Professional Documents
Culture Documents
السنة النشورة
لعتقاد الطائفة الناجية النصورة
المد ل وحده وصلى ال وسلم على من ل نب بعده وعلى آله وصحبه والتابعي لسنته وبعد :فإن الدعوة إل
ال طريق من اتبعه صلى ال عليه وسلم وإن من نعمة ال وفضله على عباده أن جعل ف كل زمان ومكان دعاة
يدعون إل الي ويذرون عن الشر ,وإن من أولئك الدعاة فضيلة الشيخ عبد ال بن ممد القرعاوي رحه ال
الذي بذل جهده وقضى حياته ف الدعوة والرشاد والتعليم ف جنوب الملكة العربية السعودية ,وقد اتسعت
دعوته وانتشر تعليمه حت بلغت مدارسه ما يقارب ألفي ومائت مدرسة ,ومموع ما فيها من الطلبة خسة
وسبعون ألف طالب أو يزيدون ,وقد ترج على يديه عدد كثي من طلبة العلم هم الن يشغلون الناصب الدينية
كالقضاء والرشاد والتعليم ورؤساء هيئات وغي الوظائف الدينية ,وهذا كله نتيجة نيته واجتهاده ومساعدة
الكومة له ,وإن من أولئك الطلبة الذين ترجوا على يديه هو مؤلف هذا الجموع "حافظ بن أحد حكمي".
وف عام 1362هـ طلب الشيخ عبد ال القرعاوي من تلميذه حافظ الكمي أن يؤلف كتابا ف التوحيد
يشتمل على عقيدة السلف الصال نظما يكون كاختبار فصنف كتابه "أرجوزة سلم الوصول إل علم الصول"
كما صنف ف الفقه وأصوله وف التوحيد وف السية النبوية والصطلح والفرائض وغي ذلك نظما ونثرا ,وله من
الصنفات الطبوعة وغي الطبوعة ما يزيد على خسة عشر كتابا ,وقد صنف هذه الكتب مع قيامه بالتدريس
ومراقبته للمدارس الخرى ,وآخر وظيفة شغلها هي :إدارة العهد العلمي بسامطة.
بعد أن حج سنة 1377هـ وافته منيته ف الثامن عشر من ذي الجة عام 1377هـ بكة الكرمة وهو ف
ريعان شبابه ودفن ف بلد ال الرام رحه ال وأسكنه فسيح جناته ,وكان لوفاته رحه ال وقعا شديدا ف نفوس
زملئه وتلميذه ومبيه فلقد خسروا رجل يفتدى بالرجال وعلما ل تعرف النطقة مثله من العلم ,وقد رثاه
كثي من تلميذه وزملئه رثاء رائعا -رحه ال ونفع بعلومه.
المد ل الذي خلق السموات والرض وجعل الظلمات والنور ث الذين كفروا بربم يعدلون هو الذي خلقكم
من طي ث قضى أجل وأجل مسمى عنده ث أنتم تترون وهو ال ف السموات وف الرض يعلم سركم وجهركم
ويعلم ما تكسبون.
وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له أحد صمد ل يلد ول يولد ول يكن له كفوا أحد بل ما ف السموات
والرض كل له قانتون بديع السموات والرض وإذا قضى أمرا فإنا يقول له كن فيكون وربك يلق ما يشاء
ويتار ما كان لم الية سبحان ال وتعال عما يشركون ل يسئل عما يفعل وهم يسألون ,وأشهد أن سيدنا
ونبينا ممدا عبده ورسوله أرسله بالدى ودين الق ليظهره على الدين كله ولو كره الشركون ,صلى ال عليه
وسلم وعلى آله وصحبه الذين قضوا بالق وبه كانوا يعدلون ,وعلى التابعي لم بإحسان الذين ل ينحرفون عن
السنة ول يعدلون بل إياها يقتفون وبا يتمسكون وعليها يوالون ويعادون وعندها يقفون ,وعنها يذبون
ويناضلون وعلى جيع من سلك سبيلهم وقفا أثرهم إل يوم يبعثون.
أما بعد فهذا متصر جليل نافع ,عظيم الفائدة جم النافع ,يشتمل على قواعد الدين ,ويتضمن أصول التوحيد
الذي دعت إليه الرسل وأنزلت به الكتب ول ناة لن بغيه يدين ,ويدل ويرشد إل سلوك الحجة البيضاء
ومنهج الق الستبي شرحت فيه أمور اليان وخصاله ,وما يزيل جيعه أو يناف كماله ,وذكرت فيه كل مسألة
مصحوبة بدليلها ,ليتضح أمرها وتتجلى حقيقتها ويبي سبيلها ,واقتصرت فيه على مذهب السنة والتباع
وأهلت أقوال أهل الهواء والبتداع ,إذ هي ل تذكر إل للرد عليها ,وإرسال سهام السنة عليها ,وقد تصدى
لكشف عوارها الئمة الجلة ,وصنفوا ف ردها وأبعادها الصنفات الستقلة مع أن الضد يعرف بضده ويرج
بتعريف ضابطه وحده ,فإذا طلعت الشمس ل يفتقر النهار إل استدلل ,وإذ استبان الق واتضح فما بعده إل
الضلل ورتبته على طريقة السؤال ليستيقظ الطالب وينتبه ,ث أردفه بالواب الذي يتضح المر به ول يشتبه
وسيته.
"أعلم السنة النشورة ,لعتقاد الطائفة الناجية النصورة" وال أسأل أن يعله ابتغاء وجهه العلى ,وأن ينفعنا با
علمنا ,ويعلمنا ما ينفعنا نعمة منه وفضل إنه على كل شيء قدير وبعباده لطيف خبي ,وإليه الرجع والصي وهو
مولنا فنعم الول ونعم النصي.
س :ما أول ما يب على العباد؟
ج :أول ما يب على العباد معرفة المر الذي خلقهم ال له ,وأخذ عليهم اليثاق به وأرسل به رسله إليهم وأنزل به
كتبه عليهم ,ولجله خلقت الدنيا والخرة والنة والنار وبه حقت الاقة ووقعت والواقعة وف شأنه تنصب الوازين
وتتطاير الصحف وفيه تكون الشقاوة والسعادة وعلى حسبه تقسم النوار (ومن لم يجعل الله له نورا فما
له من نور).
معن العبد
تعريف العبادة
ج :العبادة هي :ا سم جا مع ل كل ما ي به ال ويرضاه من القوال والعمال الظاهرة والباط نة والباءة م ا ينا ف ذلك
ويضاده.
ج :علمة ذلك :أن يب ما يبه ال تعال ويبغض ما يسخطه فيمتثل أوامره ويتنب مناهيه ويوال أولياءه ويعادي
أعداءه ;ولذا كان أوثق عرى اليان الب ف ال والبغض فيه.
ج :عرفوه بإرسال ال تعال الرسل وإنزاله الكتب آمرا با يبه ال ويرضاه ناهيا عما يكرهه ويأباه وبذلك قامت
عليهم حجته الدامغة ,وظهرت حكمته البالغة قال ال تعال( رسل مبشرين ومنذرين لئل يكون للناس على ال حجة
بعد الرسل ) وقال تعال( قل إن كنتم تبون ال فاتبعون يببكم ال ويغفر لكم ذنوبكم وال غفور رحيم )
شروط العبادة
ج :ثلثة :الول :صدق العزية وهو شرط ف وجودها ,والثان :إخلص النية ,والثالث :موافقة الشرع الذي أمر ال
تعال أن ل يدان إل به ,وها شرطان ف قبولا.
صدق العزية
ج :هو ترك التكاسل والتوان وبذل الهد ف أن يصدق قوله بفعله قال ال تعال( يا أيها الذين آمنوا ل تقولون ما ل
تفعلون كب مقتا عند ال أن تقولوا ما ل تفعلون )
ج :هو أن يكون مراد العبد بميع أقواله وأعماله الظاهرة وإلباطنة ابتغاء وجه ال تعال قال ال عز وجل( وما أمروا
إل ليعبدوا ال ملصي له الدين حنفاء )وقال تعال( وما لحد عنده من نعمة تزى إل ابتغاء وجه ربه العلى )وقال
تعال ( إنا نطعمكم لوجه ال ل نريد منكم جزاء ول شكورا )وقال تعال( من كان يريد حرث الخرة نزد له ف
حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له ف الخرة من نصيب )وغيها من اليات.
ج :هي النيفية ملة إبراهيم عليه السلم قال ال تبارك وتعال( إن الدين عند ال السلم )وقال تعال( أفغي دين ال
يبغون وله أسلم من ف السماوات والرض طوعا وكرها )وقال تعال( ومن يرغب عن ملة إبراهيم إل من سفه نفسه
)وقال تعال( ومن يبتغ غي السلم دينا فلن يقبل منه وهو ف الخرة من الاسرين )وقال تعال( أم لم شركاء
شرعوا لم من الدين ما ل يأذن به ال )وغيها من اليات.
ج :هو ثلث مراتب السلم واليان والحسان وكل واحد منها إذا أطلق شل الدين كله.
معن السلم
ج :معناه الستسلم ل بالتوحيد والنقياد له بالطاعة واللوص من الشرك قال ال تعال( ومن أحسن دينا من أسلم
وجهه ل )وقال تعال( ومن يسلم وجهه إل ال وهو مسن فقد استمسك بالعروة الوثقى )وقال تعال( فإلكم إله
واحد فله أسلموا وبشر الخبتي ).
ج :قوله صلى ال عليه وسلم ف حديث سؤال جبيل إياه عن الدين( السلم أن تشهد أن ل إله إل ال وأن ممدا
رسول ال وتقيم الصلة وتؤت الزكاة وتصوم رمضان وتج البيت إن استطعت إليه سبيل )وقوله صلى ال عليه
وسلم( بن السلم على خس )فذكر هذه غي أنه قدم الج على صوم رمضان وكلها ف الصحيحي.
ج :ل يدخل العبد ف الدين إل بما قال ال تعال( إنا الؤمنون الذين آمنوا بال ورسوله )وقال النب صلى ال عليه
وسلم( أمرت أن أقاتل الناس حت يشهدوا أن ل إله إل ال وأن ممدا عبده ورسوله )الديث وغي ذلك كثي.
ج :قول ال تعال( شهد ال أنه ل إله إل هو واللئكة وأولو العلم قائما بالقسط ل إله إل هو العزيز الكيم )وقوله
تعال( فاعلم أنه ل إله إل ال ) وقوله تعال( وما من إله إل ال )وقوله تعال( ما اتذ ال من ولد وما كان معه من إله
) اليات وقوله تعال( قل لو كان معه آلة كما يقولون إذا لبتغوا إل ذي العرش سبيل )اليات وغيها.
ج :معناها :نفي استحقاق العبادة عن كل ما سوى ال وإثباتا ل عز وجل وحده ل شريك له ف عبادته كما أنه
ليس له شريك ف ملكه قال ال تعال( ذلك بأن ال هو الق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن ال هو العلي
الكبي ).
شروط شهادة أن ل إله إل ال
س :ما هي شروط شهادة أن ل إله إل ال الت ل تنفع قائلها إل باجتماعها فيه ?
ج :قول ال تعال( إل من شهد بالق )أي بل إله إل ال( وهم يعلمون )بقلوبم معن ما نطقوا به بألسنتهم وقول
النب صلى ال عليه وسلم( من مات وهو يعلم أن ل إله إل ال دخل النة ).
ج :قول ال عز وجل( إنا الؤمنون الذين آمنوا بال ورسوله ث ل يرتابوا )إل قوله( أولئك هم الصادقون )وقول النب
صلى ال عليه وسلم( أشهد أن ل إله إل ال وأن رسول ال ل يلقى ال بما عبد غي شاك فيهما إل دخل النة )
وقال صلى ال عليه وسلم لب هريرة( من لقيت وراء هذا الائط يشهد أن ل إله إل ال مستيقنا با قلبه فبشره بالنة
) كلها ف الصحيح .
دليل اشتراط النقياد لل إله إل ال
ج :قال ال تعال( ومن يسلم وجهه إل ال وهو مسن فقد استمسك بالعروة الوثقى ) وقال النب صلى ال عليه
وسلم( ل يؤمن أحدكم حت يكون هواه تبعا لا جئت به ).
ج :قال ال تعال ف شأن من ل يقبلها( احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون ) إل قوله( إنم كانوا إذا
قيل لم ل إله إل ال يستكبون ويقولون أئنا لتاركوا آلتنا لشاعر منون )اليات.
وقال النب صلى ال عليه وسلم( مثل ما بعثن ال به من الدى والعلم كمثل الغيث الكثي أصاب أرضا فكان منها
نقية قبلت الاء فأنبتت الكل والعشب الكثي وكان منها أجادب أمسكت الاء فنفع ال به الناس فشربوا وسقوا
وزرعوا ,وأصاب منها طائفة أخرى إنا هي قيعان ل تسك ماء ول تنبت كل ,فذلك مثل من فقه ف دين ال ونفعه
ما بعثن ال به فعلم وعلم ومثل من ل يرفع بذلك رأسا ,ول يقبل هدى ال الذي أرسلت به ).
ج :قال ال تعال( أل ل الدين الالص )وقال تعال( فاعبد ال ملصا له الدين )وقال النب صلى ال عليه وسلم
( أسعد الناس بشفاعت من قال ل إله إل ال خالصا من قلبه )وقال صلى ال عليه وسلم( إن ال تعال حرم على النار
من قال ل إله إل ال يبغي بذلك وجه ال ).
ج :قال ال تعال( أل أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم ل يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن ال
الذين صدقوا وليعلمن الكاذبي )إل آخر اليات وقال النب صلى ال عليه وسلم( ما من أحد يشهد أن ل إله إل ال
وأن ممدا رسول ال صدقا من قلبه إل حرمه ال على النار )وقال للعراب الذي علمه شرائع السلم إل أن قال
وال ل أزيد عليها ول أنقص منها فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم( أفلح إن صدق ).
