You are on page 1of 83

‫أعــلم‬

‫السنة النشورة‬
‫لعتقاد الطائفة الناجية النصورة‬

‫الشيخ العلمة‪ :‬حافظ بن أحد الكمي‬


‫مقدمة‬
‫بسم ال الرحن الرحيم‬

‫مقدمة لذا الجموع الفيد بقلم الشيخ عبد ال بن سليمان بن حيد‬

‫المد ل وحده وصلى ال وسلم على من ل نب بعده وعلى آله وصحبه والتابعي لسنته وبعد‪ :‬فإن الدعوة إل‬
‫ال طريق من اتبعه صلى ال عليه وسلم وإن من نعمة ال وفضله على عباده أن جعل ف كل زمان ومكان دعاة‬
‫يدعون إل الي ويذرون عن الشر‪ ,‬وإن من أولئك الدعاة فضيلة الشيخ عبد ال بن ممد القرعاوي رحه ال‬
‫الذي بذل جهده وقضى حياته ف الدعوة والرشاد والتعليم ف جنوب الملكة العربية السعودية‪ ,‬وقد اتسعت‬
‫دعوته وانتشر تعليمه حت بلغت مدارسه ما يقارب ألفي ومائت مدرسة ‪,‬ومموع ما فيها من الطلبة خسة‬
‫وسبعون ألف طالب أو يزيدون‪ ,‬وقد ترج على يديه عدد كثي من طلبة العلم هم الن يشغلون الناصب الدينية‬
‫كالقضاء والرشاد والتعليم ورؤساء هيئات وغي الوظائف الدينية‪ ,‬وهذا كله نتيجة نيته واجتهاده ومساعدة‬
‫الكومة له‪ ,‬وإن من أولئك الطلبة الذين ترجوا على يديه هو مؤلف هذا الجموع "حافظ بن أحد حكمي"‪.‬‬

‫نبذة متصرة من ترجة الؤلف‬


‫هو الشيخ العلمة‪ :‬حافظ بن أحد بن علي بن أحد بن علي الكمي نسبة إل الكم بن سعد العشية أحد بطون‬
‫قبيلة مذحج‪ ,‬ولد الشيخ حافظ ف سنة ‪ 1342‬هـ بقرية "السلم" التابعة لدينة "الضايا" الواقعة ف النوب‬
‫الشرقي لدينة جازان ث انتقل مع والده إل قرية "الاضع" التابعة لدينة "سامطة" العروفة‪ ,‬ونشأ الشيخ "حافظ"‬
‫ف كنف أبيه وأمه‪ ,‬وكان يرعى لما الغنم والاشية جريا على عادة الجتمع ف ذلك الوقت‪ ,‬ولكن حافظ امتاز‬
‫عن فتيان متمعه ‪-‬فقد كان آية ف الذكاء وسرعة الفظ‪ -‬فلقد حفظ القرآن وهو يرعى الغنم لهله وعمره ل‬
‫يتجاوز الثانية عشرة‪ ,‬وكان الشيخ عبد ال القرعاوي رحه ال يتردد إليه وإل أخيه ممد بن أحد ف قريتهما‬
‫ويلقي عليهما الدروس لكون والدها ل يرض بانتقالما إل الدرسة وكان "حافظ" ملهما يفهم كل ما يلقى إليه‬
‫من الدروس بسرعة ‪,‬ومكث على هذه الال حت توف والده ف عام ‪ 1360‬هـ ومن ث تفرغ للدراسة‬
‫والتحصيل ولزم شيخه "القرعاوي" فبز ف دراساته وأثر وأجاد الشعر والنثر ‪ -‬فكان كما قال عنه شيخه‪:‬‬
‫ليس له ف وقته نظي بالتحصيل والتأليف والتعليم والدارة ف هذه النطقة‪ -‬فزوجه ابنته وأنبت له أولدا‬
‫صالي طلبة علم‪.‬‬

‫وف عام ‪ 1362‬هـ طلب الشيخ عبد ال القرعاوي من تلميذه حافظ الكمي أن يؤلف كتابا ف التوحيد‬
‫يشتمل على عقيدة السلف الصال نظما يكون كاختبار فصنف كتابه "أرجوزة سلم الوصول إل علم الصول"‬
‫كما صنف ف الفقه وأصوله وف التوحيد وف السية النبوية والصطلح والفرائض وغي ذلك نظما ونثرا‪ ,‬وله من‬
‫الصنفات الطبوعة وغي الطبوعة ما يزيد على خسة عشر كتابا‪ ,‬وقد صنف هذه الكتب مع قيامه بالتدريس‬
‫ومراقبته للمدارس الخرى‪ ,‬وآخر وظيفة شغلها هي‪ :‬إدارة العهد العلمي بسامطة‪.‬‬
‫بعد أن حج سنة ‪ 1377‬هـ وافته منيته ف الثامن عشر من ذي الجة عام ‪1377‬هـ بكة الكرمة وهو ف‬
‫ريعان شبابه ودفن ف بلد ال الرام رحه ال وأسكنه فسيح جناته ‪,‬وكان لوفاته رحه ال وقعا شديدا ف نفوس‬
‫زملئه وتلميذه ومبيه فلقد خسروا رجل يفتدى بالرجال وعلما ل تعرف النطقة مثله من العلم‪ ,‬وقد رثاه‬
‫كثي من تلميذه وزملئه رثاء رائعا‪ -‬رحه ال ونفع بعلومه‪.‬‬

‫وال ول التوفيق‪ ,‬وصلى ال وسلم على نبينا ممد وآله وصحبه‪.‬‬


‫أول ما يب على العباد‬
‫بسم ال الرحن الرحيم‬

‫المد ل الذي خلق السموات والرض وجعل الظلمات والنور ث الذين كفروا بربم يعدلون هو الذي خلقكم‬
‫من طي ث قضى أجل وأجل مسمى عنده ث أنتم تترون وهو ال ف السموات وف الرض يعلم سركم وجهركم‬
‫ويعلم ما تكسبون‪.‬‬

‫وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له أحد صمد ل يلد ول يولد ول يكن له كفوا أحد بل ما ف السموات‬
‫والرض كل له قانتون بديع السموات والرض وإذا قضى أمرا فإنا يقول له كن فيكون وربك يلق ما يشاء‬
‫ويتار ما كان لم الية سبحان ال وتعال عما يشركون ل يسئل عما يفعل وهم يسألون ‪,‬وأشهد أن سيدنا‬
‫ونبينا ممدا عبده ورسوله أرسله بالدى ودين الق ليظهره على الدين كله ولو كره الشركون‪ ,‬صلى ال عليه‬
‫وسلم وعلى آله وصحبه الذين قضوا بالق وبه كانوا يعدلون‪ ,‬وعلى التابعي لم بإحسان الذين ل ينحرفون عن‬
‫السنة ول يعدلون بل إياها يقتفون وبا يتمسكون وعليها يوالون ويعادون وعندها يقفون‪ ,‬وعنها يذبون‬
‫ويناضلون وعلى جيع من سلك سبيلهم وقفا أثرهم إل يوم يبعثون‪.‬‬

‫أما بعد فهذا متصر جليل نافع‪ ,‬عظيم الفائدة جم النافع‪ ,‬يشتمل على قواعد الدين‪ ,‬ويتضمن أصول التوحيد‬
‫الذي دعت إليه الرسل وأنزلت به الكتب ول ناة لن بغيه يدين‪ ,‬ويدل ويرشد إل سلوك الحجة البيضاء‬
‫ومنهج الق الستبي شرحت فيه أمور اليان وخصاله‪ ,‬وما يزيل جيعه أو يناف كماله‪ ,‬وذكرت فيه كل مسألة‬
‫مصحوبة بدليلها‪ ,‬ليتضح أمرها وتتجلى حقيقتها ويبي سبيلها‪ ,‬واقتصرت فيه على مذهب السنة والتباع‬
‫وأهلت أقوال أهل الهواء والبتداع‪ ,‬إذ هي ل تذكر إل للرد عليها‪ ,‬وإرسال سهام السنة عليها‪ ,‬وقد تصدى‬
‫لكشف عوارها الئمة الجلة‪ ,‬وصنفوا ف ردها وأبعادها الصنفات الستقلة مع أن الضد يعرف بضده ويرج‬
‫بتعريف ضابطه وحده‪ ,‬فإذا طلعت الشمس ل يفتقر النهار إل استدلل‪ ,‬وإذ استبان الق واتضح فما بعده إل‬
‫الضلل ورتبته على طريقة السؤال ليستيقظ الطالب وينتبه‪ ,‬ث أردفه بالواب الذي يتضح المر به ول يشتبه‬
‫وسيته‪.‬‬

‫"أعلم السنة النشورة‪ ,‬لعتقاد الطائفة الناجية النصورة" وال أسأل أن يعله ابتغاء وجهه العلى ‪,‬وأن ينفعنا با‬
‫علمنا ‪,‬ويعلمنا ما ينفعنا نعمة منه وفضل إنه على كل شيء قدير وبعباده لطيف خبي‪ ,‬وإليه الرجع والصي وهو‬
‫مولنا فنعم الول ونعم النصي‪.‬‬
‫س‪ :‬ما أول ما يب على العباد؟‬
‫ج‪ :‬أول ما يب على العباد معرفة المر الذي خلقهم ال له‪ ,‬وأخذ عليهم اليثاق به وأرسل به رسله إليهم وأنزل به‬
‫كتبه عليهم‪ ,‬ولجله خلقت الدنيا والخرة والنة والنار وبه حقت الاقة ووقعت والواقعة وف شأنه تنصب الوازين‬
‫وتتطاير الصحف وفيه تكون الشقاوة والسعادة وعلى حسبه تقسم النوار (ومن لم يجعل الله له نورا فما‬
‫له من نور)‪.‬‬

‫المر الذي خلق ال اللق لجله‬

‫س‪ :‬ما هو ذلك المر الذي خلق ال اللق لجله ?‬


‫ج‪ :‬قال ال تعال( وما خلقنا السماوات والرض وما بينهما لعبي ما خلقناها إل بالق ولكن أكثرهم ل يعلمون)‬
‫وقال تعال( وما خلقنا السماء والرض وما بينهما باطل ذلك ظن الذين كفروا ) وقال تعال( وخلق ال السماوات‬
‫والرض بالق ولتجزى كل نفس با كسبت وهم ل يظلمون )وقال تعال( وما خلقت الن والنس إل ليعبدون )‬
‫اليات‪.‬‬

‫معن العبد‬

‫س‪ :‬ما معن العبد ?‬


‫ج‪ :‬العبد إن أريد به العبد أي الذلل السخر فهو بذا العن شامل لميع الخلوقات من العوال العلوية والسفلية من‬
‫عاقل وغيه ورطب ويابس ومتحرك وساكن وظاهر وكامن ومؤمن وكافر وبر وفاجر وغي ذلك الكل ملوق ل عز‬
‫وجل مربوب له مسخر بتسخيه مدبر بتدبيه ‪,‬ولكل منها رسم يقف عليه وحد ينتهي إليه وكل يري لجل مسمى‬
‫ل يتجاوزه مثقال ذرة( ذلك تقدير العزيز العليم )تدبي العدل الكيم‪ ,‬وإن أريد به العابد الحب التذلل خص ذلك‬
‫بالؤمني هم عباده الكرمون‪ ,‬وأولياؤه التقون‪ ,‬الذين ل خوف عليهم ول هم يزنون‪.‬‬

‫تعريف العبادة‬

‫س‪ :‬ماهي العبادة ?‬

‫ج‪ :‬العبادة هي‪ :‬ا سم جا مع ل كل ما ي به ال ويرضاه من القوال والعمال الظاهرة والباط نة والباءة م ا ينا ف ذلك‬
‫ويضاده‪.‬‬

‫مت يكون العمل عبادة‬

‫س‪ :‬مت يكون العمل عبادة ?‬


‫ج‪ :‬إذا كمل فيه شيئان وها كمال الب مع كمال الذل قال ال تعال( والذين آمنوا أشد حبا ل )وقال تعال( إن‬
‫الذين هم من خشية ربم مشفقون )وقد جع ال تعال بي ذلك ف قوله( إنم كانوا يسارعون ف اليات ويدعوننا‬
‫رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعي )‪.‬‬

‫علمة مبة العبد ربه عز وجل‬

‫س‪ :‬ما علمة مبة العبد ربه عز وجل ?‬

‫ج‪ :‬علمة ذلك‪ :‬أن يب ما يبه ال تعال ويبغض ما يسخطه فيمتثل أوامره ويتنب مناهيه ويوال أولياءه ويعادي‬
‫أعداءه ;ولذا كان أوثق عرى اليان الب ف ال والبغض فيه‪.‬‬

‫كيفية معرفة العباد ما يبه ال ويرضاه‬

‫س‪ :‬باذا عرف العباد ما يبه ال ويرضاه ?‬

‫ج‪ :‬عرفوه بإرسال ال تعال الرسل وإنزاله الكتب آمرا با يبه ال ويرضاه ناهيا عما يكرهه ويأباه وبذلك قامت‬
‫عليهم حجته الدامغة‪ ,‬وظهرت حكمته البالغة قال ال تعال( رسل مبشرين ومنذرين لئل يكون للناس على ال حجة‬
‫بعد الرسل ) وقال تعال( قل إن كنتم تبون ال فاتبعون يببكم ال ويغفر لكم ذنوبكم وال غفور رحيم )‬

‫شروط العبادة‬

‫س‪ :‬كم شروط العبادة ?‬

‫ج‪ :‬ثلثة‪ :‬الول‪ :‬صدق العزية وهو شرط ف وجودها ‪,‬والثان ‪:‬إخلص النية ‪,‬والثالث ‪:‬موافقة الشرع الذي أمر ال‬
‫تعال أن ل يدان إل به ‪,‬وها شرطان ف قبولا‪.‬‬

‫صدق العزية‬

‫س‪:‬ما هو صدق العزية ?‬

‫ج‪ :‬هو ترك التكاسل والتوان وبذل الهد ف أن يصدق قوله بفعله قال ال تعال( يا أيها الذين آمنوا ل تقولون ما ل‬
‫تفعلون كب مقتا عند ال أن تقولوا ما ل تفعلون )‬

‫معن إخلص النية‬


‫س‪ :‬ما معن إخلص النية ?‬

‫ج‪ :‬هو أن يكون مراد العبد بميع أقواله وأعماله الظاهرة وإلباطنة ابتغاء وجه ال تعال قال ال عز وجل( وما أمروا‬
‫إل ليعبدوا ال ملصي له الدين حنفاء )وقال تعال( وما لحد عنده من نعمة تزى إل ابتغاء وجه ربه العلى )وقال‬
‫تعال ( إنا نطعمكم لوجه ال ل نريد منكم جزاء ول شكورا )وقال تعال( من كان يريد حرث الخرة نزد له ف‬
‫حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له ف الخرة من نصيب )وغيها من اليات‪.‬‬

‫الشرع الذي أمر ال تعال أن ل يدان إل به‬

‫س‪ :‬ماهو الشرع الذي أمر ال تعال أن ل يدان إل به ?‬

‫ج‪ :‬هي النيفية ملة إبراهيم عليه السلم قال ال تبارك وتعال( إن الدين عند ال السلم )وقال تعال( أفغي دين ال‬
‫يبغون وله أسلم من ف السماوات والرض طوعا وكرها )وقال تعال( ومن يرغب عن ملة إبراهيم إل من سفه نفسه‬
‫)وقال تعال( ومن يبتغ غي السلم دينا فلن يقبل منه وهو ف الخرة من الاسرين )وقال تعال( أم لم شركاء‬
‫شرعوا لم من الدين ما ل يأذن به ال )وغيها من اليات‪.‬‬

‫مراتب دين السلم‬

‫س‪ :‬كم مراتب دين السلم ?‬

‫ج‪ :‬هو ثلث مراتب السلم واليان والحسان وكل واحد منها إذا أطلق شل الدين كله‪.‬‬

‫معن السلم‬

‫س‪ :‬ما معن السلم ?‬

‫ج‪ :‬معناه الستسلم ل بالتوحيد والنقياد له بالطاعة واللوص من الشرك قال ال تعال( ومن أحسن دينا من أسلم‬
‫وجهه ل )وقال تعال( ومن يسلم وجهه إل ال وهو مسن فقد استمسك بالعروة الوثقى )وقال تعال( فإلكم إله‬
‫واحد فله أسلموا وبشر الخبتي )‪.‬‬

‫الدليل على شول السلم الدين كله عند الطلق‬

‫س‪ :‬ما الدليل على شوله الدين كله عند الطلق ?‬


‫ج‪ :‬قال ال تعال( إن الدين عند ال السلم )وقال النب صلى ال عليه وسلم( بدأ السلم غريبا وسيعود غريبا كما‬
‫بدأ )وقال صلى ال عليه وسلم( أفضل السلم إيان بال )وغي ذلك كثي‪.‬‬

‫تعريف السلم بالركان المسة‬

‫س‪ :‬ما الدليل على تعريفه بالركان المسة عند التفصيل ?‬

‫ج‪ :‬قوله صلى ال عليه وسلم ف حديث سؤال جبيل إياه عن الدين( السلم أن تشهد أن ل إله إل ال وأن ممدا‬
‫رسول ال وتقيم الصلة وتؤت الزكاة وتصوم رمضان وتج البيت إن استطعت إليه سبيل )وقوله صلى ال عليه‬
‫وسلم( بن السلم على خس )فذكر هذه غي أنه قدم الج على صوم رمضان وكلها ف الصحيحي‪.‬‬

‫مل الشهادتي من الدين‬

‫س‪ :‬ما مل الشهادتي من الدين ?‬

‫ج‪ :‬ل يدخل العبد ف الدين إل بما قال ال تعال( إنا الؤمنون الذين آمنوا بال ورسوله )وقال النب صلى ال عليه‬
‫وسلم( أمرت أن أقاتل الناس حت يشهدوا أن ل إله إل ال وأن ممدا عبده ورسوله )الديث وغي ذلك كثي‪.‬‬

‫دليل شهادة أن ل إله إل ال‬

‫س‪ :‬ما دليل شهادة أن ل إله إل ال ?‬

‫ج‪ :‬قول ال تعال( شهد ال أنه ل إله إل هو واللئكة وأولو العلم قائما بالقسط ل إله إل هو العزيز الكيم )وقوله‬
‫تعال( فاعلم أنه ل إله إل ال ) وقوله تعال( وما من إله إل ال )وقوله تعال( ما اتذ ال من ولد وما كان معه من إله‬
‫) اليات وقوله تعال( قل لو كان معه آلة كما يقولون إذا لبتغوا إل ذي العرش سبيل )اليات وغيها‪.‬‬

‫معن شهادة أن ل إله إل ال‬

‫س‪ :‬ما معن شهادة أن ل إله إل ال ?‬

‫ج‪ :‬معناها‪ :‬نفي استحقاق العبادة عن كل ما سوى ال وإثباتا ل عز وجل وحده ل شريك له ف عبادته كما أنه‬
‫ليس له شريك ف ملكه قال ال تعال( ذلك بأن ال هو الق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن ال هو العلي‬
‫الكبي )‪.‬‬
‫شروط شهادة أن ل إله إل ال‬

‫س‪ :‬ما هي شروط شهادة أن ل إله إل ال الت ل تنفع قائلها إل باجتماعها فيه ?‬

‫ج‪ :‬شروطها سبعة‪:‬‬

‫الول‪ :‬العلم بعناها نفيا وإثباتا‬

‫والثان‪ :‬استيقان القلب با‬

‫الثالث‪ :‬النقياد لا ظاهرا وباطنا‬

‫الرابع‪ :‬القبول لا فل يرد شيئا من لوازمها ومقتضياتا‬

‫الامس‪ :‬الخلص فيها‬

‫السادس‪ :‬الصدق من صميم القلب ل باللسان فقط‬

‫السابع‪ :‬الحبة لا ولهلها‪ ,‬والوالة والعاداة لجلها‪.‬‬

‫دليل اشتراط العلم بل إله إل ال‬

‫س‪ :‬ما دليل اشتراط العلم من الكتاب والسنة ?‬

‫ج‪ :‬قول ال تعال( إل من شهد بالق )أي بل إله إل ال( وهم يعلمون )بقلوبم معن ما نطقوا به بألسنتهم وقول‬
‫النب صلى ال عليه وسلم( من مات وهو يعلم أن ل إله إل ال دخل النة )‪.‬‬

‫دليل اشتراط اليقي بل إله إل ال‬

‫س‪ :‬ما دليل اشتراط اليقي من الكتاب والسنة ?‬

‫ج‪ :‬قول ال عز وجل( إنا الؤمنون الذين آمنوا بال ورسوله ث ل يرتابوا )إل قوله( أولئك هم الصادقون )وقول النب‬
‫صلى ال عليه وسلم( أشهد أن ل إله إل ال وأن رسول ال ل يلقى ال بما عبد غي شاك فيهما إل دخل النة )‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم لب هريرة( من لقيت وراء هذا الائط يشهد أن ل إله إل ال مستيقنا با قلبه فبشره بالنة‬
‫) كلها ف الصحيح ‪.‬‬
‫دليل اشتراط النقياد لل إله إل ال‬

‫س‪ :‬ما دليل اشتراط النقياد من الكتاب والسنة ?‬

‫ج‪ :‬قال ال تعال( ومن يسلم وجهه إل ال وهو مسن فقد استمسك بالعروة الوثقى ) وقال النب صلى ال عليه‬
‫وسلم( ل يؤمن أحدكم حت يكون هواه تبعا لا جئت به )‪.‬‬

‫دليل اشتراط قبول ل إله إل ال‬

‫س‪ :‬ما دليل اشتراط القبول من الكتاب والسنة ?‬

‫ج‪ :‬قال ال تعال ف شأن من ل يقبلها( احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون ) إل قوله( إنم كانوا إذا‬
‫قيل لم ل إله إل ال يستكبون ويقولون أئنا لتاركوا آلتنا لشاعر منون )اليات‪.‬‬

‫وقال النب صلى ال عليه وسلم( مثل ما بعثن ال به من الدى والعلم كمثل الغيث الكثي أصاب أرضا فكان منها‬
‫نقية قبلت الاء فأنبتت الكل والعشب الكثي وكان منها أجادب أمسكت الاء فنفع ال به الناس فشربوا وسقوا‬
‫وزرعوا‪ ,‬وأصاب منها طائفة أخرى إنا هي قيعان ل تسك ماء ول تنبت كل‪ ,‬فذلك مثل من فقه ف دين ال ونفعه‬
‫ما بعثن ال به فعلم وعلم ومثل من ل يرفع بذلك رأسا ‪,‬ول يقبل هدى ال الذي أرسلت به )‪.‬‬

‫دليل اشتراط الخلص ف ل إله إل ال‬

‫س‪ :‬ما دليل اشتراط الخلص من الكتاب والسنة ?‬

‫ج‪ :‬قال ال تعال( أل ل الدين الالص )وقال تعال( فاعبد ال ملصا له الدين )وقال النب صلى ال عليه وسلم‬
‫( أسعد الناس بشفاعت من قال ل إله إل ال خالصا من قلبه )وقال صلى ال عليه وسلم( إن ال تعال حرم على النار‬
‫من قال ل إله إل ال يبغي بذلك وجه ال )‪.‬‬

‫دليل اشتراط الصدق ف ل إله إل ال‬

‫س‪ :‬ما دليل الصدق من الكتاب والسنة ?‬

‫ج‪ :‬قال ال تعال( أل أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم ل يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن ال‬
‫الذين صدقوا وليعلمن الكاذبي )إل آخر اليات وقال النب صلى ال عليه وسلم( ما من أحد يشهد أن ل إله إل ال‬
‫وأن ممدا رسول ال صدقا من قلبه إل حرمه ال على النار )وقال للعراب الذي علمه شرائع السلم إل أن قال‬
‫وال ل أزيد عليها ول أنقص منها فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم( أفلح إن صدق )‪.‬‬

‫دليل اشتراط الحبة ف ل إله إل ال‬

‫س‪ :‬ما دليل اشتراط الحبة من الكتاب والسنة ?‬

‫ج‪ :‬قال ال تعال( يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأت ال بقوم يبهم ويبونه )وقال النب صلى‬
‫ال عليه وسلم( ثلث من كن فيه وجد بن حلوة اليان أن يكون ال ورسوله أحب إليه ما سواها وأن يب الرء‬
‫ل يبه إل ل وأن يكره أن يعود ف الكفر بعد إذ أنقذه ال منه كما يكره أن يقذف ف النار )‪.‬‬

‫دليل الوالة ل والعاداة لجله‬

‫س‪ :‬ما دليل الوالة ل والعاداة لجله ?‬

‫ج‪ :‬قال ال عز وجل( يا أيها الذين آمنوا ل تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولم منكم‬
‫فإنه منهم )إل قوله( إنا وليكم ال ورسوله والذين آمنوا )إل آخر اليات‪ .‬وقال تعال( يا أيها الذين آمنوا ل تتخذوا‬
‫آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على اليان )اليتي‪ .‬وقال تعال( ل تد قوما يؤمنون بال واليوم الخر‬
‫يوادون من حاد ال ورسوله )الية‪ .‬وقال تعال( يا أيها الذين آمنوا ل تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء )إل آخر‬
‫السورة وغي ذلك من اليات‪.‬‬

‫دليل شهادة أن ممدا رسول ال‬

‫س‪ :‬ما دليل شهادة أن ممدا رسول ال ?‬

‫ج‪ :‬قول ال تعال( لقد من ال على الؤمني إذ بعث فيهم رسول من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم‬
‫الكتاب والكمة )الية‪ .‬وقوله تعال( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالؤمني‬
‫رءوف رحيم )‪.‬وقوله تعال( وال يعلم إنك لرسوله )وغيها من اليات‪.‬‬

‫معن شهادة أن ممدا رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫س‪ :‬ما معن شهادة أن ممدا رسول ال صلى ال عليه وسلم ?‬


‫ج‪ :‬هو التصديق الازم من صميم القلب الواطئ لقول اللسان بأن ممدا عبده ورسوله إل كافة الناس إنسهم‬
‫وجنهم( شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إل ال بإذنه وسراجا منيا )فيجب تصديقه ف جيع ما أخب به من أنباء ما قد‬
‫سبق وأخبار ما سيأت وفيما أحل من حلل وحرم من حرام والمتثال والنقياد لا أمر به والكف والنتهاء عما نى‬
‫عنه واتباع شريعته والتزام سنته ف السر والهر مع الرضا با قضاه والتسليم له وأن طاعته هي طاعة ال ومعصيته‬
‫معصية ال ;لنه مبلغ عن ال رسالته ول يتوفه ال حت كمل به الدين وبلغ البلغ البي وترك أمته على الحجة‬
‫البيضاء ليلها كنهارها ل يزيغ عنها بعده إل هالك وف هذا الباب مسائل ستأت إن شاء ال‪.‬‬

‫شروط شهادة أن ممدا رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫س‪ :‬ما شروط شهادة أن ممدا رسول ال صلى ال عليه وسلم وهل تقبل الشهادة الول بدونا ?‬

‫ج‪ :‬قد قدمنا لك أن العبد ل يدخل ف الدين إل باتي الشهادتي وأنما متلزمتان فشروط الشهادة الول هي‬
‫شروط ف الثانية كما أنا هي شروط ف الول‪.‬‬

‫دليل الصلة والزكاة‬

‫س‪ :‬ما دليل الصلة والزكاة ?‬

‫ج‪ :‬قال ال تعال( فإن تابوا وأقاموا الصلة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم )وقال تعال( فإن تابوا وأقاموا الصلة وآتوا‬
‫الزكاة فإخوانكم ف الدين )وقال تعال( وما أمروا إل ليعبدوا ال ملصي له الدين حنفاء ويقيموا الصلة ويؤتوا‬
‫الزكاة )الية وغيها‪.‬‬

‫دليل الصوم‬

‫س‪ :‬ما دليل الصوم ?‬

‫ج‪ :‬قال ال تعال( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم )وقال تعال( فمن شهد‬
‫منكم الشهر فليصمه ) اليات‪ ,‬وف حديث العراب‪ :‬أخبن ما فرض ال علي من الصيام‪ .‬فقال( شهر رمضان إل أن‬
‫تطوع شيئا )الديث‪.‬‬

‫دليل الج‬

‫س‪ :‬ما دليل الج ?‬


‫ج‪ :‬قال ال تعال( وأتوا الج والعمرة ل )وقال تعال( ول على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيل )وقال النب‬
‫صلى ال عليه وسلم( إن ال تعال كتب عليكم الج )الديث ف الصحيحي وتقدم حديث جبيل وحديث( بن‬
‫السلم على خس )وغيها كثي‪.‬‬

‫حكم من جحد واحدا من أركان السلم‬

‫س‪ :‬ما حكم من جحد واحدا منها أو أقر به واستكب عنه ?‬

‫ج‪ :‬يقتل كفرا كغيه من الكذبي والستكبين مثل إبليس وفرعون‪.‬‬

‫حكم من أقر بأركان السلم ث تركها لنوع تكاسل أو تأويل‬

‫س‪ :‬ما حكم من أقر با ث تركها لنوع تكاسل أو تأويل ؟‬

‫ج‪ :‬أما الصلة فمن أخرها عن وقتها بذه الصفة فإنه يستتاب فإن تاب وإل قتل حدا لقوله تعال ‪(:‬فان تابوا‬
‫وأقاموا الصلة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم) وحديث (أمرت أن أقاتل الناس) الديث وغيها‬

‫أما الزكاة فإن كان مانعها من ل شوكة له أخذها المام منه قهرا ‪,‬ونكله بأخذ شيء من ماله لقوله صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ (:‬ومن منعها فإنا آخذوها وشطر ماله معها ) الديث ‪,‬وإن كانوا جاعة ولم شوكة وجب على المام‬
‫قتالم حت يؤدوها لليات والحاديث السابقة وغيها وفعله أبو بكر والصحابة رضي ال عنهم أجعي‪.‬‬

‫أما الصوم فلم يرد فيه شيء ولكن يؤدبه المام أو نائبه با يكون زاجرا له ولمثاله ‪.‬‬

‫أما الج فكل عمر العبد وقت له ل يفوت إل بالوت والواجب فيه البادرة ‪,‬وقد جاء الوعيد الخروي ف‬
‫التهاون فيه‪ ,‬ول ترد فيه عقوبة خاصة ف الدنيا‪.‬‬

‫معن اليان بال‬

‫س‪ :‬ماهو اليان?‬

‫ج‪ :‬اليان قول وعمل قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والوارح ويزيد بالطاعة وينقص بالعصية ويتفاضل‬
‫أهله فيه‪.‬‬
‫الدليل على كون اليان قول وعمل‬

‫س‪ :‬ما الدليل على كونه قول وعمل?‬

‫ج‪ :‬قال ال تعال( ولكن ال حبب إليكم اليان وزينه ف قلوبكم )الية وقال تعال( فآمنوا بال ورسوله )وهذا معن‬
‫الشهادتي اللتي ل يدخل العبد ف الدين إل بما‪ ,‬وهي من عمل القلب اعتقادا ‪,‬ومن عمل اللسان نطقا ل تنفع إل‬
‫بتواطئهما وقال تعال( وما كان ال ليضيع إيانكم )يعن صلتكم إل بيت القدس قبل تويل القبلة‪ ,‬سى الصلة‬
‫كلها إيانا وهي جامعة لعمل القلب واللسان والوارح‪.‬‬

‫وجعل النب صلى ال عليه وسلم الهاد وقيام ليلة القدر وصيام رمضان وقيامه وأداء المس وغيها من اليان‪,‬‬
‫وسئل النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬أي العمال أفضل؟ قال( إيان بال ورسوله )‪.‬‬

‫الدليل على زيادة اليان ونقصانه‬

‫س‪ :‬ما الدليل على زيادة اليان ونقصانه?‬

‫ج‪ :‬قوله تعال( ليزدادوا إيانا مع إيانم )(وزدناهم هدى )( ويزيد ال الذين اهتدوا هدى )( والذين اهتدوا زادهم‬
‫هدى )( ويزداد الذين آمنوا إيانا )( فأما الذين آمنوا فزادتم إيانا )( فاخشوهم فزادهم إيانا )( وما زادهم إل إيانا‬
‫وتسليما )وغي ذلك من اليات‪ ,‬وقال صلى ال عليه وسلم( لو أنكم تكونون ف كل حالة كحالتكم عندي‬
‫لصافحتكم اللئكة ) أو كما قال‪.‬‬

