You are on page 1of 69

‫‪-‬‬

‫الختصر‬

‫ف إباحة النغم والوتر‬

‫دراسة من إعداد‬

‫الدكتور ‪ /‬حد عبدال الباد‬

‫‪2000‬‬

‫إهداء‬

‫…إل هؤلء … وهؤلء‬

‫… نقول لم ‪ :‬ل تغلوا ف دينكم‬

‫… ول تقولوا غي الق‬

‫‪.‬وتعالوا إل كلمة سواء‬

‫أ‪.‬د‪ .‬حد عبدال الباد‬

‫بسم ال الرحن الرحيم‬

‫‪ :‬تقدي‬

‫المد ل رب العالي والصلة والسلم على سيد الرسلي وعلى آله وصحبه أجعي ومن تبعهم بإحسان‬

‫‪ .‬إل يوم الدين وبعد‬

‫ّق متشدد ‪ ،‬ومن‬


‫فنحن بازاء بث ف موضوع شائك ذي شجون ذهب فيه الناس مذاهب شت فمن مضي‬
‫متوسع متساهل ‪ ،‬ومن مقتصد ف الباحة والتحليل غي مسرف ف الظر والتحري ‪ ،‬ذلك الوضوع هو (‬

‫موقف السلم من الغناء والطرب والعازف واللت الوسيقية واللان ) الذي غدا الشغل الشاغل‬

‫الرخيصة البتذلة الدمرة للشباب‬ ‫للمة العربية والسلمية بعد أن اجتاحها إعصار الغاني‬

‫ومناط رجائها ‪ ،‬تلك الغاني الليعة الت متها الساع ونبت عنها الطباع‬ ‫معقد أمل المة‬

‫ّن‬
‫السوية ‪ ،‬وجفتها الذواق السليمة ‪ ،‬فضل عن منافاتا لا دعا إليه السلم من الفر والتصو‬

‫قيض ال لذا الوضوع باحثا جادا دؤوبا مثابرا عكف عليه وأعد له عدته ‪،‬‬ ‫والياء ‪ ،‬إل أن‬

‫ّ شعثه وجع شتاته ‪ ،‬وأتى على جيع جوانبه ‪ ،‬استقصى ما وسعه‬


‫ولبس له لمته ‪ ،‬حيث أحاط به ول‬

‫الستقصاء حت استقام له البحث واستوى على سوقه ‪ ،‬ول اخالن مغاليا ول متزيدا إذا قلت أنه‬

‫للقارئ وقدمه له مدعوما بالجج‬ ‫ّه‬


‫ّوى والعلم على جوانب هذا الوضوع حت أوضحه وحل‬
‫وضع الص‬

‫والباهي مدفوعا ف كل ذلك بميته لدينه وغيته على أمته ذلكم هو الدكتور حد عبدال الباد‬

‫بان يستهله ببيان منهج الدثي ف السناد وموقفهم منه ‪ ،‬وأنه من‬ ‫وقد اقتضاه البحث‬

‫الدين ‪ ،‬وبيان ما وضعوه من شروط يب توافرها ف رواة حديث رسول ال صلى ال عليه وسلم من‬

‫ّاتم تهيدا لعرفة درجة‬


‫العدالة والصدق والضبط إل أخر ما وضعوه من شروط ‪ ،‬حت تقبل مروي‬

‫الحاديث الأثورة ف موضوع البحث من الصحة والضعف ‪ ،‬وفقا لا وضعه الدثون من قواعد الرح‬

‫والتعديل ‪ ،‬فهم أدرى الناس بالديث وأحقهم بالحتكام إليهم ف أي حديث يعرض لنا ‪ ،‬ولعجب ف‬

‫‪ .‬ذلك فأهل مكة أدرى بشعابا‬

‫ف صدر‬ ‫كما بي أن الغناء ‪ ،‬واللعب الصحوب بالغناء والزفن أي الرقص كان أمرا مألوفا‬

‫السلم فقد غنت جاريتان لعائشة رضي ال عنها بأشعار يوم بعاث ف بيت رسول ال ـ صلى ال‬

‫كما شاهدت عائشة لعب الحباش بالراب ف مسجد رسول ال ـ صلى ال عليه وسلم ـ‬ ‫عليه وسلم ـ‬

‫حت قضت أربا من ذلك ‪ ،‬كما كان الحباش يرقصون ويغنون بعض الشعار ‪ ،‬كما ورد أنم كانوا‬

‫يرقصون بي يدي النب ـ صلى ال عليه وسلم ـ ويقولون ‪ ( :‬ممد عبد صال ) ما حدا بالبخاري‬

‫‪ ) .‬إل إدراج هذه الحاديث تت ( باب اللهو ) ول يضعها تت ( باب اللعب‬

‫والحاديث الواردة ف إباحة الغناء أكثر من ان تصى ‪ ،‬بل أن بعضها أكدت إباحته حيث أنكر‬

‫الرسول عليه الصلة والسلم على عمر رضي ال عنه صنعته عندما حصب الحباش بالصى وهم يلعبون‬

‫‪ .‬بالراب قائل ‪ ( :‬دعهم يا عمر ) حسب رواية أبي هريرة‬

‫أما بالسنة العملية ف إباحة الغناء الماعي ومارسته ف شت الناسبات ومتلف الواقف فقد آثر‬

‫لنا الكثي منها ‪ ،‬ولنحتذي با أنشدته جواري النصار احتفال بقدم الرسول ـ عليه الصلة‬

‫والسلم ـ عليهم عندما هاجر إل الدينة ‪ ( :‬طلع البدر علينا ) وعندما بركت ناقته ـ صلى‬

‫‪ :‬ال عليه وسلم ـ بباب أبي أيوب خرجت جواري بن النجار يضربن بالدفوف ويغني‬

‫نن جوار من بن النجار‬ ‫ّذا ممد من جار‬


‫حب‬

‫كما مارس الرسول ـ عليه الصلة والسلم ـ وصحبه الكرام أغاني العمل عند بناء مسجده ـ‬

‫‪ .‬عليه الصلة والسلم ـ بالدينة النورة‬

‫أما أحاديث تري الغناء والعازف وحظرها ومنعها على وجه التعميم والت طالا تشدق با‬
‫ّمون التشددون على أعواد النابر وف الافل والندوات واللتقيات ‪ ،‬واستندوا إليها‬
‫الر‬

‫جيعها المام‬ ‫ّفها‬


‫واعتمدوا عليها ف التحري ‪ ،‬فقد سرد الباحث منها ثانية وعشرين حديثا ضع‬

‫ابن حزم ‪ ،‬داعما بآراء ابن رجب والمام الغزال وإذا كان المر كذلك فقد بطل الحتجاج با ‪،‬‬

‫‪ .‬والستناد إليها ف تعميم التحري‬

‫أما تفسي اللهو الوارد ف الية الكرية ‪ ( :‬ومن الناس من يشتي لو الديث ) بالغناء فانه‬

‫مرد تفسي مفسرين ‪ ،‬وليس حديثا عن رسول ال ـ صلى ال عليه وسلم ـ ول ثبت عن أحد من‬

‫الصحابة رضوان ال عليهم ‪ ،‬ومن ث فل تقوم به الجة ‪ ،‬ولو صح لا كان فيه متعلق لن ال‬

‫( ليضل عن سبيل ال ) وكل شيء يقتن ليضل عن سبيل ال فهو إث‬ ‫سبحانه وتعال يقول ‪:‬‬

‫‪ .‬وحرام ‪ ،‬ولو أنه شراء مصحف وتعليم قرآن كما يقول ابن حزم‬

‫أما الحاديث الواردة ف اللت الوسيقية بنعها وتريها أو مقها وتدميها فقد ثبت أيضا ضعفها‬

‫ّن الئمة متلفها ‪ ،‬وحكموا بقطع يد سارقها مت بلغت قيمتها النصاب الوجب للقطع‬
‫‪ ،‬ومن ث ضم‬

‫‪ .‬وهو ربع دينار‬

‫ّت ببعض العلماء إل تري الغناء على الطلق ‪ ،‬فقد‬


‫أما عن الظروف واللبسات والسباب الت أد‬

‫ّيهم ف‬
‫القول فيها وبسط الديث عنها ‪ ،‬وعزاها إل انراف الغني والقيان ‪ ،‬وترد‬ ‫أفاض الباحث‬

‫حأة الرذيلة وغرقهم إل الذقان ف الشهوات والثام حيث تغنوا با أمدهم به من هم على‬

‫داعر يدعو إل الفجور ويرض على‬ ‫غزل‬ ‫شاكلتهم من مان الشعراء وخلعائهم من شعار ف‬

‫الرذيلة ‪ ،‬ومن غزل بالغلمان تأباه الطباع السليمة ‪ ،‬وتنكره الذواق السوية ‪ ،‬ومن خريات‬

‫تغري بالشراب وتزين للناس أم البائث وتببها إليهم ‪ ،‬ومن شعر ماجن هدام لكل قيمة وفضيلة‬

‫‪ ، .‬ساخر من الدين هازئ بقدساته‬

‫كما عرض لوقف شيخ السلم ابن تيميه من الغناء ف ظل ظروف عصره السياسية والجتماعية‬

‫العصيبة حيث اصطلح الصليبيون من الغرب ‪ ،‬والتتار من الشرق على اجتياح العال السلمي‬

‫واستئصال شأن السلم والسلمي فكان الد الصليب والعصار التتاري وما عانت منهما المة‬

‫من ويلت ‪ ،‬إضافة إل ما نم فيها من فرق ضالة منحرفة من باطنية ملحدة دعوا إل‬ ‫السلمية‬

‫ّجت لزاعمهم الباطلة من مثل‬


‫رو‬ ‫معتقدات وأفكار هدامة تتناف مع عقيدة السلم ‪ ،‬ومن صوفية‬

‫وحدة الوجود وإسقاطهم التكاليف الشرعية واستبدالم با طقوسا ما أنزل ال با من سلطان ‪،‬‬

‫ومن ث كانت حلة ابن تيميه العنيفة عليهم وإنكاره لا ابتدعوه من ساعات على نو ما فصله‬

‫‪ .‬الباحث‬

‫الال لعرض أراء طائفة من علماء الدين العاصرين مثل المام الكب ممود‬ ‫كما أفسح الباحث‬

‫شلتوت شيخ الزهر والشيخ أحد الشرباصي والشيخ الدكتور القرضاوي وما انتهوا إليه من‬

‫إباحة الغناء إذا كان يرقى بغرائز النسان ويعيلها ويسمو با ‪ ،‬ويثي عواطف الي والب‬

‫ّم ‪ ،‬أو ألى‬


‫ّم ‪ ،‬أو اتذ وسيلة إل مر‬
‫ونوازع الفضيلة ف نفسه ‪ ،‬وتريه إذا استعي به على مر‬

‫‪ .‬عن واجب‬

‫كما عرض لا عرف به الشيخ حسن العطار شيخ الزهر وأستاذ رفاعة الطهطاوي من ولع بالسماع‬
‫ودراية تامة بأصوله وهو المام الكب وشيخ السلمي ‪.‬وتوثيقا إل ما ذهب إليه الباحث ‪،‬‬

‫ّن بثه نص رسالة ابن حزم ف الغناء اللهي أمباح هو أم مظور‬


‫ووضعا للمور ف نصابا الصحيح ضم‬

‫‪ ،‬وابن حزم هو إمام الظاهرية وصاحب كتاب‬

‫هذه الرسالة بكتاب آداب السماع لجة السلم لبي (‬ ‫ّى ) ديوان الفقه السلمي ‪ ،‬ث أتبع‬
‫الل‬

‫حامد الغزال وأحد أئمة الشافعية ‪ ،‬ث أتبعها برسالة ف الغناء لبن قيم الوزية ث فتاوى بن‬

‫فنعم ما صنع الباحث حت يقف القارئ بنفسه على ما ذهب إليه هذان المامان الليلن‬ ‫‪ .‬تيمية‬

‫كما ختم بثه بالعرض لواقع الغناء العاصر ‪ ،‬وما ينبغي أن تقوم عليه الغنية العاصرة من‬

‫أصول وقواعد يب الفاظ عليها واللتزام با ‪ ،‬كما عرض للوان الغناء العربي من أغاني الهد‬

‫و الطفولة ‪ ،‬وأغاني الشباب ‪ ،‬وأغاني الرجال ‪ ،‬وأغاني النساء ‪ ،‬وأغاني العمل ‪ ،‬كما حل‬

‫حلة منكرة على ما سوه الغنية الشبابية وبي أثرها ف إفساد أذواق الشباب والناشئة ‪ ،‬وعال‬

‫كل هذه القضايا معالة وافية مستفيضة ‪ ،‬با ل يدع فيها زيادة لستزيد ‪ ،‬فكانت بق مسك‬

‫التام لذه الدراسة القيمة الت أرجو أن يعلها ال ف ميزان حسنات الباحث وأن يزيه خي‬

‫‪ .‬الزاء‬

‫ّلعوا‬
‫وان كانت ل من كلمة أخية ‪ ،‬فأني أهيب بشباب أمتنا وناشئتها رجال الغد الأمول أن يط‬

‫على هذا البحث الذي وضع المور ف نصابا الصحيح ف تلك القضية الت شغلت الناس وطال خوضهم‬

‫‪ .‬فيها وال يقول الق وهو يهدي السبيل‬

‫الدكتور‬

‫ممد سلمه يوسف رحه‬

‫‪:‬مقدمة‬

‫إن المد ال نمده ونستعي به ونعوذ بال من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده ال فهو‬

‫الهتدي ومن يضلل فل هادي له واشهد أن ل اله إل ال وحده ل شريك له واشهد أن ممدا عبده‬

‫‪.‬ورسوله‪ ،‬أما بعد‬

‫حول موقف السلم من الوسيقى والغناء والعازف ‪،‬‬ ‫فيثار الدل واللف بي أصحاب الفكر السلمي‬

‫علماء الفكر السلمي إل المارسات الاطئة للوان من الغناء الدث‬ ‫حيث أستند العارضون من‬

‫شوهوا جلة من عادات وتقاليد التاث الفن‬ ‫من الناس‬ ‫الشوب بالبدع والون لفئة ضالة‬

‫لعدم تفشي البدع والون ف‬ ‫للحضارة النسانية فحرص هؤلء الفكرون على تريه اجتهادا منهم‬

‫التمعات السلمية ‪ ،‬وظهر من بعدهم مقلدون عمموا التحري على جلة الفنون الغنائية وما‬

‫يصاحبها من أنغام وآلت موسيقية معتمدين بذلك على أحاديث قام علماء الديث أنفسهم‬

‫بإنكارها أمثال ابن حزم الندلسي والذهب صاحب كتاب ( ميزان العتدال ) وابن حجر العسقلني‬

‫‪ .‬صاحب لسان اليزان والمام الغزال وغيهم‬

‫واستند القسم الخر من العلماء على ضرورة التمييز بي ما هو مدث وماجن من الغناء وما هو‬

‫مباح كما ند ذلك عند المام ابن تيمية الذي حدد ( ساع الدين والسماع الباح الذي رخص فيه‬

‫الدين للناس رفعا للحرج من حياتم والسماع كعبادة ) كما ند ابن رجب النبلي وابن قيم‬
‫الوزية الذي قال ‪ ( :‬نعم نن ل نرم ول نكره مثل ما كان ف بيت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫أكدوا على‬ ‫وانا نرم وسائر أهل العلم واليان السماع الخالف لذلك) لذا ند أن العلماء‬

‫‪ .‬الغناء الدث فقط وأبرزوه لتجنيب التمعات السلمية مثل هذه البدع الضالة‬

‫لكن القلدين من أبناء عصرنا ‪ ،‬قد صنعوا ـ ويصنعون ـ مع نصوص ابن تيميه ما يصنعه‬

‫التقليد مع النصوص ـ كل النصوص ـ عندما يقطع السباب الت تربطها بلبساتا ‪ ،‬ث يصرفها عن‬

‫خصوص ما قيلت فيه ‪ ،‬فيخلط لذا التعميم ـ بي التاث ـ الذي هو فكر بشري ‪ ،‬قام ليعال‬

‫مشكلت بعينها ‪ ،‬وقد يكون منها ( التغيات ) الت يتجاوزها الزمان ‪ ،‬وبي كليات نصوص الوحي‬

‫‪ .‬والسنه التشريعية الت يكون المر فيها والعبة منها بعموم اللفظ ل بصوص السبب‬

‫فليس هناك‬ ‫تلك هي حقيقة موقف الجتهاد والتهدين ف تارينا الضاري من قضية التاث الغنائي‬

‫وإنا كان التحري أو‬ ‫فقيه اجتهد من فقهاء السلم قد حرم الغناء كفن من الفنون التاثية‬

‫الكراهية للغناء الذي انط عن مرتبه الفن الصيل إل درك الفسق والعهر والون ‪ ..‬أو لذلك‬

‫اللون من السماع الذي ل يقدمه أصحابه أو يارسوه على أنه من ( الباحات ) وانا جعلوا منه‬

‫( عبادة ) من العبادات الدينية وشعية من الشعائر السلمية وقربة يتقربون با إل ال بل‬

‫وقدموه لذه الصفة ـ على العبادات الفروضة والسنونة بنصوص البلغ القرآني والبيان النبوي‬

‫الباطنية ـ هو الذي حرمه عدد‬ ‫ـ والت ل يوز فيها البتداع ـ وهذا اللون من ساع الصوفية‬

‫من الفقهاء كبدعة ف الدين ‪ ،‬وشددوا عليه وعلى البتدعي له النكي عندما كانت الغنوصية ـ‬

‫الباطنية والبدع الت ابتدعوها ف الدين ‪ ،‬والطر الدق بويتنا الضارية السلمية طوال عصر‬

‫التاجع الضاري ‪ .‬وهذا ما يؤكده الستشرق اللاني (كارل هنريش بكر ) بأن روح الغنوص قد‬

‫سادت فرق صدر السلم كلها ث سادت التصوف الذي ل يكن قاصرا على‬

‫طبقة الريدين ) والسالكي وانا كان من بعض نواحيه نوعا من الفلسفة الشعبية الشائعة ف (‬

‫‪ .‬طبقة الثقفي‬

‫هذا خرج عن النهج الفكري الذي سلكه كبار فقهاء‬ ‫أن حرصهم‬ ‫يد‬ ‫والتتبع لؤلء القلدين‬

‫السلم ف رأيهم بالحاديث والسانيد الت يب العتماد عليها ف أي قضية شرعية تطرح للنقاش بل‬

‫الغناء الباح والغناء الدث ويستندون على أحاديث ل يعرفون صحيحها من‬ ‫ندهم ل يفرقون بي‬

‫ف تثبيت حجتهم على تري الغناء والوسيقى بشكل عام‬ ‫‪ .‬ضعيفها‬

‫وكنتيجة طبيعية لهل الكثي من الناس (بعلم الرجال) الذي تتبع صحة الحاديث النبوية‬

‫وقد‬ ‫وصنفها بسب ضعف أو صحة رواتا أخذ عامة الناس يتبعون أفكارهم دون دراية أو تبصر ‪،‬‬

‫ذكر البيهقي من حديث حاد بن زيد عن الثن بن سعيد عن أبي العالية قال ‪ ( :‬قال ابن عباس‬

‫‪ :‬ويل للتباع من عثرات العال ‪ ،‬فقيل ‪ :‬وكيف ذاك يا أبا العباس ؟ قال ‪ :‬يقول العال من‬

‫قبل رأيه ‪ ،‬ث يسمع الديث عن النب – صلى ال عليه وسلم – فيدع ما كان عليه وف لفظ ‪:‬‬

‫فيلقى من هو أعلم برسول ال – صلى ال عليه وسلم – منه فيخبه فيجع ويقضي التباع با حكم )‬

‫وقال تيم الداري ‪ :‬اتقوا زلة العال ‪ ،‬فسأله عمر ‪ :‬ما زلة العال ؟ قال ‪ :‬يزل بالناس‬

‫وقال أبو عمر ‪ ( :‬وقد ثبت عن‬ ‫فيؤخذ به ‪ ،‬فعسى أن يتوب العال والناس يأخذون بقوله ‪).‬‬
‫النب ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ -‬أنه قال ‪ ( :‬يذهب العلماء ‪ ،‬ث يتخذ الناس رؤساء جهال ‪،‬‬

‫‪.‬وهذا ما يشى على عامة السلمي الذين يصغون‬ ‫يسألون فيفتون بغي علم ‪ ،‬فيضلون ويضلون )‬

‫لكل ما تنطق به أفواه هؤلء القلدين من تري لتاثنا الغنائي دون دليل شرعي صحيح حت أصبح‬

‫تتحفظ ف مارسة عاداتا وتقاليدها الباحة و التعبي عن أفراحها‬ ‫كثي من التمعات السلمية‬

‫فانطفأت تلك العادات‬ ‫طقوس الزن والعزاء ‪،‬‬ ‫فتساوت بذلك مع‬ ‫وأعراسها‬ ‫وأعيادها‬

‫تؤدى بصمت والعياد تر و قد انطفأت منها أنوار البهجة‬ ‫العراس‬ ‫والتقاليد فأصبحت‬

‫والسرور ‪ ،‬فخلفوا من بعدهم أجيال أضاعت التاث العربي واتهوا إل أغاني الغرب الساقطة‬

‫وما تمله من سلوكيات ماجنة أوصلت أبناءنا إل ما يسمى بالغنية الشبابية وما نتج عنها من‬

‫‪ .‬انراف لذوق الشباب وضياع تراثنا الغنائي‬

‫تلك الجتهادات الاطئة ف تعميم البعض لرمة الفنون الشعبية من‬ ‫وقد أدرك العلماء خطورة‬

‫غناء وموسيقى فاجتهدوا ف وضع الرسائل الت توضح ماهية الغناء الدث والباح والحاديث‬

‫الصحيحة الت تنبذ الغناء الاجن إل أن السواد العظم من شباب هذه المة يهل حقيقة البحث‬

‫ويتقاعس عن السعي وراء القيقة بل يكتفي با يسمعه من أفواه البعض على منابر الوامع أو‬

‫من فتاوى بعض التهدين الدثي الت تنشر ف الصحف اليومية أو الكتيبات النشورة على أن‬

‫الت اعتمد عليها القلدون دون‬ ‫الحاديث النبوية‬ ‫الوسيقى والعازف حرام مستندين ف ذلك إل‬

‫بأنا أصل ضعيفة أو موضوعه‬ ‫‪ .‬الرجوع إل مصادرها الت حكم عليها علماء الديث‬

‫ولقد شرح المام الافظ عبدالرحن بن أحد النبلي ف شرح علل التمذي قال ‪ :‬حدثنا ممد ابن‬

‫الصم ثنا إساعيل بن زكريا عن عاصم عن ابن‬ ‫علي بن السن بن شقيق ثنا النظر بن عبد ال‬

‫سيين قال ‪ ( :‬كانوا ف الزمان الول ل يسألون عن السناد ‪ ،‬فلما وقعت الفتنة سألوا عن‬

‫السناد لكي يأخذوا حديث أهل السنة ‪ ،‬ويدعوا حديث أهل‬

‫‪ ) .‬البدع‬

‫بعد أن تعمق اللف‬ ‫وما أحوج أبناء هذا اليل إل التكيز على السانيد ف الحاديث التداولة‬

‫متناحرين‬ ‫ترم مال تريد وتل ما تشتهي حت أضحوا‬ ‫فأصبحت كل فرقة‬ ‫و الفرقة بي السلمي‬

‫أحزابم الت أتذت مسميات ل ينزل ال با من‬ ‫السلم وانا لرفع راية‬ ‫متلعني ليس لرفع راية‬

‫سلطان حت يذيق بعضهم بأس بعض ولعل العامل الشتك بي تلك الطوائف والحزاب تركيزهم على‬

‫بت التاث الفكري للشعوب ليتسن لم غرس أفكار تتناسب واتاهاتم الفكرية الت يروجون لا‬

‫فالتعبي عن الفراح بالناسبات الجتماعية ف نظرهم حرام ‪،‬والتويح عن النفس با ل يتواءم‬

‫واتاهاتم الفكرية إث ومن يادلم ف مصادر الحاديث الت يفتون با يعد خارجا عن اللة ‪.‬‬

‫وكنماذج لذه القيقة يقول المام الافظ أبو الفضل ممد بن طاهر (‪448‬ـ ‪ 507‬هجرية ) (‪1056‬ـ‬

‫‪1113‬م ) ف هذه الحاديث و أمثالا ‪ (2‬أحتج با من أنكر السماع ‪ ،‬جهل منهم بصناعة علم‬

‫الحاديث ومعرفته فتى الواحد منهم إذا رأى حديثا مكتوبا ف كتاب جعله لنفسه مذهبا واحتج‬

‫‪ ) .‬به على مالفه ‪ ،‬وهذا غلط عظيم ‪ ،‬بل جهل جسيم‬

‫والافظة عليها‬ ‫واجب أهل العلم والتاث‬ ‫لذلك فإن الافظة على العادات والتقاليد الشعبية‬
‫مسئولية أبنائها ‪ .‬والعبث فيها دون دراية وأدراك عقلي يستند على أسس شرعية صحيحة يعد‬

‫خطاء فادح يب الوقوف عنده وتصحيحه لذلك فان الوصول إل هذا المر وال رأي تطمئن إليه‬

‫أن ينظر السلم نظرة فاحصه إل تلك الأثورات الت‬ ‫الفئدة ‪ ،‬يقود إل كلمة سواء ‪ ،‬أوجب‬

‫استند إليها البعض ورأي علماء الديث فيها بنظرة مايدة بعيدة عن التعصب والنتماء الفكري‬

‫‪ :‬أو مقلدا لذهب مدد فإن التقليد كما ذكر ابن الوزي‬

‫على غي ثقة فيما قلد فيه ‪ ،‬وف التقليد إبطال منفعة العقل لنه خلق للتأمل والتدبر كما (‬

‫أن النتماء لذهب دون الخر يعد تعصبا يعمي العقل والبصية لذا ند المام الشافعي رحه ال‬

‫‪ ) .‬بقول ‪ ( :‬رأيي صواب يتمل الطأ ورأي غيي خطأ يتمل الصواب‬

‫لذا أوجبت هذه الدراسة جع ممل أراء علماء الفكر السلمي ف هذه القضية الت تناثرت أوصالا‬

‫بي طيات الكتب والراجع التعددة فحالت بذلك من تتبع أبناء هذا اليل الهتمي لذه القضية‬

‫من وضع تصور واضح لا ‪ ،‬وقد اعتمدنا ف هذه الدراسة على إبراز علم الرح والتعديل ومفهوم‬

‫اللل والرام ف السلم ‪ ،‬ث خصصنا بابا للحاديث الت اتفق العلماء على صحتها ف إباحة‬

‫الغناء ‪ ،‬ث عرضنا الحاديث الضعيفة الت تتبعها المام ابن حزم الندلسي مستندا على أراء‬

‫العلماء ف إنكارها وتضعيفها ‪ ،‬وقد اعتمدنا أيضا ف تدعيم رأي ابن حزم على ما أورده ابن‬

‫رجب النبلي ف هذه الحاديث الضعيفة والمام حامد الغزال كما خصصنا بابا ف هذه الدراسة‬

‫لللت الوسيقية ورأي العلماء فيها ث تناولنا السباب الت أدت بالعلماء الجلء إل تري‬

‫الغناء ‪ ،‬ث لقناه بباب عرضنا فيه رأي علماء الدين بالغناء ‪ ،‬وتواصلنا مع أفكار علمائنا‬

‫إبراز الغناء الدث ف‬ ‫أوجب علينا ف هذه الدراسة‬ ‫الجلء ف تسليط الضوء على الغناء الدث‬

‫عصرنا الال والذي يطلق عليه (بالغنية الشبابية ) وما لا من اثار سلبية ف سلوك الشباب‬

‫وهدم القيم الثلى إضافة إل توظيف العنصر النسائي فيها بشكل يثي الشئزاز لمتهان الرآة‬

‫بشكل عام واثارهذه الوجة الغنائية الدثة ( الغنية الشبابية ) على أطفالنا الذين أصبحوا‬

‫فريسة لا ‪ .‬ث ختمنا هذه الدراسة بباب متصر لعرض نتائج هذه الدراسة وما توصلت إليه ‪ ،‬ث‬

‫ألقنا هذه الدراسة بلحق نقلنا أهم الرسائل الت كتبها علماء الفكر السلمي ف هذه القضية‬

‫‪ :‬وهي‬

‫‪ .‬ـ رسالة ف الغناء اللهي من رسائل ابن حزم الندلسي ‪1‬‬

‫‪ .‬ـ كتاب آداب السماع لبي حامد الغزال ‪2‬‬

‫‪ .‬ـ رسالة للمام ابن قيم الوزية ‪3‬‬

‫‪ .‬ـ مموعة فتاوى المام ابن تيمية ‪4‬‬

‫يسهل للقارئ السلم أن يتتبعها فيتضح له الوقف من هذه القضية‬ ‫هادفي جعها ف منظور واحد‬

‫‪ .‬الت كثر اللغط حولا منذ زمن بعيد‬

‫‪ :‬كما تدف هذه الرسالة إل الجابه على السئلة التالية‬

‫الغناء الباح ؟ ‪1‬‬ ‫ـ ما‬

‫الغناء الرم ؟ ‪2‬‬ ‫ـ ما‬


‫ـ هل أسانيد الحاديث الت حرمت أو حللت الغناء والعازف صحيحة أم ضعيفة ؟ ‪3‬‬

‫ـ ما السباب الت أدت بالعلماء الجلء إل تري الغناء ؟ ‪4‬‬

‫الرح والتعديل والبحث عن السانيد‬

‫يعتب علم الرح والسناد من المور الامة ف تقيق الحاديث الواردة عن رسول ال صلى ال عليه‬

‫وسلم ولقد اهتم علماء الديث بأمور الرح والسناد بعد أن تفشت الفتنة وظهر أهل البدع‬

‫يؤلفون ف أحاديث ينسبونا إل رسول ال صلى ال عليه وسلم قال التمذي ‪ :‬حدثنا ممد بن علي‬

‫بن السن بن شقيق ثنا النضر بن عبدال الصم ثنا إساعيل بن زكريا عن عاصم عن ابن سيين قال‬

‫‪( :‬كان ف الزمان الول ل يسألون عن السناد ‪ ،‬فلما وقعت الفتنة سألوا عن السناد ‪ ،‬لكي‬

‫‪ ) .‬يأخذوا حديث أهل السنة ‪ ،‬ويدعوا حديث أهل البدع‬

‫وهذا الثر خرجه مسلم ف مقدمة كتابه عن ممد بن الصباح البزار عن إساعيل بن زكريا وبه‬

‫لفظه ‪ ( :‬قال ‪ :‬ل يكونوا يسألون عن السناد ‪ ،‬فلما وقعت الفتنه قالوا سو لنا رجالكم ‪،‬‬

‫‪ ) .‬فينظر إل أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إل أهل البدع فل يؤخذ حديثهم‬

‫ولذلك حرص العلماء ف استقاء الحاديث من رجال يشهد لم بالنزاهة والفظ للحاديث ما أدى إل‬

‫ظهور علم الرح و التعديل وهو تقني الرجال الراوية أو الرواة للحاديث وما يب توافره‬

‫‪ .‬فيهم من عدالة وضبط إل آخر ما اشتطوه ف الراوي حت تقبل روايته‬

‫قال أبو عيسى التمذي رحة ال ‪ ( :1‬وقد عاب بعض من ل يفهم على أصحاب الديث الكلم ف‬

‫منهم ‪ :‬السن‬ ‫الرجال ‪ ،‬وقد وجدنا غي واحد من الئمة من التابعي قد تكلموا ف الرجال‬

‫البصري وطاوس و قد تكلما ف معبد الهن ‪ ،‬وتكلم سعيد بن جبي ف مطلق بن حبيب ‪ ،‬وتكلم‬

‫إبراهيم النخعي وعامر الشعب ف الارث العور ‪ .‬فما حلهم على ذلك عندنا ـ وال أعلم ـ إل‬

‫النصيحة للمسلمي ‪ ،‬ل نظن أنم أرادوا الطعن على الناس أو الغيبة ‪ ،‬إنا أرادوا عندنا أن‬

‫ّفوا كان صاحب بدعة ‪ ،‬وبعضهم كان‬


‫يبينوا ضعف هؤلء لكي يعرفوا ‪ ،‬لن بعضهم من الذين ضع‬

‫متهما ف الديث ‪ ،‬وبعضهم كانوا أصحاب غفلة وكثية أخطاؤه ‪ ،‬فأراد هؤلء الئمة أن يبينوا‬

‫أحوالم شفقة على الدين وتبيينا لن الشهادة ف الدين أحق أن يتثبت فيها من الشهادة ف‬

‫‪ ) .‬القوق والموال‬

‫وكذلك روى عن ابن علية أنه قال ف الرح ‪ ( :‬إن هذا أمانة ليس بغيبة ) ‪ .‬وروى أحد ابن‬
‫مروان الالكي ثنا عبدال بن أحد بن حنبل قال ‪ ( :‬جاء أبو تراب النخشب إل أبي فجعل أبي‬

‫قال ‪ :‬فالتفت‬ ‫يقول ‪ ( :‬فلن ضعيف وفلن ثقة ) فقال أبو تراب ‪ :‬يا شيخ ل تغتب العلماء‬

‫أبي إليه قال ‪ ( :‬ويك هذا نصيحة ‪ ،‬وليس هذا غيبة ) ‪ .‬وقال ممد بن بندار السباك الرجاني‬

‫ّ أن أقول ‪ :‬فلن ضعيف فلن كذاب ؟ قال أحد ‪ :‬إذا سكت‬


‫‪ :‬قلت لحد بن حنبل ‪ :‬انه ليشتد علي‬

‫أنت وسكت أنا فمت يعرف الاهل الصحيح من‬

‫‪ ) .‬السقيم‬

‫وقال أبو عيسى التمذي رحة ال ‪ ( :‬ثنا ممد بن إساعيل ثنا ممد بن ييى بن سعد القطان ‪،‬‬

‫حدثن أبي قال ‪ :‬سألت سفيان الثوري ‪ ،‬وشعبة ‪ ،‬ومالك بن أنس ‪ ،‬وسفيان ابن عيينة ‪ ،‬عن‬

‫‪ ) .‬الرجل يكون فيه تمة أو ضعف أسكت أو أبي ؟ قالوا ‪ :‬بي‬

‫وهذا الثر خرجه البخاري ف أول كتابه الضعفاء ‪ ،‬كما خرجه التمذي ف كتابه علل التمذي‬

‫وخرجه مسلم ف مقدمة كتابه عن عمرو بن علي والقلس عن ييى بن سعيد قال ‪ :‬سألت الثوري‬

‫وشعبة ومالكا وابن عيينة عن الرجل ل يكون ثبتا ف الديث فيأتين الرجل فيسألن عنه ؟‬

‫قالوا ( أخب عنه أنه ليس بثبت ) ‪ .‬وقال يعقوب بن شيبة ثنا موسى ابن منصور حدثن أبو‬

‫سلمة الزاعي قال ‪( :‬سعت حاد بن سلمة ومالك بن أنس وشريك ابن عبدال يقولون ف الرجل يدث‬

‫(تب بأمره ) ‪ .‬يعنون ضعفه من قوته ‪ ،‬وصدقه من كذبه ‪،‬قال و قال شريك ‪ :‬كيف نعرف الضعيف‬

‫) من القوي إذا ل نب به‬ ‫‪.‬‬

‫‪:‬السانيد‬

‫ويعتب ابن سيين رضي ال عنه هو أول من انتقد الرجال وميز الثقات من غيهم ‪ ،‬وقد روى عنه‬

‫وجه أنه قال ‪ ( :‬إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم ) وف رواية عنه أنه قال ‪:‬‬

‫( إن هذا الديث دين فلينظر الرجال عمن يأخذ دينه ) ‪.‬وقال يعقوب‪ :‬سعت علي بن الدين يقول‬

‫‪ ( :‬كان من ينظر ف الديث ويفتش عن السناد ول نعلم أحدا أول من ممد بن سيين ‪ ،‬ث كان‬

‫أيوب ‪ ،‬وابن عون ‪ ،‬ث كان شعبة ‪ ،‬ث كان ييى بن سعيد وعبدالرحن قلت لعلي ‪ :‬فمالك بن‬

‫‪ ) .‬أنس ؟ فقال أخبني سفيان بن عيينة قال ‪ :‬ما كان أشد انتقاء مالك الرجال‬

‫وروى المام أحد عن جابر بن نوح عن العمش عن إبراهيم قال ‪ (:‬إنا سئل عن السناد أيام‬

‫ّ ف تلك اليام ‪ ،‬كما روى شريك عن أبي إسحاق ‪:‬‬


‫الختار ) ‪.‬وسبب هذا أنه كثر الكذب على علي‬

‫سعت خزية بن نصر العبسي أيام الختار وهم يقولون ما يقولون من كذب وكان من أصحاب علي‬
‫ّ‬

‫‪ ! ) .‬قال ‪ (:‬ما لم قاتلهم ال ‪ ،‬أي عصابة شانوا وأي حديث أفسدوا‬

‫وروى يونس عن أبي إسحاق عن صلة بن زفر العبسي قال ‪ ( :‬قاتل ال الختار أي شيعة أفسد وأي‬

‫حديث شان ) خرجه الرجاني وقال ‪ :‬كان الختار يعطي الرجل اللف دينار واللفي على أن يروي‬

‫له ف تقوية أمره حديثا ‪ .‬والختار هو ابن أبي عبيد الثقفي ‪ ،‬كذاب ثقيف ‪ ،‬تظاهر بيله لهل‬

‫البيت ‪ ،‬وسلك طريق وضع الديث لتويج دعوته ‪ ،‬ث أدعى النبوة ‪ ،‬قتل سنة ‪ 67‬هجرية وقال‬

‫الذهب ف اليزان ‪ ( :‬ل ينبغي أن يروى عنه شيء ‪ ،‬لنه ضال مضل كان يزعم أن جبيل ينزل عليه‬
‫‪) .‬‬
‫‪ :‬أقسام الرواة وأحكامهم‬