ج :قال ال تعال( يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأت ال بقوم يبهم ويبونه )وقال النب صلى
ال عليه وسلم( ثلث من كن فيه وجد بن حلوة اليان أن يكون ال ورسوله أحب إليه ما سواها وأن يب الرء
ل يبه إل ل وأن يكره أن يعود ف الكفر بعد إذ أنقذه ال منه كما يكره أن يقذف ف النار ).
ج :قال ال عز وجل( يا أيها الذين آمنوا ل تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولم منكم
فإنه منهم )إل قوله( إنا وليكم ال ورسوله والذين آمنوا )إل آخر اليات .وقال تعال( يا أيها الذين آمنوا ل تتخذوا
آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على اليان )اليتي .وقال تعال( ل تد قوما يؤمنون بال واليوم الخر
يوادون من حاد ال ورسوله )الية .وقال تعال( يا أيها الذين آمنوا ل تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء )إل آخر
السورة وغي ذلك من اليات.
ج :قول ال تعال( لقد من ال على الؤمني إذ بعث فيهم رسول من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم
الكتاب والكمة )الية .وقوله تعال( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالؤمني
رءوف رحيم ).وقوله تعال( وال يعلم إنك لرسوله )وغيها من اليات.
س :ما شروط شهادة أن ممدا رسول ال صلى ال عليه وسلم وهل تقبل الشهادة الول بدونا ?
ج :قد قدمنا لك أن العبد ل يدخل ف الدين إل باتي الشهادتي وأنما متلزمتان فشروط الشهادة الول هي
شروط ف الثانية كما أنا هي شروط ف الول.
ج :قال ال تعال( فإن تابوا وأقاموا الصلة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم )وقال تعال( فإن تابوا وأقاموا الصلة وآتوا
الزكاة فإخوانكم ف الدين )وقال تعال( وما أمروا إل ليعبدوا ال ملصي له الدين حنفاء ويقيموا الصلة ويؤتوا
الزكاة )الية وغيها.
دليل الصوم
ج :قال ال تعال( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم )وقال تعال( فمن شهد
منكم الشهر فليصمه ) اليات ,وف حديث العراب :أخبن ما فرض ال علي من الصيام .فقال( شهر رمضان إل أن
تطوع شيئا )الديث.
دليل الج
ج :أما الصلة فمن أخرها عن وقتها بذه الصفة فإنه يستتاب فإن تاب وإل قتل حدا لقوله تعال (:فان تابوا
وأقاموا الصلة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم) وحديث (أمرت أن أقاتل الناس) الديث وغيها
أما الزكاة فإن كان مانعها من ل شوكة له أخذها المام منه قهرا ,ونكله بأخذ شيء من ماله لقوله صلى ال
عليه وسلم (:ومن منعها فإنا آخذوها وشطر ماله معها ) الديث ,وإن كانوا جاعة ولم شوكة وجب على المام
قتالم حت يؤدوها لليات والحاديث السابقة وغيها وفعله أبو بكر والصحابة رضي ال عنهم أجعي.
أما الصوم فلم يرد فيه شيء ولكن يؤدبه المام أو نائبه با يكون زاجرا له ولمثاله .
أما الج فكل عمر العبد وقت له ل يفوت إل بالوت والواجب فيه البادرة ,وقد جاء الوعيد الخروي ف
التهاون فيه ,ول ترد فيه عقوبة خاصة ف الدنيا.
ج :اليان قول وعمل قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والوارح ويزيد بالطاعة وينقص بالعصية ويتفاضل
أهله فيه.
الدليل على كون اليان قول وعمل
ج :قال ال تعال( ولكن ال حبب إليكم اليان وزينه ف قلوبكم )الية وقال تعال( فآمنوا بال ورسوله )وهذا معن
الشهادتي اللتي ل يدخل العبد ف الدين إل بما ,وهي من عمل القلب اعتقادا ,ومن عمل اللسان نطقا ل تنفع إل
بتواطئهما وقال تعال( وما كان ال ليضيع إيانكم )يعن صلتكم إل بيت القدس قبل تويل القبلة ,سى الصلة
كلها إيانا وهي جامعة لعمل القلب واللسان والوارح.
وجعل النب صلى ال عليه وسلم الهاد وقيام ليلة القدر وصيام رمضان وقيامه وأداء المس وغيها من اليان,
وسئل النب صلى ال عليه وسلم :أي العمال أفضل؟ قال( إيان بال ورسوله ).
ج :قوله تعال( ليزدادوا إيانا مع إيانم )(وزدناهم هدى )( ويزيد ال الذين اهتدوا هدى )( والذين اهتدوا زادهم
هدى )( ويزداد الذين آمنوا إيانا )( فأما الذين آمنوا فزادتم إيانا )( فاخشوهم فزادهم إيانا )( وما زادهم إل إيانا
وتسليما )وغي ذلك من اليات ,وقال صلى ال عليه وسلم( لو أنكم تكونون ف كل حالة كحالتكم عندي
لصافحتكم اللئكة ) أو كما قال.
ج :قال تعال( والسابقون السابقون أولئك القربون )-إل (-وأصحاب اليمي ما أصحاب اليمي )وقال تعال( فأما
إن كان من القربي فروح وريان وجنة نعيم وأما إن كان من أصحاب اليمي فسلم لك من أصحاب اليمي )وقال
تعال( فمنهم ظال لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق باليات بإذن ال )اليات ,وف حديث الشفاعة( أن ال يرج
من النار من كان ف قلبه وزن دينار من إيان ,ث من كان ف قلبه نصف دينار من إيان ) -وف رواية يرج من النار
من قال ل إله إل ال وكان ف قلبه من الي ما يزن شعية ث يرج من النار من قال ل إله إل ال وكان ف قلبه من
الي ما يزن برة ث يرج من النار من قال ل إله إل ال وكان ف قلبه من الي ما يزن ذرة .
ج :قال النب صلى ال عليه وسلم ف حديث وفد عبد القيس (:آمركم باليان بال وحده قال أتدرون ما اليان بال
وحده؟ قالوا ال ورسوله أعلم .قال :شهادة أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال ,وإقام الصلة ,وإيتاء الزكاة ,وأن
تؤدوا من الغنم المس ).
س :ما الدليل على تعريف اليان بالركان الستة عند التفصيل?
ج :قول النب صلى ال عليه وسلم لا قال جبيل عليه السلم أخبن عن اليان قال( أن تؤمن بال وملئكته وكتبه
ورسله واليوم الخر وتؤمن بالقدر خيه وشره )
ج :قول ال تعال( ليس الب أن تولوا وجوهكم قبل الشرق والغرب ولكن الب من آمن بال واليوم الخر واللئكة
والكتاب والنبيي )وقوله تعال( إنا كل شيء خلقناه بقدر )وسنذكر إن شاء ال دليل كل على انفراده.
ج :هو التصديق الازم من صميم القلب بوجود ذاته تعال الذي ل يسبق بضد ول يعقب به هو الول فليس قبله
شيء ,والخر فليس بعده شيء والظاهر فليس فوقه شيء والباطن فليس دونه شيء حي قيوم أحد صمد( ل يلد ول
يولد ول يكن له كفوا أحد )وتوحيده بإليته وربوبيته وأسائه وصفاته.
توحيد اللية
ج :هو إفراد ال عز وجل بميع أنواع العبادة الظاهرة والباطنة قول وعمل ونفي العبادة عن كل ما سوى ال تعال
كائنا من كان كما قال تعال( وقضى ربك أل تعبدوا إل إياه )وقال تعال( واعبدوا ال ول تشركوا به شيئا )وقال
تعال( إنن أنا ال ل إله إل أنا فاعبدن وأقم الصلة لذكري )وغي ذلك من اليات ,وهذا قد وفت به شهادة أن ل
إله إل ال.
ضد توحيد اللية
ج :ضده الشرك وهو نوعان شرك أكب ينافيه بالكلية وشرك أصغر يناف كماله.
الشرك الكب
:هو اتاذ العبد من دون ال ندا يسويه برب العالي يبه كحب ال ويشاه كخشية ال ويلتجئ إليه ويدعوه ويافه
ويرجوه ويرغب إليه ويتوكل عليه أو يطيعه ف معصية ال أو يتبعه على غي مرضاة ال وغي ذلك قال تعال( إن ال
ل يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لن يشاء ومن يشرك بال فقد افترى إثا عظيما )وقال تعال( ومن يشرك
بال فقد ضل ضلل بعيدا )وقال تعال( ومن يشرك بال فقد حرم ال عليه النة ومأواه النار )وقال تعال( ومن يشرك
بال فكأنا خر من السماء فتخطفه الطي أو توي به الريح ف مكان سحيق )وغي ذلك من اليات
وقال النب صلى ال عليه وسلم( حق ال على العباد أن يعبدوه ول يشركوا به شيئا وحق العباد على ال أن ل يعذب
من ل يشرك به شيئا )وهو ف الصحيحي ,ويستوي ف الروج بذا الشرك عن الدين الجاهر به ككفار قريش
وغيهم ,والبطن له كالنافقي الخادعي الذين يظهرون السلم ويبطنون الكفر ,قال ال تعال( إن النافقي ف الدرك
السفل من النار ولن تد لم نصيا إل الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بال وأخلصوا دينهم ل فأولئك مع الؤمني )
وغي ذلك من اليات.
الشرك الصغر
ج :هو يسي الرياء الداخل ف تسي العمل الراد به ال تعال قال ال تعال ( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عمل
صالا ول يشرك بعبادة ربه أحدا )وقال النب صلى ال عليه وسلم( أخوف ما أخاف عليكم الشرك الصغر )فسئل
عنه فقال( الرياء )ث فسره بقوله صلى ال عليه وسلم( يقوم الرجل فيصلي فيزين صلته لا يرى من نظر رجل إليه )
ومن ذلك اللف بغي ال كاللف بالباء والنداد والكعبة والمانة وغيها قال صلى ال عليه وسلم( ل تلفوا
بآبائكم ول بأمهاتكم ول بالنداد )وقال صلى ال عليه وسلم( ل تقولوا والكعبة ولكن قولوا ورب الكعبة )وقال
صلى ال عليه وسلم( ل تلفوا إل بال) وقال صلى ال عليه وسلم( من حلف بالمانة فليس منا )وقال صلى ال عليه
وسلم( من حلف بغي ال فقد كفر أو أشرك )وف رواية( وأشرك )ومنه قول ما شاء ال وشئت قال النب صلى ال
عليه وسلم للذي قال له ذلك ( أجعلتن ل ندا بل ما شاء وال وحده )ومنه قول لول ال وأنت وما ل إل ال وأنت
وأنا داخل على ال وعليك ونو ذلك ,قال صلى ال عليه وسلم( ل تقولوا ما شاء ال وشاء فلن ولكن قولوا ما شاء
ال ث شاء فلن )قال أهل العلم ويوز لول ال ث فلن ,ول يوز لول ال وفلن.
ج :لن العطف بالواو يقتضي القارنة والتسوية فيكون من قال ما شاء ال وشئت قارنا مشيئة العبد بشيئة ال مسويا
با بلف العطف بثم القتضية للتبعية فمن قال ما شاء ال ,ث شئت فقد أقر بأن مشيئة العبد تابعة لشيئة ال تعال ل
تكون إل بعدها كما قال تعال( وما تشاءون إل أن يشاء ال ) وكذلك البقية.
توحيد الربوبية
ج :هو القرار الازم بأن ال تعال رب كل شيء ومليكه وخالقه ومدبره والتصرف فيه ل يكن له شريك ف اللك
,ول يكن له ول من الذل ول راد لمره ول معقب لكمه ول مضاد له ول ماثل له ول سي له ول منازع ف شيء
من معان ربوبيته ومقتضيات أسائه وصفاته ,قال ال تعال( المد ل الذي خلق السماوات والرض وجعل الظلمات
والنور )اليات بل السورة كلها وقال تعال( المد ل رب العالي )وقال تعال( قل من رب السماوات والرض قل
ال قل أفاتذت من دونه أولياء ل يلكون لنفسهم نفعا ول ضرا قل هل يستوي العمى والبصي أم هل تستوي
الظلمات والنور أم جعلوا ل شركاء خلقوا كخلقه فتشابه اللق عليهم قل ال خالق كل شيء وهو الواحد القهار )
اليات
وقال تعال( ال الذي خلقكم ث رزقكم ث ييتكم ث يييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء سبحانه
وتعال عما يشركون )وقال تعال( هذا خلق ال فأرون ماذا خلق الذين من دونه )وقال تعال( أم خلقوا من غي
شيء أم هم الالقون أم خلقوا السماوات والرض بل ل يوقنون )اليات وقال تعال( رب السماوات والرض وما
بينهما فاعبده واصطب لعبادته هل تعلم له سيا )وقال تعال( ليس كمثله شيء وهو السميع البصي )وقال تعال( وقل
المد ل الذي ل يتخذ ولدا ول يكن له شريك ف اللك ول يكن له ول من الذل وكبه تكبيا )وقال تعال( قل
ادعوا الذين زعمتم من دون ال ل يلكون مثقال ذرة ف السماوات ول ف الرض وما لم فيهما من شرك وما له
منهم من ظهي ول تنفع الشفاعة عنده إل لن أذن له حت إذا فزع عن قلوبم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الق وهو
العلي الكبي ).
ج :هو اعتقاد متصرف مع ال عز وجل ف أي شيء من تدبي الكون من إياد أو إعدام أو إحياء أو إماتة أو جلب
خي أو دفع شر أو غي ذلك من معان الربوبية أو اعتقاد منازع له ف شيء من مقتضيات أسائه وصفاته كعلم الغيب
وكالعظمة والكبياء ونو ذلك ,قال ال تعال( ما يفتح ال للناس من رحة فل مسك لا وما يسك فل مرسل له من
بعده وهو العزيز الكيم يا أيها الناس اذكروا نعمة ال عليكم هل من خالق غي ال يرزقكم من السماء والرض )
اليات
وقال تعال( إن يسسك ال بضر فل كاشف له إل هو وإن يردك بي فل راد لفضله )الية وقال تعال( قل أفرأيتم ما
تدعون من دون ال إن أرادن ال بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادن برحة هل هن مسكات رحته قل حسب ال
عليه يتوكل التوكلون )
وقال تبارك وتعال( وعنده مفاتح الغيب ل يعلمها إل هو )اليات ,وقال تعال( قل ل يعلم من ف السماوات
والرض الغيب إل ال )الية وقال تعال( ول ييطون بشيء من علمه إل با شاء )وقال النب صلى ال عليه وسلم(:
يقول ال تعال العظمة إزاري والكبياء ردائي فمن نازعن واحدا منهما أسكنته ناري )وهو ف الصحيح.