‫الدليل على تفاضل أهل اليان فيه‬

‫س‪ :‬ما الدليل على تفاضل أهل اليان فيه?‬

‫ج‪ :‬قال تعال( والسابقون السابقون أولئك القربون )‪-‬إل‪ (-‬وأصحاب اليمي ما أصحاب اليمي )وقال تعال( فأما‬
‫إن كان من القربي فروح وريان وجنة نعيم وأما إن كان من أصحاب اليمي فسلم لك من أصحاب اليمي )وقال‬
‫تعال( فمنهم ظال لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق باليات بإذن ال )اليات‪ ,‬وف حديث الشفاعة( أن ال يرج‬
‫من النار من كان ف قلبه وزن دينار من إيان ‪,‬ث من كان ف قلبه نصف دينار من إيان )‪ -‬وف رواية يرج من النار‬
‫من قال ل إله إل ال وكان ف قلبه من الي ما يزن شعية ث يرج من النار من قال ل إله إل ال وكان ف قلبه من‬
‫الي ما يزن برة ث يرج من النار من قال ل إله إل ال وكان ف قلبه من الي ما يزن ذرة ‪.‬‬

‫الدليل على أن اليان يشمل الدين كله‬


‫س‪ :‬ما الدليل على أن اليان يشمل الدين كله عند الطلق?‬

‫ج‪ :‬قال النب صلى ال عليه وسلم ف حديث وفد عبد القيس‪ (:‬آمركم باليان بال وحده قال أتدرون ما اليان بال‬
‫وحده؟ قالوا ال ورسوله أعلم‪ .‬قال‪ :‬شهادة أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال ‪,‬وإقام الصلة ‪,‬وإيتاء الزكاة ‪,‬وأن‬
‫تؤدوا من الغنم المس )‪.‬‬

‫الدليل على تعريف اليان بالركان الستة‬

‫س‪ :‬ما الدليل على تعريف اليان بالركان الستة عند التفصيل?‬

‫ج‪ :‬قول النب صلى ال عليه وسلم لا قال جبيل عليه السلم أخبن عن اليان قال( أن تؤمن بال وملئكته وكتبه‬
‫ورسله واليوم الخر وتؤمن بالقدر خيه وشره )‬

‫س‪ :‬ما دليلها من الكتاب جلة?‬

‫ج‪ :‬قول ال تعال( ليس الب أن تولوا وجوهكم قبل الشرق والغرب ولكن الب من آمن بال واليوم الخر واللئكة‬
‫والكتاب والنبيي )وقوله تعال( إنا كل شيء خلقناه بقدر )وسنذكر إن شاء ال دليل كل على انفراده‪.‬‬

‫معن اليان بال عز وجل‬

‫س‪ :‬ما معن اليان بال عز وجل?‬

‫ج‪ :‬هو التصديق الازم من صميم القلب بوجود ذاته تعال الذي ل يسبق بضد ول يعقب به هو الول فليس قبله‬
‫شيء ‪,‬والخر فليس بعده شيء والظاهر فليس فوقه شيء والباطن فليس دونه شيء حي قيوم أحد صمد( ل يلد ول‬
‫يولد ول يكن له كفوا أحد )وتوحيده بإليته وربوبيته وأسائه وصفاته‪.‬‬

‫توحيد اللية‬

‫س‪ :‬ما هو توحيد اللية?‬

‫ج‪ :‬هو إفراد ال عز وجل بميع أنواع العبادة الظاهرة والباطنة قول وعمل ونفي العبادة عن كل ما سوى ال تعال‬
‫كائنا من كان كما قال تعال( وقضى ربك أل تعبدوا إل إياه )وقال تعال( واعبدوا ال ول تشركوا به شيئا )وقال‬
‫تعال( إنن أنا ال ل إله إل أنا فاعبدن وأقم الصلة لذكري )وغي ذلك من اليات‪ ,‬وهذا قد وفت به شهادة أن ل‬
‫إله إل ال‪.‬‬
‫ضد توحيد اللية‬

‫س‪ :‬ما هو ضد توحيد اللية?‬

‫ج‪ :‬ضده الشرك وهو نوعان شرك أكب ينافيه بالكلية وشرك أصغر يناف كماله‪.‬‬

‫الشرك الكب‬

‫س‪ :‬ما هوالشرك الكب?‬

‫‪ :‬هو اتاذ العبد من دون ال ندا يسويه برب العالي يبه كحب ال ويشاه كخشية ال ويلتجئ إليه ويدعوه ويافه‬
‫ويرجوه ويرغب إليه ويتوكل عليه أو يطيعه ف معصية ال أو يتبعه على غي مرضاة ال وغي ذلك قال تعال( إن ال‬
‫ل يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لن يشاء ومن يشرك بال فقد افترى إثا عظيما )وقال تعال( ومن يشرك‬
‫بال فقد ضل ضلل بعيدا )وقال تعال( ومن يشرك بال فقد حرم ال عليه النة ومأواه النار )وقال تعال( ومن يشرك‬
‫بال فكأنا خر من السماء فتخطفه الطي أو توي به الريح ف مكان سحيق )وغي ذلك من اليات‬

‫وقال النب صلى ال عليه وسلم( حق ال على العباد أن يعبدوه ول يشركوا به شيئا وحق العباد على ال أن ل يعذب‬
‫من ل يشرك به شيئا )وهو ف الصحيحي‪ ,‬ويستوي ف الروج بذا الشرك عن الدين الجاهر به ككفار قريش‬
‫وغيهم‪ ,‬والبطن له كالنافقي الخادعي الذين يظهرون السلم ويبطنون الكفر‪ ,‬قال ال تعال( إن النافقي ف الدرك‬
‫السفل من النار ولن تد لم نصيا إل الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بال وأخلصوا دينهم ل فأولئك مع الؤمني )‬
‫وغي ذلك من اليات‪.‬‬

‫الشرك الصغر‬

‫س‪ :‬ما هو الشرك الصغر?‬

‫ج‪ :‬هو يسي الرياء الداخل ف تسي العمل الراد به ال تعال قال ال تعال ( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عمل‬
‫صالا ول يشرك بعبادة ربه أحدا )وقال النب صلى ال عليه وسلم( أخوف ما أخاف عليكم الشرك الصغر )فسئل‬
‫عنه فقال( الرياء )ث فسره بقوله صلى ال عليه وسلم( يقوم الرجل فيصلي فيزين صلته لا يرى من نظر رجل إليه )‬
‫ومن ذلك اللف بغي ال كاللف بالباء والنداد والكعبة والمانة وغيها قال صلى ال عليه وسلم( ل تلفوا‬
‫بآبائكم ول بأمهاتكم ول بالنداد )وقال صلى ال عليه وسلم( ل تقولوا والكعبة ولكن قولوا ورب الكعبة )وقال‬
‫صلى ال عليه وسلم( ل تلفوا إل بال) وقال صلى ال عليه وسلم( من حلف بالمانة فليس منا )وقال صلى ال عليه‬
‫وسلم( من حلف بغي ال فقد كفر أو أشرك )وف رواية( وأشرك )ومنه قول ما شاء ال وشئت قال النب صلى ال‬
‫عليه وسلم للذي قال له ذلك ( أجعلتن ل ندا بل ما شاء وال وحده )ومنه قول لول ال وأنت وما ل إل ال وأنت‬
‫وأنا داخل على ال وعليك ونو ذلك‪ ,‬قال صلى ال عليه وسلم( ل تقولوا ما شاء ال وشاء فلن ولكن قولوا ما شاء‬
‫ال ث شاء فلن )قال أهل العلم ويوز لول ال ث فلن ‪,‬ول يوز لول ال وفلن‪.‬‬

‫س‪ :‬ما الفرق بي الواو وث ف هذه اللفاظ?‬

‫ج‪ :‬لن العطف بالواو يقتضي القارنة والتسوية فيكون من قال ما شاء ال وشئت قارنا مشيئة العبد بشيئة ال مسويا‬
‫با بلف العطف بثم القتضية للتبعية فمن قال ما شاء ال ‪,‬ث شئت فقد أقر بأن مشيئة العبد تابعة لشيئة ال تعال ل‬
‫تكون إل بعدها كما قال تعال( وما تشاءون إل أن يشاء ال ) وكذلك البقية‪.‬‬

‫توحيد الربوبية‬

‫س‪ :‬ما هو توحيد الربوبية?‬

‫ج‪ :‬هو القرار الازم بأن ال تعال رب كل شيء ومليكه وخالقه ومدبره والتصرف فيه ل يكن له شريك ف اللك‬
‫‪,‬ول يكن له ول من الذل ول راد لمره ول معقب لكمه ول مضاد له ول ماثل له ول سي له ول منازع ف شيء‬
‫من معان ربوبيته ومقتضيات أسائه وصفاته‪ ,‬قال ال تعال( المد ل الذي خلق السماوات والرض وجعل الظلمات‬
‫والنور )اليات بل السورة كلها وقال تعال( المد ل رب العالي )وقال تعال( قل من رب السماوات والرض قل‬
‫ال قل أفاتذت من دونه أولياء ل يلكون لنفسهم نفعا ول ضرا قل هل يستوي العمى والبصي أم هل تستوي‬
‫الظلمات والنور أم جعلوا ل شركاء خلقوا كخلقه فتشابه اللق عليهم قل ال خالق كل شيء وهو الواحد القهار )‬
‫اليات‬

‫وقال تعال( ال الذي خلقكم ث رزقكم ث ييتكم ث يييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء سبحانه‬
‫وتعال عما يشركون )وقال تعال( هذا خلق ال فأرون ماذا خلق الذين من دونه )وقال تعال( أم خلقوا من غي‬
‫شيء أم هم الالقون أم خلقوا السماوات والرض بل ل يوقنون )اليات وقال تعال( رب السماوات والرض وما‬
‫بينهما فاعبده واصطب لعبادته هل تعلم له سيا )وقال تعال( ليس كمثله شيء وهو السميع البصي )وقال تعال( وقل‬
‫المد ل الذي ل يتخذ ولدا ول يكن له شريك ف اللك ول يكن له ول من الذل وكبه تكبيا )وقال تعال( قل‬
‫ادعوا الذين زعمتم من دون ال ل يلكون مثقال ذرة ف السماوات ول ف الرض وما لم فيهما من شرك وما له‬
‫منهم من ظهي ول تنفع الشفاعة عنده إل لن أذن له حت إذا فزع عن قلوبم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الق وهو‬
‫العلي الكبي )‪.‬‬

‫ضد توحيد الربوبية‬


‫س‪ :‬ما ضد توحيد الربوبية?‬

‫ج‪ :‬هو اعتقاد متصرف مع ال عز وجل ف أي شيء من تدبي الكون من إياد أو إعدام أو إحياء أو إماتة أو جلب‬
‫خي أو دفع شر أو غي ذلك من معان الربوبية أو اعتقاد منازع له ف شيء من مقتضيات أسائه وصفاته كعلم الغيب‬
‫وكالعظمة والكبياء ونو ذلك‪ ,‬قال ال تعال( ما يفتح ال للناس من رحة فل مسك لا وما يسك فل مرسل له من‬
‫بعده وهو العزيز الكيم يا أيها الناس اذكروا نعمة ال عليكم هل من خالق غي ال يرزقكم من السماء والرض )‬
‫اليات‬

‫وقال تعال( إن يسسك ال بضر فل كاشف له إل هو وإن يردك بي فل راد لفضله )الية وقال تعال( قل أفرأيتم ما‬
‫تدعون من دون ال إن أرادن ال بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادن برحة هل هن مسكات رحته قل حسب ال‬
‫عليه يتوكل التوكلون )‬

‫وقال تبارك وتعال( وعنده مفاتح الغيب ل يعلمها إل هو )اليات‪ ,‬وقال تعال( قل ل يعلم من ف السماوات‬
‫والرض الغيب إل ال )الية وقال تعال( ول ييطون بشيء من علمه إل با شاء )وقال النب صلى ال عليه وسلم‪(:‬‬
‫يقول ال تعال العظمة إزاري والكبياء ردائي فمن نازعن واحدا منهما أسكنته ناري )وهو ف الصحيح‪.‬‬

‫توحيد الساء والصفات‬

‫س‪ :‬ما هو توحيد الساء والصفات?‬

‫ج‪ :‬هو اليان با وصف ال تعال به نفسه ف كتابه ووصفه به رسوله صلى ال عليه وسلم من الساء السن‬
‫والصفات العلى‪ ,‬وإمرارها كما جاءت بل كيف كما جع ال تعال بي إثباتا ‪,‬ونفي التكييف عنها ف كتابه ف غي‬
‫موضع كقوله تعال( يعلم ما بي أيديهم وما خلفهم ول ييطون به علما )وقوله تعال( ليس كمثله شيء وهو السميع‬
‫البصي )وقوله تعال( ل تدركه البصار وهو يدرك البصار وهو اللطيف البي )وغي ذلك‪ ,‬وف الترمذي عن أب بن‬
‫كعب رضي ال عنه أن الشركي قالوا لرسول ال صلى ال عليه وسلم ‪-‬يعن لا ذكر آلتهم‪ -‬انسب لنا ربك فأنزل‬
‫ال تعال( قل هو ال أحد ال الصمد )والصمد الذي( ل يلد ول يولد )لنه ليس شيء يولد إل سيموت وليس شيء‬
‫يوت إل سيورث وإن ال تعال ل يوت ول يورث( ول يكن له كفوا أحد )ل قال ل يكن له شبيه ول عديل‪,‬‬
‫وليس كمثله شيء‪.‬‬
‫دليل الساء السن من الكتاب والسنة‬

‫س‪ :‬ما دليل الساء السن من الكتاب والسنة?‬

‫ج‪ :‬قال ال عز وجل( ول الساء السن فادعوه با وذروا الذين يلحدون ف أسائه )وقال سبحانه( قل ادعوا ال أو‬
‫ادعوا الرحن أياما تدعوا فله الساء السن )وقال عز وجل( ال ل إله إل هو له الساء السن )وغيها من اليات‪,‬‬
‫وقال النب صلى ال عليه وسلم( إن ل تسعة وتسعي اسا من أحصاها دخل النة )وهو ف الصحيح‪ ,‬وقال صلى ال‬
‫عليه وسلم( أسألك اللهم بكل اسم هو لك سيت به نفسك ‪,‬أو أنزلته ف كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو‬
‫استأثرت به ف علم الغيب عندك أن تعل القرآن العظيم ربيع قلب )الديث‪.‬‬

‫مثال الساء السن من القرآن‬

‫س‪ :‬ما مثال الساء السن من القرآن?‬

‫ج‪ :‬مثل قوله تعال( إن ال كان عليا كبيا )( إن ال كان لطيفا خبيا )( إن ال كان عليما قديرا )( إن ال كان‬
‫سيعا بصيا )( إن ال كان عزيزا حكيما )( إن ال كان غفورا رحيما )( إنه بم رءوف رحيم )( وال غن حليم )‬
‫( إنه حيد ميد )(إن رب على كل شيء حفيظ )( إن رب قريب ميب )( إن ال كان عليكم رقيبا )( وكفى بال‬
‫وكيل )( وكفى بال حسيبا )( و كان على كل شيء مقيتا )( إنه على كل شيء شهيد )( إنه بكل شيء ميط )‬
‫وقال تعال( ال ل إله إل هو الي القيوم )وقال تعال( هو الول والخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم )‬
‫وقوله تعال( هو ال الذي ل إله إل هو عال الغيب والشهادة هو الرحن الرحيم هو ال الذي ل إله إل هو اللك‬
‫القدوس السلم الؤمن الهيمن العزيز البار التكب سبحان ال عما يشركون هو ال الالق البارئ الصور له الساء‬
‫السن )وغيها من اليات‪.‬‬

‫مثال الساء السن من السنة‬

‫س‪ :‬ما مثال الساء السن من السنة?‬

‫ج‪ :‬مثل قوله صلى ال عليه وسلم( ل إله إل ال العظيم الليم ل إله إل ال رب العرش العظيم‪ ,‬ل إله إل ال رب‬
‫السماوات ورب الرض ورب العرش الكري )وقوله صلى ال عليه وسلم( يا حي يا قيوم يا ذا اللل والكرام يا‬
‫بديع السماوات والرض )وقوله صلى ال عليه وسلم( بسم ال الذي ل يضر مع اسه شيء ف الرض ‪,‬ول ف‬
‫السماء وهو السميع العليم )وقوله صلى ال عليه وسلم( اللهم عال الغيب والشهادة فاطر السماوات والرض رب‬
‫كل شيء ومليكه )الديث وقوله صلى ال عليه وسلم( اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ربنا ورب‬
‫كل شيء فالق الب والنوى منل التوراة والنيل والقرآن أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته أنت‬
‫الول فليس قبلك شيء وأنت الخر فليس بعدك شيء‪ ,‬وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك‬
‫شيء )الديث‪.‬‬

‫وقوله صلى ال عليه وسلم( اللهم لك المد أنت نور السماوات والرض ومن فيهن ولك المد أنت قيوم‬
‫السماوات والرض ومن فيهن )الديث‪ .‬وقوله صلى ال عليه وسلم( اللهم إن أسألك بأن أشهد أنك أنت ال ل إله‬
‫إل أنت الحد الصمد الذي ل يلد ول يولد ول يكن له كفوا أحد )وقوله صلى ال عليه وسلم( يا مقلب القلوب )‬
‫الديث وغي ذلك كثي‪.‬‬

‫دللة الساء السن‬

‫س‪ :‬على كم نوع دللة الساء السن?‬

‫ج‪ :‬هي على ثلثة أنواع دللتها على الذات مطابقة ودللتها على الصفات الشتقة منها تضمنا ودللتها على الصفات‬
‫الت ما اشتقت منها التزاما‪.‬‬

‫س‪ :‬ما مثال ذلك?‬

‫ج‪ :‬مثال ذلك‪ :‬اسه تعال الرحن الرحيم يدل على ذات السمى وهو ال عز وجل مطابقة وعلى الصفة الشتق منها‬
‫وهي الرحة تضمنا وعلى غيها من الصفات الت ل تشتق منها كالياة والقدرة التزاما ‪,‬وهكذا سائر أسائه وذلك‬
‫بلف الخلوق فقد يسمى حكيما وهو جاهل وحكما وهو ظال وعزيزا وهو ذليل وشريفا وهو وضيع وكريا وهو‬
‫لئيم وصالا وهو طال وسعيدا وهو شقي وأسدا وحنظلة وعلقمة وليس كذلك‪ ,‬فسبحان ال وبمده هو كما‬
‫وصف نفسه وفوق ما يصفه به خلقه‪.‬‬

‫دللة الساء السن من جهة التضمن‬

‫س‪ :‬على كم قسم دللة الساء السن من جهة التضمن?‬

‫ج‪ :‬هي على أربعة أقسام‪:‬‬

‫الول‪ :‬السم العلم التضمن لميع معان الساء السن وهو ال ;ولذا تأت الساء جيعها صفات له كقوله تعال‬
‫( هو ال الالق البارئ الصور )ونو ذلك‪ ,‬ول يأت هو قط تابعا لغيه من الساء‪.‬‬
‫الثان‪ :‬الثان ما يتضمن صفة ذات ال عز وجل كاسه تعال السميع التضمن سعه الواسع جيع الصوات‪ ,‬سواء عنده‬
‫سرها وعلنيتها واسه البصي التضمن بصره النافذ ف جيع البصرات سواء دقيقها وجليلها ‪,‬واسه العليم التضمن‬
‫علمه الحيط الذي( ل يعزب عنه مثقال ذرة ف السماوات ول ف الرض ول أصغر من ذلك ول أكب )واسه القدير‬
‫التضمن قدرته على كل شيء إيادا وإعداما وغي ذلك‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬ما يتضمن صفة فعل ال كالالق الرازق البارئ الصور وغي ذلك‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬ما يتضمن تنهه تعال وتقدسه عن جيع النقائص كالقدوس السلم‪.‬‬

‫أقسام الساء السن من جهة إطلقها على ال عز وجل‬

‫س‪ :‬كم أقسام الساء السن من جهة إطلقها على ال عز وجل?‬

‫ج‪ :‬منها ما يطلق على ال مفردا أو مع غيه وهو ما تضمن صفة الكمال بأي إطلق كالي القيوم الحد الصمد‬
‫ونو ذلك‪ ,‬ومنها ما ل يطلق على ال إل مع مقابله وهو ما إذا أفرد أوهم نقصا كالضار النافع‪ ,‬والافض الرافع‬
‫والعطي الانع والعز الذل ونو ذلك فل يوز إطلق الضار ول الافض ول الانع ول الذل كل على انفراده‪ ,‬ول‬
‫يطلق قط شيء منها ف الوحي كذلك ل ف الكتاب ول ف السنة‪ ,‬ومن ذلك اسه تعال النتقم ل يطلق ف القرآن إل‬
‫مع متعلقه كقوله تعال( إنا من الجرمي منتقمون )أو بإضافة ذو إل الصفة الشتق منها كقوله تعال( وال عزيز ذو‬
‫انتقام )‪.‬‬

‫مثال صفات الذات من الكتاب‬

‫س‪ :‬تقدم أن صفات ال تعال منها ذاتية وفعلية فما مثال صفات الذات من الكتاب ?‬

‫ج‪ :‬مثل قوله تعال( بل يداه مبسوطتان )(كل شيء هالك إل وجهه )( ويبقى وجه ربك ذو اللل والكرام )‬
‫( ولتصنع على عين )( أبصر به وأسع )( إنن معكما أسع وأرى )( يعلم ما بي أيديهم وما خلفهم ول ييطون به‬
‫علما )( وكلم ال موسى تكليما )( وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالي )( وناداها ربما أل أنكما عن‬
‫تلكما الشجرة )( ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم الرسلي )وغي ذلك‪.‬‬

‫مثال صفات الذات من السنة‬

‫س‪ :‬ما مثال صفات الذات من السنة ?‬


‫ج‪ :‬كقوله صلى ال عليه وسلم( حجابه النور لو كشفه لحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه )وقوله‬
‫صلى ال عليه وسلم( يي ال ملى ل تغيضها نفقة سحاء الليل والنهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والرض‬
‫‪,‬فإنه ل يغض ما ف يينه وعرشه على الاء وبيده الخرى الفيض أو القبض يرفع ويفض )وقوله صلى ال عليه وسلم‬
‫ف حديث الدجال( إن ال ل يفي عليكم أن ال ليس بأعور )وأشار بيده إل عينه الديث‪ ,‬وف حديث الستخارة(‬
‫اللهم إن أستخيك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ول أقدر وتعلم ول أعلم‬
‫وأنت علم الغيوب )الديث‪ ,‬وقوله صلى ال عليه وسلم( إنكم ل تدعون أصم ل غايبا تدعون سيعا بصيا قرييا )‬
‫وقوله صلى ال عليه وسلم( إذا أراد ال أن يوحي بالمر تكلم بالوحي )الديث‪ ,‬وف حديث البعث( يقول ال تعال‪:‬‬
‫يا آدم فيقول لبيك )الديث‪ ,‬وأحاديث كلم ال لعباده ف الوقف ‪,‬وكلمه لهل النة وغي ذلك ما ل يصى‪.‬‬

‫مثال صفات الفعال من الكتاب‬

‫س‪ :‬ما مثال صفات الفعال من الكتاب?‬

‫ج‪ :‬مثل قوله تعال( ث استوى إل السماء )وقوله( هل ينظرون إل أن يأتيهم ال )الية‪ ,‬وقوله تعال( وما قدروا ال‬
‫حق قدره والرض جيعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه )وقوله تعال( ما منعك أن تسجد لا خلقت‬
‫بيدي )وقوله تعال( وكتبنا له ف اللواح من كل شيء )وقوله تعال( فلما تلى ربه للجبل جعله دكا )وقوله تعال(‬
‫إن ال يفعل ما يشاء )وغيها من اليات‪.‬‬

‫مثال صفات الفعال من السنة‬

‫س‪ :‬ما مثال صفات الفعال من السنة?‬

‫ج‪ :‬مثل قوله صلى ال عليه وسلم( ينل ربنا كل ليلة إل السماء الدنيا حي يبقى ثلث الليل الخر )الديث‪ ,‬وقوله‬
‫صلى ال عليه وسلم ف حديث الشفاعة( فيأتيهم ال ف صورته الت يعرفون فيقول أنا ربكم فيقولون أنت ربنا )‬
‫الديث‪ ,‬ونعن بصفة الفعل هنا التيان ل الصورة فافهم‪ ,‬وقوله صلى ال عليه وسلم( إن ال يقبض يوم القيامة‬
‫الرض وتكون السماوات بيمينه ث يقول أنا اللك )الديث‪ ,‬وقوله صلى ال عليه وسلم( لا خلق ال اللق كتب‬
‫بيده على نفسه أن رحت تغلب غضب )وف حديث احتجاج آدم وموسى‪" :‬فقال آدم يا موسى اصطفاك ال بكلمه‬
‫وخط لك التوراة بيده" فكلمه تعال ويده صفتا ذات وتكلمه صفة ذات وفعل معا وخطه التوراة صفة فعل‪ ,‬وقوله‬
‫صلى ال عليه وسلم( إن ال تعال يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل )‬
‫الديث‪ ,‬وغيها كثي‪.‬‬
‫أساء ال كلها توقيفية‬

‫س‪ :‬هل يشتق من كل صفات الفعال أساء أم أساء ال كلها توقيفية؟‬

‫ج‪ :‬ل بل أساء ال تعال كلها توقيفية ل يسمى إل با سى به نفسه ف كتابه أو أطلقه عليه رسوله صلى ال عليه‬
‫وسلم وكل فعل أطلقه ال تعال على نفسه فهو فيما أطلق فيه مدح وكمال ولكن ليس كلها وصف ال به نفسه‬
‫مطلقا ول كلها يشتق منها أساء بل منها ما وصف به نفسه مطلقا كقوله تعال( ال الذي خلقكم ث رزقكم ث‬
‫ييتكم ث يييكم )وسى نفسه الالق الرازق الحي الميت الدبر‪ ,‬ومنها أفعال أطلقها ال تعال على نفسه على سبيل‬
‫الزاء ‪,‬والقابلة وهي فيما سيقت له مدح وكمال كقوله تعال( يادعون ال وهو خادعهم )( ومكروا ومكر ال وال‬
‫خي الاكرين )( نسوا ال فنسيهم )ولكن ل يوز إطلقها على ال ف غي ما سيقت فيه من اليات‪ ,‬فل يقال أنه‬
‫تعال يكر ويادع ويستهزئ ونو ذلك‪ ,‬وكذلك ل يقال ماكر مادع مستهزئ ول يقوله مسلم ول عاقل ‪,‬فإن ال‬
‫عز وجل ل يصف نفسه بالكر والداع إل على وجه الزاء لن فعل ذلك بغي حق ‪,‬وقد علم أن الجازاة على ذلك‬
‫بالعدل حسنة من الخلوق فكيف من اللق العليم العدل الكيم‪.‬‬

‫ماذا يتضمن اسه العلي العلى‬

‫س‪ :‬ماذا يتضمن اسه العلي العلى وما ف معناه كالظاهر والقاهر والتعال؟‬

‫ج‪ :‬يتضمن اسه العلي العلى الصفة الشتق منها وهو ثبوت العلو له عز وجل بميع معانيه‪ ,‬علو فوقيته تعال على‬
‫عرشه عال على جيع خلقه بائن منهم رقيب عليهم يعلم ما هم عليه قد أحاط بكل شيء علما ل تفى عليه منهم‬
‫خافية‪ .‬وعلو قهره فل مغالب له ول منازع ول مضاد ول مانع‪ ,‬بل كل شيء خاضع لعظمته‪ ,‬ذليل لعزته مستكي‬
‫لكبيائه‪ ,‬تت تصرفه وقهره ل خروج له من قبضته‪ .‬وعلو شأنه‪ ,‬فجميع صفات الكمال له ثابتة وجيع النقائص عنه‬
‫منتفية عز وجل وتبارك وتعال وجيع هذه العان للعلو متلزمة ل ينفك معن منها عن الخر‪.‬‬

‫دليل علو الفوقية من الكتاب‬

‫س‪ :‬ما دليل علو الفوقية من الكتاب?‬

‫ج‪ :‬الدلة الصرية عليه ل تعد ول تصى فمنها هذه الساء وما ف معناها ومنها قوله( الرحن على العرش استوى )‬
‫ف سبعة مواضع من القرآن ومنها قوله تعال‪ (:‬ءأمنتم من ف السماء )اليتي‪ ,‬ومنها قوله تعال( يافون ربم من‬
‫فوقهم )ومنها قوله تعال( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصال يرفعه )وقوله تعال( تعرج اللئكة والروح إليه )‬
‫وقوله( يدبر المر من السماء إل الرض )وقوله تعال( يا عيسى إن متوفيك ورافعك إل )وغي ذلك كثي‪.‬‬
‫دليل علو الفوقية من السنة‬

‫س‪ :‬ما دليل ذلك من السنة?‬

‫ج‪ :‬أدلته من السنة كثية ل تصى‪ ,‬منها قوله صلى ال عليه وسلم ف حديث الوعال( والعرش فوق ذلك وال فوق‬
‫العرش وهو يعلم ما أنتم عليه )وقوله لسعد ف قصة قريظة "لقد حكمت فيهم بكم اللك من فوق سبعة أرقعة" وقوله‬
‫صلى ال عليه وسلم للجارية( أين ال )قالت ف السماء قال( اعتقها فإنا مؤمنة) وأحاديث معراج النب صلى ال عليه‬
‫وسلم وقوله صلى ال عليه وسلم ف حديث تعاقب اللئكة( ث يعرج الذين باتوا فيكم فيسألم وهو أعلم بم )‬
‫الديث‪ ,‬وقوله صلى ال عليه وسلم( من تصدق بعدل ترة من كسب طيب ول يصعد إل ال إل الطيب )الديث‪,‬‬
‫وقوله صلى ال عليه وسلم ف حديث الوحي( إذا قضى ال المر ف السماء ضربت اللئكة بأجنحتها خضعانا لقوله‬
‫كأنه سلسلة على صفوان )الديث وغي ذلك كثي‪ ,‬وقد أقر بذلك جيع الخلوقات إل الهمية‪.‬‬

‫مسألة الستواء‬

‫س‪ :‬ماذا قال أئمة الدين من السلف الصال ف مسألة الستواء?‬

‫ج‪ :‬قولم بأجعهم رحهم ال تعال‪ :‬الستواء غي مهول والكيف غي معقول واليان به واجب والسؤال عنه بدعة‬
‫ومن ال الرسالة ‪,‬وعلى الرسول البلغ وعلينا التصديق والتسليم‪ ,‬وهكذا قولم ف جيع آيات الساء والصفات‬
‫وأحاديثها( آمنا به كل من عند ربنا )(آمنا بال واشهد بأنا مسلمون )‪.‬‬

‫دليل علو القهر من الكتاب‬


‫س‪ :‬ما دليل علو القهر من الكتاب?‬

‫ج‪ :‬أدلته كثية منها قوله تعال( وهو القاهر فوق عباده )وهو متضمن لعلو القهر والفوقية‪ .‬وقوله تعال( سبحانه هو‬
‫ال الواحد القهار )وقوله تعال( لن اللك اليوم ل الواحد القهار )وقوله تعال( قل إنا أنا منذر وما من إله إل ال‬
‫الواحد القهار )وقوله تعال( ما من دابة إل هو آخذ بناصيتها )وقول تعال( يا معشر الن والنس إن استطعتم أن‬
‫تنفذوا من أقطار السماوات والرض فانفذوا ل تنفذون إل بسلطان )وغي ذلك من اليات‪.‬‬
‫دليل علو القهر من السنة‬

‫س‪ :‬ما دليل ذلك من السنة?‬

‫ج‪ :‬أدلته من السنة كثية منها قوله صلى ال عليه وسلم‪ (:‬أعوذ بك من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها )وقوله صلى‬
‫ال عليه وسلم( اللهم إن عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيت بيدك ماض ف حكمك عدل ف قضاؤك )الديث‪,‬‬
‫وقوله صلى ال عليه وسلم( إنك تقضي ول يقضى عليك إنه ل يذل من واليت ول يعز من عاديت )وغي ذلك كثي‪.‬‬

