You are on page 1of 4

‫القاعة ‪5‬‬

‫قصة قصيرة‬

‫عمر المين الخليفة‬


‫يوليو ‪1997‬‬
‫شئ ما ‪...‬‬
‫في هذة القاعة التي تحمل الرقم ‪(( 5‬والي البد)) يوجد فية خلل حقيقي بابها الذي الذي يستقبل‬
‫الجهة الغربية دوما ((والي البد)) علي الجانبين رصت الدراج والبنشات ؛ وبينهما ممر‬
‫يشير الي النفصال البدي بين النساء والرجال في بلدي؛ علي اليمين من ناحية المدخل‬
‫تجلس الطالبات وناحية اليسار يجلس الطلب ؛ لم يتبادر الي احد من الطرفين تبادل الزيارات‬
‫علي الطلق ‪ .‬علي الجدران ل توجد لوحة اورسمة أو شعار منظر يزين الجدران الكئيبة‬
‫الصامدة القاسية ؛ مليانة دوما تراب وغبار وهباب ودموع واحزان‪ ..‬علي الجهات الثلث‬
‫توجد شبابيك لتسمح وتقاوم مرور الهواء وحتي علي الجدار الرابع توجد أثار شبابيك منذ‬
‫الزمن السحيق لكنها أغلقت بالطوب والطين والسمنت ((أغلقت مرة والي البد)) ظلت أثارها‬
‫باقية الي البد تحكي عن وعن عشوائية التخطيط والتنفيذ في بلدي منذ الزل والي البد‪..‬‬
‫في السقف علقت ‪ 5‬مراوح تحكي عن تطابق الرقام وتشابهها والي البد‪..‬‬
‫تبدأ في اللف والدوران عندما يصل التيار الكهربائي غير أنها تعمل وتدور من الشمال لليمين‬
‫بفعل النفاس الحارة الصاعدة الي العلي ‪.‬‬
‫توجد في السقف أيضا لمبات علقت من أجل أن تهب الضوء لكنها ل تعمل علي الطلق من‬
‫اين لها التيار الكهربائي؟؟ حتي أن الحشرات عندما تطول بها ساعات النتظار الحشرات التي‬
‫ترغب في التخلص من الحياة بعد لحظات من التحليق والطيران فوق لهب النار‪ ..‬تغادر‬
‫المكان بعد ساعات النتظار المر‪ ..‬تلملم أطراف ثوبها من بين فخذيها وتمصمص شفتيها في‬
‫قرف واضح وتغادر المكان مرة والي البد ‪..‬‬
‫حتي جلسات الطالبات من علي المدرج اليمن أصبحت معروفة ومكشوفة كأنها شواهد قبور‬
‫الحزن المقام مرة والي البد داخل القاعة ‪ ..5‬هنا تجلس الطالبة فلنة وهناك البنت فلنة‬
‫يتعمدن الحضور مبكرا ليس من اجل الجلوس في المقدمة – دليل الهتمام – بالمحاضرة‬
‫والدرس – من المؤكد أن الحضور المبكر من اجل مراقبة الداخلين عند دخولهم القاعة‪..‬‬
‫وحتي الجماعات التي تتعمد دائما أن تأتي متأخرة من اجل لفت النظار وإثارة الهتمام عند‬
‫حضورهن ودخولهن يضربن بأرجلهن المدرج من الحد للحد‪...‬‬
‫حتي ناحية الشمال القلب والنيل والنخيل شوهت صورة الجدار وعلقت عليها قطعة خشب من‬
‫النوع الرخيص وضع عليها طلء اسود اللون تميزا ورمزا لها عن سائر الشياء والجمادات‬
‫كأنما اختص اللون السود مرة والي البد بذلك الشئ المسمي سبورة أنها ترمز الي لشئ‪..‬‬
‫في قاعات أخري تغيير لون السبورة الي الخضر وصنعت من القماش بدلً عن الطوب‬
‫الخشب والطوب‪..‬‬
‫والن استمع جيداَ حقا في يوما ما حدث هذا ‪...‬‬
‫كان اليوم هو يوم الحد الجميع محتشدين داخل القاعة التي تحمل الرقم ‪ 5‬مرة والي البد ذات‬
‫الباب المفتوح علي مصرعيه مستقبلً الجهة الغربية دوما عقارب الساعة تشير الي الحادية‬
‫عشرة صباحا‪ .‬كنا في النتظار افه البلد الولي والي البد‪ .‬الستاذ لم ياتي بعد حتي تبداء‬
‫وتنهي فورا المحاضرة‪ .‬جميع الحضور داخل القاعة‪ .‬طلب وطالبات يتحدثوا في وقت واحد‬
‫بأصوات مرتفعة ومزعجة ومؤذية جدا‪ .‬روائح نساء ورجال اختلطت مع بعضها البعض‬
‫عكرت سماء القاعة‪ .‬وكما هي العادة الكهرباء لم ولن تأتي الي البد ‪ ...‬ل اتذكر اسم الستاذ‬
‫او المحاضرة التي كان سيلقيها علي مسامعنا‪ .‬كان طبيعي ان يحدث هذا تدخل القاعة وأنت‬
