته} هذا تييج إل الذكر‪,‬‬
‫أي أنه سبحانه يذكركم فاذكروه أنتم‪ ,‬كقوله عز وجل {كما أرسلنا فيكم رسو ًل منكم‬
‫يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والكمة ويعلمكم ما ل تكونوا تعلمون *‬
‫فاذكرون أذكركم واشكروا ل ول تكفرون} وقال النب صلى ال عليه وسلم «يقول ال‬
‫تعال‪ :‬من ذكرن ف نفسه ذكرته ف نفسي‪ ,‬ومن ذكرن ف مل ذكرته ف مل خي منه»‬
‫والصلة من ال تعال ثناؤه على العبد عند اللئكة‪ ,‬حكاه البخاري عن أب العالية‪ ,‬ورواه‬
‫أبو جع فر الرازي عن الربيع بن أنس عنه‪ ,‬وقال غيه‪ :‬الصلة من ال عز وجل الرحة‪.‬‬
‫وقطططططططد يقال‪ :‬ل منافاة بيططططططط القوليططططططط‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وأما الصلة من اللئكة فبمعن الدعاء للناس والستغفار‪ ,‬كقوله تبارك وتعال‪{ :‬الذين‬
‫يملون العرش و من حوله يسبحون ب مد ربم ويؤمنون به وي ستغفرون للذ ين آمنوا ربنا‬
‫وسعت كل ش يء رحة وعلما فاغ فر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وق هم عذاب الح يم *‬
‫رب نا وأدخل هم جنات عدن الت وعدت م ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتم إنك‬
‫انت العزيز الك يم * وق هم ال سيئات} الَية‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬ليخرج كم من الظلمات إل‬
‫النور} أي ب سبب رح ته ب كم وثنائه علي كم ودعاء ملئك ته ل كم‪ ,‬يرج كم من ظلمات‬
‫ال هل والضلل إل نور الدى واليق ي {وكان بالؤمن ي رحيما} أي ف الدن يا والَخرة‪,‬‬
‫أ ما ف الدن يا فإ نه هدا هم إل ال ق الذي جهله غي هم‪ ,‬وب صرهم الطر يق الذي ضل ع نه‬
‫وحاد عنه من سواهم من الدعاة إل الكفر أو البدعة وأتباعهم من الطغاة‪ ,‬وأما رحته بم‬

‫‪666‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ف الَخرة فآمنهم من الفزع الكب وأمر ملئكته يتلقونم بالبشارة بالفوز بالنة والنجاة‬
‫مططططن النار ومططططا ذاك إل لحبتططططه لمطططط ورأفتططططه بمطططط‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن أب عدي عن حيد عن أنس رضي ال عنه قال‪ :‬مر‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ف نفر من أصحابه رضي ال عنهم‪ ,‬وصب ف الطريق‪,‬‬
‫فلمطا رأت أمطه القوم خشيطت على ولدهطا أن يوططأ‪ ,‬فأقبلت تسطعى وتقول‪ :‬ابنط‪ ,‬ابنط‪,‬‬
‫وسطعت فأخذتطه‪ ,‬فقال القوم‪ :‬يطا رسطول ال مطا كانطت هذه لتلقطي ابنهطا فط النار‪ ,‬قال‬
‫فخفضهم رسول ال صلى ال عليه وسلم وقال «ل‪ ,‬وال ليلقي حبيبه ف النار» إسناده‬
‫على شرط ال صحيحي‪ ,‬ول ير جه أ حد من أ صحاب الك تب ال ستة‪ ,‬ول كن ف صحيح‬
‫المام البخاري عن أمي الؤمني عمر بن الطاب رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم رأى امراة من السب قد أخذت صبيا لا فألصقته إل صدرها وأرضعته‪ ,‬فقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬أترون هذه تلقي ولدها ف النار وهي تقدر على ذلك ؟‬
‫» قالوا‪ :‬ل‪ .‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «فوال ل أرحم بعباده من هذه بولدها»‬
‫وقوله تعال‪{ :‬تيت هم يوم يلقونه سلم} الظا هر أن الراد ط وال أعلم ط تيت هم‪ ,‬أي‬
‫من ال تعال يوم يلقونه سلم أي يوم يسلم عليهم كما قال عز وجل‪{ :‬سلم قولً من‬
‫رب رحيم} وزعم قتادة أن الراد أنم ييي بعضهم بعضا بالسلم يوم يلقون ال ف الدار‬
‫الَخرة‪ ,‬واختاره ابن جرير‪( .‬قلت) وقد يستدل له بقوله تعال‪{ :‬دعواهم فيها سبحانك‬
‫اللهم وتيتهم فيها سلم وآخر دعواهم أن المد ل رب العالي}‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وأعد‬
‫لم أجرا كريا} يعن النة وما فيها من الآكل والشارب واللبس والساكن والناكح‬
‫طر‪.‬‬
‫طر على قلب بشط‬ ‫طعت‪ ,‬ول خطط‬ ‫طر‪ ,‬ماط ل عي ط رأت ول أذن سط‬ ‫واللذ والناظط‬

‫** َيَأّيهَا الّنبِيّ ِإنّآ أَ ْرسَ ْلنَا َك شَاهِدا َومُبَشّرا َونَذِيرا * وَدَاعِيا إِلَى اللّ ِه بِِإ ْذنِهِ َوسِرَاجا ّمنِيا *‬
‫ضلً ِكبِيا * وَ َل تُطِ ِع الْكَافِرِي َن وَالْ ُمنَاِفقِيَ وَدَ عْ أَذَاهُ مْ‬
‫َوبَشّ ِر الْ ُم ْؤمِنِيَ ِبأَ نّ َلهُ ْم مّ نَ اللّ هِ َف ْ‬
‫طططططيلً‬ ‫ط وَكِطط‬ ‫ط وَ َك َفىَ بِاللّهطططط ِ‬ ‫طططط ِ‬ ‫َوَتوَكّطططططط ْل عَلَى اللّهط‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا موسى بن داود‪ ,‬حدثنا فليح بن سليمان‪ ,‬حدثنا هلل بن علي‬
‫عن عطاء بن ي سار قال‪ :‬لق يت ع بد ال بن عمرو بن العاص ر ضي ال عنه ما‪ ,‬فقلت‪:‬‬

‫‪667‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أخبن عن صفة رسول ال صلى ال عليه وسلم ف التوراة‪ ,‬قال‪ :‬أجل وال إنه لوصوف‬
‫ف التوراة بب عض صفته ف القرآن { يا أي ها ال نب إ نا أر سلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا}‬
‫وحرزا للميي‪ ,‬أنت عبدي ورسول‪ ,‬سيتك التوكل‪ ,‬لست بفظ ول غليظ ول صخاب‬
‫ف السواق‪ ,‬ول يدفع السيئة بالسيئة‪ ,‬ولكن يعفو ويصفح ويغفر‪ ,‬ولن يقبضه ال حت‬
‫يقيم به اللّة العوجاء‪ ,‬بأن يقولوا ل إله إل ال‪ ,‬فيفتح با أعينا عميا‪ ,‬وآذانا صما‪ ,‬وقلوبا‬
‫غلفا‪ ,‬وقد رواه البخاري ف البيوع عن ممد بن سنان عن فليح بن سليمان عن هلل بن‬
‫علي به‪ .‬ورواه ف التفسي عن عبد ال‪,‬قيل ابن رجاء‪ ,‬وقيل ابن صال‪,‬عن عبد العزيز بن‬
‫أب سلمة عن هلل عن عطاء بن يسار عن عبد ال بن عمرو به‪ .‬ورواه ابن أب حات عن‬
‫أبيطه عطن عبطد ال بطن رجاء عطن عبطد العزيطز بطن أبط سطلمة الاجشون بطه‪.‬‬
‫وقال البخاري ف البيوع‪ :‬وقال سعيد عن هلل عن عطاء عن عبد ال بن سلم رضي‬
‫ال ع نه‪ ,‬وقال و هب بن من به‪ :‬إِن ال تعال أو حى إل نب من أ نبياء ب ن إ سرائيل يقال له‬
‫شعياء‪ :‬أن قم ف قومك بن إسرائيل فإن منطق لسانك بوحي وأبعث أميا من الميي‪,‬‬
‫أبعثه ليس بفظ ول غليظ ول صخاب ف السواق‪ ,‬لو ير إل جنب سراج ل يطفئه من‬
‫سكينته‪ ,‬ولو ي شي على الق صب ل ي سمع من ت ت قدم يه‪ ,‬أبع ثه مبشرا ونذيرا ل يقول‬
‫النا‪ ,‬أفتح به أعينا كمها وآذانا صما وقلوبا غلفا‪ ,‬أسدده لكل أمر جيل وأهب له كل‬
‫خلق كريط‪ ,‬وأجعطل السطكينة لباسطه‪ ,‬والب شعاره‪ ,‬والتقوى ضميه‪ ,‬والكمطة منطقطه‪,‬‬
‫وال صدق والوفاء طبيعته‪ ,‬والع فو والعروف خل قه‪ ,‬وال ق شريع ته‪ ,‬والعدل سيته والدى‬
‫إمامه‪ ,‬والسلم ملته‪ ,‬وأحد اسه أهدي به بعد الضلل‪ ,‬وأعلم به بعد الهالة‪ ,‬وأرفع به‬
‫بعد المالة‪ ,‬وأعرف به بعد النكرة‪ ,‬وأكثر به بعد القلة‪ ,‬وأغن به بعد العيلة‪ ,‬وأجع به‬
‫بعد الفرقة‪ ,‬وأؤلف به بي أمم متفرقة وقلوب متلفة‪ ,‬وأهواء متشتتة‪ ,‬وأستنقذ به فئاما من‬
‫الناس عظيمة من اللكة‪ ,‬وأجعل أمته خي أمة أخرجت للناس يأمرون بالعروف وينهون‬
‫عن الن كر‪ ,‬موحد ين مؤمن ي مل صي م صدقي ل ا جاءت به ر سلي‪ ,‬ألم هم الت سبيح‬
‫والتحم يد‪ ,‬والثناء والت كبي والتوح يد‪ ,‬ف م ساجدهم ومال سهم ومضاجع هم ومنقلب هم‬
‫ومثوا هم ي صلون ل قيانا وقعودا ويقاتلون ف سبيل ال صفوفا وزحوفا‪ ,‬ويرجون من‬
‫ديار هم ابتغاء مرضا ت ألوفا‪ ,‬يطهرون الوجوه والطراف ويشدون الثياب ف الن صاف‪,‬‬

‫‪668‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قربان م دماؤ هم‪ ,‬وأناجيل هم ف صدورهم‪ ,‬رهبان بالل يل ليوث بالنهار‪ ,‬وأج عل ف أ هل‬
‫بيته‪ ,‬وذريته ال سابقي والصديقي والشهداء والصالي‪ ,‬أمته من بعده يهدون بال ق وبه‬
‫يعدلون‪ ,‬وأعز من نصرهم وأؤيد من دعا لم‪ ,‬وأجعل دائرة السوء على من خالفهم‪ ,‬أو‬
‫بغى عليهم أو أراد أن ينتزع شيئا ما ف أيديهم‪ ,‬أجعلهم ورثة لنبيهم‪ ,‬والداعية إل ربم‪,‬‬
‫يأمرون بالعروف وينهون عطن النكطر ويقيمون الصطلة ويؤتون الزكاة ويوفون بعهدهطم‬
‫أخ تم ب م ال ي الذي بدأ ته بأول م‪ ,‬ذلك فضلي أوت يه من أشاء وأ نا ذو الف ضل العظ يم‪.‬‬
‫هكذا رواه ابططن أبطط حاتطط عططن وهططب بططن منبططه اليمانطط رحهطط ال‪.‬‬
‫ث قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا عبد الرحن بن صال‪ ,‬حدثنا عبد الرحن بن‬
‫م مد بن عب يد ال العرزمي عن شيبان النحوي‪ ,‬أ خبن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس‬
‫ر ضي ال عنه ما قال‪ :‬ل ا نزلت { يا أي ها ال نب إ نا أر سلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا} و قد‬
‫كان أ مر عليا ومعاذا ر ضي ال عنه ما أن ي سيا إل الي من فقال «انطل قا فبشرا ول تنفرا‪,‬‬
‫ويسرا ول تعسرا‪ ,‬إنه قد أنزل علي {يا أيها النب إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا}»‬
‫ورواه ال طبان عن م مد بن ن صر بن ح يد البزاز البغدادي‪ ,‬عن ع بد الرح ن بن صال‬
‫الزدي‪ ,‬عن عبد الرحن بن ممد بن عبيد ال العرزمي بإسناده مثله‪ ,‬وقال ف آخره «فإنه‬
‫قد أنزل علي يا أي ها ال نب إ نا أر سلناك شاهدا على أمتك ومبشرا بال نة ونذيرا من النار‬
‫وداعيا إل شهادة أن ل إله إل ال بإذ نه و سراجا منيا بالقرآن»‪ .‬فقوله تعال‪{ :‬شاهدا}‬
‫أي ل بالوحدانية‪ ,‬وأنه ل إله غيه وعلى الناس بأعمالم يوم القيامة وجئنا بك على هؤلء‬
‫شهيدا كقوله‪{ :‬لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسطول عليكطم شهيدا}‪ .‬وقوله عطز‬
‫و جل‪{ :‬ومبشرا ونذيرا} أي بشيا للمؤمن ي بز يل الثواب‪ ,‬ونذيرا للكافر ين من وب يل‬
‫العقاب‪ .‬وقوله جلت عظمته‪{ :‬وداعيا إل ال بإذنه} أي داعيا للخلق إل عبادة ربم عن‬
‫أمره لك بذلك {و سراجا منيا} أي وأمرك ظا هر في ما جئت به من ال ق كالش مس ف‬
‫إشراف ها وإضاءت ا ل يحد ها إل معا ند‪ .‬وقوله جل وعل {ول ت طع الكافر ين والنافق ي‬
‫ودع أذا هم} أي ل تطع هم وت سمع من هم ف الذي يقولو نه {ودع أذا هم} أي ا صفح‬
‫وتاوز عنهطم‪ ,‬وكطل أمرهطم إل ال تعال‪ ,‬فإن فيطه كفايطة لمط‪ ,‬ولذا قال جطل جلله‪:‬‬
‫ططططى بال وكيلً}‪.‬‬ ‫ططططل على ال وكفط‬ ‫{وتوكط‬

‫‪669‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫ت ثُ ّم طَّل ْقتُمُوهُ نّ مِن َقبْلِ أَن تَمَ سّوهُنّ فَمَا َلكُ ْم‬
‫حتُ ُم الْ ُم ْؤمِنَا ِ‬
‫** َيَأّيهَا الّذِي نَ آ َمُنوَاْ إِذَا َنكَ ْ‬
‫ط وَسططَ ّرحُوهُنّ سططَرَاحا َجمِيلً‬ ‫ط عِ ّدةٍ َت ْعتَدّونَهَططا فَ َمّتعُوهُنط ّ‬ ‫ط مِنط ْ‬ ‫عََلْيهِنط ّ‬
‫هذه الَ ية الكري ة في ها أحكام كثية من ها إطلق النكاح على الع قد وحده‪ ,‬ول يس ف‬
‫القرآن آية أصرح ف ذلك منها‪ ,‬وقد اختلفوا ف النكاح‪ :‬هل هو حقيقة ف العقد وحده أو‬
‫ف الوطء أو فيهما ؟ على ثلثة أقوال‪ ,‬واستعمال القرآن إنا هو ف العقد والوطء بعده إل‬
‫ف هذه الَية‪ ,‬فإنه استعمل ف العقد وحده لقوله تبارك وتعال‪{ :‬إذا نكحتم الؤمنات ث‬
‫طلقتموهطن مطن قبطل أن تسطوهن} وفيهطا دللة لباحطة طلق الرأة قبطل الدخول باط‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬الؤمنات} خرج مرج الغالب إذ ل فرق ف ال كم ب ي الؤم نة والكتاب ية‬
‫ف ذلك بالتفاق‪ ,‬و قد ا ستدل ا بن عباس ر ضي ال عنه ما و سعيد بن ال سيب وال سن‬
‫البصري وعلي بن السي زين العابدين وجاعة من السلف بذه الَية على أن الطلق ل‬
‫يقع إل إذا تقدمه نكاح‪ ,‬لن ال تعال قال‪{ :‬إذا نكحتم الؤمنات ث طلقتموهن} فعقب‬
‫النكاح بالطلق‪ ,‬فدل على أ نه ل ي صح ول ي قع قبله‪ ,‬وهذا مذ هب الشاف عي وأح د بن‬
‫حنبطل وطائفطة كثية مطن السطلف واللف رحهطم ال تعال‪ ,‬وذهطب مالك وأبطو حنيفطة‬
‫رحهمطا ال تعال إل صطحة الطلق قبطل النكاح فيمطا إذا قال‪ :‬إن تزوجطت فلنطة فهطي‬
‫طالق‪ ,‬فعندها مت تزوجها طلقت منه‪ ,‬واختلفا فيما إذا قال كل امرأة أتزوجها فهي طالق‬
‫فقال مالك‪ :‬ل تطلق حت يعي الرأة‪ .‬وقال أبو حنيفة رحه ال‪ :‬كل امرأة يتزوجها بعد‬
‫هذا الكلم تطلق منططه‪ ,‬فأمططا المهور فاحتجوا على عدم وقوع الطلق بذه الَيططة‪.‬‬
‫قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أحد بن منصور الروزي‪ ,‬حدثنا النضر بن شيل‪ ,‬حدثنا يونس‬
‫يعن ابن أب إسحاق‪ ,‬قال‪ :‬سعت آدم مول خالد عن سعيد بن جبي عن ابن عباس رضي‬
‫ال تعال عنه ما قال‪ :‬إذا قال‪ :‬كل امرأة أتزوج ها فهي طالق‪ ,‬قال‪ :‬ليس بشيء من أ جل‬
‫أن ال تعال يقول‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم الؤمنات ث طلقتموهن} الَية وحدثنا‬
‫ممد بن إساعيل الحسي‪ ,‬حدثنا وكيع عن مطر عن السن بن مسلم بن يناق عن ابن‬
‫عباس رضي ال عنهما قال‪ :‬إنا قال ال عز وجل‪{ :‬إذا نكحتم الؤمنات ث طلقتموهن}‬
‫أل ترى أن الطلق بعد النكاح‪ ,‬وهكذا روى ممد بن إسحاق عن داود بن الصي عن‬

‫‪670‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عكرمطة عطن ابطن عباس رضطي ال عنهمطا قال‪ :‬قال ال تعال‪{ :‬إذا نكحتطم الؤمنات ثط‬
‫طلقتمو هن} فل طلق ق بل النكاح‪ .‬و قد ورد الد يث بذلك عن عمرو بن شع يب عن‬
‫أبيه عن جده قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «ل طلق لبن آدم فيما ل يلك»‬
‫رواه أحدط وأبطو داود والترمذي وابطن ماجطه‪ .‬وقال الترمذي‪ .‬هذا حديطث حسطن‪ ,‬وهطو‬
‫أح سن ش يء روي ف هذا الباب‪ ,‬وهكذا روى ا بن ما جه عن علي وال سور بن مر مة‬
‫رضي ال عنه ما‪ ,‬عن ر سول ال صلى ال عليه و سلم أ نه قال‪« :‬ل طلق قبل نكا حٍ»‪.‬‬
‫وقوله عز وجل‪{ :‬فما لكم عليهمن من عدة تعتدونا} هذا أمر ممع عليه بي العلماء‪,‬‬
‫أن الرأة إذا طلقت قبل الدخول با ل عدة عليها‪ ,‬فتذهب فتتزوج ف فورها من شاءت‪,‬‬
‫ول ي ستثن من هذا إل التو ف عن ها زوج ها‪ ,‬فإن ا تع تد م نه أرب عة أش هر وعشرا‪ ,‬وإن ل‬
‫يكن دخل با بالجاع أيضا‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬فمتعوهن وسرحوهن سراحا جيملً} التعة‬
‫ههنا أعم من أن تكون نصف الصداق السمى أو التعة الاصة إن ل يكن قد سي لا‪.‬‬
‫قال ال تعال‪{ :‬وإن طلقتمو هن من ق بل أن ت سوهن و قد فرض تم ل ن فري ضة فن صف ما‬
‫فرضتم} وقال عز وجل {ل جناح عليكم إن طلقتم النساء ما ل تسوهن أو تفرضوا لن‬
‫فريضة ومتعوهن على الوسع قدره وعلى القتر قدره متاعا بالعروف حقا على الحسني}‬
‫وف صحيح البخاري عن سهل بن سعد وأب أسيد رضي ال عنهما قال‪ :‬إن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم تزوج أميمة بنت شراحيل‪ ,‬فلما أن دخلت عليه صلى ال عليه وسلم‬
‫بسط يده إليها فكأنا كرهت ذلك فأمر أبا أسيد أن يهزها ويكسوها ثوبي رازقيي‪ ,‬قال‬
‫علي بن أب طلحة عن ابن عباس رضي ال عنهما‪ :‬إن كان سى لا صداقا فليس لا إل‬
‫النصف‪ ,‬وإن ل يكن سى لا صداقا أمتعها على قدر عسره ويسره‪ ,‬وهو السراح الميل‪.‬‬

‫ك مِمّآ أَفَآ َء‬


‫ك اللّتِ يَ آَتيْ تَ أُجُو َرهُ ّن َومَا مََلكَ تْ يَمِينُ َ‬ ‫** َيَأّيهَا الّنبِ يّ ِإنّآ أَ ْحلَ ْلنَا لَ كَ أَ ْزوَاجَ َ‬
‫ك اللّتِي هَاجَ ْر َن َمعَكَ‬ ‫ك َوبَنَاتِ خَا َلتِ َ‬ ‫ك َوَبنَاتِ خَالِ َ‬ ‫ت عَمّاتِ َ‬ ‫ك َوبَنَا ِ‬
‫ت عَمّ َ‬ ‫اللّ ُه عََليْكَ َوَبنَا ِ‬
‫ك مِن دُو نِ‬ ‫صةً لّ َ‬‫حهَا خَالِ َ‬ ‫ستَنكِ َ‬‫سهَا لِلنّبِ يّ إِ نْ أَرَا َد النّبِ يّ أَن يَ ْ‬
‫وَامْ َرَأ ًة ّم ْؤمَِنةً إِن َو َهبَ تْ َنفْ َ‬
‫ل َيكُو َن عََليْكَ‬ ‫ضنَا عََلْيهِمْ فِيَ أَ ْزوَا ِجهِط ْم َومَا مََلكَتْ َأيْمَانُهُمْ ِل َكيْ َ‬ ‫الْ ُم ْؤمِنِيَ قَ ْد عَِل ْمنَا مَا َفرَ ْ‬
‫ط َغفُورا رّحِيما‬ ‫ط وَكَانططططططططَ اللّهططططططط ُ‬ ‫َحرَجططططططط ٌ‬

‫‪671‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال ماطبا نبيه صلى ال عليه وسلم بأنه قد أحل له من النساء أزواجه اللت‬
‫أعطاهن مهورهن وهي الجور ههنا‪ ,‬كما قاله ماهد وغي واحد‪ .‬وقد كان مهره لنسائه‬
‫اثنت عشرة أوقية ونشا وهو نصف أوقية‪ ,‬فالميع خسمائة درهم إل أم حبيبة بنت أب‬
‫سفيان‪ ,‬فإنه أمهرها عنه النجاشي رحه ال تعال أربعمائة دينار وإل صفية بنت حيي فإنه‬
‫ا صطفاها من سب خيب‪ ,‬ث أعتق ها وجعل عتق ها صداقها‪ ,‬كذلك جويرية بنت الارث‬
‫ال صطلقية أدى عن ها كتابت ها إل ثا بت بن ق يس بن شاس وتزوج ها ط ر ضي ال عن هن‬
‫طططططططططططططططط‪.‬‬ ‫طططططططططططططططط طط‬ ‫أجعيط‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وما ملكت يينك ما أفاء ال عليك} أي وأباح لك التسري ما أخذت‬
‫من الغا ن‪ ,‬و قد ملك صفية وجوير ية فأعتقه ما وتزوجه ما‪ ,‬وملك ريا نة ب نت شعون‬
‫النضر ية ومار ية القبط ية أم اب نه إبراه يم عليه ما ال سلم‪ ,‬وكان تا من ال سراري ر ضي ال‬
‫عنهما‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خلتك} الَية‪,‬‬
‫هذا عدل وسط بي الفراط والتفريط‪ ,‬فإن النصارى ل يتزوجون الرأة إل إذا كان الرجل‬
‫بينه وبينها سبعة أجداد فصاعدا‪ ,‬واليهود يتزوج أحدهم بنت أخيه وبنت أخته‪ ,‬فجاءت‬
‫هذه الشريعة الكاملة الطاهرة بدم إفراط النصارى‪ ,‬فأباح بنت العم والعمة‪ ,‬وبنت الال‬
‫والالة‪ ,‬وتري ما فرطت فيه اليهود من إباحة بنت الخ والخت وهذا شنيع فظيع‪ ,‬وإنا‬
‫قال‪{ :‬وبنات ع مك وبنات عما تك وبنات خالك وبنات خال تك} فو حد ل فظ الذ كر‬
‫لشرفه وجع الناث لنقصهن كقوله‪{ :‬عن اليمي والشمائل} {يرجهم من الظلمات إل‬
‫النور} {وجعططططططططططططططططل الظلمات والنور} وله نظائر كثية‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬اللت هاجرن معك} قال ابن أب حات رحه ال‪ :‬حدثنا ممد بن عمار‬
‫بن الارث الرازي‪ ,‬حدثنا عبيد ال بن موسى‪ ,‬حدثنا إسرائيل عن السدي عن أب صال‬
‫عن أم هانء قالت‪ :‬خطبن رسول ال صلى ال عليه وسلم فاعتذرت إليه فعذرن‪ ,‬ث أنزل‬
‫ال تعال‪{ :‬إ نا أحلل نا لك أزوا جك الل ت آت يت أجور هن و ما مل كت يي نك م ا أفاء ال‬
‫عل يك وبنات ع مك وبنات عما تك وبنات خالك وبنات خال تك الل ت هاجرن م عك}‬
‫قالت‪ :‬فلم أكن أحل له‪ ,‬ول أكن من هاجر معه كنت من الطلقاء‪ .‬ورواه ابن جرير عن‬
‫أب كريب عن عبيد ال بن موسى به‪ ,‬ث رواه ابن أب حات من حديث إساعيل بن أب‬

‫‪672‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫خالد عن أب صال عنها بنحوه‪ ,‬ورواه الترمذي ف جامعه‪ .‬وهكذا قال أبو رزين وقتادة‬
‫إن الراد مطن هاجطر معطه إل الدينطة‪ .‬وفط روايطة عطن قتادة {اللتط هاجرن معطك} أي‬
‫أسطططلمن‪ ,‬وقال الضحاك‪ :‬قرأ ابطططن مسطططعود {واللئي هاجرن معطططك}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وامرأة مؤمنة إن وهبت نف سها لل نب إن أراد ال نب أن يستنكحها خالصة‬
‫لك} الَ ية‪ ,‬أي وي ل لك أي ها ال نب الرأة الؤم نة إن وه بت نف سها لك أن تتزوج ها بغ ي‬
‫مهطر إن شئت ذلك‪ .‬وهذه الَيطة توال فيهطا شرطان‪ ,‬كقوله تعال إخبارا عطن نوح عليطه‬
‫السلم أنه قال لقومه {ول ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان ال يريد أن‬
‫يغويكم} وكقول موسى عليه السلم {يا قوم إن كنتم آمنتم بال فعليه توكلوا إن كنتم‬
‫مسططلمي} وقال ههنططا‪{ :‬وامرأة مؤمنططة إن وهبططت نفسططها للنططب} الَيططة‪.‬‬
‫و قد قال المام أح د‪ :‬حدث نا إ سحاق‪ ,‬أخب نا مالك عن أ ب حازم عن سهل بن سعد‬
‫ال ساعدي أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم جاء ته امرأة فقالت‪ :‬يا ر سول ال إ ن قد‬
‫وه بت نف سي لك‪ ,‬فقا مت قياما طويلً‪ ,‬فقام ر جل فقال‪ :‬يا ر سول ال زوجني ها إن ل‬
‫يكن لك با حاجة‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬هل عندك من شيء تصدقها‬
‫إياه ؟» فقال‪ :‬مطا عندي إل إزاري هذا‪ ,‬فقال رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم‪« :‬إن‬
‫أعطيتهطا إزارك جلسطت ل إزار لك‪ ,‬فالتمطس شيئا» فقال‪ :‬ل أجطد شيئا‪ ,‬فقال «التمطس‬
‫ولو خاتا من حد يد» فالت مس فلم ي د شيئا‪ ,‬فقال له ال نب صلى ال عل يه و سلم‪ « :‬هل‬
‫معك من القرآن شيء ؟» قال‪ :‬نعم سورة كذا وسورة كذا ط السور يسميها ط فقال له‬
‫النب صلى ال عليه وسلم‪« :‬زوجتكها با معك من القرآن» أخرجاه من حديث مالك‪.‬‬
‫وقال المام أحدط‪ :‬حدثنطا عفان‪ ,‬حدثنطا مرحوم‪ ,‬سطعت ثابتا يقول‪ :‬كنطت مطع أنطس‬
‫جال سا وعنده اب نة له‪ ,‬فقال أ نس‪ :‬جاءت امرأة إل ال نب صلى ال عل يه و سلم فقالت‪ :‬يا‬
‫نب ال هل لك ف حا جة ؟ فقالت ابن ته‪ :‬ما كان أ قل حياء ها‪ ,‬فقال‪ « :‬هي خ ي م نك‬
‫رغبت ف النب فعرضت عليه نفسها» انفرد بإخراجه البخاري من حديث مرحوم بن عبد‬
‫العز يز عن ثا بت البنا ن عن أ نس به‪ .‬وقال أح د أيضا‪ :‬حدث نا ع بد ال بن بك ي‪ ,‬حدث نا‬
‫سنان بن ربيعة عن الضرمي عن أنس بن مالك أن امرأة أتت النب صلى ال عليه وسلم‬
‫فقالت‪ :‬يا رسول ال ابنة ل كذا وكذا‪ ,‬فذكرت من حسنها وجالا فآثرتك با‪ ,‬فقال‪:‬‬

‫‪673‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫«قد قبلتها» فلم تزل تدحها حت ذكرت أنا ل تصدع ول تشك شيئا قط‪ ,‬فقال‪« :‬ل‬
‫حاجططططططططة ل فطططططططط ابنتططططططططك» ل يرجوه‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا منصور بن أب مزاحم‪ ,‬حدثنا ابن أ ب الوضاح‬
‫يعن ممد بن مسلم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت‪ :‬الت وهبت نفسها للنب‬
‫صلى ال عليه وسلم خولة بنت حكيم وقال ابن وهب عن سعيد بن عبد الرحن وابن أب‬
‫الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه‪ :‬أن خولة بنت حكيم بن الوقص من بن سليم كانت‬
‫من اللت وهب أنفسهن لرسول ال صلى ال عليه وسلم وف رواية له عن سعيد بن عبد‬
‫الرحن عن هشام عن أبيه‪ :‬كنا نتحدث أن خولة بنت حكيم كانت وهبت نفسها لرسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم وكانت امرأة صالة‪ .‬فيحتمل أن أم سليم هي خولة بنت حكيم‬
‫أو هطططططططططططططططططططططططططططططي امرأة أخرى‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا ممد بن إساعيل الحسي‪ ,‬حدثنا وكيع‪ ,‬حدثنا موسى بن‬
‫عبيدة عن ممد بن كعب وعمربن الكم وعبد ال بن عبيدة قالوا‪ :‬تزوج رسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم ثلث عشرة امرأة‪ ,‬ستا من قر يش‪ :‬خدي ة وعائ شة وحف صة وأم حبي بة‬
‫و سودة وأم سلمة‪ ,‬وثلثا من ب ن عا مر بن صعصعة‪ ,‬وامرأت ي من ب ن هلل بن عا مر‪:‬‬
‫ميمونطة بنطت الارث وهطي التط وهبطت نفسطها لل نب صطلى ال عليطه وسطلم وزينطب أم‬
‫الساكي‪ ,‬وامرأة من بن بكر بن كلب من القرظيات‪ ,‬وهي الت اختارت الدنيا‪ ,‬وامرأة‬
‫من بن الون وهي الت استعاذت منه‪ ,‬وزينب بنت جحش السدية‪ ,‬والسبيتي صفية بنت‬
‫حيي بن أخطب وجويرية بنت الارث بن عمرو بن الصطلق الزاعية‪ .‬وقال سعيد بن أب‬
‫عروبة عن قتادة عن ابن عباس {وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنب} قال‪ :‬هي ميمونة‬
‫بنت الارث‪ ,‬فيه انقطاع‪ ,‬هذا مرسل‪ ,‬والشهور أن زينب الت كانت تدعى أم الساكي‬
‫هي زينب بنت خزية النصارية‪ ,‬وقد ماتت عند النب صلى ال عليه وسلم ف حياته‪ ,‬فال‬
‫أعلم‪ .‬والغرض من هذا أن اللت وهب أنفسهن للنب صلى ال عليه وسلم كثي‪ ,‬كما قال‬
‫البخاري‪ :‬حدثنا زكريا بن يي‪ ,‬حدثنا أبو أسامة قال‪ :‬حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن‬
‫عائشة قالت‪ :‬كنت أغار من اللت وهب أنفسهن للنب صلى ال عليه وسلم وأقول‪ :‬أتب‬

‫‪674‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الرأة نف سها ؟ فل ما أنزل ال تعال‪{ :‬تر جي من تشاء من هن وتؤوي إل يك من تشاء و من‬
‫ابتغيطت منط عزلت فل جناح عليطك} قلت‪ :‬مطا أرى ربطك إل يسطارع فط هواك‪.‬‬
‫وقد قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا علي بن السي‪ ,‬حدثنا ممد بن منصور العفي‪ ,‬حدثنا‬
‫يونس بن بكي عن عنبسة بن الزهر عن ساك عن عكرمة عن ابن عباس قال‪ :‬ل يكن‬
‫ع ند ر سول ال صلى ال عل يه و سلم امرأة وه بت نف سها له‪ .‬ووراه ا بن جر ير عن أ ب‬
‫كر يب عن يو نس بن بك ي‪ ,‬أي أ نه ل يق بل واحدة م ن وه بت نف سها له وإن كان ذلك‬
‫مباحا له ومصطوصا بطه‪ ,‬لنطه مردود إل مشيئتطه‪ ,‬كمطا قال ال تعال‪{ :‬إن أراد النطب أن‬
‫يسططططططططططططططططططططططططتنكحها} أي إن اختار ذلك‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬خال صة لك من دون الؤمن ي} قال عكر مة أي ل ت ل الوهو بة لغيك‪,‬‬
‫ولو أن امرأة وهبت نفسها لرجل ل تل له حت يعطيها شيئا‪ ,‬وكذا قال ماهد والشعب‬
‫وغيها‪ ,‬أي أنا إذا فوضت الرأة نفسها إل رجل فإنه مت دخل با وجب عليه لا مهر‬
‫مثلها‪ ,‬ك ما ح كم به ر سول ال صلى ال عليه وسلم ف بروع بنت وا شق ل ا فوضت‪,‬‬
‫فح كم ل ا ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ب صداق مثل ها ل ا تو ف عنها زوج ها‪ ,‬والوت‬
‫والدخول سواء ف تقرير الهر وثبوت مهر الثل ف الفوضة لغي النب صلى ال عليه وسلم‪,‬‬
‫فأما هو عليه الصلة والسلم فإنه ل يب عليه للمفوضة شيء ولو دخل با‪ ,‬لن له أن‬
‫يتزوج بغي صداق ول ول‪ ,‬ول شهود‪ ,‬كما ف قصة زينب بنت جحش رضي ال عنها‪,‬‬
‫ولذا قال قتادة ف قوله‪{ :‬خالصة لك من دون الؤمني} يقول‪ :‬ليس ل مرأة تب نفسها‬
‫ططلم‪.‬‬ ‫ططه وسط‬ ‫ططلى ال عليط‬ ‫ططب صط‬ ‫ططر إل للنط‬‫طط ول ول مهط‬ ‫ططل بغيط‬‫لرجط‬
‫وقوله تعال‪{ :‬قد علمنا ما فرضنا عليهم ف أزواجهم وما ملكت أيانم} قال أب بن‬
‫ك عب وما هد وال سن وقتادة وا بن جر ير ف قوله‪ { :‬قد علم نا ما فرض نا علي هم ف‬
‫أزواج هم} أي من ح صرهم ف أر بع ن سوة حرائر‪ ,‬و ما شاؤوا من الماء واشتراط الول‬
‫والهر والشهود عليهم‪ ,‬وهم المة وقد رخصنا لك ف ذلك فلم نوجب عليك شيئا منه‬
‫ططك حرج وكان ال غفورا رحيما}‪.‬‬ ‫{لكيل يكون عليط‬

‫‪675‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ك مَن تَشَآءُ َومَ ِن اْبَتغَيْ تَ مِ ّم ْن عَزَلْ تَ َفلَ ُجنَا حَ‬ ‫** تُرْجِي مَن تَشَآءُ ِمْنهُ ّن َوُت ْؤوِ يَ إَِليْ َ‬
‫ضيْ َن بِمَآ آَتيَْتهُ نّ كُّلهُ ّن وَاللّ ُه َيعْلَ ُم مَا فِي‬
‫عََليْ كَ ذَلِ كَ أَ ْدَنىَ أَن َتقَرّ َأعُْيُنهُ ّن وَلَ َيحْزَ ّن َويَرْ َ‬
‫ط عَلِيما حَلِيما‬ ‫ط وَكَانططططططططَ اللّهططططططط ُ‬ ‫قلُوِبكُمططططططط ْ‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن بشر‪ ,‬حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي‬
‫ال عنها أنا كانت تغي من النساء اللت وهب أنفسهن لرسول ال صلى ال عليه وسلم‪,‬‬
‫قالت‪ :‬أل ت ستحي الرأة أن تعرض نفسها بغ ي صداق ؟ فأنزل ال عز و جل {ترجي من‬
‫تشاء من هن وتؤوي إل يك من تشاء} الَ ية‪ ,‬قالت‪ :‬إ ن أرى ر بك ي سارع لك ف هواك‪.‬‬
‫وقد تقدم أن البخاري رواه من حديث أب أسامة عن هشام بن عروة‪ ,‬فدل هذا على أن‬
‫الراد بقوله‪{ :‬ترجي} أي تؤخر {من تشاء منهن} أي من الواهبات {وتؤوي إليك من‬
‫تشاء} أي من شئت قبلتها ومن شئت رددت ا‪ ,‬و من رددتا فأ نت فيها أيضا باليار ب عد‬
‫ذلك إن شئت عدت فيهطا فآويتهطا‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬ومطن ابتغيطت منط عزلت فل جناح‬
‫عليططططططططططططططططططططططططططططططططططك}‪.‬‬
‫قال عامر الشعب ف قوله تعال‪{ :‬ترجي من تشاء منهن} الَية‪ ,‬كن نساء وهب أنفسهن‬
‫لل نب صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬فد خل ببعض هن وأر جأ بعض هن ل ينك حن بعده‪ ,‬من هن أم‬
‫شريك وقال آخرون‪ :‬بل الراد بقوله {ترجي من تشاء منهن} الَية‪ ,‬أي من أزواجك ل‬
‫حرج عل يك أن تترك الق سم ل ن‪ ,‬فتقدم من شئت وتؤ خر من شئت‪ ,‬وتا مع من شئت‬
‫وتترك من شئت‪ ,‬هكذا يروى عن ا بن عباس وما هد وال سن وقتادة وأ ب رز ين وع بد‬
‫الرحن بن زيد بن أسلم وغيهم‪ ,‬ومع هذا كان النب صلى ال عليه وسلم يقسم لن‪,‬‬
‫ولذا ذهب طائفة من الفقهاء من الشافعية وغيهم إل أنه ل يكن القسم واجبا عليه صلى‬
‫ال عليطططططه وسطططططلم‪ ,‬واحتجوا بذه الَيطططططة الكريةططططط‪.‬‬
‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا حبان بن موسى‪ ,‬حدثنا عبد ال هو ابن البارك‪ ,‬وأخبنا عاصم‬
‫الحول عن معاذ عن عائ شة أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ :‬كان ي ستأذن ف اليوم‬
‫الرأة م نا ب عد أن أنزلت هذه الَ ية {تر جي من تشاء من هن وتؤوي إل يك من تشاء و من‬
‫ابتغيت من عزلت فل جناح عليك} فقلت لا‪ :‬ما كنت تقولي ؟ فقالت‪ :‬كنت أقول إن‬
‫كان ذلك إل فإ ن ل أر يد يا ر سول ال أن أو ثر عل يك أحدا‪ ,‬فهذا الد يث عن ها يدل‬

‫‪676‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫على أن الراد مطن ذلك عدم وجود القسطم‪ ,‬وحديثهطا الول يقتضطي أن الَيطة نزلت فط‬
‫الواهبات‪ ,‬ومن ههنا اختار ابن جرير أن الَية عامة ف الواهبات وف النساء‪ ,‬اللت عنده‬
‫أنه مي فيهن إن شاء قسم وإن شاء ل يقسم‪ ,‬وهذا الذي اختاره حسن جيد قوي‪ ,‬وفيه‬
‫ج ع ب ي الحاد يث‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ذلك أد ن أن ت قر أعين هن ول يزن ويرض ي ب ا‬
‫آتيتهن كلهن} أي إذا علمن أن ال قد وضع عنك الرج ف القسم‪ ,‬فإن شئت قسمت‬
‫وإن شئت ل تقسم‪ ,‬ل جناح عليك ف أي ذلك فعلت‪ ,‬ث مع هذا أن تقسم لن اختيارا‬
‫م نك‪ ,‬ل أ نه على سبيل الوجوب‪ ,‬فر حن بذلك وا ستبشرن به‪ ,‬وحلن جيلك ف ذلك‪,‬‬
‫واعتر فن بن تك علي هن ف ق سمتك ل ن وت سويتك بين هن وإن صافك ل ن وعدلك في هن‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وال يعلم ما ف قلوبكم} أي من اليل إل بعضهن دون بعض ما ل يكن‬
‫دفعه‪ ,‬كما قال المام أحد‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬حدثنا حاد بن سلمة عن أيوب عن أب قلبة‬
‫عن عبد ال بن يزيد عن عائشة قالت‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقسم بي‬
‫نسطائه فيعدل‪ ,‬ثط يقول‪« :‬اللهطم هذا فعلي فيمطا أملك‪ ,‬فل تلمنط فيمطا تلك ول أملك»‬
‫ورواه أهل السنن الربعة من حديث حاد بن سلمة‪ ,‬وزاد أبو داود بعد قوله «فل تلمن‬
‫في ما تلك ول أملك» يع ن القلب‪ .‬وإ سناده صحيح‪ ,‬ورجاله كل هم ثقات‪ ,‬ولذا ع قب‬
‫طر‪.‬‬‫طرائر {حليما} أي يلم ويغفط‬ ‫ذلك بقوله تعال‪{ :‬وكان ال عليما} أي بضمائر السط‬

‫سُنهُنّ إِ ّل مَا‬
‫جبَ كَ حُ ْ‬
‫ج وََلوْ أَعْ َ‬
‫ك النّ سَآ ُء مِن بَعْ ُد وَلَ أَن َتبَدّ َل ِبهِ ّن مِ نْ أَ ْزوَا ٍ‬
‫حلّ لَ َ‬
‫** ّل يَ ِ‬
‫ط عََلىَ كُ ّل َشيْءٍ رّقِيبا‬
‫ط يَمِينُكطططططَ وَكَانطططططَ اللّهطططط ُ‬ ‫مََلكَتطططط ْ‬
‫ذكر غي واحد من العلماء كابن عباس وماهد والضحاك وقتادة وابن زيد وابن جرير‬
‫وغي هم‪ ,‬أن هذه الَ ية نزلت مازاة لزواج ال نب صلى ال عل يه و سلم ورضا عن هن على‬
‫حسن صنيعهن ف اختيارهن ال ورسوله والدار الَخرة لا خيهن رسول ل صلى ال عليه‬
‫وسلم كما تقدم ف الَية‪ ,‬فلما اخترن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان جزاؤهن أن‬
‫ال تعال قصره عليهن‪ ,‬وحرم عليه أن يتزوج بغيهن أو يستبدل بن أزواجا غيهن‪ ,‬ولو‬
‫أعجبه حسنهن إل الماء والسراري فل حرج عليه فيهن‪ ,‬ث إنه تعال رفع عنه الرج ف‬

‫‪677‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ذلك ونسخ حكم هذه الَية‪ ,‬وأباح له التزوج‪ ,‬ولكن ل يقع منه بعد ذلك تزوج لتكون‬
‫طططن‪.‬‬ ‫طططلم عليهط‬ ‫طططه وسط‬ ‫طططلى ال عليط‬ ‫طططول ال صط‬ ‫طططة لرسط‬ ‫النط‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا سفيان عن عمرو عن عطاء عن عائشة رضي ال عنها قالت‪ :‬ما‬
‫مات رسول ال صلى ال عليه وسلم حت أحل ال له النساء‪ ,‬ورواه أيضا من حديث ابن‬
‫جر يج عن عطاء عن عب يد بن عم ي عن عائ شة‪ ,‬ورواه الترمذي والن سائي ف سننيهما‪,‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو زرعة‪ ,‬حدثنا عبد الرحن بن عبد اللك بن شيبة‪ ,‬حدثن‬
‫عمر بن أب بكر‪ ,‬حدثن الغية بن عبد الرحن الزاعي عن أب النضر مول عمر بن عبيد‬
‫ال عن عبد ال بن وهب بن زمعة عن أم سلمة أنا قالت‪ :‬ل يت رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم ح ت أ حل ال له أن يتزوج من الن ساء ما شاء إل ذات مرم‪ ,‬وذلك قول ال‬
‫تعال‪{ :‬تر جي من تشاء من هن} الَ ية فجعلت هذه نا سخة لل ت بعد ها ف التلوة كآي ت‬
‫عدة الوفاة فطططط البقرة‪ ,‬الول ناسططططخة للتطططط بعدهططططا‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معن الَية {ل يل لك النساء من بعد} أي من بعد ما ذكرنا لك من‬
‫صفة النساء اللت أحللنا لك من نسائك‪ ,‬اللت آتيت أجورهن وما ملكت يينك وبنات‬
‫العم والعمات والال والالت والواهبة وما سوى ذلك من أصناف النساء فل يل لك‪,‬‬
‫وهذا ما روي عن أب بن كعب وماهد ف رواية عنه‪ ,‬وعكرمة والضحاك ف رواية‪ ,‬وأب‬
‫رز ين ف روا ية ع نه‪ ,‬وأ ب صال وال سن وقتادة ف روا ية‪ ,‬وال سدي وغي هم‪ ,‬قال ا بن‬
‫جرير‪ :‬حدثنا يعقوب‪ ,‬حدثنا ابن علية عن داود بن أب هند‪ ,‬حدثن ممد بن أب موسى‬
‫عن زياد عن رجل من النصار قال‪ :‬قلت لب بن كعب‪ :‬أرأيت لو أن أزواج النب صلى‬
‫ال عليه وسلم توفي أما كان له أن يتزوج ؟ فقال‪ :‬وما ينعه من ذلك ؟ قال‪ :‬قلت قول‬
‫ال تعال‪{ :‬ل ي ل لك الن ساء من ب عد} فقال‪ :‬إن ا أ حل ال له ضربا من الن ساء‪ ,‬فقال‬
‫تعال‪{ :‬يا أيها النب إنا أحللنا لك أزواجك ط إل قوله تعال ط إن وهبت نفسها للنب}‬
‫ث قيل له‪{ :‬ل يل لك النساء من بعد} ورواه عبد ال بن أحد من طرق عن داود به‪.‬‬
‫وروى الترمذي عن ا بن عباس قال‪ :‬ن ي ر سول ال صلى ال عل يه و سلم عن أ صناف‬
‫الن ساء إل ما كان من الؤمنات الهاجرات بقوله تعال‪{ :‬ل ي ل لك الن ساء من ب عد ول‬
‫أن تبدل ب ن من أزواج ولو أعج بك ح سنهن إل ما مل كت يي نك} فأ حل ال فتيات كم‬

‫‪678‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الؤمنات‪ ,‬وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنب وحرم كل ذات دين غي السلم‪ ,‬ث قال‪:‬‬
‫طططة‪.‬‬ ‫طططط عمله} الَيط‬ ‫طططد حبط‬ ‫طططر باليان فقط‬ ‫طططن يكفط‬ ‫{ومط‬
‫وقال تعال‪ { :‬يا أي ها ال نب إ نا أحلل نا لك أزوا جك الل ت آت يت أجور هن ط إل قوله‬
‫تعال ط خال صة لك من دون الؤمن ي} وحرم ما سوى ذلك من أ صناف الن ساء‪ ,‬وقال‬
‫ماهد {ل يل لك النساء من بعد} أي من بعد ما سي لك من مسلمة ول يهودية ول‬
‫نصرانية ول كافرة وقال أبو صال {ل يل لك النساء من بعد} أمر أن ل يتزوج أعرابية‬
‫ول عربية‪ ,‬ويتزوج بعد من نساء تامة وما شاء من بنات العم والعمة والال والالة إن‬
‫شاء ثلثائة‪ .‬وقال عكرمطة {ل يلط لك النسطاء مطن بعطد} أي التط سطى ال‪.‬‬
‫واختار ا بن جر ير رح ه ال‪ :‬أن الَ ية عا مة في من ذ كر من أ صناف الن ساء‪ ,‬و ف الن ساء‬
‫اللوات ف عصمته وكن تسعا‪ ,‬وهذا الذي قاله جيد‪ ,‬ولعله مراد كثي من حكينا عنه من‬
‫ال سلف‪ ,‬فإن كثيا من هم روى ع نه هذا وهذا ول منافاة‪ ,‬وال أعلم‪ .‬ث أورد ا بن جر ير‬
‫على نفسه ما روي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم طلق حفصة ث راجعها! وعزم على‬
‫فراق سودة حت وهبت يومها لعائشة‪ ,‬ث أجاب بأن هذا كان قبل نزول قوله تعال‪{ :‬ل‬
‫ي ل لك من الن ساء من ب عد ول أن تبدل ب ن من أزواج} الَ ية‪ ,‬وهذا الذي قاله من أن‬
‫هذا كان قبل نزول الَية صحيح‪ ,‬ولكن ل يتاج إل ذلك‪ ,‬فإن الَية إنا دلت على أنه ل‬
‫يتزوج بن عدا اللوات ف عصمته وأنه ل يستبدل بن غيهن‪ ,‬ول يدل ذلك على أنه ل‬
‫يطلق واحدة منهن من غي استبدال‪ ,‬فال أعلم‪ ,‬فأما قضية سودة ففي الصحيح عن عائشة‬
‫ر ضي ال تبارك وتعال عن ها و هي سبب نزول قوله تعال‪{ :‬وإن امرأة خا فت من بعل ها‬
‫نشوزا أو إعراضا فل جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا} الَية‪ ).‬وأما قضية حفصة‬
‫فروى أبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان ف صحيحه من طرق عن يي بن زكريا‬
‫بن أب زائدة‪ ,‬عن صال بن صال بن حيي عن سلمة بن كهيل عن سعيد بن جبي‪ ,‬عن‬
‫ا بن عباس عن ع مر أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم طلق حف صة ث راجع ها‪ ,‬وهذا‬
‫إسناد قوي‪ .‬وقال الافظ أبو يعلى‪ :‬حدثنا أبو كريب‪ ,‬حدثنا يونس بن بكي عن العمش‬
‫عن أب صال عن ابن عمر قال‪ :‬دخل عمر على حفصة وهي تبكي‪ ,‬فقال‪ :‬ما يبكيك ؟‬

‫‪679‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لعل رسول ال صلى ال عليه وسلم طلقك‪ ,‬إنه قد كان طلقك مرة ث راجعك من أجلي‪,‬‬
‫وال لئن كان طلقططك مرة أخرى ل أكلمططك أبدا‪ ,‬ورجاله على شرط الصططحيحي‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ول أن تبدل ب ن من أزواج ولو أعج بك ح سنهن} فنهاه عن الزيادة إن‬
‫طلق واحدة من هن‪ ,‬وا ستبدال غي ها ب ا‪ ,‬إل ما مل كت يي نه‪ ,‬و قد روى الا فظ أ بو ب كر‬
‫البزار حديثا مناسبا ذكره ههنا‪ ,‬فقال‪ :‬حدثنا إبراهيم بن نصر‪ ,‬حدثنا مالك بن إساعيل‪,‬‬
‫حدثنا عبد السلم بن حرب عن إسحاق بن عبد ال القرشي‪ ,‬عن زيد بن أسلم عن عطاء‬
‫بطن يسطار عطن أبط هريرة قال‪ :‬كان البدل فط الاهليطة أن يقول الرجطل للرجطل‪ :‬بادلنط‬
‫امرأتك‪ :‬وأبادلك بامرات‪ ,‬أي تنل ل عن امرأتك وأنزل لك عن امرأت‪ ,‬فأنزل ال {ول‬
‫أن تبدل بن من أزواج ولو أعجبك حسنهن} قال فدخل عيينة بن حصن الفزاري على‬
‫ال نب صلى ال عل يه و سلم وعنده عائ شة‪ ,‬فد خل بغ ي إذن‪ ,‬فقال له ر سول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فأين الستئذان ؟» فقال‪ :‬يارسول ال ما استأذنت على رجل من مضر منذ‬
‫أدر كت‪ ,‬ث قال‪ :‬من هذه المياء إل جن بك ؟ فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪:‬‬
‫«هذه عائشة أم الؤمني» قال‪ :‬أفل أنزل لك عن أحسن اللق ؟ قال «يا عيينة إن ال قد‬
‫حرم ذلك» فل ما أن خرج قالت عائ شة‪ :‬من هذا ؟ قال «هذا أح ق مطاع‪ ,‬وإ نه على ما‬
‫ترين لسيد قومه» ث قال البزار‪ :‬إسحاق بن عبد ال لي الديث جدا‪ ,‬وإنا ذكرناه لنا ل‬
‫ططططه‪.‬‬ ‫ططططا العلة فيط‬ ‫ططططه وبينط‬ ‫ططططن هذا الوجط‬ ‫ططططه إل مط‬ ‫نفظط‬

‫** َيَأّيهَا الّذِي نَ آ َمنُواْ َل تَدْ ُخلُوْا ُبيُو تَ الّنبِ يّ إِلّ أَن ُيؤْذَ نَ َلكُ مْ إَِل َى طَعَا ٍم َغيْ َر نَاظِرِي نَ ِإنَا هُ‬
‫سَتأْنِسِيَ ِلحَدِي ثٍ إِ نّ ذَِلكُ مْ كَا نَ‬ ‫وَلَ طكِنْ إِذَا ُدعِيتُ مْ فَادْ ُخلُواْ فَِإذَا َطعِ ْمتُ مْ فَاْنتَشِرُواْ وَ َل مُ ْ‬
‫حيِي مِ َن الْحَ ّق َوإِذَا َسأَلْتُمُوهُ ّن َمتَاعا فَا ْسأَلُوهُنّ‬ ‫ستَ ْ‬‫حيِي مِنكُ ْم وَاللّ هُ َل يَ ْ‬ ‫ستَ ْ‬‫ُيؤْذِي النّبِ يّ َفيَ ْ‬
‫مِن وَرَآءِ حِجَابٍ ذَِلكُمْ َأطْهَرُ ِل ُقلُوبِكُمْ وَقُلُوِبهِ ّن َومَا كَانَ َلكُمْ أَن تؤْذُواْ رَسُولَ اللّ ِه وَلَ أَن‬
‫خفُو هُ‬ ‫ح َواْ أَ ْزوَاجَ ُه مِن بَعْدِ هِ َأبَدا إِ نّ ذَِلكُ مْ كَا َن عِندَ اللّ ِه عَظِيما * إِن ُتبْدُوْا َشيْئا َأ ْو تُ ْ‬ ‫تَنكِ ُ‬
‫ط ِبكُلّ َشيْ ٍء عَلِيما‬ ‫ططططططط َ‬ ‫ططططططططَ كَانط‬ ‫ططططططططّ اللّهط‬ ‫فَإِنط‬
‫هذه آ ية الجاب وفي ها أحكام وآداب شرع ية‪ ,‬و هي م ا وا فق تنيل ها قول ع مر بن‬
‫الطاب رضي ال عنه‪ ,‬كما ثبت ذلك ف الصحيحي عنه أنه قال‪ :‬وافقت رب عز وجل‬

‫‪680‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فط ثلث‪ ,‬قلت‪ :‬يطا رسطول ال لو اتذت مطن مقام إبراهيطم مصطلى‪ ,‬فأنزل ال تعال‪:‬‬
‫{واتذوا من مقام إبراه يم م صلى} وقلت‪ :‬يا ر سول ال إن ن ساءك يد خل علي هن الب‬
‫والفاجر فلو حجبتهن‪ ,‬فأنزل ال آية الجاب‪ ,‬وقلت لزاوج النب صلى ال عليه وسلم لا‬
‫تالن عليه ف الغية {عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيا منكن} فنلت كذلك‪,‬‬
‫وفطط روايططة لسططلم ذكططر أسططارى بدر وهططي قضيططة رابعططة‪.‬‬
‫وقد قال البخاري‪ :‬حدثنا مسدد عن يي عن حيد عن أنس بن مالك قال‪ :‬قال عمر بن‬
‫الطاب‪ :‬يا ر سول ال يد خل عل يك الب والفا جر‪ ,‬فلو أمرت أمهات الؤمن ي بالجاب‪,‬‬
‫فأنزل ال آ ية الجاب‪ ,‬وكان و قت نزول ا ف صبيحة عرس ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم بزينب بنت جحش السدية الت تول ال تعال تزويها بنفسه‪ ,‬وكان ذلك ف ذي‬
‫القعدة من السنة الامسة ف قول قتادة والواقدي وغيها‪ ,‬وزعم أبو عبيدة معمر بن الثن‬
‫وخليفططططة بططططن خياط أن ذلك كان فطططط سططططنة ثلث‪ ,‬فال أعلم‪.‬‬
‫قال البخاري‪ :‬حدثنا ممد بن عبد ال الرقاشي‪ ,‬حدثنا معتمر بن سليمان‪ ,‬سعت أب‪,‬‬
‫حدثنا أبو ملز عن أنس بن مالك رضي ال عنه قال ل ا تزوج رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم زي نب ب نت ج حش‪ ,‬دعا القوم فطعموا‪ ,‬ث جل سوا يتحدثون‪ ,‬فإذا هو يته يأ للقيام‬
‫فلم يقوموا‪ ,‬فلما رأى ذلك قام‪ ,‬فلما قام‪ ,‬قام من قام وقعد ثلثة نفر‪ ,‬فجاء النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ليدخل‪ ,‬فإذا القوم جلوس‪ ,‬ث إنم قاموا فانطلقوا‪ ,‬فجئت فأخبت النب صلى‬
‫ال عليه وسلم أنم قد انطلقوا فجاء حت دخل‪ ,‬فذهبت أدخل فألقى الجاب بين وبينه‬
‫فأنزل ال تعال‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا ل تدخلوا بيوت النب إل أن يؤذن لكم إل طعام غي‬
‫ناظر ين إناه ول كن إذا دعي تم فادخلوا فإذا طعم تم فانتشروا} الَ ية‪ ,‬و قد رواه أي ضا ف‬
‫موضطع آخطر‪ ,‬ومسطلم والنسطائي مطن طرق عطن معتمطر بطن سطليمان بطه‪.‬‬
‫ث رواه البخاري منفردا به من حديث أيوب عن أب قلبة‪ ,‬عن أنس بن مالك رضي ال‬
‫عنه بنحوه‪ ,‬ث قال‪ :‬حدثنا أبو معمر‪ ,‬حدثنا عبد الوارث‪ ,‬حدثنا عبد العزيز بن صهيب‬
‫عن أ نس بن مالك قال‪ :‬ب ن ال نب صلى ال عل يه و سلم زي نت ب نت ج حش ب بز ول م‪,‬‬
‫فأرسطلت على الطعام داعيا‪ ,‬فيجيطء قوم فيأكلون ويرجون‪ ,‬ثط ييطء قوم فيأكلون‬
‫ويرجون‪ ,‬فدعوت ح ت ما أ جد أحدا أدعوه‪ ,‬فقلت‪ :‬يار سول ال ما أ جد أحدا أدعوه‪,‬‬

‫‪681‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال «ارفعوا طعامكم»‪ .‬وبقي ثلثة رهط يتحدثون ف البيت فخرج النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ,‬فانطلق إل حجرة عائشة رضي ال عنها فقال‪« :‬السلم عليكم أهل البيت ورحة‬
‫ال وبركاته» قالت‪ :‬وعليك السلم ورحة ال‪ ,‬كيف وجدت أهلك يا رسول ال ؟ بارك‬
‫ال لك ؟ فتقرى ح جر ن سائه كل هن يقول ل ن ك ما يقول لعائ شة‪ ,‬ويقلن له ك ما قالت‬
‫عائشة‪ ,‬ث رجع النب صلى ال عليه وسلم فإذا ثلثة رهط ف البيت يتحدثون‪ ,‬وكان النب‬
‫صلى ال عليه وسلم شديد الياء‪ ,‬فخرج منطلقا نو حجرة عائشة‪ ,‬فما أدري أخبته أم‬
‫أخطب أن القوم خرجوا‪ ,‬فرجطع حتط إذا وضطع رجله فط أسطكفة الباب داخله والخرى‬
‫خارجة‪ ,‬أرخى الستر بين وبينه‪ ,‬وأنزل آية الجاب‪ .‬انفرد به البخاري من بي أصحاب‬
‫الكتب الستة سوى النسائي ف اليوم والليلة من حديث عبد الوارث‪ ,‬ث رواه عن إسحاق‬
‫هو ا بن من صور عن ع بد ال بن ب كر ال سهمي عن ح يد عن أ نس بن حو ذلك‪ ,‬وقال‬
‫رجلن‪ :‬انفرد به من هذا الوجه‪ ,‬وقد تقدم ف أفراد مسلم من حديث سليمان بن الغية‬
‫عططططططططن ثابططططططططت عططططططططن أنططططططططس‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب حدثنا أبو الظفر‪ ,‬حدثنا جعفر بن سليمان عن العد أب‬
‫عثمان اليشكري عن أ نس بن مالك قال‪ :‬أعرس ر سول ال صلى ال عل يه و سلم بب عض‬
‫نسائه‪ ,‬فصنعت أم سليم حيسا ث جعلته ف تور فقالت‪ :‬اذهب بذا إل رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم وأقرئه من السلم وأخبه أن هذا منا له قليل‪ ,‬قال أنس‪ :‬والناس يومئذ ف‬
‫جهطد‪ ,‬فجئت بطه فقلت‪ :‬يارسطول ال بعثطت بذا أم سطليم إليطك‪ ,‬وهطي تقرئك السطلم‬
‫وتقول‪ :‬أخبه أن هذا منا له قليل‪ ,‬فنظر إليه ث قال «ضعه» فوضعته ف ناحية البيت ث‬
‫قال‪« :‬اذهب فادع ل فلنا وفلنا» فسمى رجالً كثيا وقال «ومن لقيت من السلمي»‬
‫فدعوت من قال ل ومن لقيت من السلمي‪ ,‬فجئت والبيت والصفة والجرة ملى من‬
‫الناس‪ ,‬فقلت‪ :‬يطا أبطا عثمان كطم كانوا ؟ فقال‪ :‬كانوا زهاء ثلثائة‪ .‬قال أنطس‪ :‬فقال ل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم «جىء به» فجئت به إليه فوضع يده عليه ودعا وقال «ما‬
‫شاء ال» ث قال«ليتحلق عشرة عشرة‪ ,‬ولي سموا‪ ,‬وليأ كل كل إن سان م ا يل يه» فجعلوا‬
‫ي سمون ويأكلون ح ت أكلوا كل هم‪ ,‬فقال ل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «ارف عه»‬
‫قال‪ :‬فجئت فأخذت التور‪ ,‬فنظرت فيطه فمطا أدري أهطو حيط وضعطت أكثطر أم حيط‬

‫‪682‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أخذت ؟ قال‪ :‬وتلف رجال يتحدثون ف ب يت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم وزوج‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ال ت د خل ب ا مع هم مول ية وجه ها إل الائط‪ ,‬فأطالوا‬
‫الديث‪ ,‬فشقوا على رسول ال صلى ال عليه وسلم وكان أشد الناس حياء‪ ,‬ولو أعلموا‬
‫كان ذلك علي هم عزيزا‪ ,‬فقام ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬فخرج ف سلم على حجره‬
‫وعلى ن سائه‪ ,‬فل ما رأوه قد جاء ظنوا أن م قد ثقلوا عل يه‪ ,‬ابتدروا الباب فخرجوا‪ ,‬وجاء‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم حت أرخى الستر ودخل البيت وأنا ف الجرة‪ ,‬فمكث‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ف بيته يسيا وأنزل ال عليه القرآن‪ ,‬فخرج وهو يتلو هذا‬
‫الَ ية { يا أي ها الذ ين آمنوا ل تدخلوا بيوت ال نب} الَيات‪ ,‬قال أ نس‪ :‬فقرأ هن علي ق بل‬
‫الناس‪ ,‬فأنا أحدث الناس بن عهدا‪ ,‬وقد رواه مسلم والترمذي والنسائي جيعا عن قتيبة‬
‫عن جع فر بن سليمان به‪ ,‬وقال الترمذي‪ :‬ح سن صحيح‪ ,‬وعل قه البخاري ف كتاب‬
‫النكاح‪ ,‬فقال‪ :‬وقال إبراهيم بن طهمان عن العد أب عثمان عن أنس فذكر نوه‪ .‬ورواه‬
‫م سلم أيضا عن ممد بن رافع عن عبد الرزاق عن مع مر عن ال عد به‪ ,‬وقد روى هذا‬
‫الديث عبد ال بن البارك عن شريك عن بيان بن بشر عن أنس بنحوه‪ ,‬ورواه البخاري‬
‫والترمذي من طريقي آخرين عن بيان بن بشر الحسي الكوف عن أنس بنحوه‪ ,‬ورواه‬
‫ا بن أ ب حا ت أيضا من حد يث أ ب نضرة العبدي عن أ نس بن مالك بن حو ذلك‪ ,‬ول‬
‫يرجوه‪ ,‬ورواه ابن جرير من حديث عمرو بن سعيد ومن حديث الزهري عن أنس بنحو‬
‫ذلك‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا بز وهاشم بن القاسم قال‪ :‬حدثنا سليمان بن الغية عن ثابت‬
‫عن أنس قال‪ :‬لا انقضت عدة زينب قال رسول ال صلى ال عليه وسلم لزيد‪« :‬اذهب‬
‫فاذكر ها علي» قال‪ :‬فانطلق ز يد ح ت أتاها ط قال ط و هي ت مر عجين ها‪ ,‬فل ما رأيت ها‬
‫عظمت ف صدري‪ ,‬وذكر تام الديث كما قدمناه عند قوله تعال‪{ :‬فلما قضى زيد منها‬
‫وطرا} وزاد ف آخره ب عد قوله‪ :‬وو عظ القوم ب ا وعظوا به‪ .‬قال ها شم ف حدي ثه {ل‬
‫تدخلوا بيوت ال نب إل أن يؤذن ل كم} الَ ية‪ .‬و قد أخر جه م سلم والن سائي من حد يث‬
‫سطططططططططططططططليمان بطططططططططططططططن الغية‪.‬‬

‫‪683‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثن أحد بن عبد الرحن بن أخي ابن وهب‪ ,‬حدثن عمي عبد ال‬
‫بن وهب‪ ,‬حدثن يونس عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت‪ :‬إن أزواج النب صلى ال‬
‫عليه وسلم كن يرجن بالليل إذا تبزن إل الناصع ط وهو صعيد أفيح ط وكان عمر‬
‫يقول لرسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬احجب نساءك‪ ,‬فلم يكن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ليفعل‪ ,‬فخرجت سودة بنت زمعة زوج رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وكانت‬
‫امرأة طويلة‪ ,‬فناداهطا عمطر بصطوته العلى‪ :‬قطد عرفناك ياسطودة حرصطا على أن ينل‬
‫الجاب‪ ,‬قالت‪ :‬فأنزل ال الجاب‪ ,‬هكذا وقطع فط هذه الروايطة‪ ,‬والشهور أن هذا كان‬
‫بعطططططططططططططططططططططططططططططد نزول الجاب‪.‬‬
‫كما رواه المام أحد والبخاري ومسلم من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة‬
‫رضطي ال عنهطا قالت‪ :‬خرجطت سطودة بعدمطا ضرب الجاب لاجتهطا‪ ,‬وكانطت امرأة‬
‫جسيمة‪ ,‬ل تفى على من يعرفها‪ ,‬فرآها عمر بن الطاب فقال‪ :‬ياسودة أما وال ما تفي‬
‫علينا‪ ,‬فانظري كيف ترجي ؟ قالت‪ :‬فانكفأت راجعة ورسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ف بي ت وإ نه ليتع شى و ف يده عرق‪ ,‬فدخلت فقالت‪ :‬يار سول ال إ ن خر جت لب عض‬
‫حاجت‪ ,‬فقال ل عمر‪ :‬كذا وكذا‪ ,‬قالت‪ :‬فأوحى ال إليه‪ ,‬ث رفع عنه وإن العرق ف يده‬
‫ما وضعه‪ ,‬فقال «إنه قد أذن لكن أن ترجن لاجتكن» لفظ البخاري‪ ,‬فقوله تعال‪{ :‬ل‬
‫تدخلوا بيوت النب} حظر على الؤمني أن يدخلوا منازل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫بغي إذن كما كانوا قبل ذلك يصنعون ف بيوتم ف الاهلية وابتداء السلم‪ ,‬حت غار ال‬
‫لذه المة فأمرهم بذلك‪ ,‬وذلك من إكرامه تعال هذه المة ولذا قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪« :‬إياكم والدخول على النساء» الديث‪ ,‬ث استثن من ذلك فقال تعال‪{:‬إل‬
‫أن يؤذن ل كم إل طعام غ ي ناظر ين إناه} قال ما هد وقتادة وغيه ا‪ :‬أي غ ي متحين ي‬
‫نضجه واستواءه‪ ,‬أي ل ترقبوا الطعام إذا طبخ حت إذا قارب الستواء تعرضتم للدخول‪,‬‬
‫فإن هذا م ا يكر هه ال ويذ مه‪ ,‬وهذا دل يل على تر ي التطف يل و هو الذي ت سميه العرب‬
‫الضيفن‪ ,‬وقد صنف الطيب البغدادي ف ذلك كتابا ف ذم الطفيليي‪ ,‬وذكر من أخبارهم‬
‫أشياء يطول إيرادهطططططططططططططططططططططططططططططا‪.‬‬

‫‪684‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ث قال تعال‪{ :‬ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا} وف صحيح مسلم عن‬
‫ابن عمر رضي ال عنهما قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إذا دعا أحدكم أخاه‬
‫فلي جب عر سا كان أو غيه» وأ صله ف ال صحيحي‪ ,‬و ف ال صحيح أيضا عن ر سول ال‬
‫صطلى ال عليطه وسطلم «لو دعيطت إل ذراع لجبطت ولو أهدي إل كراع لقبلت‪ ,‬فإذا‬
‫فرغتم من الذي دعيتم إليه فخففوا عن أهل النل وانتشروا ف الرض» ولذا قال تعال‪:‬‬
‫«ول مستأنسي لديث} أي كما وقع لولئك النفر الثلثة الذين استرسل بم الديث‪,‬‬
‫ونسوا أنفسهم حت شق ذلك على رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬إن‬
‫ذلكم كان يؤذي النب فيستحيي منكم} وقيل الراد إن دخولكم منله بغي إذنه كان يشق‬
‫عليه ويتأذى به‪ ,‬ولكن كان يكره أن ينهاهم عن ذلك من شدة حيائه عليه ال سلم حت‬
‫أنزل ال عل يه الن هي عن ذلك‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وال ل ي ستحيي من ال ق} أي ولذا‬
‫ططططططه‪.‬‬ ‫ططططططم عنط‬ ‫ططططططن ذلك وزجركط‬ ‫ططططططم عط‬ ‫ناكط‬
‫ث قال تعال‪{ :‬وإذا سألتموهن متاعا فا سألوهن من وراء حجاب} أي وك ما نيت كم‬
‫عن الدخول عليهن كذلك ل تنظروا إليهن بالكلية‪ ,‬ولو كان لحدكم حاجة يريد تناولا‬
‫منهن‪ ,‬فل ينظر إليهن ول يسألن حاجة إل من وراء حجاب‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا‬
‫أب‪ ,‬حدثنا ابن أب عمر‪ ,‬حدثنا سفيان عن مسعر عن موسى بن أب كثي عن ماهد عن‬
‫عائشة قالت‪ :‬كنت آكل مع النب صلى ال عليه وسلم حيسا ف قعب‪ ,‬فمر عمر فدعاه‬
‫فأكل‪ ,‬فأصابت إصبعه إصبعي‪ ,‬فقال حسن أو أوه لو أطاع فيكن ما رأتكن ع ي‪ ,‬فنل‬
‫الجاب {ذل كم أط هر لقلوب كم وقلوب ن} أي هذا الذي أمرت كم به وشرع ته ل كم من‬
‫الجاب أطهططططططططططططططر وأطيططططططططططططططب‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وما كان لكم أن تؤذوا رسول ال ول أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا‬
‫إن ذلكم كان عند ال عظيما} قال بن أب حات‪ :‬حدثنا علي بن السي‪ ,‬حدثنا ممد بن‬
‫أب حاد‪ ,‬حدثنا مهران عن سفيان عن داود بن أب هند عن عكرمة عن ابن عباس ف قوله‬
‫تعال‪{ :‬و ما كان ل كم أن تؤذوا ر سول ال} قال‪ :‬نزلت ف ر جل هم أن يتزوج ب عض‬
‫نساء النب صلى ال عليه وسلم بعده‪ ,‬قال رجل لسفيان‪ :‬أهي عائشة ؟ قال‪ :‬قد ذكروا‬
‫ذلك‪ ,‬وكذا قال مقاتل بن حيان وعبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ ,‬وذكر بسنده عن السدي‬

‫‪685‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إن الذي عزم على ذلك طل حة بن عب يد ال ر ضي ال ع نه‪ ,‬ح ت نزل الت نبيه على تر ي‬
‫ذلك‪ ,‬ولذا اجتمع العلماء قاطبة على أن من توف عنها ر سول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫من أزواجه أنه يرم على غيه تزوجها من بعده‪ ,‬لنن أزواجه ف الدنيا والخرة وأمهات‬
‫الؤمني كما تقدم‪ ,‬واختلفوا فيمن دخل با ث طلقها ف حياته‪ :‬هل يل لغيه أن يتزوجها‬
‫؟ على قوليط مأخذهاط هطل دخلت هذه فط عموم قوله {مطن بعده} أم ل ؟ فأمطا مطن‬
‫تزوجها ث طلقها قبل أن يدخل با‪ ,‬فما نعلم ف حلها لغيه والالة هذه نزاعا‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثن ممد بن الثن‪ ,‬حدثنا عبد الوهاب‪ ,‬حدثنا داود عن عامر أن‬
‫نب ال صلى ال عل يه و سلم مات و قد ملك قيلة اب نة الش عث ط يع ن ا بن ق يس ط‬
‫فتزوجها عكرمة بن أب جهل بعد ذلك‪ ,‬فشق ذلك على أب بكر مشقة شديدة‪ ,‬فقال له‬
‫عمر‪ :‬ياخليفة رسول ال إنا ليست من نسائه‪ ,‬إنا ل ييها رسول ال ول يجبها‪ ,‬وقد‬
‫برأها ال منه بالردة الت ارتدت مع قومها‪ :‬قال‪ :‬فاطمأن أبو بكر رضي ال عنه وسكن‪,‬‬
‫وقد عظم ال تبارك وتعال ذلك‪ ,‬وشدد فيه وتوعد عليه بقوله‪{ :‬إن ذلكم كان عند ال‬
‫عظيما} ثط قوله تعال‪{ :‬إن تبدوا شيئا أو تفوه فإن ال كان بكطل شيطء عليما} أي‬
‫مه ما تك نه ضمائر كم وتنطوي عل يه سرائركم‪ ,‬فإن ال يعل مه‪ ,‬فإ نه ل ت فى عل يه خاف ية‬
‫{يعلم خائنططططة العيطططط ومططططا تفططططي الصططططدور}‪.‬‬

‫ح عََلْيهِ نّ فِ يَ آبَآِئهِ ّن وَلَ أَْبنَآِئهِ نّ وَلَ إِ ْخوَاِنهِ نّ وَلَ َأْبنَآءِ ِإ ْخوَاِنهِ ّن وَلَ أَْبنَآ ِء‬
‫** لّ ُجنَا َ‬
‫أَ َخوَاِتهِ نّ وَلَ نِ سَآئِهِ ّن وَ َل مَا َمَلكَ تْ َأيْمَاُنهُ نّ وَاّتقِيَ اللّ هَ إِ نّ اللّ هَ كَا نَ عََلىَ كُ ّل َشيْءٍ‬
‫َشهِيدا‬
‫لاط أمطر تبارك وتعال النسطاء بالجاب مطن الجانطب‪ ,‬بيط أن هؤلء القارب ل يبط‬
‫الحتجاب من هم‪ ,‬ك ما ا ستثناهم ف سورة النور ع ند قوله تعال‪{ :‬ول يبد ين زينت هن إل‬
‫لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانن أو بن إخوانن‬
‫أو بن أخواتن أو نسائهن أو ما ملكت أيانن أو التابعي غي أول الربة من الرجال أو‬
‫الطفل الذين ل يظهروا على عورات النساء} وفيها زيادات على هذه‪ ,‬وقد تقدم تفسيها‬
‫والكلم عليهططططا باطططط أغنطططط عططططن إعادتططططه ههنططططا‪.‬‬

‫‪686‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقد سأل بعض السلف فقال‪ :‬ل ل يذكر العم والال ف هاتي الَيتي ؟ فأجاب عكرمة‬
‫والشعب بأنما ل يذكرا لنما قد يصفان ذلك لبنيهما‪ .‬قال ابن جرير‪ :‬حدثن ممد بن‬
‫الث ن‪ ,‬حدث نا حجاج بن منهال‪ ,‬حدث نا حاد‪ ,‬حدث نا داود عن الش عب وعكر مة ف قوله‬
‫تعال‪{ :‬ل جناح علي هن ف آبائ هن} الَ ية‪ ,‬قلت‪ :‬ما شأن ال عم والال ل يذكرا ؟ قال‬
‫لن ما ينعتان ما لبنائه ما وكر ها أن ت ضع خار ها ع ند خال ا وعم ها‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬ول‬
‫نسطائهن} يعنط بذلك عدم الحتجاب مطن النسطاء الؤمنات‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬ومطا ملكطت‬
‫أيانن} يعن به أرقاءهن من الذكور والناث كما تقدم التنبيه عليه وإيراد الديث فيه‪,‬‬
‫قال سعيد بن السيب‪ :‬إنا يعن به الماء فقط‪ ,‬رواه ابن أب حات‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬واتقي‬
‫ال إن ال كان على كل شيء شهدا} أي واخشينه ف اللوة والعلنية‪ ,‬فإنه شهيد على‬
‫كطططل شيطططء‪ ,‬ل تفطططى عليطططه خافيطططة فراقبططط الرقيطططب‪.‬‬

‫صلّوْا عََليْ هِ وَ سَلّمُوْا تَ سْلِيما‬


‫لِئكَطتَ ُه يُ صَلّونَ عَلَى النّبِ ّي َيأَّيهَا الّذِي نَ آ َمنُواْ َ‬
‫** إِ نّ اللّ َه َومَ َ‬
‫قال البخاري‪ :‬قال أبو العالية‪ :‬صلة ال تعال ثناؤه عليه عند اللئكة‪ ,‬وصلة اللئكة‬
‫الدعاء‪ .‬وقال ابطن عباس‪ :‬يصطلون يطبكون‪ ,‬هكذا علقطه البخاري عنهمطا‪ ,‬وقطد رواه أبطو‬
‫جع فر الرازي عن الرب يع بن أ نس عن أ ب العال ية كذلك‪ ,‬وروي مثله عن الرب يع أيضا‪,‬‬
‫وروى علي بن أب طلحة عن ابن عباس كما قاله سواء‪ ,‬رواها ابن أب حات‪ :‬وقال أبو‬
‫عيسى الترمذي‪ :‬وروي عن سفيان الثوري وغي واحد من أهل العلم‪ ,‬قالوا‪ :‬صلة الرب‬
‫الرحةطططططط‪ ,‬وصططططططلة اللئكططططططة السططططططتغفار‪.‬‬
‫ث قال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا عمرو الودي‪ ,‬حدث نا وك يع عن الع مش عن عمرو بن‬
‫مرة‪ ,‬قال العمش أراه عن عطاء بن أب رباح {إن ال وملئكته يصلون على النب} قال‪:‬‬
‫صلته تبارك وتعال سبوح قدوس‪ ,‬سبقت رح ت غ ضب والق صود من هذه الَ ية أن ال‬
‫سطبحانه وتعال أخطب عباده بنلة عبده ونطبيه عنده فط الل العلى بأنطه يثنط عليطه عنطد‬
‫اللئكطة القربيط‪ ,‬وأن اللئكطة تصطلي عليطه‪ ,‬ثط أمطر تعال أهطل العال السطفلي بالصطلة‬
‫والتسطليم عليطه‪ ,‬ليجتمطع الثناء عليطه مطن أهطل العاليط‪ :‬العلوي والسطفلي جيعا‪.‬‬

‫‪687‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقد قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا علي بن السي‪ ,‬حدثنا أحد بن عبد الرحن‪ ,‬حدثن أب‬
‫عن أبيه عن أشعث بن إسحاق عن جعفر يعن ابن الغية‪ ,‬عن سعيد بن جبي عن ابن‬
‫عباس أن بن إسرائيل قالوا لوسى عليه السلم‪ :‬هل يصلي ربك ؟ فناداه ربه عز وجل‪ :‬يا‬
‫موسى سألوك هل يصلي ربك‪ ,‬فقل‪ :‬نعم أنا أصلي وملئكت على أنبيائي ورسلي‪ ,‬فأنزل‬
‫ال عز وجل على نبيه صلى ال عليه وسلم {إن ال وملئكته يصلون على النب يا أيها‬
‫الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما}‪ .‬وقد أخب سبحانه وتعال بأنه يصلي على عباده‬
‫الؤمنيط فط قوله تعال‪{ :‬يطا أيهطا الذيطن آمنوا اذكروا ال ذكرا كثيا * وسطبحوه بكرة‬
‫وأصيلً * هو الذي يصلي عليكم وملئكته} الَية وقال تعال‪{ :‬وبشر الصابرين الذين إذا‬
‫أ صابتهم م صيبة قالوا إ نا ل وإ نا إل يه راجعون * أولئك علي هم صلوات من رب م} الَ ية‪,‬‬
‫وف الديث «إن ال وملئكته يصلون على ميامن الصفوف»‪ ,‬وف الديث الَخر «اللهم‬
‫صل على آل أب أوف» وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم لمرأة جابر وقد سألته أن‬
‫ي صلي علي ها وعلى زوج ها « صلى ال عل يك وعلى زو جك»‪ ,‬و قد جاءت الحاد يث‬
‫التواترة عن رسول ال صلى ال عليه وسلم بال مر بالصلة عليه‪ ,‬وكيفية الصلة عليه‪,‬‬
‫وننططط نذكطططر منهطططا إن شاء ال مطططا تيسطططر وال السطططتعان‪.‬‬
‫قال البخاري ع ند تف سي هذه الَ ية‪ :‬حدث نا سعيد بن ي ي بن سعيد‪ ,‬أخب نا أ ب عن‬
‫مسعر عن الكم عن ابن أب ليلى‪ .‬عن كعب بن عجرة قال‪ :‬قيل يارسول ال أما السلم‬
‫عليك فقد عرفناه‪ ,‬فكيف الصلة ؟ قال‪« :‬قولوا اللهم صلى على ممد وعلى آل ممد‪,‬‬
‫ك ما صليت على آل إبراه يم ‪ ,‬إ نك ح يد م يد‪ ,‬الل هم بارك على م مد وعلى آل م مد‪,‬‬
‫كمطططا باركطططت على آل إبراهيطططم‪ ,‬إنطططك حيطططد ميطططد»‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن جعفر‪ ,‬حدثنا شعبة عن الكم قال‪ :‬سعت ابن أب‬
‫ليلى قال‪ :‬لقين كعب بن عجرة فقال‪ :‬أل أهدي لك هدية ؟ خرج علينا رسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم فقل نا‪ :‬يا ر سول ال قد علم نا أو عرف نا ك يف ال سلم عل يك‪ ,‬فك يف‬
‫الصطلة ؟ فقال‪« :‬قولوا اللهطم صطل على ممطد وعلى آل ممطد‪ ,‬كمطا صطليت على آل‬
‫إبراهيم ‪ ,‬إنك حيد ميد‪ ,‬اللهم بارك على ممد وعلى آل ممد‪ ,‬كما باركت على آل‬
‫إبراهيم‪ ,‬إنك حيد ميد» وهذا الديث قد أخرجه الماعة ف كتبهم من طرق متعددة‬

‫‪688‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عن الكم وهو ابن عتيبة‪ ,‬زاد البخاري وعبد ال بن عيسى كلها عن عبد الرحن بن‬
‫أبططططططططططططططططططططططططططططططط ليلى فذكره‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا السن بن عرفه‪ ,‬حدثنا هشيم بن بشي عن يزيد بن أب زياد‪,‬‬
‫حدث نا ع بد الرح ن بن أ ب ليلى عن ك عب بن عجرة قال‪ :‬ل ا نزلت {إن ال وملئك ته‬
‫يصلون على النب يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما}‪ ,‬قال‪ :‬قلنا يا رسول ال‬
‫قد علمنا السلم عليك‪ ,‬فكيف الصلة عليك‪ ,‬قال «قولوا اللهم صل على ممد وعلى آل‬
‫م مد‪ ,‬ك ما صليت على إبراه يم وعلى آل إبراه يم‪.‬إ نك ح يد م يد‪ ,‬وبارك على م مد‬
‫وعلى آل م مد‪ ,‬ك ما بار كت على إبراه يم وعلى آل إبراهي هم‪ ,‬إ نك ح يد م يد» وكان‬
‫عبد الرحن بن أب ليلى يقول وعلينا معهم‪ .‬ورواه الترمذي بذه الزيادة‪ ,‬ومعن قولم أما‬
‫السلم عليك فقد عرفناه هو الذي ف التشهد‪ ,‬الذي كان يعلمهم إياه كما كان يعلمهم‬
‫طه‪.‬‬‫طب ورحةط ال وبركاتط‬ ‫طا النط‬
‫طك أيهط‬‫طورة مطن القرآن‪ ,‬وفيطه السطلم عليط‬ ‫السط‬
‫(حديث آخر) قال البخاري‪ :‬حدثنا عبد ال بن يوسف‪ ,‬حدثنا الليث عن ابن الاد عن‬
‫ع بد ال بن خباب‪ ,‬عن أ ب سعيد الدري ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قل نا يا ر سول ال هذا‬
‫ال سلم‪ ,‬فكيف ن صلي عليك ؟ قال «قولوا الل هم صل على م مد عبدك ورسولك‪ ,‬ك ما‬
‫صطليت على آل إبراهيطم‪ ,‬وبارك على ممطد وعلى آل ممطد‪ ,‬كمطا باركطت على آل‬
‫إبراه يم» قال أ بو صال عن الل يث‪ :‬على م مد وعلى آل م مد ك ما بار كت على آل‬
‫إبراهيم‪ .‬حدثنا إبراهيم بن حزة‪ ,‬حدثنا ابن أب حازم والداوردي عن يزيد يعن ابن الاد‬
‫قال‪ :‬ك ما صليت على إبراه يم‪ ,‬وبارك على م مد وآل م مد ك ما بار كت على إبراه يم‬
‫طه‪.‬‬‫طن الاد بط‬‫طث ابط‬ ‫طن حديط‬ ‫طه مط‬‫طن ماجط‬ ‫طائي وابط‬‫طه النسط‬
‫طم‪ .‬وأخرجط‬ ‫وآل إبراهيط‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬قرأت على عبد الرحن مالك عن عبد ال بن أب بكر‬
‫عن أبيه عن عمرو بن سليم أنه قال‪ :‬أخبن أبو حيد الساعدي أنم قالوا‪ :‬يا رسول ال‬
‫كيف نصلي عليك ؟ قال «قولوا اللهم صل على ممد وأزواجه وذريته‪ ,‬كما صليت على‬
‫إبراه يم‪ ,‬وبارك على م مد وأزوا جه وذري ته ك ما بار كت على آل إبراه يم‪ ,‬إ نك ح يد‬
‫ميطد» وقطد أخرجطه بقيطة الماعطة سطوى الترمذي مطن حديطث مالك بطه‪.‬‬

‫‪689‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫(حديث آخر) قال مسلم‪ :‬حدثنا يي بن يي التميمي قال‪ :‬قرأت على مالك عن نعيم‬
‫بن عبد ال الجمر أخبن ممد بن عبد ال بن زيد النصاري قال‪ :‬وعبد ال بن زيد هو‬
‫الذي كان أري النداء بال صلة‪ ,‬أ خبه عن أ ب م سعود الن صاري قال‪ :‬أتا نا ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ونن ف ملس سعد بن عبادة‪ ,‬فقال له بشي بن سعد‪ :‬أمرنا ال أن‬
‫نصلي عليك يا رسول ال‪ ,‬فكيف نصلي عليك ؟ قال‪ :‬فسكت رسول ال حت تنينا أنه‬
‫ل يسأله‪ ,‬ث قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬قولوا اللهم صل على ممد وعلى آل‬
‫ممد كما صليت على آل إبراهيم‪ ,‬وبارك على ممد وعلى آل ممد‪ ,‬كما باركت على‬
‫آل إبراه يم ف العال ي‪ ,‬إ نك ح يد م يد‪ ,‬وال سلم ك ما قد علم تم» و قد رواه أ بو داود‬
‫والترمذي والن سائي وا بن جر ير من حد يث مالك به‪ .‬وقال الترمذي‪ :‬ح سن صحيح‪.‬‬
‫وروى المام أحد وأبو داود والنسائي وابن خزية وابن حبان والاكم ف مستدركه من‬
‫حديث ممد بن إسحاق‪ ,‬عن ممد بن إبراهيم التيمي عن ممد بن عبد ال بن زي بن‬
‫عبد ربه‪ ,‬عن أب مسعود البدري أنم قالوا‪ :‬يارسول ال أما السلم فقد عرفناه‪ ,‬فكيف‬
‫ن صلي عل يك إذا ن ن صلينا ف صلتنا ؟ فقال «قولوا‪ :‬الل هم صل على م مد وعلى آل‬
‫ممد» وذكره ورواه الشافعي رحه ال ف مسنده عن أ ب هريرة بثله‪ ,‬ومن ههنا ذهب‬
‫الشافعي رحه ال إل أنه يب على الصلي أن يصلي على رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ف التش هد الخ ي‪ ,‬فإن تر كه ل ت صح صلته‪ ,‬و قد شرع ب عض التأخر ين من الالك ية‬
‫وغيهم يشنع على المام الشافعي ف اشتراطه ذلك ف الصلة‪ ,‬ويزعم أنه قد تفرد بذلك‪,‬‬
‫وح كى الجاع على خل فه أ بو جع فر ال طبي والطحاوي والطا ب وغي هم في ما نقله‬
‫القا ضي عياض عن هم‪ ,‬و قد تع سف هذا القائل ف رده على الشاف عي‪ ,‬وتكلف ف دعواه‬
‫الجاع ف ذلك‪ ,‬وقال ما ل ي ط به علما‪ ,‬فإ نا قد روي نا وجوب ذلك وال مر بال صلة‬
‫على رسول ال صلى ال عليه وسلم ف الصلة‪ ,‬كما هو ظاهر الَية‪ ,‬ومفسر بذا الديث‬
‫عن جاعة من الصحابة منهم ابن مسعود وأبو مسعود البدري وجابر بن عبد ال‪ ,‬ومن‬
‫التابعي‪ :‬الشعب وأبو جعفر الباقر ومقاتل بن حيان‪ ,‬وإليه ذهب الشافعي ل خلف عنه ف‬
‫ذلك ول ب ي أ صحابه أيضا‪ ,‬وإل يه ذ هب المام أح د أخيا في ما حكاه ع نه أ بو زر عة‬
‫الدمش قي به‪ ,‬و به قال إسحاق بن راهوية والفقيه المام م مد بن إبراه يم العروف با بن‬

‫‪690‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الواز الالكي رحهم ال‪ ,‬حت إن بعض أئمة النابلة أوجب أن يقال ف الصلة عليه صلى‬
‫ال عليه وسلم كما علمهم أن يقولوا لا سألوه‪ ,‬وحت إن بعض أصحابنا أوجب الصلة‬
‫على آله في ما حكاه البندني جي و سليم الرازي و صاحبه ن صر بن إبراه يم القد سي‪ ,‬ونقله‬
‫إمام الرمي وصاحبه الغزال قولً عن الشافعي‪ .‬والصحيح أنه وجه على أن المهور على‬
‫خلفطه‪ ,‬وحكوا الجاع على خلفطه‪ ,‬وللقول بوجوبطه ظواهطر الديطث وال أعلم‪.‬‬
‫والغرض أن الشافعي رحه ال يقول بوجوب الصلة على النب صلى ال عليه وسلم ف‬
‫الصلة سلفا وخلفا كما تقدم‪ ,‬ول المد والنة‪ ,‬فل إجاع على خلفه ف هذه السألة ل‬
‫قديا ول حديثا‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وم ا يؤ يد ذلك الد يث الَ خر الذي رواه المام أح د وأ بو‬
‫داود والترمذي وصححه‪ ,‬والنسائي وابن خزية وابن حبان ف صحيحيهما من رواية حيوة‬
‫بن شريح الصري عن أب هانء حيد بن هانء عن عمرو بن مالك أب علي النب عن‬
‫فضالة بن عب يد رضي ال عنه قال‪ :‬سع ر سول ال صلى ال عليه و سلم رجلً يدعو ف‬
‫صلته ل ي جد ال ول ي صل على ال نب‪ ,‬فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «ع جل‬
‫هذا» ث دعاه فقال له أو لغيه «إذا صلى أحدكم فليبدأ بتمجيد ال عز وجل والثناء عليه‪,‬‬
‫ث لي صل على النب ث ليدع ب عد با شاء» وكذا الديث الذي رواه ا بن ماجه من رواية‬
‫عبد الهيمن بن عباس بن سهل بن سعد الساعدي عن أبيه عن جده عن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم أنه قال «ل صلة لن ل وضوء له‪ ,‬ول وضوء لن ل يذكر اسم ال عليه‪,‬‬
‫ول صلة لن ل يصل على النب‪ ,‬ول صلة لن ل يب النصار» ولكن عبد الهيمن هذا‬
‫متروك وقد رواه الطبان من رواية أخيه أب بن عباس‪ ,‬ولكن ف ذلك نظر‪ ,‬وإنا يعرف‬
‫مططططططن روايططططططة عبططططططد الهيمططططططن‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا يزيد بن هارون‪ ,‬أخبنا إساعيل عن أب داود‬
‫العمى عن بريدة قال‪ :‬قلنا يارسول ال قد علمنا كيف نسلم عليك‪ ,‬فكيف نصلي عليك‬
‫؟ قال «قولوا‪ :‬اللهم اجعل صلواتك ورحتك وبركاتك على ممد وعلى آل ممد‪ ,‬كما‬
‫جعلت ها على إبراه يم وآل إبراه يم‪ ,‬إ نك حيطد م يد» أ بو داود الع مى ا سه نفيطع بن‬
‫الارث‪ ,‬متروك‪.‬‬

‫‪691‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫(حديث آخر) موقوف‪ .‬رويناه من طريق سعيد بن منصور ويزيد بن هارون وزيد بن‬
‫الباب‪ ,‬ثلثتهم عن نوح بن قيس‪ :‬حدثنا سلمة الكندي أن عليا رضي ال عنه كان يعلم‬
‫الناس هذا الدعاء‪ :‬اللهطم داحطي الدحوات‪ ,‬وبارىء السطموكات‪ ,‬وجبار القلوب على‬
‫فطرتا‪ :‬شقيها وسعيدها‪ ,‬اجعل شرائف صلواتك‪ ,‬ونوامي بركاتك‪ ,‬وفضائل آلئك‪ ,‬على‬
‫م مد عبدك ور سولك الفا تح ل ا أغلق‪ ,‬والا ت ل ا سبق‪ ,‬والعلن ال ق بال ق‪ ,‬والدا مغ‬
‫ليشات الباطيل‪ ,‬كما حل فاضطلع بأمرك لطاعتك‪ ,‬مستوفزا ف مرضاتك غي نكل ف‬
‫قدم‪ ,‬ول واهن ف عزم‪ ,‬واعيا لوحيك‪ ,‬حافظا لعهدك‪ ,‬ماضيا على نفاذ أمرك حت أورى‬
‫قب سا لقا بس‪ ,‬آلء ال ت صل بأهله أسبابه‪ ,‬به هد يت القلوب ب عد خوضات الف ت وال ث‪,‬‬
‫وأبجط موضحات العلم‪ ,‬ونائرات الحكام‪ ,‬ومنيات السطلم‪ ,‬فهطو أمينطك الأمون‪,‬‬
‫وخازن علمك الخزون‪ ,‬وشهيدك يوم الدين‪ ,‬وبعيثك نعمة‪ ,‬ورسولك بالق رحة‪ ,‬اللهم‬
‫اف سح له ف عدنك‪ ,‬واجزه مضاعفات ال ي من فضلك‪ ,‬مهنآت غ ي مكدرات‪ ,‬من فوز‬
‫ثوابك الحلول وجز يل عطائك الجمول‪ ,‬الل هم أعل على بناء البان ي بنيانه‪ .‬وأكرم مثواه‬
‫لديك ونزله‪ ,‬وأتم له نوره واجزه من ابتعاثك له مقبول الشهادة‪ ,‬مرضي القالة ذا منطق‬
‫عدل‪ ,‬وخ طة ف صل‪ ,‬وح جة وبرهان عظ يم‪ ,‬هذا مشهور من كلم علي ر ضي ال ع نه‪,‬‬
‫وقد تكلم عليه ابن قتيبة ف مشكل الديث‪ ,‬وكذا أبو السي أحد بن فارس اللغوي ف‬
‫جزء ج عه ف ف ضل ال صلة على ال نب صلى ال عل يه و سلم إل أن ف إ سناده نظرا‪ .‬قال‬
‫شيخنا الافظ أبو الجاج الزي‪ :‬سلمة الكندي هذا ليس بعروف ول يدرك عليا‪ ,‬كذا‬
‫قال‪ ,‬وقد روى الافظ أبو القاسم الطبان هذا الثر عن ممد بن علي الصائغ عن سعيد‬
‫بن منصور‪ :‬حدثنا نوح بن قيس عن سلمة الكندي قال‪ :‬كان علي رضي ال عنه يعلمنا‬
‫الصطلة على النطب صطلى ال عليطه وسطلم فيقول‪ :‬اللهطم داحطي الدحوات‪ ,‬وذكره‪.‬‬
‫(حديث آخر) موقوف قال ابن ماجه‪ :‬حدثنا السي بن بيان حدثنا زياد بن عبد ال‪,‬‬
‫حدثنا السعودي عن عون بن عبد ال عن أب فاختة‪ ,‬عن السود بن يزيد عن عبد ال بن‬
‫م سعود ر ضي ال ع نه قال‪ :‬إذا صليتم على ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬فأح سنوا‬
‫ال صلة عل يه‪ ,‬فإن كم ل تدرون ل عل ذلك يعرض عل يه‪ ,‬قال‪ :‬فقالوا له علم نا‪ ,‬قال‪ :‬قولوا‪:‬‬
‫اللهم اجعل صلواتك ورحتك وبركاتك على سيد الرسلي‪ ,‬وإمام التقي‪,‬وخات النبيي‪,‬‬

‫‪692‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫م مد عبدك ورسولك‪ ,‬إمام الي وقائد ال ي‪ ,‬ورسول الرحة‪ ,‬الل هم ابعثه مقاما ممودا‬
‫يغب طه بطه الولون والَخرون‪ ,‬الل هم صطل على م مد وعلى آل م مد ك ما صليت على‬
‫إبراه يم وعلى آل إبراه يم إ نك ح يد م يد الل هم بارك على م مد وعلى آل م مد ك ما‬
‫باركت على إبراهيم وعلى أل إبراهيم‪ ,‬إنك حيد ميد‪ ,‬وهذا موقوف‪ ,‬وقد روى إساعيل‬
‫القاضطي عطن عبطد ال بطن عمرو أو عمطر على الشطك مطن الراوي قريبا مطن هذا‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال ابن جرير‪ :‬حدثنا أبو كريب‪ ,‬حدثنا مالك بن إساعيل‪ ,‬حدثنا أبو‬
‫إ سرائيل عن يو نس بن خباب قال‪ :‬خطب نا بفارس فقال {إن ال وملئك ته ي صلون على‬
‫ال نب يا أي ها الذ ين آمنوا صلوا عل يه و سلموا ت سليما} فقال‪ :‬أنبأ ن من سع ا بن عباس‬
‫يقول‪ :‬هكذا أنزل‪ ,‬فقلنا‪ :‬أو قالوا يا رسول ال علمنا السلم عليك‪ ,‬فكيف الصلة عليك‬
‫؟ قال «اللهم صل على ممد وعلى آل ممد‪ ,‬كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم‪,‬‬
‫إ نك ح يد م يد‪ ,‬وار حم ممدا وآل م مد‪ ,‬ك ما رح ت آل إبراه يم‪ ,‬إ نك ح يد م يد‪,‬‬
‫وبارك على ممد وعلى آل ممد‪ ,‬كما باركت على إبراهيم‪ ,‬إنك حيد ميد» فيستدل‬
‫بذا الد يث من ذ هب إل جواز التر حم على ال نب صلى ال عل يه و سلم ك ما هو قول‬
‫المهور‪ ,‬ويعضده حديطث العرابط الذي قال‪ :‬اللهطم ارحنط وممدا‪ ,‬ول ترحطم معنطا‬
‫أحدا‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «لقد حجرت واسعا» وحكى القاضي عياض‬
‫عططن جهور الالكيططة منعططه‪ ,‬قال‪ :‬وأجازه أبططو ممططد بططن أبطط زيططد‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن جعفر‪ ,‬أخبنا شعبة عن عاصم بن عبيد‬
‫ال قال‪ :‬سعت عبد ال بن عامر بن ربيعة يدث عن أبيه قال‪ :‬سعت النب صلى ال عليه‬
‫وسلم يقول‪« :‬من صلى علي صلة‪ ,‬ل تزل اللئكة تصلي عليه ما صلى علي‪ ,‬فليقل عبد‬
‫مططن ذلك أو ليكثططر» ورواه ابططن ماجططه مططن حديططث شعبططة بططه‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال أبو عيسى الترمذي‪ :‬حدثنا بندار‪ ,‬حدثنا ممد بن خالد بن عشمة‪,‬‬
‫حدثن موسى بن يعقوب الزمعي‪ ,‬حدثن عبد ال بن كيسان أن عبد ال بن شداد أخبه‬
‫عن عبد ال بن مسعود أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال «أول الناس ب يوم القيامة‬
‫أكثرهم علي صلة» تفرد بروايته الترمذي رحه ال‪ ,‬ث قال‪ :‬هذا حديث حسن غريب‪.‬‬

‫‪693‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫(حديث آخر) قال إساعيل القاضي‪ :‬حدثنا علي بن عبد ال‪ ,‬حدثنا سفيان عن يعقوب‬
‫بن زيد بن طلحة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬أتان آت من رب فقال ل‪:‬‬
‫ما من ع بد ي صلي عل يك صلة إل صلى ال عل يه ب ا عشرا» فقام إل يه ر جل فقال‪ :‬يا‬
‫رسول ال أل أجعل نصف دعائي لك ؟ قال «إن شئت»‪ .‬قال‪ :‬أل أجعل ثلثي دعائي لك‬
‫؟ قال «إن شئت»‪ .‬قال‪ :‬أل أجعل دعائي لك كله‪ .‬قال «إذن يكفيك ال هم الدنيا وهم‬
‫طنده‪ :‬ل أدري‪.‬‬ ‫طن أسط‬ ‫طفيان عمط‬‫طع لسط‬ ‫طة يقال له منيط‬
‫طخ كان بكط‬ ‫الخرة» فقال شيط‬
‫(حد يث آ خر) قال إ ساعيل القا ضي‪ :‬حدث نا سعيد بن سلم العطار‪ ,‬حدث نا سفيان‬
‫الثوري عن عبد ال بن ممد بن عقيل عن الطفيل بن أب بن كعب عن أبيه قال‪ :‬كان‬
‫رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم يرج فط جوف الليطل فيقول «جاءت الراجفطة تتبعهطا‬
‫الرادفة‪ ,‬جاء الوت با فيه» فقال أب‪ :‬يا رسول ال إن أصلي من الليل‪ ,‬أفأجعل لك ثلث‬
‫صلت ؟ قالرسول ال صلى ال عليه وسلم «الشطر»‪ .‬قال‪ :‬أفأجعل لك شطر صلت ؟‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «الثلثان»‪.‬قال‪ :‬أفأجعل لك صلت كلها ؟ قال «إِذن‬
‫طططططططططططططك كله»‪.‬‬ ‫طططططططططططططر لك ال ذنبط‬ ‫يغفط‬
‫وقد رواه الترمذي بنحوه‪ ,‬فقال‪ :‬حدثنا هناد‪ ,‬حدثنا قبيصة‪ ,‬حدثنا سفيان عن عبد ال‬
‫بن ممد بن عقيل عن الطفيل بن أب بن كعب‪ ,‬عن أبيه قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم إِذا ذهب ثلثا الليل‪ ,‬قام فقال‪« :‬يا أيها الناس اذكروا ال‪ ,‬اذكروا ال‪ ,‬جاءت‬
‫الراجفة تتبعها الرادفة‪ ,‬جاء الوت با فيه‪ ,‬جاء الوت با فيه» قال أَب‪ :‬قلت يا رسول ال‬
‫إِن أكثر الصلة عليك‪ ,‬فكم أجعل لك من صلت ؟ قال «ما شئت» قلت‪ :‬الربع ؟ قال‬
‫«ما شئت‪ ,‬فإن زدت فهو خي لك» قلت‪ :‬فالنصف ؟ قال «ما شئت‪ ,‬فإن زدت فهو‬
‫خ ي لك»‪ .‬قلت فالثلث ي ؟ قال‪ « :‬ما شئت‪ ,‬فإن زدت ف هو خ ي لك» قلت‪ :‬أج عل لك‬
‫صلت كل ها ؟ قال «إِذن تك في ه ك‪ ,‬ويغ فر لك ذن بك» ث قال‪ :‬هذا حد يث ح سن‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬حدثنا سفيان عن عبد ال بن ممد بن عقيل عن الطفيل‬
‫بن أب عن أبيه قال‪ :‬قال رجل‪ :‬يا رسول ال أرأيت إِن جعلت صلت كلها عليك ؟ قال‬
‫«إِذن يكفيطططك ال مطططا أهكططط مطططن دنياك وآخرتطططك»‪.‬‬

‫‪694‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو سلمة منصور بن سلمة الزاعي ويونس هو‬
‫ابن ممد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ليث عن يزيد بن الاد عن عمرو بن أب عمر عن أب الويرث‪,‬‬
‫عن ممد بن جبي بن مطعم عن عبد الرحن بن عوف قال‪ :‬خرج رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم‪ ,‬فاتبع ته ح ت د خل نلً‪ ,‬ف سجد فأطال ال سجود ح ت خ فت أو خش يت أن‬
‫يكون قد توفاه ال أو قبضه‪ ,‬قال فجئت أنظر فرفع رأسه فقال «مالك يا عبد الرحن ؟»‬
‫قال فذكرت ذلك له فقال «إن جب يل عل يه ال سلم قال ل‪ :‬أل أبشرك إن ال عز و جل‬
‫يقول‪ :‬مطن صطلى عليطك صطليت عليطه‪ ,‬ومطن سطلم عليطك سطلمت عليطه»‪.‬‬
‫(طر يق آ خر) قال المام أح د‪ :‬حدث نا أ بو سعيد مول ب ن ها شم‪ ,‬حدث نا سليمان بن‬
‫بلل‪ ,‬حدثنا عمرو بن أب عمرو بن عبد الواحد بن ممد بن عبد الرحن بن عوف عن‬
‫عبد الرحن بن عوف قال‪ :‬قام رسول ال صلى ال عليه وسلم فتوجه نو صدقته‪ ,‬فدخل‬
‫فا ستقبل القبلة‪ ,‬ف خر ساجدا فأطال ال سجود ح ت ظن نت أن ال قد ق بض نف سه في ها‪,‬‬
‫فدنوت م نه ث جل ست‪ ,‬فر فع رأ سه فقال‪ « :‬من هذا ؟» قلت‪ :‬ع بد الرح ن‪ .‬قال « ما‬
‫شأنك ؟» قلت‪ :‬يا رسول ال سجدت سجدة خشيت أن يكون ال قبض روحك فيها‪,‬‬
‫فقال‪« :‬إن جبيل أتان فبشرن أن ال عز وجل يقول لك‪ :‬من صلى عليك صليت عليه‪,‬‬
‫ومن سلم عليك سلمت عليه‪ ,‬فسجدت ل عز وجل شكرا» ورواه إِساعيل بن إِسحاق‬
‫القاضي ف كتابه عن يي بن عبد الميد عن الدراوردي‪ ,‬عن عمرو بن عبد الواحد عن‬
‫أبيطه‪ ,‬عطن عبطد الرحنط بطن عوف بطه‪ ,‬ورواه مطن وجطه آخطر عطن عبطد الرحنط‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال أبو القاسم الطبان‪ :‬حدثنا ممد بن عبد الرحيم بن بي بن عبد ال‬
‫بن معاوية بن بي ريان‪ ,‬حدثنا يي بن أيوب ‪ ,‬حدثن عبد ال بن عمر عن الكم بن‬
‫عتيبة عن إِبراهيم النخعي‪ ,‬عن السود بن يزيد عن عمرو بن الطاب رضي ال عنه قال‪:‬‬
‫خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم لاجة فلم يد أحدا يتبعه‪ ,‬ففزع عمر فأتاه بطهرة‬
‫من خلفه‪ ,‬فوجد النب صلى ال عليه وسلم ساجدا ف مشربة‪ ,‬فتنحى عنه من خلفه حت‬
‫ر فع ال نب صلى ال عل يه و سلم رأ سه‪ ,‬فقال «أح سنت يا ع مر ح ي وجدت ن ساجدا‬
‫فتنحيت عن‪ ,‬إن جبيل أتان فقال‪ :‬من صلى عليك من أمتك واحدة صلى ال عليه عشر‬
‫صلوات ورفعه عشر درجات» وقد اختار هذا الديث الافظ الضياء القدسي ف كتابه‬

‫‪695‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الستخرج على الصحيحي‪ ,‬وقد رواه إساعيل القاضي عن القعنب عن سلمة بن وردان‬
‫عن أنس عن عمر بنحوه ورواه أيضا عن يعقوب بن حيد عن أنس بن عياض عن سلمة‬
‫طن الطاب بنحوه‪.‬‬ ‫طر بط‬
‫طن عمط‬ ‫طن الدثان عط‬ ‫طن أوس بط‬ ‫طن مالك بط‬ ‫طن وردان‪ ,‬عط‬‫بط‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو كامل حدثنا حاد بن سلمة عن ثابت بن‬
‫سليمان مول السن بن علي‪ ,‬عن عبد ال بن أب طلحة عن أبيه أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم جاء ذات يوم والسرور يرى ف وجهه‪ ,‬فقالوا‪ :‬يا رسول ال إِنا لنرى السرور‬
‫ف وجهك‪ ,‬فقال «إنه أتان اللك فقال‪ :‬يا ممد أما يرضيك أن ربك عز وجل يقول‪ :‬إنه‬
‫ل يصلي عليك أحد من أمتك إل صليت عليه عشرا‪ ,‬ول يسلم عليك أحد من أمتك إل‬
‫سلمت عليه عشرا‪ ,‬قلت‪ :‬بلى» ورواه النسائي من حديث حاد بن سلمة به‪ ,‬وقد رواه‬
‫إساعيل القاضي عن إساعيل بن أب أويس عن أخيه عن سليمان بن بلل‪ ,‬عن عبيد ال‬
‫بططن عمططر عططن ثابططت عططن أنططس عططن أبطط طلحططة بنحوه‪.‬‬
‫(طريق أخرى) قال المام أحد‪ :‬حدثنا سريج‪ ,‬حدثنا أبو معشر عن إسحاق بن كعب‬
‫بن عجرة‪ ,‬عن أ ب طل حة الن صاري قال‪ :‬أ صبح ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يوما‬
‫طيب النفس يرى ف وجهه البشر‪ ,‬قالوا‪ :‬يا رسول ال أصبحت اليوم طيب النفس يرى ف‬
‫وجهك البشر‪ ,‬قال «أجل أتان آت من رب عز وجل فقال‪ :‬من صلى عليك من أمتك‬
‫صلة‪ ,‬كتب ال له با عشر حسنات وما عنه عشر سيئات‪ ,‬ورفع له عشر درجات‪ ,‬ورد‬
‫عليطططططه مثلهطططططا» وهذا أيضا إسطططططناد جيطططططد‪ ,‬ول يرجوه‪.‬‬
‫(حديث آخر) روى مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي من حديث إساعيل بن جعفر‬
‫عن العلء بن عبد الرحن عن أبيه‪ ,‬عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليطه وسطلم «مطن صطلى علي واحدة صطلى ال عليطه باط عشرا» قال الترمذي‪ :‬هذا‬
‫حديث حسن صحيح‪ ,‬وف الباب عن عبد الرحن بن عوف وعامر بن ربيعة وعمار وأب‬
‫طلحة وأنس وأب بن كعب‪ .‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا حسي بن ممد‪ ,‬حدثنا شريك عن‬
‫ل يث عن ك عب عن أ ب هريرة‪ ,‬عن ال نب صلى ال عل يه و سلم قال‪ « :‬صلوا علي‪ ,‬فإن ا‬
‫زكاة لكم وسلوا ال ل الوسيلة فإِنا درجة ف أعلى النة‪ ,‬ول ينالا إل رجل‪ ,‬وأرجو أن‬
‫أكون أ نا هو» تفرد به أح د‪ .‬و قد رواه البزار من طر يق ما هد عن أ ب هريرة بنحوه‪,‬‬