‫دليل علو الشأن‬

‫س‪ :‬ما دليل علو الشأن وما الذي يب نفيه عن ال عز وجل ?‬

‫ج‪ :‬اعلم أن علو الشأن هو ما تضمنه اسه القدوس السلم الكبي التعال وما ف معناها واستلزمته جيع صفات كماله‬
‫ونعوت جلله فتعال ف أحديته أن يكون لغيه ملك أو قسط منه أو يكون عونا له أو ظهيا أو شفيعا عنده بدون‬
‫إذنه أو عليه يي وتعال ف عظمته وكبيائه وملكوته وجبوته عن أن يكون له منازع أو مغالب أو ول من الذل أو‬
‫نصي وتعال ف صمديته عن الصاحبة والولد والوالد والكفء والنظي وتعال ف كماله و حياته وقيوميته وقدرته عن‬
‫الوت والسنة والنوم والتعب والعياء وتعال ف كمال علمه عن الغفلة والنسيان وعن عزوب مثقال ذرة عن علمه ف‬
‫الرض أو ف السماء وتعال ف كمال حكمته وحده عن خلق شيء عبثا وعن ترك اللق سدى بل أمر ول ني ول‬
‫بعث ول جزاء وتعال ف كمال عدله عن أن يظلم أحدا مثقال ذرة أو أن يهضمه شيئا من حسناته‪ ,‬وتعال ف كمال‬
‫غناه عن أن يطعم أو يرزق أو يفتقر إل غيه ف شيء وتعال ف جيع ما وصف به نفسه ووصفه به رسوله عن‬
‫التعطيل والتمثيل وسبحانه وبمده وعز وجل وتبارك وتعال وتنه وتقدس عن كل ما يناف إليته وربوبيته وأساءه‬
‫السن وصفاته العلى( وله الثل العلى ف السماوات والرض وهو العزيز الكيم )ونصوص الوحي من الكتاب‬
‫والسنة ف هذا الباب معلومة مفهومة مع كثرتا وشهرتا‪.‬‬

‫قوله صلى ال عليه وسلم ف الساء‬


‫السن من أحصاها دخل النة‬

‫س‪ :‬ما معن قوله صلى ال عليه وسلم ف الساء السن ( من أحصاها دخل النة ) ?‬

‫ج‪ :‬قد فسر ذلك بعان منها حفظها ودعاء ال با والثناء عليه بميعها ومنها أن ما كان يسوغ القتداء به كالرحيم‬
‫والكري فيمرن العبد نفسه على أن يصح له التصاف با فيما يليق به ‪,‬وما كان يتص به نفسه تعال كالبار والعظيم‬
‫والتكب فعلى العبد القرار با والضوع لا وعدم التحلي بصفة منها‪ ,‬وما كان فيه معن الوعد كالغفور الشكور‬
‫العفو الرءوف الليم الواد الكري فليقف منه عند الطمع والرغبة‪ ,‬وما كان فيه معن الوعيد كعزيز ذي انتقام شديد‬
‫العقاب سريع الساب ;فليقف منه عند الشية والرهبة‪.‬‬

‫ومنها شهود العبد إياها وإعطاؤها حقها معرفة وعبودية مثاله من شهد علو ال تعال على خلقه وفوقيته عليهم‬
‫واستواءه على عرشه بائنا من خلقه مع إحاطته بم علما وقدرة وغي ذلك وتعبد بقتضى هذه الصفة بيث يصي لقلبه‬
‫صمدا يعرج إليه مناجيا له مطرقا واقفا بي يديه وقوف العبد الذليل بي يدي اللك العزيز فيشعر بأن كلمه وعمله‬
‫صاعد إليه معروض عليه فيستحيي أن يصعد إليه من كلمه وعمله ما يزيه ويفضحه هنالك ويشهد نزول المر‬
‫والراسيم اللية إل أقطار العوال كل وقت بأنواع التدبي والتصرف من الماتة والحياء العزاز والذلل والفض‬
‫والرفع والعطاء والنع وكشف البلء وإرساله ومداولة اليام بي الناس إل غي ذلك من التصرفات ف الملكة الت ل‬
‫يتصرف فيها سواه فمراسيمه نافذة فيها كما يشاء( يدبر المر من السماء إل الرض ث يعرج إليه ف يوم كان‬
‫مقداره ألف سنة ما تعدون )فمن وف هذا الشهد حقه معرفة وعبودية فقد استغن بربه وكفاه‪ ,‬وكذلك من شهد‬
‫علمه الحيط وسعه وبصره وحياته وقيوميته وغيها ول يرزق هذا الشهد إل السابقون القربون‪.‬‬

‫ضد توحيد الساء والصفات‬

‫س‪ :‬ما ضد توحيد الساء والصفات ؟‬

‫ج‪ :‬ضده اللاد ف أساء ال وصفاته وآياته‪ ,‬وهو ثلثة أنواع‪.‬‬

‫الول‪ :‬إلاد الشركي الذين عدلوا بأساء ال تعال عما هي عليه وسوا با أوثانم فزادوا ونقصوا فاشتقوا اللت من‬
‫الله والعزى من العزيز ومناة من النان‪.‬‬

‫الثان‪ :‬إلاد الشبهة الذين يكيفون صفات ال تعال ويشبهونا بصفات خلقه وهو مقابل للاد الشركي فأولئك‬
‫سووا الخلوق برب العالي وهؤلء جعلوه بنلة الجسام الخلوقة وشبهوه با تعال وتقدس‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬إلاد النفاة العطلة وهم قسمان‪ :‬قسم أثبتوا ألفاظ أسائه تعال ونفوا عنه ما تضمنته من صفات الكمال‬
‫فقالوا رحن رحيم بل رحة عليم بل علم سيع بل سع بصي بل بصر قدير بل قدرة ‪,‬واطردوا بقيتها كذلك‪ ,‬وقسم‬
‫صرحوا بنفي الساء ومتضمناتا بالكلية ووصفوه بالعدم الحض الذي ل اسم له ول صفة سبحان ال وتعال عما‬
‫يقول الظالون الاحدون اللحدون علوا كبيا (رب السماوات والرض وما بينهما فاعبده واصطب لعبادته هل تعلم‬
‫له سيا)‪ (،‬ليس كمثله شيء وهو السميع البصي)‪ (،‬يعلم ما بي أيديهم وما خلفهم ول ييطون به علما) ‪.‬‬
‫جيع أنواع التوحيد متلزمة‬

‫س‪ :‬هل جيع أنواع التوحيد متلزمة فينافيها كلها ما يناف نوعا منها ؟‬

‫ج‪ :‬نعم هي متلزمة فمن أشرك ف نوع منها فهو مشرك ف البقية مثال ذلك دعاء غي ال وسؤاله ما ل يقدر عليه إل‬
‫ال‪ ,‬فدعاؤها إياها عبادة بل مخ العبادة صرفها لغي ال من دون ال فهذا شرك ف اللية‪ ,‬وسؤاله إياه تلك الاجة من‬
‫جلب خي أو دفع شر معتقدا أنه قادر على قضاء ذلك‪ ,‬هذا شرك ف الربوبية حيث اعتقد أنه متصرف مع ال ف‬
‫ملكوته‪ ,‬ث إنه ل يدعه هذا الدعاء من دون ال إل مع اعتقاده أنه يسمعه على البعد والقرب ف أي وقت كان وف‬
‫أي مكان ويصرحون بذلك وهو شرك ف الساء والصفات حيث أثبت له سعا ميطا بميع السموعات ل يجبه‬
‫قرب ول بعد فاستلزم هذا الشرك ف اللية الشرك ف الربوبية والساء والصفات‪.‬‬

‫الدليل على اليان باللئكة من الكتاب والسنة‬

‫س‪ :‬ما الدليل على اليان باللئكة من الكتاب والسنة ؟‬

‫ج‪ :‬أدلة ذلك من الكتاب كثية منها قوله تعال‪ (:‬واللئكة يسبحون بمد ربم ويستغفرون لن ف الرض ) وقوله‬
‫تعال ‪(:‬إن الذين عند ربك ل يستكبون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون ) وقوله تعال ‪(:‬من كان عدوا ل‬
‫وملئكته ورسله وجبيل وميكال فإن ال عدو للكافرين) وتقدم اليان بم من السنة ف حديث جبيل وغيه‪ ,‬وف‬
‫صحيح مسلم أن ال تعال خلقهم من نور‪ ,‬والحاديث ف شأنم كثية‪.‬‬

‫معن اليان باللئكة‬

‫س‪ :‬ما معن اليان باللئكة ؟‬

‫ج‪ :‬هو القرار الازم بوجودهم وأنم خلق من خلق ال مربوبون مسخرون و( عباد مكرمون ل يسبقونه بالقول وهم‬
‫بأمره يعملون)‪ (،‬ل يعصون ال ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون )‪ (،‬ل يستكبون عن عبادته ول يستحسرون يسبحون‬
‫الليل والنهار ليفترون) ول يسأمون وليستحسرون‪.‬‬

‫أنواع اللئكة باعتبار ما هيأهم ال له ووكلهم به‬

‫س‪ :‬اذكر بعض أنواعهم باعتبار ما هيأهم ال له ووكلهم به ؟‬

‫ج‪ :‬هم باعتبار ذلك أقسام كثية‪ ,‬فمنهم الوكل بأداء الوحي إل الرسل ‪،‬وهو الروح المي جبيل عليه السلم‪.‬‬
‫ومنهم الوكل بالقطر‪،‬وهو ميكائيل عليه السلم‪ .‬ومنهم الوكل بالصور‪،‬وهو اسرافيل عليه السلم‪ .‬ومنهم الوكل‬

‫بقبض الرواح‪،‬وهو ملك الوت وأعوانه‪ .‬ومنهم الوكل بأعمال العباد‪،‬وهم الكرام الكاتبون‪ .‬ومنهم الوكل بفظ‬

‫العبد من بي يديه ومن خلفه ‪،‬وهم العقبات‪ .‬ومنهم الوكل بالنة ونعيمها‪ ،‬وهم رضوان ومن معه‪ .‬ومنهم‬

‫الوكل بالنار وعذابا‪،‬وهم ومن معه من الزبانية ورؤساؤهم تسعة عشر‪.‬ومنهم الوكل بفتنة القب‪،‬وهم منكر ونكي‬

‫ومنهم حلة العرش‪.‬ومنهم الكروبيون‪.‬ومنهم الوكل بالنطف ف الرحام ومن تليقها وكتابة مايراد با‪.‬ومنهم ملئكة‬
‫يدخلون البيت العمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ث ل يعودون اليه اخر ماعليهم‪،‬ملئكة سياحون يتبعون‬
‫مالس الذكر‪.‬ومنهم صفوف قيام ل يفترون‪.‬ومنهم ركع سجد ل يرفعون‪.‬ومنهم غي من ذلك(وما يعلم جنود ربك‬
‫ال هو وما هي ال ذكرى للبشر)‪.‬ونصوص هذه القسام من الكتاب والسنة ل تفى‪.‬‬

‫دليل اليان بالكتب‬

‫س‪ :‬ما دليل اليان بالكتب ؟‬

‫ج‪ :‬أدلته كثية منها قوله تعال(يا أيها الذين آمنوا امنوا بال ورسوله والكتاب الذي أنزل على رسوله والكتاب الذي‬
‫أنزل من قبل )وقوله تعال(قولوا آمنا بال وما أنزل إلينا وما أنزل إل إبراهيم وإساعيل وإسحاق ويعقوب والسباط‬
‫وما أوت موسى وعيسى وما أوت النبيون من ربم ل نفرق بي أحد منهم )اليات وغيها كثي ويكفي ف ذلك قوله‬
‫تعال(وقل آمنت با أنزل ال من كتاب ‪(.‬‬

‫هل سيت جيع الكتب ف القرآن‬

‫س‪ :‬هل سيت جيع الكتب ف القرآن ؟‬

‫ج‪ :‬سى ال منها ف القرآن هو والتوراة والنيل والزبور وصحف إبراهيم وموسى وذكر الباقي جلة فقال تعال(ال‬
‫ل إله إل هو الي القيوم نزل عليك الكتاب بالق مصدقا لا بي يديه وأنزل التوراة والنيل من قبل )وقال‬
‫تعال(وآتينا داود زبورا )وقال تعال(أم ل ينبأ با ف صحف موسى وإبراهيم الذي وف )وقال تعال(لقد أرسلنا رسلنا‬
‫بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب واليزان ليقوم الناس بالقسط )فما ذكر ال منها تفصيل وجب علينا اليان به‬
‫تفصيل‪,‬وما ذكر منها إجال وجب علينا اليان به إجال فنقول فيه ما أمر ال به رسوله(وقل آمنت با أنزل ال من‬
‫كتاب ‪(.‬‬

‫معن اليان بكتب ال عز وجل‬


‫س‪ :‬ما معن اليان بكتب ال عز وجل ؟‬

‫ج‪ :‬معناه التصديق الازم بأن جيعها منل من عند ال عز وجل وأن ال تكلم با حقيقة فمنها السموع منه تعال من‬
‫وراء حجاب بدون واسطة الرسول اللكي‪ ,‬ومنها ما بلغه الرسول اللكي إل الرسول البشري‪ ,‬ومنها ما كتبه ال‬
‫تعال بيده كما قال تعال‪ (:‬وما كان لبشر أن يكلمه ال إل وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسول فيوحي بإذنه‬
‫ما يشاء ) وقال تعال لوسى‪ (:‬إن اصطفيتك على الناس برسالت وبكلمي )‪(،‬وكلم ال موسى تكليما ) وقال‬
‫تعال ف شأن التوراة ‪(:‬وكتبنا له ف اللواح من كل شيء موعظة وتفصيل لكل شيء ) وقال ف عيسى(و آتيناه‬
‫النيل ( وقال تعال‪(:‬وآتينا داود زبورا ) وتقدم ذكرها بلفظ التنيل‬

‫وقال تعال ف شأن القرآن( لكن ال يشهد با أنزل إليك أنزله بعلمه واللئكة يشهدون وكفى بال شهيدا ) وقال‬
‫تعال فيه( وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنيل ) وقال تعال‪ (:‬وإنه لتنيل رب العالي نزل به‬
‫الروح المي على قلبك لتكون من النذرين بلسان عرب مبي ) اليات‪ ,‬وقال تعال فيه ‪(:‬إن الذين كفروا بالذكر لا‬
‫جاءهم وإنه لكتاب عزيز ل يأتيه الباطل من بي يديه ول من خلفه تنيل من حكيم حيد ) اليات‪ ,‬وغيها كثي‪.‬‬

‫منلة القرآن من الكتب‬

‫س‪ :‬ما منلة القرآن من الكتب التقدمة?‬

‫ج‪ :‬قال ال تعال فيه‪(:‬وأنزلنا إليك الكتاب بالق مصدقا لا بي يديه من الكتاب ومهيمنا عليه ) وقال تعال‪ (:‬وما‬
‫كان هذا القرآن أن يفترى من دون ال ولكن تصديق الذي بي يديه وتفصيل الكتاب ل ريب فيه من رب العالي)‬

‫وقال تعال‪ (:‬ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بي يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحة لقوم يؤمنون ) قال‬
‫أهل التفسي ‪:‬مهيمنا مؤتنا وشاهدا على ما قبله من الكتب ومصدقا لا‪ ،‬يعن يصدق ما فيها من الصحيح‪ ,‬وينفي ما‬
‫وقع فيها من تريف وتبديل وتغيي ويكم عليها بالنسخ أو التقرير‪ ,‬ولذا يضع له كل متمسك بالكتب التقدمة من‬
‫ل ينقلب على عقبيه كما قال تبارك وتعال‪ (:‬الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا‬
‫به إنه الق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمي ) وغي ذلك‪.‬‬
‫الذي يب التزامه ف حق القرآن‬

‫س‪ :‬ما الذي يب التزامه ف حق القرآن على جيع المة ؟‬

‫ج‪ :‬هو اتباعه ظاهرا وباطنا والتمسك به والقيام بقه‪ ,‬قال تعال ‪(:‬وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا ) وقال‬
‫تعال ‪(:‬اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ول تتبعوا من دونه أولياء ) وقال تعال ‪(:‬والذين يسكون بالكتاب وأقاموا‬
‫الصلة إنا ل نضيع أجر الصلحي ) وهي عامة ف كل كتاب واليات ف ذلك كثية وأوصى النب صلى ال عليه‬
‫وسلم بكتاب ال فقال‪ ":‬فخذوا بكتاب ال وتسكوا به" وف حديث علي مرفوعا "إنا ستكون فت "قلت‪ :‬ما‬
‫الخرج منها يا رسول ال قال‪":‬كتاب ال " وذكر الديث‪.‬‬

‫معن التمسك بالكتاب والقيام بقه‬

‫س‪ :‬ما معن التمسك بالكتاب والقيام بقه ؟‬

‫ج‪ :‬حفظه وتلوته والقيام به آناء الليل والنهار وتدبر آياته وإحلل حلله‪ ,‬وتري حرامه والنقياد لوامره‪ ,‬والنزجار‬
‫بزواجره والعتبار بأمثاله‪ ,‬والتعاظ بقصصه والعمل بحكمه ‪,‬والتسليم لتشابه والوقوف عند حدوده‪ ,‬والذب عنه‬
‫لتحريف الغالي وانتحال البطلي‪ ,‬والنصيحة له بكل معانيها والدعوة إل ذلك على بصية‪.‬‬

‫حكم من قال بلق القرآن‬

‫س‪ :‬ما حكم من قال بلق القرآن ؟‬

‫ج‪ :‬القرآن كلم ال عز وجل حقيقة حروفه ومعانيه ليس كلمه الروف دون العان ول العان دون الروف تكلم‬
‫ال به قول وأنزله على نبيه وحيا وآمن به الؤمنون حقا فهو وإن خط بالبنان وتلي باللسان وحفظ بالنان وسع‬
‫بالذان وأبصرته العينان ل يرجه ذلك عن كونه كلم الرحن‪ ,‬فالنامل والداد والقلم والوراق ملوقة والكتوب‬
‫با غي ملوق واللسن والصوات ملوقة والتلو با على اختلفها غي ملوق‪ ,‬والصدور ملوقة والحفوظ فيها غي‬
‫ملوق‪ ,‬والساع ملوقة والسموع غي ملوق‪.‬‬

‫قال ال تعال‪ (:‬إنه لقرآن كري ف كتاب مكنون ) وقال تعال ‪(:‬بل هو آيات بينات ف صدور الذين أوتوا العلم وما‬
‫يحد بآياتنا إل الظالون) وقال تعال ‪(:‬اتل ما أوحي إليك من كتاب ربك ل مبدل لكلماته) وقال تعال‪ (:‬وإن‬
‫أحد من الشركي استجارك فأجره حت يسمع كلم ال ) وقال ابن مسعود رضي ال عنه‪" :‬أديوا النظر ف‬
‫الصحف" والنصوص ف ذلك ل تصى‪ ,‬ومن قال القرآن أو شيء من القرآن ملوق فهو كافر كفرا أكب يرجه من‬
‫السلم بالكلية‪ ,‬لن القرآن كلم ال تعال منه بدأ وإليه يعود وكلمه صفته ومن قال شيء من صفات ال ملوق‬
‫فهو كافر مرتد يعرض عليه الرجوع إل السلم ‪,‬فإن رجع وإل قتل كفرا ليس له شيء من أحكام السلمي‪.‬‬

‫صفة الكلم ذاتية أو فعلية‬

‫س‪ :‬هل صفة الكلم ذاتية أو فعلية ؟‬

‫ج‪ :‬أما باعتبار تعلق صفة الكلم بذات ال عز وجل واتصافه تعال با فمن صفات ذاته كعلمه تعال بل هو من علمه‬
‫وأنزله بعلمه وهو أعلم با ينل ‪,‬وأما باعتبار تكلمه بشيئته وإرادته فصفة فعل كما قال النب صلى ال عليه وسلم‬
‫‪":‬إذا أراد ال أن يوحي بالمر تكلم بالوحي "الديث‪ -‬ولذا قال السلف الصال رحهم ال ف صفة الكلم أنا صفة‬
‫ذات وفعل معا‪ ,‬فال سبحانه وتعال ل يزل ول يزال متصفا بالكلم أزل وأبدا ‪,‬وتكلمه وتكليمه بشيئته وإرادته‬
‫فيتكلم إذا شاء مت شاء وكيف شاء بكلم يسمعه من يشاء‪ ,‬وكلمه صفته ل غاية له ول انتهاء‪( ,‬قل لو كان البحر‬
‫مدادا لكلمات رب لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات رب ولو جئنا بثله مددا )‪ (،‬ولو أنا ف الرض من شجرة أقلم‬
‫والبحر يده من بعده سبعة أبر ما نفدت كلمات ال )‪ (،‬وتت كلمة ربك صدقا وعدل ل مبدل لكلماته وهو‬
‫السميع العليم) ‪.‬‬

‫الواقفة وما حكمهم‬

‫س‪ :‬من هم الواقفة وما حكمهم ؟‬

‫ج‪ :‬الواقفة هم الذين يقولون ف القرآن ل نقول هو كلم ال ول نقول ملوق‪ ,‬قال المام أحد رحه ال تعال ‪":‬من‬
‫كان منهم يسن الكلم فهو جهمي ومن كان ل يسنه بل كان جاهل بسيطا فهو تقام عليه الجة بالبيان والبهان‬
‫فإن تاب وآمن بأنه كلم ال تعال غي ملوق‪ ,‬وإل فهو شر من الهمية"‪.‬‬

‫حكم من قال لفظي بالقرآن ملوق‬

‫س‪ :‬ما حكم من قال لفظي بالقرآن ملوق ؟‬

‫ج‪ :‬هذه العبارة ل يوز إطلقها نفيا ول إثباتا ;لن اللفظ معن مشترك بي التلفظ الذي هو فعل العبد‪ ,‬وبي اللفوظ‬
‫به الذي هو القرآن فإذا أطلق القول بلقه شل العن الثان‪ ,‬ورجع إل قول الهمية‪ ,‬وإذا قيل غي ملوق شل العن‬
‫الول الذي هو فعل العبد ‪,‬وهذا من بدع التادية‪ ,‬ولذا قال السلف الصال رحهم ال تعال‪ ":‬من قال لفظي‬
‫بالقرآن ملوق فهو جهمي ‪,‬ومن قال غي ملوق فهو مبتدع"‪.‬‬
‫دليل اليان بالرسل‬

‫س‪ :‬ما دليل اليان بالرسل ؟‬

‫ج‪ :‬أدلته كثية من الكتاب والسنة منها قوله تعال‪ (:‬إن الذين يكفرون بال ورسله ويريدون أن يفرقوا بي ال ورسله‬
‫ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بي ذلك سبيل أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين‬
‫عذابا مهينا؛ والذين آمنوا بال ورسله ول يفرقوا بي أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم) وقال النب صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ":‬آمنت بال ورسله" ‪.‬‬

‫معن اليان بالرسل‬

‫س‪ :‬ما معن اليان بالرسل ؟‬

‫ج‪ :‬هو التصديق الازم بأن ال تعال بعث ف كل أمة رسول منهم يدعوهم إل عبادة ال وحده ‪,‬والكفر با يعبد من‬
‫دونه وأن جيعهم صادقون مصدقون بارون راشدون كرام بررة أتقياء أمناء هداة مهتدون‪ ,‬وبالباهي الظاهرة‬
‫واليات الباهرة من ربم مؤيدون‪ ,‬وأنم بلغوا جيع ما أرسلهم ال به ل يكتموا ول يغيوا ول يزيدوا فيه من عند‬
‫أنفسهم حرفا ول ينقصوه( فهل على الرسل إل البلغ )‪،‬وأنم كلهم كانوا على الق البي‪ ,‬وإن ال تعال اتذ‬
‫إبراهيم خليل‪ ,‬واتذ ممدا صلى ال عليه وسلم خليل وكلم موسى تكليما‪ ,‬ورفع إدريس مكانا عليا‪ ,‬وإن عيسى‬
‫عبد ال ورسوله وكلمته ألقاها إل مري وروح منه وإن ال فضل بعضهم على بعض ورفع بعضهم درجات‪.‬‬

‫اتفقت دعوة الرسل فيما يأمرون به وينهون عنه‬

‫س‪ :‬هل اتفقت دعوة الرسل فيما يأمرون به وينهون عنه ؟‬

‫ج‪ :‬اتفقت دعوتم من أولم إل آخرهم على أصل العبادة وأساسها وهو التوحيد بأن يفرد ال تعال بميع أنواع‬
‫العبادة اعتقادا وقول وعمل ويكفر بكل ما يعبد ما دونه‪ .‬وأما الفروض التعبد با فقد يفرض على هؤلء من الصلة‬
‫والصوم ونوها ما ل يفرض على الخرين‪ ,‬ويرم على هؤلء ما يل للخرين امتحانا من ال تعال‪ (:‬ليبلوكم أيكم‬
‫أحسن عمل ‪(.‬‬

‫الدليل على اتفاق الرسل ف أصل العبادة‬

‫س‪ :‬ما الدليل على اتفاقهم ف أصل العبادة الذكورة ؟‬


‫ج‪ :‬الدليل على ذلك من الكتاب على نوعي ممل ومفصل‪,‬‬

‫أما الجمل فمثل قوله تعال‪ (:‬ولقد بعثنا ف كل أمة رسول أن اعبدوا ال واجتنبوا الطاغوت ) وقوله تعال‪ (:‬وما‬
‫أرسلنا من قبلك من رسول إل نوحي إليه أنه ل إله إل أنا فاعبدون ) وقوله تعال‪ (:‬واسأل من أرسلنا من قبلك من‬
‫رسلنا أجعلنا من دون الرحن آلة يعبدون ) اليات‪.‬‬

‫وأما الفصل فمثل قوله تعال‪ (:‬ولقد أرسلنا نوحا إل قومه فقال يا قوم اعبدوا ال ما لكم من إله غيه )‪ (،‬وإل ثود‬
‫أخاهم صالا قال يا قوم اعبدوا ال ما لكم من إله غيه )‪ (،‬وإل عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا ال ما لكم من‬
‫إله غيه )‪ (،‬وإل مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا ال ما لكم من إله غيه )‪ (،‬وإذ قال إبراهيم لبيه وقومه إنن‬
‫براء ما تعبدون إل الذي فطرن)‪ (،‬وقال موسى إنا إلكم ال الذي ل إله إل هو وسع كل شيء علما)‪ ،‬وقال السيح‬
‫‪(:‬يا بن إسرائيل اعبدوا ال رب وربكم إنه من يشرك بال فقد حرم ال عليه النة ومأواه النار)‪ (،‬قل إنا أنا منذر وما‬
‫من إله إل ال الواحد القهار) وغيها من اليات‪.‬‬

‫دليل اختلف شرائع الرسل ف فروعها من اللل والرام‬

‫س‪ :‬ما دليل اختلف شرائعهم ف فروعها من اللل والرام ؟‬

‫ج‪ :‬قول ال عز وجل‪ (:‬لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء ال لعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم ف ما آتاكم‬
‫فاستبقوا اليات ) قال ابن عباس رضي ال عنهما ‪ " :‬شرعة ومنهاجا" سبيل وسنة ومثله قال ماهد وعكرمة‬
‫والسن البصري وقتادة والضحاك والسدي وأبو إسحاق السبيعي‪ ،‬وف صحيح البخاري قال النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪":‬نن معشر النبياء أخوة لعلت ديننا واحد " يعن بذلك التوحيد الذي بعث ال به كل رسول أرسله وضمنه‬
‫كل كتاب أنزله‪ ,‬وأما الشرائع فمختلفة ف الوامر والنواهي واللل والرام( ليبلوكم أيكم أحسن عمل ‪(.‬‬

‫هل قص ال جيع الرسل ف القرآن‬

‫س‪ :‬هل قص ال جيع الرسل ف القرآن ؟‬

‫ج‪ :‬قد قص ال علينا من أنبائهم ما فيه كفاية وموعظة وعبة ث قال تعال ‪(:‬ورسل قد قصصناهم عليك من قبل‬
‫ورسل ل نقصصهم عليك ) فنؤمن بميعهم تفصيل فيما فصل‪ ,‬وإجال فيما أجل‪.‬‬
‫ما سي من الرسل ف القرآن‬

‫س‪ :‬كم سى منهم ف القرآن?‬

‫ج‪ :‬سى منهم فيه‪ :‬آدم ‪،‬ونوح‪ ،‬وإدريس‪ ,‬وهود‪ ،‬وصال‪ ،‬وإبراهيم‪ ،‬وإساعيل‪،‬وإسحاق‪ ،‬ويعقوب‪ ،‬ويوسف ‪،‬ولوط‬
‫وشعيب‪ ،‬ويونس‪ ,‬وموسى‪ ،‬وهارون‪ ،‬وإلياس‪ ،‬وزكريا ‪،‬ويي ‪،‬واليسع‪ ،‬وذا الكفل ‪،‬وداود‪ ،‬وسليمان ‪،‬وأيوب‪،‬‬
‫وذكر السباط جلة‪ -‬وعيسى ‪،‬وممد صلى ال عليه وسلم وعليهم أجعي‪.‬‬

‫أولو العزم من الرسل‬

‫س‪ :‬من هم أولو العزم من الرسل ؟‬

‫ج‪ :‬هم خسة ذكرهم ال عز وجل على انفرادهم ف موضعي من كتابه‪ ,‬الوضع الول ف سورة الحزاب وهو قوله‬
‫تعال‪ (:‬وإذ أخذنا من النبيي ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مري ) الية‪ ,‬الوضع الثان ف‬
‫سورة الشورى وهو قوله تعال‪ (:‬شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم‬
‫وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ول تتفرقوا فيه ) الية‪.‬‬

‫أول الرسل‬

‫س‪ :‬من هو أول الرسل ؟‬

‫ج‪ :‬أولم بعد الختلف نوح عليه السلم‪ ،‬كما قال تعال‪ (:‬إنا أوحينا إليك كما أوحينا إل نوح والنبيي من بعده )‬
‫وقال تعال ‪(:‬كذبت قبلهم قوم نوح والحزاب من بعدهم ‪(.‬‬

‫س‪ :‬مت كان الختلف ؟‬

‫ج‪ :‬قال ابن عباس رضي ال عنهما‪ :‬كان بي نوح وآدم عشرة قرون كلهم على شريعة من الق فاختلفوا( فبعث ال‬
‫النبيي مبشرين ومنذرين ‪(.‬‬

‫خات النبيي‬

‫س‪ :‬من هو خات النبيي ؟‬

‫ج‪ :‬خات النبيي ممد صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬


‫س‪ :‬ما الدليل على ذلك ؟‬

‫ج‪ :‬قال ال تعال‪ (:‬ما كان ممد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول ال وخات النبيي ) وقال النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪":‬إنه سيكون بعدي كذابون ثلثون كلهم يدعي أنه نب وأنا خات النبيي ول نب بعدي " وف الصحيح قوله‬
‫لعلي رضي ال عنه" أل ترضى أن تكون من بنلة هارون من موسى إل أنه ل نب بعدي " وقوله صلى ال عليه‬
‫وسلم ف حديث الدجال‪ ":‬وأنا خات النبيي ول نب بعدي " وغي ذلك كثي‪.‬‬

‫ما اختص به نبينا ممد صلى ال عليه وسلم عن غيه من النبياء‬

‫س‪ :‬باذا اختص نبينا ممد صلى ال عليه وسلم عن غيه من النبياء ؟‬

‫ج‪ :‬له صلى ال عليه وسلم خصائص كثية قد أفردت بالتصنيف‪ :‬منها كونه خات النبيي كما ذكرنا‪,‬ومنها كونه‬
‫صلى ال عليه وسلم سيد ولد آدم كما فسر به قوله تعال‪ (:‬تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم ال‬
‫ورفع بعضهم درجات) وقال صلى ال عليه وسلم‪ ":‬أنا سيد ولد آدم ول فخر " ومنها بعثه صلى ال عليه وسلم إل‬
‫الناس عامة جنهم وإنسهم كما قال تعال ‪ (:‬قل يا أيها الناس إن رسول ال إليكم جيعا ) الية‪.‬‬

‫وقال تعال ‪ (:‬وما أرسلناك إل كافة للناس بشيا ونذيرا ) وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ":‬أعطيت خسا ل يعطهن أحد‬
‫قبلي‪ :‬نصرت بالرعب مسية شهر ‪,‬وجعلت ل الرض مسجدا وطهور فأيا رجل من أمت أدركته الصلة فليصل‬
‫‪,‬وأحلت ل الغنائم ول تل لحد قبلي ‪,‬وأعطيت الشفاعة ‪,‬وكان النب يبعث إل قومه خاصة وبعثت إل الناس عامة"‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ":‬والذي نفسي بيده ل يسمع ب أحد من هذه المة يهودي ول نصران ‪,‬ث يوت ول‬
‫يؤمن بالذي أرسلت به إل كان من أصحاب النار " وله صلى ال عليه وسلم من الصائص غي ما ذكرنا فتتبعها من‬
‫النصوص‪.‬‬