‫أعلم أن الرواة‬ ‫لقد صنف ابن رجب ف كتابه علل التمذي الرواة إل أقسام حيث يقول ‪:‬‬

‫‪ :‬أقسام‬

‫منهم ‪ :‬من يتهم بالكذب‬

‫ومنهم ‪ :‬من غلب على حديثة الناكي ‪ ،‬لغفلته وسوء حفظه‬

‫وقسم ثالث ‪ :‬أهل صدق وحفظ ‪ ،‬ويندر الطأ والوهم ف حديثهم كثيا وهؤلء هم الثقاة التفق‬

‫‪ .‬على الحتجاج بم‬

‫وقسم رابع ‪ :‬وهم أيضا أهل صدق وحفظ ‪ .‬ولكن يقع الوهم ف حديثهم كثيا لكن ليس هو الغالب‬

‫عليهم ‪ .‬وهذا هو القسم الذي ذكره التمذي وذكر عن ييى بن سعيد القطان أنه ترك حديث هذه‬

‫الطبقه‬

‫وعن ابن البارك وابن مهدي ووكيع وغيهم أنم حدثوا عنهم ‪ ،‬وهو أيضا رأي سفيان وأكثر أهل‬

‫الديث الصنفي منهم السنن والصحاح ‪ ،‬كمسلم بن الجاج وغيه ‪ ،‬فإنه ذكر ف مقدمة كتابه ‪:‬‬

‫أنه ل يرج حديث من هو متهم عند أهل الديث أو عند أكثرهم ‪ ،‬ول من الغالب على حديثه‬

‫‪ :‬النكر أو الغلط وذكر قبل ذلك أنه يرج حديث أهل الفظ والتقان وأنم على ضربي‬

‫‪ .‬أحدها ‪ :‬من ل يوجد ف حديثه اختلف شديد ‪ ،‬ول تليط فاحش‬

‫والخر ‪ :‬من هو دونم ف الفظ والتقان ‪ ،‬ويشملهم اسم الصدق والست وتعاطي‬

‫‪ .‬العلم ‪ ،‬كعطاء بن السائب ‪ ،‬ويزيد بن أبي زياد ‪ ،‬وليث بن أبي سليم‬

‫‪ :‬الصحيح من الديث وما يتفرع على شروطه‬

‫أما الصحيح من الديث ‪ :‬وهو الديث التج به ‪ ،‬فقد ذكر الشافعي رحه ال شروطه بكلم جامع‬

‫منها أن يكون من‬ ‫قال الربيع ‪ :‬قال الشافعي ‪ ( :‬ول تقوم الجة بب الاصة حت يمع أمورا‬

‫ّث به عالا با ييل معاني الديث‬


‫ّث عنه ثقة ف دينه ‪ ،‬معروفا بالصدق ف حديثة ‪ ،‬عاقل لا يد‬
‫حد‬

‫‪ .‬من اللفظ‬

‫‪ .‬فأحدها ‪ :‬الثقة بالدين وهي العدالة ‪ .‬وشروط العدالة مشهورة معروفة ف كتب الفقه‬

‫والثاني ‪ :‬العرفة بالصدق ف الديث ‪ :‬ويعن بذلك أن يكون الراوي معروفا بالصدق‬

‫‪ .‬ف رواياته ‪ ،‬فل يتج بب من ليس بعروف بالصدق ‪ ،‬كالهول الال ‪ ،‬ول من يعرف بغي الصدق‬

‫وكذلك ظاهر كلم المام أحد أن خب مهول الال ل يصح ول يتج به ومن أصحابنا من خرج قبول‬

‫‪ :‬حديث على اللف ف قبول الرسل ‪ .‬وقال الشافعي أيضا‬

‫كان ابن سيين والنخعي وغي واحد من التابعي يذهب هذا الذهب ف أن ل يقبل إل من عرف ) ‪( .‬‬

‫‪ ) .‬وقال ‪ ( :‬وما لقيت ول علمت أحدا من أهل العلم بالديث يالف هذا الذهب‬

‫ّث به ‪ :‬وقد روى مثل هذا الكلم عن جاعة من السلف ‪ ،‬ذكر ابن أبي‬
‫الثالث ‪ :‬العقل لا يد‬

‫الزناد عن أبيه قال ‪ (:‬أدركت بالدينة مائة كلهم مأمون ‪ ،‬ما يؤخذ عنهم شيء من الديث ‪،‬‬
‫‪ .‬يقال ‪ :‬ليس من أهله ) خرجه مسلم ف مقدمة كتابه‬

‫وروى عن إبراهيم بن النذر حدثن معن بن عيسى قال كان مالك يقول ‪ ( :‬ل تأخذ العلم من‬

‫أربعة ‪ ،‬وخذ سوى ذلك ‪ :‬ل تأخذ من سفيه معلن بالسفه ‪ ،‬وان كان أروى الناس‪ ،‬ول تأخذ من‬

‫كذاب يكذب ف أحاديث الناس ‪ ،‬وان كان ل يتهم أن يكذب على رسول ال صلى ال علية وسلم ول‬

‫‪ ) .‬من صاحب هوى يدعو الناس إل هواه ول من شيخ له فضل وعبادة ل يعرف ما يد‬
‫ّث به‬

‫وروى حزة عن سعيد بن عبد العزيز عن مغية عن إبراهيم قال ‪ ( :‬لقد رأيتنا وما نأخذ‬

‫ّث بالديث‬
‫الحاديث إل من يعرف حللا من حرامها وحرامها من حللا ‪ ،‬وانك لتجد الشيخ يد‬

‫‪ ) .‬فيحرف حلله عن حرامه وحرامه عن حلله وهو ل يشعر‬

‫وحكى التمذي ف علله عن البخاري قال ‪ ( :‬كل من ل يعرف صحيح حديثه من سقيمه ل أحدث عنه )‬

‫وسى منهم رفعه بن صال وأيوب بن عتبة‬ ‫‪.‬‬

‫التهدين‬ ‫مفهوم اللل والرام ف نظر الباحثي‬ ‫‪:‬‬

‫ف هذه السألة حيث يقول ‪ ( :‬وقد رأيت معظم الباحثي‬ ‫يدثنا الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي‬

‫العصريي ف السلم ‪ ،‬والدثي عنه يكادون ينقسمون إل فريقي ‪ :‬فريق خطف أبصارهم بريق الدنية‬

‫الغربية ‪ ،‬وراعهم هذا الصنم الكبي ‪ ،‬فتعبدوا له ‪ ،‬وقدموا إليه القرابي ‪ ،‬ووقفوا أمامه‬

‫خاشعة أبصارهم ترهقهم ذله ‪ ،‬هؤلء الذين اتذوا مبادئ الغرب وتقاليده قضية مسلمه ل تعارض‬

‫ول تناقش ‪ ،‬فان وافقها السلم ف شيء هللوا له وكبوا ‪ ،‬وان عارضها ف شيء وقفوا ياولون‬

‫والتقريب ‪ ،‬أو العتذار والتبير ‪ ،‬أو التأويل والتحريف ‪ ،‬كأن السلم مفروض عليه‬ ‫التوفيق‬

‫أن يضع لدنية الغرب وفلسفته وتقاليده ‪ ،‬ذلك ما نلمسه ف حديثهم عما حرم السلم من مثل‬

‫التماثيل واليانصيب والفوائد الربويه واللوة بالجنبية ‪ ،‬وترد الرأة على أنوثتها ‪ ،‬وتلي‬

‫الرجل بالذهب‬

‫‪ ).‬والرير ‪ ( ..‬ال‬

‫وف حديثهم عما أحل السلم من مثل ‪ :‬الطلق وتعدد الزوجات كأن اللل ف نظرهم ما أحله الغرب‬

‫ّبع ول‬
‫والرام ما حرمه الغرب ‪ ،‬ونسوا أن السلم كلمة ال وكلمة ال هي العليا دائما فهو يت‬

‫يتبع ‪ ،‬ويعلو ول يعلى عليه وكيف يتبع الرب العبد ‪ ،‬أم كيف يضع الالق لهواء الخلوقي ؟‬

‫وقال تعال ‪:‬‬ ‫ّبع الق أهواءهم لفسدت السماوات والرض ومن فيهن )‬
‫لقوله تعال ‪ ( :‬ولو أت‬

‫( قل هل من شركائكم من يهدي إل الق قل ال يهدي للحق أفمن يهدي إل الق أحق أن يت‬
‫ّبع أمن‬

‫هذا فريق‬ ‫ّي إل أن يهدى فما لكم كيف تكمون )‬


‫‪ .‬ل يهد‬

‫والفريق الثاني ‪ ،‬جد على آراء معينة ف مسائل من اللل والرام ‪ ،‬تبعا لنص أو عبارة ف‬

‫كتاب ‪ ،‬وظن ذلك هو السلم ‪ ،‬فلم يتزحزح عن رأيه قيد شعرة ‪ ،‬ول ياول أن يتحن أدلة مذهبه‬

‫‪ .‬أو رأيه ‪ ،‬ويوازنا بأدلة الخرين ويستخلص الق بعد الوازنة والتمحص‬

‫فإذا سئل عن حكم الوسيقى أو الغناء أو الشطرنج أو تعليم الرأة أو إبداء وجهها وكفيها‬
‫أو نو ذلك من السائل ‪ ،‬كان أقرب شيء إل لسانه أو قلمه كلمة ( حرام ) ونسى هذا الفريق‬

‫أدب السلف الصال ف هذا ‪ ،‬حيث ل يكونوا يطلقون الرام إل على ما علم تريه قطعا ‪ .‬وما عدا‬

‫ذلك قالوا فيه ‪ :‬نكره ‪ ،‬أو ل نب ‪ ،‬أو نو هذه العبارات ‪ .‬وقد حاولت أل أكون واحدا من‬

‫الفريقي فلن أرضى لدين أن أتذ الغرب معبودا ل ‪ .‬بعد أن رضيت بال ربا وبالسلم دينا ‪،‬‬

‫وبحمد رسول ‪ .‬ول أرض لعقلي أن أقلد مذهبا معينا ف كل القضايا والسائل أخطأ أو أصاب ‪،‬‬

‫فان التقليد ـ كما ذكر‬

‫ابن الوزي ـ ‪ ( :‬على غي ثقة فيما قلد فيه ‪ .‬وف التقليد إبطال منفعة العقل ‪ ،‬لنه خلق‬

‫ويضيف الشيخ‬ ‫للتأمل والتدبر ‪ ،‬وقبيح بن أعطى شعة يستضيء با أن يطفئها ويشي ف الظلمة )‬

‫القرضاوي فيقول ‪ ( :‬أجل ل أحاول أن أقيد نفسي بذهب فقهي من الذاهب السائدة ف العال‬

‫السلمي ‪ ،‬ذلك أن الق ل يشمل عليه مذهب واحد ‪ .‬وأئمة هذه الذاهب ل يد‬
‫ّعوا لنفسهم‬

‫العصمة ‪ ،‬وانا هم متهدون ف تعريف الق ‪ ،‬فإن أخطأوا فلهم أجر‬

‫‪ .‬وإن أصابوا فلهم أجران‬

‫قال المام مالك ‪ ( :‬كل أحد يؤخذ من كلمه ويتك إل النب صلى ال عليه وسلم ) قال المام‬

‫‪ ( :‬رأيي صواب يتمل الطأ ‪ ،‬ورأي غيي خطأ يتمل الصواب ) ‪ .‬وغي لئق بعال مسلم‬ ‫الشافعي‬

‫يلك وسائل الوازنة والتجيح أن يكون أسي مذهب واحد ‪ ،‬أو خاضعا لرأي فقيه معي ‪ ،‬بل‬

‫الواجب أن يكون أسي الجة والدليل ‪ ،‬فما صح دليله وقويت حجته ‪ ،‬فهو أول بالتباع ‪ .‬وما‬

‫ضعف سنده ووهت حجته ‪ ،‬فهو مرفوض مهما يكن من قال به ‪ ،‬وقديا قال المام على رضي ال عنه‬

‫‪ ( : ) .‬ل تعرف الق بالرجال ‪ ،‬بل اعرف الق تعرف أهله‬

‫‪ :‬وقد عرف الشيخ القرضاوي اللل والرام والكروه بقوله‬

‫‪ .‬اللل ‪ :‬هو الباح الذي انلت عنده الظر ‪ ،‬وأذن الشارع ف فعله‬

‫الرام ‪ :‬هو المر الذي نى الشارع عن فعله نيا جازما ‪ ،‬بيث يتعرض من خالف النهي لعقوبة‬

‫‪ .‬ال ف الخرة ‪ ،‬وقد يتعرض لعقوبة شرعية ف الدنيا أيضا‬

‫الكروه ‪ :‬إذا نى الشارع عن شيء ‪ ،‬ولكنه ل يشدد ف النهي عنه ‪ ،‬فهذا الشيء يسمى‬

‫الكروه ) وهو أقل من الرام ف رتبته ‪ ،‬وليس على مرتكبه عقوبة الرام ‪ ،‬غي أن التمادي (‬

‫‪ .‬فيه ‪ ،‬والستهتار به من شأنه أن يرئ صاحبه على الرام‬

‫‪ :‬الصل ف الشياء الباحة‬

‫أن الصل فيما خلق ال من أشياء ومنافع هو الل والباحة ‪ ،‬ول‬ ‫كان أول مبدأ قرره السلم ‪:‬‬

‫حرام إل ما ورد نص صحيح صريح من الشارع بتحريه ‪ ،‬فإذا ل يكن النص صحيحا ـ كبعض الحاديث‬

‫‪ .‬الضعيفة ـ أو ل يكن صريا ف الدللة على الرمة بقي المر على أصل الباحة‬

‫وقد استدل علماء السلم على أن الصل ف الشياء والنافع الباحة ‪ ،‬بآيات القرآن الواضحة من‬

‫مثل قوله تعال ‪ ( :‬هو الذي خلق لكم ما ف الرض جيعا ) سورة البقرة ‪ 29:‬وقوله تعال ‪:‬‬

‫( وسخر لكم ما ف السماوات وما ف الرض جيعا منه ) سورة الاثية ‪ 13:‬وقولة تعال ‪ ( :‬أل‬

‫تروا أن ال سخر لكم ما ف السماوات وما ف الرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ) سورة‬
‫‪ .‬لقمان ‪20:‬‬

‫وما كان ال سبحانه ليخلق هذه الشياء ويسخرها للنسان وين عليه با ‪ ،‬ث يرمه منها بتحريها‬

‫ّم جزيئات منها لسبب‬


‫عليه ‪ ،‬كيف وقد خلقها له ‪ ،‬وسخرها له ‪ ،‬وأنعم با عليه ؟ وانا حر‬

‫وحكمة ‪ ،‬ومن هنا ضاقت دائرة الرمات ف شريعة السلم ضيقا شديدا ‪ ،‬واتسعت دائرة اللل‬

‫اتساعا بالغا ‪ ،‬ذلك أن النصوص الصحيحة الصرية الت جاءت بالتحري قليلة جدا ‪ ،‬وما ل ييء‬

‫‪ .‬نص بله أو تريه ‪ ،‬فهو باق على أصل الباحة ‪ ،‬وف دائرة العفو اللي‬

‫وف هذا ورد الديث ( ما أحل ال ف كتابه فهو حلل ‪ ،‬وما حرم فهو حرام ‪ ،‬وما سكت عنه فهو‬

‫)‬ ‫عفو ‪ ،‬فاقبلوا من ال عافيته ‪ ،‬فإن ال ل يكن لينسى شيئا ) وتل ( وما كان ربك نسيا‬

‫سورة مري ‪64:‬‬

‫وعن سليمان الفارسي ‪ :‬سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن السمن والب والفراء فقال ‪:‬‬

‫) ( اللل ما أحل ال ف كتابه ‪ ،‬والرام ما حرم ال ف كتابه ‪ ،‬وما سكت عنه فهو ما عفا لكم‬

‫الحاديث النبوية الت أجازت الغناء‬

‫ورأي العلماء فيها‬

‫‪ :‬مقدمة‬

‫على الرغم من أن مصطلح كلمة ( الغناء ) مشتك بي الغناء الدث والغناء الاجن والغناء‬

‫أجع عليه العلماء فأصبحت كلمة‬ ‫الغناء الباح الذي‬ ‫الباح فقد أختلط على الكثي ماهية‬

‫على الرغم من أن العلماء وضحوا ف آرائهم‬ ‫الغناء ف أذهانم تعن كل ما هو ماجن ومدث‬

‫ورسائلهم أنواع الغناء الدث والذي اتذته الزنادقة شعية للتقرب إل ال والغناء الاجن‬

‫الذي يسوده الون والمر والنساء ويعتمد على شعر المريات والغلمان وقد أكد هذا التصنيف‬

‫أئمة السلم أمثال أبن تيمية وابن رجب وابن قيم الوزية وابن حزم الندلسي والغزال وقبلهم‬

‫علماء الذاهب السلمية كالشافعي وابن حنبل وآب حنيفة ومالك وأبرزوه لتتقي أمة السلم‬

‫‪.‬عواقبه‬

‫وقد بينوا الغناء الباح الذي ورد ف الحاديث الصحيحة ول ينكروها بل أباحوها يقول ابن‬

‫‪ ( :‬نعم نن ل نرم ول نكره مثل ما كان ف بيت رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وسلم ‪-‬‬ ‫قيم الوزية‬

‫وانا نرم نن وسائر أهل العلم واليان السماع الخالف لذلك )‪ .‬وبذلك فقد أباح العلماء‬

‫الغناء الباح الذي وردت فيه أحاديث صحيحة واعتمد عليها أئمة السلم‬

‫‪ :‬ومنها‬
‫أول ‪ :‬عن عائشة رضي ال عنها أنا قالت (دخل رسول ال صلى ال عليه وسلم وعندي جاريتان‬

‫فأضطجع على الفراش وحول وجهه فدخل أبو بكر فانتهرني وقال مزمار‬ ‫تغنيان بغناء بعاث‬

‫الشيطان عند رسول ال صلى ال عليه وسلم ـ فأقبل عليه رسول ال فقال ( دعهما ) فلما غفل (‬

‫‪ ) .‬أي أبو بكر ) ـ غمزتما فخرجتا‬

‫ثانيا ‪ :‬عن عائشة رضي ال عنها وف ذات الديث ـ تكمله تروي أحداث واقعة ثانية لسنة عمليه‬

‫والراب ف‬ ‫(وكان يوم عيد يلعب السودان ـ البشة ـ بالدرق‬ ‫أخرى تقول رضي ال عنها ‪:‬‬

‫‪ :‬السجد فأما سألت رسول ال صلى ال عليه وسلم واما قال‬

‫تشتهي تنظرين ؟) فقلت نعم ‪ ،‬فأقامن وراءه ‪ ،‬خدي على خده يستني بثوبه وأنا أنظر إل (‬

‫حت إذا مللت‬ ‫البشة يلعبون فزجرهم عمر فقال النب ( أمنا بن أرفده ‪ ..‬دونكم بن أرفده‬

‫‪ ) .‬قال ( حسبك ) قلت نعم قال ( فأذهب‬

‫ثالثا ‪ :‬كما وردت سنة عمليه أقرت اللعب ( التمثيل ) الصحوب بالغناء والرقص ففي بعض‬

‫‪ :‬الروايات أن الحباش كانوا يغنون شعرا‬

‫يا أيها الضيف العرج طارقا‬ ‫لول مررت بآل عبد الدار‬

‫منعوك من جهد ومن إقتار لول مررت بم تريد قراهم‬

‫وف بعض الروايات ( كانت البشة يزفنون ( يرقصون ) ـ وف بعضها ( يرقصون بي يدي رسول ال‬

‫) صلى ال عليه وسلم ويقولون ( ممد عبد صال‬

‫ومن المور ذات الدللة ف هذا القام ‪ ،‬أن البخاري عندما روى هذه السنه العملية ل يضعها ف‬

‫( باب اللعب ) وتت عنوانه ومصطلحه وحده وانا رواها ف ( باب اللهو ) وتت عنوانه ومصطلحه‬

‫‪ .‬أيضا‬

‫فلقد روى حديث أم الؤمني عائشة ـ رضي ال عنها ـ ( كان البش يلعبون برابم فستني رسول ال‬

‫وأنا أنظر ‪ ،‬فما زلت أنظر حت كنت أنصرف ‪ ،‬فاقدروا قدر الارية الديثة السن تسمع اللهو )‬

‫‪ .‬رواه النسائي‬

‫كما روي عن أبي هريرة ـ ف ( باب اللهو بالراب ) ـ قوله ( بينما البشة عند النب صلى ال‬

‫عليه وسلم برابم ‪ ،‬دخل عمر فأهوى إل الصى فحصبهم با فقال ‪( :‬دعهم يا عمر ) ‪.‬وغي هذه‬

‫بتخطئة اجتهادات النع ‪ ،‬هناك الحاديث الكثية الت تؤكد‬ ‫الأثورات الت أكدت الباحة‬

‫ومنها‬ ‫‪ :‬الباحة‬

‫زفت امرأة إل رجل من النصار ‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال‬ ‫رابعا ‪ :‬أن عائشة ـ رضي ال عنها ـ‬

‫عليه وسلم ( يا عائشة ‪ ،‬ما كان معكم لو ؟ فإن النصار يعجبهم‬

‫اللهو ) رواه البخاري ‪.‬وف بعض روايات هذا الديث أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬فهل‬

‫بعثتم معها جارية تضرب بالدف وتغن ؟ ) قالت عائشة ‪ :‬تقول ماذا يا رسول ال ؟ قال ‪ :‬تقول‬
‫‪:‬‬
‫فحيونا نييكـم‬ ‫أتيناكم أتيناكــــم‬

‫ما حلت بواديكـم‬ ‫ولول الذهب الحــر‬

‫ما سنت عذاريكم‬ ‫ولول النطة السمراء‬


‫خامسا ‪ :‬وف رواية ثانية لذه الواقعة ‪ :‬أنكحت عائشة ذات قرابة لا رجل من النصار فقال‬

‫‪ :‬رسول ال صلى ال عليه وسلم ( أهديتم الفتاة ‪ ..‬أل بعثتم معها من يقول‬

‫فحيانا وحياكم‬ ‫أتيناكم‬ ‫أتيناكم‬

‫‪ .‬رواة النسائي‬

‫سادسا ‪ :‬وف حديث أخر ‪ ،‬عن سائب بن يزيد أن امرأة جاءت إل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫فقال ‪ :‬يا عائشة ‪ ،‬أتعرفي هذه ؟ ( قالت ل ‪ ،‬يا نب ال ‪ ،‬قال ‪ :‬قينه بن فلن ‪ ،‬تبي أن‬

‫فغنتها ‪ ..‬رواه النسائي‬ ‫تغنيك ؟‬

‫سابعا ‪ :‬أما المام أحد فأنه يروي ـ ف مسنده ـ عن عبدال بن عمي ـ أو عمية قال ) حدثن‬

‫زوج ابنة أبي لب ‪ ،‬قال ‪ :‬دخل علينا رسول ال صلى ال عليه وسلم حي تزوجت ابنة أبي لب‬

‫‪ ) ..‬فقال ( هل من لو ؟‬

‫أما وقائع وروايات السنة العملية الت تدثت عن الغناء ف متمع الصدر الول على عهد رسول‬

‫‪ :‬ال صلى ال عليه وسلم فإنا كثية ف كتب السية ومنها‬

‫ثامنا ‪ :‬عندما دخل رسول ال صلى ال عليه وسلم ـ الدينة مهاجرا ـ فرح أهلها وكانوا‬

‫ينتظرون مقدمه لعدة أيام ـ حت ليوي الباء بن عازب فيقول ‪ :‬ما رأيت أهل الدينة فرحوا‬

‫‪ :‬بشيء كفرحهم برسول ال صلى ال عليه وسلم وصعدت ذوات الدور على السطح من قدومه يقلن‬

‫من ثنيات الوداع طلع البدر علينــا‬

‫وجب الشكر علينا‬ ‫ما دعـا ل داع‬

‫أيها البعوث فينــا‬ ‫جئت بالمر الطاع ‪1‬‬

‫وقد ذكر شيخ السلم ابن تيميه ف كتابه ( أحاديث القصاص ) رواية أخرى للحديث ‪ 2‬قال ‪:‬انه‬

‫‪ :‬صلى ال عليه وسلم لا قدم الدينة ف الجرة خرجت بنات النجار بالدفوف وهن بقلن‬

‫من ثنيات الوداع طلع البدر علينــا‬

‫إل آخر الشعر‬

‫فقال ‪ ( :‬هزوا كرابيلكم بارك ال فيكم‬ ‫)‬

‫وقد علق ابن تيميه عليه فقال ‪:‬أما ضرب النسوة بالدفوف ف الفراح فقد كان معروفا على عهد‬

‫‪ .‬النب صلى ال عليه وسلم‬

‫‪ .‬وأما قوله ( هزوا كرابيلكم بارك ال فيكم ) فهذا ل يعرف‬

‫تاسعا ‪ :‬أما جواري ـ ( فتيات ) بن النجار ‪ ،‬فلقد خرجن إليه صلى ال عليه وسلم عندما‬

‫بركت ناقته بباب أبي أيوب النصاري ـ من بن مالك بن النجار ـ خرجن يضربن بالدفوف ويغني‬
‫‪:‬‬
‫يا حبذا ممد من جار‬ ‫نن جوار من بن النجار‬

‫‪ :‬فقال لن صلى ال عليه وسلم‬


‫ـ أتببن ؟‬

‫) قلن ‪ :‬نعم ( يا رسول ال‬

‫‪ ).‬ـ فقال ( ال أعلم أن قلب يبكم‬

‫عاشرا ‪ :‬وف إحدى الروايات ( أن أبا بكر الصديق ـ رضي ال عنه ـ وهو صاحب رسول ال صلى ال‬

‫عليه وسلم يوم الجرة ـ هم بزجر الواري عن هذا الغناء ـ فقال له الرسول( دعهم يا أبا‬

‫‪ ) .‬بكر حت تعلم اليهود أن ديننا فسيح‬

‫لذا فهذا النهج السلمي اليسر صفته الرونة والفسحة الت تستجيب لا النفس البشرية وتلب‬

‫حاجات النوازع الفطرية النسانية وسبيل من سبل التويح الت تنفي عن النفس الوحشة وتبئها‬

‫‪ .‬من عوامل الزن والضيق‬

‫الادي عشر ‪ :‬وعندما شرع رسول ال صلى ال عليه وسلم بعد أن استبقى بالدينة ف بناء السجد‬

‫‪ :‬كان يمل ـ مع أصحابه ـ طوب اللب ـ مشاركا ف البناء ‪ ..‬وخلل العمل كان ينشد متنا‬

‫هذا المال ل جال خيب‬ ‫هذا أبر بنا وأطهر‬

‫‪ :‬ومن الصحابة من كان ـ أثناء ذلك يغن أغاني العمل ـ فيقول البعض منهم‬

‫لئن قعدنا والنب يعمل‬ ‫لذاك منا العمل الضلل‬

‫‪ :‬وكان آخرون يتنون‬

‫يدأب فيها قائما وقاعدا ل يستوي من يعمر الساجد‬

‫ومن يرى عن التاب حائدا‬

‫الثاني عشر ‪ :‬ولقد صنع ذلك الشعريون ـ قوم أبي موسى الشعري ـ عندما قدموا إل لدينة ‪..‬‬

‫فعن ـ أنس بن مالك ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( يقدم عليكم غدا أقوام هم أرق‬

‫قلوبا بالسلم منكم ) قال ‪ :‬فقدم الشعريون فيهم أبو موسى الشعري ـ فلما دنوا من الدينة‬

‫‪ :‬جعلوا يرتزون و يقولون‬

‫غدا نلقى الحبة‬ ‫ممدا وحزبه‬

‫الثالث عشر‪ :‬وحديث أخر يكي كيف شهد رسول ال صلى ال عليه وسلم ( ندب ) الواري على أنغام‬

‫الدفوف تذكرة بالبطال الشهداء ف وقائع السلم ) فعن أبي السن ‪ ،‬قال ‪ ،‬كان يوم لهل‬

‫الدينة يلعبون ‪ ،‬فدخلت على الربيع بنت معوذ بن عفراء ‪ ،‬فقالت ‪ :‬دخل علي رسول ال صلى ال‬

‫عليه وسلم فقعد على موضع فراشي هذا ‪ ،‬وعندي جاريتان تندبان آبائي الذين قتلوا يوم بدر‬

‫‪ :‬تضربان بالدفوف فقالتا فيما تقولن‬

‫وفينا نب يعلم‬ ‫ما يكون ف غد‬

‫فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( أما هذا فل تقوله ‪ ،‬ل يعلم ما ف غد إل ال عز وجل)‬

‫‪.‬رواه المام أحد‬

‫وف صحيح البخاري عن الربيع بنت معوذ قالت ‪ :‬دخل عل‬


‫ّي رسول ال صلى ال عليه وسلم غداة بن‬

‫بي ( أي زواجي ) فجلس على فراشي وجويرات لنا يضربن بالد‬


‫ّف ويندبن من قتل من آبائي يوم‬

‫بدر إل أن قالت جارية منهن ‪ :‬وفينا نب يعلم ما ف غد فقال لا ‪ :‬أمسكي عن هذه وقول الت‬
‫كنت تقولي قبلها‬

‫تت باب( فتاوى عن‬ ‫وف ما رواه ابن الوزيه ف كتابه ( فتاوى رسول ال صلى ال عليه وسلم )‬

‫الكسب وبعض العمال ) حديث ‪ :‬وسألته صلى ال عليه وسلم امرأة فقالت ‪ :‬إني نذرت إن ردك ال‬

‫سالا أن أضرب على رأسك بالدف ‪ ،‬فقال ‪ :‬إن كنت نذرت‬

‫فافعلي ‪ ،‬وإل فل ‪ ،‬قالت إني كنت نذرت ‪ ،‬فقعد رسول ال صلى ال عليه وسلم فضربت بالدف‬

‫‪ ( ) .‬حديث صحيح‬

‫وله وجهان ‪ :‬أحدها ‪ :‬أن يكون أباح لا الوفاء بالنذر الباح تطبيبا لقلبها وجبا وتأليفا‬

‫لا على زيادة اليان وقوته ‪ ،‬وفرحا بسلمة رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬والثاني ‪ :‬أن يكون‬

‫سالا مؤيدا‬ ‫هذا النذر قربة لا تضمنه من السرور والفرح بقدوم رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫‪ .‬منصورا على أعدائه قد أظهره ال واظهر دينه وهذا من أفضل القرب فأمرت بالوفاء به‬

‫ّ ‪،‬‬
‫ّف‬‫وف رواية أخرى من نفس الكتاب سألته امرأة ‪ :‬فقالت أن نذرت أن أضرب على رأسك بالد‬

‫فقال ‪ :‬أوف بنذرك ‪ ،‬فقالت إني نذرت أن أذبح بكان كذا وكذا ـ مكان يذبح فيه أهل الاهلية‬

‫‪) .‬ـ فقال لصنم ؟ قالت ل ‪ :‬قال ‪ :‬لوثن ؟ قالت ل ‪ ،‬قال ‪ :‬أوف بنذرك( ذكره أبو داود‬

‫بينما نن مع عبد‬ ‫ما خرجه البيهقي من طريق الزهيي ‪ ،‬قال السائب بن يزيد‬ ‫الرابع عشر ‪:‬‬

‫ّ مكة ‪ ،‬اعتزل عبدالرحن بن عوف الطريق ‪،‬‬


‫ّ ‪ ،‬ونن نؤم‬
‫الرحن بن عوف رضي ال عنه ‪ ،‬ف طريق الج‬

‫ث قال لرباح بن العتف‪ :‬غننا يا أبا حسان ‪ ،‬وكان يسن النصب ‪ ،‬فبينما رباح يغنيهم أدركهم‬

‫عمر بن الطاب ‪ ،‬ف خلفته ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما هذا ‪ ،‬فقال عبد الرحن ‪ :‬يا أمي الؤمني ‪ ،‬ما بأس‬

‫بذا ‪ ،‬نلهو ويقصر عنا فقال عمر رضي ال عنه ‪ :‬فان كنت آخذ ‪ ،‬فعليك بشعر ضرار بن الطاب ‪،‬‬

‫‪.‬وضرار رجل من بن مارب بن فهر‬

‫الامس عشر ‪ :‬وروي بإسناد صحيح عن أسامة بن زيد رضي ال عنه ‪ ،‬أنه كان ف مسجد الرسول‬

‫‪- .‬صلى ال عليه وسلم ‪ -‬مضطجعا ‪ ،‬رافعا إحدى رجليه ‪ ،‬على الخرى ‪ ،‬يتغن بالنصب‬

‫وغيه ‪ ،‬من الهاجرين والنصار أنم كانوا يتغنون ‪،‬‬ ‫السادس عشر ‪ :‬وعن أبي مسعود النصاري‬

‫‪ .‬بالنصب أخرجه البيهقي ف السنن‬

‫وقد كان النب ‪-‬صلى ال عليه وسلم يسمع شعر‬ ‫قال إسحاق بن رهاويه كما قال‬ ‫السابع عشر ‪:‬‬

‫ّلت ( أخرجه مسلم ف صحيحه‬


‫واستنشد من شعر اميه بن أبي الص‬ ‫‪ ) .‬حسان وغيه‬

‫فعن عامر بن سعيد رضي ال عنه قال ‪ ( :‬دخلت على قرضه بن كعب ‪ ،‬وأبي مسعود‬ ‫الثامن عشر ‪:‬‬

‫النصاري ف عرس وإذا جواري يغني ‪ ،‬فقلت ‪ :‬أنتما صاحبا رسول ال ‪ ،‬ومن أهل بدر يفعل هذا‬

‫عندكم !! فقال ‪ ( :‬إن شئت فاسع معنا ‪ ،‬وان شئت فاذهب ‪ ..‬قد رخص لنا ف اللهو عند العرس‬
‫)‬
‫أنه كان يرخص ف السماع ‪ ،‬فقيل له أيؤتي يوم القيامة ف جلة‬ ‫التاسع عشر ‪ :‬وعن ابن جريج‬

‫حسناتك أو سيئاتك فقال ‪ :‬ل ف السنات ول ف السئيات لنه شبيه باللغو‪ ،‬وقال تعال ‪ ( :‬ل‬

‫يؤاخذكم ال باللغو ف أيانكم ) البقرة ‪225:‬‬

‫وأن أنشة كان‬ ‫العشرون ‪ :‬وعن أنس رضي ال عنه ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم كان يدي له‬

‫يدو بالنساء والباء بن مالك كان يدو بالرجال ‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬يا‬
‫وقد اتفق الشيخان منه على قصة أنشه دون ذكر الباء بن‬ ‫أنشة رويدك سوقك بالقوارير )‬

‫مالك‬

‫الادي والعشرون ‪ :‬ومن حديث أبو داود عن حديث علي فقد نقل عن جاعة من الصحابة رضي ال‬

‫‪ .‬عنهم أنم حجلوا ف سرور أصابم‬

‫الثاني والعشرون ‪ :‬ومن الثار الت أجازت للطفال اللعب بالتماثيل والتصاويرلتنمية‬

‫مداركهم السية وخيالم ما ورد عن عائشة رضي ال عنها حيث قالت ‪ :‬كنت ألعب بالبنات عند‬

‫وكان يأتين صواحب ل ‪ ،‬فكن يتقنعن من رسول ال صلى ال عليه‬ ‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫فيلعب معي ‪ ،‬وف رواية ‪ ،‬أن النب صلى‬ ‫وسلم وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يسر ليئهن ال‬
‫ّ‬

‫ال عليه وسلم قال لا يوما ‪ ( :‬ما هذا ؟ قلت ‪ :‬بناتي قال ‪ :‬فما هذا الذي أرى ف وسطهن ؟‬

‫قالت فرس قال ‪ :‬ما هذا الذي عليه ؟ قالت جناحان قال ‪ :‬فرس له جناحان ؟ قالت ‪ :‬أوما سعت‬

‫أنه كان لسليمان بن داود عليه السلم خيل لا أجنحة ؟ قالت فضحك رسول ال صلى ال عليه‬

‫‪ .‬وسلم حت بدت نواجذه‬

‫الثالث والعشرون ‪ :‬حديث ما بعث ال نبيا إل حسن الصوت ) رواه التمذي ف الشمائل عن قتادة‬

‫‪ .‬وزاد قوله وكان نبيكم حسن الوجه حسن الصوت‬

‫الرابع والعشرون ‪ :‬قال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬ل أشد أذنا للرجل السن الصوت بالقرآن من‬

‫صاحب القينه لقينته ) متفق عليه‬

‫الامس والعشرون ‪ :‬عندما أنشد النابغة العدي رسول ال صلى ال عليه وسلم شعره قال له ‪ (:‬ل‬

‫) يفضض ال فاك‬

‫السادس والعشرون ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ف مدح أبي موسى الشعري ‪ ( :‬لقد أعطي‬

‫مزمارا من مزامي آل داود ) متفق عليه‬

‫السابع والعشرون ‪ :‬عن عائشة رضي ال عنها قالت ‪ :‬كان أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫يتناشدون عنده الشعار وهو يبتسم‬

‫الثامن والعشرون ‪ :‬عن عمرو بن الشريد عن أبيه قال ‪ :‬أنشد رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫مائة قافية من قول أمية بن أبي الصلت كل ذلك يقول ‪ :‬هيه ‪ ،‬هيه ‪ ،‬ث قال ‪ :‬إن كاد ف شعره‬

‫‪.‬ليسلم ) رواة مسلم‬

‫‪ :‬ول يفوتنا ف هذا الال ما ذكره الشيخ ممد متول الشعراوي ف ذكر ساع‬ ‫التاسع والعشرون‬

‫‪ :‬النة وغناء الور العي وما فيه من الطرب واللذة قال تعال‬

‫فأما الذين أمنوا وعملوا الصالات فهم ف روضة يبون ) الروم ‪ 15:‬قال ييى بن كثي عن (‬