ج :هو اليان با وصف ال تعال به نفسه ف كتابه ووصفه به رسوله صلى ال عليه وسلم من الساء السن
والصفات العلى ,وإمرارها كما جاءت بل كيف كما جع ال تعال بي إثباتا ,ونفي التكييف عنها ف كتابه ف غي
موضع كقوله تعال( يعلم ما بي أيديهم وما خلفهم ول ييطون به علما )وقوله تعال( ليس كمثله شيء وهو السميع
البصي )وقوله تعال( ل تدركه البصار وهو يدرك البصار وهو اللطيف البي )وغي ذلك ,وف الترمذي عن أب بن
كعب رضي ال عنه أن الشركي قالوا لرسول ال صلى ال عليه وسلم -يعن لا ذكر آلتهم -انسب لنا ربك فأنزل
ال تعال( قل هو ال أحد ال الصمد )والصمد الذي( ل يلد ول يولد )لنه ليس شيء يولد إل سيموت وليس شيء
يوت إل سيورث وإن ال تعال ل يوت ول يورث( ول يكن له كفوا أحد )ل قال ل يكن له شبيه ول عديل,
وليس كمثله شيء.
دليل الساء السن من الكتاب والسنة
ج :قال ال عز وجل( ول الساء السن فادعوه با وذروا الذين يلحدون ف أسائه )وقال سبحانه( قل ادعوا ال أو
ادعوا الرحن أياما تدعوا فله الساء السن )وقال عز وجل( ال ل إله إل هو له الساء السن )وغيها من اليات,
وقال النب صلى ال عليه وسلم( إن ل تسعة وتسعي اسا من أحصاها دخل النة )وهو ف الصحيح ,وقال صلى ال
عليه وسلم( أسألك اللهم بكل اسم هو لك سيت به نفسك ,أو أنزلته ف كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو
استأثرت به ف علم الغيب عندك أن تعل القرآن العظيم ربيع قلب )الديث.
ج :مثل قوله تعال( إن ال كان عليا كبيا )( إن ال كان لطيفا خبيا )( إن ال كان عليما قديرا )( إن ال كان
سيعا بصيا )( إن ال كان عزيزا حكيما )( إن ال كان غفورا رحيما )( إنه بم رءوف رحيم )( وال غن حليم )
( إنه حيد ميد )(إن رب على كل شيء حفيظ )( إن رب قريب ميب )( إن ال كان عليكم رقيبا )( وكفى بال
وكيل )( وكفى بال حسيبا )( و كان على كل شيء مقيتا )( إنه على كل شيء شهيد )( إنه بكل شيء ميط )
وقال تعال( ال ل إله إل هو الي القيوم )وقال تعال( هو الول والخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم )
وقوله تعال( هو ال الذي ل إله إل هو عال الغيب والشهادة هو الرحن الرحيم هو ال الذي ل إله إل هو اللك
القدوس السلم الؤمن الهيمن العزيز البار التكب سبحان ال عما يشركون هو ال الالق البارئ الصور له الساء
السن )وغيها من اليات.
ج :مثل قوله صلى ال عليه وسلم( ل إله إل ال العظيم الليم ل إله إل ال رب العرش العظيم ,ل إله إل ال رب
السماوات ورب الرض ورب العرش الكري )وقوله صلى ال عليه وسلم( يا حي يا قيوم يا ذا اللل والكرام يا
بديع السماوات والرض )وقوله صلى ال عليه وسلم( بسم ال الذي ل يضر مع اسه شيء ف الرض ,ول ف
السماء وهو السميع العليم )وقوله صلى ال عليه وسلم( اللهم عال الغيب والشهادة فاطر السماوات والرض رب
كل شيء ومليكه )الديث وقوله صلى ال عليه وسلم( اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ربنا ورب
كل شيء فالق الب والنوى منل التوراة والنيل والقرآن أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته أنت
الول فليس قبلك شيء وأنت الخر فليس بعدك شيء ,وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك
شيء )الديث.
وقوله صلى ال عليه وسلم( اللهم لك المد أنت نور السماوات والرض ومن فيهن ولك المد أنت قيوم
السماوات والرض ومن فيهن )الديث .وقوله صلى ال عليه وسلم( اللهم إن أسألك بأن أشهد أنك أنت ال ل إله
إل أنت الحد الصمد الذي ل يلد ول يولد ول يكن له كفوا أحد )وقوله صلى ال عليه وسلم( يا مقلب القلوب )
الديث وغي ذلك كثي.
ج :هي على ثلثة أنواع دللتها على الذات مطابقة ودللتها على الصفات الشتقة منها تضمنا ودللتها على الصفات
الت ما اشتقت منها التزاما.
ج :مثال ذلك :اسه تعال الرحن الرحيم يدل على ذات السمى وهو ال عز وجل مطابقة وعلى الصفة الشتق منها
وهي الرحة تضمنا وعلى غيها من الصفات الت ل تشتق منها كالياة والقدرة التزاما ,وهكذا سائر أسائه وذلك
بلف الخلوق فقد يسمى حكيما وهو جاهل وحكما وهو ظال وعزيزا وهو ذليل وشريفا وهو وضيع وكريا وهو
لئيم وصالا وهو طال وسعيدا وهو شقي وأسدا وحنظلة وعلقمة وليس كذلك ,فسبحان ال وبمده هو كما
وصف نفسه وفوق ما يصفه به خلقه.
الول :السم العلم التضمن لميع معان الساء السن وهو ال ;ولذا تأت الساء جيعها صفات له كقوله تعال
( هو ال الالق البارئ الصور )ونو ذلك ,ول يأت هو قط تابعا لغيه من الساء.
الثان :الثان ما يتضمن صفة ذات ال عز وجل كاسه تعال السميع التضمن سعه الواسع جيع الصوات ,سواء عنده
سرها وعلنيتها واسه البصي التضمن بصره النافذ ف جيع البصرات سواء دقيقها وجليلها ,واسه العليم التضمن
علمه الحيط الذي( ل يعزب عنه مثقال ذرة ف السماوات ول ف الرض ول أصغر من ذلك ول أكب )واسه القدير
التضمن قدرته على كل شيء إيادا وإعداما وغي ذلك.
الثالث :ما يتضمن صفة فعل ال كالالق الرازق البارئ الصور وغي ذلك.
الرابع :ما يتضمن تنهه تعال وتقدسه عن جيع النقائص كالقدوس السلم.
ج :منها ما يطلق على ال مفردا أو مع غيه وهو ما تضمن صفة الكمال بأي إطلق كالي القيوم الحد الصمد
ونو ذلك ,ومنها ما ل يطلق على ال إل مع مقابله وهو ما إذا أفرد أوهم نقصا كالضار النافع ,والافض الرافع
والعطي الانع والعز الذل ونو ذلك فل يوز إطلق الضار ول الافض ول الانع ول الذل كل على انفراده ,ول
يطلق قط شيء منها ف الوحي كذلك ل ف الكتاب ول ف السنة ,ومن ذلك اسه تعال النتقم ل يطلق ف القرآن إل
مع متعلقه كقوله تعال( إنا من الجرمي منتقمون )أو بإضافة ذو إل الصفة الشتق منها كقوله تعال( وال عزيز ذو
انتقام ).
س :تقدم أن صفات ال تعال منها ذاتية وفعلية فما مثال صفات الذات من الكتاب ?
ج :مثل قوله تعال( بل يداه مبسوطتان )(كل شيء هالك إل وجهه )( ويبقى وجه ربك ذو اللل والكرام )
( ولتصنع على عين )( أبصر به وأسع )( إنن معكما أسع وأرى )( يعلم ما بي أيديهم وما خلفهم ول ييطون به
علما )( وكلم ال موسى تكليما )( وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالي )( وناداها ربما أل أنكما عن
تلكما الشجرة )( ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم الرسلي )وغي ذلك.
ج :مثل قوله تعال( ث استوى إل السماء )وقوله( هل ينظرون إل أن يأتيهم ال )الية ,وقوله تعال( وما قدروا ال
حق قدره والرض جيعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه )وقوله تعال( ما منعك أن تسجد لا خلقت
بيدي )وقوله تعال( وكتبنا له ف اللواح من كل شيء )وقوله تعال( فلما تلى ربه للجبل جعله دكا )وقوله تعال(
إن ال يفعل ما يشاء )وغيها من اليات.
ج :مثل قوله صلى ال عليه وسلم( ينل ربنا كل ليلة إل السماء الدنيا حي يبقى ثلث الليل الخر )الديث ,وقوله
صلى ال عليه وسلم ف حديث الشفاعة( فيأتيهم ال ف صورته الت يعرفون فيقول أنا ربكم فيقولون أنت ربنا )
الديث ,ونعن بصفة الفعل هنا التيان ل الصورة فافهم ,وقوله صلى ال عليه وسلم( إن ال يقبض يوم القيامة
الرض وتكون السماوات بيمينه ث يقول أنا اللك )الديث ,وقوله صلى ال عليه وسلم( لا خلق ال اللق كتب
بيده على نفسه أن رحت تغلب غضب )وف حديث احتجاج آدم وموسى" :فقال آدم يا موسى اصطفاك ال بكلمه
وخط لك التوراة بيده" فكلمه تعال ويده صفتا ذات وتكلمه صفة ذات وفعل معا وخطه التوراة صفة فعل ,وقوله
صلى ال عليه وسلم( إن ال تعال يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل )
الديث ,وغيها كثي.
أساء ال كلها توقيفية
ج :ل بل أساء ال تعال كلها توقيفية ل يسمى إل با سى به نفسه ف كتابه أو أطلقه عليه رسوله صلى ال عليه
وسلم وكل فعل أطلقه ال تعال على نفسه فهو فيما أطلق فيه مدح وكمال ولكن ليس كلها وصف ال به نفسه
مطلقا ول كلها يشتق منها أساء بل منها ما وصف به نفسه مطلقا كقوله تعال( ال الذي خلقكم ث رزقكم ث
ييتكم ث يييكم )وسى نفسه الالق الرازق الحي الميت الدبر ,ومنها أفعال أطلقها ال تعال على نفسه على سبيل
الزاء ,والقابلة وهي فيما سيقت له مدح وكمال كقوله تعال( يادعون ال وهو خادعهم )( ومكروا ومكر ال وال
خي الاكرين )( نسوا ال فنسيهم )ولكن ل يوز إطلقها على ال ف غي ما سيقت فيه من اليات ,فل يقال أنه
تعال يكر ويادع ويستهزئ ونو ذلك ,وكذلك ل يقال ماكر مادع مستهزئ ول يقوله مسلم ول عاقل ,فإن ال
عز وجل ل يصف نفسه بالكر والداع إل على وجه الزاء لن فعل ذلك بغي حق ,وقد علم أن الجازاة على ذلك
بالعدل حسنة من الخلوق فكيف من اللق العليم العدل الكيم.
س :ماذا يتضمن اسه العلي العلى وما ف معناه كالظاهر والقاهر والتعال؟
ج :يتضمن اسه العلي العلى الصفة الشتق منها وهو ثبوت العلو له عز وجل بميع معانيه ,علو فوقيته تعال على
عرشه عال على جيع خلقه بائن منهم رقيب عليهم يعلم ما هم عليه قد أحاط بكل شيء علما ل تفى عليه منهم
خافية .وعلو قهره فل مغالب له ول منازع ول مضاد ول مانع ,بل كل شيء خاضع لعظمته ,ذليل لعزته مستكي
لكبيائه ,تت تصرفه وقهره ل خروج له من قبضته .وعلو شأنه ,فجميع صفات الكمال له ثابتة وجيع النقائص عنه
منتفية عز وجل وتبارك وتعال وجيع هذه العان للعلو متلزمة ل ينفك معن منها عن الخر.
ج :الدلة الصرية عليه ل تعد ول تصى فمنها هذه الساء وما ف معناها ومنها قوله( الرحن على العرش استوى )
ف سبعة مواضع من القرآن ومنها قوله تعال (:ءأمنتم من ف السماء )اليتي ,ومنها قوله تعال( يافون ربم من
فوقهم )ومنها قوله تعال( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصال يرفعه )وقوله تعال( تعرج اللئكة والروح إليه )
وقوله( يدبر المر من السماء إل الرض )وقوله تعال( يا عيسى إن متوفيك ورافعك إل )وغي ذلك كثي.
دليل علو الفوقية من السنة
ج :أدلته من السنة كثية ل تصى ,منها قوله صلى ال عليه وسلم ف حديث الوعال( والعرش فوق ذلك وال فوق
العرش وهو يعلم ما أنتم عليه )وقوله لسعد ف قصة قريظة "لقد حكمت فيهم بكم اللك من فوق سبعة أرقعة" وقوله
صلى ال عليه وسلم للجارية( أين ال )قالت ف السماء قال( اعتقها فإنا مؤمنة) وأحاديث معراج النب صلى ال عليه
وسلم وقوله صلى ال عليه وسلم ف حديث تعاقب اللئكة( ث يعرج الذين باتوا فيكم فيسألم وهو أعلم بم )
الديث ,وقوله صلى ال عليه وسلم( من تصدق بعدل ترة من كسب طيب ول يصعد إل ال إل الطيب )الديث,
وقوله صلى ال عليه وسلم ف حديث الوحي( إذا قضى ال المر ف السماء ضربت اللئكة بأجنحتها خضعانا لقوله
كأنه سلسلة على صفوان )الديث وغي ذلك كثي ,وقد أقر بذلك جيع الخلوقات إل الهمية.