‫معجزات النبياء‬

‫س‪ :‬ما معجزات النبياء ؟‬

‫ج‪ :‬العجزات هي أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي سال عن العارضة وهي أما حسية تشاهد بالبصر ‪,‬أو تسمع‬
‫كخروج الناقة من الصخرة وانقلب العصا حية وكلم المادات ونو ذلك ‪,‬وإما معنوية تشاهد بالبصية كمعجزة‬
‫القرآن وقد أوت نبينا صلى ال عليه وسلم من كل ذلك فما من معجزة كانت لنب إل وله صلى ال عليه وسلم أعظم‬
‫منها ف بابا فمن الحسوسات انشقاق القمر وحني الذع ونبع الاء من بي أصابعه الشريفة ‪,‬وكلم الذراع وتسبيح‬
‫الطعام وغي ذلك ما تواترت به الخبار الصحيحة ولكنها كغيها من معجزات النبياء الت انقرضت بانقراض‬
‫أعصارهم ‪,‬ول يبق إل ذكرها وإنا العجزة الباقية الالدة هي هذا القرآن الذي ل تنقضي عجائبه و( ل يأتيه الباطل‬
‫من بي يديه ول من خلفه تنيل من حكيم حيد ( ‪.‬‬

‫دليل إعجاز القرآن‬

‫س‪ :‬ما دليل إعجاز القرآن ؟‬

‫ج‪ :‬الدليل على ذلك نزوله ف أكثر من عشرين سنة متحديا به أفصح اللق وأقدرها على الكلم ‪,‬وأبلغها منطقا‬
‫‪,‬وأعلها بيانا قائل‪(:‬ا فليأتوا بديث مثله إن كانوا صادقي )‪ (،‬قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات )‪ (،‬قل فأتوا‬
‫بسورة مثله ) فلم يفعلوا ول يروموا ذلك مع شدة حرصهم على رده بكل مكن مع كون حروفه وكلماته من جنس‬
‫كلمهم الذي به يتحاورون‪ ,‬وف ماله يتسابقون ويتفاخرون ث نادى عليهم ببيان عجزهم وظهور إعجازه( قل لئن‬
‫اجتمعت النس والن على أن يأتوا بثل هذا القرآن ل يأتون بثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيا ( ‪.‬‬

‫وقال صلى ال عليه وسلم‪ ":‬ما من النبياء من نب إل وقد أعطي من اليات ما مثله آمن عليه البشر وإنا كان الذي‬
‫أوتيت وحيا أوحى ال إل فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة" وقد صنف الناس ف وجوه إعجاز القرآن من‬
‫جهة اللفاظ والعان والخبار الاضية ‪,‬والتية من الغيبات وما بلغوا من ذلك إل كما يأخذ العصفور بنقاره من‬
‫البحر‪.‬‬

‫دليل اليان باليوم الخر‬

‫س‪ :‬ما دليل اليان باليوم الخر ؟‬

‫ج‪ :‬قال ال تعال‪ (:‬إن الذين ل يرجون لقاءنا ورضوا بالياة الدنيا واطمأنوا با والذين هم عن آياتنا غافلون أولئك‬
‫مأواهم النار با كانوا يكسبون ) وقال تعال‪ (:‬إنا توعدون لصادق وإن الدين لواقع ) وقال تعال ‪(:‬إن الساعة لتية‬
‫ل ريب فيها ) إل غي ذلك من اليات‪.‬‬

‫معن اليان باليوم الخر‬

‫س‪ :‬ما معن اليان باليوم الخر وما الذي يدخل فيه ؟‬

‫ج‪ :‬معناه التصديق الازم بإتيانه ل مالة والعمل بوجب ذلك ‪,‬ويدخل ف ذلك اليان بأشراط الساعة وأماراتا الت‬
‫تكون قبلها ل مالة‪ .‬وبالوت وما بعده من فتنة القب وعذابه ونعيمه وبالنفخ ف الصور وخروج اللئق من القبور‬
‫وما ف موقف القيامة من الهوال والفزاع وتفاصيل الحشر ونشر الصحف ووضع الوازين وبالصراط والوض‬
‫والشفاعة وغيها وبالنة ونعيمها الذي أعله النظر إل وجه ال عز وجل‪ ,‬وبالنار وعذابا الذي أشده حجبهم عن‬
‫ربم عز وجل‪.‬‬

‫ميء الساعة من مفاتيح الغيب‬

‫س‪ :‬هل يعلم أحد مت تكون الساعة ؟‬

‫ج‪ :‬ميء الساعة من مفاتيح الغيب الت استأثر ال تعال بعلمها كما قال تعال‪ (:‬إن ال عنده علم الساعة وينل‬
‫الغيث ويعلم ما ف الرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض توت ) وقال تعال‪(:‬‬
‫يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنا علمها عند رب ل يليها لوقتها إل هو ثقلت ف السموات والرض ل‬
‫تأتيكم إل بغتة ) اليتي ‪،‬وقال تعال‪ (:‬يسألونك عن الساعة أيان مرساها فيم أنت من ذكراها إل ربك منتهاها)‬
‫اليات‪ ،‬ولا قال جبيل للنب صلى ال عليه وسلم فأخبن عن الساعة قال‪ ":‬ما السئول عنها بأعلم من السائل"‬
‫وذكر أماراتا وزاد ف رواية‪ ":‬ف خس ل يعلمهن إل ال تعال" وتل الية السابقة‪.‬‬

‫أمارات الساعة من الكتاب‬

‫س‪ :‬ما مثال أمارات الساعة من الكتاب ؟‬

‫ج‪ :‬مثل قوله تعال ‪(:‬هل ينظرون إل أن تأتيهم اللئكة أو يأت ربك أو يأت بعض آيات ربك يوم يأت بعض آيات‬
‫ربك ل ينفع نفسا إيانا ل تكن آمنت من قبل أو كسبت ف إيانا خيا ) الية‪ ,‬وقوله تعال‪ (:‬وإذا وقع القول عليهم‬
‫أخرجنا لم دابة من الرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا ل يوقنون) وقوله تعال‪(:‬حت إذا فتحت يأجوج ومأجوج‬
‫وهم من كل حدب ينسلون واقترب الوعد الق ) اليات‪ ,‬وقوله تعال‪ (:‬فارتقب يوم تأت السماء بدخان مبي)‬
‫اليات‪ ,‬وقوله تعال‪ (:‬يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم) اليات وغيها‪.‬‬

‫أمارات الساعة من السنة‬

‫س‪ :‬ما مثال أمارات الساعة من السنة ?‬

‫ج‪ :‬مثل أحاديث طلوع الشمس من مغربا وأحاديث الدابة وأحاديث الفت كالدجال واللحم‪ .‬وأحاديث نزول‬
‫عيسى‪ ,‬وخروج يأجوج ومأجوج وأحاديث الدخان‪ ,‬وأحاديث الريح الت تقبض كل نفس مؤمنة‪ ,‬وأحاديث النار‬
‫الت تظهر وأحاديث السوف وغيها‪.‬‬
‫دليل اليان بالوت‬

‫س‪ :‬ما دليل اليان بالوت ؟‬

‫ج‪ :‬قال ال تعال ‪(:‬قل يتوفاكم ملك الوت الذي وكل بكم ث إل ربكم ترجعون ) وقال تعال‪ (:‬كل نفس ذائقة‬
‫الوت وإنا توفون أجوركم يوم القيامة ) وقال تعال لنبيه صلى ال عليه وسلم‪ (:‬إنك ميت وإنم ميتون ) وقال‬
‫تعال‪ (:‬وما جعلنا لبشر من قبلك اللد أفإن مت فهم الالدون ) وقال تعال‪ (:‬كل من عليها فان ويبقى وجه ربك‬
‫ذو اللل والكرام ) وقال تعال ‪(:‬كل شيء هالك إل وجهه) وقال تعال‪ (:‬وتوكل على الي الذي ل يوت )‬
‫وغي ذلك من اليات‪ ,‬وفيه من الحاديث ما ل يصى ‪,‬والمر مشاهد ل يهله أحد وليس فيه شك ول تردد ولكن‬
‫عناد واستكبار ول يعمل على موجب إيانه به وبا بعده إل عباد ال الخلصون ونؤمن أن كل من مات أو قتل أو‬
‫بأي سبب كان إن ذلك بأجله ل ينقص منه شيئا قال ال تعال‪ (:‬كل يري لجل مسمى ) وقال تعال ‪(:‬فإذا جاء‬
‫أجلهم ل يستأخرون ساعة ول يستقدمون ‪(.‬‬

‫دليل فتنة القب ونعيمه أو عذابه من الكتاب‬

‫س‪ :‬ما دليل فتنة القب ونعيمه أو عذابه من الكتاب ؟‬

‫ج‪ :‬قال ال تعال ‪(:‬كل إنا كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إل يوم يبعثون ( وقال تعال ‪(:‬وحاق بآل فرعون‬
‫سوء العذاب النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ) وقال تعال‪(:‬‬
‫يثبت ال الذين آمنوا بالقول الثابت ف الياة الدنيا وف الخرة ) الية‪ ،‬وقال تعال‪ (:‬ولو ترى إذ الظالون ف غمرات‬
‫الوت واللئكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تزون عذاب الون ) وقال تعال‪ (:‬سنعذبم مرتي ث يردون‬
‫إل عذاب عظيم) وغي ذلك من اليات‪.‬‬

‫دليل فتنة القب ونعيمه أو عذابه من السنة‬

‫س‪ :‬ما دليل ذلك من السنة ؟‬

‫ج‪ :‬الحاديث الصحيحة ف ذلك بلغت مبلغ التواتر فمنها حديث أنس رضي ال عنه أن رسول ال قال‪ ":‬إن العبد‬
‫إذا وضع ف قبه وتول عنه أصحابه وإنه ليسمع قرع نعالم أتاه ملكان فيقعدانه فيقولن ما كنت تقول ف هذا الرجل‬
‫لحمد صلى ال عليه وسلم؟ فأما الؤمن فيقول‪ :‬أشهد أنه عبد ال ورسوله فيقال له‪ :‬انظر إل مقعدك من النار قد‬
‫أبدلك ال به مقعدا من النة ‪,‬فياها جيعا ‪ -‬قال قتادة وذكر لنا أنه يفسح ف قبه ث رجع إل حديث أنس ‪ -‬قال‬
‫وأما النافق والكافر فيقال له ‪:‬ما كنت تقول ف هذا الرجل ؟فيقول ‪:‬ل أدري كنت أقول ما يقول الناس‪ ,‬فيقال‪ .‬ل‬
‫دريت ول تليت ويضرب بطارق من حديد ضربة فيصيح صيحة يسمعها من يليه غي الثقلي " وحديث عبد ال بن‬
‫عمر رضي ال عنهما أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪ ":‬إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة‬
‫والعشي إن كان من أهل النة فمن أهل النة ‪,‬وإن كان من أهل النار فمن أهل النار فيقال هذا مقعدك حت يبعثك‬
‫ال يوم القيامة " وحديث القبين وفيه – "إنما ليعذبان "وحديث أب أيوب رضي ال عنه قال خرج النب صلى ال‬
‫عليه وسلم وقد وجبت الشمس فسمع صوتا فقال‪ ":‬يهود تعذب ف قبورها "وحديث أساء قام رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم خطيبا فذكر فتنة القب الت يفتت فيها الرء فلما ذكر ذلك ضج السلمون ضجة‪ ,‬وقالت عائشة رضي ال‬
‫عنها ما رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم بعد صلى صلة إل تعوذ من عذاب القب‪ ,‬وف قصة الكسوف وأمرهم‬
‫صلى ال عليه وسلم أن يتعوذوا من عذاب القب ‪ ,‬وكل هذه الحاديث ف الصحيج وقد سقنا منها نو ستي حديثا‬
‫من طرق ثابتة عن جاعة من الصحابة يرفعونا ف شرحنا على "السلم" فلياجع‪.‬‬

‫دليل البعث من القب‬

‫س‪ :‬ما دليل البعث من القب ؟‬

‫ج‪ :‬قول ال تعال‪ (:‬يا أيها الناس إن كنتم ف ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ث من نطفة ث من علقة ث من‬
‫مضغة ملقة وغي ملقة لنبي لكم ونقر ف الرحام ما نشاء إل أجل مسمى ) إل قوله تعال ‪(:‬ذلك بأن ال هو الق‬
‫وأنه ييي الوتى وأنه على كل شيء قدير وأن الساعة آتية ل ريب فيها وأن ال يبعث من ف القبور ) وقوله تعال‬
‫‪(:‬وهو الذي ييدأ اللق ث يعيده وهو أهون عليه ) وقوله تعال‪ (:‬كما بدأنا أول خلق نعيده ) وقوله تعال( ويقول‬
‫النسان أئذا ما مت لسوف أخرج حيا أو ل يذكر النسان أنا خلقناه من قبل ول يك شيئا ) اليات ‪،‬وقوله‪ (:‬أول‬
‫ير النسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبي وضرب لنا مثل ونسي خلقه فال من ييي العظام وهي رميم قل‬
‫يييها الذي أنشأها أول مرة ) إل آخر السورة ‪،‬وقوله تعال‪ (:‬أول يروا أن ال الذي خلق السماوات والرض ول‬
‫يعي بلقهن بقادر على أن ييي الوتى بلى إنه على كل شيء قدير ) إل آخر السورة ‪،‬وقوله تعال‪ (:‬ومن آياته أنك‬
‫ترى الرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الاء اهتزت وربت إن الذي أحياها لحيي الوتى إنه على كل شيء قدير)‬
‫وغيها من اليات ‪،‬وكثيا ما يضرب ال تعال لذلك مثل بإحيائه الرض بالاء فتصبح تتز مضرة بالنبات بعد موتا‬
‫بالدب إذ كانت قبل هامدة وبذلك ضرب النب صلى ال عليه وسلم الثل ف حديث العقيلي الطويل حيث قال‪":‬‬
‫ولعمر إلك ما يدع على ظهرها من مصرع قتيل ول مدفن ميت إل شقت عنه القب حت تلقه من قبل رأسه‬
‫فيستوي جالسا يقول ربك مهيم ؟ أي ما أمرك وما شأنك؟ لا كان منه يقول رب أمس اليوم لعهده بالياة يسبه‬
‫حديثا بأهله قلت ‪:‬يا رسول ال كيف يمعنا بعد ما تزقنا الرياح والبلى والسباع قال‪ :‬أنبؤك بثل ذلك ف آلء ال‬
‫الرض أشرفت عليها وهي ف مدرة بالية فقلت ل تي أبدا؟ فأرسل ال عليها السماء فلم تلبث عنها إل أياما حت‬
‫أشرفت عليها فإذا هي مشربة واحدة ولعمر إلك لو أقدر على أن يمعكم من الاء على أن يمع نبات الرض‬
‫فتخرجون من الصواء من مصارعكم " الديث وغيه كثي‪.‬‬
‫حكم من كذب بالبعث‬

‫س‪ :‬ما حكم من كذب بالبعث ؟‬

‫ج‪ :‬هو كافر بال عز وجل وبكتبه ورسله‪ .‬قال ال تعال‪ (:‬وقال الذين كفروا أئذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لخرجون )‬
‫وقال تعال‪ (:‬وإن تعجب فعجب قولم أئذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لفي خلق جديد أولئك الذين كفروا بربم وأولئك‬
‫الغلل ف أعناقهم وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون )‪ ،‬وقال تعال ‪(:‬زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى‬
‫ورب لتبعثن ث لتنبئون با عملتم وذلك على ال يسي ) وغيها من اليات ‪,‬وف الصحيحي عن أب هريرة رضي ال‬
‫عنه عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬قال ال تعال‪ ":‬كذبن ابن آدم ول يكن له ذلك وشتمن ول يكن له ذلك‬
‫فأما تكذيبه إياي فقوله لن يعيدن كما بدأن وليس أول اللق بأهون علي من إعادته ‪,‬وأما شتمه إياي فقوله اتذ ال‬
‫ولدا وأنا الحد الصمد ل ألد ول أولد ول يكن ل كفوا أحد" ‪.‬‬

‫دليل النفخ ف الصور‬

‫س‪ :‬ما دليل النفخ ف الصور وكم نفخات ينفخ فيه ؟‬

‫ج‪ :‬قال ال تعال ‪(:‬ونفخ ف الصور فصعق من ف السماوات ومن ف الرض إل من شاء ال ث نفخ فيه أخرى فإذا‬
‫هم قيام ينظرون ) ففي هذه الية ذكر نفختي الول للصعق ‪,‬والثانية للبعث وقال تعال ‪(:‬ويوم ينفخ ف الصور ففزع‬
‫من ف السماوات ومن ف الرض إل من شاء ال ) الية فمن فسر الفزع ف هذه الية بالصعق فهي النفخة الول‬
‫الذكورة ف آية الزمر ‪,‬ويؤيده حديث مسلم وفيه‪ ":‬ث ينفخ ف الصور فل يسمعه أحد إل أصغى ليتا ورفع ليتا ‪ -‬قال‬
‫‪ -‬وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله ‪ -‬قال ‪ -‬فيصعق ويصعق الناس‪ ,‬ث يرسل ال أو قال‪ :‬ينل ال مطرا كأنه‬
‫الطل أو قال الظل‪ -‬شعبة الشاك‪ -‬فتنبت منه أجساد الناس ث ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون " الديث‪ ,‬ومن‬
‫فسر الفزع بدون الصعق فهي نفخة ثالثة متقدمة على النفختي ويؤيده ما ف حديث الصور الطويل فإن فيه ذكر‬
‫ثلث نفخات‪ :‬نفخة الفزع ونفخة الصعق ونفخة القيام لرب العالي‪.‬‬

‫صفة الشر من الكتاب‬

‫س‪ :‬كيف صفة الشر من الكتاب ؟‬

‫ج‪ :‬ف صفته آيات كثية ‪،‬منها قوله تعال‪ (:‬ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة ) الية ‪،‬وقوله تعال‬
‫‪(:‬وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا ) اليات‪ ،‬وقوله تعال ‪(:‬يوم نشر التقي إل الرحن وفدا ونسوق الجرمي إل‬
‫جهنم وردا ) اليات‪ ،‬وقوله تعال‪ (:‬وكنتم أزواجا ثلثة فأصحاب اليمنة ما أصحاب اليمنة وأصحاب الشئمة ما‬
‫أصحاب الشئمة والسابقون السابقون ) اليات‪ ،‬وقوله تعال‪ (:‬يومئذ يتبعون الداعي ل عوج له وخشعت الصوات‬
‫للرحن فل تسمع إل هسا ) وهو نقل القدام إل الحشر كأخفاف البل‪ ،‬وقوله تعال ‪(:‬ومن يهد ال فهو الهتد‬
‫ومن يضلل فلن تد لم أولياء من دونه ونشرهم يوم القيامة على وجوههم ) وغي ذلك من اليات كثي‪.‬‬

‫صفة الشر من السنة‬

‫س‪ :‬كيف صفته من السنة ؟‬

‫ج‪ :‬قال النب صلى ال عليه وسلم‪ ":‬يشر الناس على ثلث طرائق راغبي راهبي واثنان على بعي ‪،‬وثلثة على بعي‪،‬‬
‫وأربعة على بعي‪ ،‬وعشرة على بعي‪ ،‬وتشر بقيتهم النار تقيل معهم حيث قالوا‪ ,‬وتصبح معهم حيث أصبحوا‪ ,‬وتسي‬
‫معهم حيث أمسوا " وعن أنس بن مالك رضي ال عنه أن رجل قال يا نب ال كيف يشر الكافر على وجهه قال‬
‫"أليس الذي أمشاه على الرجلي ف الدنيا قادرا على أن يشيه على وجهه يوم القيامة " قال صلى ال عليه وسلم‬
‫‪":‬إنكم مشورون حفاة عراة عزل كما بدأنا أول خلق نعيده ‪ -‬الية‪ .‬وإن أول اللئق يكسى يوم القيامة إبراهيم"‬
‫الديث وقالت عائشة رضي ال عنها ف ذلك يا رسول ال الرجال والنساء ينظر بعضهم إل بعض فقال" المر أشد‬
‫من أن يهمهم ذلك" ‪.‬‬

‫صفة الوقف من الكتاب‬

‫س‪ :‬كيف صفة الوقف من الكتاب ؟‬

‫ج‪ :‬قال ال تعال‪ ":‬ول تسب ال غافل عما يعمل الظالون إنا يؤخرهم ليوم تشخص فيه البصار مهطعي مقنعي‬
‫رءوسهم ل يرتد إليهم طرفهم وأفئدتم هواء ) اليات وقال تعال‪ (:‬يوم يقوم الروح واللئكة صفا ل يتكلمون إل‬
‫من أذن له الرحن وقال صوابا ) اليات‪ .‬قال تعال‪ (:‬وأنذرهم يوم الزفة إذ القلوب لدى الناجر كاظمي ما‬
‫للظالي من حيم ول شفيع يطاع ) اليات‪ .‬وقال تعال‪ (:‬ف يوم كان مقداره خسي ألف سنة ) اليات‪ .‬وقال‬
‫تعال‪ (:‬سنفرغ لكم أيها الثقلن ) اليات‪ .‬وغي ذلك كثي‪.‬‬

‫صفة الوقف من السنة وصفة العرض والساب من الكتاب‬

‫س‪ :‬كيف صفة الوقف من السنة ؟‬

‫ج‪ :‬فيها أحاديث كثية منها عن ابن عمر رضي ال عنهما عن النب صلى ال عليه وسلم ( يوم يقوم الناس لرب‬
‫العالي ) قال‪ ":‬يقوم أحدهم ف رشحه إل أنصاف أذنيه" وحديث أب هريرة رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال‪ ":‬يعرق الناس يوم القيامة حت يذهب عرقهم ف الرض سبعي ذراعا ويلجمهم حت يبلغ آذانم"‬
‫وهذه ف الصحيح وغيها كثي‪.‬‬
‫س‪ :‬كيف صفة العرض والساب من الكتاب ؟‬

‫ج‪ :‬قال تعال‪ (:‬يومئذ تعرضون ل تفى منكم خافية ) اليات ‪،‬وقال تعال‪ (:‬وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا‬
‫كما خلقناكم أول مرة ) اليات ‪،‬وقال تعال‪ (:‬ويوم نشر من كل أمة فوجا من يكذب بآياتنا فهم يوزعون حت إذا‬
‫جاءوا قال أكذبتم بآيات ول تيطوا با علما أم ماذا كنتم تعملون ووقع القول عليهم با ظلموا فهم ل ينطقون )‬
‫وقال تعال‪ (:‬يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليوا أعمالم فمن يعمل مثقال ذرة خيا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)‬
‫وقال تعال‪ (:‬فوربك لنسألنهم أجعي عما كان يعملون ) وقال تعال‪ (:‬وقفوهم إنم مسئولون ) اليات وغيها كثي‬

‫س‪ :‬كيف صفة ذلك من السنة ؟‬

‫ج‪ :‬فيه أحاديث كثية ‪:‬منها قوله صلى ال عليه وسلم‪ ":‬من نوقش الساب عذب " قالت عائشة رضي ال عنها‪:‬‬
‫أليس يقول ال تعال‪ (:‬فسوف ياسب حسابا يسي) قال‪ ":‬ذلك العرض "وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ":‬ياء بالكافر‬
‫يوم القيامة فيقال له أرأيت لو كان لك ملئ الرض ذهبا كنت تفتدي به فيقول نعم فيقال‪ :‬قد سئلت ما هو أيسر‬
‫من ذلك ‪ -‬وف رواية فقد سألتك ما هو أهون من هذا وأنت ف صلب آدم‪ ،‬أن ل تشرك ب فأبيت إل الشرك "‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم" ما منكم من أحد إل سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجان فينظر أين منه فل يرى إل ما‬
‫قدم من عمله وينظر أشأم منه فل يرى إل ما قدم وينظر بي يديه فل يرى إل النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق‬
‫ترة ولو بكلمة طيبة " وقال صلى ال عليه وسلم" يدنو أحدكم ‪ -‬يعن الؤمني ‪ -‬من ربه حت يضع كنفه عليه‬
‫فيقول عملت كذا وكذا فيقول نعم ويقول عملت كذا وكذا فيقول نعم فيقرره ث يقول ‪ -‬إن سترت عليك ف‬
‫الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم " وغي ذلك من الحاديث‪.‬‬

‫صفة نشر الصحف من الكتاب‬

‫س‪ :‬كيف صفة نشر الصحف من الكتاب ؟‬

‫ج‪ :‬قال تعال‪ (:‬وكل إنسان ألزمناه طائره ف عنقه ونرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك‬
‫اليوم عليك حسيبا ) وقال تعال‪ (:‬وإذا الصحف نشرت) قال تعال‪ (:‬ووضع الكتاب فترى الجرمي مشفقي ما فيه‬
‫ويقولون يا ويلتنا ما لذا الكتاب ل يغادر صغية ول كبية إل أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ول يظلم ربك‬
‫أحدا ) قال تعال‪ (:‬فأما من أوت كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه) إل قوله – (الاطئون ) وف آية النشقاق‬
‫(وأما من أوت كتابه بيمينه ) ‪ -‬وقال ‪ (:‬وأما من أوت كتابه وراء ظهره ) فهذا يدل على أن من يؤتى كتابه بيمينه‬
‫يؤتاه من أمامه ومن يؤتى كتابه بشماله يؤتاه من وراء ظهره والعياذ بال عز وجل‪.‬‬
‫صفة نشر الصحف من السنة‬

‫س‪ :‬ما دليل ذلك من السنة ؟‬

‫ج‪ :‬فيه أحاديث كثية ‪:‬منها قوله صلى ال عليه وسلم‪ ":‬يدن الؤمن من ربه حت يضع عليه كنفه فيقرره بذنوبه‬
‫تعرف ذنب كذا؟ يقول أعرف يقول رب أعرف مرتي‪ ،‬فيقول سترتا ف الدنيا وأغفرها لك اليوم ‪ ,‬ث تطوى‬
‫صحيفة حسناته‪ ,‬وأما الخرون أو الكفار فينادى عليهم على رءوس الشهاد‪( :‬هؤلء الذين كذبوا على ربم)‬
‫وقالت عائشة رضي ال عنها قلت يا رسول ال هل يذكر البيب حبيبه يوم القيامة؟ قال" يا عائشة أما عند ثلث فل‬
‫أما عند اليزان حت يثقل أو يف فل‪ ,‬وأما عند تطاير الكتب إما يعطى بيمينه وإما يعطى بشماله فل‪ ,‬وحي يرج‬
‫عنق من النار ) الديث بطوله رواه أحد وأبو داود وغي ذلك من الحاديث‬

‫دليل اليزان من الكتاب وكيفية صفة الوزن‬

‫س‪ :‬ما دليل اليزان من الكتاب وكيف صفة الوزن ؟‬

‫ج‪ :‬قال ال تعال‪ (:‬ونضع الوازين القسط ليوم القيامة فل تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا با‬
‫وكفى بنا حاسبي ) وقال تعال‪ (:‬والوزن يومئذ الق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم الفلحون ومن خفت موازينه‬
‫فأولئك الذين خسروا أنفسهم ف جهنم خالدون )وقال تعال ف الكافرين‪ (:‬فل نقيم لم يوم القيامة وزنا ) وغي‬
‫ذلك من اليات‪.‬‬

‫س‪ :‬ما دليل ذلك وصفته من السنة ؟‬

‫ج‪ :‬فيه أحاديث كثية ‪:‬منها حديث البطاقة الت فيها الشهادتان وإنا ترجح بتسعي سجل من السيئات كل سجل‬
‫منها مدى البصر‪ ,‬ومنها قوله صلى ال عليه وسلم ف ابن مسعود رضي ال عنه‪ ":‬أتعجبون من دقة ساقيه والذي‬
‫نفسي بيده لما ف اليزان أثقل من أحد" وقال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬إنه ليؤتى بالرجل العظيم السمي يوم القيامة‬
‫ل يزن عند ال جناح بعوضة " ‪ -‬وقال – اقرأوا( فل نقيم لم يوم القيامة وزنا ) وغي ذلك من الحاديث‪.‬‬

‫دليل الصراط من الكتاب‬

‫س‪ :‬ما دليل الصراط من الكتاب؟‬

‫ج‪ :‬قال ال عز وجل‪ (:‬وإن منكم إل واردها كان على ربك حتما مقضيا ث ننجي الذين اتقوا ونذر الظالي فيها‬
‫جثيا) وقال تعال ‪(:‬يوم ترى الؤمني والؤمنات يسعى نورهم بي أيديهم وبأيانم ) اليات‪.‬‬
‫دليل الصراط من السنة وصفته‬

‫س‪ :‬ما دليل ذلك وصفته من السنة ؟‬

‫ج‪ :‬فيه أحاديث كثية‪ :‬منها قوله صلى ال عليه وسلم ف حديث الشفاعة‪ ":‬يؤتى بالسر فيجعل بي ظهري جهنم‬
‫قلنا يا رسول ال وما السر؟ قال‪ :‬مدحضة مزلة عليه خطاطيف وكلليب وحسكة مفلطحة لا شوكة عقيفاء تكون‬
‫بنجد يقال لا‪ :‬السعدان ير الؤمن عليها كالبق وكالريح وكأجاويد اليل والركاب ‪،‬فناج مسلم وناج مدوش‬
‫ومكدوس ف نار جهنم حت ير آخرهم يسحب سحبا " الديث ف الصحيح وقال أبو سعيد رضي ال عنه‪ :‬بلغن أن‬
‫السر أدق من الشعرة وأحد من السيف‪.‬‬

‫دليل القصاص من الكتاب‬

‫س‪ :‬ما دليل القصاص من الكتاب ؟‬

‫ج‪ :‬قال ال تعال‪ (:‬إن ال ل يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما ) وقال تعال‬
‫‪(:‬اليوم تزى كل نفس با كسبت ل ظلم اليوم ) إل قوله‪ (:‬وال يقضي بالق ) اليات‪ ،‬وقوله تعال‪ (:‬وقضي بينهم‬
‫بالق وهم ل يظلمون ) اليات‪.‬‬

‫دليل القصاص وصفته من السنة‬

‫س‪ :‬ما دليل القصاص وصفته من السنة ؟‬

‫ج‪ :‬فيه أحاديث كثية منها قوله صلى ال عليه وسلم‪ ":‬أول ما يقضى بي الناس ف الدماء " وقوله صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ":‬من كانت عنده مظلمة لخيه فليتحلل منه اليوم فإنه ليس ث دينار ول درهم من قبل أن يؤخذ لخيه من‬
‫حسناته فإن ل يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه" وقوله صلى ال عليه وسلم ‪":‬يلص الؤمنون‬
‫من النار فيجلسون على قنطرة بي النة والنار فيقص لبعضهم من بعض مظال كانت بينهم ف الدنيا حت إذا هذبوا‬
‫ونقوا أذن لم ف دخول النة ) وكلها ف الصحيح وغيها كثي‪.‬‬

‫دليل الوض من الكتاب‬

‫س‪ :‬ما دليل الوض من الكتاب ؟‬

‫ج‪ :‬قال ال عز وجل لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم‪ (:‬إنا أعطيناك الكوثر) السورة‪.‬‬
‫دليل الوض وصفته من السنة‬

‫س‪ :‬ما دليله وصفته من السنة ؟‬

‫ج‪ :‬فيه أحاديث كثية بلغت مبلغ التواتر منها قوله صلى ال عليه وسلم‪ ":‬أنا فرطكم على الوض " وقوله صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ":‬إن فرط لكم وإن شهيد عليكم وإن وال لنظر إل حوضي الن" وقوله صلى ال عليه وسلم‬
‫‪":‬حوضي مسية شهر ماؤه أبيض من اللب وريه أطيب من السك كيزانه كنجوم السماء من شرب منه فل يظمأ‬
‫أبدا " وقوله صلى ال عليه وسلم‪ ":‬أتيت على نر حافتاه قباب اللؤلؤ الجوف فقلت ما هذا يا جبيل؟ قال هذا‬
‫الكوثر" وغي ذلك من الحاديث فيه كثي‪.‬‬

‫دليل اليان بالنة والنار‬

‫س‪ :‬ما دليل اليان بالنة والنار ؟‬

‫ج‪ :‬قال ال تعال ‪(:‬فاتقوا النار الت وقودها الناس والجارة أعدت للكافرين وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالات أن‬
‫لم جنات تري من تتها النار) الية‪ .‬وغيها ما ل يصى‪ ,‬وف الصحيح من دعاء النب صلى ال عليه وسلم ف‬
‫صلة الليل" ولك المد أنت الق ووعدك الق ولقاؤك حق وقولك حق‪ ,‬والنة حق والنار حق والنبيون حق وممد‬
‫صلى ال عليه وسلم حق والساعة حق " الديث‪.‬‬