‫‪696‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فقال‪ :‬حدثنا ممد بن إِسحاق البكال‪ ,‬حدثنا عثمان بن سعيد حدثنا داود بن علية عن‬
‫ليث عن ماهد عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬صلوا علي فإِنا‬
‫زكاة لكم‪ ,‬وسلوا ال ل الدرجة الوسيلة من النة» فسألناه أو أخبنا فقال «هي درجة ف‬
‫أعلى النة‪ ,‬وهي لرجل‪ ,‬وأرجو أن أكون ذلك الرجل» ف إِسناده بعض من تكلم فيه‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا يي بن إِسحاق‪ ,‬حدثناابن ليعة عن عبد الرحن‬
‫بن مريح الولن‪ ,‬سعت أبا قيس مول عمرو بن العاص‪ ,‬سعت عبد ال بن عمرو يقول‪:‬‬
‫من صلى على رسول ال صلى ال عليه وسلم صلة صلى ال عليه وملئكته با سبعي‬
‫صلة‪ ,‬فليقل عبد من ذلك أو ليكثر‪ ,‬وسعت عبد ال بن عمرو يقول‪ :‬خرج علينا رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم يوما كالودع فقال «أنا ممد النب المي ط قاله ثلث مرات ط‬
‫ول نب بعدي‪ ,‬أوت يت فوا تح الكلم وخوات ه وجوام عه‪ ,‬وعل مت كم خز نة النار وحلة‬
‫العرش وتوز ب‪ ,‬عوفيت وعوفيت أمت‪ ,‬فاسعوا وأطيعوا ما دمت فيكم‪ ,‬فإذا ذهب ب‬
‫ططططططططه»‪.‬‬ ‫ططططططططم بكتاب ال‪ ,‬أحلوا حلله وحرموا حرامط‬ ‫فعليكط‬
‫(حديث آخر) قال أبو داود الطيالسي‪ :‬حدثنا أبو سلمة الراسان‪ ,‬حدثنا أبو إسحاق‬
‫عن أنس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «من ذكرت عنده فليصل علي‪ ,‬ومن‬
‫صلى علي مرة واحدة صلى ال عليه عشرا» ورواه النسائي ف اليوم والليلة من حديث أب‬
‫داود الطيالسي عن أب سلمة وهو الغية بن مسلم الراسان‪ ,‬عن أب إِسحاق عمرو بن‬
‫عبطططططد ال السطططططبيعي عطططططن أنطططططس بطططططه‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن فضيل‪ ,‬حدثنا يونس بن عمرو يعن‬
‫يونس بن أب إسحاق عن بريد بن أب مري عن أنس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم « من صلى علي صلة واحدة صلى ال عل يه ع شر صلوات‪ ,‬و حط ع نه ع شر‬
‫خطيئات»‪.‬‬
‫(حد يث آ خر) قال المام أح د‪ :‬حدث نا ع بد اللك بن عمرو وأبو سعيد‪ ,‬قال حدث نا‬
‫سليمان بن بلل عن عمارة بن غزية عن عبد ال بن علي بن السي‪ ,‬عن أبيه علي بن‬
‫السي عن أبيه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬البخيل من ذكرت عنده ث ل‬
‫يُ ص ّل علي» وقال أ بو سعيد «فلم ي صل علي» ورواه الترمذي من حد يث سليمان بن‬

‫‪697‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بلل‪ ,‬ث قال‪ :‬هذا حديث حسن غريب صحيح‪ ,‬ومن الرواة من جعله من مسند السي‬
‫بطططن علي‪ ,‬ومنهطططم مطططن جعله مطططن مسطططند علي نفسطططه‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال إساعيل القاضي‪ :‬حدثنا حجاج بن منهال‪ ,‬حدثنا حاد بن سلمة عن‬
‫معبد بن بلل العني‪ ,‬حدثنا رجل من أهل دمشق عن عوف بن مالك عن أب ذر رضي‬
‫ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال «إِن أبل الناس من ذكرت عنده فلم يصل‬
‫علي»‪.‬‬
‫(حديث آخر) مرسل‪ .‬قال إِساعيل‪ :‬وحدثنا سليمان بن حرب‪ ,‬حدثنا جرير بن حازم‪,‬‬
‫سعت ال سن يقول قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ب سب امرىء من البخل أن‬
‫أذكطططططططططططططر عنده فل يصطططططططططططططلي علي»‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال الترمذي‪ :‬حدثنا أحد بن إِبراهيم الدورقي‪ ,‬حدثنا ربعي بن إِبراهيم‬
‫عن ع بد الرح ن بن إِ سحاق‪ ,‬عن سعيد بن أ ب سعيد ال قبي‪ ,‬عن أ ب هريرة قال‪ :‬قال‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬ر غم أ نف ر جل ذكرت عنده فلم ي صل علي‪ ,‬ور غم‬
‫أ نف ر جل د خل عل يه ش هر رمضان ث ان سلخ ق بل أن يغ فر له‪ ,‬ور غم أ نف ر جل أدرك‬
‫عنده أبواه الكطططب فلم يدخله النطططة» ثططط قال‪ :‬حسطططن غريطططب‪.‬‬
‫قلت‪ :‬و قد رواه البخاري ف الدب عن م مد بن عب يد ال‪ :‬حدث نا ا بن أ ب حازم عن‬
‫كثي بن زيد‪ ,‬عن الوليد بن رباح عن أب هريرة مرفوعا بنحوه‪ ,‬ورويناه من حديث ممد‬
‫بن عمرو عن أ ب سلمة عن أ ب هريرة به‪ .‬قال الترمذي‪ :‬و ف الباب عن جابر وأ نس‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وابن عباس وكعب بن عجرة‪ ,‬وقد ذكرت طرق هذا الديث ف أول كتاب الصيام‬
‫ع ند قوله‪{ :‬إ ما يبل غن عندك ال كب أحده ا أو كله ا} وهذا الد يث والذي قبله دل يل‬
‫على وجوب ال صلة على ال نب صلى ال عل يه و سلم ك ما ذ كر‪ ,‬و هو مذ هب طائ فة من‬
‫العلماء من هم الطحاوي واللي مي‪ ,‬ويتقوى بالد يث الَ خر الذي رواه ا بن ما جه‪ :‬حدث نا‬
‫جبارة بن الغلس‪ ,‬حدثنا حاد بن زيد‪ ,‬حدثنا عمرو بن دينار عن جابر بن زيد عن ابن‬
‫عباس قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ « :‬من ن سي ال صلة علي أخ طأ طر يق‬
‫النة» جبارة ضعيف‪ ,‬ولكن رواه إساعيل القاضي من غي وجه عن أب جعفر ممد بن‬

‫‪698‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫علي البا قر قال‪ :‬قال ر سول ال « من ن سي ال صلة علي أخ طأ طر يق ال نة» وهذا مر سل‬
‫يتقوى بالذي قبله‪ ,‬وال علم‪.‬‬
‫وذهب آخرون إِل أنه تب الصلة عليه ف الجلس مرة واحدة‪ ,‬ث ل تب ف بقية ذلك‬
‫الجلس‪ ,‬بل ت ستحب‪ ,‬نقله الترمذي عن بعض هم‪ ,‬ويتأ يد بالد يث الذي رواه الترمذي‪:‬‬
‫حدثنا ممد بن بشار‪ ,‬حدثنا عبد الرحن‪ ,‬حدثنا سفيان عن صال مول التوأمة عن أب‬
‫هريرة عن ال نب صلى ال عل يه و سلم قال‪ « :‬ما جلس قوم مل سا ل يذكروا ال ف يه‪ ,‬ول‬
‫يصلوا على نبيهم إِل كان عليهم ترة يوم القيامة‪ ,‬فإن شاء عذبم وإِن شاء غفر لم» تفرد‬
‫به الترمذي من هذا الو جه‪ ,‬ورواه المام أحد عن حجاج ويز يد بن هارون كله ا عن‬
‫ا بن أ ب ذئب عن صال مول التوأ مة‪ ,‬عن أ ب هريرة مرفوعا مثله‪ ,‬ث قال الترمذي‪ :‬هذا‬
‫حديططططططططططططططططث حسططططططططططططططططن‪.‬‬
‫وقد روي عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم من غي وجه‪ .‬وقد رواه إساعيل‬
‫القاضي من حديث شعبة عن سليمان عن ذكوان عن أب سعيد قال «ما من قوم يقعدون‬
‫ث يقومون ول يصلون على النب صلى ال عليه وسلم إل كان عليهم يوم القيامة حسرة‬
‫وإن دخلوا النة لا يرون من الثواب»‪ .‬وحكي عن بعضهم أنه إنا تب الصلة عليه ط‬
‫عليه الصلة والسلم ط ف العمر مرة واحدة امتثالً لمر الَية‪ .‬ث هي مستحبة ف كل‬
‫حال‪ ,‬وهذا هو الذي نصره القاضي عياض بعدما حكى الجاع على وجوب الصلة عليه‬
‫صلى ال عليه وسلم ف الملة‪ .‬قال وقد حكى الطبان أن ممل الَية على الندب وادعى‬
‫فيه الجاع قال ولعله في ما زاد على الرة والوا جب ف يه مرة كالشهادة له بالنبوة‪ ,‬و ما زاد‬
‫على ذلك فمندوب ومرغب فيه من سنن السلم وشعار أهله‪( .‬قلت) وهذا قول غريب‪,‬‬
‫فإنه قد ورد المر بالصلة عليه ف أوقات كثية‪ ,‬فمنها واجب ومنها مستحب على ما‬
‫نطططططططططططططططططططططططططططططططططططبينه‪.‬‬
‫فمنه بعد النداء للصلة للحديث الذي رواه المام أحد‪ :‬حدثنا أبو عبد الرحن‪ ,‬حدثنا‬
‫حيوة‪ ,‬حدثنا كعب بن علقمة أنه سع عبد الرحن بن جبي يقول‪ :‬إنه سع عبد ال بن‬
‫عمرو بن العاص يقول‪ :‬إنه سع رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬إذا سعتم مؤذنا‬
‫فقولوا مثلما يقول‪ ,‬ث صلوا علي فإنه من صلى عليّ صلى ال عليه با عشرا‪ ,‬ث سلوا ال‬

‫‪699‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ل الوسيلة‪ ,‬فإن ا منلة ف النة ل تنبغي إِل لعبد من عباد ال‪ ,‬وأرجو أن أكون أنا هو‪,‬‬
‫فمن سأل ل الوسيلة حلت عليه الشفاعة» وأخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي‬
‫مطططططن حديطططططث كعطططططب بطططططن علقمطططططة‪.‬‬
‫(طريق أخرى) قال إِساعيل القاضي‪ :‬حدثنا ممد بن أب بكر‪ ,‬حدثنا عمرو بن علي بن‬
‫أب بكر الشمي عن صفوان بن سليم عن عبد ال بن عمرو قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليطه وسطلم‪« :‬مطن سطأل ال ل الوسطيلة حقطت عليطه شفاعتط يوم القيامطة»‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال إساعيل القاضي‪ ,‬حدثنا سليمان بن حرب‪ ,‬حدثنا سعيد بن زيد عن‬
‫ليث عن كعب الحبار عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪« :‬صلوا علي فإِن صلتكم علي زكاة لكم‪ ,‬وسلوا ال ل الوسيلة» قال‪ :‬فإما حدثنا‬
‫وإِ ما سألناه‪ ,‬قال «الو سيلة أعلى در جة ف ال نة ل ينال ا إل ر جل‪ ,‬وأر جو أن أكون أ نا‬
‫ذلك الرجل» ث رواه عن ممد بن أب بكر عن معتمر عن ليث وهو ابن أب سليم به‪,‬‬
‫وكذا الديث الَخر‪ .‬قال المام أحد‪ :‬حدثنا حسن بن موسى‪ ,‬حدثنا ابن ليعة‪ ,‬حدثنا‬
‫بكر بن سوادة عن زياد بن نعيم عن وفاء الضرمي عن رويفع بن ثابت النصاري أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬من صلى على ممد وقال اللهم أنزله القعد القرب‬
‫عندك يوم القيامططة وجبططت له شفاعتطط» وهذا إسططناد ل بأس بططه ول يرجوه‪.‬‬
‫(أثر آخر) ط قال إِساعيل القاضي‪ :‬حدثنا علي بن عبد ال‪ ,‬حدثنا سفيان‪ ,‬حدثن معمر‬
‫عن ابن طاوس عن أبيه‪ ,‬سعت ابن عباس يقول‪ :‬اللهم تقبل شفاعة ممد الكبى وارفع‬
‫درجته العليا‪ ,‬وأعطه سؤله ف الَخرة والول‪ ,‬كما آتيت إبراهيم وموسى عليهما السلم‪.‬‬
‫إِسطططططططططناد جيطططططططططد قوي صطططططططططحيح‪.‬‬
‫و من ذلك ع ند دخول ال سجد والروج م نه للحد يث الذي رواه المام أح د‪ :‬حدث نا‬
‫إساعيل بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا ليث بن أب سليم عن عبد ال بن السن عن أمه فاطمة بنت‬
‫ال سي عن جد ته فاط مة ب نت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قالت‪ :‬كان ر سول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم إذا د خل ال سجد صلى على م مد و سلم‪ ,‬ث قال‪« :‬اللهم اغ فر ل‬
‫ذنوب وافتح ل أبواب رحتك‪ ,‬وإذا خرج صلى على ممد وسلم‪ ,‬ث قال«اللهم اغفر ل‬
‫ذنوبطططططططططططط وافتططططططططططططح ل أبواب فضلك»‪.‬‬

‫‪700‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال إِساعيل القاضي‪ :‬حدثنا يي بن عبد الميد‪ ,‬حدثنا سفيان بن عمر التميمي عن‬
‫سليمان الضب عن علي بن السي قال‪ :‬قال علي بن أب طالب رضي ال عنه‪ :‬إذا مررت‬
‫بالساجد فصلوا على النب صلى ال عليه وسلم‪ .‬وأما الصلة عليه صلى ال عليه وسلم ف‬
‫الصلة‪ ,‬فقد قدمنا الكلم عليها ف التشهد الخي ومن ذهب إِل ذلك من العلماء‪ ,‬منهم‬
‫الشاف عي رح ه ال وأكر مه‪ ,‬وأح د‪ ,‬وأ ما التش هد الول فل ي ب ف يه قولً واحدا و هل‬
‫ت ستحب ؟ على قول ي للشاف عي‪ ,‬و من ذلك ال صلة عل يه صلى ال عل يه و سلم ف صلة‬
‫النازة‪ ,‬فإِن ال سنة أن يقرأ ف الت كبية الول فات ة الكتاب‪ ,‬و ف الثان ية ي صلي على ال نب‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وف الثالثة يدعو للميت‪ ,‬وف الرابعة يقول اللهم ل ترمنا أجره‪ ,‬ول‬
‫تفتنطططططططططططططططططططططططططططططططططا بعده‪.‬‬
‫قال الشافعي رحه ال‪ :‬حدثنا مطرف بن مازن عن معمر عن الزهري أخبن أبو أمامة‬
‫بن سهل بن حنيف أنه أخبه رجل من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم أن السنة ف‬
‫ال صلة على النازة أن ي كب المام‪ ,‬ث يقرأ بفات ة الكتاب ب عد الت كبية الول سرا ف‬
‫نفسه‪ ,‬ث يصلي على النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬ويلص الدعاء للجنازة ‪ ,‬وف التكبيات‬
‫ل يقرأ ف شيء منها‪ ,‬ث يسلم سرا ف نفسه‪ .‬ورواه النسائي عن أب أمامة نفسه أنه قال‬
‫من ال سنة‪ ,‬فذكره‪ ,‬وهذا من ال صحاب ف ح كم الرفوع على ال صحيح‪ .‬ورواه إ ساعيل‬
‫القاضي عن ممد بن الثن عن عبد العلى عن معمر عن الزهري عن أب أمامة بن سهل‬
‫طلة على النازة‪ ,‬فذكره‪.‬‬ ‫طنة ف ط الصط‬ ‫طه قال‪ :‬السط‬
‫طيب أنط‬ ‫طن السط‬ ‫طعيد بط‬ ‫طن سط‬ ‫عط‬
‫وهكذا روي عن أب هريرة وابن عمر والشعب‪ ,‬ومن ذلك ف صلة العيد قال إِساعيل‬
‫القاضي‪ :‬حدثنا مسلم بن إِبراهيم‪ ,‬حدثنا هشام الدستوائي‪ ,‬حدثنا حاد بن أب سليمان‬
‫عن إِبراهيم عن علقمة أن ابن مسعود وأبا موسى وحذيفة‪ ,‬خرج عليهم الوليد بن عقبة‬
‫يوما قبل العيد فقال لم‪ :‬إِن هذا العيد قد دنا فكيف التكبي فيه ؟ قال عبد ال‪ :‬تبدأ فتكب‬
‫ت كبية تفت تح ب ا ال صلة وت مد ر بك‪ ,‬وت صلي على ال نب صلى ال عل يه و سلم ث تد عو‬
‫وتكب وتفعل مثل ذلك‪ ,‬ث تكب وتفعل مثل ذلك‪ ,‬ث تكب وتفعل مثل ذلك‪ ,‬ث تقرأ ث‬
‫تكب وتركع‪ ,‬ث تقوم فتقرأ وتمد ربك وتصلي على النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬ث تدعو‬

‫‪701‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وتكب وتفعل مثل ذلك ث تركع‪ ,‬فقال حذيفة وأبو موسى‪ :‬صدق أبو عبد الرحن‪ ,‬إِسناد‬
‫صططططططططططططططططططططططططططططططططططحيح‪.‬‬
‫و من ذلك أ نه ي ستحب خ تم الدعاء بال صلة عل يه صلى ال عل يه و سلم قال الترمذي‪:‬‬
‫حدثنا أبو داود‪ ,‬حدثنا النضر بن شيل عن أب قرة السدي عن سعيد بن السيب عن عمر‬
‫بن الطاب قال‪ :‬الدعاء موقوف بي السماء والرض ل يصعد منه شيء حت تصلي على‬
‫نب يك‪ .‬وكذا رواه أيوب بن مو سى عن سعيد بن ال سيب عن ع مر بن الطاب‪ .‬ورواه‬
‫معاذ بن الارث عن أب قرة عن سعيد بن السيب عن عمر مرفوعا‪ ,‬وكذا رواه رزين بن‬
‫معاوية ف كتابه مرفوعا عن النب صلى ال عليه وسلم قال «الدعاء موقوف بي السماء‬
‫والرض ل ي صعد ح ت ي صلى علي‪ ,‬فل تعلو ن كغ مر الرا كب‪ ,‬صلوا علي أول الدعاء‬
‫وآخره وأوسطه» وهذه الزيادة إنا تروى من رواية جابر بن عبد ال ف مسند المام عبد‬
‫بن حيد الكشي حيث قال‪ :‬حدثنا جعفر بن عون‪ ,‬أخبنا موسى بن عبيدة عن إِبراهيم بن‬
‫م مد بن إِبراه يم عن أب يه قال‪ :‬قال جابر‪ :‬قال ل نا ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬ل‬
‫تعلون كقدح الراكب إذا علق تعاليقه أخذ قدحه فمله من الاء‪ ,‬فإذا كان له حاجة ف‬
‫الوضوء تو ضأ‪ ,‬وإِن كان له حا جة ف الشرب شرب وإِل أهرق ما ف يه‪ ,‬اجعلو ن ف أول‬
‫الدعاء وفط وسطط الدعاء وفط آخطر الدعاء» وهذا حديطث غريطب‪ ,‬وموسطى بطن عطبيدة‬
‫ضعيطططططططططططططططف الديطططططططططططططططث‪.‬‬
‫ومن آكد ذلك دعاء القنوت لا رواه أحد وأهل السنن وابن خزية وابن حبان والاكم‬
‫من حديث أب الوزاء عن السن بن علي رضي ال عنهما قال‪ :‬علمن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم كلمات أقولن ف الوتر‪ :‬اللهم اهدن فيمن هديت‪ ,‬وعافن فيمن عافيت‪,‬‬
‫وتولن فيمن توليت‪ ,‬وبارك ل فيما أعطيت‪ ,‬وقن شر ما قضيت‪ ,‬فإنك تقضي ول يقضى‬
‫عليك‪ ,‬وإِنه ل يذل من واليت‪ ,‬ول يعز من عاديت‪ ,‬تباركت ربنا وتعاليت‪ ,‬وزاد النسائي‬
‫ططططد‪.‬‬ ‫ططططلى ال على ممط‬ ‫ططططد هذا وصط‬ ‫ططططننه بعط‬ ‫طططط سط‬ ‫فط‬
‫و من ذلك أ نه ي ستحب الكثار من ال صلة عل يه يوم الم عة وليلة الم عة‪ .‬قال المام‬
‫أحد‪ :‬حدثنا حسي بن علي العفي عن عبد الرحن بن يزيد بن جابر عن أب الشعث‬
‫الصنعان عن أوس الثقفي رضي ال ع نه قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عليه و سلم «من‬

‫‪702‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أفضل أيامكم يوم المعة‪ ,‬فيه خلق آدم وفيه قبض‪ ,‬وفيه النفخة‪ ,‬وفيه الصعقة‪ ,‬فأكثروا‬
‫علي من ال صلة ف يه‪ ,‬فإِن صلتكم معرو ضة علي» قالوا‪ :‬يا ر سول ال‪ ,‬وك يف تعرض‬
‫عل يك صلتنا و قد أر مت ؟ يع ن و قد بل يت‪ ,‬قال‪« :‬إِن ال حرم على الرض أن تأ كل‬
‫أجساد النبياء» ورواه أبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث حسي بن علي العفي‪,‬‬
‫وقطد صطحح هذا الديطث ابطن خزيةط وابطن حبان والدارقطنط والنووي فط الذكار‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال أبو عبد ال بن ماجه‪ :‬حدثنا عمرو بن سواد الصري‪ ,‬حدثنا عبد ال‬
‫بن وهب عن عمرو بن الارث عن سعيد بن أب هلل‪ ,‬عن زيد بن أين عن عبادة بن‬
‫نسي‪ ,‬عن أب الدرداء قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬أكثروا الصلة علي يوم‬
‫المعة‪ ,‬فإنه مشهود تشهده اللئكة‪ ,‬وإِن أَحدا ل يصلي علي فيه إِل عرضت علي صلته‬
‫حت يفرغ منها» قال‪ :‬قلت وبعد الوت ؟ «قال إِن ال حرم على الرض أن تأكل أجساد‬
‫النبياء فنب ال حي يرزق» هذا حديث غريب من هذا الوجه وفيه انقطاع بي عبادة بن‬
‫نسطططططي وأبططططط الدرداء فإنطططططه ل يدركطططططه‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقد روى البيهقي من حديث أب أمامة وابن مسعود عن النب صلى ال عليه وسلم ف‬
‫المر بالكثار من الصلة عليه ليلة المعة ويوم المعة‪ ,‬ولكن ف إِسنادها ضعف‪ ,‬وال‬
‫أعلم‪ .‬وروي مرسلً عن السن البصري يقول‪ :‬قال إِساعيل القاضي‪ :‬حدثنا سليمان بن‬
‫حرب‪ ,‬حدث نا جر ير بن حازم‪ ,‬سعت ال سن الب صري فقال ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫و سلم‪« :‬ل تأ كل الرض ج سد من كل مه روح القدس» مر سل ح سن‪ ,‬وقال القا ضي‬
‫وقال الشافعي‪ :‬أخبنا إِبراهيم بن ممد‪ ,‬أخبنا صفوان بن سليم أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال «إذا كان يوم المعة وليلة المعة‪ ,‬فأكثروا الصلة علي» هذا مرسل‪ ,‬وهكذا‬
‫ي ب على الط يب أن ي صلي على ال نب صلى ال عل يه و سلم يوم الم عة على ال نب ف‬
‫الطبت ي‪ ,‬ول ت صح الطبتان إل بذلك لن ا عبادة‪ ,‬وذ كر ال شرط في ها فو جب ذ كر‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم فيها كالذان والصلة‪ ,‬هذا مذهب الشافعي وأحد رحهما‬
‫ال‪.‬‬
‫ومن ذلك أنه يستحب الصلة والسلم عليه عند زيارة قبه صلى ال عليه وسلم‪ .‬قال‬
‫أبو داود‪ :‬حدثنا ابن عوف هو ممد حدثنا القري‪ ,‬حدثنا حيوة عن أب صخر حيد بن‬

‫‪703‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫زياد عن يز يد بن ع بد ال بن ق سيط عن أ ب هريرة أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫قال‪« :‬مامنكم من أحد يسلم علي إِل رد ال علي روحي حت أرد عليه السلم» تفرد به‬
‫أبو داود وصححه النووي ف الذكار‪ :‬ث قال أبو داود‪ :‬حدثنا أحد بن صال قال‪ :‬قرأت‬
‫على ع بد ال بن نا فع‪ ,‬أ خبن ا بن أ ب ذئب عن سعيد ال قبي عن أ ب هريرة قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ل تعلوا بيوتكم قبورا‪ ,‬ول تعلوا قبي عيدا‪ ,‬وصلوا‬
‫علي‪ ,‬فإن صلتكم تبلغن حيثما كنتم» تفرد به أبو داود أيضا‪ .‬وقد رواه المام أحد عن‬
‫طححه النووي أيضا‪.‬‬ ‫طه‪ ,‬وصط‬ ‫طائغ بط‬
‫طو الصط‬‫طع وهط‬‫طن نافط‬‫طد ال بط‬ ‫طن عبط‬ ‫طريج عط‬ ‫سط‬
‫وقد روي من وجه آخر متصلً قال القاضي إِساعيل بن إِسحاق ف كتابه فضل الصلة‬
‫على النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬حدثنا إساعيل بن أب أويس‪ ,‬حدثنا جعفر بن إِبراهيم بن‬
‫ممد بن علي بن عبد ال بن جعفر بن أب طالب عمن أخبه من أهل بيته‪ ,‬عن علي بن‬
‫السي بن علي أن رجلً كان يأت كل غداة فيزور قب النب صلى ال عليه وسلم ويصلي‬
‫عليه ويصنع من ذلك ما اشتهر عليه علي بن السي‪ ,‬فقال له علي بن السي‪ :‬ما يملك‬
‫على هذا ؟ قال‪ :‬أ حب ال سلم على ال نب صلى ال عل يه و سلم فقال له علي بن ال سي‪:‬‬
‫هل لك أن أحدثك حديثا عن أب ؟ قال‪ :‬نعم‪ :‬قال له علي بن السي‪ :‬أخبن أب عن‬
‫جدي أنطه قال‪ :‬قال رسطول ال صلى ال عليطه وسطلم‪« :‬لتعلوا قطبي عيدا‪ ,‬ول تعلوا‬
‫بيوت كم قبورا و صلوا علي و سلموا حيثماكن تم‪ ,‬فتبلغ ن صلتكم و سلمكم» ف إ سناده‬
‫ر جل مب هم ل ي سم‪ ,‬و قد روي من و جه آ خر مر سلً قال ع بد الرزاق ف م صنفه عن‬
‫الثوري عن ا بن عجلن عن ر جل يقال له سهيل‪ ,‬عن ال سن بن ال سن بن علي قال‪:‬‬
‫رأى قوما ع ند ال قب فنها هم وقال‪ :‬إِن ال نب صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬ل تتخذوا قبي‬
‫عيدا‪ ,‬ول تتخذوا بيوت كم قبورا‪ ,‬و صلوا علي حيث ما كن تم‪ ,‬فإن صلتكم تبلغ ن» فلعله‬
‫ل ينتاب‬‫رآهم يسيئون الدب برفع أصواتم فوق الاجة فنهاهم‪ .‬وقد روي أنه رأى رج ً‬
‫ال قب فقال‪ :‬يا هذا ما أنت ور جل بالندلس منه إل سواء‪ ,‬أي الميع يبلغه صلوات ال‬
‫وسططططططططلمه عليططططططططه دائما إل يوم الديططططططططن‪.‬‬
‫وقال الطبان ف معجمه الكبي‪ :‬حدثنا أحد بن رشدين الصري‪ ,‬حدثنا سعيد بن أب‬
‫مري‪ ,‬حدثنا ممد بن جعفر‪ ,‬أخبن حيد بن أب زينب عن حسن بن حسن بن علي بن‬

‫‪704‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أب طالب رضي ال عنهم عن أبيه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬صلوا علي‬
‫حيثما كنتم‪ ,‬فإن صلتكم تبلغن» ث قال الطبان‪ :‬حدثنا العباس بن حدان الصبهان‪,‬‬
‫حدثنا شعيب بن عبد الميد الطحان‪ ,‬أخبنا يزيد بن هارون بن أب شيبان عن الكم بن‬
‫عبد ال بن خطاب عن أم أنيس بنت السن بن علي عن أبيها قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم «أرأيت قول ال عز وجل {إِن ال وملئكته يصلون على النب} ط فقال‬
‫ط «إن هذا من الكتوم‪ ,‬ولول أنكم سألتمون عنه ما أخبتكم‪ ,‬إِن ال عز وجل وكل ب‬
‫ملكي ل أذكر عند عبد مسلم فيصلي علي إِل قال ذانك اللكان غفر ال لك‪ ,‬وقال ال‬
‫وملئكته جوابا لذينك اللكي‪ :‬آمي‪ ,‬ول يصلي علي أحد إِل قال ذانك اللكان‪ :‬غفر ال‬
‫لك‪ ,‬ويقول ال وملئكته جوابا لذي نك اللك ي‪ :‬آم ي» غريب جدا‪ ,‬وإِ سناده به ض عف‬
‫ططططططططططططططططططططططططططططططططططد‪.‬‬ ‫شديط‬
‫وقد قال المام أحد‪ :‬حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد ال بن السائب‪ ,‬عن زاذان عن‬
‫ع بد ال بن م سعود أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال «إِن ل ملئ كة سياحي ف‬
‫الرض يبلغونط عطن أمتط السطلم» وهكذا رواه النسطائي مطن حديطث سطفيان الثوري‬
‫وسليمان بن مهران العمش كلها عن عبد ال بن السائب به‪ .‬فأما الديث الَخر «من‬
‫صلى علي ع ند قبي سعته‪ ,‬و من صلى علي من بع يد بلغ ته» ف في إِ سناده ن ظر تفرد به‬
‫م مد بن مروان ال سدي ال صغي و هو متروك عن الع مش عن أ ب صال عن أ ب هريرة‬
‫مرفوعا‪ .‬قال أ صحابنا‪ :‬وي ستحب للمحرم إِذا ل ب وفرغ من تلبي ته أن ي صلي على ال نب‬
‫صلى ال عليه وسلم لا رواه الشافعي والدارقطن من رواية صال بن ممد بن زائدة عن‬
‫القاسم بن ممد بن أب بكر الصديق قال‪ :‬كان يؤمر الرجل إِذا فرغ من تلبيته أن يصلي‬
‫على ال نب صلى ال عل يه و سلم على كل حال‪ ,‬وقال إ ساعيل القا ضي‪ :‬حدث نا عارم بن‬
‫الفضل حدثنا عبد ال بن البارك‪ ,‬حدثنا زكريا عن الشعب عن وهب بن الجدع قال‪:‬‬
‫سعت عمر بن الطاب رضي ال عنه يقول‪ :‬إِذا قدمتم فطوفوا بالبيت سبعا وصلوا عند‬
‫القام ركعتي‪ ,‬ث ائتوا الصفا فقوموا عليه من حيث ترون البيت فكبوا سبع مرات تكبيا‬
‫ب ي ح د ال وثناء عل يه و صلة على ال نب صلى ال عل يه و سلم وم سألة لنف سك‪ ,‬وعلى‬
‫الروة مثل ذلك‪ ,‬إسناد جيد حسن قوي‪ ,‬قالوا‪ :‬ويستحب الصلة على النب صلى ال عليه‬

‫‪705‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫و سلم مع ذ كر ال ع ند الذ بح‪ ,‬وا ستأنسوا بقوله تعال‪{ :‬ورفع نا لك ذكرك} قال ب عض‬
‫الف سرين‪ :‬يقول ال تعال‪ :‬ل أذ كر إل ذكرت م عي‪ ,‬وخالف هم ف ذلك المهور وقالوا‪:‬‬
‫هذا مو طن يفرد ف يه ذ كر ال تعال ك ما ع ند ال كل والدخول والوقاع وغ ي ذلك م ا ل‬
‫ططلم‪.‬‬ ‫ططه وسط‬ ‫ططلى ال عليط‬ ‫ططب صط‬ ‫ططلة على النط‬ ‫ططنة بالصط‬ ‫ططه السط‬ ‫ترد فيط‬
‫(حديث آخر) قال إِساعيل القاضي‪ :‬حدثنا ممد بن أب بكر القدمي‪ ,‬حدثنا عمرو بن‬
‫هارون عن موسى بن عبيدة عن ممد بن ثابت‪ ,‬عن أب هريرة‪ ,‬أن رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم قال‪ « :‬صلوا على أ نبياء ال ور سله فإن ال بعث هم ك ما بعث ن»‪ ,‬ف إ سناده‬
‫ضعيفان‪ ,‬وها عمرو بن هارون وشيخه‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقد رواه عبد الرزاق عن الثوري عن‬
‫موسى بن عبيدة الربذي به‪ ,‬ومن ذلك أنه يستحب الصلة عليه عند طني الذن إِن صح‬
‫ال ب ف ذلك على أن المام أ با ب كر م مد بن إِ سحاق بن خزي ة قد رواه ف صحيحه‬
‫فقال‪ :‬حدثنا زياد بن يي‪ ,‬حدثنا معمر بن ممد بن عبيد ال عن علي بن أب رافع عن‬
‫أب يه عن أ ب را فع قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬إذا ط نت أذن أحد كم‬
‫فليذكرن وليصل علي وليقل ذكر ال من ذكرن بي»‪ ,‬إِسناده غريب‪ ,‬وف ثبوته نظر‪,‬‬
‫وال علم‪.‬‬
‫(مسألة) وقد استحب أهل الكتابة أن يكرر الكاتب الصلة على النب صلى ال عليه‬
‫وسلم كلما كتبه‪ ,‬وقد ورد ف الديث من طريق كادح بن رحة عن نشل عن الضحاك‪,‬‬
‫عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬من صلى علي ف كتاب ل تزل‬
‫ال صلة جار ية له ما دام ا سي ف ذلك الكتاب» ول يس هذا الد يث ب صحيح من وجوه‬
‫كثية و قد روي من حد يث أ ب هريرة ول ي صح أيضا‪ ,‬قال الا فظ أ بو ع بد ال الذ هب‬
‫شيخنا أحسبه موضوعا‪ ,‬وقد روي نوه عن أب بكر وابن عباس ول يصح من ذلك شيء‬
‫وال أعلم‪ .‬و قد ذ كر الط يب البغدادي ف كتا به(الا مع لَداب الراوي وال سامع) قال‪:‬‬
‫رأيت بط المام أحد بن حنبل رحه ال كثيا ما يكتب اسم النب صلى ال عليه وسلم‬
‫مطن غيط ذكطر الصطلة عليطه كتابطة قال‪ :‬وبلغنط أنطه كان يصطلي عليطه لفظا‪.‬‬
‫(فصل) وأما الصلة على غي النبياء فإن كانت على سبيل التبعية كما تقدم ف الديث‬
‫اللهم صل على ممد وآله وأزواجه وذريته‪ ,‬فهذا جائز بالجاع وإنا وقع الناع فيما إذا‬

‫‪706‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أفرد غي النبياء بالصلة عليهم فقال قائلون‪ :‬يوز ذلك‪ ,‬واحتجوا بقول ال تعال‪{ :‬هو‬
‫الذي يصطلي علي كم وملئكتطه}‪ ,‬وبقوله‪{ :‬أولئك علي هم صلوات من رب م ورح ة}‪,‬‬
‫وبقوله‪{ :‬خذ من أموالم صدقة تطهرهم وتزكيهم با وصل عليهم} الَية‪ ,‬وبديث عبد‬
‫ال بطن أبط أو ف قال‪ :‬كان رسطول ال صلى ال عل يه وسطلم إذا أتاه قوم ب صدقتهم قال‬
‫«اللهم صل عليهم» فأتاه أب بصدقته فقال «اللهم صل على آل أب أوف» أخرجاه ف‬
‫الصطحيحي‪ ,‬وبديطث جابر أن امرأتطه قالت يطا رسطول ال صطل علي وعلى زوجطي‪,‬‬
‫فقال« صلى ال عل يك وعلى زو جك» قال المهور من العلماء ل يوز إِفراد غ ي ال نبياء‬
‫بال صلة لن هذا قد صار شعارا لل نبياء إذ ذكروا‪ ,‬فل يل حق ب م غي هم فل يقال‪ :‬قال‬
‫أ بو ب كر صلى ال عل يه أو قال علي صلى ال عل يه‪ ,‬وإِن كان الع ن صحيحا‪ ,‬ك ما ل‬
‫يقال‪ :‬قال م مد عز و جل‪ ,‬وإِن كان عزيزا جليلً لن هذا من شعار ذ كر ال عز و جل‬
‫وحلوا ما ورد ف ذلك من الكتاب والسنة على الدعاء لم‪ ,‬ولذا ل يثبت شعارا لَل أب‬
‫أوفططططط ول لابر وامرأتطططططه‪ ,‬وهذا مسطططططلك حسطططططن‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬ل يوز ذلك لن الصطلة على غيط النطبياء قطد صطارت مطن شعار أهطل‬
‫الهواء‪ ,‬ي صلون على من يعتقدون في هم‪ ,‬فل يقتدى ب م ف ذلك وال أعلم‪ ,‬ث اختلف‬
‫الانعون من ذلك‪ :‬هل هو من باب التحر ي أو الكرا هة التنيه ية أو خلف الول ؟ على‬
‫ثل ثة أقوال‪ ,‬حكاه الش يخ أبوزكر يا النووي ف كتاب الذكار‪ .‬ث قال‪ :‬وال صحيح الذي‬
‫عل يه الكثرون أ نه مكروه كرا هة تن يه ل نه شعار أ هل البدع و قد ني نا عن شعار هم‪,‬‬
‫والكروه هو ما ورد فيه ني مقصود‪ .‬قال أصحابنا والعتمد ف ذلك أن الصلة صارت‬
‫مصوصة ف لسان السلف بالنبياء‪ ,‬كما أن قولنا عز وجل مصوص بال تعال فكما ل‬
‫يقال م مد عز و جل وإِن كان عزيزا جليلً ل يقال أ بو ب كر أو علي صلى ال عل يه‪ ,‬هذا‬
‫لفظ بروفه‪ ,‬قال‪ :‬وأما السلم ؟ فقال الشيخ أبو ممد الوين من أصحابنا‪ :‬هو ف معن‬
‫الصلة فل يستعمل ف الغائب ول يفرد به غي النبياء فل يقال علي عليه السلم وسواء‬
‫ف هذا الحياء والموات‪ ,‬وأما الاضر فيخاطب به فيقال‪ :‬سلم عليك‪ ,‬وسلم عليكم أو‬
‫السلم عليك أو عليكم‪ ,‬وهذا ممع عليه انتهى ما ذكره (قلت) وقد غلب هذا ف عبارة‬
‫كثي من النساخ للكتب أن ينفرد علي رضي ال عنه بأن يقال عليه السلم من دون سائر‬

‫‪707‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال صحابة أو كرم ال وج هه‪ ,‬وهذا وإِن كان معناه صحيحا‪ ,‬ل كن ينب غي أن ي سوى ب ي‬
‫الصحابة ف ذلك فإِن هذا من باب التعظيم والتكري‪ ,‬فالشيخان وأمي الؤمني عثمان أول‬
‫بذلك منططططططه رضططططططي ال عنهططططططم أجعيطططططط‪.‬‬
‫قال إِساعيل القاضي حدثنا عبد ال بن عبد الوهاب بن زياد حدثن عثمان بن حكيم بن‬
‫عبادة بن حن يف عن عكر مة عن ا بن عباس أ نه قال‪ :‬ل ت صح ال صلة على أ حد إِل على‬
‫النب صلى ال عليه وسلم ولكن يدعى للمسلمي والسلمات بالغفرة‪ ,‬وقال أيضا حدثنا‬
‫أبو بكر بن أب شيبة حدثنا حسي بن علي عن جعفر بن برقان قال كتب عمر بن عبد‬
‫العزبز رحه ال‪ :‬أما بعد فإِن ناسا من الناس قد التمسوا الدنيا بعمل الَخرة‪ ,‬وإِن ناسا من‬
‫القصاص قد أحدثوا ف الصلة على خلفائهم وأمرائهم عدل الصلة على النب صلى ال‬
‫عليطه وسطلم فإِذا جاءك كتابط هذا فمرهطم أن تكون صطلتم على النطبيي ودعاؤهطم‬
‫للمسطططلمي عامطططة ويدعوا مطططا سطططوى ذلك‪ .‬أثطططر حسطططن‪.‬‬
‫قال ِإ ساعيل القا ضي حدث نا معاذ بن أ سد حدث نا ع بد ال بن البارك أخب نا ا بن لي عة‬
‫حدثن خالد بن يزيد عن سعيد بن أب هلل عن نبيه بن وهب أن كعبا دخل على عائشة‬
‫رضي ال عنها فذكروا رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال كعب‪ :‬ما من فجر يطلع إِل‬
‫نزل سبعون ألفا من اللئ كة ح ت يفون بال قب يضربون بأجنحت هم وي صلون على ال نب‬
‫صلى ال عليه وسلم سبعون ألفا بالليل وسبعون ألفا بالنهار حت إذا انشقت عنه الرض‬
‫ططططه‪.‬‬ ‫ططططة يزفونط‬ ‫ططططن اللئكط‬ ‫ططططبعي ألفا مط‬ ‫طططط سط‬ ‫خرج فط‬
‫(فرع) قال النووي إذا صلى على ال نب صلى ال عل يه و سلم فليج مع ب ي ال صلة‬
‫والت سليم فل يقت صر على أحده ا فل يقول‪ :‬صلى ال عل يه ف قط ول عل يه ال سلم ف قط‪,‬‬
‫وهذا الذي قاله منتزع من هذه الَية الكرية وهي قوله‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه‬
‫وسططلموا تسططليما} فالول أن يقال صططلى ال عليططه وسططلم تسططليما‪.‬‬

‫** إِ ّن الّذِي نَ ُيؤْذُو نَ اللّ َه وَرَ سُولَهُ َلعََنهُ مُ اللّ هُ فِي ال ّدنْيَا وَالَخِ َر ِة َوَأعَدّ َل ُه ْم عَذَابا ّمهِينا *‬
‫َسطبُواْ َفقَدِ ا ْحتَ َملُواْ ُب ْهتَانا َوِإثْما ّمبِينا‬
‫َاتط ِب َغيْ ِر مَا ا ْكت َ‬
‫ُونط الْ ُم ْؤمِنِيَ وَالْ ُم ْؤمِن ِ‬
‫ِينط ُيؤْذ َ‬ ‫وَالّذ َ‬

‫‪708‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال متهددا ومتوعدا مطن آذاه بخالفطة أوامره وارتكاب زواجره وإِصطراره على‬
‫ذلك وإِيذاء رسوله بعيب أو بنقص ط عياذا بال من ذلك ط قال عكرمة ف قوله تعال‪:‬‬
‫{إن الذين يؤذون ال ورسوله} نزلت ف الصورين ‪ .‬وف الصحيحي من حديث سفيان‬
‫بن عيينة عن الزهري عن سعيد بن السيب عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم‪« :‬يقول ال عز و جل‪ :‬يؤذي ن ا بن آدم‪ ,‬ي سب الد هر وأ نا الد هر أقلب ليله‬
‫وناره» ومعن هذا أن الاهلية كانوا يقولون يا خيبة الدهر فعل بنا كذا وكذا فيسندون‬
‫أفعال ال وتعال إل الدهر ويسبونه وإنا الفاعل لذلك هو ال عز وجل فنهى عن ذلك‪.‬‬
‫هكذا قرره الشافعططي وأبططو عططبيدة وغيهاطط مططن العلماء رحهططم ال‪.‬‬
‫وقال العو ف عن ا بن عباس ف قوله تعال‪{ :‬إن الذ ين يؤذون ال ور سوله} نزلت ف‬
‫الذ ين طعنوا على ال نب صلى ال عل يه و سلم ف تزوي ه صفية ب نت ح يي بن أخ طب‪.‬‬
‫والظاهر أن الَية عامة ف كل من آذاه بشيء ومن آذاه فقدآذى ال كما أن من أطاعه فقد‬
‫أطاع ال ك ما قال المام أح د حدث نا يو نس حدث نا إبراه يم بن سعد عن عبيدة بن أ ب‬
‫رائ طة الذاء التمي مي عن ع بد الرح ن بن زياد عن ع بد ال بن الغ فل الز ن قال‪ :‬قال‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬ال ال ف أ صحاب ل تتخذو هم غرضا بعدي ف من‬
‫أحبهم فبحب أحبهم‪ ,‬ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم‪ ,‬ومن آذاهم فقد آذان ومن آذان‬
‫فقد آذى ال‪ ,‬ومن آذى ال يوشك أن يأخذه وقد رواه الترمذي من حديث عبيدة بن أب‬
‫رائطة عن عبد الرحن بن زياد عن عبد ال بن الغفل به‪ ,‬ث قال وهذا حديث غريب ل‬
‫نعرفطططططططططه إل مطططططططططن هذا الوجطططططططططه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬والذين يؤذون الؤمني والؤمنات بغي ما اكتسبوا} أي ينسبون إليهم ما‬
‫هم برآء منه ل يعملوه ول يفعلوه {فقد احتملوا بتانا وإثا مبينا} وهذا هو البهت الكبي‬
‫أن ي كى أو ين قل عن الؤمن ي والؤمنات ما ل يفعلوه على سبيل الع يب والتن قص ل م‪,‬‬
‫و من أك ثر من يد خل ف هذا الوع يد الكفرة بال ور سوله ث الراف ضة الذ ين يتنق صون‬
‫الصحابة ويعيبونم با قد برأهم ال منه ويصفونم بنقيض ما أخب ال عنهم فإن ال عز‬
‫و جل قد أ خب أ نه قد ر ضي عن الهاجر ين والن صار ومدح هم وهؤلء الهلة ال غبياء‬

‫‪709‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ي سبونم وينتق صونم ويذكرون عن هم ما ل ي كن ول فعلوه أبدا ف هم ف القي قة منك سو‬
‫القلوب يذمون المدوحيططططططططط ويدحون الذموميططططططططط‪.‬‬
‫وقال أبو داود حدثنا القعنب حدثنا عبد العزيز يعن ابن ممد عن العلء عن أبيه عن أب‬
‫هريرة أنه قيل يا رسول ال ما الغيبة ؟ قال‪« :‬ذكرك أخاك با يكره» قيل أفرأيت إن كان‬
‫ف أخي ما أقول ؟ قال‪« :‬إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته‪ ,‬وإن ل يكن فيه ما تقول فقد‬
‫ب ته» وهكذا رواه الترمذي عن قتي بة عن الدراوردي به ث قال ح سن صحيح‪ ,‬و قد قال‬
‫ابن أب حات حدثنا أحد بن سلمة حدثنا أبو كريب حدثنا معاوية بن هشام عن عمار بن‬
‫أنس عن ابن أب مليكة عن عائشة قالت‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم لصحابه‬
‫«أي الربا أرب عند ال ؟» قالوا ال ورسوله أعلم قال «أرب الربا عند ال استحلل عرض‬
‫امرىء م سلم» ث قرأ {والذ ين يؤذون الؤمن ي والؤمنات بغ ي ما اكت سبوا ف قد احتملوا‬
‫بتانا وإثا مططططططططططططططططططططططططططططططبينا}‪.‬‬

‫ك َوَبنَاتِ كَ َونِ سَآءِ الْ ُمؤْ ِمنِيَ يُ ْدنِيَ عََلْيهِ ّن مِن َجلَبِيِبهِ نّ ذَلِ َ‬
‫ك‬ ‫** َيَأيّهَا الّنبِ يّ قُل ل ْزوَاجِ َ‬
‫ل ُيؤْ َذيْ َن وَكَا نَ اللّ ُه َغفُورا رّحِيما * ّلئِن ّل ْم يَنتَ ِه الْ ُمنَاِفقُو َن وَالّذِي نَ فِي‬ ‫أَ ْدَنىَ أَن ُيعْرَفْ نَ َف َ‬
‫ض وَالْمُرْ ِجفُو نَ فِي الْمَدِيَنةِ َلُنغْ ِريَنّ كَ ِبهِ ْم ثُ مّ لَ ُيجَاوِرُونَ كَ فِيهَآ إِلّ قَلِيلً *‬ ‫قُلُوِبهِ ْم ّمرَ ٌ‬
‫سّنةِ‬
‫مّ ْلعُونِيَ َأيْنَمَا ُث ِق ُفوَاْ أُخِذُوْا وَُقتّلُواْ َت ْقتِيلً * ُسّنةَ اللّهِ فِي الّذِينَ َخَل ْواْ مِن َقبْ ُل وَلَن تَجِدَ لِ ُ‬
‫ط َتبْدِيلً‬
‫اللّهطططططططططططططططططططططططططططططططط ِ‬
‫يقول تعال آمرا رسوله صلى ال عليه وسلم تسليما أن يأمر النساء الؤمنات ط خاصة‬
‫أزواجه وبناته لشرفهن ط بأن يدني عليهن من جلبيبهن ليتميزن عن سات نساء الاهلية‬
‫و سات الماء‪ ,‬واللباب هو الرداء فوق المار‪ ,‬قاله ا بن م سعود و عبيدة وقتادة وال سن‬
‫البصري وسعيد بن جبي وإبراهيم النخعي وعطاء الراسان وغي واحد وهو بنلة الزار‬
‫اليوم‪ .‬قال الوهري‪ :‬اللباب اللحفططة‪ ,‬قالت امرأة مططن هذيططل ترثططي قتيلً لاطط‪:‬‬
‫تشططي النسططور إليططه وهططي لهيةمشططي العذارى عليهططن اللبيططب‬
‫قال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس أ مر ال ن ساء الؤمن ي إذا خر جن من بيوت ن ف‬
‫حاجة أن يغطي وجوههن من فوق رؤوسهن باللبيب ويبدين عينا واحدة‪ ,‬وقال ممد‬

‫‪710‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بن سيين سألت عبيدة السلمان عن قول ال عز وجل‪{ :‬يدني عليهن من جلبيبهن}‬
‫فغ طى وج هه ورأ سه وأبرز عي نه الي سرى وقال عكر مة تغ طي ثغرة نر ها بلباب ا تدن يه‬
‫عليها‪ .‬وقال ابن أب حات حدثنا أبو عبد ال الطهران فيما كتب إلّ حدثنا عبد الرزاق‬
‫أخبنا مع مر عن ابن خي ثم عن صفية ب نت شيبة عن أم سلمة قالت ل ا نزلت هذه الَية‬
‫{يدن ي علي هن من جلبيب هن} خرج ن ساء الن صار كأن على رؤو سهن الغربان من‬
‫السطططططكينة وعليهطططططن أكسطططططية سطططططود يلبسطططططنها‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات حدثنا أب حدثنا أبو صال حدثنا الليث حدثنا يونس بن يزيد قال‬
‫وسألناه يعن الزهري هل على الوليدة خار متزوجة أو غي متزوجة ؟ قال عليها المار إن‬
‫كانت متزوجة وتنهى عن اللباب لنه يكره لن أن يتشبهن بالرائر الحصنات وقد قال‬
‫ال تعال‪{ :‬يطا أيهطا النطب قطل لزواجطك وبناتطك ونسطاء الؤمنيط يدنيط عليهطن مطن‬
‫جلبيبهن}‪ ,‬وروي عن سفيان الثوري أنه قال‪ :‬ل بأس بالن ظر إل زينة نساء أهل الذمة‬
‫وإناط نىط عطن ذلك لوف الفتنطة ل لرمتهطن واسطتدل بقوله تعال‪{ :‬ونسطاء الؤمنيط}‬
‫وقوله‪{ :‬ذلك أدن أن يعرفن فل يؤذين} أي إذا فعلن ذلك عرفن أنن حرائر‪ ,‬لسن بإماء‬
‫ول عواهر‪ .‬قال السدي ف قوله تعال‪{ :‬يا أيها النب قل لزواجك وبناتك ونساء الؤمني‬
‫يدني عليهن من جلبيبهن ذلك أدن أن يعرفن فل يؤذين} قال كان ناس من فساق أهل‬
‫الدينة يرجون بالليل حي يتلظ الظلم إل طرق الدينة يتعرضون للنساء وكانت مساكن‬
‫أ هل الدي نة ضي قة فإذا كان الل يل خرج الن ساء إل الطرق يقض ي حاجت هن فكان أولئك‬
‫الفساق يبتغون ذلك منهن‪ ,‬فإذا رأوا الرأة عليها جلباب قالوا هذه حرة فكفوا عنها‪ ,‬وإذا‬
‫رأوا الرأة ليس عليها جلباب قالوا هذه أمة فوثبوا عليها‪ ,‬وقال ماهد يتجلبب فيعلم أنن‬
‫حرائر فل يتعرض لنططططططط فاسطططططططق بأذى ول ريبطططططططة‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وكان ال غقورا رحيما} أي ل ا سلف ف أيام الاهل ية ح يث ل ي كن‬
‫عند هن علم بذلك‪ ,‬ث قال تعال متوعدا للمنافق ي و هم الذ ين يظهرون اليان ويبطنون‬
‫الكفطر {والذيطن فط قلوبمط مرض} قال عكرمطة وغيه هطم الزناة ههنطا {والرجفون فط‬
‫الدنية} يعن الذين يقولون جاء العداء وجاءت الروب وهو كذب وافتراء لئن ل ينتهوا‬
‫عن ذلك ويرجعوا إل ال ق {لنغري نك ب م} قال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس أي‬

‫‪711‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لنسلطنك عليهم‪ .‬وقال قتادة لنحرشنك بم‪ ,‬وقال السدي لنعلمنك بم {ث ل ياورونك‬
‫فيها} أي ف الدينة {إل قليلً * ملعوني} حال منهم ف مدة إقامتهم ف الدينة مدة قريبة‬
‫مطرودين مبعدين {أينما ثقفوا} أي وجدوا {أخذوا} لذلتهم وقلتهم {وقتلوا تقتيلً} ث‬
‫قال تعال‪ { :‬سنة ال ف الذ ين خلوا من ق بل} أي هذه سنته ف النافق ي إذا تردوا على‬
‫نفاقهم وكفرهم ول يرجعوا عما هم فيه أن أهل اليان يسلطون عليهم ويقهرونم {ولن‬
‫تدططط لسطططنة ال تبديلً} أي وسطططنة ال فططط ذلك ل تبدل ول تغيططط‪.‬‬

‫س عَ ِن السّا َعةِ قُلْ ِإنّمَا عِ ْل ُمهَا عِندَ اللّ ِه َومَا يُدْرِيكَ َلعَ ّل السّا َعةَ َتكُونُ قَرِيبا‬ ‫سأَلُكَ النّا ُ‬‫** يَ ْ‬
‫* إِنّ اللّهَ َلعَ َن اْلكَافِرِي َن َوَأعَدّ َلهُمْ َسعِيا * خَالِدِينَ فِيهَآ َأبَدا لّ يَجِدُونَ وَِليّا وَ َل نَصِيا‬
‫ب وُجُو ُههُمْ فِي النّا ِر َيقُولُونَ يََلْيَتنَآ َأطَ ْعنَا اللّ َه َوأَ َط ْعنَا الرّسُولَ * وَقَالُواْ َرّبنَآ ِإنّآ‬ ‫* َيوْ َم ُتقَلّ ُ‬
‫ض ْع َفيْ ِن مِ َن اْلعَذَا بِ وَاْلعَْنهُ مْ َلعْنا‬
‫سبِيلْ * َربّنَآ آِتهِ مْ ِ‬ ‫ضلّونَا ال ّ‬ ‫أَ َطعْنَا سَا َدَتنَا وَ ُكبَرَآءَنَا َفأَ َ‬
‫َكبِيا‬
‫يقول تعال مبا لرسوله صلوات ال وسلمه عليه أنه ل علم له بالساعة وإن سأله الناس‬
‫عن ذلك‪ ,‬وأرشده أن يرد علم ها إل ال عز وجل ك ما قال ال تعال ف سورة العراف‬
‫وهي مكية وهذه مدنية فاستمر الال ف رد علمها إل الذي يقيمها لكن أخبه أنا قريبة‬
‫بقوله‪{ :‬و ما يدريك ل عل ال ساعة تكون قريبا} ك ما قال تعال‪{ :‬اقتر بت ال ساعة وان شق‬
‫الق مر} وقال‪{ :‬اقترب للناس ح سابم و هم ف غفلة معرضون} وقال‪{ :‬أ تى أ مر ال فل‬
‫تستعجلوه} ث قال‪{ :‬إن ال لعن الكافرين} أي أبعدهم من رحته {وأعد لم سعيا}‬
‫أي ف الدار الَخرة {خالد ين في ها أبدا} أي ماكث ي م ستمرين فل خروج ل م من ها ول‬
‫زوال لم عنها {ل يدون وليا ول نصيا} أي وليس لم مغيث ول معي ينقذهم ما هم‬
‫ف يه ث قال‪{ :‬يوم تقلب وجوه هم ف النار يقولون ياليت نا أطع نا ال وأطع نا الر سول} أي‬
‫يسحبون ف النار على وجوههم وتلوى وجوههم على جهنم يقولون وهم كذلك يتمنون‬
‫أن لو كانوا ف الدار الدن يا م ن أطاع ال وأطاع الر سول ك ما أ خب ال عن هم ف حال‬
‫العرصات بقوله‪{ :‬ويوم يعض الظال على يديه يقول ياليتن اتذت مع الرسول سبيلً * يا‬
‫ويل تا ليت ن ل أت ذ فلنا خليلً * ل قد أضل ن عن الذ كر ب عد إذ جاء ن وكان الشيطان‬

‫‪712‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫للن سان خذولً} وقال تعال‪{ :‬رب ا يود الذ ين كفروا لو كانوا م سلمي} وهكذا أ خب‬
‫عنهطم فط حالتهطم هذه أنمط يودون أن لو كانوا أطاعوا ال وأطاعوا الرسطول فط الدنيطا‬
‫{وقالوا رب نا إ نا أطع نا سادتنا وكباء نا فأضلو نا ال سبيل} وقال طاوس‪ ,‬سادتنا يع ن‬
‫الشراف وكباءنا يعن العلماء‪ ,‬رواه ابن أب حات أي اتبعنا السادة وهم المراء والكباء‬
‫من الشيخة وخالفنا الرسل واعتقدنا أن عندهم شيئا وأنم على شيء فإذا هم ليسوا على‬
‫شيء {ربنا آتم ضعفي من العذاب} أي بكفرهم وإغوائهم إيانا {والعنهم لعنا كبيا}‬
‫قرأ بعض القراء بالباء الوحدة‪ ,‬وقرأ آخرون بالثاء الثلثة وها قريبا العن كما ف حديث‬
‫عبد ال بن عمرو أن أبا بكر قال يا رسول ال علمن دعاء أدعو به ف صلت قال‪« :‬قل‬
‫اللهم إن ظلمت نفسي ظلما كثيا‪ ,‬ول يغفر الذنوب إل أنت فاغفر ل مغفرة من عندك‬
‫وارحن إنك أنت الغفور الرحيم» أخرجاه ف الصحيحي‪ ,‬يروى كثيا وكبيا وكلها‬
‫بعن صحيح واستحب بعضهم أن يمع الداعي بي اللفظي ف دعائه وف ذلك نظر‪ ,‬بل‬
‫الول أن يقول هذا تارة وهذا تارة ك ما أن القارىء م ي ب ي القراءت ي أيه ما قرأ فَحَ سَن‬
‫وليططططططططس له المططططططططع بينهمططططططططا‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال أبو القاسم الطبان‪ :‬حدثنا ممد بن عثمان بن أب شيبة‪ ,‬حدثنا ضرار بن صرد‪,‬‬
‫حدثنا علي بن هاشم عن عبيد ال بن أب رافع عن أبيه ف تسمية من شهد مع علي رضي‬
‫ال عنطه الجاج بطن عمرو بطن غزيطة وهطو الذي كان يقول عنطد اللقاء يامعشطر النصطار‬
‫أتريدون أن تقولوا لرب نا إذا لقيناه {رب نا إ نا أطع نا سادتنا وكباء نا فأضلو نا ال سبيل* رب نا‬
‫آتمطططط ضعفيطططط مططططن العذاب والعنهططططم لعنا كططططبيا ؟»‪).‬‬

‫** َيَأّيهَا الّذِي نَ آ َمنُواْ َل َتكُونُواْ كَالّذِي نَ آ َذ ْواْ مُو َسىَ فَ ّبَأهُ اللّ ُه مِمّا قَالُواْ وَكَا نَ عِندَ اللّ هِ‬
‫وَجِيها‬
‫قال البخاري عند تفسي هذه الَية‪ :‬حدثنا إسحاق بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا روح بن عبادة‪,‬‬
‫حدثنا عوف عن السن وممد وخلس عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم إن موسى كان رجلً حييا وذلك قوله تعال‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا ل‬
‫تكونوا كالذيطن آذوا موسطى فطبأه ال ماط قالوا وكان عنطد ال وجيها} هكذا أورد هذا‬

‫‪713‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الديث ههنا متصرا جدا وقد رواه ف أحاديث النبياء بذا السند بعينه عن أب هريرة‬
‫ل حييا ستيا‬ ‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن موسى عليه السلم كان رج ً‬
‫ل يرى من جلده ش يء ا ستحياء م نه فآذاه من آذاه من ب ن إ سرائيل فقالوا ما يت ستر هذ‬
‫التستر إل من عيب ف جلده إما برص وإما أدرة وإما آفة‪ .‬وإن ال عز وجل أراد أن يبئة‬
‫ما قالوا لوسى عليه السلم فخل يوما وحده فخلع ثيابه على حجر ث اغتسل فلما فرغ‬
‫أق بل إل ثيا به ليأخذ ها وإن ال جر عدا بثو به فأ خذ مو سى ع صاه وطلب ال جر فج عل‬
‫يقول‪ :‬ثوب حجر ثوب حجر حت انتهى إل مل من بن إسرائيل فرأوه عريانا أحسن ما‬
‫خلق ال عز و جل وأبرأه م ا يقولون وقام ال جر فأ خذ ثو به فلب سه وط فق بال جر ضربا‬
‫بعصاه فوال إن بالجر لندبا من أثر ضربه ثلثا أو أربعا أو خسا ط قال ط فذلك قوله‬
‫تعال‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا ل تكونوا كالذين آذوا موسى فبأه ال ما قالوا وكان عند ال‬
‫وجيها} وهذا سطياق حسطن مطول وهذا الديطث مطن إفراد البخاري دون مسطلم‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا روح‪ ,‬حدثنا عوف عن السن عن النب صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫وخلس وممد عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال ف هذه الَية {يا أيها‬
‫الذين آمنوا ل تكونوا كالذين آذوا موسى فبأه ال ما قالوا وكان عند ال وجيها} قال‪:‬‬
‫ل حييا ستيا ل يكاد يرى من جلده شيء استحياء‬ ‫قال رسول ال‪« :‬إن موسى كان رج ً‬
‫م نه‪ ».‬ث ساق الد يث ك ما رواه البخاري مطو ًل ورواه ع نه ف تف سيه عن روح عن‬
‫عوف به‪ .‬ورواه ابن جرير من حديث الثوري عن جابر العفي عن عامر الشعب عن أب‬
‫هريرة عن ال نب صلى ال عل يه و سلم بن حو هذا‪ .‬وهكذا رواه من حد يث سليمان بن‬
‫مهران الع مش عن النهال بن عمرو عن سعيد بن جبي وع بد ال بن الارث عن ا بن‬
‫عباس ف قوله‪{ :‬ل تكونوا كالذين آذوا موسى} قال‪ :‬قال قومه له إنك آدر فخرج ذات‬
‫يوم يغت سل فو ضع ثيا به على صخرة فخر جت ال صخرة ت شد بثيا به وخرج يتبع ها عريانا‬
‫حتط انتهطب بطه مالس بنط إسطرائيل فرأوه ليطس بآدر فذلك قوله‪{ :‬فطبأه ال ماط قالوا}‬
‫وهكذا رواه العوفططط عطططن ابطططن عباس رضطططي ال عنهمطططا سطططواء‪.‬‬
‫وقال الافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا روح بن حات وأحد بن العلى الَدمي قال‪ :‬حدثنا‬
‫يي بن حاد‪ ,‬حدثنا حاد بن سلمة عن علي بن زيد عن أنس عن النب صلى ال عليه‬

‫‪714‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ل حييا وإنه أتى ط أحسبه قال الاء ط ليغتسل‬ ‫وسلم‪ :‬قال‪« :‬كان موسى عليه السلم رج ً‬
‫فوضع ثيابه على صخرة وكان ل يكاد تبدو عورته فقال بنو إسرائيل إن موسى آدر أو به‬
‫آفة ط يعنون أنه ل يضع ثيابه ط فاحتملت الصخرة ثيابه حت صارت بذاء مالس بن‬
‫إسرائيل‪ ,‬فنظروا إل موسى كأحسن الرجال ط أو كما قال ط فذلك قوله‪{ :‬فبأه ال ما‬
‫قالوا وكان عنطططططططططططططططططططططططططد ال وجيها}‪.‬‬
‫وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أ ب‪ ,‬حدث نا سعيد بن سليمان‪ ,‬حدث نا عباد بن العوام عن‬
‫سفيان بن حسي عن ال كم عن سعيد بن جبي عن ابن عباس عن علي بن أب طالب‬
‫ر ضي ال عن هم ف قوله‪ { :‬فبأه ال م ا قالوا} قال‪ :‬صعد مو سى وهارون ال بل فمات‬
‫هارون عل يه ال سلم فقال ب نو إ سرائيل لو سى عل يه ال سلم أ نت قتل ته كان أل ي ل نا م نك‬
‫وأ شد حياء فآذوه من ذلك فأ مر ال اللئ كة فحمل ته فمروا به على مالس ب ن إ سرائيل‬
‫فتكلمت بوته فما عرف موضع قبه إل الرخم وإن ال جعله أصم أبكم وهكذا رواه ابن‬
‫جرير عن علي بن موسى الطوسي عن عباد بن العوام به ث قال وجائز أن يكون هذا هو‬
‫الراد بالذى وجائز أن يكون الول هو الراد فل قول أول من قول ال عز و جل (قلت)‬
‫يتمططططل أن يكون الكططططل مرادا وأن يكون معططططه غيه‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫قال المام أح د‪ :‬حدث نا أ بو معاو ية‪ ,‬حدث نا الع مش عن شق يق عن ع بد ال قال ق سم‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ذات يوم قسما فقال رجل من النصار إن هذه القسمة ما‬
‫أر يد ب ا و جه ال قال‪ :‬فقلت ياعدو ال أ ما ل خبن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ب ا‬
‫قلت فذكرت ذلك للنب صلى ال عليه وسلم فاحر وجهه ث قال «رحة ال على موسى‬
‫ل قد أوذي بأك ثر من هذا ف صب» أخرجاه ف ال صحيحي من حد يث سليمان بن مهران‬
‫العمططططططططططططططططش بططططططططططططططططه‪.‬‬
‫(طريق أخرى) ط قال المام أحد‪ :‬حدثنا حجاج‪ ,‬سعت إسرائيل بن يونس عن الوليد‬
‫بن أب هشام مول المدان عن زيد بن زائدة عن عبد ال بن مسعود قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم لصحابه‪« :‬ل يبلغن أحد عن أحد من أصحاب شيئا فإن أحب أن‬
‫أخرج إليكم وأنا سليم الصدر» فأتى رسول ال صلى ال عليه وسلم مال فقسمه‪ ,‬قال‪:‬‬
‫فمررت برجل ي وأحدهاط يقول ل صاحبه وال ما أراد م مد بق سمته و جه ال ول الدار‬

‫‪715‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الَخرة‪ ,‬قال‪ :‬فتثبت حت سعت ما قال ث أتيت رسول ال صلى ال عليه وسلم فقلت‪ :‬يا‬
‫رسول ال إنك قلت لنا «ل يبلغن أحد عن أصحاب شيئا» وإن مررت بفلن وفلن وها‬
‫يقولن كذا وكذا‪ ,‬فاحر وجه رسول ال صلى ال عليه وسلم وشق عليه ث قال «دعنا‬
‫طططب»‪.‬‬ ‫طططن هذا فصط‬ ‫طططر مط‬ ‫طططى بأكثط‬ ‫طططد أوذي موسط‬ ‫طططك لقط‬ ‫منط‬
‫وقد رواه أبو داود ف الدب عن ممد بن يي الذهلي عن ممد بن يوسف الفرياب عن‬
‫إسرائيل عن الوليد بن أب هشام به متصرا «ل يبلغن أحد من أصحاب عن أحد شيئا إن‬
‫أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر» وكذا رواه الترمذي ف الناقب عن الذهلي سواء‬
‫إل أنه قال زيد بن زائدة‪ ,‬ورواه أيضا عن ممد بن إساعيل عن عبد ال بن ممد عن عبيد‬
‫ال بن موسى وحسي بن ممد كلها عن إسرائيل عن السدي عن الوليد بن أب هشام‬
‫بطه متصطرا أيضا فزاد فط إسطناده السطدي‪ ,‬ثط قال غريطب مطن هذا الوجطه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وكان عنطد ال وجيها} اي له وجاهطة وجاه عنطد ربطه عطز وجطل‪ .‬قال‬
‫السن البصري كان مستجاب الدعوة عند ال‪ ,‬وقال غيه من السلف ل يسأل ال شيئا‬
‫إل أعطاه‪ ,‬ولكن منع الرؤية لا يشاء عز وجل‪ .‬وقال بعضهم من وجاهته العظيمة عند ال‬
‫أنه شفع ف أخيه هارون أن يرسله ال معه فأجاب ال سؤاله فقال {ووهبنا له من رحتنا‬
‫أخاه هارون نطططططططططططططططططططططططططططططبيا}‪.‬‬

‫** َيَأّيهَا الّذِي نَ آ َمنُوْا اتّقُواْ اللّ َه وَقُولُواْ َقوْلً سَدِيدا * يُ صْلِحْ َلكُ مْ َأعْمَاَلكُ مْ َوَي ْغفِرْ َلكُ ْم‬
‫طططُولَهُ َفقَدْ فَازَ َفوْزا عَظِيما‬ ‫ط وَرَسط‬ ‫طط َ‬ ‫طططِ اللّهط‬ ‫ط وَمَطططن يُطِعط‬ ‫طط ْ‬ ‫ُذنُوبَكُمط‬
‫يقول تعال آمرا عباده الؤمن ي بتقواه وأن يعبدوه عبادة من كأ نه يراه وأن يقولوا {قولً‬
‫سديدا} أي مستقيما ل اعوجاج فيه ول انراف ووعدهم أنم إذا فعلوا ذلك أثابم عليه‬
‫بأن يصلح لم أعمالم أي يوفقهم للعمال الصالة وأن يغفر لم الذنوب الاضية‪ .‬وما قد‬
‫يقع منهم ف الستقبل يلهمهم التوبة منها ث قال تعال‪{ :‬ومن يطع ال ورسوله فقد فاز‬
‫فوزا عظيما} وذلك أنه يار من نار الحيم ويصي إل النعيم القيم‪ .‬قال ابن أب حات‪:‬‬
‫حدثنا أب‪ ,‬حدثنا عمرو بن عوف‪ ,‬حدثنا خالد عن ليث عن أ ب بردة‪ ,‬عن أب موسى‬
‫الشعري قال صلى بنا رسول ال صلى ال عليه وسلم صلة الظهر‪ ,‬فلما انصرف أومأ‬

‫‪716‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إلينا بيده فجلسنا فقال‪« :‬إن ال تعال أمرن أن آمركم أن تتقوا ال وتقولوا قولً سديدا»‬
‫ثط أتطى النسطاء فقال‪« :‬إن ال أمرنط أن آمركطن أن تتقيط ال وتقلن قو ًل سطديدا»‪.‬‬
‫وقال ابن أب الدنيا ف كتاب التقوى حدثنا ممد بن عباد بن موسى‪ ,‬حدثنا عبد العزيز‬
‫بن عمران الزهري حدثنا عيسى بن سرة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي ال‬
‫عن ها قالت‪ :‬ما قام ر سول ال صلى ال عل يه و سلم على ال نب إل سعته يقول‪ { :‬يا أي ها‬
‫الذ ين آمنوا اتقوا ال وقولوا قولً سديدا} الَ ية‪ ,‬غر يب جدا‪ ,‬وروى من حد يث ع بد‬
‫الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن ممد بن كعب عن ابن عباس موقوفا‪ :‬من سره أن‬
‫يكون أكرم الناس فليتطق ال‪ ,‬قال عكرمطة القول السطديد ل إله إل ال وقال غيه السطديد‬
‫الصطدق وقال ماهطد‪ ,‬هطو السطداد‪ .‬وقال غيه‪ :‬هطو الصطواب والكطل حطق‪.‬‬

‫جبَالِ فَأَبيْ نَ أَن يَحْ ِم ْلَنهَا َوَأ ْش َفقْ نَ ِمْنهَا‬


‫ت وَالرْ ضِ وَالْ ِ‬ ‫ضنَا المَاَن َة عَلَى ال سّمَاوَا ِ‬
‫** ِإنّا عَرَ ْ‬
‫وَحَ َمَلهَا الِنْ سَانُ ِإنّ هُ كَا نَ ظَلُوما َجهُولً * ّلُيعَذّ بَ اللّ ُه الْ ُمنَاِفقِيَ وَالْ ُمنَاِفقَا تِ وَالْمُشْرِ ِكيَ‬
‫ط غَفُورا ّرحِيما‬ ‫ط اللّه ُ‬ ‫ط وَكَان َ‬‫ط عَلَى الْ ُم ْؤمِنِيَط وَالْ ُم ْؤ ِمنَات ِ‬
‫ط اللّه ُ‬
‫ط َوَيتُوب َ‬ ‫وَالْمُشْرِكَات ِ‬
‫قال العوف عن ابن عباس‪ :‬يعن بالمانة الطاعة وعرضها عليهم قبل أن يعرضها على آدم‬
‫فلم يطقنها فقال لَدم‪ :‬إن قد عرضت المانة على السموات والرض والبال فلم يطقنها‬
‫ف هل أ نت آ خذ ب ا في ها ؟ قال‪ :‬يا رب و ما في ها ؟ قال‪ :‬إن أح سنت جز يت وإن أ سأت‬
‫عوقبطت فأخذهطا آدم فتحملهطا فذلك قوله تعال‪{ ,‬وحلهطا النسطان إنطه كان ظلوما‬
‫جهولً} قال علي بطن أبط طلحطة عطن ابطن عباس‪ :‬المانطة الفرائض‪ ,‬عرضهطا ال على‬
‫ال سموات والرض والبال إن أدو ها أثاب م وإن ضيعو ها عذب م فكرهوا ذلك‪ ,‬وأشفقوا‬
‫عليه من غي معصية‪ ,‬ولكن تعظيما لدين ال أن ل يقوموا با ث عرضها على آدم فقبلها با‬
‫فيهطا وهطو قوله تعال‪{ :‬وحلهطا النسطان إنطه كان ظلوما جهولً} يعنط غرا بأمطر ال‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن بشار‪ ,‬حدثنا ممد بن جعفر‪ ,‬حدثنا شعبة عن أب بشر عن‬
‫سعيد بن جبي عن ا بن عباس أ نه قال ف هذه الَ ية {إ نا عرض نا الما نة على ال سموات‬
‫والرض والبال فأبي أن يملنها وأشفقن منها} قال‪ :‬عرضت على آدم‪ ,‬فقال‪ :‬خذها با‬
‫فيها‪ ,‬فإن أطعت غفرت لك‪ ,‬وإن عصيت عذبتك‪ ,‬قال‪ :‬قبلت فما كان إل مقدار ما بي‬

‫‪717‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الع صر إل الل يل من ذلك اليوم ح ت أ صاب الطيئة‪ ,‬و قد روى الضحاك عن ا بن عباس‬
‫قريبا مطن هذا‪ ,‬وفيطه نظطر وانقطاع بيط الضحاك وبينطه‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وهكذا قال ماهطد‬
‫وسعيد بن جبي والضحاك والسن البصري وغي واحد‪ :‬إن المانة هي الفرائض‪ ,‬وقال‬
‫آخرون‪ :‬هي الطاعة‪ ,‬وقال العمش عن أب الضحى عن مسروق قال‪ :‬قال أب بن كعب‪:‬‬
‫من الما نة أن الرأة اؤت نت على فرج ها‪ .‬وقال قتادة‪ :‬الما نة الد ين والفرائض والدود‪,‬‬
‫وقال بعضهم الغسل من النابة‪ ,‬وقال مالك عن زيد بن أسلم قال‪ :‬المانة ثلثة‪ :‬الصلة‬
‫والصوم والغتسال من النابة وكل هذه القوال ل تناف بينها بل متفقة وراجعة إل أنا‬
‫التكليف وقبول الوامر والنواهي بشرطها وهو أنه إن قام بذلك أثيب وإن تركها عوقب‬
‫طتعان‪.‬‬
‫طق ال وبال السط‬ ‫طن وفط‬ ‫طه إل مط‬‫طه وجهله وظلمط‬ ‫طان على ضعفط‬ ‫طا النسط‬ ‫فقبلهط‬
‫قال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أ ب‪ ,‬حدث نا ع بد العز يز بن الغية الب صري‪ ,‬حدث نا حاد بن‬
‫واقد‪ ,‬يعن أبا عمر الصفار سعت أبا معمر يعن عون بن معمر يدث عن السن‪ ,‬يعن‬
‫البصطري أنطه تل هذه الَيطة {إنطا عرضنطا المانطة على السطموات والرض والبال} قال‬
‫عرض ها على ال سبع الطباق الطرائق ال ت زي نت بالنجوم‪ ,‬وحلة العرش العظ يم‪ ,‬فق يل ل ا‪:‬‬
‫هل تمل ي المانة وما فيها ؟ قالت‪ :‬و ما فيها ؟ قال‪ :‬ق يل ل ا إن أح سنت جز يت‪ ,‬وإن‬
‫أ سأت عوق بت قالت‪ :‬ل ث عرض ها على الرض ي ال سبع الشداد‪ ,‬ال ت شدت بالوتاد‪,‬‬
‫وذللت بالهاد‪ ,‬قال‪ :‬فقيل لا هل تملي المانة وما فيها ؟ قالت‪ :‬وما فيها ؟ قال‪ :‬قيل‬
‫لاط‪ :‬إن أحسطنت جزيطت وإن أسطأت عوقبطت‪ ,‬قالت‪ :‬ل ثط عرضهطا على البال الشطم‬
‫الشوامخ الصعاب الصلب‪ ,‬قال قيل لا‪ :‬هل تملي المانة وما فيها ؟ قالت‪ :‬وما فيها ؟‬
‫قال لاططط‪ :‬إن أحسطططنت جزيطططت‪ ,‬وإن أسطططأت عوقبطططت قالت‪ :‬ل‪.‬‬
‫وقال مقا تل بن حيان إن ال تعال ح ي خلق خل قه ج ع ب ي ال نس وال ن وال سموات‬
‫والرض والبال فبدأ بال سموات فعرض علي هن الما نة‪ ,‬و هي الطا عة‪ ,‬فقال ل ن‪ :‬أتملن‬
‫هذه المانة‪ ,‬ولكن على الفضل والكرامة والثواب ف النة ؟ فقلن‪ :‬يا رب إنا لنستطيع‬
‫هذا ال مر ول يس ب نا قوة ولك نا لك مطيعون‪ ,‬ث عرض الما نة على الرض ي فقال ل ن‪:‬‬
‫أتملن هذه المانة وتقبلنها من‪ ,‬وأعطيكن الفضل والكرامة ف الدنيا ؟ فقلن‪ :‬ل صب لنا‬
‫على هذا يا رب‪ ,‬ول نطيق ولكنا لك سامعون مطيعون ل نعصيك ف شيء أمرتنا به‪ .‬ث‬

‫‪718‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قرب آدم فقال له‪ :‬أت مل هذه الما نة وترعا ها حق رعايت ها ؟ فقال ع ند ذلك آدم‪ :‬مال‬
‫عندك ؟ قال‪ :‬يا آدم إن أحسنت وأطعت ورعيت المانة‪ ,‬فلك عندي الكرامة والفضل‪,‬‬
‫وح سن الثواب ف ال نة‪ ,‬وإن ع صيت‪ ,‬ول ترع ها حق رعات ا‪ ,‬وأ سأت فإ ن معذ بك‬
‫ومعاقبك وأنزلك النار‪ ,‬قال‪ :‬رضيت يا رب‪ ,‬وأتملها‪ ,‬فقال ال عز وجل عند ذلك قد‬
‫حلتكها فذلك قوله تعال‪{ :‬وحل ها الن سان} رواه ا بن أ ب حات‪ .‬وعن ماهد أ نه قال‪:‬‬
‫عرض ها على ال سموات فقالت‪ :‬يا رب حلت ن الكوا كب و سكان ال سماء و ما ذ كر و ما‬
‫أريطد ثوابا ول أحلط فريضطة‪ .‬قال‪ :‬وعرضهطا على الرض فقالت‪ :‬يطا رب غرسطت فط‬
‫الشجار وأجريت ف النار وسكان الرض وما ذكر وما أريد ثوابا ول أح ل فريضة‪,‬‬
‫وقالت البال مثل ذلك قال ال تعال‪{ :‬وحلها النسان إنه كان ظلوما جهولً} ف عاقبة‬
‫أمره‪ ,‬وهكذا قال ابن جر يج‪ .‬وعن ا بن أشوع أنه قال‪ :‬ل ا عرض ال عليهن ح ل الما نة‬
‫ضججطن إل ال ثلثطة أيام ولياليهطن‪ ,‬وقلن‪ :‬ربنطا ل طاقطة لنطا بالعمطل ول نريطد الثواب‪.‬‬
‫ث قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا هارون بن زيد بن أب الزرقاء الوصلي‪ ,‬حدثنا‬
‫أ ب حدث نا هشام بن سعد عن ز يد بن أ سلم ف هذه الَ ية {إ نا عرض نا الما نة على‬
‫السموات والرض} الَية‪ ,‬قال النسان بي أذن وعاتقي‪ ,‬فقال ال عز وجل‪ :‬إن معينك‬
‫علي ها‪ ,‬إ ن معي نك على عين يك بطبقت ي‪ ,‬فإذا نازعاك إل ما أكره فأط بق‪ ,‬ومعي نك على‬
‫لسانك بطبقتي‪ ,‬فإذا نازعك إل ما أكره فأطبق‪ ,‬ومعينك على فرجك بلباس فل تكشفه‬
‫إل ما أكره‪ .‬ث روي عن أب حازم نو هذا‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا يونس‪ ,‬حدثناء ابن‬
‫و هب قال‪ :‬قال ا بن ز يد ف قول ال تعال‪{ :‬إ نا عرض نا الما نة على ال سموات والرض‬
‫والبال} الَية‪ ,‬قال‪ :‬إن ال تعال عرض عليهن المانة أن يفترض عليهن الدين ويعل لن‬
‫ثوابا وعقابا‪ ,‬ويسطتأمنهن على الديطن‪ ,‬فقلن ل‪ ,‬ننط مسطخرات لمرك ل نريطد ثوابا ول‬
‫عقابا‪ ,‬قال‪ :‬وعرض ال تبارك وتعال على آدم فقال‪ :‬بي أذن وعاتقي‪ ,‬قال ابن زيد‪ :‬قال‬
‫ال تعال له‪ :‬أما إذا تملت هذا فسأعينك‪ ,‬أجعل لبصرك حجابا فإذا خشيت أن تنظر إل‬
‫ما ل يل لك‪ ,‬فأرخ عليه حجابه واجعل للسانك بابا وغلقا‪ ,‬فإذا خشيت فأغلق‪ ,‬وأجعل‬
‫ططططا أحللت لك‪.‬‬ ‫ططططه إل على مط‬ ‫ططططا فل تكشفط‬ ‫ططططك لباسط‬ ‫لفرجط‬

‫‪719‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثن سعيد بن عمرو السكون‪ ,‬حدثنا بقية‪ ,‬حدثنا عيسى بن إبراهيم‬
‫عن موسى بن أب حبيب عن الكم بن عمي رضي ال عنه‪ ,‬وكان من أصحاب النب‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن المانة والوفاء نزل‬
‫على ابن آدم مع النبياء فأرسلوا به‪ ,‬فمنهم رسول ال‪ ,‬ومنهم نب ‪ ,‬ومنهم نب رسول‪,‬‬
‫ونزل القرآن و هو كلم ال‪ ,‬وأنزلت العجم ية والعربيطة‪ ,‬فعلموا أمطر القرآن‪ ,‬وعلموا أ مر‬
‫السطنن بألسطنتهم‪ ,‬ول يدع ال تعال شيئا مطن أمره ماط يأتون ومطا يتنبون وهطي الجطج‬
‫عليهم إل بينه لم‪ ,‬فليس أهل لسان إل وهم يعرفون السن والقبيح‪ ,‬ث المانة أول شيء‬
‫ير فع ويب قى أثر ها ف جذور قلوب الناس‪ ,‬ث ير فع الوفاء والع هد والذ مم وتب قى الك تب‪,‬‬
‫فعال يعمل وجاهل يعرفها وينكرها ول يملها‪ ,‬حت وصل إلّ وإل أمت‪ ,‬ول يهلك على‬
‫ال إل هالك‪ ,‬ول يغفله إل تارك‪ ,‬فالذر أيهطا الناس‪ ,‬وإياكطم والوسطواس الناس‪ ,‬فإناط‬
‫يبلوكطم أيكطم أحسطن عملً» هذا حديطث غريطب جدا‪ ,‬وله شواهطد مطن وجوه أخرى‪.‬‬
‫ث قال ا بن جر ير‪ :‬حدث نا م مد بن خلف الع سقلن‪ ,‬حدث نا عب يد ال بن ع بد الج يد‬
‫النفي‪ ,‬حدثنا أبو العوام القطان‪ ,‬حدثنا قتادة وأبان بن أب عياش عن خليد العصري‪ ,‬عن‬
‫أب الدرداء رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬خس من جاء بن‬
‫يوم القيامطة مطع إيان دخطل النطة‪ :‬مطن حافطظ على الصطلوات المطس على وضوئهطن‬
‫وركوعهن وسجودهن ومواقيتهن‪ ,‬وأعطى الزكاة من ماله طيب النفس با ط وكان يقول‬
‫ط واي ال ل يفعل ذلك إل مؤمن وأدى المانة»‪ .‬قالوا‪ :‬يا أبا الدرداء وما أداء المانة ؟‬
‫قال رضي ال عنه‪ :‬الغسل من النابة‪ ,‬فإن ال تعال ل يأمن ابن آدم على شيء من دينه‬
‫غيه‪ ,‬وهكذا رواه أبو داود عن ممد بن عبد الرحن العنبي‪ ,‬عن أب علي عبيد ال بن‬
‫عبططد الجيططد النفططي‪ ,‬عططن أبطط العوام عمران بططن داود القطان بططه‪.‬‬
‫وقال ابن جرير أيضا‪ :‬حدثنا تيم بن النتصر‪ ,‬أخبنا إسحاق عن شريك عن العمش‪,‬‬
‫عن عبد ال بن السائب عن زاذان عن عبد ال بن مسعود رضي ال عنه‪ ,‬عن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم أنه قال‪« :‬القتل ف سبيل ال يكفر الذنوب كلها ط أو قال ط يكفر كل‬
‫شيء إل المانة‪ ,‬يؤتى بصاحب المانة فيقال له‪ :‬أد أمانتك‪ ,‬فيقول أن يا رب وقد ذهبت‬
‫الدنيا ؟ فيقال له‪ :‬أد أمان تك‪ ,‬فيقول أ ن يارب و قد ذه بت الدن يا ؟ فيقال له‪ :‬أد أمان تك‪,‬‬

‫‪720‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فيقول أ ن يا رب و قد ذه بت الدن يا ؟ فيقول‪ :‬اذهبوا به إل أ مه الاو ية‪ ,‬فيذ هب به إل‬
‫الاوية‪ ,‬فيهوي فيها حت ينتهي إل قعرها فيجدها هنالك كهيئتها‪ ,‬فيحملها فيضعها على‬
‫عاتقه فيصعد با إل شفي جهنم‪ ,‬حت إذا رأى أنه قد خرج زلت قدمه فهوى ف أثرها‬
‫أبد الَبدين» قال‪ :‬والمانة ف الصلة‪ ,‬والمانة ف الصوم والمانة ف الوضوء‪ ,‬والمانة ف‬
‫الد يث‪ ,‬وأ شد ذلك الودائع‪ ,‬فلق يت الباء فقلت‪ :‬أل ت سمع ما يقول أخوك ع بد ال ؟‬
‫فقال‪ :‬صططططططططططططططططططططططططططططططططدق‪.‬‬
‫وقال شريك‪ :‬وحدثنا عياش العامري عن زاذان عن عبد ال بن مسعود رضي ال عنه‬
‫عن النب صلى ال عليه وسلم بنحوه‪ ,‬ول يذكر المانة ف الصلة وف كل شيء‪ ,‬إسناده‬
‫جيد‪ ,‬ول يرجوه‪ .‬وما يتعلق بالمانة الديث الذي رواه المام أحد‪ .‬حدثنا أبو معاوية‪,‬‬
‫حدثنا العمش عن زيد بن وهب عن حذيفة رضي ال عنه قال‪ :‬حدثنا رسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم حديث ي قد رأ يت أحده ا وأ نا أنت ظر الَ خر‪ ,‬حدث نا أن الما نة نزلت ف‬
‫جذر قلوب الرجال‪ ,‬ث نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة‪ .‬ث حدثنا عن رفع‬
‫المانة فقال‪ :‬ينام الرجل النومة فتقبض المانة من قلبه‪ ,‬فيظل أثرها مثل أثر الجل كجمر‬
‫دحرجته على رجلك‪ ,‬تراه منتبا وليس فيه شيء ط قال‪ :‬ث أخذ حصى فدحرجه على‬
‫رجله قال ط فيصبح الناس يتبايعون ل يكاد أحد يؤدي المانة حت يقال إن ف بن فلن‬
‫ل أمينا‪ ,‬حت يقال للرجل ما أجلده وأظرفه وأعقله وما ف قلبه حبة خردل من إيان‪,‬‬ ‫رج ً‬
‫ول قد أ تى علي زمان و ما أبال أي كم باي عت إن كان م سلما ليد نه علي دي نه‪ ,‬وإن كان‬
‫ن صرانيا أو يهوديا ليد نه علي ساعيه‪ ,‬فأ ما اليوم ف ما ك نت أبا يع من كم إل فلنا وفلنا‪.‬‬
‫وأخرجاه فططط الصطططحيحي مطططن حديطططث العمطططش بطططه‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا حسن‪ ,‬حدثنا ابن ليعة عن الارث بن يزيد الضرمي عن عبد‬
‫ال بن عمرو رضي ال عنهما أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬أربع إذا كن فيك‬
‫فل عليك ما فاتك من الدنيا‪ .‬حفظ أمانة‪ ,‬وصدق حديث‪ ,‬وحسن خليقة‪ ,‬وعفة طعمة»‬
‫هكذا رواه المام أحد ف مسند عن عبد ال بن عمرو بن العاص رضي ال تعال عنهما‪,‬‬
‫وقد قال الطبان ف مسنده عبد ال بن عمر بن الطاب رضي ال عنهما‪ ,‬حدثنا يي بن‬
‫أيوب العلف الصري‪ ,‬حدثنا سعيد بن أب مري‪ ,‬حدثنا ابن ليعة عن الارث بن يزيد‬

‫‪721‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عن ابن حجية عن عبد ال بن عمر قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬أربع إذا‬
‫كن ف يك فل عل يك ما فا تك من الدن يا‪ :‬ح فظ أما نة‪ ,‬و صدق حد يث‪ ,‬وح سن خلي قة‪,‬‬
‫وع فة طع مة» فزاد ف ال سناد ا بن حجية وجعله ف م سند ا بن ع مر ر ضي ال عنه ما‪.‬‬
‫و قد ورد الن هي عن اللف بالما نة‪ ,‬قال ع بد ال بن البارك ف كتاب الز هد‪ :‬حدث نا‬
‫شر يك عن أ ب إ سحاق الشيبا ن عن خناس بن سحيم أو قال‪ :‬جبلة بن سحيم‪ ,‬قال‪:‬‬
‫أقبلت مع زياد بن حدير من الابية فقلت ف كلمي ل والمانة‪ ,‬فجعل زياد يبكي ويبكي‬
‫فظننطت أنط أتيطت أمرا عظيما‪ ,‬فقلت له‪ :‬أكان يكره هذا ؟ قال‪ :‬نعطم‪ ,‬كان عمطر بطن‬
‫الطاب ينهى عن اللف بالمانة أشد النهي‪ ,‬وقد ورد ف ذلك حد يث مرفوع قال أبو‬
‫داود‪ :‬حدثنا أحد بن عبد ال بن يونس‪ ,‬حدثنا زهي‪ ,‬حدثنا الوليد بن ثعلبة الطائي عن‬
‫ابن بريدة عن أبيه رضي ال ع نه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬من حلف‬
‫بالمانطططة فليطططس منطططا» تفرد بطططه أبطططو داود رحهططط ال‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ليعذب ال النافقي والنافقات والشركي والشركات} أي إنا حل بن‬
‫آدم الما نة و هي التكال يف‪ ,‬ليعذب ال النافق ي من هم والنافقات‪ ,‬و هم الذ ين يظهرون‬
‫اليان خوفا من أهله ويبطنون الكفر متابعة لهله {والشركي والشركات} وهم الذين‬
‫ظاهر هم وباطن هم على الشرك بال ومال فة ر سله {ويتوب ال على الؤمن ي والؤمنات}‬
‫أي ولي حم الؤمن ي من اللق الذ ين آمنوا بال وملئك ته وكت به ور سله العامل ي بطاع ته‬
‫{وكان ال غفورا رحيما}‪ .‬آخطر تفسطي سطورة الحزاب ول المطد والنطة‪.‬‬

‫ططططططططططططططططططبأ‬
‫ططططططططططططططططططورة سط‬
‫سط‬

‫وهطططططططططططططططططي مكيطططططططططططططططططة‬
‫بِسطططططططْمِ اللّهطططططططِ الرّحْمـطططططططنِ الرّحِيمطططططططِ‬

‫‪722‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حمْدُ فِي الَخِ َرةِ وَ ُهوَ‬ ‫حمْدُ للّ ِه الّذِي لَ ُه مَا فِي ال سّمَاوَاتِ وَمَا فِي الرْ ضِ وَلَ ُه الْ َ‬ ‫** الْ َ‬
‫ج ِمْنهَا َومَا يَنِ ُل مِ َن السّمَآ ِء َومَا َيعْ ُرجُ‬
‫خبِيُ * َيعْلَ ُم مَا يَلْجُ فِي الرْضِ َومَا َيخْ ُر ُ‬
‫حكِي ُم الْ َ‬‫الْ َ‬
‫ط اْل َغفُورُ‬
‫طططططططططططططا َو ُهوَ ال ّرحِيمططططططططططططط ُ‬ ‫فِيهَط‬
‫يب تعال عن نفسه الكرية أن له المد الطلق ف الدنيا والَخرة‪ ,‬لنه النعم التفضل‬
‫على أهطل الدنيطا والَخرة‪ ,‬الالك لميطع ذلك‪ ,‬الاكطم فط جيطع ذلك‪ ,‬كمطا قال تعال‪:‬‬
‫{وهو ال ل إله إل هو له المد ف الول والَخرة وله الكم وإليه ترجعون} ولذا قال‬
‫تعال ههنا‪{ :‬المد ل الذي له ما ف السموات وما ف الرض} أي الميع ملكه وعبيده‬
‫وتت تصرفه وقهره‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وإن لنا للَخرة والول}‪ ,‬ث قال عز وجل‪{ :‬وله‬
‫المططططد فطططط الَخرة} فهططططو العبود أبدا‪ ,‬الحمود على طول الدى‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬هو الكيم} أي ف أقواله وأفعاله وشرعه وقدره {البي} الذي ل تفى‬
‫عليه خافية ول يغيب عنه شيء‪ ,‬وقال مالك عن الزهري‪ :‬خبي بلقه‪ ,‬حكيم بأمره‪ ,‬ولذا‬
‫قال عز و جل‪{ :‬يعلم ما يلج ف)الرض و ما يرج من ها} أي يعلم عدد الق طر النازل ف‬
‫أجزاء الرض‪ ,‬والبط البذور‪ ,‬والكامطن فيهطا‪ ,‬ويعلم مطا يرج مطن ذلك عدده وكيفيتطه‬
‫و صفاته {و ما ينل من ال سماء} أي من ق طر ورزق‪ ,‬و ما يعرج في ها‪ ,‬أي من العمال‬
‫الصطالة وغيط ذلك‪{ ,‬وهطو الرحيطم الغفور} أي الرحيطم بعباده‪ ,‬فل يعاجطل عصطاتم‬
‫بالعقوبطططة‪ ,‬الغفور عطططن ذنوب التائبيططط إليطططه التوكليططط عليطططه‪.‬‬

‫ب عَنْ هُ‬‫** وَقَالَ الّذِي نَ َكفَرُواْ َل َت ْأتِينَا ال سّا َعةُ قُ ْل بََل َى وَ َربّي َلَتأِْتَينّكُ ْم عَالِ ِم اْل َغيْ بِ َل َيعْزُ َ‬
‫ب ّمبِيٍ‬ ‫ك وَلَ أَ ْكبَرُ إِلّ فِي ِكتَا ٍ‬ ‫ص َغ ُر مِن ذَلِ َ‬ ‫ض وَلَ أَ ْ‬ ‫ت وَلَ فِي الرْ ِ‬ ‫ِمثْقَالُ ذَ ّرةٍ فِي السّمَاوَا ِ‬
‫ي الّذِي نَ آ َمنُواْ وَعَ ِملُواْ ال صّالِحَاتِ ُأوْلَـئِكَ َل ُه ْم ّمغْفِ َرٌة وَرِزْ قٌ َك ِريٌ * وَالّذِي نَ‬ ‫جزِ َ‬‫* ّليَ ْ‬
‫َس َعوْا فِ يَ آيَاِتنَا ُمعَاجِزِي نَ ُأوْلَـئِكَ َلهُ مْ عَذَا بٌ مّن ّرجْزٍ أَلِي مٌ * َويَرَى الّذِي نَ أُوتُواْ اْلعِلْ مَ‬
‫حمِيدِ‬ ‫طرَاطِ اْلعَزِي ِز الْ َ‬
‫طَ إَِلىَ صطِ‬ ‫ط َوَيهْدِيط‬ ‫طَ ُه َو الْحَقطّ‬ ‫طَ مِطن ّربّكط‬ ‫طَ أُنزِلَ إَِليْكط‬ ‫الّذِيط‬
‫هذه إحدى الَيات الثلث الت ل رابع لن ما أمر ال تعال رسوله صلى ال عليه وسلم‬
‫أن يقسطم بربطه العظيطم على وقطع‪ :‬العاد‪ ,‬لاط أنكره مطن أنكره مطن أهطل الكفطر والعناد‪,‬‬
‫فإحداهن ف سورة يونس عليه السلم‪ ,‬وهي قوله تعال‪{ :‬ويستنبئونك أحق هو قل إي‬

‫‪723‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ورب إنه لق وما أنتم بعجزين} والثانية هذه {وقال الذين كفروا ل تأتينا الساعة قل بلى‬
‫ور ب لتأتين كم}‪ ,‬والثال ثة ف سورة التغا بن‪ ,‬و هي قوله تعال‪{ :‬ز عم الذ ين كفروا أن لن‬
‫يبعثوا قل بلى ورب لتبعثن ث لتنبؤن با عملتم وذلك على ال يسي} فقال تعال‪{ :‬قل بلى‬
‫ورب لتأتينكم} ث وصفه با يؤكد ذلك ويقرره‪ ,‬فقال‪{ :‬عال الغيب ل يعزب عنه مثقال‬
‫ذرة ف ال سموات ول ف الرض ول أ صغر من ذلك ول أ كب إل ف كتاب مبي} قال‬
‫ماهد وقتادة‪ :‬ل يعزب عنه ل يغيب عنه‪ ,‬أي الميع مندرج تت علمه‪ ,‬فل يفى عليه‬
‫ش يء‪ ,‬فالعظام وإن تل شت وتفر قت وتز قت‪ ,‬ف هو عال أ ين ذه بت ‪ ,‬أ ين تفر قت‪ ,‬ث‬
‫يعيدها كما بدأها أول مرة‪ ,‬فإنه بكل شيء عليم‪ .‬ث بي حكمته ف إعادة البدان وقيام‬
‫السطاعة‪ ,‬بقوله تعال‪{ :‬ليجزي الذيطن آمنوا وعملوا الصطالات أولئك لمط مغفرة ورزق‬
‫كري * والذين سعوا ف آياتنا معاجزين} أي سعوا ف الصد عن سبيل ال تعال وتكذيب‬
‫رسله‪{ ,‬أولئك لم عذاب من رجز أليم} أي لينعم السعداء من الؤمني ويعذب الشقياء‬
‫من الكافر ين‪ ,‬ك ما قال عز و جل‪{ :‬ل ي ستوي أ صحاب النار وأ صحاب النة أصحاب‬
‫النة هم الفائزون} وقال تعال‪{ :‬أم نعل الذين آمنوا وعملوا الصالات كالفسدين ف‬
‫الرض أم نعططططططططططططل التقيطططططططططططط كالفجار}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الق} هذه حكمة‬
‫أخرى معطوفطة على التط قبلهطا‪ ,‬وهطي أن الؤمنيط باط أنزل على الرسطل إذا شاهدوا قيام‬
‫الساعة ومازاة البرار والفجار بالذي كانوا قد علموه من كتب ال تعال ف الدنيا‪ ,‬رأوه‬
‫حينئذ عي اليقي‪ ,‬ويقولون يؤمئذ أيضا {لقد جاءت رسل ربنا بالق} يقال أيضا {هذا‬
‫ما و عد الرح ن و صدق الر سلون} {ل قد لبث تم ف كتاب ال إل يوم الب عث فهذا يوم‬
‫البعث} {ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الق ويهدي إل صراط‬
‫العزيز الم يد} العز يز هو الن يع الناب الذي ل يغالب ول يا نع‪ ,‬بل قد ق هر كل شيء‬
‫وغل به‪ ,‬الم يد‪ ,‬ف ج يع أقواله وأفعاله وشر عه وقدره‪ ,‬و هو الحمود ف ذلك كله جل‬
‫وعل‪.‬‬

‫‪724‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫** وَقَالَ الّذِي نَ َكفَرُوْا هَ ْل نَدُّلكُ ْم عََلىَ رَجُ ٍل ُيَنّبئُكُ مْ إِذَا مُزّ ْقتُ مْ كُ ّل ُممَزّ قٍ ِإنّكُ مْ َلفِي خَ ْل قٍ‬
‫َابط‬
‫ُونط بِالَخِ َرةِ ف ِي اْلعَذ ِ‬ ‫ِينط َل ُي ْؤ ِمن َ‬ ‫ِهط ِجّن ٌة بَ ِل الّذ َ‬ ‫ّهط كَذِبا أَم ب ِ‬ ‫ى عَلَى الل ِ‬ ‫جَدِيدٍ * أَ ْفتَرَ َ‬
‫ضلَ ِل الَْبعِيدِ * أَفََل ْم يَ َر ْواْ إَِلىَ مَا َبيْ نَ َأيْدِيهِ ْم َومَا خَ ْل َفهُ مْ مّ َن ال سّمَآءِ وَالرْ ضِ إِن نّشَأْ‬ ‫وَال ّ‬
‫ط عََلْيهِمْ كِسَفا مّ َن السّمَآءِ إِنّ فِي ذَلِكَ َلَيةً ّلكُ ّل عَبْ ٍد ّمنِيبٍ‬ ‫سقِ ْ‬ ‫ف ِبهِمُ الرْضَ َأ ْو نُ ْ‬ ‫س ْ‬ ‫نَخْ ِ‬
‫هذا إخبار من ال عز و جل عن ا ستبعاد الكفرة اللحد ين قيام ال ساعة‪ ,‬وا ستهزائهم‬
‫بالرسول صلى ال عليه وسلم ف إخباره بذلك {وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل‬
‫ينبئكم إذا مزقتم كل مزق} أي تفرقت أجسادكم ف الرض وذهبت فيها كل مذهب‬
‫وتزقطت كطل مزق {إنكطم} أي بعطد هذا الال {لفطي خلق جديطد} أي تعودون أحياء‬
‫ترزقون ب عد ذلك‪ ,‬و هو ف هذا الخبار ل يلو أمره من ق سمي‪ :‬إ ما أن يكون قد تع مد‬
‫الفتراء على ال تعال أنه قد أوحي إليه ذلك‪ ,‬أو أنه ل يتعمد‪ ,‬لكن لبس عليه كما يلبس‬
‫على العتوه والجنون‪ ,‬ولذا قالوا‪{ :‬أفترى على ال كذبا أم بطه جنطة} قال ال عطز وجطل‬
‫رادا علي هم { بل الذ ين ل يؤمنون بالَخرة ف العذاب والضلل البع يد} أي ل يس ال مر‬
‫كما زعموا‪ ,‬ول كما ذهبوا إليه‪ ,‬بل ممد صلى ال عليه وسلم هو الصادق البار الراشد‪,‬‬
‫الذي جاء بال ق‪ ,‬و هم الكذ بة الهلة ال غبياء { ف العذاب} أي‪ :‬الك فر الف ضي ب م إل‬
‫عذاب ال تعال {والضلل البعيد} من الق ف الدنيا‪ ,‬ث قال تعال منبها لم على قدرته‬
‫ف خلق ال سموات والرض‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬أفلم يروا إل ما ب ي أيدي هم و ما خلف هم من‬
‫السماء والرض} أي حيثما توجهوا وذهبوا‪ ,‬فالسماء مطلة عليهم‪ ,‬والرض تتهم‪ ,‬كما‬
‫قال عز وجل ‪{ :‬والسماء بنيناها بأيد وإنا لوسعون * والرض فرشناها فنعم الاهدون}‪.‬‬
‫قال عبد بن حيد‪ :‬أخبنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة {أفلم يروا إل ما بي أيديهم‬
‫وما خلفهم من السماء والرض} قال‪ :‬إنك إن نظرت عن يينك‪ ,‬أو عن شالك‪ ,‬أو من‬
‫ب ي يد يك‪ ,‬أو من خل فك‪ ,‬رأ يت ال سماء والرض‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬إن ن شأ ن سف ب م‬
‫الرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء} أي لو شئنا لفعلنا بم ذلك بظلمهم وقدرتنا‬
‫عليهم‪ ,‬ولكن نؤخر ذلك للمنا وعفونا‪ ,‬ث قال‪{ :‬إن ف ذلك لَية لكل عبد منيب} قال‬
‫مع مر عن قتادة‪{ :‬منيب} تائب‪ .‬وقال سفيان عن قتادة‪ :‬النيب الق بل إل ال تعال‪ ,‬أي‬
‫إن ف النظر إل خلق السموات والرض لدللة لكل عبد فطن لبيب رجاع إل ال‪ ,‬على‬

‫‪725‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قدرة ال تعال على ب عث الج ساد ووقوع العاد‪ ,‬لن من قدر على خلق هذه ال سموات‬
‫ف ارتفاعها واتساعها‪ ,‬وهذه الرضي ف انفاضها‪ ,‬وأطوالا وأعراضها‪ ,‬إنه لقادر على‬
‫إعادة الج سام ون شر الرم يم من العظام‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬أول يس الذي خلق ال سموات‬
‫والرض بقادر على أن يلق مثلهم بلى} وقال تعال‪{ :‬للق السموات والرض أكب من‬
‫خلق الناس ولكططططططططططن أكثططططططططططر الناس ل يعلمون}‪.‬‬

‫جبَالُ َأوّبِي َمعَ هُ وَال ّطيْ َر َوأَلَنّا لَ ُه الْحَدِيدَ * أَ نِ اعْ َم ْل‬


‫ل يَ ِ‬
‫ضً‬‫** وََلقَ ْد آَتيْنَا دَاوُو َد مِنّا َف ْ‬
‫ط بَصططِيٌ‬ ‫طا َتعْمَلُونطَ‬‫طي بِمَط‬ ‫طي السططّ ْر ِد وَاعْ َملُواْ صططَالِحا إِنّط‬ ‫ت وَقَ ّدرْ فِط‬ ‫سططَابِغَا ٍ‬
‫يب تعال عما أنعم به على عبده ورسوله داود عليه الصلة والسلم ما آتاه من الفضل‬
‫البي‪ ,‬وجع له بي النبوة واللك التمكن‪ ,‬والنود ذوي العدد والعدد‪ ,‬وما أعطاه ومنحه‬
‫من الصوت العظيم‪ ,‬الذي كان إذا سبح به تسبح معه البال الراسيات‪ ,‬الصم الشامات‪,‬‬
‫وتقطف له الطيور السطارحات‪ ,‬والغاديات‪ ,‬والرائحات‪ ,‬وتاوبطه بأنواع اللغات‪ .‬وفط‬
‫الصحيح أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬سع صوت أب موسى الشعري رضي ال‬
‫ع نه يقرأ من الل يل‪ ,‬فو قف فا ستمع لقراء ته‪ ,‬ث قال صلى ال عليه و سلم «ل قد أو ت هذا‬
‫مزمارا من مزام ي آل داود» وقال أ بو عثمان النهدي‪ :‬ما سعت صوت صنج ول بر بط‬
‫ول وتر أحسن من صوت أب موسى الشعري رضي ال عنه‪ ,‬ومعن قوله تعال‪{ :‬أوب}‬
‫أي سبحي‪ ,‬قاله ابن عباس وماهد وغي واحد‪ ,‬وزعم أبو ميسرة أنه بعن سبحي بلسان‬
‫البشة‪ ,‬وف هذا نظر‪ ,‬فإن التأويب ف اللغة هو الترجيع‪ ,‬فأمرت البال والطي أن ترجع‬
‫معططططططططططططططططه بأصططططططططططططططططواتا‪.‬‬
‫وقال أبو القاسم عبد الرحن بن إسحاق الزجاجي ف كتابه ط المل ط ف باب النداء‬
‫منه {ياجبال أوب معه} أي سيي معه بالنهار كله‪ ,‬والتأويب سي النهار كله‪ ,‬والسآد‬
‫سي الليل كله‪ ,‬وهذا لفظه‪ ,‬وهو غريب جدا ل أره لغيه‪ ,‬وإن كان له مساعدة من حيث‬
‫اللفظ ف اللغة‪ ,‬لكنه بعيد ف معن الَية ههنا‪ ,‬والصواب أن العن ف قوله تعال‪{ :‬أوب‬
‫طططا تقدم‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬ ‫طططه كمط‬ ‫طططبحة معط‬ ‫طططي مسط‬ ‫طططه} أي رجعط‬ ‫معط‬

‫‪726‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وألنا له الديد} قال السن البصري وقتادة والعمش وغيهم‪ :‬كان ل‬
‫يتاج أن يدخله نارا ول يضربه بطرقة‪ ,‬بل كان يفتله بيده مثل اليوط‪ ,‬ولذا قال تعال‪:‬‬
‫{أن اعمل سابغات} وهي الدروع قال قتادة‪ ,‬وهو أول من عملها من اللق‪ ,‬وإنا كانت‬
‫قبل ذلك صفائح‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا علي بن السي‪ ,‬حدثنا ابن ساعة حدثنا ابن‬
‫ضمرة عن ا بن شوذب قال‪ :‬كان داود عل يه ال سلم ير فع ف كل يوم درعا فيبيع ها ب ستة‬
‫آلف درهم‪ ,‬ألف ي له‪ ,‬ولهله‪ ,‬وأرب عة آلف درهم يطعم با بن إسرائيل خبز الواري‬
‫{وقدر ف السرد} هذا إرشاد من ال تعال لنبيه داود عليه السلم ف تعليمه صنعة الدروع‬
‫وقال ماهد ف قوله تعال‪{ :‬وقدر ف السرد} ل تدق السمار فيقلق ف اللقة‪ ,‬ول تغلظه‬
‫فيقصمها واجعله بقدر‪ ,‬وقال الكم بن عيينة‪ :‬ل تغلظه فيقصم‪ ,‬ول تدقه فيقلق‪ ,‬وهكذا‬
‫روي عن قتادة وغي واحد‪ ,‬وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس‪ :‬السرد حلق الديد‪.‬‬
‫وقال بعض هم‪ :‬يقال درع م سرودة إذا كا نت م سمورة اللق‪ ,‬وا ستشهد بقول الشا عر‪:‬‬
‫طططع‬ ‫طططوابغ تبط‬ ‫طططنع السط‬ ‫طططرودتان قضاهاداود أو صط‬ ‫طططا مسط‬ ‫وعليهمط‬
‫وقد ذكر الافظ ابن عساكر ف ترجة داود عليه الصلة والسلم من طريق إسحاق بن‬
‫بشر‪ ,‬وفيه كلم‪ ,‬عن أب إلياس عن وهب بن منبه ما مضمونه أن داود عليه السلم كان‬
‫يرج متنكرا‪ ,‬في سأل الركبان ع نه و عن سيته‪ ,‬فل ي سأل أحدا إل أث ن عل يه خيا ف‬
‫عبادته وسيته وعدله عليه السلم‪ .‬قال وهب‪ :‬حت بعث ال تعال ملكا ف صورة رجل‪,‬‬
‫فلقيه داود عليه الصلة والسلم فسأله كما كان يسأل غيه‪ ,‬فقال‪ :‬هو خي الناس لنفسه‬
‫ولمته‪ ,‬إل أن فيه خصلة لو ل تكن فيه كان كاملً‪ .‬قال‪ :‬ما هي قال‪ :‬يأكل ويطعم عياله‬
‫من مال السلمي‪ ,‬يعن بيت الال‪ ,‬فعند ذلك نصب داود عليه السلم إل ربه عز وجل ف‬
‫ل بيده يسطتغن بطه ويغنطبطه عياله‪ ,‬فألن ال عطز وجطل له الديطد‪,‬‬ ‫الدعاء أن يعلمطه عم ً‬
‫وعل مه صنعة الدروع‪ ,‬فع مل الدروع‪ ,‬و هو أول من عمل ها‪ ,‬فقال ال تعال‪{ :‬أن اع مل‬
‫سابغات وقدر ف ال سرد} يع ن م سامي اللق‪ ,‬قال‪ :‬وكان يع مل الدرع‪ ,‬فإذا ارت فع من‬
‫عمله درع باعها فتصدق بثلثها‪ ,‬واشترى بثلثها ما يكفيه وعياله‪ ,‬وأمسك الثلث يتصدق‬
‫به يوما بيوم إل أن يعمل غيها‪ ,‬وقال‪ :‬إن ال أعطى داود شيئا ل يعطه غيه من حسن‬
‫ال صوت‪ ,‬إ نه كان إذا قرأ الزبور تت مع الوحوش إل يه ح ت يؤ خذ بأعناق ها و ما تن فر‪ ,‬و ما‬