مسألة الستواء
ج :قولم بأجعهم رحهم ال تعال :الستواء غي مهول والكيف غي معقول واليان به واجب والسؤال عنه بدعة
ومن ال الرسالة ,وعلى الرسول البلغ وعلينا التصديق والتسليم ,وهكذا قولم ف جيع آيات الساء والصفات
وأحاديثها( آمنا به كل من عند ربنا )(آمنا بال واشهد بأنا مسلمون ).
ج :أدلته كثية منها قوله تعال( وهو القاهر فوق عباده )وهو متضمن لعلو القهر والفوقية .وقوله تعال( سبحانه هو
ال الواحد القهار )وقوله تعال( لن اللك اليوم ل الواحد القهار )وقوله تعال( قل إنا أنا منذر وما من إله إل ال
الواحد القهار )وقوله تعال( ما من دابة إل هو آخذ بناصيتها )وقول تعال( يا معشر الن والنس إن استطعتم أن
تنفذوا من أقطار السماوات والرض فانفذوا ل تنفذون إل بسلطان )وغي ذلك من اليات.
دليل علو القهر من السنة
ج :أدلته من السنة كثية منها قوله صلى ال عليه وسلم (:أعوذ بك من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها )وقوله صلى
ال عليه وسلم( اللهم إن عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيت بيدك ماض ف حكمك عدل ف قضاؤك )الديث,
وقوله صلى ال عليه وسلم( إنك تقضي ول يقضى عليك إنه ل يذل من واليت ول يعز من عاديت )وغي ذلك كثي.
ج :اعلم أن علو الشأن هو ما تضمنه اسه القدوس السلم الكبي التعال وما ف معناها واستلزمته جيع صفات كماله
ونعوت جلله فتعال ف أحديته أن يكون لغيه ملك أو قسط منه أو يكون عونا له أو ظهيا أو شفيعا عنده بدون
إذنه أو عليه يي وتعال ف عظمته وكبيائه وملكوته وجبوته عن أن يكون له منازع أو مغالب أو ول من الذل أو
نصي وتعال ف صمديته عن الصاحبة والولد والوالد والكفء والنظي وتعال ف كماله و حياته وقيوميته وقدرته عن
الوت والسنة والنوم والتعب والعياء وتعال ف كمال علمه عن الغفلة والنسيان وعن عزوب مثقال ذرة عن علمه ف
الرض أو ف السماء وتعال ف كمال حكمته وحده عن خلق شيء عبثا وعن ترك اللق سدى بل أمر ول ني ول
بعث ول جزاء وتعال ف كمال عدله عن أن يظلم أحدا مثقال ذرة أو أن يهضمه شيئا من حسناته ,وتعال ف كمال
غناه عن أن يطعم أو يرزق أو يفتقر إل غيه ف شيء وتعال ف جيع ما وصف به نفسه ووصفه به رسوله عن
التعطيل والتمثيل وسبحانه وبمده وعز وجل وتبارك وتعال وتنه وتقدس عن كل ما يناف إليته وربوبيته وأساءه
السن وصفاته العلى( وله الثل العلى ف السماوات والرض وهو العزيز الكيم )ونصوص الوحي من الكتاب
والسنة ف هذا الباب معلومة مفهومة مع كثرتا وشهرتا.
س :ما معن قوله صلى ال عليه وسلم ف الساء السن ( من أحصاها دخل النة ) ?
ج :قد فسر ذلك بعان منها حفظها ودعاء ال با والثناء عليه بميعها ومنها أن ما كان يسوغ القتداء به كالرحيم
والكري فيمرن العبد نفسه على أن يصح له التصاف با فيما يليق به ,وما كان يتص به نفسه تعال كالبار والعظيم
والتكب فعلى العبد القرار با والضوع لا وعدم التحلي بصفة منها ,وما كان فيه معن الوعد كالغفور الشكور
العفو الرءوف الليم الواد الكري فليقف منه عند الطمع والرغبة ,وما كان فيه معن الوعيد كعزيز ذي انتقام شديد
العقاب سريع الساب ;فليقف منه عند الشية والرهبة.
ومنها شهود العبد إياها وإعطاؤها حقها معرفة وعبودية مثاله من شهد علو ال تعال على خلقه وفوقيته عليهم
واستواءه على عرشه بائنا من خلقه مع إحاطته بم علما وقدرة وغي ذلك وتعبد بقتضى هذه الصفة بيث يصي لقلبه
صمدا يعرج إليه مناجيا له مطرقا واقفا بي يديه وقوف العبد الذليل بي يدي اللك العزيز فيشعر بأن كلمه وعمله
صاعد إليه معروض عليه فيستحيي أن يصعد إليه من كلمه وعمله ما يزيه ويفضحه هنالك ويشهد نزول المر
والراسيم اللية إل أقطار العوال كل وقت بأنواع التدبي والتصرف من الماتة والحياء العزاز والذلل والفض
والرفع والعطاء والنع وكشف البلء وإرساله ومداولة اليام بي الناس إل غي ذلك من التصرفات ف الملكة الت ل
يتصرف فيها سواه فمراسيمه نافذة فيها كما يشاء( يدبر المر من السماء إل الرض ث يعرج إليه ف يوم كان
مقداره ألف سنة ما تعدون )فمن وف هذا الشهد حقه معرفة وعبودية فقد استغن بربه وكفاه ,وكذلك من شهد
علمه الحيط وسعه وبصره وحياته وقيوميته وغيها ول يرزق هذا الشهد إل السابقون القربون.
الول :إلاد الشركي الذين عدلوا بأساء ال تعال عما هي عليه وسوا با أوثانم فزادوا ونقصوا فاشتقوا اللت من
الله والعزى من العزيز ومناة من النان.
الثان :إلاد الشبهة الذين يكيفون صفات ال تعال ويشبهونا بصفات خلقه وهو مقابل للاد الشركي فأولئك
سووا الخلوق برب العالي وهؤلء جعلوه بنلة الجسام الخلوقة وشبهوه با تعال وتقدس.
الثالث :إلاد النفاة العطلة وهم قسمان :قسم أثبتوا ألفاظ أسائه تعال ونفوا عنه ما تضمنته من صفات الكمال
فقالوا رحن رحيم بل رحة عليم بل علم سيع بل سع بصي بل بصر قدير بل قدرة ,واطردوا بقيتها كذلك ,وقسم
صرحوا بنفي الساء ومتضمناتا بالكلية ووصفوه بالعدم الحض الذي ل اسم له ول صفة سبحان ال وتعال عما
يقول الظالون الاحدون اللحدون علوا كبيا (رب السماوات والرض وما بينهما فاعبده واصطب لعبادته هل تعلم
له سيا) (،ليس كمثله شيء وهو السميع البصي) (،يعلم ما بي أيديهم وما خلفهم ول ييطون به علما) .
جيع أنواع التوحيد متلزمة
س :هل جيع أنواع التوحيد متلزمة فينافيها كلها ما يناف نوعا منها ؟
ج :نعم هي متلزمة فمن أشرك ف نوع منها فهو مشرك ف البقية مثال ذلك دعاء غي ال وسؤاله ما ل يقدر عليه إل
ال ,فدعاؤها إياها عبادة بل مخ العبادة صرفها لغي ال من دون ال فهذا شرك ف اللية ,وسؤاله إياه تلك الاجة من
جلب خي أو دفع شر معتقدا أنه قادر على قضاء ذلك ,هذا شرك ف الربوبية حيث اعتقد أنه متصرف مع ال ف
ملكوته ,ث إنه ل يدعه هذا الدعاء من دون ال إل مع اعتقاده أنه يسمعه على البعد والقرب ف أي وقت كان وف
أي مكان ويصرحون بذلك وهو شرك ف الساء والصفات حيث أثبت له سعا ميطا بميع السموعات ل يجبه
قرب ول بعد فاستلزم هذا الشرك ف اللية الشرك ف الربوبية والساء والصفات.
ج :أدلة ذلك من الكتاب كثية منها قوله تعال (:واللئكة يسبحون بمد ربم ويستغفرون لن ف الرض ) وقوله
تعال (:إن الذين عند ربك ل يستكبون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون ) وقوله تعال (:من كان عدوا ل
وملئكته ورسله وجبيل وميكال فإن ال عدو للكافرين) وتقدم اليان بم من السنة ف حديث جبيل وغيه ,وف
صحيح مسلم أن ال تعال خلقهم من نور ,والحاديث ف شأنم كثية.
ج :هو القرار الازم بوجودهم وأنم خلق من خلق ال مربوبون مسخرون و( عباد مكرمون ل يسبقونه بالقول وهم
بأمره يعملون) (،ل يعصون ال ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ) (،ل يستكبون عن عبادته ول يستحسرون يسبحون
الليل والنهار ليفترون) ول يسأمون وليستحسرون.
ج :هم باعتبار ذلك أقسام كثية ,فمنهم الوكل بأداء الوحي إل الرسل ،وهو الروح المي جبيل عليه السلم.
ومنهم الوكل بالقطر،وهو ميكائيل عليه السلم .ومنهم الوكل بالصور،وهو اسرافيل عليه السلم .ومنهم الوكل
بقبض الرواح،وهو ملك الوت وأعوانه .ومنهم الوكل بأعمال العباد،وهم الكرام الكاتبون .ومنهم الوكل بفظ
العبد من بي يديه ومن خلفه ،وهم العقبات .ومنهم الوكل بالنة ونعيمها ،وهم رضوان ومن معه .ومنهم
الوكل بالنار وعذابا،وهم ومن معه من الزبانية ورؤساؤهم تسعة عشر.ومنهم الوكل بفتنة القب،وهم منكر ونكي
ومنهم حلة العرش.ومنهم الكروبيون.ومنهم الوكل بالنطف ف الرحام ومن تليقها وكتابة مايراد با.ومنهم ملئكة
يدخلون البيت العمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ث ل يعودون اليه اخر ماعليهم،ملئكة سياحون يتبعون
مالس الذكر.ومنهم صفوف قيام ل يفترون.ومنهم ركع سجد ل يرفعون.ومنهم غي من ذلك(وما يعلم جنود ربك
ال هو وما هي ال ذكرى للبشر).ونصوص هذه القسام من الكتاب والسنة ل تفى.
ج :أدلته كثية منها قوله تعال(يا أيها الذين آمنوا امنوا بال ورسوله والكتاب الذي أنزل على رسوله والكتاب الذي
أنزل من قبل )وقوله تعال(قولوا آمنا بال وما أنزل إلينا وما أنزل إل إبراهيم وإساعيل وإسحاق ويعقوب والسباط
وما أوت موسى وعيسى وما أوت النبيون من ربم ل نفرق بي أحد منهم )اليات وغيها كثي ويكفي ف ذلك قوله
تعال(وقل آمنت با أنزل ال من كتاب (.
ج :سى ال منها ف القرآن هو والتوراة والنيل والزبور وصحف إبراهيم وموسى وذكر الباقي جلة فقال تعال(ال
ل إله إل هو الي القيوم نزل عليك الكتاب بالق مصدقا لا بي يديه وأنزل التوراة والنيل من قبل )وقال
تعال(وآتينا داود زبورا )وقال تعال(أم ل ينبأ با ف صحف موسى وإبراهيم الذي وف )وقال تعال(لقد أرسلنا رسلنا
بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب واليزان ليقوم الناس بالقسط )فما ذكر ال منها تفصيل وجب علينا اليان به
تفصيل,وما ذكر منها إجال وجب علينا اليان به إجال فنقول فيه ما أمر ال به رسوله(وقل آمنت با أنزل ال من
كتاب (.
ج :معناه التصديق الازم بأن جيعها منل من عند ال عز وجل وأن ال تكلم با حقيقة فمنها السموع منه تعال من
وراء حجاب بدون واسطة الرسول اللكي ,ومنها ما بلغه الرسول اللكي إل الرسول البشري ,ومنها ما كتبه ال
تعال بيده كما قال تعال (:وما كان لبشر أن يكلمه ال إل وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسول فيوحي بإذنه
ما يشاء ) وقال تعال لوسى (:إن اصطفيتك على الناس برسالت وبكلمي )(،وكلم ال موسى تكليما ) وقال
تعال ف شأن التوراة (:وكتبنا له ف اللواح من كل شيء موعظة وتفصيل لكل شيء ) وقال ف عيسى(و آتيناه
النيل ( وقال تعال(:وآتينا داود زبورا ) وتقدم ذكرها بلفظ التنيل
وقال تعال ف شأن القرآن( لكن ال يشهد با أنزل إليك أنزله بعلمه واللئكة يشهدون وكفى بال شهيدا ) وقال
تعال فيه( وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنيل ) وقال تعال (:وإنه لتنيل رب العالي نزل به
الروح المي على قلبك لتكون من النذرين بلسان عرب مبي ) اليات ,وقال تعال فيه (:إن الذين كفروا بالذكر لا
جاءهم وإنه لكتاب عزيز ل يأتيه الباطل من بي يديه ول من خلفه تنيل من حكيم حيد ) اليات ,وغيها كثي.
ج :قال ال تعال فيه(:وأنزلنا إليك الكتاب بالق مصدقا لا بي يديه من الكتاب ومهيمنا عليه ) وقال تعال (:وما
كان هذا القرآن أن يفترى من دون ال ولكن تصديق الذي بي يديه وتفصيل الكتاب ل ريب فيه من رب العالي)
وقال تعال (:ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بي يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحة لقوم يؤمنون ) قال
أهل التفسي :مهيمنا مؤتنا وشاهدا على ما قبله من الكتب ومصدقا لا ،يعن يصدق ما فيها من الصحيح ,وينفي ما
وقع فيها من تريف وتبديل وتغيي ويكم عليها بالنسخ أو التقرير ,ولذا يضع له كل متمسك بالكتب التقدمة من
ل ينقلب على عقبيه كما قال تبارك وتعال (:الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا
به إنه الق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمي ) وغي ذلك.