‫وقوله صلى ال عليه وسلم" من شهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له‪ ,‬وأن ممدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد‬
‫ال ورسوله وكلمته ألقاها إل مري وروح منه والنة حق والنار حق أدخله ال النة على ما كان من العمل "‬
‫أخرجاه وف رواية" من أبواب النة الثمانية أيها شاء " ‪.‬‬

‫معن اليان بالنة والنار‬

‫س‪ :‬ما معن اليان بالنة والنار?‬

‫ج‪ :‬معناه التصديق الازم بوجودها وأنما ملوقتان الن‪ ,‬وأنما باقيتان بإبقاء ال لما ل تفنيان أبدا‪ ,‬ويدخل ف ذلك‬
‫كل ما احتوت عليه هذه من النعيم وتلك من العذاب‪.‬‬
‫الدليل على وجود النة والنار‬

‫س‪ :‬ما الدليل على وجودها الن ؟‬

‫ج‪ :‬أخبنا ال عز وجل أنما معدتان فقال ف النة‪ (:‬أعدت للمتقي )‪ ،‬وقال ف النار‪ (:‬أعدت للكافرين ) وأخبنا‬
‫أنه تعال أسكن آدم وزوجه النة قبل أكلهما من الشجرة وأخبنا تعال بأن الكفار يعرضون على النار غدوا وعشيا‬
‫وقال النب صلى ال عليه وسلم‪":‬اطلعت ف النة فرأيت أكثر أهلها الفقراء واطلعت ف النار فرأيت أكثر أهلها‬
‫النساء" الديث‪ ,‬وتقدم ف فتنة وعذاب القب "إذا مات أحدكم يعرض عليه مقعده " الديث‪ ،‬وقال صلى ال عليه‬
‫وسلم" أبردوا بالصلة فإن شدة الر من فيح جهنم "‪ ،‬وقال صلى ال عليه وسلم" اشتكت النار إل ربا عز وجل‬
‫فقالت رب أكل بعضي بعضا فأذن لا بنفسي نفس ف الشتاء ونفس ف الصيف فأشد ما تدون من الر وأشد ما‬
‫تدون من الزمهرير "‪ ،‬وقال صلى ال عليه وسلم المى من فيح جهنم فأبردوها بالاء وقال صلى ال عليه وسلم" لا‬
‫خلق ال النة والنار أرسل جبيل إل النة فقال اذهب فانظر إليها " الديث وقد عرضتا عليه صلى ال عليه وسلم‬
‫ف مقامه يوم كسفت الشمس وعرضت عليه ليلة السراء ‪،‬وف ذلك من الحاديث الصحيحة ما ل يصى‪.‬‬

‫الدليل على بقاء النة والنار أبدا‬

‫س‪ :‬ما الدليل على بقائهما ل تفنيان أبدا ؟‬

‫ج‪ :‬قال ال تعال ف النة‪ (:‬خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم )‪ ،‬وقال تعال‪ (:‬ما هم منها بخرجي )‪ ،‬وقال تعال‬
‫فيها‪ (:‬عطاء غي مذوذ )‪ ،‬وقال تعال‪ (:‬ل مقطوعة ول منوعة )‪ ،‬وقال تعال‪ (:‬إن هذا لرزقنا ما له من نفاد )‪ ،‬وقال‬
‫تعال‪ (:‬إن التقي ف مقام أمي ) إل قوله‪ (:‬ل يذوقون فيها الوت إل الوتة الول )‪ ،‬وغيها من اليات فأخب تعال‬
‫بأبديتها وأبدية حياة أهلها وعدم انقطاعها عنهم وعدم خروجهم منها‪ ,‬وكذلك النار قال تعال فيها‪ (:‬إل طريق‬
‫جهنم خالدين فيها أبدا )‪ ،‬وقال تعال‪ (:‬إن ال لعن الكافرين وأعد لم سعيا خالدين فيها أبدا ل يدون وليا ول‬
‫نصيا )‪ ،‬وقال تعال‪ (:‬ومن يعص ال ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا )‪ ،‬وقال تعال‪ (:‬وما هم بارجي‬
‫من النار )‪ ،‬وقال تعال‪ (:‬ل يفتر عنهم وهم فيه مبلسون )‪ ،‬وقال تعال‪ (:‬ل يقضى عليهم فيموتوا ول يفف عنهم‬
‫من عذابا )‪ ،‬وقال تعال ‪(:‬إنه من يأت ربه مرما فإن له جهنم ل يوت فيها ول يي )‪ ،‬وغي ذلك من اليات ‪.‬‬
‫فأخبنا تعال ف هذه اليات وأمثالا أن أهل النار الذين هم أهلها خلقت لم وخلقوا لا أنم خالدون فيها أبدا فنفى‬
‫تعال خروجهم منها بقوله ‪:‬وما هم بارجي ‪ ،‬ونفى انقطاعها عنهم بقوله ‪:‬ل يفتر عنهم ‪ ،‬ونفى فناءهم فيها بقوله‬
‫‪:‬ل يوت فيها ول يي ‪ ،‬وقال النب صلى ال عليه وسلم‪ ":‬أما أهل النار الذين هم أهلها فإنم ل يوتون فيها ول‬
‫ييون " الديث‪ ,‬وقال صلى ال عليه وسلم‪ ":‬إذا صار أهل النة إل النة وأهل النار إل النار جيء بالوت حت‬
‫يعل بي النة والنار ث يذبح ث ينادي مناد يا أهل النة ل موت‪ ،‬يا أهل النار ل موت فيزداد أهل النة فرحا إل‬
‫فرحهم ‪,‬ويزداد أهل النار حزنا إل حزنم" ‪ -‬وف لفظ ‪ -‬كل خالد فيما هو فيه ‪،‬وف رواية ث ‪:‬قرأ رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪(:‬وأنذرهم يوم السرة إذ قضي المر وهم ف غفلة وهم ل يؤمنون ) وهي ف الصحيح وف ذلك‬
‫أحاديث غي ما ذكرنا ‪.‬‬

‫الدليل على أن الؤمني يرون ربم تبارك وتعال ف الدار الخرة‬

‫س‪ :‬ما الدليل على أن الؤمني يرون ربم تبارك وتعال ف الدار الخرة ؟‬

‫ج‪ :‬قال ال تعال ‪(:‬وجوه يومئذ ناضرة إل ربا ناظرة )‪ ،‬وقال تعال‪ (:‬للذين أحسنوا السن وزيادة )‪ ،‬وقال تعال‬
‫ف الكفار‪ (:‬كل إنم عن ربم يومئذ لحجوبون ) فإذا حجب أعداءه ل يجب أولياءه‪ ,‬وف الصحيحي عن جرير‬
‫بن عبد ال رضي ال عنه قال‪ :‬كنا جلوسا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم فنظر إل القمر ليلة أربع عشرة فقال‪":‬‬
‫إنكم سترون ربكم عيانا كما ترون هذا ل تضامون ف رؤيته‪ ،‬فإن استطعتم أن ل تغلبوا على صلة قبل طلوع‬
‫الشمس وصلة قبل غروبا فافعلوا" وقوله ‪":‬كما ترون هذا "أي كرؤيتكم هذا القمر تشبيه للرؤية بالرؤية ل للمرئي‬
‫بالرئي ‪,‬كما أن قوله ف حديث تكلم ال عز وجل بالوحي ‪":‬ضربت اللئكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة‬
‫على صفوان " وهذا تشبيه للسماع بالسماع ل للمسموع بالسموع‪ ,‬تعال ال أن يشبهه ف ذاته أو صفاته شيء من‬
‫خلقه ‪،‬وتنه النب صلى ال عليه وسلم أن يمل شيء من كلمه على التشبيه وهو أعلم اللق بال عز وجل‪ ,‬وف‬
‫حديث صهيب عند مسلم‪ ":‬فيكشف الجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إل ربم عز وجل " ث تل هذه‬
‫الية‪ ( :‬للذين أحسنوا السن وزيادة ) وف الباب أحاديث كثية صحيحة صرية ذكرنا منها ف شرح "سلم‬
‫الوصول" خسة وأربعي حديثا عن أكثر من ثلثي صحابيا‪ ,‬ومن رد ذلك فقد كذب بالكتاب وبا أرسل ال به‬
‫رسله ‪,‬وكان من الذين قال ال تعال فيهم ‪(:‬كل إنم عن ربم يومئذ لحجوبون) نسأل ال تعال العفو والعافية وأن‬
‫يرزقنا لذة النظر إل وجهه ‪.‬آمي‪.‬‬

‫دليل اليان بالشفاعة ومن تكون ولن تكون ومت تكون‬

‫س‪ :‬ما دليل اليان بالشفاعة ومن تكون ولن تكون ومت تكون ؟‬

‫ج‪ :‬قد أثبت ال عز وجل الشفاعة ف كتابه ف مواضع كثية‪ ,‬بقيود ثقيلة وأخبنا تعال إنا ملك له‪ ،‬ليس لحد فيها‬
‫شيء فقال تعال‪ (:‬قل ل الشفاعة جيعا (‪.‬‬

‫فأما مت تكون؟ فأخبنا عز وجل أنا ل تكون إل بإذنه كما قال تعال ‪(:‬من ذا الذي يشفع عنده إل بإذنه )‪ (،‬ما من‬
‫شفيع إل من بعد إذنه )‪(،‬وكم من ملك ف السماوات ل تغن شفاعتهم شيئا إل من بعد أن يأذن ال لن يشاء‬
‫ويرضى )‪ (،‬ول تنفع الشفاعة عنده إل لن أذن له ) وأما من تكون فكما أخبنا تعال إنا ل تكون إل من بعد إذنه‬
‫أخبنا أيضا أنه ل يأذن إل لوليائه الرتضي الخيار كما قال تعال‪ (:‬ل يتكلمون إل من أذن له الرحن وقال صوابا)‬
‫وقال ‪(:‬ل يلكون الشفاعة إل من اتذ عند الرحن عهدا ) وأما لن تكون فأخبنا أنه ل يأذن أن يشفع إل لن‬
‫ارتضى كما قال تعال‪ (:‬ول يشفعون إل لن ارتضى )‪(،‬يومئذ ل تنفع الشفاعة إل من أذن له الرحن ورضي له قول‬
‫)‪ ،‬وهو سبحانه ل يرتضي إل أهل التوحيد والخلص‪ ,‬وأما غيهم فقال تعال ‪(:‬ما للظالي من حيم ول شفيع‬
‫يطاع) وقال تعال عنهم‪ (:‬فما لنا من شافعي ول صديق حيم )‪ ،‬وقال تعال فيهم‪ (:‬فما تنفعهم شفاعة الشافعي )‬
‫وقد أخبنا النب صلى ال عليه وسلم أنه أوت الشفاعة ث أخب أنه يأت فيسجد تت العرش ويمد ربه بحامد يعلمه‬
‫إياها ل يبدأ بالشفاعة أول حت يقال له ‪":‬ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعط واشفع تشفع " الديث ث أخب أنه ل‬
‫يشفع ف جيع العصاة من أهل التوحيد دفعة واحدة بل قال ‪":‬فيحد ل حدا فأدخلهم النة "ث يرجع فيسجد كذلك‬
‫فيحد له حدا إل آخر حديث الشفاعة‪ ,‬وقال له أبو هريرة رضي ال عنه من أسعد الناس بشفاعتك؟ قال" من قال ل‬
‫إله إل ال خالصا من قلبه" ‪.‬‬

‫أنواع الشفاعة وأعظمها‬

‫س‪ :‬كم أنواع الشفاعة وما أعظمها ؟‬

‫ج‪ :‬أعظمها‪ :‬الشفاعة العظمى ف موقف القيامة ف أن يأت ال تعال لفصل القضاء بي عباده ‪,‬وهي خاصة لنبينا‬
‫ممد صلى ال عليه وسلم وهي القام الحمود الذي وعده ال عز وجل كما قال تعال‪ (:‬عسى أن يبعثك ربك مقاما‬
‫ممودا) وذلك أن الناس إذا ضاق بم الوقف ‪,‬وطال القام واشتد القلق‪ ،‬وألمهم العرق ‪،‬التمسوا الشفاعة ف أن‬
‫يفصل ال بينهم فيأتون آدم ث نوحا ث إبراهيم ث موسى ث عيسى ابن مري وكلهم يقول نفسي نفسي إل أن ينتهوا‬
‫إل نبينا ممدا صلى ال عليه وسلم فيقول أنا لا كما جاء مفصل ف الصحيحي وغيها‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬الشفاعة ف استفتاح باب النة ‪،‬وأول من يستفتح بابا نبينا ممد صلى ال عليه وسلم وأول من يدخلها من‬
‫المم أمته‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬الشفاعة ف أقوام قد أمر بم إل النار أن ل يدخلوها‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬ف من دخلها من أهل التوحيد أن يرجوا منها فيخرجون قد امتحشوا وصاروا فحما فيطرحون ف نر الياة‬
‫فينبتون كما تنبت البة ف حيل السيل‪.‬‬

‫الامسة‪ :‬الشفاعة ف رفع درجات أقوام من أهل النة‪ ،‬وهذه الثلث ليست خاصة بنبينا صلى ال عليه وسلم ولكنه‬
‫هو القدم فيها ‪,‬ث بعده النبياء واللئكة والولياء والفراط يشفعون ‪،‬ث يرج ال تعال برحته من النار أقواما بدون‬
‫شفاعة ل يصيهم إل ال فيدخلهم النة‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬الشفاعة ف تفيف عذاب بعض الكفار ‪,‬وهذه خاصة لنبينا ممد صلى ال عليه وسلم ف عمه أب طالب‬
‫كما ف مسلم ‪,‬وغيه ول تزال جهنم يلقى فيها وتقول‪ :‬هل من مزيد حت يضع رب العزة فيها قدمه فينوي ‪-‬‬
‫بعضها إل بعض وتقول قط قط وعزتك ويبقى ف النة فضل عمن دخلها فينشئ ال تعال أقواما فيدخلهم النة وف‬
‫ذلك من النصوص ما ل يصى فمن شاءها وجدها من الكتاب والسنة‪.‬‬

‫أثر العمل ف دخول النة والنجاة من النار‬

‫س‪ :‬هل يدخل النة أو ينجو من النار أحد بعمله ؟‬

‫ج‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ":‬قاربوا وسددوا واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله ‪ -‬قالوا يا رسول ال‬
‫ول أنت ‪ -‬قال ول أنا إل أن يتغمدن ال برحة منه وفضل " وف رواية" سددوا وقاربوا وأبشروا فإنه لن يدخل النة‬
‫أحدا عمله ‪ -‬قالوا ول أنت يا رسول ال قال ول أنا إل أن يتغمدن ال منه برحة واعلموا أن أحب العمل إل ال‬
‫أدومه وإن قل" ‪.‬‬

‫العمال الصالة سبب ف دخول النة‬

‫س‪ :‬ما المع بي هذا الديث وبي قوله تعال‪ (:‬ونودوا أن تلكم النة أورثتموها با كنتم تعملون(؟‬

‫ج‪ :‬ل منافاة بينهما بمد ال‪ ،‬فإن الباء الثبتة ف الية هي باء السببية ;لن العمال الصالة سبب ف دخول النة ل‬
‫يصل إل با إذ السبب وجوده بوجود سببه‪ ,‬والنفي ف الديث هي باء الثمنية فإن العبد لو عمر عمر الدنيا وهو‬
‫يصوم النهار ويقوم الليل ويتنب العاصي كلها ل يقابل كل عمله عشر معشار أصغر نعم ال عليه الظاهرة والباطنة‪,‬‬
‫فكيف تكون ثنا لدخول النة( رب اغفر وارحم وأنت خي الراحي ‪(.‬‬

‫دليل اليان بالقدر جلة‬

‫س‪ :‬ما دليل اليان بالقدر جلة ؟‬

‫ج‪ :‬قال ال تعال‪ (:‬وكان أمر ال قدرا مقدورا )‪ ،‬وقال تعال‪ (:‬ليقضي ال أمرا كان مفعول )‪ ،‬وقال تعال‪ (:‬وكان‬
‫أمر ال مفعول )‪ ،‬وقال تعال‪ (:‬ما أصاب من مصيبة إل بإذن ال ومن يؤمن بال يهد قلبه ) الية ‪،‬وقال تعال ‪(:‬وما‬
‫أصابكم يوم التقى المعان فبإذن ال )‪ ،‬وقال تعال‪ (:‬الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا ل وإنا إليه راجعون أولئك‬
‫عليهم صلوات من ربم ورحة وأولئك هم الهتدون ) وغي ذلك من اليات‪ ,‬وتقدم ف حديث جبيل‪ ":‬وتؤمن‬
‫بالقدر خيه وشره " وقال صلى ال عليه وسلم" واعلم أنا أصابك ل يكن ليخطئك وما أخطأك ل يكن ليصيبك"‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم" وإن أصابك شيء فل تقل لو أن فعلت لكان كذا وكذا ولكن قل قدر ال وما شاء فعل"‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم "كل شيء بقدر حت العجز والكيس " وغي ذلك من الحاديث‪.‬‬
‫مراتب اليان بالقدر‬

‫س‪ :‬كم مراتب اليان بالقدر؟‬

‫ج‪ :‬اليان بالقدر على أربع مراتب‪:‬‬

‫الرتبة الول‪ :‬اليان بعلم ال الحيط بكل شيء ‪،‬الذي ل يعزب عنه مثقال ذرة ف السماوات ول ف الرض‪ ,‬وأنه‬
‫تعال قد علم جيع خلقه قبل أن يلقهم‪ ,‬وعلم أرزاقهم ‪،‬وآجالم ‪،‬وأقوالم ‪،‬وأعمالم‪ ،‬وجيع حركاتم‪ ،‬وسكناتم‬
‫وأسرارهم‪ ،‬وعلنياتم ومن هو منهم من أهل النة‪ ،‬ومن هو منهم من أهل النار‪.‬‬

‫الرتبة الثانية‪ :‬اليان بكتابة ذلك وأنه تعال قد كتب جيع ما سبق به علمه أنه كائن‪ ،‬وف ضمن ذلك اليان باللوح‬
‫والقلم‪.‬‬

‫الرتبة الثالثة‪ :‬اليان بشيئة ال النافذة‪ ،‬وقدرته الشاملة‪ ،‬وها متلزمتان من جهة ما كان وما سيكون‪ ،‬ول ملزمة‬
‫بينهما من جهة ما ل يكن ول هو كائن‪ ,‬فما شاء ال تعال فهو كائن بقدرته ل مالة‪ ,‬وما ل يشأ ال تعال ل يكن‬
‫لعدم مشيئة ال إياه‪ ،‬ل لعدم قدرة ال عليه ‪،‬تعال ال عن ذلك وعز وجل (وما كان ال ليعجزه من شيء ف‬
‫السماوات ول ف الرض إنه كان عليما قديرا (‬

‫الرتبة الرابعة‪ :‬اليان بأن ال تعال خالق كل شيء‪ ،‬وأنه ما من ذرة ف السماوات ول ف الرض ول فيما بينهما إل‬
‫وال خالقها ‪،‬وخالق حركاتا وسكناتا سبحانه ل خالق غيه ول رب سواه ‪.‬‬

‫س‪ :‬ما دليل الرتبة الول وهي اليان بالعلم ؟‬

‫ج‪ :‬قال ال تعال‪ (:‬هو ال الذي ل إله إل هو عال الغيب والشهادة )‪ ،‬وقال تعال‪ (:‬وأن ال قد أحاط بكل شيء‬
‫علما )‪ ،‬وقال تعال ‪(:‬عال الغيب ل يعزب عنه مثقال ذرة ف السماوات ول ف الرض ول أصغر من ذلك ول‬
‫أكب )‪ ،‬وقال تعال‪ (:‬عنده مفاتح الغيب ل يعلمها إل هو) اليات‪ ،‬وقال تعال ‪(:‬ال أعلم حيث يعل رسالته)‪،‬‬
‫وقال تعال‪ (:‬إن ربك هو أعلم بن ضل عن سبيله وهو أعلم بالهتدين )‪ ،‬وقال تعال‪ (:‬أليس ال بأعلم بالشاكرين )‪،‬‬
‫( أليس ال بأعلم با ف صدور العالي )‪ ،‬وقال تعال‪ (:‬وإذ قال ربك للملئكة إن جاعل ف الرض خليفة قالوا‬
‫أتعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونن نسبح بمدك ونقدس لك قال إن أعلم ما ل تعلمون )‪ ،‬وقال تعال‪(:‬‬
‫وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خي لكم وعسى أن تبوا شيئا وهو شر لكم وال يعلم وأنتم ل تعلمون ) وف الصحيح‬
‫قال رجل يا رسول ال أيعرف أهل النة من أهل النار؟ قال نعم‪ .‬قال ففيم يعمل العاملون؟ قال ‪":‬كل يعمل لا خلق‬
‫له أو لا يسر له " وفيه‪ :‬سئل النب صلى ال عليه وسلم صلى ال عليه وسلم عن أولد الشركي فقال‪ ":‬ال أعلم با‬
‫كانوا عاملي" وف مسلم قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ":‬أن ال خلق للجنة أهل خلقهم لا وهم ف أصلب‬
‫آبائهم وخلق للنار أهل خلقهم لا وهم ف أصلب آبائهم " وفيه قال صلى ال عليه وسلم‪ ":‬إن الرجل ليعمل عمل‬
‫أهل النة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار ‪ ,‬وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل النة"‬
‫وفيه قال صلى ال عليه وسلم ‪":‬ما منكم من نفس إل وقد علم ال منلا من النة والنار" قالوا يا رسول ال فلم‬
‫نعمل أفل نتكل‪ ,‬قال‪ ":‬اعملوا فكل ميسر لا خلق له "ث قرأ ‪ (:‬فأما من أعطى واتقى وصدق بالسن ‪ -‬إل قوله ‪-‬‬
‫فسنيسره للعسرى ) وغي ذلك من الحاديث‪.‬‬

‫س‪ :‬ما دليل الرتبة الثانية وهي اليان بكتابة القادير؟‬

‫ج‪ :‬قال ال تعال ‪(:‬وكل شيء أحصيناه ف إمام مبي)‪،‬وقال تعال‪(:‬إن ذلك ف كتاب) ‪ ،‬وقال تعال ف ماجة موسى‬
‫وفرعون‪ (:‬قال فما بال القرون الول قال علمها عند رب ف كتاب ل يضل رب ول ينسى )‪،‬وقال تعال ‪(:‬وما تمل‬
‫من أنثى ول تضع إل بعلمه وما يعمر من معمر ول ينقص من عمره إل ف كتاب إن ذلك على ال يسي )‪ ،‬وغي‬
‫ذلك من اليات وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ":‬ما من نفس منفوسة إل وقد كتب ال مكانا من النة والنار وإل وقد‬
‫كتبت شقية أو سعيدة " رواه مسلم‪ ،‬وفيه قال سراقة بن مالك بن جعشم‪ :‬يا رسول ال بي لنا ديننا كأنا خلقنا الن‬
‫فيم العمل اليوم أفيما جفت به القلم وجرت به القادير أم فيما نستقبل؟ قال ‪":‬ل بل فيما جفت به القلم وجرت‬
‫به القادير‪ ،‬قال‪ :‬ففيم العمل؟ فقال‪ ":‬اعملوا فكل ميسر ‪ -‬وف رواية كل عامل ميسر لعمله " وغي ذلك من‬
‫الحاديث‪.‬‬

‫ما يدخل ف مرتبة كتابة القادير‬

‫س‪ :‬كم يدخل ف هذه الرتبة من التقادير ؟‬

‫ج‪ :‬يدخل ف ذلك خسة من التقادير كلها ترجع إل العلم‪:‬‬

‫التقدير الول‪ :‬كتابة ذلك قبل خلق السماوات والرض بمسي ألف سنة ‪،‬عندما خلق ال القلم‪ ،‬وهو التقدير‬
‫الزل‪.‬‬

‫الثان‪ :‬التقدير العمري‪ ،‬حي أخذ اليثاق‪ ،‬يوم( ألست بربكم(‬

‫الثالث‪ :‬التقدير العمري أيضا عند تليق النطفة ف الرحم‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬التقدير الول ف ليلة القدر‪.‬‬

‫الامس‪ :‬التقدير اليومي‪،‬وهو تنفيذ كل ذلك إل مواضعه‪.‬‬


‫دليل التقدير اللزل‬

‫س‪ :‬ما دليل التقدير اللزل ؟‬

‫ج‪ :‬قال ال تعال ‪ (:‬أصاب من مصيبة ف الرض ول ف أنفسكم إل ف كتاب من قبل أن نبأها )اليات وف‬
‫الصحيح قال النب صلى ال عليه وسلم ‪":‬كتب ال مقادير اللئق قبل أن يلق السماوات والرض بمسي ألف‬
‫سنة‪ ،‬قال ‪:‬وعرشه على الاء ) وقال صلى ال عليه وسلم ‪":‬إن أول ما خلق ال القلم فقال له ‪:‬اكتب فقال رب وماذا‬
‫أكتب؟ قال ‪:‬كتب مقادير كل شيء حت تقوم الساعة " الديث ف السنن ‪،‬وقال صلى ال عليه وسلم ‪":‬يا أبا هريرة‬
‫جف القلم با هو كائن " الديث ف البخاري وغي ذلك كثي‪.‬‬

‫دليل التقدير العمري يوم اليثاق‬

‫س‪ :‬ما دليل التقدير العمري يوم اليثاق ؟‬

‫ج‪ :‬قال ال تعال‪ (:‬وإذ أخذ ربك من بن آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى‬
‫شهدنا ) اليات ‪.‬وروى إسحاق بن راهويه أن رجل قال يا رسول ال أتبتدأ العمال أم قد مضى القضاء فقال ‪":‬إن‬
‫ال تعال لا أخرج ذرية آدم من ظهره أشهدهم على أنفسهم ‪،‬ث أفاض بم ف كفيه فقال ‪:‬هؤلء للجنة ‪،‬وهؤلء للنار‬
‫‪,‬فأهل النة ميسرون لعمل أهل النة‪ ,‬وأهل النار ميسرون لعمل أهل النار "وف الوطأ أن عمر بن الطاب رضي ال‬
‫عنه سئل عن هذه الية ‪(:‬وإذ أخذ ربك من بن آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا‬
‫بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلي ) فقال عمر بن الطاب سعت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يسأل عنها فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪":‬إن ال تبارك وتعال خلق آدم ث مسح ظهره فاستخرج منه‬
‫ذرية فقال خلقت هؤلء للنار وبعمل أهل النار يعملون " الديث بطوله وف الترمذي من حديث عبد ال بن عمرو‬
‫رضي ال عنهما قال ‪ :‬خرج علينا رسول ال صلى ال عليه وسلم وف يده كتابان فقال أتدرون ما هذان الكتابان؟‬
‫فقلنا ‪:‬ل يا رسول ال إل أن تبنا ‪،‬فقال للذي ف يده اليمن ‪":‬هذا كتاب من رب العالي فيه أساء أهل النة وأساء‬
‫آبائهم وقبائلهم‪ ،‬ث أجل على آخرهم فل يزاد فيهم ول ينقص منهم أبدا "ث قال للذي ف شاله ‪":‬هذا كتاب من‬
‫رب العالي فيه أساء أهل النار وأساء آبائهم وقبائلهم ‪،‬ث أجل على آخرهم فل يزاد فيهم ول ينقص منهم أبدا "‪-‬‬
‫فقال أصحابه ففيم العمل يا رسول ال إن كان أمر قد فرغ منه؟ فقال ‪":‬سددوا وقاربوا فإن صاحب النة يتم له‬
‫بعمل أهل النة وإن عمل أي عمل وإن صاحب النار يتم له بعمل أهل النار وإن عمل أي عمل "ث قال صلى ال‬
‫عليه وسلم بيديه فنبذها ث قال ‪":‬فرغ ربكم من العباد فريق ف النة وفريق ف السعي " قال الترمذي ‪:‬هذا حديث‬
‫حسن صحيح غريب‬
‫دليل التقدير العمري الذي عند أول تليق النطفة‬

‫س‪ :‬ما دليل التقدير العمري الذي عند أول تليق النطفة ؟‬

‫ج‪ :‬قال ال تعال‪ (:‬هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الرض وإذ أنتم أجنة ف بطون أمهاتكم فل تزكوا أنفسكم هو أعلم‬
‫بن اتقى ) وف الصحيحي قال النب صلى ال عليه وسلم ‪":‬إن أحدكم ليجمع خلقه ف بطن أمه أربعي يوما نطفة ‪,‬ث‬
‫يكون علقة مثل ذلك ‪,‬ث يكون مضغة مثل ذلك ‪,‬ث يرسل إليه اللك فينفخ فيه الروح ‪،‬ويؤمر بأربع كلمات ‪،‬يكتب‬
‫رزقه ‪،‬وأجله ‪،‬وعمله ‪،‬وشقي أو سعيد ‪,‬فوالذي ل إله غيه ‪،‬إن أحدكم ليعمل بعمل أهل النة حت ما يكون بينه‬
‫وبينهما إل ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ‪،‬وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حت ما‬
‫يكون بينه وبينها إل ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النة فيدخلها " وفيه روايات غي هذه عن جاعة من‬
‫الصحابة بألفاظ أخر والعن واحد‪.‬‬

‫دليل التقدير الول ف ليلة القدر‬

‫س‪ :‬ما دليل التقدير الول ف ليلة القدر ؟‬

‫ج‪ :‬قال ال تعال‪ (:‬فيها يفرق كل أمر حكيم أمرا من عندنا ) اليات‪.‬‬

‫وقال ابن عباس رضي ال عنهما ‪:‬يكتب من أم الكتاب ف ليلة القدر ما يكون ف السنة من موت أو حياة ورزق‬
‫ومطر حت الجاج يقال يج فلن ويج فلن ‪،‬وكذا قال السن وسعيد بن جبي ومقاتل وأبو عبد الرحن السلمي‬
‫وغيهم‪.‬‬

‫دليل التقدير اليومي‬

‫س‪ :‬ما دليل التقدير اليومي؟‬

‫ج‪ :‬قال تعال‪ (:‬كل يوم هو ف شأن ) وف صحيح الاكم قال ابن عباس رضي ال عنهما ‪":‬إن ما خلق ال تعال‬
‫لوحا مفوظا من درة بيضاء دفتاه من ياقوتة حراء قلمه نور وكتابه نور ينظر فيه كل يوم ثلثائة وستي نظرة أو مرة‬
‫ففي كل نظرة منها يلق ويرزق وييي وييت ويعز ويذل‪ ,‬ويفعل ما يشاء فذلك قوله تعال ‪(:‬كل يوم هو ف شأن )‬
‫وكل هذه التقادير كالتفصيل من القدر السابق ‪،‬وهو الزل الذي أمر ال تعال القلم عندما خلقه أن يكتبه ف اللوح‪،‬‬
‫الحفوظ وبذلك فسر ابن عمر وابن عباس رضي ال عنهم قوله تعال‪ (:‬إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ) وكل‬
‫ذلك صادر عن علم ال الذي هو صفته تبارك وتعال‪.‬‬
‫ما يقتضيه سبق القادير بالشقاوة والسعادة‬

‫س‪ :‬ماذا يقتضيه سبق القادير بالشقاوة والسعادة ؟‬

‫ج‪ :‬اتفقت جيع الكتب السماوية والسنن النبوية على أن القدر السابق ل ينع العمل ول يوجب التكال عليه ‪،‬بل‬
‫يوجب الد والجتهاد والرص على العمل الصال ‪،‬ولذا لا أخب النب صلى ال عليه وسلم أصحابه بسبق القادير‬
‫وجريانا وجفوف القلم با قال بعضهم ‪:‬أفل نتكل على كتابنا وندع العمل ؟قال‪ ":‬ل اعملوا فكل ميسر " ث قرأ‪(:‬‬
‫فأما من أعطى واتقى ) الية فال سبحانه وتعال قدر القادير وهيأ لا أسبابا وهو الكيم با نصبه من السباب ف‬
‫العاش والعاد ‪،‬وقد يسر كل من خلقه لا خلقه له ف الدنيا والخرة فهو مهيأ له ميسر له ‪,‬فإذا علم العبد أن مصال‬
‫آخرته مرتبطة بالسباب الوصلة إليها كان أشد اجتهادا ف فعلها والقيام با وأعظم منه ف أسباب معاشه ومصال‬
‫دنياه ‪,‬وقد فقه هذا كل الفقه من قال من الصحابة لا سع أحاديث القدر ما كنت أشد اجتهادا من الن‪ ،‬وقال النب‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪":‬احرص على ما ينفعك واستعن بال ول تعجز " وقال صلى ال عليه وسلم لا قيل له ‪ :‬أرأيت‬
‫دواء نتداوى به ورقى نسترقيها هل ترد من قدر ال شيئا ؟قال ‪":‬هي من قدر ال" يعن أن ال تعال قدر الي والشر‬
‫وأسباب كل منهما‪.‬‬