‫‪727‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صنعت الشياطي الزامي والبابط والصنوج‪ ,‬إل على أصناف صوته عليه السلم‪ ,‬وكان‬
‫شد يد الجتهاد‪ ,‬وكان إذا افت تح الزبور بالقراءة كأن ا ين فخ ف الزام ي‪,‬وكان قد أع طي‬
‫سبعي مزمارا ف حل قه‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬واعملوا صالا} أي ف الذي أعطا كم ال تعال‬
‫من النعم {إن با تعملون بصي} أي مراقب لكم بصي بأعمالكم وأقوالكم‪ ,‬ل يفى علي‬
‫مططططططططططططططططن ذلك شيططططططططططططططططء‪.‬‬

‫** وَلِسَُليْمَانَ الرّي َح غُ ُد ّوهَا َشهْ ٌر وَ َروَا ُحهَا َشهْ ٌر َوأَسَ ْلنَا لَ ُه َعيْنَ الْقِ ْط ِر َومِ َن الْجِ ّن مَن َيعْمَ ُل‬
‫ب السّعِيِ * َيعْمَلُونَ لَ ُه مَا يَشَآءُ‬ ‫غ ِمْنهُ ْم عَنْ َأمْ ِرنَا نُذِقْ ُه مِ ْن عَذَا ِ‬ ‫َبيْ َن يَ َديْ ِه بِإِذْنِ َربّ ِه َومَن َيزِ ْ‬
‫ب وَقُدُورٍ رّا ِسيَاتٍ اعْمَُل َواْ آلَ دَاوُو َد ُشكْرا وََقلِيلٌ‬ ‫جوَا ِ‬ ‫ب َوتَمَاثِي َل وَ ِجفَا نٍ كَالْ َ‬‫مِن مّحَارِي َ‬
‫ط ِعبَادِيطططططططططططططططَ الشّكُورُ‬ ‫مّنطططططططططططططط ْ‬
‫لا ذكر تعال ما أنعم به على داود‪ ,‬عطف بذكر ما أعطى ابنه سليمان عليهما الصلة‬
‫وال سلم من ت سخي الر يح له‪ ,‬ت مل ب ساطه غدو ها ش هر ورواح ها ش هر‪ .‬قال ال سن‬
‫البصري‪ :‬كان يغدو على بساطه من دمشق‪ ,‬فينل باصطخر يتغذى با ويذهب رائحا من‬
‫اصطخر فيبيت بكابل‪ ,‬وبي دمشق واصطخر شهر كامل للمسرع وبي اصطخر وكابل‬
‫شهططططططططططر كامططططططططططل للمسططططططططططرع‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وأ سلنا له ع ي الق طر} قال ا بن عباس ر ضي ل عنه ما وما هد وعكر مة‬
‫وعطاء الراسان وقتادة والسدي ومالك عن زيد بن أسلم‪ ,‬وعبد الرحن بن زيد بن أسلم‬
‫وغي واحد‪ :‬القطر النحاس‪ .‬قال قتادة‪ :‬وكانت باليمن‪ ,‬فكل ما يصنع الناس ما أخرج ال‬
‫تعال ل سليمان عل يه ال سلم قال ال سدي‪ :‬وإن ا أ سيلت له ثل ثة أيام‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬و من‬
‫الن من يعمل بي يديه بإذن ربه} أي وسخرنا له الن يعملون بي يديه بإذن ربه‪ .‬أي‬
‫بقدره وتسخيه لم بشيئته ما يشاء من البنايات وغي ذلك {ومن يزغ منهم عن أمرنا}‬
‫أي ومطن يعدل ويرج منهطم عطن الطاعطة {نذقطه مطن عذاب السطعي} وهطو الريطق‪.‬‬
‫و قد ذ كر ا بن أ ب حا ت هه نا حديثا غريبا‪ ,‬فقال‪ :‬حدث نا أ ب حدث نا أ بو صال‪ ,‬حدث نا‬
‫معاوية بن صال عن أب الزاهرية عن جبي بن نفي‪ ,‬عن أب ثعلبة الشن رضي ال عنه أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬الن على ثلثة أصناف‪ :‬صنف لم أجنحة يطيون‬

‫‪728‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فط الواء‪ ,‬وصطنف حيات وكلب‪ ,‬وصطنف يلون ويظعنون» رفعطه غريطب جدا‪ .‬وقال‬
‫أيضا‪ :‬حدثناأب‪ ,‬حدثنا حرملة‪ ,‬حدثنا ابن وهب‪ ,‬أخبن بكر بن مضر عن ممد بن بي‬
‫عن ا بن أن عم أ نه قال‪ :‬ال ن ثل ثة أ صناف‪ :‬صنف ل م الثواب وعلي هم العقاب‪ ,‬و صنف‬
‫طيارون فيما بي السماء والرض‪ ,‬وصنف حيات وكلب‪ .‬قال بكر بن مضر‪ :‬ول أعلم‬
‫إل أ نه قال‪ :‬حدث ن أن ال نس ثل ثة أ صناف‪ :‬صنف يظل هم ال ب ظل عر شه يوم القيا مة‪,‬‬
‫و صنف كالنعام بل هم أ ضل سبيلً‪ ,‬و صنف ف صورة الناس على قلوب الشياط ي‪.‬‬
‫وقال أيضا‪ :‬حدثنا أب حدثنا علي بن هاشم بن مرزوق‪ ,‬حدثنا سلمة يعن ابن الفضل‬
‫عن إساعيل عن السن قال‪ :‬الن ولد إبليس‪ ,‬والنس ولد آدم‪ ,‬ومن هؤلء مؤمنون ومن‬
‫هؤلء مؤمنون‪ ,‬وهم شركاؤهم ف الثواب والعقاب‪ ,‬ومن كان من هؤلء وهؤلء مؤمنا‪,‬‬
‫فهطططو ول ال تعال‪ ,‬ومطططن كان مطططن هؤلء وهؤلء كافرا فهطططو شيطان‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬يعملون له ما يشاء من ماريب وتاثيل} أما الحاريب فهي البناء السن‪,‬‬
‫وهو أشرف شيء ف السكن وصدره‪ .‬وقال ماهد‪ :‬الحاريب بنيان دون القصور‪ .‬وقال‬
‫الضحاك‪ :‬هطي السطاجد‪ ,‬وقال قتادة‪ :‬هطي القصطور والسطاجد‪ .‬وقال ابطن زيطد‪ :‬هطي ا‬
‫لسطاكن‪ .‬وأمطا التماثيطل‪ ,‬فقال عطيطة العوفط والضحاك والسطدي‪ :‬التماثيطل الصطور‪ .‬قال‬
‫ماهد‪ :‬وكانت من ناس‪ .‬وقال قتادة‪ :‬من طي وزجاج‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وجفان كالواب‬
‫وقدور راسيات} الواب جع جابية‪ ,‬وهي الوض الذي يب فيه الاء‪ ,‬كما قال العشى‬
‫طططططططططططططططس‪:‬‬ ‫طططططططططططططططن قيط‬ ‫ميمون بط‬
‫تروح على آل الحلق جفنةكجابيططططة الشيططططخ العراقططططي تفهططططق‬
‫وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس رضي ال عنهما {كالواب} أي كالوبة من‬
‫الرض‪ .‬وقال العوف عنه كالياض‪ ,‬وكذا قال ماهد والسن وقتادة والضحاك وغيهم‪.‬‬
‫والقدور الرا سيات‪ ,‬أي الثابتات ف أماكن ها ل تتحرك ول تتحول عن أماكن ها لعظم ها‪,‬‬
‫كذا قال ماهد والضحاك وغيها‪ .‬وقال عكرمة‪ :‬أثافيها من ها‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬اعملوا آل‬
‫داود شكرا} أي وقلنطا لمط‪ :‬اعملوا شكرا على مطا أنعطم بطه عليكطم فط الديطن والدنيطا‪,‬‬
‫وشكرا مصدر من غي الفعل‪ ,‬أو أنه مفعول له‪ ,‬وعلى التقديرين فيه دللة على أن الشكر‬
‫يكون بالفعطططل كمطططا يكون بالقول والنيطططة‪ ,‬كمطططا قال الشاعطططر‪:‬‬

‫‪729‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أفادتكطططم النعماء منططط ثلثةيدي ولسطططان والضميططط الحجبطططا‬
‫قال أبو عبد الرحن البلي‪ :‬الصلة شكر والصيام شكر‪ ,‬وكل خي تعمله ل عز وجل‬
‫ش كر‪ ,‬وأف ضل الش كر ال مد‪ ,‬رواه ا بن جر ير‪ ,‬وروى هو وا بن أ ب حا ت عن م مد بن‬
‫كعب القرظي قال‪ :‬الشكر تقوى ال تعال والعمل الصال‪ ,‬وهذا لن هو متلبس بالفعل‪,‬‬
‫و قد كان آل داود علي هم السلم كذلك قائم ي بش كر ال تعال قو ًل وعملً قال ابن أ ب‬
‫حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا عبد ال بن أب بكر‪ ,‬حدثنا جعفر يعن ابن سليمان عن ثابت‬
‫البنان‪ ,‬قال‪ :‬كان داود عليه السلم قد جزأ على أهله وولده ونسائه الصلة‪ ,‬فكان ل تأت‬
‫علي هم ساعة من الل يل والنهار إل وإن سان من آل داود قائم ي صلي‪ ,‬فغمرت م هذه الَ ية‬
‫{اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور} وف الصحيحي عن رسول ال صلى‬
‫ال عليطه وسطلم أنطه قال‪« :‬إن أحطب الصطلة إل ال تعال صطلة داود‪ ,‬كان ينام نصطف‬
‫الليل‪ ,‬ويقوم ثلثه‪ ,‬وينام سدسه‪ ,‬وأحب الصيام إل ال تعال صيام داود‪ ,‬كان يصوم يوما‬
‫ويفطططططططططر يوما‪ ,‬ول يفططططططططر إذا لقططططططططى»‪.‬‬
‫وقد روى أبو عبد ال بن ماجه من حديث سنيد بن داود‪ :‬حدثنا يوسف بن ممد بن‬
‫النكدر عن أبيه عن جابر رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬قالت‬
‫أم سليمان بن داود علي هم ال سلم‪ ,‬ل سليمان‪ ,‬ياب ن ل تك ثر النوم بالل يل‪ ,‬فإن كثرة النوم‬
‫بالليل تترك الرجل فقيا يوم القيامة» وروى ابن أب حات عن داود عليه الصلة والسلم‬
‫ههنا أثرا غريبا مطولً جدا وقال أيضا‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا عمران بن موسى‪ ,‬حدثنا أبو‬
‫زيد فيض بن إسحاق الرقي قال‪ :‬قال فضيل ف قوله تعال‪{ :‬اعملوا آل داود شكرا} قال‬
‫داود‪ :‬يا رب كيف أشكرك والشكر نعمة منك ؟ قال «الَن شكرتن حي قلت إن النعمة‬
‫منطط»‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وقليططل مططن عبادي الشكور} إخبار عططن الواقططع‪.‬‬

‫سأَتَهُ فَلَمّا خَ ّر‬


‫ت مَا دَّلهُ ْم عََل َى َم ْوتِ هِ إِلّ دَاّبةُ الرْ ضِ َتأْكُ ُل مِن َ‬
‫ضيْنَا عََليْ ِه الْ َموْ َ‬
‫** َفلَمّا َق َ‬
‫ط الْ ُمهِيِط‬ ‫طَ مَطا َلِبثُواْ فِطي اْلعَذَابطِ‬ ‫ط الْ َغيْبط‬ ‫طّ أَن ّلوْ كَانُوْا َيعْلَمُونطَ‬ ‫طِ الْجِنط‬ ‫َتبَّينَتط‬
‫يذكطر تعال كيفيطة موت سطليمان عليطه السطلم‪ ,‬وكيطف عمطى ال موتطه على الان‬
‫السخرين له ف العمال الشاقة‪ ,‬فإنه مكث متوكئا على عصاه‪ ,‬وهي منسأته‪ ,‬كما قال‬

‫‪730‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ابن عباس رضي ال عنهما وماهد والسن وقتادة وغي واحد‪ :‬مدة طويلة نوا من سنة‪,‬‬
‫فلما أكلتها دابة الرض‪ ,‬وهي الرضة‪ ,‬ضعفت وسقطت إل الرض‪ ,‬وعلم أنه قد مات‬
‫ق بل ذلك بدة طويلة‪ .‬و تبينت ال ن وال نس أيضا أن ال ن ل يعلمون الغ يب ك ما كانوا‬
‫يتوهون ويوهون الناس ذلك‪ .‬وقد ورد ف ذلك حديث مرفوع غريب وف صحته نظر‪.‬‬
‫قال ابن جرير‪ :‬حدثنا أحد بن منصور‪ ,‬حدثنا موسى بن مسعود‪ ,‬حدثنا أبو حذيفة‪,‬‬
‫حدثنا إبراهيم بن طهمان عن عطاء عن السائب عن سعيد بن جبي‪ ,‬عن ابن عباس رضي‬
‫ال عنهما عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬كان نب ال سليمان عليه السلم إذا صلى‬
‫رأى شجرة نابتة بي يديه‪ ,‬فيقول لا‪ :‬ما اسك ؟ فتقول كذا‪ ,‬فيقول‪ :‬لي شيء أنت ؟‬
‫فإن كا نت تغرس غر ست‪ ,‬وإن كا نت لدواء كت بت‪ ,‬فبين ما هو ي صلي ذات يوم إذ رأى‬
‫شجرة بيط يديطه فقال لاط‪ :‬مطا اسطك ؟ قالت‪ :‬الروب‪ ,‬قال‪ :‬لي شيطء أنطت ؟ قالت‪:‬‬
‫لراب هذا البيت‪ ,‬فقال سليمان عليه السلم‪ :‬اللهم عم على الن موت حت يعلم النس‬
‫أن ال ن ل يعلمون الغ يب فنحت ها ع صا فتو كأ علي ها حو ًل ميتا وال ن تع مل‪ ,‬فأكلت ها‬
‫الر ضة فتبينت النس أن ال ن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا حولً ف العذاب اله ي»‬
‫قال‪ :‬وكان ابن عباس يقرؤها كذلك‪ ,‬قال‪ :‬فشكرت الن للرضة‪ ,‬فكانت تأتيها بالاء‪,‬‬
‫وهكذا رواه ا بن أ ب حا ت من حد يث إبراه يم بن طهمان به‪ .‬و ف رف عه غرا بة ونكارة‪,‬‬
‫والقرب أن يكون موقوفا‪ ,‬وعطاء بن أ ب م سلم الرا سان له غرابات و ف ب عض حدي ثه‬
‫نكارة‪.‬‬
‫وقال ال سدي ف حد يث ذكره عن أ ب مالك عن أ ب صال عن ا بن عباس ر ضي ال‬
‫عنهما‪ ,‬وعن مرة المدان عن ابن مسعود رضي ال عنه‪ ,‬وعن ناس من أصحاب رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم رضي ال عنهم‪ .‬قال‪ :‬كان سليمان عليه الصلة والسلم يتحنث‬
‫ف ب يت القدس ال سنة وال سنتي‪ ,‬والش هر والشهر ين‪ ,‬وأ قل من ذلك وأك ثر‪ ,‬فيد خل ف يه‬
‫ومعه طعامه وشرابه‪ ,‬فأدخله ف الرة الت توف فيها‪ ,‬فكان بدء ذلك أنه ل يكن يوم يصبح‬
‫فيه إل ينبت ال ف بيت القدس شجرة‪ ,‬فيأتيها فيسألا‪ :‬فيقول ما اسك ؟ فتقول الشجرة‪:‬‬
‫اسي كذا وكذا‪ ,‬فإن كانت لغرس غرسها‪ ,‬وإن كانت تنبت دواء قالت‪ :‬نبت دواء كذا‬
‫وكذا‪ ,‬فيجعلها كذلك‪ ,‬حت نبتت شجرة يقال لا الروبة‪ ,‬فسألا‪ :‬ما اسك ؟ قالت‪ :‬أنا‬

‫‪731‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الروبة‪ ,‬قال ولي شي نبت ؟ قالت‪ :‬نبت لراب هذا السجد‪ ,‬قال سليمان عليه الصلة‬
‫وال سلم‪ :‬ما كان ال ليخر به وأ نا حي‪ ,‬أ نت ال ت على وج هك هل كي وخراب ب يت‬
‫القدس‪ ,‬فنع ها وغر سها ف حائط له‪ ,‬ث د خل الحراب فقام ي صلي متكئا على ع صاه‪,‬‬
‫فمات ول تعلم به الشياط ي‪ ,‬و هم ف ذلك يعملون له يافون أن يرج علي هم فيعاقب هم‪,‬‬
‫وكانت الشياطي تتمع حول الحراب‪ ,‬وكان الحراب له كوى بي يديه وخلفه‪ ,‬فكان‬
‫الشيطان الذي ير يد أن يلع يقول‪ :‬أل ست جلدا إن دخلت فخر جت من ذلك الا نب‪,‬‬
‫فيدخل حت يرج من الانب الَخر‪ ,‬فدخل شيطان من أولئك فمر ول يكن شيطان ينظر‬
‫إل سليمان عليه السلم ف الحراب إل احترق‪ ,‬فمر ول يسمع صوت سليمان‪ ,‬ث رجع‬
‫فلم يسمع‪ ,‬ث رجع فوقع ف البيت ول يترق‪ ,‬ونظر إل سليمان عليه السلم قد سقط‬
‫ميتا‪ ,‬فخرج فأ خب الناس أن سليمان قد مات‪ ,‬ففتحوا عل يه فأخرجوه‪ .‬ووجدوا من سأته‪,‬‬
‫وهي العصا بلسان البشة‪ ,‬قد أكلتها الرضة‪ ,‬ول يعلموا منذ كم مات‪ ,‬فوضعوا الرضة‬
‫على الع صا فأكلت من ها يوما وليلة‪ ,‬ث ح سبوا على ذلك الن حو‪ ,‬فوجدوه قد مات م نذ‬
‫سنة‪ ,‬و هي ف قراءة ا بن م سعود ر ضي ال ع نه‪ ,‬فمكثوا يدينون له من ب عد مو ته حولً‬
‫كاملً‪ ,‬فأيقطن الناس عنطد ذلك أن النط كانوا يكذبونمط ولو أنمط يطلعون على الغيطب‪,‬‬
‫لعلموا بوت سليمان ول يلبثوا ف العذاب سنة يعملون له‪ ,‬وذلك قول ال عز وجل‪{ :‬ما‬
‫دل م على مو ته إل دا بة الرض تأ كل من سأته فل ما خر تبينت ال ن أن لو كانوا يعلمون‬
‫الغ يب ما لبثوا ف العذاب اله ي} يقول‪ :‬تبي أمر هم للناس أن م كانوا يكذبون م‪ ,‬ث إن‬
‫الشياطي قالوا للرضة‪ :‬لو كنت تأكلي الطعام أتيناك بأطيب الطعام‪ ,‬ولو كنت تشربي‬
‫الشراب سقيناك أطيب الشراب‪ ,‬ولكنا سننقل إليك الاء والطي‪ ,‬قال‪ :‬فهم ينقلون إليها‬
‫ذلك حيث كانت‪ ,‬قال‪ :‬أل تر إل الطي الذي يكون ف جوف الشب ؟ فهو ما تأتيها‬
‫به الشياط ي شكرا ل ا‪ ,‬وهذا ال ثر ط وال أعلم ط إن ا هو م ا تل قي من علماء أ هل‬
‫الكتاب‪ ,‬وهي وقف ل يصدق منه إل ما وافق الق‪ ,‬ول يكذب منها إل ما خالف الق‪,‬‬
‫والباقطططططططططططططي ل يصطططططططططططططدق ول يكذب‪.‬‬
‫وقال ا بن و هب وأ سبغ بن الفرج عن ع بد الرح ن بن ز يد بن أ سلم ف قوله تبارك‬
‫وتعال‪{ :‬ما دلم على موته إل دابة الرض تأكل منسأته} قال‪ :‬قال سليمان عليه السلم‬

‫‪732‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫للك الوت‪ :‬إذا أمرت ب فأعلم ن فأتاه فقال‪ :‬يا سليمان قد أمرت بك قد بق يت لك‬
‫سويعة‪ ,‬فدعا الشياطي فبنوا عليه صرحا من قوارير وليس له باب‪ ,‬فقام يصلي فاتكأ على‬
‫ع صاه‪ ,‬قال‪ :‬فد خل عل يه ملك الوت فق بض رو حه و هو متكىء على ع صاه‪ ,‬ول ي صنع‬
‫ذلك فرارا من ملك الوت‪ ,‬قال‪ :‬وال ن تع مل ب ي يد يه وينظرون إل يه ي سبون أ نه حي‪,‬‬
‫قال‪ :‬فبعطث ال عطز وجطل دابطة الرض‪ ,‬قال‪ :‬والدابطة تأكطل العيدان يقال لاط القادح‪,‬‬
‫فدخلت في ها فأكلت ها ح ت إذا أكلت جوف الع صا ضع فت وث قل علي ها ف خر ميتا‪ ,‬فل ما‬
‫رأت ذلك النط‪ ,‬انفضوا وذهبوا‪ ,‬قال‪ :‬فذلك قوله تعال‪{ :‬مطا دلمط على موتطه إل دابطة‬
‫الرض تأكل منسأته} قال أصبغ‪ :‬بلغن عن غيه أنا قامت سنة تأكل منها قبل أن ير‪,‬‬
‫وذكطططر غيططط واحطططد مطططن السطططلف نوا مطططن هذا‪ ,‬ال أعلم‪.‬‬

‫ي َوشِمَالٍ كُلُوْا مِن ّر ْزقِ َربّكُ ْم وَا ْشكُرُوْا‬ ‫س َكِنهِمْ آَيةٌ َجّنتَانِ عَن يَ ِم ٍ‬ ‫سبَإٍ فِي مَ ْ‬
‫** َلقَدْ كَانَ لِ َ‬
‫جنّاِتهِ مْ َجّنتَيْ نِ‬
‫ب َغفُورٌ * َفأَعْرَضُواْ َفأَرْ سَ ْلنَا عََلْيهِ مْ َسيْ َل اْلعَرِ ِم َوبَدّْلنَاهُ ْم بِ َ‬
‫لَ ُه بَ ْل َدةٌ َطّيَبةٌ وَرَ ّ‬
‫جزِيَ إِلّ‬ ‫ط َوأَثْ ٍل َو َشيْءٍ مّن سِدْرٍ قَلِيلٍ * ذَلِكَ جَ َزْينَاهُ ْم بِمَا َكفَرُواْ َوهَ ْل نُ ْ‬ ‫َذوَاتَيْ أُكُلٍ َخمْ ٍ‬
‫الْ َكفُورَ‬
‫كا نت سبأ ملوك الي من وأهل ها‪ ,‬وكا نت التباب عة من هم وبلق يس صاحبة سليمان عل يه‬
‫الصلة والسلم من جلتهم‪ ,‬وكانوا ف نعمة وغبطة ف بلدهم وعيشهم واتساع أرزاقهم‬
‫وزروع هم وثار هم‪ ,‬وب عث ال تبارك وتعال إلي هم الر سل تأمر هم أن يأكلوا من رز قه‬
‫ويشكروه بتوحيده وعباد ته‪ ,‬فكانوا كذلك ما شاء ال تعال‪ ,‬ث أعرضوا ع ما أمروا به‪,‬‬
‫فعوقبوا بإر سال ال سيل والتفرق ف البلد أيدي سبأ‪ ,‬شذر مذر‪ ,‬ك ما سيأت إن شاء ال‬
‫تعال تفصططططططيله وبيانططططططه قريبا وبططططططه الثقططططططة‪.‬‬
‫قال المام أحد رحه ال‪ :‬حدثنا أبو عبد الرحن حدثنا ابن ليعة عن عبد ال بن هبية‬
‫عن عبد الرحن بن وعلة قال‪ :‬سعت ابن عباس يقول‪ :‬إن رجلً سأل رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم عن سبأ‪ :‬ما هو أرجل أم امرأة أم أرض ؟ قال صلى ال عليه وسلم‪« :‬بل هو‬
‫رجل ولد له عشرة‪ ,‬فسكن اليمن منهم ستة‪ ,‬والشام منهم أربعة‪ ,‬فأما اليمانيون‪ ,‬فمذحج‬
‫وكندة والزد والشعريون وأنار وحيط‪ ,‬وأمطا الشاميطة‪ :‬فلخطم وجذام وعاملة وغسطان»‬

‫‪733‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ورواه عبد عن السن بن موسى عن ابن ليعة به‪ .‬وهذا إسناد حسن‪ ,‬ول يرجوه‪ ,‬وقد‬
‫رواه الا فظ أ بو ع مر بن ع بد الب ط ف كتاب الق صد وال مم‪ ,‬بعر فة أ صول أن ساب‬
‫العرب والع جم ط من حد يث ا بن لي عة عن علق مة بن وعلة عن ا بن عباس ر ضي ال‬
‫عنهمطططا‪ ,‬فذكطططر نوه‪ .‬وقطططد روي نوه مطططن وجطططه آخطططر‪.‬‬
‫وقال المام أحد أيضا وعبد بن حيد‪ :‬حدثنا يزيد بن هارون‪ ,‬حدثنا أبو جناب يي بن‬
‫أب حية الكلب عن يي بن هانء بن عروة عن فروة بن مسيك رضي ل عنه قال‪ :‬أتيت‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فقلت‪ :‬يا ر سول ال أقا تل بق بل قو مي مدبر هم‪ ,‬قال‬
‫ر سول ال صلى ال عليه و سلم «نعم» فقاتل بق بل قومك مدبرهم» فل ما وليت دعا ن‬
‫فقال‪« :‬ل تقاتلهم حت تدعوهم إل السلم» فقلت‪ :‬يارسول ال أرأيت سبأ‪ ,‬واد هو أو‬
‫ج بل أو ما هو ؟ قال صلى ال عليه و سلم‪« :‬ل بل هو ر جل من العرب‪ ,‬ولد له عشرة‬
‫فتيامن ستة‪ ,‬وتشاءم أربعة‪ ,‬تيامن الزد والشعريون وحي وكندة ومذحج وأنار‪ ,‬الذين‬
‫يقال لم بيلة وخثعم‪ ,‬وتشاءم لم وجذام وعاملة وغسان» وهذا أيضا إسناد حسن وإن‬
‫كان ف يه أ بو جناب الكل ب‪ ,‬و قد تكلموا ف يه ل كن رواه ا بن جر ير عن أ ب كر يب عن‬
‫العنقري عن أسباط بن نصر عن يي بن هانء الرادي عن عمه أو عن أبيه ط شك ط‬
‫أسباط ط قال‪ :‬قدم فروة بن مسيك رضي ال عنه على رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فذكره‪.‬‬
‫(طريق أخرى) لذا الديث‪ .‬قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا يونس بن عبد العلى‪ ,‬حدثنا ابن‬
‫وهب‪ ,‬حدثن ابن ليعة عن توبة بن نر عن عبد العزيز بن يي أنه أخبه قال‪ :‬كنا عند‬
‫عبيدة بن عبد الرحن بأفريقية‪ ,‬فقال يوما‪ :‬ما أظن قوما بأرض إل وهم من أهلها‪ ,‬فقال‬
‫علي بن أ ب رباح‪ :‬كل قد حدث ن فلن أن فروة بن م سيك الغطي في ر ضي ال ع نه قدم‬
‫على ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فقال‪ :‬يا ر سول ال إن سبأ قوم كان ل م عز ف‬
‫الاهلية‪ ,‬وإن أخشى أن يرتدوا عن السلم‪ ,‬أفأقاتلهم ؟ فقال صلى ال عليه وسلم «ما‬
‫أمرت في هم بش يء ب عد» فأنزلت هذه الَ ية {ل قد كان ل سبأ من م سكنهم آ ية} الَيات‪,‬‬
‫فقال له ر جل‪ :‬يا ر سول ال ما سبأ ؟ فذ كر م ثل هذا الد يث الذي قبله أن ر سول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم سئل عن سبأ ما هو‪ :‬أبلد أم ر جل أم امرأة ؟ قال صلى ال عل يه‬

‫‪734‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫و سلم‪ « :‬بل ر جل ولد له عشرة‪ ,‬ف سكن الي من من هم ستة‪ ,‬والشام أرب عة‪ ,‬أ ما اليمانيون‬
‫فمذ حج وكندة والزد الشعريون وأنار وح ي غ ي ما حل ها‪ ,‬وأ ما الشام فل خم وجذام‬
‫وغسان وعاملة» فيه غرابة من حيث ذكر نزول الَية بالدينة‪ ,‬والسورة مكية كلها‪ ,‬وال‬
‫سطططططططططططططططططططططططططططططبحانه وتعال أعلم‪.‬‬
‫(طريق أخرى) قال ابن جرير‪ :‬حدثنا أبو كريب‪ ,‬حدثنا أبو أسامة‪ ,‬حدثنا السن بن‬
‫ال كم‪ ,‬حدث نا أ بو سبة النخ عي عن فروة بن م سيك الغطي في ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قال‬
‫رجل‪ :‬يا رسول ال أخبن عن سبأ ما هو‪ :‬أرض أم امرأة ؟ قال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫«ليس بأرض ول امرأة‪ ,‬ولكنه رجل ولد له عشرة من الولد‪ ,‬فتيامن ستة وتشاءم أربعة‪,‬‬
‫فأ ما الذ ين تشاءموا فل خم وجذام وعاملة وغ سان‪ ,‬وأ ما الذ ين تيامنوا فكندة والشعريون‬
‫والزد ومذ حج وح ي وأنار» فقال ر جل‪ :‬ما أنار ؟ قال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬الذ ين‬
‫منهم خثعم وبيلة» ورواه الترمذي ف جامعه عن أب كريب وعبد بن حيد قال‪ :‬حدثنا‬
‫طب‪.‬‬ ‫طن غريط‬ ‫طث حسط‬ ‫طن هذا‪ ,‬ث ط قال‪ :‬هذا حديط‬ ‫طط مط‬ ‫طامة فذكره أبسط‬‫طو أسط‬ ‫أبط‬
‫وقال أبو عمر بن عبد الب‪ :‬حدثنا عبد الوارث بن سفيان‪ ,‬حدثنا قاسم بن أصبغ‪ ,‬حدثنا‬
‫أحد بن زهي‪ ,‬حدثنا عبد الوهاب بن ندة الوطي‪ ,‬حدثنا ابن كثي هو عثمان بن كثي‬
‫عن الليث بن سعد عن موسى بن علي‪ ,‬عن يزيد بن حصي عن تيم الداري رضي ال‬
‫عنه قال‪ :‬إن رجلً أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم فسأله عن سبأ‪ ,‬فذكر مثله‪ ,‬فقوي‬
‫هذا الد يث وح سن‪ .‬قال علماء الن سب ط من هم م مد بن إ سحاق ط‪ :‬ا سم سبأ ع بد‬
‫شس بن يشجب بن يعرب بن قحطان‪,‬وإنا سي سبأ لنه أول من سبأ ف العرب‪ ,‬وكان‬
‫يقال له الرائش لنه أول من غنم ف الغزو‪ ,‬فأعطى قومه فسمي الرائش‪ ,‬والعرب تسمي‬
‫الال ريشا ورياشا‪ .‬وذكروا أ نه ب شر بر سول ال صلى ال عل يه و سلم ف زما نه التقدم‪,‬‬
‫وقال فططططططططططططططططططططططططططططط ذلك شعرا‪:‬‬
‫سططططيملك بعدنططططا ملكا عظيمانططططب ل يرخططططص فطططط الرام‬
‫ويلك بعده منهططططططططططم ملوكيدينوه العباد بغيطططططططططط ذام‬
‫ويلك بعدهططططم منططططا ملوكيصططططي اللك فينططططا باقتسططططام‬
‫ويلك بعطططططد قحطان نطططططبيتقي مبطططططت خيططططط النام‬

‫‪735‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يسططططمى أحدا ياليططططت أنيأعمططططر بعططططد مبعثططططه بعام‬
‫ططططططل رام‬ ‫ططططططج وبكط‬ ‫ططططططريبكل مدجط‬ ‫فأعضده وأحبوه بنصط‬
‫متطططط يظهططططر فكونوا ناصططططريهومن يلقاه يبلغططططه سططططلمي‬
‫ذكطر ذلك المدانط فط كتاب طط الكليطل طط واختلفوا فط قحطان على ثلثطة أقوال‬
‫(أحدها) أنه من سللة إرم بن سام بن نوح‪ ,‬واختلفوا ف كيفية اتصال نسبه به على ثلثة‬
‫طرائق‪( .‬والثان) أنه من سللة عابر‪ ,‬وهو هود عليه الصلة والسلم‪ ,‬واختلفوا أيضا ف‬
‫كيفية نسبه به على ثلثة طرائق أيضا‪( .‬والثالث) أنه من سللة إساعيل بن إبراهيم الليل‬
‫عليه ما ال صلة وال سلم‪ ,‬واختلفوا ف كيف ية ات صال ن سبه على ثلث طرائق أيضا‪ .‬و قد‬
‫ذ كر ذلك م ستقصى المام الا فظ أ بو ع مر بن ع بد الب النمري رح ة ال تعال عل يه ف‬
‫كتابططططه السططططمى النباه على ذكططططر أصططططول القبائل الرواة‪.‬‬
‫ومع ن قوله صلى ال عل يه و سلم‪« :‬كان رجلً من العرب» يع ن العرب العار بة الذ ين‬
‫كانوا قبل الليل عليه الصلة والسلم من سللة سام بن نوح‪ ,‬وعلى القول الثالث كان‬
‫من سللة الليل عليه السلم‪ ,‬وليس هذا الشهور عندهم‪ ,‬وال أعلم‪ .‬ولكن ف صحيح‬
‫البخاري أن رسول ال صلى ال عليه وسلم مر بنفر من أسلم ينتضلون‪ ,‬فقال‪« :‬ارموا بن‬
‫إساعيل ؟ فإن أباكم كان راميا» فأسلم قبيلة من النصار ط والنصار أوسها وخزرجها‬
‫من غسان من عرب اليمن من سبأ ط نزلوا بيثرب لا تفرقت سبأ ف البلد حي بعث ال‬
‫عز وجل عليهم سيل العرم‪ ,‬ونزلت طائقة منهم بالشام‪ ,‬وإنا قيل باليمن وقيل لم غسان‬
‫باء نزلوا عل يه ق يل إ نه قريطب من الشلل‪ ,‬ك ما قال ح سان بن ثابطت ر ضي ال ع نه‪:‬‬
‫إمطططا سطططألت فإنطططا معشطططر نبالزد نسطططبتنا والاء غسطططان‬
‫ومعن قوله صلى ال عليه وسلم‪« :‬ولد له عشرة من العرب» أي كان من نسله هؤلء‬
‫العشرة الذين يرجع إليهم أصول القبائل من عرب اليمن ل أنم ولدوا من صلبه‪ ,‬بل منهم‬
‫من بينه وبينه البوان والثلثة‪ ,‬والقل والكثر‪ ,‬كما هو مقرر مبي ف مواضعه من كتب‬
‫النسب‪ .‬ومعن قوله صلى ال عليه وسلم‪« :‬فتيامن منهم ستة وتشاءم منهم أربعة» أي بعد‬
‫ما أر سل ال تعال علي هم سيل العرم‪ ,‬من هم من أقام ببلد هم‪ ,‬ومن هم من نزح عن ها إل‬
‫غيها‪ .‬وكان من أمر السد أنه كان الاء يأيتهم من بي جبلي‪ ,‬وتتمع إليه أيضا سيول‬

‫‪736‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أمطار هم وأوديت هم‪ ,‬فع مد ملوك هم القادم فبنوا بينه ما سدا عظيما مكما‪ ,‬ح ت ارت فع‬
‫الاء وحكم على حافات ذينك البلي‪ ,‬فغرسوا الشجار واستغلوا الثمار ف غاية ما يكون‬
‫من الكثرة وال سن‪ ,‬ك ما ذ كر غ ي وا حد من ال سلف من هم قتادة أن الرأة كا نت ت شي‬
‫ت ت الشجار‪ ,‬وعلى رأسها مكتل أو زنب يل و هو الذي تترف فيه الثمار‪ ,‬فيت ساقط من‬
‫الشجار ف ذلك ما يلؤه من غي أن يتاج إل كلفة ول قطاف لكثرته ونضجه واستوائه‪,‬‬
‫وكان هذا السد بأرب‪ .‬بلدة بينها وبي صنعاء ثلث مراحل‪ ,‬ويعرف بسد مأرب‪ ,‬وذكر‬
‫آخرون أ نه ل ي كن ببلد هم ش يء من الذباب ول البعوض ول الباغ يث‪ ,‬ول ش يء من‬
‫الوام‪,‬وذلك لعتدال الواء وصطحة الزاج وعنايطة ال بمط ليوحدوه ويعبدوه‪ ,‬كمطا قال‬
‫تبارك وتعال‪{ :‬لقد كان لسبأ ف مسكنهم آية} ث فسرها بقوله عز وجل‪{ :‬جنتان عن‬
‫يي وشال} أي من ناحيت البلي والبلدة بي ذلك {كلوا من رزق ربكم واشكروا له‬
‫بلدة طيبطططة ورب غفور} أي غفور لكطططم إن اسطططتمررت على التوحيطططد‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬فأعرضوا} أي عن توح يد ال وعباد ته وشكره على ما أن عم به علي هم‪,‬‬
‫وعدلوا إل عبادة الش مس من دون ال‪ ,‬ك ما قال الد هد ل سليمان عل يه ال صلة وال سلم‬
‫{وجئتك من سبأ بنبأ يقي * إن وجدت امرأة تلكهم وأوتيت من كل شيء ولا عرش‬
‫ط يسطجدون للشمطس مطن دون ال وزيطن ل م الشيطان أعمالمط‬ ‫عظيطم * وجدتاط وقومه ا‬
‫فصدهم عن السبيل فهم ل يهتدون} وقال ممد بن إسحاق عن وهب بن منبه‪ :‬بعث ال‬
‫تعال إليهم ثلثة عشر نبيا وقال السدي‪ :‬أرسل ال عز وجل إليهم اثن عشر ألف نب‪,‬‬
‫وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬فأرسلنا عليهم سيل العرم} الراد بالعرم الياه‪ ,‬وقيل الوادي‪ ,‬وقيل الرذ‪,‬‬
‫وقيل الاء الغزير‪ ,‬فيكون من باب إضافة السم إل صفته مثل مسجد الامع وسعيد كرز‪,‬‬
‫حكى ذلك السهيلي‪ .‬وذكر غي واحد منهم ابن عباس ووهب بن منبه وقتادة والضحاك‪:‬‬
‫إن ال عز وجل لا أراد عقوبتهم بإرسال العرم عليهم‪ ,‬بعث على السد دابة من الرض‬
‫يقال لا الرذ نقبته‪ .‬قال وهب بن منبه‪ :‬وقد كانوا يدون ف كتبهم أن سبب خراب هذا‬
‫السد هو الرذ فكانوا يرصدون عنده السناني برهة من الزمن فلما جاء القدر غلبت الفأر‬
‫السناني‪ ,‬وولت إل السد فنقبته فانار عليهم‪ ,‬وقال قتادة وغيه‪ :‬الرذ هو اللد‪ ,‬نقبت‬

‫‪737‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أسافله حت إذا ضعف ووهى‪ ,‬وجاءت أيام السيول صدم الاء البناء فسقط‪ ,‬فانساب الاء‬
‫ف أ سفل الوادي وخرب ما ب ي يديه من البنية والشجار وغ ي ذلك‪ ,‬ونضب الاء عن‬
‫الشجار الت ف البلي عن يي وشال‪ ,‬فيبست وتطمت وتبدلت تلك الشجار الثمرة‬
‫النيقة النضرة‪ ,‬كما قال ال تبارك وتعال‪{ :‬وبدلناهم بنتيهم جنتي ذوات أكل خط}‬
‫قال ا بن عباس وما هد وعكر مة وعطاء الرا سان وال سن وقتادة وال سدي‪ :‬و هو الراك‬
‫وأكلة البير {وأثل} قال العوف عن ابن عباس‪ :‬هو الطرفاء‪ .‬وقال غيه هو ش جر يشبه‬
‫الطرفاء‪ ,‬وقيططططططططل هططططططططو السططططططططمر‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وشيء من سدر قليل} لا كان أجود هذه الشجار البدل با هو السدر قال‪:‬‬
‫{وش يء من سدر قل يل} فهذا الذي صار أ مر تي نك النت ي إل يه ب عد الثمار النضي جة‪,‬‬
‫والناظطر السطنة‪ ,‬والظلل العميقطة‪ ,‬والنار الاريطة‪ ,‬تبدلت إل شجطر الراك والطرفاء‬
‫والسدر ذي الشوك الكثي والتمر القليل‪ ,‬وذلك بسبب كفرهم وشركهم بال وتكذيبهم‬
‫الق وعدولم عنه إل الباطل‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ذلك جزيناهم با كفروا وهل نازي إل‬
‫الكفور} أي عاقبناهطم بكفرهطم‪ .‬قال ماهطد‪ :‬ول يعاقطب إل الكفور‪ .‬وقال السطن‬
‫الب صري‪ :‬صدق ال العظ يم ل يعا قب ب ثل فعله إل الكفور‪ .‬وقال طاوس‪ :‬ل ينا قش إل‬
‫الكفور‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا علي بن السي‪ ,‬حدثنا أبو عمر بن النحاس الرملي‪,‬‬
‫حدثنا حجاج بن ممد‪ ,‬حدثنا أبو البيداء عن هشام بن صال التغلب عن ابن خية‪ ,‬وكان‬
‫من أصحاب علي رضي ال عنه‪ ,‬قال‪ :‬جزاء العصية الوهن ف العبادة‪ ,‬والضيق ف العيشة‪,‬‬
‫والتع سر ف اللذة‪ ,‬ق يل‪ :‬و ما التع سر ف اللذة ؟ قال‪ :‬ل ي صادف لذة حلل إل جاءه من‬
‫ينغصططططططططططططططططه إياهططططططططططططططططا‪.‬‬

‫سيْرَ سِيُواْ فِيهَا‬


‫** وَ َج َع ْلنَا َبْيَنهُ ْم َوبَيْ َن اْلقُرَى اّلتِي بَارَ ْكنَا فِيهَا ُقرًى ظَاهِ َرةً وَقَ ّد ْرنَا فِيهَا ال ّ‬
‫جعَ ْلنَاهُ مْ أَحَادِي ثَ‬
‫سهُمْ َف َ‬
‫َليَالِ َي َوَأيّاما آ ِمنِيَ * َفقَالُواْ َربّنَا بَاعِ ْد َبيْ نَ أَ ْسفَا ِرنَا َوظَلَ ُم َواْ أَنفُ َ‬
‫طبّا ٍر َشكُورٍ‬
‫َومَزّ ْقنَاهُمططْ كُ ّل مُمَزّقططٍ إِنططّ فِططي ذَلِكططَ َليَاتططٍ ّلكُلّ صط َ‬
‫ط كانوا فيطه مطن النعمطة والغبططة والعيطش النط الرغيطد‪ ,‬والبلد الرخيطة‪,‬‬ ‫يذكطر تعال م ا‬
‫والماكن الَمنة‪ ,‬والقرى التواصلة التقاربة بعضها من بعض مع كثرة أشجارها وزروعها‬

‫‪738‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وثارها بيث أن مسافرهم ل يتاج إل حل زاد ول ماء‪ ,‬بل حيث نزل وجد ماء وثراو‬
‫ويقيطل فط قريطة ويطبيت فط أخرى بقدار مطا يتاجون إليطه فط سطيهم‪ ,‬ولذا قال تعال‪:‬‬
‫{وجعلنا بينهم وبي القرى الت باركنا فيها} قال وهب بن منبه‪ :‬هي قرى بصنعاء‪ ,‬وكذا‬
‫قال أ بو مالك‪ ,‬وقال ما هد وال سن و سعيد بن جبي ومالك عن ز يد بن أ سلم وقتادة‬
‫والضحاك وال سدي وا بن ز يد وغي هم‪ :‬يع ن قرى الشام‪ ,‬يعنون أن م كانوا ي سيون من‬
‫ططططلة‪.‬‬ ‫طططط قرى ظاهرة متواصط‬ ‫ططططن إل الشام فط‬ ‫ططططن إل اليمط‬ ‫اليمط‬
‫وقال العوف عن ابن عباس‪ :‬القرى الت باركنا فيها بيت القدس‪ ,‬وقال العوف عنه أيضا‪:‬‬
‫هطي قرى عربيطة بيط الدينطة والشام {قرى ظاهرة} أي بينطة واضحطة يعرفهطا السطافرون‬
‫يقيلون ف واحدة ويبيتون ف أخرى‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وقدرنا فيها السي} أي جعلناها‬
‫بسب ما يتاج السافرون إليه {سيوا فيها ليال وأياما آمني} أي المن حاصل لم ف‬
‫سيهم ليلً ونارا {فقالوا رب نا با عد ب ي أ سفارنا وظلموا أنف سهم} وقرأ آخرون {ب عد‬
‫ب ي أ سفارنا} وذلك أن م بطروا هذه النع مة ك ما قاله ا بن عباس وما هد وال سن وغ ي‬
‫وا حد‪ ,‬وأحبوا مفاوز ومها مة يتاجون ف قطع ها إل الزاد والروا حل وال سي ف الرور‬
‫والخاوف‪ ,‬كما طلب بنو إسرائيل من موسى أن يرج ال لم ما تنبت الرض من بقلها‬
‫وقثائ ها وفوم ها وعد سها وب صلها‪ ,‬مع أن م كانوا ف ع يش رغ يد ف م ّن و سلوى و ما‬
‫يشتهون من مآكل ومشارب وملبس مرتفعة‪ ,‬ولذا قال لم‪{ :‬أتستبدلون الذي هو أدن‬
‫بالذي هو خ ي اهبطوا م صرا فإن ل كم ما سألتم وضر بت علي هم الذلة وال سكنة وباؤوا‬
‫بغضب من ال} وقال عز وجل‪{ :‬وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها} وقال تعال‪:‬‬
‫{وضرب ال مثلً قر ية كا نت آم نة مطمئ نة يأيت ها رزق ها رغدا من كل مكان فكفرت‬
‫بأنعم ال فأذاقها ال لباس الوع والوف با كانوا يصنعون}‪ .‬وقال تعال ف حق هؤلء‪:‬‬
‫{فقالوا رب نا با عد ب ي أ سفارنا وظلموا أنف سهم} أي بكفر هم {فجعلنا هم أحاد يث‬
‫ومزقنا هم كل مزق} أي جعلنا هم حديثا للناس و سرا يتحدثون به من خبهم‪ ,‬وك يف‬
‫م كر ال ب م وفرق شل هم ب عد الجتماع والل فة والع يش الن ء‪ ,‬تفرقوا ف البلد هه نا‬
‫وههنطا‪ ,‬ولذا تقول العرب فط القوم إذا تفرقوا‪ :‬تفرقوا أيدي سطبأ وأيادي سطبأ‪ ,‬وتفرقوا‬
‫شذر مذر‪.‬‬

‫‪739‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو سعيد بن يي بن سعيد القطان‪ ,‬حدثنا إبراهيم بن حبيب‬
‫بن الشهيد قال‪ :‬سعت أب يقول‪ :‬سعت عكرمة يدث بديث أهل سبأ قال‪{ :‬لقد كان‬
‫ل سبأ ف م سكنهم آ ية جنتان عن ي ي وشال ط إل قوله تعال ط فأر سلنا علي هم سيل‬
‫العرم} وكانت فيهم كهنة‪ ,‬وكانت الشياطي يسترقون السمع‪ ,‬فأخبوا الكهنة بشيء من‬
‫أخبار السماء‪ ,‬فكان فيهم رجل كاهن شريف كثي الال وأنه أخب أن زوال أمرهم قد دنا‬
‫وأن العذاب قد أظلهم‪ ,‬فلم يدر كيف يصنع لنه كان له مال كثي من عقار‪ ,‬فقال لرجل‬
‫من بن يه و هو أعز هم أخوالً‪ :‬يا ب ن إذا كان غدا وأمر تك بأ مر فل تفعله‪ ,‬فإذا انتهر تك‬
‫فانتهرن‪ ,‬فإذا لطمتك فالطمن‪ ,‬قال‪ :‬يا أبت ل تفعل إن هذا أمر عظيم وأمر شديد‪ ,‬قال‪:‬‬
‫يا بن قد حدث أمر ل بد منه‪ ,‬فلم يزل به حت وافاه على ذلك‪ ,‬فلما أصبحوا واجتمع‬
‫الناس قال‪ :‬يابنط افعطل كذا وكذا‪ ,‬فأبط فانتهره أبوه‪ ,‬فأجابطه فلم يزل ذلك بينهمطا حتط‬
‫تناوله أبوه فلط مه‪ ,‬فو ثب على أب يه فلط مه‪ ,‬فقال‪ :‬اب ن يلطم ن ؟ علي بالشفرة‪ ,‬قالوا‪ :‬ما‬
‫تصنع بالشفرة ؟ قال‪ :‬أذبه‪ ,‬قالوا تريد أن تذبح ابنك ؟ الطمه أو اصنع ما بدا لك‪ ,‬قال‪:‬‬
‫فأ ب‪ ,‬قال‪ :‬فأر سلوا إل أخواله فأعلمو هم ذلك‪ ,‬فجاء أخواله فقالوا‪ :‬خذ م نا ما بدا لك‬
‫فأ ب إل أن يذب ه‪ ,‬قالوا‪ :‬فلتمو تن ق بل أن تذب ه‪ ,‬قال‪ :‬فإذا كان الد يث هكذا‪ ,‬فإ ن ل‬
‫أرى أن أقيم ببلد يال بين وبي ابن فيه‪ ,‬اشتروا من دوري‪ ,‬اشتروا من أرضي‪ ,‬فلم يزل‬
‫حت باع دوره وأرضه وعقاره‪ ,‬فلما صار الثمن ف يده وأحرزه قال‪ :‬أي قوم إن العذاب‬
‫قد أظلكم وزوال أمركم قد دنا‪ ,‬فمن أراد منكم دارا جديدا وحى شديدا وسفرا بعيدا‪,‬‬
‫فليلحق بعمان‪ ,‬ومن أراد منكم المر والمي والعصي‪ .‬وكلمة قال إبراهيم ل أحفظها ط‬
‫فليلحطق ببصطرى‪ ,‬ومطن أراد الراسطخات فط الوحطل‪ :‬الطعمات فط الحطل‪ ,‬القيمات فط‬
‫الضحل‪ ,‬فليلحق بيثرب ذات نل‪ ,‬فأطاعه قومه‪ ,‬فخرج أهل عمان إل عمان‪ .‬وخرجت‬
‫غسطان إل بصطرى‪ ,‬وخرجطت الوس والزرج وبنطو عثمان إل يثرب ذات النخطل‪ ,‬قال‪:‬‬
‫فأتوا على ب طن مر‪ ,‬فقال ب نو عثمان هذا مكان صال ل نبغي به بدلً‪ ,‬فأقاموا به ف سموا‬
‫لذلك خزاعة‪ ,‬لنم انزعوا من أصحابم‪ ,‬واستقامت الوس والزرج حت نزلوا الدينة‪,‬‬
‫وتوجه أهل عمان إل عمان وتوجهت غسان إل بصرى‪ .‬هذا أثر غريب عجيب‪ ,‬وهذا‬
‫الكاهن هو عمرو بن عامر أحد رؤوساء اليمن وكباء سبأ وكهانم‪ ,‬وقد ذكر ممد بن‬

‫‪740‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إسحاق بن يسار ف أول السية ما كان من أمر عمرو بن عامر الذي كان أول من خرج‬
‫من بلد الي من ب سبب ا ستشعاره بإر سال العرم علي هم‪ ,‬فقال‪ :‬وكان سبب خروج عمرو‬
‫بن عامر من اليمن فيما حدثن به أبو زيد النصاري أنه رأى جرذا يفر ف سد مأرب‬
‫الذي كان ي بس عن هم الاء في صرفونه ح يث شاؤوا من أرض هم‪ ,‬فعلم أ نه ل بقاء لل سد‬
‫على ذلك‪ ,‬فاعتزم على النقلة عن اليمن‪ ,‬وكان قومه‪ ,‬فأمر أصغر ولده إذا أغلظ له ولطمه‬
‫أن يقوم إل يه فيلط مه‪ ,‬فف عل اب نه ما أمره به‪ ,‬فقال عمرو‪ :‬ل أق يم ببلد ل طم وج هي في ها‬
‫أصغر ولدي وعرض أمواله‪ .‬فقال أشراف من أشراف اليمن اغتنموا غضبة عمرو‪ ,‬فاشتروا‬
‫منه أمواله وانت قل هو ف ولده وولد ولده‪ ,‬وقالت الزد‪ :‬ل نتخلف عن عمرو بن عا مر‪,‬‬
‫فباعوا أموالمط وخرجوا معطه‪ ,‬فسطاروا حتط نزلوا بلد عطك متازيطن يرتادون البلدان‪,‬‬
‫فحاربتهم عك وكانت حربم سجالً‪ ,‬ففي ذلك يقول عباس بن مرداس السلمي رضي‬
‫ال عنططططططططططططططططططططططططططططططططططه‪:‬‬
‫وعطططك بطططن عدنان الذيطططن تلعبوابغسطططان حتططط طردوا كطططل مطرد‬
‫وهذا البيت من قصيدة له‪ .‬قال‪ :‬ث ارتلوا عنهم فتفرقوا ف البلدان‪ ,‬فنل آل جفنة بن‬
‫عمرو بطن عامطر الشام‪ ,‬ونزلت الوس والزرج يثرب‪ ,‬ونزلت خزاعطة مرا‪ ,‬ونزلت أزد‬
‫السراة السراة‪ ,‬ونزلت أزدعمان عمان‪ ,‬ث أرسل ال تعال على السد السيل فهدمه‪ ,‬وف‬
‫ذلك أنزل ال عز وجل هذه الَيات‪ .‬وقد ذكر السدي قصة عمرو بن عامر بنحو ما ذكر‬
‫م مد بن إ سحاق‪ ,‬إل أ نه قال‪ :‬فأ مر ا بن أخ يه مكان اب نه ط إل قوله فباع ماله وارت ل‬
‫بأهله فتفرقوا‪ ,‬رواه ابططططططططن أبطططططططط حاتطططططططط‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن حيد‪ ,‬أخبنا سلمة عن ابن إسحاق قال‪ :‬يزعمون أن عمرو‬
‫بن عا مر و هو عم القوم‪ ,‬كان كاهنا فرأى ف كهان ته أن قو مه سيمزقون ويبا عد ب ي‬
‫أسفارهم‪ ,‬فقال لم‪ :‬إن قد علمت أنكم ستمزقون‪ ,‬فمن كان منكم ذا هم بعيد وحل‬
‫شديد‪ ,‬ومزاد جديد‪ ,‬فليلحق بكاس أو كرود‪ .‬قال‪ :‬فكانت وادعة بن عمرو‪ .‬ومن كان‬
‫منكم ذا هم مدن‪ ,‬وأمر دعن‪ ,‬فليلحق بأرض شن‪ ,‬فكانت عوف بن عمرو‪ ,‬وهم الذين‬
‫يقال ل م بارق‪ ,‬و من كان من كم ير يد عيشا آنيا‪ ,‬وحرما آمنا فلل حق بالرز ين‪ ,‬فكا نت‬
‫خزاعة‪ ,‬ومن كان منكم يريد الراسيات ف الوحل‪,‬الطعمات ف الحل‪ ,‬فيلحق بيثرب ذات‬

‫‪741‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الن خل‪ ,‬فكا نت الوس والزرج‪ ,‬وه ا هذان اليان من الن صار و من كان من كم ير يد‬
‫خرا وخيا وذهبا وحريرا‪ ,‬وملكا وتأميا‪ ,‬فليلحق بكوثى وبصرى‪ ,‬فكانت غسان بنو‬
‫جفنة ملوك الشام ومن كان منهم بالعراق‪ .‬قال ابن إسحاق‪ :‬وقد سعت بعض أهل العلم‬
‫يقول إنا قالت هذه القالة طريفة امرأة عمرو بن عامر‪ ,‬وكانت كاهنة فرأت ف كهانتها‬
‫ذلك‪ ,‬فال أعلم أي ذلك كان‪ ,‬وقال سطعيد عطن قتادة عطن الشعطب‪ :‬أمطا غسطان فلحقوا‬
‫بالشام‪ ,‬وأما النصار فلحقوا بيثرب‪ ,‬وأما خزاعة فلحقوا بتهامة‪ ,‬وأما الزد فلحقوا بعمان‬
‫فمزقهم ال كل مزق‪ .‬رواه ابن أب حات وابن جرير‪ ,‬ث قال ممد بن إسحاق‪ :‬حدثن أبو‬
‫عطبيدة قال‪ :‬قال العشطى أعشطى بنط قيطس بطن ثعلبطة واسطه ميمون بطن قيطس‪:‬‬
‫وفطططط ذاك للمؤتسططططي أسططططوةومأرب قفططططى عليهططططا العرم‬
‫رخام بنتطططططططه لمططططططط حيإذا جاء ماؤهطططططططم ل يرم‬
‫فأروى الزروع وأعناباعلى سططططططعة ماؤهططططططم إذا قسططططططم‬
‫طططم‬ ‫طططل فطط‬ ‫طططه على شرب طفط‬ ‫طططا يقدرون منط‬ ‫طططاروا أيادي مط‬ ‫فصط‬
‫وقوله تعال‪{ :‬إن ف ذلك لَيات ل كل صبار شكور} أي إن ف هذا الذي حل بؤلء‬
‫مطن النقمطة والعذاب وتبديطل النعمطة وتويطل العافيطة عقوبطة على مطا ارتكبوه مطن الكفطر‬
‫والَثام‪ ,‬ل عبة ودللة ل كل ع بد صبار على ال صائب شكور على الن عم‪ .‬قال المام أح د‪:‬‬
‫حدثنا عبد الرحن وعبد الرزاق العن قال‪ :‬أخبنا سفيان عن أب إسحاق عن العيزار بن‬
‫حريث عن عمر بن سعد عن أبيه هو سعد بن أب وقاص رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬عج بت من قضاء ال تعال للمؤ من إن أ صابه خ ي ح د ر به‬
‫وش كر‪ ,‬وإن أ صابته م صيبة ح د ر به و صب‪ ,‬يؤ جر الؤ من ف كل ش يء ح ت ف اللق مة‬
‫يرفعها إل ف امرأته»‪ .‬وقد رواه النسائي ف اليوم والليلة من حديث أب إسحاق السبيعي‬
‫به‪ ,‬وهو حديث عزيز من رواية عمر بن سعد عن أبيه‪ ,‬ولكن له شاهد ف الصحيحي من‬
‫حديث أب هريرة رضي ال عنه «عجبا للمؤمن ل يقضي ال تعال له قضاء إل كان خيا‬
‫له‪ ,‬إن أ صابته سراء ش كر فكان خيا له‪ ,‬وإن أ صابته ضراء صب فكان خيا له‪ ,‬ول يس‬
‫ذلك لحد إل للمؤمن»‪ .‬قال عبد‪ :‬حدثنا يونس عن شيبان عن قتادة {إن ف ذلك لَيات‬

‫‪742‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ل كل صبار شكور} قال‪ :‬كان مطرف يقول‪ :‬ن عم الع بد ال صبار الشكور الذي إذا أع طي‬
‫شكططططططططططططططر‪ ,‬وإذا ابتلي صططططططططططططططب‪.‬‬

‫ق عََلْيهِمْ ِإبْلِيسُ َظنّهُ فَاّتَبعُوهُ إِلّ فَرِيقا مّنَ الْ ُمؤْ ِمنِيَ * َومَا كَانَ لَ ُه عََلْيهِ ْم مّن‬
‫** وََلقَدْ صَ ّد َ‬
‫ك عَلَى كُ ّل َشيْءٍ َحفُي ظٌ‬ ‫ك وَ َربّ َ‬
‫سُلْطَانٍ إِلّ ِلَنعَْل َم مَن ُيؤْمِ ُن بِالَ ِخ َرةِ مِ ّم ْن ُهوَ ِمْنهَا فِي شَ ّ‬
‫ل ا ذ كر تعال ق صة سبأ و ما كان من أمر هم ف اتباع هم الوى والشيطان‪ ,‬أ خب عن هم‬
‫وعن أمثالم من اتبع إبليس والوى وخالف الرشاد والدى‪ ,‬فقال‪{ :‬ولقد صدق عليهم‬
‫إبل يس ظ نه} قال ا بن عباس ر ضي ال عنه ما وغيه‪ :‬هذه الَ ية كقوله تعال إخبارا عن‬
‫إبل يس ح ي امت نع من ال سجود لَدم عل يه ال صلة وال سلم‪ ,‬ث قال‪{ :‬أرأي تك هذا الذي‬
‫كرمت علي لئن أخرتن إل يوم القيامة لحتنكن ذريته إل قليلً} وقال‪{ :‬ث لَتينهم من‬
‫بي أيديهم ومن خلفهم وعن أيانم وعن شائلهم ول تد أكثرهم شاكرين} والَيات ف‬
‫هذا كثية‪ ,‬وقال السن البصري‪ :‬لا أهبط ال آدم عليه الصلة والسلم من النة ومعه‬
‫حواء‪ ,‬هبط إبليس فرحا با أصاب منهما‪ ,‬وقال‪ :‬إذا أصبت من البوين ما أصبت فالذرية‬
‫أض عف وأض عف‪ ,‬وكان ذلك ظنا من إبل يس‪ ,‬فأنزل ال عز و جل {ول قد صدق علي هم‬
‫إبليس ظنه فاتبعوه إل فريقا من الؤمني} فقال عند ذلك إبليس‪ :‬ل أفارق ابن آدم ما دام‬
‫فيه الروح أعده وأمنيه وأخدعه‪ ,‬فقال ال تعال‪« :‬وعزت وجلل ل أحجب عنه التوبة ما‬
‫ل يغر غر بالوت‪ ,‬ول يدعو ن إل أجب ته‪ ,‬ول ي سألن إل أعطي ته‪ ,‬ول ي ستغفر إل غفرت‬
‫ططططططططط‪.‬‬ ‫ططططططططط حاتط‬ ‫طططططططططن أبط‬ ‫له»‪ ,‬رواه ابط‬
‫وقوله تبارك وتعال‪{ :‬وما كان له عليهم من سلطان} قال ابن عباس رضي ال عنهما‪:‬‬
‫أي من ح جة‪ .‬وقال ال سن الب صري‪ :‬وال ما ضرب م بع صا ول أكر هم على ش يء‪ ,‬و ما‬
‫كان إل غرورا وأمانط‪ ,‬دعاهطم إليهطا فأجابوه‪ ,‬وقوله عطز وجطل‪{ :‬إل لنعلم مطن يؤمطن‬
‫بالَخرة من هو منها ف شك} أي إنا سلطناه عليهم ليظهر أمر من هو مؤمن بالَخرة‬
‫وقيام ها وال ساب في ها والزاء‪ ,‬فيح سن عبادة ر به عز و جل ف الدن يا م ن هو من ها ف‬
‫شطططططططططططططططططططططططططططططططططططك‪.‬‬

‫‪743‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وربك على كل ش يء حفيظ} أي ومع حف ظه ضل من ضل من أتباع‬
‫طل‪.‬‬‫ط أتباع الرسط‬
‫طن الؤمنيط‬
‫طلم مط‬
‫طن سط‬
‫طلم مط‬
‫طه سط‬‫طه وكلءتط‬
‫طس‪ ,‬وبفظط‬ ‫إبليط‬

‫** ُقلِ ا ْدعُوْا الّذِي نَ َزعَ ْمتُ ْم مّن دُو نِ اللّ هِ َل يَمِْلكُو نَ ِمُثقَالَ َذ ّرةٍ فِي ال سّمَاوَاتِ وَلَ فِي‬
‫الرْضِ َومَا َلهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْ ٍك َومَا لَ ُه ِمْنهُمْ مّن ظَهِيٍ * وَ َل تَنفَعُ الشّفَا َعةُ عِندَهُ إِلّ ِلمَنْ‬
‫ِيط الْ َكبِيُ‬
‫َقط َو ُهوَ الْعَل ّ‬
‫ُمط قَالُوْا الْح ّ‬
‫ِمط قَالُوْا مَاذَا قَالَ َربّك ْ‬
‫ّعط عَن ُقلُوِبه ْ‬
‫َهط َحّتىَ إِذَا ُفز َ‬‫ِنط ل ُ‬
‫أَذ َ‬
‫بي تبارك وتعال أنه الله الواحد الحد الفرد الصمد‪ ,‬الذي ل نظي له ول شريك له‪,‬‬
‫بل هو ال ستقل بال مر وحده من غ ي مشارك ول منازع ول معارض‪ ,‬فقال‪ { :‬قل ادعوا‬
‫الذين زعمتم من دون ال} أي من الَلة الت عبدت من دونه {ل يلكون مثقال ذرة ف‬
‫السموات ول ف والرض} كما قال تبارك وتعال‪{ :‬والذين يدعون من دونه ما يلكون‬
‫من قطمي} وقوله تعال‪{ :‬وما لم فيها من شرك} أي ل يلكون شيئا استقللً ول على‬
‫سبيل الشركة {وما له منهم من ظهي} أي وليس ل من هذه النداد من ظهي يستظهر به‬
‫ف المور‪ ,‬بل اللق كلهم فقراء إليه عبيد لديه‪ ,‬قال قتادة ف قوله عز وجل‪{ :‬وماله منهم‬
‫مطططططن ظهيططططط} مطططططن عون يعينطططططه بشيطططططء‪.‬‬
‫ث قال تعال‪{ :‬ول تنفع الشفاعة عنده إل لن أذن له} أي لعظمته وجلله وكبيائه ل‬
‫يترىء أحد أن يشفع عنده تعال ف شيء إل بعد إذنه له ف الشفاعة‪ ,‬كما قال عز وجل‪:‬‬
‫{من ذا الذي يشفع عنده إل بإذنه} وقال جل وعل‪{ :‬وكم من ملك ف السموات ل‬
‫تغنط شفاعتهطم شيئا إل مطن بعطد أن يأذن ال لنط يشاء ويرضطى} وقال تعال‪{ :‬ول‬
‫يشفعون إل لن ارتضى وهم من خشيته مشفقون} ولذا ثبت ف الصحيحي من غي وجه‬
‫عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم و هو سيد ولد آدم‪ ,‬وأ كب شف يع ع ند ال تعال أ نه‬
‫حي يقوم القام الحمود ليشفع ف اللق كلهم أن يأت ربم لفصل القضاء قال‪« :‬فأسجد‬
‫ل تعال فيدع ن ما شاء ال أن يدع ن‪ ,‬ويف تح علي بحا مد ل أح صيها الَن‪ ,‬ث يقال‪ :‬يا‬
‫ممطد ارفطع رأسطك وقطل تسطمع‪ ,‬وسطل تعططه‪ ,‬واشفطع تشفطع» الديطث بتمامطه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ح ت إذا فزع عن قلوب م قالوا ماذا قال رب كم ؟ قالوا ال ق} وهذا أي ضا‬
‫مقام رف يع ف العظ مة‪ ,‬و هو أ نه تعال إذا تكلم بالو حي ف سمع أ هل ال سموات كل مه‪,‬‬

‫‪744‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أرعدوا من الي بة ح ت يلحق هم م ثل الغ شي‪ ,‬قاله ا بن م سعود ر ضي ال ع نه وم سروق‬
‫وغيها {حت إذا فزع عن قلوبم} أي زال الفزع عنها‪ ,‬قال ابن عباس وابن عمر رضي‬
‫ال عنهم وأبو عبد الرحن السلمي والشعب وإبراهيم النخعي والضحاك والسن وقتادة ف‬
‫قوله عز وجل‪{ :‬حت إذا فزع عن قلوبم قالوا ماذا قال ربكم ؟ قالوا الق} يقول‪ :‬خلى‬
‫عن قلوب م‪ ,‬وقرأ ب عض ال سلف‪ ,‬وجاء مرفوعا إذا فرغ بالغ ي العج مة وير جع إل الول‬
‫فإذا كان كذلك سطأل بعضهطم بعضا ماذا قال ربكطم ؟ فيخطب بذلك حلة العرش للذيطن‬
‫يلونم ث الذين يلونم لن تتهم‪ ,‬حت ينتهي الب إل أهل السماء الدنيا‪ ,‬ولذا قال تعال‪:‬‬
‫{قالوا ال ق} أي أ خبوا ب ا قال من غ ي زيادة ول نق صان {و هو العلي ال كبي}‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل مع ن قوله تعال‪{ :‬ح ت إذا فزع عن قلوب م} يع ن الشرك ي ع ند‬
‫الحتضار ويوم القيامطة إذا ا ستيقظوا م ا كانوا فيطه من الغفلة ف الدنيطا ورج عت إليهطم‬
‫عقولم يوم القيامة قالوا‪ :‬ماذا قال ربكم ؟ فقيل لم الق وأخبوا به ما كانوا عنه لهي‬
‫ف الدنيا‪ ,‬قال ابن أب نيح عن ماهد {حت إذا فزع عن قلوبم} كشف عنها الغطاء يوم‬
‫القيامة‪ .‬وقال السن {حت إذا فزع عن قلوبم} يعن ما فيها من الشك والتكذيب‪ .‬وقال‬
‫عبد الرحن بن زيد بن أسلم {حت إذ فزع عن قلوبم} يعن ما فيها من الشك قال‪ :‬فزع‬
‫الشيطان عن قلوبم وفارقهم وأمانيهم وما كان يضلهم {قالوا ماذا قال ربكم ؟ قالوا الق‬
‫وهو العلي الكبي} قال‪ :‬وهذا ف ب ن آدم هذا عند الوت‪ ,‬أقروا حي ل ينفع هم القرار‪,‬‬
‫وقد اختار ابن جرير القول الول‪ :‬إن الضمي عائد على اللئكة‪ ,‬وهذا هو الق الذي ل‬
‫مريطة فيطه لصطحة الحاديطث فيطه والَثار‪ ,‬ولنذكطر منهطا طرفا يدل على غيه‪.‬‬
‫قال البخاري عند تفسي هذه الَية الكرية ف صحيحه‪ ,‬حدثنا الميدي‪ ,‬حدثنا سفيان‪,‬‬
‫حدث نا عمرو قال‪ :‬سعت عكر مة قال‪ :‬سعت أ با هريرة ر ضي ال ع نه يقول‪ :‬إن نب ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬إذا قضى ال تعال المر ف السماء ضربت اللئكة بأجنحتها‬
‫خضعانا لقوله كأ نه سلسلة على صفوان‪ ,‬فإذا فزع عن قلوب م قالوا‪ :‬ماذا قال رب كم ؟‬
‫قالوا للذي قال ال ق و هو العلي ال كبي‪ ,‬في سمعها م سترق ال سمع وم سترق ال سمع هكذا‬
‫بعضه فوق بعض ط ووصف سفيان بيده فحرفها‪ ,‬ونشر بي أصابعه ط فيسمع الكلمة‬
‫فيلقي ها إل من ت ته‪ ,‬ث يلقي ها الَ خر إل من ت ته‪ ,‬ح ت يلقي ها على ل سان ال ساحر أو‬

‫‪745‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الكاهن‪ ,‬فربا أدركه الشهاب قبل أن يلقيها‪ ,‬وربا ألقاها قبل أن يدركه‪ ,‬فيكذب معها‬
‫مائه كذبطة فيقال أليطس قطد قال لنطا يوم كذا وكذا‪ ,‬كذا وكذا فيصطد بتلك الكلمطة التط‬
‫سعت من السماء» انفرد بإخراجه البخاري دون مسلم من هذا الوجه‪ ,‬وقد رواه أبو داود‬
‫والترمذي وابططن ماجططه مططن حديططث سططفيان بططن عيينططة بططه‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن جعفر وعبد الرزاق قال‪ :‬حدثنا معمر‪,‬‬
‫أخبنا الزهري عن علي بن السي عن ابن عباس رضي ال عنهما قال‪ :‬كان رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم جال سا ف ن فر من أ صحابه‪ ,‬قال ع بد الرزاق‪ :‬من الن صار‪ ,‬فر مي‬
‫بنجطم فاسطتنار‪ ,‬فقال صطلى ال عليطه وسطلم‪« :‬مطا كنتطم تقولون إذا كان مثطل هذا فط‬
‫الاهل ية» قالوا‪ :‬ك نا نقول يولد عظ يم أو يوت عظ يم‪ .‬قلت للزهري‪ :‬أكان ير مى ب ا ف‬
‫الاهلية‪ ,‬قال‪ :‬نعم ولكن غلظت حي بعث النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬قال‪ :‬فقال رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬فإن ا ل ير مى ب ا لوت أ حد ول ليا ته‪ ,‬ول كن رب نا تبارك‬
‫وتعال إذا قضطى أمرا سطبح حلة العرش‪ ,‬ثط سطبح أهطل السطماء الذي يلونمط حتط يبلغ‬
‫التسبيح السماء الدنيا‪ ,‬ث يستخب أهل السماء الذين يلون حلة العرش‪ ,‬فيقول الذين يلون‬
‫حلة العرش لملة العرش‪ :‬ماذا قال رب كم ؟ في خبونم‪ ,‬وي ب أ هل كل ساء ساء‪ ,‬ح ت‬
‫ينتهي الب إل هذه السماء وتطف الن السمع فيمون‪ ,‬فما جاؤوا به على وجهه فهو‬
‫حطق‪ ,‬ولكنهطم يفرقون فيطه ويزيدون» هكذا رواه المام أحدط‪ ,‬وقطد أخرجطه مسطلم فط‬
‫صحيحه من حديث صال بن كيسان والوزاعي ويونس ومعقل بن عبيد ال‪ ,‬أربعتهم‬
‫عن الزهري عن علي بن السي عن ابن عباس رضي ال عنهما‪ ,‬عن رجل من النصار‬
‫به‪ .‬وقال يونس عن رجال من النصار رضي ال عنهم‪ ,‬وكذا رواه النسائي ف التفسي من‬
‫حديث الزبيدي عن الزهري به‪ ,‬ورواه الترمذي فيه عن السي بن حريث عن الوليد بن‬
‫مسلم عن الوزاعي‪ ,‬عن الزهري عن عبيد ال بن عبد ال عن ابن عباس رضي ال عنهما‬
‫عطططن رجطططل مطططن النصطططار رضطططي ال عنطططه‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال ابن أ ب حات‪ :‬حدثنا ممد بن عوف وأحد بن منصور بن سيار‬
‫الرمادي‪ ,‬وال سياق لح مد بن عوف‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا نع يم بن حاد‪ ,‬حدث نا الول يد هو ا بن‬
‫مسلم عن عبد الرحن بن يزيد بن جابر عن عبد ال بن أب زكريا عن رجاء بن حيوة عن‬

‫‪746‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫النواس بن سعان ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬إذا أراد ال‬
‫تبارك وتعال أن يوحي بأمره تلكم بالوحي‪ ,‬فإذا تكلم أخذت السموات منه رجفة ط أو‬
‫قال رعدة ط شديدة من خوف ال تعال‪ ,‬فإذا سع بذلك أ هل ال سموات صعقوا وخروا‬
‫ل سجدا‪ ,‬فيكون أول من يرفع رأسه جبيل عليه الصلة والسلم‪ ,‬فيكلمه ال من وحيه‬
‫با أراد‪ ,‬فيمضي به جبيل عليه الصلة والسلم على اللئكة‪ ,‬كلما مر بسماء ساء يسأله‬
‫ملئكت ها ماذا قال رب نا يا جبيطل ؟ فيقول عل يه السطلم‪ :‬قال القط وهطو العلي الكطبي‪,‬‬
‫فيقولون كل هم م ثل ما قال جب يل‪ ,‬فينت هي جب يل بالو حي إل ح يث أمره ال تعال من‬
‫السماء والرض» وكذا رواه ابن جرير وابن خزية عن زكريا بن أبان الصري عن نعيم‬
‫بن حاد به‪ .‬وقال ابن أب حات سعت أب يقول‪ :‬ليس هذا الديث بالتام عن الوليد بن‬
‫م سلم رح ه ال‪ ,‬و قد روى ا بن أ ب حا ت من حد يث العو ف عن ا بن عباس ر ضي ال‬
‫عنه ما‪ ,‬و عن قتادة أن ما ف سرا هذه الَ ية بابتداء إياء ال تعال إل م مد صلى ال عل يه‬
‫وسلم بعد الفترة الت كانت بينه وبي عيسى عليه الصلة والسلم‪ ,‬ول شك أن هذا أول‬
‫مطططططططا دخطططططططل فططططططط هذه الَيطططططططة‪.‬‬

‫ضلَ ٍل‬ ‫ت وَالرْضِ ُقلِ اللّ ُه َوِإنّآ َأوْ ِإيّاكُمْ َلعََل َى هُدًى َأوْ فِي َ‬ ‫** ُق ْل مَن يَ ْرزُُقكُ ْم مّ َن السّمَاوَا ِ‬
‫سأَلُ عَمّا َتعْمَلُونَ * ُق ْل يَجْ َم ُع َبْينَنَا َرّبنَا ثُ ّم َي ْفتَحُ‬ ‫سأَلُونَ عَمّآ أَجْ َر ْمنَا وَلَ نُ ْ‬ ‫ّمبِيٍ * قُل ّل تُ ْ‬
‫ل بَ ْل ُهوَ اللّهُ الْعَزِيزُ‬ ‫ح ْقتُمْ بِ ِه شُرَكَآءَ َك ّ‬
‫ح اْلعَلِيمُ * قُلْ أَرُونِ َي الّذيِنَ أَْل َ‬‫َبيَْننَا بِالْحَ ّق َو ُهوَ اْل َفتّا ُ‬
‫حكِيمططططططططططططططططططططططططططططططططططُ‬ ‫الْ ْ‬
‫طا كانوا يعترفون‬ ‫طة أيضا‪ ,‬فكمط‬ ‫يقول تعال مقررا تفرده باللق والرزق وانفراده بالليط‬
‫بأن م ل يرزق هم من ال سماء والرض‪ ,‬أي ب ا ينل من ال طر وين بت من الزرع إل ال‪,‬‬
‫فكذلك فليعلموا أنطه ل إله غيه‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وإنطا أو إياكطم لعلى هدى أو فط ضلل‬
‫مبي} هذا من باب اللف والنشر أي واحد من الفريقي مبطل‪ ,‬والَخر مق ل سبيل إل‬
‫أن تكونوا أنتم ون ن على الدى أو على الضلل‪ ,‬بل وا حد منا م صيب‪ ,‬ون ن قد أقمنا‬
‫البهان على التوحيطد فدل على بطلن مطا أنتطم عليطه مطن الشرك بال تعال‪ ,‬ولذا قال‪:‬‬
‫{وإنا أو إياكم لعلى هدى أو ف ضلل مبي}‪ .‬قال قتادة‪ :‬قد قال ذلك أصحاب ممد‬

‫‪747‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صلى ال عل يه و سلم للمشرك ي وال ما ن ن وإيا هم على أ مر وا حد إن أ حد الفريق ي‬
‫لهتد‪ .‬وقال عكرمة وزياد بن أب مري‪ :‬معناها إنا نن لعلى هدى وإنكم لفي ضلل مبي‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬قل ل تسألون عما أجرمنا ول نسأل عما تعملون} معناه التبي منهم‪,‬‬
‫أي لستم منا ول نن منكم‪ ,‬بل ندعوكم إل ال تعال وإل توحيده وإفراد العبادة له‪ ,‬فإن‬
‫أجبتم فأنتم منا ونن منكم‪ ,‬وإن كذبتم فنحن برآء منكم وأنتم برآء منا‪ ,‬كما قال تعال‪:‬‬
‫{وإن كذبوك فقل ل عملي ولكم عملكم أنتم بريئون ما أعمل وأنا بريء ما تعملون}‪.‬‬
‫وقال عز وجل‪{ :‬قل يا أيها الكافرون * ل أعبد ما تعبدون ول أنتم عابدون ما أعبد *‬
‫ول أنطا عابطد مطا عبدتط * ول أنتطم عابدون مطا أعبطد * لكطم دينكطم ول ديطن}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬قل يمع بيننا ربنا} أي يوم القيامة يمع بي اللئق ف صعيد واحد‪ ,‬ث‬
‫يفتح بيننا بالق‪ ,‬أي يكم بيننا بالعدل‪ ,‬فيجزي كل عامل بعمله إن خيا فخي وإن شرا‬
‫ف شر‪ ,‬و ستعلمون يومئذ ل ن العزة والن صر وال سعادة البد ية ك ما قال تعال‪{ :‬ويوم تقوم‬
‫الساعة يومئذ يتفرقون * فأما الذين آمنوا وعملوا الصالات فهم ف روضة يبون * وأما‬
‫الذيطن كفروا وكذبوا بآياتنطا ولقاء الَخرة فأولئك فط العذاب مضرون} ولذا قال عطز‬
‫وجطططل‪{ :‬وهطططو الفتاح العليطططم} أي الاكطططم العادل العال بقائق المور‪.‬‬
‫وقوله تبارك وتعال‪ { :‬قل أرو ن الذ ين ألق تم به شركاء} أي أرو ن هذه الَل ة ال ت‬
‫جعلتموها ل أندادا وصيتوها له عد ًل {كل} أي ليس له نظي ول نديد ول شريك ول‬
‫عديطل‪ .‬ولذا قال تعال‪{ :‬بطل هطو ال} أي الواحطد الحطد الذي ل شريطك له {العزيطز‬
‫الك يم} أي ذو العزة الذي قد ق هر ب ا كل ش يء وغل بت كل ش يء‪ ,‬الك يم ف أفعاله‬
‫وأقواله وشرعططه وقدره‪ ,‬تبارك وتعال وتقدس عمططا يقولون علوا كططبيا‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫س بَشِيا َونَذِيرا وَلَـكِنّ أَكْثَ َر النّاسِ َل َيعْلَمُونَ * َويَقُولُو َن‬


‫** َومَآ أَرْسَ ْلنَاكَ إِلّ كَآّفةً لّلنّا ِ‬
‫سَتأْخِرُونَ َعنْ هُ سَا َعةً وَلَ‬
‫َمتَ َى هَ ـذَا اْلوَعْدُ إِن كُنتُ مْ صَادِقِيَ * قُل لّكُم مّيعَا ُد َيوْ مٍ ّل تَ ْ‬
‫طتَقْ ِدمُونَ‬
‫تَسطططططططططططططططططططططططططططططططط ْ‬
‫يقول تعال لعبده ور سوله م مد صلى ال عل يه و سلم ت سليما {و ما أر سلناك إل كا فة‬
‫للناس بشيا ونذيرا} أي إل إل ج يع اللئق من الكلف ي كقوله تبارك وتعال‪ { :‬قل يا‬

‫‪748‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أيهطا الناس إنط رسطول ال إليكطم جيعا} {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون‬
‫للعال ي نذيرا}‪{ ,‬بشيا ونذيرا} أي تب شر من أطا عك بال نة وتنذر من ع صاك بالنار‬
‫{ول كن أك ثر الناس ل يعلمون} كقوله عز و جل‪{ :‬و ما أك ثر الناس ولو حر صت‬
‫بؤمنيطط} {وإن تطططع أكثططر مططن فطط الرض يضلوك عططن سططبيل ال}‪.‬‬
‫قال ممد بن كعب ف قوله تعال‪{ :‬وما أرسلناك إل كافة للناس} يعن إل الناس عامة‪.‬‬
‫وقال قتادة ف هذه الَية‪ :‬أرسل ال تعال ممدا صلى ال عليه وسلم إل العرب والعجم‪,‬‬
‫فأكرمهم على ال تبارك وتعال أطوعهم ل عز وجل‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو عبد‬
‫ال الظهران‪ ,‬حدثنا حفص بن عمر العدن‪ ,‬حدثنا الكم يعن ابن أبان عن عكرمة‪ ,‬قال‪:‬‬
‫سعت ا بن عباس ر ضي ال عنه ما يقول‪ :‬إن ال تعال ف ضل ممدا صلى ال عل يه و سلم‬
‫على أهل السماء وعلى النبياء‪ .‬قالوا‪ :‬يا ابن عباس فبم فضله على النبياء ؟ قال رضي ال‬
‫ع نه‪ :‬إن ال تعال قال‪{ :‬و ما أر سلنا من ر سول إل بل سان قو مه ل يبي ل م} وقال لل نب‬
‫صلى ال عليه وسلم‪{ :‬وما أرسلناك إل كافة للناس} فأرسله ال تعال إل الن والنس‪.‬‬
‫وهذا الذي قاله ابن عباس رضي ال عنهما قد ثبت ف الصحيحي رفعه عن جابر رضي‬
‫ال ع نه قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬أعط يت خ سا ل يعط هن أ حد من‬
‫ال نبياء قبلي‪ :‬ن صرت بالر عب م سية ش هر‪ ,‬وجعلت ل الرض م سجدا وطهورا‪ ,‬فأي ا‬
‫رجل من أم ت أدركته الصلة فليصل‪ ,‬وأحلت ل الغنائم ول تل لحد قبلي‪ ,‬وأعطيت‬
‫الشفاعة‪ ,‬وكان النب يبعث إل قومه خاصة وبعثت إل الناس عامة» وف الصحيح أيضا‬
‫أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬بع ثت إل ال سود والح ر» قال ما هد‪ :‬يع ن‬
‫النطط والنططس‪ .‬وقال غيه‪ :‬يعنطط العرب والعجططم‪ ,‬والكططل صططحيح‪.‬‬
‫ث قال عز وجل مبا عن الكفار ف استبعادهم قيام الساعة‪{ :‬ويقولون مت هذا الوعد‬
‫إن كنتم صادقي} وهذه الَية كقوله عز وجل‪{ :‬يستعجل با الذين ل يؤمنون با والذين‬
‫آمنوا مشفقون منهطا ويعلمون أناط القط} الَيطة‪ ,‬ثط قال تعال‪{ :‬قطل لكطم ميعاد يوم ل‬
‫تسطتأخرون عنطه سطاعة ول تسطتقدمون} أي لكطم ميعاد مؤجطل معدود مرر ل يزاد ول‬
‫ينقطص‪ ,‬فإذا جاء فل يؤخطر سطاعة ول يقدم كمطا قال تعال‪{ :‬إن أجطل ال إذا جاء ل‬

‫‪749‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يؤخر} وقال عز وجل‪{ :‬وما نؤخره إل لجل معدود * يوم يأ تِ ل تلكم نفس إل بإذنه‬
‫فمنهططططططططططم شقططططططططططي وسططططططططططعيد}‬

‫** وَقَالَ الّذِي نَ َكفَرُواْ لَن ّنؤْمِ َن ِبهَـذَا اْلقُرْآ ِن وَلَ بِالّذِي بَيْ َن يَ َديْ ِه وََل ْو تَرَىَ إِذِ الظّالِمُو نَ‬
‫ض ِعفُواْ لِلّذِي َن ا ْستَ ْكبَرُواْ‬
‫ضهُمْ إِلَ َى َبعْضٍ اْل َقوْلَ يَقُو ُل الّذِي َن اسُْت ْ‬ ‫َموْقُوفُونَ عِندَ َرّبهِ ْم َيرْجِ ُع َب ْع ُ‬
‫ح نُ صَدَدنَاكُ ْم عَ نِ‬ ‫ضعِ ُف َواْ َأنَ ْ‬
‫َلوْلَ أَنتُ مْ َلكُنّا ُم ْؤ ِمنِيَ * قَا َل الّذِي نَ ا سَْت ْكبَرُواْ لِّلذِي َن ا سُْت ْ‬
‫ج ِرمِيَ * وَقَالَ الّذِي نَ ا ْسُتضْ ِعفُواْ لِّلذِي َن ا سَْتكْبَرُوْا بَلْ‬ ‫اْلهُدَىَ بَعْدَ ِإذْ جَآءَكُ ْم بَلْ كُنتُ ْم مّ ْ‬
‫َسطرّواْ النّدَامَةَ لَمّا َرَأ ُواْ‬ ‫َهط أَندَادا َوأ َ‬ ‫جعَلَ ل ُ‬ ‫ّهط َونَ ْ‬
‫َمكْ ُر الّْليْلِ وَالّنهَارِ إِ ْذ َت ْأمُرُونَنَآ أَن نّ ْكفُ َر بِالل ِ‬
‫ج َزوْ نَ إِ ّل مَا كَانُوْا َيعْمَلُو نَ ي ب‬ ‫ق الّذِي نَ َكفَرُواْ هَ ْل يُ ْ‬ ‫ب وَ َجعَلْنَا الغْلَلَ فِ يَ َأعْنَا ِ‬ ‫اْلَعَذَا َ‬
‫تعال عن تادي الكفار ف طغيانم وإصرارهم على عدم اليان بالقرآن الكري‪ ,‬وبا أخببه‬
‫من أ مر العاد‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وقال الذ ين كفروا لن نؤ من بذا القرآن ول بالذي ب ي‬
‫يديه} قال ال عز وجل متهددا لم ومتوعدا ومبا عن مواقفهم الذليلة بي يديه ف حال‬
‫تاصمهم وتاجهم {يرجع بعضهم إل بعض القول يقول الذين استضعفوا} وهم التباع‬
‫{للذ ين ا ستكبوا} من هم و هم قادت م و سادتم {لول أن تم لك نا مؤمن ي} أي لول أن تم‬
‫ت صدوننا لك نا اتبع نا الر سل وآم نا ب ا جاؤو نا به فقال ل م القادة وال سادة و هم الذ ين‬
‫استكبوا {أنن صددناكم عن الدى بعد إِذ جاءكم ؟} أي نن ما فعلنا بكم أكثر من‬
‫أ نا دعونا كم فاتبعتمونا من غ ي دل يل ول برهان‪ ,‬وخالف تم الدلة والباهي وال جج ال ت‬
‫جاءت با الرسل لشهوتكم واختياركم لذلك‪ ,‬ولذا قالوا {بل كنتم مرمي وقال الذين‬
‫ا ستضعفوا للذ ين ا ستكبوا بل م كر الل يل والنهار} أي بل كن تم تكرون ب نا ليلً نارا‬
‫وتغرون نا وتنون نا وتبون نا أ نا على هدى وأ نا على ش يء‪ ,‬فإذا ج يع ذلك با طل وكذب‬
‫وميططططططططططططططططططططططططططططططططططط‪.‬‬
‫قال قتادة وا بن ز يد { بل م كر الل يل والنهار} يقول‪ :‬بل مكر كم بالل يل والنهار‪ ,‬وكذا‬
‫قال مالك عن ز يد بن أ سلم بالل يل والنهار {إذ تأمرون نا أن نك فر بال ون عل له أندادا}‬
‫أي نظراء وآلة معه وتقيمون لنا شبها وأشياء من الحال تضلوننا با {وأسروا الندامة لا‬
‫رأوا العذاب} أي الميطع مطن السطادة والتباع كطل ندم على مطا سطلف منطه {وجعلنطا‬

‫‪750‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الغلل ف أعناق الذ ين كفروا} و هي ال سلسل ال ت ت مع أيدي هم مع أعناق هم { هل‬
‫يزون إِل ما كانوا يعملون} أي إِنا نازيكم بأعمالكم كل بسبه للقادة عذاب بسبهم‬
‫وللتباع ب سبهم {قال ل كل ض عف ول كن ل تعلمون} قال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أ ب‪,‬‬
‫حدثنا فروة بن أب الغراء‪ ,‬حدثنا ممد بن سليمان بن الصبهان عن أب سنان ضرار بن‬
‫صرد عن عبد ال بن أب الذيل عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪« :‬إِن جهنم لا سيق إليها أهلها تلقاهم لبها‪ ,‬ث لفحتهم لفحة ل يبق لم إل‬
‫سقط على العرقوب»‪ .‬وحدثنا أب‪ ,‬حدثنا أحد بن أب الواري‪ ,‬حدثنا الطيب أبو السن‬
‫عن ال سن بن ي ي الش ن قال‪ :‬ما ف جه نم دار ولمغار ول غل ولق يد ول سلسلة إِل‬
‫اسم صاحبها عليها مكتوب‪ ,‬قال‪ :‬فحدثته أبا سليمان‪ ,‬يعن الداران رحة ال عليه‪ ,‬فبكى‬
‫ث قال‪ :‬ويك فكيف به لو جع هذا كله عليه‪ ,‬فجعل القيد والغل ف يديه‪ ,‬والسلسلة ف‬
‫عنقطططه‪ ,‬ثططط أدخطططل النار وأدخطططل الغار ؟ اللهطططم سطططلم‪.‬‬
‫َومَآ أَرْ َس ْلنَا فِي قَ ْرَي ٍة مّن نّذِيرٍ إِلّ قَا َل ُمتْرَفُوهَآ ِإنّا بِمَآ أُرْ سِ ْلتُ ْم بِ هِ كَاِفرُو نَ * وَقَالُواْ َنحْ نُ‬
‫أَكْثَ طرُ َأ ْموَا ًل َوَأوْلَدا وَمَا نَحْ ُن بِ ُمعَ ّذبِيَ * قُلْ إِ نّ رَبّي َيبْ سُطُ ال ّرزْ قَ لِمَن يَشَآ ُء َوَيقْدِرُ‬
‫وَلَـكِنّ أَكْثَ َر النّاسِ َل َيعْلَمُونَ * َومَآ َأ ْموَالُكُ ْم وَلَ َأوْلَدُكُ ْم بِاّلتِي ُتقَ ّرُبكُ ْم عِن َدنَا زُْل َفىَ إِلّ‬
‫ف بِمَا عَمِلُواْ َوهُمْ فِي اْلغُرُفَاتِ آ ِمنُونَ *‬ ‫ضعْ ِ‬‫مَنْ آمَ َن َوعَمِلَ صَالِحا َفُأوْلَـئِكَ َلهُمْ جَزَآ ُء ال ّ‬
‫حضَرُو نَ * قُلْ إِ نّ َربّي َيبْ سُطُ‬ ‫ب مُ ْ‬ ‫س َع ْونَ فِ يَ آيَاِتنَا ُمعَاجِزِي نَ ُأوْلَـئِكَ فِي اْلعَذَا ِ‬ ‫وَالّذِي َن يَ ْ‬
‫الرّزْ قَ لِمَن يَشَآ ُء مِ ْن ِعبَادِ ِه َويَقْ ِدرُ لَ ُه َومَآ أَن َفقْتُ ْم مّن َشيْءٍ َف ُهوَ يُخِْلفُ ُه َو ُهوَ َخيْرُ الرّازِقِيَ‬
‫يقول تعال مسليا لنبيه صلى ال عليه وسلم وآمرا بالتأسي بن قبله من الرسل‪ ,‬ومبه‬
‫بأ نه ما ب عث نبيا ف قر ية إِل كذ به مترفو ها واتب عه ضعفاؤ هم‪ ,‬ك ما قال قوم نوح عل يه‬
‫ال صلة وال سلم {أنؤ من لك واتب عك الرذلون} {و ما نراك اتب عك إِل الذ ين هم أراذل نا‬
‫بادي الرأي} وقال ال كباء من قوم صال {للذ ين ا ستضعفوا ل ن آ من من هم أتعلمون أن‬
‫صالا مرسل من ربه ؟ قالوا إِنا با أرسل به مؤمنون قال الذين استكبوا إِنا بالذي آمنتم‬
‫به كافرون} وقال عز وجل‪{ :‬وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلء م نّ ال عليهم‬
‫من بين نا أل يس ال بأعلم بالشاكر ين} وقال تعال‪{ :‬وكذلك جعل نا ف كل قر ية أكابر‬
‫مرميها ليمكروا فيها} وقال جل وعل‪{ :‬وإذا أردنا أن نلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا‬

‫‪751‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميا} وقال جل وعل ههنا‪{ :‬وما أرسلنا ف قرية من‬
‫نذير} أي نب أو رسول {إِل قال مترفوها} وهم أولو النعمة والشمة والثروة والرياسة‪,‬‬
‫قال قتادة‪ :‬هم جبابرتم وقادتم ورؤوسهم ف الشر {إِنا با أرسلتم به كافرون} أي ل‬
‫نؤمططططططططططن بططططططططططه ول نتبعططططططططططه‪.‬‬
‫قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا علي بن السي‪ ,‬حدثنا هارون بن إِسحاق‪ ,‬حدثنا ممد بن‬
‫عبد الوهاب عن سفيان بن عاصم عن أب رزين قال‪ :‬كان رجلن شريكان خرج أحدها‬
‫إل الساحل وبقي الَخر‪ ,‬فلما بعث النب صلى ال عليه وسلم كتب إِل صاحبه يسأله ما‬
‫فعل‪ .‬فكتب إِليه أنه ل يتبعه أحد من قريش إِنا اتبعه أراذل الناس ومساكينهم‪ ,‬قال‪ :‬فترك‬
‫تارته ث أتى صاحبه فقال‪ :‬دلن عليه‪ ,‬قال‪ :‬وكان يقرأ الكتب أو بعض الكتب‪ ,‬قال فأتى‬
‫النب صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬إِلم تدعو ؟ قال «أدعوا إل كذا وكذا» قال‪ :‬أشهد أنك‬
‫رسول ال‪ .‬قال صلى ال عليه وسلم «وما علمك بذلك ؟» قال‪ :‬إِنه ل يبعث نب إِل اتبعه‬
‫أراذل الناس وم ساكينهم‪ ,‬قال‪ :‬فنلت هذه الَ ية {و ما أر سلنا ف قر ية من نذ ير إِل قال‬
‫مترفوها إِنا با أرسلتهم به كافرون} الَية‪ ,‬قال‪ :‬فأرسل إليه النب صلى ال عليه وسلم إِن‬
‫ال عز وجل قد أنزل تصديق ما قلت‪ ,‬وهكذا قال هرقل لب سفيان حي سأله عن تلك‬
‫السائل قال فيها‪ :‬وسألتك أضعفاء الناس اتبعه أم أشرافهم ؟ فزعمت بل ضعفاؤهم وهم‬
‫أتباع الرسططططططططططططططططططططططططططططططططل‪.‬‬
‫وقال تبارك وتعال إِخبارا عن الترف ي الكذب ي‪{ :‬وقالوا ن ن أك ثر أموالً وأولدا و ما‬
‫ن ن بعذب ي} أي افتخروا بكثرة الموال والولد‪ ,‬واعتقدوا أن ذلك دل يل على م بة ال‬
‫تعال لم واعتنائه بم‪ ,‬وأنه ما كان ليعطيهم هذا ف الدنيا ث يعذبم ف الَخرة وهيهات‬
‫لم ذلك قال ال تعال‪{ :‬أيسبون أنا ندهم به من مال وبني نسارع لم ف اليات بل‬
‫ل يشعرون} وقال تبارك وتعال‪{ :‬فل تعجبك أموالم ول أولدهم إِنا يريد ال ليعذبم‬
‫ب ا ف الياة الدنياوتز هق أنف سهم و هم كافرون} وقال عز و جل {ذر ن و من خل قت‬
‫وحيدا وجعلت له مالً مدودا وبن ي شهودا ومهدت له تهيدا ث يط مع أن أز يد كل إِنه‬
‫كان لَياتنا عنيدا سأرهقه صعودا} وقد أخب ال عز وجل عن صاحب تينك النتي أنه‬
‫كان ذا مال وث ر وولد‪ ,‬ث ل ي غن ع نه شيئا بل سلب ذلك كله ف الدن يا ق بل الَخرة‪,‬‬

‫‪752‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ولذا قال عز وجل ها هنا‪{ :‬قل إن رب يبسط الرزق لن يشاء ويقدر} أي يعطي الال‬
‫لن يب ومن ل يب‪ ,‬فيفقر من يشاء ويغن من يشاء‪ ,‬وله الكمة التامة البالغة والجة‬
‫القاطعطططططة الدامغطططططة {ولكطططططن أكثطططططر الناس ل يعلمون}‪.‬‬
‫ث قال تعال‪{ :‬و ما أموال كم ول أولد كم بال ت تقرب كم عند نا زل فى} أي لي ست هذه‬
‫دليلً على مبت نا ل كم ول إعتنائ نا ب كم‪ .‬قال المام أح د رح ه ال‪ :‬حدث نا كث ي‪ ,‬حدث نا‬
‫جعفر‪ ,‬حدثنا يزيد بن الصم عن أب هريرة رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم قال‪« :‬إِن ال تعال ل ين ظر إل صوركم وأموال كم‪ ,‬ول كن إِن ا ين ظر إل قلوب كم‬
‫وأعمالكم» ورواه مسلم وابن ماجه من حديث كثي بن هشام عن جعفر بن برقان به‪,‬‬
‫ولذا قال ال تعال‪{ :‬إل من آ من وع مل صالا} أي إِن ا يقرب كم عند نا زل فى اليان‬
‫والع مل ال صال {فأولئك ل م جزاء الض عف ب ا عملوا} أي تضا عف ل م ال سنة بعشرة‬
‫أمثالا إل سبعمائة ضعف {وهم ف الغرفات آمنون} أي ف منازل النة العالية آمنون منن‬
‫كططططل بأس وخوف وأذى ومططططن كططططل شططططر يذر منططططه‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا فروة بن أب الغراء الكندي‪ ,‬حدثنا القاسم وعلي‬
‫بن مسهر عن عبد الرحن بن إِسحاق عن النعمان بن سعد عن علي رضي ال عنه قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إِن ف النة لغرفا ترى ظهورها من بطونا‪ ,‬وبطونا‬
‫من ظهور ها» فقال أعرا ب‪ :‬ل ن هي ؟ قال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬ل ن ط يب الكلم‪,‬‬
‫وأطعطم الطعام‪ ,‬وأدام الصطيام‪ ,‬وصطلى بالليطل والناس نيام» {والذيطن يسطعون فط آياتنطا‬
‫معاجزين} أي يسعون ف الصد عن سبيل اللهواتباع رسله والتصديق بآياته {فأولئك ف‬
‫العذاب مضرون} أي جيعهطططم مزيون بأعمالمططط فيهطططا بسطططبهم‪.‬‬
‫وقوله تعال‪ { :‬قل إِن ر ب يب سط الرزق ل ن يشاء من عباده ويقدر له} أي ب سب ماله‬
‫ف ذلك من الك مة يب سط على هذا من الال كثيا‪ .‬ويض يق على هذا ويق تر على رز قه‬
‫جدا‪ .‬وله ف ذلك من الك مة مال يدرك ها غيه‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬ان ظر ك يف فضل نا‬
‫بعضهم على بعض وللَخرة أكب درجات وأكب تفضيلً} أي كما هم متفاوتون ف الدنيا‬
‫هذا فقيط وهذا غنط موسطع عليطه‪ ,‬فكذلك هطم فط الخرة هذا فط الغرفات فط أعلى‬
‫الدرجات‪ ,‬وهذا ف الغمرات ف أسفل الدركات‪ ,‬وأطيب الناس ف الدنيا كما قال صلى‬

‫‪753‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال عليطه و سلم‪ « :‬قد أفلح من أسطلم ورزق كفافا وقن عه ال ب ا آتاه» رواه م سلم من‬
‫حديططططططث ابططططططن عمرو رضططططططي ال عنهمططططططا‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وما أنفقتم من شيء فهو يلفه} أي مهما أنفقتم من شيء فيما أمركم به‬
‫وأباحه لكم‪ ,‬فهو يلفة عليكم ف الدنيا بالبدل‪ ,‬وف الخرة بالزاء والثواب‪ ,‬كما ثبت ف‬
‫الد يث «يقول ال تعال أن فق‪ ,‬أن فق عل يك» و ف الد يث أن ملك ي ي صبحان كل يوم‬
‫يقول أحدهاط‪ :‬اللهطم أعطط مسطكا تلفا‪ ,‬ويقول الخطر‪ :‬اللهطم أعطط منفقا خلفا‪ ,‬وقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم «أنفق بللً‪ ,‬ول تشى من ذي العرش إِقللً»‪ .‬وقال ابن‬
‫أب حات‪ :‬حدثنا أب عن يزيد بن عبد العزيز الفلس‪ ,‬حدثنا هشيم عن الكوثر بن حكيم‬
‫عن مكحول قال‪ :‬بلغ ن عن حذي فة ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قال سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم‪« :‬أل إن بعد زمانكم هذا زمان عضوض‪ ,‬يعض الوسر ما ف يده حذار النفاق» ث‬
‫تل هذه الَيطة {ومطا أنفقتطم مطن شيطء فهطو يلفطه وهطو خيط الرازقيط}‪.‬‬
‫وقال الا فظ أ بو يعلي الو صلي‪ :‬حدث نا روح بن حا ت‪ ,‬حدث نا هش يم عن الكو ثر بن‬
‫حكيم عن مكحول قال‪ :‬بلغن عن حذيفة رضي ال عنه أنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪« :‬أل إن بعد زمانكم هذا زمان عضوض‪ ,‬يعض الوسر على ما ف يده حذار‬
‫النفاق» قال ال تعال‪{ :‬وما أنفقتم من شيء فهو يلفه وهو خي الرازقي} وف الديث‬
‫«شرار الناس يبايعون كل مضطر أل إن بيع الضطرين حرام‪ ,‬أل إن بيع الضطرين حرام‪,‬‬
‫السلم أخو السلم ليظلمه وليذله إن كان عندك معروف فعد به على أخيك‪ ,‬وإل فل‬
‫تزده هلكا إل هل كه» هذا حد يث غر يب من هذا الو جه‪ ,‬و ف إ سناده ض عف‪ .‬وقال‬
‫سفيان الثوري عن أب يونس السن بن يزيد قال‪ :‬قال ماهد ل يتأولن أحدكم هذه الَية‬
‫{وما أنفقتم من شيء فهو يلفه} إذا كان عند أحدكم ما يقيمه‪ ,‬فليقصد فيه‪ ,‬فإن الرزق‬
‫مقسططططططططططططططططططططططططططططططططططوم‪.‬‬

‫لِئ َكةِ َأهَ ـؤُلَءِ ِإيّاكُ مْ كَانُواْ َي ْعبُدُو نَ * قَالُواْ‬


‫ش ُرهُ مْ َجمِيعا ثُ ّم َيقُولُ ِللْ َم َ‬
‫** َوَيوْ َم يَحْ ُ‬
‫ُسبْحَانَكَ أَن تَ وَلِّينَا مِن دُوِنهِ ْم بَلْ كَانُوْا َيعْبُدُو َن الْجِ نّ أَكْطثَ ُرهُم ِبهِم ّم ْؤمِنُو نَ * فَاْلَيوْ مَ‬

‫‪754‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ب النّا ِر اّلتِي كُنتُم‬
‫ض ّنفْعا وَلَ ضَرّا َوَنقُولُ لِلّذِي َن ظَلَمُواْ ذُوقُواْ عَذَا َ‬
‫ضكُ مْ ِلَبعْ ٍ‬
‫ك َبعْ ُ‬
‫َل يَمْلِ ُ‬
‫بِهَططططططططططططططططا ُتكَ ّذبُونططططططططططططططططَ‬
‫ي ب تعال أ نه يقرع الشرك ي يوم القيا مة على روؤس اللئق‪ ,‬في سأل اللئ كة الذ ين‬
‫كان الشركون يزعمون أنمط يعبدون النداد التط هطي على صطورهم ليقربوهطم إل ال‬
‫زل فى‪ ,‬فيقول للملئ كة {أهؤلء إيا كم كانوا يعبدون} أي أن تم أمر ت هؤلء بعبادت كم‪,‬‬
‫كما قال تعال ف سورة الفرقان {أأنتم أضللتم عبادي هؤلء أم هم ضلوا السبيل} وكما‬
‫يقول لعيسى عليه الصلة والسلم {أأنت قلت للناس اتذون وأمي إِلي من دون ال قال‬
‫سبحانك ما يكون ل أن أقول ما ل يس ل ب ق} وهكذا تقول اللئ كة { سبحانك} أي‬
‫تعاليت وتقدست عن أن يكون م عك إله {أنت ولينا من دون م} أي ن ن عبيدك ونبأ‬
‫إل يك من هؤلء { بل كانوا يعبدون ال ن} يعنون الشياط ي‪ ,‬لن م هم الذ ين زينوا ل م‬
‫عبادة الوثان وأضلوهم {أكثرهم بم مؤمنون} كما قال تبارك وتعال‪{ :‬إن يدعون من‬
‫دو نه إل إناثا وإن يدعون إل شيطانا مريدا لع نه ال} قال ال عز و جل {فاليوم ل يلك‬
‫بعض كم لب عض نفعا‪ ,‬ول ضرا} أي ل ي قع ل كم ن فع م ن كن تم ترجون نف عه اليوم من‬
‫النداد والوثان ال ت ادخر ت عبادت ا لشدائد كم وكرب كم «اليوم ليلكون ل كم نفعا ول‬
‫ضرا» {ونقول للذيطن ظلموا} وهطم الشركون {ذوقوا عذاب النار التط كنتطم باط‬
‫تكذبون} أي يقال لمططططططططططططططططططط ذلك تقريعا وتوبيجا‪.‬‬

‫** َوإِذَا ُتتَْلىَ عََلْيهِ ْم آيَاتُنَا بَّينَاتٍ قَالُوْا مَا هَـذَا إِلّ َرجُ ٌل يُرِيدُ أَن يَصُدّكُ ْم عَمّا كَانَ يَ ْعبُ ُد‬
‫ك ّم ْفتَرًى وَقَا َل الّذِي نَ َكفَرُواْ لِ ْلحَ قّ لَمّا جَآ َءهُ مْ إِ ْن هَـذَآ‬ ‫آبَآؤُكُ ْم وَقَالُوْا مَا هَـذَآ إِلّ إِفْ ٌ‬
‫ك مّن نّذِيرٍ *‬ ‫إِلّ ِسحْ ٌر ّمبِيٌ * وَمَآ آَتْينَاهُ ْم مّ نْ ُكتُ بٍ يَ ْدرُ سُوَنهَا وَمَآ أَرْ سَ ْلنَا إِلَْيهِ مْ َقبْلَ َ‬
‫ب الّذِي َن مِن قَبِلهِ ْم وَمَا بََلغُوْا ِمعْشَارَ مَآ آَتيْنَاهُ مْ َفكَ ّذبُواْ رُ سُلِي َف َكيْ فَ كَا َن َنكِيِ‬ ‫وَكَذّ َ‬
‫يب ال عن الكفار أنم يستحقون منه العقوبة والليم من العذاب‪ ,‬لنم كانوا إذا تتلى‬
‫عليهم آياته بينات يسمعونا غضة طرية من لسان رسوله صلى ال عليه وسلم {قالوا ما‬
‫هذا إل رجل يريد أن يصدكم عما كان يعبد آباؤكم} يعنون أن دين آبائهم هو الق‪,‬‬
‫وأن ما جاءهم به الرسول عندهم باطل‪ ,‬عليهم وعلى آبائهم لعائن ال تعال‪{ :‬وقالوا ما‬

‫‪755‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫هذا إل إفك مفترى} يعنون القرآن {وقال الذين كفروا للحق لا جاءهم إن هذا إل سحر‬
‫مبي} قال ال تعال‪{ :‬وما آتيناهم من كتب يدرسونا وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير}‬
‫أي ما أنزل ال على العرب من كتاب قبل القرآن وما أرسل إليهم نبيا قبل ممد صلى ال‬
‫عليطه وسطلم وقطد كانوا يودون ذلك ويقولون‪ :‬لو جاءنطا نذيطر أو أنزل عليناكتاب لكنطا‬
‫أهدى مططن غينططا‪ ,‬فلمططا منططّ ال عليهططم بذلك كذبوه وجحدوه وعاندوه‪.‬‬
‫ث قال تعال‪{ :‬وكذب الذين من قبلهم} أي من المم {وما بلغوا معشار ماآتيناهم}‬
‫قال ابن عباس رضي ال عنهما‪ :‬أي من القوة ف الدنيا‪ .‬وكذلك قال قتادة والسدي وابن‬
‫ز يد‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬ول قد مكنا هم في ما إن مكنا كم ف يه وجعل نا ل م سعا وأب صارا‬
‫وأفئدة فما أغن عنهم سعهم ول أبصارهم ول أفئدتم من شيء إذ كانوا يحدون بآيات‬
‫ال وحاق بم ما كانوا به يستهزئون} {أفلم يسيوا ف الرض فينظروا كيف كان عاقبة‬
‫الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة} أي وما دفع ذلك عنهم عذاب ال ول رده‪,‬‬
‫بل د مر ال علي هم لاكذبوا ر سله‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬فكذبوا ر سلي فك يف كان نك ي} أي‬
‫فكيطططططف كان عقابططططط ونكال وانتصطططططاري لرسطططططلي‪.‬‬

‫** ُقلْ ِإنّمَآ َأعِ ُظكُ ْم ِبوَاحِ َدةٍ أَن َتقُومُواْ ِللّ ِه َمْثنَ َى وَفُرَادَىَ ثُ ّم َتَتفَكّرُوْا مَا بِصَا ِحبِكُ ْم مّن ِجّن ٍة‬
‫ط شَدِيدٍ‬‫ط عَذَابططط ٍ‬ ‫ط يَدَيططط ْ‬ ‫ط َبيْنططط َ‬ ‫ط ُهوَ إِلّ نَذِيرٌ ّلكُمططط ْ‬ ‫إِنططط ْ‬
‫يقول تبارك وتعال‪ :‬قل يا م مد لؤلء الكافر ين الزاعم ي أ نك منون {إن ا أعظ كم‬
‫بواحدة} أي إناآمركطم بواحدة وهطي {أن تقوموا ل مثنط وفرادى ثط تتفكروا مطا‬
‫ب صاحبكم من ج نة} أي تقوموا قياما خال صا ل عز و جل من غ ي هوى ول ع صبية‪,‬‬
‫في سأل بعض كم بعضا هل بح مد من جنون‪ .‬فين صح بعض كم بعضا { ث تتفكروا} أي‬
‫ينظر الرجل لنفسه ف أمر ممد صلى ال عليه وسلم ويسأل غيه من الناس عن شأنه إن‬
‫أشكل عليه‪ ,‬ويتفكر ف ذلك‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬أن تقوموا ل مثن وفرادى ث تتفكروا ما‬
‫بصاحبكم من جنة} هذا معن ما ذكره ماهد وممد بن كعب والسدي وقتاده وغيهم‪,‬‬
‫وهذا هطططططططططو الراد مطططططططططن الَيطططططططططة‪.‬‬