الذي يب التزامه ف حق القرآن
ج :هو اتباعه ظاهرا وباطنا والتمسك به والقيام بقه ,قال تعال (:وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا ) وقال
تعال (:اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ول تتبعوا من دونه أولياء ) وقال تعال (:والذين يسكون بالكتاب وأقاموا
الصلة إنا ل نضيع أجر الصلحي ) وهي عامة ف كل كتاب واليات ف ذلك كثية وأوصى النب صلى ال عليه
وسلم بكتاب ال فقال ":فخذوا بكتاب ال وتسكوا به" وف حديث علي مرفوعا "إنا ستكون فت "قلت :ما
الخرج منها يا رسول ال قال":كتاب ال " وذكر الديث.
ج :حفظه وتلوته والقيام به آناء الليل والنهار وتدبر آياته وإحلل حلله ,وتري حرامه والنقياد لوامره ,والنزجار
بزواجره والعتبار بأمثاله ,والتعاظ بقصصه والعمل بحكمه ,والتسليم لتشابه والوقوف عند حدوده ,والذب عنه
لتحريف الغالي وانتحال البطلي ,والنصيحة له بكل معانيها والدعوة إل ذلك على بصية.
ج :القرآن كلم ال عز وجل حقيقة حروفه ومعانيه ليس كلمه الروف دون العان ول العان دون الروف تكلم
ال به قول وأنزله على نبيه وحيا وآمن به الؤمنون حقا فهو وإن خط بالبنان وتلي باللسان وحفظ بالنان وسع
بالذان وأبصرته العينان ل يرجه ذلك عن كونه كلم الرحن ,فالنامل والداد والقلم والوراق ملوقة والكتوب
با غي ملوق واللسن والصوات ملوقة والتلو با على اختلفها غي ملوق ,والصدور ملوقة والحفوظ فيها غي
ملوق ,والساع ملوقة والسموع غي ملوق.
قال ال تعال (:إنه لقرآن كري ف كتاب مكنون ) وقال تعال (:بل هو آيات بينات ف صدور الذين أوتوا العلم وما
يحد بآياتنا إل الظالون) وقال تعال (:اتل ما أوحي إليك من كتاب ربك ل مبدل لكلماته) وقال تعال (:وإن
أحد من الشركي استجارك فأجره حت يسمع كلم ال ) وقال ابن مسعود رضي ال عنه" :أديوا النظر ف
الصحف" والنصوص ف ذلك ل تصى ,ومن قال القرآن أو شيء من القرآن ملوق فهو كافر كفرا أكب يرجه من
السلم بالكلية ,لن القرآن كلم ال تعال منه بدأ وإليه يعود وكلمه صفته ومن قال شيء من صفات ال ملوق
فهو كافر مرتد يعرض عليه الرجوع إل السلم ,فإن رجع وإل قتل كفرا ليس له شيء من أحكام السلمي.
ج :أما باعتبار تعلق صفة الكلم بذات ال عز وجل واتصافه تعال با فمن صفات ذاته كعلمه تعال بل هو من علمه
وأنزله بعلمه وهو أعلم با ينل ,وأما باعتبار تكلمه بشيئته وإرادته فصفة فعل كما قال النب صلى ال عليه وسلم
":إذا أراد ال أن يوحي بالمر تكلم بالوحي "الديث -ولذا قال السلف الصال رحهم ال ف صفة الكلم أنا صفة
ذات وفعل معا ,فال سبحانه وتعال ل يزل ول يزال متصفا بالكلم أزل وأبدا ,وتكلمه وتكليمه بشيئته وإرادته
فيتكلم إذا شاء مت شاء وكيف شاء بكلم يسمعه من يشاء ,وكلمه صفته ل غاية له ول انتهاء( ,قل لو كان البحر
مدادا لكلمات رب لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات رب ولو جئنا بثله مددا ) (،ولو أنا ف الرض من شجرة أقلم
والبحر يده من بعده سبعة أبر ما نفدت كلمات ال ) (،وتت كلمة ربك صدقا وعدل ل مبدل لكلماته وهو
السميع العليم) .
ج :الواقفة هم الذين يقولون ف القرآن ل نقول هو كلم ال ول نقول ملوق ,قال المام أحد رحه ال تعال ":من
كان منهم يسن الكلم فهو جهمي ومن كان ل يسنه بل كان جاهل بسيطا فهو تقام عليه الجة بالبيان والبهان
فإن تاب وآمن بأنه كلم ال تعال غي ملوق ,وإل فهو شر من الهمية".
ج :هذه العبارة ل يوز إطلقها نفيا ول إثباتا ;لن اللفظ معن مشترك بي التلفظ الذي هو فعل العبد ,وبي اللفوظ
به الذي هو القرآن فإذا أطلق القول بلقه شل العن الثان ,ورجع إل قول الهمية ,وإذا قيل غي ملوق شل العن
الول الذي هو فعل العبد ,وهذا من بدع التادية ,ولذا قال السلف الصال رحهم ال تعال ":من قال لفظي
بالقرآن ملوق فهو جهمي ,ومن قال غي ملوق فهو مبتدع".
دليل اليان بالرسل
ج :أدلته كثية من الكتاب والسنة منها قوله تعال (:إن الذين يكفرون بال ورسله ويريدون أن يفرقوا بي ال ورسله
ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بي ذلك سبيل أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين
عذابا مهينا؛ والذين آمنوا بال ورسله ول يفرقوا بي أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم) وقال النب صلى ال
عليه وسلم ":آمنت بال ورسله" .
ج :هو التصديق الازم بأن ال تعال بعث ف كل أمة رسول منهم يدعوهم إل عبادة ال وحده ,والكفر با يعبد من
دونه وأن جيعهم صادقون مصدقون بارون راشدون كرام بررة أتقياء أمناء هداة مهتدون ,وبالباهي الظاهرة
واليات الباهرة من ربم مؤيدون ,وأنم بلغوا جيع ما أرسلهم ال به ل يكتموا ول يغيوا ول يزيدوا فيه من عند
أنفسهم حرفا ول ينقصوه( فهل على الرسل إل البلغ )،وأنم كلهم كانوا على الق البي ,وإن ال تعال اتذ
إبراهيم خليل ,واتذ ممدا صلى ال عليه وسلم خليل وكلم موسى تكليما ,ورفع إدريس مكانا عليا ,وإن عيسى
عبد ال ورسوله وكلمته ألقاها إل مري وروح منه وإن ال فضل بعضهم على بعض ورفع بعضهم درجات.
ج :اتفقت دعوتم من أولم إل آخرهم على أصل العبادة وأساسها وهو التوحيد بأن يفرد ال تعال بميع أنواع
العبادة اعتقادا وقول وعمل ويكفر بكل ما يعبد ما دونه .وأما الفروض التعبد با فقد يفرض على هؤلء من الصلة
والصوم ونوها ما ل يفرض على الخرين ,ويرم على هؤلء ما يل للخرين امتحانا من ال تعال (:ليبلوكم أيكم
أحسن عمل (.
أما الجمل فمثل قوله تعال (:ولقد بعثنا ف كل أمة رسول أن اعبدوا ال واجتنبوا الطاغوت ) وقوله تعال (:وما
أرسلنا من قبلك من رسول إل نوحي إليه أنه ل إله إل أنا فاعبدون ) وقوله تعال (:واسأل من أرسلنا من قبلك من
رسلنا أجعلنا من دون الرحن آلة يعبدون ) اليات.
وأما الفصل فمثل قوله تعال (:ولقد أرسلنا نوحا إل قومه فقال يا قوم اعبدوا ال ما لكم من إله غيه ) (،وإل ثود
أخاهم صالا قال يا قوم اعبدوا ال ما لكم من إله غيه ) (،وإل عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا ال ما لكم من
إله غيه ) (،وإل مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا ال ما لكم من إله غيه ) (،وإذ قال إبراهيم لبيه وقومه إنن
براء ما تعبدون إل الذي فطرن) (،وقال موسى إنا إلكم ال الذي ل إله إل هو وسع كل شيء علما) ،وقال السيح
(:يا بن إسرائيل اعبدوا ال رب وربكم إنه من يشرك بال فقد حرم ال عليه النة ومأواه النار) (،قل إنا أنا منذر وما
من إله إل ال الواحد القهار) وغيها من اليات.
ج :قول ال عز وجل (:لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء ال لعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم ف ما آتاكم
فاستبقوا اليات ) قال ابن عباس رضي ال عنهما " :شرعة ومنهاجا" سبيل وسنة ومثله قال ماهد وعكرمة
والسن البصري وقتادة والضحاك والسدي وأبو إسحاق السبيعي ،وف صحيح البخاري قال النب صلى ال عليه
وسلم ":نن معشر النبياء أخوة لعلت ديننا واحد " يعن بذلك التوحيد الذي بعث ال به كل رسول أرسله وضمنه
كل كتاب أنزله ,وأما الشرائع فمختلفة ف الوامر والنواهي واللل والرام( ليبلوكم أيكم أحسن عمل (.
ج :قد قص ال علينا من أنبائهم ما فيه كفاية وموعظة وعبة ث قال تعال (:ورسل قد قصصناهم عليك من قبل
ورسل ل نقصصهم عليك ) فنؤمن بميعهم تفصيل فيما فصل ,وإجال فيما أجل.
ما سي من الرسل ف القرآن
ج :سى منهم فيه :آدم ،ونوح ،وإدريس ,وهود ،وصال ،وإبراهيم ،وإساعيل،وإسحاق ،ويعقوب ،ويوسف ،ولوط
وشعيب ،ويونس ,وموسى ،وهارون ،وإلياس ،وزكريا ،ويي ،واليسع ،وذا الكفل ،وداود ،وسليمان ،وأيوب،
وذكر السباط جلة -وعيسى ،وممد صلى ال عليه وسلم وعليهم أجعي.
ج :هم خسة ذكرهم ال عز وجل على انفرادهم ف موضعي من كتابه ,الوضع الول ف سورة الحزاب وهو قوله
تعال (:وإذ أخذنا من النبيي ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مري ) الية ,الوضع الثان ف
سورة الشورى وهو قوله تعال (:شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم
وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ول تتفرقوا فيه ) الية.
أول الرسل
ج :أولم بعد الختلف نوح عليه السلم ،كما قال تعال (:إنا أوحينا إليك كما أوحينا إل نوح والنبيي من بعده )
وقال تعال (:كذبت قبلهم قوم نوح والحزاب من بعدهم (.
ج :قال ابن عباس رضي ال عنهما :كان بي نوح وآدم عشرة قرون كلهم على شريعة من الق فاختلفوا( فبعث ال
النبيي مبشرين ومنذرين (.
خات النبيي
ج :قال ال تعال (:ما كان ممد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول ال وخات النبيي ) وقال النب صلى ال عليه
وسلم ":إنه سيكون بعدي كذابون ثلثون كلهم يدعي أنه نب وأنا خات النبيي ول نب بعدي " وف الصحيح قوله
لعلي رضي ال عنه" أل ترضى أن تكون من بنلة هارون من موسى إل أنه ل نب بعدي " وقوله صلى ال عليه
وسلم ف حديث الدجال ":وأنا خات النبيي ول نب بعدي " وغي ذلك كثي.
س :باذا اختص نبينا ممد صلى ال عليه وسلم عن غيه من النبياء ؟
ج :له صلى ال عليه وسلم خصائص كثية قد أفردت بالتصنيف :منها كونه خات النبيي كما ذكرنا,ومنها كونه
صلى ال عليه وسلم سيد ولد آدم كما فسر به قوله تعال (:تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم ال
ورفع بعضهم درجات) وقال صلى ال عليه وسلم ":أنا سيد ولد آدم ول فخر " ومنها بعثه صلى ال عليه وسلم إل
الناس عامة جنهم وإنسهم كما قال تعال (:قل يا أيها الناس إن رسول ال إليكم جيعا ) الية.
وقال تعال (:وما أرسلناك إل كافة للناس بشيا ونذيرا ) وقال صلى ال عليه وسلم ":أعطيت خسا ل يعطهن أحد
قبلي :نصرت بالرعب مسية شهر ,وجعلت ل الرض مسجدا وطهور فأيا رجل من أمت أدركته الصلة فليصل
,وأحلت ل الغنائم ول تل لحد قبلي ,وأعطيت الشفاعة ,وكان النب يبعث إل قومه خاصة وبعثت إل الناس عامة"
وقال صلى ال عليه وسلم ":والذي نفسي بيده ل يسمع ب أحد من هذه المة يهودي ول نصران ,ث يوت ول
يؤمن بالذي أرسلت به إل كان من أصحاب النار " وله صلى ال عليه وسلم من الصائص غي ما ذكرنا فتتبعها من
النصوص.
معجزات النبياء
ج :العجزات هي أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي سال عن العارضة وهي أما حسية تشاهد بالبصر ,أو تسمع
كخروج الناقة من الصخرة وانقلب العصا حية وكلم المادات ونو ذلك ,وإما معنوية تشاهد بالبصية كمعجزة
القرآن وقد أوت نبينا صلى ال عليه وسلم من كل ذلك فما من معجزة كانت لنب إل وله صلى ال عليه وسلم أعظم
منها ف بابا فمن الحسوسات انشقاق القمر وحني الذع ونبع الاء من بي أصابعه الشريفة ,وكلم الذراع وتسبيح
الطعام وغي ذلك ما تواترت به الخبار الصحيحة ولكنها كغيها من معجزات النبياء الت انقرضت بانقراض
أعصارهم ,ول يبق إل ذكرها وإنا العجزة الباقية الالدة هي هذا القرآن الذي ل تنقضي عجائبه و( ل يأتيه الباطل
من بي يديه ول من خلفه تنيل من حكيم حيد ( .
ج :الدليل على ذلك نزوله ف أكثر من عشرين سنة متحديا به أفصح اللق وأقدرها على الكلم ,وأبلغها منطقا
,وأعلها بيانا قائل(:ا فليأتوا بديث مثله إن كانوا صادقي ) (،قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات ) (،قل فأتوا
بسورة مثله ) فلم يفعلوا ول يروموا ذلك مع شدة حرصهم على رده بكل مكن مع كون حروفه وكلماته من جنس
كلمهم الذي به يتحاورون ,وف ماله يتسابقون ويتفاخرون ث نادى عليهم ببيان عجزهم وظهور إعجازه( قل لئن
اجتمعت النس والن على أن يأتوا بثل هذا القرآن ل يأتون بثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيا ( .