‫دليل الرتبة الثالثة وهو اليان بالشيئة‬

‫س‪ :‬ما دليل الرتبة الثالثة وهو اليان بالشيئة ؟‬

‫ج‪ :‬قال ال تعال ‪(:‬وما تشاءون إل أن يشاء ال )‪ ،‬وقال تعال ‪(:‬ول تقولن لشيء إن فاعل ذلك غدا إل أن يشاء‬
‫ال)‪ ،‬وقال تعال ‪(:‬من يشإ ال يضلله ومن يشأ يعله على صراط مستقيم )‪ ،‬وقال تعال ‪(:‬ولو شاء ال لعلكم أمة‬
‫واحدة )‪( ،‬ولو شاء ال ما اقتتلوا ) ‪(،‬ولو يشاء ال لنتصر منهم ) ‪،‬وقال تعال ‪(:‬فعال لا يريد ) ‪(،‬إنا أمره إذا أراد‬
‫شيئا أن يقول له كن فيكون )‪ (،‬إنا قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون )‪ (،‬فمن يرد ال أن يهديه يشرح‬
‫صدره للسلم ومن يرد أن يضله يعل صدره ضيقا حرجا ) وغي ذلك من اليات ما ل يصى‪.‬‬

‫وقال صلى ال عليه وسلم‪ ":‬قلوب العباد بي أصبعي من أصابع الرحن كقلب واحد يصرفها كيف يشاء " وقال‬
‫صلى ال عليه وسلم ف نومهم ف الوادي‪ ":‬أن ال تعال قبض أرواحكم حي شاء وردها حي شاء "وقال ‪":‬اشفعوا‬
‫تؤجروا ويقضي ال على لسان رسوله ما شاء " وقال ‪":‬ل تقولوا ما شاء ال وشاء فلن ‪،‬ولكن قولوا ‪:‬ما شاء ال‬
‫وحده " وقال صلى ال عليه وسلم ‪":‬من يرد ال تعال به خيا يفقهه ف الدين "" إذا أراد ال تعال رحة أمة قبض‬
‫نبيها قبلها وإذا أراد ال هلكة أمة عذبا ونبيها حي " وغي ذلك من الحاديث ف ذكر الشيئة والرادة ما ل يصى‪.‬‬
‫الواب لن قال كيف يشاء ال ويريد ما ل يرضى به ول يبه‬

‫س‪ :‬قد أخبنا ال تعال ف كتابه وعلى لسان رسوله وبا علمنا من صفاته أنه يب الحسني والتقي والصابرين‪,‬‬
‫ويرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالات ‪،‬ول يب الكافرين ول الظالي ‪،‬ول يرضى لعباده الكفر ول يب‬
‫الفساد‪ .‬مع كون كل ذلك بشيئة ال وإرادته ‪,‬وأنه لو شاء ل يكن ذلك ‪،‬فإنه ل يكون ف ملكه ما ل يريد‪ ,‬فما‬
‫الواب لن قال كيف يشاء ويريد ما ل يرضى به ول يب؟‬

‫ج‪ :‬اعلم أن الرادة ف النصوص جاءت على معنيي ‪:‬إرادة كونية قدرية ‪،‬هي الشيئة ‪،‬ول ملزمة بينها وبي الحبة‬
‫والرضا ‪،‬بل يدخل فيها الكفر واليان ‪،‬والطاعات والعصيان ‪،‬والرضي والحبوب ‪،‬والكروه وضده‪ ,‬وهذه الرادة‬
‫ليس لحد خروج منها ول ميص عنها كقوله تعال ‪(:‬فمن يرد ال أن يهديه يشرح صدره للسلم ومن يرد أن‬
‫يضله يعل صدره ضيقا حرجا )‪ ،‬وقوله تعال ‪(:‬ومن يرد ال فتنته فلن تلك له من ال شيئا أولئك الذين ل يرد ال‬
‫أن يطهر قلوبم ) اليات وغيها‪ .‬وإرادة دينية شرعية ‪،‬متصة براضي ال ومابه ‪،‬وعلى مقتضاها أمر عباده وناهم‬
‫كقوله تعال ‪(:‬يريد ال بكم اليسر ول يريد بكم العسر )‪ ،‬وقوله تعال ‪(:‬يريد ال ليبي لكم ويهديكم سنن الذين من‬
‫قبلكم ويتوب عليكم وال عليم حكيم ) وغيها من اليات ‪،‬وهذه الرادة ل يصل اتباعها إل لن سبقت له بذلك‬
‫الرادة الكونية‪ .‬فتجتمع الرادة الكونية والشرعية ف حق الؤمن الطائع ‪،‬وتنفرد الكونية ف حق الفاجر العاصي‪ ,‬فال‬
‫سبحانه دعا عباده عامة إل مرضاته وهدى لجابته من شاء منهم كما قال تعال ‪(:‬وال يدعو إل دار السلم ويهدي‬
‫من يشاء إل صراط مستقيم ) فعمم سبحانه الدعوة وخص الداية بن شاء ‪(:‬إن ربك هو أعلم بن ضل عن سبيله‬
‫وهو أعلم بن اهتدى)‪.‬‬

‫دليل الرتبة الرابعة من اليان بالقدر وهي مرتبة اللق‬

‫س‪ :‬ما دليل الرتبة الرابعة من اليان بالقدر وهي مرتبة اللق ؟‬

‫ج‪ :‬قال ال تعال ‪(:‬ال خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل )‪ ،‬وقال تعال ‪(:‬هل من خالق غي ال يرزقكم من‬
‫السماء والرض )‪ ،‬وقال تعال ‪(:‬هذا خلق ال فأرون ماذا خلق الذين من دونه )‪ ،‬وقال تعال‪ (:‬ال الذي خلقكم ث‬
‫رزقكم ث ييتكم ث يييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء )‪ ،‬وقال تعال ‪(:‬وال خلقكم وما تعملون‬
‫)‪ ،‬وقال تعال ‪(:‬ونفس وما سواها فألمها فجورها وتقواها )‪ ،‬وقال تعال‪(:‬من يهد ال فهو الهتدي ومن يضلل‬
‫فأولئك هم الاسرون )‪ ،‬وقال تعال ‪(:‬ولكن ال حبب إليكم اليان وزينه ف قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق‬
‫والعصيان ) وغي ذلك من اليات‪ ,‬وللبخاري ف خلق أفعال العباد عن حذيفة مرفوعا ‪" :‬إن ال يصنع كل صانع‬
‫وصنعته "وقال النب صلى ال عليه وسلم ‪":‬اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خي من زكاها إنك أنت وليها‬
‫ومولها " وغي ذلك من الحاديث‪.‬‬
‫معن قول النب صلى ال عليه وسلم والي كله ف يديك والشر ليس إليك‬

‫س‪ :‬ما معن قول النب صلى ال عليه وسلم ‪":‬والي كله ف يديك والشر ليس إليك " مع أن ال سبحانه خالق‬
‫كل شيء؟‬

‫ج‪ :‬معن ذلك أن أفعال ال عز وجل كلها خي مض من حيث اتصافه با وصدورها عنه ليس فيها شر بوجه ‪،‬فإنه‬
‫تعال حكم عدل وجيع أفعاله حكمة وعدل يضع الشياء مواضعها اللئقة با كما هي معلومة عنده سبحانه وتعال‪،‬‬
‫وما كان ف نفس القدور من شر فمن جهة إضافته إل العبد لا يلحقه من الهالك وذلك با كسبت يداه جزاء وفاقا‪،‬‬
‫كما قال تعال ‪(:‬وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثي ) ‪،‬وقال تعال ‪(:‬وما ظلمناهم ولكن‬
‫كانوا هم الظالي )‪ ،‬وقال تعال‪ (:‬إن ال ل يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون)‪.‬‬

‫هل للعباد قدرة ومشيئة على أفعالم الضافة إليهم‬

‫س‪ :‬هل للعباد قدرة ومشيئة على أفعالم الضافة إليهم ؟‬

‫ج‪ :‬نعم للعباد قدرة على أعمالم ‪،‬ولم مشيئة وإرادة ‪،‬وأفعالم تضاف إليهم حقيقة ‪،‬وبسبها كلفوا ‪،‬وعليها يثابون‬
‫ويعاقبون ‪،‬ول يكلفهم ال إل وسعهم ‪،‬وقد أثبت لم ذلك ف الكتاب والسنة ووصفهم به ‪،‬ولكنهم ل يقدرون إل‬
‫على ما أقدرهم ال عليه‪ ،‬ول يشاءون إل أن يشاء ال ‪،‬ول يفعلون إل بعله إياهم فاعلي كما تقدم ف نصوص‬
‫الشيئة والرادة واللق ‪،‬فكما ل يوجدوا أنفسهم ‪،‬ل يوجدوا أفعالم ‪،‬فقدرتم ومشيئتهم وإرادتم وأفعالم تابعة‬
‫لقدرته ومشيئته وإرادته وفعله‪ ,‬إذ هو خالقهم ‪،‬وخالق قدرتم وإرادتم ومشيئتهم وأفعالم‪ ,‬وليس مشيئتهم وإرادتم‬
‫وقدرتم وأفعالم هي عي مشيئة ال وإرادته وقدرته وأفعاله ‪،‬كما ليسوا هم إياه ‪،‬تعال ال ‪،‬عن ذلك بل أفعالم‬
‫الخلوقة ل قائمة بم ‪،‬لئقة بم ‪،‬مضافة إليهم حقيقة ‪،‬فال فاعل حقيقة ‪،‬والعبد منفعل حقيقة ‪ ،‬وال هاد حقيقة ‪،‬‬
‫والعبد مهتد حقيقة ‪،‬ولذا أضاف كل من الفعلي إل من قام به فقال تعال ‪(:‬من يهد ال فهو الهتد ) فإضافة الداية‬
‫إل ال حقيقة‪ ،‬وإضافة الهتداء إل البعد حقيقة ‪،‬فكما ليس الادي هو عي الهتدي ‪،‬فكذلك ليس الداية هي عي‬
‫الهتداء ‪,‬وكذلك يضل ال من يشاء حقيقة ‪،‬وذلك العبد يكون ضال حقيقة‪ ,‬وهكذا جيع تصرف ال ف عباده ‪،‬‬
‫فمن أضاف الفعل والنفعال إل العبد كفر‪ ,‬ومن أضاف إل ال كفر‪ ,‬ومن أضاف الفعل إل الالق والنفعال إل‬
‫الخلوق كلها حقيقة فهو الؤمن حقيقة‪.‬‬

‫جواب من قال أليس مكنا ف قدرة ال أن يعل كل عباده مؤمني مهتدين طائعي‬

‫س‪ :‬ما جواب من قال أليس مكنا ف قدرة ال أن يعل كل عباده مؤمني مهتدين طائعي مع مبته ذلك منهم‬
‫شرعا ؟‬
‫ج‪ :‬بلى هو قادر على ذلك كما قال تعال ‪(:‬ولو شاء ال لعلكم أمة واحدة ) الية ‪،‬وقال تعال ‪(:‬ولو شاء ربك‬
‫لمن من ف الرض كلهم جيعا ) وغيها من اليات ‪,‬ولكن هذا الذي فعله بم هو مقتضى حكمته وموجب ربوبيته‬
‫وإليته وأسائه وصفاته‪ ,‬فقول القائل ‪:‬ل كان من عباده الطائع والعاصي ؟كقول من قال ل كان من أسائه الضار‬
‫النافع والعطي الانع والافض الرافع والنعم والنتقم ونو ذلك ؟ إذ أفعاله تعال هي مقتضى أسائه ‪،‬وآثار صفاته‪،‬‬
‫‪,‬فالعتراض عليه ف أفعاله اعتراض عليه ف أسائه وصفاته ‪،‬بل وعلى إليته وربوبيته‪ (:‬فسبحان ال رب العرش عما‬
‫يصفون ل يسأل عما يفعل وهم يسألون)‪.‬‬

‫منلة اليان بالقدر من الدين‬

‫شعب اليان‬

‫س‪ :‬ما منلة اليان بالقدر من الدين ؟‬

‫ج‪ :‬اليان بالقدر نظام التوحيد ‪،‬كما أن اليان بالسباب الت توصل إل خيه وتجز عن شره هي نظام الشرع ‪،‬ول‬
‫ينتظم أمر الدين ويستقيم إل لن آمن بالقدر وامتثل الشرع ‪،‬كما قرر النب صلى ال عليه وسلم اليان بالقدر ث قال‬
‫لن قال له أفل نتكل على كتابنا وندع العمل‪ ،‬قال‪" :‬اعملوا فكل ميسر لا خلق له " فمن نفى القدر زاعما منافاته‬
‫للشرع ‪،‬فقد عطل ال تعال عن علمه وقدرته ‪،‬وجعل العبد مستقل بأفعاله خالقا لا ‪،‬فأثبت مع ال تعال خالقا ‪،‬بل‬
‫أثبت أن جيع الخلوقي خالقون‪ ,‬ومن أثبت متجا به على الشرع ماربا له به ‪،‬نافيا عن العبد قدرته واختياره الت‬
‫منحه ال تعال إياها وكلفه بسبها زاعما أن ال كلف عباده ما ل يطاق ‪،‬كتكليف العمى ينقط الصحف فقد‬
‫نسب ال تعال إل الظلم ‪،‬وكان إمامه ف ذلك إبليس لعنه ال تعال إذ يقول ‪(:‬فبما أغويتن لقعدن لم صراطك‬
‫الستقيم ) وأما الؤمنون حقا ‪،‬فيؤمنون بالقدر خيه وشره ‪،‬وأن ال خالق ذلك كله ‪،‬وينقادون للشرع أمره ونيه‪،‬‬
‫ويكمونه ف أنفسهم سرا وجهرا ‪،‬وأن الداية والضلل بيد ال يهدي من يشاء بفضله‪ ,‬ويضل من يشاء بعدله ‪,‬وهو‬
‫أعلم بواقع فضله وعدله ‪(:‬وهو أعلم بن ضل عن سبيله وهو أعلم بن اهتدى ) وله ف ذلك الكمة البالغة والجة‬
‫الدامغة‪ ,‬وأن الثواب والعقاب مترتب على الشرع فعل وتركا ل على القدر ‪،‬وإنا يعزون أنفسهم بالقدر عند الصائب‬
‫;فإذا وفقوا لسنة عرفوا الق لهله فقالوا ‪(:‬المد ل الذي هدانا لذا وما كنا لنهتدي لول أن هدانا ال )‪ ،‬ول‬
‫يقولوا قال الفاجر ‪(:‬إنا أوتيته على علم عندي ) وإذا اقترفوا سيئة قالوا كما قال البوان ‪(:‬ربنا ظلمنا أنفسنا وإن ل‬
‫تغفر لنا وترحنا لنكونن من الاسرين ) ول يقولوا كقول الشيطان الرجيم ‪(:‬رب با أغويتن ) إذا أصابتهم مصيبة‬
‫‪(:‬قالوا إنا ل وإنا إليه راجعون ) ول يقولوا كما قال الذين كفروا ‪(:‬وقالوا لخوانم إذا ضربوا ف الرض أو كانوا‬
‫غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل ال ذلك حسرة ف قلوبم وال ييي وييت وال با تعملون بصي)‪.‬‬
‫س‪ :‬كم شعب اليان ؟‬

‫ج‪ :‬قال ال تعال‪ (:‬ليس الب أن تولوا وجوهكم قبل الشرق والغرب ولكن الب من آمن بال واليوم الخر واللئكة‬
‫والكتاب والنبيي وآتى الال على حبه ذوي القرب واليتامى والساكي وابن السبيل والسائلي وف الرقاب وأقام‬
‫الصلة وآتى الزكاة والوفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين ف البأساء والضراء وحي البأس أولئك الذين صدقوا‬
‫وأولئك هم التقون ) وقال النب صلى ال عليه وسلم‪ ":‬اليان بضع وستون " وف رواية ‪":‬بضع وسبعون شعبة‬
‫فأعلها قول ل إله إل ال وأدناها إماطة الذى عن الطريق والياء شعبة من اليان"‪.‬‬

‫تفسي العلماء لشعب اليان‬

‫س‪ :‬با فسر العلماء هذه الشعب?‬

‫ج‪ :‬قد عدها جاعة من شراح الديث وصنفوا فيها التصانيف فأجادوا وأفادوا ‪،‬ولكن ليس معرفة تعدادها شرطا ف‬
‫اليان ‪،‬بل يكفي اليان با جلة ‪،‬وهي ل ترج عن الكتاب والسنة‪ ،‬فعلى العبد امتثال أوامرها ‪،‬واجتناب‬
‫زواجرها ‪،‬وتصديق أخبارها ‪،‬وقد استكمل شعب اليان ‪،‬والذي عددوه حق كله من أمور اليان ‪،‬ولكن القطع‬
‫بأنه هو مراد النب صلى ال عليه وسلم بذا الديث يتاج إل توقيف‪.‬‬

‫خلصة ما عده العلماء من شعب اليان‬

‫س‪ :‬اذكر خلصة ما عدوه ؟‬

‫ج‪ :‬قد لص الافظ ف الفتح ما أورده ابن حبان بقوله‪ :‬إن هذه الشعب تتفرع من أعمال القلب ‪،‬وأعمال اللسان ‪،‬‬
‫وأعمال البدن ‪،‬فأعمال القلب ‪:‬العتقدات والنيات‪ ،‬على أربع وعشرين خصلة‪ ,‬اليان بال ويدخل فيه‪ :‬اليان‬
‫بذاته ‪،‬وصفاته ‪،‬وتوحيده ‪،‬بأنه ‪(:‬ليس كمثله شيء وهو السميع البصي) واعتقاد حدوث ما دونه ‪،‬واليان بلئكته‪،‬‬
‫وكتبه‪ ،‬ورسله ‪،‬والقدر خيه وشره ‪،‬واليان باليوم الخر ‪،‬ويدخل فيه ‪،‬السألة ف القب‪ ،‬والبعث والنشور ‪،‬والساب‬
‫واليزان ‪،‬والصراط ‪،‬والنة ‪،‬والنار ‪،‬ومبة ال‪ ،‬والب والبغض فيه ‪،‬ومبة النب صلى ال عليه وسلم ‪،‬واعتقاد تعظيمه ‪،‬‬
‫ويدخل فيه‪ :‬الصلة عليه صلى ال عليه وسلم‪ ،‬واتباع سنته ‪،‬والخلص ‪،‬ويدخل فيه ‪:‬ترك الرياء ‪،‬والنفاق ‪،‬والتوبة‪،‬‬
‫والوف‪ ،‬والرجاء ‪،‬والشكر ‪،‬والوفاء‪ ،‬والصب‪ ،‬والرضا بالقضاء ‪،‬والتوكل ‪،‬والرحة ‪،‬والتواضع ‪،‬ويدخل فيه ‪:‬توقي‬
‫الكبي ‪،‬ورحة الصغي‪ ،‬وترك التكب والعجب ‪،‬وترك السد ‪،‬وترك القد ‪،‬وترك الغضب‪.‬‬

‫وأعمال اللسان‪ :‬وتشتمل على سبع خصال‪ :‬التلفظ بالتوحيد‪ ،‬وتلوة القرآن‪ ،‬وتعلم العلم وتعليمه‪ ،‬والدعاء ‪،‬والذكر‪،‬‬
‫ويدخل فيه ‪:‬الستغفار واجتناب اللغو ‪،‬وأعمال البدن ‪:‬وتشتمل على ثان وثلثي خصلة ‪:‬منها ما يتعلق بالعيان‪،‬‬
‫وهي خس عشرة خصلة ‪:‬التطهر حسيا وحكما ‪،‬ويدخل فيه إطعام الطعام ‪،‬وإكرام الضيف ‪،‬الصيام فرضا ونفل‪،‬‬
‫والعتكاف ‪،‬والتماس ليلة القدر‪ ،‬والج ‪،‬والعمرة ‪،‬الطواف كذلك ‪ ،‬والفرار بالدين‪ ،‬ويدخل فيه ‪:‬الجرة من دار‬
‫الشرك ‪،‬والوفاء بالنذر‪ ،‬والتحري ف اليان ‪،‬وأداء الكفارات ‪،‬ومنها ما يتعلق بالتباع ‪،‬وهي ست خصال‪ :‬التعفف‬
‫بالنكاح‪ ،‬والقيام بقوق العيال‪ ,‬وبر الوالدين‪ ،‬ويدخل فيه ‪:‬اجتناب العقوق ‪،‬وتربية الولد‪ ،‬وصلة الرحم ‪،‬وطاعة‬
‫السادة ‪،‬والرفق بالعبيد‪ ,‬ومنها ما يتعلق بالعامة ‪،‬وهي سبع عشرة خصلة‪ :‬القيام بالمارة مع العدل ‪،‬ومتابعة الماعة‪،‬‬
‫وطاعة أول المر‪ ،‬والصلح بي الناس ‪،‬ويدخل فيه‪ :‬قتال الوارج والبغاة ‪،‬والعاونة على الب‪ ،‬ويدخل فيه ‪:‬المر‬
‫بالعروف والنهي عن النكر‪ ،‬وإقامة الدود‪ ،‬والهاد ‪،‬ومنه ‪:‬الرابطة وأداء المانة ‪،‬ومنه ‪:‬أداء المس ‪،‬والقرض مع‬
‫وفائه ‪،‬وإكرام الار‪ ،‬وحسن العاملة ‪،‬ويدخل فيه‪ :‬جع الال من حله ‪،‬وإنفاقه ف حقه ‪،‬ويدخل فيه ‪:‬ترك التبذير‬
‫والسراف‪ ,‬ورد السلم ‪،‬وتشميت العاطس ‪،‬وكف الضرر عن الناس‪ ،‬واجتناب اللهو‪ ،‬وإماطة الذى عن الطريق‪،‬‬
‫فهذه تسع وستون خصلة ويكن عدها سبعا وسبعي خصلة باعتبار إفراد ما ضم بعضه إل بعض ما ذكر وال أعلم‪.‬‬

‫دليل الحسان من الكتاب والسنة‬

‫الحسان ف العبادة‬

‫س‪ :‬ما دليل الحسان من الكتاب والسنة ؟‬

‫ج‪ :‬أدلته كثية ‪،‬منها قوله تعال‪ (:‬وأحسنوا إن ال يب الحسني )‪ (،‬إن ال مع الذين اتقوا والذين هم مسنون )‪،‬‬
‫( ومن يسلم وجهه إل ال وهو مسن فقد استمسك بالعروة الوثقى)‪ (،‬للذين أحسنوا السن وزيادة )‪(،‬هل جزاء‬
‫الحسان إل الحسان )‪ ،‬وقال النب صلى ال عليه وسلم ‪":‬إن ال كتب الحسان على كل شيء " وقال صلى ال‬
‫عليه وسلم ك‪":‬نعما للعبد أن يتوف يسن عبادة ال وصحابة سيده نعما له"‪.‬‬

‫س‪ :‬ما هو الحسان ف العبادة ؟‬

‫ج‪ :‬فسره النب صلى ال عليه وسلم ف حديث سؤال جبيل لا قال له ‪":‬فأخبن عن الحسان؟ قال ‪:‬أن تعبد ال‬
‫كأنك تراه ‪،‬فإن ل تكن تراه فإنه يراك " فبي صلى ال عليه وسلم أن الحسان على مرتبتي متفاوتتي ‪،‬أعلها‬
‫‪:‬عبادة ال كأنك تراه ‪,‬وهذا مقام الشاهدة ‪،‬وهو أن يعمل العبد على مقتضى مشاهدته ل تعال بقلبه‪ ،‬وهو أن يتنور‬
‫القلب باليان وتنفذ البصية ف العرفان حت يصي الغيب كالعيان وهذا هو حقيقة مقام الحسان ‪.‬‬

‫الثان ‪:‬مقام الراقبة ‪،‬وهو أن يعمل العبد على استحضار مشاهدة ال إياه واطلعه عليه وقربه منه ‪،‬فإذا استحضر العبد‬
‫هذا ف عمله وعمل عليه فهو ملص ل تعال ;لن استحضاره ذلك ف عمله ينعه من اللتفات إل غي ال تعال‬
‫وإرادته بالعمل ‪.‬ويتفاوت أهل هذين القامي بسب نفوذ البصائر‪.‬‬
‫ما يضداد اليان‬

‫س‪ :‬ما هو ضد اليان؟‬

‫ج‪ :‬ضد اليان الكفر ‪،‬وهو أصل له شعب ‪،‬كما أن اليان أصل له شعب ‪،‬وقد عرفت ما تقدم أن أصل اليان هو‬
‫التصديق الذعان الستلزم للنقياد بالطاعة ‪،‬فالكفر أصله الحود والعناد الستلزم للستكبار والعصيان ‪،‬فالطاعات‬
‫كلها من شعب اليان‪ ،‬وقد سي ف النصوص كثي منها إيانا كما قدمنا‪ ,‬والعاصي كلها من شعب الكفر وقد سي‬
‫ف النصوص كثي منها كفرا كما سيأت‪ ،‬فإذا عرفت هذا عرفت أن الكفر كفران ‪:‬كفر أكب يرج من اليان‬
‫بالكلية‪ ،‬وهو الكفر العتقادي الناف لقول القلب وعمله أو لحدها ‪,‬وكفر أصغر يناف كمال اليان ول يناف‬
‫مطلقه‪ ،‬وهو الكفر العملي الذي ل يناقض قول القلب ول عمله ول يستلزم ذلك‪.‬‬

‫كيفية منافاة الكفر العتقادي لليان بالكلية‬

‫س‪ :‬بي ل كيفية منافاة الكفر العتقادي لليان بالكلية وفصل ل ما أجلته ف إزالته إياه؟‬

‫ج‪ :‬قد قدمنا لك أن اليان قول وعمل ‪،‬قول القلب واللسان ‪،‬وعمل القلب واللسان والوارح ‪،‬فقول القلب ‪،‬هو‬
‫التصديق ‪،‬وقول اللسان ‪،‬هو التكلم بكلمة السلم‪ ,‬وعمل القلب‪ ،‬هو النية والخلص‪ ,‬وعمل الوارح ‪،‬هو النقياد‬
‫بميع الطاعات‪ ,‬فإذا زالت جيع هذه الربعة قول القلب وعمله ‪،‬وقول اللسان وعمل الوارح زال اليان بالكلية ‪،‬‬
‫وإذا زال تصديق القلب ل تنفع البقية ‪،‬فإن تصديق القلب شرط ف انعقادها وكونا نافعة وذلك كمن كذب بأساء‬
‫ال وصفاته‪ ،‬أو بأي شيء ما أرسل ال به وأنزل به كتبه‪ ,‬وإن زال عمل القلب مع اعتقاد الصدق ‪،‬فأهل السنة‬
‫ممعون على زوال اليان كله بزواله ‪،‬وإنه ل ينفع التصديق مع انتفاء عمل القلب وهو مبته وانقياده ‪،‬كما ل ينفع‬
‫إبليس وفرعون وقومه واليهود والشركي الذين كانوا يعتقدون صدق الرسول بل ويقرون به سرا وجهرا ويقولون‬
‫ليس بكاذب ولكن ل نتبعه ول نؤمن به‪.‬‬

‫أقسام الكفر الكب الخرج من اللة‬

‫كفر الهل والتكذيب‬

‫س‪ :‬كم أقسام الكفر الكب الخرج من اللة ؟‬

‫ج‪ :‬علم ما قدمناه أنه أربعة أقسام ‪:‬كفر جهل وتكذيب ‪،‬وكفر جحود‪ ,‬وكفر عناد واستكبار ‪،‬وكفر نفاق‪.‬‬

‫س‪ :‬ما كفر الهل والتكذيب ؟‬


‫ج‪ :‬هو ما كان ظاهرا وباطنا ‪،‬كغالب الكفار من قريش ومن قبلهم من المم الذين قال ال تعال فيهم ‪(:‬الذين كذبوا‬
‫بالكتاب وبا أرسلنا به رسلنا فسوف يعلمون )‪ ،‬وقال تعال ‪(:‬وأعرض عن الاهلي)‪ ،‬وقال تعال‪ (:‬ويوم نشر من‬
‫كل أمة فوجا من يكذب بآياتنا فهم يوزعون حت إذا جاؤوا قال أكذبتم بآيات ول تيطوا با علما أم ماذا كنتم‬
‫تعملون ) اليات‪ ،‬وقال تعال‪ (:‬بل كذبوا با ل ييطوا بعلمه ولا يأتم تأويله ) اليات وغيها‪.‬‬

‫كفر الحود‬

‫س‪ :‬ما هو كفر الحود ؟‬

‫ج‪ :‬هو ما كان بكتمان الق وعدم النقياد له ظاهرا مع العلم به ومعرفته باطنا ‪،‬ككفر فرعون وقومه بوسى‪ ،‬وكفر‬
‫اليهود بحمد صلى ال عليه وسلم ‪،‬قال ال تعال ف كفر فرعون وقومه‪ (:‬وجحدوا با واستيقنتها أنفسهم ظلما‬
‫وعلوا )‪ ،‬وقال تعال ف اليهود‪ (:‬فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به ) ‪،‬وقال تعال ‪(:‬وإن فريقا منهم ليكتمون الق وهم‬
‫يعلمون)‪.‬‬

‫كفر العناد والستكبار‬

‫كفر النفاق‬

‫س‪ :‬ما كفر العناد والستكبار ؟‬

‫ج‪ :‬هو ما كان بعدم النقياد للحق مع القرار به ‪،‬ككفر إبليس إذ يقول ال تعال فيه‪ (:‬إل إبليس أب واستكب وكان‬
‫من الكافرين ) وهو ل يكنه جحود أمر ال بالسجود ول إنكاره وإنا اعترض عليه وطعن ف حكمة المر به وعدله‬
‫وقال‪ (:‬ء أسجد لن خلقت طينا)‪ ،‬وقال‪ (:‬ل أكن لسجد لبشر خلقته من صلصال من حأ مسنون) ‪ ،‬وقال‪ (:‬أنا‬
‫خي منه خلقتن من نار وخلقته من طي( ‪.‬‬

‫س‪ :‬ما هو كفر النفاق ؟‬

‫ج‪ :‬هو ما كان بعدم تصديق القلب وعمله مع النقياد ظاهرا رئاء الناس‪ ،‬ككفر ابن سلول وحزبه الذين قال ال‬
‫تعال فيهم‪ (:‬ومن الناس من يقول آمنا بال وباليوم الخر وما هم بؤمني يادعون ال والذين آمنوا وما يدعون إل‬
‫أنفسهم وما يشعرون ف قلوبم مرض فزادهم ال مرضا ولم عذاب أليم با كانوا يكذبون ‪ -‬إل قوله‪ :‬إن ال على‬
‫كل شيء قدير) وغيها من اليات‪.‬‬
‫الكفر العملي الذي ل يرج من اللة‬