‫‪ .‬قوله عز وجل ‪ ( :‬فهم ف روضة يبون ) قال ‪ :‬البة ‪ :‬اللذة والسماع‬

‫وعن ييى بن كثي ف قوله ( يبون ) قال ‪ :‬السماع ف النة ‪ ،‬ول يالف هذا قول ابن عباس ‪:‬‬

‫يكرمون ‪ ،‬وقال ماهد وقتادة ‪ :‬ينعمون فلذة الذن بالسماع من البة والنعيم‬

‫وعن أنس قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إن الور العي يغني ف النة ‪ ،‬يقلن ‪ :‬نن‬

‫) السان ‪ ،‬خلقن لزواج كرام‬


‫وعن أبي أمامه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬ما من عبد يدخل النة إل ويلس عند‬

‫رأسه وعند رجليه اثنتان من الور العي ‪ ،‬يغنيانه بأحسن صوت سعه النس والن ‪ ،‬وليس بزامي‬

‫الشيطان‬

‫وعن ابن عمر قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إن أزواج أهل النة ليغني أزواجهن‬

‫بأحسن أصوات ما سعها أحد قط ‪ ،‬إن ما يغني به ‪ :‬نن اليات السان ‪ ،‬أزواج قوم كرام ‪،‬‬

‫ينظرون بقرة أعي ‪ ،‬وان ما يغني به ‪ :‬نن الالدات فل نتنه ‪ ،‬نن المنات فل نفنه ‪ ،‬نن‬

‫‪ ) .‬القيمات فل نظعنه‬

‫وقال ييى بن كثي ( ان الور العي يتلقي أزواجهن عند أبواب النة فيقلن ‪ :‬طالا‬

‫انتظرناكم ‪ ،‬فنحن الراضيات فل نسخط ‪ ،‬والقيمات فل نظعن ‪ ،‬والالدات فل نوت ‪ ،‬بأحسن‬

‫)أصوات سعت وتقول ‪:‬أنت حب وأنا حبك ‪ ،‬وليس دونك مقصر ول وراءك معدل‬

‫الحاديث الضعيفة الت تتبعها المام ابن حزم الندلسي‬

‫ف تري الغناء والعازف‬

‫‪ :‬مقدمة‬

‫من المور الامة ف تقيق الحاديث الواردة عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬ ‫الرح والتعديل‬

‫ولقد اهتم علماء الديث بأمور الرح والسناد بعد أن تفشت الفتنة وظهر أهل البدع يؤلفون ف‬

‫‪ :‬أحاديث ينسبونا إل رسول ال صلى ال عليه وسلم قال التمذي‬

‫(‬ ‫حدثنا ممد بن على بن السن بن شقيق أنا النضر بن عبدال الصم أنا إساعيل بن ذكريا عن‬

‫عاصم عن ابن سيين قال ‪ ( :‬كان ف الزمان الول ل يسألون عن السناد ‪ ،‬فلما وقعت الفتنة‬

‫سألوا عن السناد ‪ ،‬لكي يأخذوا حديث أهل السنة ويدعوا حديث أهل‬

‫البدع ) ‪ ،‬وهذا الثر خرجه مسلم ف مقدمة كتابه عن ممد بن الصباح البزار عن إساعيل بن‬

‫ذكريا و به لفظه ‪ ( :‬قال ‪ :‬ل يكونوا يسألون عن السناد ‪ ،‬فلما وقعت الفتنة قالوا سو لنا‬

‫رجالكم ‪ ،‬فينظر إل أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إل أهل البدع فل يؤخذ حديثهم ) ‪.‬ولذلك‬

‫حرص العلماء ف استقاء الحاديث من رجال يشهد لم بالنزاهة والفظ للحاديث المر الذي أدى‬

‫إل ظهور علم الرح والتعديل وهو تقني الرجال الواردة أو الرواة للحاديث وما يب توفره‬

‫‪ .‬فيهم من عدالة وضبط إل أخر ما اشتطوه ف الراوي حت تقبل روايته‬

‫ولقد ذكر المام أحد أن خب مهول الال ل يصح ول يتج به ومن أصحابنا من خرج قبول حديث على‬

‫اللف ف قبول الرسل ‪ ،‬وقال الشافعي ‪ ( :‬كان ابن سيين والنخعي وغي واحد من التابعي يذهب‬

‫هذا الذهب ف أن ل يقبل إل من عرف وقال ‪ :‬وما لقيت ول علمت أحدا من أهل العلم بالديث‬
‫‪ .‬يالف هذا الذهب‬

‫وما تقدم تتضح السس الت استند عليها الشيخ ابن حزم الندلسي ف تتبع الحاديث الضعيفة‬

‫بناء على علم الرح والتعديل الذي أتفق عليه العلماء ف هذا الال ونعرض فيما يلي الحاديث‬

‫‪ .‬الروحة الت أستعرضها ابن حزم ف تري الغناء‬

‫أول ‪ :‬ما روي سعيد بن أبي رزين ‪ ،‬عن أخيه ‪ ،‬عن ليث بن أبي سليم عن عبدالرحن بن سابط عن‬

‫قال ‪ ( :‬إن ال حرم الغنية وثنها‬ ‫عائشة أم الؤمني عن النب ‪ ،‬عليه الصلة والسلم ‪ ،‬أنه‬

‫وتعليمها والستماع إليها ) أما حديث عائشة رضي ال عنها ‪ ،‬ففيه‬

‫وكلها ل يدري أحد من ها ‪ .‬ولقد رواه التمذي والطباني ف‬ ‫سعيد بن أبي رزن ‪ ،‬عن أخيه‬

‫‪ .‬الوسط بإسناد ضعيف وقال البيهقي ‪ :‬ليس بحفوظ‬

‫ثانيا ‪ :‬وروي لحق بن حسي بن عمر أن أبي الورد القدسي قال ‪ :‬ثنا أبو الرجى ضرار بن علي‬

‫فضالة ‪ ،‬عن‬ ‫‪ ،‬ثنا أحد بن سعيد عن ممد بن كثي المصي ثنا فرج بن‬ ‫بن عمي القاضي اليلني‬

‫ييى بن سعيد عن ممد بن النفية ‪ ،‬عن علي بن أبي طالب قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬

‫وسلم إذا عملت أمت خس عشرة خصلة حل با البلء ‪ :‬إذا كان الال دول ‪ ،‬والمانة مغنما ‪،‬‬

‫ّ أمه ‪ ،‬وجفا أباه ‪ ،‬وارتفعت الصوات ف الساجد ‪،‬‬


‫والزكاة مغرما ‪ ،‬وأطاع الرجل زوجته ‪ ،‬وعق‬

‫وكان زعيم القوم أذلم ‪ ،‬وأكرم الرجل مافة شره ‪ ،‬ولبس الرير ‪ ،‬واتاذ القينات ‪،‬‬

‫‪ .‬والعازف ‪ ،‬ولعن آخر هذه المة أولا ‪ ،‬فليتوقعوا عند ذلك ريا حراء ومسخا وخسفا‬

‫واما حديث علي رضي ال عنه ‪ ،‬فجميع من فيه إل ييى بن سعيد ل يدرى من هم ‪ ،‬وييى بن سعيد‬

‫‪ .‬ل يرو عن ممد بن النفية كلمة ول أدركه‬

‫ثنا أبو سعيد مول بن هاشم ـ هو عبدالرحن بن‬ ‫ثالثا ‪ :‬وروى أبو عبيده بن فضيل بن عياض‬

‫عبدال ـ ثنا عبدالرحن بن العلء ‪ ،‬عن ممد ابن الهاجر عن كيسان مول معاوية ثنا معاوية أن‬

‫رسول ال ـ صلى ال عليه وسلم ـ نى عن تسع ‪ ،‬وأنا أناكم عنهن ‪ :‬أل إن منهن الغناء والنوح‬

‫‪.‬والتصاوير والشعر والذهب وجلود السباع والز والرير‬

‫وأما حديث معاوية ‪ ،‬فان فيه كيسان ‪ ،‬ول يدرى من هو ‪ ،‬وممد بن مهاجر وهو ضعيف وفيه‬

‫‪ .‬النهي عن الشعر ‪ ،‬وهو يبيحونه‬

‫عن شيخ ‪ ,‬شهد ابن مسعود يقول ‪ :‬الغناء ينبت النفاق ف‬ ‫رابعا ‪ :‬ـ وروى سلم بن مسكي‬

‫‪ .‬القلب‬

‫ّ ول يعرفه أحد‬
‫ففيه شيخ ل يسم‬ ‫‪ .‬وأما حديث ابن مسعود رضي ال عنه‬

‫كما علق المام الغزال على هذا الديث قائل ‪ :‬واحتجوا بقول ابن مسعود ـ رضي ال عنه ـ‬

‫( الغناء ينبت ف القلب النفاق ) وزاد بعضهم ‪ ،‬كما ينبت الاء البقل ) ورفعه بعضهم إل‬

‫وهو غي صحيح‬ ‫‪ .‬رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫كما ذكر هذا الديث الافظ عبدالرحن بن رجب النبلي ف كتابه ( نزهة الساع ) عن ابن مسعود‬

‫رضي ال عنه الغناء ينبت النفاق ف القلب كما ينبت الاء البقل وقد روى عنه مرفوعا ‪ ،‬خرجه‬

‫أبو داود ف بعض نسخ السنن وخرجه ابن أبي الدنيا والبيهقي وغيها وف إسناد الرفوع من ل‬
‫اللهفان‬ ‫يعرف كما ذكره ابن حزم ف اللى وأبو السي بن النادي ف أحكام اللهي كما ف إغاثة‬

‫وابن صصري ف أماليه كما ف الكنز وأخرج نوه عن أبي هريرة الديلمي كما ف الكنز وابن‬

‫الوزي ف العلل التناهية وقال هذا حديث ل يصلح ‪ ،‬وقال النووي ل يصلح كما ف الوضوعات‬

‫‪ .‬الكبى‬

‫ثنا عبدالعزيز الويسي ‪ ،‬عن إساعيل بن عياش ‪ ،‬عن على‬ ‫خامسا ‪ :‬ـ وروى عبد اللك بن حبيب‬

‫بن زيد ‪ ،‬عن القاسم ‪ ،‬عن أبي أمامه قال سعت رسول ال يقول ‪ :‬ل يل تعليم الغنيات ول‬

‫شراؤهن ول بيعهن ول اتاذهن ‪ ،‬وثنهن حرام ‪ ،‬وقد أنزل ال ف كتابه ( ومن الناس من يشتي لو‬

‫والذي نفسي بيده ما رفع رجل عقيته إل ارتدفه شيطانان‬ ‫الديث ليضل عن سبيل ال بغي علم )‬

‫يضربان بأرجلهما صدره وظهره حت يسكت‬

‫‪ .‬فأما حديث أبي أمامه ‪ ،‬ففيه إساعيل بن عياش وهو ضعيف والقاسم ‪ ،‬وهو مثله‬

‫ّماع للمام الافظ عبدالرحن بن رجب النبلي لنفس الديث‬


‫كما ورد ف نزهة الستماع ف مسألة الس‬

‫حيث أسنده للمام أحد والتمذي من رواية عبيد ال بن زخر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي‬

‫أمامه وقال ‪ :‬قد تكلم بعض أهل العلم ف على بن يزيد وضع‬
‫ّفه وهو شامي وذكر ف كتاب العلل‬

‫وقد أكد ذلك البخاري ف‬ ‫أنه سأل البخاري عن هذا الديث فقال ‪ :‬علي بن يزيد ذاهب الديث ‪.‬‬

‫ذكر فيه وعند المام أحد عن وكيع قال حدثنا خلد الصفار عن‬ ‫متنه اللد الثاني ( مطوط )‬

‫عبيد ال بن زخر عن علي ابن يزيد عن القسم بن عبدالرحن هو أبو عبد الرحن مرفوعا ل يل‬

‫بيع الغنيات ول شراؤهن ول التجارة فيهن وأكل أثانن حرام ورواه ابن أبي شيبة بالسند‬

‫الذكور إل القسم عن أبي أمامة مرفوعا بلفظ أحد وزاد فيه نزلت هذه الية ( ومن الناس من‬

‫يشتي لو الديث) ورواه التمذي من حديث القاسم بن عبدالرحن عن أبي أمامة عن رسول ال صلى‬

‫ال عليه وسلم قال ‪ :‬ل تبيعوا القينات ول تشتوهن ول تعلموهن ول خي ف تارة فيهن وثنهن‬

‫حرام ف مثل هذا أنزلت هذه الية ( ومن الناس من يشتي لو الديث ) الية وقال حديث غريب ‪،‬‬

‫إنا نعرفه من هذا الوجه قال وسألت البخاري عن إسناد هذا الديث فقال علي بن يزيد ذاهب‬

‫الديث‬

‫سادسا ‪ :‬وبه إل عبد اللك بن حبيب ‪ ،‬عن الويسي عن عبدال بن عمر ابن حفص بن عاصم ‪ ،‬أن‬

‫‪ .‬رسول ال قال ‪ :‬إن الغن أذنه بيد شيطان يرعشه حت يسكت‬

‫‪ ،‬ثنا ابن معي ‪ ،‬عن موسى بن أعي عن القاسم ‪ ،‬عن أبي‬ ‫وبه إل عبد اللك بن حبيب‬ ‫سابعا ‪:‬‬

‫‪ .‬أمامه أن رسول ال قال ‪ :‬إن ال حرم تعليم الغنيات وشراءهن وأكل أثانن‬

‫‪ .‬وأما أحاديث عبد اللك بن حبيب فكلها هالكة‬

‫ثامنا ‪ :‬ـ وذكر البخاري قال ‪ :‬قال هشام بن عمار ‪ ،‬ثنا صدقة بن خالد ‪ ،‬ثنا عبدالرحن بن‬

‫ثنا عطية بن قيس الكلبي ثنا عبدالرحن بن غنيم الشعري ‪ ،‬ثنا أبو عامر أو‬ ‫يزيد بن جابر‬

‫أبو مالك الشعري ( أنه ) سع النب عليه الصلة والسلم يقول ليكونن من أمت قوم يستحلون‬

‫والرير والمر والعازف‬ ‫‪ .‬الر‬

‫وأما حديث البخاري ‪ ،‬فلم يورده البخاري مسندا وانا قال فيه قال هشام بن عمار ‪ ،‬ث هو إل‬
‫‪ .‬أبي عامر أو إل أبي مالك ول يدرى أبو عامر هذا‬

‫وهكذا رواه بالشك أكثر الفاظ ( أبو عامر أو أبو مالك ) فقد ورد ف كتاب نزهة الساع لبن‬

‫حدثنا صدقة بن الوليد ثنا‬ ‫رجب النبلي ‪( :‬وقال البخاري ف صحيحه ‪ :‬وقال هشام بن عمار‬

‫عبد الرحن بن يزيد بن جابر ثنا عطية بن قيس حدثن عبدالرحن بن غنم الشعري حدثن أبو عامر‬

‫‪.‬أو أبو مالك الشعري ) وذكر الديث‬

‫ّن فحديثه القدي أصح وهذا ما‬


‫وقد علق ف حاشية الكتاب عن هاشم بن عمار أنه كب فصار يتلق‬

‫يتفق مع ما أورده ابن رجب ف علل التمذي بالنسبة لقسام الرواة حيث قال ‪ :‬وقسم رابع ‪:‬‬

‫وهم أيضا أهل صدق وحفظ ‪ .‬ولكن يقع الوهم ف حديثهم كثيا لكن ليس هو الغالب عليهم ‪ .‬وهذا‬

‫هو القسم الذي ذكره التمذي وذكر عن ييى بن سعيد القطان أنه ترك حديث هذه الطبقة ‪..‬‬

‫‪.‬إضافة إل أن البخاري رواه بصيغة التعليق‬

‫تاسعا ‪ :‬ـ وروى ابن شعبان ‪ ،‬ثن إبراهيم بن عثمان بن سعيد ‪ ،‬ثنا أحد الغمر بن أبي حاد‬

‫بمص ‪ ،‬ويزيد بن عبد الصمد ‪ ،‬قال ‪ :‬ثنا عبيد بن هاشم اللب ‪ ،‬هو أبو نعيم ‪ ،‬ثنا عبدال بن‬

‫البارك ‪ ،‬عن مالك ‪ ،‬عن ممد ابن النكدر ‪ ،‬عن أنس قال ‪ :‬قال رسول ال ‪ :‬من جلس إل قينه صب‬

‫‪ .‬ف أذنه النك يوم القيامة‬

‫وأما حديث أنس فبلية لنه عن مهولي ‪ ،‬ول يروه أحد قط عن مالك من ثقاة أصحابه ‪ ،‬والثاني‬

‫عن مكحول ‪ ،‬عن عائشة ‪ ،‬ول يلقها قط ول أدركها ‪ ،‬وفيه أيضا من ل يعرف وهو هاشم بن‬

‫‪.‬ناصح ‪ ،‬وعمر بن موسى ‪ ،‬وهو أيضا منقطع والثالث عن أبي عبدال الدوري ‪ ،‬ول يدرى من هو‬

‫عن ابن مبارك عن مالك عن ابن‬ ‫كما ذكر ابن رجب النبلي ف كتابه نزهة الساع هذا الديث‬

‫الندكر عن أنس عن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬من قعد إل قينه يستمع منها صب ف أذنيه‬

‫النك يوم القيامة وقال أبو نعيم اللب أسه عبيد بن هشام ‪ .‬قلت وثقه أبو داود وقال ‪ :‬انه‬

‫بآخره وقد أنكر عليه أحاديث تفرد با منها هذا الديث وقال أحد ‪ :‬هذا حديث باطل ‪.‬‬ ‫تغي‬

‫وقال الدارقطن تفرد به أبو نعيم ول يثبت هذا عن مالك ول عن الندكر‬

‫القواريري ‪،‬‬ ‫وبه إل ابن شعبان ‪ ،‬ثن عمي ‪ ،‬ثنا أبو عبدال الدوري ‪ ،‬ثنا عبدال‬ ‫عاشرا ‪:‬‬

‫ثنا عمران بن عبيد ‪ ،‬عن عطاء بن السائب ‪ ،‬عن سعيد بن جبي عن ابن عباس ف قول ال عز وجل‬

‫‪ ( .‬ومن الناس من يشتي لو الديث ليضل عن سبيل ال ) ‪ .‬قال ‪ :‬الغناء‬

‫‪ .‬وأما أحاديث ابن شعبان ‪ ،‬فهالكة‬

‫الادي عشر‪ :‬ـ وروى ابن أبي شيبة أبو بكر ‪ ،‬ثنا زيد بن الباب ‪ ،‬ثنا معاوية ابن صال عن‬

‫قال ‪ :‬دخل علينا عبد الرحن بن غنم فقال ‪ :‬أنبأنا أبو مالك‬ ‫حات بن حريث عن ابن أبي مري‬

‫الشعري أنه سع النب صلى ال عليه وسلم يقول ‪ :‬يشرب ناس من أمت المر يسمونا بغي اسها‬

‫تضرب على رءوسهم العازف والقينات يسف ال بم‬

‫الرض‬ ‫‪.‬‬

‫وأما أحاديث ابن شيبة ‪ ،‬ففيه معاوية بن صال ‪ ،‬وهو ضعيف ومالك ابن أبي مري ‪ ،‬ول يدرى من‬

‫‪ .‬هو‬
‫الثاني عشر ‪ :‬ـ وحديث فيه ‪ :‬أن ال ( تعال ) نى عن صوتي ملعوني ‪ ،‬صوت نائحة ‪ ،‬وصوت‬

‫‪ .‬مغنية‬

‫‪ .‬وأما النهي عن صوتي ‪ ،‬فل يدرى من رواه فسقط كل ما ف هذا الباب جلة‬

‫‪.‬وكل هذا ل يصح منه شيء ‪ ،‬وهي موضوعة‬

‫الثالث عشر ‪ :‬حديث عتبة بن عامر الهن ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم كل شيء يلهو به‬

‫) الرجل فباطل إل رمي الرجل بقوسه ‪ ،‬أو تأديبه فرسه ‪ ،‬أو ملعبته امرأته ‪ ،‬فإنن من الق‬
‫‪.‬‬
‫وف رواة هذا الديث عبدال بن زيد بن الزرق ‪ ،‬وهو مهول ! ‪ ..‬وله طريق آخر ف رواته خالد‬

‫‪ .‬بن زيد وهو مهول‬

‫وقد علق المام الغزال على هذا الديث قائل ‪ :‬واحتجوا با روى عتبة بن عامر أن النب صلى‬

‫ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬كل شيء يلهو به الرجل فهو باطل إل تأديبه فرسه ورميه بقوسه‬

‫وملعبته لمرآته ‪ ،‬قلنا ‪ :‬فقوله باطل ل يدل على التحري بل يدل على عدم الفائدة ‪ ،‬وقد‬

‫يسلم على أن التلهي بالنظر إل الحباش خارج عن هذه الثلث وليس برام بل يلحق بالصور غي‬

‫الصور قياسا كقوله صلى ال عليه وسلم ( ل يل دم امرئ إل بإحدى ثلث ) فانه ل يلحق به‬

‫رابع وخامس فكذلك ملعبته امرأته ل فائدة له إل التلذذ ‪ ،‬وف هذا دليل على أن التفرج ف‬

‫البساتي ‪ ،‬وساع أصوات الطيور ‪ ،‬وأنواع الداعبات ‪ ،‬ما يلهو به الرجل ل يرم عليه شيء‬

‫‪ .‬منها وان جاز وصفه بأنه باطل‬

‫الرابع عشر ‪ :‬حديث ( كل شيء ليس من ذكر ال فهو لعب ل يكون أربعة ‪ :‬ملعبة الرجل‬

‫امرأته ‪ ،‬وتأديب الرجل فرسه ‪ ،‬ومشي الرجل بي الغرضي وتعليم الرجل‬

‫‪ ) .‬السباحة‬

‫مدلس دلسه سوء ‪ ،‬لن الزهري الذكور ف رواته ليس هو ابن شهاب ‪ ،‬لكنه‬ ‫وهذا الديث ( مغشوش‬

‫رجل مهول أسه عبدالرحن ‪ ) ..‬وله طريق آخر ف رواته ‪ :‬عبد الوهاب بن بت وهو غي مشهور‬

‫بالعدالة ) ث إن هذا الديث ليس فيه تري ‪ ..‬فاللعب ـ كما ف هذه الرواية واللهو واللغو )‬

‫‪ !..‬كما ف رواية أخرى غي التحري‬

‫الامس عشر ‪ :‬حديث عائشة قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( من مات وعنده جارية مغنية فل‬

‫‪ ) .‬تصلوا عليه ) ف رواة هذا الديث ‪ :‬هشام ‪ ،‬وعمر ‪ ،‬وها مهولن ‪ ..‬ومكحول ل يلق عائشة‬

‫السادس عشر ‪ :‬حديث عبدال بن عمر ( قال رجل ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬ل أبل أفأحدو‬

‫فيها ؟ قال نعم ‪ .‬قال ‪ :‬أفأغن فيها ؟ قال ‪ :‬أعلم أن الغن أذناه بيد شيطان يرغمه حت‬

‫‪ ) .‬يسكت‬

‫‪ .‬ف رواة هذا الديث عبد اللك ‪ ،‬وهو هالك والعمري الصغي وهو ضعيف‬

‫السابع عشر ‪ :‬حديث أبي هريرة ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( يسخ قوم من أمت ف آخر‬

‫الزمان قردة وخنازير ) قالوا ‪ :‬يا رسول ال يشهدون أن ل اله إل ال وأنك رسول ال ؟ قال‬

‫نعم ‪ ،‬ويصلون ويصومون ويجون ! قالوا ‪ :‬فما بالم يا رسول ال ؟ قال ‪ :‬اتذوا العازف‬

‫‪ ) .‬والقيان والدفوف ‪ ،‬ويشربون هذه الشربه فباتوا على لوهم وشربم فأصبحوا قردة وخنازير‬
‫‪ !!.‬هذا الديث مروي عن رجل ل يسم ول يدر من هو‬

‫الثامن عشر ‪:‬حديث أبي أمامه ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( تبيت طائفة من أمت على‬

‫لو ولعب وأكل وشرب ‪ ،‬فيصبحون قردة وخنازير ‪ ،‬يكون فيها خسف وقذف ‪ ،‬ويبعث على حي من‬

‫أحيائهم ريح فتنسفهم كما تنسف من كان قبلهم باستحلل الرام ولبسهم الرير ‪ ،‬وضربم الدفوف‬

‫‪ ) .‬واتاذهم القيان‬

‫وف رواة هذا الديث ‪ :‬الارس بن نبهان ‪،‬وهو ل يكتب حديثه ‪ ،‬وفرقد السبخي وهو ضعيف ‪،‬‬

‫‪ .‬وسليم بن سال وحسان بن أبي سنان وعاصم بن عمر وهم غي معروفي‬

‫التاسع عشر ‪ :‬حديث أبي أمامه ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( إن ال بعثن رحة للعالي‬

‫وأمرني بحو العازف ‪ ،‬والزامي ‪ ،‬والوثان و الصلب ل يل بيعهن ول شراؤهن ول تعليمهن ول‬

‫) التجارة بن وثنهن حرام‬

‫‪ ! .. ).‬ف رواة هذا الديث ( القاسم ‪ ،‬وهو ضعيف‬

‫وف كتاب نزهة الستماع للحافظ عبدالرحن بن رجب النبلي ذكر هذا الديث حيث خرجه المام أحد‬

‫عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن النب صلى ال عليه‬ ‫من رواية فرج بن فضالة‬

‫وسلم قال ‪ :‬إن ال بعثن رحة وهدى للعالي وذكر بقية الديث وف آخره ‪ .‬ول يل ‪ :‬بيعهن ول‬

‫شراؤهن ‪ .‬وتعليمهن وتارة فيهن وثنهن حرام وفرج بن الفضاله متلف فيه أيضا ‪ .‬وعلى بن‬

‫‪.‬يزيد يقول فيه البخاري ذاهب الديث‬

‫وخرج الساعيلي وغيه من حديث عمر رضي ال عنه عن الن صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬ثن الغنية‬

‫وإسناده كلهم ثقاة متفق عليهم ‪ ،‬سوى يزيد بن عبد اللك النوفلي‬ ‫حرام وغناؤها حرام‬

‫الذي وصف ف حاشية كتاب مسألة السماع لبن رجب بأنه ضعيف ‪ ،‬وعلى بن يزيد يقول فيه‬

‫البخاري ذاهب الديث ‪ .‬وفرج بن فضالة هو فرج بن فضالة بن النعمان التنوخي الشامي ـ ضعيف‬

‫حاشية كتاب نزهة الساع ف مسألة السماع لبن رجب‬ ‫‪ .‬ذكر ف‬

‫العشرون ‪ :‬ـ وأما تفسي قوله تعال ‪ :‬ومن الناس من يشتي لو الديث ) بأنه الغناء ‪ ،‬فليس‬

‫عن رسول ال ‪ ،‬ول ثبت عن أحد من أصحابه ‪ ،‬وإنا هو قول بعض الفسرين من ل بقوله حجة ‪ ،‬وما‬

‫كان هكذا فل يوز القول به ‪ .‬ث لو صح لا كان فيه متعلق ‪ ،‬لن ال تعال يقول ‪ ( :‬ليضل عن‬

‫سبيل ال ) وكل شيء يقتن ليضل عن سبيل ال فهو إث وحرام ‪ ،‬ولو أنه شراء مصحف أو تعليم‬

‫‪ ،‬وبه التوفيق‬ ‫‪.‬قرآن‬

‫وقال‬ ‫فإذا ل يصح ف هذا شيء أصل ‪ .‬فقد قال تعال ‪ ( :‬وقد فصل لكم ما حرم عليكم )‬

‫وقال رسول ال من طريق سعد بن أب وقاص ‪ ،‬وطريقه‬ ‫تعال(هو الذي خلق لكم ما ف الرض جيعا )‬

‫ثابتة ‪ ( :‬إن من اعظم الناس جرما ف السلم ( من سأل عن شيء ل يرم فحرم من أجل مسألته )‬

‫‪.‬فصح أن كل شيء حرمه تعال علينا قد فصله لنا وما ل يفصل لنا تريه فهو حلل‬

‫الادي والعشرون ‪ :‬واحتجوا بقوله تعال ( أفمن هذا الديث تعجبون وتضحكون ول تبكون وأنتم‬

‫سامدون ) سورة النجم الية ‪59‬ـ ‪ 61‬قال ابن عباس رضي ال عنه هو الغناء بلغة حي يعن‬

‫السمد‪ ،‬وقد علق على ذلك المام أبوحامد الغزال بقوله ‪ :‬ينبغي أن يرم الضحك وعدم البكاء‬
‫أيضا لن الية تشمل عليه فإن قيل ‪ :‬إن ذلك مصوص بالضحك على السلمي لسلمهم فهذا أيضا‬

‫مصوص بأشعارهم وغنائهم ف معرض الستهزاء بالسلمي ‪ ،‬كما قال تعال ‪ ( :‬والشعراء يتبعهم‬

‫وأراد به شعراء الكفار ‪ ،‬ول يدل ذلك على تري نظم الشعر ف نفسه‬ ‫‪ .‬الغاوون )‬

‫الثاني والعشرون ‪ :‬قالوا ‪ :‬ومر على عمر رضي ال عنه قوم مرمون وفيهم رجل يتغن ‪ ،‬فقال أل‬

‫‪ .‬ل أسع ال لكم أل ل أسع ال لكم‬

‫وعلق المام الغزال عليه بقوله ‪ :‬وأما قول عمر رضي ال عنه فل يدل على التحري من حيث أنه‬

‫غناء بل كانوا مرمي ول يليق بم الرفث وظهر له من مايلهم أن ساعهم ل يكن لوجد وشوق إل‬

‫زيارة بيت ال تعال ‪ ،‬بل مرد لو ‪ ،‬فأنكر ذلك عليهم لكونه منكرا ‪ ،‬بالضافة إل حالم وحال‬

‫‪ .‬الحرام‬

‫الثالث والعشرون ‪ :‬وأحتجوا با روى جابر رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪:‬‬

‫‪ ( .‬كان إبليس أول من ناح وأول من تغن‬

‫وقد علق المام الغزال بقوله ‪ :‬قلنا ل جرم كما استثن منه نياحة داود عليه السلم ونياحة‬

‫الذنبي على خطاياهم ‪ ،‬فكذلك يستثن الغناء الذي يراد به تريك السرور والزن والشوق ‪ ،‬حيث‬

‫يباح تريكه بل استثن غناء الاريتي يوم العيد ف بيت الرسول صلى ال عليه وسلم وغناؤهن‬

‫)‪ ..‬عند قدومه صلى ال عليه وسلم بقولن طلع البدر علينا‬

‫كما ذكر ف حاشية كتاب آداب السماع للغزال أن حديث جابر كان إبليس أول من ناح وأول من‬

‫تغن ل يوجد له أصل من حديث جابر ‪ ،‬وذكره صاحب الفردوس من حديث علي بن أبي طالب رضي ال‬

‫‪ ! .‬عنه ‪ ،‬ول يرجه ولده ف مسنده‬

‫الرابع والعشرون ‪ :‬واحتجوا بقول عثمان رضي ال عنه ‪ :‬ما تغنيت ‪ ،‬ول تنيت ‪ ،‬ول لست ذكري‬

‫بيمين وقد بايعت با رسول ال صلى ال عليه وسلم وقد علق المام الغزال بقوله فليكن التمن‬

‫‪.‬ومس الذكر باليمن حراما إن كان هذا دليل تري الغناء‬

‫الامس والعشرون ‪ :‬وروى أبو داود السجستاني ثنا أحد بن عبيد العداني ثنا الوليد بن مسلم‬

‫ثنا سعيد بن عبدالعزيز ثنا سليمان بن موسى عن نافع قال ‪ ( :‬سع ابن عمر مزمارا فوضع‬

‫إصبعه ف أذنه ونأى عن الطريق وقال ‪ :‬يا نافع تسمع شيئا قال ‪ :‬ل فرفع إصبعيه وقال ‪ :‬كنت‬

‫مع رسول ال صلى ال عليه وسلم فسمع مثل هذا فصنع مثل هذا ) وف مسند أبي داود تعليق على‬

‫‪ .‬هذا الديث ‪ ،‬قال أبو علي اللؤلؤي ‪:‬أنه سع أبا داود يقول ‪ :‬هو حديث منكر‬

‫اللت الوسيقية وحكم علماء السلم فيها‬

‫أما الت العزف ـ الوسيقية ـ فان الحاديث الت وردت ف منعها أو تريها ‪ ،‬هي الخرى معلولة‬

‫بقاييس ( علم الرح والتعديل ) وكنماذج لذه القيقة يقول المام الافظ أبو الفضل ممد بن‬

‫طاهر (‪448‬ـ ‪ 507‬هجرية ) (‪1056‬ـ ‪1113‬م ) ف هذه الحاديث و أمثالا ‪ (1‬احتج با من أنكر‬

‫السماع ‪ ،‬جهل منهم بصناعة علم الحاديث ومعرفته فتى الواحد منهم إذا رأى حديثا مكتوبا ف‬

‫‪ ) .‬كتاب جعله لنفسه مذهبا واحتج به على مالفه ‪ ،‬وهذا غلط عظيم ‪ ،‬بل جهل جسيم‬

‫‪ :‬ومن الحاديث العلولة والت تتبعها المام ابن حزم ورأي علماء الديث فيها نورد التي‬
‫أول ‪ :‬حديث عائشة عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ( أمرني ربي عز وجل بنفي الطنبور‬

‫‪ ) ..‬والزمار‬

‫‪ ..‬أما البخاري‬ ‫رواه إبراهيم بن اليسع بن الشعث الكي ‪ ..‬والنسائي يقول عنه ‪ :‬إنه ضعيف‬

‫‪ ) .‬فإنه يقول ‪ :‬انه ( منكر الديث‬

‫ثانيا ‪:‬وقد ورد ف كتاب نزهة الساع للحافظ عبدالرحن بن رجب حديث‪ :‬وروى ابن أبي ليلى عن‬

‫عطاء عن جابر عن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬نيت عن صوتي فاجرين ‪ :‬صوت عند مصيبة ‪ :‬خش‬

‫وجوه وشق جيوب ‪ ،‬وصوت عند نعمة ولعب ولو ومزامي شيطان‪ .‬خرجه وكيع بن الراح ف كتابه عن‬

‫ابن أبي ليلى وابن أبي ليلى إمام صدوق جليل القدر ‪ ،‬لكن ف حفظه شيء وقد ذكر ف حاشية‬

‫الكتاب عنه صدوق سيئ الفظ جدا كما ورد ف نفس حاشية الكتاب عن عطاء أنه أبو ممد عطاء بن‬

‫‪ .‬أبي رباح القرشي مولهم الكي ‪ .‬ثقة فقيه فاضل لكنه كثي الرسال‬

‫ثالثا ‪ :‬حديث علي ابن أبي طالب ‪ ( :‬نى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن ضرب الدف ولعب‬

‫‪ ) .‬الصنج وصوت الزمارة‬

‫وف رواة هذا الديث عبد ال بن ميمون عن مطر بن سال ‪ ..‬والول ذاهب الديث ‪ ..‬والثاني (شبه‬

‫‪ ) .‬مهول‬

‫أنه قال ( صوتان ملعونان ف الدنيا‬ ‫رابعا ‪ :‬حديث ابن عباس عن الرسول صلى ال عليه وسلم‬

‫ـ عند مصيبة‬ ‫أو رنة‬ ‫‪ ) .‬والخرة صوت مزمار عند نعمة ) وصوت ندبة ـ‬

‫وف رواته ممد بن زياد الصحان اليشكري ‪ ،‬الذي يقول فيه أحد بن حنبل ( أعور كذاب خبيث‬

‫‪ ) ..‬يضع الديث‬

‫أنه قال ‪ :‬بعثت ربي عز‬ ‫خامسا ‪ :‬حديث علي بن أبي طالب ‪ :‬عن الرسول صلى ال عليه وسلم‬

‫وجل بحق الزامي والعازف والوثان الت كانت تعبد ف الاهلية ‪ ،‬والمر ‪ ،‬وأقسم ربي عز وجل‬

‫‪ ) ..‬بعزته أل يشربا عبد ف الدنيا‬

‫ورواة هذا الديث ‪ :‬ممد بن الفرات عن أبي إسحاق السبيعي عن الارث العور ‪ ..‬وجيعهم مر‬
‫ّحون‬

‫منهم يقول عنه أبو بكر بن أبي شيبه ‪ :‬إنه ( شيخ كذاب ) ‪ ..‬والثالث قال فيه‬ ‫‪ ..‬فالول‬

‫إنه منكر الديث ) ‪ ..‬وقال عنه ييى بن معي ‪ ( :‬ليس بشيء ) ول يكتب حديثه‬ ‫‪ .‬البخاري ‪(:‬‬

‫لذلك ند ( ابن حزم ) عندما استند على إباحة اللت والعازف انطلقا من هذه الحاديث الت ل‬

‫يصح منها شيء واستشهادا بكونا مال حلل ف نظر المام (أبي حنيفة ) (‪80‬ـ ‪150‬هجريه) ‪699‬ـ‬

‫) ‪767‬م الذي قال ‪ ( :‬من سرق مزمارا أو عودا قطعت يده ‪ ،‬ومن كسرها ضمنهما‬

‫لذلك لو كانت العازف مرمه لكانت هدرا ‪ ،‬كالمر وأدوات اليسر وغيها من الرمات ولا ل تكن‬

‫كذلك فإنا مال حلل ‪ ،‬له حرمته ‪ ،‬من سرقه تقطع يده ‪ ،‬ومن أتلفه يضمنه إذ الصل ف الشياء‬

‫‪ .‬هو الل ‪ ،‬ما ل يرد نص بالتحري‬

‫أما رأي المام الغزال ـ والذي عرض للسماع ‪ ،‬غناء وموسيقى ‪ ،‬بدراسة مسهبة ـ فانه يمل‬

‫الوقف السلمي النحاز إل الستماع اللل بالماليات اللل ‪،‬غناء وموسيقى ‪ ،‬عندما يرى ذلك‬