وقال صلى ال عليه وسلم ":ما من النبياء من نب إل وقد أعطي من اليات ما مثله آمن عليه البشر وإنا كان الذي
أوتيت وحيا أوحى ال إل فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة" وقد صنف الناس ف وجوه إعجاز القرآن من
جهة اللفاظ والعان والخبار الاضية ,والتية من الغيبات وما بلغوا من ذلك إل كما يأخذ العصفور بنقاره من
البحر.
ج :قال ال تعال (:إن الذين ل يرجون لقاءنا ورضوا بالياة الدنيا واطمأنوا با والذين هم عن آياتنا غافلون أولئك
مأواهم النار با كانوا يكسبون ) وقال تعال (:إنا توعدون لصادق وإن الدين لواقع ) وقال تعال (:إن الساعة لتية
ل ريب فيها ) إل غي ذلك من اليات.
س :ما معن اليان باليوم الخر وما الذي يدخل فيه ؟
ج :معناه التصديق الازم بإتيانه ل مالة والعمل بوجب ذلك ,ويدخل ف ذلك اليان بأشراط الساعة وأماراتا الت
تكون قبلها ل مالة .وبالوت وما بعده من فتنة القب وعذابه ونعيمه وبالنفخ ف الصور وخروج اللئق من القبور
وما ف موقف القيامة من الهوال والفزاع وتفاصيل الحشر ونشر الصحف ووضع الوازين وبالصراط والوض
والشفاعة وغيها وبالنة ونعيمها الذي أعله النظر إل وجه ال عز وجل ,وبالنار وعذابا الذي أشده حجبهم عن
ربم عز وجل.
ج :ميء الساعة من مفاتيح الغيب الت استأثر ال تعال بعلمها كما قال تعال (:إن ال عنده علم الساعة وينل
الغيث ويعلم ما ف الرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض توت ) وقال تعال(:
يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنا علمها عند رب ل يليها لوقتها إل هو ثقلت ف السموات والرض ل
تأتيكم إل بغتة ) اليتي ،وقال تعال (:يسألونك عن الساعة أيان مرساها فيم أنت من ذكراها إل ربك منتهاها)
اليات ،ولا قال جبيل للنب صلى ال عليه وسلم فأخبن عن الساعة قال ":ما السئول عنها بأعلم من السائل"
وذكر أماراتا وزاد ف رواية ":ف خس ل يعلمهن إل ال تعال" وتل الية السابقة.
ج :مثل قوله تعال (:هل ينظرون إل أن تأتيهم اللئكة أو يأت ربك أو يأت بعض آيات ربك يوم يأت بعض آيات
ربك ل ينفع نفسا إيانا ل تكن آمنت من قبل أو كسبت ف إيانا خيا ) الية ,وقوله تعال (:وإذا وقع القول عليهم
أخرجنا لم دابة من الرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا ل يوقنون) وقوله تعال(:حت إذا فتحت يأجوج ومأجوج
وهم من كل حدب ينسلون واقترب الوعد الق ) اليات ,وقوله تعال (:فارتقب يوم تأت السماء بدخان مبي)
اليات ,وقوله تعال (:يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم) اليات وغيها.
ج :مثل أحاديث طلوع الشمس من مغربا وأحاديث الدابة وأحاديث الفت كالدجال واللحم .وأحاديث نزول
عيسى ,وخروج يأجوج ومأجوج وأحاديث الدخان ,وأحاديث الريح الت تقبض كل نفس مؤمنة ,وأحاديث النار
الت تظهر وأحاديث السوف وغيها.
دليل اليان بالوت
ج :قال ال تعال (:قل يتوفاكم ملك الوت الذي وكل بكم ث إل ربكم ترجعون ) وقال تعال (:كل نفس ذائقة
الوت وإنا توفون أجوركم يوم القيامة ) وقال تعال لنبيه صلى ال عليه وسلم (:إنك ميت وإنم ميتون ) وقال
تعال (:وما جعلنا لبشر من قبلك اللد أفإن مت فهم الالدون ) وقال تعال (:كل من عليها فان ويبقى وجه ربك
ذو اللل والكرام ) وقال تعال (:كل شيء هالك إل وجهه) وقال تعال (:وتوكل على الي الذي ل يوت )
وغي ذلك من اليات ,وفيه من الحاديث ما ل يصى ,والمر مشاهد ل يهله أحد وليس فيه شك ول تردد ولكن
عناد واستكبار ول يعمل على موجب إيانه به وبا بعده إل عباد ال الخلصون ونؤمن أن كل من مات أو قتل أو
بأي سبب كان إن ذلك بأجله ل ينقص منه شيئا قال ال تعال (:كل يري لجل مسمى ) وقال تعال (:فإذا جاء
أجلهم ل يستأخرون ساعة ول يستقدمون (.
ج :قال ال تعال (:كل إنا كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إل يوم يبعثون ( وقال تعال (:وحاق بآل فرعون
سوء العذاب النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ) وقال تعال(:
يثبت ال الذين آمنوا بالقول الثابت ف الياة الدنيا وف الخرة ) الية ،وقال تعال (:ولو ترى إذ الظالون ف غمرات
الوت واللئكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تزون عذاب الون ) وقال تعال (:سنعذبم مرتي ث يردون
إل عذاب عظيم) وغي ذلك من اليات.
ج :الحاديث الصحيحة ف ذلك بلغت مبلغ التواتر فمنها حديث أنس رضي ال عنه أن رسول ال قال ":إن العبد
إذا وضع ف قبه وتول عنه أصحابه وإنه ليسمع قرع نعالم أتاه ملكان فيقعدانه فيقولن ما كنت تقول ف هذا الرجل
لحمد صلى ال عليه وسلم؟ فأما الؤمن فيقول :أشهد أنه عبد ال ورسوله فيقال له :انظر إل مقعدك من النار قد
أبدلك ال به مقعدا من النة ,فياها جيعا -قال قتادة وذكر لنا أنه يفسح ف قبه ث رجع إل حديث أنس -قال
وأما النافق والكافر فيقال له :ما كنت تقول ف هذا الرجل ؟فيقول :ل أدري كنت أقول ما يقول الناس ,فيقال .ل
دريت ول تليت ويضرب بطارق من حديد ضربة فيصيح صيحة يسمعها من يليه غي الثقلي " وحديث عبد ال بن
عمر رضي ال عنهما أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ":إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة
والعشي إن كان من أهل النة فمن أهل النة ,وإن كان من أهل النار فمن أهل النار فيقال هذا مقعدك حت يبعثك
ال يوم القيامة " وحديث القبين وفيه – "إنما ليعذبان "وحديث أب أيوب رضي ال عنه قال خرج النب صلى ال
عليه وسلم وقد وجبت الشمس فسمع صوتا فقال ":يهود تعذب ف قبورها "وحديث أساء قام رسول ال صلى ال
عليه وسلم خطيبا فذكر فتنة القب الت يفتت فيها الرء فلما ذكر ذلك ضج السلمون ضجة ,وقالت عائشة رضي ال
عنها ما رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم بعد صلى صلة إل تعوذ من عذاب القب ,وف قصة الكسوف وأمرهم
صلى ال عليه وسلم أن يتعوذوا من عذاب القب ,وكل هذه الحاديث ف الصحيج وقد سقنا منها نو ستي حديثا
من طرق ثابتة عن جاعة من الصحابة يرفعونا ف شرحنا على "السلم" فلياجع.
ج :قول ال تعال (:يا أيها الناس إن كنتم ف ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ث من نطفة ث من علقة ث من
مضغة ملقة وغي ملقة لنبي لكم ونقر ف الرحام ما نشاء إل أجل مسمى ) إل قوله تعال (:ذلك بأن ال هو الق
وأنه ييي الوتى وأنه على كل شيء قدير وأن الساعة آتية ل ريب فيها وأن ال يبعث من ف القبور ) وقوله تعال
(:وهو الذي ييدأ اللق ث يعيده وهو أهون عليه ) وقوله تعال (:كما بدأنا أول خلق نعيده ) وقوله تعال( ويقول
النسان أئذا ما مت لسوف أخرج حيا أو ل يذكر النسان أنا خلقناه من قبل ول يك شيئا ) اليات ،وقوله (:أول
ير النسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبي وضرب لنا مثل ونسي خلقه فال من ييي العظام وهي رميم قل
يييها الذي أنشأها أول مرة ) إل آخر السورة ،وقوله تعال (:أول يروا أن ال الذي خلق السماوات والرض ول
يعي بلقهن بقادر على أن ييي الوتى بلى إنه على كل شيء قدير ) إل آخر السورة ،وقوله تعال (:ومن آياته أنك
ترى الرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الاء اهتزت وربت إن الذي أحياها لحيي الوتى إنه على كل شيء قدير)
وغيها من اليات ،وكثيا ما يضرب ال تعال لذلك مثل بإحيائه الرض بالاء فتصبح تتز مضرة بالنبات بعد موتا
بالدب إذ كانت قبل هامدة وبذلك ضرب النب صلى ال عليه وسلم الثل ف حديث العقيلي الطويل حيث قال":
ولعمر إلك ما يدع على ظهرها من مصرع قتيل ول مدفن ميت إل شقت عنه القب حت تلقه من قبل رأسه
فيستوي جالسا يقول ربك مهيم ؟ أي ما أمرك وما شأنك؟ لا كان منه يقول رب أمس اليوم لعهده بالياة يسبه
حديثا بأهله قلت :يا رسول ال كيف يمعنا بعد ما تزقنا الرياح والبلى والسباع قال :أنبؤك بثل ذلك ف آلء ال
الرض أشرفت عليها وهي ف مدرة بالية فقلت ل تي أبدا؟ فأرسل ال عليها السماء فلم تلبث عنها إل أياما حت
أشرفت عليها فإذا هي مشربة واحدة ولعمر إلك لو أقدر على أن يمعكم من الاء على أن يمع نبات الرض
فتخرجون من الصواء من مصارعكم " الديث وغيه كثي.
حكم من كذب بالبعث
ج :هو كافر بال عز وجل وبكتبه ورسله .قال ال تعال (:وقال الذين كفروا أئذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لخرجون )
وقال تعال (:وإن تعجب فعجب قولم أئذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لفي خلق جديد أولئك الذين كفروا بربم وأولئك
الغلل ف أعناقهم وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) ،وقال تعال (:زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى
ورب لتبعثن ث لتنبئون با عملتم وذلك على ال يسي ) وغيها من اليات ,وف الصحيحي عن أب هريرة رضي ال
عنه عن النب صلى ال عليه وسلم قال :قال ال تعال ":كذبن ابن آدم ول يكن له ذلك وشتمن ول يكن له ذلك
فأما تكذيبه إياي فقوله لن يعيدن كما بدأن وليس أول اللق بأهون علي من إعادته ,وأما شتمه إياي فقوله اتذ ال
ولدا وأنا الحد الصمد ل ألد ول أولد ول يكن ل كفوا أحد" .
ج :قال ال تعال (:ونفخ ف الصور فصعق من ف السماوات ومن ف الرض إل من شاء ال ث نفخ فيه أخرى فإذا
هم قيام ينظرون ) ففي هذه الية ذكر نفختي الول للصعق ,والثانية للبعث وقال تعال (:ويوم ينفخ ف الصور ففزع
من ف السماوات ومن ف الرض إل من شاء ال ) الية فمن فسر الفزع ف هذه الية بالصعق فهي النفخة الول
الذكورة ف آية الزمر ,ويؤيده حديث مسلم وفيه ":ث ينفخ ف الصور فل يسمعه أحد إل أصغى ليتا ورفع ليتا -قال
-وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله -قال -فيصعق ويصعق الناس ,ث يرسل ال أو قال :ينل ال مطرا كأنه
الطل أو قال الظل -شعبة الشاك -فتنبت منه أجساد الناس ث ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون " الديث ,ومن
فسر الفزع بدون الصعق فهي نفخة ثالثة متقدمة على النفختي ويؤيده ما ف حديث الصور الطويل فإن فيه ذكر
ثلث نفخات :نفخة الفزع ونفخة الصعق ونفخة القيام لرب العالي.
ج :ف صفته آيات كثية ،منها قوله تعال (:ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة ) الية ،وقوله تعال
(:وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا ) اليات ،وقوله تعال (:يوم نشر التقي إل الرحن وفدا ونسوق الجرمي إل
جهنم وردا ) اليات ،وقوله تعال (:وكنتم أزواجا ثلثة فأصحاب اليمنة ما أصحاب اليمنة وأصحاب الشئمة ما
أصحاب الشئمة والسابقون السابقون ) اليات ،وقوله تعال (:يومئذ يتبعون الداعي ل عوج له وخشعت الصوات
للرحن فل تسمع إل هسا ) وهو نقل القدام إل الحشر كأخفاف البل ،وقوله تعال (:ومن يهد ال فهو الهتد
ومن يضلل فلن تد لم أولياء من دونه ونشرهم يوم القيامة على وجوههم ) وغي ذلك من اليات كثي.
ج :قال النب صلى ال عليه وسلم ":يشر الناس على ثلث طرائق راغبي راهبي واثنان على بعي ،وثلثة على بعي،
وأربعة على بعي ،وعشرة على بعي ،وتشر بقيتهم النار تقيل معهم حيث قالوا ,وتصبح معهم حيث أصبحوا ,وتسي
معهم حيث أمسوا " وعن أنس بن مالك رضي ال عنه أن رجل قال يا نب ال كيف يشر الكافر على وجهه قال
"أليس الذي أمشاه على الرجلي ف الدنيا قادرا على أن يشيه على وجهه يوم القيامة " قال صلى ال عليه وسلم
":إنكم مشورون حفاة عراة عزل كما بدأنا أول خلق نعيده -الية .وإن أول اللئق يكسى يوم القيامة إبراهيم"
الديث وقالت عائشة رضي ال عنها ف ذلك يا رسول ال الرجال والنساء ينظر بعضهم إل بعض فقال" المر أشد
من أن يهمهم ذلك" .