‫س‪ :‬ما هو الكفر العملي الذي ل يرج من اللة ؟‬

‫ج‪ :‬هو كل معصية أطلق عليها الشارع اسم الكفر مع بقاء اسم اليان على عامله‪ ،‬كقول النب صلى ال عليه وسلم‬
‫"ل ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض " وقوله صلى ال عليه وسلم" سباب السلم فسوق وقتاله كفر"‬
‫فأطلق صلى ال عليه وسلم على قتال السلمي بعضهم بعضا أنه كفر‪ ,‬وسى من يفعل ذلك كفارا‪ ،‬مع قول ال‬
‫تعال‪ (:‬وإن طائفتان من الؤمني اقتتلوا فأصلحوا بينهما ‪ -‬إل قوله ‪ -‬إنا الؤمنون إخوة فأصلحوا بي أخويكم)‬
‫فأثبت ال تعال لم اليان وأخوة اليان ول ينف عنهم شيئا من ذلك‪ ,‬وقال تعال ف آية القصاص ‪(:‬فمن عفي له‬
‫من أخيه شيء فاتباع بالعروف وأداء إليه بإحسان ) فأثبت تعال له أخوة السلم ول ينفها عنه وكذلك قال النب‬
‫صلى ال عليه وسلم" ل يزن الزان حي يزن وهو مؤمن ‪،‬ول يسرق حي يسرق وهو مؤمن‪ ،‬ول يشرب المر حي‬
‫يشربا وهو مؤمن ‪،‬والتوبة معروضة بعد" زاد ف رواية" ول يقتل وهو مؤمن ‪ -‬وف رواية ‪ -‬ول ينتهب نبة ذات‬
‫شرف يرفع الناس إليه فيها أبصارهم " الديث ف الصحيحي مع حديث أب ذر فيهما أيضا‪ ،‬قال صلى ال عليه‬
‫وسلم "ما من عبد قال ل إله إل ال ث مات على ذلك إل دخل النة" قلت وإن زن وإن سرق قال‪ ":‬وإن زن وإن‬
‫سرق" ثلثا ث قال ف الرابعة "على رغم أنف أب ذر " فهذا يدل على أنه ل ينف عن الزان والسارق والشارب‬
‫والقاتل مطلق اليان بالكلية مع التوحيد فإنه لو أراد ذلك ل يب بأن من مات على ل إله إل ال دخل النة ‪,‬وإن‬
‫فعل تلك العاصي فلن يدخل النة إل نفس مومنة‪ ,‬وإنا أراد بذلك نقص اليان ونفي كماله ‪ ,‬وإنا يكفر العبد بتلك‬
‫العاصي مع استحلله إياها الستلزم لتكذيب الكتاب والرسول ف تريها بل يكفر باعتقاد حلها ‪,‬وإن ل يفعلها وال‬
‫سبحانه وتعال أعلم‪.‬‬

‫السجود للصنم والستهانة بالكتاب وسب الرسول والزل بالدين‬

‫س‪ :‬إذا قيل لنا هل السجود للصنم والستهانة بالكتاب وسب الرسول والزل بالدين ونو ذلك هذا كله من‬
‫الكفر العملي فيما يظهر ‪,‬فلم كان مرجا من الدين وقد عرفتم الكفر الصغر بالعملي ؟‬

‫ج‪ :‬اعلم أن هذه الربعة وما شاكلها ليس هي من الكفر العملي إل من جهة كونا واقعة بعمل الوارح فيما يظهر‬
‫للناس ‪,‬ولكنها ل تقع إل مع ذهاب عمل القلب من نيته وإخلصه ومبته وانقياده ل يبقى معها شيء من ذلك فهي‬
‫وإن كانت عملية ف الظاهر فإنا مستلزمة للكفر العتقادي ول بد ‪,‬ول تكن هذه لتقع إل من منافق مارق أو معاند‬
‫مارد وهل حل النافقي ف غزوة تبوك على أن قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلمهم وهوا با ل ينالوا إل ذلك‬
‫مع قولم لا سئلوا إنا كنا نوض ونلعب قال ال تعال قل أبال وآياته ورسوله كنتم تستهزئون ل تعتذروا قد كفرت‬
‫بعد إيانكم ونن ل نعرف الكفر الصغر بالعملي مطلقا بل بالعملي الحض الذي ل يستلزم العتقاد ول يناقض‬
‫قول القلب ول عمله‪.‬‬

‫أقسام الظلم والفسوق والنفاق‬

‫س‪ :‬إل كم قسم ينقسم كل من الظلم والفسوق والنفاق ?‬

‫ج‪ :‬ينقسم كل منهما إل قسمي أكب هو الكفر وأصغر دون ذلك‪.‬‬

‫مثال كل من الظلم الكب والصغر‬

‫س‪ :‬ما مثال كل من الظلم الكب والصغر ؟‬

‫ج‪ :‬مثال الظلم الكب ما ذكره ال تعال ف قوله إن الشرك لظلم عظيم وقوله تعال إنه من يشرك بال فقد حرم ال‬
‫عليه النة ومأواه النار وما للظالي من أنصار ومثال الظلم الذي دون ذلك ما ذكر ال تعال بقوله ف الطلق واتقوا‬
‫ال ربكم ل ترجوهن من بيوتن ول يرجن إل أن يأتي بفاحشة مبينة وتلك حدود ال ومن يتعد حدود ال فقد‬
‫ظلم نفسه وقوله تعال ول تسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه ‪.‬‬

‫مثال كل من الفسوق الكب والصغر‬

‫س‪ :‬ما مثال كل من الفسوق الكب والصغر ؟‬

‫ج‪ :‬مثال الفسوق الكب ما ذكره ال تعال بقوله إن النافقي هم الفاسقون وقوله تعال إل إبليس كان من الن‬
‫ففسق عن أمر ربه وقوله تعال ونيناه من القرية الت كانت تعمل البائث إنم كانوا قوم سوء فاسقي ومثال‬
‫الفسوق الذي دون ذلك قوله تعال ف القذفة ول تقبلوا لم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون وقوله تعال يا أيها‬
‫الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمي روي أنا نزلت ف‬
‫الوليد بن عقبة‪.‬‬

‫مثال كل من النفاق الكب والصغر‬

‫س‪ :‬ما مثال كل من النفاق الكب والصغر ؟‬

‫ج‪ :‬مثال النفاق الكب ما قدمنا ذكره ف اليات من صدر البقرة وقوله تعال إن النافقي يادعون ال وهو خادعهم‬
‫إل قوله إن النافقي ف الدرك السفل من النار اليات وقوله تعال إذا جاءك النافقون قالوا نشهد إنك لرسول ال‬
‫وال يعلم إنك لرسوله وال يشهد إن النافقي لكاذبون وغي ذلك من اليات‪ ,‬ومثال النفاق الذي دون ذلك ما‬
‫ذكره النب صلى ال عليه وسلم بقوله آية النافق ثلث إذا حدث كذب ‪,‬وإذا وعد أخلف ‪,‬وإذا ائتمن خان وحديث‬
‫أربع من كن فيه كان منافقا الديث ‪.‬‬

‫حكم السحر والساحر‬

‫س‪ :‬ما حكم السحر والساحر?‬

‫ج‪ :‬السحر متحقق وجوده وتأثيه مع مصادفة القدر الكون كما قال تعال فيتعلمون منهما ما يفرقون به بي الرء‬
‫وزوجه وما هم بضارين به من أحد إل بإذن ال وتأثيه ثابت ف الحاديث الصحيحة‪.‬‬

‫وأما الساحر فإن كان سحره ما يتلقى عن الشياطي كما نصت عليه آية البقرة فهو كافر لقوله تعال وما يعلمان من‬
‫أحد حت يقول إنا نن فتنة فل تكفر إل قوله‪ -‬ويتعلمون ما يضرهم ول ينفعهم ولقد علموا لن اشتراه ما له ف‬
‫الخرة من خلق اليات‪.‬‬

‫حد الساحر‬

‫س‪ :‬ما حد الساحر ؟‬

‫ج‪ :‬روى الترمذي عن جندب قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم حد الساحر ضربه بالسيف وصحح وقفه قال‬
‫والعمل على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم وغيهم وهو قول مالك بن أنس وقال‬
‫الشافعي رحه ال تعال‪ :‬إنا يقتل الساحر إذا كان يعمل من سحره ما يبلغ الكفر ‪,‬فأما إذا عمل دون الكفر فلم ير‬
‫عليه قتل ‪,‬وقد ثبت قتل الساحر عن عمر وابنه عبد ال وابنته حفصة وعثمان بن عفان وجندب بن عبد ال وجندب‬
‫بن كعب بن وقيس بن سعد وعمر بن عبد العزيز وأحد وأب حنيفة وغيهم رحهم ال‪.‬‬

‫تعريف النشرة وحكمها‬

‫الرقى الشروعة‬

‫س‪ :‬ما النشرة وما حكمها ?‬

‫ج‪ :‬النشرة حل السحر عن السحور فإن كان ذلك بسحر مثله فهي من عمل الشيطان ‪,‬وإن كانت بالرقى والتعاويذ‬
‫الشروعة فل بأس بذلك‪.‬‬
‫س‪ :‬ما الرقى الشروعة?‬

‫ج‪ :‬هي ما كانت من الكتاب والسنة خالصة وكانت باللسان العرب‪ ,‬واعتقد كل من الراقي والرتقي أن تأثيها ل‬
‫يكون إل بإذن ال عز وجل فإن النب صلى ال عليه وسلم قد رقاه جبيل عليه السلم ورقى هو كثيا من الصحابة‬
‫وأقرهم على فعلها بل وأمرهم با وأحل لم أخذ الجرة عليها ‪,‬كل ذلك ف الصحيحي وغيها‪.‬‬

‫الرقى المنوعة‬

‫س‪ :‬ما الرقى المنوعة?‬

‫ج‪ :‬هي ما ل تكن من الكتاب ول السنة ول كانت بالعربية بل هي من عمل الشيطان واستخدامه ‪,‬والتقرب إليه با‬
‫يبه كما يفعله كثي من الدجاجلة والشعوذين والخرفي وكثي من ينظر ف كتب الياكل ‪,‬والطلسم كشمس‬
‫العارف وشوس النوار وغيها ما أدخله أعداء السلم عليه ‪,‬وليست منه ف شيء ول من علومه ف ظل ول فء‬
‫كما بيناه ف شرح السلم وغيه‪.‬‬

‫حكم التعاليق من التمائم والوتار واللق واليوط والودع ونوها‬

‫س‪ :‬ما حكم التعاليق من التمائم والوتار واللق واليوط والودع ونوها ؟‬

‫ج‪ :‬قال النب صلى ال عليه وسلم من علق شيئا وكل إليه وأرسل صلى ال عليه وسلم ف بعض أسفاره رسول أن ل‬
‫يبقي ف رقبة بعي قلدة من وتر أو قلدة إل قطعت وقال صلى ال عليه وسلم إن الرقى والتمائم والتولة شرك‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم من علق تيمة فل أت ال له ومن علق ودعة فل ودع ال له وف رواية من تعلق تيمة‬
‫فقد أشرك وقال صلى ال عليه وسلم للذي رأى ف يده حلقة من صفر ماهذا ؟ فقال من الواهنة قال‪ :‬انزعها فإنا‬
‫ل تزيدك إل وهنا ‪,‬فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا وقطع حذيفة رضي ال عنه خيطا من يد رجل ث تل‬
‫قوله تعال وما يؤمن أكثرهم بال إل وهم مشركون وقال سعيد بن جبي رحه ال تعال من قطع تيمة من إنسان‬
‫كان كعدل رقبة‪ ,‬وهذا ف حكم الرفوع‪.‬‬

‫س‪ :‬ما حكم العلق إذا كان من القرآن ؟‬

‫ج‪ :‬يروى جوازه عن بعض السلف وأكثرهم على منعه كعبد ال بن عكيم وعبد ال بن عمرو وعبد ال بن مسعود‬
‫وأصحابه رضي ال عنهم وهو الول لعموم النهي عن التعليق‪ ,‬ولعدم شيء من الرفوع يصص ذلك ولصون القرآن‬
‫عن إهانته إذ قد يملونه غالبا على غي طهارة‪ ,‬ولئل يتوصل بذلك إل تعليق غيه ‪ ,‬ولسد الذريعة عن اعتقاد‬
‫الحظور والتفات القلوب إل غي ال عز وجل ل سيما ف هذا الزمان‪.‬‬
‫حكم الكهان‬

‫س‪ :‬ما حكم الكهان ؟‬

‫ج‪ :‬الكهان من الطواغيت وهم أولياء الشياطي الذين يوحون إليهم كما قال تعال وإن الشياطي ليوحون إل‬
‫أوليائهم الية ويتنلون عليهم ويلقون إليهم الكلمة من السمع فيكذبون معها مائة كذبة كما قال تعال هل أنبئكم‬
‫على من تنل الشياطي تنل على كل أفاك أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون وقال صلى ال عليه وسلم ف‬
‫حديث الوحي فيسمعها مسترق السمع ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض فيلقيها إل من تته ث يلقيها الخر‬
‫إل من تته حت يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن فربا أدركه الشهاب قبل أن يلقيها وربا ألقاها قبل أن يدركه‬
‫فيكذب معها مائة كذبة الديث ف الصحيح بكماله ومن ذلك الط بالرض الذي يسمونه ضرب الرمل وكذا‬
‫الطرق بالصى ونوه‪.‬‬

‫حكم من صدق كاهنا‬

‫س‪ :‬ما حكم من صدق كاهنا ؟‬

‫ج‪ :‬قال ال تعال قل ل يعلم من ف السماوات والرض الغيب إل ال وقال تعال وعنده مفاتح الغيب ل يعلمها إل‬
‫هو الية وقال تعال أم عندهم الغيب فهم يكتبون وقال تعال أعنده علم الغيب فهو يرى وقال تعال وال يعلم‬
‫وأنتم ل تعلمون وقال النب صلى ال عليه وسلم من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه با يقول فقد كفر با أنزل على ممد‬
‫صلى ال عليه وسلم وقال صلى ال عليه وسلم من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه ل تقبل له صلة أربعي يوما‬

‫حكم التنجيم‬

‫س‪ :‬ما حكم التنجيم ؟‬

‫ج‪ :‬قال ال تعال وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا با ف ظلمات الب والبحر وقال تعال ولقد زينا السماء الدنيا‬
‫بصابيح وجعلناها رجوما للشياطي وقال تعال والنجوم مسخرات بأمره وقال النب صلى ال عليه وسلم من اقتبس‬
‫شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد وقال النب صلى ال عليه وسلم إنا أخاف على أمت‬
‫التصديق بالنجوم والتكذيب بالقدر وحيف الئمة وقال ابن عباس رضي ال عنهما ف قوم يكتبون أبا جاد وينظرون‬
‫ف النجوم "ما أرى من فعل ذلك له عند ال من خلق" وقال قتادة رحه ال تعال‪ :‬خلق ال هذه النجوم لثلث زينة‬
‫للسماء ورجوما للشياطي وعلمات يهتدى با ‪,‬فمن تأول فيها غي ذلك فقد أخطأ حظه وأضاع نصيبه وتكلف ما‬
‫ل علم له به‪.‬‬
‫حكم الستسقاء بالنواء‬

‫حكم الطية وما يذهبها‬

‫س‪ :‬ما حكم الستسقاء بالنواء‪.‬‬

‫ج‪ :‬قال ال تعال وتعلون رزقكم أنكم تكذبون وقال النب صلى ال عليه وسلم أربع ف أمت من أمر الاهلية ل‬
‫يتركونن ‪ :‬الفخر بالحساب ‪,‬والطعن ف النساب‪ ,‬والستسقاء بالنواء ‪,‬والنياحة وقال صلى ال عليه وسلم قال‬
‫ال تعال‪ :‬أصبح من عبادي مؤمن ب وكافر ‪,‬فأما من قال مطرنا بفضل ال ‪,‬فذلك مؤمن ب كافر بالكواكب‪ ,‬وأما‬
‫من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر ب مؤمن بالكواكب‬

‫س‪ :‬ما حكم الطية وما يذهبها‪.‬‬

‫ج‪ :‬قال ال تعال أل إنا طائرهم عند ال وقال النب صلى ال عليه وسلم ل عدوى ول طية ول هامة ول صفر‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم الطية شرك الطية شرك قال ابن مسعود‪ :‬وما منا إل ولكن ال يذهبه بالتوكل‪ ,‬وقال‬
‫صلى ال عليه وسلم إنا الطية ما أمضاك أو ردك ولحد من حديث عبد ال بن عمرو من ردته الطية عن حاجته‬
‫فقد أشرك قالوا فما كفارة ذلك قال أن تقول اللهم ل خي إل خيك ول طي إل طيك ول إله غيك وقال صلى ال‬
‫عليه وسلم أصدقها الفأل ول ترد مسلما فإذا رأى أحدا ما يكره فليقل اللهم ل يأت بالسنات إل أنت ول يدفع‬
‫السيئات إل أنت ول حول ول قوة إل بك‬

‫حكم العي‬

‫س‪ :‬ما حكم العي ؟‬

‫ج‪ :‬قال النب صلى ال عليه وسلم العي حق ورأى صلى ال عليه وسلم جارية ف وجهها سفعة فقال استرقوا لا فإن‬
‫با النظرة وقالت عائشة رضي ال عنها أمرن النب صلى ال عليه وسلم أو أمر النب صلى ال عليه وسلم أن يسترقي‬
‫من العي‪ ,‬وقال صلى ال عليه وسلم ل رقية إل من عي أو حة وكلها ف الصحيح وفيها أحاديث غي ما ذكرنا‬
‫كثية‪ ,‬ول تأثي لا إل بإذن ال وقد فسر با قوله عز وجل وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لا سعوا‬
‫الذكر عن كثي من السلف رضي ال عنهم‪.‬‬
‫أقسام العاصي‬

‫س‪ :‬إل كم قسم تنقسم العاصي?‬

‫ج‪ :‬تنقسم إل صغائر هي السيئات‪ ,‬وكبائر هي الوبقات‪.‬‬

‫ما تكفر به السيئات‬

‫س‪ :‬باذا تكفر السيئات؟‬

‫ج‪ :‬قال ال تعال إن تتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخل كريا وقال تعال إن‬
‫السنات يذهب السيئات فأخبنا ال تعال أن السيئات تكفر باجتناب الكبائر وبفعل السنات وكذلك جاء ف‬
‫الديث واتبع السيئة السنة تحها وكذلك جاء ف الحاديث الصحيحة أن إسباغ الوضوء على الكاره ‪,‬ونقل الطى‬
‫إل الساجد والصلوات المس والمعة إل المعة ‪,‬ورمضان إل رمضان وقيامه وقيام ليلة القدر وصيام عاشوراء‬
‫وغيها من الطاعات إنا كفارات للسيئات والطايا وأكثر تلك الحاديث فيها تقييد ذلك باجتناب الكبائر وعليه‬
‫يمل الطلق منها فيكون اجتناب الكبائر شرطا ف تكفي الصغائر بالسنات وبدونا‪.‬‬

‫تعريف الكبائر‬

‫س‪ :‬ما الكبائر?‬

‫ج‪ :‬ف ضابطها أقوال للصحابة والتابعي وغيهم فقيل هي كل ذنب ترتب عليه حد‪ ,‬وقيل هي كل ذنب أتبع بلعنة‬
‫أو غضب أو نار أو أي عقوبة‪ ,‬وقيل هي كل ذنب يشعر فعله بعدم اكتراث فاعله بالدين وعدم مبالته به وقلة‬
‫خشيته من ال ‪,‬وقيل غي ذلك‪ ,‬وقد ثبت ف الحاديث الصحيحة تسمية كثي من الذنوب كبائر على تفاوت‬
‫درجاتا فمنها كفر أكب كالشرك بال والسحر‪ ,‬ومنها عظيم من كبائر الث والفواحش ‪,‬وهو دون ذلك كقتل النفس‬
‫الت حرم ال إل بالق والتول يوم الزحف وأكل الربا وأكل مال اليتيم وقول الزور ومنه قذف الحصنات الغافلت‬
‫الؤمنات وشرب المر وعقوق الوالدين وغي ذلك‪ ,‬وقال ابن عباس رضي ال عنهما‪ :‬هي إل السبعي أقرب منها إل‬
‫السبع ا هـ ‪.‬‬

‫ومن تتبع الذنوب الت أطلق عليها أنا كبائر وجدها أكثر من السبعي فكيف إذا تتبع جيع ما جاء عليه الوعيد‬
‫الشديد ف الكتاب والسنة من اتباعه بلعنة أو غضب أو عذاب أو ماربة أو غي ذلك من ألفاظ الوعيد فإنه يدها‬
‫كثية جدا‪.‬‬
‫ما تكفر جيع الصغائر والكبائر‬

‫س‪ :‬باذا تكفر جيع الصغائر والكبائر ؟‬

‫ج‪ :‬تكفر جيعها بالتوبة النصوح قال ال تعال يا أيها الذين آمنوا توبوا إل ال توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر‬
‫عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تري من تتها النار وعسى من ال مققة وقال تعال إل من تاب وآمن وعمل‬
‫عمل صالا فأولئك يبدل ال سيئاتم حسنات اليات وقال تعال والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا‬
‫ال فاستغفروا لذنوبم ومن يغفر الذنوب إل ال ول يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون أولئك جزاؤهم مغفرة من ربم‬
‫وجنات تري من تتها النار اليات وغيها وقال صلى ال عليه وسلم التوبة تب ما قبلها وقال صلى ال عليه‬
‫وسلم ل أفرح بتوبة عبده من رجل نزل منل وبه مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومة‬
‫فاستيقظ وقد ذهبت راحلته حت اشتد عليه الر والعطش ‪,‬أو ما شاء ال قال أرجع إل مكان فرجع فنام نومة ث رفع‬
‫رأسه فإذا راحلته عنده‬

‫التوبة النصوح‬

‫س‪ :‬ما التوبة النصوح?‬

‫ج‪ :‬هي الصادقة الت اجتمع فيها ثلثة أشياء‪ :‬القلع عن الذنب ‪,‬والندم على ارتكابه والعزم على أن ل يعود أبدا‪,‬‬
‫وإن كان فيه مظلمة لسلم تللها منه إن أمكن فإنه سيطالب با يوم القيامة إن ل يتحللها منه اليوم ‪,‬ويقتص منه ل‬
‫مالة وهو من الظلم الذي ل يترك ال منه شيئا‪ ,‬قال صلى ال عليه وسلم (من كان عنده لخيه مظلمة فليتحلل منه‬
‫اليوم قبل أن ل يكون دينار ول درهم إن كان له حسنات أخذ من حسناته وإل أخذ من سيئات أخيه فطرحت‬
‫عليه )‬

‫ما تنقطع به التوبة ف حق كل فرد‬

‫س‪ :‬مت تنقطع التوبة ف حق كل فرد من أفراد الناس؟‬

‫ج‪ :‬قال ال تعال إنا التوبة على ال للذين يعملون السوء بهالة ث يتوبون من قريب فأولئك يتوب ال عليهم وكان‬
‫ال عليما حكيما أجع أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم إن كل شيء عصي ال به فهو جهالة سواء كان‬
‫عمدا أو غيه ‪,‬وإن كل ما كان قبل الوت فهو قريب وقال النب صلى ال عليه وسلم إن ال يقبل توبة العبد ما ل‬
‫يغرغر ثبت ذلك ف أحاديث كثية‪ ,‬فأما إذا عاين اللك وحشرجت الروح ف الصدر وبلغت اللقوم وغرغرت‬
‫النفس صاعدة ف الغلصم فل توبة مقبولة حينئذ ول فكاك ول خلص ولت حي مناص وذلك قوله عز وجل‬
‫عقب هذه الية وليست التوبة للذين يعملون السيئات حت إذا حضر أحدهم الوت قال إن تبت الن الية‪.‬‬
‫وقت انقطاع التوبة من عمر الدنيا‬

‫س‪ :‬مت تنقطع التوبة من عمر الدنيا؟‬

‫ج‪ :‬قال ال تعال يوم يأت بعض آيات ربك ل ينفع نفسا إيانا ل تكن آمنت من قبل أو كسبت ف إيانا خيا الية‬
‫وف صحيح البخاري قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل تقوم الساعة حت تطلع الشمس من مغربا فإذا طلعت‬
‫ورآها الناس آمنوا أجعون وذلك حي ل ينفع نفسا إيانا ث قرأ الية وقد وردت ف معناها أحاديث كثية عن‬
‫جاعة من الصحابة عن النب صلى ال عليه وسلم ف المهات وغيها‪ ,‬وقال صفوان بن عسال سعت رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يقول إن ال فتح بابا قبل الغرب عرضه سبعون عاما للتوبة ل يغلق حت تطلع الشمس منه رواه‬
‫الترمذي وصححه والنسائي وابن ماجة ف حديث طويل‪.‬‬

‫حكم من مات من الوحدين مصرا على كبية‬

‫س‪ :‬ما حكم من مات من الوحدين مصرا على كبية ؟‬

‫ج‪ :‬قال ال عز وجل ونضع الوازين القسط ليوم القيامة فل تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا با‬
‫وكفى بنا حاسبي وقال تعال والوزن يومئذ الق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم الفلحون ومن خفت موازينه‬
‫فأولئك الذين خسروا أنفسهم با كانوا بآياتنا يظلمون وقال تعال يوم تد كل نفس ما عملت من خي مضرا وما‬
‫عملت من سوء الية وقال تعال يوم تأت كل نفس تادل عن نفسها وتوف كل نفس ما عملت وهم ل يظلمون‬
‫وقال واتقوا يوما ترجعون فيه إل ال ث توف كل نفس ما كسبت وهم ل يظلمون وقال تعال يومئذ يصدر الناس‬
‫أشتاتا ليوا أعمالم فمن يعمل مثقال ذرة خيا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره وغي ذلك من اليات‪ ,‬وقال النب‬
‫صلى ال عليه وسلم من نوقش الساب عذب فقالت له عائشة رضي ال عنها أليس يقول ال فسوف ياسب‬
‫حسابا يسيا قال بلى إنا ذلك العرض ولكن من نوقش الساب عذب وقد قدمنا من النصوص ف الشر وأحوال‬
‫الوقف واليزان ونشر الصحف والعرض والساب والصراط والشفاعات وغيها ما يعلم به تفاوت مراتب الناس‬
‫‪,‬وتباين أحوالم ف الخرة بسب تفاوتم ف الدار الدنيا ف طاعة ربم ‪,‬وضدها من سابق ومقتصد وظال لنفسه ;إذا‬
‫عرفت هذا فاعلم أن الذي أثبتته اليات القرآنية والسنن النبوية ودرج عليه السلف الصال والصدر الول من الصحابة‬
‫والتابعي هم بإحسان من أئمة التفسي والديث والسنة أن العصاة من أهل التوحيد على ثلث طبقات‪:‬‬

‫الولـى‪ :‬قوم رجحت حسناتم بسيئاتم فأولئك يدخلون النة ول تسهم النار أبدا‪.‬‬

‫الثانيـة‪ :‬قوم تساوت حسناتم وسيئاتم فقصرت بم سيئاتم عن النة وتاوزت بم حسناتم عن النار‪ ,‬وهؤلء‬
‫هم أصحاب العراف الذين ذكر ال تعال أنم يوقفون بي النة والنار ما شاء ال أن يوقفوا ث يؤذن لم ف دخول‬
‫النة كما قال تعال بعد أن أخب بدخول أهل النة النة وأهل النار النار وتناديهم فيها قال وبينهما حجاب وعلى‬
‫العراف رجال يعرفون كل بسيماهم ونادوا أصحاب النة أن سلم عليكم ل يدخلوها وهم يطمعون وإذا صرفت‬
‫أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا ل تعلنا مع القوم الظالي ‪ -‬إل قوله ‪ -‬ادخلوا النة ل خوف عليكم ول‬
‫أنتم تزنون‬

‫الطبقة الثالثة‪ :‬قوم لقوا ال تعال مصرين على كبائر الث والفواحش ومعهم أصل التوحيد واليان فرجحت سيئاتم‬
‫بسناتم فهؤلء هم الذين يدخلون النار بقدر ذنوبم فمنهم من تأخذه إل كعبيه ‪,‬ومنهم من تأخذه إل أنصاف‬
‫ساقيه ومنهم من تأخذه إل ركبتيه حت أن منهم من ل يرم ال منه على النار إل أثر السجود وهذه الطبقة هم الذين‬
‫يأذن ال تعال ف الشفاعة فيهم لنبينا ممد صلى ال عليه وسلم ولغيه من بعده من النبياء والولياء واللئكة ومن‬
‫شاء ال أن يكرمه ‪ ,‬فيحد لم حدا فيخرجونم ث يد لم حدا فيخرجونم ث هكذا فيخرجون من كان ف قلبه وزن‬
‫دينار من خي‪ ,‬ث من كان ف قلبه وزن نصف دينار من خي ث من كان ف قلبه وزن برة من خي‪ ,‬إل أن يرجوا‬
‫منها من كان ف قلبه وزن ذرة من خي إل أدن من مثقال ذرة إل أن يقول الشفعاء ربنا ل نذر فيها خيا ول يلد ف‬
‫النار أحد من مات على التوحيد ‪,‬ولو عمل أي عمل‪ ,‬ولكن كل من كان منهم أعظم إيانا وأخف ذنبا كان أخف‬
‫عذابا ف النار وأقل مكثا فيها وأسرع خروجا منها‪ ,‬وكل من كان أعظم ذنبا وأضعف إيانا كان بضد ذلك‪,‬‬
‫والحاديث ف هذا الباب ل تصى كثرة وإل ذلك أشار النب صلى ال عليه وسلم بقوله من قال ل إله إل ال نفعته‬
‫يوما من الدهر يصيبه قبل ذلك ما أصابه وهذا مقام ضلت فيه الفهام وزلت فيه القدام ‪,‬واختلفوا فيه اختلفا كثيا‬
‫فهدى ال الذين آمنوا لا اختلفوا فيه من الق بإذنه وال يهدي من يشاء إل صراط مستقيم‬

‫هل الدود كفارات لهلها‬

‫س‪ :‬هل الدود كفارات لهلها؟‬

‫ج‪ :‬قال النب صلى ال عليه وسلم وحوله عصبة من أصحابه بايعون على أن ل تشركوا بال شيئا ول تسرقوا ول‬
‫تزنوا ول تقتلوا أولدكم ول تأتوا ببهتان تفترونه بي أيديكم وأرجلكم ول تعصوا ف معروف فمن وف منكم فأجره‬
‫على ال ‪,‬ومن أصاب من ذلك شيئا ث ستره ال فهو إل ال إن شاء عفا عنه ‪,‬وإن شاء عاقبه يعن غي الشرك قال‬
‫عبادة‪ :‬فبايعناه على ذلك‪.‬‬
‫المع بي حديثي عذاب ال للمذنبي وعفوه عنه‬

‫س‪ :‬ما المع بي قوله صلى ال عليه وسلم ف هذا الديث فهو إل ال إن شاء عفا عنه ‪,‬وإن شاء عاقبه وبي ما‬
‫تقدم من أن من رجحت سيئاته بسناته دخل النار؟‬

‫ج‪ :‬ل منافاة بينهما فإن من يشاء ال أن يعفو عنه ياسبه الساب اليسي الذي فسره النب صلى ال عليه وسلم‬
‫بالعرض وقال ف صفته يدنو أحدكم من ربه عز وجل حت يضع عليه كنفه ‪,‬فيقول عملت كذا وكذا فيقول نعم‬
‫ويقول عملت كذا وكذا فيقول نعم فيقرره ث يقول إن سترت عليك ف الدنيا ‪,‬وأنا أغفرها لك اليوم وأما الذين‬
‫يدخلون النار بذنوبم فهم من يناقش الساب وقد قال صلى ال عليه وسلم من نوقش الساب عذب‬

‫الصراط الستقيم الذي أمرنا ال تعال بسلوكه ونانا عن اتباع غيه‬

‫س‪ :‬ما الصراط الستقيم الذي أمرنا ال تعال بسلوكه ونانا عن اتباع غيه ؟‬

‫ج‪ :‬هو دين السلم الذي أرسل به رسله‪ ,‬وأنزل به كتبه ول يقبل من أحد سواه ول ينجو إل من سلكه ‪,‬ومن سلك‬
‫غيه تشعبت عليه الطرق ‪,‬وتفرقت به السبل قال ال تعال وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ول تتبعوا السبل فتفرق‬
‫بكم عن سبيله وخط النب صلى ال عليه وسلم خطا ث قال هذا سبيل ال مستقيما وخط خطوطا عن يينه وشاله‪,‬‬
‫ث قال هذه السبل ليس منها سبيل إل عليه شيطان يدعوا إليه ث قرأ وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ول تتبعوا‬
‫السبل فتفرق بكم عن سبيله وقال صلى ال عليه وسلم ضرب ال مثل صراطا مستقيما وعلى جنبت الصراط سوران‬
‫فيهما أبواب مفتحة ‪,‬وعلى البواب ستور مرخاة وعلى باب الصراط داع يقول‪ :‬يا أيها الناس ادخلوا الصراط‬
‫الستقيم جيعا ‪,‬ول تفرقوا وداع يدعو من فوق الصراط ‪,‬فإذا أراد النسان أن يفتح شيئا من تلك البواب قال ويك‬
‫ل تفتحه فإنك إن تفتحه تلجه‪ ,‬فالصراط السلم والسوران حدود ال والبواب الفتحة مارم ال ‪,‬وذلك الداعي‬
‫على رأسه الصراط كتاب ال‪ ,‬والداعي من فوق الصراط واعظ ال ف قلب كل مسلم ‪.‬‬