‫نظرة إنسانية يزكيها السلم الذي ينكر التجهم والصام مع جاليات الياة ‪ ..‬فيقول( ومن ل‬
‫يركه السماع فهو ناقص مائل عن العتدال بعيد عن الروحانية ‪ ,‬زائد ف غلظ الطبع وكثافته‬

‫‪ ) .‬على المال والطيور ‪ ،‬بل على جيع البهائم ! فإنا جيعها تتأثر بالنغمات الوزونة‬

‫ف رسالته ( إيضاح‬ ‫كما يوضح الشيخ عبدالغن النابلسي النفي أحد فقهاء القرن الادي عشر‬

‫الدللت ف ساع اللت ) قرر فيها أن الحاديث الت استدل با القائلون بالتحري ـ على فرض‬

‫صحتها ـ مقيدة بذكر اللهي ‪ ،‬وبذكر المر والقيان ‪ ،‬والفسوق والفجور ‪ ،‬ول يكاد حديث يلو‬

‫من ذلك ‪ ،‬وعليه كان الكم عنده ف ساع الصوات واللت الطربة أنه إذا اقتن بشيء من الرمات‬

‫أو اتذ وسيلة للمحرمات أو أوقع ف الرمات كان حراما وأنه إذا سلم من كل ذلك كان مباحا ف‬

‫‪ .‬حضوره وساعه وتعلمه‬

‫السباب الت حلت بعض العلماء الجلء على تري الغناء‬

‫إن التتبع للحركة الدبية العربية يلحظ بروز بعض اللوان من الشعر الدخيل على أدبيات‬

‫الفكر العربي السلمي حيث تغن به النحرفون أخلقيا ‪ ،‬و اتذ أربابه مادة الشعر وكلماته من‬

‫حت ف الغلمان ومن شعر المريات إل إغراق مستمعيه ف مستنقع الون وتكونت لرفته‬ ‫شعر الغزل‬

‫‪ .‬طبقة من الغني والشعراء والقيان‬

‫وف ظل هذا الواقع الديد والمر الستحدث الذي غدت فيه هذه الظاهرة الغريبة على التمع‬

‫السلم هي السمة السيطرة على الغناء الاجن واللهو الفاسق وجدنا ف ظل هذا الوضع الستحدث‬

‫الوقف الكاره أو الرم لذا اللهو من طبقة العلم الذين تبلورت من حول اجتهاداتم وفق‬

‫‪ 80‬ـ ‪150‬هجرية ) و‬ ‫الذاهب الكبى ف فقه السلم ‪ (..‬أبو حنيفة‬

‫مالك ‪ 93‬ـ ‪ 179‬هجريه ) و ( الشافعي ‪ 150‬ـ ‪ 204‬هجرية ) و ( أحد بن حنبل ‪ 164‬ـ ‪( 241‬‬

‫هجريه ) وهي الراء الكارهة أو الرمة ـ الت ظلت تتدد ف فتاوى الفقهاء النكرة لذا اللون‬

‫من اللهو ـ لو الفسق والون ف متلف الذاهب وعلى امتداد تاريخ دولة بن أمية والدولة‬

‫‪ .‬العباسية‬

‫إل أن هؤلء الفقهاء قد رويت عنهم ـ وعن فقهاء معاصرين منهم ـ ف الغناء أراء أخرى تبيح‬

‫الغناء وتراه حلل ‪ .‬المر الذي يؤكد على أن أحكام الكراهية أو التحري إنا كانت للون من‬

‫الغناء وليس لطلق الغناء ‪ ..‬وهذا هو التفسي الطبيعي والنطقي لختلفهم ف الكم بل ولختلف‬

‫فلقد أفتوا بأحكام متفاوتة ل لختلفهم ف فهم الدليل أو‬ ‫الروايات الروية عن الواحد منهم‬

‫النص فالنصوص الت تبيح الغناء حاسة ‪ ،‬والت ترمه معلولة ـ كما سبقت الشارة إليه وانا‬

‫كان اختلف الروايات الفوظة لنا عن هؤلء الفقهاء نابعا من اختلف لون اللهو والغناء الذي‬

‫‪ .‬سئلوا عن رأيهم فيه‬

‫فالمام مالك ‪ :‬عندما سئل عن الغناء الذي يستعمله أهل الدينة ؟ أجاب إنا يفعله عندنا‬

‫الفساق ! فالسؤال ل يكن عن مطلق الغناء وإنا كان عن ( الغناء الذي يستعمله أهل الدينة‬

‫ف ذلك التاريخ والذي شاع فيها يومئذ ‪ ..‬والواب كان إدانة لغناء الفساق ‪ ،‬ول يكن تريا‬

‫‪ .‬لطلق الغناء‬

‫وكذلك الال عند المام الشافعي ‪ :‬فانه يرى نوعا معينا من الغناء مكروها يشبه‬
‫الباطل ‪ ،‬ولكن يب أن نبي هذا النوع من الغناء الذي أطلق عليه المام الشافعي بأنه‬

‫يشبه الباطل ‪ ..‬فلقد ذكر ابن تيميه أن المام الشافعي بعد أن غادر بغداد إل مصر‬ ‫مكروه‬

‫ـ تدث عن لون من الغناء ‪ .‬أحدثته الزنادقة ف بغداد ‪ ،‬اسه ( التغبي ) أحدثوه ليصدوا به‬

‫‪ .‬الناس عن القرآن الكري‬

‫ونص عبارة ابن تيميه ‪ ( :‬قال الشافعي ـ رضي ال عنه ـ خلق ببغداد شيئي أحدثته‬

‫‪ .. ) .‬الزنادقة ‪ ،‬يسمونه ( التغبي ) يصدون به الناس عن القرآن‬

‫ول يرم الشافعي ممل الغناء والق فيه ما قاله رحه ال ‪ ( :‬الشعر كلم ‪ ،‬فحسنه حسن ‪،‬‬

‫وقبيحه قبيح ‪ ،‬ومهما جاز إنشاد الشعر بغي صوت وألان جاز إنشاده مع اللان ‪ ،‬فان أفراد‬

‫ّم إل إذا تضمن الموع‬


‫الباحات إذا اجتمعت كان ذلك الموع مباحا ومهما انضم مباح ل ير‬

‫) مظورا ل تتضمنه الحاد‬ ‫‪.‬‬

‫أما المام أحد ‪ :‬فلقد روي عنه ف الغناء ثلث روايات ‪ :‬الرمه والكراهية‬

‫ّ ‪ ..‬ونسب أن اختلف الروايات عنه ف الوضوع الواحد هنا ل علقة له لختلف فهم الدليل ‪،‬‬
‫والل‬

‫وانا الرجع والسبب هو اختلف لون الغناء الذي سئل عنه المام ‪ ،‬ويشهد لذلك حكمه‬

‫بالكراهية على ( التغبي ) الدث ‪ .‬فلقد سئل عنه كما يقول ابن تيميه ـ فقال ( أكرهه ‪ :‬هو‬

‫‪ .‬كما ذكر ابن تيمية ‪( :‬وسئل المام أحد بن حنبل فقال ‪ :‬هو مدث أكرهه ‪ ،‬قيل له ‪:‬‬ ‫مدث )‬

‫‪ :‬إنه يرق عليه القلب ‪ ،‬فقال ‪ :‬ل تلسوا معهم ‪ ،‬قيل له‬

‫أيهجرون ؟ فقال ‪ :‬ل يبلغ بم هذا كله ‪ ،‬فبي أنه بدعة ل يفعلها أهل القرون الفاضلة ‪ ،‬ل‬

‫ف الجاز ‪ ،‬ول ف الشام ‪ ،‬ول ف اليمن ‪ ،‬ول ف مصر ‪ ،‬ول ف العراق ‪ ،‬ول خراسان ‪ ،‬ولو كان‬

‫للمسلمي به منفعة ف دينهم لفعله السلف‬ ‫‪.‬‬

‫ّون لا فعندما‬
‫وهذه نتيجة طبيعية لفهوم العلماء الجلء عندما تدث بدعة ف التمع السلم يتصد‬

‫شاع التصوف وكثرت جاهيه بعد شيوع تأثيات الواريث الشراقية الفارسية ف ثقافة التمع‬

‫السلم ـ عرف الغناء العربي الباح لونا من الغناء البتدع والذي سي بالتغبي و(‬

‫بالستماع ) وهو الذي عنون به المام الغزال لا كتب ف هذا الوضوع ث شاع مصطلح ـ السماع ـ‬

‫‪ .‬ف الكتابات الت مثلت أدبيات الصراع بي التصوفة والفقهاء بذا اليدان منذ ذلك التاريخ‬

‫‪ :‬رأي ابن تيميه‬

‫وف ظل الظروف السياسية والجتماعية الت كانت سائده ف عصره وبروز الباطنية والتتية‬

‫والعربية ف ذلك العصر برز العال الليل ابن‬ ‫والصليبية الت عمت أرجاء المة السلميه‬

‫تيميه صاحب النهج الذي يرى أن ( اقتضاء السراط الستقيم هو مالفة أهل الحيم ) ‪ .‬والباحث‬

‫عن كل ميزات الضارة السلمية ليبزها ويؤكدها ويشدد عليها حيث كان النموذج الرائع‬

‫للجتهاد والتجديد ف ذلك العصر كما كان نوذج ( التهد الاهد )أيضا فهو القاتل بالقلم‬

‫وبالسيف دون الضارة والوجود والوطن جيعا !‪ ..‬ضد ( الغنوصية ـ الباطنية ) الذي تثل ف‬
‫شخص ( ابن عربي ) ‪ 560‬ـ ‪ 638‬هجرية‬

‫ـ ‪1240‬م الذي جعل ( الغنوصية الباطنية ) من مذهبه ف ‪1165‬‬

‫ـ (‬ ‫الب ) سبيل إل خلط الوراق الضارية وتييع الواقف الفكرية ‪.‬نفهم كيف كان ابن عربي‬

‫يصرف النظر عن الصواب الرد أو الطأ الرد ف فكره حيث أوجد ـ ثغرة ـ ف جدار القاومة‬

‫السلميه الدافعة عن الذات الضارية الهددة ف نقائها بل وف وجودها ‪ .‬فبقدر ما دافع ابن‬

‫تيمية عن نقاء عقيدة التوحيد السلمية وتيزها عن تصورات الخرين لا ‪..‬كان تييع ابن عربي‬

‫‪ :‬لذا التمايز ف هذه القضية الوهرية والورية فعنده‬

‫وأنا أعتقد جيع ما عقدوه‬ ‫عقد اللئق ف الله عقدا‬

‫وبقدر ما كان ابن تيمية الدافع عن التمايز الضاري السلمي ف مواجهة ( الخر ) الهدد‬

‫وبالعربية لسان السلم ‪..‬‬ ‫للهوية الضارية السلمية ويدعو لنطق إسلمي مرتبط بالتوحيد‬

‫ويتهد للموازنة بي العقل والنقل نافيا الصام بي صريح العقول وصحيح النقول ف مواجهة‬

‫ابن تيميه فارس السلم ف‬ ‫‪ ..‬بقدر ما كان‬ ‫الغنوصية الباطنية والعقلنية اليونانية معا‬

‫كان ابن عربي داعية ( خلط الوراق ) ف هذه القضايا فابن تيميه يرى أن‬ ‫هذا اليدان‬

‫( اقتضاء السراط الستقيم مالفة أهل الحيم ) وهو عنوان كتاب من كتبه أما ابن عربي فإنه‬

‫‪ :‬يلخص مذهبه ف هذا اليدان بقوله‬

‫لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحب‬ ‫إذا ل يكن دين إل دينه داني‬

‫وقد صـار قلب قابل كل صورة‬ ‫فمرعى لغزلن ودير لرهبـان‬

‫وبيت لوثان وكعبــة طائـف‬ ‫وألواح توراة ومصحف قرأن‬

‫ّ تـوجهت‬
‫أدين بديـن الب أني‬ ‫ركائبه فالب ديــن واياني‬

‫ومن هنا وف ظل هذه اللبسات الضارية ‪ ،‬وعندما نستحضر مكونات ذلك الشهد من مشاهد الصراع‬

‫الضاري الذي خاضته أمتنا السلمية ف تلك القبة التاريية نستطيع أن نفهم تكفي ابن تيميه‬

‫لبن عربي ‪ ..‬وعداء ابن تيميه لكل ما له علقة‬

‫بالغنوصية الباطنية ) نستطيع أن نفهم تريه للبدع الت أضافها الباطنيون إل الدين (‬

‫‪ ) .‬وشعائره وعباداته الت يب فيها التباع ول يوز فيها ( البتداع‬

‫‪ :‬تعريف البدع‬

‫‪( :‬أصل مادة ( بدع ) للختاع على غي مثال سابق ‪،‬‬ ‫يدثنا المام إسحاق الشاطب عنها فيقول‬

‫أي متعها من غي مثال سابق متقدم وقوله‬ ‫ومنه قول ال تعال ‪ ( :‬بديع السماوات والرض )‬

‫ما كنت أول من جاء بالرسالة من ال إل العباد‬ ‫أي‬ ‫تعال ‪ ( :‬قل ما كنت بدعا من الرسل )‬

‫بل تقدمن كثي من الرسل ‪ ،‬ويقال ‪ :‬ابتدع فلن بدعة يعن ابتدأ طريقة ل يسبقه إليها سابق ‪.‬‬

‫وهذا أمر بديع ‪ ،‬يقال ف الشيء الستحسن الذي ل مثال له ف السن ‪ ،‬فكأنه ل يتقدمه ما هو‬

‫‪ .‬مثله ول ما يشبهه‬

‫ومن هذا العن سيت البدعة بدعة ‪ ،‬فاستخراجها للسلوك عليها هو البتداع ‪ ،‬وهيئتها هي‬

‫البدعة ‪ ،‬وقد يسمى العمل العمول على ذلك الوجه بدعة ‪ ،‬فمن هذا العن سي العمل الذي ل‬
‫دليل عليه ف الشرع بدعة ‪ ،‬وهو إطلق أخص منه ف اللغة حسبما يذكر بول ال ‪ .‬فالبدعة إذن‬

‫عبارة عن ‪ ( :‬طريقة ف الدين متعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها البالغة ف التعبد ل‬

‫‪ :‬سبحانه ) ‪ .‬ومن هذه البدع‬

‫‪ :‬السماع الصوف‬

‫يتقربون با إل ال ـ ول يقفوا به عند حدود (الغناء)‬ ‫الذي اتذه الباطنية وجعلوه عبادة‬

‫كفن من الفنون ـ بل وقدموه على العبادات والشعائر الفروضة والسنونة بل وقدموه على‬

‫القرآن الكري ‪ .‬هنا ند أنفسنا أمام تري لون من السماع ل لنه فن من الفنون بل لن أصحابه‬

‫من ( الباطنية الغنوصية ) قد ابتدعوا ف الدين عندما انتقلوا به من ميدان الفن إل ميدان‬

‫( العبادة الدينية ) الت يتقربون با إل ال ‪ ،‬بل يلونا مل‬

‫العبادات و الشعائر ) الت جاء بتحديدها القرآن الكري وسنه الرسول عليه الصلة والسلم (‬
‫‪.‬‬
‫وعندما ننظر إل نصوص ابن تيميه ف قضية (السماع ) سنجد تريه خاصة لذا اللون من ( ساع‬

‫الصوفية ـ الباطنية ) وبالتحديد ذلك الذي جعلوه ( عبادة ) و ( شعية ) من شعائر الدين‬

‫وليس كفن من فنون التاث الذي يتخذ منه النسان سبيل للتويح عن النفس وعونا على تديد‬

‫‪.‬نشاط جسمه وحيوية قلبه أثناء العمل وأداة لتهذيب العواطف والرتقاء بالشاعر واللكات‬

‫وشيخ السلم ابن تيميه ـ والذي واجه واقعا فكريا متميزا وملبسات واقعية وسياسية متميزة‬

‫الباطن والذي‬ ‫وتراجعا حضاريا جعل السلم الق ف موقف الدفاع ‪ ..‬واستثراء للفكر الغنوصي‬

‫أضاف الكثي من البدع إل العقائد وشرائع الدين ‪ ..‬وخيانة الباطنية لمن الوطن على النحو‬

‫‪.‬الذي سهل وأعان على اجتياح التتار لشرق ديار السلم وتدمي عاصمة اللفة بغداد‬

‫‪ :‬أما ابن تيميه الذي واجه هذا الواقع الديد فقد ميز ف الغناء والسماع بي‬

‫‪ .‬أول ‪ :‬ساع الدين ‪ :‬أي ساع القرآن والسنة ‪ ،‬وعلومهما الت ينتفع بما ف الدين‬

‫‪:‬الذي هو تراث فن مباح ‪ ،‬قد رخ‬


‫ّص فيه الدين للناس رفعا للحرج‬ ‫ثانيا ‪ :‬السماع‬

‫‪ .‬من حياتم‬

‫ذلك الذي أحدثه وابتدعه باطنية التصوفة وجعلوا منه شعية‬ ‫ثالثا ‪ :‬السماع كعبادة ‪:‬‬

‫دينيه قدموها على الشعائر والعبادات الت شرعها ال وحددها رسوله الكري ف الوقت الذي ميز‬

‫فيه ابن تيميه بي أنواع السماع هذه رأيناه يصب جام غضبه ويوجه أقصى نقده ويصوب أغلب‬

‫سهامه إل الطر الرئيسي والبدعة النكرة ‪ ..‬إل السماع ( كعبادة مبتدعة ومضافة إل ما ل‬

‫‪ ..‬يوز فيه الضافه والبتداع‬

‫وبالرجوع إل نصوص ( فتاوى ابن تيميه ) يلحظ بوضوح تييزه لنواع من الستماع وعلى الجج‬

‫الت استند إليها ف تري هذا ( السماع ) الدث ‪ ،‬وكيف أن هذه الجج ل تتعلق بالسماع ف ذاته‬

‫‪ ،‬وانا بعله أداة عبادة دينية وأيضا با عرض له من حيل شيطانية وخرافات ضارة ارتبطت به‬

‫‪ :‬عند الذين مارسوه ‪ .‬فقد قسم ابن تيميه السماع إل ثلثة أنواع‬

‫الول ‪ :‬يدعو سائله عن حكم السماع إل أن يفرق بي السماع الذي ينتفع به ف الدين وهو‬

‫السماع الاص بالتقربي إل ال بالقران الكري على النحو الذي كان يفعله رسول ال صلى ال‬
‫‪.‬عليه وسلم وصحابته ‪ ،‬ومن اقتدى بم من التابعي وبي السماع الذي أحدثه البتدعون التصوفة‬

‫الثاني ‪ :‬السماع الباح ‪ ،‬الذي رخص فيه رسول ال صلى ال عليه وسلم للمة رفعا للحرج من‬

‫‪ .‬حياتا‬

‫الثالث ‪ :‬السماع البدعة فإن ابن تيميه يقطع بتحريه كما قطع القرآن الكري بتحري الكاء‬

‫‪ .‬والتصدية ‪ .‬اللذين جعلهما الشركون ف الاهلية عبادة يتقربون با إل الصنام‬

‫وبالرجوع إل فتاوى شيخ السلم ابن تيميه اللد الادي عشر ( ص ‪ ) 557‬ف مسألة السماع يلحظ‬

‫تديده لنوع من الغناء البتدع والذي ظهر على ساحة التمع السلمي يتناف والقيم الدينية‬

‫والتبية السلميه فهو ليس بغناء لن الغناء يؤديه‬

‫مطرب ) أو ( مغن ) أو ( منشد ) بشكل فردي أو جاعي أما ما ذكره ابن تيميه فيقوده (‬

‫مشايخ ) كما ذكرهم ابن تيميه أمثال الكرخي والسرسقطي وكذلك التأخرين من الشايخ لذا (‬

‫الغناء مثل الشيخ عبد القادر والشيخ عدي والشيخ أب مدين والشيخ أب البيان الذي استشهد‬

‫بم ابن تيميه بأنم على الرغم من انم ينتهجون منهج الصوفية إل انم ل يفعلوا ما فعله بعض‬

‫الناس من اتاذهم هذا اللون عبادة كما وصفهم شيخ السلم ابن تيميه بأنم فئة من الناس‬

‫يسلكون طريق الرياضة والتصوف ويظنون أنم بذلك يصلون إل أن ياطبهم ال ‪ ،‬كما خاطب موسى‬

‫أصناف‬ ‫‪ :‬بن عمران وهم على أربعة‬

‫الصنف الول ‪ :‬يزعمون أنم ياطبون بأعظم ما خوطب به موسى بن عمران كما يقول ذلك من يقوله‬

‫من أهل الوحدة والتاد ‪ ،‬القائلي بأن الوجود واحد ‪ ،‬كصاحب كتاب‬

‫فصوص الكم ) لشيخ الصوفية الكب ( مي الدين بن عربي ) حيث يدعون أنم أعلى من النبياء (‬

‫وأن الطاب الذي يصل لم من ال أعلى ما يصل لبراهيم وموسى وعيسى وممد ـ عليهم الصلة‬

‫‪ .‬والسلم ـ‬

‫الصنف الثاني ‪ :‬من يقول إن ال يكلمه مثل كلم موسى بن عمران ‪ ،‬كما يقول ذلك من يقوله من‬

‫التفلسفة والتصوفة الذين يقولون أن تكليم موسى فيض فاض على قلبه من العقل الفعال ‪،‬‬

‫‪ .‬ويقولون إن النبوة مكتسبة‬

‫الصنف الثالث ‪:‬الذين يقولون إن موسى أفضل ‪ ،‬لكن صاحب الرياضة قد يسمع الطاب الذي سعه‬

‫‪ .‬موسى ‪ ،‬ولكن موسى مقصود بالتكليم دون هذا‬

‫الصنف الرابع ‪ :‬يظنون أن الواص من الولياء يستغنون عن متابعة ممد صلى ال عليه وسلم كما‬

‫‪ .‬استغن الضر عن متابعة موسى عليه السلم‬

‫ولقد وصف ابن تيميه ذلك النوع من الغناء بقوله ‪( :‬لسيما كثي من هؤلء الذين يتخذون هذا‬

‫وذوقا وربا قدموه عليه اعتقادا ‪،‬‬ ‫السماع الدث طريقا يقدمونه على ساع القرآن وجدا‬

‫فتجدهم يسمعون القرآن بقلوب لهية وألسن لغيه وحركات مضطربة ‪ ،‬وأصوات متنافرة ول تقبل‬

‫) عليه قلوبم ول ترتاح إليه نفوسهم ‪ ،‬فإذا سعوا ( الكاء‬

‫و ( التصدية ) أصغت القلوب واتصل الب بالبوب وخشعت الصوات وسكنت الركات ‪ ،‬فل سعلة ‪،‬‬

‫ول عطاس ول لغط ول صياح فهؤلء جند الشيطان وأعداء الرحن وهم يظنون أنم من أولياء ال‬
‫التقي ‪ .‬ولذا يصل لم (تنزيلت شيطانية ) بسب ما فعلوه من مزامي الشيطان فيهم من يطي ف‬

‫الواء والشيطان طائر به ‪ ،‬ومنهم من يصرع الاضرين وشياطينه تصرعهم ‪ ،‬وفيهم من يضر طعاما‬

‫‪ ،‬وإيداما ويل البريق من الواء والشياطي فعلت ذلك فيحسب الاهلون أن هذه من كرامات‬

‫‪ .‬أولياء ال التقي ‪ ،‬وإنا هي من جنس أحوال الكهنة والسحرة وأمثالم من الشياطي‬

‫ويتضح من وصف شيخ السلم ابن تيميه بأنه يركز على نوع من البدعة ف الغناء الستحدث على‬

‫التاث الغنائي هو الطرق الصوفية والزار بشكل خاص ‪ ،‬فنجده يبز الالة النفسية الت يكون‬

‫‪ :‬عليها التلقي عند ساع هذا النوع من الغناء عندما ذكر‬

‫ف (‬ ‫ولذا يصل لم تنزيلت شيطانيه بسب ما فعلوه من مزامي الشيطان ) ‪ .‬وهذا الوصف يطابق‬

‫وقتنا الال ( بالستنزال ) ف مارسة طقوس الزار والليوه والطنبورة والقادري رفاعي وغيها‬

‫من الفنون الت تعتمد على البدع والرافات ‪ .‬كما نده ركز على ذكر آلة موسيقية تصاحب هذا‬

‫‪ :‬اللون من الغناء الدث بقوله‬

‫مزامي الشيطان ) وهو ما يؤكد أن فنون الليوه تستخدم الزمار أو ما يطلق عليه من مصطلح (‬

‫) ( الصرناي‬ ‫‪.‬‬

‫والزار أو الليوه أو الطنبورة أو القادري بأنواعه أو الوجب أو الولد أو الالد والنوبان‬

‫أو رقصة اليط والنجور كلها مصطلحات لعن واحد أشار إليه ابن تيميه بالغناء الدث أو‬

‫السماع البدعة وهي جيعها تتطابق بالمارسات العروفة ف أناء الوطن العربي تت مسمى الزار‬

‫من ناحية التطبيق والواصفات والهداف حيث تشاهد حفلت الزار ف الدينة أوالريف وإن لوحظ‬

‫بعض أوجه الختلف ف تفاصيل الداء ف كل بيئة وف كل طبقة ‪ ،‬فتجد من أهم خصائصها تقمص‬

‫الرواح لجساد فريق من الناس الذين يتلمسون التخلص من تلك الرواح أو التودد إليها بطقوس‬

‫معينة ومعن ذلك أن الشخص إذ تتقمصه روح معينه يدرك انه قد أصبح شخصي متلفي ف وقت واحد‬

‫وأن شخصية الروح تتغلب عليه ف لظات وظروف معينة ‪ ،‬ويصدر عن هذه الالة مواقف ل علقة لا‬

‫بواقع حياته وقد يتحدث بلغة ل صلة لا بلغته ‪ ،‬وقد يقوم بأعمال تتجاوز العقول وقد تثي‬

‫الدهشة والروع ‪ ،‬وكان من الألوف أن يعال الذين تتقمصهم تلك الرواح أنفسهم بطقوس معينة‬

‫تنهض با وتشرف عليها امرأة متخصصة هي ( الشيخة ) أو ( عريفة السكة ) أو ( الكدية ) كما‬

‫يطلق عليها ف مصر ‪ ،‬ول بد لتلك الرأة التخصصة من التعرف على الكان الذي جاءت منه‬

‫الرواح ‪ ،‬لتتحدث إليها بلغتها وتعاملها بعرفها ‪ ،‬ومن مقومات الزار أن‬

‫الكديه ) أو ( الشيخة ) ينبغي أن تكون على علم صحيح كامل بالنغمة اللئمة والغنية (‬

‫الناسبة واللبس الوائمة للروح إل ما يصاحب النغمات والكلمات من رقصات ودقات على الدفوف‬

‫‪ :‬ولقد شرح الدكتور أحد أمي ‪ 1‬الزار ف مصر أوائل هذا القرن فقال‬

‫تقوم الكدية وتضع كرسيا ف وسط اللس وتلس عليه صاحبة النزل الذي أقيم لا الزار وتضر (‬

‫فرختي وديكا ‪ ،‬وتربط أرجلهما ث تضع الديك على رأسها والفرختي على أكتافها ‪ ،‬ث تتلو‬

‫قراءات معهودة وتنشد أناشيد ‪ ،‬والفراخ تقابل النشيد بالزعيق وجيع الاضرات يقلن ‪:‬‬

‫( دستور يا أسيادي ) ( مدد يا أهل ال يا أسيادي ) والكدية وأعوانا يضربن بالدفوف‬


‫وينشدن الناشيد على نغمات متلفة ‪ ،‬ث يقربن من صاحبة النزل ويسرعن ف الدق وصاحبة النزل‬

‫مزكرشة‬ ‫هذه تركع أمام الضاربات ث تأتي إحداهن ومعها ملبس السياد وهي عبارة عن عباءة‬

‫بالقصب وطربوش مكلل باللؤلؤ وسيف وخنجر مكسوين بالفضة ‪ ،‬فتتقلد السيف وتسك النجر بيدها‬

‫وتقف متمايلة أمام الميع واللت تضرب والناشيد تنشد ث تقف صاحبة النزل وتقول ‪ ( :‬السلم‬

‫عليكم ) فيقال لا‬

‫أهل وسهل من أنت ؟ ) فتقول هي ‪ ( :‬أنا الشيخ عبد السلم ) فتضرب حي ذلك على الدف (‬

‫نغمات تسمى ( الشيخ عبد السلم ) فتقص صاحبة النزل رقصا عجيبا يناسب الشيخ عبد السلم‬

‫وكبست صاحبة النزل فينصرف الشيخ عبد السلم إل حاله ث‬ ‫حت إذا فرغ الدور‪ ،‬قامت الكدية‬

‫ّعي صاحبة النزل أنه قد لبستها زوجة عبد السلم فتقول بصوت رفيع ‪ ( :‬السلم عليكم يا‬
‫تد‬

‫أسياد ) فيحض‬
‫ّرن لا ملبس نسائية تناسب زوجة الشيخ عبد السلم ‪ ،‬كلها من الرير ‪ ،‬ولا لون‬

‫‪ :‬خاص وخوات ‪ ،‬ومن الغاني الت تارس ف مثل هذه الطقوس الغنية التالية‬

‫ماما الدى ‪ ،‬أه يا ماما ‪ ،‬بدر التمام يا ممد‬

‫نصبوا الكراسي لاما بر السماح لاما بر الدى يا ماما‬

‫صاحب العوايد ماما صاحب الدبايح ماما نصبوا اليدان‬

‫ياماما أه يا زهر الورد ياماما‬

‫أو الالد ( القادري ) تمل الشتكي ف حفلت‬ ‫واليقاعات الصاحبة لغاني الزار أو الوجب‬

‫الالد إل ضرب من التأرجح أو الرقص الذي يسبب نزول الزار حسب معتقدات بعضهم ‪ ،‬وف أثناء‬

‫ترديد اليقاعات يكن أن يظهر ( جن ) ف أحد الشخاص الاضرين فيشرع هذا الشخص بالرتعاش إل‬

‫درجة الذهول ‪ ،‬إل أن تنتهي الشيلة ‪ ،‬يهوى بعدها ذلك الشخص على الرض يزبد ويرجف فيحاول‬

‫بعضهم تدئته وماولة سؤال ( الن ) التلبس به لرضائه بقولم ‪ ( :‬أشتبون شيوخ ‪ ..‬ال يهديكم‬

‫‪ ..‬ال يهديكم ) فيد عليهم الشخص المسوس بصوت متهدج ‪ ،‬وليس بصوته العتاد ( بصوت الن‬

‫الذي يسكنه ) بأداء رغباته ويتم بعد ذلك التفاق على تقيقها لكي يتم انصرافه عن جسد هذا‬

‫لرغبات ( الن ) إما ف‬ ‫السكي ‪ ،‬وتنحصر حفلت ( الوجب ) الت هي عبارة عن حفلة تقام خصيصا‬

‫أكل المر ‪ ،‬أو شرب كمية كبية من ماء ( الليب ) البئر الر أو إخراج بعض التفرجي إل خارج‬

‫النزل ‪ ،‬أو بتحديد أغنية تؤديها الفرقة الشعبية الوجودة إل غي ذلك من الطالب ‪ ،‬ومن‬

‫الغاني الت غالبا ما تردد ف تضي الزار ولوفاء نذر شيلت‬

‫‪ :‬القادري رفاعي ) العيدروسي وهي نفس الشيلت الاصة بالالد ومن المثلة عليها (‬

‫سلم عليكم فردوا السلم‬ ‫سلم سلم سلم سلم‬

‫فيهم ممد عليه السلم‬ ‫رجال كرام رجال كرام‬

‫‪ :‬أو شيلة‬

‫شيل ال ميي النفوس‬ ‫شيل ال يالعيدروسي‬

‫والدد يالعيدروسي‬ ‫شيل ال شس الشموس‬

‫كما تنتشر مثل هذه البدع ف منطقة الليج العربي با يسمى بالنوبان أو رقصة اليط والنجور‬
‫‪ ،‬فهناك‬ ‫ولا طقوسها الاصة تسمى مراسيم طقسية بابوية تقسم فيها الراتب والدرجات‬

‫( البابا ) وهو رئيس المعية الطاع والقائد العظم ‪ ،‬وتسجل روحه مع أرواح الجداد ‪ ،‬كما‬

‫وتقابله امرأة تتحمل مسئولية كل الستعدادات لبنامج الحتفالت من مادية ومعنوية ويطلق‬

‫عليها أسم ( الاما ) ويكن أن تأخذ مكان ( البابا ) ف رئاسة المعية إذا ما توف أو إذا‬

‫ما أصيب بعجز يوقفه عن مباشرة أعماله ومهامه ‪ ،‬ث تليها امرأة أخرى تشرف إشرافا مباشرا‬

‫على كل تلك الستعدادات وتساعد( الاما ) ف القيام بالهام الوكلة إليها ‪ ،‬كما وتتعد‬

‫بتنظيم الفلت ‪ ،‬وتتحمل الفاظ على آلتم ‪ ،‬وإعلم كل أفراد المعية بتاريخ الفلة ‪ ،‬و تقوم‬

‫بعالة الشاكل الت تدث بي أفراد المعية وتسمى‬

‫‪ .‬اليزرانية ) إشارة لكونا تمل وتعد صولان الزار (‬

‫وهناك أيضا ( الرشح ) أو ( الرشحة ) لكل من البابا والاما واليزرانية ‪ ،‬ولكن لن يصل‬

‫الشخص إل هذه الراتب والدرجات إل إذا أدى حفلت الطقوس الطوطمية كلها والت تتكون من سبع‬

‫حفلت احضارية وقهوة ‪ ،‬وسبع حفلت كرامة وسبع حفلت ضيافة ‪ ،‬والضيافة تعتب أعلى أنواع‬

‫الطقوس خطورة وأهية ‪ ،‬وبالتحديد الضيافة السابعة والت يعلن فيها التتويج ‪ ،‬وحفلتا‬

‫تستمر لدة أسبوعي متتالي ‪ ،‬وكل مصاريفها من جيب الشخص البتلى بالزار الضيف ـ وبسبب‬

‫الفقر وتدني الستوى العيشي ـ ل يكن إل لنفر قليل من الناس الوفاء بكل هذه الفلت‬

‫‪ .‬واللتزامات‬

‫‪ :‬السماع‬

‫وما تقدم يتضح أن اصطلح كلمة ( السماع ) يطلق على لون معي من الغناء النبوذ اجتماعيا‬

‫ويص طبقة معينه من التمع الذي تسيطر عليه الرافات والبدع وما يؤكد أيضا ذلك أن السماع‬

‫مصطلح لفظي اختص بذا اللون من الفنون البتدعة وليس بعن الستماع إل فن معي ما ذكره‬

‫لشيخ السلم ابن تيميه حينما قال ‪ ( :‬إن بعض الشايخ إذا أقام السماع يضره رجال‬ ‫السائل‬

‫‪ ) .‬الغيب ويشق السقف واليطان وتنزل اللئكة ترقص معهم أو عليهم‬

‫فإقامة السماع هنا تشي إل القيام بمارسة لون معي من الغناء يطلق عليه ( السماع ) وليس‬

‫بعن الستماع إل شيء ‪.‬وهذا اللفظ يرادف كثيا من الصطلحات الشائعة ف العصر العباسي‬

‫كمصطلح ( الصوت ) فالصوت ف العصر العباسي وال يومنا هذا ل يعن صوت إنسان أو أله‬

‫‪ .‬موسيقية وانا يطلق اصطلحا على لون من ألوان الغناء الشعب السائد ف العصر العباسي‬

‫كما ند اصطلح كلمة ( ساعي ) ف الوسيقى التكية تشي إل قالب آل من القوالب الوسيقية والت‬

‫) وصلت إل الوسيقى العربية فيما بعد مثل ( السماعي الثقيل‬

‫‪ .‬و( السماعي الدارج ) ول تعن الستماع إل شيء‬

‫وعلى الرغم من أن جيع الفنون الشعبية الغنائية منها واللية على متلف مارسة مناسباتا ل‬

‫تصل بالستمع إل ما وصفه شيخ السلم ابن تيميه من هذا السلوب ف المارسة سوى من تلك‬

‫الشرية البتذلة والنكرة من قبل التمعات السلمية حت يومنا هذا ‪.‬فان شيخ السلم ابن تيمة‬

‫ينكر هذا النوع من السماع الذي يطابق حالت الزار والستنزال ف وقتنا الال حي يقول ‪:‬‬
‫( وأثار الشيطان تظهر ف أهل السماع الاهلي ‪ :‬مثل الزباد والرغاء والصرخات النكرة ‪ ،‬ونو‬

‫‪ ) .‬ذلك ما يضارع أهل الصرع الذين يصرعهم الشيطان‬

‫وبذلك يتضح جليا أن القصود بالسماع هو لون من ألوان الغناء الصوف والذي يعادل ف أيامنا‬

‫الالية الليوه والطنبورة والقادري وغيها من الفنون النبوذة اجتماعيا وأنكر التمع‬

‫لذا ل تد حيزا ف الساحة الغنائية الشعبية ف التاث الشعب وذلك للشبهات‬ ‫مارساتا وطقوسها‬

‫والبدع الت تعتيها ول يارسها إل الهلء والبسطاء من القوم ‪.‬وقد اندرجت تت عدة مسميات‬

‫‪.‬مثل السماع أو التغبي أو الوالد أو الالد‬

‫‪ :‬موالد الشايخ‬

‫كما يذكر لنا المام الكب ممود شلتوت ‪ 1‬عن امتداد تلك الركات الباطلة وتغلفها بستار‬

‫أو‬ ‫الدين ف مسميات أطلق عليها اسم الوالد حيث يقول ‪ ( :‬الوالد هي هذه الفلت الصاخبة‬

‫التمعات السوقية العامة الت أبتدعها السلمون ف عهودهم التأخرة باسم تكري الولياء واعلن‬

‫قدرهم ومكانتهم ‪ ،‬عن طريق تقدي النذور والقرابي وذبح الذبائح ‪ ،‬واقامه حفلت الذكر وعن‬

‫طريق الطب والقصص والناقب والناشيد الت تصور حياة الول وتصف تنقله ف معارج الولية وما‬