ج :قال ال تعال ":ول تسب ال غافل عما يعمل الظالون إنا يؤخرهم ليوم تشخص فيه البصار مهطعي مقنعي
رءوسهم ل يرتد إليهم طرفهم وأفئدتم هواء ) اليات وقال تعال (:يوم يقوم الروح واللئكة صفا ل يتكلمون إل
من أذن له الرحن وقال صوابا ) اليات .قال تعال (:وأنذرهم يوم الزفة إذ القلوب لدى الناجر كاظمي ما
للظالي من حيم ول شفيع يطاع ) اليات .وقال تعال (:ف يوم كان مقداره خسي ألف سنة ) اليات .وقال
تعال (:سنفرغ لكم أيها الثقلن ) اليات .وغي ذلك كثي.
ج :فيها أحاديث كثية منها عن ابن عمر رضي ال عنهما عن النب صلى ال عليه وسلم ( يوم يقوم الناس لرب
العالي ) قال ":يقوم أحدهم ف رشحه إل أنصاف أذنيه" وحديث أب هريرة رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال
عليه وسلم قال ":يعرق الناس يوم القيامة حت يذهب عرقهم ف الرض سبعي ذراعا ويلجمهم حت يبلغ آذانم"
وهذه ف الصحيح وغيها كثي.
س :كيف صفة العرض والساب من الكتاب ؟
ج :قال تعال (:يومئذ تعرضون ل تفى منكم خافية ) اليات ،وقال تعال (:وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا
كما خلقناكم أول مرة ) اليات ،وقال تعال (:ويوم نشر من كل أمة فوجا من يكذب بآياتنا فهم يوزعون حت إذا
جاءوا قال أكذبتم بآيات ول تيطوا با علما أم ماذا كنتم تعملون ووقع القول عليهم با ظلموا فهم ل ينطقون )
وقال تعال (:يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليوا أعمالم فمن يعمل مثقال ذرة خيا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)
وقال تعال (:فوربك لنسألنهم أجعي عما كان يعملون ) وقال تعال (:وقفوهم إنم مسئولون ) اليات وغيها كثي
ج :فيه أحاديث كثية :منها قوله صلى ال عليه وسلم ":من نوقش الساب عذب " قالت عائشة رضي ال عنها:
أليس يقول ال تعال (:فسوف ياسب حسابا يسي) قال ":ذلك العرض "وقال صلى ال عليه وسلم ":ياء بالكافر
يوم القيامة فيقال له أرأيت لو كان لك ملئ الرض ذهبا كنت تفتدي به فيقول نعم فيقال :قد سئلت ما هو أيسر
من ذلك -وف رواية فقد سألتك ما هو أهون من هذا وأنت ف صلب آدم ،أن ل تشرك ب فأبيت إل الشرك "
وقال صلى ال عليه وسلم" ما منكم من أحد إل سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجان فينظر أين منه فل يرى إل ما
قدم من عمله وينظر أشأم منه فل يرى إل ما قدم وينظر بي يديه فل يرى إل النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق
ترة ولو بكلمة طيبة " وقال صلى ال عليه وسلم" يدنو أحدكم -يعن الؤمني -من ربه حت يضع كنفه عليه
فيقول عملت كذا وكذا فيقول نعم ويقول عملت كذا وكذا فيقول نعم فيقرره ث يقول -إن سترت عليك ف
الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم " وغي ذلك من الحاديث.
ج :قال تعال (:وكل إنسان ألزمناه طائره ف عنقه ونرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك
اليوم عليك حسيبا ) وقال تعال (:وإذا الصحف نشرت) قال تعال (:ووضع الكتاب فترى الجرمي مشفقي ما فيه
ويقولون يا ويلتنا ما لذا الكتاب ل يغادر صغية ول كبية إل أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ول يظلم ربك
أحدا ) قال تعال (:فأما من أوت كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه) إل قوله – (الاطئون ) وف آية النشقاق
(وأما من أوت كتابه بيمينه ) -وقال (:وأما من أوت كتابه وراء ظهره ) فهذا يدل على أن من يؤتى كتابه بيمينه
يؤتاه من أمامه ومن يؤتى كتابه بشماله يؤتاه من وراء ظهره والعياذ بال عز وجل.
صفة نشر الصحف من السنة
ج :فيه أحاديث كثية :منها قوله صلى ال عليه وسلم ":يدن الؤمن من ربه حت يضع عليه كنفه فيقرره بذنوبه
تعرف ذنب كذا؟ يقول أعرف يقول رب أعرف مرتي ،فيقول سترتا ف الدنيا وأغفرها لك اليوم ,ث تطوى
صحيفة حسناته ,وأما الخرون أو الكفار فينادى عليهم على رءوس الشهاد( :هؤلء الذين كذبوا على ربم)
وقالت عائشة رضي ال عنها قلت يا رسول ال هل يذكر البيب حبيبه يوم القيامة؟ قال" يا عائشة أما عند ثلث فل
أما عند اليزان حت يثقل أو يف فل ,وأما عند تطاير الكتب إما يعطى بيمينه وإما يعطى بشماله فل ,وحي يرج
عنق من النار ) الديث بطوله رواه أحد وأبو داود وغي ذلك من الحاديث
ج :قال ال تعال (:ونضع الوازين القسط ليوم القيامة فل تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا با
وكفى بنا حاسبي ) وقال تعال (:والوزن يومئذ الق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم الفلحون ومن خفت موازينه
فأولئك الذين خسروا أنفسهم ف جهنم خالدون )وقال تعال ف الكافرين (:فل نقيم لم يوم القيامة وزنا ) وغي
ذلك من اليات.
ج :فيه أحاديث كثية :منها حديث البطاقة الت فيها الشهادتان وإنا ترجح بتسعي سجل من السيئات كل سجل
منها مدى البصر ,ومنها قوله صلى ال عليه وسلم ف ابن مسعود رضي ال عنه ":أتعجبون من دقة ساقيه والذي
نفسي بيده لما ف اليزان أثقل من أحد" وقال صلى ال عليه وسلم " :إنه ليؤتى بالرجل العظيم السمي يوم القيامة
ل يزن عند ال جناح بعوضة " -وقال – اقرأوا( فل نقيم لم يوم القيامة وزنا ) وغي ذلك من الحاديث.
ج :قال ال عز وجل (:وإن منكم إل واردها كان على ربك حتما مقضيا ث ننجي الذين اتقوا ونذر الظالي فيها
جثيا) وقال تعال (:يوم ترى الؤمني والؤمنات يسعى نورهم بي أيديهم وبأيانم ) اليات.
دليل الصراط من السنة وصفته
ج :فيه أحاديث كثية :منها قوله صلى ال عليه وسلم ف حديث الشفاعة ":يؤتى بالسر فيجعل بي ظهري جهنم
قلنا يا رسول ال وما السر؟ قال :مدحضة مزلة عليه خطاطيف وكلليب وحسكة مفلطحة لا شوكة عقيفاء تكون
بنجد يقال لا :السعدان ير الؤمن عليها كالبق وكالريح وكأجاويد اليل والركاب ،فناج مسلم وناج مدوش
ومكدوس ف نار جهنم حت ير آخرهم يسحب سحبا " الديث ف الصحيح وقال أبو سعيد رضي ال عنه :بلغن أن
السر أدق من الشعرة وأحد من السيف.
ج :قال ال تعال (:إن ال ل يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما ) وقال تعال
(:اليوم تزى كل نفس با كسبت ل ظلم اليوم ) إل قوله (:وال يقضي بالق ) اليات ،وقوله تعال (:وقضي بينهم
بالق وهم ل يظلمون ) اليات.
ج :فيه أحاديث كثية منها قوله صلى ال عليه وسلم ":أول ما يقضى بي الناس ف الدماء " وقوله صلى ال عليه
وسلم ":من كانت عنده مظلمة لخيه فليتحلل منه اليوم فإنه ليس ث دينار ول درهم من قبل أن يؤخذ لخيه من
حسناته فإن ل يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه" وقوله صلى ال عليه وسلم ":يلص الؤمنون
من النار فيجلسون على قنطرة بي النة والنار فيقص لبعضهم من بعض مظال كانت بينهم ف الدنيا حت إذا هذبوا
ونقوا أذن لم ف دخول النة ) وكلها ف الصحيح وغيها كثي.
ج :قال ال عز وجل لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم (:إنا أعطيناك الكوثر) السورة.
دليل الوض وصفته من السنة
ج :فيه أحاديث كثية بلغت مبلغ التواتر منها قوله صلى ال عليه وسلم ":أنا فرطكم على الوض " وقوله صلى ال
عليه وسلم ":إن فرط لكم وإن شهيد عليكم وإن وال لنظر إل حوضي الن" وقوله صلى ال عليه وسلم
":حوضي مسية شهر ماؤه أبيض من اللب وريه أطيب من السك كيزانه كنجوم السماء من شرب منه فل يظمأ
أبدا " وقوله صلى ال عليه وسلم ":أتيت على نر حافتاه قباب اللؤلؤ الجوف فقلت ما هذا يا جبيل؟ قال هذا
الكوثر" وغي ذلك من الحاديث فيه كثي.
ج :قال ال تعال (:فاتقوا النار الت وقودها الناس والجارة أعدت للكافرين وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالات أن
لم جنات تري من تتها النار) الية .وغيها ما ل يصى ,وف الصحيح من دعاء النب صلى ال عليه وسلم ف
صلة الليل" ولك المد أنت الق ووعدك الق ولقاؤك حق وقولك حق ,والنة حق والنار حق والنبيون حق وممد
صلى ال عليه وسلم حق والساعة حق " الديث.
وقوله صلى ال عليه وسلم" من شهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له ,وأن ممدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد
ال ورسوله وكلمته ألقاها إل مري وروح منه والنة حق والنار حق أدخله ال النة على ما كان من العمل "
أخرجاه وف رواية" من أبواب النة الثمانية أيها شاء " .
ج :معناه التصديق الازم بوجودها وأنما ملوقتان الن ,وأنما باقيتان بإبقاء ال لما ل تفنيان أبدا ,ويدخل ف ذلك
كل ما احتوت عليه هذه من النعيم وتلك من العذاب.
الدليل على وجود النة والنار
ج :أخبنا ال عز وجل أنما معدتان فقال ف النة (:أعدت للمتقي ) ،وقال ف النار (:أعدت للكافرين ) وأخبنا
أنه تعال أسكن آدم وزوجه النة قبل أكلهما من الشجرة وأخبنا تعال بأن الكفار يعرضون على النار غدوا وعشيا
وقال النب صلى ال عليه وسلم":اطلعت ف النة فرأيت أكثر أهلها الفقراء واطلعت ف النار فرأيت أكثر أهلها
النساء" الديث ,وتقدم ف فتنة وعذاب القب "إذا مات أحدكم يعرض عليه مقعده " الديث ،وقال صلى ال عليه
وسلم" أبردوا بالصلة فإن شدة الر من فيح جهنم " ،وقال صلى ال عليه وسلم" اشتكت النار إل ربا عز وجل
فقالت رب أكل بعضي بعضا فأذن لا بنفسي نفس ف الشتاء ونفس ف الصيف فأشد ما تدون من الر وأشد ما
تدون من الزمهرير " ،وقال صلى ال عليه وسلم المى من فيح جهنم فأبردوها بالاء وقال صلى ال عليه وسلم" لا
خلق ال النة والنار أرسل جبيل إل النة فقال اذهب فانظر إليها " الديث وقد عرضتا عليه صلى ال عليه وسلم
ف مقامه يوم كسفت الشمس وعرضت عليه ليلة السراء ،وف ذلك من الحاديث الصحيحة ما ل يصى.
ج :قال ال تعال ف النة (:خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم ) ،وقال تعال (:ما هم منها بخرجي ) ،وقال تعال
فيها (:عطاء غي مذوذ ) ،وقال تعال (:ل مقطوعة ول منوعة ) ،وقال تعال (:إن هذا لرزقنا ما له من نفاد ) ،وقال
تعال (:إن التقي ف مقام أمي ) إل قوله (:ل يذوقون فيها الوت إل الوتة الول ) ،وغيها من اليات فأخب تعال
بأبديتها وأبدية حياة أهلها وعدم انقطاعها عنهم وعدم خروجهم منها ,وكذلك النار قال تعال فيها (:إل طريق
جهنم خالدين فيها أبدا ) ،وقال تعال (:إن ال لعن الكافرين وأعد لم سعيا خالدين فيها أبدا ل يدون وليا ول
نصيا ) ،وقال تعال (:ومن يعص ال ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا ) ،وقال تعال (:وما هم بارجي
من النار ) ،وقال تعال (:ل يفتر عنهم وهم فيه مبلسون ) ،وقال تعال (:ل يقضى عليهم فيموتوا ول يفف عنهم
من عذابا ) ،وقال تعال (:إنه من يأت ربه مرما فإن له جهنم ل يوت فيها ول يي ) ،وغي ذلك من اليات .
فأخبنا تعال ف هذه اليات وأمثالا أن أهل النار الذين هم أهلها خلقت لم وخلقوا لا أنم خالدون فيها أبدا فنفى
تعال خروجهم منها بقوله :وما هم بارجي ،ونفى انقطاعها عنهم بقوله :ل يفتر عنهم ،ونفى فناءهم فيها بقوله
:ل يوت فيها ول يي ،وقال النب صلى ال عليه وسلم ":أما أهل النار الذين هم أهلها فإنم ل يوتون فيها ول
ييون " الديث ,وقال صلى ال عليه وسلم ":إذا صار أهل النة إل النة وأهل النار إل النار جيء بالوت حت
يعل بي النة والنار ث يذبح ث ينادي مناد يا أهل النة ل موت ،يا أهل النار ل موت فيزداد أهل النة فرحا إل
فرحهم ,ويزداد أهل النار حزنا إل حزنم" -وف لفظ -كل خالد فيما هو فيه ،وف رواية ث :قرأ رسول ال صلى
ال عليه وسلم (:وأنذرهم يوم السرة إذ قضي المر وهم ف غفلة وهم ل يؤمنون ) وهي ف الصحيح وف ذلك
أحاديث غي ما ذكرنا .