‫‪756‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فأما الديث الذي رواه ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا هشام بن عمار‪ ,‬حدثنا صدقة‬
‫بن خالد‪ ,‬حدثنا عثمان بن أب العاتكة عن علي بن زيد عن القاسم عن أب أمامة رضي‬
‫ال ع نه قال‪ :‬إن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم كان يقول‪« :‬أعط يت ثلثا ل يعط هن‬
‫أحطد قبلي ول فخطر‪ :‬أحلت ل الغنائم ول تلط لنط قبلي‪ ,‬كانوا قبلي يمعون غنائمهطم‬
‫فيحرقونا‪ ,‬وبعثت إل كل أحر وأسود‪ ,‬وكان كل نب يبعث إل قومه خاصة‪ ,‬وجعلت‬
‫ل الرض م سجدا وطهورا أتي مم بال صعيد وأ صلي في ها ح يث أدركت ن ال صلة‪ ,‬قال ال‬
‫تعال‪{ :‬أن تقوموا ل مث ن وفراد} وأع نت بالر عب م سية ش هر ب ي يدي» ف هو حد يث‬
‫ضعيف السناد‪ ,‬وتفسي الَية بالقيام ف الصلة ف جاعة وفرادى بعيد‪ ,‬ولعله مقحم ف‬
‫الديطث مطن بعطض الرواة‪ ,‬فإن أصطله ثابطت فط الصطحاح وغيهطا‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬إن هو إل نذير لكم بي يدي عذاب شديد} قال البخاري عندها‪ :‬حدثنا‬
‫علي بن عبد ال‪ ,‬حدثنا ممد بن خازم حدثنا العمش عن عمرو بن مرة عن سعيد بن‬
‫جبي‪ ,‬عن ابن عباس رضي ال عنهما أنه قال‪ :‬صعد النب صلى ال عليه وسلم الصفا ذات‬
‫يوم فقال‪« :‬يا صباحاه» فاجتمعت إليه قريش‪ ,‬فقالوا‪ :‬مالك ؟ فقال‪« :‬أرأيتم لو أخبتكم‬
‫أن العدو يصبحكم أو يسيكم أما كنتم تصدقون» قالوا‪ :‬بلى‪ ,‬قال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫«فإن نذير لكم بي يدي عذاب شديد» فقال أبو لب‪ :‬تبا لك ألذا جعتنا‪ .‬فأنزل ال عز‬
‫وجل {تبت يدا أب لب وتب} وقد تقدم عند قوله تعال‪{ :‬وأنذر عشيتك القربي}‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو نعيم‪ .‬حدثنا بشي بن الهاجر‪ ,‬حدثن عبد ال بن بريدة عن‬
‫أب يه ر ضي ال ع نه قال‪ :‬خرج إلي نا ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يوما فنادى ثلث‬
‫مرات‪ ,‬فقال‪« :‬أي ها الناس أتدرون ما مثلي ومثل كم ؟» قالوا‪ :‬ال تعال ور سوله أعلم قال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪« :‬إنا مثلي ومثلكم مثل قوم خافوا عدوا يأتيهم‪ ,‬فبعثوا رجلً يتراءى‬
‫ل م فبين ما هو كذلك أب صر العدو‪ ,‬فأق بل لينذر هم وخ شي أن يدر كه العدو ق بل أن ينذر‬
‫قومه‪ ,‬فأهوى بثوبه‪ ,‬أيها الناس أوتيتم أيها الناس أوتيتم» ثلث مرات‪ ,‬وبذا السناد قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬بعثت أنا والساعة جيعا إن كادت لتسبقن» تفرد به‬
‫المام أحدطططططططططط فطططططططططط مسططططططططططنده‪.‬‬

‫‪757‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫** ُق ْل مَا سَأَْلُتكُم مّن أَجْرٍ َف ُهوَ َلكُ مْ إِ نْ أَ ْجرِ يَ إِ ّل عَلَى اللّ ِه َو ُه َو عََلىَ كُ ّل َشيْ ٍء َشهِيدٍ *‬
‫ف بِالْحَ ّق َعلّ ُم الْ ُغيُو بِ * قُلْ جَآ َء الْحَ ّق َومَا ُيبْدِىءُ الْبَاطِ ُل َومَا ُيعِيدُ *‬ ‫قُلْ إِ نّ رَبّي َيقْذِ ُ‬
‫ضلَلْ تُ َفِإنّمَآ أَضِ ّل عََل َى َنفْ سِي َوإِ نِ ا ْهتَ َديْ تُ َفبِمَا يُوحِي إِلَ يّ َربّي ِإنّ هُ سَمِيعٌ َقرِي بٌ‬
‫قُلْ إِن َ‬
‫يقول تعال آمرا رسوله صلى ال عليه وسلم أن يقول للمشركي {ما سألتكم من أجر‬
‫فهو لكم} أي ل أريد منكم جعلً ول عطاء على أداء رسالة ال عز وجل إليكم ونصحي‬
‫إياكم وأمركم بعبادة ال {إن أجري إل على ال} أي إنا أطلب ثواب ذلك من عند ال‬
‫{وهو على كل شيء شهيد} أي عال بميع المور با أنا عليه من إخباري عنه بإرساله‬
‫إياي إليكطططططططم ومطططططططا أنتطططططططم عليطططططططه‪.‬‬
‫وقوله عز وجل‪{ :‬قل إن رب يقذف بالق علم الغيوب} كقوله تعال‪{ :‬يلقي الروح‬
‫مطن أمره على مطن يشاء مطن عباده} أي يرسطل اللك إل مطن يشاء مطن عباده مطن أهطل‬
‫الرض‪ ,‬وهو علم الغيوب فل تفى عليه خافية ف السموات ول ف الرض‪ .‬وقوله تبارك‬
‫وتعال‪ { :‬قل جاء ال ق و ما يبدىء البا طل و ما يع يد} أي‪ :‬جاء ال ق من ال والشرع‬
‫العظ يم‪ ,‬وذ هب البا طل وز هق واضم حل‪ ,‬كقوله تعال‪ { :‬بل نقذف بال ق على البا طل‬
‫فيدمغه فإذا هو زاهق} ولذا لا دخل رسول ال صلى ال عليه وسلم السجد الرام يوم‬
‫الفتح‪ ,‬ووجد تلك الصنام منصوبة حول الكعبة جعل يطعن الصنم منها بسية قوسه ويقرأ‬
‫{وقل جاء الق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا} {قل جاء الق وما يبدىء الباطل‬
‫و ما يع يد} رواه البخاري وم سلم والترمذي والن سائي وحده ع ند هذه الَ ية‪ ,‬كل هم من‬
‫حديث الثوري عن ابن أب نيح عن ماهد عن أب معمر عبد ال بن سخبة‪ ,‬عن ابن‬
‫مسطعود رضطي ال عنطه بطه‪ ,‬أي ل يبطق للباططل مقالة ول رياسطة ول كلمطة وزعطم قتاده‬
‫والسطدي أن الراد بالباططل ههنطا إبليطس‪ ,‬أي أنطه ل يلق أحدا ول يعيده ول يقدر على‬
‫ذلك‪ ,‬وهذا وإن كان حقا ولكطططن ليطططس هطططو الراد ههنطططا‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله تبارك وتعال‪{ :‬قل إن ضللت فإناأضل على نفسي وإن اهتديت فبما يوحي إل‬
‫ر ب} أي ال ي كله من ع ند ال‪ ,‬وفي ما أنزل ال عز و جل من الو حي وال ق ال بي ف يه‬
‫الدى والبيان والرشاد‪ ,‬ومن ضل فإنا يضل من تلقاء نفسه‪ ,‬كما قال عبد ال بن مسعود‬
‫رضي ال عنه لا سئل عن تلك السألة ف الفوضة أقول فيها برأيي‪ ,‬فإن يكن صوابا فمن‬

‫‪758‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال‪ ,‬وإن يكن خطأ فمن ومن الشيطان وال ورسوله بريئان منه‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬إنه سيع‬
‫قريب} أي سيع لقوال عباده قريب ييب دعوة الداعي إذا دعاه‪ ,‬وقد روى النسائي هنا‬
‫حديث أب موسى ف الصحيحي «إنكم لتدعون أصم ول غائبا‪ ,‬إنا تدعون سيعا قريبا‬
‫ميبا»‪.‬‬

‫ت َوأُخِذُوْا مِن ّمكَا نٍ قَرِي بٍ * وَقَاُل َواْ آ َمنّا بِ ِه َوأَّنىَ َلهُ ُم‬‫** وََل ْو تَرَىَ ِإذْ فَ ِزعُواْ َفلَ َفوْ َ‬
‫ب مِن ّمكَا نٍ َبعِيدٍ *‬ ‫الّتنَاوُ شُ مِن ّمكَا نِ َبعِيدٍ * وَقَدْ كَطفَرُواْ بِ ِه مِن قَطبْ ُل َوَيقْذِفُو نَ بِاْل َغيْ ِ‬
‫وَحِي َل َبيَْنهُ ْم َوَبيْ َن مَا يَشَْتهُو نَ كَمَا ُفعِلَ بَِأ ْشيَاعِهِم مّن َقبْلُ ِإّنهُ مْ كَانُواْ فِي شَ كّ ّمرِي بِ‬

‫يقول تبارك وتعال‪ :‬ولو ترى يا م مد إذ فزع هؤلء الكذبون يوم القيا مة‪ ,‬فل فوت أي‬
‫فل مفر لم ول وزر لم ول ملجأ {وأخذوا من مكان قريب} أي ل يكنوا أن يعنوا ف‬
‫الرب بل أخذوا من أول وهلة‪ .‬قال ال سن الب صري‪ :‬ح ي خرجوا من قبور هم‪ .‬وقال‬
‫ماهطد وعطيطة العوفط وقتاده‪ :‬مطن تتط أقدامهطم‪ .‬وعطن ابطن عباس رضطي ال عنهمطا‬
‫والضحاك‪ :‬يعنط عذابمط فط الدنيطا‪ .‬وقال عبطد الرحنط بطن زيطد‪ :‬يعنط قتلهطم يوم بدر‪,‬‬
‫وال صحيح أن الراد بذلك يوم القيا مة‪ ,‬و هو الطا مة العظ مى‪ ,‬وإِن كان ما ذ كر مت صلً‬
‫بذلك‪ ,‬وح كى ا بن جر ير عن بعض هم قال‪ :‬إن الراد بذلك ج يش ي سف ب م ب ي م كة‬
‫والدينة ف أيام بن العباس رضي ال عنهم‪ .‬ث أورد ف ذلك حديثا موضوعا بالكلية‪ ,‬ث ل‬
‫ينبه على ذلك‪ ,‬وهذا أمر عجيب غريب منه {وقالوا آمنا به} أي يوم القيامة يقولون آمنا‬
‫بال وملئكته وكتبه ورسله كما قال تعال‪{ :‬ولو ترى إذ الجرمون ناكسو رؤوسهم عند‬
‫رب م رب نا أب صرنا و سعنا فارجع نا نع مل صالا إ نا موقنون} ولذا قال تعال‪{ :‬وأ ن ل م‬
‫التناوش من مكان بع يد} أي وك يف ل م تعا طي اليان و قد بعدوا عن م ل قبوله من هم‪,‬‬
‫و صاروا إل الدار الخرة و هي دار الزاء ل دار البتلء‪ ,‬فلو كانوا آمنوا ف الدن يا لكان‬
‫ذلك نافع هم ول كن ب عد م صيهم إل الدار الخرة ل سبيل ل م إل قبول اليان‪ ,‬ك ما ل‬
‫طططد‪.‬‬ ‫طططن بعيط‬ ‫ططط يتناوله مط‬ ‫طططء لنط‬ ‫طططول الشيط‬ ‫طططبيل إل حصط‬ ‫سط‬

‫‪759‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال ماهطد {وأنط لمط التناوش} قال‪ :‬التناول لذلك‪ .‬وقال الزهري‪ :‬التناوش تناولمط‬
‫اليان و هم ف الَخرة و قد انقط عت عن هم الدن يا‪ ,‬وقال ال سن الب صري‪ :‬أ ما إن م طلبوا‬
‫المر من حيث ل ينال تعاطوا اليان من مكان بعيد‪ .‬وقال ابن عباس رضي ال عنهما‪:‬‬
‫طلبوا الرجعة إل الدنيا والتوبة ما هم فيه وليس بي رجعة ول توبة‪ ,‬وكذا قال ممد بن‬
‫كعطططططططططب القرظطططططططططي رحهططططططططط ال‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬و قد كفروا به من ق بل} أي ك يف ي صل ل م اليان ف الَخرة و قد‬
‫كفروا بالق ف الدنيا وكذبوا الرسل {ويقذفون بالغيب من مكان بعيد} قال مالك عن‬
‫ز يد بن أ سلم {ويقذفون بالغ يب} قال‪ :‬بال ظن‪ ,‬قلت‪ :‬ك ما قال تعال‪{ :‬رجا بالغ يب}‬
‫فتارة يقولون شا عر‪ ,‬وتارة يقولون كا هن‪ ,‬وتارة يقولون ساحر‪ ,‬وتارة يقولون منون إل‬
‫غي ذلك من القوال الباطلة‪ ,‬ويكذبون بالبعث والنشور والعاد {ويقولون إن نظن إل ظنا‬
‫ومطا ننط بسطتيقني} قال قتادة وماهطد‪ :‬يرجون بالظطن ل بعطث ول جنطة ولنار‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وحيل بينهم وبي ما يشتهون} قال السن البصري والضحاك وغيها‪:‬‬
‫يعن اليان وقال السدي {وحيل بينهم وبي ما يشتهون} وهي التوبة‪ ,‬وهذا اختيار ابن‬
‫جر ير رح ه ال‪ .‬وقال ما هد {وح يل بين هم وب ي مايشتهون} من هذه الدن يا من مال‬
‫وزهرة وأهل‪ ,‬وروي نوه عن ابن عمر وابن عباس والربيع بن أنس رضي ال عنهم‪ ,‬وهو‬
‫قول البخاري وجا عه‪ ,‬وال صحيح أ نه ل منافاة ب ي القول ي‪ ,‬فإ نه قد ح يل بين هم وب ي‬
‫شهواتمططط فططط الدنياوبيططط مطططا طلبوه فططط الخرة فمنعوا منطططه‪.‬‬
‫وقد ذكر ابن أب حات ههنا أثرا غريبا عجيبا جدا فنذكره بطوله‪ ,‬فإنه قال‪ :‬حدثنا ممد‬
‫بن يي حدثنا بشر بن حجر السامي‪ ,‬حدثنا علي بن منصور النباري عن الشرقي بن‬
‫قطامي عن سعد بن طريف عن عكرمة عن ابن عباس رضي ال عنهما ف قول ال عز‬
‫وجل‪{ :‬وحيل بينهم وبي ما يشتهون} إل آخر الَية‪ ,‬قال‪ :‬كان رجل من بن إسرائيل‬
‫فاتا أي فتح ال تعال له مالً‪ ,‬فمات فورثه ابن له تافه أي فاسد‪ ,‬فكان يعمل ف مال ال‬
‫تعال بعاصي ال تعال عز وجل‪ ,‬فلما رأى ذلك أخوات أبيه‪ ,‬أتوا الفت فعذلوه ولموه‪,‬‬
‫فض جر الف ت فباع عقاره ب صامت‪ ,‬ث ر حل فأ تى عينا ثجا جة ف سرح في ها ماله وابت ن‬
‫قصطرا‪ ,‬فبينمطا هطو ذات يوم جالس إذ حلت عليطه ريطح بامرأة مطن أحسطن الناس وجها‬

‫‪760‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وأطيبهم أرجا‪ ,‬أي ريا‪ ,‬فقالت‪ :‬من أنت يا عبد ال ؟ فقال‪ :‬أنا امرؤ من بن إسرائيل‪,‬‬
‫قالت‪ :‬فلك هذا الق صر وهذا الال ؟ فقال‪ :‬ن عم‪ .‬قالت‪ :‬ف هل لك من زو جة ؟ قال‪ :‬ل‪.‬‬
‫قالت‪ :‬فكيف يهنيك العيش ول زوجة لك ؟ قال‪ :‬قد كان ذاك‪ ,‬قال‪ :‬فهل لك من بعل ؟‬
‫قالت‪ :‬ل‪ ,‬قال‪ :‬ف هل لك إل أن أتزو جك ؟ قالت‪ :‬إ ن امرأة م نك على م سية م يل‪ ,‬فإذا‬
‫كان ال غد فتزود زاد يوم وائت ن‪ ,‬وإِن رأ يت ف طري قك هولً فل يهول نك‪ ,‬فل ما كان من‬
‫ال غد تزود زاد يوم وانطلق‪ ,‬فانت هى إل ق صر فقرع رتا جه‪ ,‬فخرج إل يه شاب من أح سن‬
‫الناس وجها وأطيبهم أرجا‪ ,‬أي ريا‪ ,‬فقال‪ :‬من أنت يا عبد ال ؟ فقال‪ :‬أنا السرائيلي‪,‬‬
‫قال‪ :‬فما حاجتك ؟ قال‪ :‬دعتن صاحبة القصر إل نفسها‪ ,‬قال‪ :‬صدقت‪ ,‬قال‪ :‬فهل رأيت‬
‫ف الطريق هولً ؟ قال‪ :‬نعم ولول أنا أخبتن أن لبأس علي لالن الذي رأيت‪ ,‬قال‪ :‬ما‬
‫رأيت ؟ قال‪ :‬أقبلت حت إذا انفرج ب السبيل إذا أنا بكلبة فاتة فاها‪ ,‬ففزعت فوثبت فإذا‬
‫أ نا من ورائ ها‪ ,‬وإذا جراؤ ها ينب حن من بطن ها‪ ,‬فقال له الشاب‪ :‬ل ست تدرك هذا‪ ,‬هذا‬
‫يكون ف آ خر الزمان يقا عد الغلم الشي خة ف مل سهم وي سرهم حدي ثه‪ ,‬قال‪ :‬ث أقبلت‬
‫ح ت إذا انفرج ب ال سبيل إذا أ نا بائة ع ن حفّل‪ ,‬وإذا في ها جدي ي صها‪ ,‬فإذا أ تى علي ها‬
‫وظن أنه ل يترك شيئا فتح فاه يلتمس الزيادة‪ ,‬فقال‪ :‬لست تدرك هذا‪ ,‬هذا يكون ف آخر‬
‫الزمان ملك يمطع صطامت الناس كلهطم حتط إذا ظطن أنطه ل يترك شيئا فتطح فاه يلتمطس‬
‫الزيادة‪ ,‬قال‪ :‬ث أقبلت حت إذا انفرج ب السبيل إذا أنا بشجر فأعجبن غصن من شجرة‬
‫منها ناضرة‪ ,‬فأردت قطعه فنادتن شجرة أخرى‪ :‬يا عبد ال منا فخذ حت نادان الشجر‬
‫أجع يا عبد ال من فخذ‪ ,‬فقال‪ :‬لست تدرك هذا‪ ,‬هذا يكون ف آخر الزمان يقل الرجال‬
‫ويكثر النساء حت أن الرجل ليخطب الرأة فتدعوه العشر والعشرون إل أنفسهن‪ ,‬قال‪ :‬ث‬
‫أقبلت حت إذا انفرج ب السبيل‪ ,‬فإذا أنا برجل قائم على عي يغرف لكل إنسان من الاء‪,‬‬
‫فإذا تصدعوا عنه صب ف جرته فلم تعلق جرته من الاء بشيء‪ ,‬فال‪ :‬لست تدرك هذا‪,‬‬
‫هذا يكون ف آ خر الزمان القاص يعلم الناس العلم ث يالف هم إل معا صي ال تعال‪ ,‬قال‪:‬‬
‫ث أقبلت حت إذا انفرج ب السبيل إذا أنا بعن وإذا بقوم قد أخذوا بقوائمها‪ ,‬وإذا رجل قد‬
‫أخذ بقرنيها‪ ,‬وإذا رجل قد أخذ بذنبها‪ ,‬وإذا راكب قد ركبها‪ ,‬وإذا رجل يتلبها‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫أ ما الع ن ف هي الدن يا‪ ,‬والذ ين أخذوا بقوائم ها يت ساقطون من عيش ها‪ ,‬وأ ما الذي أ خذ‬

‫‪761‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بقرنيها فهو يعال من عيشها ضيقا‪ ,‬وأ ما الذي أ خذ بدنب ها ف قد أدبرت ع نه‪ ,‬وأ ما الذي‬
‫ركبها فقد تركها‪ ,‬وأما الذي يلبها فبخ بخ ذهب ذلك با‪ ,‬قال‪ :‬ث أقبلت حت إذا انفرج‬
‫ب ال سبيل إذا أ نا بر جل ي تح على قل يب كل ما أخرج دلوه صبه ف الوض فان ساب الاء‬
‫راجعا إل القليب‪ ,‬قال‪ :‬هذا رجل رد ال عليه صال عمله فلم يقبله‪ ,‬قال‪ :‬ث أقبلت حت‬
‫إذا انفرج ب السبيل إذا أنا برجل يبذر بذرا فيستحصد فإذا حنطة طيبة‪ ,‬قال‪ :‬هذا رجل‬
‫ق بل ال صال عمله وأزكاه له‪ .‬قال‪ :‬ث أقبلت ح ت إذا انفرج ب ال سبيل إذا أ نا بر جل‬
‫م ستلق على قفاه‪ ,‬قال‪ :‬يا ع بد ال ادن م ن ف خذ بيدي وأقعد ن‪ ,‬فوال ما قعدت م نذ‬
‫خلق ن ال تعال‪ ,‬فأخذت بيده‪ ,‬فقام ي سعى ح ت ما أراه‪ ,‬فقال له الف ت هذاع مر الب عد‬
‫ن فد‪ ,‬أ نا ملك الوت‪ ,‬وأ نا الرأة ال ت أت تك أمر ن ال تعال بق بض روح الب عد ف هذا‬
‫الكان‪ ,‬ثط أصطيه إل نار جهنطم‪ ,‬قال‪ :‬ففيطه نزلت هذه الَيطة {وحيطل بينهطم وبيط‬
‫مايشتهون} الَية‪ ,‬هذا أثر غريب وف صحته نظر‪ ,‬وتنيل الَية عليه وف حقه بعن أن‬
‫الكفار كلهطم يتوفون وأرواحهطم متعلقطة بالياة الدنيطا‪ ,‬كمطا جرى لذا الغرور الفتون‪,‬‬
‫ذهطب يطلب مراده فجاءه ملك الوت فجأة بغتطة وحيطل بينطه وبيط مطا يشتهطي‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬كمطا فعطل بأشياعهطم مطن قبطل} أي كمطا جرى للمطم الاضيطة الكذبطة‬
‫بالرسل لا جاءهم بأس ال تنوا أن لو آمنوا فلم يقبل منهم {فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بال‬
‫وحده وكفرنا با كنا به مشركي فلم يك ينفعهم إيانم لا رأوا بأسنا سنة ال الت قد‬
‫خلت فط عباده وخسطر هنالك الكافرون}‪ .‬وقوله تبارك وتعال‪{ :‬إنمط كانوا فط شطك‬
‫مريب} أي كانوا ف الدنيا ف شك ريبة‪ ,‬فلهذا ل يتقبل منهم اليان عند معاينة العذاب‪,‬‬
‫قال قتاده إياكم والشك والريبة‪ ,‬فإن من مات على شك بعث عليه‪ ,‬ومن مات على يقي‬
‫بعطث عليطه‪ .‬آخطر تفسطي سطورة سطبأ وال سطبحانه وتعال الوفطق للصطواب‪.‬‬

‫سططططططططططططططططططورة فاطططططططططططططططططططر‬
‫ططططططططططططططططة‬ ‫ططططططططططططططططي مكيط‬ ‫وهط‬
‫بِسطططططططْمِ اللّهطططططططِ الرّحْمـطططططططنِ الرّحِيمطططططططِ‬

‫‪762‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫ح ٍة ّمثَْنىَ َوثُلَ َ‬
‫ث‬ ‫ت وَالرْ ضِ جَاعِ ِل الْ َملَِئ َكةِ رُ ُسلً ُأوْلِ يَ أَ ْجنِ َ‬
‫حمْدُ للّ هِ فَاطِ ِر ال سّمَاوَا ِ‬
‫** الْ َ‬
‫ط عََلىَ كُ ّل َشيْءٍ َقدِيرٌ‬ ‫خلْق ططِ مَططا يَشَآءُ إِن ططّ اللّه ط َ‬ ‫ط يَزِيدُ فِططي الْ َ‬ ‫وَ ُربَاع ط َ‬
‫قال سفيان الثوري عن إبراهيم بن مهاجر عن ماهد عن ابن عباس رضي ال عنهما‪,‬‬
‫قال‪ :‬كنت ل أدري ما فاطر السموات والرض حت أتان أعربيان يتصمان ف بئر‪ ,‬فقال‬
‫أحده ا ل صاحبه‪ :‬أ نا فطرت ا أي بدأت ا‪ .‬وقال ا بن عباس ر ضي ال عنه ما أيضا {فا طر‬
‫ال سموات والرض} أي بد يع ال سموات والرض‪ .‬وقال الضحاك‪ :‬كل ش يء ف القرآن‬
‫فا طر ال سموات والرض‪ ,‬ف هو خالق ال سموات والرض‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬جا عل اللئ كة‬
‫ر سلً} أي بي نه وب ي أ نبيائه {أول أجن حة} أي يطيون ب ا ليبلغوا ما أمروا به سريعا‬
‫{مثن وثلث ورباع} أي منهم من له جناحان‪ ,‬ومنهم من له ثلثة‪ ,‬ومنهم من له أربعة‪,‬‬
‫ومن هم من له أك ثر من ذلك‪ ,‬ك ما جاء ف الد يث أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫رأى جبيل عليه السلم ليلة السراء وله ستمائة جناح‪ ,‬بي كل جناحي كما بي الشرق‬
‫والغرب‪ ,‬ولذا قال جل وعل‪{ :‬يزيد ف اللق ما يشاء إن ال على كل شيء قدير} قال‬
‫ال سدي‪ :‬يز يد ف الجن حة وخلق هم ما يشاء وقال الزهري وا بن جر يج ف قوله تعال‪:‬‬
‫{يزيد ف اللق ما يشاء} يعن حسنالصوت‪ ,‬رواه عن الزهري البخاري ف الدب‪ ,‬وابن‬
‫أبط حاتط فط تفسطيه‪ ,‬وقرىء فط الشاذ {يزيطد فط اللق} بالاء الهلة‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫ل مُرْسِلَ لَ ُه مِن َبعْدِ ِه َو ُهوَ‬


‫ل مُمْسِكَ َلهَا َومَا يُمْ سِكْ َف َ‬
‫س مِن رّحْ َمةٍ َف َ‬
‫** مّا َيفْتَحِ اللّ هُ لِلنّا ِ‬
‫حكِيمطططططططططططططططططططططططططططططططُ‬ ‫الْعَزِي ُز الْ َ‬
‫يب تعال أنه ما شاء كان‪ ,‬وما ل يشأ ل يكن‪ ,‬وأنه ل مانع لا أعطى ول معطي ول‬
‫م نع‪ .‬قال المام أح د‪ :‬حدثنا علي بن عا صم‪ ,‬حدث نا مغية‪ ,‬أخب نا عا مر عن وراد مول‬
‫الغية بن شعبة قال‪ :‬إن معاوية كتب إل الغية بن شعبة اكتب ل با سعت من رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فدعان الغية فكتبت إليه‪ :‬إن سعت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسطلم يقول إذا انصطرف مطن الصطلة «ل إله إل ال وحده ل شريطك له‪ ,‬له اللك وله‬
‫المد‪ ,‬وهو على كل شيء قدير‪ ,‬اللهم ل مانع لا أعطيت ول معطي لا منعت ول ينفع‬

‫‪763‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ذا الد منك الد» وسعته ينهى عن قيل وقال‪ :‬وكثرة السؤالن وإضاعة الال‪ ,‬وعن وأد‬
‫البنات‪ ,‬وعقوق المهات‪ ,‬ومنطع وهات‪ ,‬وأخرجاه مطن طرق عطن ورّاد بطه‪ .‬وثبطت فط‬
‫صحيح م سلم عن أ ب سعيد الدري ر ضي ال ع نه قال‪ :‬إن ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫و سلم كان إذا ر فع رأ سه من الركوع يقول‪ « :‬سع ال ل ن حده‪ ,‬الل هم رب نا لك ال مد‬
‫ملء السماء والرض‪ ,‬وملء ما شئت من شيء بعد‪ ,‬اللهم أهل الثناء والجد‪ ,‬أحق ما قال‬
‫العبد وكلنا لك عبد‪ ,‬اللهم ل مانع لا أعطيت ول معطي لا منعت‪ ,‬ول ينفع ذا الد منك‬
‫الد» وهذه الَية كقوله تبارك وتعال‪{ :‬وإن يسسك ال بضر فل كاشف له إل هو وإن‬
‫يردك ب ي فل راد لفضله} ول ا نظائر كثية‪ .‬وقال المام مالك رح ة ال عل يه‪ :‬كان أ بو‬
‫هريرة رضي ال عنه إذا مطروا يقول‪ :‬مطرنا بنوء الفتح‪ ,‬ث يقرأ هذه الَية {ما يفتح ال‬
‫للناس من رح ة فل م سك ل ا و ما ي سك فل مر سل له من بعده و هو العز يز الك يم}‬
‫ورواه ابططن أبطط حاتطط عططن يونططس عططن ابططن وهططب عنططه‪.‬‬

‫** َيَأيّهَا النّا سُ اذْكُرُواْ ِنعْ َمةَ اللّ ِه عََلْيكُ ْم هَ ْل مِ نْ خَالِ قٍ غَيْرُ اللّ ِه َيرْزُُقكُ ْم مّ َن ال سّمَآ ِء‬
‫وَالرْضطططططططِ لَ إِلَـطططططططهَ إِلّ هُوَ َفَأنّ َى ُتؤَْفكُونطططططططَ‬
‫ينبطه تعال عباده ويرشدهطم إل السطتدلل على توحيده فط إفراد العبادة له كمطا أنطه‬
‫السطتقل باللق والرزق‪ ,‬فكذلك فليفرد بالعبادة ول يشرك بطه غيه مطن الصطنام والنداد‬
‫والوثان‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ل إله إل هطو فأنط تؤفكون} أي فكيطف تؤفكون بعطد هذا‬
‫البيان‪ ,‬ووضوح هذا البهان‪ ,‬وأنتططم بعططد هذا تعبدون النداد والوثان‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫ك َوإِلَى اللّ ِه تُرْجَ ُع ا ُلمُورُ * َيأَّيهَا النّا سُ إِ ّن‬‫** َوإِن ُيكَ ّذبُو كَ َفقَدْ كُ ّذبَ تْ رُ سُ ٌل مّن َقبْلِ َ‬
‫حيَاةُ ال ّدْنيَا وَ َل َيغُ ّرّنكُ ْم بِاللّ ِه اْلغَرُورُ * إِ نّ الشّيْطَا نَ َلكُ مْ عَ ُدوّ‬
‫ل َتغُ ّرّنكُ ُم الْ َ‬
‫َوعْدَ اللّ هِ حَ قّ َف َ‬
‫طعِيِ‬ ‫ط عَ ُدوّا إِنّمَططا يَدْعُططو ِح ْزبَهططُ ِليَكُونُوْا مِنططْ أَصططْحَابِ السط ّ‬ ‫فَاتّخِذُوهط ُ‬
‫ويقول تبارك وتعال‪ :‬وإِن يكذبوك يا ممد هؤلء الشركون بال ويالفوك فيما جئتهم‬
‫به من التوح يد‪ ,‬فلك في من سلف قبلك من الر سل أ سوة‪ ,‬فإن م كذلك جاؤوا قوم هم‬

‫‪764‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بالبينات وأمروهم بالتوحيد فكذبوهم وخالفوهم {وإل ال ترجع المور} أي وسنجزيهم‬
‫على ذلك أو فر الزاء ث قال تعال‪ { :‬يا أي ها الناس إن و عد ال حق} أي العاد كائن ل‬
‫مالة {فل تغرنكم الياة الدنيا} أي العيشة الدنيئة بالنسبة إل ما أعد ال لوليائه وأتباع‬
‫ر سله من ال ي العظ يم‪ ,‬فل تتلهوا عن ذلك البا قي بذه الزهرة الفان ية {ول يغرن كم بال‬
‫الغرور} وهطو الشيطان قاله ابطن عباس رضطي ال عنهمطا‪ ,‬أي ل يفتننكطم الشيطان‬
‫ويصطرفنكم عطن اتباع رسطل ال وتصطديق كلماتطه‪ ,‬فإنطه غرار كذاب أفاك‪ ,‬وهذه الَيطة‬
‫كالَية الت ف آخر لقمان {فل تغرنكم الياة الدنيا ول يغرنكم بال الغرور} وقال مالك‬
‫عن ز يد بن أ سلم هو الشيطان‪ ,‬ك ما قال الؤمنون للمنافق ي يوم القيا مة ح ي يضرب‬
‫{بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحة وظاهره من قبله العذاب ينادونم أل نكن معكم‬
‫قالوا بلى ولكن كم فتن تم أنف سكم وترب صتم وارتب تم وغرت كم الما ن ح ت جاء أ مر ال‬
‫وغركطططططططططططططططططططططططططططططم بال الغرور}‬
‫ث ب ي تعال عداوة إبل يس ل بن آدم فقال‪{ :‬إن الشيطان ل كم عدو فاتذوه عدوا} أي‬
‫هو مبارز ل كم بالعداوة فعادوه أن تم أ شد العداوة وخالفوه وكذبوه في ما يغر كم به {إن ا‬
‫يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعي} أي إنا يقصد أن يضلكم حت تدخلوا معه إل‬
‫عذاب السعي‪ ,‬فهذا هو العدو البي نسأل ال القوي العزيز أن يعلنا أعداء الشيطان وأن‬
‫يرزق نا اتباع كتاب ال‪ ,‬والقتفاء بطر يق ر سله‪ ,‬إ نه على ما يشاء قد ير وبالجا بة جد ير‪,‬‬
‫وهذه كقوله تعال‪{ :‬وإذ قل نا للملئ كة ا سجدوا لَدم ف سجدوا إل إبل يس كان من ال ن‬
‫ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دون وهم لكم عدو بئس للظالي بدلً}‪.‬‬

‫ب شَدِي ٌد وَالّذِينَ آ َمنُواْ َوعَمِلُوْا الصّالِحَاتِ َلهُم ّم ْغفِ َرةٌ َوأَ ْجرٌ َكبِيٌ‬
‫** الّذِينَ َكفَرُواْ َلهُ ْم عَذَا ٌ‬
‫* أَفَمَن ُزيّ نَ لَ هُ ُسوَءَ عَ َملِ هِ فَرَآ هُ حَ سَنا فَإِ نّ اللّ َه ُيضِلّ مَن يَشَآ ُء َوَيهْدِي مَن يَشَآءُ َفلَ‬
‫طا يَصططَْنعُونَ‬ ‫ط بِمَط‬ ‫ط عَلِيمط ٌ‬ ‫تَ ْذهَبططْ َنفْسططُكَ عََلْيهِمططْ حَسططَرَاتٍ إِنططّ اللّهط َ‬
‫لا ذكر تعال أن أتباع إبليس مصيهم إل السعي‪ ,‬ذكر بعد ذلك أن الذين كفروا لم‬
‫عذاب شديطد‪ ,‬لنمط أطاعوا الشيطان وعصطوا الرحنط‪ ,‬وأن الذيطن آمنوا بال ورسطله‬
‫{وعملوا الصالات لم مغفرة} أي لا كان منهم من ذنب {وأجر كبي} على ما عملوه‬

‫‪765‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫من خ ي‪ .‬ث قال تعال‪{ :‬أف من ز ين له سوء عمله فرآه ح سنا} يع ن كالكفار والفجار‬
‫يعملون أعمالً سيئة وهم ف ذلك يعتقدون ويسبون أنم يسنون صنعا‪ ,‬أي أفمن كان‬
‫هكذا قد أضله ال ألك ف يه حيلة‪ ,‬لحيلة لك ف يه {فإن ال ي ضل من يشاء ويهدي من‬
‫يشاء} أي بقدره كان ذلك {فل تذهطب نفسطك عليهطم حسطرات} أي ل تأسطف على‬
‫ذلك‪ ,‬فإن ال حك يم ف قدره إن ا ي ضل من ي ضل ويهدي من يهدي‪ ,‬ل ا له ف ذلك من‬
‫الجططة البالغططة والعلم التام‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬إن ال عليططم باطط يصططنعون}‬
‫وقال ابن أب حات عند هذه الَية‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا ممد بن عوف المصي‪ ,‬حدثنا‬
‫م مد بن كث ي عن الوزا عي عن ي ي بن أ ب عمرو ال سيبان أو ربي عة عن ع بد ال بن‬
‫الديل مي قال‪ :‬أت يت ع بد ال بن عمرو ر ضي ال عنه ما و هو ف حائط بالطائف يقال له‬
‫الوهط‪ ,‬قال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬إن ال تعال خلق خلقه ف‬
‫ظلمة‪ ,‬ث ألقى عليهم من نوره‪ ,‬فمن أصابه من نوره يومئذ فقد اهتدى ومن أخطأه منه‬
‫ضل‪ ,‬فلذلك أقول جف القلم على ما علم ال عز و جل» ث قال‪ :‬حدثنا ممد بن عبدة‬
‫القزوين‪ ,‬حدثنا حسان بن حسان البصري‪ ,‬حدثنا إبراهيم بن بشي‪ ,‬حدثنا يي بن معن‪,‬‬
‫حدثنا إبراهيم القرشي عن سعيد بن شرحبيل عن زيد بن أب أوف رضي ال عنه قال‪:‬‬
‫خرج علينطا رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم فقال «المدل الذي يهدي مطن الضللة‪,‬‬
‫ططب جدا‪.‬‬ ‫ططث غريط‬ ‫ططب» وهذا أيضا حديط‬ ‫ططن أحط‬‫ططس الضللة على مط‬ ‫ويلبط‬

‫س ْقنَاهُ إَِلىَ بََل ٍد ّميّتٍ َفأَ ْحَييْنَا بِهِ ال ْرضَ َبعْ َد َم ْوِتهَا‬
‫** وَاللّ ُه الّذِيَ أَ ْرسَلَ ال ّريَاحَ َفتُثِ ُي سَحَابا فَ ُ‬
‫ك النّشُورُ * مَن كَا نَ يُرِي ُد اْلعِ ّزةَ فَِللّ ِه اْلعِ ّزةُ جَمِيعا إَِليْ ِه يَ صْعَ ُد اْلكَلِ مُ ال ّطيّ بُ وَاْلعَمَلُ‬ ‫كَذَلِ َ‬
‫ب شَدِي ٌد َو َمكْرُ ُأوْلَئِ كَ ُه َو َيبُورُ * وَاللّ هُ‬ ‫سيّئَاتِ َلهُ ْم عَذَا ٌ‬ ‫ال صّالِ ُح يَرَْفعُ ُه وَالّذِي نَ يَ ْم ُكرُو نَ ال ّ‬
‫حمِ ُل مِ نْ أُْنَثىَ وَ َل َتضَ عُ إِ ّل ِبعِلْمِ هِ‬
‫ب ثُ ّم مِن نّ ْط َفةٍ ثُ مّ َج َعَلكُ مْ أَ ْزوَاجا َومَا تَ ْ‬ ‫خََل َقكُ ْم مّن تُرَا ٍ‬
‫َسطيٌ‬
‫ّهط ي ِ‬‫ِكط عَلَى الل ِ‬ ‫ِنط ذَل َ‬ ‫َابط إ ّ‬
‫ِهط إِلّ فِي ِكت ٍ‬ ‫ِنط عُمُر ِ‬
‫َصط م ْ‬ ‫وَمَا ُيعَمّ ُر مِن ّمعَمّ ٍر وَ َل يُنق ُ‬
‫كثيا ما ي ستدل تعال على العاد بإحيائه الرض ب عد موت ا‪ ,‬ك ما ف أول سورة ال ج‬
‫ينبطه عباده أن يعتطبوا بذا على ذلك فإن الرض تكون ميتطة هامدة ل نبات فيهطا‪ ,‬فإذا‬
‫أرسل إليها السحاب تمل الاء وأنزله عليها {اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بيج}‬

‫‪766‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كذلك الجساد إذا أراد ال تعال بعثها ونشورها‪ ,‬أنزل من تت العرش مطرا يعم الرض‬
‫جيعا‪ ,‬ونبتت الجساد ف قبورها كما تنبت البة ف الرض ولذا جاء ف الصحيح «كل‬
‫ابطن آدم يبلى إل عجطب الذنطب‪ ,‬منطه خلق ومنطه يركطب» ولذا قال تعال‪{ :‬كذلك‬
‫النشور} وتقدم ف الج حديث أب رزين قلت‪ :‬يا رسول ال كيف ييي ال الوتى ؟ وما‬
‫آية ذلك ف خلقه ؟ قال صلى ال عليه وسلم «يا أبا رزين أما مررت بوادي قومك محلً‬
‫ثط مررت بطه يهتطز خضرا» قلت‪ :‬بلى‪ ,‬قال صطلى ال عليطه وسطلم‪« :‬فكذلك ييطي ال‬
‫الوتططططططططططططططططططططططططططططططططططى»‬
‫وقوله تعال‪ { :‬من كان ير يد العزة فلله العزة جيعا} أي من كان يب أن يكون عزيزا‬
‫ف الدنيا والخرة فليلزم طاعة ال تعال‪ ,‬فإنه يصل له مقصوده لن ال تعال مالك الدنيا‬
‫والخرة وله العزة جيعا‪ ,‬كمطا قال تعال‪{ :‬الذيطن يتخذون الكافريطن أولياء مطن دون‬
‫الؤمني أيبتغون عندهم العزة فإن العزة ل جيعا} وقال عز وجل‪{ :‬ول يزنك قولم‪ ,‬إن‬
‫العزة ل جيعا} وقال جطل جلله {و ل العزة ولرسطوله وللمؤمنيط ولكطن النافقيط ل‬
‫يعلمون} قال ماهد {من كان يريد العزة} بعبادة الوثان {فلله العزة جيعا} وقال قتادة‬
‫{من كان يريد العزة فلله العزة جيعا} أي فليتعزز بطاعة ال عز وجل‪ ,‬وقيل من كان‬
‫يريطططد علم العزة لنططط هطططي {فلله العزة جيعا} وحكاه ابطططن جريطططر‪.‬‬
‫وقوله تبارك وتعال‪{ :‬إليه يصعد الكلم الطيب} يعن الذكر والتلوة والدعاء‪ ,‬قاله غي‬
‫واحد من السلف‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ممد بن إساعيل الحسي‪ ,‬أخبن جعفر بن‬
‫عون عن عبد الرحن بن عبد ال السعودي عن عبد ال بن الخارق عن أبيه الخارق بن‬
‫سليم قال‪ :‬قال لنا عبد ال هو ابن مسعود رضي ال عنه‪ :‬إذا حدثناكم بديث أتيناكم‬
‫بتصديق ذلك من كتاب ال تعال‪ ,‬إن العبد السلم إذا قال سبحان ال وبمده والمد ل‪,‬‬
‫ول إله إل ال‪ ,‬وال أكب تبارك ال‪ ,‬أخذهن ملك فجعلهن تت جناحه ث صعد بن إل‬
‫السماء فل ير بن على جع من اللئكة إل واستغفروا لقائلهن حت ييء بن وجه ال عز‬
‫و جل‪ ,‬ث قرأ ع بد ال ر ضي ال ع نه {إل يه ي صعد الكلم الط يب والع مل ال صال يرف عه}‬
‫وحدثنا يعقوب بن إبراهيم ‪ ,‬حدثنا ابن علية‪ ,‬أخبنا سعيد الريري عن عبد ال بن شقيق‬
‫قال‪ :‬قال كعطب الحبار‪ :‬إن لسطبحان ال‪ ,‬والمطد ل‪ ,‬ول إله إل ال‪ ,‬وال أكطب لدويا‬

‫‪767‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حول العرش كدوي النحطل يذكرن لصطاحبهن والعمطل الصطال فط الزائن‪ ,‬وهذا إسطناد‬
‫صطططحيح إل كعطططب الحبار رحةططط ال عليطططه‪ ,‬وقطططد روي مرفوعا‪.‬‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا ابن ني‪ ,‬حدثنا موسى يعن ابن مسلم الطحان عن عون بن عبد‬
‫ال عن أبيه أو عن أخيه عن النعمان بن بشي رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪« :‬الذين يذكرون من جلل ال من تسبيحه وتكبيه وتميده وتليله‪ ,‬يتعاطفن‬
‫حول العرش لن دوي كدوي النحل‪ ,‬يذكرن بصاحبهن‪ ,‬أل يب أحدكم أن ل يزال له‬
‫ع ند ال ش يء يذ كر به» وهكذا رواه ا بن ما جه عن أ ب ب شر خلف عن ي ي بن سعيد‬
‫القطان عن موسى بن أب عيسى الطحان‪ ,‬عن عون بن عبد ال بن عتبة بن مسعود عن‬
‫أبيططه أو عططن أخيططه‪ ,‬عططن النعمان بططن بشيطط رضططي ال عنططه بططه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬والعمل الصال يرفعه} قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس رضي ال‬
‫عنه ما‪ :‬الكلم الط يب ذ كر ال تعال‪ ,‬ي صعد به إل ال عز و جل‪ ,‬والع مل ال صال أداء‬
‫الفري ضة‪ ,‬ف من ذ كر ال تعال ف أداء فرائ ضه ح ل عمله وذ كر ال تعال به إل ال عز‬
‫وجل‪ ,‬ومن ذكر ال تعال ول يؤد فرائضه رد كلمه على عمله‪ ,‬فكان أول به‪ ,‬وكذا قال‬
‫ماهد‪ :‬العمل الصال يرفعه الكلم الطيب‪ ,‬وكذا قال أبو العالية وعكرمة وإبراهيم النخعي‬
‫والضحاك والسدي والربيع بن أنس وشهر بن حوشب وغي واحد‪ .‬وقال إياس بن معاوية‬
‫القاضي‪ ,‬لول العمل الصال ل يرفع الكلم‪ .‬وقال السن وقتادة‪ :‬ل يقبل قول إل بعمل‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬والذيطن يكرون السطيئات} قال ماهطد وسطعيد بطن جطبي وشهطر بطن‬
‫حوشب‪ :‬هم الراؤون بأعمالم‪ ,‬يعن يكرون بالناس يوهون أنم ف طاعة ال تعال‪ ,‬وهم‬
‫بغضاء إل ال عز و جل يراؤون بأعمال م {ول يذكرون ال إل قليلً} وقال ع بد الرح ن‬
‫بن زيد بن أسلم‪ :‬هم الشركون‪ ,‬والصحيح أنا عامة‪ ,‬والشركون داخلون بطريق الول‪,‬‬
‫ولذا قال تعال‪{ :‬ل م عذاب شد يد وم كر أولئك هو يبور} أي يف سد ويب طل ويظ هر‬
‫زيفهم عن قريب لول البصائر والنهى‪ ,‬فإنه ما أسر أحدٌ سريرة إل أبداها ال تعال على‬
‫صفحات وجهه وفلتات لسانه‪ ,‬وما أسر أحد سريرة إل كساه ال تعال رداءها إن خيا‬
‫فخي وإن شرا فشر‪ ,‬فالرائي ل يروج أمره ويستمر إل على غب‪ ,‬أما الؤمني التفرسون‬
‫فل يروج ذلك علي هم‪ ,‬بل ينك شف ل م عن قر يب وعال الغ يب ل ت فى عل يه خاف ية‪.‬‬

‫‪768‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله تبارك وتعال‪{ :‬وال خلق كم من تراب ث من نط فة} أي ابتدأ خلق أبي كم من‬
‫تراب‪ ,‬ث جعل نسله من سللة من ماء مهي {ث جعلكم أزواجا} أي ذكرا وأنثى‪ ,‬لطفا‬
‫منه ورحة أن جعل لكم أزواجا من جنسكم لتسكنواإليها‪ .‬وقوله عز وجل‪{ :‬وما تمل‬
‫من أن ثى ول ت ضع إل بعل مه} أي هو عال بذلك ل ي فى عل يه من ذلك ش يء بل { ما‬
‫تسقط من ورقة إل يعلمها ول حبة ف ظلمات الرض ول رطب ول يابس إل ف كتاب‬
‫مبي} وقد تقدم الكلم على قوله تعال‪ { :‬ال يعلم ما تمل كل أنثى وما تغيص الرحام‬
‫ومططا تزداد وكططل شيططء عنده بقدار عال الغيططب والشهادة الكططبي التعال}‪.‬‬
‫وقوله عز وجل‪{ :‬وما يعمّر من معمر ول ينقص من عمره إل ف كتاب} أي ما يعطي‬
‫بعض النطف من العمر الطويل يعلمه وهو عنده ف الكتاب الول {وما ينقص من عمره}‬
‫الضمي عائد على النس ل على العي‪ ,‬لن الطويل العمر ف الكتاب وف علم ال تعال ل‬
‫ينقص من عمره‪ ,‬وإنا عاد الضمي على النس قال ابن جرير‪ :‬وهذا كقولم عندي ثوب‬
‫ونصفه أي هو ونصف ثوب آخر‪ ,‬وروي من طريق العوف عن ابن عباس رضي ال عنهما‬
‫ف قوله تعال‪{ :‬وما يعمر من معمر ول ينقص من عمره إل ف كتاب إن ذلك على ال‬
‫يسي} يقول‪ :‬ليس أحد قضيت له بطول العمر والياة إل وهو بالغ ما قدرت له من العمر‬
‫وقد قضيت ذلك له‪ ,‬فإنا ينتهي إل الكتاب الذي قدرت ل يزاد عليه‪ ,‬وليس أحد قدرت‬
‫له أ نه ق صي الع مر والياة ببالغ الع مر‪ ,‬ول كن ينت هي إل الكتاب الذي كت بت له‪ ,‬فذلك‬
‫قوله تعال‪{ :‬ول ينقص من عمره إل ف كتاب إن ذلك على ال يسي} يقول‪ :‬كل ذلك‬
‫فطططططط كتاب عنده‪ ,‬وهكذا قال الضحاك بططططططن مزاحططططططم‪.‬‬
‫وقال عبد الرحن بن زيد بن أسلم عن أبيه {ول ينقص من عمره إل ف كتاب} قال‪:‬‬
‫ما لفظت الرحام من الولد من غي تام وقال عبد الرحن ف تفسيها‪ :‬أل ترى الناس‬
‫يعيش النسان مائة سنة وآخر يوت حي يولد فهذا هذا‪ .‬وقال قتادة‪ :‬والذي ينقص من‬
‫عمره فالذي يوت قبل ستي سنة‪ .‬وقال ماهد {وما يعمر من معمر ول ينقص من عمره‬
‫إل ف كتاب} أي ف ب طن أ مه يك تب له ذلك ل يلق على ع مر وا حد‪ ,‬بل لذا ع مر‪,‬‬
‫ولذا عمر هو أنقص من عمره‪ .‬فكل ذلك مكتوب لصاحبه بالغ ما بلغ‪ ,‬وقال بعضهم‪:‬‬
‫بل معناه {وما يعمر من معمر} أي ما يكتب من الجل {ول ينقص من عمره} وهو‬

‫‪769‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ذهابه قليلً قليلً‪ ,‬الميع معلوم عند ال تعال سنة بعد سنة‪ ,‬وشهرا بعد شهر‪ ,‬وجعة بعد‬
‫جعة‪ ,‬ويوما بعد يوم‪ ,‬وساعة بعد ساعة‪ ,‬الميع مكتوب عند ال تعال ف كتابه‪ ,‬نقله ابن‬
‫جرير عن أب مالك‪ ,‬وإليه ذهب السدي وعطاء الراسان‪ ,‬واختار ابن جرير الول‪ ,‬وهو‬
‫كمطططططططططططططططططططططططططططططططططا قال‪.‬‬
‫وقال النسائي عند تفسي هذه الَية الكرية‪ :‬حدثنا أحد بن يي بن أب زيد بن سليمان‬
‫قال‪ :‬سعت ابن وهب يقول‪ :‬حدثن يونس عن ابن شهاب عن أنس بن مالك رضي ال‬
‫عنه قال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬من سره أن يبسط له ف رزقه‬
‫وينسأ له ف أثره فليصل رحه»‪ .‬وقد رواه البخاري ومسلم وأبو داود من حديث يونس‬
‫بططططططططططن يزيططططططططططد اليلي بططططططططططه‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا علي بن السي‪ ,‬حدثنا الوليد بن الوليد بن عبد اللك بن‬
‫عبيد ال أبو سرح‪ ,‬حدثنا عثمان بن عطاء عن مسلمة بن عبد ال عن عمه أب مشجعة‬
‫بن ربعي عن أب الدرداء رضي ال عنه قال‪ :‬ذكرنا عند رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فقال‪« :‬إن ال تعال ل يؤخطر نفسطا إذا جاء أجلهطا‪ ,‬وإناط زيادة العمطر بالذريطة الصطالة‬
‫يرزقها العبد‪ ,‬فيدعون له من بعده فيلحقه دعاؤهم ف قبه‪ ,‬فذلك زيادة العمر»‪ .‬وقوله عز‬
‫وجل‪{ :‬إن ذلك على ال يسي} أي سهل عليه‪ ,‬يسي لديه علمه بذلك وبتفصيله ف جيع‬
‫ملوقاتططه‪ ,‬فإن علمططه شامططل للجميططع‪ ,‬ل يفططى عليططه شيططء منهططا‪.‬‬

‫ج وَمِن كُ ّل‬ ‫حرَا ِن هَ ـذَا عَذْ بٌ ُفرَا تٌ سَآئِغٌ َشرَابُ ُه َوهَ ـذَا مِلْ حٌ أُجَا ٌ‬ ‫سَتوِي اْلبَ ْ‬
‫** َومَا يَ ْ‬
‫ستَخْ ِرجُونَ ِح ْلَيةً تَ ْلبَ سُوَنهَا َوتَرَى اْلفُلْ كَ فِي هِ َموَاخِرَ ِلتَْبَتغُوْا مِن َفضْلِ هِ‬
‫تَأْكُلُو نَ لَحْما طَ ِريّا َوتَ ْ‬
‫شكُرُونطططططططططططططططَ‬ ‫ط تَ ْ‬
‫وََلعَّلكُمطططططططططططططط ْ‬
‫يقول تعال منبها على قدر ته العظي مة ف خل قه لشياء الختل فة خلق البحر ين العذب‬
‫الزلل ‪ ,‬و هو هذه النار ال سارحة ب ي الناس من كبار و صغار ب سب الا جة إلي ها ف‬
‫القاليطم والمصطار والعمران والباري والقفار‪ ,‬وهطي عذبطة سطائغ شراباط لنط أراد ذلك‬
‫{وهذا ملح أجاج} أي مر وهو البحر الساكن الذي تسي فيه السفن الكبار‪ ,‬وإنا تكون‬
‫مالةط زعافا مرة‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬وهذا ملح أجاج} أي مطر‪ .‬ثط قال تعال‪{ :‬ومطن كطل‬

‫‪770‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تأكلون لما طريا} يع ن ال سمك {وت ستخرجون حل ية تلب سونا} ك ما قال عز و جل‪:‬‬
‫ططا تكذبان}‬‫ططا اللؤلؤ والرجان فبأي آلء ربكمط‬ ‫{يرج منهط‬
‫وقوله جل وعل‪{ :‬وترى الفلك ف يه موا خر} أي تخره وتش قه بيزوم ها و هو مقدم ها‬
‫ال سنم الذي يش به جؤ جؤ الط ي و هو صدره‪ ,‬وقال ما هد‪ :‬ت خر الر يح ال سفن ول ي خر‬
‫الريح من السفن إل العظام وقوله جل وعل‪{ :‬لتبتغوا من فضله} أي بأسفاركم بالتجارة‬
‫من قطر إل قطر وإقليم إل إقليم {ولعلكم تشكرون} أي تشكرون ربكم على تسخيه‬
‫ل كم هذا اللق العظ يم‪ ,‬و هو الب حر‪ ,‬تت صرفون ف يه ك يف شئ تم‪ ,‬تذهبون أ ين أرد ت‪ ,‬ول‬
‫يتنع عليكم شيء منه‪ ,‬بل بقدرته قد سخر لكم ما ف السموات وما ف الرض‪ ,‬الميع‬
‫مطططططططططططططططن فضله ورحتطططططططططططططططه‪.‬‬

‫س وَاْلقَمَرَ كُ ّل َيجْرِي ل َج ٍل‬


‫** يُولِ ُج الّْليْلَ فِي الّنهَا ِر َويُولِ ُج الّنهَارَ فِي الّْليْ ِل وَ سَخّرَ الشّمْ َ‬
‫ك وَالّذِي َن تَ ْدعُو َن مِن دُونِ ِه مَا يَمِْلكُو نَ مِن ِقطْمِيٍ * إِن‬ ‫مّ سَمّى ذَِلكُ مُ اللّ هُ َرّبكُ مْ لَ ُه الْمُلْ ُ‬
‫ُونط‬
‫ْمط اْل ِقيَا َمةِ َي ْكفُر َ‬
‫ُمط َوَيو َ‬
‫اسطتَجَابُواْ َلك ْ‬
‫سط ِمعُوْا م َا ْ‬‫ُمط وََلوْ َ‬‫َسط َمعُواْ ُدعَآءَك ْ‬ ‫ُمط َل ي ْ‬ ‫تَ ْدعُوه ْ‬
‫بِشِرْكِطططططططططططططكُ ْم وَ َل ُيَنبّئُكططططططططططططَ ِمثْلُ َخبِيٍ‬
‫وهذا أيضا من قدرته التامة وسلطانه العظيم ف تسخيه الليل بظلمه‪ ,‬والنهار بضيائه‪,‬‬
‫ويأخذ من طول هذا فيزيده ف قصر هذا فيعتدلن‪ ,‬ث يأخذ من هذا ف هذا‪ ,‬فيطول هذا‬
‫ويقصر هذا‪ ,‬ث يتقارضان صيفا وشتاء {وسخر الشمس والقمر} أي والنجوم السيارات‪,‬‬
‫والثوابت الثاقبات‪ ,‬بأضوائهن أجرام السموات‪ ,‬الميع يسيون بقدار معي‪ ,‬وعلى منهاج‬
‫مقنن مرر‪ ,‬تقديرا من عزيز عليم {كل يري لجل مسمى} أي إل يوم القيامة {ذلكم‬
‫ال ربكطم} أي الذي فعطل هذا هطو الرب العظيطم الذي ل إله غيه {والذيطن تدعون مطن‬
‫دونه} أي من الصنام والنداد الت هي على صورة من تزعمون من اللئكة القربي {ما‬
‫يلكون من قطمي} قال ابن عباس رضي ال عنهما وماهد وعكرمة وعطاء وعطية العوف‬
‫والسن وقتاده وغيهم‪ :‬القطمي هو اللفافة الت تكون على نواة التمرة‪ ,‬أي ل يلكون من‬
‫السطططططططططموات والرض شيئا ول بقدار هذا القطميططططططططط‪.‬‬

‫‪771‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ث قال تعال‪{ :‬إن تدعوهم ل يسمعوا دعاءكم} يعن الَلة الت تدعونا من دون ال ل‬
‫تسمع دعاءكم‪ ,‬لنا جاد ل أرواح فيها‪{ ,‬ولو سعوا ما استجابوا لكم} أي ل يقدرون‬
‫على ش يء م ا يطلبون من ها {ويوم القيا مة يكفرون بشرك كم} أي ي تبؤون من كم‪ ,‬ك ما‬
‫قال تعال‪{ :‬ومن أضل من يدعو من دون ال من ل يستجيب له إل يوم القيامة وهم عن‬
‫دعائ هم غافلون وإذا ح شر الناس كانوا ل م أعداء وكانوا بعبادت م كافر ين} وقال تعال‪:‬‬
‫{واتذوا من دون ال آل ة ليكونوا ل م عزا كل سيكفرون بعبادت م ويكونون علي هم‬
‫ضدا}‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬ول ينبئك م ثل خبي} أي ول ي بك بعوا قب المور ومآل ا و ما‬
‫ت صي إليه م ثل خبي ب ا‪ .‬قال قتادة‪ :‬يع ن نف سه تبارك وتعال‪ ,‬فإنه أ خب بالوا قع ل مالة‪.‬‬

‫شأْ يُ ْذ ِهْبكُط ْم َويَأْ ِ‬


‫ت‬ ‫** َيَأّيهَا النّا سُ أَنتُ ُم اْل ُفقَرَآءُ إِلَى اللّ ِه وَاللّ ُه ُهوَ اْل َغنِ ّي الْحَمِيدُ * إِن يَ َ‬
‫ع ُمْثقََلةٌ إَِلىَ‬
‫ى َوإِن تَدْ ُ‬ ‫ك عَلَى اللّ ِه ِبعَزِيزٍ * وَ َل تَزِرُ وَازِ َرٌة وِزْرَ أُخْرَ َ‬ ‫بِخَ ْلقٍ جَدِيدٍ * َومَا ذَلِ َ‬
‫ب َوأَقَامُواْ‬ ‫شوْنَ َرّبهُ ْم بِاْلغَيْ ِ‬‫حمَ ْل ِمنْ ُه َشيْءٌ وََلوْ كَانَ ذَا ُق ْرَبىَ ِإنّمَا تُنذِرُ الّذِي َن يَخْ َ‬ ‫حِ ْمِلهَا َل يُ ْ‬
‫طلَ َة وَمَططن تَزَ ّكىَ فَِإنّمَططا يَتَزَ ّكىَ ِلَنفْسطططِ ِه َوإِلَى اللّهطططِ الْمَصطططِيُ‬ ‫الصطط ّ‬
‫يب تعال بغناه عما سواه‪ ,‬وبافتقار الخلوقات كلها وتذللها بي يديه‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬يا‬
‫أيهاالناس أنتم الفقراء إل ال} أي هم متاجون إليه ف جيع الركات والسكنات‪ ,‬وهو‬
‫تعال الغ ن عن هم بالذات‪ ,‬ولذا قال عز و جل‪{ :‬وال هو الغ ن الم يد} أي هو النفرد‬
‫بالغن وحده ل شريك له‪ ,‬وهو الميد ف جيع ما يفعله ويقوله ويقدره ويشرعه‪ .‬وقوله‬
‫تعال‪{ :‬إن ي شأ يذهب كم ويأت بلق جد يد} أي لو شاء لذهب كم أي ها الناس وأ تى بقوم‬
‫غي كم‪ ,‬و ما هذا عل يه ب صعب ول مت نع‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬و ما ذلك على ال بعز يز}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ول تزر وازرة وزر أخرى} أي يوم القيا مة {وإن تدع مثقلةٌ إل حل ها}‬
‫أي وإن تدع نفس مثقلة بأوزارها إل أن تساعد على حل ما عليها من الوزار أو بعضه‬
‫{ل يمل منه شيء ولو كان ذا قرب} أي وإن كان قريبا إليها حت ولو كان أباها أو‬
‫ابنها‪ ,‬كل مشغول بنفسه وحاله‪ .‬قال عكرمة ف قوله تعال‪{ :‬وإن تدع مثقلة إل حلها}‬
‫الَ ية‪ ,‬قال هطو الار يتعلق باره يوم القيامطة‪ ,‬فيقول‪ :‬يا رب سطل هذا ل كان يغلق با به‬
‫دونط‪ ,‬وإن الكافطر ليتعلق بالؤمطن يوم القيامطة‪ ,‬فيقول له‪ :‬يطا مؤمطن إن ل عندك يدا قطد‬

‫‪772‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عرفت كيف كنت لك ف الدنيا وقد احتجت إليك اليوم‪ ,‬فل يزال الؤمن يشفع له عند‬
‫ربطه حتط يرده إل منل دون منله‪ ,‬وهطو فط النار‪ ,‬وإن الوالد ليتعلق بولده يوم القيامطة‬
‫فيقول‪ :‬يا بن أي والد كنت لك‪ ,‬فيثن خيا‪ ,‬فيقول له‪ :‬يا بن إن قد احتجت إل مثقال‬
‫ذرة من ح سناتك أن و ب ا م ا ترى‪ ,‬فيقول له ولده‪ :‬يا أ بت ما أي سر ما طل بت‪ ,‬ولك ن‬
‫أتوف مثلما تتخوف‪ ,‬فل أستطيع أن أعطيك شيئا‪ ,‬ث يتعلق بزوجته فيقول‪ :‬يا فلنة‪ ,‬أو‬
‫يا هذه أي زوج كنت لك ؟ فتثن خيا‪ ,‬فيقول لا‪ :‬إن أطلب إليك حسنة واحدة تبينها‬
‫ل لعلي أن و ب ا م ن تر ين‪ ,‬قال‪ :‬فتقول‪ :‬ما أي سر ما طل بت‪ ,‬ولك ن ل أط يق أن أعط يك‬
‫شيئا‪ ,‬إن أتوف مثل الذي تتخوف‪ .‬يقول ال تعال‪{ :‬وإن تدع مثقلة إل حلها} الَية‪,‬‬
‫ويقول تبارك وتعال‪{ :‬ل يزي والد عطن ولده ول مولود هطو جاز عطن والده شيئا}‬
‫ويقول تعال‪{ :‬يوم يفر الرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرىء منهم يومئذ‬
‫شأن يغنيه} رواه ابن أب حات رحه ال عن أب عبد ال الطهران عن حفص بن عمر عن‬
‫الكطططططم بطططططن أبان عطططططن عكرمطططططة بطططططه‪.‬‬
‫ث قال تبارك وتعال‪{ :‬إن ا تنذر الذ ين يشون رب م بالغ يب وأقاموا ال صلة} أي إن ا‬
‫يتعظ با جئت به أولو البصائر والنّهى‪ ,‬الائفون من ربم‪ ,‬الفاعلون ما أمرهم به {ومن‬
‫تز كى فإن ا يتز كى لنف سه} أي و من ع مل صالا فإن ا يعود نف عه على نف سه {وإل ال‬
‫ال صي} أي وإل يه الر جع والآب‪ ,‬و هو سريع ال ساب‪ ,‬و سيجزي كل عا مل بعمله إن‬
‫خيا فخيططططططططططططط‪ ,‬وإن شرا فشطططططططططططططر‪.‬‬

‫ت وَلَ النّورُ * وَلَ الظّ ّل وَ َل الْحَرُورُ *‬ ‫سَتوِي العْ َمىَ وَاْلبَ صِيُ * وَلَ الظُّلمَا ُ‬ ‫** َومَا يَ ْ‬
‫سَتوِي ال ْحيَآءُ وَ َل ال ْموَا تُ إِ نّ اللّ هَ يُ سْمِ ُع مَن يَشَآ ُء َومَآ أَن تَ بِمُ سْ ِم ٍع مّن فِي الْ ُقبُورِ‬ ‫َومَا يَ ْ‬
‫* إِنْ أَنتَ إِلّ نَذِيرٌ * ِإنّآ أَرْ َس ْلنَا َك بِالْحَ ّق بَشِيا َونَذِيرا َوإِن مّنْ ُأ ّمةٍ إِلّ َخلَ فِيهَا نَذِيرٌ *‬
‫ب الْ ُمنِيِ‬
‫ت َوبِال ّزبُ ِر َوبِاْل ِكتَا ِ‬
‫ب الّذِينَ مِن َقبِْلهِمْ جَآ َءْتهُمْ رُسُُلهُم بِاْلبَّينَا ِ‬
‫َوإِن ُيكَ ّذبُوكَ َفقَدْ كَذّ َ‬
‫ط نَكِيِ‬‫ط الّذِينططَ َكفَرُواْ َفكَيْفططَ كَانط َ‬ ‫* ثُمططّ أَخَذْتط ُ‬
‫يقول تعال‪ :‬كما ل تستوي هذه الشياء التباينة الختلفة كالعمى والبصي ل يستويان‪,‬‬
‫بطل بينهمطا فرق وبون كث ي‪ ,‬وك ما ل تسطتوي الظلمات ول النور ول ل ظل ول الرور‪,‬‬

‫‪773‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كذلك ل تستوي الحياء ول الموات‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬أو من كان ميتا فأحيييناه وجعلنا‬
‫له نورا ي شي به ف الناس ك من ف مثله الظلمات ل يس بارج من ها} وقال عز و جل‪:‬‬
‫{مثل الفريقي كالعمى والصم والبصي والسميع هل يستويان مثلً} فالؤمن بصي سيع‬
‫ف نور يشي على صراط مستقيم ف الدنيا والَخرة حت يستقر به الال ف النات ذات‬
‫الظلل والعيون‪ ,‬والكافر أعمى وأصم ف ظلمات يشي ل خروج له منها‪ ,‬بل هو يتيه ف‬
‫غيه وضلله ف الدنيا والَخرة حت يفضي به ذلك إل الرور والسموم والميم‪ ,‬وظل من‬
‫يموم ل بارد ول كريططططططططططططططططططططططططططط‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬إن ال ي سمع من يشاء} أي يهدي هم إل ساع ال جة وقبول ا والنقياد‬
‫لا‪{ .‬وما أنت بسمع من ف القبور} أي كما ل ينتفع الموات بعد موتم وصيورتم‬
‫إل قبورهم وهم كفار بالداية والدعوة إليها‪ ,‬كذلك هؤلء الشركون الذين كتب عليهم‬
‫الشقاوة ل حيلة لك فيهم ول تستطيع هدايتهم {إن أنت إل نذير} أي إنا عليك البلغ‬
‫والنذار‪ ,‬وال ي ضل من يشاء ويهدي من يشاء‪{ ,‬إ نا أر سلناك بال ق بشيا ونذيرا} أي‬
‫بشيا للمؤمني ونذيرا للكافرين‪{ ,‬وإن من أمة إل خل فيها نذير} أي وما من أمة خلت‬
‫من بن آدم إل وقد بعث ال تعال إليهم النذر‪ ,‬وأزاح عنهم العلل‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬إنا‬
‫أنت منذر ولكل قوم هاد} وكما قال تعال‪{ :‬ولقد بعثنا ف كل أمة رسولً أن اعبدوا ال‬
‫واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى ال ومنهم من حقت عليه الضللة} الَية‪ ,‬والَيات ف‬
‫هذا كثية‪.‬‬
‫وقوله تبارك وتعال‪{ :‬وإن يكذبوك فقطد كذب الذيطن مطن قبلهطم جاءتمط رسطلهم‬
‫بالبينات} وهططي العجزات الباهرات والدلة القاطعات {وبالزبر} وهططي الكتططب‬
‫{وبالكتاب الني} أي الواضح البي {ث أخذت الذين كفروا} أي ومع هذا كله كذب‬
‫أولئك رسلهم فيما جاؤوهم به‪ ,‬فأخذتم أي بالعقاب والنكال {فكيف كان نكي} أي‬
‫فكيططططف رأيططططت إنكاري عليهططططم عظيما شديدا بليغا‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫‪774‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جبَالِ‬
‫ختَلِفا أَْلوَاُنهَا َومِ َن الْ ِ‬
‫** أَلَ ْم َترَ أَ نّ اللّ َه أنَزَ َل مِ َن ال سّمَآ ِء مَآءً َفأَخْ َر ْجنَا بِ هِ ثَ َمرَا تٍ مّ ْ‬
‫ختَلِفٌ‬ ‫ختَلِفٌ أَْلوَاُنهَا َوغَرَابِيبُ سُودٌ * َومِنَ النّاسِ وَال ّدوَآبّ وَالنْعَامِ ُم ْ‬ ‫جُ َد ٌد بِيضٌ وَحُ ْم ٌر مّ ْ‬
‫ط عَزِي ٌز َغفُورٌ‬ ‫ط مِن طْ عِبَادِه طِ الْعَُلمَاءُ إِن طّ اللّه َ‬ ‫أَْلوَانُه طُ كَذَلِك طَ ِإنّمَطا يَخْشَطى اللّه َ‬
‫يقول تعال منبها على كمال قدرته ف خلقه الشياء التنوعة الختلفة من الشيء الواحد‪,‬‬
‫و هو الاء الذي ينله من ال سماء‪ ,‬يرج به ثرات متلفا ألوان ا من أ صفر وأح ر وأخ ضر‬
‫وأبيطض إل غيط ذلك مطن ألوان الثمار‪ ,‬كمطا هطو الشاهطد مطن تنوع ألواناط وطعومهطا‬
‫وروائح ها‪ ,‬ك ما قال تعال ف الَ ية الخرى‪{ :‬و ف الرض ق طع متجاورات وجنات من‬
‫أعناب وزرع ونيل صنوان وغي صنوان يسقى باء واحد ونفضل بعضها على بعض ف‬
‫طططططططططط ذلك لَيات لقوم يعقلون}‪.‬‬ ‫ططططططططططل إن فط‬ ‫الكط‬
‫وقوله تبارك وتعال‪{ :‬ومطن البال جدد بيطض وحرط متلف ألواناط} أي وخلق البال‬
‫كذلك متل فة اللوان‪ ,‬ك ما هو الشا هد أيضا من ب يض وح ر‪ ,‬و ف بعض ها طرائق و هي‬
‫الدد جعط جدة‪ ,‬متلفطة اللوان أيضا قال ابطن عباس رضطي ال عنهمطا‪ :‬الدد الطرائق‪,‬‬
‫وكذا قال أبو مالك والسن وقتاده والسدي‪ ,‬ومنها غرابيب سود‪ .‬قال عكرمة‪ :‬الغرابيب‬
‫البال الطوال السطود‪ ,‬وكذا قال أبطو مالك وعطاء الراسطان وقتادة‪ :‬وقال ابطن جريطر‪:‬‬
‫والعرب إذا و صفوا ال سود بكثرة ال سواد قالوا‪ :‬أ سود غرب يب‪ ,‬ولذا قال ب عض الف سرين‬
‫ف هذه الَية‪ :‬هذا من القدم والؤخر ف قوله تعال‪{ :‬وغرابيب سود} أي سود غرابيب‪,‬‬
‫وفيمططططططططططططططططا قاله نظططططططططططططططططر‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ومن الناس والدواب والنعام متلف ألوانه كذلك} أي كذلك اليوانات‬
‫من النا سي والدواب‪ ,‬و هو كل ما دب على القوائم‪ ,‬والنعام‪ ,‬من باب ع طف الاص‬
‫على العام كذلك هي متل فة أيضا‪ ,‬فالناس من هم بربر وحبوش وطما طم ف غا ية ال سواد‬
‫و صقالبة وروم ف غا ية البياض‪ ,‬والعرب ب ي ذلك والنود دون ذلك‪ ,‬ولذا قال تعال ف‬
‫الَيطة الخرى‪{ :‬واختلف ألسطنتكم وألوانكطم إن فط ذلك لَيات للعاليط} وكذلك‬
‫الدواب والنعام متلفطة اللوان حتط فط النطس الواحطد بطل النوع الواحطد منهطن متلف‬
‫اللوان‪ ,‬بل اليوان الوا حد يكون أبلق ف يه من هذا اللون وهذا اللون‪ ,‬فتبارك ال أح سن‬
‫الالقيطططططططططططططططططططططططططططططططططط‪.‬‬

‫‪775‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫و قد قال الافظ أبو بكر البزارف مسنده‪ :‬حدثنا الفضل بن سهل‪ ,‬حدثنا عبد ال بن‬
‫عمر بن أبان بن صال‪ ,‬حدثنا زياد بن عبد ال عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبي‬
‫عن ابن عباس رضي ال عنهما قال‪ :‬جاء رجل إل النب صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬أيصبغ‬
‫ر بك ؟ قال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬ن عم صبغا ل ين فض أح ر وأ صفر وأب يض» وروي‬
‫مرسلً وموقوفا‪ ,‬وال أعلم‪ .‬ولذا قال تعال بعد هذا‪{ :‬إنا يشى ال من عباده العلماء}‬
‫أي إن ا يشاه حق خشي ته العلماء العارفون به‪ ,‬ل نه كل ما كا نت العر فة للعظ يم القد ير‬
‫العل يم الو صوف ب صفات الكمال النعوت بال ساء ال سن‪ ,‬كل ما كا نت العر فة به أ ت‬
‫والعلم بطططه أكمطططل كانطططت الشيطططة له أعظطططم وأكثطططر‪.‬‬
‫قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف قوله تعال‪{ :‬إنا يشى ال من عباده العلماء}‬
‫قال‪ :‬الذ ين يعلمون أن ال على كل ش يء قد ير وقال ا بن لي عة عن ا بن أ ب عمرة عن‬
‫عكرمة عن ا بن عباس قال‪ :‬العال بالرح ن من عباده من ل يشرك به شيئا‪ ,‬وأ حل حلله‬
‫وحرم حرا مه‪ ,‬وح فظ و صيته وأي قن أ نه ملق يه وما سب بعمله‪ .‬وقال سعيد بن جبي‪:‬‬
‫الشية هي الت تول بينك وبي معصية ال عز وجل‪ .‬وقال السن البصري‪ :‬العال من‬
‫خ شي الرح ن بالغ يب‪ ,‬ور غب في ما ر غب ال ف يه‪ ,‬وز هد في ما سخط ال ف يه‪ ,‬ث تل‬
‫السطططن {إناططط يشطططى ال مطططن عباده العلماء إن ال عزيطططز غفور}‪.‬‬
‫وعن ابن مسعود رضي ال عنه أنه قال‪ :‬ليس العلم عن كثرة الديث‪ ,‬ولكن العلم عن‬
‫كثرة الشية‪ .‬وقال أحد بن صال الصري عن ابن وهب عن مالك قال‪ :‬إن العلم ليس‬
‫بكثرة الرواية‪ ,‬وإنّما العلم نور يعله ال ف القلب‪ .‬قال أحد بن صال الصري‪ :‬معناه أن‬
‫الش ية ل تدرك بكثرة الروا ية‪ ,‬وإن ا العلم الذي فرض ال عز و جل أن يت بع‪ ,‬فإن ا هو‬
‫الكتاب وال سنة و ما جاء عن ال صحابة ر ضي ال عن هم و من بعد هم من أئ مة ال سلمي‪,‬‬
‫فهذا‪ ,‬ل يدرك إل بالروا ية‪ ,‬ويكون تأو يل قوله‪ :‬نور ير يد به ف هم العلم ومعر فة معان يه‪.‬‬
‫وقال سفيان الثوري عن أ ب حيان التي مي عن ر جل قال‪ :‬كان يقال العلماء ثل ثة‪ :‬عال‬
‫بال‪ ,‬عال بأمر ال‪ ,‬وعال بال ليس بعال بأمر ال‪ ,‬وعال بأمر ال‪ ,‬ليس بعال بال‪ ,‬فالعال‬
‫بال وبأ مر ال الذي ي شى ال تعال ويعلم الدود والفرائض‪ ,‬والعال بال ل يس بعال بأ مر‬

‫‪776‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال الذي يشطى ال ول يعلم الدود ول الفرائض‪ ,‬والعال بأمطر ال ليطس العال بال الذي‬
‫يعلم الدود والفرائض ول يشططططططى ال عططططططز وجططططططل‪.‬‬

‫لِنَيةً يَ ْرجُو نَ‬


‫صلَ َة َوأَن َفقُوْا مِمّا رَزَ ْقنَاهُ مْ سِرّا َوعَ َ‬
‫** إِ ّن الّذِي نَ َيتْلُو نَ ِكتَا بَ اللّ ِه َوأَقَامُواْ ال ّ‬
‫تِجَا َرةً لّن َتبُورَ * ِلُيوَّفيَهُمططْ أُجُو َرهُمططْ َويَزِيدَهُطم مّطن َفضْلِهططِ ِإنّهططُ َغفُو ٌر َشكُورٌ‬
‫ي ب تعال عن عباده الؤمن ي الذ ين يتلون كتا به ويؤمنون به‪ ,‬ويعملون ب ا ف يه من إقام‬
‫ل ونارا‪ ,‬سطرا وعلنيطة‬ ‫الصطلة والنفاق ماط رزقهطم ال تعال فط الوقات الشروعطة لي ً‬
‫{يرجون تارة لن تبور} أي يرجون ثوابا عند ال ل بد من حصوله‪ ,‬كما قدمنا ف أول‬
‫التفسي عند فضائل القرآن أنه يقول لصاحبه‪ :‬إن كل تاجر من وراء تارته وإنك اليوم من‬
‫وراء كل تارة‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ليوفيهطم أجورهطم ويزيدهطم مطن فضله} أي ليوفيهطم‬
‫ثواب ما عملوه ويضاع فه ل م بزيادات ل ت طر ل م {إ نه غفور} أي لذنوب م {شكور}‬
‫للقليطل مطن أعمالمط قال قتادة‪ :‬كان مطرف رحهط ال إذا قرأ هذه اليطة يقول‪ :‬هذه آيطة‬
‫القراء‪ .‬قال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو عبد الرحن‪ ,‬حدثناحيوة‪ ,‬حدثنا سال بن غيلن قال‪:‬‬
‫إنه سع دراجا أبا السمح يدث عن أب سعيد الدري رضي ال عنه قال‪ :‬إنه سع رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬إن ال تعال إذا رضي عن العبد أثن عليه بسبعة أصناف‬
‫من ال ي ل يعمله‪ ,‬وإذا سخط على الع بد أث ن عل يه ب سبعة أضعاف من ال شر ل يعمله»‬
‫غريططططططططططططططططططططططططططططططططب جدا‪.‬‬

‫خبِ ٌي‬
‫ح ّق مُ صَدّقا لّمَا َبيْ َن يَ َديْ هِ إِ نّ اللّ َه ِبعِبَادِ هِ لَ َ‬
‫ب ُهوَ الْ َ‬
‫ك مِ َن اْلكِتَا ِ‬
‫** وَالّذِ يَ َأوْ َحْينَآ إَِليْ َ‬
‫بَصطططططططططططططططططططططططططططططططططططِيٌ‬
‫يقول تعال‪{ :‬والذي أوحينا إليك} ياممد من الكتاب وهو القرآن {هو الق مصدقا‬
‫لا بي يديه} أي من الكتب التقدمة بصدقها كما شهدت له بالتنويه‪ ,‬وأنه منل من رب‬
‫العالي {إن ال بعباده لبي بصي} أي هو خبي بم بصي بن يستحق ما يفضله به على‬
‫من سواه‪ ,‬ولذا فضل النبياء والرسل على جيع البشر‪ ,‬وفضل النبيي بعضهم على بعض‪,‬‬

‫‪777‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ورفع بعضهم درجات وجعل منلة ممد صلى ال عليه وسلم فوق جيعهم‪ ,‬صلوات ال‬
‫ططططططططط‪.‬‬ ‫طططططططططم أجعيط‬ ‫طططططططططلمه عليهط‬ ‫وسط‬

‫ب الّذِي نَ ا صْ َط َفْينَا مِ ْن عِبَا ِدنَا َف ِمْنهُ ْم ظَالِ مٌ ّلنَفْ سِ ِه َو ِمْنهُ مْ ّم ْقتَ صِ ٌد َومِْنهُ مْ‬
‫** ثُ مّ َأوْ َرْثنَا الْ ِكتَا َ‬
‫ط ُه َو اْلفَضْ ُل اْلكَبِيُ‬ ‫خيْرَاتططططِ بِإِذُنططططِ اللّهططططِ ذَلِكططط َ‬ ‫سططططَابِ ٌق بِالْ َ‬
‫يقول تعال‪ :‬ث جعلنا القائمي بالكتاب العظيم الصدق لا بي يديه من الكتب الذين‬
‫اصطفينا من عبادنا وهم هذه المة‪ ,‬ث قسمهم إل ثلثة أنواع‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬فمنهم ظال‬
‫لنفسه} وهو الفرط ف فعل بعض الواجبات الرتكب لبعض الحرمات {ومنهم مقتصد}‬
‫وهطو الؤدي للواجبات‪ ,‬التارك للمحرمات‪ ,‬وقطد يترك بعطض السطتحبات ويفعطل بعطض‬
‫الكروهات‪{ ,‬ومنهطم سطابق باليات بإذن ال} وهطو الفاعطل للواجبات والسطتحبات‪,‬‬
‫التارك للمحرمات والكروهات وبعطططططططططططططططططض الباحات‪.‬‬
‫قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف قوله تعال‪{ :‬ث أورثنا الكتاب الذين اصطفينا‬
‫من عبادنا} قال‪ :‬هم أمة ممد صلى ال عليه وسلم‪ ,‬ورثهم ال تعال كل كتاب أنزله‪,‬‬
‫فظالهم يغفر له‪ ,‬ومقتصدهم ياسب حسابا يسيا‪ ,‬وسابقهم يدخل النة بغي حساب‪.‬‬
‫وقال أبو القاسم الطبان‪ :‬حدثنا يي بن عثمان بن صال وعبد الرحن بن معاوية العتب‬
‫قال‪ :‬حدث نا أ بو الطا هر بن ال سرح‪ ,‬حدث نا مو سى بن ع بد الرح ن ال صنعان‪ .‬حدث نا ا بن‬
‫جر يج عن عطاء عن ا بن عباس عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أ نه قال ذات يوم‪:‬‬
‫«شفاع ت ل هل الكبائر من أم ت»‪ .‬قال ا بن عباس ر ضي ال عنه ما‪« :‬ال سابق باليات‬
‫يد خل ال نة بغ ي ح ساب‪ ,‬والقت صد يد خل ال نة برح ة ال‪ ,‬والظال لنف سه وأ صحاب‬
‫العراف يدخلون النة بشفاعة ممد صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وكذا روي عن غي واحد من‬
‫السلف أن الظال لنفسه من هذه المة من الصطفي على ما فيه من عوج وتقصي‪ .‬وقال‬
‫آخرون‪ :‬بطل الظال لنفسطه ليطس مطن هذه المطة ول مطن الصططفي الوارثيط للكتاب‪.‬‬
‫قال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أ ب حدث نا علي بن ها شم بن مرزوق‪ ,‬حدث نا ا بن عيي نة عن‬
‫عمرو عن ابن عباس رضي ال عنهما فمنهم ظال لنفسه قال هو الكافر وكذا روى عنه‬
‫عكرمة‪ ,‬وبه قال عكرمة أيضا فيما رواه ابن جرير‪ .‬وقال ابن أب نيح عن ماهد ف قوله‬

‫‪778‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تعال‪{ :‬فمن هم ظال لنف سه} قال‪ :‬هم أ صحاب الشأ مة‪ .‬وقال مالك عن ز يد بن أ سلم‬
‫وال سن وقتاده‪ :‬هو النا فق‪ ,‬ث قد قال ا بن عباس وال سن وقتاده‪ :‬وهذه الق سام الثل ثة‬
‫كالقسام الثلثة الذكورة ف أول سورة الواقعة وآخرها‪ ,‬والصحيح أن الظال لنفسه من‬
‫هذه المة‪ ,‬وهذا اختيار ابن جرير‪ ,‬كما هو ظاهر الية‪ ,‬وكما جاءت به الحاديث عن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم من طرق يشد بعضها بعضا ونن إن شاء ال تعال نورد‬
‫منهطططططططططططا مطططططططططططا تيسطططططططططططر‪.‬‬
‫(الديث الول) قال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن جعفر‪ ,‬حدثنا شعبة عن الوليد بن‬
‫العيزار أنه سع رجلً من ثقيف يدث عن رجل من كنانة عن أب سعيد الدري رضي‬
‫ال ع نه‪ ,‬عن ال نب صلى ال عل يه و سلم أ نه قال ف هذه ال ية { ث أورث نا الكتاب الذ ين‬
‫اصطفينا من عبادنا فمنهم ظال لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق باليات بإذن ال} قال‬
‫«هؤلء كلهم بنلة واحدة‪ ,‬وكلهم ف النة» هذا حديث غريب من هذا الوجه‪ ,‬وف‬
‫إسناده من ل يسم‪ ,‬وقد رواه ابن جرير وابن أب حات من حديث شعبه به نوه‪ .‬ومعن‬
‫قوله بنلة واحدة‪ ,‬أي ف أنم من هذه المة‪ ,‬وأنم من أهل النة وإن كان بينهم فرق ف‬
‫النازل فطططططططططططططططط النططططططططططططططططة‪.‬‬
‫(الديث الثان) قال المام أحد‪ :‬حدثنا إسحاق بن عيسى‪ ,‬حدثنا أنس بن عياض الليثي‬
‫أ بو ضمرة عن مو سى بن عق بة‪ ,‬عن علي بن ع بد ال الزدي عن أ ب الدرداء ر ضي ال‬
‫عنطه‪ ,‬قال‪ :‬سطعت رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم يقول «قال ال تعال‪{ :‬ثط أورثنطا‬
‫الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظال لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق باليات‬
‫بإذن ال} فأما الذين سبقوا فأولئك الذين يدخلون النة بغي حساب‪ ,‬وأما الذين اقتصدوا‬
‫فأولئك الذين ياسبون حسابا يسيا وأما الذين ظلموا أنفسهم فأولئك الذي يبسون ف‬
‫طول الحشر‪ ,‬ث هم الذين تلقاهم ال برحته‪ ,‬فهم الذين يقولون {المد ل الذي أذهب‬
‫ع نا الزن إن رب نا لغفور شكور الذي أحل نا دار القا مة من فضله لي سنا في ها ن صب ول‬
‫يسطططططططططططططططنا فيهطططططططططططططططا لغوب}‪.‬‬
‫(طريق أخرى) قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أسيد بن عاصم‪ ,‬حدثنا السي بن حفص‪,‬‬
‫حدثنا سفيان عن العمش‪ ,‬عن رجل‪ ,‬عن أب ثابت‪ ,‬عن أب الدرداء رضي ال عنه قال‪:‬‬

‫‪779‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول‪ « :‬ث أورث نا الكتاب ا صطفينا من عباد نا‪,‬‬
‫فمنهم ظال لنفسه ط قال ط فأما الظال لنفسه فيحبس حت يصيبه الم والزن‪ ,‬ث يدخل‬
‫النة» ورواه ابن جرير من حديث سفيان الثوري عن العمش قال‪ :‬ذكر أبو ثابت أنه‬
‫د خل ال سجد‪ ,‬فجلس إل ج نب أ ب الدرداء ر ضي ال ع نه‪ ,‬فقال‪ :‬الل هم آ نس وحش ت‪,‬‬
‫وارحم غربت ويسر ل جليسا صالا‪ ,‬فقال أبو الدرداء رضي ال عنه‪ :‬لئن كنت صادقا‬
‫لنا أسعد بك منك‪ ,‬سأحدثك حديثا سعته من رسول ال صلى ال عليه وسلم ل أحدث‬
‫به منذ سعته منه وذكر هذه الَية {ث أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظال‬
‫لنفسطه ومنهطم مقتصطد ومنهطم سطابق باليات}‪ ,‬فأمطا السطابق باليات فيدخلهطا بغيط‬
‫حساب‪ ,‬وأما القتصد فيحاسب حسابا يسيا‪ ,‬وأما الظال لنفسه فيصيبه ف ذلك الكان‬
‫مطن الغطم والزن‪ ,‬وذلك قوله تعال‪{ :‬وقالوا المطد ل الذي أذهطب عنطا الزن}‪.‬‬
‫(الديث الثالث) قال الافظ أبو القاسم الطبان‪ :‬حدثنا عبد ال بن ممد بن العباس‪,‬‬
‫حدثنا ابن مسعود‪ ,‬أخبنا سهل بن عبد ربه الرازي‪ ,‬حدثنا عمرو بن أب قيس عن ابن أب‬
‫ليلى عن أخيه عن عبد الرحن بن أب ليلى‪ ,‬عن أسامة بن زيد رضي ال عنهما {فمنهم‬
‫ظال لنف سه ومن هم مقت صد ومن هم سابق باليات بإذن ال} الَ ية‪ ,‬قال‪ :‬قال ر سول ال‬
‫صطططلى ال عليطططه وسطططلم‪« :‬كلهطططم مطططن هذه المطططة»‪.‬‬
‫(الديث الرابع) قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا ممد بن عزيز‪ ,‬حدثنا سلمة عن عقيل عن‬
‫ا بن شهاب عن عوف بن مالك ر ضي ال ع نه عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أ نه‬
‫قال‪« :‬أم ت ثل ثة أثلث‪ :‬فثلث يدخلون ال نة بغ ي ح ساب ول عذاب‪ ,‬وثلث يا سبون‬
‫ح سابا ي سيا ث يدخلون ال نة‪ ,‬وثلث يحصطون ويكشفون‪ ,‬ثط تأ ت اللئكطة فيقولون‬
‫وجدناهم يقولون‪ :‬ل إله إل ال وحده‪ ,‬يقول ال تعال صدقوا ل إله إل أنا أدخلوهم النة‬
‫بقولمط ل إله إل ال وحده‪ ,‬واحلوا خطاياهطم على أهطل النار‪ ,‬وهطي التط قال ال تعال‪:‬‬
‫{وليحملن أثقالم وأثقالً مع أثقالم} وتصديقها ف الت فيهاذكر اللئكة‪ ,‬قال ال تعال‪:‬‬
‫{ث أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} فجعلهم ثلثة أنواع‪ ,‬وهم أصناف كلهم‪,‬‬
‫فمنهطططم ظال لنفسطططه‪ ,‬فهذا الذي يحطططص ويكشطططف» غريطططب جدا‪.‬‬

‫‪780‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫(أثر عن ابن مسعود) رضي ال عنه‪ .‬قال ابن جرير‪ :‬حدثن ابن حيد‪ ,‬حدثنا الكم بن‬
‫بشي عن عمرو بن قيس عن عبد ال بن عيسى رضي ال عنه عن يزيد بن الارث‪ ,‬عن‬
‫شقيق أب وائل عن عبد ال بن مسعود رضي ال عنه قال‪ :‬إن هذه المة ثلثة أثلث يوم‬
‫القيا مة‪ :‬ثلث يدخلون ال نة بغ ي ح ساب‪ ,‬وثلث يا سبون ح سابا ي سيا‪ ,‬وثلث ييئون‬
‫بذنوب عظام حتط يقول ال عطز وجطل‪ :‬مطا هؤلء ؟ وهطو أعلم تبارك وتعال فتقول‬
‫اللئكة‪ :‬هؤلء جاؤوا بذنوب عظام إل أنم ل يشركوا بك شيئا‪ ,‬فيقول الرب عز وجل‪:‬‬
‫أدخلوا هؤلء ف سعة رح ت وتل ع بد ال ر ضي ال ع نه هذه ال ية { ث أورث نا الكتاب‬
‫الذيطططططن اصططططططفينا مطططططن عبادنطططططا} الَيطططططة‪.‬‬
‫(أثر آخر) قال أبو داود الطيالسي عن الصلت بن دينار بن الشعث عن عقبة بن صهبان‬
‫النائي قال‪ :‬سألت عائ شة ر ضي ال عن ها عن قول ال تعال‪ { :‬ث أورث نا الكتاب الذ ين‬
‫اصطفينا من عبادنا فمنهم ظال لنفسه} الَية‪ ,‬فقالت ل‪ :‬يا بن هؤلء ف النة‪ ,‬أما السابق‬
‫باليات فمن مضى على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬شهد له رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم بالياة والرزق‪ ,‬وأما القتصد فمن اتبع أثره من أصحابه حت لق به‪ ,‬وأما‬
‫الظال لنفسه فمثلي ومثلكم‪ ,‬قال‪ :‬فجعلت نفسها رضي ال عنها معنا‪ ,‬وهذا منها رضي‬
‫ال عنها من باب الضم والتواضع‪ ,‬وإل فهي من أكب السابقي باليات لن فضلها على‬
‫النساء كفضل الثريد على سائر الطعام‪ .‬وقال عبد ال بن البارك رحه ال تعال‪ :‬قال أمي‬
‫الؤمني عثمان بن عفان رضي ال عنه ف قوله تبارك وتعال‪{ :‬فمنهم ظال لنفسه} قال‪:‬‬
‫هطي لهطل بدونطا ومقتصطدنا أهطل حضرنطا‪ ,‬وسطابقنا أهطل الهاد‪ ,‬رواه ابطن أبط حاتط‪.‬‬
‫وقال عوف العرا ب‪ :‬حدث نا ع بد ال بن الارث بن نو فل قال‪ :‬حدث نا ك عب الحبار‬
‫رحة ال عليه‪ ,‬قال‪ :‬إن الظال لنفسه من هذه المة والقتصد والسابق باليات كلهم ف‬
‫النة‪ ,‬أل تر أن ال تعال قال‪{ :‬ث أورثنا الكتاب الذين ا صطفينا من عبادنا فمن هم ظال‬
‫لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق باليات بإذن ال ذلك هو الفضل الكبي جنات عدن‬
‫يدخلونا ط إل قوله عز وجل ط والذين كفروا لم نار جهنم} قال‪ :‬فهؤلء أهل النار‪,‬‬
‫رواه ابن جرير من طرق عن عوف به ث قال‪ :‬حدثن يعقوب بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا ابن علية‪,‬‬
‫أخب نا ح يد عن إ سحاق بن ع بد ال بن الارث عن أب يه قال‪ :‬إن ا بن عباس ر ضي ال‬

‫‪781‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عنهما سأل كعبا عن قوله تعال‪{ :‬ث أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ط إل قوله‬
‫طط بإذن ال} قال‪ :‬تاسطت مناكبهطم ورب كعطب‪ ,‬ثط أعطوا الفضطل بأعمالمط‪.‬‬
‫ث قال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن حيد‪ ,‬حدثنا الكم بن بشي‪ ,‬حدثنا عمرو بن قيس عن أب‬
‫إسحاق السبيعي ف هذه الية {ث أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} الَية‪ ,‬قال‬
‫أبو إسحاق‪ :‬أما ما سعت من ذي ستي سنة فكلهم ناج‪ ,‬ث قال‪ :‬حدثنا ابن حيد‪ ,‬حدثنا‬
‫ال كم‪ ,‬حدث نا عمرو عن م مد بن النف ية ر ضي ال ع نه قال‪ :‬إن ا أ مة مرحو مة‪ ,‬الظال‬
‫مغفور له‪ ,‬والقت صد ف النان ع ند ال‪ ,‬وال سابق باليات ف الدرجات ع ند ال‪ .‬ورواه‬
‫الثوري عن إ ساعيل بن سيع عن ر جل عن م مد بن النف ية ر ضي ال ع نه بنحوه‪.‬‬
‫وقال أبو الارود‪ :‬سألت ممد بن علي ط يعن الباقر ط رضي ال عنهما عن قول ال‬
‫تعال {فمنهم ظال لنفسه} فقال‪ :‬هو الذي خلط عملً صالا وآخر سيئا‪ .‬فهذا ما تيسر‬
‫مطن إيراد الحاديطث والَثار التعلقطة بذا القام‪ .‬وإِذا تقرر هذا‪ ,‬فإِن الَ ية عا مة ف جيطع‬
‫القسام الثلثة ف هذه المة‪ ,‬فالعلماء أغبط الناس بذه النعمة‪ ,‬وأول الناس بذه الرحة‪,‬‬
‫فإنم كما قال المام أحد رحه ال حدثنا ممد بن يزيد‪ ,‬حدثنا عاصم بن رجاء بن حيوة‬
‫عن ق يس بن كث ي قال‪ :‬قدم ر جل من أ هل الدي نة إل أ ب الدرداء ر ضي ال ع نه و هو‬
‫بدم شق‪ ,‬فقال‪ :‬ما أقد مك أي أ خي ؟ قال‪ :‬حد يث بلغ ن أ نك تدث به عن ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ,‬قال‪ :‬أما قدمت لتجارة ؟ قال‪ :‬ل‪ ,‬قال‪ :‬أ ما قدمت لا جة ؟ قال‪:‬‬
‫ل‪ ,‬قال‪ :‬أما قدمت إل ف طلب هذا الديث ؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قال رضي ال عنه‪ :‬فإن سعت‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول‪ « :‬من سلك طريقا يطلب في ها علما‪ ,‬سلك ال‬
‫تعال به طريقا إل ال نة‪ ,‬وإن اللئ كة لت ضع أجنحت ها رضا لطالب العلم‪ ,‬وإ نه لي ستغفر‬
‫للعال من ف ال سموات والرض ح ت اليتان ف الاء‪ ,‬وف ضل العال على العا بد كف ضل‬
‫القمر على سائر الكواكب‪ ,‬إن العلماء هم ورثة النبياء‪ ,‬وإن النبياء ل يورثوا دينارا ول‬
‫درها‪ ,‬وإنا ورثوا العلم‪ ,‬فمن أخذ به أخذ بظ وافر» وأخرجه أبو داود والترمذي وابن‬
‫ماجه من حديث كثي بن قيس‪ ,‬ومنهم من يقول قيس بن كثي عن أب الدرداء رضي ال‬
‫عنه وقد ذكرنا طرقه واختلف الرواة فيه ف شرح كتاب العلم من صحيح البخاري‪ ,‬ول‬
‫ال مد وال نة‪ ,‬و قد تقدم ف أول سورة طه حد يث ثعل بة بن ال كم ر ضي ال ع نه‪ ,‬عن‬

‫‪782‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬يقول ال تعال يوم القيا مة للعلماء‪ :‬إ ن ل أ ضع‬
‫علمطي وحكمتط فيكطم إل وأنطا أريطد أن أغفطر لكطم على مطا كان منكطم ول أبال»‪.‬‬

‫ب وَُلؤْلُؤا وَِلبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ *‬‫ت عَدْ ٍن يَدْ ُخلُوَنهَا يُحَّلوْنَ فِيهَا مِ نْ أَ سَاوِ َر مِن َذهَ ٍ‬ ‫** َجنّا ُ‬
‫حزَنَ إِنّ َرّبنَا َل َغفُو ٌر َشكُورٌ * الّذِيَ أَحَّلنَا دَارَ الْ ُمقَا َمةِ‬
‫ب عَنّا الْ َ‬
‫وَقَالُوْا الْحَ ْمدُ للّ ِه الّذِيَ أَ ْذهَ َ‬
‫طنَا فِيهَططا ُلغُوبططٌ‬ ‫ب وَ َل يَمَسط ّ‬
‫طنَا فِيهَططا نَصططَ ٌ‬ ‫مِططن َفضْلِهططِ َل يَمَسط ّ‬
‫يبط تعال أن مأوى هؤلء الصططفي مطن عباده الذيطن أورثوا الكتاب النل مطن رب‬
‫العاليط يوم القيامطة‪ ,‬مأواهطم جنات عدنطٍ‪ ,‬أي جنات القامطة يدخلوناط يوم معادهطم‬
‫وقدوم هم على ال عز و جل {يلون في ها من أ ساور من ذ هب ولؤلؤا} ك ما ث بت ف‬
‫الصحيح عن أب هريرة رضي ال عنه‪ ,‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬أنه قال «تبلغ‬
‫اللية من الؤمن حيث يبلغ الوضوء»‪{ .‬ولباسهم فيها حرير} ولذا كان مظورا عليهم‬
‫ف الدنيا‪ ,‬فأباحه ال تعال لم ف الَخرة‪ ,‬وثبت ف الصحيح أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪« :‬من لبس الرير ف الدنيا ل يلبسه ف الَخرة» وقال«هي لم ف الدنيا‪ ,‬ولكم‬
‫فطططططططططططططططططططططططططططططططط الَخرة»‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا عمرو بن سواد السرحي‪ ,‬أخبنا ابن وهب عن ابن ليعة عن‬
‫عقيل بن خالد عن السن عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬إن أبا أمامة رضي ال عنه‬
‫حدث أن رسول ال صلى ال عليه وسلم حدثهم‪ ,‬وذكر حلي أهل النة فقال «مسورون‬
‫بالذهطب والفضطة مكللة بالدر‪ ,‬وعليهطم أكاليطل مطن در وياقوت متواصطلة‪ ,‬وعليهطم تاج‬
‫كتاج اللوك‪ ,‬شباب جرد مرد مكحولون» {وقالوا المطد ل الذي أذهطب عنطا الزن}‬
‫و هو الوف من الحذور‪ ,‬أزا حه ع نا وأرح نا م ا ك نا نتخو فه ونذره من هوم الدن يا‬
‫والَخرة‪ .‬وقال عبد الرحن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر رضي ال عنهما‪ ,‬قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ليس على أهل ل إله إل ال وحشة ف قبورهم ول‬
‫ف نشور هم‪ ,‬وكأ ن بأ هل لإله إل ال ينفضون التراب عن رؤو سهم ويقولون ال مد ل‬
‫ططه‪.‬‬ ‫ططن حديثط‬ ‫طط مط‬ ‫طط حاتط‬ ‫ططن أبط‬ ‫ططا الزن» رواه ابط‬ ‫ططب عنط‬ ‫الذي أذهط‬

‫‪783‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال الطبان‪ :‬حدثنا جعفر بن ممد الفرياب‪ ,‬حدثنا موسى بن يي الروزي‪ ,‬حدثنا‬
‫سليمان بن عبد ال بن وهب الكوف عن عبد العزيز بن حكيم عن ابن عمر رضي ال‬
‫عنهما قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ليس على أهل ل إله إل ال وحشة ف‬
‫الوت ول ف القبور ول ف النشور‪ ,‬وكأن أنظر إليهم عند الصيحة ينفضون رؤوسهم من‬
‫التراب يقولون ال مد ل الذي أذ هب ع نا الزن‪ ,‬إن رب نا لغفور شكور» قال ا بن عباس‬
‫ر ضي ال عنه ما وغيه‪ :‬غ فر ل م الكث ي من ال سيئات‪ ,‬وش كر ل م الي سي من ال سنات‬
‫{الذي أحلنا دار القامة من فضله} يقولون الذي أعطانا هذه النلة وهذا القام من فضله‬
‫ومَنّه ورحته‪ ,‬ل تكن أعمالنا تساوي ذلك‪ ,‬كما ثبت ف الصحيح أن رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم قال «لن يد خل أحدا من كم عمله ال نة» قالوا‪ :‬ول أ نت يار سول ال ؟ قال‬
‫«ول أنا إل أن يتغمدن ال تعال برحة منه وفضل» {ل يسنا فيها نصب ول يسنا فيها‬
‫لغوب} أي ل يسطنا فيهطا عناء ول إعياء‪ .‬والنصطب واللغوب كطل منهمطا يسطتعمل فط‬
‫الت عب‪ ,‬وكأن الراد بن في هذا وهذا عن هم‪ ,‬أن م ل ت عب على أبدان م ول أرواح هم‪ ,‬وال‬
‫أعلم‪ ,‬ف من ذلك أن م كانوا يدئبون أنف سهم ف العبادة ف الدن يا‪ ,‬ف سقط عن هم التكل يف‬
‫بدخولا‪ ,‬وصاروا ف راحة دائمة مستمرة قال ال تبارك وتعال‪{ :‬كلوا واشربوا هنيئا با‬
‫أسطططططططططلفتم فططططططططط اليام الاليطططططططططة}‪.‬‬

‫خفّ فُ عَْنهُ ْم مّ ْن عَذَاِبهَا‬


‫** وَالّذِي نَ َكفَرُواْ َلهُ ْم نَارُ َج َهنّ مَ َل ُي ْقضَ َى عََلْيهِ مْ َفيَمُوتُوْا وَلَ ُي َ‬
‫ك َنجْزِي كُلّ َكفُورٍ * وَهُ ْم يَ صْطَ ِرخُونَ فِيهَا َربّنَآ أَخْرِجْنَا َنعْمَلْ صَالِحا َغيْ َر الّذِي‬ ‫كَذَلِ َ‬
‫كُ طنّا نَعْ َملُ َأوَلَ مْ نُعَ ّمرْكُ ْم مّا َيتَذَكّرُ فِي ِه مَن تَذَكّ َر وَجَآءَ ُك ُم النّذِيرُ َفذُوقُواْ فَمَا لِلظّاِلمِيَ‬
‫ططططططططططططططططن نّصطططططططططططططططططِيٍ‬ ‫مِط‬
‫لا ذكر تبارك وتعال حال السعداء‪ ,‬شرع ف بيان مآل الشقياء‪ ,‬فقال‪{ :‬والذين كفروا‬
‫لم نار جهنم ل يقضى عليهم فيموتوا} كما قال تعال‪{ :‬ل يوت فيها ول يي} وثبت‬
‫ف صحيح مسلم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال «أما أهل النار الذين هم أهلها‪,‬‬
‫فل يوتون فيها ول ييون» وقال عز وجل‪{ :‬ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم‬
‫ماكثون} ف هم ف حال م ذلك يرون موت م را حة ل م‪ ,‬ول كن ل سبيل إل ذلك‪ ,‬قال ال‬

‫‪784‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تعال‪{ :‬ل يقضى عليهم فيموتوا ول يفف عنهم من عذابا} كما قال عز وجل‪{ :‬إن‬
‫الجرم ي ف عذاب جه نم خالدون ل يف تر عن هم و هم ف يه مبل سون} وقال جل وعل‪:‬‬
‫{كلما خبت زدناهم سعيا} { فذوقوا فلن نزيدكم إل عذابا} ث قال تعال‪{ :‬كذلك‬
‫نزي كططل كفور} أي هذا جزاء كططل مططن كفططر بربططه وكذب القطط‪.‬‬
‫وقوله جلت عظمته‪{ :‬وهم يصطرخون فيها} أي ينادون فيها يأرون إل ال عز وجل‬
‫بأصواتم {ربنا أخرجنا نعمل صالا غي الذي كنا نعمل} أي يسألون الرجعة إل الدنيا‬
‫ليعملوا غي عملهم الول‪ ,‬وقد علم الرب جل جلله أنه لو ردهم إل الدار الدنيا لعادوا‬
‫ل ا نوا ع نه‪ ,‬وإن م لكاذبون فلهذا ل ييب هم إل سؤالم‪ ,‬ك ما قال تعال م با عن هم ف‬
‫قول م {ف هل إل خروج من سبيل ؟ ذل كم بأ نه إذا د عي ال وحده كفر ت وإن يشرك به‬
‫تؤمنوا} أي ل ييب كم إل ذلك لن كم كن تم كذلك‪ ,‬ولو ردد ت لعد ت إل ما ني تم ع نه‪,‬‬
‫ولذا قال هه نا‪{ :‬أول نعمر كم ما يتذ كر ف يه من تذ كر وجاء كم النذ ير ؟} أي أو ما‬
‫عشتم ف الدنيا أعمارا لو كنتم من ينتفع بالق لنتفعتم به ف مدة عمركم ؟ وقد اختلف‬
‫الفسرون ف مقدار العمر الراد ههنا‪ ,‬فروي عن علي بن السي زين العابدين رضي ال‬
‫عنهمططططططا أنططططططه قال‪ :‬مقدار سططططططبع عشرة سططططططنة‪.‬‬
‫وقال قتادة‪ :‬اعلموا أن طول العمر حجة‪ ,‬فنعوذ بال أن نعي بطول العمر قد نزلت هذه‬
‫الَية {أول نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر} وإن فيهم لبن ثان عشرة سنة‪ ,‬وكذا قال‬
‫أبو غالب الشيبان‪ .‬وقال عبد ال بن البارك عن معمر عن رجل عن وهب بن منبه ف‬
‫قوله تعال‪{ :‬أول نعمركم ما يتذكر فيه من تذ كر} قال‪ :‬عشرين سنة وقال هشيم عن‬
‫منصور عن زاذان عن السن ف قوله تعال‪{ :‬أول نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر} قال‪:‬‬
‫أربعي سنة‪ ,‬وقال هشيم أيضا عن ماهد عن الشعب عن مسروق أنه كان يقول‪ :‬إذا بلغ‬
‫أحدكم أربعي سنة‪ ,‬فليأخذ حذره من ال عز وجل‪ ,‬وهذه رواية عن ابن عباس رضي ال‬
‫عنهما فيما قال ابن جرير حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬حدثنا بشر بن الفضل‪ ,‬حدثنا عبد ال‬
‫بن عثمان بن خُثيم عن ماهد قال‪ :‬سعت ابن عباس رضي ال عنهما يقول‪ :‬العمر الذي‬
‫أعذر ال تعال لبن آدم {أول نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر} أربعون سنة‪ ,‬هكذا رواه‬
‫من هذا الو جه عن ابن عباس رضي ال عنهما به‪ ,‬وهذا القول هو اختيار ا بن جرير‪ ,‬ث‬

‫‪785‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رواه من طريق الثوري وعبد ال بن إدريس‪ ,‬كلها عن عبد ال بن عثمان بن خُثيم عن‬
‫ما هد عن ا بن عباس ر ضي ال عنه ما قال الع مر الذي أعذر ال ف يه ل بن آدم ف قوله‪:‬‬
‫{أول نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر} ستون سنة‪ ,‬فهذه الرواية أصح عن ابن عباس‬
‫رضي ال عنهما‪ ,‬وهي الصحيحة ف نفس المر أيضا‪ ,‬لا ثبت ف ذلك من الديث كما‬
‫سنورده‪ ,‬ل ك ما زع مه ابن جر ير من أن الد يث ل ي صح ف ذلك‪ ,‬لن ف إ سناده من‬
‫يب التثبت ف أمره‪ ,‬وقد روى أصبغ بن نباتة عن علي رضي ال عنه أنه قال‪ :‬العمر الذي‬
‫عيهطم ال بطه فط قوله {أول نعمركطم مطا يتذكطر فيطه مطن تذكطر} سطتون سطنة‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا دحيم‪ ,‬حدثنا ابن أب فديك‪ ,‬حدثن إبراهيم بن‬
‫الفضل الخزومي عن ا بن أب حسي ال كي‪ ,‬أ نه حدثه عن عطاء هو ابن رباح عن ابن‬
‫عباس رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬إذا كان يوم القيامة‪ ,‬قيل‪ :‬أين‬
‫أبناء ال ستي ؟ و هو الع مر الذي قال ال تعال ف يه{أول نعمر كم مايتذ كر ف يه من تذ كر‬
‫وجاءكم النذير}» وكذا رواه ابن جرير عن علي بن شعيب عن ممد بن إساعيل بن أب‬
‫فديك به‪ ,‬وكذا رواه الطبان من طريق ابن أب فديك به‪ ,‬وهذا الديث فيه نظر لال‬
‫ططططططططل‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬ ‫ططططططططن الفضط‬ ‫ططططططططم بط‬ ‫إبراهيط‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ,‬حدثنا معمر عن رجل من بن غفار‬
‫عن سعيد القبي‪ ,‬عن أب هريرة رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال‪:‬‬
‫«لقد أعذر ال تعال إل عبد أحياه حت بلغ الستي أو سبعي سنة‪ ,‬لقد أعذر ال تعال‬
‫إليه‪ ,‬لقد أعذر ال تعال إليه» وهكذا رواه المام البخاري ف كتاب الرقاق من صحيحه‪:‬‬
‫حدث نا ع بد ال سلم بن مط هر عن ع مر بن علي عن م عن بن م مد الغفاري‪ ,‬عن سعيد‬
‫القبي عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬أعذر ال‬
‫عز وجل إل إمرىء أخر عمره حت بلغ ستي سنة» ث قال البخاري‪ :‬تابعه أبو حازم وابن‬
‫عجلن عن سعيد ال قبي‪ ,‬فأ ما أ بو حازم فقال ا بن جر ير‪ :‬حدث نا أ بو صال الفزاري‪,‬‬
‫حدث نا م مد بن سوار‪ ,‬أخب نا يعقوب بن ع بد الرح ن بن ع بد القادر أي ال سكندري‪,‬‬
‫حدثنا أبو حازم عن سعيد القبي عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬

‫‪786‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال عليه وسلم «من عمره ال تعال ستي سنة فقد أعذر إليه ف العمر» وقد رواه المام‬
‫أحدط والنسطائي فط الرقاق جيعا عطن قتيبطة عطن يعقوب بطن عبطد الرحنط بطه‪.‬‬
‫ورواه البزار قال‪ :‬حدثنا هشام بن يونس‪ ,‬حدثنا عبد العزيز بن أب حازم عن أبيه عن‬
‫سعيد القبي عن أب هريرة رضي ال عنه‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬العمر‬
‫الذي أعذر ال تعال ف يه إل ابن آدم ستون سنة» يع ن {أول نعمركم ما يتذكر فيه من‬
‫تذكر} وأما متابعة ابن عجلن فقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو السفر يي بن ممد بن عبد‬
‫اللك بن قرعة بسامراء‪ ,‬حدثنا أبو عبد الرحن القري‪ ,‬حدثنا سعيد بن أب أيوب‪ ,‬حدثنا‬
‫ممد بن عجلن عن سعيد القبي عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم «من أتت عليه ستون سنة فقد أعذر ال عز وجل إليه ف العمر» وكذا‬
‫رواه المام أحد عن أب عبد الرحن هو القري به‪ ,‬ورواه أحد أيضا عن خلف عن أب‬
‫طططططبي‪.‬‬ ‫طططططعيد القط‬ ‫ططططط سط‬ ‫طططططن أبط‬ ‫طططططر عط‬ ‫معشط‬
‫(طريق أخرى) عن أب هريرة رضي ال عنه‪ .‬قال ابن جرير‪ :‬حدثن أحد بن الفرج أبو‬
‫عتبة المصي‪ ,‬حدثنا بقية بن الوليد‪ ,‬حدثنا الطرف بن مازن الكنان‪ ,‬حدثن معمر بن‬
‫را شد قال‪ :‬سعت م مد بن ع بد الرح ن الغفاري يقول‪ :‬سعت أ با هريرة ر ضي ال ع نه‬
‫يقول‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬لقد أعذر ال عز وجل ف العمر إل صاحب‬
‫ال ستي وال سبعي» ف قد صح هذا الد يث من هذه الطرق‪ ,‬فلو ل ي كن إل الطر يق ال ت‬
‫ارتضا ها أ بو ع بد ال البخاري ش يخ هذه ال صناعة لك فت وقول ا بن جر ير‪ :‬إن ف رجاله‬
‫ب عض من ي ب التث بت ف أمره ل يلت فت إل يه مع ت صحيح البخاري‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وذ كر‬
‫بعضهم أن العمر الطبيعي عند الطباء مائة وعشرون سنة‪ ,‬فالنسان ل يزال ف ازدياد إل‬
‫كمال السططتي‪ ,‬ثطط يشرع بعططد هذا فطط النقططص والرم‪ ,‬كمططا قال الشاعططر‪.‬‬
‫إذا بلغ الفتطططط سططططتي عامافقططططد ذهططططب السططططرة والفتاء‬
‫ولا كان هذا هو العمر الذي يعذر ال تعال إل عباده به ويزيح به عنهم العلل‪ ,‬كان هو‬
‫الغالب على أعمار هذه ال مة‪ ,‬ك ما ورد بذلك الد يث‪ .‬قال ال سن بن عر فة رح ه ال‪:‬‬
‫حدثنا عبد الرحن بن ممد الحارب‪ ,‬حدثنا ممد بن عمرو عن أب سلمة عن أب هريرة‬
‫رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬أعمار أمت ما بي الستي إل‬

‫‪787‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫السبعي‪ ,‬وأقلهم من يوز ذلك» وهكذا رواه الترمذي وابن ماجه جيعا ف كتاب الزهد‬
‫عن السن بن عرفة به‪ .‬ث قال الترمذي‪ :‬هذا حديث حسن غريب‪ ,‬ل نعرفه إل من هذا‬
‫الو جه‪ .‬وهذا عج يب من الترمذي‪ ,‬فإ نه قد رواه أ بو ب كر بن أ ب الدن يا من و جه آ خر‬
‫وطريق أخرى عن أب هريرة حيث قال‪ :‬حدثنا سليمان بن عمرو عن ممد بن ربيعة عن‬
‫كامل أب العلء عن أب صال عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم‪« :‬أعمار أم ت ما ب ي ال ستي إل ال سبعي‪ ,‬وأقل هم من يوز ذلك» و قد رواه‬
‫الترمذي ف كتاب الزهد أيضا عن إبراهيم بن سعيد الوهري عن ممد بن ربيعة به‪ ,‬ث‬
‫قال‪ :‬هذا حديث حسن غريب من حديث أب صال عن أب هريرة رضي ال عنه‪ ,‬وقد‬
‫روي مططن غيطط وجططه هذا نصططه بروفططه فطط الوضعيطط‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال الا فظ أ بو يعلى‪ :‬حدث نا أ بو مو سى الن صاري‪ ,‬حدث نا ا بن أ ب فد يك‪ ,‬حدث ن‬
‫إبراه يم بن الف ضل مول ب ن مزوم عن ال قبي‪ ,‬عن أ ب هريرة ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قال‬
‫رسول ل صلى ال عليه وسلم‪« :‬معترك النايا ما بي الستي إل السبعي» وبه قال‪ :‬قال‬
‫رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم‪« :‬أقطل أمتط أبناء سطبعي» إسطناده ضعيطف‪.‬‬
‫(حديث آخر) ف معن ذلك‪ .‬قال الافظ أبو بكر البزار ف مسنده‪ :‬حدثنا إبراهيم بن‬
‫هانء‪ ,‬حدثنا إبراهيم بن مهدي عن عثمان بن مطر عن أب مالك عن ربعي عن حذيفة‬
‫ر ضي ال ع نه أ نه قال‪ :‬يا ر سول ال أنبئ نا بأعمار أم تك‪ ,‬قال ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم‪« :‬ما بي المسي إل الستي» قالوا‪ :‬يا رسول ال فأبناء السبعي ؟ قال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪« :‬قل من يبلغها من أمت‪ ,‬رحم ال أبناء السبعي‪ ,‬ورحم ال أبناء الثماني» ث‬
‫قال البزار‪ :‬ل يروى بذا الل فظ إل بذا ال سناد‪ ,‬وعثمان بن م طر من أ هل الب صرة ل يس‬
‫بقوي‪ ,‬وقد ثبت ف الصحيح أن رسول ال صلى ال عليه وسلم عاش ثلثا وستي سنة‪,‬‬
‫وقيطططل سطططتي‪ ,‬وقيطططل خسطططا وسطططتي‪ ,‬والشهور الول‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وجاء كم النذ ير} روي عن ا بن عباس ر ضي ال عنه ما وعكر مة وأ ب‬
‫جعفر الباقر رضي ال عنه وقتادة وسفيان بن عيينة أنم قالوا‪ :‬يعن الشيب وقال السدي‬
‫وعبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ :‬يعن به رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وقرأ ابن زيد‬
‫{هذا نذير من النذر الول} وهذا هو الصحيح عن قتادة فيما رواه شيبان عنه أنه قال‪:‬‬

‫‪788‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫احتج عليهم بالعمر والرسل‪ ,‬وهذا اختيار ابن جرير‪ ,‬وهو الظهر لقوله تعال‪{ :‬ونادوا يا‬
‫مالك لي قض علي نا ر بك قال إن كم ماكثون ل قد جئنا كم بال ق ول كن أكثر كم لل حق‬
‫كارهون} أي لقد بينا لكم الق على ألسنة الرسل فأبيتم وخالفتهم‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬وما‬
‫كنا معذبي حت نبعث رسولً} وقال تبارك وتعال‪{ :‬كلما ألقي فيها فوج سألم خزنتها‬
‫أل يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل ال من شيء إن أنتم إل ف‬
‫ضلل كبي}‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬فذوقوا فما للظالي من نصي} أي فذوقوا عذاب النار جزاء‬
‫على مالفت كم لل نبياء ف مدة أعمال كم‪ ,‬ف ما ل كم اليوم نا صر ينقذ كم م ا أن تم ف يه من‬
‫العذاب والنكال والغلل‪.‬‬

‫ت وَالرْ ضِ ِإنّ ُه عَلِي ٌم بِذَا تِ ال صّدُورِ * ُهوَ الّذِي َج َعَلكُ ْم‬ ‫** إِ نّ اللّ َه عَالِ ُم غَيْ بِ ال سّمَاوَا ِ‬
‫لئِ فَ فِي الرْ ضِ فَمَن َكفَرَ َفعََليْ هِ ُكفْرُ هُ وَ َل يَزِي ُد اْلكَافِرِي نَ ُكفْ ُرهُ ْم عِندَ َرّبهِ مْ إِ ّل َمقْتا‬ ‫َخ َ‬
‫طططططططَارا‬ ‫طططططططْ إِلّ خَسط‬ ‫طططططططَ ُكفْ ُرهُمط‬ ‫وَلَ َيزِي ُد الْكَافِرِينط‬
‫يب تعال بعلمه غيب السموات والرض‪ ,‬وإنه يعلم ما تكنه السرائر وما تنطوي عليه‬
‫الضمائر‪ ,‬و سيجازى كل عا مل بعمله‪ ,‬ث قال عز و جل { هو الذي جعل كم خلئف ف‬
‫الرض} أي يلف قوم لَخر ين قبل هم وج يل ل يل قبل هم‪ .‬ك ما قال تعال‪{ :‬ويعل كم‬
‫خلفاء الرض} {ف من ك فر فعل يه كفره} أي فإن ا يعود وبال ذلك على نف سه دون غيه‬
‫{ول يزيد الكافرون كفرهم عند ربم إل مقتا} أي كلما استمروا على كفرهم أبغضهم‬
‫ال تعال‪ ,‬وكلما استمروا فيه خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة بلف الؤمني‪ ,‬فإنم‬
‫كلما طال عمر أحدهم وحسن عمله‪ ,‬ارتفعت درجته ومنلته ف النة وزاد أجره وأحبه‬
‫ططططططططططططط‪.‬‬ ‫طططططططططططططه وبارئه رب العاليط‬ ‫خالقط‬

‫** ُقلْ أَ َرَأيْتُ ْم شُرَكَآءَكُ ُم الّذِي َن تَ ْدعُو نَ مِن دُو نِ اللّ هِ أَرُونِي مَاذَا خََلقُواْ مِ نَ الرْ ضِ أَ مْ َلهُ ْم‬
‫ضهُم بَعْضا‬ ‫شِرْكٌ فِي السّمَاوَاتِ أَمْ آَتْينَاهُمْ ِكتَابا َفهُ ْم عََلىَ بَّيَنةٍ مّنْهُ بَلْ إِن َيعِدُ الظّالِمُو َن َبعْ ُ‬

‫‪789‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سكَهُمَا مِ نْ‬
‫ت وَالرْ ضَ أَن تَزُو َل وََلئِن زَالَتَآ إِ نْ َأمْ َ‬
‫ك ال سّمَاوَا ِ‬
‫إِلّ غُرُورا * إِ نّ اللّ َه يُمْ سِ ُ‬
‫طططططن َبعْدِهططططططِ ِإنّهططططططُ كَانططططططَ حَلِيما غَفُورا‬ ‫أَحَدٍ مّط‬
‫يقول تعال لرسوله صلى ال عليه وسلم أن يقول للمشركي‪{ :‬أرأيتم شركاءكم الذين‬
‫تدعون من دون ل} أي من الصنام والنداد {أرون ماذا خلقوا من الرض أم لم شرك‬
‫ف السموات} أي ليس لم شيء من ذلك ما يلكون من قطيمر‪ .‬وقوله {أم آتيناهم كتابا‬
‫فهم على بينة منه} أي أم أنزلنا عليهم كتابا با يقولون من الشرك والكفر ؟ ليس المر‬
‫كذلك {بل إن يعد الظالون بعضهم بعضا إل غرورا} أي بل إنا اتبعوا ف ذلك أهواءهم‬
‫وآراءهططم وأمانيهططم التطط ينوهططا لنفسططهم وهططي غرور وباطططل وزور‪.‬‬
‫ث أخب تعال عن قدرته العظيمة الت با تقوم السماء والرض عن أمره وما جعل فيهما‬
‫من القوة الاسكة لما‪ ,‬فقال {إن ال يسك السموات والرض أن تزول} أي أن تضطربا‬
‫عن أماكنهما‪ ,‬كما قال عز وجل‪{ :‬ويسك السماء أن تقع على الرض إل بإذنه} وقال‬
‫تعال‪{ :‬ومن آياته أن تقوم السماء والرض بأمره} {ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من‬
‫بعده} أي ل يقدر على دوامه ما وإبقائه ما إل هو‪ ,‬و هو مع ذلك حل يم غفور أي يرى‬
‫عباده و هم يكفرون به ويع صونه‪ ,‬و هو يلم فيؤ خر‪ ,‬وين ظر ويؤ جل ول يع جل‪ ,‬وي ستر‬
‫آخريطططططن ويغفطططططر‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬إنطططططه كان حليما غفورا}‪.‬‬
‫وقد أورد ابن أب حات ههنا حديثا غريبا بل منكرا‪ ,‬فقال‪ :‬حدثنا علي بن السي بن‬
‫النيد‪ ,‬حدثن إسحاق بن إبراهيم‪ ,‬حدثن هشام بن يوسف عن أمية بن شبل عن الكم‬
‫بن أبان عن عكر مة عن أ ب هريرة ر ضي ال ع نه قال‪ :‬سعت ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم يكي عن موسى عليه الصلة والسلم على النب قال‪ :‬وقع ف نفس موسى عليه‬
‫الصطلة والسطلم‪ :‬هطل ينام ال عطز وجطل ؟ فأرسطل ال إليطه ملكا فأرقطه ثلثا‪ ,‬وأعطاه‬
‫قارورتي ف كل يد قارورة‪ ,‬وأمره أن يتفظ بما‪ ,‬قال‪ :‬فجعل ينام وتكاد يداه تلتقيان‪ ,‬ث‬
‫ي ستيقظ فيح بس إحداه ا عن الخرى ح ت نام فا صطفقت يداه فانك سرت القارورتان‪,‬‬
‫قال‪ :‬ضرب ال له مثلً أن ال عطز وجطل لو كان ينام ل تسطتمسك السطماء والرض‪,‬‬
‫والظاهر أن هذا الديث ليس برفوع بل من السرائيليات النكرة‪ ,‬فإن موسى عليه الصلة‬
‫والسلم أجل من أن يوز على ال سبحانه وتعال النوم‪ ,‬وقد أخب ال عز وجل ف كتابه‬

‫‪790‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫العزيز بأنه {الي القيوم ل تأخذه سنة ول نوم له ما ف السموات وما ف الرض} وثبت‬
‫ف الصحيحي عن أب موسى الشعري رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم‪« :‬إن ال تعال ل ينام‪ ,‬ول ينب غي له أن ينام‪ ,‬ي فض الق سط ويرف عه‪ ,‬وير فع إل يه‬
‫عمل الليل قبل)النهار‪ ,‬وعمل النهار قبل الليل‪ ,‬حجابه النور أو النار‪ ,‬لو كشفه لحرقت‬
‫سطططبحات وجهطططه مطططا انتهطططى إليطططه بصطططره مطططن خلقطططه»‪.‬‬
‫وقد قال أبو جعفر بن جرير‪ :‬حدثنا ابن بشار‪ ,‬حدثنا عبد الرحن‪ ,‬حدثنا سفيان عن‬
‫العمش عن أب وائل قال‪ :‬جاء رجل إل عبد ال هو ابن مسعود رضي ال عنه فقال‪ :‬من‬
‫أين جئت ؟ قال‪ :‬من الشام‪ ,‬قال‪ :‬من لقيت ؟ قال‪ :‬لقيت كعبا‪ ,‬قال‪ :‬ما حدثك ؟ قال‪:‬‬
‫حدث ن أن ال سموات تدور على من كب ملك‪ ,‬قال‪ :‬أف صدقته أو كذب ته ؟ قال‪ :‬ما صدقته‬
‫ول كذبته‪ ,‬قال‪ :‬لوددت أنك افتديت من رحلتك إليه براحلتك ورحلها‪ ,‬كذب كعب إن‬
‫ال تعال يقول {إن ال ي سك ال سموات أن تزول ولئن زال تا إن أم سكهما من أ حد من‬
‫بعده} وهذا إسططناد صططحيح إل كعططب وإل ابططن مسططعود رضططي ال عنططه‪.‬‬
‫ث رواه ا بن جر ير عن ا بن ح يد عن جر ير عن مغية عن إبراه يم قال‪ :‬ذ هب جندب‬
‫البجلي إل ك عب بالشام فذ كر نوه‪ .‬و قد رأ يت ف م صنف للفق يه ي ي بن إبراه يم بن‬
‫مزين الطليطلي ساه ط سي الفقهاء ط أورد هذا الثر عن ممد بن عيسى بن الطباع عن‬
‫وكيع عن العمش به‪ ,‬ث قال‪ :‬وأخبنا زونان يعن عبد اللك بن السن عن ابن وهب‬
‫عن مالك أنه قال‪ :‬السماء لتدور‪ ,‬واحتج بذه الَية‪ ,‬وبديث «إن بالغرب بابا للتوبة ل‬
‫يزال مفتوحا ح ت تطلع الش مس م نه» قلت‪ :‬وهذا الد يث ف ال صحيح‪ ,‬وال سبحانه‬
‫وتعال أعلم‪.‬‬

‫** َوأَقْ سَمُوْا بِاللّ هِ َجهْدَ َأيْمَاِنهِ مْ َلئِن جَآ َءهُ ْم نَذِيرٌ ّليَكُونُ نّ َأهْدَىَ مِ نْ إِحْدَى ا ُلمَ مِ فَلَمّا‬
‫سيّى ِء وَ َل يَحِي ُق الْ َمكْرُ‬
‫ض َو َمكْ َر ال ّ‬
‫جَآ َءهُ مْ نَذِي ٌر مّا زَا َدهُ مْ إِ ّل ُنفُورا * ا ْستِ ْكبَارا فِي الرْ ِ‬
‫سّنةِ‬
‫سّنةِ اللّ ِه َتبْدِيلً وَلَن َتجِدَ لِ ُ‬
‫جدَ لِ ُ‬
‫ال سّيّىءُ إِلّ ِبَأهْلِ هِ َفهَ ْل يَنظُرُو نَ إِلّ ُسّنةَ آلوّلِيَ َفلَن تَ ِ‬
‫حوِيلً‬ ‫ط تَ ْ‬
‫اللّهططططططططططططططططططططططططططططططط ِ‬

‫‪791‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يب تعال عن قريش والعرب‪ ,‬أنم أقسموا بال جهد أيانم قبل إرسال الرسول إليهم‬
‫{لئن جاء هم نذ ير ليكو نن أهدى من إحدى ال مم}‪ ,‬أي من ج يع ال مم الذ ين أر سل‬
‫إليهم الرسل‪ ,‬قاله الضحاك وغيه كقوله تعال‪{ :‬أن تقولوا إنا أنزل الكتاب على طائفي‬
‫من قبل نا وإن ك نا عن درا ستهم لغافل ي أو تقولوا لو أ نا أنزل علي نا الكتاب لك نا أهدى‬
‫منهم فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحة فمن أظلم من كذب بآيات ال وصدف‬
‫عن ها} وكقوله تعال‪{ :‬وإن كانوا ليقولون لو أن عند نا ذكرا من الول ي لك نا عباد ال‬
‫الخل صي فكفروا به ف سوف يعلمون} قال ال تعال‪{ :‬فل ما جاء هم نذ ير} و هو م مد‬
‫صلى ال عليه وسلم با أنزل معه من الكتاب العظيم‪ ,‬وهو القرآن البي {ما زادهم إل‬
‫نفورا} أي ما ازدادوا إل كفرا إل كفر هم‪ ,‬ث ب ي ذلك بقوله‪{ :‬استكبارا ف الرض}‬
‫أي‪ :‬ا ستكبوا عن اتباع آيات ال {وم كر ال سيء} أي ومكروا بالناس ف صدهم إيا هم‬
‫عطن سطبيل ال {ول ييطق الكطر السطيء إل بأهله} أي ومطا يعود وبال ذلك إل عليهطم‬
‫ططططططططططططططم‪.‬‬ ‫ططططططططططططططهم دون غيهط‬ ‫أنفسط‬
‫قال ابن أ ب حا ت‪ :‬ذ كر علي بن ال سي‪ ,‬حدثنا ابن أ ب ع مر‪ ,‬حدث نا سفيان عن أ ب‬
‫زكر يا الكو ف عن ر جل حد ثه أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬إياك وم كر‬
‫ال سيء‪ ,‬فإ نه لي يق ال كر ال سيء إل بأهله‪ ,‬ول م من ال طالب» وقال م مد بن ك عب‬
‫القرظي‪ :‬ثلث من فعلهن ل ينج حت ينل به‪ :‬من مكر أو بغى أو نكث‪ ,‬وتصديقها ف‬
‫كتاب ال تعال‪{ :‬ولي يق ال كر ال سيء إل بأهله} {إن ا بغي كم على أنف سكم} {و من‬
‫ن كث فإن ا ين كث على نف سه} وقوله عز و جل‪{ :‬ف هل ينظرون إل سنة الول ي} يع ن‬
‫عقوبة ال لم على تكذيبهم رسله ومالفتهم أمره {ولن تد لسنة ال تبديلً} أي لتغي‬
‫ول تبدل‪ ,‬بل هي جار ية كذلك ف كل مكذب {ولن ت د ل سنة ال تويلً} أي {وإذا‬
‫أراد ال بقوم سوءا قل مرد له} ول يك شف ذلك عن هم ويوله عن هم أ حد‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫** َأوَلَ ْم يَ سِيُواْ فِي الرْ ضِ َفيَنظُرُواْ َكيْ فَ كَا نَ عَاِقَبةُ الّذِي َن مِن َقْبِلهِ ْم وَكَاُن َواْ َأشَ ّد ِمْنهُ ْم‬
‫ت وَلَ فِي الرْ ضِ ِإنّ هُ كَا َن عَلِيما قَدِيرا *‬ ‫جزَ هُ مِن شَيْءٍ فِي ال سّمَاوَا ِ‬ ‫ُق ّوةً َومَا كَا نَ اللّ هُ ِلُيعْ ِ‬

‫‪792‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سبُوْا مَا تَرَ كَ عََل َى َظهْ ِرهَا مِن دَآّب ٍة وَلَـكِن ُيؤَخّ ُرهُ مْ إَِلىَ أَ َجلٍ‬
‫وََلوْ ُيؤَاخِذُ اللّ ُه النّا سَ بِمَا كَ َ‬
‫ط ِب ِعبَادِهطططِ بَصطططِيا‬ ‫مّسطططَمّى َفإِذَا جَآءَ أَ َجُلهُمطططْ فَإِنطططّ اللّهطططَ كَانطط َ‬
‫يقول تعال‪ :‬قل يا م مد لؤلء الكذ ين ب ا جئت هم به من الر سالة‪ :‬سيوا ف الرض‬
‫فانظروا ك يف كان عاق بة الذ ين كذبوا الر سل‪ ,‬ك يف د مر ال علي هم وللكافر ين أمثال ا‪,‬‬
‫فخلت منهم منازلم‪ ,‬وسلبوا ما كانوا فيه من نعيم بعد كمال القوة وكثرة العدد والعدد‪,‬‬
‫وكثرة الموال والولد‪ ,‬فما أغن ذلك شيئا‪ ,‬ول دفع عنهم من عذاب ال من شيء‪ ,‬لا‬
‫جاء أ مر ر بك ل نه تعال ليعجزه ش يء إذا أراد كو نه ف ال سموات والرض {إ نه كان‬
‫عليما قديرا} أي عل يم بم يع الكائنات قد ير على مموع ها‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬ولو يؤا خذ‬
‫ال الناس ب ا ك سبوا ما ترك على ظهر ها من دا بة} أي لو آخذ هم بم يع ذنوب م لهلك‬
‫جيططططع أهططططل الرض ومططططا يلكونططططه مططططن دواب وأرزاق‪.‬‬
‫قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أحد بن سنان‪ ,‬حدثنا عبد الرحن‪ ,‬حدثنا سفيان الثوري عن‬
‫أب إسحاق عن أب الحوص عن عبد ال قال‪ :‬كاد العل أن يعذب ف جحره بذنب ابن‬
‫آدم‪ ,‬ث قرأ {ولو يؤاخذ ال الناس با كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة}‪ .‬وقال سعيد‬
‫بن جبي وال سدي ف قوله تعال‪ { :‬ما ترك على ظهر ها من دا بة} أي ل ا سقاهم ال طر‬
‫فما تت ج يع الدواب‪{ ,‬ول كن يؤخر هم إل أ جل م سمى} أي ول كن ينظر هم إل يوم‬
‫القيامة فيحاسبهم يومئذ‪ ,‬ويوف كل عامل بعمله‪ ,‬فيجازي بالثواب أهل الطاعة وبالعقاب‬
‫أهطل العصطية‪ ,‬ولذا قال تبارك وتعال‪{ :‬فإذا جاء أجلهطم فإن ال كان بعباده بصطيا}‪.‬‬
‫آخططططر تفسططططي سططططورة فاطططططر و ل المططططد والنططططة‪.‬‬

‫ططططططططططططططططططس‬
‫ططططططططططططططططططورة يط‬
‫سط‬

‫وهطططططططططططططططططي مكيطططططططططططططططططة‬
‫قال أ بو ع يس الترمذي‪ :‬حدث نا قتي بة و سفيان بن وك يع‪ ,‬حدث نا ح يد بن ع بد الرح ن‬
‫الرواسي عن السن بن صال عن هارون أب ممد عن مقاتل بن حيان عن قتادة عن أنس‬
‫ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬إن ل كل ش يء قلبا‪ ,‬وقلب‬

‫‪793‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫القرآن يس‪ ,‬و من قرأ يس ك تب ال له بقراءت ا قراءة القرآن ع شر مرات» ث قال‪ :‬هذا‬
‫حد يث غر يب لنعر فه إل من حد يث ح يد بن ع بد الرح ن‪ ,‬وهارون أ بو م مد ش يخ‬
‫مهول‪ .‬وف الباب عن أب بكر الصديق رضي ال عنه‪ :‬ول يصح لضعف إسناده‪ .‬وعن أب‬
‫هريرة رضي ال عنه‪ :‬منظور فيه‪ ,‬أما حديث الصديق رضي ال عنه فرواه الكيم الترمذي‬
‫ف كتابه نوادر الصول‪ ,‬وأما حديث أب هريرة رضي ال عنه فقال أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا‬
‫عبد الرحن بن الفضل‪ ,‬حدثنا زيد هو ابن الباب‪ ,‬حدثنا حيد هو الكي مول آل علقمة‬
‫عن عطاء بن أ ب رباح عن أ ب هريرة ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫و سلم‪« :‬إن ل كل ش يء قلبا وقلب القرآن يس» ث قال‪ :‬ل نعلم رواه إل ز يد عن ح يد‪.‬‬
‫وقال الا فظ أ بو يعلى‪ :‬حدث نا إ سحاق بن أ ب إ سرائيل‪ ,‬حدث نا حجاج بن م مد عن‬
‫هشام بن زياد عن السن قال‪ :‬سعت أبا هريرة رضي ال عنه يقول‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم‪ « :‬من قرأ يس ف ليلة أ صبح مغفورا له‪ ,‬و من قرأ حم ال ت يذ كر في ها‬
‫الدخان أ صبح مغفور له» إ سناده ج يد‪ .‬وقال ا بن حبان ف صحيحه‪ :‬حدث نا م مد بن‬
‫إسحاق بن إبراهيم مول ثقيف‪ ,‬حدثنا الوليد بن شجاع بن الوليد السكون‪ ,‬حدثنا أب‪,‬‬
‫حدثنا زياد بن خيمثة‪ ,‬حدثنا ممد بن جحادة عن السن عن جندب بن عبد ال رضي‬
‫ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬من قرأ يس ف ليلة ابتغاء وجه ال عز‬
‫وجططططططططططططططططل غفططططططططططططططططر له»‪.‬‬
‫وقد قال المام أحد‪ :‬حدثنا عارم حدثنا معتمر عن أبيه عن رجل عن أبيه عن معقل بن‬
‫ي سار ر ضي ال ع نه قال‪ :‬إن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬البقرة سنام القرآن‬
‫وذروته‪ ,‬نزل مع كل آية منها ثانون ملكا‪ ,‬واستخرجت{ ال ل إله إل هو الي القيوم}‬
‫من تت العرش فوصلت با ط أو فوصلت بسورة البقرة ط ويس قلب القرآن ل يقرؤها‬
‫ر جل ير يد ال والدار الَخرة إل غفرله‪ ,‬واقرؤو ها على موتا كم» وكذا رواه الن سائي ف‬
‫اليوم والليلة عططن ممططد بططن عبططد العلى عططن معتمططر بططن سططليمان بططه‪.‬‬
‫ث قال المام أح د‪ :‬حدث نا عارم‪ ,‬حدث نا ا بن البارك‪ ,‬حدث نا سليمان التي مي عن أ ب‬
‫عثمان ول يس بالنهدي‪ ,‬عن أب يه عن مع قل بن ي سار ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قال ر سول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم‪« :‬اقرؤو ها على موتا كم» يع ن يس‪ ,‬ورواه أ بو داود والن سائي ف‬

‫‪794‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫اليوم والليلة وابن ماجه من حديث عبد ال بن البارك به‪ ,‬إل أن ف رواية النسائي عن أب‬
‫عثمان عن مع قل بن ي سار ر ضي ال ع نه‪ ,‬ولذا قال ب عض العلماء‪ :‬من خ صائص هذه‬
‫السورة أنا ل تقرأ عند أمر عسي إل يسره ال تعال‪ ,‬وكأن قراءتا عند اليت لتنل الرحة‬
‫والبكطططططة‪ ,‬وليسطططططهل عليطططططه خروج الروح‪ ,‬وال تعال أعلم‪.‬‬
‫قال المام أحد رحه ال‪ :‬حدثنا أبو الغية‪ ,‬حدثنا صفوان قال‪ :‬كان الشيخة يقولون‪:‬‬
‫إذا قرئت ط يع ن يس ط ع ند ال يت خ فف ال ع نه ب ا‪ .‬وقال البزار‪ :‬حدث نا سلمة بن‬
‫شبيب‪ ,‬حدثنا إبراهيم بن الكم بن أبان عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس قال‪ :‬قال النب‬
‫صطلى ال عليطه وسطلم‪« :‬لوددت أناط فط قلب كطل إنسطان مطن أمتط» يعنط يطس‪.‬‬

‫بِسطططططططْمِ اللّهطططططططِ الرّحْمـطططططططنِ الرّحِيمطططططططِ‬

‫سَتقِيمٍ * تَنِيلَ اْلعَزِي ِز‬‫ط مّ ْ‬ ‫حكِيمِ * إِنّكَ لَ ِم َن الْمُرْسَِليَ * عََلىَ صِرَا ٍ‬ ‫** يسَ * وَاْلقُرْآنِ الْ َ‬
‫الرّحِيمِ * ِلتُنذِرَ َقوْما مّآ أُنذِ َر آبَآ ُؤهُمْ َف ُه ْم غَافِلُونَ * َلقَدْ حَ ّق اْل َقوْ ُل عََلىَ أَ ْكثَ ِرهِمْ َفهُمْ لَ‬
‫يُؤ ِمنُونططططططططططططططططططططططططططططططططططَ‬

‫قد تقدم الكلم على الروف القطعة ف أول سورة البقرة‪ .‬وروي عن ابن عباس رضي‬
‫ال عنه ما وعكر مة والضحاك وال سن و سفيان بن عيي نة أن يس بع ن يا إن سان‪ .‬وقال‬
‫سعيد بن جبي‪ :‬هو كذلك ف لغة البشة‪ ,‬وقال مالك عن زيد بن أسلم‪ :‬هو اسم من‬
‫أساء ال تعال‪{ :‬والقرآن الكيم} أي الحكم الذي ل يأتيه الباطل من بي يديه ول من‬
‫خلفه {إنك} أي يا ممد{لن الرسلي على صراط مستقيم} أي على منهج ودين قوي‬
‫وشرع م ستقيم {تن يل العز يز الرح يم} أي هذا ال صراط والن هج والد ين الذي جئت به‬
‫تن يل من رب العزة الرح يم بعباده الؤمن ي‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬وإ نك لتهدي إل صراط‬
‫م ستقيم صراط ال الذي له ما ف ال سموات و ما ف الرض أل إل ال ت صي المور}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون} يعن بم العرب‪ ,‬فإنه ما أتاهم‬
‫من نذ ير من قبله‪ ,‬وذكر هم وحدهم ل ينفي من عدا هم‪ ,‬ك ما أن ذ كر بعض الفراد ل‬

‫‪795‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ين في العموم‪ ,‬و قد تقدم ذ كر الَيات والحاد يث التواترة ف عموم بعث ته صلى ال عل يه‬
‫وسلم عند قوله تعال‪{ :‬قل يا أيها الناس إن رسول ال إليكم جيعا}‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬لقد‬
‫حق القول على أكثر هم} قال ا بن جر ير‪ :‬ل قد و جب العذاب على أكثر هم بأن ال تعال‬
‫قد ح تم علي هم ف أم الكتاب أنم ل يؤمنون {فهم ليؤمنون} بال ول يصدقون رسله‪.‬‬

‫** ِإنّا َجعَ ْلنَا فِيَ َأعْناِقهِمْ َأ ْغلَلً َف ِهىَ إِلَى الذْقَانِ َفهُم ّمقْمَحُونَ * وَ َجعَ ْلنَا مِن َبيْنِ َأيْدِيهِ ْم‬
‫شْينَاهُ مْ َفهُ مْ َل ُيبْ صِرُونَ * وَ َسوَآ ُء عََلْيهِ مْ َأأَنذَ ْرَتهُ مْ أَ مْ لَ مْ‬
‫سَدّا ومِ نْ خَ ْل ِفهِ مْ َسدّا فَأغْ َ‬
‫تُنذِ ْرهُ مْ لَ يُؤ ِمنُو نَ * ِإنّمَا تُنذِ ُر مَ ِن اّتبَ عَ الذِكْ َر وَخشِ يَ الرّحْمـ َن بِاْلغَيْ بِ َفبَشّرْ هُ بِ َم ْغفِ َرةٍ‬
‫صيْنَاهُ فِ يَ‬ ‫ب مَاَ قَ ّدمُواْ وَآثَا َرهُ ْم وَكُ ّل شيْءٍ أَحْ َ‬
‫حيِي الْ َم ْوَتىَ َوَنكْتُ ُ‬
‫ح ُن نُ ْ‬‫َوأَجْرٍ َك ِريٍ * ِإنّا نَ ْ‬
‫طططططططططططططططط‬ ‫ط ّمبِيٍط‬ ‫ِإمَامطططططططططططططططط ٍ‬
‫يقول تعال‪ :‬إنطا جعلنطا هؤلء الحتوم عليهطم بالشقاء نسطبتهم إل الوصطول إل الدى‬
‫كن سبة من ج عل ف عن قه غل‪ ,‬فج مع يد يه مع عن قه ت ت ذق نه‪ ,‬فارت فع رأ سه ف صار‬
‫مقمحا‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬فهم مقمحون} والقمح هو الرافع رأسه‪ ,‬كما قالت أم زرع‬
‫فط كلمهطا‪ :‬وأشرب فأتقمطح‪ ,‬أي أشرب فأروي‪ ,‬وأرفطع رأسطي تنيئا وترويا‪ ,‬واكتفطى‬
‫بذكطر الغطل فط العنطق عطن ذكطر اليديطن وإن كانتطا مرادتيط‪ ,‬كمطا قال الشاعطر‪:‬‬
‫فماأدري إذا يمططططت أرضاأريططططد اليطططط أيهمططططا يلينطططط‬
‫أأليططططط الذي أنطططططا أبتغيهأم الشطططططر الذي ل يأتلينططططط ؟‬
‫فاكتفى بذكر الي عن الشر‪ ,‬لا دل الكلم والسياق عليه‪ ,‬وهكذا هذا لا كان الغل إنا‬
‫يعرف فيما جع اليدين مع العنق‪ ,‬اكتفى بذكر العنق عن اليدين‪ .‬قال العوف عن ابن عباس‬
‫رضطي ال عنهمطا فط قوله تعال‪{ :‬إنطا جعلنطا فط أعناقهطم أغل ًل فهطي إل الذقان فهطم‬
‫مقمحون} قال‪ :‬هو كقوله عز وجل‪{ :‬ول تعل يدك مغلولة إل عنقك} يعن بذلك أن‬
‫أيديهم موثقة إل أعناقهم ل يستطيعون أن يبسطوها بي‪ .‬وقال ماهد {فهم مقمحون}‬
‫قال‪ :‬راف عي رؤو سهم‪ ,‬وأيدي هم موضو عة على أفواه هم‪ ,‬ف هم مغلولون عن كل خ ي‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وجعلنا من بي أيديهم سدا} قال ماهد‪ :‬عن الق {ومن خلفهم سدا}‬
‫طم يترددون‪ .‬وقال قتادة‪ :‬ف ط الضللت‪ .‬وقوله تعال‪:‬‬ ‫ط فهط‬ ‫طن القط‬ ‫طد‪ :‬عط‬ ‫قال ماهط‬

‫‪796‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{فأغشيناهم} أي أغشينا أبصارهم عن الق {فهم ل يبصرون} أي ل ينتفعون بي ول‬
‫يهتدون إليطه‪ .‬قال ابطن جريطر‪ :‬وروي عطن ابطن عباس رضطي ال عنهمطا أنطه كان يقرأ‬
‫{فأعشيناهم} بالعي الهملة من العشا‪ ,‬وهو داء ف العي‪ ,‬وقال عبد الرحن بن زيد بن‬
‫أسلم‪ :‬جعل ال تعال هذا السد بينهم وبي السلم واليان‪ ,‬فهم ل يلصون إليه‪ ,‬وقرأ‬
‫{إن الذ ين حقت علي هم كل مة ربك ل يؤمنون ولو جاءت م كل آ ية حت يروا العذاب‬
‫الل يم} ث قال‪ :‬من من عه ال تعال ل ي ستطيع‪.‬وقال عكر مة‪ :‬قال أ بو ج هل‪ :‬لئن رأ يت‬
‫ممدا لفعلن ولفعلن‪ ,‬فأنزلت {إنطا جعلنطا فط أعناقهطم أغللً طط إل قوله طط فهطم ل‬
‫يبصرون} قال‪ :‬وكانوا يقولون هذا ممد‪ ,‬فيقول‪ :‬أين هو أين هو ؟ ل يبصره‪ ,‬رواه ابن‬
‫جريطططططططططططططططططططططططططططططططططططر‪.‬‬
‫وقال ممد بن إسحاق‪ :‬حدثن يزيد بن زياد عن ممد بن كعب قال‪ :‬قال أبو جهل‬
‫وهم جلوس‪ :‬إن ممدا يزعم أنكم إن تابعتموه كنتم ملوكا فإذا متم بعثتم بعد موتكم‪,‬‬
‫وكا نت ل كم جنان خ ي من جنان الردن‪ ,‬وأن كم إن خالفتموه كان ل كم م نه ذ بح‪ ,‬ث‬
‫بعث تم ب عد موتكم وكا نت لكم نار تعذبون ب ا‪ .‬وخرج علي هم ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫و سلم ع ند ذلك و ف يده حف نة من تراب‪ ,‬و قد أ خذ ال تعال على أعين هم دو نه‪ ,‬فج عل‬
‫يذرهطا على رؤوسطهم ويقرأ {يطس والقرآن الكيطم طط حتط انتهطى إل قوله تعال طط‬
‫وجعلنا من بي أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم ليبصرون} وانطلق رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم لاج ته‪ ,‬وباتوا ر صداء على با به ح ت خرج علي هم ب عد ذلك‬
‫خارج من الدار‪ ,‬فقال‪ :‬مالكم ؟ قالوا‪ :‬ننتظر ممدا‪ ,‬قال‪ :‬قد خرج عليكم فما بقي منكم‬
‫من رجل إل وضع على رأسه ترابا‪ ,‬ث ذهب لاجته‪ ,‬فجعل كل رجل منهم ينفض ما‬
‫على رأسه من التراب‪ .‬قال‪ :‬وقد بلغ النب صلى ال عليه وسلم قول أب جهل فقال‪« :‬وأنا‬
‫أقول ذلك إن لمططططط منططططط لذبا وإنطططططه أحدهطططططم»‪.‬‬
‫وقوله تبارك وتعال‪{ :‬وسواء عليهم أأنذرتم أم ل تنذرهم ليؤمنون} أي فقد ختم ال‬
‫علي هم بالضللة ف ما يف يد في هم النذار ول يتأثرون به‪ ,‬و قد تقدم نظي ها ف أول سورة‬
‫البقرة‪ ,‬وكمطا قال تبارك وتعال‪{ :‬إن الذيطن حقطت عليهطم كلمطة ربطك ل يؤمنون‪ ,‬ولو‬
‫جاءت م كل آ ية ح ت يروا العذاب الل يم} {إن ا تنذر من ات بع الذ كر} أي إن ا ينت فع‬

‫‪797‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بإنذارك الؤمنون الذ ين يتبعون الذ كر و هو القرآن العظ يم {وخ شي الرح ن بالغ يب} أي‬
‫حيطث ل يراه أحطد إل ال تبارك وتعال يعلم أن ال مطلع عليطه وعال باط يفعطل {فبشره‬
‫بغفرة } أي لذنوبه {وأجر كري} أي كثي واسع حسن جيل‪ ,‬كما قال تبارك وتعال‪:‬‬
‫{إن الذين يشون ربم بالغيب لم مغفرة وأجر كبي} ث قال عز وجل‪{ :‬إنا نن نيي‬
‫الوتى} أي يوم القيامة‪ ,‬وفيه إشارة إل أن ال تعال ييي قلب من يشاء من الكفار‪ ,‬الذين‬
‫قد ما تت قلوب م بالضللة فيهدي هم ب عد ذلك إل ال ق‪ ,‬ك ما قال تعال ب عد ذ كر ق سوة‬
‫القلوب‪{ :‬اعلموا أن ال ي يي الرض ب عد موت ا قد بي نا ل كم الَيات لعل كم تعقلون}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ونكتب ماقدموا} أي من العمال‪ ,‬وف قوله تعال‪{ :‬وآثارهم} قولن‪:‬‬
‫(أحدها) نكتب أعمالم الت باشروها بأنفسهم‪ ,‬وآثارهم الت آثروها من بعدهم فنجزيهم‬
‫على ذلك أيضا إن خيا فخي وإن شرا فشر‪ ,‬كقوله صلى ال عليه وسلم‪« :‬من سن ف‬
‫ال سلم سنة حسنة كان له أجرها‪ ,‬وأ جر من ع مل ب ا من بعده من غ ي أن ين قص من‬
‫أجورهم شيئا‪ ,‬ومن سن ف السلم سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل با من‬
‫بعده من غي أن ينقص من أوزارهم شيئا» رواه مسلم من رواية شعبة عن عون بن أب‬
‫جحيفة عن النذر بن جرير عن أبيه جرير بن عبد ال البجلي رضي ال عنه‪ ,‬وفيه قصة‬
‫متاب النّمار الضريي‪ ,‬ورواه ابن أب حات عن أبيه عن يي بن سليمان العفي‪ ,‬عن أب‬
‫الحياة يي بن يعلى عن عبد اللك بن عمي عن جرير بن عبد ال رضي ال عنه فذكر‬
‫الديث بطوله‪ ,‬ث تل هذه الية {ونكتب ما قدموا وآثارهم} وقد رواه مسلم من رواية‬
‫أبط عوانطة عطن عبداللك بطن عميط عطن النذر بطن جريطر عطن أبيطه فذكره‪.‬‬
‫وهكذا الد يث الَ خر الذي ف صحيح م سلم عن أ ب هريرة ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قال‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬إذا مات ا بن آدم انق طع عمله إل من ثلث‪ :‬من علم‬
‫ينتفع به‪ ,‬أو ولد صال يدعو له‪ ,‬أو صدقة جارية من بعده»‪ ,‬وقال سفيان الثوري عن أب‬
‫سطعيد رضطي ال عنطه‪ ,‬قال‪ :‬سطعت ماهدا يقول فط قوله تعال‪{ :‬إنطا ننط نيطي الوتطى‬
‫ونك تب ما قدموا وآثار هم} قال‪ :‬ما أورثوا من الضللة‪ .‬وقال ا بن لي عة عن عطاء بن‬
‫دينار عن سعيد بن جبي ف قوله تعال‪{ :‬ونك تب ما قدموا وآثار هم} يع ن ما أثروا‪,‬‬
‫يقول‪ :‬ما سنوا من سنة فعمل با قوم من بعد موتم‪ ,‬فإن كانت خيا فلهم مثل أجورهم‬

‫‪798‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لينقص من أجر من عمل به شيئا‪ ,‬وإن كانت شرافعليهم مثل أوزارهم ول ينقص من‬
‫أوزار مطن عمطل باط شيئا‪ ,‬ذكرهاط ابطن أبط حاتط‪ ,‬وهذا القول هطو اختيار البغوي‪.‬‬
‫(والقول الثان) أن الراد بذلك آثار خطاهم إل الطاعة أو العصية‪ ,‬قال ابن أب نيح‬
‫ط قدموا} أعمالمط {وآثارهطم} قال‪ :‬خطاهطم بأرجلهطم‪ ,‬وكذا قال‬ ‫وغيه عطن ماهطد{م ا‬
‫السن وقتاده {وآثارهم} يعن خطاهم‪ .‬وقال قتادة‪ :‬لو كان ال عز وجل مغفلً شيئا من‬
‫شأنك يا ابن آدم أغفل ما تعفي الرياح من هذه الَثار‪ ,‬ولكن أحصى على ابن آدم أثره‬
‫وعمله كله ح ت أح صى هذا ال ثر في ما هو من طا عة ال تعال أو من مع صيته‪ ,‬ف من‬
‫اسطتطاع منكطم أن يكتطب أثره فط طاعطة ال تعال فليفعطل‪ .‬وقطد وردت فط هذا العنط‬
‫طططططططططططططططططططططططططططططططططث‪:‬‬ ‫أحاديط‬
‫(الديث الول) قال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الصمد‪ ,‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا الريري عن‬
‫أب نضرة عن جابر بن عبد ال رضي ال عنهما‪ ,‬قال‪ :‬خلت البقاع حول السجد‪ ,‬فأراد‬
‫بنو سلمة أن ينتقلوا قرب السجد‪ ,‬فبلغ ذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فقال لم‪:‬‬
‫«إ نه بلغ ن أن كم تريدون أن تنتقلوا قرب ال سجد ؟» قالوا‪ :‬ن عم يار سول ال قد أرد نا‬
‫ذلك‪ ,‬فقال صلى ال عليه وسلم‪« :‬يا بن سلمة‪ ,‬دياركم تكتب آثاركم‪ ,‬دياركم تكتب‬
‫آثاركم»‪ ,‬وهكذا رواه مسلم من حديث سعيد الريري وكهمس بن السن‪ ,‬كلها عن‬
‫أبط نضرة واسطه النذر بطن مالك بطن قطعطة العبدي‪ ,‬عطن جابر رضطي عنطه بطه‪.‬‬
‫(الد يث الثا ن) قال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا م مد بن الوز ير الوا سطي‪ ,‬حدث نا إ سحاق‬
‫الزرق عن سفيان الثوري عن أب سفيان عن أب نضرة‪ ,‬عن أب سعيد الدري رضي ال‬
‫عنه‪ ,‬قال‪ :‬كانت بنو سلمة ف ناحية من الدينة‪ ,‬فأرادوا أن ينتقلوا إل قريب من السجد‪,‬‬
‫فنلت {إ نا ن ن ن يي الو تى ونك تب ما قدموا وآثار هم} فقال ل م ال نب صلى ال عل يه‬
‫و سلم‪« :‬إن آثار كم تك تب» فلم ينتقلوا‪ ,‬تفرد بإخرا جه الترمذي ع ند تف سيه هذه الَ ية‬
‫الكرية عن ممد بن الوزير به‪ ,‬ث قال‪ :‬حسن غريب من حديث الثوري‪ ,‬ورواه ابن جرير‬
‫عن سليمان بن عمر بن خالد الرقي‪ ,‬عن ابن البارك عن سفيان الثوري عن طريف ط‬
‫وهططو ابططن شهاب أبططو سططفيان السططعدي ططط عططن أبطط نضرة بططه‪.‬‬

‫‪799‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقطد روي مطن غيط طريطق الثوري فقال الافطظ أبطو بكطر البزار‪ :‬حدثنطا عباد بطن زياد‬
‫الساجي‪ ,‬حدثنا عثمان بن عمر‪ ,‬حدثنا شعبة عن سعيد الريري عن أب نضرة‪ ,‬عن أب‬
‫سعيد ر ضي ال ع نه‪ ,‬قال‪ :‬إن ب ن سلمة شكوا إل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ب عد‬
‫منازلم من السجد‪ ,‬فنلت{ونكتب ماقدموا وآثارهم} فأقاموا ف مكانم‪ .‬وحدثنا ممد‬
‫بن الثن‪ ,‬حدثنا عبد العلى‪ ,‬حدثنا الريري عن أب نضرة عن أب سعيد رضي ال عنه‪,‬‬
‫عن النب صلى ال عليه وسلم بنحوه‪ ,‬وفيه غرابة من حيث ذكر نزول هذه الَية‪ ,‬والسورة‬
‫بكمالاطططططططططططططط مكيططططططططططططططة‪ ,‬فال أعلم‪.‬‬
‫(الد يث الثالث) قال ا بن جر ير‪ :‬حدث نا ن صر بن علي الهض مي‪ ,‬حدث نا أ بو أح د‬
‫الزبيي‪ ,‬حدثنا إسرائيل عن ساك عن عكرمة عن ابن عباس رضي ال عنهما‪ ,‬قال‪ :‬كانت‬
‫منازل النصطار متباعدة مطن السطجد‪ ,‬فأرادوا أن ينتقلوا إل السطجد‪,‬فنلت {ونكتطب‬
‫ماقدموا وآثارهطم} فقالوا‪ :‬نثبطت مكاننطا‪ ,‬هكذا رواه‪ ,‬وليطس فيطه شيطء مرفوع‪ .‬ورواه‬
‫الطبان عن عبد ال بن ممد بن سعيد بن أ ب مري عن ممد بن يوسف الفرياب عن‬
‫إ سرائيل‪ ,‬عن ساك عن سعيد بن جبي عن ا بن عباس ر ضي ال عنه ما‪ ,‬قال‪ :‬كا نت‬
‫الن صار بعيدة منازل م من ال سجد‪ ,‬فأرادوا أن يتحولوا إل ال سجد‪ ,‬فنلت {ونك تب ما‬
‫قدموا وآثارهططططططططم} فثبتوا فطططططططط منازلمطططططططط‪.‬‬
‫(الديث الرابع) قال المام أحد‪ :‬حدثنا حسن‪ ,‬حدثنا ابن ليعة‪ ,‬حدثن حيي بن عبد‬
‫ال عن أب عبد الرحن البلي عن عبد ال بن عمرو رضي ال عنهما‪ ,‬قال‪ :‬توف رجل ف‬
‫الدينة فصلى عليه النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬وقال «يا ليته مات ف غي مولده»‪ ,‬فقال‬
‫رجل من الناس‪ :‬ول يا رسول ال ؟ فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن الرجل إذا‬
‫توف ف غي مولده‪ ,‬قيس له من مولده إل منقطع أثره ف النة»‪ ,‬ورواه النسائي عن يونس‬
‫بن عبد العلى وابن ماجه عن حرملة‪ ,‬كلها عن ابن وهب عن حيي بن عبد ال به‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن حيد‪ ,‬حدثنا أبو نيلة‪ ,‬حدثنا السي عن ثابت قال‪ :‬مشيت‬
‫مع أنس رضي ال عنه فأسرعت الشي فأخذ بيدي فمشينا رويدا‪ ,‬فلما قضينا الصلة قال‬
‫أ نس‪ :‬مش يت مع ز يد بن ثا بت فأ سرعت ال شي‪,‬فقال‪ :‬يا أ نس أ ما شعرت أن الَثار‬
‫تك تب ؟ وهذا القول ل تنا ف بي نه وب ي الول‪ ,‬بل ف هذا ت نبيه ودللة على ذلك بطر يق‬

‫‪800‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الول والحرى‪ ,‬فإ نه إذا كا نت هذه الَثار تكتب‪ ,‬فلن تكتب تلك ال ت فيها قدوة ب م‬
‫طططططق الول‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬ ‫طططططر بطريط‬ ‫طططططن خيططططط أو شط‬ ‫مط‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وكطل شيطء أحصطيناه فط إمام مطبي} أي وجيطع الكائنات مكتوب فط‬
‫كتاب م سطور مضبوط ف لوح مفوظ‪ ,‬والمام ال بي هه نا هو أم الكتاب‪ ,‬قاله ما هد‬
‫وقتاده وعبطد الرحنط بطن زيطد بطن أسطلم‪ ,‬وكذا فط قوله تعال‪{ :‬يوم ندعطو كطل أناس‬
‫بإمام هم} أي بكتاب أعمال م الشا هد علي هم ب ا عملوه من خ ي أو شر‪ ,‬ك ما قال عز‬
‫و جل‪{ :‬وو ضع الكتاب وج يء بال نبيي والشهداء} وقال تعال‪{ :‬وو ضع الكتاب فترى‬
‫الجرمي مشفقي ما فيه ويقولون يا ويلنتنا ما لذا الكتاب ل يغادر صغية ولكبية إل‬
‫أحصطططططاها ووجدوا مطططططا عملوا حاضرا ول يظلم ربطططططك أحدا}‪.‬‬

‫ب القَ ْرَيةِ إِذْ جَآءَهَا الْمُرْ َسلُونَ * ِإذْ أَرْ سَ ْلنَآ إَِليْهِ ُم اْثنَيْ ِن‬‫** وَاضْرِ بْ َلهُ مْ مَّثلً أَ صْحَا َ‬
‫ش ٌر ّمثُْلنَا َومَآ َأنَزلَ‬ ‫َفكَ ّذبُوهُمَا َفعَزّ ْزنَا بِثَالِ ثٍ َفقَاُل َواْ ِإنّآ إَِلْيكُ ْم مّرْ سَلُونَ * قَالُواْ مَآ أَنتُ مْ إِلّ بَ َ‬
‫الرّحْ َم ـ ُن مِن َشيْءٍ إِ نْ أَنتُ مْ إِ ّل َتكْ ِذبُو نَ * قَالُواْ َربّنَا َيعْلَ مُ إِنّآ إَِليْكُ مْ َلمُرْ سَلُونَ * وَمَا‬
‫طططططططططُ الْ ُمبِيُططططططططط‬ ‫عََليْنَطططططططططآ إِ ّل الَْبلَغط‬
‫ويقول تعال‪ :‬واضرب يا م مد لقو مك الذ ين كذبوك {مثلً أ صحاب القر ية إذ جاء ها‬
‫الر سلون} قال ا بن إ سحاق في ما بل غه عن ا بن عباس ر ضي ال عنه ما وك عب الحبار‬
‫ووهب بن منبه‪ :‬إنا مدينة أنطاكية وكان با ملك يقال له أنطيخس بن أنطيخس وكان‬
‫يع بد ال صنام‪ ,‬فب عث ال إل يه ثل ثة من الر سل‪ ,‬و هم صادق و صدوق وشلوم‪ ,‬فكذب م‪,‬‬
‫وهكذا روي عن بريدة بن الصيب وعكرمة وقتادة والزهري أنا أنطاكية‪ ,‬وقد استشكل‬
‫بعطض الئمطة كوناط أنطاكيطة باط سطنذكره بعطد تام القصطة إن شاء ال تعال‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬إذ أرسطلنا إليهطم إثنيط فكذبوهاط} أي بادروهاط بالتكذيطب {فعززنطا‬
‫بثالث} أي قويناها وشددنا إزرها برسول ثالث‪ .‬قال ابن جريج عن وهب بن سليمان‬
‫عن شعيب البائي قال‪ :‬كان اسم الرسولي الولي شعون ويوحنا‪ ,‬واسم الثالث بوليس‪,‬‬
‫والقرية أنطاكية {فقالوا} أي لهل تلك القرية {إنا إليكم مرسلون} أي من ربكم الذي‬
‫خلق كم يأمر كم بعبادته وحده ل شريك له‪ ,‬قاله أبو العالية‪ ,‬وز عم قتادة بن دعامة أن م‬

‫‪801‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كانوا رسل السيح عليه السلم إل أهل أنطاكية {قالوا ما أنتم إل بشر مثلنا} أي فكيف‬
‫ل لكن تم‬‫أو حي إلي كم وأن تم ب شر ون ن ب شر‪ ,‬فلم ل أو حي إلي نا مثل كم ولو كن تم ر س ً‬
‫ملئكة‪ ,‬وهذه شبهة كثي من المم الكذبة‪ ,‬كما أخب ال تعال عنهم ف قوله عز وجل‪:‬‬
‫{ذلك بأنم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا أبشر يهدوننا} أي استعجبوا من ذلك‬
‫وأنكروه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬قالوا إن أنتم إل بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فأتونا‬
‫بسلطان مبي}‪ .‬وقوله تعال حكاية عنهم ف قوله جل وعل‪{ :‬ولئن أطعتم بشرا مثلكم‬
‫إنكم إذا لاسرون} وقوله تعال‪{ :‬وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الدى إل أن قالوا‬
‫أب عث ال بشرا رسولً ؟} ولذا قال هؤلء {ما أنتم إل بشر مثلنا وما أنزل الرحن من‬
‫شيء إن أنتم إل تكذبون قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لرسلون} أي أجابتهم رسلهم الثلثة‬
‫قائلي ال يعلم أنا رسله إليكم‪ ,‬ولوكنا كذبة عليه ل نتقم منا أشد النتقام‪ ,‬ولكنه سيعزنا‬
‫وينصطرنا عليكطم وسطتعلمون لنط تكون عاقبطة الدار‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬قطل كفطى بال بينط‬
‫وبين كم شهيدا يعلم ما ف ال سموات و ما ف الرض والذ ين آمنوا بالبا طل وكفروا بال‬
‫أولئك هم الا سرون} {و ما علي نا إل البلغ ال بي} يقولون‪ :‬إن ا علي نا أن نبلغ كم ما‬
‫أرسطلنا بطه إليكطم‪ ,‬فإذا أطعتطم كانطت لكطم السطعادة فط الدنيطا والَخرة‪ ,‬وإن ل تيبوا‬
‫فسططططططططططططتعلمون غبططططططططططططّ ذلك‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫سنّكُ ْم مّنّا عَذَا بٌ أَلِي مٌ * قَالُوْا‬


‫** قَاُل َواْ إِنّا تَ َطيّرْنَا ِبكُ مْ َلئِن ّل ْم تَنَتهُواْ َلنَرْجُ َمّنكُ مْ وََليَمَ ّ‬
‫طرِفُونَ‬‫طَائِرُكُطططم ّمعَكُمطططْ َأإِن ذُكّرْتُطططم بَلْ أَنتُمطططْ َقوْمطططٌ مّسطط ْ‬
‫فع ند ذلك قال ل م أ هل القر ية{إ نا تطي نا ب كم} أي ل نر على وجوه كم خيا ف‬
‫عيش نا‪ .‬وقال قتادة‪ :‬يقولون إن أ صابنا شر فإن ا هو من أجل كم‪ .‬وقال ما هد‪ :‬يقولون ل‬
‫يد خل مثل كم إل قر ية إل عذب أهل ها {لئن ل تنتهوا لنرجن كم} قال قتادة‪ :‬بالجارة‪.‬‬
‫وقال ماهد‪ :‬بالشتم‪{ ,‬وليمسنكم منا عذاب أليم} أي عقوبة شديدة‪ ,‬فقالت لم رسلهم‬
‫{طائركم معكم} أي مردود عليكم‪ ,‬كقوله تعال ف قوم فرعون {فإذا جاءتم السنة‬
‫قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيوا بوسى ومن معه أل إنا طائرهم عند ال} وقال قوم‬

‫‪802‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صال {اطي نا بك وب ن م عك قال طائر كم ع ند ال} وقال قتادة وو هب بن من به‪ :‬أي‬
‫أعمالكطم معكطم‪ .‬وقال عطز وجطل‪{ :‬وإن تصطبهم حسطنة يقولوا هذه مطن عنطد ال‪ ,‬وإن‬
‫ط لؤلء القوم ليكادون‬ ‫تصطبهم سطيئة يقولون هذه مطن عندك‪ ,‬قطل كطل مطن عنطد ال فم ا‬
‫يفقهون حديثا} وقوله تعال‪{ :‬أئن ذكرتط بطل أنتطم قوم مسطرفون} أي مطن أجطل أنطا‬
‫ذكرناكطم وأمرناكطم بتوحيطد ال وإخلص العبادة له‪ ,‬قابلتمونطا بذا الكلم وتوعدتونطا‬
‫وتددتونا‪ ,‬بل أنتم قوم مسرفون‪ .‬وقال قتادة‪ :‬أي إن ذكرناكم بال تطيت بنا بل أنتم قوم‬
‫مسطططططططططططططططططططططططططططططططططرفون‪.‬‬

‫سأَُلكُ ْم‬‫ي * اّتبِعُواْ مَن لّ يَ ْ‬ ‫س َعىَ قَا َل َيقَ ْومِ اّتِبعُوْا الْمُ ْرسَِل َ‬
‫** وَجَآءَ مِنْ أَ ْقصَى الْمَدِيَنةِ َرجُ ٌل يَ ْ‬
‫خ ُذ مِن دُونِهِ آِل َهةً‬
‫أَجْرا َوهُ ْم ّم ْهتَدُونَ * َومَا لِيَ لَ َأعْبُ ُد الّذِي فَ َط َرنِي َوإَِليْهِ تُرْ َجعُونَ * َأأَتّ ِ‬
‫ضلَلٍ‬ ‫إِن يُ ِردْ نِ ال ّرحْمَ ـ ُن ِبضُرّ ّل ُتغْ ِن عَنّي َشفَاعَُتهُ ْم َشيْئا وَ َل يُنقِذُو نَ * ِإنّ يَ إِذا لّفِي َ‬
‫ط بِ َرّبكُمطططططْ فَاسطططططْ َمعُونِ‬ ‫طططط * إِنّيطططططَ آمَنتطططط ُ‬ ‫ّمبِيٍط‬
‫قال ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عباس رضي ال عنهما وكعب الحبار ووهب بن‬
‫من به‪ :‬إن أ هل القر ية هوا بق تل ر سلهم‪ ,‬فجاء هم ر جل من أق صى الدي نة ي سعى‪ ,‬أي‬
‫ل سقيما‬ ‫لينصرهم من قومه‪ ,‬قالوا‪ :‬وهو حبيب‪ ,‬وكان يعمل الرير وهو البال وكان رج ً‬
‫قد أسرع فيه الذام‪ ,‬وكان كثي الصدقة يتصدق بنصف كسبه مستقيم الفطرة‪ .‬وقال ابن‬
‫إ سحاق عن ر جل ساه عن ال كم عن مق سم أو عن ما هد عن ا بن عباس ر ضي ال‬
‫عنه ما‪ ,‬قال‪ :‬ا سم صاحب يس حبيب‪ ,‬وكان الذام قد أ سرع ف يه‪ .‬وقال الثوري عن‬
‫عاصم الحول عن أب ملز‪ :‬كان اسه حبيب بن سري‪ .‬وقال شبيب بن بشر عن عكرمة‬
‫عن ابن عباس رضي ال عنهما قال‪ :‬اسم صاحب يس حبيب النجار‪ ,‬فقتله قومه‪ .‬وقال‬
‫السدي‪ :‬كان قصارا‪ .‬وقال عمر بن الكم‪ :‬كان إسكافا‪ .‬وقال قتادة‪ :‬كان يتعبد ف غار‬
‫هناك‪{ ,‬قال يا قوم اتبعوا الرسلي} يض قومه على اتباع الرسل الذين أتوهم {اتبعوا من‬
‫لي سألكم أجرا} أي على إبلغ الر سالة و هم مهتدون في ما يدعون كم إل يه من عبادة ال‬
‫وحده ل شريك له {ومال ل أعبد الذي فطرن} أي وما ينعن من إخلص العبادة للذي‬
‫خلق ن وحده لشر يك له {وإل يه ترجعون} أي يوم العاد‪ ,‬فيجازي كم على أعمال كم إن‬

‫‪803‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫خيا فخي وإن شرا فشر {أأتذ من دونه آلة} استفهام إنكار وتوبيخ وتقريع {إن يردن‬
‫الرحن بضر ل تغن عن شفاعتهم شيئا ول ينقذون} أي هذه الَلة الت تعبدونا من دونه‬
‫ليلكون من ال مر شيئا‪ ,‬فإن ال تعال لو أراد ن ب سوء {فل كا شف له إل هو} وهذه‬
‫ال صنام ل تلك دفع ذلك ول منعه‪ ,‬ول ينقذونن ما أنا فيه{إ ن إذا لفي ضلل مبي}‬
‫أي إن اتذتاطططططططط آلةطططططططط مططططططططن دون ال‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬إ ن آم نت برب كم فا سعون} قال ا بن إ سحاق في ما بل غه عن ا بن عباس‬
‫ط وكعطب ووهطب‪ :‬يقول لقومطه {إنط آمنطت بربكطم} الذي كفرتطبطه‬ ‫رضطي ال عنهم ا‬
‫{فاسعون} أي فاسعوا قول ويتمل أن يكون خطابه للرسل بقوله‪{ :‬إن آمنت بربكم}‬
‫أي الذي أر سلكم {فا سعون} أي فاشهدوا ل بذلك عنده‪ ,‬و قد حكاه ا بن جر ير فقال‪:‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل خاطب بذلك الرسل‪ ,‬وقال لم‪ :‬اسعوا قول لتشهدوا ل با أقول لكم‬
‫عند رب‪ ,‬إن آمنت بربكم واتبعتكم‪ ,‬وهذا القول الذي حكاه عن هؤلء أظهر ف العن‪,‬‬
‫وال أعلم‪ .‬قال ا بن إ سحاق في ما بل غه عن ا بن عباس ر ضي ال عنه ما وك عب وو هب‬
‫ر ضي ال عنه ما‪ :‬فل ما قال ذلك‪ ,‬وثبوا عل يه وث بة ر جل وا حد فقتلوه‪ ,‬ول ي كن له أ حد‬
‫ينطع عنطه‪ .‬وقال قتادة‪ :‬جعلوا يرجونطه بالجارة وهطو يقول‪ :‬اللهطم اهطد قومطي فإنمط‬
‫ليعلمون‪ ,‬فلم يزالوا بططه حتطط أقعصططوه‪ ,‬وهططو يقول كذلك‪ ,‬فقتلوه رحهطط ال‪.‬‬

‫جّنةَ قَا َل يََليْتَ َق ْومِي َيعْلَمُونَ * بِمَا َغفَرَ لِي َربّي وَ َجعََلنِي مِ َن الْ ُمكْ َرمِيَ *‬
‫** قِيلَ ا ْدخُ ِل الْ َ‬
‫حةً‬‫صيْ َ‬
‫َومَآ أَنزَْلنَا عََلىَ َق ْومِ ِه مِن َبعْدِهِ مِن جُن ٍد مّ َن السّمَآ ِء َومَا ُكنّا مُنِلِيَ * إِن كَانَتْ إِلّ َ‬
‫وَاحِ َدةً َفإِذَا هُمططططططططططططططْ خَامِدُونططططططططططططططَ‬
‫قال م مد بن إ سحاق عن ب عض أ صحابه عن ا بن م سعود ر ضي ال ع نه‪ ,‬أن م وطئوه‬
‫بأرجلهم حت خرج قصبه من دبره‪ ,‬وقال ال له‪{ :‬ادخل النة} فدخلها فهو يرزق فيها‬
‫قد أذ هب ال ع نه سقم الدن يا وحزن ا ون صبها‪ .‬وقال ما هد‪ :‬ق يل ل بيب النجار‪ :‬اد خل‬
‫ال نة‪ ,‬وذلك أ نه ق تل فوج بت له‪ ,‬فل ما رأى الثواب {قال يا ل يت قو مي يعلمون} قال‬
‫قتادة‪ :‬ل تل قى الؤ من إل نا صحا ل تلقاه غاشا‪ .‬ل ا عا ين ما عا ين من كرا مة ال تعال‪:‬‬
‫{قال يا ليت قومي يعلمون با غفر ل رب وجعلن من الكرمي} تن على ال أن يعلم‬

‫‪804‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قومه با عاين من كرامة ال وما هجم عليه‪ .‬وقال ابن عباس‪ :‬نصح قومه ف حياته بقوله‬
‫{ يا قوم اتبعوا الر سلي} وب عد ما ته ف قوله { يا ل يت قو مي يعلمون ب ا غ فر ل ر ب‬
‫وجعلنطططط مططططن الكرميطططط} رواه ابططططن أبطططط حاتطططط‪.‬‬
‫وقال سفيان الثوري عن عا صم الحول عن أ ب ملز {ب ا غ فر ل ر ب وجعل ن من‬
‫الكرمي} بإيان برب وتصديقي الرسلي ومقصودة أنم لو اطلعوا على ما حصل ل من‬
‫هذا الثواب والزاء والنع يم الق يم‪ ,‬لقاد هم ذلك إل اتباع الر سل فرح ه ال ور ضي ع نه‪,‬‬
‫فلقد كان حريصا على هداية قومه‪ .‬قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا هشام بن عبيد‬
‫ال‪ ,‬حدثنا ا بن جابر هو ممد عن عبد اللك يعن ابن عمي قال‪ :‬قال عروة بن مسعود‬
‫الثق في ر ضي ال ع نه لل نب صلى ال عل يه و سلم‪ :‬ابعث ن إل قو مي أدعو هم إل ال سلم‪,‬‬
‫فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن أخاف أن يقتلوك» فقال‪ :‬لو وجدون نائما ما‬
‫أيقظونط‪ ,‬فقال له رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم‪« :‬انطلق» فانطلق‪ ,‬فمطر على اللت‬
‫والعزى‪ ,‬فقال‪:‬ل صبحنك غدا ب ا ي سوؤك‪ ,‬فغض بت ثق يف‪ ,‬فقال‪ :‬يا مع شر ثق يف إن‬
‫اللت للت وإن العزى ل عزى‪ ,‬أسلموا تسلموا‪ ,‬يا معشر الحلف إن العزى ل عزى‬
‫وإن اللت للت‪ ,‬أ سلموا ت سلموا‪ ,‬قال ذلك ثلث مرات‪ ,‬فرماه ر جل فأ صاب أكحله‬
‫فقتله‪ ,‬فبلغ رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪« :‬هذا مثله كمثل صاحب يس» { قال‬
‫يططا ليططت قومططي يعلمون باطط غفططر ل ربطط وجعلنطط مططن الكرميطط}‪.‬‬
‫وقال ممد بن إ سحاق عن ع بد ال بن ع بد الرحن بن مع مر بن حزم أنه حدث عن‬
‫كعب الحبار‪ ,‬أنه ذكر له حبيب بن زيد بن عاصم أخو بن مازن بن النجار الذي كان‬
‫م سيلمة الكذاب قط عه باليما مة ح ي ج عل ي سأله عن ر سول ل صلى ال عل يه و سلم‪,‬‬
‫فجعل يقول له‪ :‬أتشهد أن ممدا ر سول ال ؟ فيقول‪ :‬ن عم‪ ,‬ث يقول‪ :‬أتشهد أ ن ر سول‬
‫ال ؟ فيقول‪ :‬ل أ سع‪ ,‬فيقول له م سيلمة لع نه ال‪ :‬أت سمع هذا‪ ,‬ول ت سمع ذاك ؟ فيقول‪:‬‬
‫ن عم‪ ,‬فج عل يقط عه عضوا عضوا كل ما سأله ل يزده على ذلك حت مات ف يد يه‪ ,‬فقال‬
‫كعطب حيط قيطل له اسطه حطبيب‪ :‬وكان وال صطاحب يطس اسطه حطبيب‪.‬‬
‫وقوله تبارك وتعال‪{ :‬و ما أنزل نا على قو مه من بعده من ج ند من ال سماء و ما ك نا‬
‫منلي} يب تعال أنه انتقم من قومه بعد قتلهم إياه غضبا منه تبارك وتعال عليهم‪ ,‬لنم‬

‫‪805‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كذبوا رسله وقتلوا وليه‪ ,‬ويذكر عز وجل أنه ما أنزل عليهم وما احتاج ف إهلكه إياهم‬
‫إل إنزال ج ند من اللئ كة علي هم‪ ,‬بل ال مر كان أي سر من ذلك‪ .‬قاله ا بن م سعود في ما‬
‫رواه ابن إسحاق عن بعض أصحابه عنه أنه قال ف قوله تعال‪{ :‬وما أنزلنا على قومه من‬
‫بعده من جند من السماء و ما كنا منلي} أي ما كاثرناهم بالموع‪ ,‬المر كان أيسر‬
‫علينطا مطن ذلك {إن كانطت إل صطيحة واحدة فإذا هطم خامدون} قال‪ :‬فأهلك ال تعال‬
‫ذلك اللك البار‪ ,‬وأهلك أهل أنطاكية‪ ,‬فبادوا عن وجه الرض فلم يبق منهم باقية‪ ,‬وقيل‬
‫{وما كنا منلي} أي وما كنا ننل اللئكة على المم إذا أهلكناهم بل نبعث عليهم‬
‫عذابا يدمر هم‪ ,‬وق يل الع ن ف قوله تعال‪{ :‬و ما أنزل نا على قو مه من بعده من ج ند من‬
‫السماء} أي من رسالة أخرى إليهم‪ ,‬قاله ماهد وقتادة‪ .‬قال قتادة‪ :‬فل وال ما عاتب ال‬
‫قو مه ب عد قتله {إن كا نت إل صيحة واحدة فإذا هم خامدون} قال ا بن جر ير‪ :‬والول‬
‫أصطح‪ ,‬لن الرسطالة ل تسطمى جندا‪ .‬قال الفسطرون‪ .‬بعطث ال تعال إليهطم جبيطل عليطه‬
‫الصطلة والسطلم‪ ,‬فأخطذ بعضادتط باب بلدهطم‪ ,‬ثط صطاح بمط صطيحة واحدة‪ ,‬فإذا هطم‬
‫خامدون عن آخرهم ل تبق بم روح تتردد ف جسد وقد تقدم عن كثي من السلف أن‬
‫هذه القرية هي أنطاك ية‪ ,‬وأن هؤلء الثل ثة كانوا رسلً من عند ال سيح عي سى بن مري‬
‫عل يه ال صلة وال سلم‪ ,‬ك ما نص عل يه قتادة وغيه‪ ,‬و هو الذي ل يذ كر عن وا حد من‬
‫ططططن وجوه‪:‬‬ ‫ططططر مط‬ ‫طططط ذلك نظط‬ ‫ططططرين غيه‪ ,‬وفط‬ ‫متأخري الفسط‬
‫(أحدها) أن ظاهر القصة يدل على أن هؤلء كانوا رسل ال عز وجل‪ ,‬ل من جهة‬
‫السيح عليه السلم كما قال تعال‪{ :‬إذ أرسلنا إليهم اثني فكذبوها فعززنا بثالث فقالوا‬
‫إ نا إلي كم مر سلون ط إل أن قالوا ط رب نا يعلم إ نا إلي كم لر سلون و ما علي نا إل البلغ‬
‫البطي} ولو كان هؤلء مطن الوارييط لقالوا عبارة تناسطب أنمط مطن عنطد السطيح عليطه‬
‫السلم‪ .‬وال تعال أعلم‪ ,‬ث لو كانوا رسل السيح لا قالوا لم {إن أنتم إل بشر مثلنا}‪.‬‬
‫(الثان) أن أهل أنطاكية آمنوا برسل السيح إليهم‪ ,‬وكانوا أول مدينة آمنت بالسيح‪,‬‬
‫ولذا كا نت عندالن صارى إحدى الدائن الرب عة الل ت في هن بتار كة‪ ,‬و هن‪ :‬القدس لن ا‬
‫بلد السيح‪ ,‬وأنطاكية لنا أول بلدة آمنت بالسيح عن آخر أهلها‪ ,‬والسكندرية لن فيها‬
‫ا صطلحوا على اتاذ البتار كة والطار نة وال ساقفة والق ساوسة والشمام سة والرهاب ي‪ ,‬ث‬

‫‪806‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رومية لنا مدنية اللك قسطنطي الذي نصر دينهم وأوطده‪ ,‬ولا ابتن القسطنطينية نقلوا‬
‫البترك من رومية إليها‪ ,‬كما ذكره غي واحد من ذكر تواريهم‪ ,‬كسعيد بن بطريق وغيه‬
‫من أهل الكتاب والسلمي‪ ,‬فإذا تقرر أن أنطاكية أول مدينة آمنت‪ ,‬فأهل هذه القرية ذكر‬
‫ال تعال أنمط كذبوا رسطله وأنطه أهلكهطم بصطيحة واحدة أخدتمط‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫(الثالث) أن قصة أنطاكية مع الواريي أصحاب السيح بعد نزول التوراة‪ ,‬وقد ذكر أبو‬
‫سعيد الدري رضي ال عنه وغي واحد من السلف أن ال تبارك وتعال بعد إنزاله التوراة‬
‫ل يهلك أمة من المم عن آخرهم بعذاب يبعثه عليهم‪ ,‬بل أمر الؤمني بعد ذلك بقتال‬
‫الشركي‪ ,‬ذكروه عند قوله تبارك وتعال‪{ :‬ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا‬
‫القرون الول} فعلى هذا يتعيط أن هذه القريطة الذكورة فط القرآن قريطة أخرى غيط‬
‫أنطاكية‪ ,‬ك ما أطلق ذلك غي واحد من السلف أيضا‪ .‬أو تكون أنطاكية إن كان لفظها‬
‫مفوظا ف هذه الق صة مدي نة أخرى غ ي هذه الشهورة العرو فة‪ ,‬فإن هذه ل يعرف أن ا‬
‫أهلكططت ل فطط اللة النصططرانية ول قبططل ذلك‪ ,‬وال سططبحانه وتعال أعلم‪.‬‬
‫فأما الديث الذي رواه الافظ أبو القاسم الطبان‪ :‬حدثنا السي بن إسحاق التستري‪,‬‬
‫حدثنا السي بن أب السري العسقلن‪ ,‬حدثنا حسي الشقر‪ ,‬حدثنا ابن عيينة عن ابن‬
‫أب نيح عن ماهد عن ابن عباس رضي ال عنهما‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫«السبق ثلثة‪ :‬فالسابق إل موسى عليه الصلة والسلم يوشع بن نون‪ ,‬والسابق إل عيسى‬
‫عليه الصلة والسلم صاحب يس‪ ,‬والسابق إل ممد صلى ال عليه وسلم علي بن أب‬
‫طالب ر ضي ال ع نه» فإ نه حد يث من كر‪ ,‬ل يعرف إل من طر يق ح سي الش قر‪ ,‬و هو‬
‫شيعططططططي متروك‪ ,‬وال سططططططبحانه وتعال أعلم بالصططططططواب‪.‬‬

‫سَتهْ ِزئُونَ * أَلَ ْم يَ َر ْواْ كَمْ َأهَْل ْكنَا‬


‫** يَحَسْ َر ًة عَلَى اْلعِبَا ِد مَا َيأْتِيهِ ْم مّن رّسُولٍ إِلّ كَانُواْ بِهِ يَ ْ‬
‫ُونط‬
‫حضَر َ‬ ‫ِيعط لّ َديْنَا ُم ْ‬‫ُونط * َوإِن كُلّ لّمّا جَم ٌ‬ ‫ِمط َل يَرْ ِجع َ‬
‫ُمط إَِلْيه ْ‬
‫ُونط َأّنه ْ‬
‫ّنط اْلقُر ِ‬ ‫ُمط م َ‬ ‫َقبَْله ْ‬
‫قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف قوله تعال‪{ :‬يا حسرة على العباد} أي يا ويل‬
‫العباد‪ .‬وقال قتادة {يطا حسطرة على العباد} أي يطا حسطرة العباد على أنفسطهم على مطا‬
‫ضي عت من أ مر ال‪ ,‬وفر طت ف ج نب ال‪ ,‬و ف ب عض القراءات‪ :‬يا ح سرة العباد على‬

‫‪807‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أنف سهم‪ ,‬ومع ن هذا يا ح سرتم وندامت هم يوم القيا مة إذا عاينوا العذاب‪ ,‬ك يف كذبوا‬
‫ر سل ال‪ ,‬وخالفوا أ مر ال‪ ,‬فإن م كانوا ف الدار الدن يا الكذبون من هم { ما يأتي هم من‬
‫ر سول إل كانوا به ي ستهزئون} أي يكذبو نه وي ستهزئون به ويجدون ما أر سل به من‬
‫القططططططططططططططططططططططططططططططططططط‪.‬‬
‫ث قال تعال‪{ :‬أل يروا كم أهلك نا قبل هم من القرون أن م إلي هم ل يرجعون} أي أل‬
‫يتعظوا بن أهلك ال قبلهم من الكذبي للرسل‪ ,‬كيف ل يكن لم إل هذه الدنيا كرة ول‬
‫رجعة‪ ,‬ول يكن المر كما زعم كثي من جهلتهم وفجرتم من قولم {إن هي إل حياتنا‬
‫ل من هم‬‫الدن يا نوت ون ي} و هم القائلون بالدور من الدهر ية‪ ,‬و هم الذ ين يعتقدون جه ً‬
‫أنم يعودون إل الدنيا‪ ,‬كما كانوا فيها‪ ,‬فرد ال تبارك وتعال عليهم باطلهم‪ ,‬فقال تبارك‬
‫وتعال‪{ :‬أل يروا كططم أهلكنططا قبلهططم مططن القرون أنمطط إليهططم ل يرجعون}‪.‬‬
‫وقوله عز وجل‪{ :‬وإن كل لا جيع لدينا مضرون} أي وإن جيع المم الاضية والَتية‬
‫ستحضر للح ساب يوم القيا مة ب ي يدي ال جل وعل‪ ,‬فيجازي هم بأعمال م كل ها خي ها‬
‫وشرها‪ ,‬ومعن هذا كقوله جل وعل‪{ :‬وإن كلً لا ليوفينهم ربك أعمالم} وقد اختلف‬
‫القراء ف أداء هذا الرف‪ ,‬فمنهم من قرأ {وإن كلً لا} بالتخفيف فعنده أن إن للثبات‪,‬‬
‫ومن هم من شدد {ل ا} وج عل أن ناف ية‪ ,‬ول ا بع ن إل‪ ,‬تقديره و ما كل إل ج يع لدي نا‬
‫طططبحانه وتعال أعلم‪.‬‬ ‫طططد‪ ,‬وال سط‬ ‫ططط واحط‬ ‫ططط القراءتيط‬ ‫مضرون‪ ,‬ومعنط‬

‫** وَآَيةٌ ّلهُ مُ الرْ ضُ الْ َمْيَتةُ أَ ْحيَْينَاهَا َوأَ ْخرَجْنَا ِمنْهَا َحبّا فَ ِمنْ ُه يَأْكُلُو نَ * وَ َجعَلْنَا فِيهَا‬
‫ج ْرنَا فِيهَا مِ نَ الْ ُعيُو نِ * ِلَيأْكُلُواْ مِن ثَ َمرِ هِ َومَا عَ ِمَلتْ هُ َأيْدِيهِ مْ‬
‫ب وَفَ ّ‬
‫ت مّن نّخِي ٍل َوَأعْنَا ٍ‬
‫َجنّا ٍ‬
‫سهِ ْم َومِمّا‬ ‫شكُرُو نَ * ُسبْحَانَ الّذِي خَلَق ال ْزوَا جَ كُّلهَا ِممّا تُنبِ تُ الرْ ضُ َومِ نْ أَنفُ ِ‬ ‫أََفلَ يَ ْ‬
‫َل َيعْلَمُونطططططططططططططططططططططططططططططططططَ‬
‫يقول تبارك وتعال‪{ :‬وآية لم} أي دللة لم على وجود الصانع وقدرته التامة وإحيائه‬
‫الو تى {الرض الي تة} أي إذا كا نت مي تة هامدة ل ش يء في ها من النبات‪ ,‬فإذا أنزل ال‬
‫تعال علي ها الاء‪ ,‬اهتزت ور بت وأنب تت من كل زوج ب يج‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬أحيينا ها‬
‫وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون} أي جعلناه رزقا لم ولنعامهم {وجعلنا فيها جنات من‬

‫‪808‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ن يل وأعناب وفجر نا في ها من العيون} أي جعل نا في ها أنارا سارحة ف أمك نة يتاجون‬
‫إليها ليأكلوا من ثره‪ ,‬لا امت على خلقه بإياد الزروع لم‪ ,‬عطف بذكر الثمار وتنوعها‬
‫وأصطططططططططططططططططططططططططططططططططنافها‪.‬‬
‫وقوله جل وعل‪{ :‬وما عملته أيديهم} أي و ما ذاك كله إل من رحة ال تعال بم ل‬
‫بسعيهم ول كدهم ول بولم وقوتم‪ ,‬قاله ابن عباس رضي ال عنهما وقتاده‪ :‬ولذا قال‬
‫تعال‪{ :‬أفل يشكرون} أي فهل يشكرونه على ما أن عم به علي هم من هذه الن عم ال ت ل‬
‫تعد ول تصى‪ ,‬واختار ابن جرير ط بل جزم به‪ ,‬ول يك غيه إل احتمالً ط أن {ما}‬
‫ف قوله تعال‪{ :‬وما عملته أيديهم} بعن الذي تقديره ليأكلوا من ثره وما عملته أيديهم‬
‫أي غر سوه ون صبوه‪ ,‬قال‪ :‬و هي كذلك ف قراءة ا بن م سعود ر ضي ال ع نه {ليأكلوا من‬
‫ثره ومطا عملتطه أيديهطم أفل يشكرون}‪ ,‬ثط قال تبارك وتعال‪{ :‬سطبحان الذي خلق‬
‫الزواج كل ها م ا تن بت الرض} أي من زروع وثار ونبات {و من أنف سهم} فجعل هم‬
‫ذكرا وأنثى {وما ل يعلمون} أي من ملوقات شت ل يعرفونا‪ ,‬كما قال جلت عظمته‪:‬‬
‫{ومطططن كطططل شيطططء خلقنطططا زوجيططط لعلكطططم تذكرون}‬

‫سَتقَرّ ّلهَطا‬
‫س تَجْرِي لِمُ ْ‬
‫** وَآَيةٌ ّلهُ ُم الّْليْ ُل نَ سْلَ ُخ ِمنْ هُ الّنهَارَ فَإِذَا هُم مّ ْظلِمُو نَ * وَالشّمْ ُ‬
‫ُونط اْلقَدِيِط * لَ‬
‫َاهط َمنَازِلَ َحّت َى عَادَ كَالعُرج ِ‬ ‫ِيمط * وَاْلقَمَرَ َقدّ ْرن ُ‬‫ِكط َتقْدِي ُر الْعَزِي ِز الْعَل ِ‬
‫ذَل َ‬
‫َسطبَحُونَ‬
‫َكط ي ْ‬ ‫ِكط القَمَ َر وَ َل الّْليْ ُل سطَابِ ُق الّنهَا ِر وَكُلّ ف ِي فَل ٍ‬
‫ْسط يَنبَغ ِي لَه َآ أَن تدْر َ‬ ‫الشّم ُ‬
‫يقول تعال و من الدللة ل م على قدر ته تبارك وتعال العظي مة‪ ,‬خلق الل يل والنهار هذا‬
‫بظلمه وهذا بضيائه‪ ,‬وجعلهما يتعاقبان ييء هذا فيذهب هذا‪ ,‬ويذهب هذا فيجيء هذا‪,‬‬
‫ك ما قال تعال‪{ :‬يغ شي الل يل النهار يطلبه حثيثا} ولذا قال عز وجل ههنا‪{ :‬وآية ل م‬
‫الل يل ن سلخ م نه النهار} أي ن صرمه م نه‪ ,‬فيذ هب فيق بل الل يل‪ ,‬ولذا قال تبارك وتعال‪:‬‬
‫{فإذا هم مظلمون} كما جاء ف الديث «إذا أقبل الليل من ههنا وأدبر النهار من ههنا‬
‫وغر بت الش مس‪ ,‬ف قد أف طر ال صائم» هذا هو الظا هر من الَ ية‪ ,‬وز عم قتادة أن ا كقوله‬
‫تعال‪{ :‬يول الليل ف النهار ويول النهار ف الليل} وقد ضعف ابن جرير قول قتادة ههنا‪,‬‬

‫‪809‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال‪ :‬إنا معن اليلج الخذ من هذا ف هذا‪ ,‬وليس هذا مرادا ف هذه الَية‪ ,‬وهذا الذي‬
‫قاله ابططططططططططن جريططططططططططر حططططططططططق‪.‬‬
‫وقوله جل جلله‪{ :‬والشمس تري لستقر لا ذلك تقدير العزيز العليم} ف معن قوله‪:‬‬
‫{لستقر لا} قولن(أحدها) أن الراد مستقرها الكان‪ ,‬وهو تت العرش ما يلي الرض‬
‫من ذلك الانب‪ ,‬وهي أينما كانت فهي تت العرش هي وجيع الخلوقات‪ ,‬لنه سقفها‪,‬‬
‫ول يس بكرة ك ما يزع مه كث ي من أرباب اليئة‪ ,‬وإن ا هو ق بة ذات قوائم تمله اللئ كة‪,‬‬
‫و هو فوق العال م ا يلي رؤوس الناس‪ ,‬فالش مس إذا كا نت ف ق بة الفلك و قت الظهية‬
‫تكون أقرب ما تكون إل العرش‪ ,‬فإذا استدارت ف فلكها الرابع إل مقابلة هذا القام وهو‬
‫وقت نصف الليل‪ ,‬صارت أبعد ما تكون إل العرش‪ ,‬فحينئذ تسجد وتستأذن ف الطلوع‬
‫كمطططططططططططططا جاءت بذلك الحاديطططططططططططططث‪.‬‬
‫قال البخاري‪ :‬حدثنا أبو نعيم‪ ,‬حدثنا العمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أب ذر‬
‫رضي ال عنه قال‪ :‬كنت مع النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬ف السجد عند غروب الشمس‪,‬‬
‫فقال صلى ال عل يه و سلم « يا أ با ذر أتدري أ ين تغرب الش مس ؟» قلت‪ :‬ال ور سوله‬
‫أعلم‪ ,‬قال صلى ال عليه وسلم‪« :‬فإنا تذهب حت تسجد تت العرش‪ ,‬فذلك قوله تعال‪:‬‬
‫{والشمططس تري لسططتقر لاطط ذلك تقديططر العزيططز العليططم}»‪.‬‬
‫حدثنا عبد ال بن الزبي الميدي‪ ,‬حدثنا وكيع‪ ,‬حدثنا العمش عن إبراهيم التيمي عن‬
‫أبيه عن أب ذر رضي ال عنه‪ :‬قال‪ :‬سألت رسول ال صلى ال عليه وسلم عن قوله تبارك‬
‫وتعال‪{ :‬والشمس تري لستقر لا} قال صلى ال عليه وسلم‪« :‬مستقرها تت العرش»‬
‫هكذا أورده ههنا‪ ,‬وقد أخرجه ف أماكن متعددة‪ ,‬ورواه بقية الماعة إل ابن ماجه من‬
‫طرق عططططططططططن العمططططططططططش بططططططططططه‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن عبيد عن العمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أب‬
‫ذر قال‪ :‬كنت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف السجد حي غربت الشمس‪ ,‬فقال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪« :‬يا أبا ذر أتدري أين تذهب الشمس ؟» قلت‪ :‬ال ورسوله أعلم‪,‬‬
‫قال صلى ال عليه وسلم‪« :‬فإنا تذهب حت تسجد بي يدي ربا عز وجل‪ ,‬فتستأذن ف‬
‫الرجوع فيؤذن لا‪ ,‬وكأنا قد قيل لا ارجعي من حيث جئت‪ ,‬فترجع إل مطلعها وذلك‬

‫‪810‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مستقرها ط ث قرأ ط {والشمس تري لستقر لا} وقال سفيان الثوري عن العمش عن‬
‫إبراهيم التيمي عن أبيه عن أب ذر رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫لب ذر حي غربت الشمس‪« :‬أتدري أين تذهب ؟» قلت‪ :‬ال ورسوله أعلم‪ ,‬قال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪« :‬فإنا تذهب حت تسجد تت العرش‪ ,‬فتستأذن فيؤذن لا‪ ,‬ويوشك أن‬
‫تسجد‪ ,‬فل يقبل منها ؟ وتستأذن فل يؤذن لا‪ ,‬ويقال لا ارجعي من حيث جئت‪ ,‬فتطلع‬
‫من مغرب ا‪ ,‬فذلك قوله تعال‪{ :‬والش مس تري ل ستقر ل ا ذلك تقد ير العز يز العل يم}»‪.‬‬
‫وقال ع بد الرزاق‪ :‬أخب نا مع مر عن أ ب إ سحاق عن و هب بن جابر عن ع بد ال بن‬
‫عمرو رضي ال عنهما‪ ,‬قال ف قوله تعال‪{ :‬والشمس تري لستقر لا} قال‪ :‬إن الشمس‬
‫تطلع فتردها ذنوب بن آدم‪ ,‬حت إذا غربت سلمت وسجدت واستأذنت يؤذن لا‪ ,‬حت‬
‫إذا كان يوم غر بت ف سلمت و سجدت وا ستأذنت فل يؤذن ل ا‪ ,‬فتقول إن ال سي بع يد‪,‬‬
‫وإ ن إن ل يؤذن ل ل أبلغ فتح بس ماشاء ال أن ت بس‪ ,‬ث يقال ل ا اطل عي من ح يث‬
‫غر بت‪ ,‬قال‪ :‬ف من يومئذ إل يوم القيا مة ل ين فع نف سا إيان ا ل ت كن آم نت من ق بل‪ ,‬أو‬
‫ك سبت ف إيان ا خيا‪ .‬وق يل‪ :‬الراد ب ستقرها هو انتهاء سيها‪ ,‬و هو غا ية ارتفاع ها ف‬
‫السطماء فط الصطيف وهطو أوجهطا‪ ,‬ثط غايطة انفاضهطا فط الشتاء وهطو الضيطض‪.‬‬
‫(والقول الثا ن) أن الراد ب ستقرها هو منت هى سيها و هو يوم القيا مة‪ ,‬يب طل سيها‬
‫وت سكن حركت ها وتكور‪ ,‬وينت هي هذا العال إل غاي ته‪ ,‬وهذا هو م ستقرها الزما ن‪ .‬قال‬
‫قتادة {لستقر لا} أي لوقتها ولجل ل تعدوه‪ ,‬وقيل‪ :‬الراد أنا ل تزال تنتقل ف مطالعها‬
‫ال صيفية إل مدة ل تز يد علي ها‪ ,‬ث تنت قل ف مطالع الشتاء إل مدة ل تز يد علي ها‪ ,‬يروى‬
‫هذا عن عبد ال بن عمرو رضي ال عنهما‪ .‬وقرأ ابن مسعود وابن عباس رضي ال عنهم‬
‫{والشمس تري لستقر لا} أي ل قرار لا ول سكون‪ ,‬بل هي سائرة ليلً ونارا‪ ,‬ل‬
‫تفتطر ول تقطف‪ ,‬كماقال تبارك وتعال‪{ :‬وسطخر لكطم الشمطس والقمطر دائبيط} أي ل‬
‫يفتران ول يقفان إل يوم القيامطة {ذلك تقديطر العزيطز} أي الذي ل يالف ول يانطع‬
‫{العليم} بميع الركات والسكنات‪ ,‬وقد قدر ذلك ووقته على منوال ل اختلف فيه‬
‫ول تعا كس‪ ,‬ك ما قال عز و جل‪{ :‬فالق ال صباح وج عل الل يل سكنا والش مس والق مر‬

‫‪811‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم} وهكذا ختم آية حم السجدة بقوله تعال‪{ :‬ذلك تقدير‬
‫العزيططططططططططططططططز العليططططططططططططططططم}‪.‬‬
‫ث قال جل وعل‪{ :‬والقمر قدرناه منازل} أي جعلناه يسي سيا آخر يستدل به على‬
‫مضي الشهور‪ ,‬كما أن الشمس يعرف با الليل والنهار‪ ,‬كما قال عز وجل‪{ :‬يسألونك‬
‫عن الهلة قل هي مواق يت للناس وال ج}‪ .‬وقال تعال‪ { :‬هو الذي ج عل الش مس ضياء‬
‫والقمطر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السطني والسطاب} الَيطة‪ ,‬وقال تبارك وتعال‪:‬‬
‫{وجعلنا الليل والنهار آيتي فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلً من‬
‫رب كم ولتعلموا عدد ال سني وال ساب و كل ش يء ف صلناه تف صيلً} فج عل الش مس ل ا‬
‫ضوء يصها‪ ,‬والق مر له نور يصه‪ ,‬وفاوت بي سي هذه وهذا‪ ,‬فالش مس تطلع كل يوم‬
‫وتغرب ف آخره على ضوء واحد‪ ,‬ولكن تنتقل ف مطالعها ومغاربا صيفا وشتاء‪ ,‬يطول‬
‫بسبب ذلك النهار ويقصر الليل‪ ,‬ث يطول الليل ويقصر النهار‪ ,‬وجعل سلطانا بالنهار فهي‬
‫كوكب ناري‪ ,‬وأما القمر فقدره منازل يطلع ف أول ليلة من الشهر ضئيلً قليل النور‪ ,‬ث‬
‫يزداد نورا ف الليلة الثانية ويرتفع منلة‪ ,‬ث كلما ارتفع ازداد ضيا ًء وإن كان مقتبسا من‬
‫الشمس حت يتكامل نوره ف الليلة الرابعة عشرة‪ ,‬ث يشرع ف النقص إل آخر الشهر حت‬
‫يصي كالعرجون القدي‪ .‬قال ابن عباس رضي ال عنهما‪ :‬وهو أصل العذق‪ .‬وقال ماهد‪:‬‬
‫العرجون القديط أي العذق اليابطس يعنط ابطن عباس رضطي ال عنهمطا أصطل العنقود مطن‬
‫الرطب إذا عتق ويبس وان ن‪ ,‬وكذا قال غيها‪ ,‬ث بعد هذا يبديه ال تعال جديدا أول‬
‫الش هر الَ خر‪ ,‬والعرب ت سمي كل ثلث ليال من الش هر با سم باعتبار الق مر‪ ,‬في سمون‬
‫الثلث الول غرر‪ ,‬واللوات بعدها نقل واللوات بعدها تسع‪ ,‬لن أخراهن التاسعة واللوات‬
‫بعهدهطا عشطر‪ ,‬لن أولهطن العشرة‪ ,‬واللواتط بعدهطا البيطض‪ ,‬لن ضوء القمطر فيهطن إل‬
‫آخرهن‪ ,‬واللوا ت بعد هن درع ج ع درعاء‪ ,‬لن أول ن أ سود لتأ خر الق مر ف أول ن منه‪,‬‬
‫ومنه الشاة الدرعاء وهي الت رأسها أسود‪ ,‬وبعدهن ثلث ظلم‪ ,‬ث ثلث حنادس‪ ,‬وثلث‬
‫دآدى‪ ,‬وثلث ماق لنحاق القمر أو الشهر فيهن‪ .‬وكان أبو عبيدة رضي ال عنه ينكر‬
‫التسططططع والعشططططر‪ .‬كذا قال فطططط كتاب غريططططب الصططططنف‪.‬‬

‫‪812‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله تبارك وتعال‪{ :‬ل الشمس ينبغي لا أن تدرك القمر} قال ماهد‪ :‬لكل منهما حد‬
‫ل يعدوه ول يق صر دو نه‪ ,‬إذا جاء سلطان هذا ذ هب هذا‪ ,‬وإذا ذ هب سلطان هذا جاء‬
‫سلطان هذا‪ ,‬وقال عبد الرزاق‪ :‬أخبنا معمر عن السن ف قوله تعال‪{ :‬ل الشمس ينبغي‬
‫ل ا أن تدرك الق مر} قال‪ :‬ذلك ليلة اللل‪ .‬وروى ا بن أ ب حا ت هه نا عن ع بد ال بن‬
‫البارك أ نه قال‪ :‬إن للر يح جناحا‪ ,‬وإن الق مر يأوي إل غلف من الاء‪ .‬وقال الثوري عن‬
‫إسطاعيل بطن أبط خالد عطن أبط صطال‪ :‬ل يدرك هذا ضوء هذا ول هذا ضوء هذا‪ .‬وقال‬
‫عكر مة ف قوله عز و جل‪{ :‬ل الش مس ينب غي ل ا أن تدرك الق مر} يع ن أن ل كل منه ما‬
‫سطططططلطانا! فل ينبغطططططي للشمطططططس أن تطلع بالليطططططل‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ول الليل سابق النهار} يقول‪ :‬ل ينبغي إذا كان الليل أن يكون ليل آخر‬
‫حتط يكون النهار‪ ,‬فسطلطان الشمطس بالنهار وسطلطان القمطر بالليطل‪ .‬وقال الضحاك‪ :‬ل‬
‫يذ هب الل يل من هه نا ح ت ي يء النهار من هه نا‪ ,‬وأو مأ بيده إل الشرق‪ .‬وقال ما هد‬
‫{ول الليل سابق النهار} يطلبان حثيثي يسلخ أحدها من الَخر‪ ,‬والعن ف هذا أنه ل‬
‫فترة ب ي الل يل والنهار‪ ,‬بل كان منه ما يع قب الَ خر بل مهلة ول تراخ‪ ,‬لن ما م سخران‬
‫دائبيطططططططططططططططططططططططططط يتطالبان طلبا حثيثا‪.‬‬
‫وقوله تبارك وتعال‪{ :‬و كل ف فلك ي سبحون} يع ن الل يل والنهار والش مس والق مر‪,‬‬
‫كلهم يسبحون أي يدورون ف فلك السماء‪ ,‬قاله ابن عباس وعكرمة والضحاك والسن‬
‫وقتادة وعطاء الراسطان‪ .‬وقال عبطد الرحنط بطن زيطد بطن أسطلم‪ :‬فط فلك بيط السطماء‬
‫والرض‪ ,‬ورواه ابن أب حات‪ ,‬وهو غريب جدا بل منكر‪ .‬قال ابن عباس رضي ال عنهما‬
‫وغي واحد من السلف‪ :‬ف فلكة كفلكة الغزل‪ .‬وقال ماهد‪ :‬الفلك كحديدة الرحى أو‬
‫كفلكطططططة الغزل‪ ,‬ل يدور الغزل إل باططططط‪ ,‬ول تدور إل بطططططه‪.‬‬

‫ك الْمَشْحُونِ * وَخََل ْقنَا َل ُه ْم مّن ّمثْلِ ِه مَا يَرْ َكبُونَ *‬


‫** وَآَيةٌ ّلهُمْ َأنّا حَ َم ْلنَا ُذ ّريَّتهُمْ فِي اْلفُلْ ِ‬
‫ُونط * إِلّ رَ ْح َم ًة مّنّا َو َمتَاعا إَِلىَ حِيٍ‬ ‫ُمط يُنقَذ َ‬
‫ُمط وَ َل ه ْ‬ ‫صطرِيخَ َله ْ‬ ‫ُمط َفلَ َ‬ ‫شأْ ُنغْرِ ْقه ْ‬
‫َوإِن نّ َ‬
‫يقول تبارك وتعال‪ :‬ودللة لمط أيضا على قدرتطه تبارك وتعال تسطخيه البحطر ليحمطل‬
‫السفن‪ ,‬فمن ذلك بل أوله سفينة نوح عليه الصلة والسلم‪ ,‬الت أناه ال تعال فيها بن‬

‫‪813‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫معه من الؤمني الذين ل يبق على وجه الرض من ذرية آدم عليه الصلة والسلم غيهم‪,‬‬
‫ولذا قال عز وجل‪{ :‬وآية لم أنا حلنا ذريتهم} أي آباءهم {ف الفلك الشحون} أي‬
‫ف ال سفينة الملوءة من المت عة واليوانات‪ ,‬ال ت أمره ال تبارك وتعال أن ي مل في ها من‬
‫كل زوجي اثني‪ .‬قال ابن عباس رضي ال عنهما‪ :‬الشحون الوقر‪ ,‬وكذا قال سعيد بن‬
‫جبي والش عب وقتادة وال سدي‪ .‬وقال الضحاك وقتادة وا بن ز يد‪ :‬و هي سفينة نوح عل يه‬
‫طططططططططططططططلم‪.‬‬ ‫طططططططططططططططلة والسط‬ ‫الصط‬
‫وقوله جل وعل‪{ :‬وخلقنا لم من مثله ما يركبون} قال العوف عن ابن عباس رضي ال‬
‫عنه ما‪ :‬يع ن بذلك ال بل‪ ,‬فإن ا سفن الب يملون علي ها ويركبون ا‪ ,‬وكذا قال عكر مة‬
‫وماهد والسن وقتادة ف رواية‪ ,‬وعبد ال بن شداد وغيهم‪ :‬وقال السدي ف رواية‪ :‬هي‬
‫النعام‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا الفضل بن الصباح‪ ,‬حدثنا ممد بن فضيل عن عطاء عن‬
‫سعيد بن جبي عن ابن عباس رضي ال عنهما‪ ,‬قال‪ :‬أتدرون ما قوله تعال‪{ :‬وخلقنا لم‬
‫من مثله ما يركبون} قلنا‪ :‬ل‪ ,‬قال‪ :‬هي السفن جعلت من بعد سفينة نوح عليه الصلة‬
‫والسلم على مثلها‪ ,‬وكذا قال أبو مالك والضحاك وقتادة وأبو صال والسدي أيضا الراد‬
‫بقوله تعال‪{ :‬وخلقنا لم من مثله ما يركبون} أي السفن‪ ,‬ويقوي هذا الذهب ف العن‬
‫قوله جل وعل‪{ :‬إ نا ل ا ط غى الاء حلنا كم ف الار ية لنجعل ها ل كم تذكرة وتعي ها أذن‬
‫واعيططططططططططططططططططططططططططططططططططة}‪.‬‬
‫وقوله عز و جل‪{ :‬وإن ن شأ نغرق هم} يع ن الذ ين ف ال سفن {فل صريخ ل م} أي ل‬
‫مغ يث ل م م ا هم ف يه{ول هم ينقذون} أي م ا أ صابم {إل رح ة م نا} وهذا ا ستثناء‬
‫منق طع تقديره ول كن برحت نا ن سيكم ف الب والب حر‪ ,‬ون سلمكم إل أ جل م سمى‪ ,‬ولذا‬
‫قال تعال‪{ :‬ومتاعا إل حيطط} أي إل وقططت معلوم عنططد ال عططز وجططل‪.‬‬

‫** َوإِذَا قِيلَ َلهُ مُ اّتقُواْ مَا بَيْ نَ َأيْدِيكُ ْم َومَا َخ ْل َفكُ مْ َلعَّلكُ مْ تُرْحَمُو نَ * َومَا َتأْتِيهِم مّ ْن آَيةٍ‬
‫مّ ْن آيَا تِ َرّبهِ مْ إِلّ كَانُواْ َعْنهَا ُمعْرِضِيَ * َوإِذَا قِيلَ َل ُه مْ أَن ِفقُوْا مِمّا رِزََقكُ مُ ال قَا َل الّذِي نَ‬
‫ضلَ ٍل ّمبِي ٍ‬ ‫ُمط إِلّ ف ِي َ‬ ‫ِنط أَنت ْ‬
‫َهط إ ْ‬ ‫ّهط َأ ْطعَم ُ‬‫ِمط م َن ّل ْو يَشَآءُ الل ُ‬‫ِينط آ َمُن َواْ َأنُ ْطع ُ‬
‫َكفَرُواْ ِللّذ َ‬

‫‪814‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال م با عن تادي الشرك ي ف غي هم وضلل م وعدم اكتراث هم بذنوب م ال ت‬
‫أسلفوها‪ ,‬وما يستقبلون بي أيديهم يوم القيامة {وإذا قيل لم اتقوا ما بي أيديكم وما‬
‫خلف كم} قال ما هد‪ :‬من الذنوب‪ ,‬وقال غيه بالع كس‪{ ,‬لعل كم ترحون} أي ل عل ال‬
‫باتقائ كم ذلك يرح كم ويؤمن كم من عذا به‪ ,‬وتقد ير الكلم أن م ل ييبون إل ذلك بل‬
‫يعرضون ع نه‪ ,‬واكت فى عن ذلك بقوله تعال‪{ :‬و ما تأتي هم من آ ية من آيات رب م} أي‬
‫على التوح يد و صدق الر سل {إل كانوا عن ها معرض ي} أي ل يتأملون ا ول يقبلون ا ول‬
‫ينتفعون باطططططططططططططططططططططططططططططططط‪.‬‬
‫وقوله عز وجل‪{ :‬وإذا قيل لم أنفقوا ما رزقكم ال} أي إذا أمروا بالنفاق ما رزقهم‬
‫ال على الفقراء والحاو يج من ال سلمي {قال الذ ين كفروا للذ ين آمنوا} أي عن الذ ين‬
‫آمنوا مطن الفقراء أي قالوا لنط أمرهطم مطن الؤمنيط بالنفاق ماجيط لمط فيمطا أمروهطم‬
‫به{أنط عم من لو يشاء ال أطع مه} أي هؤلء الذ ين أمرتو نا بالنفاق علي هم لو شاء ال‬
‫لغناهم ولطعم هم من رزقه‪ ,‬فنحن نوا فق مشيئة ال تعال فيهم {إن أنتم إل ف ضلل‬
‫مبي} أي ف أمركم لنا بذلك‪ .‬قال ابن جرير‪ :‬ويتمل أن يكون من قول ال عز وجل‬
‫للكفار حي ناظروا الؤمني وردوا علي هم‪ ,‬فقال لم‪{ :‬إن أن تم إل ف ضلل مبي} و ف‬
‫هذا نظطططططططططططططططططططططططططططططر‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫حةً وَا ِح َدةً َتأُخُ ُذهُ ْم‬


‫صْي َ‬
‫** َوَيقُولُو نَ َمَتىَ هَذَا اْلوَعْدُ إِن كُنتُ مْ صَادِقِيَ * مَا يَنظُرُو نَ إِلّ َ‬
‫ط يَرْ ِجعُونططَ‬ ‫طيَ ًة وَلَ إَِلىَ َأهِْلهِمط ْ‬
‫طتَطِيعُونَ َتوْصط ِ‬
‫ط يَخِصططّمُونَ * َفلَ يَسط ْ‬ ‫َوهُمط ْ‬
‫يب تعال عن استبعاد الكفرة لقيام الساعة ف قولم‪{ :‬مت هذا الوعد} {يستعجل با‬
‫الذ ين ل يؤمنون ب ا} قال ال عز و جل‪ { :‬ما ينظرون إل صيحة واحدة تأخذ هم و هم‬
‫يصمون} أي ما ينتظرون إل صيحة واحدة‪ ,‬وهذه وال أعلم ط نفخة الفزع‪ ,‬ينفخ ف‬
‫الصور نفخة الفزع‪ ,‬والناس ف أسواقهم ومعايشهم يتصمون ويتشاجرون على عادتم‪,‬‬
‫فبينما هم كذلك إذ أمر ال عز وجل إسرافيل فنفخ ف الصور نفخة يطولا ويدها‪ ,‬فل‬
‫يبقى أحد على وجه الرض إل أصغى ليتا ورفع ليتا‪ ,‬وهي صفحة العنق يتسمع الصوت‬
‫من ق بل ال سماء‪ ,‬ث ي ساق الوجودون من الناس إل م شر القيا مة بالنار ت يط ب م من‬

‫‪815‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جوانبهم‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬فل يستطيعون توصية} أي على ما يلكونه‪ ,‬ال مر أهم من‬
‫ذلك {ول إل أهلهم يرجعون} وقد وردت ههنا آثار وأحاديث ذكرناها ف موضع آخر‪,‬‬
‫ث يكون بعد هذا نفخة الصعق ال ت توت ب ا الحياء كل هم ما عدا الي القيوم‪ ,‬ث بعد‬
‫ذلك نفخطططططططططططططططة البعطططططططططططططططث‪.‬‬

‫** َوُنفِ خَ فِي ال صّورِ َفإِذَا هُم مّ نَ الجْدَا ثِ إَِلىَ َرّبهِ ْم يَن سِلُونَ * قَالُوْا َيوَيَْلنَا مَن َب َعثَنَا مِن‬
‫ح ًة وَاحِ َدةً فَإِذَا هُ مْ‬
‫صيْ َ‬
‫ق الْمُرْ سَلُونَ * إِن كَانَ تْ إِلّ َ‬ ‫مّرْقَ ِدنَا هَذَا مَا َوعَدَ ال ّرحْمـ ُن وَ صَ َد َ‬
‫س َشيْئا وَ َل تُجْ َزوْ نَ إِ ّل مَا ُكْنتُ مْ تَعْ َملُو نَ‬‫ضرُو نَ * فَاْلَيوْ مَ َل تُظْلَ ُم َنفْ ٌ‬
‫حَ‬‫جَمِي عٌ لّ َديْنَا مُ ْ‬
‫هذه هي النف خة الثال ثة‪ ,‬و هي نف خة الب عث والنشور للقيام من الجداث والقبور‪ ,‬ولذا‬
‫قال تعال‪{ :‬فإذا هم من الجداث إل رب م ين سلون} والن سلن هو ال شي ال سريع ك ما‬
‫قال تعال‪{ :‬يوم يرجون من الجداث سراعا كأنم إل نصب يوفضون قالوا يا ويلنا من‬
‫بعثنا من مرقدنا ؟} يعنون قبورهم الت كانوا يعتقدون ف الدار الدنيا أنم ل يبعثون منها‪,‬‬
‫فلما عاينوا ما كذبوا به ف مشرهم {قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا} وهذا ل ينفي‬
‫عذابم ف قبورهم‪ ,‬لنه بالنسبة إل مابعده ف الشدة كالرقاد‪ .‬قال أب بن كعب رضي ال‬
‫ع نه وما هد وال سن وقتادة‪ :‬ينامون نو مة ق بل الب عث‪ .‬قال قتادة‪ :‬وذلك ب ي النفخت ي‪,‬‬
‫فلذلك يقولون من بعث نا من مرقد نا‪ ,‬فإذا قالوا ذلك أجاب م الؤمنون‪ ,‬قاله غ ي وا حد من‬
‫السلف {هذا ما وعد الرحن وصدق الرسلون} وقال السن‪ :‬إنا ييبهم بذلك اللئكة‪,‬‬
‫طططططبحانه وتعال أعلم‪.‬‬ ‫طططططن‪ ,‬وال سط‬ ‫طططططع مكط‬ ‫ول منافاة إذ المط‬
‫وقال عبد الرحن بن زيد‪ :‬الميع من قول الكفار {يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا ؟ هذا‬
‫ما وعد الرحن وصدق الرسلون} نقله ابن جرير‪ ,‬واختار الول‪ ,‬وهو أصح‪ ,‬وذلك لقوله‬
‫تبارك وتعال ف الصافات‪{ :‬وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين هذا يوم الفصل الذي كنتم به‬
‫تكذبون} وقال ال عز و جل‪{ :‬ويوم تقوم ال ساعة يق سم الجرمون ما لبثوا غ ي ساعة‬
‫كذلك كانوا يؤفكون وقال الذيطن أوتوا العلم واليان لقطد لبثتطم فط كتاب ال إل يوم‬
‫ططططم ل تعلمون}‪.‬‬ ‫ططططم كنتط‬ ‫ططططث ولكنكط‬ ‫ططططث فهذا يوم البعط‬ ‫البعط‬