‫يتحدث به الناس عنه ويضاف إليه من كشف وخوارق وكرامات ‪.‬ولذه الوالد على العموم عشاق‬

‫يضعونا ف مصاف الشئون الدينية الت يتقربون با إل ال عن طريق الول ‪ ،‬فيحفظون تواريها ‪،‬‬

‫ويهيئون طوال العام لا حت إذا ما حل وقتها تراهم يزمون أمتعتهم ويرتلون بقضهم وقضيضهم‬

‫برجالم ونسائهم بشيوخهم وشبانم ‪ ،‬ويلقون بأحالم ـ كما يقولون ـ على شيال المول صاحب‬

‫الولد ‪ ،‬تاركي بيوتم ومصالهم ف قراهم ومزارعهم مدة تتاوح بي أسبوع وأسبوعي ‪ .‬حت لقد‬

‫ترى حفلت القامرين والقامرات بانب حفلت الدمني والدمنات وبانبها حفلت الذاكرين‬

‫‪ ) .‬والذاكرات والليعي والليعات والراقصي والراقصات‬

‫الت اتذت الادة الغنائية منهجا لبث سومها وبدعها تت‬ ‫وتلك الركات والتاهات السلوكية‬

‫مسميات ما أنزل ال با من سلطان كما نلحظ ذلك ف الركات الصوفية الت تتخذ بعض الظاهر‬

‫النحرفة للفكر البشري مثل أكل الزجاج أو ابتلع النار أو ثقب جلد الوجه بالدبابيس حيث‬

‫‪ .‬يري ذلك ف الحتفالت الدينية العامة حسب معتقداتم‬

‫ولقد تعددت مناهج التصوف فلكل طريقة من الطرق الصوفية منهج خاص ف السلوك ‪ ،‬والعرفة‬

‫والخلق ‪ ،‬والدب ‪ ،‬والذكار ‪ ،‬والوراد ‪ ،‬وأسرار النفس ولكن رسالة هذه الطرق جيعا تستهدف‬

‫القلب والروح والوجدان والسلوك النساني ف طريقها إل ال حسب معتقداتم ‪ ،‬وعادة ما تتواجد‬

‫هذه الفرق ف الحتفالت ( بولد النب ) صلى ال عليه وسلم كما يشاركون ف الحتفالت الدينية‬

‫مثل موكب الجرة وموكب رؤية هلل رمضان ‪ ،‬ومن مظاهر الحتفالت الصوفية ما يسمى عندهم‬

‫‪ ( ) .‬الضرة‬

‫وهي الت تأتي ف الرتبة الثانية بعد مدرسة ملس الشيخ إذ هي اجتماع أهل الطريقة للذكر‬

‫والنشاد بضور شيخ الطريقة أو من ينوب عنه ‪ ،‬ويقال إن الضرة ( اجتماع فاتباع ) بعن أنا‬
‫اجتماع لهل الطريقة يتبعون فيه أداء شيخ الطريقة للذكر والنشاد ‪ .‬وقد تقام الضرة ف بيت‬

‫أحد أبناء الطريقة وهي ف هذه الالة تضم عددا من الاضرين ملئما لساحة الجرة ف البيت‬

‫عادة ‪ ،‬وتقام الضرة ف القرى داخل زوايا وهي أماكن مصصة للعبادة تابعة للطريقة ‪.‬والضرة‬

‫ّع أهل الطريقة بقصد الذكر تضع لنظام معي ف ترتيب أماكن جلوس الاضرين داخل‬
‫كشكل لتجم‬

‫السجد ‪ ،‬وشكل الضرة على هذا الساس دائري وبداخل الدائرة شكل مستطيل بداخله صفوف‬

‫الذاكرين من أهل الطريقة ‪ ،‬وف أول صف للمنشدين على يسار موقع الشيخ يوجد موقع رئيس‬

‫فرقة النشدين بالقرب منه وما وصفناه من صفوف النشدين والذاكرين على يسار موقع الشيخ‬

‫يوجد ما يطابقه تاما ف العدد على يي موقع الشيخ وف منتصف الصف الول للمنشدين على يي‬

‫موقع الشيخ يوجد موقع رئيس فرقة النشدين ‪،‬وبي صفي النشدين على يي موقع الشيخ يوجد موقع‬

‫خليفة خلفاء السجادة أي خليفة الشيخ ‪ .‬وحول دائرة الضرة يوجد عشرة نقباء للشراف على‬

‫نظام الضرة ويساعد النقباء ف مهمتهم (ستة عشر ) منظما يقف كل اثني منهم عند طرف كل صف‬

‫من صفوف الذاكرين والنشدين ومن وظائف النقباء ف الضرة ـ بانب أشرافهم على النظام ـ‬

‫توصيل إشارات الشيخ إل الذاكرين من قيام وقعود وسكوت وذكر ‪ ،‬والنتقال من درجة سرعة إل‬

‫وهنا ف هذه الالة الخية فإن الشيخ هو الذي يضبط إيقاع‬ ‫درجة أخرى ف أداء الذكر والنشاد‬

‫الذكر والنشاد من أول الضرة إل أخرها ووسيلته ف ذلك التصفيق ‪ ،‬كما أن الشيخ هو أول من‬

‫الضرة الت يكون أساسها ( الذكر والنشاد ) والذكر هو مموعة نصوص‬ ‫يبدأ بصوته افتتاح‬

‫‪ :‬قدسية حسب اعتقادهم وهي على قسمي‬

‫‪ .‬الول ‪ :‬الوراد الامدية ‪ :‬وهي مموعة الوراد من اختيار شيخ الطائفة‬

‫‪.‬الثاني ‪ :‬النشاد ‪ :‬وهو يعن أداء الشعر بالنغم واليقاع‬

‫‪:‬رأي ابن رجب النبلي بالغناء الدث‬

‫وما تقدم يتضح دور ضعفاء النفوس ف إحداث البدع الت ما أنزل ال با من سلطان لتضليل عباد‬

‫يؤكد على ذلك‬ ‫ال وصدهم عن السراط الستقيم لذا ند العال الافظ عبدالرحن بن رجب النبلي‬

‫اللون من البدع والرافات الت اتسمت باتاذ لون من الغناء الدث تقربا إل ال كنوع من‬

‫العبادة حيث نده يقول ‪ :‬أن يقع استماع الغناء بآلت اللهو أو بدونا على وجه التقر‬
‫ّب إل‬

‫ّعيه كثي‬
‫ال تعال ‪ ،‬وتريك القلوب إل مبته ‪ ،‬والنس به والشوق إل لقائه ‪ ،‬وهذا هو الذي يد‬

‫ّل بذلك إل بلوغ غرض‬


‫من أهل السلوك ‪ ،‬ومن يتشبه بم ‪ ،‬من ليس منهم ‪ ،‬وانا يتست بم ‪ ،‬ويتوص‬

‫نفسه ‪ ،‬من نيل لذة فهذا التشبه ‪ ،‬بم مادع ملبس ‪ ،‬وفاسد حاله أظهر من أن يفي على أحد ‪،‬‬

‫ّادقون ف دعواهم ذلك وقيل ماهم ‪ ،‬فأنم ملبوس عليهم ‪ ،‬حيث تقربوا إل ال عز وجل ‪،‬‬
‫وأما الص‬

‫‪ .‬با ل بشرعه ال تعال ‪ ،‬واتذوا دينا ل يأذن ال فيه‬

‫والكاء‬ ‫فلهم نصيب من قال ال تعال فيهم ( وما كان صلتم عند البيت إل مكاء وتصديه )‬

‫وقال تعال ( أم لم شركاء‬ ‫التصفيق باليد ‪ ،‬كذلك قاله غي واحد من السلف‬ ‫الصفي والتصدية‬

‫فانه إنا يتقرب إل ال عز وجل ‪ ،‬با يشرع التقريب‬ ‫شرعوا لم من الدين مال يأذن به ال )‬

‫به إليه على لسان رسوله ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ -‬فأما ما ني عنه ‪ ،‬فالتقرب به إليه مالف ل‬
‫أمره به‪ ،‬قال القاضي أبو الطيب الطبي رحه ال ف كتابه السماع ‪ ( :‬اعتقاد‬ ‫عز وجل ف ما‬

‫هذه الطائفة ‪ ،‬مالف لجاع السلمي ‪ ،‬فإنه ليس فيهم من جعل السماع دينا وطاعة ‪ ،‬ول رأي‬

‫‪ .‬إعلنه ف السجد والوامع ‪ ،‬وحيث كان من البقاع الشريفة والشاهد الكرية‬

‫وكان مذهب هذه الطائفة مالفا لا أجعت عليه العلماء ونعوذ بال من سوء التوفيق) ‪ .‬انتهى‬

‫ما ذكره ‪ ،‬ول ريب أن التقرب إل ال تعال بسماع الغناء اللحن ‪ ،‬لسيما مع آلت اللهو ‪ ،‬ما‬

‫يعلم بالضرورة من دين السلم ‪ ،‬بل ومن سائر شرائع السلمي ‪ ،‬أنه ليس ما يتقرب به إل ال ‪،‬‬

‫ول ما تزكى به النفوس ‪ ،‬وتطهر به ‪ ،‬فان ال تعال شرع على السنة الرسل ‪ ،‬كل ما تزكو به‬

‫من أدناسها ‪ ،‬وأوضارها ‪ ،‬ول يشرع على لسان أحد من الرسل ‪ ،‬ف ملة من‬ ‫النفوس ‪ ،‬وتطهر به‬

‫اللل ‪ ،‬شيئا من ذلك ‪ ،‬وانا يأمر بتزكية النفوس بذلك ‪ ،‬من ل يتقيد بتابعة الرسل ‪ :‬من‬

‫أتباع الفلسفة ‪ .‬كما يأمرون بعشق الصور وذلك كله ما تيي به النفوس المارة بالسوء ‪ ،‬لا‬

‫لا فيه من الظ ويقوي به الوى ‪ ،‬وتوت به القلوب التصلة بعلم الغيوب ‪ ،‬وتبعد به عنه ‪،‬‬

‫فغلط هؤلء واشتبه عليهم حظوظ النفوس وشهواتا ‪ ،‬بأقوات القلوب الطاهرة ‪ ،‬والرواح الزكية‬

‫ّ العلى ‪ ،‬واشتبه المر ف ذلك أيضا ‪ ،‬على طوائف من السلمي من ينتسب إل السلوك‬
‫العلقة بالل‬

‫‪ : .‬ولكن هذا ما حدث ف السلم بعد انقراض القرون الفاضلة‬

‫) يأتي من منطلق أنه بدعة استحدثت من‬ ‫وما تقدم يتضح أن السبب ف تري العلماء (للسماع‬

‫قبل بعض الغرضي الارجي عن النهج السلمي النيف اتذوا هذا اللون من المارسة الاطئة‬

‫للغناء الدث شعية يتقربون با إل ال سبحانه وتعال متشبهي با كان يدث ف زمن الاهلية من‬

‫عبادة تستخدم التصفيق والصفي كقربة إل ال تعال إضافة إل بعض المارسات الاطئة من سحر‬

‫لتحقيق أغراض‬ ‫عقول البسطاء‬ ‫با‬ ‫والتعامل مع الشياطي ف إياء أنم أصحاب كرامات يستخفون‬

‫لذاهبهم البتدعة ‪ .‬كما يلحظ أن العلماء ل يتطرقوا بالوصف إل الغناء الشعب بصفة‬ ‫ومكاسب‬

‫عامة وانا ت تديد هذا اللون الذي ركز عليه ابن تيميه وابن رجب بواصفات خاصة له طقوس ل‬

‫تنتمي إل الغناء الشعب ف أي زمان أو حقبة ويتضح من وصف شيخ السلم ابن تيميه بأنه يركز‬

‫على نوع من البدعة ف الغناء الستحدث على التاث الغنائي هو الطرق الصوفية والزار بشكل‬

‫خاص ‪ ،‬فنجده يبز الالة النفسية الت يكون عليها التلقي عند ساع هذا النوع من الغناء‬

‫عندما ذكر ‪ ( :‬ولذا يصل لم تنزيلت شيطانيه بسب ما فعلوه من مزامي الشيطان ) ‪ .‬ول شك أن‬

‫التنزيلت أو الستنزال كمصطلح ل يستخدم إل ف هذا النوع من الغناء ول يوجد ف باقي الفنون‬

‫الشعبية الخرى‬ ‫‪.‬‬

‫‪ :‬أراء ابن قيم الوزية ف الغناء الدث‬

‫وما يؤكد أن العلماء حرموا فقط الغناء الدث الذي أحدثته الزنادقة يقول ابن قيم الوزية‬

‫‪ ( :‬نعم نن ل نرم ول نكره مثل ما كان ف بيت رسول ال صلى ال عليه وسلم على ذلك الوجه‬

‫) وإنا نرم نن وسائر أهل العلم واليان السماع الخالف لذلك‬

‫على الغناء الدث الذي أحدثته الزنادقة والتصوفة‬ ‫كما ند ابن قيم الوزية يؤكد ف رسالته‬

‫‪ :‬حينما ذكر التال‬


‫ّ نصيبه من العلم‬
‫ومن مكايد عدو ال و مصايده ‪ ،‬الت كاد لا من قل‬ ‫أول ‪ :‬ما ذكره ‪(:‬‬

‫والعقل والدين وصاد با قلوب الاهلي والبطلي ‪ :‬ساع الكاء ‪ ،‬والتصدية ‪ ،‬والغناء باللت‬

‫ّ القلوب عن القرآن ‪ ،‬ويعلها عاكفة على الفسوق والعصيان ‪ :‬فهو قرآن‬


‫ّمة الذي يصد‬
‫الر‬

‫‪ .‬الشيطان ‪ ،‬والجاب الكثيف عن الرحن‬

‫ثانيا ‪ :‬عندما ذكر ‪ :‬فلو رأيتهم عند ذي‬


‫ّاك السماع وقد خشعت منهم الصوات وهدأت منهم‬

‫‪ .‬إل قوله ‪ ..‬فتمايلوا له‬ ‫الركات وعكفت قلوبم بكليتها عليه وانصبت انصبابة واحدة عليه‬

‫ول كتمايل النشوان ‪ ،‬وتكسروا ف حركاتم ورقصهم فلغي ال ‪ ،‬بل للشيطان ‪ ،‬قلوب هناك تزق ‪،‬‬

‫‪ .‬وأثواب تشقق وأموال ف غي طاعة ال تنفق‬

‫ثالثا ‪ :‬وف قول له ‪ ( :‬ويا شاتة أعداء السلم بالذين يزعمون أنم خواص السلم قضوا حياتم‬

‫‪.‬لذة وطربا واتذوا دينهم لوا ولعبا ‪،‬فمزامي الشيطان أحب إليهم من استماع سور القرآن‬

‫‪ :‬رابعا ‪ :‬وقد استشهد بأبيات من الشعر تشي إل مقصده بالغناء الدث الذي أحدثته الزنادقة‬

‫وال ما رقصوا لجل ال‬ ‫وأتى الغناء ‪ ،‬فكالمي تناهقوا‬

‫فمت رأيت عبادة بلهي‬ ‫دف ومزمار ‪ ،‬ونغمـــة شادن‬

‫خامسا ‪ :‬استشهد ابن قيم الوزية بالمام أبو بكر الطر‬


‫ّطوشي ف خطبة كتابه ف تري السماع‬

‫عندما قال ‪ ( :‬حت بلغنا أن طائفة من إخواننا السلمي _ وفقنا ال وإياهم _ استنزلم‬

‫الشيطان واستذلم ف حب الغاني واللهو وساع الطقطقة والنقي واعتقدته من الدين الذي يقربم‬

‫‪ ) .‬إل ال‬

‫سادسا ‪ :‬كما استشهد ابن قيم الوزية بفتاوى أبو عمر بن صلح ف تري السماع ف‬

‫) قوله ‪ ( :‬وقولم ف السماع الذكور ‪ :‬أنه من القربات والطاعات ‪ ،‬قول مالف لجاع السلمي‬

‫سابعا ‪ :‬ما ذكره ابن قيم الوزية استشهادا بقول الشافعي ‪ ( :‬خلفت ببغداد شيئا أحدثته‬

‫‪ ) .‬الزنادقة ‪ ،‬يسمونه التغبي ‪ ،‬يصدون به الناس عن القرآن‬

‫كما أفرد ابن القيم فصل ساع الغناء من الرأة الجنبية والمرد‪.‬يلحظ فيه مقاصد الغناء‬

‫‪:‬الدث لطبقة الزندقة والتصوفة الستخدمي اللت الوسيقية فيه‬

‫أول ‪ :‬ذكر ف هذا الفصل متحدثا عن الشافعي قال ‪ ( :‬وكان الشافعي يكره التغبي وهو‬

‫الطقطقة بالقضيب يقول ‪ :‬وضعته الزنادقة يشغلون به عن القرآن ) قال ( وأما العود‬

‫والطنبور وسائر اللهي فحرام ‪ ،‬ومستمعه فاسق ‪ ،‬وأتباع الماعة أول من أتباع رجلي مطعون‬

‫عليهما ) قلت يريد بما إبراهيم بن سعد ‪ ،‬وعبيد ال بن السن ‪ ،‬فانه قال ‪ ( :‬وما خلف ف‬

‫ّ حكى عنه ‪ :‬أنه كان ل يرى به بأسا‬


‫الغناء إل رجلن ‪ :‬إبراهيم بن سعد ‪ ،‬فان الساجي‬

‫والثاني ‪ :‬عبيد ال بن السن العنبي ‪ ،‬قاضي البصرة ‪ ،‬وهو مطعون فيه ) قال أبو بكر‬

‫الطرطوشي ‪ :‬وهذه الطائفة مالفة لماعة السلمي ‪ ،‬لنم جعلوا الغناء دينا وطاعة ‪ ،‬ورأت‬

‫إعلنه ف الساجد والوامع وسائر البقاع الشريفة ‪ ،‬والشاهد الكرية وليس فالئمة من رأى هذا‬

‫الرأي‬ ‫‪.‬‬

‫‪ :‬ثانيا ‪ :‬ما ذكره ابن القيم الوزية ف أماكن مارسة هذا النوع من الغناء حي قال‬
‫ومن أعظم النكرات ‪ :‬تكينهم من إقامة هذا الش‬
‫ّعار اللعون هو وأهله ف السجد القصى عشية (‬

‫عرفة ‪ ،‬ويقيمون أيضا ف مسجد النيف أيام من ‪ ،‬وقد أخرجناهم منه بالضرب والنفي مرارا ‪،‬‬

‫ورأيتهم يقيمون بالسجد الرام نفسه ‪ ،‬والناس ف الطواف ‪ ،‬فاستدعيت حزب ال وفرقنا شلهم ‪،‬‬

‫بعرفات ‪ ،‬والناس ف الدعاء والتضرع والبتهال والضجيج إل ال ‪ ،‬وهم ف‬ ‫ورأيتهم يقيمونه‬

‫هذا السماع اللعون بالياع والدف‬

‫‪ .‬والغناء‬

‫ثالثا ‪ :‬كما أستشهد ابن القيم الوزية بأبيات من الشعر تصف هذا النوع من الغناء‬

‫‪ :‬الدث‬

‫وحق النصيحـــة أن تسمع‬ ‫أل قل لم قول عبد نصوح‬

‫بأن الغنـــاء سنـة تتبـع‬ ‫مت علم الناس ف ديننـا‬

‫ع وتكرم عـن مثل ذلك البيتع‬ ‫تان مساجدنا بالسمـــا‬

‫وقال أخر‬ ‫‪:‬‬

‫زمر مـن الوباش والنذال‬ ‫ذهب الرجال وحال دون مالـم‬

‫كتقشف القطــاب والبدال‬ ‫لبسوا الدلوق مرقعا وتقشفــوا‬

‫هزوك هز النكر التعال‬ ‫إن قلت قال ال ‪ ،‬قال رسولــه‬

‫ّال والضلل‬
‫بظواهـر الهـ‬ ‫تركوا القائق والشرائع واقتدوا‬

‫وغلوا ‪ ،‬فقالوا فيه كل مـال‬ ‫جعلوا السمــاع مطيـه لوهم‬

‫ويذكر ابن القيم الوزية بأن هذا السماع الشيطاني الضاد للسماع الرحاني له ف الشرع بضعة‬

‫عشر اسا ينطبق عليه ( اللهو ‪ ،‬واللغو ‪ ،‬والباطل ‪ ،‬والز‬


‫ّور ‪ ،‬والكاء ‪ ،‬والتصديه ‪ ،‬ورقية‬

‫الزنا ‪ ،‬وقرآن الشيطان ‪ ،‬ومنبت النفاق ف القلب ‪ ،‬والصوت الحق ‪ ،‬والصوت الفاجر ‪ ،‬وصوت‬

‫‪ .‬الشيطان ‪ ،‬ومزمور الشيطان ‪ ،‬والس‬


‫ّمود‬

‫‪ :‬يقول الشاعر‬

‫تبا لذي الساء والوصاف‬ ‫ّت على أوصافه‬


‫أساؤه دل‬

‫) رأي المام أبو بكر الطرطوشي ‪ ( :‬ف خطبة كتابه ف تري السماع‬

‫يقول المام الطرطوشي ‪ ( :‬وقد كان الناس فيما مضى يستت أحدهم بالعصية إذا واقعها ث‬

‫يستغفر ال ويتوب إليه منها ث كثر الهل وقل العلم وتناقص المر ‪ ،‬حت صار أحدهم يأتي‬

‫العصية جهارا ‪ ،‬ث ازداد المر ادبارا ‪ ،‬حت بلغنا أن طائفة من إخواننا السلمي ـوفقنا ال‬

‫وإياهم ـ إستنزلم الشيطان ‪ ،‬واستغوى عقولم ف حب الغاني واللهو وساع الطقطقة والنقي‬

‫ث أضاف ابن قيم الوزية نقل عن( المام أبو بكر‬ ‫واعتقدته من الدين يقربم إل ال )‬

‫الطرطوشي) قائل ‪ ( :‬وهذه الطائفة مالفه لماعة السلمي ‪ ،‬لنم جعلوا الغناء دينا وطاعة‬

‫ورأت إعلنه ف الساجد والوامع وسائر البقاع الشريفة ‪ ،‬والشاهد الكرية وليس ف المة من‬

‫‪ ) .‬رأى هذا الرأي‬


‫رأي علماء الدين الدثي ف الغناء‬

‫وما سبق يتضح جليا أن علماء السلم كابن تيميه وابن رجب وابن الوزية قد أشاروا بوضوح إل‬

‫نوع من الغناء الدث الذي أحدثته التصوفة كبدعة ف الدين للتقرب إل ال واستخدامه كشعية‬

‫دينية يستخفون با عقول البسطاء ول يشيوا إل الغناء الشعب الباح كما أن علماء السلم‬

‫كذلك أوضحوا بصورة جلية رأيهم ف الغناء الدث والغناء الاجن والغناء الباح ونعرض بعضا‬

‫‪ :‬من فتاوى العلماء ف العصر الديث‬

‫‪ :‬أول ‪ :‬رأي الرحوم الدكتور ‪ /‬أحد الشرباصي ‪ 1‬الستاذ بامعة الزهر‬

‫يقول ‪ ( :‬إن الكلمة ـ سواء أكانت مكتوبة أم منطوقة ـ لا قوتا وتأثيها فإن كانت جيلة‬

‫طيبة طاب أثرها وثرها ‪ ،‬وان كانت سيئة قبيحة ساءت نتيجتها وعاقبتها ‪ ،‬وال تبارك وتعال‬

‫يقول‪ ( :‬أل تر كيف ضرب ال مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها ف السماء ‪ ،‬تؤتي‬

‫أكلها كل حي بإذن ربا ويضرب ال المثال للناس لعلهم يتذكرون ‪ ،‬ومثل كلمة خبيثة كشجرة‬

‫خبيثة اجتثت من فوق الرض ما لا من قرار ‪ ،‬يثبت ال الذين أمنوا بالقول الثابت ف الياة‬

‫‪ .‬الدنيا وف الخرة ويضل ال الظالي ويفعل ال ما يشاء )‪ . 2‬صدق ال العظيم‬

‫وقد تكون الكلمة النطوقة أقوى من الكلمة الكتوبة لن الكلمة النطوقة تمع بي تأثيها‬

‫الذاتي وتأثي قائلها النفعل با ‪ ،‬فإذا كانت هذه الكلمة النطوقة ف الشعر زاد تأثيها‬

‫بوزنا واتساقها ‪ ،‬وقد تدث كتاب ( سلح الشعر ) عن ذلك بتوسع والرسول صلى ال عليه وسلم‬

‫‪ :‬يقول‬

‫إن من الشعر لكمة ) ‪ .‬فإذا قيلت هذه الكلمة الوزونة بصوت عذب جيل ‪ ،‬كما ف الغناء (‬

‫الرائع ‪ ،‬تضاعف أثرها وتزايد خطرها ‪ ،‬ولذلك روى الوائل أنم كانوا يعالون الرضى بعلة‬

‫( السوداء ) بالصوت الطيب فيجع إل حال صحته والطفل يبكي ف الهد لوجود أل ‪ ،‬فيسمع الصوت‬

‫‪ .‬الميل فيسكت وينام‬

‫ّر ف اليوان العجم وقد ألف العرب منذ أقدم العصور طريقة ( الداء )‬
‫بل إن الصوت الميل يؤث‬
‫وهو الغناء للبل حت تتز وتطرب فتقوى وتنشط ف السي ولذلك قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫لنشة حادي إبله ‪ ( :‬يا أنشة ‪ :‬رفقا بالقوارير ) يريد بذلك أل يسرف ف حدائه وغنائه حت ل‬

‫تسرع البل فتعنف حركتها فتهتز النساء فوقها اهتزازا مؤلا فيتعب منه‬ ‫‪.‬‬

‫والغناء ف الواقع سلح ذو حدين ‪ ،‬فقد تستعمله على وضع فيفيد وينفع ويوجه وقد تستعمله‬

‫على وجه آخر ‪ ،‬فيضر ويفسد ‪ ،‬وإذا كنا ند ف النصوص الدينية أقوال كثية بعضها يمل على‬

‫الغناء حلة واضحة ‪ ،‬وبعضها يؤيد ويدعو إليه فليس هناك تناقض بي هذه القوال ‪ ،‬ويكن‬

‫التوفيق بينها ‪ ،‬لن بعضها يكمل البعض الخر ‪ ،‬فالذين حلوا على الغناء وحاربوه من رجال‬

‫السلم إنا حاربوا ما يسبب ضررا أو يدث خطرا ‪ ،‬من كل غناء تافه أو مائع أو وقح أو مرذول‬

‫الداء ‪ ،‬والذين أيدوا الغناء أو أجازوه قد أرادوا منه كل غناء حيد مشكور ‪ ،‬يثي عواطف‬

‫‪ .‬الي والب ‪ ،‬ونوازع السمو والفضيلة ف نفس النسان‬

‫واللحظ أن كثيا من الغاني الت نسمعها يتاج إل إصلح ‪ ،‬لنه ل يتقيد بالقيود الت نتطلبها‬

‫ف الغناء الطيب المود ‪ ،‬وكثي من هذه الغاني تلف وتدور حول الرغبات السية والنفعالت‬

‫التصلة بالشهوات واللذات ‪ ،‬ونن ف الواقع نتاج إل تصحيح معن ( الب ) الذي يدور حوله كثي‬

‫من الغاني فقد قصروا معن الب على حب الذكر للنثى ‪ ،‬ونن نريد منهم أغاني ف حب ال‬

‫والواحد الحد الذي أبدع السماوات والرض وخلق كل شيء فقدره تقديرا ‪ ،‬ونريد أغاني ف حب‬

‫الرسول الثل الكامل للنسانية الذي قضى حياته ماهدا ف سبيل الق ‪ ،‬مناضل من أجل كرامة‬

‫‪ :‬النسان حت قال له ربه‬

‫وما أرسلناك إل رحة للعالي )‪ 1‬ونريد أغاني عن حب الوالدين اللذين تعبا وسهرا وجاهدا (‬

‫ف سبيل البناء ‪ ،‬حت قال ال تعال ( وقضى ربك أل تعبدوا إل إياه وبالوالدين إحسانا )‪2‬‬

‫قال‬ ‫وقال سبحانه ( أن أشكر ل ولوالديك إل الصي )‪ 3‬ونريد أغاني عن الوطن العزيز الذي‬

‫ونريد أغاني عن حب الطبيعة الت نرى فيها ملكوت‬ ‫فيه الثر السلمي ( حب الوطن من اليان )‬

‫السماوات والرض ‪ ،‬والت تعطينا البهان على وجود الالق العظيم ‪ ،‬وقدرته على اللق والبداع‬

‫‪ ،‬ونريد أغاني عن حب الزوج لزوجته وما بينهما من روابط تباركها عناية ال تعال حي يقول‪:‬‬

‫( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحة إن ف ذلك‬

‫‪ .‬ليات لقوم يتفكرون )‪4‬‬

‫ونريد أغاني عن حب السرة ‪ ،‬حت يتعلق الفرد بأسرته ‪ ،‬فيتحقق قول الرسول صلى ال عليه‬

‫وسلم ( خيكم خيكم لهله ‪ ،‬وأنا خيكم لهلي ) ونريد أغاني عن حب الستاذ والعلم ‪ ،‬حت تتوثق‬

‫‪ .‬تلك العلقة النبيلة الكرية بي التلميذ ومربيه‬

‫إن الغناء غي منوع شرعا إذا كانت كلماته تث على خي أو تدعو إل بر أو تذكر بفضيلة ‪( ،‬‬

‫‪ ) .‬ولكنه يكون منوعا شرعا إذا حرض على إث أو أعان على منكر‬

‫‪ :‬ثانيا ‪ :‬رأي المام الكب ممود شلتوت‬

‫‪ :‬الشرائع ل تقضي على الغرائز بل تنظمها‬

‫إن قيام النسان بهامه ف هذه الياة ما كانت لتتم على الوجه الذي لجله خلقه ال إل إذا‬
‫كان ذا عاطفة غريزية ‪ ،‬توجهه نو الشتهيات ‪ ،‬وتلك التع الت خلقها ال معه ف الياة ‪،‬‬

‫‪ .‬فيأخذ منها القدر الذي يتاجه وينفعه‬

‫ومن هنا قضت الكمة اللية أن يلق النسان بتلك العاطفة ‪ ،‬وصار من غي العقول أن يطلب ال‬

‫منه ـ بعد أن خلقه هذا اللق ‪ ،‬وأودع فيه لكمته السامية هذه العاطفة ـ نزعها أو إماتتها‬

‫أو مكافحتها ف أصلها ‪ .‬وبذلك ل يكن أن يكون من أهداف الشرائع السماوية ـ ف أي مرحلة من‬

‫الراحل النسانية ـ طلب القضاء على هذه الغريزة الطبيعية الت ل بد منها ف هذه الياة ‪.‬‬

‫نعم للشرائع السماوية بازاء هذه العاطفة مطلب أخر ‪ ،‬يتلخص ف كبح الماح ومعناه ‪ :‬مكافحة‬

‫الغريزة عن الد الذي ينسى به النسان واجباته أو يفسد عليه أخلقه ‪ ،‬أو يول بينه وبي‬

‫‪ .‬أعمال هي له ف الياة ألزم وعليه أوجب‬

‫ذلك هو موقف الشرائع السماوية من الغريزة ‪ ،‬وهو موقف العتدال والقصد ل موقف الفراط ول‬

‫موقف التفريط ‪ ،‬وهو موقف التنظيم ‪ ،‬ل موقف الماتة والنتزاع هذا أصل يب أن يفهم ‪ ،‬ويب‬

‫‪ :‬أن توزن به أهداف الشريعة السماوية وقد أشار إليه القرآن الكري ف كثي من الزئيات‬

‫و ( يا بن آدم خذوا زينتكم عند كل (‬ ‫ول تعل يدك مغلولة إل عنقك ول تبسطها كل البسط )‬

‫‪ ( ،‬واقصد ف مشيك واغضض من‬ ‫مسجد وكلوا واشربوا ول تسرفوا )‬

‫‪.‬وإذن فالشريعة توجه النسان ف مقتضيات الغريزة إل الد الوسط ‪ ،‬فهي ل تنزل‬ ‫صوتك )‬

‫لنتزاع غريزة الزن ‪ ،‬وإنا نزلت بتعديلها على الوجه الذي ل هلع فيه ول جزع ‪ .‬وهكذا وقفت‬

‫‪ .‬الشريعة السماوية بالنسبة لسائر الغرائز‬

‫وقد كلف ال العقل ـ الذي هو حجته على عباده ـ بتنظيمها على الوجه الذي جاء به شرعه‬

‫ودينه ‪ ،‬فإذا مال النسان إل ساع الصوت السن ‪ ،‬أو النغم الستلذ من حيوان أو إنسان أو‬

‫آلة كيفما كانت ‪ ،‬أو مال إل تعلم شيء من ذلك ‪ ،‬فقد أدى للعاطفة حقها ‪ ،‬وإذا ما وقف با‬

‫مع هذا عند الد الذي ل يصرفه عن الواجبات الدينية ‪ ،‬أو الخلق الكرية ‪ ،‬أو الكانة الت‬

‫تتفق ومركزه ‪ ،‬كان بذلك منظما لغريزته ‪ ،‬سائرا با ف الطريق السوي وكان مرضيا عند ال‬

‫وعند الناس ‪.‬وبذا البيان يتضح أن موقف الشباب ف تعلم الوسيقى ـ مع حرصه الشديد ـ على‬

‫أداء الصلوات المس ف أوقاتا وعلى أعماله الكلف با ـ موقف ـ كما قلنا نابع من الغريزة‬

‫الت حكمها العقل بشرع ال وحكمه ‪ ،‬فنزلت على إرادته وهذا هو أسى ما تطلبه الشرائع‬

‫السماوية من الناس ف هذه الياة ‪ .‬ويعلق المام الكب ممود شلتوت على بعض الذين ل يؤمنون‬

‫فيقول ‪( :‬إنا يقنعهم عرض ما قيل ف الكتب‬ ‫بذا النوع من التوجيه ف معرفة اللل والرام‬

‫وأثر عن الفقهاء وإذا كان‬

‫ول بد فليعلموا أن الفقهاء اتفقوا على إباحة السماع ف إثارة الشوق إل الج وف تريض‬

‫الغزاة على القتال وف مناسبات السرور الألوفة كالعيد والعرس وقدوم الغائب وما إليها ‪،‬‬

‫ورأيناهم فيما وراء ذلك على رأيي ‪ :‬يقر أحدها الرمة ويستند إل أحاديث وآثار ‪ ،‬ويقرر‬

‫الخر الل ويستند كذلك إل أحاديث وآثار ‪ ،‬وكان من قول القائلي بالل ‪ ( :‬إنه ليس ف كتاب‬

‫ال ول سنة رسوله ‪ ،‬ول ف معقولما من القياس و الستدلل ‪ ،‬ما يقضي تري مرد ساع الصوات‬
‫الطيبة الوزونة مع آلة من اللت ) وقد تعقبوا جيع أدلة القائلي بالرمة وقالوا ‪ :‬انه ل‬

‫‪ .‬يصح منها شيء‬

‫‪:‬كما استشهد المام الكب ممود شلتوت برأي بعض العلماء ف قضية السماع ومنهم‬

‫أحد فقهاء القرن الادي عشر‬ ‫الشيخ عبدالغن النابلسي النفي ‪:‬‬

‫ف رسالته ( إيضاح الدللت ف ساع اللت ) قرر فيها أن الحاديث الت استدل با القائلون‬

‫بالتحري ـ على فرض صحتها ـ مقيدة بذكر اللهي ‪ ،‬وبذكر المر والقيان ‪ ،‬والفسوق والفجور ‪،‬‬

‫ول يكاد حديث يلو من ذلك وعليه كان الكم عنده ف ساع الصوات واللت الطربة أنه إذا اقتن‬

‫أو أوقع ف الرمات كان حراما وأنه إذا سلم من‬ ‫بشيء من الرمات ‪ ،‬أو اتذ وسيلة للمحرمات‬

‫كل ذلك كان مباحا ف حضوره وساعه وتعلمه ‪ ،‬وقد نقل عن النب صلى ال عليه وسلم ث عن كثي‬

‫من الصحابة والتابعي والئمة والفقهاء أنم كانوا يسمعون ويضرون مالس السماع البيئة من‬

‫‪ ،‬وهو يوافق تاما ف الغزى والنتيجة الصل‬ ‫الون والرام ذهب إل مثل هذا كثي من الفقهاء‬

‫‪ .‬الذي قررناه ف موقف الشريعة بالنسبة للغرائز الطبيعية‬

‫والشيخ حسن العطار‪ :‬شيخ الامع الزهر ف القرن الثالث عشر الجري‬

‫يقول الشيخ ممود شلتوت عن الشيخ العطار إنه كان ذا ولع شديد بالسماع وعلى معرفة تامة‬

‫بلسان الوتار ‪ ،‬على‬ ‫لصوله ومن كلماته ف بعض مؤلفاته ( من ل يتأثر برقة الشعار ‪ ،‬تتلى‬

‫‪ .‬شطوط النار ‪ ،‬ف ظلل الشجار ‪ ،‬فذلك جلف الطبع صار‬

‫‪ :‬ويعقب الشيخ المام الكب ممود شلتوت‬

‫عارضه ‪ :‬فإذن فسماع اللت ذات النغمات أو الصوات الميلة‬ ‫ّ ‪ ،‬والرمه‬


‫أن الصل ف السماع الل‬

‫‪ ،‬ل يكن أن يرم باعتباره صوت آلة أو صوت إنسان أو صوت حيوان ‪ ،‬وإنا يرم إذا استعي به‬

‫‪ .‬على مرم أو اتذ وسيلة إل مرم أو ألي عن واجب‬

‫وهكذا يب أن يعلم الناس حكم ال ف هذه الشئون ونرجو بعد ذلك أل نسمع القول يلقى جزافا ف‬

‫التحليل و التحري ‪ ،‬فإن تري ما ل يرمه ال أو تليل ما حرمه ال كلها افتاء ‪ ،‬وقول على ال‬