‫ما يتأتى به سلوك الصراط الستقيم والسلمة من النراف عنه‬

‫س‪ :‬باذا يتأتى سلوكه والسلمة من النراف عنه؟‬

‫ج‪ :‬ل يصل ذلك إل بالتمسك بالكتاب والسنة السي بسيها والوقوف عند حدودها ‪,‬وبذلك يصل تريد التوحيد‬
‫ل وتريد التابعة للرسول صلى ال عليه وسلم ومن يطع ال والرسول فأولئك مع الذين أنعم ال عليهم من النبيي‬
‫والصديقي والشهداء والصالي وحسن أولئك رفيقا وهؤلء النعم عليهم الذكورون هاهنا تفصيل هم الذين‬
‫أضاف الصراط إليهم ف فاتة الكتاب بقوله تعال اهدنا الصراط الستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غي الغضوب‬
‫عليهم ول الضالي ول أعظم نعمة على العبد من هدايته إل هذا الصراط الستقيم‪ ,‬وتنيبه السبل الضلة‪ ,‬وقد ترك‬
‫النب صلى ال عليه وسلم أمته على ذلك كما قال صلى ال عليه وسلم تركتكم على الحجة البيضاء ليلها كنهارها ل‬
‫يريغ عنها بعدي إل هالك ‪.‬‬

‫البدع الحدثة‬

‫س‪ :‬ما ضد السنة؟‬

‫ج‪ :‬ضدها البدع الحدثة وهي شرع ما ل يأذن به ال وهي الت عناها النب صلى ال عليه وسلم بقوله من أحدث ف‬
‫أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد وقوله صلى ال عليه وسلم عليكم بسنت وسنة اللفاء الراشدين الهديي من بعدي‬
‫تسكوا با‪ ,‬وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومدثات المور ‪,‬فإن كل مدثة ضللة وأشار صلى ال عليه وسلم إل‬
‫وقوعها بقوله وستفترق أمت على ثلث وسبعي فرقة كلها ف النار إل واحدة وعينها بقوله صلى ال عليه وسلم هم‬
‫من كان على مثل ما أنا عليه وأصحاب وقد برأه ال تعال من أهل البدع بقوله إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا‬
‫لست منهم ف شيء إنا أمرهم إل ال الية‪.‬‬

‫أقسام البدعة باعتبار إخللا بالدين‬

‫س‪ :‬إل كم قسم تقسم البدعة باعتبار إخللا بالدين?‬

‫ج‪ :‬تنقسم إل قسمي بدعة مكفرة وبدعة دون ذلك‪.‬‬

‫البدع الكفرة‬

‫س‪ :‬ما البدع الكفرة?‬

‫ج‪ :‬هي كثية وضابطها من أنكر أمرا ممعا عليه متواترا من الشرع معلوما من الدين بالضرورة ;لن ذلك تكذيب‬
‫بالكتاب وبا أرسل ال به رسله كبدعة الهمية ف إنكار صفات ال عز وجل ‪,‬والقول بلق القرآن أو خلق أي صفة‬
‫من صفات ال عز وجل وإنكار أن يكون ال اتذ إبراهيم خليل وكلم موسى تكليما وغي ذلك‪ .‬وكبدعة القدرية ف‬
‫إنكار علم ال تعال وأفعاله وقضائه وقدره‪ ,‬وكبدعة الجسمة الذين يشبهون ال تعال بلقه وغي ذلك من الهواء‪,‬‬
‫ولكن هؤلء منهم من علم أن عي قصده هدم قواعد الدين ‪,‬وتشكيك أهله فيه فهذا مقطوع بكفره بل هو أجنب عن‬
‫الدين من أعدى عدو له ‪,‬وآخرون مغرورون ملبس عليهم فهؤلء إنا يكم بكفرهم بعد إقامة الجة عليهم وإلزامهم‬
‫با ‪.‬‬
‫البدعة الت هي غي مكفرة‬

‫س‪ :‬ما البدعة الت هي غي مكفرة?‬

‫ج‪ :‬هي ما ل تكن كذلك ما ل يلزم منه تكذيب بالكتاب ول بشيء ما أرسل ال به رسله كبدعة الروانية الت‬
‫أنكرها عليهم فضلء الصحابة ‪,‬ول يقروهم عليها ول يكفروهم بشيء منها ول ينعوا يدا من بيعتهم لجلها‬
‫كتأخيهم بعض الصلوات إل أواخر أوقاتا‪ ,‬وتقديهم الطبة قبل صلة العيد واللوس ف نفس الطبة ف المعة‬
‫وغيها وسبهم بعض كبار الصحابة على النابر ونو ذلك ما ل يكن منهم عن اعتقاد شرعية بل بنوع تأويل‬
‫‪,‬وشهوات نفسانية ‪,‬وأغراض دنيوية‪.‬‬

‫أقسام البدع بسب ما تقع فيه‬

‫س‪ :‬كم أقسام البدع بسب ما تقع فيه?‬

‫ج‪ :‬تنقسم إل بدع ف العبادات وبدع ف العاملت‪.‬‬

‫أقسام البدع ف العبادات‬

‫س‪ :‬إل كم قسم تنقسم البدع ف العبادات؟‬

‫ج‪ :‬إل قسمي‪:‬‬

‫الول‪ :‬التعبد با ل يأذن ال أن يعبد به البتة كتعبد جهلة التصوفة بآلت اللهو الرقص والصفق والغناء ‪,‬وأنواع‬
‫العازف وغيها ما هم فيه مضاهئون فعل الذين قال ال تعال فيهم وما كان صلتم عند البيت إل مكاء وتصدية ‪.‬‬
‫والثان‪ :‬التعبد با أصله مشروع ولكن وضع ف غي موضعه ككشف الرأس مثل هو ف الحرام عبادة مشروعة ‪,‬فإذا‬
‫فعله غي الحرم ف الصوم أو ف الصلة أو غيها بنية التعبد كان بدعة مرمة‪ .‬وكذلك فعل سائر العبادات الشروعة‬
‫ف غي ما تشرع فيه كالصلوات النفل ف أوقات النهي وكصيام يوم الشك ‪,‬وصيام العيدين ونو ذلك‪.‬‬

‫أحوال البدعة مع العبادة الت تقع فيها‬

‫س‪ :‬كم حالة للبدعة مع العبادة الت تقع فيها?‬

‫ج‪ :‬لا حالتان‬


‫الولـى‪ :‬أن تبطلها جيعا كمن زاد ف صلة الفجر ركعة ثالثة أو ف الغرب رابعة ف الرباعية خامسة متعمدا‬
‫‪,‬وكذلك أن نقص مثل ذلك‪.‬‬

‫الالة الثانية‪ :‬أن تبطل البدعة ‪,‬وحدها كما هي باطلة ويسلم العمل الذي وقعت فيه كمن زاد ف الوضوء على ثلث‬
‫غسلت فإن النب صلى ال عليه وسلم ل يقل ببطلنه بل قال( فمن زاد على هذا فقد أساء وتعدى وظلم )ونو‬
‫ذلك‪.‬‬

‫البدع ف العاملت‬

‫س‪ :‬ما البدع ف العاملت؟‬

‫ج‪ :‬هي اشتراط ما ليس ف كتاب ال ول ف سنة رسوله كاشتراط الولء لغي العتق كما ف قصة بريرة لا اشترط‬
‫أهلها الولء قام النب صلى ال عليه وسلم فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد فما بال رجال يشترطون شروطا‬
‫ليست ف كتاب ال ‪,‬فأيا شرط ليس ف كتاب ال فهو باطل ‪,‬وإن كان مائة شرط فقضاء ال أحق وشرط ال أوثق‬
‫ما بال رجال منكم يقول أحدهم أعتق يا فلن ول الولء إنا الولء لن أعتق وكذلك كل شرط أحل حراما أو حرم‬
‫حلل ‪.‬‬

‫الواجب التزامه ف أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم وأهل بيته‬

‫س‪ :‬ما الواجب التزامه ف أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم وأهل بيته؟‬

‫ج‪ :‬الواجب لم علينا سلمة قلوبنا وألسنتنا لم ونشر فضائلهم والكف عن مساويهم وما شجر بينهم ‪,‬والتنويه‬
‫بشأنم كما نوه تعال بذكرهم ف التوراة والنيل والقرآن وثبتت الحاديث الصحيحة ف الكتب الشهورة من‬
‫المهات وغيها ف فضائلهم‪ ,‬قال ال عز وجل ممد رسول ال والذين معه أشداء على الكفار رحاء بينهم تراهم‬
‫ركعا سجدا يبتغون فضل من ال ورضوانا سيماهم ف وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم ف التوراة ومثلهم ف‬
‫النيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بم الكفار وعد ال الذين آمنوا‬
‫وعملوا الصالات منهم مغفرة وأجرا عظيما وقال تعال‪ :‬والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا ف سبيل ال والذين آووا‬
‫ونصروا أولئك هم الؤمنون حقا لم مغفرة ورزق كري وقال تعال والسابقون الولون من الهاجرين والنصار‬
‫والذين اتبعوهم بإحسان رضي ال عنهم ورضوا عنه وأعد لم جنات تري تتها النار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز‬
‫العظيم وقال تعال لقد تاب ال على النب والهاجرين والنصار الذين اتبعوه ف ساعة العسرة الية وقال تعال‪:‬‬
‫للفقراء الهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالم يبتغون فضل من ال ورضوانا وينصرون ال ورسوله أولئك هم‬
‫الصادقون والذين تبوؤا الدار واليان من قبلهم يبون من هاجر إليهم ول يدون ف صدورهم حاجة ما أوتوا‬
‫ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بم خصاصة الية‪ .‬وغيها كثي نعلم ونعتقد أن ال تعال اطلع على أهل بدر ‪,‬فقال‬
‫اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم وكانوا ثلثائة وبضعة عشر‪ ,‬وبأنه ل يدخل النار أحد من بايع تت الشجرة بل قد‬
‫رضي ال عنهم ورضوا عنه‪ ,‬وكانوا ألفا وأربعمائة وقيل وخسمائة قال ال تعال لقد رضي ال عن الؤمني إذ‬
‫يبايعونك تت الشجرة فعلم ما ف قلوبم الية ‪,‬ونشهد بأنم أفضل القرون من هذه المة الت هي أفضل المم وأن‬
‫من أنفق مثل أحد ذهبا من بعدهم ل يبلغ مد أحدهم ‪,‬ول نصفه مع العتقاد أنم ل يكونوا معصومي بل يوز‬
‫عليهم الطأ ‪,‬ولكنهم متهدون للمصيب منم أجران ولن أخطأ أجر واحد على اجتهاده ‪,‬وخطؤه مغفور ولم من‬
‫الفضائل والصالات والسوابق ما يذهب سيئ ما وقع منهم إن وقع وهل يغي يسي النجاسة البحر إذا وقعت فيه‬
‫رضي ال عنهم وأرضاهم‪ ,‬وكذلك القول ف زوجات النب صلى ال عليه وسلم وأهل بيته الذين أذهب ال عنهم‬
‫الرجس وطهرهم تطهيا‪ ,‬ونبأ من كل من وقع ف صدره أو لسانه سوء على أصحاب رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم وأهل بيته أو على أحد منهم‪ ,‬ونشهد ال تعال على حبهم وموالتم ‪,‬والذب عنهم ما استطعنا حفظا لرسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ف وصيته إذ يقول ل تسبوا أصحاب ال ال ف أصحاب وقال إن تارك فيكم ثقلي ‪,‬أولما‬
‫كتاب ال فخذوا بكتاب ال وتسكوا به ث قال وأهل بيت أذكركم ال ف أهل بيت الديث ف الصحيحي‬
‫وغيها‪.‬‬

‫أفضل الصحابة إجال‬

‫س‪ :‬من أفضل الصحابة إجال؟‬

‫ج‪ :‬أفضلهم السابقون الولون من الهاجرين ث من النصار‪ ,‬ث أهل بدر‪ ,‬فأحد‪ ,‬فبيعة الرضوان‪ ,‬فمن بعدهم ث (من‬
‫أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكل وعد ال السن) ‪.‬‬

‫أفضل الصحابة تفصيل‬

‫س‪ :‬من أفضل الصحابة تفصيل؟‬

‫ج‪ :‬قال عبد ال بن عمر رضي ال عنهما كنا ف زمن النب صلى ال عليه وسلم ل نعدل بأب بكر أحدا ‪,‬ث عمر ‪,‬ث‬
‫عثمان ‪,‬ث نترك أصحاب النب صلى ال عليه وسلم ل تفاضل بينهم وقال النب صلى ال عليه وسلم لب بكر ف الغار‬
‫ما ظنك باثني ال ثالثهما وقال صلى ال عليه وسلم لو كنت متخذا من أمت خليل لتذت أبا بكر خليل ولكن‬
‫أخي وصاحب وقال صلى ال عليه وسلم إن ال بعثن إليكم فقلتم كذبت ‪,‬وقال أبو بكر صدقت وواسان بنفسه‬
‫وماله فهل أنتم تاركو ل صاحب مرتي وقال النب صلى ال عليه وسلم إيها يا ابن الطاب والذي نفسي بيده ما‬
‫لقيك الشيطان سالكا فجا قط إل سلك فجا غي فجك وقال صلى ال عليه وسلم لقد كان فيما قبلكم مدثون ‪,‬فإن‬
‫يكن ف أمت أحد فإنه عمر وقال صلى ال عليه وسلم ف تكلم الذئب والبقرة فإن أومن به وأبو بكر وعمر وما ها‬
‫ث‪ :‬ولا ذهب عثمان إل مكة ف بيعة الرضوان قال رسول ال صلى ال عليه وسلم بيده اليمن هذه يد عثمان فضرب‬
‫با على يده فقال هذه لعثمان وقال صلى ال عليه وسلم من يفر بئر رومة فله النة فحفرها عثمان وقال صلى ال‬
‫عليه وسلم من جهز جيش العسرة فله النة فجهزه عثمان‪ ,‬وقال فيه صلى ال عليه وسلم أل أستحيي من استحيت‬
‫منه اللئكة وقال صلى ال عليه وسلم لعلي رضي ال عنه أنت من وأنا منك وأخب صلى ال عليه وسلم عنه أنه‬
‫يب ال ورسوله ويبه ال ورسوله وقال صلى ال عليه وسلم من كنت موله فعلي موله وقال صلى ال عليه وسلم‬
‫أل ترضى أن تكون من بنلة هارون من موسى إل أنه ل نب بعدي وقال صلى ال عليه وسلم عشرة ف النة النب‬
‫ف النة‪ ,‬وأبو بكر ف النة‪ ,‬وعمر ف النة‪ ,‬وعثمان ف النة‪ ,‬وعلي ف النة‪ ,‬وطلحة ف النة‪ ,‬والزبي بن العوام ف‬
‫النة‪ ,‬وسعد بن مالك ف النة‪ ,‬وعبد الرحن بن عوف ف النة‪ ,‬قال سعيد بن زيد ولو شئت لسمعت العاشر يعن‬
‫نفسه رضي ال عنهم أجعي وقال صلى ال عليه وسلم أرحم أمت بأمت أبو بكر وأشدها ف دين ال عمر وأصدقها‬
‫حياء عثمان‪ ,‬وأعلمها باللل والرام معاذ بن جبل ‪,‬وأقرؤها لكتاب ال عز وجل أب‪ ,‬وأعلمها بالفرائض زيد بن‬
‫ثابت ‪,‬ولكل أمة أمي وأمي هذه المة أبو عبيدة بن الراح وقال صلى ال عليه وسلم ف السن والسي أنما‬
‫سيدا شباب أهل النة‪ ,‬وأنما ريانتاه‪ ,‬وقال صلى ال عليه وسلم اللهم إن أحبهما فأحبهما وقال ف السن إن هذا‬
‫سيد وسيصلح ال به بي فئتي عظيمتي من السلمي فكان المر كما قال ‪,‬وقال ف أمهما إنا سيدة نساء أهل النة‬
‫وقد ثبت لكثي من الصحابة فضائل على العموم والنفراد كثية ل تصى ‪,‬ول يلزم من إثبات فضيلة لحدهم ف‬
‫شيء أن يكون أفضل من الخرين من كل وجه إل اللفاء الربعة‪ ,‬أما الثلثة فلحديث ابن عمر السابق ‪,‬وأما علي‬
‫فبإجاع أهل السنة أنه كان بعدهم أفضل من على وجه الرض‪.‬‬

‫مدة اللفة بعد رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫س‪ :‬كم مدة اللفة بعد رسول ال صلى ال عليه وسلم؟‬

‫ج‪ :‬روى أبو داود وغيه عن سعيد بن جهان عن سفينة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم خلفة النبوة‬
‫ثلثون سنة‪ ,‬ث يؤت ال اللك من يشاء الديث فكان ذلك مدة خلفة أب بكر وعمر وعثمان وعلي رضي ال عنهم‬
‫‪,‬فأبو بكر سنتان ‪,‬وثلثة أشهر‪ ,‬وعمر عشر سني وستة أشهر‪ ,‬وعثمان اثنتا عشرة سنة‪ ,‬وعلي أربع سني وتسعة‬
‫أشهر ‪,‬ويكملها ثلثي بيعة السن بن علي ستة أشهر وأول ملوك السلم‪ .‬معاوية رضي ال عنه وهو خيهم‬
‫وأفضلهم ث كان بعده ملكا عضوضا إل أن جاء عمر بن عبد العزيز رضي ال عنه فعده أهل السنة خليفة خامسا‬
‫لسيه بسية اللفاء الراشدين‪.‬‬

‫الدليل على خلفة اللفاء الراشدين الربعة جلة‬

‫س‪ :‬ما الدليل على خلفة هؤلء الربعة جلة?‬


‫ج‪ :‬الدلة عليها كثية ل تصى فمنها حصر مدتا ف ثلثي سنة فكانت مدة وليتهم‪ ,‬ومنها ما تقدم من تفضيلهم‬
‫على غيهم وتفاضلهم على ترتيب خلفتهم‪ ,‬ومنها ما روى أبو داود وغيه عن سرة بن جندب أن رجل قال يا‬
‫رسول ال إن رأيت كأن دلوا أدل من السماء فجاء أبو بكر فأخذ بعراقيها فشرب شربا ضعيفا‪ ,‬ث جاء عمر فأخذ‬
‫بعراقيها فشرب حت تضلع‪ ,‬ث جاء عثمان فأخذ بعراقيها ‪,‬فشرب حت تضلع ث جاء علي فأخذ بعراقيها ‪,‬فانتشطت‬
‫وانتضح عليه منها شيء‪ ,‬ومنها وهو أقواها إجاع من يعتد بإجاعهم على خلفة هؤلء الربعة‪ ,‬ول يطعن ف خلفة‬
‫أحد منهم إل ضال مبتدع‪.‬‬

‫الدليل على خلفة اللفاء الراشدين الثلثة إجال‬

‫الدليل على خلفة أب بكر وعمر رضي ال عنهما إجال‬

‫الدليل على خلفة أب بكر وتقديه فيها‬

‫س‪ :‬ما الدليل على خلفة الثلثة إجال؟‬

‫ج‪ :‬الدلة على ذلك كثية منها ما تقدم ومنها حديث أب بكر رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ذات يوم من رأى منكم رؤيا؟ فقال رجل أنا رأيت كان ميزانا نزل من السماء فوزنت أنت وأبو بكر‬
‫فرجحت أنت بأب بكر ‪ ,‬ووزن عمر وأبو بكر فرجح أبو بكر ووزن عمر وعثمان فرجح عمر ث رفع اليزان وقال‬
‫صلى ال عليه وسلم رأى الليلة رجل صال أن أبا بكر نيط برسول ال صلى ال عليه وسلم ونيط عمر بأب بكر ونيط‬
‫عثمان بعمر وكل الديثي ف السنن‪.‬‬

‫س‪ :‬ما الدليل على خلفة أب بكر وعمر رضي ال عنهما إجال؟‬

‫ج‪ :‬على ذلك أدلة كثية منها ما ف الصحيح قال صلى ال عليه وسلم بينما أنا نائم رأيتن على قليب عليها دلو‬
‫فنعت منها ما شاء ال ‪,‬ث أخذها ابن أب قحافة فنع منها ذنوبا أو ذنوبي ‪,‬وف نزعه ضعف وال يغفر له ضعفه‪ ,‬ث‬
‫استحالت غربا فأخذها ابن الطاب ‪,‬فلم أر عبقريا من الناس ينع نزع عمر حت ضرب الناس بعطن‬

‫س‪ :‬ما الدليل على خلفة أب بكر وتقديه فيها؟‬

‫ج‪ :‬الدلة على ذلك ل تصى منها ما تقدم ‪,‬ومنها ما ف صحيح البخاري ومسلم أن امرأة أتت النب صلى ال عليه‬
‫وسلم فأمرها أن ترجع قالت أرأيت إن جئت ول أجدك ‪ -‬كأنا تقول الوت ‪ -‬قال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬إن ل‬
‫تدين فأت أبا بكر ومنها ما ف صحيح مسلم عن عائشة رضي ال عنها قالت قال ل رسول ال ادعي ل أباك‬
‫وأخاك حت أكتب كتابا فإن أخاف أن يتمن متمن ‪,‬ويقول قائل أنا أول ويأب ال والؤمنون إل أبا بكر وهكذا قال‬
‫صلى ال عليه وسلم ف تقديه ف صلة ف مرض موته صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬وأجع على بيعته جيع أصحاب رسول‬
‫ال من الهاجرين والنصار فمن بعدهم‪.‬‬

‫الدليل على تقدي عمر ف اللفة بعد أب بكر‬

‫س‪ :‬ما الدليل على تقدي عمر ف اللفة بعد أب بكر‪.‬‬

‫ج‪ :‬أدلته كثية منها ما تقدم‪ ,‬ومنها قوله صلى ال عليه وسلم إن ل أدري ما قدر بقائي فيكم فاقتدوا بالذين من‬
‫بعدي وأشار إل أب بكر وعمر رضي ال عنهما‪ .‬ومنها ما ف حديث الفتنة الت توج كموج البحر ‪.‬قال حذيفة‬
‫رضي ال عنه لعمر أن بينك وبينها بابا مغلقا قال أيفتح أم يكسر؟ قال بل يكسر قال عمر‪ :‬إذا ل يغلق فكان الباب‬
‫عمر وكسره قتله فلم يرفع بعده السيف بي المة‪ ,‬وقد أجع المة على تقديه ف اللفة بعد أب بكر رضي ال‬
‫عنهما‪.‬‬

‫الدليل على تقدي عثمان بعد أب بكر وعمر ف اللفة‬

‫س‪ :‬ما الدليل على تقدي عثمان بعدها ف اللفة؟‬

‫ج‪ :‬الدلة على ذلك كثية منها ما تقدم ومنها حديث كعب بن عجرة قال ذكر رسول ال صلى ال عليه وسلم فتنة‬
‫فقر با فمر رجل مقنع رأسه فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم هذا يومئذ على الدى فوثبت فأخذت بضبعي‬
‫عثمان ‪,‬ث استقبلت رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬فقلت هذا قال هذا رواه ابن ماجة‪ ,‬ورواه الترمذي عن مرة‬
‫بن كعب ‪,‬وقال هذا حديث حسن صحيح وعن عائشة رضي ال عنها قالت قال رسول ال صلى ال عليه وسلم يا‬
‫عثمان إن ولك ال هذا المر يوما فأرادك النافقون أن تلع قميصك الذي قمصك ال فل تلعه يقول ذلك ثلث‬
‫مرات‪ ,‬رواه ابن ماجة بإسناد صحيح والترمذي وحسنه وابن حبان ف صحيحه وأجع على بيعته أهل الشورى ث‬
‫سائر الصحابة وأول من بايعه علي رضي ال عنه بعد عبد الرحن بن عوف ث الناس بعده‪.‬‬

‫الدليل على خلفة علي وأولويته بالق بعد أب بكر وعمر وعثمان‬

‫س‪ :‬ما الدليل على خلفة علي وأولويته بالق بعدهم؟‬

‫ج‪ :‬أدلة ذلك كثية منها ما تقدم ومنها قول النب صلى ال عليه وسلم ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إل النة‬
‫‪,‬ويدعونه إل النار فكان مع علي رضي ال عنه فقتله أهل الشام ‪,‬وهو يدعوهم إل السنة والماعة ‪,‬وطاعة المام‬
‫الق علي بن أب طالب رضي ال عنه ‪,‬والديث ف الصحيح‪ ,‬وفيه قال صلى ال عليه وسلم ترق مارقة على حي‬
‫فرقة من الناس يقتلهم أول الطائفتي بالق فمرقت الوارج فقتلهم علي رضي ال عنه يوم النهروان ‪,‬وهو الول‬
‫بالق بإجاع أهل السنة قاطبة رحهم ال تعال‪.‬‬

‫الواجب لولة المور‬

‫س‪ :‬ما الواجب لولة المور?‬

‫ج‪ :‬الواجب لم النصيحة بوالتم على الق ‪,‬وطاعتهم فيه وأمرهم به وتذكيهم برفق‪ ,‬والصلة خلفهم والهاد‬
‫معهم ‪,‬وأداء الصدقات إليهم والصب عليهم وإن جاروا ‪ ,‬وترك الروج بالسيف عليهم ما ل يظهروا كفرا بواحا‬
‫‪,‬وأن ل يغروا بالثناء الكاذب عليهم ‪,‬وأن يدعى لم بالصلح والتوفيق‪.‬‬

‫الدليل على وجوب طاعة ولة المور‬

‫س‪ :‬ما الدليل على ذلك؟‬

‫ج‪ :‬الدلة على ذلك كثية منها قوله تعال يا أيها الذين آمنوا أطيعوا ال وأطيعوا الرسول وأول المر منكم الية‪.‬‬
‫وقول النب صلى ال عليه وسلم اسعوا وأطيعوا وإن تأمر عليكم عبد وقال صلى ال عليه وسلم من رأى من أميه‬
‫شيئا يكرهه ;فليصب عليه فإنه من فارق الماعة شبا فمات إل مات ميتة جاهلية وقال عبادة بن الصامت رضي ال‬
‫عنه دعانا النب صلى ال عليه وسلم فبايعناه فكان فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة ف منشطنا ومكرهنا‬
‫وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا ‪,‬وأن ل ننازع المر أهله إل أن تروا كفرا بواحا عندكم من ال فيه برهان وقال صلى‬
‫ال عليه وسلم إن أمر عليكم عبد مدع أسود يقودكم بكتاب ال فاسعوا له وأطيعوا وقال صلى ال عليه وسلم على‬
‫الرء السلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إل أن يؤمر بعصية ‪,‬فإن أمر بعصية فل سع ول طاعة وقال إنا الطاعة‬
‫ف العروف وقال صلى ال عليه وسلم وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسع وأطع وقال صلى ال عليه وسلم من‬
‫خلع يدا من طاعة ال يوم القيامة ل حجة له‪ ,‬ومن مات وليس ف عنقه بيعة مات ميتة جاهلية وقال صلى ال عليه‬
‫وسلم من أراد أن يفرق أمر هذه المة ‪,‬وهو جيع فاضربوه بالسيف كائنا من كان وقال صلى ال عليه وسلم‬
‫ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون فمن كره برئ ومن أنكر سلم ولكن من رضي وتابع قالوا أفل نقاتلهم؟ قال ل ما‬
‫صلوا وغي ذلك من الحاديث وهذه كلها ف الصحيح‪.‬‬
‫من يب عليه المر بالعروف والنهي عن النكر ومراتبه‬

‫س‪ :‬على من يب المر بالعروف والنهي عن النكر وما مراتبه؟‬

‫ج‪ :‬قال ال عز وجل ولتكن منكم أمة يدعون إل الي ويأمرون بالعروف وينهون عن النكر وأولئك هم الفلحون‬
‫وقال النب صلى ال عليه وسلم من رأى منكم منكرا فليغيه بيده ‪,‬فإن ل يستطع فبلسانه ‪,‬فإن ل يستطع فبقلبه‬
‫‪,‬وذلك أضعف اليان رواه مسلم‬

‫وف هذا الباب من اليات القرآنية والحاديث النبوية ما ل يصى وكلها تدل على وجوب المر بالعروف ‪,‬والنهي‬
‫عن النكر على كل من رآه ل يسقط عنه إل أن يقوم به غيه كل بسبه ‪,‬وكل ما كان العبد على ذلك أقدر وبه‬
‫أعلم كان عليه أوجب ‪,‬وله ألزم ول ينج عند نزول العذاب بأهل العاصي إل الناهون عنها‪ ,‬وقد أفردنا هذه السألة‬
‫برسالة با وافية ولطالب الق كافية ول المد والنة‪.‬‬

‫حكم كرامات الولياء‬

‫س‪ :‬ما حكم كرامات الولياء?‬

‫ج‪ :‬كرامات الولياء حق وهو ظهور المر الارق على أيديهم الذي ل صنع لم فيه ول يكن بطريق التحدي بل‬
‫يريه ال على أيديهم ‪,‬وإن ل يعلموا به كقصة أصحاب الكهف ‪,‬وأصحاب الصخرة ‪,‬وجريج الراهب وكلها‬
‫معجزات لنبيائهم ;ولذا كانت ف هذه المة أكثر وأعظم لعظم معجزات نبيها ‪,‬وكرامته على ال عز وجل ‪ ,‬كما‬
‫وقع لب بكر ف أيام الردة وكنداء عمر لسارية وهو على النب ‪,‬فأبلغه وهو بالشام وككتابته إل نيل مصر فجرى‬
‫وكخيل العلء بن الضرمي إد خاض با البحر ف غزو الروم‪ ,‬وكصلة أب مسلم الولن ف النار الت أوقدها له‬
‫السود العنسي وغي ذلك ما وقع لكثي منهم ف زمن النب صلى ال عليه وسلم وبعده ف عصر الصحابة والتابعي‬
‫لم بإحسان ومن بعدهم إل الن ‪,‬وإل يوم القيامة‪ ,‬وكلها ف القيقة معجزات لنبينا صلى ال عليه وسلم لنم إنا‬
‫نالوا ذاك بتابعته ‪,‬فإن اتفق شيء من الوارق لغي متبع النب صلى ال عليه وسلم فهي فتنة وشعوذة ل كرامة‪ ,‬وليس‬
‫من اتفقت له من أولياء الرحن بل من أولياء الشيطان والعياذ بال‪.‬‬

‫أولياء ال‬

‫س‪ :‬من هم أولياء ال؟‬

‫ج‪ :‬هم كل من آمن بال واتقاه واتبع رسوله صلى ال عليه وسلم قال ال تعال أل إن أولياء ال ل خوف عليهم ول‬
‫هم يزنون ث بينهم فقال الذين آمنوا وكانوا يتقون اليات‪ ,‬وقال تعال ال ول الذين آمنوا يرجهم من الظلمات‬
‫إل النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يرجونم من النور إل الظلمات الية وقال تعال إنا وليكم ال ورسوله‬
‫والذين آمنوا الذين يقيمون الصلة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول ال ورسوله والذين آمنوا فإن حزب ال‬
‫هم الغالبون وقال النب صلى ال عليه وسلم إن آل أب فلن ليسوا ل بأولياء إنا أوليائي التقون وقال السن رحه‬
‫ال تعال‪ :‬ادعى قوم مبة ال فامتحنهم ال بذه الية قل إن كنتم تبون ال فاتبعون يببكم ال الية وقال الشافعي‬
‫رحه ال تعال‪" :‬إذا رأيتم الرجل يشي على الاء أو يطي ف الواء ‪,‬فل تصدقوه ول تغتروا به حت تعلموا متابعته‬
‫للرسول صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬

‫الطائفة الت عناها النب صلى ال عليه وسلم بأنا على الق‬

‫س‪ :‬من هي الطائفة الت عناها النب صلى ال عليه وسلم بقوله‪ :‬ل تزال طائفة من أمت على الق ظاهرة ل‬
‫يضرهم من خالفهم ‪,‬حت يأت أمر ال تبارك وتعال ‪.‬‬

‫ج‪ :‬هذه الطائفة هي الفرقة الناجية من الثلث وسبعي فرقة كما استثناها النب صلى ال عليه وسلم من تلك الفرق‬
‫بقوله‪ :‬كلها ف النار إل واحدة وهي الماعة وف رواية قال هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحاب ‪,‬‬
‫نسأل ال تعال أن يعلنا منهم ‪,‬وأن ل يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا ‪,‬وأن يهب لنا من لدنه رحة إنه هو الوهاب سبحان‬
‫ربك رب العزة عما يصفون وسلم على الرسلي والمد ل رب العالي ‪.‬‬

You might also like