‫‪816‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬إن كانطت إل صيحة واحدة فإذا هطم جيطع لدي نا مضرون} كقوله عز‬
‫وجل‪{ :‬فإنا هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة} وقال جلت عظمته‪{ :‬وما أمر الساعة‬
‫إل كلمطح البصطر أو هطو أقرب} وقال جطل جلله‪{ :‬يوم يدعوكطم فتسطتجيبون بمده‬
‫وتظنون إن لبثتطم إل قليلً} أي إناط نأمرهطم أمرا واحدا‪ ,‬فإذا الميطع مضرون {فاليوم‬
‫لتظلم نفططس شيئا} أي مططن عملهططا {ول تزون إل مططا كنتططم تعملون}‪.‬‬

‫جّن ِة الَيوْ مَ فِي ُشغُلٍ فَا ِكهُو نَ * هُ ْم َوأَ ْزوَا ُجهُ مْ فِي ِظلَ ٍل عَلَى الرَآئِ كِ‬
‫ب الْ َ‬
‫** إِ نّ أَ صْحَا َ‬
‫ط‬
‫ط رّحِيم ٍ‬‫لمٌ َقوْلً مّطن رّب ّ‬ ‫سط َ‬‫ط* َ‬ ‫ط يَ ّدعُون َ‬
‫ط مّ ا‬
‫ط فِيهَطا فَا ِك َه ٌة وََلهُم ْ‬
‫ط * َلهُم ْ‬
‫ُمتّ ِكئُون َ‬
‫ي ب تعال عن أ هل ال نة أن م يوم القيا مة إذا ارتلوا من العَ َر صات‪ ,‬فنلوا ف روضات‬
‫النات‪ ,‬أنم ف شغل عن غيهم با هم فيه من النعيم القيم والفوز العظيم‪ .‬قال السن‬
‫البصري وإساعيل بن أب خالد‪ :‬ف شغل عما فيه أهل النار من العذاب‪ .‬وقال ماهد {ف‬
‫ش غل فاكهون} أي ف نع يم معجبون أي به‪ ,‬وكذا قال قتادة‪ ,‬وقال ا بن عباس ر ضي ال‬
‫عنهما‪ :‬فاكهون أي فرحون‪ .‬قال عبد ال بن مسعود وابن عباس رضي ال عنهما وسعيد‬
‫ال سيب وعكر مة وال سن وقتادة والع مش و سليمان التي مي والوزا عي ف قوله تبارك‬
‫وتعال‪{ :‬إن أصطحاب النطة اليوم فط شغطل فاكهون} قالوا‪ :‬شغلهطم افتضاض البكار‪,‬‬
‫وقال ابن عباس رضي ال عنهما ف رواية عنه {ف شغل فاكهون} أي بسماع الوتار‪,‬‬
‫طط هوافتضاض البكار‪.‬‬ ‫ططتمع‪ ,‬وإناط‬ ‫ططن السط‬ ‫طط‪ :‬لعله غلط مط‬ ‫ططو حاتط‬ ‫وقال أبط‬
‫وقوله عز و جل‪ { :‬هم وأزواج هم} قال ما هد‪ :‬وحلئل هم‪ { ,‬ف ظلل} أي ف ظلل‬
‫الشجار {على الرائك متكئون}‪ .‬قال ابطن عباس وماهطد وعكرمطة وممطد بطن كعطب‬
‫والسن وقتادة والسدي وخصيف {الرائك} هي السرر تت الجال‪( .‬قلت) نظيه ف‬
‫الدنيا هذه التخوت تت البشاخي‪ ,‬وال سبحانه وتعال أعلم‪ .‬وقوله عز وجل‪{ :‬لم فيها‬
‫فاكهة} أي من جيع أنواعها {ولم ما يدّعون} أي مهما طلبوا وجدوا من جيع أصناف‬
‫اللذ‪ .‬قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا ممد بن عوف المصي‪ ,‬حدثنا عثمان بن سعيد بن كثي‬
‫بن دينار‪ ,‬حدثنا ممد بن مهاجر عن الضحاك العافري عن سليمان بن موسى‪ .‬حدثن‬
‫كريب أنه سع أسامة بن زيد رضي ال عنهما يقول‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬

‫‪817‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫«أل) هل مش مر إل ال نة ؟ فإن ال نة ل خ طر ل ا‪ ,‬هي ورب الكع بة نور كل ها يتلل‪,‬‬
‫وريانه تتز‪ ,‬وقصر مشيد ونر مطرد‪ ,‬وثرة نضيجة‪ ,‬وزوجة حسناء جيلة وحلل كثية‪,‬‬
‫ومقام ف أبد ف دار سلمة‪ ,‬وفاكهة خضرة وخي ونعمة ف ملة عالية بية» قالوا‪ :‬نعم يا‬
‫رسول ال نن الشمرون لا‪ ,‬قال صلى ال عليه وسلم‪« :‬قولوا إن شاء ال» فقال القوم‪:‬‬
‫إن شاء ال‪ ,‬وكذا رواه ابن ماجه ف كتاب الزهد من سننه من حديث الوليد بن مسلم‬
‫عططططططن ممططططططد بططططططن مهاجططططططر بططططططه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪ { :‬سلم قولً من رب رح يم} قال ا بن جر يج‪ :‬قال ا بن عباس ر ضي ال‬
‫عنه ما ف قوله تعال‪ { :‬سلم قولً من رب رح يم} فإن ال تعال نف سه سلم على أ هل‬
‫النطة‪ ,‬وهذا الذي قاله ابطن عباس رضطي ال عنهمطا‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬تيتهطم يوم يلقونطه‬
‫سلم}‪ .‬وقد روى ابن أب حات ههنا حديثا‪ ,‬وف إسناده نظر‪ ,‬فإنه قال‪ :‬حدثنا موسى بن‬
‫يوسف‪ ,‬حدثنا ممد بن عبد اللك بن أب الشوارب‪ ,‬حدثنا أبو عاصم العبادان‪ ,‬حدثنا‬
‫الف ضل الرقا شي عن م مد بن النكدر عن جابر بن ع بد ال ر ضي ال عنه ما قال‪ :‬قال‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬بي نا أ هل ال نة ف نعيم هم‪ ,‬إذ سطع ل م نور‪ ,‬فرفعوا‬
‫رؤو سهم‪ ,‬فإذا الرب تعال قد أشرف علي هم من فوق هم‪ ,‬فقال‪ :‬ال سلم علي كم يا أ هل‬
‫النة‪ ,‬فذلك قوله تعال‪{ :‬سلم قولً من رب رحيم} قال‪ :‬فينظر إليهم وينظرون إليه‪ ,‬فل‬
‫يلتفتون إل ش يء من النع يم ماداموا ينظرون إل يه ح ت يت جب عن هم ويب قى نوره وبرك ته‬
‫عليهم وف ديارهم»‪ .‬ورواه ابن ماجه ف كتاب السنة من سننه عن ممد بن عبد اللك بن‬
‫أبططططططططططططططط الشوارب بطططططططططططططططه‪.‬‬
‫وقال ا بن جر ير‪ :‬حدث نا يو نس بن ع بد العلى‪ ,‬أخب نا ا بن و هب‪ ,‬حدث نا حرملة عن‬
‫سليمان بن حيد قال‪ :‬سعت ممد بن كعب القرظي يدث عن عمر بن عبد العزيز رضي‬
‫ال ع نه قال‪ :‬إذا فرغ ال تعال من أ هل ال نة والنار‪ ,‬أق بل ف ظلل من الغمام واللئ كة‪,‬‬
‫قال‪ :‬فيسلم على أهل النة‪ ,‬فيدون عليه السلم‪ ,‬قال القرظي‪ ,‬وهذا ف كتاب ال تعال‪:‬‬
‫{سلم قولً من رب رحيم} فيقول ال عز وجل‪ :‬سلون‪ ,‬فيقولون‪ :‬ماذا نسألك أي رب‬
‫؟ قال‪ :‬بلى سطلون‪ ,‬قالوا‪ :‬نسطألك أي رب رضاك‪ ,‬قال‪ :‬رضائي أحلكطم دار كرامتط‪,‬‬
‫قالوا‪ :‬يا رب فما الذي نسألك‪ ,‬فوعزتك وجللك وارتفاع مكانك لو قسمت علينا رزق‬

‫‪818‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الثقلي لطعمناهم ولسقيناهم وللبسناهم ولخدمناهم لينقصنا ذلك شيئا‪ .‬قال تعال إن‬
‫لدي مزيدا‪ ,‬قال‪ :‬فيف عل ذلك ب م ف درج هم ح ت ي ستوي ف مل سه‪ ,‬قال‪ :‬ث تأتي هم‬
‫التحف من ال عز وجل‪ ,‬تملهم إليهم اللئكة‪ ,‬ث ذكر نوه‪ .‬وهذا خب غريب‪ ,‬أورده‬
‫ابططططططططن جريططططططططر مططططططططن طرق‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫** وَا ْمتَازُوْا اْليَوْ مَ َأّيهَا الْ ُمجْ ِرمُو نَ * أَلَ مْ َأعْهَدْ إَِلْيكُ ْم يََبنِ يَ آدَ مَ أَن ّل َتعْبُدُواْ الشّيطَا نَ ِإنّ هُ‬
‫سَتقِيمٌ * وََلقَدْ أَضَ ّل ِمنْكُ مْ ِجِبلّ َكثِيا‬ ‫صرَاطٌ مّ ْ‬ ‫َلكُ ْم عَ ُد ّو ّمبِيٌ * َوأَ نِ ا ْعبُدُونِي هَ ـذَا ِ‬
‫ط َتكُونُوْا َت ْعقِلُونطططططططططططططططَ‬ ‫أَفَلَمطططططططططططططط ْ‬
‫يقول تعال م با ع ما يؤول إل يه الكفار يوم القيا مة من أمره ل م أن يتازوا بع ن ييزون‬
‫عطن الؤمنيط فط موقفهطم‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬ويوم نشرهطم جيعا ثط نقول للذيطن أشركوا‬
‫مكان كم أن تم وشركاؤ كم فزيل نا بين هم} وقال عز و جل‪{ :‬ويوم تقوم ال ساعة يومئذن‬
‫يتفرقون} {يومئذ يصطدعون} أي يصطيون صطدعي فرقتيط {احشرواالذيطن ظلموا‬
‫طم}‪.‬‬ ‫طراط الحيط‬ ‫طم إل صط‬ ‫طن دون ال فاهدوهط‬ ‫طا كانوا يعبدون مط‬ ‫طم ومط‬ ‫وأزواجهط‬
‫وقوله تعال‪{ :‬أل أعهد إليكم يا بن آدم أن لتعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبي} هذا‬
‫تقريطع مطن ال تعال للكفرة مطن بنط آدم‪ ,‬الذيطن أطاعوا الشيطان وهطو عدو لمط مطبي‪,‬‬
‫وع صوا الرح ن و هو الذي خلق هم ورزق هم‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وأن اعبدو ن هذا صراط‬
‫م ستقيم} أي قد أمرت كم ف دار الدن يا بع صيان الشيطان‪ ,‬وأمرت كم بعباد ت‪ ,‬وهذا هو‬
‫الصراط الستقيم‪ ,‬فسلكتم غي ذلك واتبعتم الشيطان فيما أمركم به ولذا قال عز وجل‪:‬‬
‫ل بضم‬ ‫ل بكسر اليم وتشديد اللم‪ ,‬ويقال جب ً‬ ‫ل كثيا} يقال‪ :‬جب ً‬ ‫{ولقد أضل منكم جب ً‬
‫اليم والباء وتفيف اللم‪ ,‬ومنهم من يسكن الباء‪ ,‬والراد بذلك اللق الكثي‪ ,‬قاله ماهد‬
‫وقتادة والسططططططدي وسططططططفيان بططططططن عيينططططططة‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬أفلم تكونوا تعقلون} أي أفمطا كان لكطم عقطل فط مالفطة ربكطم فيمطا‬
‫أمركم به من عبادته وحده ل شريك له‪ ,‬وعدولكم إل اتباع الشيطان‪ .‬قال ابن جريج‪:‬‬
‫حدثنا أبو كريب‪ ,‬حدثنا عبدالرحن بن ممد الحارب عن إساعيل بن رافع عمن حدثه‬
‫عن م مد بن ك عب القر ظي عن أ ب هريرة ر ضي ال ع نه أن ر سول ال صلى ال عل يه‬

‫‪819‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وسلم قال إذا كان يوم القيامة‪ ,‬أمر ال تعال جهنم‪ ,‬فيخرج منها عنق ساطع مظلم يقول‬
‫{أل أعهد إليكم يا بن آدم أن لتعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبي وأن اعبدون هذا‬
‫صطراط مسطتقيم ولقطد أضطل منكطم جبلً أفلم تكونوا تعقلون هذه جهنطم التط كنتطم‬
‫توعدون} {وامتازوا اليوم أي ها الجرمون} فيتم يز الناس ويثون‪ ,‬و هي ال ت يقول ال عز‬
‫وجل‪{ :‬وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إل كتابا اليوم تزون ما كنتم تعلمون}»‪.‬‬

‫ختِ ُم‬
‫** هَـ ِذهِ َج َهنّ ُم اّلتِي كُنتُ ْم تُوعَدُو نَ * ا صَْل ْوهَا الَْيوْ َم بِمَا كُنتُ ْم تَ ْكفُرُو نَ * الَْيوْ َم نَ ْ‬
‫سنَا‬ ‫سبُونَ * وََل ْو نَشَآءُ لَطَمَ ْ‬ ‫عََلىَ أَ ْفوَاهِهِ ْم َوُتكَلّمُنَآ َأيْدِيهِ ْم َوتَشْهَدُ أَ ْرجُُلهُ ْم بِمَا كَانُوْا يَكْ ِ‬
‫خنَاهُ ْم عََل َى مَكَطاَنتِهِمْ َفمَا‬ ‫عََلىَ َأ ْعُينِهِ مْ فَا ْسَتَبقُوْا ال صّرَاطَ َفَأنّ َى ُيبْ صِرُونَ * وََلوْ نَشَآءُ لَمَ سَ ْ‬
‫طتَطَاعُوْا ُمضِيّا وَلَ يَرْ ِجعُونطططططططططططططَ‬ ‫اسطططططططططططط ْ‬
‫يقال للكفرة من بن آدم يوم القيامة وقد برزت الحيم لم تقريعا وتوبيخا {هذه جهنم‬
‫الت كنتم توعدون} أي هذه الت حذرتكم الرسل‪ ,‬فكذبتموهم {اصلوها اليوم با كنتم‬
‫تكفرون} كمطا قال تعال‪{ :‬يوم يدعون إل نار جهنطم دعا هذه النار التط كنتطم باط‬
‫تكذبون أفسطحر هذا أم أنتطم ل تبصطرون}‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬اليوم نتطم على أفواههطم‬
‫وتكلمنطا أيديهطم وتشهطد أرجلهطم باط كانوا يكسطبون} هذا حال الكفار والنافقيط يوم‬
‫القيا مة ح ي ينكرون ما اجترحوه ف الدن يا‪ ,‬ويلفون ما فعلوه‪ ,‬فيخ تم ال على أفواه هم‬
‫ويسططططططططتنطق جوارحهططططططططم باطططططططط عملت‪.‬‬
‫قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو شيبة إبراهيم بن عبد ال بن أب شيبة‪ ,‬حدثنا منجاب بن‬
‫الارث التميمي‪ ,‬حدثنا أبو عامر الزدي‪ ,‬حدثنا سفيان عن عبيد الكتب عن الفضيل بن‬
‫عمرو عن الش عب عن أ نس بن مالك ر ضي ال ع نه قال‪ :‬ك نا ع ند ال نب صلى ال عل يه‬
‫وسلم‪ ,‬فضحك حت بدت نواجذه‪ ,‬ث قال صلى ال عليه وسلم‪« :‬أتدرون م مّ أضحك ؟‬
‫» قلنا‪ :‬ال ورسوله أعلم ‪ ,‬قال صلى ال عليه وسلم‪« :‬من مادلة العبد ربه يوم القيامة‪,‬‬
‫يقول رب أل ترن من الظلم ؟ فيقول‪ :‬بلى‪ ,‬فيقول‪ :‬ل أجيز علي إل شاهدا من نفسي‪,‬‬
‫فيقول‪ :‬كفطى بنفسطك اليوم عليطك حسطيبا‪ ,‬والكرام الكاتطبي شهودا‪ ,‬فيختطم على فيطه‪,‬‬
‫ويقال لركانطه‪ :‬انطقطي فتنططق بعمله‪ ,‬ثط يلى بينطه وبيط الكلم‪ ,‬فيقول‪ :‬بعدا لكطن‬

‫‪820‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وسحقا‪ ,‬فعنكن كنت أناضل» وقد رواه مسلم والنسائي‪ ,‬كلها عن أب بكر بن أب‬
‫النضر عن أب النضر‪ ,‬عن عبيد ال بن عبد الرحن الشجعي‪ ,‬عن سفيان هو الثوري به‪.‬‬
‫ث قال النسائي‪ :‬ل أعلم أحدا روى هذا الديث عن سفيان غي الشجعي‪ ,‬وهو حديث‬
‫غر يب‪ ,‬وال تعال أعلم‪ ,‬كذا قال‪ .‬و قد تقدم من روا ية أ ب عا مر ع بد اللك بن عمرو‬
‫السططططططدي وهططططططو العقدي عططططططن سططططططفيان‪.‬‬
‫وقال عبد الرزاق‪ :‬أخبنا معمر عن بز بن حكيم عن أبيه عن جده عن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ,‬قال‪« :‬إنكم تدعون مفدما على أفواهكم بالفدام‪ ,‬فأول ما يسأل عن أحدكم‬
‫فخذه وكتفه‪ ,‬رواه النسائي عن ممد بن رافع عن عبد الرزاق به‪ ,‬وقال سفيان بن عيينة‬
‫عن سهيل عن أبيه عن أب هريرة رضي ال عنه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ف‬
‫حد يث القيا مة الطو يل‪ ,‬قال ف يه‪ « :‬ث يل قى الثالث فيقول‪ :‬ما أ نت ؟ فيقول‪ :‬أ نا عبدك‬
‫آمنت بك وبنبيك وبكتابك‪ ,‬وصمت وصليت وتصدقت‪ ,‬ويثن بي ما استطاع ط قال‬
‫ط فيقال له‪ :‬أل نبعث عليك شاهدنا ؟ ط قال ط فيفكر ف نفسه من الذي يشهد عليه‪,‬‬
‫فيختم على فيه ويقال لفخذه انطقي ط قال ط فتنطق فخذه ولمه وعظامه با كان يعمل‬
‫وذلك النا فق‪ ,‬وذلك ليعذر من نف سه‪ ,‬وذلك الذي سخط ال تعال عل يه» ورواه م سلم‬
‫وأبطططو داود مطططن حديطططث سطططفيان بطططن عيينطططة بطططه بطوله‪.‬‬
‫ث قال ا بن أ ب حا ت رح ه ال‪ :‬حدث نا أ ب‪ ,‬حدث نا هشام بن عمار‪ ,‬حدث نا إ ساعيل بن‬
‫عياش‪ ,‬حدثنا ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن عقبة بن عامر رضي ال عنه أنه‬
‫سع ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول‪« :‬إن أول ع ظم من الن سان يتكلم يوم ي تم‬
‫على الفواه‪ ,‬فخذه من الرجل اليسرى» وروى ابن جرير عن ممد بن عوف عن عبد ال‬
‫بن البارك عن إساعيل بن عياش به مثله‪ .‬وقد جود إسناده المام أحد رحه ال‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫حدثنا الكم بن نافع‪ ,‬حدثنا إساعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد‬
‫الضرمي ع من حدثه‪ ,‬عن عقبة بن عامر رضي ال عنه أنه سع ر سول ال يقول‪« :‬إن‬
‫أول عظطم مطن النسطان يتكلم يوم يتطم على الفواه فخذه مطن الرجطل الشمال»‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا يعقوب بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا ابن علية‪ ,‬حدثنا يونس بن عبيد عن‬
‫ح يد بن هلل قال‪ :‬قال أ بو بردة‪ :‬قال أ بو مو سى هو الشعري ر ضي ال ع نه‪ :‬يد عى‬

‫‪821‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الؤمن للحساب يوم القيامة‪ ,‬فيعرض عليه ربه عمله فيما بينه وبينه‪ ,‬فيعترف فيقول‪ :‬نعم‬
‫أي رب عملت عملت عملت‪ ,‬قال‪ :‬فيغفر ال تعال له ذنوبه ويستره منها‪ ,‬قال‪ :‬فما على‬
‫الرض خليقطة ترى مطن تلك الذنوب شيئا وتبدو حسطناته‪ ,‬فود أن الناس كلهطم يروناط‪,‬‬
‫ويدعى الكافر والنافق للحساب‪ ,‬فيعرض عليه ربه عمله فيجحد ويقول‪ :‬أي رب وعزتك‬
‫لقد كتب علي هذا اللك ما ل أعمل‪ ,‬فيقول له اللك‪ :‬أما علمت كذا يوم كذا ف مكان‬
‫كذا ؟ فيقول‪ :‬ل وعز تك أي رب ما عمل ته‪ ,‬فإذا ف عل ذلك خ تم ال على ف يه‪ ,‬قال أ بو‬
‫موسى الشعري رضي ال عنه‪ :‬فإن أحسب أول ما ينطق منه الفخذ اليمن‪ ,‬ث تل {اليوم‬
‫نتطم على أفواههطم وتكلمنطا أيديهطم وتشهطد أرجلهطم باط كانوا يكسطبون}‪.‬‬
‫وقوله تبارك وتعال‪{ :‬ولو نشاء لطم سنا على أعين هم فا ستبقوا ال صراط فأ ن يب صرون}‬
‫قال علي بطن أبط طلحطة عطن ابطن عباس رضطي ال عنهمطا فط تفسطيها‪ :‬يقول ولو نشاء‬
‫لضللنا هم عن الدى‪ ,‬فك يف يهتدون ؟ وقال مرة‪ :‬أعمينا هم‪ :‬وقال ال سن الب صري‪ :‬لو‬
‫شاء ال لطمس على أعينهم فجعلهم عميا يترددون‪ .‬وقال السدي‪ :‬يقول ولو نشاء أعمينا‬
‫أبصارهم‪ .‬وقال ماهد وأبو صال وقتادة والسدي‪ :‬فاستبقوا الصراط‪ ,‬يعن الطريق‪ .‬وقال‬
‫ابن زيد‪ :‬يعن بالصراط ههنا الق‪ ,‬فأن يبصرون وقد طمسنا على أعينهم‪ .‬وقال العوف‬
‫ط‪.‬‬‫طرون القط‬ ‫طرون} ل يبصط‬ ‫ط يبصط‬ ‫طا‪{ :‬فأنط‬ ‫طي ال عنهمط‬ ‫طن عباس رضط‬ ‫طن ابط‬ ‫عط‬
‫وقوله عز وجل‪{ :‬ولو نشاء لسخناهم على مكانتهم} قال العوف عن ابن عباس رضي‬
‫ال عنهمطا‪ :‬أهلكناهطم‪ .‬وقال السطدي‪ :‬يعنط لغينطا خلقهطم‪ .‬وقال أبطو صطال‪ :‬لعلناهطم‬
‫حجارة‪ .‬وقال السطن البصطري وقتادة‪ :‬لقعدهطم على أرجلهطم‪ ,‬ولذا قال تبارك وتعال‪:‬‬
‫{فما استطاعوا مضيا} أي إل أمام {ول يرجعون} إل وراء بل يلزمون حالً واحدا ل‬
‫يتقدمون و ل يتأخرون‪.‬‬

‫شعْ َر َومَا يَنَبغِي لَهُ إِنْ هُ َو‬


‫** َومَن ّنعَمّرْ ُه ُنَنكّطسْهُ فِي الْخَ ْلقِ أََفلَ َي ْعقِلُونَ * َومَا عَّل ْمنَاهُ ال ّ‬
‫ط اْل َقوْ ُل عَلَى اْلكَافِرِينططَ‬ ‫إِلّ ذِكْ ٌر وَُقرْآنططٌ ّمبِيٌط * ّليُنذِرَ مَطن كَانططَ َحيّا َويَحِقطّ‬
‫ي ب تعال عن ا بن آدم أ نه كل ما طال عمره‪ ,‬رد إل الض عف ب عد القوة‪ ,‬والع جز ب عد‬
‫النشاط‪ ,‬كما قال تبارك وتعال‪{ :‬ال الذي خلق كم من ض عف ث ج عل من ب عد ض عف‬

‫‪822‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قوة ث جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يلق ما يشاء وهو العليم القدير} وقال عز وجل‪:‬‬
‫{ومنكم من يرد إل أرذل العمر لكيل يعلم من بعد علم شيئا} والراد من هذا ط وال‬
‫أعلم الخبار عن هذه الدار بأن ا دار زوال وانتقال‪ ,‬ل دار دوام وا سقرار‪ ,‬ولذا قال عز‬
‫وجطل‪{ :‬أفل يعقلون} أي يتفكرون بعقولمط فط ابتداء خلقهطم‪ ,‬ثط صطيورتم إل سطن‬
‫الشي بة‪ ,‬ث إل الشيخو خة ليعلموا أن م خلقوا لدار أخرى ل زوال ل ا ول انتقال من ها ول‬
‫ططططططططي الدار الَخرة‪.‬‬ ‫ططططططططا‪ ,‬وهط‬ ‫ططططططططد عنهط‬ ‫ميط‬
‫وقوله تبارك وتعال‪{ :‬و ما علمناه الش عر و ما ينب غي له} يقول عز و جل م با عن نبيه‬
‫م مد صلى ال عل يه و سلم أ نه ما عل مه الش عر {وما ينب غي له} أي ما هو ف طب عه فل‬
‫يسنه ول يبه ول تقتضيه جبلته‪ ,‬ولذا ورد أنه صلى ال عليه وسلم كان ل يفظ بيتا‬
‫على وزن منت ظم بل إن أنشده زحفه أو ل يت مه‪ .‬وقال أ بو زرعة الرازي‪ :‬حدثنا إساعيل‬
‫بن مالد عن أبيه عن الشعب أنه قال‪ :‬ما ولد عبد الطلب ذكرا ول أنثى إل يقول الشعر‬
‫إل رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬ذكره ابن عساكر ف ترجة عتبة بن أب لب الذي‬
‫أكله السطططططططططططططططططططططططططططططد بالزرقاء‪.‬‬
‫قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أبو سلمة حدثنا حاد بن سلمة عن علي بن زيد‬
‫عن السن هو البصري قال‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يتمثل بذا البيت‪:‬‬
‫كفططططططططى بالسططططططططلم والشيططططططططب للمرء ناهيا‬
‫فقال أبططططو بكططططر رضططططي ال عنططططه‪ :‬يططططا رسططططول ال‬
‫كفططططططططى الشيططططططططب والسططططططططلم للمرء ناهيا‬

‫قال أبو بكر أو عمر رضي ال عنهما‪ :‬أشهد أنك رسول ال‪ ,‬يقول تعال‪{ :‬وما علمناه‬
‫الشعر وما ينبغي له} وهكذا روى البيهقي ف الدلئل أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال للعباس بطططن مرداس السطططلمي رضطططي ال عنطططه «أنطططت القائل‪:‬‬
‫أتعططططل نبطططط ونبطططط العبيططططد بيطططط القرع وعيينططططة‬

‫فقال‪ :‬إنا هو عيينة والقرع‪ ,‬فقال صلى ال عليه وسلم‪« :‬الكل سواء» يعن ف العن‪,‬‬
‫طططططططلمه عليططططططططه‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬ ‫صططططططططلوات ال وسط‬

‫‪823‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقد ذكر السهيلي ف الروض النف لذا التقدي والتأخي الذي وقع ف كلمه صلى ال‬
‫عليه وسلم ف هذا البيت مناسبة أغرب فيها‪ ,‬حاصلها شرف القرع بن حابس على عيينة‬
‫بطن بدر الفزاري لنطه ارتطد أيام الصطديق رضطي ال عنطه بلف ذاك‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬وهكذا‬
‫روى الموي ف مغازيه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم جعل يشي بي القتلى يوم بدر‬
‫وهططو يقول «نفلق هاما» فيقول الصططديق رضططي ال عنططه متمما للبيططت‪:‬‬
‫مطططططن رجال أعزة عليناوهطططططم كانوا أعطططططق وأظلمطططططا‬
‫وهذا لب عض الشعراء العرب ف ق صيدة له و هي ف الما سة‪ .‬وقال المام أح د‪ :‬حدث نا‬
‫هشيم‪ :‬حدثنا مغية عن الشعب عن عائشة رضي ال عنها قالت‪ :‬كان رسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم إذا ا ستراث ال ب ت ثل ف يه ببيت طر فة‪ :‬ويأت يك بالخبار من ل تزود ط‬
‫وهكذا رواه النسائي ف اليوم والليلة من طريق إبراهيم بن مهاجر عن الشعب عنها‪ .‬ورواه‬
‫الترمذي والنسائي أيضا من حديث القدام بن شريح بن هانء عن أبيه عن عائشة رضي‬
‫ال عنهطا كذلك‪ ,‬ثط قال الترمذي‪ :‬هذا حديطث حسطن صطحيح‪ ,‬وقال الافطظ أبطو بكطر‬
‫البزار‪ :‬حدثنا يوسف بن موسى‪ ,‬حدثنا أسامة عن زائدة عن ساك عن عكرمة عن ابن‬
‫عباس رضي ال عنهما‪ ,‬قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يتمثل من الشعار‪* :‬‬
‫ويأ تك بالخبار من ل تزود * ث قال‪ ,‬ورواه غ ي زائدة عن ساك عن عط ية عن عائ شة‬
‫رضي ال عنها‪ ,‬هذا ف شعر طرفة بن العبد ف معلقته الشهورة‪ ,‬وهذا الذكور منها أوله‪:‬‬
‫سطططتبدي لك اليام مطططا كنطططت جاهلًويأتيطططك بالخبار مطططن ل تزود‬
‫ويأتيطططك بالخبار مطططن ل تبطططع لبتاتا ول تضرب له وقطططت موعطططد‬
‫وقال سعيد بن أ ب عروبة عن قتادة‪ :‬ق يل لعائ شة رضي ال عنها‪ :‬هل كان ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يتمثل بشيء من الشعر ؟ قالت رضي ال عنها‪ :‬كان أبغض الديث‬
‫إليه‪ ,‬غ ي أنه صلى ال عليه وسلم كان يتم ثل ببيت أ خي ب ن ق يس‪ ,‬فيج عل أوله آخره‪,‬‬
‫وآخره أوله‪ ,‬فقال أبو بكر رضي ال عنه‪ :‬ليس هذا هكذا يا رسول ال‪ ,‬فقال رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم‪« :‬إ ن وال ما أ نا بشا عر و ما ينب غي ل» رواه ا بن أ ب حا ت وا بن‬
‫جرير‪ ,‬وهذا لفظه‪ .‬وقال معمر عن قتادة‪ :‬بلغن أن عائشة رضي ال عنها سئلت‪ :‬هل كان‬

‫‪824‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يتمثل بشيء من الشعر ؟ فقالت رضي ال عنها‪ :‬ل‪ .‬إل‬
‫ططططططططططططططططة‪.‬‬ ‫ططططططططططططططططت طرفط‬ ‫بيط‬
‫سطططتبدي لك اليام مطططا كنطططت جاهلًويأتيطططك بالخبار مطططن ل تزود‬
‫فج عل صلى ال عل يه و سلم يقول‪ « :‬من ل تزود بالخبار» فقال أ بو ب كر‪ :‬ل يس هذا‬
‫هكذا‪ ,‬فقال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن لست بشاعر ول ينبغي ل» وقال الافظ أبو بكر‬
‫البيهقي‪ :‬أخبنا أبو عبد ال الافظ‪ ,‬حدثنا أبو حفص عمر بن أحد بن نعيم وكيل التقي‬
‫ببغداد‪ ,‬حدثنطا أبطو ممطد عبطد ال بطن هلل النحوي الضريطر‪ ,‬حدثنطا علي بطن عمرو‬
‫النصاري‪ ,‬حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي ال عنها قالت‪:‬‬
‫مطا جعط رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم بيطت شعطر قطط إل بيتا واحدا‪.‬‬
‫تفاءل باطططط توى يكططططن فلقلمايقال لشيططططء كان إِل تققططططا‬
‫سألت شيخ نا الا فظ أ با الجاج الزي عن هذا الد يث فقال‪ :‬هو من كر‪ ,‬ول يعرف‬
‫ش يخ الا كم و ل الضر ير‪ ,‬وث بت ف ال صحيح أ نه صلى ال عل يه و سلم ت ثل يوم ح فر‬
‫الندق بأبيات ع بد ال بن روا حة ر ضي ال ع نه‪ ,‬ول كن تبعا لقول أ صحابه ر ضي ال‬
‫عنهططططططم‪ ,‬فإنمطططططط كانوا يرتزون وهططططططم يفرون فيقولون‪:‬‬
‫ل همططططّ لول أنططططت مططططا اهتديناول تصططططدقنا ول صططططلينا‬
‫فأنزلن سطططططططكينة عليناوثبطططططططت القدام إن لقينطططططططا‬
‫إن الُل قطططططططد بغوا عليناإذا أرادوا فتنطططططططة أبينطططططططا‬
‫ويرفطع صطلى ال عليطه وسطلم صطوته بقوله أبينطا ويدهطا‪ ,‬وقطد روى هذا بزحاف فط‬
‫ال صحيحي أيضا‪ ,‬وكذا ث بت أ نه صلى ال عل يه و سلم قال يوم حن ي و هو را كب البغلة‬
‫يقدم باطططططططططططططط فطططططططططططططط نور العدو‪:‬‬
‫)شعأنططططا النططططب ل كذبأنططططا ابططططن عبططططد الطلب)‬
‫لكن قالوا هذا وقع اتفاقا من غي قصد لوزن شعر‪ ,‬بل جرى على اللسان من غي قصد‬
‫إليه‪ ,‬وكذلك ما ثبت ف الصحيحي عن جندب بن عبد ال رضي ال عنه‪ ,‬قال‪ :‬كنا مع‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ف غار‪ ,‬فنك بت أ صبعه‪ ,‬فقال صلى ال عل يه و سلم‪:‬‬
‫هطططل أنطططت إل أصطططبع دميتوفططط سطططبيل ال مطططا لقيطططت‬

‫‪825‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ططططططم} إنشاد‪:‬‬ ‫ططططططد قوله تعال {إل اللمط‬ ‫ططططططيأت عنط‬ ‫وسط‬
‫إن تغفططططر اللهططططم تغفططططر جاوأي عبططططد لك مططططا ألاطططط‬
‫وكل هذا ل يناف كونه صلى ال عليه وسلم ما علم شعرا وما ينبغي له‪ ,‬فإن ال تعال‬
‫إنا علمه القرآن العظيم الذي {ل يأتيه الباطل من بي يديه ول من خلفه تنيل من حكيم‬
‫حيد} وليس هو بشعر كما زعمه طائفة من جهلة كفار قريش‪ ,‬ول كهانة‪ ,‬ول مفتعل‪,‬‬
‫ول سحر يؤثر‪ ,‬كما تنوعت فيه أقوال الضلل وآراء الهال‪ ,‬وقد كانت سجيته صلى ال‬
‫عليه وسلم تأب صناعة الشعر طبعا وشرعا‪ ,‬كما رواه أبو داود قال‪ :‬حدثنا عبيد ال بن‬
‫ع مر‪ ,‬حدث نا ع بد ال بن يز يد‪ ,‬حدث نا سعيد بن أ ب أيوب‪ ,‬حدث نا شرحب يل بن يز يد‬
‫العافري عن عبد الرحن بن رافع التنوخي قال‪ :‬سعت عبد ال بن عمرو رضي ال عنهما‬
‫يقول‪ :‬سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول‪ « :‬ما أبال ما أوت يت إن أ نا شر بت‬
‫ترياقا‪ ,‬أو تعلقطت تيمطة‪ ,‬أو قلت الشعطر مطن قبطل نفسطي» تفرد بطه أبطو داود‬
‫وقال المام أحد رحه ال‪ :‬حدثنا عبد الرحن بن مهدي عن السود بن شيبان عن أب‬
‫نوفل قال‪ :‬سألت عائشة رضي ال عنها‪ :‬هل كان رسول ال صلى ال عليه وسلم بسائغ‬
‫عنده الش عر ؟ فقالت‪ :‬قد كان أب غض الد يث إل يه‪ .‬وقال عن عائ شة ر ضي عن ها‪ :‬كان‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يعجبه الوامع من الدعاء‪ ,‬ويدع ما بي ذلك‪ :‬وقال أبو‬
‫داود‪ :‬حدثنا أبو الوليد الطيالسي‪ :‬حدثنا شعبة عن العمش عن أب صال عن أب هريرة‬
‫رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم «لن يتلىء جوف أحدكم قيحا خي له من‬
‫أن يتلىء شعرا» انفرد بطه مطن هذا الوجطه‪ ,‬وإسطناده على شرط الشيخيط‪ ,‬ول يرجاه‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬حدثنا قزعة بن سويد الباهلي عن عاص بن ملد عن أب‬
‫الشعث الصنعان (ح) وحدثنا الشيب‪ ,‬فقال عن أب عاصم عن أب الشعث عن شداد‬
‫بن أوس رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬من قرض بيت شعر‬
‫ب عد العشاء الَخرة‪ ,‬ل تق بل له صلة تلك الليلة‪ »,‬وهذا حد يث غر يب من هذا الو جه‪,‬‬
‫ول ير جه أ حد من أ صحاب الك تب ال ستة‪ ,‬والراد بذلك نظ مه ل إنشاده‪ ,‬وال أعلم‪,‬‬
‫على أن الش عر ما هو مشروع‪ ,‬و هو هجاء الشرك ي الذي كان يتعاطاه شعراء ال سلم‪,‬‬
‫كحسان بن ثابت رضي ال عنه‪ ,‬وكعب بن مالك وعبد ال بن رواحة وأمثالم وأضرابم‬

‫‪826‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رضي ال عنهم أجعي‪ ,‬ومنه ما فيه حكم ومواعظ وآداب‪ ,‬كما يوجد ف شعر جاعة من‬
‫الاهلية‪ ,‬ومنهم أمية بن أب الصلت الذي قال فيه رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬آمن‬
‫شعره‪ ,‬وكفر قلبه» وقد أنشد بعض الصحابة رضي ال عنهم للنب صلى ال عليه وسلم‬
‫مائة ب يت يقول ع قب كل ب يت «ه يه» يع ن ي ستطعمه‪ ,‬فيزيده من ذلك‪ ,‬و قد روى أ بو‬
‫داود من حديث أب بن كعب وبريده بن الصيب وعبد ال بن عباس رضي ال عنهم أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬إن من البيان سحرا‪ ,‬وإن من الشعر حكما» ولذا‬
‫قال تعال‪{ :‬وما علمناه الشعر} يعن ممدا صلى ال عليه وسلم ما علمه ال الشعر «وما‬
‫ينب غي له} أي و ما ي صلح له {إن هو ذ كر وقرآن مبي} أي ما هذا الذي علمناه {إل‬
‫ذ كر وقرآن مبي} أي بيّن وا ضح جلي ل ن تأمله وتدبره‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬لينذر من‬
‫كان حيا} أي لينذر هذا القرآن البي كل حي على وجه الرض‪ ,‬كقوله‪{ :‬لنذركم به‬
‫ومطن بلغ} وقال جطل وعل‪{ :‬ومطن يكفطر بطه مطن الحزاب فالنار موعده} وإناط ينتفطع‬
‫بنذارته من هو حي القلب مستني البصية‪ ,‬كما قال قتادة‪ :‬حي القلب حي البصر‪ .‬وقال‬
‫ل {وي ق القول على الكافر ين} أي هو رح ة للمؤمن ي وح جة على‬ ‫الضحاك يع ن عاق ً‬
‫الكافريطططططططططططططططططططططططططططططططططن‪.‬‬

‫** َأوَلَ ْم يَ َر ْواْ َأنّا خََل ْقنَا َلهُم مِمّا عَمِلَ تْ َأيْدِينَآ َأنْعاما َفهُ مْ َلهَا مَاِلكُو نَ * وَذَلّ ْلنَاهَا َل ُه ْم‬
‫ط‬
‫شكُرُون َ‬ ‫ط أََفلَ يَ ْ‬ ‫ط َومَشَارِب ُ‬ ‫ط فِيهَطا َمنَافِع ُ‬ ‫ط * وََلهُم ْ‬ ‫ط َومِنْهَطا َيأْكُلُون َ‬ ‫فَ ِمنْهَطا رَكُوُبهُم ْ‬
‫يذكر تعال ما أنعم به على خلقه من هذه النعام الت سخرها لم {فهم لا مالكون}‬
‫قال قتادة‪ :‬مطيقون‪ ,‬أي جعلهم يقهرونا وهي ذليلة لم‪ ,‬ل تتنع منهم‪ ,‬بل لو جاء صغي‬
‫إل بع ي لنا خه‪ ,‬ولوشاء لقا مه و ساقه‪ ,‬وذاك ذل يل منقاد م عه‪ ,‬وكذا لو كان القطار مائة‬
‫بعي أو أكثر لسار الميع بسي الصغي‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬فمنها ركوبم ومنها يأكلون} أي‬
‫من ها ما يركبون ف السطفار ويملون عل يه الثقال إل سائر الهات والقطار {ومن ها‬
‫يأكلون} إذا شاؤوا ونروا واجتزروا {ولمط فيهطا منافطع} أي مطن أصطوافها وأوبارهطا‬
‫وأشعارهطا أثاثا ومتاعا إل حيط {ومشارب} أي مطن ألباناط وأبوالاط لنط يتداوى ونوط‬
‫ذلك‪{ ,‬أفل يشكرون} أي أفل يوحدون خالق ذلك ومسطخره ول يشركون بطه غيه ؟‪.‬‬

‫‪827‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫ستَطِيعُونَ نَ صْ َرهُ ْم َوهُ مْ َلهُ مْ جُن ٌد‬


‫** وَاتّخَذُوْا مِن دُو نِ اللّ هِ آِل َهةً ّلعَّلهُ ْم يُن صَرُونَ * لَ يَ ْ‬
‫طَ‬
‫طِرّونَ وَمَطا ُيعِْلنُونط‬ ‫طُ مَطا يُسط‬ ‫طْ إِنّطا َنعْلَمط‬
‫طَ َقوُْلهُمط‬ ‫ل يَحْزُنكط‬ ‫طَ * َف َ‬
‫حضَرُونط‬ ‫مّ ْ‬
‫يقول تعال منكرا على الشركيط فط اتاذهطم النداد آلةط مطع ال يبتغون بذلك أن‬
‫تنصطرهم تلك الَلةط وترزقهطم وتقربمط إل ال زلفطى‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬ليسطتطيعون‬
‫ن صرهم} أي لتقدر الَل ة على ن صر عابدي ها بل هي أض عف من ذلك وأ قل وأح قر‬
‫وأدحر‪ ,‬بل ل تقدر على الستنصار لنفسها‪ ,‬ول النتقام من أرادها بسوء‪ ,‬لنا جاد ل‬
‫تسطططططططططططططططمع ول تعقطططططططططططططططل‪.‬‬
‫وقوله تبارك وتعال‪{ :‬وهم لم جند مضرون} قال ماهد‪ :‬يعن عند الساب يريد أن‬
‫هذه ال صنام مشورة ممو عة يوم القيا مة مضرة ع ند ح ساب عابدي ها‪ ,‬ليكون ذلك أبلغ‬
‫ف حزن م وأدل علي هم ف إقامة ال جة علي هم‪ .‬وقال قتادة {لي ستطيعون نصرهم} يع ن‬
‫الَل ة {و هم ل م ج ند مضرون} والشركون يغضبون للَل ة ف الدن يا‪ ,‬و هي ل ت سوق‬
‫إليهم خيا ول تدفع عنهم شرا‪ ,‬إنا هي أصنام‪ ,‬وهكذا قال السن البصري‪ ,‬وهذا القول‬
‫حسطن‪ ,‬وهطو اختيار ابطن جريطر رحهط ال تعال‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬فل يزنطك قولمط} أي‬
‫تكذيب هم لك وكفر هم بال {إ نا نعلم ماي سرون و ما يعلنون} أي ن ن نعلم ج يع ما هم‬
‫فيه‪ ,‬وسنجزيهم وصفهم ونعاملهم على ذلك يوم ل يفقدون من أعمالم جليلً ول حقيا‬
‫ول صطغيا ول كطبيا بطل يعرض عليهطم جيطع مطا كانوا يعملون قديا وحديثا‪.‬‬

‫سيَ‬
‫** َأوَلَ ْم يَ َر الِن سَانُ َأنّا َخَلقْنَا ُه مِن نّ ْط َفةٍ َفإِذَا ُهوَ خَ صِي ٌم ّمبِيٌ * وَضَرَ بَ َلنَا َمَثلً َونَ ِ‬
‫شأَهَآ َأوّ َل مَ ّر ٍة َو ُهوَ ِبكُلّ‬
‫حيِيهَا الّذِ يَ أَن َ‬
‫خَ ْلقَ هُ قَا َل مَن يُحيِي اْلعِظَا َم َوهِ يَ َرمِي مٌ * ُق ْل يُ ْ‬
‫ط‬‫ط الشّجَرِ ال ْخضَ ِر نَارا فَِإذَآ أَنتُطم مّنْطه تُوقِدُون َ‬ ‫ط * الّذِي َجعَلَ لَكُطم مّن َ‬ ‫ط عَلِيم ٌ‬ ‫خَلْق ٍ‬
‫قال ما هد وعكر مة وعروة بن الزب ي وال سدي وقتادة‪ :‬جاء أ ب بن خلف لع نه ال إل‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم و ف يده ع ظم رم يم‪ ,‬و هو يف ته ويذروه ف الواء‪ ,‬و هو‬
‫يقول‪ :‬يا ممد أتزعم أن ال يبعث هذا ؟ قال صلى ال عليه وسلم‪« :‬نعم ييتك ال تعال‪,‬‬

‫‪828‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ث يبع ثك‪ ,‬ث يشرك إل النار» ونزلت هذه الَيات من آ خر يس {أول ير إلن سان أ نا‬
‫خلقناه من نط فة} إل آخر هن‪ .‬وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا علي بن ال سي بن الن يد‪,‬‬
‫حدثنا ممد بن العلء‪ ,‬حدثنا عثمان بن سعيد الزيات عن هشيم عن أب بشر عن سعيد‬
‫بن جبي عن ابن عباس رضي ال عنهما قال‪ :‬إن العاص بن وائل أخذ عظما من البطحاء‬
‫فف ته بيده‪ ,‬ث قال لر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ :‬أي يي ال هذا ما ب عد أرى ؟ فقال‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬ن عم يي تك ال‪ ,‬ث يي يك‪ ,‬ث يدخلك جه نم» قال‪:‬‬
‫ونزلت الَيات من آخر يس‪ ,‬ورواه ابن جرير عن يعقوب بن إبراهيم عن هشيم عن أب‬
‫بشطر عطن سطعيد بطن جطبي فذكرهطو ول يذكطر ابطن عباس رضطي ال عنهمطا‪.‬‬
‫وروي من طريق العوف عن ابن عباس رضي ال عنهما قال‪ :‬جاء عبد ال بن أب بعظم‬
‫ففته وذكر نو ما تقدم‪ ,‬وهذا منكر‪ ,‬لن السورة مكية وعبد ال بن أب بن سلول إنا‬
‫كان بالدي نة‪ ,‬وعلى كل تقد ير سواء كا نت هذه الَيات قد نزلت ف أ ب بن حلف أو‬
‫العاص بن وائل أو فيه ما‪ ,‬ف هي عا مة ف كل من أن كر الب عث‪ ,‬واللف واللم ف قوله‬
‫تعال‪{ :‬أول ير الن سان} للجنس يعم كل من كر للب عث {أ نا خلقناه من نط فة فإذا هو‬
‫خصطيم مطبي} أي أول يسطتدل مطن أنكطر البعطث بالبدء على العادة‪ ,‬فإن ال ابتدأ خلق‬
‫النسان من سللة من ماء مهي‪ ,‬فخلقه من شيء حقي ضعيف مهي‪ ,‬كماقال عز وجل‪:‬‬
‫{أل نلق كم من ماء مه ي فجعلناه ف قرار مك ي إل قدر معلوم} وقال تعال‪{ :‬إنا‬
‫خلقنا النسان من نطفة أمشاج} أي من نطفة من أخلط متفرقة‪ ,‬فالذي خلقه من هذه‬
‫النطفطططة الضعيفطططة أليطططس بقادر على إعادتطططه بعطططد موتطططه‪.‬‬
‫كما قال المام أحد ف مسنده‪ :‬حدثنا أبو الغية‪ ,‬حدثنا جرير‪ ,‬حدثن عبد الرحن بن‬
‫ميسرة عن جبي بن نفي عن بشر بن جحاش قال‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫بصق يوما ف كفه‪ ,‬فوضع عليها أصبعه‪ ,‬ث قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «قال ال‬
‫تعال‪ :‬ابن آدم أن تعجزن وقد خلقتك من مثل هذه‪ ,‬حت إذا سويتك وعدلتك مشيت‬
‫ب ي برد يك وللرض م نك وئ يد‪ ,‬فجم عت ومن عت ح ت إذا بل غت الترا قي قلت أت صدق‬
‫وأن أوان الصدقة ؟» ورواه ابن ماجه عن أب بكر بن أب شيبة عن يزيد بن هارون عن‬
‫جرير بن عثمان به‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وضرب لنا مثلً ونسي خلقه قال من ييي العظام‬

‫‪829‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وهطي رميطم} أي اسطتبعد إعادة ال تعال ذي القدرة العظيمطة التط خلقطت السطموات‬
‫والرض للجسطام والعظام الرميمطة‪ ,‬ونسطي نفسطه‪ ,‬وأن ال تعال خلقطه مطن العدم إل‬
‫الوجود‪ ,‬فعلم من نف سه ما هو أع ظم م ا ا ستبعده وأنكره وجحده‪ ,‬ولذا قال عز و جل‪:‬‬
‫{قل يييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم} أي يعلم العظام ف سائر أقطار‬
‫الرض وأرجائهطططا‪ ,‬أيطططن ذهبطططت وأيطططن تفرقطططت وتزقطططت‪.‬‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا عفان‪ ,‬حدثنا أبو عوانة عن عبد اللك بن عمي عن ربعي قال‪:‬‬
‫قال عقبة بن عمرو لذيفة رضي ال عنهما‪ :‬أل تدثنا ما سعت من رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ؟ فقال‪ :‬سعته صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬إن رجلً حضره الوت فلما يئس‬
‫من الياة أوصى أهله إذا أنا مت فاجعوا ل حطبا كثيا جزلً‪ ,‬ث أوقدوا فيه نارا حت إذ‬
‫أكلت لمي وخلصت إل عظمي فامتحشت‪ ,‬فخذوها فدقوها فذروها ف اليم‪ ,‬ففعلوا‪,‬‬
‫فجمعه ال تعال إليه ث قال له‪ :‬ل فعلت ذلك ؟ قال‪ :‬من خشيتك‪ ,‬فغفر ال عز وجل له»‬
‫فقال عقبطة بطن عمرو‪ :‬وأنطا سطعته صطلى ال عليطه وسطلم يقول ذلك وكان نباشا‪ ,‬وقطد‬
‫أخرجاه ف الصحيحي من حديث عبد اللك بن عمي بألفاظ كثية منها أنه أمر بنيه أن‬
‫يرقوه ث يسحقوه ث يذروا نصفه ف الب‪ ,‬ونصفه ف البحر ف يوم رائح‪ ,‬أي كثي الواء‪,‬‬
‫ففعلوا ذلك‪ ,‬فأمر ال تعال البحر‪ ,‬فجمع ما فيه وأمر الب فجمع ما فيه‪ ,‬ث قال له‪ :‬كن‪,‬‬
‫فإذا هو ر جل قائم‪ ,‬فقال له‪ :‬ما حلك على ما صنعت ؟ قال‪ :‬ماف تك وأ نت أعلم‪ ,‬ف ما‬
‫تلفاه أن غفططططططططططططططططططططططططططططططر له‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬الذي ج عل ل كم من الش جر الخ ضر نارا فإذا أن تم م نه توقدون} أي‬
‫الذي بدأ خلق هذا الش جر من ماء ح ت صار خضرا نضرا ذا ث ر وي نع‪ ,‬ث أعاده إل أن‬
‫صار حطبا يابسا توقد به النار‪ ,‬كذلك هو فعال لا يشاء‪ ,‬قادر على ما يريد لينعه شيء‪.‬‬
‫قال قتادة ف قوله {الذي جعل لكم من الشجر الخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون} يقول‬
‫الذي أخرج هذه النار من هذا الشجر قادر على أن يبعثه‪ ,‬وق يل‪ :‬الراد بذلك شجر الرخ‬
‫والعفار ينبت ف أرض الجاز‪ ,‬فيأت من أراد قدح نار وليس معه زناد‪ ,‬فيأخذ منه عودين‬
‫أخضرين‪ ,‬ويقدح أحدها بالَخر‪ ,‬فتتولد النار من بينهما‪ ,‬كالزناد سواء‪ ,‬وروي هذا عن‬

‫‪830‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ا بن عباس ر ضي ال عنه ما‪ .‬و ف ال ثل‪ :‬ل كل ش جر نار وا ستمجد الرخ والعفار‪ .‬وقال‬
‫طططططططر نار إل الغاب‪.‬‬ ‫طططططططل شجط‬ ‫ططططططط كط‬ ‫الكماء‪ :‬فط‬

‫خلّقُ‬‫س الَذِي خََل َق السّمَاواتِ وَالرْضَ ِبقَا ِد ٍر عََلىَ أَن يَخُْل َق ِمثَْلهُم بََلىَ وَ ُه َو الْ َ‬ ‫** َأوَلَطْي َ‬
‫سبْحَانَ الّذِي ِبيَدِ هِ مََلكُو تُ‬ ‫الْعَلِي مُ * ِإنّمَآ َأمْرُ هُ إِذَآ أَرَا َد َشيْئا أَن َيقُولَ لَ هُ كُن َفيَكُو نُ * فَ ُ‬
‫كُ ّل َشيْءٍ َوإَِليْهططططططططططططططِ تُرْ َجعُونططططططططططططططَ‬
‫يقول تعال مبطا منبها على قدرتطه العظيمطة فط خلق السطموات السطبع باط فيهطا مطن‬
‫الكواكب السيارة والثوابت والرضي السبع‪ ,‬وما فيه من جبال ورمال وبار وقفار‪ ,‬وما‬
‫ب ي ذلك‪ ,‬ومرشدا إل ال ستدلل على إعادة الج ساد بلق هذه الشياء العظي مة‪ ,‬كقوله‬
‫تعال‪{ :‬للق ال سموات والرض أ كب من خلق الناس} وقال عز و جل هه نا‪{ :‬أول يس‬
‫الذي خلق السموات والرض بقادر على أن يلق مثلهم ؟} أي مثل البشر‪ ,‬فيعيدهم كما‬
‫بدأهم‪ ,‬قاله ابن جرير‪ :‬وهذه الَية الكرية كقوله عز وجل‪{ :‬أول يروا أن ال الذي خلق‬
‫ال سموات والرض ول ي عي بلق هن بقادر على أن ي يي الو تى ؟ بل إ نه على كل ش يء‬
‫قدير} وقال تبارك وتعال ههنا {بلى وهو اللق العل يم إن ا أمره إذا أراد شيئا أن يقول‬
‫له كطن فيكون} أي إناط يأمطر بالشيطء أمرا واحدا ل يتاج إل تكرار أو تأكيطد‪:‬‬
‫إذا مططططططططططا أراد ال أمرا فإنايقول له كططططططططططن فيكون‬
‫وقال المام أح د‪ :‬حدث نا م مد بن ن ي‪ ,‬حدث نا مو سى بن ال سيب عن ش هر عن ع بد‬
‫الرحن بن غنْم عن أب ذر رضي ال عنه قال‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫«إن ال تعال يقول‪ :‬يا عبادي كل كم مذ نب إل من عاف يت‪ ,‬فا ستغفرون أغ فر ل كم‪,‬‬
‫وكلكم فقي إل من أغنيت‪ ,‬إ ن جواد ماجد واجد أفعل ما أشاء‪ ,‬عطائي كلم وعذاب‬
‫كلم‪ ,‬إذا أردت شيئا فإناططططططططط أقول له كطططططططططن فيكون»‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون} أي تنيه وتقديس‬
‫و تبئة من ال سوء لل حي القيوم الذي بيده مقال يد ال سموات والرض‪ ,‬وإل يه ير جع ال مر‬
‫كله‪ ,‬وله اللق والمر وإليه يرجع العباد يوم العاد‪ ,‬فيجازي كل عامل بعمله وهو العادل‬
‫الن عم التف ضل‪ .‬ومع ن قوله سبحانه وتعال‪{ :‬ف سبحان الذي بيده ملكوت كل ش يء}‬

‫‪831‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كقوله عز و جل { قل من بيده ملكوت كل ش يء ؟} وكقوله تعال‪{ :‬تبارك الذي بيده‬
‫اللك} فاللك واللكوت واحطد فط العنط كرحةط ورحوت‪ ,‬ورهبطة ورهبوت‪ ,‬وجطب‬
‫وجبوت‪ ,‬ومن الناس من زعم أن اللك هو عال الجساد‪ ,‬واللكوت هو عال الرواح‪,‬‬
‫والصططحيح الول‪ ,‬وهططو الذي عليططه المهور مططن الفسططرين وغيهططم‪.‬‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا سريج بن النعمان‪ ,‬حدثنا حاد عن عبد اللك بن عمي‪ ,‬حدثن‬
‫ابن عم لذيفة عن حذيفة وهو ابن اليمان ط رضي ال عنه‪ ,‬قال‪ :‬قمت مع رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ذات ليلة‪ ,‬فقرأ السبع الطوال ف سبع ركعات‪ ,‬وكان صلى ال عليه‬
‫وسلم إذا رفع رأسه‪ ,‬من الركوع قال‪ :‬سع ال لن حده ث قال‪« :‬المد ل ذي اللكوت‬
‫والبوت والكبياء والعظمة» وكان ركوعه مثل قيامه‪ ,‬وسجوده مثل ركوعه‪ ,‬فأنصرف‬
‫وقطد كادت تنكسطر رجلي‪ .‬وقطد روى أبطو داود والترمذي فط الشمائل والنسطائي مطن‬
‫حديث شعبة عن عمرو بن مرة عن أب حزة مول النصار‪ ,‬عن رجل من بن عبس عن‬
‫حذي فة ر ضي ال ع نه أ نه رأى ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ي صلي من الل يل‪ ,‬وكان‬
‫يقول‪« :‬ال أكب ط ثلثا ط ذي اللكوت والبوت والكبياء والعظمة» ث استفتح فقرأ‬
‫البقرة‪ ,‬ثط ركطع فكان ركوعطه نوا مطن قيامطه‪ ,‬وكان يقول فط ركوعطه «سطبحان ربط‬
‫العظ يم» ث ر فع رأ سه من الركوع‪ ,‬فكان قيا مه نوا من ركو عه وكان يقول ف قيا مه‬
‫«لرب المد» ث سجد فكان سجوده نوا من قيامه‪ ,‬وكان يقول ف سجوده‪« :‬سبحان‬
‫رب العلى» ث رفع رأسه من السجود وكان يقعد فيما بي السجدتي نوا من سجوده‪,‬‬
‫وكان يقول رب اغفطر ل‪ ,‬رب اغفطر ل» فصطلى أربطع ركعات فقرأ فيهطن البقرة‪ ,‬وآل‬
‫عمران ‪ ,‬والن ساء والائدة أو النعام ط شك شع بة ط هذا ل فظ أ ب داود وقال الن سائي‪:‬‬
‫أبو حزة عندنا طلحة بن يزيد‪ ,‬وهذا الرجل يشبه أن يكون صلة‪ ,‬كذا قال‪ ,‬والشبه أن‬
‫يكون ابن عم حذيفة‪ ,‬كما تقدم ف رواية المام أحد‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وأما رواية صلة بن زفر‬
‫عطن حذيفطة رضطي ال عنطه‪ ,‬فإناط ف صطحيح مسطلم‪ ,‬ولكطن ليطس فيهطا ذ كر اللكوت‬
‫والبطططططططططوت والكطططططططططبياء والعظمطططططططططة‪.‬‬
‫وقال أبو داود‪ :‬حدثنا أحد بن صال‪ ,‬حدثنا ابن وهب‪ ,‬حدثن معاوية بن صال عن‬
‫عمرو بن ق يس عن عا صم بن ح يد عن عوف بن مالك الشج عي ر ضي ال ع نه قال‪:‬‬

‫‪832‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قمت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ليلة‪ ,‬فقام فقرأ سورة البقرة ل ير بآية رحة إل‬
‫و قف و سأل‪ ,‬ول ي ر بآ ية عذاب إل و قف وتعوذ‪ ,‬قال‪ :‬ث ر كع بقدر قيا مه يقول ف‬
‫ركوعه «سبحان ذي البوت واللكوت والكبياء والعظمة» ث سجد بقدر قيامه‪ ,‬ث قال‬
‫ف سجوده م ثل ذلك‪ ,‬ث قام فقرأ بآل عمران‪ ,‬ث قرأ سورة سورة‪ ,‬ورواه الترمذي ف‬
‫الشمائل والنسطططائي مطططن حديطططث معاويطططة بطططن صطططال بطططه‪.‬‬

‫طططططططططططططططططافات‬
‫طططططططططططططططططورة الصط‬
‫سط‬
‫وهطططططططططططططططططي مكيطططططططططططططططططة‬
‫قال النسائي أخبنا إساعيل بن مسعود حدثنا خالد ط يعن ابن الارث ط عن ابن أب‬
‫ذئب قال أخبنا الارث بن عبد الرحن عن سال بن عبد ال عن عبد ال بن عمر رضي‬
‫ال عنهما قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يأمرنا بالتخفيف ويؤمن بالصافات‪,‬‬
‫طططططططططططططططائي‪.‬‬ ‫طططططططططططططططه النسط‬ ‫تفرد بط‬
‫بِسطططططططْمِ اللّهطططططططِ الرّحْمـطططططططنِ الرّحِيمطططططططِ‬

‫صفّا * فَالزّا ِجرَاتِ َزجْرا * فَالتّالِيَاتِ ذِكْرا * إِنّ إِلَـ َهكُمْ َلوَاحِدٌ * رّ ّ‬
‫ب‬ ‫** وَالصّافّاتِ َ‬
‫ط الْمَشَارِقطططِ‬ ‫ت وَالرْضطططِ وَمَطططا َبيَْنهُمَطططا وَرَبطط ّ‬ ‫السطططّمَاوَا ِ‬
‫قال سفيان الثوري عن العمش عن أب الضحى عن مسروق عن عبد ال بن مسعود‬
‫رضي ال عنه أنه قال‪{ :‬والصافات صفا} وهي اللئكة {فالزاجرات زجرا} هي اللئكة‬
‫{فالتاليات ذكرا} هي اللئكة‪ ,‬وكذا قال ابن عباس رضي ال عنهما ومسروق وسعيد‬
‫بن جبي وعكرمة وماهد والسدي وقتادة والربيع بن أنس قال قتادة‪ :‬اللئكة صفوف ف‬
‫ال سماء‪ .‬وقال م سلم حدث نا أ بو ب كر بن أ ب شي بة حدث نا م مد بن فض يل عن أ ب مالك‬
‫الشجعي عن ربعي عن حذيفة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫«فضلنا على الناس بثلث‪ :‬جعلت صفوفنا كصفوف اللئكة وجعلت لنا الرض كلها‬

‫‪833‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مسطجدا وجعطل لنطا تراباط طهورا إذا ل ندط الاء» وقطد روى مسطلم أيضا وأبطو داود‬
‫والنسائي وابن ماجه من حديث العمش عن السيب بن رافع عن تيم بن طرفة عن جابر‬
‫بن سرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬أل تصفون كما تصف‬
‫اللئ كة ع ند رب م ؟» قل نا وك يف ت صف اللئ كة ع ند رب م ؟ قال صلى ال عل يه و سلم‬
‫«يتمون الصفوف التقدمة ويتراصون ف الصف» وقال السدي وغيه مع ن قوله تعال‪:‬‬
‫{فالزاجرات زجرا} أن ا تز جر ال سحاب‪ ,‬وقال الرب يع بن أ نس {فالزاجرات زجرا}‬
‫مازجر ال تعال عنه ف القرآن‪ ,‬وكذا روى مالك عن زيد بن أسلم {فالتاليات ذكرا}‬
‫قال السطدي اللئكطة ييئون بالكتاب والقرآن مطن عنطد ال إل الناس وهذه الَيطة كقوله‬
‫تعال‪{ :‬فاللقيات ذكرا عذرا أو نذرا}‪ .‬وقوله عطز وجطل‪{ :‬إن إلكطم لواحطد رب‬
‫ال سموات والرض} هذا هو الق سم عل يه أ نه تعال لإله إل هو رب ال سموات والرض‬
‫{ومابينه ما} أي من الخلوقات {ورب الشارق} أي هو الالك الت صرف ف اللق‬
‫بت سخيه ب ا ف يه من كوا كب ثوا بت و سيارات تبدو من الشرق وتغرب من الغرب‪.‬‬
‫واكت فى بذ كر الشارق عن الغارب لدللت ها عل يه و قد صرح بذلك ف قوله عز و جل‪:‬‬
‫{فل أق سم برب الشارق والغارب إ نا لقادرون} وقال تعال ف الَية الَخرى‪{ :‬رب‬
‫الشرقيطط ورب الغربيطط} يعنطط فطط الشتاء والصططيف للشمططس والقمططر‪.‬‬

‫** ِإنّا َزّينّا السّمَآءَ ال ّدنْيَا بِزِيَنةٍ اْل َكوَاكِبِ * وَ ِحفْظا مّن كُ ّل َشيْطَا ٍن مّارِدٍ * ّل يَسّ ّمعُو َن‬
‫َنط‬
‫َاصطبٌ * إِ ّل م ْ‬ ‫َذابط و ِ‬
‫ُمط ع ٌ‬ ‫ِبط * دُحُورا وََله ْ‬
‫ُونط مِن كُلّ جَان ٍ‬ ‫ل العَْل َى َوُيقْذَف َ‬ ‫إِلَ َى الْ َم ِ‬
‫ط الْخَ ْط َفةَ َفَأتَْبعَهططططططُ ِشهَابططططططٌ ثَاقِبططططططٌ‬ ‫خَطِفططططط َ‬
‫يب تعال أنه زين السماء الدنيا للناظرين إليها من أهل الرض بزينة الكواكب‪ ,‬قرىء‬
‫بالضافة وبالبدل وكلها بعن واحد فالكواكب ال سيارة والثوابت يثقب ضوؤ ها جرم‬
‫ال سماء الشفاف فتض يء ل هل الرض ك ما قال تبارك وتعال‪{ :‬ول قد زي نا ال سماء الدن يا‬
‫بصابيح وجعلناها رجوما للشياطي * وأعتدنا لم عذاب السعي} وقال عز وجل {ولقد‬
‫جعل نا ف ال سماء بروجا وزينا ها للناظر ين * وحفظنا ها من كل شيطان رج يم * إل من‬
‫استرق السمع فأتبعه شهاب مبي} فقوله جل وعل ههنا‪{ :‬وحفظا} تقديره وحفظناها‬

‫‪834‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حفظا { من كل شيطان مارد} يع ن التمرد العا ت إذا أراد أن ي سترق ال سمع أتاه شهاب‬
‫ثاقب فأحرقه ولذا قال جل جلله {ل يسمعون إل الل العلى} أي لئل يصلوا إل الل‬
‫العلى وهي السموات ومن فيها من اللئكة إذا تكلموا با يوحيه ال تعال ما يقوله من‬
‫شر عه وقدر ته ك ما تقدم بيان ذلك ف الحاد يث ال ت أوردنا ها ع ند قوله تبارك وتعال‪:‬‬
‫{حت إذا فزع عن قلوبم قالوا ماذا قال ربكم ؟ قالوا الق وهو العلي الكبي} ولذا قال‬
‫تعال‪{ :‬ويقذفون} أي يرمون {من كل جانب} أي من كل جهة يقصدون السماء منها‬
‫{دحورا} أي رجا يدحرون به ويزجرون وينعون من الوصول إل ذلك ويرجون {ولم‬
‫عذاب واصب} أي ف الدار الَخرة لم عذاب دائم موجع مستمر كما قال جلت عظمته‬
‫{وأعتدنا لم عذاب السعي} وقوله تبارك وتعال‪{ :‬إل من خطف الطفة} أي إل من‬
‫اخت طف من الشياط ي الط فة و هي الكل مة ي سمعها من ال سماء فيلقي ها إل الذي ت ته‬
‫ويلقيها الَخر إل الذي تته فربا أدركه الشهاب قبل أن يلقيها وربا ألقاها بقدر ال تعال‬
‫ق بل أن يأت يه الشهاب فيحر قه فيذهب ب ا ال خر إل الكا هن ك ما تقدم ف الد يث ولذا‬
‫قال {إل من خطف الطفة فأتبعه شهاب ثاقب} أي مستني‪ .‬قال ابن جرير حدثنا أبو‬
‫كريب حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أب إسحاق عن سعيد بن جبي عن ابن عباس رضي‬
‫ال عنهما قال‪ :‬كان للشياطي مقاعد ف السماء قال فكانوا يستمعون الوحي قال وكانت‬
‫النجوم ل تري وكانت الشياطي ل ترمى قال فإذا سعوا الوحي نزلوا إل الرض فزادوا‬
‫ف الكلمة تسعا قال فلما بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم جعل الشيطان إذا قصد‬
‫مقعده جاءه شهاب فلم يطئه حت يرقه قال فشكوا ذلك إل إبليس لعنه ال فقال ما هو‬
‫إل من أمر حدث قال فبعث جنوده فإذا رسول ال صلى ال عليه وسلم قائم يصلي بي‬
‫جبلي نلة قال وكيطع يعنط بططن نلة قال‪ :‬فرجعوا إل إبليطس فأخطبوه فقال هذا الذي‬
‫حدث‪ ,‬وستأت إن شاء ال تعال الحاديث الواردة مع الَثار ف هذا العن عند قوله تعال‬
‫إخبارا عن ال ن أن م قالوا {وأ نا ل سنا ال سماء فوجدنا ها ملئت حر سا شديدا وشهبا *‬
‫وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الَن يد له شهابا رصدا * وأنا ل ندري‬
‫أشطططر أريطططد بنططط فططط الرض أم أراد بمططط ربمططط رشدا}‪.‬‬

‫‪835‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جبْ تَ‬
‫** فَا ْسَت ْفِتهِمْ َأهُ مْ َأشَدّ َخلْقا أَم مّ نْ خََلقْنَآ إِنّا خََل ْقنَاهُم مّن طِيٍ لّزِ بٍ * بَ ْل عَ ِ‬
‫ستَسْخِرُونَ * وَقَاُل َواْ إِن هَ ـذَآ‬ ‫َويَ سْخُرُونَ * َوإِذَا ذُ ّكرُواْ َل يَذْكُرُو نَ * َوإِذَا َرَأ ْواْ آَي ًة يَ ْ‬
‫إِلّ ِسحْ ٌر ّمبِيٌ * َأإِذَا ِمتْنَا وَكُنّا تُرَابا َوعِظَاما َأإِنّا َل َمْبعُوثُو نَ * َأ َو آبَآؤُنَا الوّلُو نَ * ُقلْ‬
‫ط يَنظُرُونططَ‬ ‫َنعَمططْ َوأَنتُمططْ دَا ِخرُونططَ * فَِإنّمَططا هِيططَ َزجْ َرٌة وَاحِ َدةٌ فَإِذَا هُمط ْ‬
‫يقول تعال‪ :‬ف سل هؤلء النكر ين للب عث أي ا أ شد خلقا هم أم ال سموات والرض و ما‬
‫بينهما من اللئكة والشياطي والخلوقات العظيمة ؟ وقرأ ابن مسعود رضي ال عنه أم من‬
‫عددنطا فإنمط يقرون أن هذه الخلوقات أشطد خلقا منهطم‪ ,‬وإذا كان المطر كذلك فلم‬
‫ينكرون الب عث ؟ و هم يشاهدون ما هو أع ظم م ا أنكروا ك ما قال عز و جل‪{ :‬للق‬
‫السموات والرض أكب من خلق الناس ولكن أكثر الناس ل يعلمون} ث بي أنم خلقوا‬
‫من ش يء ضع يف فقال‪{ :‬إ نا خلقنا هم من ط ي لزب} قال ما هد و سعيد بن جبي‬
‫والضحاك‪ :‬هواليد الذي يلتزق بعضه ببعض‪ ,‬وقال ابن عباس رضي ال عنهما وعكرمة‬
‫هطو اللزج اليطد‪ ,‬وقال قتادة هوالذي يلزق باليطد‪ ,‬وقوله عطز وجطل‪{ :‬بطل عجبطت‬
‫وي سخرون} أي بل عج بت يا م مد من تكذ يب هؤلء النكر ين للب عث وأ نت مو قن‬
‫مصدق با أخب ال تعال من المر العجيب وهو إعادة الجسام بعد فنائها وهم بلف‬
‫ططن ذلك‪.‬‬ ‫طط مط‬ ‫طط تقول لمط‬ ‫ططخرون ماط‬ ‫ططم ويسط‬ ‫ططن شدة تكذيبهط‬ ‫أمرك مط‬
‫قال قتادة‪ :‬عجب ممد صلى ال عليه وسلم وسخر ضلّل بن آدم {وإذا رأوا آية} أي‬
‫دللة واض حة على ذلك {ي ستسخرون} قال ما هد وقتادة ي ستهزئون {وقالوا إن هذا إل‬
‫سحر مبي} أي إن هذا الذي جئت به إل سحر مبي {أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا‬
‫لبعوثون * أو آباؤنا الولون} يستبعدون ذلك ويكذبون به {قل نعم وأنتم داخرون} أي‬
‫قل ل م يا م مد ن عم تبعثون يوم القيا مة بعد ما ت صيون ترابا وعظاما وأن تم داخرون أي‬
‫حقيون تتط القدرة العظيمطة كمطا قال تبارك وتعال‪{ :‬وكطل أتوه داخريطن}‪ .‬ثط قال‬
‫جلت عظمته‪{ :‬فإنا هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون} أي فإنا هو أمر واحد من ال‬
‫عز و جل‪ ,‬يدعو هم دعوة واحدة أن يرجوا من الرض‪ ,‬فإذا هم ب ي يد يه ينظرون إل‬
‫أهوال يوم القيامطططططططططططططططططططططططة‪ ,‬وال تعال أعلم‪.‬‬

‫‪836‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫شرُواْ‬
‫** وَقَالُوْا َيوَيَْلنَا هَـذَا َيوْمُ الدّينِ * هَـذَا َيوْمُ اْلفَصْ ِل الّذِي كُنتُ ْم بِ ِه ُتكَ ّذبُونَ * احْ ُ‬
‫ط الْجَحِيمِ *‬ ‫صرَا ِ‬
‫الّذِينَ ظَلَمُواْ َوأَ ْزوَا َجهُ ْم َومَا كَانُوْا َي ْعبُدُونَ * مِن دُونِ اللّهِ فَاهْدُوهُمْ إَِلىَ ِ‬
‫ُسطتَسْلِمُونَ‬
‫ْمط م ْ‬
‫ُمط اْليَو َ‬
‫َاصطرُونَ * بَ ْل ه ُ‬ ‫ُمط َل َتن َ‬ ‫ّسطئُولُونَ * مَطا َلك ْ‬
‫ُمط م ْ‬ ‫ُمط ِإنّه ْ‬ ‫وَِقفُوه ْ‬
‫يب تعال عن قيل الكفار يوم القيامة أنم يرجعون على أنفسهم باللمة ويعترفون بأنم‬
‫كانوا ظالي لنفسهم ف الدار الدنيا‪ ,‬فإذا عاينوا أهوال القيامة ندموا كل الندم حيث ل‬
‫ينفعهم الندم {وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين} فتقول اللئكة والؤمنون {هذا يوم الفصل‬
‫الذي كنتم به تكذبون} وهذا يقال لم على وجه التقريع والتوبيخ ويأمر ال تعال اللئكة‬
‫أن ت يز الكفار من الؤمن ي ف الو قف ف مشر هم ومنشر هم ولذا قال تعال‪{ :‬احشروا‬
‫الذ ين ظلموا وأزواج هم} قال النعمان بن بش ي ر ضي ال ع نه يع ن بأزواج هم أشباه هم‬
‫وأمثالم‪ ,‬وكذا قال ابن عباس وسعيد بن جبي وعكرمة وماهد والسدي وأبو صال وأبو‬
‫العالية وزيد بن أسلم‪ ,‬وقال سفيان الثوري عن ساك عن النعمان بن بشي عن عمر بن‬
‫الطاب رضي ال عنه {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} قال إخوانم‪ .‬وقال شريك عن‬
‫سطاك عطن النعمان قال‪ :‬سطعت عمطر يقول {احشروا الذيطن ظلموا وأزواجهطم} قال‪:‬‬
‫أشباههم‪ .‬قال ييء أصحاب الزنا مع أصحاب الزنا وأصحاب الربا مع أصحاب الربا‪,‬‬
‫وأصحاب المر مع أصحاب المر‪ ,‬وقال خصيف عن مقسم عن ابن عباس رضي ال‬
‫عنه ما أزواج هم ن ساؤهم وهذا غر يب والعروف ع نه الول ك ما رواه ما هد و سعيد بن‬
‫جبي عنه أزواجهم قرناؤهم وما كانوا يعبدون من دون ال أي من الصنام والنداد تشر‬
‫معهم ف أماكنهم‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬فاهدوهم إل صراط الحيم} أي أرشدوهم إل طريق‬
‫جهنطم وهذا كقوله تعال‪{ :‬ونشرهطم يوم القيامطة على وجوههطم عميا وبكما وصطما‬
‫مأوا هم جهنم كلما خبت زدنا هم سعيا} وقوله تعال‪{ :‬وقفوهم إن م مسؤولون} أي‬
‫قفو هم ح ت ي سألوا عن أعمال م وأقوال م ال ت صدرت عن هم ف الدار الدن يا ك ما قال‬
‫الضحاك عن ابن عباس يعن احبسوهم إنم ماسبون‪ .‬وقال ابن أب حات حدثنا أب حدثنا‬
‫النفيلي حدثنا العتمر بن سليمان قال سعت ليثا يدث عن بشي عن أنس بن مالك رضي‬
‫ال ع نه قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬أي ا داع د عا إل ش يء كان موقوفا‬
‫معطه إل يوم القيامطة ل يغادره ول يفار قه وإن دعطا ر جل رجلً» ث قرأ {وقفوهطم إنمط‬

‫‪837‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مسؤولون} ورواه الترمذي من حديث ليث بن أب سليم‪ ,‬ورواه ابن جرير عن يعقوب بن‬
‫إبراهيم عن معتمر عن ليث عن رجل عن أنس رضي ال عنه مرفوعا‪ .‬وقال عبد ال بن‬
‫البارك‪ :‬سعت عثمان بن زائدة يقول إن أول ما يسأل عنه الرجل جلساؤه‪ ,‬ث يقال لم‬
‫على سبيل التقريع والتوبيخ {ما لكم ل تناصرون ؟} أي كما زعمتم أنكم جع منتصر‬
‫{بل هم اليوم مستسلمون} أي ينقادون لمر ال ل يالفونه ول ييدون عنه‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫ض َيتَ سَآءَلُونَ * قَاُل َواْ ِإنّكُ مْ كُنتُ ْم تَ ْأتُونَنَا عَ ِن الْيَ ِميِ * قَالُوْا بَ ْل‬
‫ضهُ ْم عََل َى َبعْ ٍ‬ ‫** َوأَ ْقبَ َل َبعْ ُ‬
‫لّ مْ تَكُونُوْا ُم ْؤمِنِيَ * َومَا كَا نَ َلنَا عََليْكُ ْم مّن سُلْطَا ٍن بَلْ كُنتُ مْ َقوْما طَاغِيَ * َفحَ ّق عََلْينَا‬
‫شتَرِكُو نَ‬ ‫ب مُ ْ‬‫َقوْلُ َرّبنَآ ِإنّا لَذَآِئقُو نَ * َفَأ ْغوَْينَاكُ مْ ِإنّا ُكنّا غَاوِي نَ * فَِإّنهُ ْم َي ْو َمئِذٍ فِي اْلعَذَا ِ‬
‫سَتكْبِرُونَ *‬ ‫ك َن ْفعَلُ بِالْ ُمجْ ِر ِميَ * ِإّنهُ مْ كَاُنوَاْ إِذَا قِيلَ َلهُ مْ لَ إِلَـهَ إِلّ اللّ ُه يَ ْ‬ ‫* ِإنّا كَذَلِ َ‬
‫طِليَ‬ ‫ق الْ ُمرْس َ‬
‫ط ّد َ‬‫َقط وَص َ‬ ‫ط * بَلْ جَآ َء بِالْح ّ‬ ‫جنُون ٍ‬ ‫ط َأإِنّطا َلتَارِ ُكوَ آِل َهتِنَطا لِشَاعِ ٍر مّ ْ‬
‫َويَقُولُون َ‬
‫يذ كر تعال أن الكفار يتلومون ف عر صات القيا مة ك ما يتخا صمون ف دركات النار‬
‫{فيقول الضعفاء للذين استكبوا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار *‬
‫قال الذين ا ستكبوا إ نا كل في ها إن ال قد حكم ب ي العباد} وقال تعال‪{ :‬ولو ترى إذ‬
‫الظالون موقوفون عند ربم يرجع بعضهم إل بعض القول * يقول الذين استضعفوا للذين‬
‫استكبوا لول أنتم لكنا مؤمن ي * قال الذين استكبوا للذين استضعفوا أَنن صددناكم‬
‫عن الدى ب عد إذ جاء كم بل كن تم مرم ي‪ ,‬وقال الذ ين ا ستضعفوا للذ ين ا ستكبوا بل‬
‫مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بال ونعل له أندادا وأسروا الندامة لا رأوا العذاب‬
‫وجعلنا الغلل ف أعناق الذين كفروا هل يزون إل ما كانوا يعملون} وهكذا قالوا لم‬
‫ههنا {إنكم كنتم تأتوننا عن اليمي} قال الضحاك عن ابن عباس يقولون كنتم تقهروننا‬
‫بالقدرة منكم علينا لنا كناأذلء وكنتم أعزاء‪ ,‬وقال ماهد يعن عن الق والكفار تقوله‬
‫للشياطي‪ .‬وقال قتادة قالت النس للجن إنكم كنتم تأتوننا عن اليمي قال من قبل الي‬
‫فتنهونا عنه وتبطئونا عنه‪ ,‬وقال السدي تأتوننا من قبل الق وتزينونا لنا الباطل وتصدونا‬
‫عن الق وقال السن ف قوله تعال‪{ :‬إنكم كنتم تأتوننا عن اليمي} إي وال يأتيه عند‬
‫كل خ ي يريده في صده ع نه‪ ,‬وقال ا بن ز يد معناه تولون بين نا وب ي ال ي ورددتو نا عن‬

‫‪838‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال سلم واليان والع مل بال ي الذي أمر نا به‪ ,‬وقال يز يد الشرك من ق بل ل إله إل ال‬
‫وقال خصيف يعنون من قبل ميامنهم‪ ,‬وقال عكرمة {إنكم كنتم تأتوننا عن اليمي} قال‬
‫مططططططططططن حيططططططططططث نأمنكططططططططططم‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬قالوا بطل ل تكونوا مؤمنيط} تقول القادة مطن النط والنطس للتباع مطا‬
‫المر كما تزعمون بل كانت قلوبكم منكرة لليان قابلة للكفر والعصيان {وما كان لنا‬
‫عليكم من سلطان} أي من حجة على صحة ما دعوناكم إليه {بل كنتم قوما طاغي}‬
‫أي بل كان فيكم طغيان وماوزة للحق فلهذا استجبتم لنا وتركتم الق الذي جاءتكم به‬
‫النبياء وأقاموا لكم الجج على صحة ما جاؤوكم به فخالفتموه {فحق علينا قول ربنا‬
‫إنا لذائقون * فأغويناكم إنا كنا غاوين} يقول الكباء للمستضعفي حقت علينا كلمة ال‬
‫أنا من الشقياء الذائقي للعذاب يوم القيامة {فأغويناكم} أي دعوناكم إل الضللة {إنا‬
‫ك نا غاو ين} أي فدعونا كم إل ما ن ن ف يه فا ستجبتم ل نا‪ ,‬قال ال تبارك وتعال‪{ :‬فإن م‬
‫يومئذٍ ف العذاب مشتركون} أي الميع ف النار كل بسبه {إنا كذلك نفعل بالجرمي‬
‫* إنم كانوا} أي ف الدار الدنيا {إذا قيل لم ل إله إل ال يستكبون} أي يستكبون‬
‫أن يقولوها كما يقولا الؤمنون قال ابن أب حات حدثنا عبيد ال بن أخي بن وهب حدثنا‬
‫عمي حدثنا الليث عن ابن مسافر يعن عبد الرحن بن خالد عن ابن شهاب عن سعيد بن‬
‫السيب عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬أمرت أن‬
‫أقاتل الناس حت يقولوا ل إله إل ال فمن قال ل إله إل ال فقد عصم من ماله ونفسه إل‬
‫ب قه وح سابه على ال عز و جل» وأنزل ال تعال ف كتا به العز يز وذ كر قوما ا ستكبوا‬
‫فقال تعال‪{ :‬إن م كانوا إذا ق يل ل م ل إله إل ال ي ستكبون} وقال ا بن أ ب حا ت أيضا‬
‫حدث نا أ ب حدث نا أ بو سلمة مو سى بن إ ساعيل حدث نا حاد عن سعيد الريري عن أ ب‬
‫العلء قال‪ :‬يؤتى باليهود يوم القيامة فيقال لم ما كنتم تعبدون ؟ فيقولون نعبد ال وعزيرا‬
‫فيقال لم‪ :‬خذوا ذات الشمال‪ ,‬ث يؤتى بالنصارى فيقال لم ما كنتم تعبدون ؟ فيقولون‬
‫نعبد ال والسيح فيقال ل م‪ :‬خذوا ذات الشمال‪ ,‬ث يؤتى بالشرك ي فيقال ل م ل إله إل‬
‫ال فيستكبون ث يقال لم ل إله إل ال فيستكبون ث يقال لم ل إله إل ال فيستكبون‬
‫فيقال لم خذوا ذات الشمال‪ .‬قال أبو نضرة فينطلقون أسرع من الطي‪ .‬قال أبو العلء ث‬

‫‪839‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يؤ تى بال سلمي فيقال ل م ما كن تم تعبدون ؟ فيقولون ك نا نع بد ال تعال فيقال ل م هل‬
‫تعرفونه إذا رأيتموه ؟ فيقولون نعم‪ ,‬فيقال لم فكيف تعرفونه ول تروه ؟ فيقولون نعلم أنه‬
‫ل عدل له‪ .‬قال فيتعرف لمط تبارك وتعال وتقدس وينجطي ال الؤمنيط {ويقولون أئنطا‬
‫لتار كو آلت نا لشا عر منون} أي أن ن نترك عبادة آلت نا وآل ة آبائ نا عن قول هذا الشا عر‬
‫الجنون يعنون رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ال تعال تكذيبا لم وردا عليهم‪{ :‬بل‬
‫جاء بالق} يعن رسول ال صلى ال عليه وسلم جاء بالق ف جيع شرعة ال تعال له‬
‫مطن الخبار والطلب {وصطدق الرسطلي} أي صطدقهم فيمطا أخطبوا عنطه مطن الصطفات‬
‫الميدة‪ ,‬والنا هج ال سديدة‪ ,‬وأ خب عن ال تعال ف شر عه وأمره ك ما أ خبوا { ما يقال‬
‫لك إل مططططا قططططد قيططططل للرسططططل مططططن قبلك} الَيططططة‪.‬‬

‫ب اللِي مِ * وَمَا تُجْ َزوْ نَ إِ ّل مَا ُكْنتُ ْم َتعْمَلُو نَ * إِلّ ِعبَادَ اللّ ِه‬ ‫** ِإّنكُ مْ لَذَآئِقُو اْلعَذَا َ‬
‫ت الّنعِي مِ *‬ ‫ق ّمعْلُو مٌ * َفوَاكِ هُ وَهُم ّمكْ َرمُو نَ * فِي َجنّا ِ‬ ‫الْمُخْلَ صِيَ * ُأوْلَئِ كَ َلهُ مْ رِزْ ٌ‬
‫س مّن ّمعِيٍ * َبْيضَآءَ َل ّذةٍ لّلشّا ِربِيَ * لَ فِيهَا‬ ‫ف عََلْيهِ ْم ِب َكأْ ٍ‬
‫عََلىَ سُرُ ٍر ّمَتقَابِلِيَ * يُطَا ُ‬
‫ف عِيٌ * َكَأنّهُ ّن َبيْ ضٌ ّم ْكنُو نٌ‬ ‫َغوْلٌ وَ َل هُ ْم عَنْهَا يُنَفُو نَ * َوعِن َدهُ مْ قَا صِرَاتُ الطّرْ ِ‬
‫يقول تعال ماطبا للناس‪{ :‬إنكطم لذائقطو العذاب الليطم * ومطا تزون إل مطا كنتطم‬
‫تعملون} ث استثن من ذلك عباده الخل صي ك ما قال تعال‪{ :‬والع صر إن النسان لفي‬
‫خ سر * إل الذ ين آمنوا وعملوا ال صالات} وقال عز و جل‪{ :‬ل قد خلق نا الن سان ف‬
‫أحسن تقوي * ث رددناه أسفل سافلي * إل الذين آمنوا وعملوا الصالات} وقال تعال‪:‬‬
‫{وإن منكم إل واردها كان على ربك حتما مقضيا * ث ننجي الذين اتقوا ونذر الظالي‬
‫فيها جثيا} وقال تعال‪{ :‬كل نفس با كسبت رهينة إل أصحاب اليمي} ولذا قال جل‬
‫وعل ههنطا {إل عباد ال الخلصطي} أي ليسطوا يذوقون العذاب الليطم ول يناقشون فط‬
‫ال ساب بل يتجاوز عن سيئاتم إن كان ل م سيئات ويزون ال سنة بع شر أمثال ا إل‬
‫سبعمائة ض عف إل أضعاف كثية إل ما شاء ال تعال من التضع يف‪ .‬وقوله جل وعل‪:‬‬
‫{أولئك لم رزق معلوم} قال قتادة والسدي يعن النة ث فسره بقوله تعال‪{ :‬فواكه}‬
‫أي متنوعطة {وهطم مكرمون} أي يدمون ويرفهون وينعمون {فط جنات النعيطم * على‬

‫‪840‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سرر متقابلي} قال ماهد ل ينظر بعضهم إل قفا بعض‪ .‬وقال ابن أب حات حدثنا يي‬
‫بن عبدك القزوين حدثنا حسان بن حسان حدثنا إبراهيم بن بشر حدثنا يي بن معي‬
‫حدثنا إبراهيم القرشي عن سعيد بن شرحبيل عن زيد بن أب أوف رضي ال عنه قال‪:‬‬
‫خرج علي نا ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فتل هذه الَ ية {على سرر متقابل ي} ين ظر‬
‫بعض هم إل ب عض حد يث غر يب‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬يطاف علي هم بكأس من مع ي * بيضاء‬
‫لذة للشارب ي * ل فيها غول ول هم عنها ينفون} ك ما قال عز و جل ف الَ ية الخرى‬
‫{يطوف عليهم ولدان ملدون بأكواب وأباريق وكأس من معي * ل يصدعون عنها ول‬
‫ينفون} نزه ال سبحانه وتعال خر النة عن الَفات الت ف خر الدنيا من صداع الرأس‬
‫ووجع البطن وهو الغول وذهابا بالعقل جلة فقال تعال ههنا‪{ :‬يطاف عليهم بكأس من‬
‫مع ي} أي ب مر من أنار جار ية ل يافون انقطاع ها ول فراغ ها قال مالك عن ز يد بن‬
‫أ سلم‪ :‬خ ر جار ية بيضاء أي لون ا مشرق ح سن ب ي ل كخ مر الدن يا ف منظر ها الب شع‬
‫الرديء من حرة أو سواد أو اصفرار أو كدورة إل غي ذلك ما ينفر الطبع السليم‪ .‬وقوله‬
‫عز وجل‪{ :‬لذة للشاربي} أي طعمها طيب كلونا وطيب الطعم دليل على طيب الريح‬
‫بلف خر الدنيا ف جيع ذلك وقوله تعال‪{ :‬ل فيها غول} يعن ل تؤثر فيها غو ًل وهو‬
‫وجع البطن قاله ابن عباس رضي ال عنهما وماهد وقتادة وابن زيد كما تفعله خر الدنيا‬
‫من القولنج ونوه لكثرة مائيتها‪ ,‬وقيل الراد بالغول ههنا صداع الرأس وروي هكذا عن‬
‫ابن عباس رضي ال عنهما وقال قتادة هو صداع الرأس ووجع البطن وعنه وعن السدي‬
‫ل تغتال عقولمطططططططط كمططططططططا قال الشاعططططططططر‪:‬‬
‫طططططططططب بالول الول‬ ‫طططططططططا زالت الكأس تغتالناوتذهط‬ ‫فمط‬
‫وقال سعيد بن جبي ل مكروه في ها ول أذى‪ ,‬وال صحيح قول ما هد أ نه و جع الب طن‪,‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ول هم عن ها ينفون} قال ما هد ل تذ هب عقول م وكذا قال ا بن عباس‬
‫وممد بن كعب والسن وعطاء بن أب مسلم الراسان والسدي وغيهم وقال الضحاك‬
‫عن ابن عباس ف المر أربع خصال السكر والصداع والقيء والبول فذكر ال خر النة‬
‫فنهها عن هذه الصال كما ذكر ف سورة الصافات وقوله تعال‪{ :‬وعندهم قاصرات‬
‫الطرف} أي عفيفات ل ينظرن إل غيط أزواجهطن كذا قال ابطن عباس رضطي ال عنهمطا‬

‫‪841‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وماهد وزيد بن أسلم وقتادة والسدي وغيهم‪ .‬وقوله تبارك وتعال‪{ :‬عي} أي حسان‬
‫الع ي وق يل ضخام الع ي و هو ير جع إل الول و هي النجلء العيناء فو صف عيون ن‬
‫بالسن والعفة كقول زليخا ف يوسف عليه الصلة والسلم حي جلته وأخرجته على‬
‫تلك النسطوة فأعظمنطه وأكطبنه وظنطن أنطه ملك مطن اللئكطة لسطنه وباء منظره قالت‪:‬‬
‫{فذلكن الذي لتنن فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم} أي هو مع هذا المال عفيف‬
‫تقي نقي وهكذا الور العي {خيات حسان}‪ .‬ولذا قال عز وجل‪{ :‬وعندهم قاصرات‬
‫الطرف ع ي} وقوله جل جلله‪{ :‬كأن ن بيض مكنون} و صفهن بترافة البدان بأح سن‬
‫اللوان قال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس ر ضي ال عنه ما {كأن ن ب يض مكنون}‬
‫يقول اللؤلؤ الكنون وينشطد ههنطا بيطت أبط دهبطل الشاعطر وهطو قوله فط قصطيدة له‪:‬‬
‫طططططططططططططل لؤلؤة الغوا‬ ‫طططططططططططططي زهراء مثط‬ ‫هط‬
‫ص ميزت مطططططططططططططن جوهطططططططططططططر مكنون‬
‫وقال السطن‪{ :‬كأننط بيطض مكنون} يعنط مصطون ل تسطه اليدي‪ ,‬وقال السطدي‪:‬‬
‫البيض ف عشه مكنون وقال سعيد بن جبي {كأنن بيض مكنون} يعن بطن البيض وقال‬
‫عطاء الرا سان هو ال سحاء الذي يكون ب ي قشر ته العل يا ولباب البي ضة‪ ,‬وقال ال سدي‬
‫{كأن ن ب يض مكنون} يقول بياض الب يض ح ي نزع قشر ته واختاره ا بن جر ير لقوله‬
‫مكنون قال والقشرة العل يا ي سها جناح الط ي وال عش وتنال ا اليدي بلف داخل ها وال‬
‫أعلم‪ .‬وقال ابن جرير حدثنا أحد بن عبد الرحن بن وهب حدثنا ممد بن الفرج الصدف‬
‫الدميا طي عن عمرو بن ها شم عن ا بن أ ب كري ة عن هشام عن ال سن عن أ مه عن أم‬
‫سلمة ر ضي ال عن ها قالت قلت يا ر سول ال أ خبن عن قول ال عز و جل‪{ :‬حور‬
‫ع ي} قال‪« :‬الع ي الضخام العيون ش فر الوراء بنلة جناح الن سر» قلت يا ر سول ال‬
‫أ خبن عن قول ال عز و جل {كأن ن ب يض مكنون} قال‪ :‬رقت هن «كر قة اللدة ال ت‬
‫رأ سها ف دا خل البي ضة ال ت تلي الق شر و هي الغرقىء»‪ .‬وقال ا بن أ ب حا ت حدث نا أ ب‬
‫حدثنا أبو غسان النهدي حدثنا عبد السلم بن حرب عن ليث عن الربيع بن أنس عن‬
‫أنس رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬أنا أول الناس خروجا إذا‬
‫بعثوا‪ ,‬وأ نا خطيب هم إذا وفدوا‪ ,‬وأ نا مبشر هم إذا حزنوا‪ ,‬وأ نا شفيع هم إذا حب سوا‪ ,‬لواء‬

‫‪842‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عليط ألف‬
‫المطد يومئذ بيدي‪ ,‬وأنطا أكرم ولد آدم على ال عطز وجطل ول فخطر‪ ,‬يطوف ّ‬
‫خادم كأننط البيطض الكنون طط أو اللؤلؤ الكنون طط»‪ ,‬وال تعال أعلم بالصطواب‪.‬‬

‫ض َيتَسَآءَلُونَ * قَالَ قَآئِ ٌل ّمْنهُمْ ِإنّي كَانَ لِي َقرِينٌ * َيقُولُ َأِإنّكَ‬ ‫ضهُ ْم عََلىَ َبعْ ٍ‬ ‫** َفأَ ْقبَ َل َبعْ ُ‬
‫لَمِ َن الْمُ صَدِّقيَ * َأإِذَا ِمتْنَا وَكُنّا ُترَابا َوعِظَاما َأإِنّا َلمَدِينُو نَ * قَا َل هَلْ أَنتُ ْم مّطِّلعُو نَ *‬
‫جحِيمِ * قَا َل تَاللّهِ إِن كِدتّ َلتُ ْردِينِ * وََلوْلَ ِنعْ َمةُ َربّي َلكُنتُ مِنَ‬ ‫فَاطّلَعَ فَرَآهُ فِي َسوَآءِ الْ َ‬
‫حضَرِي نَ * أَفَمَا نَحْ ُن بِ َمّيتِيَ * إِلّ َم ْوَتتَنَا الُولَ َى َومَا نَحْ ُن بِ ُمعَ ّذبِيَ * إِ نّ هَـذَا َل ُهوَ‬ ‫الْمُ ْ‬
‫الْ َفوْ ُز اْلعَظِي مُ * لِ ِمثْ ِل هَـذَا َف ْليَعْ َم ِل الْعَامِلُو نَ يب تعال عن أهل النة أنه أقبل بعضهم‬
‫على ب عض يت ساءلون أي عن أحوال م وك يف كانوا ف الدن يا وماذا كانوا يعانون في ها‬
‫وذلك من حديث هم على شراب م واجتماع هم ف تنادم هم ومعاشرت م ف مال سهم و هم‬
‫جلوس على السطرر والدم بيط أيديهطم يسطعون وييئون بكطل خيط عظيطم مطن مآكطل‬
‫ومشارب ومل بس وغ ي ذلك م ا ل ع ي رأت ول أذن سعت ول خ طر على قلب ب شر‬
‫{قال قائل منهم إن كان ل قرين} قال ماهد يعن شيطانا‪ .‬وقال العوف عن ابن عباس‬
‫رضي ال عنهما هو الرجل الشرك يكون له صاحب من أهل اليان ف الدنيا‪ ,‬ول تناف‬
‫ب ي كلم ما هد وا بن عباس ر ضي ال عنه ما فإن الشيطان يكون من ال ن فيو سوس ف‬
‫الن فس ويكون من ال نس فيقول كلما ت سمعه الذنان وكله ا يتعاونان قال ال تعال‪:‬‬
‫{يوحي بعضهم إل بعض زخرف القول غرورا} وكل منهما يوسوس كما قال ال عز‬
‫وجل‪{ :‬من شر الوسواس الناس الذي يوسوس ف صدور الناس من النة والناس} ولذا‬
‫{قال قائل منهم إن كان ل قرين يقول أئنك لن الصدقي} أي أأنت تصدق بالبعث‬
‫والنشور والسطاب والزاء يعنط يقول ذلك على وجطه التعجطب والتكذيطب والسطتبعاد‬
‫والكفطر والعناد‪{ ,‬أئذا متنطا وكنطا ترابا وعظاما أئنطا لدينون} قال ماهطد والسطدي‬
‫لحا سبون‪ .‬وقال ا بن عباس ر ضي ال عنه ما وم مد بن ك عب القر ظي لجزيون بأعمال نا‬
‫وكلها صحيح قال تعال‪{ :‬قال هل أنتم مطلعون} أي مشرفون يقول الؤمن لصحابه‬
‫وجلسائه من أهل ال نة {فاطلع فرآه ف سواء الحيم} قال ابن عباس رضي ال عنهما‬
‫وسعيد بن جبي وخليد العصري وقتادة والسدي وعطاء الراسان يعن ف وسط الحيم‪,‬‬

‫‪843‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال ال سن الب صري ف و سط الح يم كأ نه شهاب يت قد‪ ,‬وقال قتادة ذ كر ل نا أ نه اطلع‬
‫فرأى جاجم القوم تغلي‪ ,‬وذكر لنا أن كعب الحبار قال ف النة كوى إذا أراد أحد من‬
‫أهلهطا أن ينظطر إل عدوه فط النار اطلع فيهطا فازداد شكرا {قال تال إن كدت لترديطن}‬
‫يقول الؤمن ماطبا للكافر وال إن كدت لتهلكن لو أطعتك {ولول نعمة رب لكنت من‬
‫الحضرين} أي ولول فضل ال عليّ لكنتُ مثلك ف سواء الحيم حيث أنت مضر معك‬
‫ف العذاب ولك نه تف ضل عل يّ ورح ن فهدا ن لليان وأرشد ن إل توحيده {و ما ك نا‬
‫لنهتدي لول أن هدا نا ال}‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬أف ما ن ن بيت ي * إل موتت نا الول و ما ن ن‬
‫بعذبي} هذا من كلم الؤمن مغبطا نفسه لا أعطاه ال تعال من اللد ف النة والقامة‬
‫فط دار الكرامطة بل موت فيهطا ول عذاب ولذا قال عطز وجطل‪{ :‬إن هذا لوط الفوز‬
‫العظيم}‪ .‬وقال ابن أب حات حدثنا أبو عبد ال الظهران حدثنا حفص بن ع مر العدن‬
‫حدثنا الكم بن أبان عن عكرمة قال‪ :‬قال ابن عباس رضي ال عنهما ف قول ال تبارك‬
‫وتعال لهطل النطة‪{ :‬كلوا واشربوا هنيئا باط كنتطم تعملون} قال ابطن عباس رضطي ال‬
‫عنه ما قوله عز و جل‪{ :‬هنيئا} أي ل يوتون في ها فعند ها قالوا‪{ :‬أف ما ن ن بيت ي * إل‬
‫موتت نا الول و ما ن ن بعذب ي} وقال ال سن الب صري‪ :‬علموا أن كل نع يم فإن الوت‬
‫يقطعه فقالوا‪{ :‬أفما نن بيتي * إل موتتنا الول وما نن بعذبي} قيل ل {إن هذا لو‬
‫الفوز العظيطم} وقوله جطل جلله {لثطل هذا فليعمطل العاملون} قال قتادة هذا مطن كلم‬
‫أهطل النطة‪ ,‬وقال ابطن جريطر هطو مطن كلم ال تعال ومعناه لثطل هذا النعيطم وهذا الفوز‬
‫فليعمل العاملون ف الدنيا ليصيوا إليه ف الَخرة وقد ذكروا قصة رجلي كانا شريكي ف‬
‫ب ن إ سرائيل تد خل ف ض من عموم هذه الَ ية الكري ة‪ ,‬قال أ بو جع فر بن جر ير حدث ن‬
‫إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد حدثنا عتاب بن بشي عن خصيف عن فرات بن‬
‫ثعل بة النهرا ن ف قوله‪{ :‬إ ن كان ل قر ين} قال إن رجل ي كا نا شريك ي فاجت مع ل ما‬
‫ثانيطة آلف دينار‪ ,‬وكان أحدهاط له حرفطة والَخطر ليطس له حرفطة‪ ,‬فقال الذي له حرفطة‬
‫للَخر ليس عندك حرفة ما أران إل مفارقك ومقاسك فقاسه وفارقه ث إن الرجل اشترى‬
‫دارا بألف دينار كا نت للك مات فد عا صاحبه فأراه فقال ك يف ترى هذه الدار ابتعت ها‬
‫بألف دينار ؟ قال ما أحسنها‪ ,‬فلما خرج قال اللهم إن صاحب هذا ابتاع هذه الدار بألف‬

‫‪844‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫دينار وإن أسألك دارا من دور النة فتصدق بألف دينار‪ ,‬ث مكث ما شاء ال تعال أن‬
‫ي كث‪ ,‬ث إ نه تزوج بامرأة بألف دينار فدعاه و صنع له طعاما فل ما أتاه قال إ ن تزو جت‬
‫هذه الرأة بألف دينار قال ما أحسن هذا فلما انصرف قال يا رب إن صاحب تزوج امرأة‬
‫بألف دينار‪ ,‬وإن أسألك امرأة من الور العي فتصدق بألف دينار‪ ,‬ث إنه مكث ما شاء‬
‫ال تعال أن ي كث ث اشترى ب ستاني بأل في دينار ث دعاه فأراه فقال إ ن ابت عت هذ ين‬
‫الب ستاني بأل في دينار قال ما أح سن هذا فل ما خرج قال يا رب إن صاحب قد اشترى‬
‫بستاني بألفي دينار وأنا أسألك بستاني ف النة فتصدق بألفي دينار‪ ,‬ث إن اللك أتاها‬
‫فتوفاه ا ث انطلق بذا الت صدق فأدخله دارا تعج به وإذا بامرأةٍ تطلع يض يء ما تت ها من‬
‫حسنها ث أدخله بستاني وشيئا ال به عليم فقال عند ذلك ما أشبه هذا برجل كان من‬
‫أمره كذا وكذا قال فإنه ذاك ولك هذا النل والبستانان والرأة‪ ,‬قال فإنه كان ل صاحب‬
‫يقول أئ نك ل ن ال صدقي ق يل له فإ نه ف الح يم قال هل أن تم مطلعون ؟ فاطلع فرآه ف‬
‫سطواء الحيطم فقال عنطد ذلك {تطا ل إن كدت لترديطن * ولول نعمطة ربط لكنطت مطن‬
‫الحضريطن} الَيات قال ابطن جريطر وهذا يقوي قراءة مطن قرأ {أئنطك لنط الصطدقي}‬
‫بالتشديد‪ ,‬وقال ابن أب حات حدثنا السن بن عرفة حدثنا عمرو بن عبد الرحن البار‬
‫أخبنا أبو حفص قال سألت إساعيل السدي عن هذه الَية {قال قائل منهم إن كان ل‬
‫قرين * يقول أئنك لن الصدقي} قال فقال ل ما ذكرك هذا قلت قرأته آنفا فأحببت أن‬
‫أسألك عنه فقال‪ :‬أما فاحفظ‪ ,‬كان شريكان ف بن إسرائيل أحدها مؤمن والَخر كافر‬
‫فافترقا على ستة آلف دينار لكل واحد منهما ثلثة آلف دينار ث افترقا فمكثا ما شاء‬
‫ال تعال أن يك ثا‪ ,‬ث التق يا فقال الكا فر للمؤ من ما صنعت ف مالك ؟ أضر بت به شيئا‬
‫أترت ف ش يء ؟ فقال له الؤ من ل ف ما صنعت أ نت ؟ فقال اشتر يت به أرضا ونلً‬
‫وثارا وأنارا بألف دينار ط قال‪ :‬فقال له الؤ من أو فعلت ؟ قال ن عم‪ ,‬قال فر جع الؤ من‬
‫حت إذا كان الليل صلى ما شاء ال تعال أن يصلي فلما انصرف أخذ ألف دينار فوضعها‬
‫ب ي يد يه ث قال‪ :‬الل هم إن فلنا ط يع ن شري كه الكا فر ط اشترى أرضا ونلً وثارا‬
‫وأنارا بألف دينار ث يوت غدا ويتركها اللهم إن اشتريت منك بذه اللف دينار أرضا‬
‫ونلً وثارا وأنارا ف النة ط قال‪ :‬ث أصبح فقسمها ف الساكي ط قال ط ث مكثا ما‬

‫‪845‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫شاء ال تعال أن يك ثا ث التق يا فقال الكا فر للمؤ من ما صنعت ف مالك أضر بت به ف‬
‫شيء ؟ أترت به ف شيء ؟ قال ل قال فما صنعت أنت ؟ قال كانت ضيعت قد اشتد‬
‫علي مؤنت ها فاشتر يت رقيقا بألف دينار يقومون ل في ها ويعملون ل في ها فقال له الؤ من‬
‫أو فعلت ؟ قال نعم ط قال ط فرجع الؤمن حت إذا كان الليل صلى ما شاء ال تعال أن‬
‫ي صلي فل ما ان صرف أ خذ ألف دينار فوضع ها ب ي يد يه ث قال الل هم إن فلنا ط يع ن‬
‫شريكه الكافر ط اشترى رقيقا من رقيق الدنيا بألف دينار يوت غدا فيتركهم أو يوتون‬
‫فيتركونه‪ ,‬اللهم إن اشتريت منك بذه اللف الدينار رقيقا ف النة ط قال ط ث أصبح‬
‫فقسمها ف الساكي ط قال ط ث مكثا ما شاء ال تعال أن يكثا ث التقيا فقال الكافر‬
‫للمؤمن ما صنعت ف مالك أضربت به ف شيء أترت به ف شيء ؟ قال ل فما صنعت‬
‫أ نت ؟ قال كان أمري كله قد ت إل شيئا واحدا فل نة قد مات عن ها زوج ها فأ صدقتها‬
‫ألف دينار فجاءتن با ومثلها معها فقال له الؤمن أو فعلت ؟ قال نعم قال فرجع الؤمن‬
‫حت إذا كان الليل صلى ما شاء ال تعال أن يصلي فلما انصرف أخذ اللف الدينار الباقية‬
‫فوضعها بي يديه وقال اللهم إن فلنا ط يعن شريكه الكافر ط تزوج زوجة من أزواج‬
‫الدنيا بألف دينار فيموت غدا فيتركها أو توت غدا فتتركه اللهم وإن أخطب إليك بذه‬
‫اللف الدينار حوراء عيناء ف النة ط قال ط ث أصبح فقسمها بي الساكي ط قال ط‬
‫فبقي الؤمن ليس عنده شيء‪ .‬قال فلبس قميصا من قطن وكساء من صوف ث أخذ مرا‬
‫فجعله على رقبته يعمل الشيء ويفر الشيء بقوته‪ .‬قال فجاءه رجل فقال له يا عبد ال‬
‫أتؤاجر ن نف سك مشاهرة شهرا بش هر تقوم على دواب ل تعلف ها وتك نس سرقينها قال‬
‫أفعل قال فواجره نفسه مشاهرة شهرا بشهر يقوم على دوابه‪ ,‬قال وكان صاحب الدواب‬
‫يغدو كل يوم ينظر إل دوابه فإذا رأى منها دابة ضامرة أخذ برأسه فوجأ عنقه ث يقول له‬
‫سرقت شع ي هذه البار حة قال فل ما رأى الؤ من هذه الشدة قال لَت ي شري كي الكا فر‬
‫فلعملن ف أرضه فليطعمن هذه الكسرة يوما بيوم ويكسون هذين الثوبي إذا بليا‪ ,‬قال‬
‫فانطلق يريده فانتهى إل بابه وهو مس فإذا قصر مشيد ف السماء وإذا حوله البوابون فقال‬
‫ل م ا ستأذنوا ل على صاحب هذا الق صر فإن كم إذا فعل تم سره ذلك‪ ,‬فقالوا له انطلق إن‬
‫ك نت صادقا ف نم ف ناح ية فإذا أ صبحت فتعرض له‪ .‬قال فانطلق الؤ من فأل قى ن صف‬

‫‪846‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كسائه تته ونصفه فوقه ث نام فلما أصبح أتى شريكه فتعرض له فخرج شريكه الكافر‬
‫وهو راكب فلما رآه عرفه فوقف وسلم عليه و صافحه ث قال له أل تأخذ الال مثل ما‬
‫أخذت ؟ قال بلى قال وهذه حال وهذه حالك ؟ قال بلى قال أخبن ما صنعت ف مالك‬
‫؟ قال ل تسألن عنه‪ ,‬قال فما جاء بك ؟ قال جئت أعمل ف أرضك هذه فتطعمن هذه‬
‫الكسرة يوما بيوم وتكسون هذين الثوبي إذا بليا‪ ,‬قال ل ولكن أصنع بك ما هو خي من‬
‫هذا ول كن ل ترى م ن خيا ح ت ت بن ما صنعت ف مالك قال أقرض ته قال من ؟ قال‬
‫الليء الو ف قال من ؟ قال ال ر ب قال وهو م صافحه فانتزع يده من يده ث قال {أئنك‬
‫لن الصدقي * أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لدينون} قال السدي ماسبون قال فانطلق‬
‫الكافر وتركه‪ ,‬قال فلما رآه الؤمن وليس يلوي عليه رجع وتركه‪ ,‬يعيش الؤمن ف شدة‬
‫من الزمان ويع يش الكا فر ف رخاء من الزمان قال فإذا كان يوم القيا مة وأد خل ال تعال‬
‫الؤمن النة ير فإذا هو بأرض ونل وثار وأنار فيقول لن هذا ؟ فيقال هذا لك فيقول يا‬
‫سبحان ال أو بلغ من فضل عملي أن أثاب بثل هذا ؟ قال ث ير فإذ هو برقيق ل تصى‬
‫عدتم فيقول لن هذا ؟ فيقال هؤلء لك‪ ,‬فيقول يا سبحان ال أو بلغ من فضل عملي أن‬
‫أثاب بثل هذا‪ ,‬قال ث ير فإذا هو بقبة من ياقوتة حراء موفة فيها حوراء عيناء فيقول لن‬
‫هذه فيقال هذه لك فيقول يا سبحان ال أو بلغ من فضل عملي أن أثاب بثل هذا‪ ,‬قال ث‬
‫يذكر الؤ من شريكه الكا فر فيقول‪{ :‬إن كان ل قرين * يقول أئنك لن الصدقي‪ .‬أئذا‬
‫مت نا وك نا ترابا وعظاما أئ نا لدينون} قال فال نة عال ية والنار هاو ية قال في يه ال تعال‬
‫شريكه ف وسط الحيم من بي أهل النار فإذا رآه الؤمن عرفه فيقول‪{ :‬تا ل إن كدت‬
‫لتردين * ولول نعمة رب لكنت من الحضرين * أفما نن بيتي إل موتتنا الول وما نن‬
‫بعذبي * إن هذا لو الفوز العظيم * لثل هذا فليعمل العاملون} بثل ما قد م نّ عليه‪ .‬قال‬
‫فيتذكر الؤمن ما مر عليه ف الدنيا من الشدة فل يذكر ما مر عليه ف الدنيا من الشدة‬
‫أشططططططططططد عليططططططططططه مططططططططططن الوت‪.‬‬