‫بغي علم ( قل إنا حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن ‪ ،‬والث والبغي بغي الق ‪ ،‬وأن‬

‫) تشركوا بال مال ينزل به سلطانا ‪ ،‬وأن تقولوا على ال ما ل تعلمون‬ ‫‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬رأي فضيلة الستاذ الدكتور ‪ :‬يوسف القرضاوي‬ ‫‪:‬‬

‫تستيح إليه النفوس ‪ ،‬وتطرب له القلوب ‪ ،‬وتنعم به‬ ‫يقول فضيلة الشيخ ‪ ( :‬ومن اللهو ما‬

‫‪ ،‬وقد أباحه السلم مال يشتمل على فحش أو خنا أو تريض على إث ‪ ،‬ول بأس بأن تصحبه‬ ‫الذان‬

‫الوسيقى غي الثية ‪ .‬ويستحب ف الناسبات السارة ‪ ،‬إشاعة للسرور ‪ ،‬وترويا للنفوس وذلك‬

‫ولدة الولود ‪ .‬فعن‬ ‫كأيام العيد والعرس وقدوم الغائب ‪ ،‬وف الوليمة ‪ ،‬والعقيقية ‪ ،‬وعند‬

‫عائشة رضي ال عنها أنا زفت امرأة إل رجل من النصار فقال النب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬يا‬

‫عائشة ( ما كان معكم من لو ؟ فان النصار يعجبهم‬

‫) اللهو‬ ‫‪.‬‬

‫ذات قرابة لا من النصار ‪ ،‬فجاء رسول ال صلى ال عليه وسلم‬ ‫وقال ابن عباس ‪ :‬زوجت عائشة‬
‫فقال ‪ ( :‬أهديتم الفتاة ؟ قالوا ‪ :‬نعم ‪ .‬قال ‪ :‬أرسلتم معها من يغن ؟ قالت ‪ :‬ل ‪ ،‬فقال‬

‫‪ :‬رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬إن النصار قوم فيهم غزل ‪ ،‬فلو بعثتم معها من يقول‬

‫ّاكم‬
‫ّانا وحي‬
‫فحي‬ ‫أتيناكم أتيناكم‬

‫وعن عائشة أن أبا بكر رضي ال عنه دخل عليها وعندها جاريتان ف أيام من‬

‫ف عيد الضحى ) تغنيان وتضربان ‪ ،‬والنب صلى ال عليه وسلم متغش بثوبه ‪ ،‬فانتهرها أبو (‬

‫) بكر ‪ ،‬فكشف النب الكري عن وجهه ‪ ،‬وقال ‪ :‬دعهما يا أبا بكر ‪ ،‬فإنا أيام عيد‬

‫أحاديث غناء الاريتي ‪ ،‬ولعب البشة ف مسجد‬ ‫وقد ذكر المام الغزال ف كتاب ( الحياء )‬

‫النب صلى ال عليه وسلم وتشجيع النب لم بقوله ‪ :‬دونكم يا بن أرفده ‪ .‬وقول النب لعائشة‬

‫تشتهي أن تنظري ‪ ،‬ووقوفه معها حت تل هي وتسأم ‪ ،‬ولعبها بالبنات مع صواحبها ‪ .‬ث قال ‪:‬‬

‫فهذه الحاديث كلها ف (الصحيحي ) وهي نص صريح ف أن الغناء واللعب ليسا برام ‪ ،‬وفيها‬

‫‪ :‬دللة على أنواع الرخص‬

‫‪ .‬الول ‪ :‬اللعب ‪ ،‬ول يفى عادة البشة ف الرقص واللعب‬

‫‪ .‬والثاني ‪ :‬فعل ذلك ف السجد‬

‫والثالث ‪ :‬قوله صلى ال عليه وسلم دونكم يا بن أرفده ‪ ،‬وهذا أمر باللعب والتماس له فكيف‬

‫يقدر كونه حراما ؟‬

‫والرابع ‪ :‬منعه لبي بكر وعمر رضي ال عنهما عن النكار والتعليل والتغيي وتعليله لنه عيد‬

‫‪ .‬أي هو وقت سرور ‪ ،‬وهذا من أسباب السرور‬

‫والامس ‪ :‬وقوفه طويل ف مشاهدة ذلك وساعه لوافقة عائشة رضي ال عنها ‪ ،‬وفيه دليل على أن‬

‫حسن اللق ف تطييب قلوب النساء والصبيان بشاهدة اللعب أحسن من خشونة الزهد والتقشف ف‬

‫‪ .‬المتناع والنع عنه‬

‫والسادس ‪ :‬قوله صلى ال عليه وسلم لعائشة ابتداء ‪ :‬أتشتهي أن تنظري ؟‬ ‫‪.‬‬

‫والسابع ‪ :‬الرخصة ف الغناء ‪ ،‬والضرب بالدف من الاريتي ‪ ..‬ال ما قاله الغزال ف كتاب‬

‫السماع ‪.‬وقد روى عن كثي من الصحابة والتابعي رضي ال عنهم أنم سعوا الغناء ول يروا‬

‫‪.‬بسماعه بأسا‬

‫أما ما ورد فيه من أحاديث نبوية فكلها مثخنة بالراح ل يسلم منها حديث من طعن عند فقهاء‬

‫‪ .‬الديث وعلمائه ‪ ،‬قال القاضي أبو بكر بن العربي ‪ :‬ل يصح ف تري الغناء شيء‬

‫‪ .‬وقال ابن حزم ‪ :‬كل ما روى فيها باطل موضوع‬

‫وقد اقتن الغناء والوسيقى كثيا بالتف ومالس المر والسهر الرام ما جعل كثيا من العلماء‬

‫يرمونه أو يكرهونه ‪ ،‬وقال بعضهم ‪ :‬إن الغناء من ( لو الديث ) الذكور ف قوله تعال ‪(:‬‬

‫ومن الناس من يشتي لو الديث ليضل عن سبيل ال بغي علم ويتخذها هزوا أولئك لم عذاب مهي )‬

‫‪ .‬سورة لقمان ‪ :‬الية ‪6‬‬

‫وقال ابن حزم ‪ :‬إن الية ذكرت صفة من فعلها كان كافرا بل خلف إذا اتذ سبيل ال هزوا ‪،‬‬

‫ولو أنه اشتى مصحفا ليضل به عن سبيل ال ويتخذه هزوا لكان كافرا ‪ ،‬فهذا هو الذي ذم ال‬
‫عز وجل ‪ ،‬وما ذم سبحانه قط من اشتى لو الديث ليتلهى به ويروح نفسه ل ليضل عن سبيل ال‬

‫ورد ابن حزم أيضا على الذين قالوا إن الغناء ليس من حق فهو إذا من الضلل قال تعال‬

‫( فماذا بعد الق إل الضلل ) ( يونس ‪:‬الية ‪ . 32‬قال ‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‬

‫فمن نوى باستماع الغناء عونا على معصية‬ ‫‪:‬إنا العمال بالنيات وانا لكل امرئ ما نوى )‬

‫ال فهو فاسق ـ وكذلك كل شيء غي الغناء ـ ومن نوى ترويح نفسه ليقوى بذلك على طاعة ال عز‬

‫وجل ‪ ،‬وينشط نفسه بذلك على الب فهو مطيع مسن ‪ ،‬وفعله هذا من الق ‪ .‬ومن ل ينو طاعة ول‬

‫معصية فهو لغو معفو عنه ‪ ،‬كخروج النسان إل بستانه متنزها ‪ ،‬وقعوده على باب داره متفرجا‬

‫‪ ، … ) .‬وصبغه ثوبه لزورديا أو أخضر أو غي ذلك‬

‫‪ :‬على أن هناك قيودا ل بد أن نراعيها ف أمر الغناء‬

‫ـ فل بد أن يكون موضوع الغناء ما ل يالف آداب السلم وتعاليمه ‪ ،‬فإذا كانت هناك أغنية ‪1‬‬

‫مثل فإن أداءها حرام ‪ ،‬والستماع إليها حرام وهكذا ما‬ ‫تجد المر أو تدعو إل معاقرتا‬

‫‪ .‬شابه ذلك‬

‫ـ وربا كان الوضوع ليس منافيا لتوجيه السلم ‪ ،‬ولكن طريقة أداء الغن له تنقله من ‪2‬‬

‫دائرة الل إل دائرة الرمة ‪ ،‬وذلك بالتكسي والتميع وتعمد الثارة للغرائز ‪ ،‬والغراء‬

‫‪ .‬بالفت والشهوات‬

‫ـ كما أن الدين يارب الغلو والسراف ف كل شيء حت ف العبادة ‪ ،‬فما بالك بالسراف ف ‪3‬‬

‫اللهو ‪ ،‬وشغل الوقت به ‪ ،‬والوقت هو الياة ؟‪.‬ل شك أن السراف ف الباحات يأكل وقت‬

‫‪ ) .‬الواجبات وقد قيل بق ‪ ( :‬ما رأيت إسرافا إل وبانبه حق مضي‬


‫ّع‬

‫ـ تبقى هناك أشياء يكون كل مستمع فيها مفتيا نفسه ‪ ،‬فإذا كان الغناء أو لون خاص منه ‪4‬‬

‫يستثي غريزته ‪ ،‬ويغريه بالفتنة ‪ ،‬ويطغى فيه الانب اليواني على الانب الروحاني ‪ ،‬فعليه‬

‫أن يتجنبه حينئذ ‪ ،‬ويسد الباب الذي تب منه رياح الفتنة على قلبه ودينه وخلقه ‪ ،‬فيستيح‬

‫ويريح‬ ‫‪.‬‬

‫ومن التفق عليه أن الغناء يرم إذا اقتن بحرمات أخرى كأن يكون ف ملس شرب أو تالطه ‪5‬‬ ‫ـ‬

‫خلعة أو فجور ‪ ،‬فهذا هو الذي أنذر رسول ال صلى ال عليه وسلم أهله وسامعيه بالعذاب‬

‫‪ 0‬ليشربن ناس من أمت المر يسمونا بغي اسها ‪ ،‬يعزف على رؤوسهم بالعازف‬ ‫الشديد حي قال‬

‫) والغنيات يسف ال بم الرض ويعل منهم القردة والنازير‬

‫وليس بلزم أن يكون مسخ هؤلء مسخا للشكل والصورة ‪ ،‬وانا هو مسخ النفس والروح فيحملون ف‬

‫‪ .‬إهاب النسان نفس القردة وروح النازير‬

‫‪ :‬رابعا ‪ :‬رأي الشيخ سيد سابق‬

‫وما أباحه السلم وحبب فيه ‪ ،‬الغناء عند الزواج ‪ ،‬ترويا للنفوس ‪ ،‬وتنشيطا لا باللهو‬

‫البيء ‪ .‬ويب أن يلو من الون ‪ ،‬واللعة ‪ ،‬واليوعة ‪ ،‬وفحش القول وهجره‬

‫ـ فعن عامر بن سعيد رضي ال عنه قال ‪ ( :‬دخلت على قرضة بن كعب ‪ ،‬وأبي مسعود النصاري ف ‪1‬‬

‫عرس ‪ ،‬وإذا جوار يغني ‪ ،‬فقلت ‪ :‬أنتما صاحبا رسول ال ‪ ،‬ومن أهل بدر ‪ -‬يفعل هذا عندكم !!‬
‫قد رخص لنا ف اللهو عند العرس ) ‪ .‬رواه‬ ‫فقال ‪ ( :‬إن شئت فاسع معنا ‪ ،‬وان شئت فاذهب …‬

‫‪.‬النسائي‬

‫ـ وزفت السيدة عائشة رضي ال عنها ‪ ،‬الفارعة بنت أسعد وسارت معها ف زفافها إل بيت ‪2‬‬

‫‪ - :‬زوجها ‪ -‬نبيط بن جابر النصاري ‪ -‬فقال النب ‪-‬صلى ال عليه وسلم‬

‫يا عائشة ما كان معكم لو ؟ فان النصار يعجبهم اللهو ) رواه البخاري وأحد وغيها ‪ ،‬وف (‬

‫بعض الروايات هذا الديث أنه قال ‪ ( :‬فهل بعثتم معها جارية تضرب بالدف ‪ ،‬وتغن ؟ ) قالت‬

‫‪ :‬عائشة ‪ ،‬تقول ماذا يا رسول ال ؟ قال تقول‬

‫فحيونا نييكـم‬ ‫أتيناكــم أتيناكــم‬

‫ما حلت بواديكـم‬ ‫ولول الذهب الحــر‬

‫ما سنت عذاريكم‬ ‫ولول النطة السمراء‬

‫وعن الربيع بنت معوذ قالت ‪ :‬جاء النب صلى ال عليه وسلم حي بن بي‬

‫أي تزوجت ) فجلس على فراشي ‪ ،‬فجعلت جويريات لنا يضربن بالدف ‪ ،‬ويندبن من قتل من (‬

‫‪ .‬آبائي يوم بدر إذ قالت إحداهن ‪ :‬وفينا نب يعلم ما ف غد‬

‫‪ .‬فقال ‪ ( :‬دعي هذا وقول بالذي كنت تقولي ) رواه البخاري وأبو داود والتمذي‬

‫‪ :‬خامسا ‪ :‬رأي الشيخ أحد ممد عيسى‬

‫ّه ‪ ،‬وقد تستعمله على وجه‬


‫الغناء ف الواقع سلح ذو حدين ‪ ،‬فقد تستعمله على وضع فيفيد ويوج‬

‫آخر فيضر ويسيء ‪ ،‬وإذا كنا ند ف النصوص الدينية أقوال كثية ‪ ،‬بعضها يمل على الغناء حلة‬

‫واضحة ‪ ،‬وبعضها يبيحه ‪ ،‬فقد يكن التوفيق بينهما ‪ ،‬ولعل الذين حلوا على الغناء إنا‬

‫حاربوا ما يسبب ضررا ‪ ،‬أو يدث خطرا ‪ ،‬من كل غناء تافه أو مائع أو خليع أو وقح العبارة‬

‫أو سيئ الداء ‪ ،‬ولعل الذين أباحوا الغناء أرادوا منه الغناء الوقور الميد الشكور الذي‬

‫‪ .‬يثي عواطف الي والب ‪ ،‬ونوازع التقوى والفضيلة‬

‫روى البخاري أن عائشة رضي ال عنها كان عندها فتاة يتيمة تربيها فزوجتها لرجل من النصار‬

‫‪ ،‬وحضرت عائشة زفافها ‪ ،‬فلما عادت قال لا رسول ال ـ صلى ال عليه وسلم ـ ‪ ( :‬يا عائشة ‪،‬‬

‫أما كان معكم من لو ‪ ،‬فإن النصار يعجبهم اللهو ) ‪ ،‬أي الغناء ‪ ،‬وف رواية أخرى أنه قال‬

‫‪ ) .‬لا ‪ ( :‬فهل بعثتم جارية تضرب الد‬


‫ّف وتغن ؟‬

‫ّة ‪ ،‬لشاعة السرور ‪ ،‬وترويا للنفوس ‪ ،‬وذلك‬


‫ولذلك فإن الغناء يستحب ف الناسبات السار‬

‫‪ .‬كأيام العيد والعرس وقدوم الغائب ‪ ،‬ول بأس بأن تصحبه الوسيقى غي الثية‬

‫عن عائشة أن أبا بكر رضي ال عنه دخل عليها وعندها جاريتان ف أيام من تغنيان وتضربان ‪،‬‬

‫والنب متغش بثوبه ‪ ،‬فانتهرها أبو بكر ‪ ،‬فكشف الرسول ـ صلى ال عليه وسلم ـ عن وجهه ‪،‬‬

‫‪ .‬وقال ‪ ( :‬دعهما يا أبا بكر ‪ ،‬فإنا أيام عيد ) متفق عليه‬

‫فهذه الحاديث موجودة ف الصحيحي ‪ ،‬وهي نص صريح ف أن الغناء ليس برام ‪.‬وقد روى عن كثي من‬

‫‪ .‬الصحابة والتابعي رضي ال عنهم أنم سعوا الغناء ول يروا بسماعه بأسا‬

‫وقد اقتن الغناء والوسيقى كثيا بالتف ومالس المر والسهر الرام ما جعل كثيا من العلماء‬
‫ّمونه أو يكرهونه ‪ ،‬وقال بعضهم ‪ ( :‬إن الغناء من لو الديث الذكور ف قول ال سبحانه ‪( :‬‬
‫ير‬

‫ومن الناس من يشتي لو الديث ليضل عن سبيل ال بغي علم ويتخذها هزوا أولئك لم عذاب مهي )‬

‫ّ ابن حزم على الذين قالوا إن الغناء ليس من الق فهو إذا من الضلل ‪ ،‬قال تعال ‪:‬‬
‫ورد‬

‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إنا العمال بالنيات‬ ‫( فماذا بعد الق إل الضلل )‬

‫‪ .‬وإنا لكل امرئ ما نوى ) متفق عليه‬

‫فمن نوى باستماع الغناء عونا على معصية ال فهو فاسق ‪ ،‬وكذلك كل شيء غي الغناء ‪ ،‬ومن‬

‫ّ فهو مطيع مسن‬


‫نوى ترويح نفسه ليقوى بذلك على طاعة ال عز وجل ‪ ،‬وينشط نفسه بذلك على الب‬

‫‪ ،‬وفعله هذا من الق ‪ ،‬ومن ل ينو طاعة ول معصية فهو لغو معفو عنه ‪ ،‬كخروج النسان إل‬

‫بستانه متنزها ‪ ،‬وقعوده على باب داره متفرجا ‪ ،‬وصبغه ثوبه لزو رديا أو أخضر أو غي ذلك‬
‫‪.. ) .‬‬
‫حرمته إذا كان غناؤها يثي الشهوة أو يرض على‬ ‫أما غناء الرآة ‪ :‬فيجمع جهور العلماء على‬

‫الث والفجور ‪ ،‬كما يرمون هذا الغناء إذا صاحبه أو اختلط به منكر من النكرات ‪ ،‬كشرب‬

‫المور أو الرقص ‪ ،‬أو ما شاكل ذلك ‪ .‬أما ساع الغاني من الطربي وهم يرددون كلما مع إيقاع‬

‫ّده الطرب يرض على الفضيلة أو يدعو إل‬


‫موسيقي ‪ ،‬وتلحي صوتي ‪ ،‬فإذا كان الكلم الذي يرد‬

‫ّك بالدين ‪ ،‬كان الغناء حيدا ل ضرر فيه ول خطر منه ‪ ،‬وأما إذا كان الغناء مبتذل أو‬
‫التمس‬

‫ّل ‪ ،‬أو فجور أو استهتار ‪ ،‬كما هو ف أكثر الغاني الت تسمع ف‬


‫بذيئا أو يدعو إل تسيب أو تل‬

‫الذاعات ‪ ،‬كان الغناء سببا من أسباب البلء والفساد والفتنة ‪ ،‬وكذلك يكون الغناء ممودا‬

‫ّاه الطرب بجانه أو خلعة ‪ ،‬فل‬


‫إذا كان أداؤه رزينا وقورا ‪ ،‬ويكون الغناء منكرا إذا أد‬

‫‪ .‬يوز الستماع إليه‬

‫وقد جاء ف سية النب صلى ال عليه وسلم أنه ذهب لتهنئة إحدى الصحابيات بعرسها ‪ ،‬واسها‬

‫ّ ذلك‬
‫ّدن الغناء ول ينكر عليهن‬
‫الربيع بنت معوذ ‪ ،‬وهناك سع فتيات يضربن على الدفوف ‪ ،‬ويرد‬

‫ّ يعلم ما ف غد ) ‪ ،‬قال النب صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬


‫‪ ،‬ولكن حينما قالت إحداهن ‪ ( :‬وفينا نب‬

‫‪ ( ) .‬دعي هذا ‪ ،‬وقول ما كنت تقولي‬

‫ّمه ‪ ،‬وكذلك الرقص العروف عندنا بالرقص‬


‫أما الرقص النسي الثي فالسلم ل يقبله بل ير‬

‫( الفرني ) وهو أن تعانق الفتاة فت وضعت يدها على ظهره ‪ ،‬ويدها الخرى على عنقه وكذلك‬

‫ّاق ( فنا ) ودعاه البعض‬


‫ّاه بعض الفس‬
‫ّم أيضا وان س‬
‫هو ‪ ،‬وقد يلمس جسدها جسده ‪ ،‬فهذا مر‬

‫ّلة ‪ .‬فالسلم حر‬


‫ّم كل علقة جنسية تقوم على غي الزواج ‪،‬‬ ‫تقدما إل غي ذلك من العبارات الضل‬

‫وحرم كل قول أو عمل يفتح نافذة إل علقة مرمة ‪ ،‬وهذا سر ني ال سبحانه وتعال عن الزنا ‪:‬‬

‫فلم يكتف بالنهي عن الزنا ‪،‬و إنا نى عن‬ ‫( ول تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيل )‬

‫القرب منه ‪ ،‬فكل ما يعرفه الناس من مثيات ‪ ،‬إنا هو قرب من هذه الفاحشة ‪ ،‬بل إغراء با ‪،‬‬

‫‪ .‬وتريض عليها وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون‬

‫ّم ‪ ،‬لنه يدعو إل‬


‫ويلص القول إل أن الغناء وخصوصا ف أيامنا على الشكل الذي نسمعه هو مر‬

‫‪ .‬إثارة العاطفة والشهوة الامة وهو منشأ الفساد الذي نلمسه ف هذا الزمن‬

‫) سادسا ‪:‬رأي فضيلة الشيخ الدكتور عجيل النشمي ‪ ( :‬حكم الغناء ف العراس‬
‫الغناء ف العراس جائز عند الفقهاء لغرض إدخال الفرح والبهجة والسرور ومستند ذلك حديث‬

‫عائشة رضي ال عنها ‪ ( :‬أنا زفت امرأة إل رجل من النصار فقال نب ال ‪ :‬يا عائشة ما كان‬

‫كما يباح الغناء ف العيد لديث عائشة رضي ال عنها‬ ‫معكم لو فان النصار يعجبهم اللهو )‬

‫قالت ‪ :‬دخل علي الرسول صلى ال عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع على‬

‫الفراش وحول وجهه ودخل أبو بكر فانتهرني وقال مزماره الشيطان عند النب صلى ال عليه‬

‫كما يباح‬ ‫وسلم فأقبل رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬دعهما فلما غفل غمزتما فخرجتا)‬

‫الغناء للمناسبات الباحة الخرى كقدوم مسافر ‪ ،‬أو للختان أو للمجاهدين أو لداد الهل‬

‫ويوز أن يصاحب الغناء الدف والطبل لا روت الربيع بنت معوذ قالت ‪ :‬دخل علي النب صلى ال‬

‫عليه وسلم غداة بن بي فجلس على فراشي وجويرات يضربن بالدف يندبن من قتل من آبائي يوم‬

‫بدر حت قالت إحداهن وفينا نب يعلم ما ف غد فقال النب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ل تقول هكذا‬

‫) وقول كما كنت تقولي‬ ‫‪.‬‬

‫وبناء على هذه الدلة نقول يوز أن تغن النساء للنساء وهذا هو الول شريطة أن تكون عبارات‬

‫الغاني عفيفة غي فاحشة ول مثية للغرائز ول حرج أن تكون كلمات الغاني غزلية إذا كانت‬

‫عفيفة وينبغي أن تكون أدوات الغناء الصاحبة له ما هو مشروع من الدف والطبل وما هومن‬

‫جنسيهما وهذا هو العهود ف العراس الشعبية وينبغي تنب العازف وآلت العزف الختلفة وما ف‬

‫‪ .‬حكمها ‪ ،‬كما يوز غناء الرجال للرجال بالضوابط السابقة‬

‫وأما غناء الرجال للنساء ف مثل هذه الفلت فهو جائز ف الشروط السابقة ويضاف لا أن يكون‬

‫مدخل الرجال ومرجهم منفصل وأن ل يتلط بالنساء وأل يطلعوا عليهن فإن كان الغن وفرقته ف‬

‫غرفة منفصلة فصل تاما بيث ل يسمع الرجال النساء ول النساء الرجال إل عب ( اليكروفون )‬

‫فحكم ذلك الواز وهو مثل استماع صوت الرجال‬

‫بالسجل ) ولكن ل يوز أن يتدخل الرجال أو الطرب ف ماطبة النساء وإثارتن بعبارات كما (‬

‫هو وارد ف السؤال فإن كان منع ذلك سدا لذريعة الفساد وهذا كله لبيان حال واقعة‬

‫السؤال ‪ ،‬وهذا ل يعن إقراره وتشجيعه وان التزمت الضوابط لن التزامها قد ل يكون ف كل‬

‫‪.‬حال ولن غناء النساء للنساء أول‬


‫الغناء الدث ف عصرنا‬

‫‪:‬مفهوم الغنية‬

‫قبل أن نوضح ماهية الغناء الدث ف العصر الال يب أن نوضح مفهوم الغنية وخصائصها‬

‫والقوالب الغنائية الت يتداولا التمع ف كل عصر من عصور الركة الغنائية التاثية العربية‬
‫‪:‬‬
‫يعتب الغناء ف كل عصر مرآته الثقافية والجتماعية والسياسية ‪ ،‬حيث يعكس نزعات الشعوب‬

‫وميولم واتاهاتم الفكرية ‪ ،‬والغنية ثرة حلوة الذاق إذا كانت نابعة من وجدان التمع‬

‫ومتقنة خاضعة لصول الصنعة ‪ ،‬حيث إنا مادة نغمية سريعة النتشار بمالا‪ ،‬عميقة التأثي‬

‫بعانيها ‪ ،‬ويزيد انتشارها ف النفس البشرية إذا ما كان مضمونا ملئما مع حالة الستمع‬

‫النفسية ساعة الستماع ‪ ،‬عند ذلك تنفذ الغنية إل أعماق النفس وترك الشجان أو الفراح ‪،‬‬

‫أما إذا كان مضمونا مرتبطا بذكريات قدية أو سبق الستماع إليها ف الاضي مع شخص ما أو ف‬

‫مكان ما أو حت ف مناسبة عزيزة فإنا توقظ الذكريات وتيي الاضي فتاه كما لو كان شريطا‬

‫مسجل ‪ .‬لذلك تعتب الغنية ليست فقط كلما منغما وانا هي لوحة صوتية تكي صدى الاضي فتبزه‬

‫ف الاضر وتنقل الاضر إل آفاق الستقبل بتأملت وجدانية وأمان عاطفية تضفي على حاضر‬

‫‪ ,‬الستمع بجة وأمل‬

‫وللغناء ما لسائر العلوم والفنون من القدي والديد ‪ ،‬وهو بذلك قابل للمحافظة على قديه‬

‫والخذ من الديد الفيد ‪ ،‬شأنه ف ذلك شأن الشعر والنثر ‪ ،‬ولن تقف عجلة الياة عن الركة‬

‫ولن تول الستفادة من الستحدث الديد دون الستثمار لكل تليد ميد ‪ ،‬والسن ف كل شيء هو‬

‫القبول العقول فلنا أن نستمع للغناء القدي ونتفظ بحاسنه وننتفع بي ما فيه ولنا أن‬

‫نستمع للغناء الديث ونستمتع بحاسنه ما دام فيه ماسن ول نرفض مزاياه إذا كان فيه مزايا‬

‫تفيدنا وترتقي بغنائنا ‪ ،‬ولنا أن نستمع إل الغناء العربي أو غي العربي لنتعرف على‬

‫الذاهب التباينة وتلك اللوان العديدة نستطيع أن نكون أذواقنا‬ ‫مذاهبه واتاهاته فمن تلك‬

‫‪ .‬تكوينا غنيا ما اطلعنا وأفدنا من البة والنقد لا هو عندنا وما هو عند غينا‬

‫‪ :‬الغنية العربية‬

‫تطلق عبارة الغنية العربية بشكل عام على جيع أنواع القوالب الغنائية التداولة ف الوطن‬

‫العربي على الرغم من اختلف الصائص الفنية وتنوع اليقاعات وأسلوب الداء من بلد إل أخر ‪،‬‬

‫فمصطلح( أغنية ) يطلق على أنواع متلفة من القوالب الغنائية الت تنتشر ف البلد العربية‬

‫كقالب الوشح والطقطوقه أو الزجال ف بلد مصر والشام وقالب النوبة ف شال أفريقيا وقالب‬

‫الصوت والسامري والعرضه ف الليج والزيرة العربية وغيها من القوالب الغنائية البحرية‬

‫النتشرة ف منطقة الليج العربي ‪.‬كما يشتط ف قالب الغنية العربية أن تدد ضمن خصائص‬
‫‪ :‬ومعايي متعارف عليها عند أهل الصنعة أهها‬

‫‪.‬ـ الكلمة ‪1‬‬

‫‪ .‬ـ اللحن ‪2‬‬

‫‪.‬ـ اليقاع ‪3‬‬

‫‪.‬ـ الطابع الصوتي ‪4‬‬

‫‪.‬ـ الطابع الشكلي ‪5‬‬

‫والخلل بتلك العناصر الرئيسة يل باتاه الغنية العربية فل يكن أن توضع كلمات ولن وإيقاع‬

‫دون تديد الطابع الصوتي لا والذي يدد الوية الغرافية لنشئها ‪ ،‬يضاف إل ذلك الطابع‬

‫الشكلي من حيث الزياء والنقوش والركة اليقاعية الصاحبة للغنية من رقصات معبة عن طبيعة‬

‫حياة التمع الذي نبعت منه الغنية ‪ .‬وما ل شك فيه أن الغنية العربية قد حافظت على ساتا‬

‫بالضارات الاورة‬ ‫وأصالتها على مر التاريخ على الرغم من احتكاك النطقة العربية‬

‫واقتباسها العديد من اللت الوسيقية واليقاعية وأسلوب الداء ‪ ,‬إل أنا استطاعت أن تتميز‬

‫‪ .‬بشكل واضح عن بقية الساليب الجنبية بصائصها العربية الثابتة‬

‫‪ ( :‬إن العرب تقطع اللان الوزونة على الشعار الوزونة فتضع موزونا على‬ ‫يقول الاحظ‬

‫موزون ‪ ،‬والعجم تطط اللفاظ فتقبض وتبسط حت تدخل ف وزن اللحن فتضع موزونا على غي‬

‫موزون ) ‪ .‬لذلك فإن من أبرز السمات الت تتميز با الغنية العربية ارتباطها بالشعر‬

‫عند هذا الد بل أخذت ف‬ ‫العربي والذي يدد مسار الوزن والرس الوسيقي ‪ ،‬ومع ذلك ل تقف‬

‫التأثر ببعض الفكار الجنبية نتيجة للحالة السياسية الت فرضت بعض القومات على أسلوب‬

‫الداء والعزف للمجتمعات الت فرض عليها نظام سياسي معي ولعل من أبرز هذه التأثيات ما‬

‫نده واضحا ف الوشحات الت دخلت عليها كثي من اللفاظ الجنبية مثل ( جان ) و ( أمان ) و (‬

‫أفندم ) وغيها من اللفاظ الت كانت تعب عن إرضاء للولة والكام السيطرين ف ذلك الوقت‬

‫‪ .‬ويتجلى ذلك واضحا ف بلد الشام والعراق ومصر‬

‫إضافة إل ما نده من تأثي اقتصادي نتيجة الحتكاك الباشر مع سواحل أفريقيا ودول الليج‬

‫العربي حيث أخذت كثي من الغاني الفريقية والكلمات السواحلية تدخل ضمن نشاط الغنية‬

‫العربية الليجية ومن أمثلة ذلك ما نده ف ( الطنبورة ) و ( الليوه ) ومن السواحل‬

‫الشرقية ليران ند ( البان ) ‪ ،‬لذلك يتضح أن كل هذه التأثيات أضافت إل مال الغنية‬

‫‪ .‬العربية مساحة صوتية وطابعا ميزا إل الغناء وأسلوب الداء ف الغنية العربية‬

‫‪ :‬التاه الغربي وأثره ف الغنية العربية‬

‫على الرغم من تأثر الغنية العربية بالضارات الاورة وكذلك نتيجة لوجود القيان من الفرس‬

‫والروم منذ القدم الذين كانوا يضرون معهم اللت الوسيقية وينشرون موسيقاهم ف الفلت‬

‫والعراس ‪ ،‬ند أيضا ذلك واضحا ف أباث علماء الوسيقى العرب الذين ترجوا العديد من العلوم‬

‫الوسيقية اليونانية إل اللغة العربية أمثال‬

‫الفارابي ) فلم يكن هذا التأثي سلبيا على العقلية العربية أو الوسيقى العربية بل (‬
‫كانت الضارة العربية منذ القدم تتفاعل مع الضارات الاورة با يتناسب وطبيعتها ومكانتها‬

‫العلمية والثقافية ‪ ،‬ولقد استمر هذا التزاوج الضاري يغذي النسان العربي بكثي من الفكار‬

‫‪ .‬سواء برغبته أو نتيجة للستعمار‬

‫‪ :‬التاه واليول ف الوسيقى والغناء‬

‫يتلف الناس ف ميولم وطباعهم وتباين مشاعرهم ومنازعهم ‪ ،‬ولكل أمة طابعها الاص ولكل فرد‬

‫من هذه المة مرتعه الخص والديقة الواحدة يراها أحد الناس فيتمثل فيها الفردوس النشود‬

‫وير عليها آخر فياها دليل على فساد الذوق وانعدام التنسيق ‪ ،‬وقلما يقع التفاق على شيء‬

‫‪ .‬واحد متباين الشارب واليول‬

‫والغناء أول القائمة بي الشياء الت اختلفت عليها أذواق الناس قديا وحديثا إل حد أن‬

‫القواعد نفسها تطور الكم عليها بتطور الزمن وتغي الدول وتباين الذواق تبعا لذلك ‪ ،‬فقد‬

‫يكون الشيء حسنا ملئما عند شعب بينما هو بغيض عند شعب آخر وقد تكون بعض النواحي الفنية‬

‫غي مقبولة ف عصر ث يلقى عليها الزمن لونا جديدا فإذا بكروه المس مبوب اليوم وقد يكون‬

‫مقبول اليوم مكروها غدا ‪.‬إذا فتباين اليول والذواق والكم عليها ملي من جهة ووقت من جهة‬

‫والستساغ ف لغة قلما كان مستساغا ف أخرى إل بنوع من التجديد والتحسي وأعمال يد‬ ‫أخرى‬

‫التحوير والتجميل ما يشبه التجة والقتباس ول عيب ف أن تتلف الذواق بل الطبيعي أن تتلف‬

‫ليتكون من تعارضها ذوق فن مرغوب فيه ‪ ،‬وانا التبعة والؤاخذة على التبلد والمود فتسليط‬

‫ما يسقط بالفن إل الدرك السفل وينزل‬ ‫اليل الشخصي على الفن وتكمه فيه حكما دكتاتوريا‬

‫بالفناني إل عبودية تشل الواهب والركة ف التقدم والنبوغ وتزداد النة إذا أضفنا إل ذلك‬

‫عدم توفر الكفاية الفنية لدي الذين يريدون أن يعلوا من ميولم قواني ومن أهوائهم شرائع‬

‫ومن أذواقهم دساتي يريدون حل الناس عليها ويعبئون الهود لا ل لشيء سوى أنم هكذا أرادوا‬

‫وهذا هو ذوقهم وان ل يكن لذا الذوق جدارة علمية ول اطلع صحيح ول ثقافة يكن الثقة با‬

‫وأخذها ميزان صحيحا لكم فن عادل ‪ .‬تلك هي فلسفة اليول والذواق ولكن يبز لنا سؤال ‪ :‬هل‬

‫يوز للفنان أو الناقد أو الباحث أن يطلق لنفسه العنان ف حرية غي مقيدة ‪ ،‬وأن يتك‬

‫للجمهور حرية الكم والختيار والقبال على ما يراه حسنا والعراض عما ل يستحسنه ؟ ‪ .‬أو‬

‫نقول أنه يب لصيانة هذا الفن من طغيان الفوضى والعبث الفردي أن توضع للمشتغلي به قيود‬

‫‪ .‬ونظم ينبغي رعايتها والعمل ف حدودها ؟‬

‫وللجابة على تلك التساؤلت نستعرض رأي الدكتور ( ممود أحد الفن ) أحد علماء الوسيقى‬

‫العربية حيث يقول ‪ ( :‬إن كل ما على الرض من علوم وفنون ف جيع أقطارها ملك لربابا‬

‫والختصي فيها ‪ ،‬والساهرين عليها والناصبي أنفسهم لا ‪ ،‬جهادا واستخلصا واستنتاجا وإل‬

‫ففيم هذه العاهد والامعات ؟ أليس ذلك لماية العلوم والفنون ووقايتها ما تستهدف له من‬

‫عبث التعطلي وتدخل الدعياء والدخلء تستا وراء ألفاظ براقة من حرية الفكر أو ديوقراطية‬

‫) الفن ؟‬

‫إن ترك المور على عواهنها مدعاة للتوسع ف نزوات الفوضى ‪،‬المر الذي هو مصدر شكوانا ف‬
‫موسيقانا وأغانينا حيث جاز لكل مبتدئ أن يعد نفسه فنانا قديرا له حق التأليف والتلحي‬

‫الفنية واليقاعية على أجيال الشباب‬ ‫غي حاسب حسابا لقدار جنايته ف تأثي التشوهات‬

‫وانراف سلوكهم السي والفن من جراء ذلك ‪ ،‬لنه ل يدري مقدار جهله با ول نوع إساءته لا‬

‫وتلك جناية الفهم الاطئ لعن الرية والديوقراطية الفنية ‪ .‬فإذا قيل دع الكم ف الصي‬

‫النهائي لتقدير أذواق الشباب لنتاج هذا الفنان ‪ ،‬قلنا إن حكم الشباب ليس هو اليزان‬

‫العادل للتقدير السليم على أحقية الفن الرفيع إن عباقرة الفنون هم القيادة الدبية‬

‫الرشيدة لدمة الشباب وعليهم أن يرفعوه إليهم ل أن ينزلوا هم إل مستواه ‪ ،‬فواجبهم أن‬

‫يتساموا بأذواق الشباب عن السفاف وبشاعرهم عن النطاط وأن يندوا عواطف الجيال الشابة‬