‫لتعلم عن الدرس والستاذ شئ‪ .‬ومرات تدخل قاعة غير وتجلس مع مجموعة ودفعة غير‬
‫وتخصص غير ل احد يهتم من أنت ومن أين أتيت ولماذا أتيت؟؟ تحضر المحاضرة وتسجل‬
‫اسمك مع الحاضرين وتغادر المكان مرة والي البد‪ ..‬كانت ملمح الستاذ تمر علي ذاكراتي‬
‫كأنها قطعة أثاث داخل القاعة التي تحمل الرقم ‪ 5‬مرة والي البد قصير القامة ممتلئ الجسم‬
‫عريض المنكبين يرتدي بنطلون اسود منذ أول يوم رايته فية‪ .‬حتي غادرت الجامعة اخرة مرة‬
‫والي البد‪ ..‬له شارب ولحية يرتدى طاقية‪ ..‬لول ذلك ما تيسر له العمل أستاذ ومحاضر‬
‫بالجامعة‪ .‬منظرة غير متناسق تماما‪ ...‬طالت وامتدت لحظات النتظار علي غير العادة كانت‬
‫لحظات النتظار جميلة شعور غامر بالفرح والرتياح داخل النفوس أن المحاضرة غير قائمة‬
‫ومن المؤكد جدا أن الستاذ لن يأتي واستمرآ الحضور الجلوس واستهلك الوقت في القيل‬
‫والقال من ساقط القول والنظرات‪..‬‬
‫انتبه الجميع سمعوا صوت صادر من سقف القاعة التي تحمل الرقم ‪ 5‬مرة والي البد‪ ..‬كان‬
‫السقف من الزنك الرخيص وضعت تحته طبقة من الخشب الرفيع ارخص من الزنك ومن‬
‫النسان لتعمل عازل ومخفض لحرارة الشمس الساقطة علي الزنك ظن الجميع أن الخشب‬
‫والزنك والسقف بأكمله سقط علي الرؤوس من السهولة بمكان أن تتخيل ما جري علي مسرح‬
‫الحداث داخل القاعة التي تحمل الرقم ‪ 5‬مرة والي البد كان مصدر الصوت حجر ضخم‬
‫قذف به ماسح احذية سقف القاعة بتوجيه من احد السناير البغضاء الطالبات خلعن احذيتهن‬
‫مارسنا الجري برشاقة غير معهود فيهن‪.‬‬
‫شخص حقيقي وقف بالقرب من الباب الذي يستقبل الجهة الغربية دوما قال‪ ...‬بهدوء‪ ...‬من‬
‫المؤكد جدا ان شخصا لم يسمعه ولن يفكر أن يسمعه ماذا يقول وماذا يريد أن يقول‪ ..‬كان‬
‫يبدو كالبله تماما وهو يشرح أن الصوت مجرد حجر قذف بة سنير لئيم علي السقف‬
‫المصنوع من الزنك وان السقف سوف يبقي صامدا وواقفا الي البد‪..‬‬
‫علي الجانب الخر طالبة ظلت جالسة في مكانها ابتسمت لمع من بين شفتيها نور علي نور‬
‫صوت ضحكة عالية كانت هي عزة‪ ..‬الضحك في بيت البكاء غير مقبول والضحكة الن غير‬
‫موعدها لكنها جاءت من عزة مطرا درر وللي‪ ...‬ابتسم الجميع قالت وهي تشير الي‬
‫مجموعة من الطلب‪ ...‬لقد اختفي الرجال تحت المقاعد والبعض الخر حاول القفز عبر‬
‫الشبابيك‪...‬‬
‫تذكرت أن الشبابيك لتسمح بمرور حتي الهواء كيف يعبر من فوقها انسان هذا لن يحدث‬
‫تذكرت سبب وجودنا في هذا المكان والزمان اللعين أن الستاذ لن ولم ياتي بعد من المؤكد‬
‫جدا كان سيكون أول الخارجين‪ ..‬هروبا جريا علي القدام من شدة الهول والهلع والخوف من‬
‫داخل دخل القاعة التي تحمل الرقم ‪ 5‬مرة والي البد ومن المؤكد جدا أن الستاذ لن ولم‬
‫يعود ويقدر علي دخول القاعة التي تحمل الرقم ‪ 5‬مرة والي البد‬
‫بعد أن غادر الجميع القاعة التي تحمل الرقم ‪ 5‬مرة والي البد ومعهم ذكري يوم الحد انساب‬
‫من بين مسامات احد الجدران صوت نغم ضروب آنين نآي خالد من فرشاة ماسح احذيه‬
‫تحدي عجلة التطور التي ألقت به خارج أطار الزمن بل تعليم وتركته علي محطة الفقر‬
‫والحرمان والتخلف يقاسي من كل شئ لكنة لم ولن ينسي البتسام والغناء انة ((ففتيه))‬
‫علي الجانب الخر والثاني كان ظل رجل كبير ما عندو أي معني يمشي بل رأس او ابتسام‬
‫يحمل في بعض الحيان فأس وفوق ضراعو سكين يصدر تعليمات واوامر لم ولن تنفذ ول‬
‫مرة والي البد هذا هو عميد الكلية ‪...‬‬

‫عمر المين الخليفة‬


‫جامعة الجزيرة‬
‫ودراوة ‪ 31‬يوليو ‪1997‬‬

You might also like