‫ج َرةٌ َتخْ ُرجُ فِيَ‬


‫ج َرةُ الزّقّومِ * ِإنّا َجعَ ْلنَاهَا ِفْتَنةً لّلظّاِلمِيَ * ِإّنهَا شَ َ‬
‫** َأذَلِكَ َخْي ٌر نّزُلً أَ ْم شَ َ‬
‫شيَاطِيِ * فَِإّنهُمْ لَكِلُو َن ِمْنهَا فَمَاِلئُو َن ِمْنهَا الْبُطُونَ‬ ‫جحِيمِ * طَ ْل ُعهَا َكَأنّهُ رُءُوسُ ال ّ‬ ‫أَصْ ِل الْ َ‬

‫‪847‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جحِي مِ * إِّنهُ مْ أَْلفَ ْواْ‬
‫شوْبا مِ نْ حَمِي مٍ * ثُ مّ إِ نّ مَرْ ِج َعهُ مْ لِلَى الْ َ‬
‫* ثُ مّ إِ نّ َلهُ ْم عََلْيهَا لَ َ‬
‫ط ُيهْ َرعُونططططَ‬ ‫ط عََل َى آثَا ِرهِمططط ْ‬ ‫آبَآءَهُمططططْ ضَآلّيَطططط * َفهُمططط ْ‬
‫يقول ال تعال أهذا الذي ذكره من نع يم ال نة و ما في ها من مآ كل ومشارب ومنا كح‬
‫وغي ذلك من اللذ خي ضيافة وعطاء {أم شجرة الزقوم} أي الت ف جهنم وقد يتمل‬
‫أن يكون الراد بذلك شجرة واحدة معي نة ك ما قال بعض هم إن ا شجرة ت تد فروع ها إل‬
‫ج يع مال جه نم ك ما أن شجرة طو ب ما من دار ف ال نة إل وفي ها من ها غ صن‪ ,‬و قد‬
‫يتمل أن يكون الراد بذلك جنس شجر يقال له الزقوم كقوله تعال‪{ :‬وشجرة ترج من‬
‫طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للَكلي} يعن الزيتونة ويؤيد ذلك قوله تعال‪{ :‬ث إنكم‬
‫أيها الضالون الكذبون * لَكلون من شجر من زقوم} وقوله عز وجل‪{ :‬إنا جعلناها فتنة‬
‫للظال ي} قال قتادة ذكرت شجرة الزقوم فافت ت ب ا أهل الضللة وقالوا صاحبكم ينبئ كم‬
‫أن فط النار شجرة والنار تأكطل الشجطر فأنزل ال تعال‪{ :‬إناط شجرة ترج فط أصطل‬
‫الحيم} غذيت من النار ومنها خلقت‪ .‬وقال ماهد {إنا جعلناها فتنة للظالي} قال أبو‬
‫ج هل لع نه ال‪ :‬إن ا الزقوم الت مر والز بد أتزق مه‪ .‬قلت ومع ن الَ ية إن ا أ خبناك يا م مد‬
‫بشجرة الزقوم اختبارا ن تب به الناس من ي صدق من هم م ن يكذب كقوله تبارك وتعال‪:‬‬
‫{و ما جعل نا الرؤ يا ال ت أريناك إل فت نة للناس والشجرة اللعو نة ف القرآن ونوف هم ف ما‬
‫يزيد هم إل طغيانا كبيا}‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬إن ا شجرة ترج ف أ صل الح يم} أي أ صل‬
‫منبتها ف قرار النار {طلعها كأنه رؤوس الشياطي} تبشيع لا وتكريه لذكرها‪ .‬قال وهب‬
‫بن منبه شعور الشياطي قائمة إل السماء‪ ,‬وإنا شبهها {برؤوس الشياطي} وإن ل تكن‬
‫معرو فة ع ند الخا طبي ل نه قد ا ستقر ف النفوس أن الشياط ي قبي حة الن ظر‪ ,‬وق يل الراد‬
‫بذلك ضرب من اليات رؤو سها بش عة الن ظر‪ ,‬وق يل ج نس من النبات طل عه ف غا ية‬
‫الفحا شة و ف هذ ين الحتمال ي ن ظر‪ ,‬و قد ذكره ا ا بن جر ير والول أقوى وأول‪ ,‬وال‬
‫أعلم‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬فإن م لَكلون من ها فمالئون من ها البطون}‪ .‬ذ كر تعال أن م يأكلون‬
‫من هذه الشجرة الت ل أبشع منها ول أقبح من منظرها مع ما هي عليه من سوء الطعم‬
‫والريح والطبع فإنم ليضطرون إل الكل منها لنم ل يدون إل إياها وما هو ف معناها‬
‫كما قال تعال‪{ :‬ليس لم طعام إل من ضريع * ل يسمن ول يغن من جوع} وقال ابن‬

‫‪848‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أب حات رحه ال حدثنا أب حدثنا عمرو بن مرزوق حدثنا شعبة عن العمش عن ماهد‬
‫عن ا بن عباس ر ضي ال عنه ما أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم تل هذه الَ ية وقال‪:‬‬
‫«اتقوا ال حق تقا ته فلو أن قطرة من الزقوم قطرت ف بار الدنيا لفسدت على أ هل‬
‫الرض معايش هم فك يف ب ن يكون طعا مه ؟» ورواه الترمذي والن سائي وا بن ما جه من‬
‫حد يث شع بة وقال الترمذي ح سن صحيح‪ .‬وقوله تعال‪ { :‬ث إن ل م علي ها لشوبا من‬
‫حيم} قال ابن عباس رضي ال عنهما يعن شرب الميم على الزقوم‪ ,‬وقال ف رواية عنه‬
‫شوبا من حيم‪ ,‬مزجا من حيم‪ ,‬وقال غيه يزج لم الميم بصديد وغساق ما يسيل من‬
‫فروجهم وعيونم وقال ابن أب حات حدثنا أب حدثنا حيوة بن شريح الضرمي حدثنا‬
‫بقية بن الوليد عن صفوان بن عمرو وأخبن عبيد ال بن بسر عن أب أمامة الباهلي رضي‬
‫ال عنه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه كان يقول «يقرب ط يعن إل أهل النار‬
‫ط ماء فيتكرهه فإذا أدن منه شوى وجهه ووقعت فروة رأسه فيه فإذا شربه قطع أمعاءه‬
‫حت ترج من دبره» وقال ابن أب حات حدثنا أب حدثنا عمرو بن رافع حدثنا يعقوب بن‬
‫عبد ال عن جعفر وهارون بن عنترة عن سعيد بن جبي قال إذا جاع أهل النار استغاثوا‬
‫بشجرة الزقوم فأكلوا منها فاختلست جلود وجوههم فلو أن مارا مر بم يعرفهم لعرفهم‬
‫بوجوههم فيها ث يصب عليهم العطش فيستغيثون فيغاثون باء كالهل وهو الذي قد انتهى‬
‫حره فإذا أدنوه من أفواههم اشتوى من حره لوم وجوههم الت قد سقطت عنها اللود‬
‫ويصهر ما ف بطونم فيمشون تسيل أمعاؤهم وتتساقط جلودهم ث يضربون بقامع من‬
‫حديد فيسقط كل عضو على حياله يدعو بالثبور‪ .‬وقوله عز وجل‪{ :‬ث إن مرجعهم لل‬
‫الحيم} أي ث إن مردهم بعد هذا الفصل لل نار تتأجج وجحيم تتوقد وسعي تتوهج‬
‫فتارة ف هذا وتارة ف هذا كما قال تعال‪{ :‬يطوفون بينها وبي حيم آن} هكذا تل قتادة‬
‫هذه الَية وهو تفسي حسن قوي‪ ,‬وقال السدي ف قراءة عبد ال رضي ال عنه {ث إن‬
‫مقيل هم لل الح يم} وكان ع بد ال ر ضي ال ع نه يقول والذي نف سي بيده ل ينت صف‬
‫النهار يوم القيامة حت يقيل أهل النة ف النة وأهل النار ف النار‪ ,‬ث قرأ {أصحاب النة‬
‫يومئذ خ ي م ستقرا وأح سن مقيلً} وروى الثوري عن مي سرة عن النهال بن عمرو عن‬
‫أب عبيدة عن عبد ال رضي ال عنه قال‪ :‬ل ينتصف النهار يوم القيامة حت يقيل هؤلء‬

‫‪849‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ويقيل هؤلء قال سفيان أراه ث قرأ {أصحاب النة يومئذ خي مستقرا وأحسن مقيلً} ث‬
‫إن مقيلهطم لل الحيطم قلت على هذا التفسطي تكون ثط عاطفطة لبط على خطب‪ .‬وقوله‬
‫تعال‪{ :‬إنمط ألفوا آباءهطم ضاليط} أي إناط جازيناهطم بذلك لنمط وجدوا آباءهطم على‬
‫الضللة فاتبعوهم فيها بجرد ذلك من غي دليل ول برهان‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬فهم على آثارهم‬
‫يهرعون} قال ماهططد شبيهططة بالرولة‪ ,‬وقال سططعيد بططن جططبي يسططفهون‪.‬‬

‫ضلّ َقبَْلهُمْ أَ ْكثَ ُر الوّلِيَ * وََلقَدْ أَرْسَ ْلنَا فِيهِ ْم مّنذِرِينَ * فَان ُظرْ َكيْفَ كَا َن عَاِقَبةُ‬
‫** وََلقَدْ َ‬
‫خلَصططططططططِيَ‬ ‫ط الْمُ ْ‬
‫الْمُنذَرِينططططططططَ * إِ ّل ِعبَادَ اللّهططططططط ِ‬
‫يب تعال عن المم الاضية أن أكثرهم كانوا ضالي يعلون مع ال آلة أخرى‪ ,‬وذكر‬
‫تعال أنه أرسل فيهم منذرين ينذرون بأس ال ويذرونم سطوته ونقمته من كفر به وعبد‬
‫غيه وأن م تادوا على مال فة ر سلهم وتكذيب هم فأهلك الكذب ي ودمر هم ون ى الؤمن ي‬
‫ونصطرهم وظفرهطم ولذا قال تعال‪{ :‬فانظطر كيطف كان عاقبطة النذريطن إل عباد ال‬
‫الخلصططططططططططططططططططططططططططططططططي}‪.‬‬

‫ب اْلعَظِيمِ * وَ َج َع ْلنَا ذُ ّرّيتَهُ‬


‫جْينَا ُه َوأَهْلَ ُه مِنَ الْكَرْ ِ‬
‫** وََلقَ ْد نَادَانَا نُوحٌ فََلِنعْ َم الْ ُمجِيبُونَ * َونَ ّ‬
‫هُ ُم الْبَاقِيَ * َوتَرَكْنَا عََليْ هِ فِي الَخِرِي نَ * َسلَ ٌم عََل َى نُو حٍ فِي اْلعَالَمِيَ * إِنّا َكذَلِ كَ‬
‫طَ‬
‫طّ َأغْرَقْنَطا الَ َخرِينط‬ ‫ط ِعبَادِنَطا الْ ُم ْؤمِنِيَط * ثُمط‬ ‫ط مِنطْ‬ ‫طنِيَ * ِإنّهطُ‬ ‫نَجْزِي الْمُحْسطِ‬
‫لا ذكر تعال عن أكثر الولي أنم ضلوا عن سبيل النجاة شرع يبي ذلك مفصلً فذكر‬
‫نوحا عليه الصلة والسلم وما لقي من قومه من التكذيب‪ ,‬وأنه ل يؤمن منهم إل القليل‬
‫مطع طول الدة لبطث فيهطم ألف سنة إل خ سي عاما فلمطا طال عل يه ذلك واش تد عليطه‬
‫تكذيب هم‪ ,‬وكل ما دعا هم ازدادوا نفرة فد عا ر به أ ن مغلوب فانت صر‪ ,‬فغ ضب ال تعال‬
‫لغضبه عليهم‪ ,‬ولذا قال عز وجل‪{ :‬ولقد نادانا نوح فلنعم الجيبون} أي فلنعم الجيبون‬
‫له {ونيناه وأهله من الكرب العظيم} وهو التكذيب والذى {وجعلنا ذريته هم الباقي}‬
‫قال علي بن أ ب طل حة عن ابن عباس ر ضي ال عنه ما يقول‪ :‬ل ت بق إل ذرية نوح عليه‬

‫‪850‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال سلم‪ .‬وقال سعيد بن أ ب عرو بة عن قتادة ف قوله تبارك وتعال‪{ :‬وجعل نا ذري ته هم‬
‫الباقي} قال الناس كلهم من ذرية نوح عليه السلم‪ ,‬وقد روى الترمذي وابن جرير وابن‬
‫أب حات من حديث سعيد بن بشي عن قتادة عن السن عن سرة رضي ال عنه عن النب‬
‫صلى ال عل يه و سلم ف قوله تعال‪{ :‬وجعل نا ذري ته هم الباق ي} قال سام وحام ويا فث‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الوهاب عن سعيد عن قتادة عن السن عن سرة رضي ال‬
‫عنه أن نب ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬سام أ بو العرب وحام أبو البش ويافث أبو‬
‫الروم» ورواه الترمذي عن بشر بن معاذ العقدي عن يزيد بن زريع عن سعيد وهو ابن أب‬
‫عروبة عن قتادة به‪ ,‬قال الافظ أبو عمر بن عبد الب‪ ,‬وقد روي عن عمران بن حصي‬
‫رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم مثله‪ ,‬والراد بالروم ههنا هم الروم الول وهم‬
‫اليونان النتسبون إل رومي بن ليطي بن يونان بن يافث بن نوح عليه السلم ث روي من‬
‫حديث إساعيل بن عياش عن يي بن سعيد عن سعيد بن السيب قال‪ :‬ولد نوح عليه‬
‫ال سلم ثل ثة‪ :‬سام ويا فث وحام‪ ,‬وولد كل وا حد من هؤلء الثل ثة فولد سام العرب‬
‫وفارس والروم‪ ,‬وولد يافططث الترك والصططقالبة ويأجوج ومأجوج‪ ,‬وولد حام القبططط‬
‫والسطودان والببر‪,‬وروي عطن وهطب بطن منبطه نوط هذا وال أعلم‪ .‬وقوله تبارك وتعال‪:‬‬
‫{وتركنا عليه ف الَخرين} قال ابن عباس رضي ال عنهما يذكر بي‪ ,‬وقال ماهد يعن‬
‫لسان صدق للنبياء كلهم‪ ,‬وقال قتادة والسدي أبقى ال عليه الثناء السن ف الَخرين‪.‬‬
‫وقال الضحاك السلم والثناء السن‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬سلم على نوح ف العالي} مفسر لا‬
‫أب قى عل يه الذ كر الم يل والثناء ال سن أ نه ي سلم عل يه ف ج يع الطوائف وال مم {إ نا‬
‫كذلك نزي الحسني} أي هكذا نزي من أحسن من العباد ف طاعة ال تعال ونعل له‬
‫لسان صدق يذكر به بعده بسب مرتبته ف ذلك ث قال تعال‪{ :‬إنه من عبادنا الؤمني}‬
‫أي ال صدقي الوحد ين الوقن ي { ث أغرق نا الَخر ين} أي أهلكنا هم فلم ي بق من هم ع ي‬
‫تطرف ول ذكططر ول عيطط ول أثططر‪ ,‬ول يعرفون إل بذه الصططفة القبيحططة‪.‬‬

‫** َوإِنّ مِن شِي َعتِهِ ِلبْرَاهِيمَ * إِذْ جَآءَ َربّ ُه ِبقَلْبٍ َسلِيمٍ * إِذْ قَا َل لبِي ِه وََق ْومِهِ مَاذَا تَ ْعبُدُونَ‬
‫ط اْلعَالَمِيَط‬ ‫ط * فَمَطا َظنّكُطم بِرَب ّ‬ ‫ط تُرِيدُون َ‬
‫ط اللّه ِ‬ ‫* َأإِفْكا آِل َهةً دُون َ‬

‫‪851‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس رضي ال عنهما {وإن من شيعته لبراهيم} يقول‬
‫من أهل دينه‪ ,‬وقال ماهد على منهاجه وسنته {إذ جاء ربه بقلب سليم} قال ابن عباس‬
‫رضي ال عنهما يعن شهادة أن ل إله إل ال‪ .‬وقال ابن أب حات حدثنا أبو سعيد الشج‬
‫حدثنا أبو أسامة عن عوف قلت لحمد بن سيين ما القلب السليم ؟ قال يعلم أن ال حق‬
‫وأن الساعة آتية ل ريب فيها وأن ال يبعث من ف القبور‪ ,‬وقال السن‪ :‬سليم من الشرك‬
‫وقال عروة ل يكون لعانا‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬إذ قال لبيطه وقومطه ماذا تعبدون} أنكطر عليهطم عبادة الصطنام والنداد‬
‫ولذا قال عز و جل {أئف كا آل ة دون ال تريدون * ف ما ظن كم برب العال ي} قال قتادة‬
‫يعنطط مططا ظنكططم أنططه فاعططل بكططم إذا لقيتموه وقططد عبدتطط معططه غيه‪.‬‬

‫** َفنَ َظ َر نَظْ َرةً فِي النّجُو مِ * َفقَالَ ِإنّي َسقِيمٌ * َفَتوَّل ْواْ َعنْ هُ مُ ْدِبرِي نَ * َفرَا غَ إَِلىَ آِل َهِتهِ ْم‬
‫غ عََلْيهِ مْ ضَرْبا بِاْليَمِيِ * َفأَقْبَُل َواْ إَِليْ هِ يَزِفّو نَ‬ ‫َفقَالَ أَل تَأْكُلُو نَ * مَا َلكُ مْ َل تَن ِطقُو نَ * فَرَا َ‬
‫حتُونَ * وَاللّهُ خََل َقكُ ْم َومَا َتعْ َملُونَ * قَالُواْ اْبنُواْ لَ ُه ُبْنيَانا َفأَْلقُوهُ فِي‬ ‫* قَالَ أََت ْعبُدُو َن مَا َتنْ ِ‬
‫طفَلِيَ‬ ‫ط السطططط ْ‬ ‫جعَ ْلنَاهُمطططط ُ‬ ‫الْجَحِيمطططططِ * َفأَرَادُوْا بِهطططططِ َكيْدا فَ َ‬
‫إنا قال إبراهيم عليه الصلة والسلم لقومه ذلك ليقيم ف البلد إذا ذهبوا إل عيدهم فإنه‬
‫كان قد أزف خروجهم إل عيد لم فأحب أن يتلي بآلتهم ليكسرها فقال لم كلما هو‬
‫حق ف نفس المر فهموا منه أنه سقيم على مقتضى ما يعتقدونه {فتولوا عنه مدبرين}‬
‫قال قتادة والعرب تقول لن تفكر نظر ف النجوم‪ ,‬يعن قتادة أنه نظر إل السماء متفكرا‬
‫في ما يلهي هم به فقال {إ ن سقيم} أي ضع يف‪ ,‬فأما الديث الذي رواه ا بن جرير ههنا‬
‫حدثنا أبو كريب حدثنا أبو أسامة حدثن هشام عن ممد عن أب هريرة رضي ال عنه أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬ل يكذب إبراهيم عليه الصلة والسلم غي ثلث‬
‫كذبات‪ :‬ثنتي ف ذات ال تعال‪ ,‬قوله {إن سقيم} وقوله {بل فعله كبيهم هذا} وقوله‬
‫ف سارة هي أخت» فهو حديث مرج ف الصحاح والسنن من طرق ولكن ليس هذا من‬
‫باب الكذب القيقي الذي يذم فاعله حاشا وكل ولا‪ ,‬وإنا أطلق الكذب على هذا توزا‬
‫وإن ا هو من العار يض ف الكلم لق صد شر عي دي ن ك ما جاء ف الد يث «إن ف‬

‫‪852‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫العاريض لندوحة عن الكذب» وقال ابن أب حات حدثنا أب حدثنا ابن أب عمر حدثنا‬
‫سفيان عن علي بن زيد بن جدعان عن أب نضرة عن أب سعيد رضي ال عنه قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ف كلمات إبراهيم عليه الصلة والسلم الثلث الت قال‬
‫ما منها كلمة إل ما حل با عن دين ال تعال‪{ :‬فقال إن سقيم} وقال {بل فعله كبيهم‬
‫هذا} وقال للملك حي أراد امرأته هي أخت‪ .‬قال سفيان ف قوله {إن سقيم} يعن طعي‬
‫وكانوا يفرون من الطعون فأراد أن يلو بآلت هم‪ ,‬وكذا قال العو ف عن ا بن عباس ر ضي‬
‫ال عنهما ف قوله تعال‪{ :‬فنظر نظرة ف النجوم فقال إن سقيم} فقالوا له وهو ف بيت‬
‫آلتهم‪ :‬اخرج فقال إن مطعون فتركوه مافة الطاعون‪ .‬وقال قتادة عن سعيد بن السيب‬
‫رأى نما طلع فقال {إن سقيم} كابد نب ال عن دينه {فقال إن سقيم}‪ .‬وقال آخرون‬
‫{فقال إن سقيم} بالنسبة إل ما يستقبل يعن مرض الوت‪ ,‬وقيل أراد {إن سقيم} أي‬
‫مر يض القلب من عبادت كم الوثان من دون ال تعال‪ ,‬وقال ال سن الب صري‪ :‬خرج قوم‬
‫إبراه يم إل عيد هم فأرادوه على الروج فاضط جع على ظهره وقال {إ ن سقيم} وج عل‬
‫ين ظر ف ال سماء فل ما خرجوا أق بل إل آلت هم فك سرها‪ .‬ورواه ا بن أ ب حا ت‪ ,‬ولذا قال‬
‫تعال‪{ :‬فتولوا عنه مدبرين} أي ذهب إليها بعد ما خرجوا ف سرعة واختفاء {فقال أل‬
‫تأكلون ؟} وذلك أنمط كانوا قطد وضعوا بيط أيديهطا طعاما قربانا لتبارك لمط فيطه‪ .‬وقال‬
‫السدي‪ :‬دخل إبراهيم عليه السلم إل بيت الَلة فإذا هم ف بو عظيم وإذا مستقبل باب‬
‫البهو صنم عظيم إل جنبه أصغر منه بعضها إل جنب بعض كل صنم يليه أصغر منه حت‬
‫بلغوا باب الب هو وإذا هم قد جعلوا طعاما ووضعوه ب ي أيدي الَل ة وقالوا إذا كان ح ي‬
‫نرجع وقد باركت الَلة ف طعامنا أكلناه‪ ,‬فلما نظر إبراهيم عليه الصلة والسلم إل ما‬
‫بي أيديهم من الطعام قال {أل تأكلون * ما لكم ل تنطقون} وقوله تعال‪{ :‬فراغ عليهم‬
‫ضربا باليميط} قال الفراء معناه مال عليهطم ضربا باليميط‪ .‬وقال قتادة والوهري فأقبطل‬
‫عليهم ضربا باليمي‪ .‬وإنا ضربم باليمي لنا أشد وأنكى ولذا تركهم جذادا إل كبيا‬
‫لم لعلهم إليه يرجعون كما تقدم ف سورة النبياء عليهم الصلة والسلم تفسي ذلك‪.‬‬
‫وقوله تعال ههنا‪{ :‬فأقبلوا إليه يزفون} قال ماهد وغي واحد أي يسرعون‪ ,‬وهذه القصة‬
‫ههنا متصرة وف سورة النبياء مبسوطة فإنم لا رجعوا ما عرفوا من أول وهلة من فعل‬

‫‪853‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ذلك حت كشفوا واستعلموا فعرفوا أن إبراهيم عليه الصلة والسلم هو الذي فعل ذلك‪.‬‬
‫فلما جاءوا ليعاتبوه أخذ ف تأنيبهم وعيبهم فقال {أتعبدون ما تنحتون} أي أتعبدون من‬
‫دون ال من ال صنام ما أن تم تنحتون ا وتعلون ا بأيدي كم {وال خلق كم و ما تعملون}‬
‫يتمل أن تكون ما مصدرية فيكون تقدير الكلم خلقكم وعملكم ويتمل أن تكون بعن‬
‫الذي تقديره وال خلقكطم والذي تعملونطه وكل القوليط متلزم‪ ,‬والول أظهطر لاط رواه‬
‫البخاري ف كتاب أفعال العباد عن علي بن الدين عن مروان بن معاوية عن أب مالك عن‬
‫رب عي بن حراش عن حذي فة ر ضي ال ع نه مرفوعا قال‪« :‬إن ال تعال ي صنع كل صانع‬
‫و صنعته» وقرأ بعض هم {وال خلق كم و ما تعملون} فع ند ذلك ل ا قا مت علي هم ال جة‬
‫عدلوا إل أخذه باليد والقهر فقالوا {ابنوا له بنيانا فألقوه ف الحيم} وكان من أمرهم ما‬
‫تقدم بيانه ف سورة النبياء عليهم الصلة والسلم وناه ال من النار وأظهره عليهم وأعلى‬
‫حجتططه ونصططرها ولذا قال تعال‪{ :‬فأرادوا بططه كيدا فجعلناهططم السططفلي}‪.‬‬

‫ب هَ بْ لِي مِ َن ال صّالِحِيِ * َفبَشّ ْرنَا ُه ِبغُلَ مٍ‬ ‫** وَقَالَ إِنّي ذَاهِ بٌ إَِلىَ َربّي َسَيهْدِينِ * رَ ّ‬
‫س ْعيَ قَا َل َيبُنَ يّ ِإنّ يَ أَرَىَ فِي الْ َمنَا مِ َأنّي َأ ْذبَحُ كَ فَان ُظ ْر مَاذَا تَرَىَ‬
‫حَلِي مٍ * َفلَمّا بَلَ َغ َمعَ ُه ال ّ‬
‫جبِيِ *‬ ‫ت ا ْفعَلْ مَا تُؤمَرُ َستَجِ ُدِنيَ إِن شَآءَ اللّ ُه مِ َن ال صّابِرِينَ * فََلمّا أَ سْلَمَا َوتَلّ هُ لِ ْل َ‬ ‫قَا َل َيَأبَ ِ‬
‫سنِيَ * إِ ّن هَـذَا َل ُهوَ‬ ‫ك نَجْزِي الْ ُمحْ ِ‬ ‫صدّ ْقتَ ال ّر ْؤيَآ ِإنّا َكذَلِ َ‬
‫َونَا َدْينَا هُ أَن يَِإبْرَاهِي مُ * قَدْ َ‬
‫لمٌ عََلىَ ِإبْرَاهِي مَ *‬ ‫الَْبلَ ُء الْ ُمبِيُ * وَفَ َدْينَا هُ بِ ِذبْ ٍح عَظِي مٍ * َوتَرَ ْكنَا عََليْ هِ فِي الَ ِخرِي نَ * َس َ‬
‫ّنط‬
‫ق َنِبيّا م َ‬ ‫ِسطحَا َ‬ ‫َاهط بِإ ْ‬
‫ِنط ِعبَادِنَا الْ ُم ْؤمِنِيَ * َوبَشّ ْرن ُ‬‫ّهط م ْ‬‫ْسطنِيَ * ِإن ُ‬ ‫جزِي الْمُح ِ‬ ‫ِكط نَ ْ‬
‫كَذَل َ‬
‫ق وَمِن ُذ ّريِّتهِمَا ُمحْ سِ ٌن َوظَالِ مٌ ّلنَفْ سِ ِه ُمبِيٌ‬ ‫حيَ * َوبَارَكْنَا عََليْ هِ وَعََلىَ إِ سْحَا َ‬ ‫ال صّالِ ِ‬
‫يقول تعال مبا عن خليله إبراهيم عليه الصلة والسلم أنه بعد ما نصره ال تعال على‬
‫قومه وأيس من إيانم بعد ما شاهدوا من الَيات العظيمة هاجر من بي أظهرهم وقال‬
‫{إن ذاهب إل رب سيهدين * رب هب ل من الصالي} يعن أولدا مطيعي عوضا من‬
‫قومطه وعشيتطه الذيطن فارقهطم‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬فبشرناه بغلم حليطم} وهذا الغلم هطو‬
‫إ ساعيل عل يه ال سلم فإ نه أول ولد ب شر به إبراه يم عل يه ال سلم و هو أ كب من إ سحاق‬
‫باتفاق السلمي وأهل الكتاب بل ف نص كتابم أن إساعيل عليه السلم ولد ولبراهيم‬

‫‪854‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عل يه ال سلم ست وثانون سنة وولد إ سحاق وع مر إبراه يم عل يه ال صلة وال سلم ت سع‬
‫وتسعون سنة‪ ,‬وعندهم أن ال تبارك وتعال أمر إبراهيم أن يذبح ابنه وحيده وف نسخة‬
‫أخرى بكره فأقحموا ههنا كذبا وبتانا إسحاق ول يوز هذا لنه مالف لنص كتابه وإنا‬
‫أقحموا إسحاق لنه أبوهم وإساعيل أبو العرب فحسدوهم فزادوا ذلك وحرفوا وحيدك‬
‫بعن الذي ليس عندك غيه فإن إساعيل كان ذهب به وبأمه إل مكة وهو تأويل وتريف‬
‫باطل فإنه ل يقال وحيدك إل لن ليس له غيه‪ ,‬وأيضا فإن أول ولد له معزة ما ليس لن‬
‫بعده من الولد فالمر بذبه أبلغ ف البتلء والختبار‪ .‬وقد ذهب جاعة من أهل العلم‬
‫إل أن الذبيح هو إسحاق وحكي ذلك عن طائفة من السلف حت نقل عن بعض الصحابة‬
‫ر ضي ال عن هم أيضا ول يس ذلك ف كتاب ول سنة و ما أ ظن ذلك تل قي إل عن أحبار‬
‫أهطل الكتاب وأ خذ ذلك م سلم من غيط ح جة وهذا كتاب ال شا هد ومرشطد إل أنطه‬
‫إسطاعيل فإنطه ذكطر البشارة بغلم حليطم وذكطر أنطه الذبيطح ثط قال بعطد ذلك {وبشرناه‬
‫بإسحاق نبيا من الصالي} ولا بشرت اللئكة إبراهيم بإسحاق قالوا {إنا نبشرك بغلم‬
‫عليطم}‪ .‬وقال تعال‪{ :‬وبشرناه بإسطحاق ومطن وراء إسطحاق يعقوب} أي يولد له فط‬
‫حياتم ولد يسمى يعقوب فيكون من ذريته عقب ونسل وقد قدمنا هناك أنه ل يوز بعد‬
‫هذا أن يؤ مر بذب ه و هو صغي لن ال تعال قد وعده ا بأ نه سيعقب ويكون له ن سل‬
‫فكيف يكن بعد هذا أن يؤمر بذبه صغيا وإساعيل وصف ههنا بالليم لنه مناسب لذا‬
‫القام ؟ وقوله تعال‪{ :‬فلمطا بلغ معطه السطعي} أي كطب وترعرع وصطار يذهطب مطع أبيطه‬
‫ويشي معه وقد كان إبراهيم عليه الصلة والسلم يذهب ف كل وقت يتفقد ولده وأم‬
‫ولده ببلد فاران وين ظر ف أمرها و قد ذكر أ نه كان يركب على الباق سريعا إل هناك‬
‫وال أعلم‪ .‬و عن ا بن عباس ر ضي ال عنه ما وما هد وعكر مة و سعيد ين جبي وعطاء‬
‫الراسان وزيد بن أسلم وغيهم {فلما بلغ معه السعي} بعن شب وارتل وأطاق ما‬
‫يفعله أبوه من السعي والعمل {فلما بلغ معه السعي قال يا بن إن أرى ف النام أن أذبك‬
‫فانظر ماذا ترى} قال عبيد بن عمي رؤيا النبياء وحي ث تل هذه الَية {قال يا بن إن‬
‫أرى ف النام أن أذبك فانظر ماذا ترى}‪ .‬وقد قال ابن أب حات حدثنا علي بن السي‬
‫بن النيد حدثنا أبو عبد اللك الكرندي حدثنا سفيان بن عيينة عن إسرائيل بن يونس عن‬

‫‪855‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ساك عن عكر مة عن ا بن عباس ر ضي ال عنه ما قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم‪« :‬رؤيا النبياء ف النام وحي» ليس هو ف شيء من الكتب الستة من هذا الوجه‬
‫وإنا أعلم ابنه بذلك ليكون أهون عليه وليختب صبه وجلده وعزمه ف صغره على طاعة‬
‫ط تؤمطر} أي امطض لاط أمرك ال مطن ذبيط‬ ‫ال تعال وطاعطة أبيطه {قال يطا أَبطت افعطل م ا‬
‫{ ستجدن إن شاء ال من ال صابرين} أي سأصب وأحت سب ذلك ع ند ال عز و جل‬
‫و صدق صلوات ال و سلمه عل يه في ما و عد ولذا قال ال تعال‪{ :‬واذ كر ف الكتاب‬
‫إساعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولً نبيا * وكان يأمر أهله بالصلة والزكاة وكان‬
‫ط أسطلما وتله للجطبي} أي فلمطا تشهدا وذكرا ال‬ ‫عنطد ربطه مرضيا}‪ .‬وقال تعال‪{ :‬فلم ا‬
‫تعال إبراهيم على الذبح والولد شهادة الوت وقيل أسلما يعن استسلما وانقادا‪ ,‬إبراهيم‬
‫امت ثل أ مر ال تعال)وإ ساعيل طا عة ل ولب يه قاله ما هد وعكر مة وقتادة وال سدي وا بن‬
‫إسحاق وغيهم ومعن تله للجبي أي صرعه على وجهه ليذبه من قفاه ول يشاهد وجهه‬
‫ع ند ذب ه ليكون أهون عل يه‪ .‬قال ا بن عباس ر ضي ال عنه ما وما هد و سعيد بن جبي‬
‫والضحاك وقتادة {وتله للجبي} أكبّه على وجهه‪ .‬وقال المام أحد حدثنا سريج ويونس‬
‫قال حدثنا حاد بن سلمة عن أب عاصم الغنوي عن أب الطفيل عن ابن عباس رضي ال‬
‫عنهما أنه قال لا أمر إبراهيم عليه الصلة والسلم بالناسك عرض له الشيطان عند السعي‬
‫فسابقه فسبقه إبراهيم عليه الصلة والسلم ث ذهب به جبيل عليه الصلة والسلم إل‬
‫جرة العق بة فعرض له الشيطان فرماه ب سبع ح صيات ح ت ذ هب ث عرض له ع ند المرة‬
‫الوسطى فرماه بسبع حصيات ث تله للجبي وعلى إساعيل عليه الصلة والسلم قميص‬
‫أب يض فقال يا أ بت إ نه ل يس ل ثوب تكفن ن ف يه غيه فاخل عه ح ت تكفن ن ف يه فعال ه‬
‫ليخلعه فنودي من خلفه {أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا} فالتفت إبراهيم فإذا بكبش‬
‫أب يض أقرن أع ي قال ا بن عباس ل قد رأيت نا نتت بع ذلك الضرب من الكباش‪ ,‬وذ كر هشام‬
‫الديث ف الناسك بطوله‪ .‬ث رواه أحد بطوله من يونس عن حاد بن سلمة عن عطاء بن‬
‫السائب عن سعيد بن جبي عن ابن عباس رضي ال عنهما فذكره إل أنه قال إسحاق فعن‬
‫ابن عباس رضي ال عنهما ف تسمية الذبيح روايتان والظهر عنه إساعيل لا سيأت بيانه‬
‫إن شاء ال تعال‪ .‬وقال م مد بن إ سحاق عن ال سن بن دينار عن قتادة عن جع فر بن‬

‫‪856‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إياس عن ا بن عباس ر ضي ال عنه ما ف قوله تبارك وتعال‪{ :‬وفديناه بذ بح عظ يم} قال‬
‫خرج عليه كبش من النة قد رعى قبل ذلك أربعي خريفا فأرسل إبراهيم عليه الصلة‬
‫والسلم ابنه واتبع الكبش فأخرجه إل المرة الول فرماه بسبع حصيات ث أفلته عندها‬
‫فجاء إل المرة الوسطى فأخرجه عندها فرماه بسبع حصيات ث أفلته فأدركه عند المرة‬
‫ال كبى فرماه بسبع حصيات فأخر جه عندها ث أخذه فأتى به الن حر من م ن فذب ه فو‬
‫الذي نفس ابن عباس بيده لقد كان أول السلم وأن رأس الكبش لعلق بقرنيه ف ميزا بِ‬
‫الكعبة حت وحش يعن يبس‪ .‬وقال عبد الرزاق أخبنا معمر عن الزهري أخبنا القاسم‬
‫قال اجت مع أ بو هريرة وك عب فج عل أ بو هريرة ر ضي ال ع نه يدث عن ال نب صلى ال‬
‫عليه وسلم فجعل كعب يدث عن الكتب فقال أبو هريرة رضي ال عنه قال النب صلى‬
‫ال عل يه و سلم‪« :‬إن ل كل نب دعوة م ستجابة وإ ن قد خبأت دعو ت شفا عة لم ت يوم‬
‫القيامة» فقال له كعب أنت سعت هذا من رسول ال صلى ال عليه وسلم ؟ قال نعم قال‬
‫فداك أب وأمي ط أو فداه أب وأمي ط أفل أخبك عن إبراهيم عليه الصلة والسلم ؟ إنه‬
‫ل ا أري ذ بح اب نه إ سحاق قال الشيطان إن ل أف ت هؤلء ع ند هذه ل أفتن هم أبدا فخرج‬
‫إبراه يم عل يه ال صلة وال سلم باب نه ليذب ه فذ هب الشيطان فد خل على سارة فقال أ ين‬
‫ذهب إبراهيم بابنك ؟ قالت غدا به لبعض حاجته قال فإنه ل يغد به لاجة إنا ذهب به‬
‫ليذبهط قالت ول يذبهط ؟ قال زعطم أن ربطه أمره بذلك قالت فقطد أحسطن أن يطيطع ربطه‬
‫فذهب الشيطان ف أثرها فقال للغلم أين يذهب بك أبوك‪ ,‬قال لبعض حاجته قال فإنه ل‬
‫يذ هب بك لا جة ولك نه يذ هب بك ليذب ك قال ول يذب ن ؟ قال يز عم أن ر به أمره‬
‫بذلك قال فو ال لئن كان ال تعال أمره بذلك ليفعلن قال فيئس منه فتركه ولق بإبراهيم‬
‫عليه الصلة والسلم فقال أين غدوت بابنك‪ ,‬قال لاجة قال فإنك ل تغد به لاجة وإنا‬
‫غدوت به لتذب ه قال ول أذب ه ؟ قال تز عم أن ر بك أمرك بذلك قال فوال لئن كان ال‬
‫تعال أمر ن بذلك لفعلن قال فتر كه ويئس أن يطاع و قد رواه ا بن جر ير عن يو نس عن‬
‫ابن وهب عن يونس عن ابن يزيد عن ابن شهاب قال إن عمرو بن أب سفيان بن أسيد‬
‫بن جارية الثقفي أخبه أن كعبا قال لب هريرة فذكره بطوله وقال ف آخره وأوحى ال‬
‫تعال إل إسحاق أن أعطيتك دعوة استجبت لك فيها قال إسحاق اللهم إن أدعوك أن‬

‫‪857‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تستجيب ل أيا عبد لقيك من الولي والَخرين ل يشرك بك شيئا فأدخله النة‪ .‬وقال‬
‫ابن أب حات حدثنا أب حات حدثنا أب حدثنا ممد بن الوزير الدمشقي حدثنا الوليد بن‬
‫مسلم حدثنا عبد الرحن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أب هريرة قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إن ال تبارك وتعال خين بي أن يغفر لنصف أمت‬
‫وبي أن ييب شفاعت فاخترت شفاعت ورجوت أن تكون أعم لمت ولول الذي سبقن‬
‫إليه العبد الصال لتعجلت فيها دعوت إن ال تعال لا فرج عن إسحاق كرب الذبح قيل له‬
‫يا إسحاق سل تعط فقال أما والذي نفسي بيده لتعجلنها قبل نزغات الشيطان‪ ,‬اللهم من‬
‫مات ل يشرك بك شيئا فاغ فر له وأدخله ال نة» هذا حد يث غر يب من كر وع بد الرح ن‬
‫بن زيد بن أسلم ضعيف الديث وأخشى أن يكون ف الديث زيادة مدرجة وهي قوله‬
‫إن ال تعال لاط فرج عطن إسطحاق إل آخره وال أعلم فهذا إن كان مفوظا فالشبطه أن‬
‫السياق إنا هو عن إساعيل وإنا حرفوه بإسحاق حسدا منهم كما تقدم وإل فالناسك‬
‫والذبائح إن ا مل ها ب ن من أرض م كة ح يث كان إ ساعيل لإ سحاق فإنه إن ا كان ببلد‬
‫كنعان من أرض الشام‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وناديناه أن يا إبراه يم قد صدقت الرؤ يا} أي قد‬
‫حصل القصود من رؤياك واضجاعك ولدك للذبح وذكر السدي وغيه أنه أم ّر السكي‬
‫على رقب ته فلم تق طع شيئا بل حال بين ها وبي نه صفحة من ناس ونودي إبراه يم عل يه‬
‫الصطلة والسطلم عنطد ذلك {قطد صطدقت الرؤيطا}‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬إنطا كذلك نزي‬
‫الح سني} أي هكذا ن صرف ع من أطاع نا الكاره والشدائد ون عل ل م من أمر هم فرجا‬
‫ومرجا كقوله تعال‪{ :‬و من ي تق ال ي عل له مرجا ويرز قه من ح يث ل يت سب و من‬
‫يتو كل على ال ف هو ح سبه إن ال بالغ أمره قد ج عل ال ل كل ش يء قدرا} و قد ا ستدل‬
‫بذه الَ ية والق صة جا عة من علماء ال صول على صحة الن سخ ق بل التم كن من الف عل‬
‫خلفا لطائفة من العتزلة والدللة من هذه ظاهرة لن ال تعال شرع لبراهيم عليه الصلة‬
‫والسلم ذبح ولده ث نسخه عنه وصرفه إل الفداء وإنا كان القصود من شرعه أولً إثابة‬
‫الل يل على ال صب على ذ بح ولده وعز مه على ذلك ولذا قال تعال‪{ :‬إن هذا ل و البلء‬
‫البي} أي الختبار الواضح اللي حيث أمر بذبح ولده فسارع إل ذلك مستسلما لمر‬
‫ال تعال منقادا لطاعتطه ولذا قال تعال‪{ :‬وإبراهيطم الذي وفط}‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وفديناه‬

‫‪858‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بذبح عظيم} قال سفيان الثوري عن جابر العفي عن أب الطفيل عن علي رضي ال عنه‬
‫{وفديناه بذ بح عظ يم} قال بك بش أب يض أع ي أقرن قد ر بط ب سمرة قال أ بو الطف يل‪:‬‬
‫وجدوه مربوطا ب سمرة ف ثبي‪ ,‬وقال الثوري أيضا عن عبد ال بن عثمان بن خث يم عن‬
‫سعيد بن جبي عن ابن عباس رضي ال عنهما قال‪ :‬كبش قد رعى ف النة أربعي خريفا‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات حدثنا أب حدثنا يوسف بن يعقوب الصفار حدثنا داود العطار عن ابن‬
‫خثيم عن سعيد بن جبي عن ابن عباس رضي ال عنهما قال الصخرة الت بن بأصل ثبي‬
‫هي الصخرة الت ذبح عليها إبراهيم فداء إسحاق ابنه هبط عليه من ثبي كبش أعي أقرن‬
‫له ثغاء فذبه وهو الكبش الذي قربه ابن آدم فتقبل منه فكان مزونا حت فدي به إسحاق‬
‫وروي أيضا عن سعيد بن جبي أنه قال كان الكبش يرتع ف النة حت فدي به إسحاق‪,‬‬
‫وروي أيضا عن سعيد بن جبي أ نه قال كان الك بش ير تع ف ال نة ح ت ش قق ع نه ثبي‬
‫وكان عليه عهن أحر‪ ,‬وعن السن البصري أنه قال كان اسم كبش إبراهيم عليه الصلة‬
‫والسلم جرير وقال ابن جريج قال عبيد بن عمي ذبه بالقام وقال ماهد ذبه بن عند‬
‫النحر‪ .‬وقال هشيم عن سيار عن عكرمة عن ابن عباس رضي ال عنهما كان أفت الذي‬
‫جعل عليه نذرا أن ينحر نفسه فأمره بائة من البل‪ .‬ث قال بعد ذلك لو كنت أفتيه بكبش‬
‫لجزأه أن يذبطح كبشا فإن ال تعال قال فط كتابطه‪{ :‬وفديناه بذبطح عظيطم} والصطحيح‬
‫الذي عليه الكثرون أنه فُدي بكبش‪ .‬وقال الثوري عن رجل عن أب صال عن ابن عباس‬
‫ف قوله تعال‪{ :‬وفديناه بذ بح عظ يم} قال و عل وقال م مد بن إ سحاق عن عمرو بن‬
‫عبيد عن السن أنه كان يقول ما فدي إساعيل عليه السلم إل بتيس من الروى أهبط‬
‫عل يه من ثبي‪ .‬و قد قال المام أح د حدث نا سفيان حدث ن من صور عن خاله م سافع عن‬
‫صفية بنت شيبة قالت‪ :‬أخبتن امرأة من بن سليم ولدت عامة أهل دارنا أرسل رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم إل عثمان بن طلحة رضي ال عنه‪ ,‬وقالت مرة أنا سألت عثمان‬
‫ل دعاك النب صلى ال عليه وسلم ؟ قال‪ :‬قال ل رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن‬
‫كنت رأيت قرن الكبش حي دخلت البيت فنسيت أن آمرك أن تمرها فخمرها فإنه ل‬
‫ينبغي أن يكون ف البيت شيء يشغل الصلي» قال سفيان ل يزل قرنا الكبش معلقي ف‬
‫البيت حت احترق البيت فاحترقا وهذا دليل مستقل على أنه إساعيل عليه الصلة والسلم‬

‫‪859‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ل بعد جيل إل‬‫فإن قريشا توارثوا قرن الكبش الذي فدى به إبراهيم خلفا عن سلف وجي ً‬
‫طططلم وال أعلم‪.‬‬ ‫طططه وسط‬ ‫طططلى ال عليط‬ ‫طططوله صط‬ ‫طططث ال رسط‬ ‫أن بعط‬

‫طو‬‫طن هط‬ ‫طح مط‬‫طلف فط أن الذبيط‬ ‫طن السط‬ ‫طر الَثار الورادة عط‬
‫طل) فط ذكط‬
‫(فصط‬
‫(ذكر من قال هو إسحاق عليه الصلة والسلم) قال حزة الزيات عن أب ميسرة رحه‬
‫ال قال‪ :‬قال يوسف عليه الصلة والسلم للملك ف وجهه ترغب أن تأكل معي وأنا وال‬
‫يوسف بن يعقوب نب ال ابن إسحاق ذبيح ال ابن إبراهيم خليل ال‪ ,‬وقال الثوري عن‬
‫أب سنان عن ابن أب الذيل أن يوسف عليه السلم قال للملك كذلك أيضا وقال سفيان‬
‫الثوري عن زيد بن أسلم عن عبد ال بن عبيد بن عمي عن أبيه قال‪ :‬قال موسى عليه‬
‫الصلة والسلم يا رب يقولون بإله إبراهيم وإسحاق ويعقوب فبم قالوا ذلك ؟ قال‪« :‬إن‬
‫إبراهيم ل يعدل ب شيء قط إل اختارن عليه‪ ,‬وإن إسحاق جاد ل بالذبح وهو بغي ذلك‬
‫أجود‪ ,‬وإن يعقوب كلما زدته بلء زادن حسن ظن»‪ .‬وقال شعبة عن أب إسحاق عن‬
‫أب الحوص قال افتخر رجل عند ابن مسعود رضي ال عنه فقال‪ :‬أنا فلن بن فلن بن‬
‫الشياخ الكرام‪ ,‬فقال عبطد ال بطن مسطعود رضطي ال عنطه ذاك يوسطف بطن يعقوب بطن‬
‫إسحاق ذبيح ال بن إبراهيم خليل ال‪ .‬وهذا صحيح عن ابن مسعود رضي ال عنه‪ ,‬وكذا‬
‫روى عكرمة عن ابن عباس رضي ال عنهما أنه إسحاق‪ ,‬وعن أبيه العباس وعن علي بن‬
‫أب طالب مثل ذلك‪ ,‬وكذا قال عكرمة وسعيد بن جبي وماهد والشعب وعبيد بن عمي‬
‫وأبو ميسرة وزيد بن أسلم وعبد ال بن شقيق والزهري والقاسم بن أب برزة ومكحول‬
‫وعثمان بن حا ضر وال سدي وال سن وقتادة وأ بو الذ يل وا بن سابط وهذا اختيار ا بن‬
‫جرير‪ ,‬وتقدم روايته عن كعب الحبار أنه إسحاق‪ ,‬وهكذا روى ابن إسحاق عن عبد ال‬
‫بن أب بكر عن الزهري عن أب سفيان ابن العلء بن حارثة عن أب هريرة رضي ال عنه‬
‫عن كعب الحبار أنه قال هو إسحاق وهذه القوال وال أعلم كلها مأخوذة عن كعب‬
‫الحبار فإنه لا أسلم ف الدولة العمرية جعل يدث عمر رضي ال عنه عن كتبه قديا فربا‬
‫استمع له عمر رضي ال عنه فترخص الناس ف استماع ما عنده ونقلوا ما عنده عنه غثها‬
‫و سينها ول يس لذه ال مة وال أعلم حا جة إل حرف وا حد م ا عنده و قد ح كى البغوي‬

‫‪860‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫القول بأنه إسحاق عن عمر وعلي وابن مسعود والعباس رضي ال عنهم ومن التابعي عن‬
‫كعطب الحبار وسطعيد بطن جطبي وقتادة ومسطروق وعكرمطة وعطاء ومقاتطل والزهري‬
‫والسطدي قال وهوإحدى الروايتيط عطن ابطن عباس رضطي ال عنهمطا وقطد ورد فط ذلك‬
‫حديث لو ثبت لقلنا به على الرأس و العي ولكن ل يصح سنده‪ .‬قال ابن جرير‪ :‬حدثنا‬
‫أ بو كريب حدثنا زيد بن حباب عن السن بن دينار عن علي بن زيد بن جدعان عن‬
‫السن عن الحنف بن قيس عن العباس بن عبد الطلب رضي ال عنه عن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ف حديث ذكره قال هو إسحاق ففي إسناده ضعيفان وها السن بن دينار‬
‫البصري متروك وعلي بن زيد بن جدعان منكر الديث‪ .‬وقد رواه ابن أب حات عن أبيه‬
‫عن مسلم بن إبراهيم عن حاد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان به مرفوعا‪ ,‬ث قال‬
‫قد رواه مبارك بن فضالة عن ال سن عن الح نف عن العباس ر ضي ال ع نه وهذا أش به‬
‫وأصططططططططططططططططططططططططططططططح وال أعلم‪.‬‬
‫(ذكر الَثار الواردة بأنه إساعيل عليه الصلة والسلم وهو الصحيح القطوع به) قد‬
‫تقدمت الرواية عن ابن عباس رضي ال عنهما أنه إسحاق عليه الصلة والسلم وال تعال‬
‫أعلم وقال سعيد بن جبي وعا مر الشعب ويوسف بن مهران وماهد وعطاء وغي واحد‬
‫عن ابن عباس رضي ال عنهما هو إساعيل عليه الصلة والسلم وقال ابن جرير حدثن‬
‫يونس أخبنا ابن وهب أخبن عمرو بن قيس عن عطاء بن أب رباح عن ابن عباس أنه‬
‫قال الفدى إسطاعيل عليطه السطلم وزعمطت اليهود أنطه إسطحاق وكذبطت اليهود‪ ,‬وقال‬
‫إسرائيل عن ثور عن ماهد عن ابن عمر رضي ال عنهما قال الذبيح إساعيل وقال ابن أب‬
‫ن يح عن ما هد هو إ ساعيل عل يه ال سلم وكذا قال يو سف بن مهران وقال الش عب هو‬
‫إساعيل عليه الصلة والسلم وقد رأيت قرن الكبش ف الكعبة‪ .‬وقال ممد بن إسحاق‬
‫عن ال سن بن دينار وعمرو بن عب يد عن ال سن الب صري أ نه كان لي شك ف ذلك أن‬
‫الذي أمر بذبه من ابن إبراهيم إساعيل عليه السلم قال ابن إسحاق وسعت ممد بن‬
‫كعب القرظي وهو يقول إن الذي أمر ال تعال إبراهيم بذبه من ابنيه إساعيل وإنا لنجد‬
‫ذلك ف كتاب ال تعال وذلك أن ال تعال ح ي فرغ من ق صة الذبوح من اب ن إبراه يم‬
‫قال ال تعال‪{ :‬وبشرناه بإسطحاق نطبيا مطن الصطالي} ويقول ال تعال‪{ :‬فبشرناهطا‬

‫‪861‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب} يقول بابن وابن ابن فلم يكن ليأمره بذبح إسحاق‬
‫وله فيه الوعد با وعده وما الذي أمر بذبه إل إساعيل قال ابن إسحاق سعته يقول ذلك‬
‫كثيا‪ ,‬وقال ا بن إ سحاق عن بريدة بن سفيان بن فروة ال سلمي عن م مد بن ك عب‬
‫القرظي أنه حدثهم أنه ذكر ذلك لعمر بن عبد العزيز رضي ال عنه وهو خليفة إذ كان‬
‫معه بالشام فقال له عمر إن هذا لشيء ما كنت أنظر فيه‪ ,‬وإن لراه كما قلت ث أرسل‬
‫إل رجل كان عنده بالشام كان يهوديا فأسلم وحسن إسلمه وكان يرى أنه من علمائهم‬
‫فسأله عمر بن عبد العزيز رضي ال عنه عن ذلك قال ممد بن كعب وأنا عند عمر بن‬
‫عبد العزيز فقال له عمر أي ابن إبراهيم أمر بذبه فقال إساعيل وال يا أمي الؤمني وإن‬
‫يهود لتعلم بذلك ولكن هم ي سدونكم مع شر العرب على أن يكون أبا كم الذي كان من‬
‫أمر ال فيه والفضل الذي ذكر ال تعال منه لصبه لا أمر به فهم يحدون ذلك ويزعمون‬
‫أنه إسحاق لكون إسحاق أباهم وال أعلم أيهما كان وكل قد كان طاهرا طيبا مطيعا ل‬
‫عز وجل وقال عبد ال بن المام أحد بن حنبل رحه ال سألت أب عن الذبيح هل هو‬
‫إساعيل أو إسحاق فقال إساعيل ذكره ف كتاب الزهد‪ .‬وقال ابن أب حات وسعت أب‬
‫يقول ال صحيح أن الذب يح إ ساعيل عل يه ال صلة وال سلم قال وروي عن علي وا بن ع مر‬
‫وأ ب هريرة وأ ب الطف يل و سعيد بن ال سيب و سعيد بن جبي وال سن وما هد والش عب‬
‫وممد بن كعب القرظي وأب جعفر ممد بن علي وأب صال رضي ال عنهم أنم قالوا‬
‫الذبيح إساعيل‪ .‬وقال البغوي ف تفسيه وإليه ذهب عبد ال بن عمر وسعيد بن السيب‬
‫والسدي والسن البصري وماهد والربيع بن أنس وممد بن كعب القرظي والكلب وهو‬
‫رواية عن ابن عباس وحكاه أيضا عن أب عمرو بن العلء وقد روى ابن جرير ف ذلك‬
‫حديثا غريبا فقال حدث ن م مد بن عمار الرازي حدث نا إ ساعيل بن عب يد بن أ ب كري ة‬
‫حدث نا ع مر بن ع بد الرح يم الطا ب عن عب يد ال بن م مد الع تب من ولد عت بة بن أ ب‬
‫سفيان عن أبيه حدثن عبد ال بن سعيد عن الصنابي قال كنا عند معاوية بن أب سفيان‬
‫فذكروا الذبيح إساعيل أو إسحاق فقال على البي سقطتم‪ :‬كنا عند رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم فجاءه ر جل فقال‪ :‬يار سول ال عد علي م ا أفاء ال عل يك يا ا بن الذبيح ي‬
‫فضحك رسول ال صلى ال عليه وسلم فقيل له يا أمي الؤمني وما الذبيحان ؟ فقال إن‬

‫‪862‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ع بد الطلب ل ا أ مر ب فر زمزم نذر ل إن سهل ال له أمر ها عل يه ليذب ن أ حد ولده قال‬
‫فخرج ال سهم على ع بد ال فمن عه أخواله وقالوا ا فد اب نك بائة من ال بل ففداه بائة من‬
‫البل والثان إساعيل‪ .‬وهذا حديث غريب جدا وقد رواه الموي ف مغازيه حدثنا بعض‬
‫أصحابنا أخبنا إساعيل بن عبيد بن أب كرية حدثنا عمرو بن عبد الرحن القرشي حدثنا‬
‫عب يد ال بن م مد الع تب من ولد عت بة بن أ ب سفيان حدث نا ع بد ال بن سعيد حدث نا‬
‫الصنابي قال حضرنا ملس معاوية رضي ال عنه فتذاكر القوم إساعيل وإسحاق وذكره‪,‬‬
‫كذا كتبته من نسخة مغلوطة وإنا عول ابن جرير ف اختياره أن الذبيح إسحاق على قوله‬
‫تعال‪{ :‬فبشرناه بغلم حليطم} فجعطل هذه البشارة هطي البشارة بإسطحاق ف قوله تعال‪:‬‬
‫{وبشروه بغلم عل يم} وأجاب عن البشارة بيعقوب بأ نه قد كان بلغ م عه ال سعي أي‬
‫الع مل‪ ,‬و من الم كن أ نه قد كان ولد له أولد مع يعقوب أيضا قال وأ ما القرنان اللذان‬
‫كانا معلقي بالكعبة فمن الائز أنما نقل من بلد الشام قال وقد تقدم أن من الناس من‬
‫ذهب إل أنه ذبح إسحاق هناك هذا ما اعتمد عليه ف تفسيه وليس ما ذهب إليه بذهب‬
‫ول لزم بل هو بعيد جدا والذي استدل به ممد بن كعب القرظي على أنه إساعيل أثبت‬
‫وأصح وأقوى وال أعلم‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالي} لا تقدمت‬
‫البشارة بالذبيح وهو إساعيل عطف بذكر البشارة بأخيه إسحاق وقد ذكرت ف سورت‬
‫هود والجر‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬نبيا} حال مقدرة أي سيصي منه نب صال‪ .‬وقال ابن جرير‬
‫حدثن يعقوب حدثنا ابن علية عن داود عن عكرمة قال‪ :‬قال ابن عباس رضي ال عنهما‬
‫الذبيح إسحاق قال وقوله تعال‪{ :‬وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالي} قال بشر بنبوته‬
‫قال وقوله تعال‪{ :‬ووهبنطا له مطن رحتنطا أخاه هارون نطبيا} قال كان هارون أكطب مطن‬
‫موسى ولكن أراد وهب له نبوته‪ .‬وحدثنا ابن عبد العلى حدثنا العتمر بن سليمان قال‬
‫سعت داود يدث عن عكر مة عن ا بن عباس ر ضي ال عنه ما ف هذه الَ ية {وبشرناه‬
‫بإسحاق نبيا من الصالي} قال إنا بشر به نبيا حي فداه ال عز وجل من الذبح ول‬
‫تكن البشارة بالنبوة عند مولده‪ .‬وقال ابن أب حات حدثنا أب حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان‬
‫الثوري عن داود عن عكرمة عن ابن عباس {وبشرناه بإ سحاق نبيا من ال صالي} قال‬
‫بشر به حي ولد وحي نبء وقال سعيد بن أب عروبة عن قتادة ف قوله تعال‪{ :‬وبشرناه‬

‫‪863‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بإسحاق نبيا من الصالي} قال بعد ما كان من أمره لا جاد ل تعال بنفسه وقال ال عز‬
‫و جل {وبارك نا عل يه وعلى إ سحاق} وقوله تعال‪{ :‬وبارك نا عل يه وعلى إ سحاق و من‬
‫ذريتهما مسن وظال لنفسه مبي} كقوله تعال‪{ :‬قيل يا نوح اهبط بسلم منا وبركات‬
‫عليطك وعلى أمطم منط معطك وأمطم سطنمتعهم ثط يسطهم منطا عذاب أليطم}‪.‬‬

‫جْينَاهُمَا وََق ْو َمهُمَا مِنَط اْلكَرْبِط اْلعَظِيمِط *‬ ‫** وََلقَ ْد َمنَنّا عََل َى مُوسَطىَ َوهَارُونَط * َونَ ّ‬
‫ستَبِيَ * َوهَ َديْنَاهُمَا ال صّرَاطَ‬ ‫َونَ صَ ْرنَاهُمْ َفكَانُوْا هُ ُم اْلغَالِبُو نَ * وَآتَْينَاهُمَا الْ ِكتَا بَ الْمُ ْ‬
‫ل ٌم عََلىَ مُو َسىَ َوهَارُو نَ * إِنّا كَذَلِ كَ‬ ‫ستَقِيمَ * َوتَرَكْنَا عََلْيهِمَا فِي الَخِرِي نَ * َس َ‬ ‫الْمُ ْ‬
‫ططط‬ ‫طططا الْ ُم ْؤ ِمنِيَط‬ ‫ط ِعبَادِنَط‬ ‫طططا مِنططط ْ‬ ‫طنِيَ * ِإّنهُمَط‬ ‫نَجْزِي الْمُحْسططط ِ‬
‫يذكر تعال ما أنعم به على موسى وهارون من النبوة والنجاة بن آمن معهما من قوم‬
‫فرعون وقو مه و ما كان يعت مد ف حق هم من ال ساءة العظي مة من ق تل البناء وا ستحياء‬
‫الن ساء وا ستعمالم ف أ خس الشياء ث ب عد هذا كله ن صرهم علي هم وأ قر أعين هم من هم‬
‫فغلبوهم وأخذوا أرضهم وأموالم وما كانوا جعوه طول حياتم ث أنزل ال عز وجل على‬
‫مو سى الكتاب العظ يم الوا ضح اللي ال ستبي و هو التوراة ك ما قال تعال‪{ :‬ول قد آتي نا‬
‫موسطى وهارون الفرقان وضياء} وقال عطز وجطل ههنطا‪{ :‬وآتيناهاط الكتاب السطتبي‬
‫وهديناها الصراط الستقيم} أي ف القوال والفعال {وتركنا عليهما ف الَخرين} أي‬
‫أبقينا لما من بعده ا ذكرا جيلً وثناء حسنا ث فسره بقوله تعال‪ { :‬سلم على موسى‬
‫وهارون إنططا كذلك نزي الحسططني إنمططا مططن عبادنططا الؤمنيطط}‪.‬‬
‫َوإِ نّ إِْليَا سَ َلمِ نَ الْمُرْ َسلِيَ * ِإذْ قَالَ ِل َق ْومِ هِ أَ َل تَّتقُو نَ * َأتَ ْدعُو نَ َب ْعلً َوتَ َذرُو نَ َأحْ سَنَ‬
‫ضرُو نَ * إِ ّل ِعبَادَ اللّ هِ‬‫حَ‬‫ب آبَآِئكُ ُم الوّلِيَ * َفكَ ّذبُو هُ فَِإّنهُ مْ لَمُ ْ‬ ‫الْخَاِلقِيَ * اللّ هَ َربّكُ ْم وَرَ ّ‬
‫جزِي‬ ‫ِكط نَ ْ‬
‫َاسطيَ * إِنّا كَذَل َ‬ ‫سطلَ ٌم عََلىَ إِ ْل ي ِ‬ ‫ِينط * َ‬
‫ْهط فِي الَخِر َ‬ ‫َصطيَ * َوتَرَكْنَا عََلي ِ‬
‫الْمُخْل ِ‬
‫طططط‬ ‫ططططا الْ ُم ْؤمِنِيَط‬ ‫ط ِعبَادِنَط‬ ‫ط مِنطططط ْ‬ ‫طنِيَ * إِنّهطططط ُ‬ ‫الْمُحْسطططط ِ‬
‫قال قتادة وممد بن إسحاق يقال إلياس هو إدريس‪ ,‬وقال ابن أب حات حدثنا أب حدثنا‬
‫أبو نعيم حدثنا إسرائيل عن أب إسحاق عن عبيدة بن ربيعة عن عبد ال بن مسعود رضي‬
‫ال ع نه قال‪ :‬إلياس هو إدر يس‪ ,‬وكذا قال الضحاك وقال و هب بن من به هو إلياس بن‬

‫‪864‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يا سي بن فنحاص بن العيزار بن هارون بن عمران بع ثه ال تعال ف ب ن إ سرائيل ب عد‬
‫حزقيل عليهما السلم وكانوا قد عبدوا صنما يقال له بعل فدعاهم إل ال تعال وناهم‬
‫عن عبادة ما سواه‪ ,‬وكان قد آمن به ملكهم ث ارتد واستمروا على ضللتهم ول يؤمن به‬
‫من هم أ حد فد عا ال علي هم فح بس عن هم الق طر ثلث سني ث سألوه أن يك شف ذلك‬
‫عنهم ووعدوه اليان به إن هم أصابم الطر‪ ,‬فدعا ال تعال لم فجاءهم الغيث فاستمروا‬
‫على أخ بث ما كانوا عل يه من الك فر ف سأل ال أن يقب ضه إل يه‪ ,‬وكان قد ن شأ على يد يه‬
‫الي سع بن أخطوب عليه ما ال صلة وال سلم فأ مر إلياس أن يذ هب إل مكان كذا وكذا‬
‫فمهما جاءه فليكبه ول يهبه فجاءته فرس من نار فركب وألبسه ال تعال النور وكساه‬
‫الريش وكان يطي مع اللئكة ملكا إنسيا ساويا أرضيا هكذا حكاه وهب بن منبه عن‬
‫أهل الكتاب وال أعلم بصحته {إذ قال لقومه أل تتقون} أي أل تافون ال عز وجل ف‬
‫عبادتكطم غيه {أتدعون بعلً وتذرون أحسطن الالقيط} قال ابطن عباس رضطي ال‬
‫عنهماوما هد وعكر مة وقتادة وال سدي بعلً يع ن ربا‪ .‬قال عكر مة وقتادة و هي ل غة أ هل‬
‫ل يع ن ربا‪ .‬قال عكر مة وقتادة و هي ل غة أ هل‬‫الي من‪ ,‬و ف روا ية عن قتادة وال سدي بع ً‬
‫اليمن‪ ,‬وف رواية عن قتادة قال‪ :‬وهي لغة أزد شنوءة‪ .‬وقال ابن إسحاق أخبن بعض أهل‬
‫العلم أنم كانوا يعبدون امرأة اسها بعل‪ :‬وقال عبد الرحن بن زيد بن أسلم عن أبيه هو‬
‫ا سم صنم كان يعبده أ هل مدي نة يقال ل ا بعل بك غر ب دم شق‪ ,‬وقال الضحاك هو صنم‬
‫كانوا يعبدونطه‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬أتدعون بعلً ؟} أي أتعبدون صطنما {وتذرون أحسطن‬
‫الالقي * ال ربكم ورب آبائكم الولي} أي هو الستحق للعبادة وحده ل شريك له‪,‬‬
‫قال ال تعال‪{ :‬فكذبوه فإنمطط لحضرون} أي للعذاب يوم السططاب {إل عباد ال‬
‫الخلصي} أي الوحدين منهم وهذا استثناء منقطع من مثبت‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وتركنا عليه‬
‫ل {سلم على إلياسي} كما يقال ف إساعيل إساعي وهي لغة‬ ‫ف الَخرين} أي ثناء جي ً‬
‫بنطط أسططد‪ ,‬وأنشططد بعططض بنطط نيطط فطط ضططب صططاده‪:‬‬
‫ططططرائينا‬ ‫ططططت إسط‬ ‫طططط جيناهذا ورب البيط‬ ‫ططططوق لاط‬ ‫يقول رب السط‬
‫ويقال ميكال وميكائي وإبراهيم وإبراهام وإسرائيل وإسرائي وطور سيناء وطور سيني‬
‫و هو مو ضع وا حد و كل هذا سائغ وقرأ آخرون { سلم على إدرا سي} و هي قراءة ا بن‬

‫‪865‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مسعود رضي ال عنه‪ ,‬وقرأ آخرون {سلم على آل ياسي} يعن آل ممد صلى ال عليه‬
‫ط الؤمنيط} قطد تقدم‬
‫وسطلم‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬إنطا كذلك نزي الحسطني * إنطه مطن عبادن ا‬
‫تفسطططططططططططططططططططططططططططططيه‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫جْينَاهُ َوَأهْلَهُ أَجْ َمعِيَ * إِ ّل عَجُوزا فِي اْلغَابِرِينَ * ثُ ّم‬


‫** َوإِنّ لُوطا ّلمِ َن الْ ُمرْسَِليَ * ِإ ْذ نَ ّ‬
‫ل َت ْعقِلُونطَ‬
‫طبِحِيَ * َوبِالّْليْلِ أََف َ‬
‫ط مّص ْ‬
‫ط عََلْيهِم ْ‬ ‫ط ّلتَمُرّون َ‬ ‫َدمّرْنَطا الَخَرِينطَ * َوِإنّكُم ْ‬
‫يب تعال عن عبده ورسوله لوط عليه السلم أنه بعثه إل قومه فكذبوه فنجاه ال تعال‬
‫من ب ي أظهر هم هو وأهله إل امرأ ته فإن ا هل كت مع من هلك من قوم ها فإن ال تعال‬
‫أهلك هم بأنواع من العقوبات وج عل ملت هم من الرض بية منت نة قبي حة الن ظر والط عم‬
‫ل ونارا ولذا قال تعال‪{ :‬وإنكم لتمرون‬ ‫والريح وجعلها بسبيل مقيم ير با السافرون لي ً‬
‫عليهطم مصطبحي * وبالليطل أفل تعقلون} أي أفل تعتطبون بمط كيطف دمطر ال عليهطم‬
‫وتعلمون أن للكافريطططططططططططططن أمثالاططططططططططططط‪.‬‬

‫ك الْمَشْحُو نِ * فَ سَاهَمَ َفكَا نَ مِ نَ‬ ‫** َوإِ نّ يُونُ سَ لَمِ َن الْ ُمرْ سَلِيَ * إِذْ َأبَ قَ إِلَى اْلفُلْ ِ‬
‫سبّحِيَ * لََلبِ ثَ فِي‬ ‫ت َو ُهوَ ُملِي مٌ * فََلوْلَ َأنّ هُ كَا َن مِ َن الْمُ َ‬ ‫الْمُدْ َحضِيَ * فَاْلَتقَمَ ُه الْحُو ُ‬
‫ج َرةً مّن َيقْطِيٍ *‬‫بَ ْطنِ هِ إَِل َى َيوْ ِم ُيْبعَثُو نَ * َفنَبَ ْذنَا ُه بِاْلعَرَآ ِء َوهُوَ َسقِيمٌ * َوأَنَبتْنَا عََليْ ِه شَ َ‬
‫َوأَرْسطططَ ْلنَاهُ إِلَ َى ِمَئةِ أَلْفطططٍ َأوْ َيزِيدُونطططَ * فَآ َمنُواْ فَ َمّت ْعنَاهُمطططْ إَِلىَ حِيٍطط‬
‫قد تقد مت ق صة يو نس عل يه ال صلة وال سلم ف سورة ال نبياء‪ ,‬و ف ال صحيحي عن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال‪« :‬ما ينبغي لعبد أن يقول أنا خي من يونس بن‬
‫م ت» ون سبه إل أ مه و ف روا ية إل أب يه‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬إذ أ بق إل الفلك الشحون} قال‬
‫ابن عباس رضي ال عنهما هو الوقر أي الملوء بالمتعة {فساهم} أي قارع {فكان من‬
‫الدحض ي} أي الغلوب ي‪ ,‬وذلك أن ال سفينة تلع بت ب ا المواج من كل جا نب وأشرفوا‬
‫على الغرق فساهوا على من تقع عليه القرعة يلقي ف البحر لتخف بم السفينة فوقعت‬
‫القرعة على نب ال يونس عليه الصلة والسلم ثلث مرات وهم يضنون به أن يلقى من‬

‫‪866‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بينهم فتجرد من ثيابه ليلقي نفسه وهم يأبون عليه ذلك‪ ,‬وأمر ال تعال حوتا من البحر‬
‫الخ ضر أن ي شق البحار وأن يلت قم يو نس عل يه ال سلم فل يه شم له لما ول يك سر له‬
‫عظما فجاء ذلك الوت وألقى يونس عليه السلم نفسه فالتقمه الوت وذهب به فطاف‬
‫به البحار كل ها‪ .‬ول ا ا ستقر يو نس ف ب طن الوت ح سب أ نه قد مات ث حرك رأ سه‬
‫ورجل يه وأطرا فه فإذا هو حي فقام ف صلى ف ب طن الوت‪ ,‬وكان من جلة دعائه يا رب‬
‫اتذت لك مسجدا ف موضع ل يبلغه أحد من الناس‪ ,‬واختلفوا ف مقدار ما لبث ف بطن‬
‫الوت فق يل ثل ثة أيام قاله قتادة‪ .‬وق يل سبعة قاله جع فر ال صادق ر ضي ال ع نه‪ ,‬وق يل‬
‫أربع ي يوما قاله أ بو مالك‪ .‬وقال ما هد عن الش عب‪ :‬التق مه ض حى ولف ظه عش ية‪ ,‬وال‬
‫تعال أعلم بقدار ذلك‪ ,‬وفططط شعطططر أميطططة بطططن أبططط الصطططلت‪:‬‬
‫وأنططت بفضططل منططك نيططت يونسططاوقد بات فطط أضعاف حوت لياليططا‬
‫وقوله تعال‪{ :‬فلول أنه كان من السبحي * للبث ف بطنه إل يوم يبعثون} قيل لول ما‬
‫تقدم له من الع مل ف الرخاء قاله الضحاك بن ق يس وأ بو العال ية وو هب بن من به وقتادة‬
‫وغي واحد‪ ,‬واختاره ابن جرير‪ ,‬وقد ورد ف الديث الذي سنورده إن شاء ال تعال ما‬
‫يدل على ذلك إن صح الب‪ ,‬وف حديث ابن عباس «تعرف إل ال ف الرخاء يعرفك ف‬
‫الشدة»‪ .‬وقال ابن عباس رضي ال عنهما وسعيد بن جبي والضحاك وعطاء بن السائب‬
‫والسدي والسن وقتادة {فلول أنه كان من السبحي} يعن الصلي‪ ,‬وصرح بعضهم بأنه‬
‫كان من الصلي قبل ذلك‪ ,‬وقال بعضهم كان من السبحي ف جوف أبويه‪ ,‬وقيل الراد‬
‫{فلول أنه كان من السبحي} هو قوله عز وجل {فنادى ف الظلمات أن ل إله إل أنت‬
‫سبحانك إن كنت من الظالي * فاستجبنا له ونيناه من الغم وكذلك ننجي الؤمني}‬
‫قاله سعيد بن جبي وغيه‪ .‬وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أ بو عب يد ال ا بن أ خي بن و هب‬
‫حدثنا عمي حدثنا أبو صخر أن يزيد الرقاشي حدثه أنه سع أنس بن مالك رضي ال عنه‬
‫ط ول أعلم إل أن أنسا يرفع الديث إل رسول ال صلى ال عليه وسلم «إن يونس النب‬
‫عليه الصلة والسلم حي بدا له أن يدعو بذه الكلمات وهو ف بطن الوت فقال اللهم‬
‫ل إله إل أنطت سطبحانك إنط كنطت مطن الظاليط‪ ,‬فأقبلت الدعوة تفط بالعرش‪ ,‬قالت‬
‫اللئكطة يطا رب هذا صطوت ضعيطف معروف مطن بلد بعيدة غريبطة فقال ال تعال أمطا‬

‫‪867‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تعرفون ذلك ؟ قالوا يطا رب ومطن هطو ؟ قال عطز وجطل عبدي يونطس قالوا عبدك يونطس‬
‫الذي ل يزل يرفع له عمل متقبل ودعوة مستجابة قالوا يا رب أول ترحم ما كان يصنع‬
‫ف الرخاء فتنج يه ف البلء‪ ,‬قال بلى فأ مر الوت فطر حه بالعراء» ورواه ا بن جر ير عن‬
‫يونس عن ابن وهب به‪ ,‬زاد ابن أب حات قال أبو صخر حيد بن زياد فأخبن ابن قسيط‬
‫وأنا أحدثه هذا الديث أنه سع أبا هريرة رضي ال عنه يقول‪ :‬طرح بالعراء وأنبت ال عز‬
‫وجل عليه اليقطينة قلنا يا أبا هريرة وما اليقطينة‪ ,‬قال شجرة الدباء‪ .‬قال أبو هريرة رضي‬
‫ال عنه‪ :‬وهيأ ال له أروية وحشية تأكل من حشائش الرض ط قال فتتفسخ عليه فترويه‬
‫من لبن ها كل عش ية وبكرة ح ت ن بت وقال أم ية بن أ ب ال صلت ف ذلك بيتا من شعره‬
‫وهطططططططططططططططططططططططططططططططططططو‪:‬‬
‫طططا‬ ‫طططى ضاحيط‬ ‫طططن ال لول ال ألقط‬ ‫طططه برحةمط‬ ‫طططت يقطينا عليط‬ ‫فأنبط‬
‫وقد تقدم حديث أب هريرة رضي ال عنه مسندا مرفوعا ف تفسي سورة النبياء‪ ,‬ولذا‬
‫قال تعال‪{ :‬فنبذناه} أي ألقيناه {بالعراء} قال ابطن عباس رضطي ال عنهمطا وغيه وهطو‬
‫الرض ال ت ل يس ب ا ن بت ول بناء ق يل على جا نب دجلة وق يل بأرض الي من فال أعلم‬
‫{وهو سقيم} أي ضعيف البدن‪ ,‬قال ابن مسعود رضي ال عنه كهيئة الفرخ ليس عليه‬
‫ريش‪ ,‬وقال السدي كهيئة الصب حي يولد وهو النفوس وقاله ابن عباس رضي ال عنهما‬
‫وا بن ز يد أيضا {وأنبت نا عل يه شجرة من يقط ي} قال ا بن م سعود وا بن عباس ر ضي ال‬
‫عنهم وماهد وعكرمة وسعيد بن جبي ووهب بن منبه وهلل بن يساف وعبد ال بن‬
‫طاوس وال سدي وقتادة والضحاك وعطاء الرا سان وغي وا حد قالوا كل هم‪ :‬اليقط ي هو‬
‫القرع‪ .‬وقال هشيم عن القاسم بن أب أيوب عن سعيد بن جبي وكل شجرة ل ساق لا‬
‫ف هي من اليقط ي و ف روا ية ع نه كل شجرة تلك من عام ها ف هي من اليقط ي‪ ,‬وذ كر‬
‫بعضهم ف القرع فوائد منها سرعة نباته وتظليل ورقه لكبه ونعومته وأنه ل يقربا الذباب‬
‫وجودة تغذ ية ثره‪ ,‬وأ نه يؤ كل نيئا ومطبوخا بل به وقشره أيضا و قد ث بت أن ر سول ال‬
‫صطلى ال عليطه وسطلم كان يبط الدباء ويتتبعطه مطن نواحطي الصطحفة‪ .‬وقوله تعال‪:‬‬
‫{وأرسلناه إل مائة ألف أو يزيدون} روى شهر بن حوشب عن ابن عباس رضي ال‬
‫عنهما أنه قال‪ :‬إنا كانت رسالة يونس عليه الصلة والسلم بعد ما نبذه الوت‪ ,‬رواه ابن‬

‫‪868‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جرير حدثن الارث حدثنا أبو هلل عن شهر به‪ ,‬وقال ابن أب نيح عن ماهد أرسل‬
‫إليهم قبل أن يلتقمه الوت (قلت)‪ :‬ول مانع أن يكون الذين أرسل إليهم أولً أمر بالعود‬
‫إليهم بعد خروجه من الوت فصدقوه كلهم وآمنوا به‪ ,‬وحكى البغوي أنه أرسل إل أمة‬
‫أخرى بعد خروجه من الوت كانوا مائة ألف أو يزيدون وقوله تعال‪{ :‬أو يزيدون} قال‬
‫ابن عباس رضي ال عنهما ف رواية عنه‪ :‬بل يزيدون وكانوا مائة وثلثي ألفا وعنه مائة‬
‫ألف وبض عة وثلث ي ألفا وع نه مائة ألف وبض عة وأربع ي ألفا وال أعلم‪ ,‬وقال سعيد بن‬
‫جبي يزيدون سبعي ألفا‪ .‬وقال مكحول كانوا مائة ألف وعشرة آلف رواه ابن أب حات‬
‫وقال ابن جرير حدثنا ممد بن عبد الرحيم البقي حدثنا عمرو بن أب سلمة قال سعت‬
‫زهيا يدث عمن سع أبا العالية يقول حدثن أب بن كعب رضي ال عنه أنه سأل رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم عن قوله تعال‪{ :‬وأرسلناه إل مائة ألف أو يزيدون} قال يزيدون‬
‫عشرين ألفا ورواه الترمذي عن علي بن حجر عن الوليد بن مسلم عن زهي عن رجل‬
‫عن أب العالية عن أب بن كعب به وقال غريب‪ .‬ورواه ابن أب حات من حديث زهي به‪.‬‬
‫قال ا بن جر ير‪ :‬وكان ب عض أ هل العرب ية من أ هل الب صرة يقول ف ذلك معناه إل الائة‬
‫اللف أو كانوا يزيدون عند كم‪ ,‬يقول كذلك كانوا عند كم ولذا سلك ا بن جر ير هه نا‬
‫ما سلكه عند قوله تعال‪{ :‬ث قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالجارة أو أشد قسوة}‬
‫وقوله تعال‪{ :‬إذا فريطق منهطم يشون الناس كخشيطة ال أو أشطد خشيطة} وقوله تعال‪:‬‬
‫{فكان قاب قوسي أو أدن} الراد ليس أنقص من ذلك بل أزيد وقوله تعال‪{ :‬فآمنوا}‬
‫أي فآمن هؤلء القوم الذين أرسل إليهم يونس عليه السلم جيعهم {فمتعناهم إل حي}‬
‫أي إل وقت آجالم كقوله جلت عظمته {فلول كانت قرية آمنت فنفعها إيانا إل قوم‬
‫يونطس لاط آمنوا كشفنطا عنهطم عذاب الزي فط الياة الدنيطا ومتعناهطم إل حيط}‪.‬‬

‫لئِ َكةَ ِإنَاثا َوهُ ْم شَاهِدُو نَ * أَ َل‬ ‫** فَا ْسَت ْفِتهِمْ أَِل َربّ كَ اْلَبنَا تُ وََلهُ ُم اْلَبنُو نَ * أَ مْ خََل ْقنَا الْ َم َ‬
‫ِإنّهُم مّ نْ إِ ْف ِكهِ مْ َليَقُولُو نَ * وَلَدَ اللّ ُه َوإِّنهُ مْ َلكَا ِذبُو نَ * أَ صْ َطفَى الَْبنَا تِ عََل َى اْلبَنِيَ *‬
‫حكُمُو نَ * أََفلَ تَذَ ّكرُو نَ * أَ مْ َلكُ مْ سُلْطَا ٌن ّمبِيٌ * َف ْأتُواْ بِ ِكتَابِكُ مْ إِن‬ ‫ف تَ ْ‬ ‫مَاَلكُ مْ َكيْ َ‬

‫‪869‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حضَرُو نَ *‬
‫لّنةُ ِإّنهُ مْ َلمُ ْ‬
‫جّن ِة نَسطَبا وََلقَ ْد عَلِمَ تِ ا ِ‬
‫طدِقِيَ * وَ َجعَلُوْا َبيْنَ هُ َوَبيْنَط الْ ِ‬
‫كُنتُ مْ صَا‬
‫ط الْ ُمخْلَصطططِيَ‬ ‫طفُونَ * إِ ّل ِعبَادَ اللّهطط ِ‬ ‫ط عَمّطططا يَصطط ِ‬ ‫طبْحَانَ اللّهطط ِ‬‫سطط ُ‬
‫يقول تعال منكرا على هؤلء الشركيط فط جعلهطم ل تعال البنات سطبحانه ولمط مطا‬
‫يشتهون أي من الذكور أي يودون لنفسهم اليد {وإذا بشر أحدهم بالنثى ظل وجهه‬
‫مسودا وهو كظيم} أي يسوؤه ذلك ول يتار لنفسه إل البني‪ ,‬يقول عز وجل فكيف‬
‫ن سبوا إل ال تعال الق سم الذي ل يتارو نه لنف سهم ولذا قال تعال‪{ :‬فا ستفتهم} أي‬
‫سلهم على سبيل النكار علي هم {ألر بك البنات ول م البنون} كقوله عز و جل‪{ :‬أل كم‬
‫الذكر وله النثى * تلك إذا قسمة ضيزى}‪ .‬وقوله تبارك وتعال‪{ :‬أم خلقنا اللئكة إناثا‬
‫وهم شاهدون}أي كيف حكموا على اللئكة أنم إناث وما شاهدوا خلقهم كقوله جل‬
‫وعل {وجعلوا اللئ كة الذ ين هم عباد الرح ن إناثا أشهدوا خلق هم ستكتب شهادت م‬
‫ويسألون} أي يسألون عن ذلك يوم القيامة‪ .‬وقوله جلت عظمته‪{ :‬أل إنم من إفكهم}‬
‫أي من كذبم {ليقولون ولد ال} أي صدر منه الولد {وإنم لكاذبون} فذكر ال تعال‬
‫عنهم ف اللئكة ثلثة أقوال ف غاية الكفر والكذب‪ ,‬فأولً جعلوهم بنات ال فجعلوا ل‬
‫ولدا تعال وتقدس‪ ,‬وجعلوا ذلك الولد أن ثى ث عبدو هم من دون ال تعال وتقدس و كل‬
‫من ها كاف ف التخل يد ف نار جه نم‪ .‬ث قال تعال منكرا علي هم {أ صطفى البنات على‬
‫البني} أيْ أيّ شيء يمله على أن يتار البنات دون البني كقوله عز وجل‪{ :‬أفأصفاكم‬
‫ربكطم بالبنيط واتذط مطن اللئكطة إناثا ؟ إنكطم لتقولون قولً عظيما} ولذا قال تبارك‬
‫وتعال‪{ :‬مالكم يكف تكمون} أي مالكم عقول تتدبرون با ما تقولون {أفل تذكرون‬
‫* أم لكم سلطان مبي} أي حجة على ما تقولونه‪{ ,‬فأتوا بكتابكم إن كنتم صادقي}‬
‫أي هاتوا برهانا على ذلك يكون مسطتندا إل كتاب منل مطن السطماء عطن ال تعال أنطه‬
‫اتذ ما تقولونه فإن ما تقولونه ل يكن استناده إل عقل بل ل يوزه العقل بالكلية‪ .‬وقوله‬
‫تعال‪{ :‬وجعلوا بينه وبي النة نسبا} قال ماهد‪ :‬قال الشركون اللئكة بنات ال تعال‬
‫فقال أبو بكر رضي ال عنه فمن أمهاتن‪ ,‬قالوا بنات سروات الن وكذا قال قتادة وابن‬
‫ز يد ولذا قال تبارك وتعال‪{ :‬ول قد عل مت ال نة} أي الذ ين ن سبوا إلي هم ذلك {إن م‬
‫لحضرون} أي إن الذ ين قالوا ذلك لحضرون ف العذاب يوم ال ساب لكذب م ف ذلك‬

‫‪870‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وافترائ هم وقول م البا طل بل علم‪ ,‬وقال العو ف عن ا بن عباس ر ضي ال عنه ما ف قوله‬
‫تعال‪{ :‬وجعلوا بي نه وب ي ال نة ن سبا} قال ز عم أعداء ال أ نه تبارك وتعال هو وإبل يس‬
‫أخوان تعال ال عن ذلك علوا كبيا‪ ,‬حكاه ا بن جر ير‪ .‬وقوله جلت عظم ته‪ { :‬سبحان‬
‫ال ع ما ي صفون} أي تعال وتقدس وتنه عن أن يكون له ولد وع ما ي صفه به الظالون‬
‫اللحدون علوا كبيا‪ .‬قوله تعال‪{ :‬إل عباد ال الخلصي} استثناء منقطع وهو من مثبت‬
‫إل أن يكون الضم ي قوله تعال‪{ :‬ع ما ي صفون} عائد إل الناس جيع هم ث ا ستثن من هم‬
‫الخلصي وهم التبعون للحق النل على كل نب مرسل‪ ,‬وجعل ابن جرير هذا الستثناء‬
‫مطن قوله تعال‪{ :‬إنمط لحضرون إل عباد ال الخلصطي} وفط هذا الذي قاله نظطر وال‬
‫سطططططططططططططططططططططططططططططبحانه وتعال أعلم‪.‬‬

‫جحِيمِ * َومَا ِمنّآ إِلّ‬ ‫** فَِإّنكُمْ َومَا َتعْبُدُونَ * مَآ أَنتُ ْم عََليْ ِه ِبفَاتِنِيَ * إِ ّل مَ ْن ُهوَ صَا ِل الْ َ‬
‫سبّحُونَ * َوإِن كَانُواْ َلَيقُولُو نَ *‬ ‫ح ُن الْمُ َ‬
‫لَ ُه َمقَا مٌ ّمعْلُو مٌ * َوِإنّا َلنَحْ ُن ال صّآفّونَ * َوِإنّا َلنَ ْ‬
‫ف َيعْلَمُونَ‬
‫سوْ َ‬ ‫َلوْ أَ ّن عِن َدنَا ذِكْرا مّ َن الوّلِيَ * َل ُكنّا عِبَادَ اللّهِ الْمُخْلَصِيَ * َف َكفَرُواْ بِهِ فَ َ‬
‫يقول تعال ماطبا للمشركي‪{ :‬فإنكم وما تعبدون ما أنتم عليه بفاتني إل من هو صال‬
‫الح يم} أي إن ا ينقاد لقالت كم و ما أن تم عل يه من الضللة والعبادة الباطلة من هو أ ضل‬
‫منكم من ذرىء للنار {لم قلوب ل يفقهون با ولم أعي ل يبصرون با‪ ,‬ولم آذان ل‬
‫ي سمعون ب ا‪ ,‬أولئك كالنعام بل هم أ ضل أولئك هم الغافلون} فهذا الضرب من الناس‬
‫هو الذي ينقاد لد ين الشرك والك فر والضللة ك ما قال تبارك وتعال‪{ :‬إن كم ل في قول‬
‫متلف يؤفك عنه من أفك} أي إنا يضل به من هو مأفوك ومبطل‪ ,‬ث قال تبارك وتعال‬
‫منها للملئكة ما نسبوا إليهم من الكفر بم والكذب عليهم أنم بنات ال {وما منا إل‬
‫له مقام معلوم} أي له مو ضع م صوص ف ال سموات ومقامات العبادات ل يتجاوزه ول‬
‫يتعداه‪ .‬وقال ابن عساكر ف ترجته لحمد بن خالد بسنده إل عبد الرحن بن العلء بن‬
‫سعد عن أبيه وكان بايع يوم الفتح أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال يوما للسائه‪:‬‬
‫«أطّت السماء وحق لا أن تئط ليس فيها موضع قدم إل عليه ملك راكع أو ساجد» ث‬
‫قرأ صلى ال عليه وسلم {وما منا إل له مقام معلوم * وإنا لنحن الصافون * وإنا لنحن‬

‫‪871‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫السطبحون} وقال الضحاك فط تفسطيه {ومطا منطا إل له مقام معلوم} قال كان مسطروق‬
‫يروي عن عائشة رضي ال عنها أنا قالت‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ما من‬
‫السماء الدنيا موضع إل عليه ملك ساجد أو قائم» فذلك قوله تعال‪{ :‬وما منا إل له مقام‬
‫معلوم}‪.‬‬
‫وقال الع مش عن أ ب إ سحاق عن م سروق عن ا بن عباس ر ضي ال ع نه قال‪ :‬إن ف‬
‫السموات لسماء ما فيها موضع شب إل عليه جبهة ملك أو قدماه ث قرأ عبد ال رضي ال‬
‫عنطه {ومطا منطا إل له مقام معلوم} وكذا قال سطعيد بطن جطبي وقال قتادة كانوا يصطلون‬
‫الرجال والنسطاء جيعا حتط نزلت {ومطا منطا إل له مقام معلوم} فتقدم الرجال وتأخطر‬
‫الن ساء {وإ نا لن حن ال صافون} أي ن قف صفوفا ف الطا عة ك ما تقدم ع ند قوله تبارك‬
‫وتعال‪{ :‬والصافات صفا} قال ابن جريج عن الوليد بن عبد ال بن أب مغيث قال كانوا‬
‫ل يصفون ف الصلة حت نزل {وإنا لنحن الصافون} فصفوا وقال أبو نضرة كان عمر‬
‫ر ضي ال ع نه إذا أقي مت ال صلة ا ستقبل الناس بوج هه ث قال‪ :‬أقيموا صفوفكم ا ستووا‬
‫قياما يريد ال تعال بكم هدي اللئكة ث يقول {وإنا لنحن الصافون} تأخر يا فلن تقدم‬
‫يا فلن ث يتقدم في كب‪ .‬رواه ا بن أ ب حا ت وا بن جر ير‪ ,‬و ف صحيح م سلم عن حذي فة‬
‫رضطي ال عنطه قال‪ :‬قال رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم‪« :‬فضلنطا على الناس بثلث‪:‬‬
‫جعلت صفوفنا كصفوف اللئكة‪ ,‬وجعلت لنا الرض مسجدا‪ ,‬وتربتها طهورا» الديث‬
‫{وإنا لنحن السبحون} أي نصطف فنسبح الرب ونجده ونقدسه وننهه عن النقائص‬
‫فن حن عبيد له فقراء إليه خاضعون لديه‪ .‬وقال ا بن عباس ر ضي ال عنه ما وما هد {وما‬
‫منا إل له مقام معلوم} اللئكة {وإنا لنحن الصافون} اللئكة {وإنا لنحن السبحون}‬
‫اللئ كة ت سبح ال عز و جل‪ .‬وقال قتادة {وإ نا لن حن ال سبحون} يع ن ال صلون يثبتون‬
‫بكان م من العبادة ك ما قال تبارك وتعال‪{ :‬وقالوا ات ذ الرح ن ولدا سبحانه بل عباد‬
‫مكرمون * ل ي سبقونه بالقول و هم بأمره يعملون * يعلم ما ب ي أيدي هم و ما خلف هم ول‬
‫يشفعون إل لن ارتضى وهم من خشيته مشفقون * ومن يقل منهم إن إله من دونه فذلك‬
‫نز يه جه نم كذلك نزي الظال ي} وقوله جل وعل‪{ :‬وإن كانوا ليقولون لو أن عند نا‬
‫ذكرا من الولي لكنا عباد ال الخلصي} أي قد كانوا يتمنون قبل أن تأتيهم يا ممد لو‬

‫‪872‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كان عندهم من يذكرهم بأمر ال وما كان من أمر القرون الول ويأتيهم بكتاب ال كما‬
‫قال جل جلله {وأق سموا بال ج هد أيان م لئن جاء هم نذ ير ليكو نن أهدى من إحدى‬
‫ال مم فل ما جاء هم نذ ير ما زاد هم إل نفورا} وقال تعال‪{ :‬أن تقولوا إن ا أنزل الكتاب‬
‫على طائفتي من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلي * أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب‬
‫لكنا أهدى منهم فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحة فمن أظلم من كذب بآيات‬
‫ال و صدف عن ها سنجزي الذ ين ي صدفون عن آيات نا سوء العذاب ب ا كانوا ي صدفون}‬
‫ولذا قال تعال هاهنطا‪{ :‬فكفروا بطه فسطوف يعلمون} وعيطد أكيطد وتديطد شديطد على‬
‫كفرهططم بربمطط عططز وجططل وتكذيبهططم رسططوله صططلى ال عليططه وسططلم‪.‬‬

‫** وََلقَدْ َسبَ َقتْ كَلِ َمتُنَا ِل ِعبَا ِدنَا الْ ُمرْ سَِليَ * ِإّنهُ مْ َل ُه ُم الْمَن صُورُونَ * َوإِ نّ جُندَنَا َلهُ ُم‬
‫سَتعْجِلُونَ *‬ ‫ف ُيبْصِرُونَ * أَفَِبعَذَابِنَا يَ ْ‬
‫سوْ َ‬
‫الْغَاِلبُونَ * َفَتوَ ّل َعنْهُمْ َحّتىَ حِيٍ * َوَأبْصِ ْرهُمْ فَ َ‬
‫سوْفَ‬ ‫ح الْ ُمنْ َذرِي نَ * َوَتوَ ّل َعْنهُ مْ َحّتىَ حِيٍ * َوأَبْ صِرْ فَ َ‬ ‫صبَا ُ‬‫فَإِذَا نَزَ َل بِ سَا َحِتهِمْ فَ سَآءَ َ‬
‫طططططططططططططططططططططططططططططططططِرُونَ‬ ‫ُيبْصط‬
‫يقول تبارك وتعال‪{ :‬ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا الرسلي} أي تقدم ف الكتاب الول‬
‫أن العاقبطة للرسطل وأتباعهطم فط الدنيطا والَخرة كمطا قال تعال‪{ :‬كتطب ال لغلبط أنطا‬
‫ورسلى إن ال قوي عزيز} وقال عز وجل‪{ :‬إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا ف الياة الدنيا‬
‫ويوم يقوم الشهاد} ولذا قال جل جلله‪{ :‬ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا الرسلي إنم لم‬
‫النصطورون} أي فط الدنيطا والَخرة كمطا تقدم بيان نصطرتم على قومهطم منط كذبمط‬
‫وخالف هم ك يف أهلك ال الكافر ين ون ى عباده الؤمن ي {وإن جند نا ل م الغالبون} أي‬
‫تكون ل م العاق بة‪ .‬وقوله جل وعل‪{ :‬فتول عن هم ح ت ح ي} أي ا صب على أذا هم لك‬
‫وانتظر إل وقت مؤجل فإنا سنجعل لك العاقبة والنصرة والظفر‪ ,‬ولذا قال بعضهم غيا‬
‫ذلك إل يوم بدر و ما بعد ها أيضا ف معنا ها‪ ,‬وقوله جلت عظم ته {وأب صرهم ف سوف‬
‫يب صرون} أي أنظر هم وارت قب ماذا ي ل ب م من العذاب والنكال بخالف تك وتكذي بك‬
‫ولذا قال تعال على وجطه التهديطد والوعيطد {فسطوف يبصطرون} ثط قال عطز وجطل‪:‬‬
‫{أفبعذابنا ي ستعجلون} أي هم إن ا ي ستعجلون العذاب لتكذيب هم وكفر هم بك فإن ال‬

‫‪873‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تعال يغضب عليهم بذلك ويعجل لم العقوبة ومع هذا أيضا كانوا من كفرهم وعنادهم‬
‫يسطتعجلون العذاب والعقوبطة‪ .‬قال ال تبارك وتعال‪{ :‬فإذا نزل بسطاحتهم فسطاء صطباح‬
‫النذريطن} أي فإذا نزل العذاب بحلتهطم فبئس ذلك اليوم يومهطم بإهلكهطم ودمارهطم‪,‬‬
‫وقال ال سدي {فإذا نزل ب ساحتهم} يع ن بدار هم {ف ساء صباح النذر ين} أي فبئس ما‬
‫ي صبحون أي بئس ال صباح صباحهم‪ .‬ولذا ث بت ف ال صحيحي من حديث إ ساعيل بن‬
‫علية عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس رضي ال عنه قال‪ :‬صبح رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم خ يب فل ما خرجوا بفؤو سهم وم ساحيهم ورأوا ال يش رجعوا و هم يقولون‪:‬‬
‫ممد وال ممد والميس فقال النب صلى ال عليه وسلم‪« :‬ال أكب خربت خيب إنا إذا‬
‫نزلنا بساحة قوم فساء صباح النذرين» ورواه البخاري من حديث مالك عن ح يد عن‬
‫أنس رضي ال عنه‪ .‬وقال المام أحد حدثنا سعيد بن أب عروبة عن قتادة عن أنس بن‬
‫مالك عن أب طلحة رضي ال عنه قال‪ :‬لا صبح رسول ال صلى ال عليه وسلم خيب وقد‬
‫أخذوا مسطاحيهم وغدوا إل حروثهطم وأرضهطم‪ ,‬فلمطا رأوا النطب صطلى ال عليطه وسطلم‬
‫نكصوا مدبرين فقال نب ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ال أكب ال أكب إنا إذا نزلنا بساحة‬
‫قوم فساء صباح النذرين» ل يرجوه من هذه الوجه وهو صحيح على شرط الشيخي‪,‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وتول عنهم حت حي * وأبصر فسوف يبصرون} تأكيد لا تقدم من المر‬
‫بذلك وال سططططططططططططططططططططططططبحانه وتعال أعلم‪.‬‬

‫ل ٌم عََلىَ الْ ُمرْ سَلِيَ * وَالْحَمْدُ للّ هِ رَ ّ‬


‫ب‬ ‫ب اْلعِ ّز ِة عَمّا يَ صِفُونَ * وَ سَ َ‬
‫** ُسبْحَانَ َربّ كَ رَ ّ‬
‫الْعَالَمِيَططططططططططططططططططططططططططططططططط‬
‫ينه تبارك وتعال نفسطه ويقدسطها ويبئهطا عمطا يقول الظالون الكذبون العتدون تعال‬
‫وتنه وتقدس عن قول م علوا كبيا ولذا قال تبارك وتعال‪ { :‬سبحان ر بك رب العزة}‬
‫أي ذي العزة ال ت ل ترام {ع ما ي صفون} أي عن قول هؤلء العتد ين الفتر ين {و سلم‬
‫على الر سلي} أي سلم ال علي هم ف الدنيا والَخرة ل سلمة ما قالوه ف رب م و صحته‬
‫وحقيّته {والمد ل رب العالي} أي له المد ف الول والَخرة ف كل حال‪ ,‬ولا كان‬
‫التسبيح يتضمن التنيه من النقص قرن بينهما ف هذا الوضع وف مواضع كثية من القرآن‬

‫‪874‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ولذا قال تبارك وتعال‪ { :‬سبحان ر بك رب العزة ع ما ي صفون * و سلم على الر سلي‬
‫والمد ل رب العالي}‪ ,‬وقال سعيد بن أب عروبة عن قتادة قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪« :‬إذا سلمتم عل يّ فسلموا على الرسلي فأنا رسول من الرسلي»‪ .‬هكذا‬
‫رواه ابن جرير وابن أب حات من حديث سعيد عنه كذلك‪ ,‬وقد أسنده ابن أب حات رحه‬
‫ال فقال حدثنا علي بن السي بن النيد حدثنا أبو بكر العي وممد بن عبد الرحيم‬
‫صاعقة قال‪ :‬حدثنا حسي بن ممد حدثنا شيبان عن قتادة قال حدثنا أنس بن مالك عن‬
‫أ ب طل حة رضي ال عنه ما قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إذا سلمتم عل يّ‬
‫فسلموا على الرسلي» وقال الافظ أبو يعلى حدثنا ممد بن أب بكر حدثنا نوح حدثنا‬
‫أبو هارون عن أب سعيد رضي ال عنه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه كان إذا‬
‫أراد أن يسلم قال‪« :‬سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلم على الرسلي والمد ل‬
‫رب العالي» ث يسلم‪ ,‬إسناده ضعيف‪ .‬وقال ابن أب حات حدثنا عمار بن خالد الواسطي‬
‫حدث نا شبا بة عن يو نس بن أ ب إ سحاق عن الش عب قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم‪« :‬من سره أن يكتال بالكيال الوف من الجر يوم القيامة فليقل آخر ملسه حي‬
‫يريد أن يقوم {سبحان ربك رب العزة عما يصفون * وسلم على الرسلي * والمد ل‬
‫رب العالي}‪ .‬وروي من وجه آخر متصل موقوف على علي رضي ال عنه قال أبو ممد‬
‫البغوي ف تفسيه‪ :‬أخبنا أبو سعيد أحد بن إبراهيم الشريي أخبنا أبو إسحاق الثعلب‬
‫أخبن ابن منجويه حدثنا أحد بن جعفر بن حدان حدثنا إبراهيم بن سهلويه حدثنا علي‬
‫بن ممد الطناف سي حدثنا وكيع عن ثابت بن أ ب صفية عن ال صبغ بن نباتة عن علي‬
‫رضي ال عنه قال‪ :‬من أحب ان يكتال بالكيال الوف من الجر يوم القيامة فليكن آخر‬
‫كلمه ف ملسه {سبحان ربك رب العزة عما يصفون * وسلم على الرسلي * والمد‬
‫ل رب العالي} ‪ .‬وروى الطبان من طريق عبد ال بن صخر بن أنس عن عبد ال بن‬
‫زيد بن أرقم عن أبيه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬أنه قال «من قال دبر كل صلة‬
‫{سبحان ربك رب العزة عما يصفون * وسلم على الرسلي * والمد ل رب العالي}‬
‫ثلث مرات فقطد اكتال بالريطب الوفط مطن الجطر» وقطد وردت أحاديطث فط كفارة‬
‫الجلس‪ :‬سبحانك الل هم وبمدك ل إله إل أ نت أ ستغفرك وأتوب إل يك‪ .‬و قد أفردت ل ا‬

‫‪875‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جزءا على حدة وال سططططططططططططططططططططبحانه وتعال أعلم‪.‬‬

‫سطططططططططططططططططططططططططططططططططططططورة ص‬
‫بِسطططططططْمِ اللّهطططططططِ الرّحْمـطططططططنِ الرّحِيمطططططططِ‬

‫** صَ وَاْلقُرْآ نِ ذِي الذّكْرِ * بَ ِل الّذِي نَ َكفَرُواْ فِي ِع ّزةٍ َو ِشقَا قٍ * َك مْ َأهَْل ْكنَا مِن َقبِْلهِم‬
‫مّطططططن قَرْنطططططٍ َفنَادَوْا وّلَتطططططَ حِيَططططط َمنَاصطططططٍ‬
‫أ ما الكلم على الروف القط عة ف قد تقدم ف أول سورة البقرة ب ا أغ ن عن إعاد ته‬
‫هه نا‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬والقرآن ذي الذ كر} أي والقرآن الشت مل على ما ف يه ذ كر للعباد‬
‫ونفع لم ف العاش والعاد قال الضحاك ف قوله تعال‪{ :‬ذي الذكر} كقوله تعال‪{ :‬لقد‬
‫أنزل نا إلي كم كتابا ف يه ذكر كم} أي تذكي كم وكذا قال قتادة واختاره ا بن جر ير‪ .‬وقال‬
‫ابن عباس رضي ال عنهما وسعيد بن جبي وإساعيل بن أب خالد وابن عيينة وأبو حصي‬
‫وأ بو صال وال سدي {ذي الذ كر} ذي الشرف أي ذي الشأن والكا نة‪ ,‬ول منافاة ب ي‬
‫القولي فإنه كتاب شريف مشتمل على التذكي والعذار والنذار واختلفوا ف جواب هذا‬
‫الق سم فقال بعض هم هو قوله تعال‪{ :‬إن كل إل كذب الر سل ف حق عقاب} وق يل قوله‬
‫تعال‪{ :‬إن ذلك ل ق تا صم أ هل النار} حكاه ا ا بن جر ير وهذا الثا ن ف يه ب عد كبي‬
‫وضع فه ا بن جر ير‪ ,‬وقال قتادة جوا به { بل الذ ين كفروا ف عزة وشقاق} واختاره ا بن‬
‫جرير ث حكى ابن جرير عن بعض أهل العربية أنه قال جوابه {ص} بعن صدق حق‬
‫{والقرآن ذي الذ كر} وق يل جوا به ما تضم نه سياق ال سورة بكمال ا وال أعلم‪ ,‬وقوله‬
‫تبارك وتعال‪{ :‬بل الذين كفروا ف عزة وشقاق} أي استكبار عنه وحية {وشقاق} أي‬
‫ومالفة له ومعاندة ومفارقة‪ ,‬ث خوفهم ما أهلك به المم الكذبة قبلهم بسبب مالفتهم‬
‫للرسل وتكذيبهم الكتب النلة من السماء‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬كم أهلكنا من قبلهم من قرن}‬
‫أي من أمة مكذبة {فنادوا} أي حي جاءهم العذاب استغاثوا وجأروا إل ال تعال وليس‬

‫‪876‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ذلك بجد عنهم شيئا كما قال عز وجل‪{ :‬فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون} أي‬
‫يهربون {ل تركضوا وارجعوا إل ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون} قال أبو داود‬
‫الطيالسي حدثنا شعبة عن أب إسحاق عن التميمي قال‪ :‬سألت ابن عباس رضي ال عنهما‬
‫عن قول ال تبارك وتعال‪{ :‬فنادوا ولت ح ي مناص} قال ل يس ب ي نداء ول نزو ول‬
‫فرار‪ .‬وقال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس ر ضي ال عنه ما ل يس ب ي مغاث وقال‬
‫شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس نادوا النداء حي ل ينفعهم وأنشد‪ :‬ط تذكر‬
‫ليلى لت حي تذكر ط وقال ممد بن كعب ف قوله تعال‪{ :‬فنادوا ولت حي مناص}‬
‫يقول نادوا بالتوحيد حي تولت الدنيا عنهم‪ ,‬واستناصوا للتوبة حي تولت الدنيا عنهم‪,‬‬
‫وقال قتادة ل ا رأوا العذاب أرادوا التو بة ف غ ي ح ي النداء‪ ,‬وقال ما هد {فنادوا ولت‬
‫حي مناص} ليس ب ي فرار ول إجابة وقد روي نو هذا عن عكرمة وسعيد بن جبي‬
‫وأ ب مالك والضحاك وز يد بن أ سلم وال سن وقتادة‪ ,‬و عن مالك عن ز يد بن أ سلم‬
‫{ولت حي مناص} ول نداء ف غي حي النداء‪ ,‬وهذه الكلمة وهي لت هي ل الت‬
‫للنفي زيدت معها التاء كما تزاد ف ث فيقولون ثت ورب فيقولون ربت وهي مفصولة‬
‫والوقف عليها‪ ,‬ومنهم من حكى عن الصحف المام فيما ذكره ابن جرير أنا متصلة بي‬
‫ول ت ي مناص والشهور الول ث قرأ المهور بن صب ح ي تقديره ول يس ال ي ح ي‬
‫مناص ومنهططططم مططططن جوز النصططططب باطططط‪ ,‬وأنشططططد‪:‬‬
‫تذكططر حططب ليلى لت حيناوأضحططى الشيططب قططد قطططع القرينططا‬
‫ومنهطططططم مطططططن جوز الرططططط باططططط وأنشطططططد‪:‬‬
‫طططط بقاء‬ ‫ططططس حيط‬ ‫ططططا أن ليط‬ ‫ططططلحنا ولت أوانفأجبنط‬ ‫طلبوا صط‬
‫وأنشططططططططططططططد بعضهططططططططططططططم أيضا‪:‬‬
‫ولت سططططططططططططططططططططططططططططططاعة مندم‬
‫بفطض السطاعة وأهطل اللغطة يقولون النوص التأخطر والبوص التقدم‪ ,‬ولذا قال تبارك‬
‫وتعال‪{ :‬ولت ح ي مناص} أي ل يس ال ي ح ي فرار ول ذهاب وال سبحانه وتعال‬
‫طططططططططططططططواب‪.‬‬ ‫طططططططططططططططق للصط‬ ‫الوفط‬

‫‪877‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جُب َواْ أَن جَآ َءهُم مّنذِ ٌر ّمْنهُ ْم وَقَا َل اْلكَافِرُو نَ هَـذَا سَا ِحرٌ كَذّا بٌ * أَ َجعَ َل الَِل َهةَ‬ ‫** َوعَ ِ‬
‫صبِرُوْا عََلىَ‬ ‫ل ِمْنهُ مْ أَ نِ امْشُوْا َواْ ْ‬
‫شيْ ٌء عُجَا بٌ * وَان َطلَ َق الْ َم ُ‬‫إِلَ ـها وَاحِدا إِ ّن هَ ـذَا لَ َ‬
‫شيْ ٌء يُرَادُ * مَا سَ ِم ْعنَا ِبهَـذَا فِى الْ ِمّل ِة الَخِ َرةِ إِ ْن هَـذَا إِلّ ا ْخِتلَ قٌ‬ ‫آِل َهتِكُ مْ إِ نّ هَـذَا لَ َ‬
‫* َأاُنزِ َل عََليْ هِ الذّكْ ُر مِن َبْينِنَا بْل هُ مْ فَي شَ كّ مّن ذِكْرِي بَل ّلمّا يَذُوقُواْ عَذَا بِ * أَ مْ‬
‫ت وَالرْضِ َومَا َبيََنهُمَا‬ ‫ك السّمَاوَا ِ‬ ‫ك اْلعَزِي ِز اْلوَهّابِ * أَمْ َلهُم مّلْ ُ‬
‫عِن َدهُمْ خَزَآئِ نُ َرحْ َمةِ َربّ َ‬
‫ط َمهْزُومططٌ مّططن الحَزَابططِ‬ ‫فَ ْليَ ْرَتقُواْ فِططى السططْبَابِ * جُندٌ مّططا هُنَالِكط َ‬
‫يقول تعال م با عن الشرك ي ف تعجب هم من بع ثة ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫بشيا ونذيرا ك ما قال عز و جل‪{ :‬أكان للناس عجبا أن أوحي نا إل ر جل من هم أن أنذر‬
‫الناس وبشر الذين آمنوا أن لم قدم صدق عند ربم قال الكافرون إن هذا لساحر مبي}‬
‫وقال جل وعل هه نا‪{ :‬وعجبوا أن جاء هم منذر من هم} أي ب شر مثل هم وقال الكافرون‬
‫{هذا ساحر كذاب * أجعل الَلة إلا واحدا} أي أزعم أن العبود واحد ل إله إل هو ؟‬
‫أن كر الشركون ذلك قبح هم ال تعال وتعجبوا من ترك الشرك بال فإن م كانوا قد تلقوا‬
‫عن آبائ هم عبادة الوثان وأشرب ته قلوب م فل ما دعا هم الر سول صلى ال عل يه و سلم إل‬
‫خلع ذلك من قلوب م وإفراد الله بالوحدان ية أعظموا ذلك وتعجبوا وقالوا {أج عل الَل ة‬
‫إلا واحدا إن هذا لشيء عجاب * وانطلق الل منهم} وهم سادتم وقادتم ورؤساؤهم‬
‫وكطباؤهم قائليط {امشوا} أي اسطتمروا على دينكطم {واصطبوا على آلتكطم} ول‬
‫تستجيبوا لا يدعوكم إليه ممد من التوحيد‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬إن هذا لشيء يراد} قال ابن‬
‫جر ير إن هذا الذي يدعو نا إل يه م مد صلى ال عل يه و سلم من التوح يد لش يء ير يد به‬
‫الشرف عليكططم والسططتعلء وأن يكون له منكططم أتباع ولسططنا نيبططه إليططه‪.‬‬