‫لشرف اللكات وأنبل السجايا نو الثل العليا ل أن يتكوا الشباب يستجيبون لغرائزهم ويعلون‬

‫‪ .‬فنونم أصداء مرددة لوالهم ورغباتم ونزواتم‬

‫‪ :‬أنواع الغناء العربي‬

‫ل شك أن الغنية العربية تأثرت وأثرت ف الكثي من الضارات الاورة كما أشرنا سابقا إل أنا‬

‫كانت مافظة على شخصيتها وطابعها الصوتي والشكلي كما كانت مرتبطة بأصول التاث الشعب‬

‫الت تعكس طابع البيئة الت تنبع منها ولقد صنفت الغاني‬ ‫والقيم والبادئ الجتماعية ‪،‬‬

‫‪ :‬التداولة ف أي متمع على الوجه التال‬

‫أول ‪ :‬أغاني الطفولة ‪ :‬وهي تلك الغاني الت يارسها الطفال من النسي ف لعبهم ومرحهم وهي‬

‫تتشابه ف كل أناء العال من حيث الصائص والسمات الوحدة ف التكيب والتشكيل الذي يعتمد‬

‫على التكوين النفسي والسمي للطفل ‪ ،‬وتوافق حاجاته وإمكاناته البسيطة والدودة ولذلك‬

‫الركية والصوتية‬ ‫فهذا النوع من الغناء يعتب بدرجة من السهولة الت تناسب المكانات‬

‫والفكرية للطفل وحاجته للعب والنشاط ‪ ،‬فأغاني الطفال ترتبط دائما باللعب ومن النادر أن‬

‫ند أغنية تناسب الطفال بدون حركة تتمثل ف لعبة أو تثيلية تناسب مداركهم وخباتم الت قد‬

‫تكون مرتلة ‪ .‬وتدور الغنية ف حيز ضيق وف حركة لنية مدودة جدا تناسب إمكانيات الطفل‬

‫الصوتية والوسيقية ف تسلسل لن مدود‬ ‫‪.‬‬

‫‪ :‬ثانيا ‪ :‬أغاني الشباب‬

‫وهي مكملة لغاني الطفولة إل أنا تتاز بارتباطها بناسبات اجتماعية كأغاني مناسبة منتصف‬

‫رمضان الكري ( القرقيعان ) والعياد والنصف من شعبان وغيها من الناسبات‬

‫‪ :‬ثالثا ‪ :‬أغاني الرجال‬

‫وهي تلك الغاني الت يتص با الرجال دون النساء كالعرضة والسامري والقلطة والدحة وأغاني‬

‫العمل ( بناء السفن ـ النازل ـ الزراعة ) وأغاني التطريب ف الفراح كالصوت أو العزف على‬

‫‪ .‬الربابة‬

‫رابعا ‪ :‬أغاني النساء ‪ :‬وهي تلك الغاني الت يارسها النساء دون الرجال مثل سامر النساء‬
‫واللوة ( اليلوة ) وأغاني العراس وأغاني استقبال الغواصي عند عودتم من موسم الغوص‬

‫‪ .‬وأغاني الهد الت تارسها الم مع طفلها‬

‫‪ :‬خامسا ‪ :‬أغاني العمل‬

‫وهي تلك الغاني الت يارسها الرجال والنساء بشكل منفصل مثل الغاني الرتبطة بصناعة السفن‬

‫وأغاني البحر وأغاني بناء النازل والزارعي والرعاة والت ترتبط أساسا بالعمل وتستخدم‬

‫‪ .‬للتخفيف من وطأة العمل الشاق‬

‫فل شك أن جيع الفناني الذين أبدعوا ف أعمالم الفنية والغنائية اقتبسوا تلك العمال من‬

‫خلل تلك الصنفات التاثية التداولة ف التمعات مع بعض الضافات الت وضعوها ضمن إطار فن‬

‫‪ .‬متطور‬

‫الغنية الشبابية‬

‫أما مصطلح الغنية الشبابية الذي برز على الساحة الفنية ف الونة الخية ‪ ،‬فما هو إل غطاء‬

‫لدلول شاذ عن تصرفات سلوكية غي سوية لفئة معينة من الدخلء على الفن هدفهم ترويج‬

‫سلوكياتم الشاذة البعيدة عن القيم والبادئ الجتماعية ضمن إطار لن أطلقوا عليه أسم‬

‫الغنية الشبابية وذلك أيانا منهم بأن الادة اللحنية أسرع ف النتشار بي الشباب من سواها‬

‫‪ .‬بالضافة إل مقدرتا على التأثي الباشر للمشاعر والحاسيس على حسب ما يوظفه النسان من‬

‫نغمات وإيقاعات تتواءم مع سلوكياته وتربيته ‪ ،‬شأنا بذلك شأن الط والرسم حيث يكن توظيف‬

‫الط والرسم للق لوحة توجيهيه تفيد ف الدعوة لتأكيد مبادئ وقيم سوية ‪ ،‬ويكن توظيف نفس‬

‫الط والرسم ف خلق لوحة ماجنة تغري الشباب بالنراط ف هاوية السلوك الشاذ ‪ .‬فليس العيب ف‬

‫الال بالنسبة للنغم والكلمة‬ ‫‪ .‬الط والرسم وانا العيب فيمن وظفه وكذلك‬

‫واللحظ لا نسمع له اليوم وما نشاهده على شاشات التلفزيون من أساليب هابطة وغريبة على‬

‫آذاننا وأعيننا من حركات وتشنجات بعيدة عن مستوى الحساس النساني وطبيعته والرقي‬

‫الوجداني وحضارته ل يكن أن يطلق عليه ( تأثي ) ولكن هو أقرب ما يكون بوجة تدعى ( قلب‬

‫الوازين ) والقصود هنا أن كل ما هو مألوف يب أن يل مله غي الألوف والشاذ ‪ ،‬فنستمع إل‬

‫صوت الرجل ف الغنية السماة ( الشبابية ) فنجده أقرب إل الصوت النسائي ! والرقصات الت‬

‫يقوم با الرجال أثناء الغناء أقرب إل حركات النوثة منها إل الرجولة ‪ ،‬وعلى النقيض‬

‫بالنسبة إل بعض الغنيات حيث تدهن ف حركاتن أقرب إل الرجولة منها إل النوثة ‪ ،‬إضافة إل‬

‫دخول عنصر الضوضاء والصخب ف اليقاعات والركات ما جعل الغنية العربية الديثة تعاني من‬

‫موجة عارمة من التخبط ف الشكل والضمون الشوب بالبتذال سواء ف مظهر الطرب أو الطربة‬

‫وحركاتما أمام المهور ‪ ،‬أو ف طريقة التطريب الت يشوب الصوت من خلله تعبي شاذ يتزج فيه‬

‫شكل الرجل بصوت الرأة فل تكاد تيز الرجل إل إذا نظرت إل شكله فقط ‪ ،‬وهم بذلك يدعون‬

‫الشباب السوي إل تقليدهم والسي على منهجهم تت شعارات واهية مثل الغنية الشبابية أو‬

‫الغنية ذات اليقاع السريع أو مواكبة العصر الديث ‪ .‬وهم بذلك يتقلدون بركات وإياءات تثل‬

‫‪ .‬فئة منبوذة ف الغرب تلك الفئة الت تنشط ف مناخ صاخب يسوده النلل والكحوليات والخدرات‬
‫إن قلب الوازين جعل أصحاب الغنية الشبابية يسعون إل الدهاش ف فنهم أكثر ما يسعون لحداث‬

‫تأثي نافع ‪ ،‬لنم يفضلون شهرة مدوية على التقدير التأني الذي تدعو إليه الدارة‬

‫القيقية ‪ ،‬إن انتشار الفن الغنائي الرديء يعتمد على فراغ من النقد الادف ‪ ،‬فالنقد‬

‫إل مناخ وخلفية عميقة الذور ف الثقافة الوسيقية فكثي من النقاد والعلميي‬ ‫القدير يتاج‬

‫يتجاوبون مع السائد والشائع من العمال الغنائية الرديئة اعتمادا على أن وعي الماهي من‬

‫الشباب يطرد الرديء ويتضن اليد ‪ .‬ولكن هذه النظرية ل تتحقق إل عندما يكون هناك وعي‬

‫جاهيي حقيقي بالفن عموما ‪ ،‬ونن ل يكننا أن نلوم الشباب الذين يقبلون على ما يقدم لم‬

‫لنه اللحن التاح والنغم السائد بينما ل يتمكن هؤلء الشباب من لفظ الرديء لنم ل يدون‬

‫البديل ول يستمعون إل الفضل ‪ ،‬على الرغم من حاجتنا إل توحيد وجدان ومشاعر شبابنا‬

‫‪ .‬بالطابع الميز للمح تراثنا العربي بصورة عامة والليجي بشكل خاص‬

‫‪ :‬الغنية الشبابية والسلوك‬

‫الشبابية يلحظ عليه متابعته لا بسده وعضلته وترتفع لديه‬ ‫الواقع أن مارس الغنية‬

‫بالتدريج حدة التوتر إل أن يشعر بالاجة إل بذل مهود عضلي ف رقص صاخب فيطلق العنان لتلك‬

‫ّيها ‪ .‬والواقع أن‬


‫الركات الستيية حت تنهك قواه بينما يتوقف تفكيه وتأمله للمادة الت يؤد‬

‫لذلك أثرا مباشرا على سلوكيات الشباب ف حياته النفسية حيث يتجه الشاب ف التعامل مع‬

‫مشكلته بأسلوب عضلي ل عقلي ما يضعه ف دائرة النراف السلوكي إضافة إل تمد الفكر عن‬

‫التأمل السي والوجداني الذي تغذيه الوسيقى الادئة نتيجة لسماعه تلك اليقاعات الغي‬

‫منظومة والنغمات الصاخبة المر الذي يؤدي ف النهاية إل خلق حالة وجدانية متناقضة مع‬

‫اليط الجتماعي وعدم تكيفه معه ‪ ،‬فالشاب الذي ل هدف له ف الياة الفنية سوى الشكليات‬

‫لظاهر المال الكامنة ف الفنون ‪ ،‬إنسان يستحق العزاء لنه مروم من‬ ‫والذي ل تستجيب نفسه‬

‫تلك اللذات النفسية حيث أن من مقومات الفنون بوجه عام أن تلعب دورا أساسيا ف تذيب‬

‫‪ .‬النفس البشرية وتنمي الحساس بالمال ورفع مستوى التذوق الثقاف ورهافة الس‬

‫يضاف إل ذلك طريقة توظيف العنصر النسائي ف الغنية الشبابية بصورة ل تليق ومكانتها‬

‫الجتماعية واللقية حيث تعتمد الغنية الشبابية على إبراز مفاتن الرأة وتايلها أمام‬

‫الشاهد بركات ل تت للرقص النابع من البيئة الثقافية بصلة ول توحي بضمون الغنية ‪ ،‬إضافة‬

‫إل اللبس الت يتارها مرج الغنية لتلك الفتاة والت تثي نزوات الشباب اليافع المر الذي‬

‫يعكس بالسلب النظرة الجالية للفتاة بشكل عام وما تدثه هذه النظرة من فت على سلوك‬

‫اللوحة الاجنة الت تروج الثارة ف أذهان الشباب‬ ‫الشباب من النسي ‪ ،‬وبذلك فهي أقرب إل‬

‫وتدعوهم إل الرذيلة ‪ .‬ويقول المام حامد الغزال ف هذا اللون من الغناء ‪ ( :‬هو أن تكون‬

‫الشهوة غالبه عليه ‪ ،‬وكان الستمع ف غرة الشباب وكانت هذه الصفة أغلب من غيها ‪ ،‬فالسماع‬

‫يسمع وصف‬ ‫حرام عليه سواء غلب على قلبه حب شخص معي أو ل يغلب ‪ ،‬فانه كيفما كان فل‬

‫الصدغ ‪ ،‬والد ‪ ،‬والفراق ‪ ،‬والوصال ‪ ،‬ل يرك ذلك شهوته وينزله على صورة معينه ‪ ،‬ينفخ‬

‫الشيطان با ف قلبه ‪ ،‬فتشتعل فيه نار الشهوة ‪ ،‬وتتد بواعث الشر وذلك هو النصرة لزب‬
‫الشيطان والتخذيل للعقل الانع منه الذي هو حزب ال تعال والقتال ف القلب دائم بي جنود‬

‫) الشيطان وهي الشهوات وبي حزب ال تعال وهو نور العقل‬

‫‪ :‬أطفالنا فريسة الغنية الشبابية‬

‫يواجه الطفل العربي بشكل عام والطفل الكويت بشكل خاص منه ثقافية تدد بتشويه نفسيته‬

‫ومسخ هويته واضعاف انتمائه الوطن حيث أن الواد الفنية التفيهية والثقافية الت تقدم له‬

‫عب وسائل العلم الرئي والسموع معظمها أجنبية هذا من جهة النظرة الشمولية أما من ناحية‬

‫الوسيقى فل تتلف عن باقي التيارات الت تغزو الياة الدنية الاضرة حيث إن دواعي التمدين‬

‫وظروفه الضطربة قد حل مع تياراته التعارضة والتناقضة جلة من الغاني والقطوعات الوسيقية‬

‫ل تؤدى إل أي قيمة ف حياتنا الشرقية ‪ ،‬بل قد تكون سلبية ضارة بأبناء اليل ف نعومة‬ ‫الت‬

‫وإزاء هذا الزحف الخلقي الدمر ل بد من خلق أناشيد وأغان تقابل‬ ‫الصبا وبراءه الفطرة‬

‫بقوتا تلك القوى التعارضة تقق حصانة أدبية وقيما روحية وتكسب الناعة اللقية تاه‬

‫الجر‬ ‫العاصفة الوجاء من تلك الغاني الابطة الت أصبحت تفرض على البيوت فرضا ‪ ،‬وتدخل‬

‫‪ .‬الغلقة فتوقظ الجفان النائمة والذان الت انطوت عليها الوسائد‬

‫إن الصغار عهدة وأمانة ف ذمة الكبار وبقدر ما علينا من القيام بشؤونم غذاء وكساء يب أن‬

‫نتعهدهم تثقيفا وتوجيها وفنونا ‪ .‬وما أحوجنا إل هذا النوع من التوجيه التبوي ف هذا‬

‫حيث أصبح ألوف الشباب ضحايا لنم فقدوا هذا النوع من النهج التبوي ف مستهل العمر‬ ‫العصر‬

‫وباكورة الصبا فتشردوا وانطلقوا ف مهب الرياح والعاصي تستقر بم كيفما تشاء إن كان لا‬

‫‪ .‬من قرار‬

‫وكم يشتد الل وتتعاظم الية الريرة عندما ند ف شباب اليوم ألوانا من النشاز الثقاف‬

‫الوسيقي مرجعه إل أن الطفولة ل تعد العداد السليم البن على التاث العربي والشعب القدي‬

‫الذي تيطه القيم والبادئ الجتماعية السوية ‪ ،‬فل بد من نشر التاث العربي ف كل بيت‬

‫ومدرسة وأن ل تكون الوسيقى والغناء فقط لعبا ولوا وتسلية وطربا ولكن لتكون كذلك حيوية‬

‫‪ .‬روحية ويقظة نفسية تعب عنها النغام با ل تستطيع الوصول إليه لغة الكلم‬

‫حيث يقول ‪ ( :‬الغاني ف كل عصر مرآته الت ل‬ ‫الدكتور ‪ /‬ممود الفن‬ ‫ويؤكد العاني السابقة‬

‫تكذبه ‪ ،‬فيها تتمثل نزعات أهله ‪ ،‬وتنطبع ميول نفوسهم ‪ ،‬وذلك بأن الصل فيها الشعر ‪ ،‬وهو‬

‫‪ .‬قيد الكلم ‪ ،‬وعقل الداب ‪ ،‬وموئل اللل ‪ ،‬ومهبط الكمة والعظة والعاطفة‬

‫فإذا ل يكن الشعر الذي تصاغ منه الغاني نقي الستشف ‪ ،‬جزل الفخار بآثر القوم ‪ ،‬مضرب‬

‫الكمة والمثال الت تؤدب با النفوس وتدي الرواح ‪ ،‬كان خليطا من قذف الصنات ‪ ،‬والتشبيب‬

‫وتجي الكرماء ‪ ،‬وإثارة اللؤماء ‪ .‬وإذن فهو الكذب الذي‬ ‫بربات الجال ‪ .‬وقول الزور ‪،‬‬

‫يندى له البي ‪ .‬ولقد أسرف شعراء الغاني ‪ ،‬ف هذا العهد الذي يطلق عليه عهد التجديد ‪ ،‬ف‬

‫استعمال الرية الشعرية ف نظم الغاني السقطة الروءة ‪ ،‬النقصة الياء ‪ ،‬البدية العورة ‪،‬‬

‫الغرية على الشهوة ‪ ،‬يلقون با إل اللحني فل ينظرون فيها ول يتبصرون ف عواقبها ‪ ،‬ول‬

‫يكبحون جاح ذلك اليال الشارد الواغل ف الفجور والجر ‪ ،‬بل يفتنون ف صنع ألان لا أقرب إل‬
‫النوثة والوهن منها إل الرجولة والقوة والعزة ‪ ،‬فيتلقفها منهم الغنون ويغنون على‬

‫المهور ف تنغم يؤذي حس الكري ‪ ،‬ويؤل نفس الكيم ‪ ،‬والمهور بي أولئك جيعا يتجرع الغصة‬

‫‪ .‬ويتلقى الصدمات‬

‫ويتابع الدكتور الفين حديثه ‪ :‬ومن السائل الفروغ منها أن الوسيقى نر تتشربه النفوس‬

‫وتستسيغه الواس ‪ ،‬وهي أسرع وسائل التعليم دخول على الذهان والفهام ‪ ،‬ذلك بأن ما فيها‬

‫فتى الطبقات الدنيا من الشعب ‪ ،‬وهي‬ ‫من التطريب يرفع حجاب الذن ويأخذ بالقلوب والساع ‪،‬‬

‫كثرته ‪ ،‬تتغن بالصوات من التأثر به والضوع له ‪.‬لذلك كانت الوسيقى إحدى وسائل التهذيب‬

‫النفسي ‪ ،‬فهل تدري العصبة التمالئة على تريج الغاني البتذلة ‪ ،‬مدى الناية الت تنيها‬

‫على أخلق أهل هذا البلد وفداحة الطب الذي تبتليهم به ‪ ،‬وفظاعة الث الذي يقتفون ‪.‬‬

‫وتسائل هذا النفر ‪ ،‬فإذا خزي وأرتج عليه ‪ ،‬اتم المهور ف ذوقه وأزرى عليه ميوله ‪ ،‬وعاب‬

‫عليه جهله ‪ ،‬فهو لذلك ينزل إل مستواه ‪ ،‬ويتسابق ف ميدانه إرضاء له وتقربا منه ‪ .‬وما‬

‫ّعيه هؤلء الناس وتلويه ألسنتهم ‪ ،‬وان دل على شيء فإنا يدل على‬
‫رأينا باطل أشبه بق ما يد‬

‫تحل وهروب من السئولية واستكانة إل أكل العيش من أخس وجوهه ‪.‬يري الناس على ما تعودوا ‪،‬‬

‫إن خيا فخي ‪ ،‬وان شرا فشر ‪ ،‬وهذا الشعب الكري الطروب ف حاجة إل التهذيب النفسي ‪،‬‬

‫وتعويده فضائل اللق القوي بأسهل وسائل التعليم وهي الوسيقى ‪ ،‬وهو حت إن صح فيه ما‬

‫ّعيه عليه أولئك الرهط من فساد الذوق وخسة اليول والهل ‪ ،‬أشد حاجة إل النهوض والتدرج‬
‫يد‬

‫‪ .‬به إل الستوى الذي ل تزى منه العقاب إن تدث عنا التاريخ غدا‬

‫ويهيب الدكتور ممود الفن بالدباء والشعراء والوسيقيي أن ينهضوا بالفن ويرتقوا به كلمة‬

‫‪ :‬وأداء ولنا ارتقاء بالذوق العام وتذيبا للمشاعر الت فطر ال الناس عليها فيقول‬

‫ولو نزل الصلحون فيما أخذوا به أنفسهم من الصلح والدى ‪،‬إل مراتب الماهي وسايروا نزعاتم‬

‫لشاعت الفاحشة ‪ ،‬وانتشر الفساد وساد الهل ‪ ،‬وإنا ينزل الصلحون ليتفعوا بم ل لينغمسوا ف‬

‫حأتم ‪ ،‬وإذن فل مفر من أن يرتقي المهور ما ارتقى مصلحوه ‪.‬فهل لنا بعد هذا أن نأمل ف‬

‫الكرام الكاتبي ‪ ،‬والشعراء الكرمي ‪ ،‬وسناد الغاني من ملحني ومغني ‪ ،‬أن يتكاتفوا جيعا‬

‫على إخراج أغان تبسط أسرة الوجه ‪ ،‬وتيى موات الواطر والطباع ؟ هل لنا أن نطمع ف أدبم‬

‫ّ الر الكري ‪ ،‬انم إن‬


‫العال أن ينقذوا البلد وبنيه من فوضى الغاني البتذلة الت تعر‬

‫يستجيبوا لنا ‪ ،‬فإنا بصونون للوادي حرمته ‪ ،‬ويطهرون سعته ويلدون على اليام كرامته ‪،‬‬

‫) وما ذلك عليهم بعزيز‬

‫ورحم ال الدكتور الفن ول ندري ماذا كان سيقول لو سع وشاهد من الغاني والوسيقى ما نسمعه‬

‫‪.‬ونشاهده ف عصرنا تت مسمى الغنية الشبابية ؟‬


‫الختصـر‬

‫‪ :‬ما تقدم تتلخص الجابة على هدف الدراسة القدمة بالتال‬

‫‪ :‬أجع العلماء على أن الغناء الرم هو‬

‫أول ‪ :‬الغناء الدث وهو الذي أحدثته التصوفة والزنادقة كشعية دينية للتقرب إل ال وقد‬

‫استحدث هذا اللون ف القرون الثلث الول‪ ،‬متمثلي با كان ف الاهلية من طقوس أطلق عليها ف‬

‫ابن تيمية وصفا دقيقا عندما‬ ‫القرآن الكري أسم (مكاء والتصدية ) ولقد وصفهم شيخ السلم‬

‫ذكر ‪ ( :‬بأنم فئة من الناس يسلكون طريق الرياضة والتصوف ويظنون أنم بذلك يصلون إل أن‬

‫‪ :‬ياطبهم ال ‪ ،‬كما خاطب موسى بن عمران وهم على أربعة أصناف‬

‫‪ .‬الصنف الول ‪ :‬يزعمون أنم ياطبون بأعظم ما خوطب به موسى بن عمران‬

‫‪ .‬الصنف الثاني ‪ :‬من يقول أن ال يكلمه مثل كلم موسى بن عمران‬

‫الصنف الثالث ‪ :‬الذين يقولون أن موسى أفضل ‪ ،‬لكن صاحب الرياضة قد يسمع الطاب الذي سعة‬

‫‪ .‬موسى ولكن موسى مقصودا بالتكليم دون هذا‬

‫الصنف الرابع ‪ :‬يضنون أن الواص من الولياء يستغنون عن متابعة ممد صلى ال عليه وسلم كما‬

‫‪ .‬استغن الضر عن متابعة موسى عليه السلم‬

‫ويضيف شيخ السلم ابن تيمية بوصف هذا النوع من الغناء بقوله‪ :‬لسيما كثي من هؤلء الذين‬

‫يتخذون هذا السماع الدث طريقا يقدمونه على ساع القرآن وجدا وذوقا وربا قدموه عليه‬

‫اعتقادا فتجدهم يسمعون القرآن بقلوب لهية وألسن لغيه وحركات مضطربة ‪ ،‬وأصوات ل تقبل‬

‫عليه قلوبم ول ترتاح إليه نفوسهم فإذا سعوا ( الكاء والتصدية ) أصغت القلوب واتصل الب‬

‫بالبوب وخشعت الصوات وسكنت الركات ‪ ،‬فل سعلة ‪ ،‬ول عطاس ول لغط ول صياح فهؤلء جند‬

‫الشيطان وأعداء الرحن وهم يظنون أنم من أولياء ال التقي ‪ ،‬ولذا يصل لم ( تنزيلت‬

‫شيطانية ) بسب ما فعلوه من مزامي الشيطان ‪ ،‬فيهم من يطي ف الواء والشيطان طائر به ‪،‬‬

‫ومنهم من يصرع الاضرين وشيطانه يصرعهم ‪ ،‬وفيهم من يضر طعاما ‪ ،‬وايداما ويل البريق من‬

‫الواء والشياطي فعلت ذلك فيحسب الاهلون أن هذه كرامات أولياء ال التقي ‪.‬لذلك ل ند‬

‫‪ :‬العال ابن تيمية يرم مطلق الغناء وانا صنف ابن تيمية السماع إل ثلثة مراتب‬

‫ـ ساع الدين ‪ :‬أي ساع القرآن والسنة ‪1‬‬

‫‪ :‬الذي هو فن جيل مباح ‪2‬‬ ‫ـ السماع‬


‫ـ السماع كعبادة ‪ :‬فان ابن تيمية يقطع بتحريه كما قطع القرآن الكري بتحري الكاء ‪3‬‬

‫‪ .‬والتصدية واللذين جعلهما الشركون عبادة يتقربون با إل الصنام‬

‫وقد أتفق مع رأي شيخ السلم كثي من العلماء على أن السماع القصود هو الغناء الدث الذي‬

‫‪ :‬أحدثته الزنادقة والتصوفة‬

‫فالمام أبو حنيفة ‪ :‬برى أن اللت والعازف مال حلل حيث قال ‪ ( :‬من سرق مزمارا أو عودا‬

‫قطعت يده ومن كسرها ضمنهما ) لذلك لو كانت العازف مرمة عند المام أبي حنيفة لكانت هدرا‬

‫كالمر وأدوات اليسر وغيها من الرمات ومال تكن كذلك فإنا مال حلل له حرمته من سرقه تقطع‬

‫‪ .‬يده ومن أتلفه يضمنه إذ الصل ف الشياء هو الل مال يرد نص بالتحري‬

‫والمام مالك ‪ :‬عندما سئل عن الغناء الذي يستعمله أهل الدينة ؟ أجاب إنا يفعله عندنا‬

‫الفساق فالسؤال ل يكن عن مطلق الغناء وإنا عن الغناء الذي يستعمله أهل الدينة ف ذلك‬

‫التاريخ والذي شاع فيها يومئذ والواب كان إدانة لغناء الفساق ‪ ،‬ول يكن تريا لطلق‬

‫‪ .‬الغناء‬

‫وتدعيما لرأي المام مالك فقد ذكر المام الشافعي عندما سأله يونس بن عبد العلى عن اباحه‬

‫أهل الدينة للسماع قال المام الشافعي ‪ ( :‬ل أعلم أحدا من علماء الجاز كره السماع إل ما‬

‫‪ ) .‬كان منه ف الوصاف أما الداء وذكر الطلل والرابع وتسي الصوت بالشعار فمباح‬

‫والمام الشافعي ‪ :‬فإنه يرى نوعا معينا من الغناء مكروها يشبه الباطل فقلد تدث قبيل‬

‫مغادرته بغداد إل مصر ـ تدث عن لون من الغناء أحدثته الزنادقة ف بغداد أسه‬

‫التغبي ) أحدثوه ليصدوا به الناس عن القرآن الكري ‪.‬ولقد ذكر المام الغزال ف كتابه (‬

‫ف‬ ‫آداب السماع بأن المام الشافعي رضي ال عنه ليس تري الغناء من مذهبه وذكر الشافعي‬

‫الرجل يتخذه صناعة ‪:‬ل توز شهادته ‪ ،‬وذلك لنه من اللهو الكروه الذي يشبه الباطل ‪ ،‬ومن‬

‫أخذه صنعة كان منسوبا إل السفاهة وسقوط الروءة ‪ ،‬وان ل يكن مرما بي التحري ‪ ،‬فإن كان ل‬

‫ينسب نفسه إل الغناء ول يؤتي لذلك ‪ ،‬ول يأتي لجله ‪ ،‬وإنا يعرف بأنه قد يطرب ف الال‬

‫فيتن لا ل يسقط هذا مروءته ‪ ،‬ول يبطل شهادته ‪ ،‬وأستدل بديث الاريتي اللتي كانتا تغنيان‬

‫‪ .‬ف بيت عائشة رضي ال عنها‬

‫سألت الشافعي ـ رحه ال ـ‬ ‫وقال يونس بن عبد العلى بن موسى بن ميسرة (‪ 170‬ـ ‪ 264‬هجرية )‬

‫عن إباحة أهل الدينة السماع ‪ ،‬فقال الشافعي ‪ :‬ل أعلم أحدا من علماء الجاز كره السماع‬

‫إل ما كان منه ف الوصاف ‪ ،‬فأما الداء ‪ ،‬وذكر الطلل ‪ ،‬والرابع ‪ ،‬وتسي الصوت بألان‬

‫الشعار فمباح ‪ ،‬وحيث إنه قال إنه لو مكروه يشبه الباطل ‪ ،‬فقوله لو ‪ ،‬صحيح ‪ ،‬ولكن اللهو‬

‫من حيث إنه ليس برام فلعب البشة ورقصهم لو ‪ ،‬وقد كان ـ صلى ال عليه وسلم ـ ينظر إليه‬

‫ول يكرهه ‪ ،‬بل اللهو واللغو ل يؤاخذ ال تعال به أن عن به أنه فعل مال فائدة فيه ‪ ،‬فان‬

‫النسان لو وظف على نفسه أن يضع يده على رأسه ف اليوم مائة مرة ‪ ،‬فهذا عبث ل فائدة له‬

‫فإذا كان ذكر ال تعال على‬ ‫ول يرك ‪ ،‬قال تعال ‪ ( :‬ل يؤاخذكم ال باللغو ف أيانكم )‬

‫شيء ‪ ،‬عن طريق القسم من غي عقد عليه ول تصميم ‪ ،‬والخالفة فيه ‪ ،‬مع أنه ل فائدة فيه ‪ ،‬ل‬
‫يؤاخذ به فكيف يؤاخذ بالشعر والرقص ؟‬

‫وأما قوله يشبه الباطل فهذا ل يدل على اعتقاد تريه ‪ ،‬بل لو قال هو باطل صريا لا دل على‬

‫فالباطل ما ل فائدة فيه فقول الرجل لمرأته‬ ‫ّه عن الفائدة ‪،‬‬


‫التحري ‪ ،‬وانا يدل على خلو‬

‫مثل ‪ :‬بعت نفسي منك ‪ ،‬وقولا ‪ :‬اشتيت ‪ ،‬عقد باطل ‪ ،‬مهما كان القصد اللعب والطايبة وليس‬

‫برام إل إذا قصد به التمليك القق الذي منع الشرع منه ‪ ،‬وأما قوله مكروه فينزل على بعض‬

‫الواضع الت ذكرتا لك ‪ ،‬أو ينزل على التنزيه ‪ ،‬فإنه نص على إباحة لعب الشطرنج ‪ ،‬وذكر‬

‫إني أكره كل لعب ‪ ،‬وتعليله يدل عليه ‪ ،‬فإنه قال ليس ذلك من عادة ذوي الدين والروءة ‪،‬‬

‫فهذا يدل على التنزيه ‪ ،‬ورد الشهادة بالواظبة عليه ل يدل على تريه أيضا ‪ ،‬بل قد ترد‬

‫الشهادة بالكل ف السوق ‪ ،‬وما يرم الروءة ‪ ،‬بل الياكة مباحة ‪ ،‬وليس من صنائع ذوي الروءة‬

‫وقد ترد شهادة التف بالرفة السيسة ‪ ،‬فتعليلة يدل على أنه أراد بالكراهية التنزيه وهذا‬

‫هو الظن أيضا بغيه من كبار الئمة ‪ ،‬وان أرادوا التحري فما ذكرناه حجة عليهم ‪.‬فالمام‬

‫أحد‪ :‬عندما سئل عن ( التغبي ) الدث قال ‪ ( :‬أكرهه ‪ :‬هو مدث ) ‪.‬ول يعمم على ممل الغناء‬

‫‪ .‬بل حدد غناء التغبي فقط‬

‫المام أبو بكر الطرطوشي ‪ :‬يؤكد على الغناء الدث حيث يقول ‪ ( :‬حت بلغنا أن طائفة من‬

‫إخواننا السلمي وفقنا ال وإياهم استنزلتم الشيطان واستغوى عقولم ف حب الغاني واللهو‬

‫وساع الطقطقة والنقي واعتقدته من الدين يقربم إل ال ) ث أضاف المام الطرطوشي ‪ :‬وهذه‬

‫الطائفة مالفة لماعة السلمي لنم جعلوا الغناء دينا وطاعة ورأت إعلنه ف الساجد والوامع‬

‫‪ .‬وسائر البقاع الشريفة‬

‫والعال الافظ عبدالرحن بن رجب النبلي ‪ :‬يؤكد على ذلك اللون من البدع والرافات الت‬

‫‪ :‬اتسمت باتاذ لون من الغناء الدث تقربا إل ال كنوع من العبادة حيث يقول‬

‫أن يقع استماع الغناء باللت اللهو أو بدونا على وجه التقرب إل ال تعال ‪ ،‬وتريك (‬

‫القلوب إل مبته والنس به والشوق إل لقائه ‪ ،‬وهذا هو الذي يدعيه كثي من أهل السلوك ومن‬

‫‪ ) .‬تشبه بم‬

‫وابن قيم الوزية ‪ :‬يؤكد ف رسالته ( ف أحكام الغناء ) حي يقول ‪ ( :‬نعم نن ل نرم ول نكره‬

‫وسلم على ذلك الوجه ‪ ،‬وإنا نرم نن وسائر أهل‬ ‫مثل ما كان ف بيت رسول ال صلى ال عليه‬

‫العلم واليان السماع الخالف لذلك ) كما يؤكد على الغناء الدث الذي أحدثته الزنادقة‬

‫‪ .‬والتصوفة‬

‫وبذلك يتضح أن علماء السلم قد خصصوا رسائلهم وفتاواهم ف ماربة حركة البتدعي الذين‬

‫ابتدعوا الغناء الدث كالصوفية والغنوصية اللذين أبدعوا لونا من ألوان الغناء كشعية‬

‫‪ .‬دينية متمثلي با كان ف الاهلية‬

‫‪ :‬ثانيا ‪ :‬الغناء الاجن‬

‫فقد أجع علماء السلم بتحريه بعد أن برز ف الساحة الدبية بعض اللوان من الشعر الدخيل‬

‫على أدبيات العقلية السلمة والت كان يتغن با النحرفون أخلقيا حيث اتذ أربابه مادته‬
‫وكلماته من شعر الغزل حت ف الغلمان ومن شعر المريات إل إغراق مستمعيه ف مستنقع الون‬

‫تكونت على أثر هذه الرفة طبقة من الغني والشعراء والقيان ‪ ،‬وف ظل هذا الواقع الديد‬

‫والمر الستحدث الذي غدت فيه هذه الظاهرة الغريبة على التمع السلم هي السمة السيطرة على‬

‫الغناء الاجن واللهو الفاسق وجدنا ف ظل هذا الوضع الستحدث الوقف الكاره أو الرم لذا‬

‫‪ :‬اللهو من طبقة العلم الذين تبلورت من حول اجتهاداتم الذاهب الكبى ف فقه السلم‬

‫أبو حنيفة ‪ /‬ومالك ‪ /‬والشافعي ‪ /‬وأحد بن حنبل ) وهي الراء الكارهة أو الرمة ـ الت ظلت‬

‫تتدد ف فتاوى الفقهاء النكرة لذا اللون من اللهو ـ لو الفسق والون ف متلف الذاهب وعلى‬

‫‪ .‬امتداد تاريخ دولة بن أمية والدولة العباسية وحت وقتنا الاضر‬

‫‪ :‬ثالثا ‪ :‬الغناء الباح‬

‫لقد روي عن الفقهاء وعن معاصرين منهم ف الغناء أراء تل وتبيح الغناء وتراه حلل ‪ ،‬المر‬

‫الذي يؤكد على أن أحكام الكراهية أو التحري انا كانت للون من الغناء وليس لطلق الغناء‬

‫‪ ..‬وهذا هو التفسي الطبيعي والنطقي لختلفهم ف الكم بل ولختلف الروايات الروية عن‬

‫الواحد منهم فلقد أفتوا بأحكام متفاوتة ل لختلفهم ف فهم الدليل أو النص فالنصوص الت‬

‫تبيح الغناء حاسة ‪ ،‬والت ترمه معلولة ‪ ،‬كما سبقت الشارة إليه ف هذه الدراسة وإنا كان‬

‫اختلف الروايات الفوظة لنا عن هؤلء الفقهاء نابعا من اختلف لون اللهو والغناء الذي‬

‫‪ :‬سئلوا عن رأيهم فيه‬

‫فالمام مالك ‪ :‬عندما سئل عن الغناء الذي يستعمله أهل الدينة ؟ أجاب إنا يفعله عندنا‬

‫الفساق ! ) فالسؤال ل يكن عن مطلق الغناء وإنا كان عن ( الغناء الذي يستعمله أهل‬

‫الدينة ف ذلك التاريخ والذي شاع فيها يومئذ ‪ ) ..‬والواب كان إدانة لغناء الفساق ‪ ،‬ول‬

‫‪ .‬يكن تريا لطلق الغناء‬

‫فانه يرى نوعا معينا من الغناء مكروها يشبه الباطل ‪ ،‬ولكن يب أن نبي‬ ‫والمام الشافعي ‪:‬‬

‫هذا النوع من الغناء الذي أطلق عليه المام الشافعي بأنه مكروه يشبه الباطل ‪ ..‬فلقد ذكر‬

‫ابن تيمية أن المام الشافعي بعد أن غادر بغداد إل مصر تدث عن لون من الغناء أحدثته‬

‫‪ ،‬أسه ( التغبي ) أحدثوه ليصدوا به الناس عن القرآن الكري ونص عبارة‬ ‫الزنادقة ف بغداد‬