‫(ذكر سبب نزول هذه الَيات الكريات) قال السدي إن ناسا من قريش اجتمعوا فيهم‬
‫أبو جهل بن هشام والعاص بن وائل والسود بن الطلب والسود بن عبد يغوث ف نفر‬
‫من مشيخة قريش فقال بعضهم لبعض انطلقوا بنا إل أب طالب فلنكلمه فيه فلينصفنا منه‬
‫فليكف عن شتم آلتنا وندعه وإله الذي يعبده فإنا ناف أن يوت هذا الشيخ فيكون منا‬
‫ل من هم‬‫إل يه ش يء فتعي نا به العرب يقولون تركوه ح ت إذا مات ع نه تناولوه فبعثوا رج ً‬

‫‪878‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقال له الطلب فاستأذن لم على أب طالب فقال هؤلء مشيخة قومك وسراتم يستأذنون‬
‫عليك قال أدخلهم فلما دخلوا عليه قالوا يا أبا طالب أنت كبينا وسيدنا فأنصفنا من ابن‬
‫أخيك فمره فليكف عن شتم آلتنا وندعه وإله‪ ,‬قال فبعث إليه أبو طالب فلما دخل عليه‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪ :‬يا ا بن أ خي هؤلء مشي خة قو مك و سراتم و قد‬
‫سألوك أن تكف عن شتم آلتهم ويدعوك وإلك قال صلى ال عليه وسلم‪« :‬يا عم أفل‬
‫أدعوهم إل ما هو خي لم» قال وإلم تدعوهم ؟ قال صلى ال عليه وسلم «أدعوهم أن‬
‫يتكلموا بكلمة تدين لم با العرب ويلكون با العجم» فقال أبو جهل لعنه ال من بي‬
‫القوم ما هي وأبيك لنعطينكها وعشرا أمثالا قال صلى ال عليه وسلم‪« :‬تقولون ل إله إل‬
‫ال» فنفروا وقالوا سلنا غي ها قال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬لو جئتمو ن بالش مس ح ت‬
‫تضعوها ف يدي ما سألتكم غيها» فقاموا من عنده غضابا وقالوا وال لنشتمك وإلك‬
‫الذي أمرك بذا {وانطلق الل من هم أن امشوا وا صبوا على آلت كم إن هذا لش يء يراد}‬
‫ورواه ابن أب حات وابن جرير وزاد فلما خرجوا دعا رسول ال صلى ال عليه وسلم عمه‬
‫إل قوله ل إله إل ال فأبط وقال بطل على ديطن الشياخ ونزلت {إنطك ل تدي مطن‬
‫أحببطططططططططططططططططططططططططططططططططت}‪.‬‬
‫قال أ بو جع فر بن جر ير حدث نا أ بو كر يب وا بن وك يع قال حدث نا أ بو أ سامة حدث نا‬
‫العمش حدثنا عباد عن سعيد بن جبي عن ابن عباس رضي ال عنهما قال‪ :‬لا مرض أبو‬
‫طالب دخل عليه رهط من قريش فيهم أبو جهل فقالوا‪ :‬إن ابن أخيك يشتم آلتنا ويفعل‬
‫ويف عل ويقول ويقول‪ ,‬فلو بع ثت إل يه فنهي ته فب عث إل يه فجاء ال نب صلى ال عل يه و سلم‬
‫فد خل الب يت وبينهم وب ي أ ب طالب قدر ملس ر جل قال فخ شي أ بو ج هل لعنه ال إن‬
‫جلس إل جنب أب طالب أن يكون أرق له عليه فوثب فجلس ف ذلك الجلس ول يد‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ملسا قرب عمه فجلس عند الباب فقال له أبو طالب أي‬
‫ابطن أخطي مطا بال قومطك يشكونطك ويزعمون أنطك تشتطم آلتهطم وتقول وتقول ؟ قال‬
‫وأكثروا عليه من القول وتكلم رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪« :‬يا عم إن أريدهم‬
‫على كل مة واحدة يقولون ا تد ين ل م ب ا العرب وتؤدي إلي هم ب ا الع جم الز ية» ففزعوا‬
‫لكلمته ولقوله فقال القوم كلمة واحدة نعم وأبيك عشرا فقالوا وما هي ؟ وقال أبو طالب‬

‫‪879‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وأي كل مة هي يا ا بن أ خي ؟ قال صلى ال عل يه و سلم «ل إله إل ال» فقاموا فزع ي‬
‫ينفضون ثيابمط وهطم يقولون‪{ :‬أجعطل الَلةط إلا واحدا ؟ إن هذا لشيطء عجاب} قال‬
‫ونزلت من هذا الو ضع إل قوله { بل ل ا يذوقوا عذاب} ل فظ أ ب كر يب وهكذا رواه‬
‫المام أح د والن سائي من حد يث م مد بن ع بد ال بن ن ي كله ا عن أ ب أ سامة عن‬
‫الع مش عن عباد غ ي من سوب به نوه‪ ,‬ورواه الترمذي والن سائي وا بن أ ب حا ت وا بن‬
‫جرير أيضا كلهم ف تفاسيهم من حديث سفيان الثوري عن العمش عن يي بن عمارة‬
‫الكو ف عن سعيد بن جبي عن ا بن عباس ر ضي ال عنه ما فذ كر نوه‪ .‬وقال الترمذي‬
‫حسن‪ .‬وقول م {ما سعنا بذا ف اللة الَخرة} أي ما سعنا بذا الذي يدعونا إليه ممد‬
‫مطططططططططن التوحيطططططططططد فططططططططط اللة الَخرة‪.‬‬
‫قال ماهد وقتادة وأبو زيد يعنون دين قريش وقال غيهم يعنون النصرانية قاله ممد بن‬
‫كعب والسدي‪ .‬وقال العوف عن ابن عباس رضي ال عنهما ما سعنا بذا ف اللة الَخرة‬
‫يع ن الن صرانية قالوا لو كان هذا القرآن حقا لخبت نا به الن صارى {إن هذا إل اختلق}‬
‫قال ما هد وقتادة كذب وقال ا بن عباس ترص‪ .‬وقول م {أأنزل عل يه الذ كر من بين نا}‬
‫يع ن أن م ي ستبعدون ت صيصه بإنزال القرآن عل يه من بين هم كل هم ك ما قال ف الَ ية‬
‫الخرى‪{ :‬لول نزل هذا القرآن على رجطل مطن القريتيط عظيطم} قال ال تعال‪{ :‬أهطم‬
‫يق سمون رح ة ر بك ؟ ن ن ق سمنا بين هم معيشت هم ف الياة الدن يا ورفع نا بعض هم فوق‬
‫بعض درجات} ولذا لا قالوا هذا الذي دلّ على جهلهم وقلة عقلهم ف استبعادهم إنزال‬
‫ططططططططم‪.‬‬ ‫ططططططططن بينهط‬ ‫ططططططططول مط‬ ‫القرآن على الرسط‬
‫قال ال تعال‪{ :‬بل لا يذوقوا عذاب} أي إنا يقولون هذا لنم ما ذاقوا إل حي قولم‬
‫ذلك عذاب ال تعال ونقمتطه سطيعلمون غطب ما قالوا و ما كذبوا بطه يوم يدعون إل نار‬
‫جهنم دعا‪ .‬ث قال تعال مبينا أنه التصرف ف ملكه الفعال لا يشاء الذي يعطي من يشاء‬
‫ما يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء ويهدي من يشاء ويضل من يشاء وينل الروح من‬
‫أمره على من يشاء من عباده ويتم على قلب من يشاء فل يهديه أحد من بعد ال‪ ,‬وإن‬
‫العباد ل يلكون شيئا من ال مر ول يس إلي هم من الت صرف ف اللك ول مثقال ذرة و ما‬
‫يلكون مطططططططططططططططن قطميططططططططططططططط‪.‬‬

‫‪880‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ولذا قال تعال منكرا عليهم {أم عندهم خزائن رحة ربك العزيز الوهاب} أي العزيز‬
‫الذي ل يرام جنابه الوهاب الذي يعطي ما يريد لن يريد‪ ,‬وهذه الَية الكرية شبيهة بقوله‬
‫تعال‪{ :‬أم ل م ن صيب من اللك فإذا ل يؤتون الناس نقيا * أم ي سدون الناس على ما‬
‫آتاهم ال من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والكمة وآتيناهم ملكا عظيما * فمنهم‬
‫من آمن به ومنهم من صدّ عنه وكفى بهنم سعيا} وقوله تعال‪{ :‬قل لو أنتم تلكون‬
‫خزائن رح ة ر ب إذا لم سكتم خش ية النفاق وكان الن سان قتورا} وذلك ب عد الكا ية‬
‫عن الكفار أنم أنكروا بعثة الرسول البشري صلى ال عليه وسلم وكما أخب عز وجل‬
‫عن قوم صال عليه السلم حي قالوا {أألقي الذكر عليه من بيننا‪ ,‬بل هو كذاب أشر *‬
‫سططططططططيعلمون غدا مططططططططن الكذاب الشططططططططر}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬أم لم ملك السموات والرض وما بينهما فليتقوا ف السباب} أي إن‬
‫كان لم ذلك فليصعدوا ف السباب‪ .‬قال ابن عباس رضي ال عنهما وماهد وسعيد بن‬
‫جطبي وقتادة وغيهطم يعنط طرق السطماء‪ ,‬وقال الضحاك رحهط ال تعال فليصطعدوا إل‬
‫السططططططططططططططططماء السططططططططططططططططابعة‪.‬‬
‫ط هنالك مهزوم من الحزاب} أي هؤلء النطد الكذبون‬ ‫ثط قال عز و جل‪{ :‬ج ند م ا‬
‫الذ ين هم ف عزة وشقاق سيهزمون ويغلبون ويكبتون ك ما ك بت الذ ين من قبل هم من‬
‫الحزاب الكذبي وهذه الَية كقوله جلت عظمته‪{ :‬أم يقولون نن جيع منتصر سيهزم‬
‫ال مع ويولون الدبر} كان ذلك يوم بدر { بل ال ساعة موعد هم وال ساعة أد هى وأ مر}‪.‬‬

‫ح َوعَا ٌد وفِ ْر َعوْ نُ ذُو ال ْوتَادِ * َوثَمُو ُد وََقوْ مُ لُو طٍ َوأَ صْحَا ُ‬
‫ب‬ ‫** كَ ّذبَ تْ َقبَْلهُ مْ َقوْ ُم نُو ٍ‬
‫الْي َكةِ ُأوْلَـئِكَ الحْزَا بُ * إِن ُكلّ إِلّ كَذّ بَ الرّ سُلَ فَحَ ّق ِعقَا بِ * َومَا يَنظُ ُر هَـؤُلَءِ‬
‫ح ًة واحِ َدةً مّا لَهَا مِن َفوَا قٍ * وَقَالُواْ َربّنَا عَجّل لّنَا قِطّنَا َقبْ َل َيوْ ِم الْحِ سَابِ‬ ‫صْي َ‬
‫إِلّ َ‬
‫يقول تعال مبا عن هؤلء القرون الاضية وما حل بم من العذاب والنكال والنقمات‬
‫ف مالفة الرسل وتكذيب النبياء عليهم الصلة والسلم‪ .‬وقد تقدمت قصصهم مبسوطة‬
‫ف أماكن متعددة وقوله تعال‪{ :‬أولئك الحزاب} أي كانوا أكثر منكم وأشد قوة وأكثر‬
‫أموالً وأولدا فما دفع ذلك عنهم من عذاب ال من شيء لا جاء أمر ربك ولذا قال عز‬

‫‪881‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وجل‪{ :‬إن كل إل كذب الرسل فحق عقاب} فجعل علة إهلكهم هو تكذيبهم بالرسل‬
‫فليحذر الخاطبون مطططططططططططن ذلك أشطططططططططططد الذر‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬و ما ين ظر هؤلء إل صيحة واحدة ما ل ا من فواق} قال مالك عن ز يد‬
‫بن أسلم‪ :‬أي ليس لا مثنوية أي ما ينظرون إل الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها‬
‫أي فقد اقتربت ودنت وأزفت وهذه الصيحة هي نفخة الفزع الت يأمر ال تعال إسرافيل‬
‫أن يطولا فل يبقى أحد من أهل السموات والرض إل فزع إل من استثن ال عز وجل‪.‬‬
‫وقوله جل جلله‪{ :‬وقالوا رب نا ع جل ل نا قط نا ق بل يوم ال ساب} هذا إنكار من ال‬
‫تعال على الشركي ف دعائهم على أنفسهم بتعجيل العذاب فإن القط هو الكتاب وقيل‬
‫هو ال ظ والن صيب‪ .‬قال ا بن عباس ر ضي ال عنه ما وما هد والضحاك وال سن وغ ي‬
‫واحد سألوا تعجيل العذاب‪ ,‬زاد قتادة كما قالوا {اللهم إن كان هذا هو الق من عندك‬
‫فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم} وقيل سألوا تعجيل نصيبهم من النة‬
‫إن كانت موجودة ليلقوا ذاك ف الدنيا وإنا خرج هذا منهم مرج الستبعاد والتكذيب‪.‬‬
‫وقال ابن جرير سألوا تعجيل ما يستحقونه من الي أو الشر ف الدنيا وهذا الذي قاله جيد‬
‫وعل يه يدور كلم الضحاك وإ ساعيل بن أ ب خالد وال أعلم‪ .‬ول ا كان هذا الكلم من هم‬
‫على وجه الستهزاء والستبعاد‪ .‬قال ال تعال لرسوله صلى ال عليه وسلم آمرا له بالصب‬
‫على أذاهطططم ومبشرا له على صطططبه بالعاقبطططة والنصطططر والظفطططر‪.‬‬

‫لبَا َل َمعَ ُه‬


‫خ ْرنَا ا ِ‬
‫صبِر عََلىَ مَا َيقُولُو َن وَاذْكُ ْر َعبْ َدنَا دَاوُودَ ذَا اليْدِ ِإنّ هُ َأوّا بٌ * ِإنّا سَ ّ‬
‫** ا ْ‬
‫سبّحْ َن بِاْلعَشِ ّي وَالِشْرَا قِ * وَال ّطيْ َر مَحْشُو َرةً كُلّ لّ هُ َأوّا بٌ * َوشَ َددْنَا مُ ْلكَ هُ وَآَتْينَا هُ‬ ‫يُ َ‬
‫حكْ َم َة وَفَصططططططططططططططْ َل الْخِطَابططططططططططططططِ‬ ‫الْ ِ‬
‫يذكر تعال عن عبده ورسوله داود عليه الصلة والسلم أنه كان ذا أيد واليد القوة ف‬
‫العلم والعمل‪ .‬قال ابن عباس رضي ال عنهما والسدي وابن زيد‪ ,‬اليد القوة‪ ,‬وقرأ ابن‬
‫زيد {والسماء بنيناها بأيد وإنا لوسعون} وقال ماهد اليد القوة ف الطاعة‪ .‬وقال قتادة‬
‫أعطي داود عليه الصلة والسلم قوة ف العبادة وفقها ف السلم‪ ,‬وقد ذكر لنا أنه عليه‬
‫الصلة والسلم كان يقوم ثلث الليل ويصوم نصف الدهر‪ ,‬وهذا ثابت ف الصحيحي عن‬

‫‪882‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال «أحب الصلة إل ال تعال صلة داود‪ ,‬وأحب‬
‫الصيام إل ال عز وجل صيام داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه‪ ,‬وكان‬
‫يصوم يوما ويفطر يوما ول يفر إذا لقى وأنه كان أوابا» وهو الرجاع إل ال عز وجل‬
‫فططططططططط جيطططططططططع أموره وشؤونطططططططططه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬إ نا سخرنا البال م عه ي سبحن بالع شي والشراق} أي أ نه تعال سخر‬
‫البال تسبح معه عند إشراق الشمس وآخر النهار كما قال عز وجل‪{ :‬يا جبال أوب معه‬
‫والطي} وكذلك كانت الطي تسبح بتسبيحه وترجع بترجيعه إذا مر الطي وهو سابح ف‬
‫الواء ف سمعه وهو يتر ن بقراءة الزبور ل ي ستطيع الذهاب بل يقف ف الواء ويسبح معه‬
‫وتيبه البال الشامات ترجع معه وتسبح تبعا له‪ .‬قال ابن جرير حدثنا أبو كريب حدثنا‬
‫ممد بن بشر عن مسعر عن عبد الكري عن موسى بن أب كثي عن ابن عباس رضي ال‬
‫عنهما أنه بلغه أن أم هانء رضي ال عنها ذكرت أن رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم‬
‫فتح مكة صلى الضحى ثان ركعات فقال ابن عباس رضي ال عنهما قد ظننت أن لذه‬
‫الساعة صلة يقول عز وجل‪{ :‬يسبحن بالعشى والشراق} ث رواه من حديث سعيد بن‬
‫أب عروبة عن أب التوكل عن أيوب بن صفوان عن موله عبد ال بن الارث بن نوفل‬
‫أن ا بن عباس ر ضي ال عنه ما كان ل ي صلي الض حى فأدخل ته على أم هانء ر ضي ال‬
‫عنها فقلت أخبي هذا ما أخبتن به فقالت‪ :‬دخل علي رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يوم الفتح ف بيت ث أمر باء صب ف قصعة ث أمر بثوب فأخذ بين وبينه فاغتسل ث رش‬
‫ناحيطة البيطت فصطلى ثان ركعات وذلك مطن الضحطى قيامهطن وركوعهطن وسطجودهن‬
‫وجلوسهن سواء قريب بعضهن من بعض فخرج ابن عباس رضي ال عنهما وهو يقول‪:‬‬
‫لقد قرأت ما بي اللوحي ما عرفت صلة الضحى إل الَن {يسبحن بالعشي والشراق}‬
‫وك نت أقول أ ين صلة الشراق وكان ب عد يقول صلة الشراق ولذا قال عز و جل‪:‬‬
‫{والطي مشورة} أي مبوسة ف الواء {كل له أواب} أي مطيع يسبح تبعا له‪ ,‬وقال‬
‫سعيد بن جبي وقتادة ومالك عن ز يد بن أ سلم وا بن ز يد { كل له أواب} أي مط يع‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وشددنا ملكه} أي جعلنا له ملكا كاملً من جيع ما يتاج إليه اللوك‪,‬‬
‫قال ابن أب ني عن ماهد كان أشد أهل الدنيا سلطانا‪ ,‬وقال السدي كان يرسه كل‬

‫‪883‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يوم أربعة آلف‪ ,‬وقال بعض السلف بلغن أنه كان يرسه ف كل ليلة ثلثة وثلثون ألفا‬
‫ل تدور عليهطم النوبطة إل مثلهطا مطن العام القابطل‪ ,‬وقال غيه أربعون ألفا مشتملون‬
‫بالسلح‪ ,‬وقد ذكر ابن جرير وابن أب حات من رواية علباء بن أحر عن عكرمة عن ابن‬
‫عباس ر ضي ال عنه ما أن نفر ين من ب ن إ سرائيل ا ستعدى أحده ا على الَ خر إل داود‬
‫عليه الصلة والسلم أنه اغت صبه بقرا فأن كر الَ خر ول ي كن للمدعي بينة فأر جأ أمره ا‬
‫فل ما كان الل يل أ مر داود عل يه ال صلة وال سلم ف النام بق تل الد عي‪ ,‬فل ما كان النهار‬
‫طلبهما وأمر بقتل الدعي فقال يا نب ال علم تقتلن وقد اغتصبن هذا بقري ؟ فقال له‬
‫إن ال تعال أمر ن بقتلك فأ نا قاتلك ل مالة‪ ,‬فقال وال إن ال ل يأ مر بقتلي ل جل هذا‬
‫الذي ادعيت عليه وإن لصادق فيما ادعيت ولكن كنت قد اغتلت أباه وقتلته ول يشعر‬
‫بذلك أ حد فأ مر به داود عل يه ال سلم فق تل‪ ,‬قال ا بن عباس ر ضي ال عنه ما‪ :‬فاشتدت‬
‫هيبتطه فط بنط إسطرائيل وهطو الذي يقول ال عطز وجطل {وشددنطا ملكطه}‪.‬‬
‫وقوله عز وعل‪{ :‬وآتيناه الك مة} قال ما هد يع ن الف هم والع قل والفط نة‪ ,‬وقال مرة‪:‬‬
‫الك مة والعدل‪ ,‬وقال مرة‪ :‬ال صواب‪ ,‬وقال قتادة كتاب ال واتباع ما ف يه‪ ,‬فقال ال سدي‬
‫{الكمة} النبوة وقوله جل جلله {وفصل الطاب} قال شريح القاضي والشعب‪ :‬فصل‬
‫الطاب الشهود واليان وقال قتادة شاهدان على الد عي أو ي ي الد عى عل يه هو ف صل‬
‫الطاب الذي فصل به النبياء والرسل أو قال الؤمنون والصالون وهو قضاء هذه المة‬
‫إل يوم القيامة‪ ,‬وكذا قال أبو عبد الرحن السلمي وقال ماهد والسدي هو إصابة القضاء‬
‫وفهم ذلك وقال ماهد أيضا هو الفصل ف الكلم وف الكم وهذا يشمل هذا كله وهو‬
‫الراد واختاره ابن جرير وقال ابن أب حات حدثنا عمر بن شيبة النميي حدثنا إبراهيم بن‬
‫النذر حدثن عبد العزيز بن أب ثابت عن عبد الرحن بن أب الزناد عن أبيه عن بلل بن‬
‫أ ب بردة عن أب يه عن أ ب مو سى ر ضي ال ع نه قال‪ :‬أول من قال‪ :‬أ ما ب عد داود عل يه‬
‫طد‪.‬‬ ‫طا بعط‬‫طل الطاب‪ :‬أمط‬ ‫طب فصط‬ ‫طل الطاب‪ ,‬وكذا قال الشعط‬ ‫طو فصط‬ ‫طلم وهط‬ ‫السط‬

‫سوّرُواْ الْ ِمحْرَا بَ * ِإذْ دَ َخلُواْ عََلىَ دَاوُودَ َف َفزِ عَ ِمْنهُ مْ قَالُوْا‬ ‫** َوهَلْ َأتَا كَ َنبَُا الْخَ صْمِ إِ ْذ تَ َ‬
‫ط وَاهْ ِدنَآ إَِلىَ َسوَآءِ‬ ‫ح ّق وَ َل تُشْطِ ْ‬‫َل تَخَفْ خَصْمَا ِن َب َغىَ َب ْعضُنَا عََلىَ َبعْضٍ فَا ْحكُ ْم َبيَْننَا بِالْ َ‬

‫‪884‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ج ٌة وَاحِ َدةٌ َفقَالَ أَكْفِ ْلنِيهَا َوعَ ّزنِي‬
‫ج ًة وَلِي َنعْ َ‬‫سعُونَ َنعْ َ‬ ‫ال صّرَاطِ * إِ ّن هَذَآ أَخِي لَ ُه تِ سْ ٌع َوتِ ْ‬
‫جتِ كَ إِلَ َى ِنعَاجِ ِه َوإِ نّ َكثِيا مّ َن الْخَُلطَآءِ َليَْبغِ يَ‬
‫سؤَالِ َنعْ َ‬ ‫فِي الْخِطَا بِ * قَالَ َلقَ ْد ظَلَمَ كَ بِ ُ‬
‫ت وَقَلِي ٌل مّا هُ ْم َوظَ نّ دَاوُودُ َأنّمَا َفَتنّا هُ‬
‫ضهُ ْم عََل َى َبعْ ضٍ إِلّ الّذِي نَ آ َمنُواْ َوعَمِلُوْا ال صّالِحَا ِ‬ ‫َبعْ ُ‬
‫ك َوإِ نّ لَ ُه عِن َدنَا لَزُْل َفىَ وَحُ سْنَ مَطآبٍ‬ ‫فَا ْسَت ْغفَرَ َربّ هُ وَ َخرّ رَاكِعا َوأَنَا بَ * َف َغفَ ْرنَا لَ هُ ذَلِ َ‬
‫قد ذ كر الف سرون ها ه نا ق صة أكثر ها مأخوذ من ال سرائيليات ول يث بت في ها عن‬
‫العصوم حديث يب اتباعه ولكن روى ابن أب حات حديثا ل يصح سنده لنه من رواية‬
‫يزيد الرقاشي عن أنس رضي ال عنه ويزيد وإن كان من الصالي لكنه ضعيف الديث‬
‫عند الئمة فالول أن يقتصر على مرد تلوة هذه القصة وأن يرد علمها إل ال عز وجل‬
‫فإن القرآن حق و ما تض من ف هو حق أيضا‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬ففزع من هم} إن ا كان ذلك‬
‫لنه كان ف مرابه وهو أشرف مكان ف داره وكان قد أمر أن ل يدخل عليه أحد ذلك‬
‫اليوم فلم يشعر إل بشخصي قد تسورا عليه الحراب أي احتاطا به يسألنه عن شأنما‬
‫وقوله عز و جل‪{ :‬وعز ن ف الطاب} أي غلب ن يقال عز ي عز إذا ق هر وغلب‪ .‬وقوله‬
‫تعال‪{ :‬وظن داود أنا فتناه} قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس رضي ال عنهما أي‬
‫اختطبناه‪ .‬وقوله تعال {وخطر راكعا} أي سطاجدا {وأناب} ويتمطل أنطه ركطع أو ًل ثط‬
‫سجد ب عد ذلك‪ ,‬و قد ذ كر أ نه ا ستمر ساجدا أربع ي صباحا {فغفر نا له ذلك} أي ما‬
‫كان منطططه ماططط يقال فيطططه إن حسطططنات البرار سطططيئات القربيططط‪.‬‬
‫وقد اختلف الئمة ف سجدة {ص} هل هي من عزائم السجود ؟ على قولي الديد‬
‫من مذهب الشافعي رضي ال عنه أنا ليست من عزائم السجود بل هي سجدة شكر‪,‬‬
‫والدليل على ذلك ما رواه المام أحد حيث قال حدثنا إساعيل هو ابن علية عن أيوب‬
‫عن عكرمة عن ابن عباس رضي ال عنهما أنه قال السجدة ف {ص} ليست من عزائم‬
‫ال سجود‪ ,‬و قد رأيت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ي سجد فيها‪ .‬ورواه البخاري وأبو‬
‫داود والترمذي والن سائي ف تف سيه من حد يث أيوب به وقال الترمذي ح سن صحيح‪.‬‬
‫وقال الن سائي أيضا ع ند تف سي هذه الَية أ خبن إبراه يم بن ال سن هو الق سمي حدث نا‬
‫حجاج بن ممد عن عمرو بن ذر عن أبيه عن سعيد بن جبي عن ابن عباس رضي ال‬

‫‪885‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عنه ما قال‪ :‬إن ال نب صلى ال عل يه و سلم سجد ف {ص} وقال‪ « :‬سجدها داود عل يه‬
‫الصلة والسلم توبة ونسجدها شكرا» تفرد بروايته النسائي ورجال إسناده كلهم ثقات‪.‬‬
‫وقد أخبن شيخنا الافظ أبو الجاج الزي قراءة عليه وأنا أسع‪ ,‬أخبنا أبو إسحاق‬
‫الدرجي أخبنا زاهر بن أب طاهر الثقفي حدثنا زاهر بن أب طاهر الشحامي أخبنا أبو‬
‫سعيد الكنجدروذي أخب نا الا كم أ بو أح د م مد بن م مد الا فظ أخب نا أ بو العباس‬
‫السراج حدثنا هارون بن عبد ال حدثنا ممد بن يزيد بن خنيس عن السن بن ممد بن‬
‫عبيد ال بن أب يزيد قال‪ :‬قال ل ابن جريج يا حسن حدثن جدك عبيد ال بن أب يزيد‬
‫عن ا بن عباس ر ضي ال عنه ما قال جاء ر جل إل ال نب صلى ال عل يه و سلم فقال يا‬
‫رسول ال إن رأيت فيما يرى النائم كأن أصلي خلف شجرة فقرأت السجدة فسجدت‪,‬‬
‫ف سجدت الشجرة ب سجودي فسمعتها تقول وهي ساجدة‪ :‬اللهم اكتب ل عندك أجرا‪,‬‬
‫واجعل ها ل عندك ذخرا‪ ,‬و ضع ب ا ع ن وزرا‪ ,‬واقبل ها م ن ك ما قبلت ها من عبدك داود‪.‬‬
‫قال ا بن عباس ر ضي ال عنه ما فرأ يت ال نب صلى ال عل يه و سلم قام فقرأ ال سجدة ث‬
‫سجد فسمعته يقول وهو ساجد كما حكى الرجل عن كلم الشجرة‪ ,‬رواه الترمذي عن‬
‫قتيبة وابن ماجه عن أب بكر بن خلد كلها عن ممد بن يزيد بن خنيس نوه‪ ,‬وقال‬
‫الترمذي غريب ل نعرفه إل من هذا الوجه‪ .‬وقال البخاري عند تفسيها أيضا حدثنا ممد‬
‫بن ع بد ال حدث نا م مد بن عب يد الطناف سي عن العوام قال سألت ماهدا عن سجدة‬
‫{ص} فقال‪ :‬سألت ابن عباس رضي ال عنهما من أين سجدت فقال أو ما تقرأ {ومن‬
‫ذري ته داود و سليمان} {أولئك الذ ين هدى ال فبهدا هم اقتده} فكان داود عل يه ال صلة‬
‫وال سلم م ن أ مر نبيكم صلى ال عل يه و سلم أن يقتدي به ف سجدها داود عل يه ال صلة‬
‫والسطططلم فسطططجدها رسطططول ال صطططلى ال عليطططه وسطططلم‪.‬‬
‫وقال المام أحد حدثنا عفان حدثنا يزيد بن زريع حدثنا حيد حدثنا بكر هو ابن عبد‬
‫ال الزن أنه أخبه أن أبا سعيد الدري رضي ال عنه رأى رؤيا أنه يكتب {ص} فلما‬
‫بلغ إل الَ ية ال ت ي سجد ب ا رأى الدواة والقلم و كل ش يء بضر ته انقلب ساجدا قال‬
‫فقصها على النب صلى ال عليه وسلم فلم يزل يسجد با بعد‪ ,‬تفرد به أحد‪ ,‬وقال أبو‬
‫داود حدثنا أحد بن صال حدثنا ابن وهب أخبن عمرو بن الارث عن سعيد بن أب‬

‫‪886‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫هلل عن عياض بن عبد ال بن سعد بن أب سرح عن أب سعيد الدري رضي ال عنه‬
‫قال‪ :‬قرأ ر سول ال صلى ال عل يه و سلم و هو على ال نب {ص} فل ما بلغ ال سجدة نزل‬
‫فسطجد وسطجد الناس معطه فلمطا كان يوم آخطر قرأهطا فلمطا بلغ السطجدة تشرف الناس‬
‫لل سجود فقال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬إن ا هي تو بة نب ولك ن رأيت كم تشرف تم» فنل‬
‫وسطططجد وتفرد بطططه أبطططو داود وإسطططناده على شرط الصطططحيحي‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب} أي وإن له يوم القيامة لقربة يقربه ال‬
‫عز وجل با وحسن مرجع وهو الدرجات العالية ف النة لتوبته وعدله التام ف ملكه كما‬
‫جاء ف ال صحيح «الق سطون على منابر من نور عن ي ي الرح ن وكل تا يد يه ي ي الذ ين‬
‫يقسطون ف أهليهم وما ولوا» وقال المام أحد حدثنا يي بن آدم حدثنا فضيل عن عطية‬
‫عن أب سعيد الدري قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن أحب الناس إل ال‬
‫يوم القيا مة وأقرب م م نه مل سا إمام عادل‪ ,‬وإن أب غض الناس إل ال يوم القيا مة وأشد هم‬
‫عذابا إمام جائر» ورواه الترمذي من حديث فضيل وهو ابن مرزوق الغر عن عطية به‪,‬‬
‫وقال ل نعرفه مرفوعا إل من هذا الوجه‪ .‬وقال ابن أب حات حدثنا أبو زرعة حدثنا عبد‬
‫ال بن أب زياد حدثنا سيار حدثنا جعفر بن سليمان سعت مالك بن دينار ف قوله تعال‪:‬‬
‫{وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب} قال يقام داود يوم القيامة عند ساق العرش ث يقول‬
‫يا داود مدن اليوم بذلك الصوت السن الرخيم الذي كنت تجدن به ف الدنيا فيقول‬
‫وكيف وقد سلبته ؟ فيقول ال عز وجل إن أرده عليك اليوم قال فيفع داود عليه الصلة‬
‫والسططططلم بصططططوت يسططططتفرغ نعيططططم أهططططل النان‪.‬‬

‫س بِالْحَ ّق وَ َل تَّتبِعِ الْ َهوَىَ َفُيضِلّكَ‬


‫** يَدَاوُودُ ِإنّا َجعَ ْلنَاكَ خَلِي َفةً فِي الرْضِ فَا ْحكُ ْم َبيْ َن النّا ِ‬
‫عَن َسبِيلِ اللّ هِ إِ نّ الّذِي َن َيضِلّو نَ عَن َسبِيلِ اللّ هِ َلهُ ْم عَذَا بٌ َشدِي ُد بِمَا نَ سُوْا َيوْ مَ الْحِ سَابِ‬
‫هذه و صية من ال عز و جل لولة المور أن يكموا ب ي الناس بال ق النل من عنده‬
‫تبارك وتعال ول يعدلوا عنه فيضلوا عن سبيل ال‪ ,‬وقد توعد تبارك وتعال من ضل عن‬
‫سبيله وتناسى يوم الساب بالوعيد الكيد والعذاب الشديد‪ .‬قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‬
‫حدثنا هشام بن خالد حدثنا الوليد حدثنا مروان بن جناح حدثن إبراهيم أبو زرعة وكان‬

‫‪887‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قد قرأ الكتاب أن الول يد بن ع بد اللك قال له‪ :‬أيا سب اللي فة فإ نك قد قرأت الكتاب‬
‫الول وقرأت القرآن وفقهت فقلت يا أمي الؤمني أقول ؟ قال‪ :‬قل ف أمان ال‪ ,‬قلت يا‬
‫أمي الؤمني أنت أكرم على ال أو داود عليه الصلة والسلم‪ ,‬إن ال تعال جع له النبوة‬
‫واللفة ث توعده ف كتابه فقال تعال‪{ :‬يا داود إنا جعلناك خليفة ف الرض فاحكم بي‬
‫الناس بالق ول تتبع الوى فيضلك عن سبيل ال} الَية وقال عكرمة {لم عذاب شديد‬
‫با نسوا يوم الساب} هذا من القدم والؤخر لم عذاب شديد يوم الساب با نسوا‪,‬‬
‫وقال السدي لم عذاب شديد با تركوا أن يعملوا ليوم الساب وهذا القول أمشى على‬
‫ظاهططططر الَيططططة وال سططططبحانه وتعال الوفططططق للصططططواب‪.‬‬

‫ك ظَ ّن الّذِينَ َك َفرُواْ َف َويْلٌ لّّلذِينَ َكفَرُوْا‬ ‫ض َومَا َبيَْنهُمَا بَا ِطلً ذَلِ َ‬
‫** َومَا خََل ْقنَا السّمَآ َء وَالرْ َ‬
‫جعَلُ‬ ‫سدِينَ فِي الرْ ضِ أَ ْم نَ ْ‬ ‫جعَ ُل الّذِي نَ آ َمنُوْا َوعَمِلُواْ ال صّالِحَاتِ كَالْ ُمفْ ِ‬ ‫مِ َن النّارِ * أَ مْ َن ْ‬
‫َابط‬
‫ِهط وَِلَيتَذَكّرَ ُأوْلُو الْلب ِ‬ ‫َكط ّليَ ّدبّ ُر َواْ آيَات ِ‬
‫ْكط ُمبَار ٌ‬
‫َاهط إَِلي َ‬‫َابط أَنزَْلن ُ‬
‫الْ ُمتّقِيَ كَاْلفُجّارِ * ِكت ٌ‬
‫ي ب تعال أ نه ما خلق اللق عبثا وإن ا خلق هم ليعبدوه ويوحدوه ث يمع هم يوم ال مع‬
‫فيث يب الط يع ويعذب الكا فر ولذا قال تبارك وتعال‪{ :‬و ما خلق نا ال سماء والرض و ما‬
‫بينهما باطلً ذلك ظن الذين كفروا} أي الذين ل يرون بعثا ول معادا وإنا يعتقدون هذه‬
‫الدار ف قط {فو يل للذ ين كفروا من النار} أي و يل ل م يوم معاد هم ونشور هم من النار‬
‫العدة لم‪ ,‬ث بي تعال أنه عز وجل من عدله وحكمته ل يساوي بي الؤمني والكافرين‬
‫فقال تعال‪{ :‬أم ن عل الذ ين آمنوا وعملوا ال صالات كالف سدين ف الرض * أم ن عل‬
‫التق ي كالفجار} أي ل نف عل ذلك ول ي ستوون ع ند ال وإذا كان ال مر كذلك فل بد‬
‫ط هذا الطيطع ويعاقطب فيهطا هذا الفاجطر وهذا الرشاد يدل على‬ ‫مطن دار أخرى يثاب فيه ا‬
‫العقول ال سليمة والف طر ال ستقيمة على أ نه ل بد من معاد وجزاء فإ نا نرى الظال البا غي‬
‫يزداد ماله وولده ونعيمطه ويوت كذلك ونرى الطيطع الظلوم يوت بكمده فل بطد فط‬
‫حك مة الك يم العل يم العادل الذي ل يظلم مثقال ذرة من إن صاف هذا من هذا‪ ,‬وإذا ل‬
‫ي قع هذا ف هذه الدار فتع ي أن هناك دارا أخرى لذا الزاء والوا ساة‪ .‬ول ا كان القرآن‬
‫يرشطد إل القاصطد الصطحيحة والآخطذ العقليطة الصطرية قال تعال‪{ :‬كتاب أنزلناه إليطك‬

‫‪888‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مبارك ليدبروا آيا ته وليتذ كر أولو اللباب} أي ذوو العقول و هي اللباب ج ع لب و هو‬
‫العقل‪ ,‬قال السن البصري وال ما تدبره بفظ حروفه وإضاعة حدوده حت إن أحدهم‬
‫ليقول قرأت القرآن كله مطا يرى له القرآن فط خلق ول عمطل‪ ,‬رواه ابطن أبط حاتط‪.‬‬

‫جيَادُ‬
‫ت الْ ِ‬
‫** َو َو َهبْنَا لِدَاوُودَ سَُليْمَا َن ِنعْ َم اْل َعبْدُ ِإنّهُ َأوّابٌ * إِ ْذ عُرِضَ عََليْ ِه بِاْلعَشِيّ الصّافِنَا ُ‬
‫حجَا بِ * ُردّوهَا عَلَ يّ‬ ‫ت بِالْ ِ‬ ‫خيْ ِر عَن ذِكْرِ َربّي َحّتىَ َتوَارَ ْ‬ ‫ب الْ َ‬ ‫* َفقَالَ ِإنّ يَ أَ ْحَببْ تُ حُ ّ‬
‫فَ َطفِقططططططَ مَسططططططْحا بِالسططططططّوقِ وَالعْنَاقططططططِ‬
‫يقول تعال مبا أنه وهب لداود سليمان أي نبيا كما قال عز وجل‪{ :‬وورث سليمان‬
‫داود} أي ف النبوة وإل فقد كان له بنون غيه فإنه قد كان عنده مائة امرأة حرائر‪ .‬وقوله‬
‫تعال‪{ :‬نعم العبد إنه أواب} ثناء على سليمان بأنه كثي الطاعة والعبادة والنابة إل ال‬
‫عز وجل‪ .‬قال ابن أب حات حدثنا أب حدثنا عمرو بن خالد حدثنا الوليد حدثنا ابن جابر‬
‫حدثنا مكحول قال لا وهب ال تعال لداود سليمان قال له يا بن ما أحسن ؟ قال سكينة‬
‫ال واليان ؟ قال فما أقبح ؟ قال كفر ب عد إيان قال فما أحلى‪ ,‬قال روح ال بي عباده‬
‫قال فمطا أبرد ؟ قال عفطو ال عطن الناس وعفطو الناس بعضهطم عطن بعطض قال داود عليطه‬
‫السططططططططططلم فأنططططططططططت نططططططططططب‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الياد} أي إذ عرض على سليمان عليه‬
‫الصلة والسلم ف حال ملكته وسلطانه اليل الصافنات قال ماهد وهي الت تقف على‬
‫ثلث وطرف حا فر الراب عة والياد ال سراع وكذا قال غ ي وا حد من ال سلف‪ ,‬وقال ا بن‬
‫جر ير حدث نا م مد بن بشار حدثنا مؤمل حدث نا سفيان عن أبيه سعيد بن م سروق عن‬
‫إبراهيم التيمي ف قوله عز وجل‪{ :‬إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الياد} قال كانت‬
‫عشريططططن فرسططططا ذات أجنحططططة كذا رواه ابططططن جريططططر‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات حدثنا أبو زرعة حدثنا إبراهيم بن موسى حدثنا ابن أب زائدة أخبن‬
‫إسرائيل عن سعيد بن مسروق عن إبراهيم التيمي قال كانت اليل الت شغلت سليمان‬
‫عل يه ال صلة وال سلم عشر ين ألف فرس فعقر ها وهذا أش به‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬وقال أ بو داود‬
‫حدثنا ممد بن عوف حدثنا سعيد بن أ ب مر ي أخبنا يي بن أيوب حدثنا عمارة بن‬

‫‪889‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫غزية أن ممد بن إبراهيم حدثه عن أب سلمة بن عبد الرحن عن عائشة رضي ال عنها‬
‫قالت قدم رسول ال صلى ال عليه وسلم من غزوة تبوك أو خيب وف سهوتا ستر فهبت‬
‫الر يح فكش فت ناح ية ال ستر عن بنات لعائ شة ر ضي ال عن ها ل عب فقال صلى ال عل يه‬
‫وسلم‪« :‬ما هذا يا عائشة ؟» قالت رضي ال عنها بنات ورأى بينهن فرسا له جناحان من‬
‫رقاع فقال صلى ال عل يه و سلم‪ « :‬ما هذا الذي أرى و سطهن ؟» قالت ر ضي ال عن ها‬
‫فرس‪ ,‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ما هذا الذي عليه ؟» قالت رضي ال عنها‬
‫جناحان قال رسول ال صلى ال عليه و سلم «فرس له جناحان ؟» قالت رضي ال عنها‬
‫أما سعت أن سليمان عليه الصلة والسلم كانت له خيل لا أجنحة قالت رضي ال عنها‬
‫فضحك صلى ال عليه وسلم حت رأيت نواجذه‪ .‬وقوله تبارك وتعال‪{ :‬فقال إن أحببت‬
‫حب الي عن ذكر رب حت توارت بالجاب} ذكر غي واحد من السلف والفسرين أنه‬
‫اشت غل بعرض ها ح ت فات و قت صلة الع صر والذي يق طع به أ نه ل يترك ها عمدا بل‬
‫نسيانا كما شغل النب صلى ال عليه وسلم يوم الندق عن صلة العصر حت صلها بعد‬
‫الغروب وذلك ثابت ف الصحيحي من غي وجه من ذلك عن جابر رضي ال عنه قال‬
‫جاء ع مر ر ضي ال ع نه يوم الندق بعد ما غر بت الش مس فج عل ي سب كفار قر يش‬
‫ويقول يا رسول ال ما كدت أصلي الع صر ح ت كادت الش مس تغرب فقال ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪« :‬وال ما صليتها» فقال‪ :‬فقمنا إل بطحان فتوضأ نب ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم لل صلة وتوضأ نا ل ا ف صلى الع صر ب عد ما غر بت الش مس ث صلى بعد ها‬
‫الغرب‪ .‬ويت مل أ نه كان سائغا ف ملت هم تأخي الصلة لعذر الغزو والقتال‪ ,‬وال يل تراد‬
‫للقتال وقطد ادعطى طائفطة مطن العلماء أن هذا كان مشروعا فنسطخ ذلك بصطلة الوف‪,‬‬
‫ومنهم من ذهب إل ذلك ف حال السايفة والضايقة حيث ل تكن صلة ول ركوع ول‬
‫سطجود كمطا فعطل الصطحابة رضطي ال عنهطم فط فتطح تسطتر وهطو منقول عطن مكحول‬
‫والوزاعطي وغيهاط والول أقرب لنطه قال بعده {ردوهطا علي فطفطق مسطحا بالسطوق‬
‫والعناق} قال السن البصري‪ :‬ل‪ ,‬قال‪ :‬وال ل تشغلين عن عبادة رب آخر ما عليك‪,‬‬
‫ث أ مر ب ا فعقرت وكذا قال قتادة‪ ,‬وقال ال سدي‪ :‬ضرب أعناق ها وعراقيب ها بال سيوف‪.‬‬

‫‪890‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس ر ضي ال عنه ما ج عل ي سح أعراف ال يل‬
‫وعراقيب ها حبا ل ا وهذا القول اختاره ا بن جر ير قال ل نه ل ي كن ليعذب حيوانا بالعرق بة‬
‫ويهلك مالً من ماله بل سبب سوى أنه اشتغل عن صلته بالنظر إليها ول ذنب لا وهذا‬
‫الذي رجح به ابن جرير فيه نظر لنه قد يكون ف شرعهم جواز مثل هذا ول سيماإذا‬
‫كان غضبا ل تعال بسبب أنه اشتغل با حت خرج وقت الصلة ولذا لا خرج عنها ل‬
‫تعال عوضه ال عز وجل ما هو خي منها وهو الريح الت تري بأمره رخاء حيث أصاب‬
‫غدوها شهر ورواحها شهر فهذا أسرع وخي من اليل‪ ,‬قال المام أحد‪ :‬حدثنا إساعيل‬
‫حدثنا سليمان بن الغية عن حيد بن هلل عن أب قتادة وأب الدهاء وكانا يكثران السفر‬
‫ن و الب يت قال أتي نا على ر جل من أ هل الباد ية فقال ل نا البدوي‪ :‬أ خذ بيدي ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فجعل يعلمن ما علمه ال عز وجل وقال‪« :‬إنك ل تدع شيئا اتقاء‬
‫ططططططه»‪.‬‬ ‫ططططططل خيا منط‬ ‫ططططططز وجط‬ ‫ال تعال إل أعطاك ال عط‬

‫ب ا ْغفِرْ لِي َوهَ بْ لِي‬‫** وََلقَدْ َفَتنّا سَُليْمَانَ َوأَلْ َقْينَا عََلىَ ُكرْ ِسيّهِ جَسَدا ثُ مّ أَنَابَ * قَالَ رَ ّ‬
‫خ ْرنَا لَهُ الرّي َح َتجْرِي ِبَأمْرِهِ رُخَآءً‬
‫ت اْلوَهّابُ * فَسَ ّ‬
‫مُلْكا لّ يَنَبغِي لحَ ٍد مّن بَعْدِيَ ِإنّكَ أَن َ‬
‫صفَادِ * هَـذَا‬ ‫َحيْ ثُ أَ صَابَ * وَالشّيَاطِيَ كُ ّل َبنّآءٍ َو َغوّا صٍ * وَآ َخرِي َن ُمقَ ّرنِيَ فِي ال ْ‬
‫ط‬‫ط َن مَآب ٍ‬ ‫ط عِندَنَطا َلزُْل َفىَ وَحُس ْ‬ ‫ط لَه ُ‬
‫طكْ ِب َغيْرِ حِسطَابٍ * َوإِن ّ‬‫ط َأوْ َأمْس ِ‬ ‫عَطَآؤُنَطا فَا ْمنُن ْ‬
‫يقول تعال‪{ :‬ول قد فت نا سليمان} أي اخ تبناه بأن سلبناه اللك {وألقي نا على كر سيه‬
‫جسدا} قال ابن عباس رضي ال عنهما وماهد وسعيد بن جبي والسن وقتادة وغيهم‬
‫يع ن شيطانا {ث أناب} أي رجع إل ملكه وسلطانه وأُب ته‪ .‬قال ابن جرير‪ ,‬وكان اسم‬
‫ذلك الشيطان صخرا قاله ابن عباس رضي ال عنهما وقتادة وقيل آصف قاله ماهد وقيل‬
‫صرد قاله ماهد أيضا وقيل حقيق قاله السدي وقد ذكروا هذه القصة مبسوطة ومتصرة‪,‬‬
‫وقد قال سعيد بن أب عروبة عن قتادة قال أمر سليمان عليه الصلة والسلم ببناء بيت‬
‫القدس فقيل له ابنه ول يسمع فيه صوت حديد‪ ,‬قال فطلب ذلك فلم يقدر عليه فقيل إن‬
‫شيطانا ف البحر يقال له صخر شبه الارد قال فطلبه وكانت ف البحر عي يردها ف كل‬
‫سبعة أيام مرة فنح ماء ها وج عل في ها خرا فجاء يوم وروده فإذا هو بال مر فقال‪ :‬إ نك‬

‫‪891‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لشراب ط يب إل أ نك ت صبي الل يم وتزيد ين الا هل جهلً‪ ,‬قال ث ر جع ح ت ع طش‬
‫عطشا شديدا ث أتا ها فقال‪ :‬إ نك لشراب ط يب إل أ نك ت صبي الل يم وتزيد ين الا هل‬
‫جهلً‪ ,‬قال ث شربا حت غلب على عقله قال فأري الات أو ختم به بي كتفيه فذل‪ ,‬قال‬
‫وكان مل كه ف خات ه فأ تى به سليمان عل يه ال صلة وال سلم فقال إ نا قد أمر نا ببناء هذا‬
‫البيت وقيل لنا ل يسمعن فيه صوت حديد قال فأتى ببيض الدهد فجعل عليه زجاجة‬
‫فجاء الدهطد فدار حولاط فجعطل يرى بيضطه ول يقدر عليطه فذهطب فجاء بالاس فوضعطه‬
‫علي ها فقطع ها به ح ت أف ضى إل بي ضه فأ خذ الاس فجعلوا يقطعون به الجارة وكان‬
‫سليمان عليه الصلة والسلم إذا أراد أن يدخل اللء أو المام ل يدخل بالات فانطلق‬
‫يوما إل المام‪ ,‬وذلك الشيطان صخر معه وذلك عند مقارفة قارف فيها بعض نسائه قال‬
‫فد خل المام وأع طى الشيطان خات ه فألقاه ف الب حر فالتقم ته سكة ونزع ملك سليمان‬
‫م نه وأل قي على الشيطان ش به سليمان قال فجاء فق عد على كر سيه و سريره و سلط على‬
‫ملك سليمان كله غي نسائه فجعل يقضي بينهم وجعلوا ينكرون منه أشياء حت قالوا فت‬
‫نب ال وكان في هم ر جل يشبهو نه بع مر بن الطاب ر ضي ال ع نه ف القوة فقال وال‬
‫لجرب نه قال‪ :‬فقال يا نب ال و هو ل يرى إل أ نه نب ال أحد نا ت صيبه النا بة ف الليلة‬
‫الباردة فيدع الغ سل عمدا ح ت تطلع الش مس أترى عل يه بأ سا قال‪ :‬ل فبين ما هو كذلك‬
‫أربعي ليلة إذ وجد نب ال خاته ف بطن سكة فأقبل فجعل ل يستقبله جن ول طي إل‬
‫سطجد له حتط انتهطى إليهطم {وألقينطا على كرسطيه جسطدا} قال هطو الشيطان صطخر‪.‬‬
‫وقال السدي {ولقد فتنا سليمان} أي ابتلينا سليمان {وألقينا على كرسيه جسدا} قال‬
‫شيطانا جلس على كرسيه أربعي يوما قال كان لسيمان عليه الصلة والسلم مائة امرأة‬
‫وكانت امرأة منهم يقال لا جرادة وهي آثر نسائه وآمنهن عنده وكان إذا أجنب أو أتى‬
‫حاجة نزع خاته ول يأمن عليه أحدا من الناس غيها فأعطاها يوما خاته ودخل اللء‪,‬‬
‫فخرج الشيطان ف صورته فقال هات الات فأعطته فجاء حت جلس على ملس سليمان‬
‫عليه الصلة والسلم وخرج سليمان بعد ذلك فسألا أن تعطيه خاته فقالت‪ :‬أل تأخذه‬
‫قبل ؟ قال‪ :‬ل وخرج وكأنه تائه ومكث الشيطان يكم بي الناس أربعي يوما قال فأنكر‬
‫الناس أحكامه فاجتمع قراء بن إسرائيل وعلماؤهم فجاءوا حت دخلوا على نسائه فقالوا‬

‫‪892‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لن إنا قد أنكرنا هذا فإن كان سليمان فقد ذهب عقله وأنكرنا أحكامه قال فبكى النساء‬
‫ع ند ذلك قال فأقبلوا يشون ح ت أتوه فأحدقوا به ث نشروا يقرءون التوارة قال فطار من‬
‫بي أيديهم حت وقع على شرفة والات معه ث طار حت ذهب إل البحر فوقع الات منه‬
‫ف البحر فابتلعه حوت من حيتان البحر وقال وأقبل سليمان عليه الصلة والسلم ف حاله‬
‫الت كان فيها حت انتهى إل صياد من صيادي البحر وهو جائع وقد اشتد جوعه فسألم‬
‫من صيدهم وقال إن أنا سليمان فقام إليه بعضهم فضربه بعصى فشجه فجعل يغسل دمه‬
‫وهو على شاطىء البحر فلم الصيادون صاحبهم الذي ضربه فقالوا بئس ما صنعت حيث‬
‫ضرب ته قال إ نه ز عم أ نه سليمان‪ ,‬قال فأعطوه سكتي م ا قد مذر عند هم ول يشغله ما‬
‫كان به من الضرب حت قام إل شاطىء البحر فشق بطونما فجعل يغسل فوجد خاته ف‬
‫ب طن إحداه ا فأخذه فلب سه فردّ ال عل يه باءه ومل كه فجاءت الط ي ح ت حا مت عل يه‬
‫فعرف القوم أ نه سليمان عل يه ال صلة وال سلم فقام القوم يعتذرون م ا صنعوا فقال ما‬
‫أحدكم على عذركم ول ألومكم على ما كان منكم كان هذا المر ل بد منه قال فجاء‬
‫حت أتى ملكه وأرسل إل الشيطان فجيء به فأمر به فجعل ف صندوق من حديد ث أطبق‬
‫عليه وقفل عليه بقفل وختم عليه باته ث أمر به فألقي ف البحر فهو فيه حت تقوم الساعة‬
‫وكان اسطه حقيطق قال وسطخر ال له الريطح ول تكطن سطخرت له قبطل ذلك وهطو قوله‪:‬‬
‫طت الوهاب}‪.‬‬ ‫طك أنط‬ ‫طن بعدي إنط‬‫طد مط‬ ‫طي لحط‬ ‫طب ل ملكا ل ينبغط‬ ‫{وهط‬
‫وقال ابن أب نيح عن ماهد ف قوله تبارك وتعال‪{ :‬وألقينا على كرسيه جسدا} قال‬
‫شيطانا يقال له آ صف فقال له سليمان عل يه ال صلة وال سلم ك يف تفتنون الناس ؟ قال‬
‫أر ن خات ك أ خبك فل ما أعطاه إياه نبذه آ صف ف الب حر ف ساح سليمان عل يه ال صلة‬
‫والسلم وذهب ملكه وقعد آصف على كرسيه ومنعه ال تبارك وتعال من نساء سليمان‬
‫فلم يقرب نّ ول يقرب نه وأنكر نه قال فكان سليمان عل يه ال صلة وال سلم ي ستطعم فيقول‬
‫أتعرفون ؟ أطعمون أنا سليمان فيكذبونه حت أعطته امرأة يوما حوتا ففتح بطنه فوجد‬
‫خاتهط فط بطنطه فرجطع إليطه ملكطه وفطر آصطف فدخطل البحطر‪ .‬وأرى هذه كلهطا مطن‬
‫السرائيليات‪ ,‬ومن أنكرها ما قاله ابن أب حات‪ :‬حدثنا علي بن السي حدثنا ممد بن‬
‫العلء وعثمان بن أب شيبة وعلي بن ممد قالوا‪ :‬حدثنا أبو معاوية أخبنا العمش عن‬

‫‪893‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫النهال بطن عمرو عطن سطعيد بطن جطبي عطن ابطن عباس رضطي ال عنهمطا فط قوله تعال‪:‬‬
‫{وألقينا على كرسيه جسدا ث أناب} قال أراد سليمان عليه الصلة والسلم أن يدخل‬
‫اللء فأعطى الرادة خاته وكانت الرادة امرأته وكانت أحب نسائه إليه فجاء الشيطان‬
‫ف صورة سليمان فقال ل ا ها ت خات ي فأعط ته إياه فل ما لب سه دا نت له ال نس وال ن‬
‫والشياط ي فل ما خرج سليمان عل يه ال سلم من اللء قال ل ا ها ت خات ي قالت أعطي ته‬
‫سليمان قال أ نا سليمان قال كذ بت ما أ نت ب سليمان فج عل ل يأ ت أحدا يقول له أ نا‬
‫سليمان إل كذبه حت جعل الصبيان يرمونه بالجارة فل ما رأى ذلك سليمان عرف أنه‬
‫من أمر ال عز وجل قال وقام الشيطان يكم بي الناس فلما أراد ال تبارك وتعال أن يرد‬
‫على سطليمان سطلطانه ألقطى فط قلوب الناس إنكار ذلك الشيطان قال فأرسطلوا إل نسطاء‬
‫سليمان فقالوا ل ن‪ :‬أتنكرن من سليمان شيئا‪ ,‬قلن ن عم إ نه يأتي نا ون ن ح يض و ما كان‬
‫يأتينا قبل ذلك فلما رأى الشيطان أنه قد فطن له ظن أن أمره قد انقطع فكتبوا كتبا فيها‬
‫سحر وكفر فدفنوها تت كرسي سليمان ث أثاروها وقرءوها على الناس وقالوا بذا كان‬
‫يظ هر سليمان على الناس ويغلب هم فأك فر الناس سليمان عل يه ال صلة وال سلم فلم يزالوا‬
‫يكفرونه وبعث ذلك الشيطان بالات فطرحه ف البحر فتلقته سكة فأخذته‪ ,‬وكان سليمان‬
‫عليه السلم يمل على شط البحر بالجر فجاء رجل فاشترى سكا فيه تلك السمكة الت‬
‫ف بطنها الات فدعا سليمان عليه الصلة والسلم فقال‪ :‬تمل ل هذا السمك ؟ فقال نعم‬
‫قال بكم ؟ قال بسمكة من هذا السمك قال فحمل سليمان عليه الصلة والسلم السمك‬
‫ث انطلق إل منله فل ما انت هى الر جل إل با به أعطاه تلك ال سمكة ال ت ف بطن ها الا ت‬
‫فأخذها سليمان عليه الصلة والسلم فشق بطنها فإذا بالات ف جوفها فأخذه فلبسه‪ ,‬قال‬
‫فل ما لب سه دا نت له ال ن وال نس والشياط ي وعاد إل حاله وهرب الشيطان ح ت ل ق‬
‫بزيرة من جزائر البحر فأرسل سليمان عليه الصلة والسلم ف طلبه وكان شيطانا مريدا‬
‫فجعلوا يطلبونطه ول يقدرون عليطه حتط وجدوه يوما نائما فجاؤوا فبنوا عليطه بنيانا مطن‬
‫رصاص فاستيقظ فوثب فجعل ل يثب ف مكان من البيت إل اناط م عه من الر صاص‪,‬‬
‫قال فأخذوه فأوثقوه وجاؤوا به إل سليمان عليه الصلة والسلم فأمر به فنقر له تت من‬
‫رخام ث أد خل ف جو فه ث سدّ بالنحاس ث أ مر به فطرح ف الب حر فذلك قوله تبارك‬

‫‪894‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وتعال‪{ :‬ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ث أناب} يعن الشيطان الذي كان‬
‫سلط عليه‪ ,‬إسناده إل ابن عباس رضي ال عنهما قوي‪ ,‬ولكن الظاهر أنه إنا تلقاه ابن‬
‫عباس رضي ال عنهما إن صح عنه من أهل الكتاب وفيهم طائفة ل يعتقدون نبوة سليمان‬
‫عل يه ال صلة وال سلم فالظا هر أن م يكذبون عل يه‪ ,‬ولذا كان ف ال سياق منكرات من‬
‫أشدها ذكر النساء فإن الشهور عن ماهد وغي واحد من أئمة السلف أن ذلك الن ل‬
‫يسلط على نساء سليمان بل عصمهن ال عز وجل منه تشريفا وتكريا لنبيه عليه السلم‪.‬‬
‫وقد رويت هذه القصة مطولة عن جاعة من السلف رضي ال عنهم كسعيد بن السيب‬
‫وزيد بن أسلم وجاعة آخرين وكلها متلقاة من قصص أهل الكتاب‪ ,‬وال سبحانه وتعال‬
‫أعلم بالصطططططططططططططططططططططططططططططططواب‪.‬‬
‫قال يي بن أب عروبة الشيبان‪ :‬وجد سليمان خاته بعسقلن فمشى ف خرقة إل بيت‬
‫القدس تواضعا ل عز و جل‪ ,‬رواه ا بن أ ب حا ت‪ .‬و قد روى ا بن أ ب حا ت عن ك عب‬
‫الحبار ف صفة كرسي سليمان عليه الصلة والسلم خبا عجيبا فقال حدثنا أب رحه‬
‫ال حدثنا أبو صال كاتب الليث أخبن أبو إسحاق الصري عن كعب الحبار أنه لا‬
‫فرغ من حديث إرم ذات العماد قال له معاوية‪ :‬يا أبا إسحاق أخبن عن كرسي سليمان‬
‫عل يه ال صلة وال سلم و ما كان عل يه و من أي ش يء هو‪ ,‬فقال كان كر سي سليمان من‬
‫أنياب الفيلة مرصعا بالدر والياقوت والزبرجد واللؤلؤ‪ ,‬وقد جعل له درجة منها مفصصا‬
‫بالدر والياقوت والزبر جد ث أ مر بالكر سي ف حف من جا نبيه بالن خل ن ل من ذ هب‬
‫شاري ها من ياقوت وزبر جد ولؤلؤ‪ ,‬وج عل على رؤوس الن خل ال ت على ي ي الكر سي‬
‫طواويس من ذهب ث جعل على رؤوس النخل الت على يسار الكرسي نسورا من ذهب‬
‫مقابلة الطواويس‪ ,‬وجعل على يي الدرجة الول شجرت صنوبر من ذهب وعلى يسارها‬
‫أسدان من ذهب وعلى رؤوس السدين عمودان من زبرجد‪ ,‬وجعل من جانب الكرسي‬
‫كرم من ذهب قد أظلتا الكرسي وجعل عناقيدها درا وياقوتا أحر‪ ,‬ث جعل فوق درج‬
‫الكرسي أسدان عظيمان من ذهب موفان مشوان مسكا وعنبا‪ ,‬فإذا أراد سليمان عليه‬
‫السلم أن يصعد على كرسيه استدار السدان ساعة ث يقعان فينضحان ما ف أجوافهما‬
‫من السك والعنب حول كرسي سليمان عليه الصلة والسلم ث يوضع منبان من ذهب‬

‫‪895‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫واحد لليفته والَخر لرئيس أحبار بن إسرائيل ذلك الزمان‪ ,‬ث يوضع أمام كرسيه سبعون‬
‫م نبا من ذ هب علي ها سبعون قاضيا من ب ن إ سرائيل وعلمائ هم وأ هل الشرف من هم‬
‫والطول‪ ,‬ومن خلف تلك النابر كلها خسة وثلثون منبا من ذهب ليس عليها أحد فإذا‬
‫أراد أن يصعد على كرسيه وضع قدميه على الدرجة السفلى فاستدار الكرسي كله با فيه‬
‫و ما عل يه ويب سط ال سد يده اليم ن وين شر الن سر جنا حه الي سر ث ي صعد سليمان عل يه‬
‫الصلة والسلم على الدرجة الثانية فيبسط السد يده اليسرى وينشر النسر جناحه الين‬
‫فإذا استوى سليمان عليه الصلة والسلم على الدرجة الثالثة وقعد على الكرسي أخذ نسر‬
‫من تلك الن سور عظ يم تاج سليمان عل يه ال صلة وال سلم فوض عه على رأ سه فإذا وض عه‬
‫على رأسه استدار الكرسي با فيه كما تدور الرحى السرعة‪ ,‬فقال معاوية رضي ال عنه‪:‬‬
‫وما الذي يديره يا أبا إسحاق ؟ قال‪ :‬تني من ذهب ذلك الكرسي عليه وهو عظيم ما‬
‫عمله صخر ال ن فإذا أح ست بدورا نه دارت تلك ال سود والن سور والطواو يس ال ت ف‬
‫أسطفل الكرسطي دُرْنَط إل أعله فإذا وقطف وقفطن كلهطن منكسطات رؤوسطهن على رأس‬
‫سليمان عل يه ال صلة وال سلم و هو جالس ث ينض حن جيعا ما ف أجواف هن من ال سك‬
‫والع نب على رأس سليمان بن داود عليه ما ال صلة وال سلم‪ .‬ث تتناول حا مة من ذ هب‬
‫واقفة على عمود من جوهر التوارة فتجعلها ف يده فيقرؤها سليمان عليه الصلة والسلم‬
‫على الناس‪ .‬وذكر تام الب وهو غريب جدا {قال رب اغفر ل وهب ل ملكا ل ينبغي‬
‫لحد من بعدي إنك أنت الوهاب} قال بعضهم ل ينبغي لحد من بعدي أي ل يصلح‬
‫ل حد أن ي سلبنيه بعدي ك ما كان من قضية ال سد الذي أل قي على كرسيه ل أنه ي جر‬
‫على من بعده من الناس وال صحيح أ نه سأل من ال تعال ملكا ل يكون ل حد من بعده‬
‫من البشر مثله وهذا هو ظاهر السياق من الَية وبذلك وردت الحاديث الصحيحة من‬
‫طرق عططططن رسططططول ال صططططلى ال عليططططه وسططططلم‪.‬‬
‫قال البخاري عند تفسي هذه الَية‪ :‬حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبنا روح وممد بن‬
‫جعفر عن شعبة عن ممد بن زياد عن أب هريرة رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه‬
‫و سلم قال‪« :‬إن عفريتا من ال ن تفلت عل ّي البار حة ط أو كل مة نو ها ط ليق طع علي‬
‫الصلة فأمكنن ال تبارك وتعال منه وأردت أن أربطه إل سارية من سواري السجد حت‬

‫‪896‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تصبحوا وتنظروا إليه كلكم فذكرت قول أخي سليمان عليه الصلة والسلم {رب اغفر‬
‫ل و هب ل ملكا ل ينب غي ل حد من بعدي} قال روح فرده خا سئا وكذا رواه م سلم‬
‫والن سائي من حد يث شع بة به‪ .‬وقال م سلم ف صحيحه حدث نا م مد بن سلمة الرادي‬
‫حدثنا عبد ال بن وهب عن معاوية بن صال حدثن ربيعة بن زيد عن أب إدريس الولن‬
‫عن أ ب الدرداء ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قام ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ي صلي ف سمعناه‬
‫يقول‪« :‬أعوذ بال منك ط ث قال ط ألعنك بلعنة ال» ثلثا وبسط يده كأنه يتناول شيئا‬
‫فل ما فرغ من ال صلة قل نا‪ :‬يا ر سول ال سعناك تقول ف ال صلة شيئا ل ن سمعك تقوله‬
‫قبطل ذلك ورأيناك بسططت يدك قال صطلى ال عليطه وسطلم‪« :‬إن عدو ال إبليطس جاء‬
‫بشهاب من نار ليجعله ف وجهي فقلت أعوذ بال منك ثلث مرات ث قلت ألعنك بلعنة‬
‫ال التامة فلم يتأخر ثلث مرات ث أردت أن آخذه وال لول دعوة سليمان لصبح موثقا‬
‫يلعطططططب بطططططه صطططططبيان أهطططططل الدينطططططة»‪.‬‬
‫وقال المام أحد حدثنا أبو أحد حدثنا ميسرة بن معبد حدثنا أبو عبيد حاجب سليمان‬
‫قال رأيت عطاء بن يزيد الليثي قائما يصلي فذهبت أمر بي يديه فردن ث قال حدثن أبو‬
‫سعيد الدري رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قام يصلي صلة الصبح‬
‫و هو خل فه فقرأ فالتب ست عل يه القراءة فل ما فرغ من صلته قال‪« :‬لو رأيتمو ن وإبل يس‬
‫فأهويت بيدي فما زلت أخنقه حت وجدت برد لعابه بي أصبعي هاتي ط البام والت‬
‫تليها ط ولول دعوة أخي سليمان لصبح مربوطا بسارية من سواري السجد يتلعب به‬
‫صبيان الدينة فمن استطاع منكم أن ل يول بينه وبي القبلة أحد فليفعل» وقد روى أبو‬
‫داود منه «من استطاع منكم أن ل يول بينه وبي القبلة أحد فليفعل» عن أحد بن أب‬
‫سطططططريج عطططططن أبططططط أحدططططط الزبيي بطططططه‪.‬‬
‫وقال المام أحدط حدثنطا معاويطة بطن عمرو حدثنطا إبراهيطم بطن ممطد الفزاري حدثنطا‬
‫الوزا عي حدث ن ربيعة بن يز يد بن ع بد ال الديل مي قال دخلت على ع بد ال بن عمرو‬
‫رضي ال عنهما وهو ف حائط له بالطائف يقال له الوهط وهو ماصر فت من قريش يُزَنّ‬
‫بشرب ال مر فقلت بلغ ن ع نك حد يث أ نه « من شرب شر بة من ال مر ل يق بل ال عز‬
‫و جل له تو بة أربع ي صباحا‪ ,‬وإن الش قي من ش قي ف ب طن أ مه‪ ,‬وإ نه من أ تى الب يت‬

‫‪897‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫القدس ل ينهزه إل الصلة فيه خرج)من خطيئته مثل يوم ولدته أمه» فلما سع الفت ذكر‬
‫المر اجتذب يده من يده ث انطلق فقال عبد ال بن عمرو رضي ال عنهما إن ل أحل‬
‫لحد أن يقول علي ما ل أقل سعت رسول ال يقول‪« :‬من شرب المر شربة ل تقبل له‬
‫صلة أربع ي صباحا فإن تاب تاب ال عل يه فإن عاد كان حقا على ال تعال أن ي سقيه‬
‫من طينة البال يوم القيامة» قال وسعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬إن ال‬
‫عز وجل خلق خلقه ف ظلمة ث ألقى عليهم من نوره فمن أصابه من نوره يومئذ اهتدى‬
‫و من أخطأه ضل فلذلك أقول جف القلم على علم ال عز و جل» و سعت ر سول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم يقول‪« :‬إن سليمان عل يه ال سلم سأل ال تعال ثلثا فأعطاه اثنت ي‬
‫ونن نرجو أن تكون لنا الثالثة‪ ,‬سأله حكما يصادف حكمه فأعطاه إياه وسأله ملكا ل‬
‫ينبغي لحد من بعده‪ ,‬فأعطاه إياه و سأله أيا رجل خرج من بيته ل يريد إل الصلة ف‬
‫هذا ال سجد خرج من خطيئ ته كيوم ولد ته أ مه فن حن نر جو أن يكون ال عز و جل قد‬
‫أعطانا إياها» وقد روى هذا الفصل الخي من هذا الديث النسائي وابن ماجه من طرق‬
‫عن ع بد ال بن فيوز الديل مي عن ع بد ال بن عمرو ر ضي ال عنه ما قال‪ :‬قال ر سول‬
‫ال‪« :‬إن سليمان عل يه ال صلة وال سلم ل ا ب ن ب يت القدس سأل ر به عز و جل خللً‬
‫ثلثا» وذكره وقد روي من حديث رافع بن عمي رضي ال عنه بإسناد وسياق غريبي‪.‬‬
‫فقال الطبان حدثنا ممد بن السن بن قتيبة العسقلن حدثنا ممد بن أيوب بن سويد‬
‫حدثن أب حدثنا إبراهيم بن أب عبلة عن أب الزاهرية عن رافع بن عمي قال سعت رسول‬
‫ال يقول‪« :‬قال ال عز وجل لداود عليه الصلة والسلم ابن ل بيتا قي الرض فبن داود‬
‫بيتا لنفسه قبل البيت الذي أمر به فأوحى ال إليه يا داود نصبت بيتك قبل بيت قال يا‬
‫رب هكذا قضيت من ملك استأثر ث أخذ ف بناء السجد فلما ت السور سقط ثلثا فشكا‬
‫ذلك إل ال عز وجل فقال يا داود إنك ل تصلح أن تبن ل بيتا قال ول يا رب ؟ قال لا‬
‫جرى على يد يك من الدماء‪ ,‬قال يا رب أو ما كان ذلك ف هواك ومب تك ؟ قال بلى‬
‫ولكن هم عبادي وأ نا أرح هم ف شق ذلك عل يه فأو حى ال إل يه ل تزن فإ ن سأقضي بناءه‬
‫على يدي ابنك سليمان فلما مات داود أخذ سليمان ف بنائه ولا تّ قرّب القرابي وذبح‬
‫الذبائح وجع بن إسرائيل فأوحى ال إليه قد أرى سرورك ببنيان بيت فسلن أعطك قال‬

‫‪898‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أسألك ثلث خصال حكما يصادف حكمك وملكا ل ينبغي لحد من بعدي ومن أتى‬
‫هذا البيت ل يريد إل الصلة فيه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ط قال رسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم ط أ ما الثنتان ف قد أعطيه ما وأ نا أر جو أن يكون قد أع طي الثال ثة» وقال‬
‫المام أح د‪ :‬حدث نا ع بد ال صمد حدث نا ع مر بن را شد اليما مي حدث نا إياس بن سلمة‬
‫الكوع عن أب يه ر ضي ال ع نه قال‪ :‬ما سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم د عا إل‬
‫استفتحه بط «سبحان ال رب العلي العلى الوهاب» وقد قال أبو عبيد‪ :‬حدثنا علي بن‬
‫ثابت عن جعفر بن برقان عن صال بن سار قال لا مات نب ال داود عليه السلم أوحى‬
‫ال تبارك وتعال إل اب نه سليمان عل يه ال صلة وال سلم أن سلن حاج تك قال أ سألك أن‬
‫تعل ل قلبا يشاك كما كان قلب أب وأن تعل قلب يبك كما كان قلب أب فقال ال‬
‫عز و جل‪ :‬أر سلت إل عبدي و سألته حاج ته فكا نت حاج ته أن أج عل قل به يشا ن وأن‬
‫أجعططل قلبططه يبنطط‪ ,‬لهبطط له ملكا ل ينبغططي لحططد مططن بعده‪.‬‬
‫قال ال جلت عظمته‪{ :‬فسخرنا له الريح تري بأمره رخاء حيث أصاب} والت بعدها‬
‫قال فأعطاه ما أعطاه وف الَخرة ل حساب عليه هكذا أورده أبو القاسم بن عساكر ف‬
‫ترجة سليمان عليه الصلة والسلم ف تاريه‪ ,‬وروي عن بعض السلف أنه قال بلغن عن‬
‫داود عليه الصلة والسلم أنه قال‪ :‬إلي كن لسليمان كما كنت ل‪ ,‬فأوحى ال عز وجل‬
‫إل يه‪ :‬أن قل ل سليمان أن يكون ل ك ما ك نت ل أ كن له ك ما ك نت لك‪ .‬وقوله تبارك‬
‫وتعال‪{ :‬فسخرنا له الريح تري بأمره رخاء حيث أصاب} قال السن البصري رحه ال‬
‫لا عقر سليمان عليه الصلة والسلم اليل غضبا ل عز وجل عوضه ال تعال ما هو خي‬
‫منهططا وأسططرع‪ ,‬الريططح التطط غدوهططا شهططر ورواحهططا شهططر‪.‬‬
‫وقوله جطل وعل‪{ :‬حيطث أصطاب} أي حيطث أراد مطن البلد‪ .‬وقوله جطل جلله‪:‬‬
‫{والشياط ي كل بناء وغواص} أي منهم ما هو م ستعمل ف البنية الائلة من ماريب‬
‫وتاث يل وجفان كالواب وقدور را سيات إل غ ي ذلك من العمال الشا قة ال ت ل يقدر‬
‫عليهطا البشطر‪ ,‬وطائفطة غواصطون فط البحار يسطتخرجون مطا فيهطا مطن اللَلء والواهطر‬
‫والشياء النفي سة ال ت ل تو جد إل في ها {وآخر ين مقرن ي ف ال صفاد} أي موثقون ف‬

‫‪899‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الغلل والكبال م ن قد ترد وع صى وامت نع من الع مل وأ ب‪ ,‬أو قد أ ساء ف صنيعه‬
‫واعتدى‪.‬‬
‫وقوله عز و جل‪{ :‬هذا عطاؤ نا فام نن أو أم سك بغ ي ح ساب} أي هذا الذي أعطيناك‬
‫من اللك التام والسلطان الكامل كما سألتنا فأعط من شئت واحرم من شئت ل حساب‬
‫عليك أي مهما فعلت فهو جائز لك احكم با شئت فهو صواب وقد ثبت ف الصحيحي‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لا خي بي أن يكون عبدا رسولً ط وهو الذي يفعل‬
‫ما يؤمر به وإنا هو قاسم يقسم بي الناس كما أمره ال تعال به ط وبي أن يكون نبيا‬
‫ملكا يع طي من يشاء وي نع مطن يشاء بل ح ساب ول جناح‪ ,‬اختار النلة الول بعدمطا‬
‫استشار جبيل عليه الصلة والسلم فقال له تواضع فاختار النلة الول لنا أرفع قدرا‬
‫ع ند ال عز و جل وأعلى منلة ف العاد وإن كا نت النلة الثانيطة و هي النبوة مع اللك‬
‫عظيمة أيضا ف الدنيا والَخرة‪ ,‬ولذا لا ذكر تبارك وتعال ما أعطى سليمان عليه الصلة‬
‫والسلم ف الدنيا نبه تعال على أنه ذو حظ عند ال يوم القيامة أيضا فقال تعال‪{ :‬وإن له‬
‫عندنططططا لزلفططططى وحسططططن مآب} أي فطططط الدنيططططا والَخرة‪.‬‬

‫ب َوعَذَا بٍ * ارْكُ ضْ‬ ‫شيْطَا نُ ِبنُ صْ ٍ‬ ‫سِنيَ ال ّ‬ ‫** وَاذْ ُك ْر عَبْدَنَآ َأيّو بَ ِإ ْذ نَادَىَ َربّ هُ أَنّي مَ ّ‬
‫ك هَـذَا ُم ْغتَ سَ ٌل بَارِدٌ َوشَرَا بٌ * َووَ َهْبنَا لَ هُ َأهْلَ ُه َو ِمثَْلهُ ْم ّم َعهُ مْ َرحْ َم ًة ّمنّا َوذِكْرَىَ‬ ‫بِرِ ْجلِ َ‬
‫حنَثْ ِإنّا َوجَ ْدنَاهُ صَابِرا ّنعْمَ اْل َعبْدُ ِإنّهُ‬ ‫ضرِب بّهِ وَلَ تَ ْ‬ ‫ضغْثا فَا ْ‬
‫ُلوْلِي اللْبَابِ * وَخُ ْذ ِبيَدِكَ ِ‬
‫َأوّابطططططططططططططططططططططططططططططططططططٌ‬
‫يذ كر تبارك وتعال عبده ور سوله أيوب عل يه ال صلة وال سلم و ما كان ابتله تعال به‬
‫من الضر ف جسده وماله وولده حت ل يبق ف جسده مغرز إبرة سليما سوى قلبه‪ ,‬ول‬
‫ي بق له من الدن يا ش يء ي ستعي به على مر ضه و ما هو ف يه غ ي أن زوج ته حف ظت وده‬
‫ليانا بال تعال ورسوله فكانت تدم الناس بالجرة وتطعمه وتدمه نوا من ثان عشرة‬
‫سنة‪ ,‬وقد كان قبل ذلك ف مال جزيل وأولد وسعة طائلة ف الدنيا‪ ,‬فسلب جيع ذلك‬
‫حت آل به الال إل أن ألقي على مزبلة من مزابل البلدة هذه الدة بكمالا ورفضه القريب‬
‫والبعيد سوى زوجته رضي ال عنها فإنا كانت ل تفارقه صباحا ومساء إل بسبب خدمة‬

‫‪900‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الناس ث تعود إليه قريبا‪ ,‬فلما طال الطال‪ ,‬واشتد الال‪ ,‬وانتهى القدر‪ ,‬وت الجل القدر‬
‫تضرع إل رب العالي وإله الرسلي فقال {إن مسن الضر وأنت أرحم الراحي} وف‬
‫هذه اليطة الكريةط قال‪{ :‬واذكطر عبدنطا أيوب إذ نادى ربطه أنط مسطن الشيطان بنصطب‬
‫وعذاب} ق يل بن صب ف بد ن وعذاب ف مال وولدي فع ند ذلك ا ستجاب له أر حم‬
‫الراح ي وأمره أن يقوم من مقا مه وأن ير كض الرض برجله فف عل فأن بع ال تعال عينا‬
‫وأمره أن يغتسل منها فأذهبت جيع ما كان ف بدنه من الذى‪ ,‬ث أمره فضرب الرض ف‬
‫مكان آخر فأنبع له عينا أخرى وأمره أن يشرب منها فأذهبت جيع ما كان ف باطنه من‬
‫السطوء وتكاملت العافيطة ظاهرا وباطنا‪ ,‬ولذا قال تبارك وتعال‪{ :‬اركطض برجلك هذا‬
‫مغت سل بارد وشراب} قال ا بن جرير وا بن أ ب حات جيعا حدثنا يونس بن عبد العلى‬
‫أخبنا ابن وهب أخبن نافع بن يزيد عن عقيل عن ابن شهاب عن أنس بن مالك رضي‬
‫ال ع نه قال‪ :‬إن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬إن نب ال أيوب عل يه ال صلة‬
‫والسلم لبث به بلؤه ثان عشرة سنة فرفضه القريب والبعيد إل رجلي كانا من أخص‬
‫إخوا نه به كا نا يغدوان إل يه ويروحان‪ ,‬فقال أحده ا ل صاحبه تعلم وال ل قد أذ نب أيوب‬
‫ذنبا ما أذنبه أحد من العالي قال له صاحبه وما ذاك ؟ قال منذ ثان عشرة سنة ل يرحه‬
‫ال فيك شف ما به فل ما را حا إل يه ل ي صب الر جل ح ت ذ كر ذلك له‪ ,‬فقال أيوب عل يه‬
‫الصلة والسلم ل أدري ما تقول غي أن ال عز وجل يعلم أن كنت أمر على الرجلي‬
‫يتنازعان فيذكران ال تعال فأرجع إل بيت فأكفر عنهما كراهية أن يذكر ال تعال إل ف‬
‫حق‪ ,‬قال وكان يرج إل حاج ته فإذا قضا ها أم سكت امرأ ته بيده ح ت يبلغ فل ما كان‬
‫ذات يوم أبطأ عليها فأوحى ال تبارك وتعال إل أيوب عليه الصلة والسلم أن {اركض‬
‫برجلك هذا مغتسل بارد وشراب} فاستبطأته فالتفتت تنظر فأقبل عليها وقد أذهب ال ما‬
‫به من البلء وهو على أحسن ما كان فلما رأته قالت أي بارك ال فيك هل رأيت نب ال‬
‫ل أشبه به منك إذ كان صحيحا قال فإن‬ ‫هذا البتلى‪ ,‬فوال القدير على ذلك ما رأيت رج ً‬
‫أنطا هطو‪ ,‬قال وكان له أندران أندر للق مح وأندر للشعيط فبعطث ال تعال سطحابتي فلمطا‬
‫كانت إحداها على أندر القمح أفرغت فيه الذهب حت فاض وأفرغت الخرى ف أندر‬
‫الشعيططط حتططط فاض‪ ,‬هذا لفطططظ ابطططن جريطططر رحهططط ال‪.‬‬

‫‪901‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال المام أحد حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن هام بن منبه قال‪ :‬هذا ما حدثنا‬
‫أبو هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬بينما أيوب يغتسل‬
‫عريانا خر عليه جراد من ذهب فجعل أيوب عليه الصلة والسلم يثو ف ثوبه فناداه ربه‬
‫عز وجل يا أيوب أل أكن أغنيتك عما ترى قال عليه الصلة والسلم بلى يا رب ولكن‬
‫ل غ ن ب عن برك تك» انفرد بإخرا جه البخاري من حد يث ع بد الرزاق به‪ ,‬ولذا قال‬
‫تبارك وتعال‪{ :‬ووهبنطا له أهله ومثلهطم معهطم رحةط منطا وذكرى لول اللباب} قال‬
‫السططن وقتادة أحياهططم ال تعال له بأعيانمطط وزادهططم مثلهططم معهططم‪.‬‬
‫وقوله عز و جل‪{ :‬رح ة م نا} أي به على صبه وثبا ته وإناب ته وتواض عه وا ستكانته‬
‫{وذكرى لول اللباب} أي لذوي العقول ليعلموا أن عاق بة ال صب الفرج والخرج‬
‫والراحة‪ .‬وقوله جلت عظمته‪{ :‬وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ول تنث} وذلك أن أيوب‬
‫عليه الصلة والسلم كان قد غضب على زوجته ووجد عليها ف أمر فعلته قيل باعت‬
‫ضفيتاط ببطز فأطعمتطه إياه فلمهطا على ذلك وحلف إن شفاه ال تعال ليضربنهطا مائة‬
‫جلدة‪ ,‬وقيل لغي ذلك من السباب فلما شفاه ال عز وجل وعافاه ما كان جزاؤها مع‬
‫هذه الدمة التا مة والرح ة والشف قة والح سان أن تقا بل بالضرب فأفتاه ال عز و جل أن‬
‫يأخذ ضغثا وهو الشمراخ فيه مائة قضيب فيضربا به ضربة واحدة وقد برت يينه وخرج‬
‫من حنثه ووف بنذره‪ ,‬وهذا من الفرج والخرج لن اتقى ال تعال وأناب إليه‪ ,‬ولذا قال‬
‫جل وعل‪{ :‬إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب} أثن ال تعال عليه ومدحه بأنه {نعم‬
‫العبد إنه أواب} أي رجاع منيب‪ ,‬ولذا قال جل جلله‪{ :‬ومن يتق ال يعل له مرجا *‬
‫ويرزقه من حيث ل يتسب ومن يتوكل على ال فهو حسبه إن ال بالغ أمره قد جعل ال‬
‫ل كل ش يء قدرا*} وا ستدل كث ي من الفقهاء بذه الَ ية الكري ة على م سائل ف اليان‬
‫وغيهططططا‪ .‬وقططططد أخذوهططططا بقتضاه وال أعلم بالصططططواب‪.‬‬

‫صةٍ‬
‫صنَاهُ ْم بِخَالِ َ‬
‫ق َوَي ْعقُو بَ ُأوْلِي اليْدِي وَالبْ صَارِ * ِإنّآ أَ ْخلَ ْ‬
‫** ِعبَا َدنَآ ِإبْرَاهِي َم َوإِ سْحَا َ‬
‫َسطَع َوذَا‬
‫ِسطمَاعِيلَ وَاْلي َ‬‫ُصط َط َفيْنَ ال ْخيَارِ * وَاذْكُرْ إ ْ‬
‫ِنط الْم ْ‬
‫ُمط عِندَنَا لَم َ‬
‫ذِ ْكرَى الدّارِ * َوِإنّه ْ‬
‫الْ ِكفْ ِل وَكُ ّل مّنططَ ال ْخيَارِ * هَـططذَا ذِ ْك ٌر َوإِنططّ لِ ْل ُمّتقِيَطط لَحُسططْ َن مَآبططٍ‬

‫‪902‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تبارك وتعال م با عن فضائل عباده الر سلي وأ نبيائه العابد ين {واذ كر عباد نا‬
‫إبراهيم وإسحاق ويعقوب أول اليدي والبصار} يعن بذلك العمل الصال والعلم النافع‬
‫والقوة ف العبادة والبصية النافذة‪ ,‬قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس رضي ال عنهما‬
‫{أول اليدي} يقول أول القوة والعبادة {والبصار} يقول الفقه ف الدين‪ .‬وقال ماهد‬
‫{أول اليدي} يعن القوة ف طاعة ال تعال والبصار يعن البصر ف الق وقال قتادة‬
‫والسططططدي‪ :‬أعطوا قوة فطططط العبادة وبصططططرا فطططط الديططططن‪.‬‬
‫وقوله تبارك وتعال‪{ :‬إنطا أخلصطناهم بالصطة ذكرى الدار} قال ماهطد أي جعلناهطم‬
‫يعملون للَخرة ليس لم غيها وكذا قال السدي ذكرهم للَخرة وعملهم لا‪ .‬وقال مالك‬
‫بن دينار نزع ال تعال من قلوبم حب الدنيا وذكرها وأخلصهم بب الَخرة وذكرها‪,‬‬
‫وكذا قال عطاء الرا سان‪ .‬وقال سعيد بن جبي يع ن بالدار ال نة يقول أخل صناها ل م‬
‫بذكر هم ل ا‪ ,‬وقال ف روا ية أخرى ذكرى الدار ع قب الدار‪ ,‬وقال قتادة كانوا يذكرون‬
‫الناس الدار الَخرة والع مل ل ا‪ ,‬وقال ا بن ز يد ج عل ل م خا صة أف ضل ش يء ف الدار‬
‫الَخرة‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وإن م عند نا ل ن ال صطفي الخيار} أي ل ن الختار ين الج تبي الخيار‬
‫فهطططططططططططططططططططططططططططططم أخيار متارون‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬واذ كر إ ساعيل والي سع وذا الك فل و كل من الخيار} قد تقدم الكلم‬
‫على قصصهم وأخبارهم مستقصاة ف سورة النبياء عليهم الصلة والسلم با أغن عن‬
‫إعادتططططططططططططططططه ههنططططططططططططططططا‪.‬‬
‫وقوله عز و جل‪{ :‬هذا ذ كر} أي هذا ف صل ف يه ذ كر ل ن يتذ كر‪ ,‬قال ال سدي يع ن‬
‫القرآن العظيطططططططططططططططططططططططططططططططم‪.‬‬

‫حةً ّلهُمُ الْبوَابُ * مُّت ِكئِيَ فِيهَا يَ ْدعُونَ‬


‫ت عَدْ ٍن ّمفَتّ َ‬
‫س َن مَآبٍ * َجنّا ِ‬ ‫** َوإِنّ ِللْ ُمّتقِيَ لَحُ ْ‬
‫صرَاتُ ال ّطرْفِ َأتْرَابٌ * هَـذَا مَا تُوعَدُونَ ِلَيوْمِ‬ ‫فِيهَا ِبفَا ِك َهةٍ َكثِ َيةٍ َوشَرَابٍ * َوعِن َدهُمْ قَا ِ‬
‫ط هَـطططذَا لَ ِرزْقُنَطططا مَطططا لَهطططُ مِطططن ّنفَادٍ‬ ‫الْحِسطططَابِ * إِنطط ّ‬

‫‪903‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ي ب تعال عن عباده الؤمن ي ال سعداء أن ل م ف الدار الَخرة ل سن مآب و هو الر جع‬
‫والنقلب ثط فسطره بقوله تعال‪{ :‬جنات عدن} أي جنات إقامطة مفتحطة لمط البواب‬
‫واللف واللم ههنا بعن الضافة كأنه يقول مفتحة لم أبوابا أي إذا جاءوها فتحت لم‬
‫أبوابا‪ ,‬قال ابن أب حات حدثنا ممد بن ثواب الباري حدثنا عبد ال بن ني حدثنا عبد‬
‫ال بن مسلم يعن ابن هرمز عن ابن سابط عن عبد ال بن عمرو رضي ال عنهما قال‪:‬‬
‫قال رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم‪« :‬إن فط النطة قصطرا يقال له عدن حوله البوج‬
‫والروج له خسة آلف باب عند كل باب خسة آلف حبة ل يدخله ط أو ل يسكنه‬
‫طط إل نطب أو صطديق أو شهيطد أو إمام عدل» وقطد ورد فط ذكطر أبواب النطة الثمانيطة‬
‫أحاديططططططططططططث كثية مططططططططططططن وجوه عديدة‪.‬‬
‫وقوله عز و جل‪{ :‬متكئ ي في ها} ق يل متربع ي على سرر ت ت الجال {يدعون في ها‬
‫بفاكهة كثية} أي مهما طلبوا وجدوا وأحضر كما أرادوا {وشراب} أي من أي أنواعه‬
‫شاؤوا أتتهم به الدام {بأكواب وأباريق وكأس من معي} {وعندهم قاصرات الطرف}‬
‫أي عن غ ي أزواج هن فل يلتف ت إل غ ي بعولت هن {أتراب} أي مت ساويات ف ال سن‬
‫والعمر هذا معن قول ابن عباس رضي ال عنهما وماهد وسعيد بن جبي وممد بن كعب‬
‫وال سدي {هذا ما توعدون ليوم ال ساب} أي هذا الذي ذكرنا من صفة النة هي ال ت‬
‫وعدها لعباده التقي الت يصيون إليها بعد نشورهم وقيامهم من قبورهم وسلمتهم من‬
‫النار‪ .‬ث أخب تبارك وتعال عن النة أنه ل فراغ لا ول زوال ول انقضاء ول انتهاء فقال‬
‫تعال‪{ :‬إن هذا لرزق نا ماله من نفاد} كقوله عز و جل { ما عند كم ين فد و ما ع ند ال‬
‫باق} وكقوله جل وعل {عطاء غ ي مذوذ} وكقوله تعال‪{ :‬ل م أ جر غ ي منون} أي‬
‫غي مقطوع وكقوله عز وجل‪{ :‬أكلها دائم وظلها تلك عقب الذين اتقوا وعقب الكافرين‬
‫النار} والَيات فططططططططططططططططططططططط هذا كثية جدا‪.‬‬

‫** هَـذَا َوإِ نّ لِلطّاغِيَ لَشَ ّر مَآ بٍ * َج َهنّ َم يَ صَْل ْوَنهَا َفِبئْ سَ الْ ِمهَادُ * هَـذَا فَ ْليَذُوقُو ُه‬
‫ج ّم ْقتَحِ ٌم ّم َعكُ مْ َل مَرْحَبا ِبهِ مْ‬ ‫حَمِي ٌم َوغَ سّاقٌ * وَآ َخ ُر مِن َشكْلِ هِ أَ ْزوَا جٌ * هَ ـذَا َفوْ ٌ‬
‫ِإنّهُ مْ صَالُو النّارِ * قَالُوْا بَلْ أَنتُ مْ َل َمرْحَبا بِكُ مْ أَنتُ مْ قَ ّد ْمتُمُو هُ َلنَا َفِبئْ سَ اْلقَرَارُ * قَالُواْ َرّبنَا‬

‫‪904‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ضعْفا فِي النّارِ * وَقَالُوْا مَا َلنَا َل نَرَىَ ِرجَالً ُكنّا َنعُ ّدهُ مْ‬
‫مَن َقدّ مَ َلنَا هَـذَا َفزِدْ ُه عَذَابا ِ‬
‫خ ْذنَاهُمْ ِسخْ ِريّا أَمْ زَاغَتْ َعْنهُمُ البْصَطرُ * إِنّ ذَلِكَ لَحَ ّق تَخَاصُمُ َأهْلِ‬ ‫مّ َن الشْرَارِ * َأتّ َ‬
‫النّارِ‬
‫ل ا ذ كر تبارك وتعال مآل ال سعداء ث ن بذ كر حال الشقياء ومرجع هم ومآب م ف دار‬
‫معادهم وحسابم فقال عز وجل‪{ :‬هذا وإن للطاغي} وهم الارجون عن طاعة ال عز‬
‫وجل الخالفون لرسل ال صلى ال عليه وسلم {لشر مآب} أي لسوء منقلب ومرجع‪ .‬ث‬
‫فسطره بقوله جطل وعل‪{ :‬جهنطم يصطلونا} أي يدخلوناط فتغمرهطم مطن جيطع جوانبهطم‬
‫{فبئس الهاد * هذا فليذوقوه حيم وغساق} أما الميم فهو الار الذي قد انتهى حره‪,‬‬
‫طن شدة برده الؤل‪.‬‬ ‫طو البارد الذي ل يسططتطاع مط‬ ‫طو ضده وهط‬ ‫طاق فهط‬ ‫طا الغسط‬ ‫وأمط‬
‫ولذا قال عطز وجطل‪{ :‬وآخطر مطن شكله أزواج} أي وأشياء مطن هذا القبيطل‪ :‬الشيطء‬
‫وضده يعاقبون با‪ .‬قال المام أحد‪ :‬حدثنا حسن بن موسى حدثنا ابن ليعة حدثنا دراج‬
‫عن أب اليثم عن أب سعيد رضي ال عنه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال‪:‬‬
‫«لو أن دلوا من غساق يهراق ف الدنيا لنت أهل الدنيا» ورواه الترمذي عن سويد بن‬
‫نصر عن ابن البارك عن رشدين بن سعد عن عمرو بن الارث عن دراج به ث قال ل‬
‫نعر فه إل من حد يث رشد ين كذا قال و قد تقدم ف غ ي حدي ثه‪ ,‬ورواه ا بن جر ير عن‬
‫يونططس بططن عبططد العلى عططن ابططن وهططب عططن عمرو بططن الارث بططه‪.‬‬
‫وقال ك عب الحبار‪ :‬غ ساق ع ي ف جه نم ي سيل إلي ها ح ة كل ذات ح ة من ح ية‬
‫وعقرب وغي ذلك فيستنقع فيؤتى بالَدمي فيغمس فيها غمسة واحدة فيخرج وقد سقط‬
‫جلده ول مه عن العظام ويتعلق جلده ول مه ف ك عبيه وع قبيه وي ر ل مه كله ك ما ي ر‬
‫الرجل ثوبه‪ ,‬رواه ابن أب حات‪ .‬وقال السن البصري ف قوله تعال‪{ :‬وآخر من شكله‬
‫أزواج} ألوان من العذاب‪ ,‬وقال غيه كالزمهر ير وال سموم وشرب الم يم وأ كل الزقوم‬
‫والصطعود والوي إل غيط ذلك مطن الشياء الختلفطة التضادة والميطع ماط يعذبون بطه‪,‬‬
‫ويهانون بسطططططططططططططططططططططططططططططططببه‪.‬‬
‫وقوله عز و جل‪{ :‬هذا فوج مقت حم مع كم ل مرحبا ب م إن م صالوا النار} هذا إخبار‬
‫من ال تعال عن قيل أهل النار بعضهم لبعض كما قال تعال‪{ :‬كلما دخلت أمة لعنت‬

‫‪905‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أخت ها} يع ن بدل ال سلم يتلعنون ويتكاذبون ويك فر بعض هم بب عض فتقول الطائ فة ال ت‬
‫تد خل ق بل الخرى إذا أقبلت ال ت بعد ها مع الز نة من الزبان ية {هذا فوج مقت حم} أي‬
‫داخل {معكم ل مرحبا بم إنم صالوا النار} أي لنم من أهل جهنم {قالوا بل أنتم ل‬
‫مرحبا بكم} أي فيقول لم الداخلون {بل أنتم ل مرحبا بكم أنتم قدمتموه لنا} أي أنتم‬
‫دعوتونا إل ما أفضى بنا إل هذا الصي {فبئس القرار} أي فبئس النل والستقر والصي‬
‫{قالوا رب نا من قدم ل نا هذا فزده عذابا ضعفا ف النار} ك ما قال عز و جل‪{ :‬قالت‬
‫أخراهم لولهم ربنا هؤلء أضلونا فآتم عذابا ضعفا من النار * قال لكل ضعف ولكن‬
‫ل تعلمون} أي ل كل من كم عذاب ب سبه {وقالوا مال نا ل نرى رجالً ك نا نعد هم من‬
‫الشرار * أتذناهم سخريا أم زاغت عنهم البصار ؟} هذا إخبار عن الكفار ف النار أنم‬
‫يفقدون رجا ًل كانوا يعتقدون أنمط على الضللة وهطم الؤمنون ف زعم هم قالوا مال نا ل‬
‫نراهطم معنطا فط النار‪ .‬قال ماهطد‪ :‬هذا قول أبط جهطل يقول مال ل أرى بللً وعمارا‬
‫وصهيبا وفلنا وفلنا وهذا ضرب مثل وإل ف كل الكفار هذا حالم يعتقدون أن الؤمن ي‬
‫يدخلون النار‪ ,‬فل ما د خل الكفار النار افتقدو هم فلم يدو هم فقالوا {مال نا ل نرى رجالً‬
‫كنطا نعدهطم مطن الشرار * أتذناهطم سطخريا} أي فط الدار الدنيطا {أم زاغطت عنهطم‬
‫البصار ؟} يسألون أنفسهم بالحال يقولون أو لعلهم معنا ف جهنم ولكن ل يقع بصرنا‬
‫عليهطم‪ ,‬فعنطد ذلك يعرفون أنمط فط الدرجات العاليات وهطو قوله عطز وجطل‪{ :‬ونادى‬
‫أصحاب النة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدت ما وعد ربكم‬
‫حقا ؟ قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم أن لعنة ال على الظالي ط إل قوله ط ادخلوا النة ل‬
‫خوف علي كم ول أن تم تزنون} وقوله تعال‪{ :‬إن ذلك ل ق تا صم أ هل النار} أي إن‬
‫هذا الذي أخبناك به يا ممد من تاصم أهل النار بعضهم ف بعض ولعن بعضهم لبعض‬
‫لقططططططط ل مريطططططططة فيطططططططه ول شطططططططك‪.‬‬

‫ت وَالرْضِ َومَا‬ ‫ب السّمَاوَا ِ‬‫** ُقلْ ِإنّمَآ َأنَ ْا مُنذِ ٌر َومَا مِ نْ إِلَـهٍ إِلّ اللّهُ الْوَاحِ ُد اْل َقهّارُ * رَ ّ‬
‫َبيَْنهُمَا اْلعَزِي ُز اْل َغفّارُ * قُ ْل ُه َو َنبٌَأ عَظِي مٌ * أَنتُ مْ عَنْ ُه ُمعْرِضُو نَ * مَا كَا نَ لِ َي مِ ْن عِلْ مٍ‬
‫ختَصططِمُونَ * إِن يُو َحىَ إِلَيططّ إِلّ َأنّمَططآ َأنَ ْا نَذِي ٌر ّمبِيٌطط‬ ‫ل العَْلىَ إِ ْذ يَ ْ‬ ‫بِالْمَـطط ِ‬

‫‪906‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال آمرا رسوله صلى ال عليه وسلم أن يقول للكفار بال الشركي به الكذبي‬
‫لر سوله إن ا أ نا منذر ل ست ك ما تزعمون {و ما من إله إل ال الوا حد القهار} أي هو‬
‫وحده قد قهر كل شيء وغلبه {رب السموات والرض وما بينهما} أي هو مالك جيمع‬
‫ذلك ومتصرف فيه {العزيز الغفار} أي غفار مع عظمته وعزته {قل هو نبأ عظيم} أي‬
‫خطب عظيطم وشأن بليطغ وهطو إرسطال ال تعال إياي إليكطم {أنتطم عنطه معرضون} أي‬
‫غافلون‪ ,‬قال ماهد وشريح القاضي والسدي ف قوله عز وجل‪{ :‬قل هو نبأ عظيم} يعن‬
‫القرآن‪.‬‬
‫وقوله تعال‪ { :‬ما كان ل من علم بالل العلى إذ يت صمون} أي لول الو حي من أ ين‬
‫كنت أدري باختلف الل العلى ؟ يعن ف شأن آدم عليه الصلة والسلم وامتناع إبليس‬
‫من السجود له وماجته ربه ف تفضيله عليه‪ .‬فأما الديث الذي رواه المام أحد حيث‬
‫قال‪ :‬حدثنا أبو سعيد مول بن هشام حدثنا جهضم اليمامي عن يي بن أب كثي عن زيد‬
‫بن أب سلم عن أب سلم عن عبد الرحن بن عائش عن مالك بن يامر عن معاذ رضي‬
‫ال ع نه قال‪ :‬احت بس علي نا ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ذات غداة من صلة ال صبح‬
‫حت كدنا نتراءى قرن الشمس فخرج صلى ال عليه وسلم سريعا فثوب بالصلة فصلى‬
‫وتوز ف صلته فلما سلم قال صلى ال عليه وسلم‪« :‬كما أنتم» ث أقبل إلينا فقال‪« :‬إن‬
‫قمت من الليل فصليت ما قدر ل فنعست ف صلت حت استيقظت فإذا أنا برب عز وجل‬
‫ف أحسن صورة فقال‪ :‬يا ممد أتدري فيم يتصم الل العلى‪ ,‬قلت ل أدري يا رب ط‬
‫أعادها ثلثا ط فرأيته وضع كفه بي كتفي حت وجدت برد أنامله بي صدري فتجلى ل‬
‫كل شيء وعرفت فقال‪ :‬يا ممد فيم يتصم الل العلى ؟ قلت‪ :‬ف الكفارات‪ .‬قال‪ :‬وما‬
‫الكفارات ؟ قلت‪ :‬نقل القدام ف الماعات واللوس ف الساجد بعد الصلوات وإسباغ‬
‫الوضوء ع ند الكريهات‪ .‬قال‪ :‬و ما الدرجات ؟ قلت‪ :‬إطعام الطعام ول ي الكلم وال صلة‬
‫والناس نيام‪ ,‬قال‪ :‬سطل‪ ,‬قلت‪ :‬اللهطم إنط أسطألك فعطل اليات وترك النكرات وحطب‬
‫الساكي وأن تغفر ل وترحن‪ ,‬وإذا أردت فتنة بقوم فتوفن غي مفتون‪ ,‬وأ سألك حبك‬
‫وحب من يبك وحب عمل يقربن إل حبك ط وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ط‬
‫إنا حق فادرسوها وتعلموها» فهو حديث النام الشهور‪ ,‬ومن جعله يقظة فقد غلط وهو‬

‫‪907‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ف السنن من طرق‪ ,‬وهذا الديث بعينه قد رواه الترمذي من حديث جهضم بن عبد ال‬
‫اليما مي به‪ ,‬وقال ال سن صحيح ول يس هذا الخت صام هو الخت صام الذكور ف القرآن‬
‫فإن هذا قد فسر‪ ,‬وأما الختصام الذي ف القرآن فقد فسر بعد هذا وهو ف قوله تعال‪):‬‬

‫لِئ َكةِ ِإنّي خَالِ ٌق بَشَرا مّن طِيٍ * فَإِذَا َس ّوْيتُهُ َوَنفَخْتُ فِيهِ مِن رّوحِي‬ ‫** ِإذْ قَالَ َربّكَ لِلْ َم َ‬
‫لئِ َكةُ كُطّلهُمْ أَجْ َمعُو نَ * إِلّ ِإبْلِي سَ ا سَْتكْبَرَ وَكَا نَ مِ نَ‬ ‫سجَ َد الْ َم َ‬ ‫َف َقعُواْ لَ هُ سَاجِدِينَ * فَ َ‬
‫ت مِ نَ‬ ‫جدَ لِمَا خََلقْ تُ ِبيَدَ يّ أَ ْستَ ْكبَرْتَ أَ مْ كُن َ‬‫س مَا َمنَعَ كَ أَن تَ سْ ُ‬ ‫الْكَافِرِي نَ * قَا َل يَِإبْلِي ُ‬
‫ج ِمنْهَا فَِإنّ كَ‬‫الْعَالِيَ * قَالَ َأنَاْ َخيْ ٌر ّمنْ هُ َخَل ْقتَنِي مِن نّا ٍر وَخََل ْقتَ هُ مِن طِيٍ * قَالَ فَاخْ ُر ْ‬
‫رَجِي مٌ * َوإِ ّن عََليْ كَ َل ْعنَتِ يَ إَِل َى َيوْ مِ الدّي نِ * قَالَ رَ بّ َفأَنظِ ْرنِ يَ إَِل َى َيوْ ِم ُيْبعَثُو نَ * قَالَ‬
‫ت الْ َمعْلُو مِ * قَالَ َفِبعِ ّزتِ كَ ُل ْغ ِويَّنهُ مْ أَجْ َمعِيَ * إِلّ‬
‫فَِإنّ كَ مِ َن الْمُنظَرِي نَ * إَِل َى َيوْ ِم اْلوَقْ ِ‬
‫ك َومِمّن َتبِعَ كَ‬ ‫ح قّ أَقُولُ * لمْل نّ َج َهنّ َم مِن َ‬ ‫خلَ صِيَ * قَالَ فَالْحَ ّق وَالْ َ‬ ‫عِبَادَ كَ ِمْنهُ ُم الْمُ ْ‬
‫ططططططططططططططط‬ ‫ِمنْهُمططططططططططططططططْ أَجْ َمعِيَط‬
‫هذه القصة ذكرها ال تبارك وتعال ف سورة البقرة وف أول سورة العراف وف سورة‬
‫ال جر وسبحان والكهف وههنا وهي أن ال سبحانه وتعال أعلم اللئكة قبل خلق آدم‬
‫عليه الصلة والسلم بأنه سيخلق بشرا من صلصال من حأ مسنون وتقدم إليهم بالمر‬
‫م ت فرغ من خل قه وت سويته فلي سجدوا له إكراما وإعظاما واحتراما وامتثالً ل مر ال عز‬
‫وجل فامتثل اللئكة كلهم ذلك سوى إبليس ول يكن منهم جنسا‪ .‬كان من الن فخانه‬
‫طبعه وجبلته أحوج ما كان إليه فاستنكف عن السجود لَدم وخاصم ربه عز وجل فيه‬
‫وادعى أنه خي من آدم فإنه ملوق من نار وآدم خلق من طي والنار خي من الطي ف‬
‫زعمه‪ ,‬وقد أخطأ ف ذلك وخالف أمر ال تعال وكفر بذلك فأبعده ال عز وجل وأرغم‬
‫أن فه وطرده عن باب رح ته وم ل أن سه‪ ,‬وحضرة قد سه‪ ,‬و ساه إبل يس إعلما له بأ نه قد‬
‫أبلس من الرح ة وأنزله من ال سماء مذموما مدحورا إل الرض ف سأل ال النظرة إل يوم‬
‫البعث فأنظره الليم الذي ل يعجل على من عصاه‪ .‬فلما أمن اللك إل يوم القيامة ترد‬
‫وطغططططططططططططططططططططططططططططططططططى‬

‫‪908‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال‪{ :‬فبعز تك لغزين هم أجع ي * إل عبادك من هم الخل صي} ك ما قال عز و جل‪:‬‬
‫{أرأيتك هذا الذي كرمت علي * لئن أخرتن إل يوم القيامة لحتنكن ذريته إل قليلً}‬
‫وهؤلء هطم السطتثنون فط الَيطة الخرى وهطي قوله تعال‪{ :‬إن عبادي ليطس لك عليهطم‬
‫ططططططططك وكيلً}‪.‬‬ ‫ططططططططى بربط‬ ‫ططططططططلطان وكفط‬ ‫سط‬

‫وقوله تبارك وتعال‪{ :‬قال فال ق وال ق أقول * لملن جه نم م نك وم ن تب عك من هم‬


‫أجع ي} قرأ ذلك جا عة من هم ما هد بر فع ال ق الول وف سره ما هد بأن معناه أ نا ال ق‬
‫والق أقول‪ ,‬وف رواية عنه‪ :‬الق من وأقول الق‪ ,‬وقرأ آخرون بنصبهما قال السدي هو‬
‫قسم أقسم ال به (قلت) وهذه الَية كقوله تعال‪{ :‬ولكن حق القول من لملن جهنم‬
‫من ال نة والناس أجع ي} وكقوله عز و جل‪{ :‬قال اذ هب ف من تب عك من هم فإن جه نم‬
‫جزاؤكطططططططططططططططططططططططططططم جزاء موفورا}‪.‬‬
‫قُ ْل مَآ أَ ْسأَُلكُ ْم عََليْ ِه مِ نْ أَجْ ٍر َومَآ َأنَآ مِ َن الْ ُمتَكَّلفِيَ * إِنْ ُهوَ إِلّ ذِكْرٌ ّل ْلعَالَمِيَ * وََلَتعْلَ ُمنّ‬
‫َنبَأَهططططططططططططططططُ َبعْدَ حِيِطططططططططططططططط‬
‫يقول تعال قل يا ممد لؤلء الشركي ما أسألكم على هذا البلغ وهذا النصح أجرا‬
‫تعطونيه من عرض الياة الدنيا {وما أنا من التكلفي} أي وما أريد على ما أرسلن ال‬
‫تعال به ول أبتغي زيادة عليه بل ما أمرت به أديته ل أزيد عليه ول أنقص منه‪ ,‬وإنا أبتغي‬
‫بذلك وجه ال عز وجل والدار الَخرة‪ ,‬قال سفيان الثوري عن العمش ومنصور عن أب‬
‫الضحى عن مسروق قال‪ :‬أتينا عبد ال بن مسعود رضي ال عنه فقال يا أيها الناس من‬
‫علم شيئا فليقل به ومن ل يعلم فليقل ال أعلم فإن من العلم أن يقول الرجل لا ل يعلم‪,‬‬
‫ال أعلم‪ ,‬فإن ال عز و جل قال لنبيكم صلى ال عليه و سلم‪ { :‬قل ما أسألكم عليه من‬
‫أ جر و ما أ نا من التكلف ي} أخرجاه من حد يث الع مش‪ ,‬به وقوله تعال‪{ :‬إن هو إل‬
‫ذكر للعالي} يعن القرآن ذكر لميع الكلفي به من النس والن‪ ,‬قاله ابن عباس رضي‬
‫ال عنهما‪ ,‬وروى ابن أب حات عن أبيه عن أب غسان مالك بن إساعيل‪ :‬حدثنا قيس عن‬
‫عطاء بن ال سائب عن سعيد بن جبي عن ا بن عباس ر ضي ال عنه ما ف قوله تعال‪:‬‬
‫{للعالي} قال‪ :‬الن والنس‪ ,‬وهذه الَية الكرية كقوله تعال‪{ :‬لنذركم به ومن بلغ}‬

‫‪909‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وكقوله عز و جل‪{ :‬و من يك فر به من الحزاب فالنار موعده} وقوله تعال‪{ :‬ولتعل من‬
‫نبأه} أي خبه وصدقه {بعد حي} أي عن قريب قال قتادة بعد الوت وقال عكرمة يعن‬
‫يوم القيامة‪ ,‬ول منافاة بي القولي فإن من مات فقد دخل ف حكم القيامة‪ ,‬وقال قتادة ف‬
‫قوله تعال‪{ :‬ولتعل من نبأه ب عد ح ي} قال ال سن يا ا بن آدم ع ند الوت يأت يك البط‬
‫طططططططططططططططططططططططططططططططططط‪.‬‬ ‫اليقيط‬

‫‪910‬‬

You might also like