‫ابن تيمية ‪ ( :‬قال الشافعي رضي ال عنه ‪ :‬خلفت ببغداد شيئا أحدثته الزنادقة ‪ ،‬يسمونه‬

‫( التغبي ) يصدون به الناس عن القرآن‬ ‫‪.‬‬

‫وقال يونس بن عبد العلى ‪ :‬سألت الشافعي رحه ال عن إباحة أهل الدينة للسماع فقال‬

‫الشافعي ‪ :‬ل أعلم أحد من علماء الجاز كره السماع إل ما كان منه ف الوصاف ‪ ،‬فأما الداء‬

‫‪.‬وذكر الطلل والرابع وتسي الصوت بالشعار فمباح‬

‫ّ ‪..‬ونسب أن‬
‫فلقد روي عنه ف الغناء ثلث روايات ‪ :‬الرمه والكراهية والل‬ ‫والمام أحد ‪:‬‬

‫اختلف الروايات عنه ف الوضوع الواحد هنا ل علقة له لختلف فهم الدليل ‪ ،‬وانا الرجع‬

‫والسبب هو اختلف لون الغناء الذي سئل عنه ‪ ،‬ويشهد لذلك حكمه بالكراهية على ( التغبي )‬

‫‪ ) .‬الدث ‪ ،‬فلقد سئل عنه كما يقول ابن تيمية ـ فقال ( أكرهه ‪ :‬هو مدث‬
‫فيقول ف رسالته ‪ ( :‬نعم ‪ ،‬نن ل نرم ول نكره مثل ما كان ف‬ ‫رأي المام ابن قيم الوزية ‪:‬‬

‫بيت رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم على ذلك الوجه ‪ ،‬وإنا نن وسائر أهل العلم واليان‬

‫‪ ) .‬السماع الخالف لذلك‬

‫أما رأي العلماء الدثي فقد أباحوا الغناء الباح الذي ل يرتبط بجون كما سبقت ونستعرض‬

‫‪ :‬بعضا منهم‬

‫ـ رأي الدكتور ‪ /‬أحد الشرباصي‪ :‬حيث يدثنا ‪ ( :‬أن الغناء غي منوع شرعا إذا كانت ‪1‬‬

‫كلماته تث على خي أو تدعو إل بر أو تذكر بفضيلة ولكنه يكون منوعا شرعا إذا حرض على أث‬

‫‪ ) .‬أو أعان على منكر‬

‫ـ ويرى المام الكب ممود شلتوت ‪:‬أن‪ ( :‬الصل ف السماع الل‬


‫ّ ‪ ،‬والرمة عارضة ‪ ،‬فإذن فسماع ‪2‬‬

‫اللت ذات النغمات أو الصوات الميلة ‪ ،‬ل يكن أن يرم باعتباره صوت آلة أو صوت إنسان أو‬

‫‪ .‬صوت حيوان ‪ ،‬وإنا يرم إذا أستعي به على مرم أو اتذ وسيلة إل مرم أو ألي عن واجب‬

‫ـ رأي الشيخ عبدالغن النابلسي النفي ‪ :‬أحد فقهاء القرن الادي عشر الجري ‪ :‬ف ساع ‪3‬‬

‫‪.‬الصوات واللت الطربة أنه إذا سلم من كل ما هو مرم كان مباحا ف حضوره وساعه وتعلمه‬

‫ـ رأي الشيخ حسن العطار ‪ :‬شيخ الامع الزهر ف القرن الثالث عشر الجري ‪ :‬حيث يتحدث عن ‪4‬‬

‫الغناء بقوله ‪ ( :‬من ل يتأثر برقة الشعار ‪ ،‬تتلى بلسان الوتار ‪ ،‬على شطوط النار ‪ ،‬ف‬

‫‪ ) .‬ظلل الشجار ‪ ،‬فذلك جلف الطبع صار‬

‫‪ :‬ـ رأي الشيخ الستاذ الدكتور ‪ /‬يوسف القرضاوي ‪ :‬حيث يقول عن الغناء بقوله ‪5‬‬

‫ومن اللهو ما تستيح إليه النفوس ‪ ،‬وتطرب له القلوب ‪ ،‬وتنعم به الذان ‪ ،‬الغناء ‪ ،‬وقد(‬

‫أباحه السلم مال يشتمل على فحش أو خنا أو تريض على أث ول بأس بان تصحبه الوسيقى غي‬

‫‪ ).‬الثية‬

‫ـ رأي الشيخ أحد عيسى ‪ :‬أن ‪ ( :‬الغناء ف الواقع سلح ذو حدين ‪ ،‬فقد تستعمله على وضع ‪6‬‬

‫فيفيد ويوجه وقد تستعمله على وجه أخر فيضر ويسيء ‪ ،‬ولذلك فان الغناء يستحب ف الناسبات‬

‫السارة لشاعة السرور وترويا للنفوس ‪ ،‬وذلك كأيام العيدين والعرس وقدوم الغائب ول بأس‬

‫‪ ).‬بأن تصحبه الوسيقى غي الثية‬

‫‪ ( :‬وما أباحه السلم وحبب فيه ‪ ،‬الغناء ‪7‬‬ ‫ـ رأي الشيخ سيد سابق ‪ :‬حيث يقول عن الغناء‬

‫عند الزواج ‪ ،‬ترويا للنفوس وتنشيطا لا باللهو البيء ويب أن يلو من الون واللعة واليوعة‬

‫‪ ).‬وفحش القول وهجره‬

‫) ـ سادسا ‪:‬رأي فضيلة الشيخ الدكتور عجيل النشمي ‪ :‬ف( حكم الغناء ف العراس ‪8‬‬

‫الغناء ف العراس جائز عند الفقهاء لغرض إدخال الفرح والبهجة والسرور ومستند ذلك حديث‬

‫عائشة رضي ال عنها ‪ ( :‬أنا زفت امرأة إل رجل من النصار فقال نب ال ‪ :‬يا عائشة ما كان‬

‫كما يباح الغناء ف العيد لديث عائشة رضي ال عنها‬ ‫معكم لو فان النصار يعجبهم اللهو )‬

‫قالت ‪ :‬دخل علي الرسول صلى ال عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع على‬

‫الفراش وحول وجهه ودخل أبو بكر فانتهرني وقال مزماره الشيطان عند النب صلى ال عليه‬
‫كما يباح‬ ‫وسلم فاقبل رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬دعهما فلما غفل غمزتما فخرجتا)‬

‫الغناء للمناسبات الباحة الخرى كقدوم مسافر ‪ ،‬أو للختان أو للمجاهدين أو لداد الهل‬

‫ويوز أن يصاحب الغناء الدف والطبل لا روت الربيع بنت معوذ قالت ‪ :‬دخل علي النب صلى ال‬

‫عليه وسلم غداة بن بي فجلس على فراشي وجويرات يضربن بالدف يندبن من قتل من آبائي يوم‬

‫بدر حت قالت إحداهن وفينا نب يعلم ما ف غد فقال النب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ل تقول هكذا‬

‫وقول كما كنت تقولي‬ ‫‪.‬‬

‫وبناء على هذه الدلة نقول يوز أن تغن النساء للنساء وهذا هو الول شريطة أن تكون عبارات‬

‫الغاني عفيفة غي فاحشة ول مثية للغرائز ول حرج أن تكون كلمات الغاني غزلية إذا كانت‬

‫عفيفة وينبغي أن تكون أدوات الغناء الصاحبة له ما هو مشروع من الدف والطبل وما هو‬

‫جنسيهما وهذا هو العهود ف العراس الشعبية وينبغي تنب العازف وآلت العزف الختلفة وما ف‬

‫‪ .‬حكمها ‪ ،‬كما يوز غناء الرجال للرجال بالضوابط السابقة‬

‫وأما غناء الرجال للنساء ف مثل هذه الفلت فهو جائز ف الشروط السابقة ويضاف لا أن يكون‬

‫مدخل الرجال ومرجهم منفصل وأن ل يتلط بالنساء وأل يطلعوا عليهن فان كان الغن وفرقته ف‬

‫غرفة منفصلة فصل تاما بيث ل يسمع الرجال النساء ول النساء الرجال إل عب ( اليكروفون )‬

‫فحكم ذلك الواز وهو مثل استماع صوت الرجال‬

‫بالسجل ) ولكن ل يوز أن يتدخل الرجال أو الطرب ف ماطبة النساء وإثارتن بعبارات كما (‬

‫هو وارد ف السؤال فان كان منع ذلك سدا لذريعة الفساد وهذا كله لبيان حال واقعة‬

‫السؤال ‪ ،‬وهذا ل يعن إقراره وتشجيعه وان التزمت الضوابط لن التزامها قد ل يكون ف كل‬

‫‪.‬حال ولن غناء النساء للنساء أول‬

‫) وقفة تأمليه مع رسالة ( ف أحكام الغناء‬

‫*المام ابن قيم الوزية‬

‫من خلل تناول الرسائل اللحقة بذه الدراسة استوقفتن رسالة إبن القيم لا أحتوته من‬

‫أحاديث وأراء لزاما علي أن أقف أمامها وقفة الباحث النصف لبراز بعض الوانب الت أرى‬

‫بأنا قد ل يكن أن تصدر عن عال له قدم راسخة ف ميدان الجتهاد ‪.‬وربا ألقت به إدخال لقائق‬

‫‪ .‬غريبة عن فكرنا النساني السمح‬

‫لقد أورد المام ابن قيم الوزية ف رسالته أساء الغناء مستشهدا بأحاديث وآيات قرآنية‬
‫تدعم رأيه ‪ ،‬ويلحظ أن جيع الحاديث الت أوردها المام ابن قيم ضعيفة السناد وهذا يتناف‬

‫وما أورده المام الشافعي رحه ال ف شروط الديث الصحيح حي قال ‪ :‬ول تقوم الجة بب الاصة‬

‫حت يمع أمورا منها أن يكون من حدث عنه ثقة ف دينه ‪ ،‬معروفا بالصدق ف حديثه ‪ ،‬عاقل لا‬

‫يدث به ‪ ،‬عالا با ييل معاني الديث من اللفظ ) ‪ .‬؟ كما أكد المام أحد عندما ذكر ‪ :‬أن خب‬

‫‪ ) .‬مهول الال ل يصح ول يتج به‬

‫بديث نبوي أو‬ ‫وقد وصف المام ابن قيم الغناء بأساء وضعها ف فصول مستشهدا على كل أسم‬

‫‪ :‬أية قرآنية نوردها فيما يلي‬

‫‪:‬أول ‪ :‬فصل اللهو ‪:‬ولو الديث‬

‫ذكر المام ابن قيم الوزية ‪ :‬قال الواحدي وأما غناء الغنيات ‪ :‬فذلك أشد ما ف الباب وذلك‬

‫وسلم قال‬ ‫‪ :‬لكثرة الوعيد الواردة فيه ‪ ،‬وهو ما روى أن النب صلى ال تعال عليه‬

‫‪ ) .‬من استمع إل قينه صب ف أذنه النك يوم القيامة (‬

‫قال السيوطي ف الامع الصغي ‪ :‬رواه ابن عساكر عن‬ ‫الديث ضعيف ‪:‬وقد‬ ‫والرأي عندي أن هذا‬

‫‪ .‬أنس وهو ضعيف‬

‫ثانيا ‪ :‬ف نفس الفصل السابق ‪ :‬ذكر المام ابن قيم الوزية والسياق للتمذي ‪ ،‬أن النب صلى‬

‫ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬ل تبيعوا القينات ‪ ،‬ول تشتوهن ‪ ،‬ول تعلموهن ‪ ،‬ول خي ف تارة فيهن‬

‫وثنهن حرام ‪ ،‬وف مثل هذا نزلت الية ( ومن الناس من يشتي لو الديث ‪ ..‬الية ) وعلق المام‬

‫ابن قيم الوزية قائل ‪ ( :‬وهذا الديث وان كان مداره على عبدال بن زخر فعبد ال بن زخر‬

‫ّ ضعيف إل أن للحديث شواهد ومتابعات ‪ ..‬انتهى كلم المام ابن قيم‬


‫ثقة والقاسم ثقة وعلي‬

‫‪ .‬الوزية‬

‫‪ .‬ويظهر من تعليق المام ابن قيم اعتافه بضعف الديث وذلك من خلل السناد إل علي‬
‫ّ‬

‫‪ .‬كما ذكر هذا الديث المام ابن حزم الندلسي وضعفه أيضا كما ضعف القاسم‬

‫‪ :‬ثالثا ‪ :‬فصل أسم الثاني والثالث ‪ :‬الزور ‪ ،‬واللغو‬

‫من أعرض عن اللغو إذا‬ ‫ذكر المام ابن قيم الوزية قائل ‪ :‬وقد أثن ال سبحانه وتعال على‬

‫سعه بقوله (وإذا سعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم ) القصص أية‬

‫) ‪ 55‬وعلق المام ابن قيم الوزية قائل ‪ ( :‬وهذه الية وان كان سبب نزولا خاصا فمعناه عام‬

‫و يلحظ ف هذا الفصل أن المام ابن قيم الوزية أراد ربط الزور واللغو بأساء الغناء وقد‬

‫أستشهد بذه الية والت كان سبب نزولا كما ذكر ابن كثي عن ابن إسحاق أنا نزلت ف عشرين من‬

‫نصارى البشة وفدوا إل مكة فسمعوا القرآن من رسول ال صلى ال عليه وسلم ففاضت أعينهم‬

‫وأسلموا ‪ ،‬فوبهم أبو جهل ف نفر من قريش فقالوا ‪ :‬سلم عليكم ل ناهلكم لنا ما نن عليه‬

‫ولكم ما أنتم عليه ل نآل أنفسنا خيا ) ‪ .‬ويلحظ أن سبب النزول بعيد عن مفهوم أسي‬

‫‪.‬الزور ‪ ،‬واللغو كما أورده المام ابن قيم الوزيه على أنه الغناء‬
‫‪ :‬رابعا ‪ :‬فصل السم الرابع ‪ :‬الباطل‬

‫ل يورد المام ابن قيم الوزية الفرق بي الغناء وكلمة الباطل وانا ذكر الكفر والفسوق‬

‫والعصيان والسحر وأدرج الغناء واستماع اللهي بأنا من السحر ‪ ،‬وقال كلها من النوع‬

‫الثاني أي من النوع الذي أورده ف بداية الفصل بالسحر ول يدد علقة السحر بالوسيقى واللت‬
‫‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬فصل تسميته رقية الزن ‪ :‬يقول المام ابن قيم الوزية ‪ ( :‬ومن المر العلوم عند‬

‫القوم ‪ :‬أن الرآة إذا استعصت على الرجل أجتهد أن يسمعها صوت الغناء ‪ ،‬فحينئذ تعطي‬

‫الليان وهذا لن الرآة سريعة النفعال للصوات جدا ‪ ،‬فإذا كان الصوت بالغناء ‪ ،‬صار‬

‫تفاعلها من وجهي ‪ :‬من جهة الصوت ‪ ،‬ومن جهة معناه ‪ ،‬ولذا قال النب صلى ال عليه وسلم‬

‫‪ .‬لنشه حادية ( يا أنشة ‪ ،‬رويدك ‪ ،‬رفقا بالقوارير ) يعن النساء‬

‫ل يرد عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ول الصحابة و التابعي ما يشي إل أن الرآة‬ ‫والق انه‬

‫كما أن المام ابن قيم الوزية ذكر‪:‬‬ ‫إذا استعصت على الرجل أجتهد أن يسمعها صوت الغناء ‪،‬‬

‫ومن المر العلوم عند القوم ‪ .‬ول ندري أي قوم هؤلء الذين نساؤهم بجرد ساع غناء الرجل‬

‫تيد عن رأيها وتضع‬ ‫‪.‬‬

‫والرأي عندي أن ما نسب لبن القيم يعتب من المور الدسوسة عليه إذ ل يعقل أن يصدر مثل‬

‫هذا القول عن رجل له ف ميدان الجتهاد والعلم قدم راسخة ول غرابه ف هذا الفتاء حيث أن‬

‫قوما من ف قلوبم مرض قد تقولوا على الرسول صلى ال عليه وسلم فل يستبعد أن يتقول أمثالم‬

‫على ابن القيم ابتغاء التحريف والتزييف والغالة وادخال الغريب من ليس له ف ديننا مثيل‬

‫‪ .‬تقيقا لهواء ما أنزل ال با من سلطان‬

‫باستشهاد المام ابن قيم الوزية بقول الرسول صلى ال عليه وسلم ( يا أنشة ‪،‬‬ ‫أما الزعم‬

‫رويدك رفقا بالقوارير ) تدعيما لفكرته أن الرآة إذا فاستعصت على الرجل أجتهد أن يسمعها‬

‫الغناء فهذا افك وافتاء وميل عن الق واسائة للرجل ف فهمة اذ ل يعقل أن يفا عليه ما‬

‫اجهاد‬ ‫قصده الرسول صلى ال عليه وسلم من قوله لنشة ‪.‬حيث أن القصود من الديث الشريف عدم‬

‫البل ف سيها بالصوت السن عند غناء الادي وبالتال عدم اجهاد من يملن من النساء ترفقا بن‬

‫‪ .‬وقد ذكر ف حاشية الكتاب بأن أنشة عبد أسود حسن الصوت يدو بأمهات الؤمني ‪ ،‬فإذا كانت‬

‫الرآة تتأثر بصوت الرجل وتلي كما نسب ال فهم المام ابن قيم الوزية فلماذا ل ينه الرسول‬

‫‪ .‬صلى ال عليه وسلم حاديه من أن يغن لمهات الؤمني ؟؟‬

‫منبت النفاق ‪ :‬استناد لا رواه المام ابن حزم من حديث‬ ‫سادسا ‪ :‬وأما تسميته للغناء بأنه‬

‫‪ ) .‬عبدال بن مسعود ‪ ( :‬الغناء ينبت النفاق ف القلب‬

‫‪ .‬فاللحظ أن المام ابن قيم الوزية يقر بأن ف إسناد هذا الديث شيخ ل يسم‬

‫كما أن المام ابن حزم الندلسي قال ف هذا الديث ‪ :‬وأما حديث ابن مسعود رضي ال عنه ففيه‬

‫‪ .‬شيخ ل يسم ول يعرفه أحد ‪.‬وعليه فل يؤخذ بذا الديث‬


‫سابعا ‪ :‬ف نفس الفصل السابق ‪ :‬يقول ابن قيم الوزية ‪ :‬فان القرآن والغناء ل يتمعان ف‬

‫‪ ،‬القلب أبدا ‪ ،‬لا بينهما من تضاد‬

‫وأرى أن المام ابن القيم ل يدد نوع الغناء وانا عمم ممل الغناء ‪ ،‬ولو كانت هذه قاعدة‬

‫عامة على ممل الغناء لنهى الرسول صلى ال عليه وسلم الحباش عن الغناء والرقص ف السجد ‪.‬‬

‫للسيدة عائشة رضي ال عنها‬ ‫ولنهى بنات النجار عن الغناء عند قدومه إل الدينة ‪ .‬ولا قال‬

‫وذلك عندما زفت امرأة إل رجل من النصار‬ ‫‪ :‬ما كان معكم من لو؟ فان النصار يعجبهم اللهو‬
‫‪.‬‬
‫ثامنا ‪ :‬وف نفس الفصل السابق ‪ :‬ذكر المام ابن قيم الوزية ‪ ( :‬السماع يورث النفاق ف قوم‬

‫‪ .‬والكذب ف قوم والفجور ف قوم والرعونه ف قوم‬

‫وهذا القول يتاج ال دليل حيث ول يذكر المام ابن قيم الوزية من قال ذلك وانا اكتفى‬

‫بقولة ( قال بعض العارفي ) ؟‬

‫بالصوت الحق والصوت الفاجر ‪ :‬وقد فسر المام ابن قيم‬ ‫تاسعا ‪ :‬فصل ‪ :‬وأما تسمية الغناء‬

‫الوزية ‪ :‬رأي أبا بكر ف الغناء بأنه مزمار الشياطي وسكوت الن صلى ال عليه وسلم على هذا‬

‫‪.‬الرلي بأنه اقرار له على ذلك الرآي‬

‫والتأمل ف هذه الرواية يرى ماولة الروج عن القصود من قول أبي بكر وسكوت النب صلى ال‬

‫عليه وسلم حيث أن أبا بكر أستنكر مرد الغناء ووصفه بأنه مزمار الشياطي ف حي أن الن صلى‬

‫ال عليه وسلم أقر الغناء بأمره ال أبي بكر بأن يتكهما ومن هنا ندرك مدى ماولة الراوي‬

‫المام ابن قيم الوزية قال‬ ‫اخضاع قول أبي بكر لوى ف نفسه بعيدا عن الق ‪ .‬والزعم بأن‬

‫أن الرسول صلى ال عليه وسلم أقر لبي بكر الصديق رضي ال عنه تسمية الغناء مزمور الشيطان‬

‫على الرغم من أن الديث يوحي بإباحة الغناء بدليل أن الرسول صلى ال عليه وسلم قال له‬

‫دعهما يا أبا بكر ‪ .‬فهذا الديث يفيد إقرار الغناء ول يعن إقرار تسميته بزمور الشيطان‬

‫المام ابن قيم‬ ‫‪ .‬كما نسب ال‬

‫كما أن ف حالة تسليمنا بذا النطق فمن باب أول أن نقول أن الرسول صلى ال عليه وسلم أقر‬

‫لعمر رضي ال عنه حصب الحباش عندما قال لم رسول ال صلى ال عليه وسلم ( دونكم بن أرفده )‬

‫وف رواية أخرى أن عمر رضي ال عنه زجرهم فقال الرسول صلى ال عليه وسلم دونكم بن أرفده‬

‫فهل يوز أن نقول أن الرسول صلى ال عليه وسلم أقر لعمر الصب أو الزجر بسبب الغناء ؟‬

‫وماذا نقول ف الرواية الت ذكرت أن أبا بكر رضي ال عنه يوم الجرة هم بزجر الواري لبن‬

‫النجار عندما بركت ناقة الرسول ـ صلى ال عليه وسلم ـ فقال النب ‪ :‬دعهم يا أبا بكر حت‬

‫تعلم اليهود أن ديننا فسيح ) فهل يعن ذلك أن الرسول صلى ال عليه وسلم أقر لبي بكر رضي‬

‫ال عنه زجر جواري بن النجار ؟؟‬

‫عاشرا ‪ :‬ف نفس الفصل السابق ‪ :‬أستشهد المام ابن قيم الوزية بديث ‪ ( :‬وقال السن ‪:‬‬

‫‪ ( ) .‬صوتان ملعونان ‪ :‬مزمار عند نغمة ورنة عند مصيبة‬

‫ابن حزم الندلسي على هذا الديث قائل ‪ :‬وأما النهي عن صوتي فل يدرى من‬ ‫وقدعلق المام‬

‫‪ .‬رواه فسقط كل ما فيه ‪.‬كما أن أبن قيم الوزية قال ‪ :‬قال السن ول يسند الديث‬
‫حادي عشر ‪ :‬فصل وأما تسميته مزمور الشيطان ‪ :‬فقد أورد المام ابن قيم الوزية حديث عائشة‬

‫رضي ال عنها حي قالت ‪ :‬دخل علي النب صلى ال عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث‬

‫وقال ‪:‬‬ ‫‪ ،‬ودخل أبو بكر رضي ال عنه فانتهرني‬ ‫‪ ،‬فأضطجع على الفراش وحول وجهه الكري‬

‫مزمار الشيطان عند النب صلى ال عليه وسلم ؟ فأقبل عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‬

‫‪ :‬دعهما ‪ ،‬فلما غفل غمزتما ‪ ،‬فخرجتا ) فلم ينكر رسول ال صلى ال عليه وسلم على أبي بكر‬

‫‪ .‬تسميته الغناء مزمار الشيطان‬

‫وما هو جدير بالشارة ال أن المام ابن قيم الوزية أعتمد على لفظة ( مزمار الشيطان )‬

‫البخاري ومسلم وابن ماجة وليس كما نسب‬ ‫مستشهدا بديث الصل فيه اباحه الغناء الذي أقره‬

‫ينكر على أبي بكر تسميته الغناء مزمار الشيطان‬ ‫ال ابن قيم الوزية ‪،‬بأن الرسول الكري ل‬

‫‪ ،‬فالديث ل تورده السيدة عائشة لقرار كلمة مزمار الشيطان ولكن أبا بكر أستخدمها قاصدا‬

‫استنكار ما وجده من غناء ف بيت رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ولكن الرسول الكري رد عليه‬

‫بقوله ‪ :‬دعهما يا أبا بكر ‪ ،‬لذا فالديث ورد لباحة الغناء كما أقره علماء الديث‬

‫ثاني عشر ‪ :‬فصل وأما تسميته بالسمود ‪ :‬فتجدر الشارة إل أن المام ابن قيم الوزية أستشهد‬

‫بأن ( السمود ) هو الغناء مستشهدا برأي الفسرين أمثال عكرمة نقل عن ابن عباس ف أن‬

‫السمود هوالغناء ف لغة ( حي ) وف نفس الوقت يؤكد على أن تفسي‬

‫(‬ ‫ّد ) وابن‬


‫السمود ) بالقرآن الكري تعن الغفلة والسهو عن الشيء ‪ ،‬كما ذكر ذلك ( الب‬

‫النباري بأن السمود ‪ :‬اللهي والسامد الساهي والسامد التكب والسامد القائم ول نعلم مدى‬

‫العلقة بي ذلك والغناء سوى ما حاول المام ابن القيم الوزية تأكيده بقوله ‪ ( :‬فالغناء‬

‫‪ ) .‬يمع هذا كله ‪ ،‬ويوجبه‬

‫ثالث عشر ‪ :‬فصل ‪ :‬ف بيان تري رسول ال صلى ال عليه وسلم للت اللهو والعازف ‪ :‬روى المام‬

‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‬ ‫‪ :‬ابن قيم الوزية‬

‫ليكونن من أمت أقوام يستحلون الر والرير والمر والعازف ‪ ..‬الديث ) ث علق المام ابن (‬

‫قيم قائل ‪ ( :‬ول يصنع من قدح ف صحة هذا الديث شيئا كأبن حزم ‪ ،‬نصره لذهبه الباطل ف‬

‫اباحه اللهي ) وزعم أنه منقطع لن البخاري ل يصل سنده به ‪ (.‬التأكد من سبق ابن حزم عن‬

‫‪ ) .‬تاريخ ابن القيم‬

‫ولقد علق المام ابن حزم الندلسي على هذا الديث قائل‪ ( :‬وأما حديث البخاري ‪ ،‬فلم يورده‬

‫البخاري مسندا وإنا قال فيه ‪ :‬قال هشام بن عامر ‪ ،‬ث هو إل أبي عامر أو إل أبي مالك ول‬

‫‪ .‬يدرى أبو عامر هذا ‪.‬وبالتال ل يتج به‬

‫قوله ‪ :‬وقال البخاري ف صحيحه ‪ :‬وقال هشام‬ ‫كما ورد ف كتاب نزهة الساع لبن رجب النبلي‬

‫بن عامر ( هو هشام بن عامر بن نضي الشامي الدمشقي ‪ ،‬صدوق كب فصار يتلقن‪ .‬فحديثه القدي‬

‫أصح ) وهذا ما يتفق وما أورده ابن رجب النبلي ف كتاب علل التمذي بالنسبة لقسام‬

‫الرواة ‪ ،‬حيث قال ‪ :‬وقسم رابع ‪ :‬وهم أيضا أهل صدق وحفظ ولكن يقع الوهم ف حديثهم كثيا‬

‫لكن ليس هو الغالب عليهم ‪ ،‬وهذا القسم الذي ذكره التمذي وذكر عن ييى بن سعيد القطان‬
‫‪ .‬أنه ترك حديث هذه الطبقة ‪ .‬إضافة إل أن البخاري رواه بصيغة التعليق‬

‫رابع عشر ‪:‬وف نفس الفصل السابق أورد المام ابن قيم الوزية حديث رواه ابن ماجة ف سننه ‪:‬‬

‫حدثنا عبدال بن سعيد عن معاويه بن صال عن حات ابن حريث عن ابن أبي مري عن عبدالرحن بن‬

‫غنم الشعري عن أبي مالك الشعري رضي ال عنه قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬

‫ليشربن ناس من أمت المر ‪ ،‬ويسمونا بغي أسها ‪ ،‬يعزف على رؤسهم بالعازف والغنيات يسف ال‬

‫بم الرض ‪ ،‬ويعل منهم قردة وخنازير ) ث علق المام ابن قيم الوزية قائل ‪ :‬وهذا إسناده‬

‫‪ .‬صحيح‬

‫الديث قائل ‪ :‬وأما حديث أبن شيبة ‪ ،‬ففيه معاوية بن‬ ‫ابن حزم الندلسي ذكر نص‬ ‫ويلحظ أن‬

‫صال وهو ضعيف ومالك بن مري ول يدري من هو ‪.‬وهذا التباين بي الرأيي ييلنا ال القاعدة‬

‫عند الديث عن الرح والتعديل‬ ‫الت سبق ذكرها‬

‫خامس عشر ‪ :‬وف نفس الفصل السابق ‪ :‬أستشهد المام ابن قيم الوزية بديث أورده التمذي من‬

‫حديث العمش عن هلل بن يساف عن عمران بن حصي قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم يكون ف‬

‫أمت قذف وخسف ومسخ فقال رجل من السلمي ‪ :‬مت ذاك يا رسول ال ؟ فقال ‪ :‬إذا ظهرت القيان‬

‫‪ .‬والعازف ‪ ،‬وشربت المور ‪ ،‬قال التمذي هذا حديث غريب‬

‫ول يذكر التمذي ما إذا كان هذا الديث صحيحا أم متفقا عليه ولكن قال حديث غريب وعليه ل‬

‫‪ .‬يكن الركون اليه‬

‫سادس عشر ‪ :‬وف نفس الفصل السابق روى المام ابن قيم الوزية حديثا عن الرسول صلى ال عليه‬

‫وسلم قال ‪ ( :‬يبيت طائفة من أمت على أكل وشرب ولو ولعب ث يصحون قردة وخنازير ويبعث على‬

‫أحياء من أحيائهم ريح ‪ ،‬فينسفهم كما نسف من كان من قبلكم ‪ ،‬باستحللم المر وضربم‬

‫إسناد هذا الديث فرقد السبخي وهو من كبار‬ ‫بالدفوف واتاذهم القينات ) ‪ .‬وعلق أن ف‬

‫‪ .‬الصالي ولكنه ليس بقوي ف الديث‬

‫ووصف المام ابن قيم الوزية لفرقد السبخي هذا يعلنا نستحضر مقالة البخاري عنه‬

‫‪ ) .‬ف حديثة مناكي(‪:‬‬

‫سابع عشر ‪ :‬وف نفس الفصل السابق ‪ :‬أستشهد المام ابن قيم بديث ابن أبي الدنيا قال ‪:‬‬

‫حدثنا عبدال بن عمر الشمي حدثنا جعفر بن سليمان حدثنا فرقد السبخي حدثنا قتادة عن سعيد‬

‫بن السيب قال ‪ :‬حدثن عاصم بن عمرو والبجلي عن أبي أمامه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫‪ ) .‬قال ‪ :‬يبيت قوم من هذه المة على طعام وشرب ولو … الديث‬

‫يلحظ أن ف رواة هذا الديث فرقد السبخي وقد سبق وصف البخاري له‬

‫ثامن عشر ‪ :‬وف نفس الفصل السابق أورد ابن قيم الوزيه حديث رسول ال صلى ال عليه وسلم أن‬

‫ال بعثن رحة وهدى للعالي وأمرني أن أمق الزامي والكبارات ث ذكر ابن القيم ف ناية الديث‬

‫‪ : .‬قال البخاري ‪ :‬عبيد بن زخر ثقة ‪ ،‬وعلي بن زيد ضعيف والقاسم بن عبد الرحن ثقة‬

‫يلحظ أن ابن قيم الوزية أورد الديث على الرغم من ورود أسم علي بن زيد فيه وتضعيف‬

‫‪ .‬البخاري له‬
‫تاسع عشر ‪ :‬وف نفس الفصل السابق ذكر ابن قيم الوزية حديث عن ابن أبي الدنيا قال حدثنا‬

‫الربيع بن تغلب حدثنا فرج بن فضالة عن ييى بن سعيد عن ممد بن علي عن علي رضي ال عنه‬

‫قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬إذا عملت أمت خس عشرة خصلة حل با البلء ومنها‬

‫‪ .. ) .‬اتذت القيان‬

‫لقد ذكر المام ابن حزم عن هذا الديث قال ‪ :‬حديث ممد بن النفية عن علي بن أبي طالب عن‬

‫النب صلى ال عليه وسلم جيع رواة هذا الديث إل ييى بن سعيد ل يدرى من هم ‪ ،‬وييى بن سعيد‬

‫‪ ) .‬ل يرو عن ممد بن النفية كلمة ول أدركه‬

‫عشرون ‪ :‬ف نفس الفصل السابق حديث عبد البار بن عاصم قال ‪ :‬حدثنا أبو طالب قال حدثنا‬

‫إساعيل بن عياش عن عبد الرحن التميمي عن عياد بن أبي علي عن علي رضي ال عنه عن النب‬

‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬تسخ طائفة من أمت قردة وطائفة خنازير ‪ ،‬ويسف بطائفة ويرسل على‬

‫‪ .‬طائفة الريح العقيم بأنم شربوا المر ولبسوا الرير وأتذوا القيان وضربوا الدفوف‬

‫وهذا الديث ورد عند المام ابن حزم الندلسي مسندا ال أبي هريرة وعلق عليه ابن حزم ف‬

‫‪ ).‬اسناد هذا الديث ‪( :‬أنه مروي عن رجل ل يسم ول يدر من هو‬

‫الادي والعشرون ‪ :‬ف نفس الفصل السابق أورد ابن قيم حديث نقل عن أبن أبي الدنيا ‪ ،‬حدثنا‬

‫هارون بن عبدال ‪ ،‬حدثنا يزيد بن هارون ‪ ،‬حدثنا أشرس أبوشيبان الذل قال ‪ :‬قلت لفرقد‬

‫السبخي ‪ :‬أخبني يا أبا يعقوب ‪ ،‬من تلك الغرائب الت قرأت ف التوراة ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا أبا‬

‫شيبان ‪ ،‬وال ما أكذب على ربي ـ مرتي أو ثلث ـ لقد قرأت ف التوراة ‪ :‬ليكونن مسخ وخسف‬

‫‪ ) .‬وقذف ف أمة ممد صلى ال عليه وسلم ‪ ..‬الديث‬

‫‪ .‬وف هذا الديث فرقد السبخي وقد سبقت الشارة اليه‬

‫الراجع‬

‫المام عبدالرحن بن أحد بن رجب النبلي الزء الول ‪1‬‬ ‫شرح علل التمذي‬ ‫ـ‬

‫د‪ .‬يوسف القرضاوي الطبعة العشرة ‪1976‬م ‪2‬‬ ‫اللل والرام ف السلم‬ ‫ـ‬

‫لشيخ السلم ابن تيمية تقيق ممد الصباغ ‪3‬‬ ‫ـ أحاديث القصاص‬

‫إبن قيم الوزية حققه سليمان سابن البواب ‪4‬‬ ‫فتاوى رسول ال صلى ال عليه وسلم‬ ‫ـ‬

‫المام عبدالرحن بن رجب النبلي حققه الوليد بن ‪5‬‬ ‫نزهة الساع ف مسألة السماع‬ ‫ـ‬

‫عبدالرحن الفريان‬

‫رسائل ابن حزم اللد الول ‪6‬‬ ‫ـ رسالة ف الغناء اللهي ‪ ،‬أمباح أم مظر‬

‫د‪ .‬ممد عمارة ‪7‬‬ ‫السلم والفنون الميلة‬ ‫ـ‬

‫المام الكب ممود شلتوت ‪9‬‬ ‫ـ الفتاوى‬


‫أحد رشدي صال ‪10‬‬ ‫الدب الشعب‬ ‫ـ‬

‫أبن قيم الوزية ‪11‬‬ ‫ـ رسالة ف أحكام الغناء‬

‫د‪.‬أحد الشرباصي ‪12‬‬ ‫يسألونك ف الدين والياة‬ ‫ـ‬

‫للشيخ سيد سابق ‪13‬‬ ‫فقه السنه الزء ؟‬ ‫ـ‬

‫شيخ السلم ابن تيمية تقيق ‪15‬‬ ‫اقتضاء الصراط الستقيم مالفة أصحاب الحيم‬ ‫ـ‬

‫ممد حامد الفقي الطبعة الثانية‬

‫جع وترتيب عبدالرحن بن ممد قاسم العاصمي ‪16‬‬ ‫مموعة فتاوى شيخ السلم ابن تيمية‬ ‫ـ‬

‫النجدي النبلي اللد الادي عشر الطبعة الثالثة ‪ 1403‬هجرية‬

‫مكتبة العهد العال للفنون الوسيقية ‪17‬‬ ‫ـ مت البخاري ( مطوط ) اللد الثاني‬

‫مقداد رحيم ‪18‬‬ ‫الوشحات ف بلد الشام‬ ‫ـ‬

‫ميد مرهون ‪19‬‬ ‫الوسيقى الشعبية ف الليج العربي‬ ‫ـ‬

‫المام أبو حامد الغزال ‪20‬‬ ‫آداب السماع‬ ‫ـ‬

‫لبي إسحاق الشاطب تقيق هاني الاج الزء الول ‪21‬‬ ‫العتصام‬ ‫ـ‬

‫لفضيلة الشيخ ممد متول الشعراوي الزء الثاني ‪22‬‬ ‫الفتاوى الكبى‬ ‫ـ‬

‫د‪ .‬فتحي الصنفاوي ‪23‬‬ ‫ـ موسوعة الوسيقى العربية والعالية‬

‫العدد السادس ‪1935‬م ‪24‬‬ ‫ـ ملة الوسيقى‬

‫العدد التاسع والستون يناير ‪1970‬م ‪25‬‬ ‫ـ ملة السرح‬

You might also like