س :ما الدليل على أن الؤمني يرون ربم تبارك وتعال ف الدار الخرة ؟
ج :قال ال تعال (:وجوه يومئذ ناضرة إل ربا ناظرة ) ،وقال تعال (:للذين أحسنوا السن وزيادة ) ،وقال تعال
ف الكفار (:كل إنم عن ربم يومئذ لحجوبون ) فإذا حجب أعداءه ل يجب أولياءه ,وف الصحيحي عن جرير
بن عبد ال رضي ال عنه قال :كنا جلوسا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم فنظر إل القمر ليلة أربع عشرة فقال":
إنكم سترون ربكم عيانا كما ترون هذا ل تضامون ف رؤيته ،فإن استطعتم أن ل تغلبوا على صلة قبل طلوع
الشمس وصلة قبل غروبا فافعلوا" وقوله ":كما ترون هذا "أي كرؤيتكم هذا القمر تشبيه للرؤية بالرؤية ل للمرئي
بالرئي ,كما أن قوله ف حديث تكلم ال عز وجل بالوحي ":ضربت اللئكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة
على صفوان " وهذا تشبيه للسماع بالسماع ل للمسموع بالسموع ,تعال ال أن يشبهه ف ذاته أو صفاته شيء من
خلقه ،وتنه النب صلى ال عليه وسلم أن يمل شيء من كلمه على التشبيه وهو أعلم اللق بال عز وجل ,وف
حديث صهيب عند مسلم ":فيكشف الجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إل ربم عز وجل " ث تل هذه
الية ( :للذين أحسنوا السن وزيادة ) وف الباب أحاديث كثية صحيحة صرية ذكرنا منها ف شرح "سلم
الوصول" خسة وأربعي حديثا عن أكثر من ثلثي صحابيا ,ومن رد ذلك فقد كذب بالكتاب وبا أرسل ال به
رسله ,وكان من الذين قال ال تعال فيهم (:كل إنم عن ربم يومئذ لحجوبون) نسأل ال تعال العفو والعافية وأن
يرزقنا لذة النظر إل وجهه .آمي.
س :ما دليل اليان بالشفاعة ومن تكون ولن تكون ومت تكون ؟
ج :قد أثبت ال عز وجل الشفاعة ف كتابه ف مواضع كثية ,بقيود ثقيلة وأخبنا تعال إنا ملك له ،ليس لحد فيها
شيء فقال تعال (:قل ل الشفاعة جيعا (.
فأما مت تكون؟ فأخبنا عز وجل أنا ل تكون إل بإذنه كما قال تعال (:من ذا الذي يشفع عنده إل بإذنه ) (،ما من
شفيع إل من بعد إذنه )(،وكم من ملك ف السماوات ل تغن شفاعتهم شيئا إل من بعد أن يأذن ال لن يشاء
ويرضى ) (،ول تنفع الشفاعة عنده إل لن أذن له ) وأما من تكون فكما أخبنا تعال إنا ل تكون إل من بعد إذنه
أخبنا أيضا أنه ل يأذن إل لوليائه الرتضي الخيار كما قال تعال (:ل يتكلمون إل من أذن له الرحن وقال صوابا)
وقال (:ل يلكون الشفاعة إل من اتذ عند الرحن عهدا ) وأما لن تكون فأخبنا أنه ل يأذن أن يشفع إل لن
ارتضى كما قال تعال (:ول يشفعون إل لن ارتضى )(،يومئذ ل تنفع الشفاعة إل من أذن له الرحن ورضي له قول
) ،وهو سبحانه ل يرتضي إل أهل التوحيد والخلص ,وأما غيهم فقال تعال (:ما للظالي من حيم ول شفيع
يطاع) وقال تعال عنهم (:فما لنا من شافعي ول صديق حيم ) ،وقال تعال فيهم (:فما تنفعهم شفاعة الشافعي )
وقد أخبنا النب صلى ال عليه وسلم أنه أوت الشفاعة ث أخب أنه يأت فيسجد تت العرش ويمد ربه بحامد يعلمه
إياها ل يبدأ بالشفاعة أول حت يقال له ":ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعط واشفع تشفع " الديث ث أخب أنه ل
يشفع ف جيع العصاة من أهل التوحيد دفعة واحدة بل قال ":فيحد ل حدا فأدخلهم النة "ث يرجع فيسجد كذلك
فيحد له حدا إل آخر حديث الشفاعة ,وقال له أبو هريرة رضي ال عنه من أسعد الناس بشفاعتك؟ قال" من قال ل
إله إل ال خالصا من قلبه" .
ج :أعظمها :الشفاعة العظمى ف موقف القيامة ف أن يأت ال تعال لفصل القضاء بي عباده ,وهي خاصة لنبينا
ممد صلى ال عليه وسلم وهي القام الحمود الذي وعده ال عز وجل كما قال تعال (:عسى أن يبعثك ربك مقاما
ممودا) وذلك أن الناس إذا ضاق بم الوقف ,وطال القام واشتد القلق ،وألمهم العرق ،التمسوا الشفاعة ف أن
يفصل ال بينهم فيأتون آدم ث نوحا ث إبراهيم ث موسى ث عيسى ابن مري وكلهم يقول نفسي نفسي إل أن ينتهوا
إل نبينا ممدا صلى ال عليه وسلم فيقول أنا لا كما جاء مفصل ف الصحيحي وغيها.
الثانية :الشفاعة ف استفتاح باب النة ،وأول من يستفتح بابا نبينا ممد صلى ال عليه وسلم وأول من يدخلها من
المم أمته.
الرابعة :ف من دخلها من أهل التوحيد أن يرجوا منها فيخرجون قد امتحشوا وصاروا فحما فيطرحون ف نر الياة
فينبتون كما تنبت البة ف حيل السيل.
الامسة :الشفاعة ف رفع درجات أقوام من أهل النة ،وهذه الثلث ليست خاصة بنبينا صلى ال عليه وسلم ولكنه
هو القدم فيها ,ث بعده النبياء واللئكة والولياء والفراط يشفعون ،ث يرج ال تعال برحته من النار أقواما بدون
شفاعة ل يصيهم إل ال فيدخلهم النة.
السادسة :الشفاعة ف تفيف عذاب بعض الكفار ,وهذه خاصة لنبينا ممد صلى ال عليه وسلم ف عمه أب طالب
كما ف مسلم ,وغيه ول تزال جهنم يلقى فيها وتقول :هل من مزيد حت يضع رب العزة فيها قدمه فينوي -
بعضها إل بعض وتقول قط قط وعزتك ويبقى ف النة فضل عمن دخلها فينشئ ال تعال أقواما فيدخلهم النة وف
ذلك من النصوص ما ل يصى فمن شاءها وجدها من الكتاب والسنة.
ج :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ":قاربوا وسددوا واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله -قالوا يا رسول ال
ول أنت -قال ول أنا إل أن يتغمدن ال برحة منه وفضل " وف رواية" سددوا وقاربوا وأبشروا فإنه لن يدخل النة
أحدا عمله -قالوا ول أنت يا رسول ال قال ول أنا إل أن يتغمدن ال منه برحة واعلموا أن أحب العمل إل ال
أدومه وإن قل" .
س :ما المع بي هذا الديث وبي قوله تعال (:ونودوا أن تلكم النة أورثتموها با كنتم تعملون(؟
ج :ل منافاة بينهما بمد ال ،فإن الباء الثبتة ف الية هي باء السببية ;لن العمال الصالة سبب ف دخول النة ل
يصل إل با إذ السبب وجوده بوجود سببه ,والنفي ف الديث هي باء الثمنية فإن العبد لو عمر عمر الدنيا وهو
يصوم النهار ويقوم الليل ويتنب العاصي كلها ل يقابل كل عمله عشر معشار أصغر نعم ال عليه الظاهرة والباطنة,
فكيف تكون ثنا لدخول النة( رب اغفر وارحم وأنت خي الراحي (.
ج :قال ال تعال (:وكان أمر ال قدرا مقدورا ) ،وقال تعال (:ليقضي ال أمرا كان مفعول ) ،وقال تعال (:وكان
أمر ال مفعول ) ،وقال تعال (:ما أصاب من مصيبة إل بإذن ال ومن يؤمن بال يهد قلبه ) الية ،وقال تعال (:وما
أصابكم يوم التقى المعان فبإذن ال ) ،وقال تعال (:الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا ل وإنا إليه راجعون أولئك
عليهم صلوات من ربم ورحة وأولئك هم الهتدون ) وغي ذلك من اليات ,وتقدم ف حديث جبيل ":وتؤمن
بالقدر خيه وشره " وقال صلى ال عليه وسلم" واعلم أنا أصابك ل يكن ليخطئك وما أخطأك ل يكن ليصيبك"
وقال صلى ال عليه وسلم" وإن أصابك شيء فل تقل لو أن فعلت لكان كذا وكذا ولكن قل قدر ال وما شاء فعل"
وقال صلى ال عليه وسلم "كل شيء بقدر حت العجز والكيس " وغي ذلك من الحاديث.
مراتب اليان بالقدر
الرتبة الول :اليان بعلم ال الحيط بكل شيء ،الذي ل يعزب عنه مثقال ذرة ف السماوات ول ف الرض ,وأنه
تعال قد علم جيع خلقه قبل أن يلقهم ,وعلم أرزاقهم ،وآجالم ،وأقوالم ،وأعمالم ،وجيع حركاتم ،وسكناتم
وأسرارهم ،وعلنياتم ومن هو منهم من أهل النة ،ومن هو منهم من أهل النار.
الرتبة الثانية :اليان بكتابة ذلك وأنه تعال قد كتب جيع ما سبق به علمه أنه كائن ،وف ضمن ذلك اليان باللوح
والقلم.
الرتبة الثالثة :اليان بشيئة ال النافذة ،وقدرته الشاملة ،وها متلزمتان من جهة ما كان وما سيكون ،ول ملزمة
بينهما من جهة ما ل يكن ول هو كائن ,فما شاء ال تعال فهو كائن بقدرته ل مالة ,وما ل يشأ ال تعال ل يكن
لعدم مشيئة ال إياه ،ل لعدم قدرة ال عليه ،تعال ال عن ذلك وعز وجل (وما كان ال ليعجزه من شيء ف
السماوات ول ف الرض إنه كان عليما قديرا (
الرتبة الرابعة :اليان بأن ال تعال خالق كل شيء ،وأنه ما من ذرة ف السماوات ول ف الرض ول فيما بينهما إل
وال خالقها ،وخالق حركاتا وسكناتا سبحانه ل خالق غيه ول رب سواه .
ج :قال ال تعال (:هو ال الذي ل إله إل هو عال الغيب والشهادة ) ،وقال تعال (:وأن ال قد أحاط بكل شيء
علما ) ،وقال تعال (:عال الغيب ل يعزب عنه مثقال ذرة ف السماوات ول ف الرض ول أصغر من ذلك ول
أكب ) ،وقال تعال (:عنده مفاتح الغيب ل يعلمها إل هو) اليات ،وقال تعال (:ال أعلم حيث يعل رسالته)،
وقال تعال (:إن ربك هو أعلم بن ضل عن سبيله وهو أعلم بالهتدين ) ،وقال تعال (:أليس ال بأعلم بالشاكرين )،
( أليس ال بأعلم با ف صدور العالي ) ،وقال تعال (:وإذ قال ربك للملئكة إن جاعل ف الرض خليفة قالوا
أتعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونن نسبح بمدك ونقدس لك قال إن أعلم ما ل تعلمون ) ،وقال تعال(:
وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خي لكم وعسى أن تبوا شيئا وهو شر لكم وال يعلم وأنتم ل تعلمون ) وف الصحيح
قال رجل يا رسول ال أيعرف أهل النة من أهل النار؟ قال نعم .قال ففيم يعمل العاملون؟ قال ":كل يعمل لا خلق
له أو لا يسر له " وفيه :سئل النب صلى ال عليه وسلم صلى ال عليه وسلم عن أولد الشركي فقال ":ال أعلم با
كانوا عاملي" وف مسلم قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ":أن ال خلق للجنة أهل خلقهم لا وهم ف أصلب
آبائهم وخلق للنار أهل خلقهم لا وهم ف أصلب آبائهم " وفيه قال صلى ال عليه وسلم ":إن الرجل ليعمل عمل
أهل النة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار ,وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل النة"
وفيه قال صلى ال عليه وسلم ":ما منكم من نفس إل وقد علم ال منلا من النة والنار" قالوا يا رسول ال فلم
نعمل أفل نتكل ,قال ":اعملوا فكل ميسر لا خلق له "ث قرأ (:فأما من أعطى واتقى وصدق بالسن -إل قوله -
فسنيسره للعسرى ) وغي ذلك من الحاديث.
ج :قال ال تعال (:وكل شيء أحصيناه ف إمام مبي)،وقال تعال(:إن ذلك ف كتاب) ،وقال تعال ف ماجة موسى
وفرعون (:قال فما بال القرون الول قال علمها عند رب ف كتاب ل يضل رب ول ينسى )،وقال تعال (:وما تمل
من أنثى ول تضع إل بعلمه وما يعمر من معمر ول ينقص من عمره إل ف كتاب إن ذلك على ال يسي ) ،وغي
ذلك من اليات وقال صلى ال عليه وسلم ":ما من نفس منفوسة إل وقد كتب ال مكانا من النة والنار وإل وقد
كتبت شقية أو سعيدة " رواه مسلم ،وفيه قال سراقة بن مالك بن جعشم :يا رسول ال بي لنا ديننا كأنا خلقنا الن
فيم العمل اليوم أفيما جفت به القلم وجرت به القادير أم فيما نستقبل؟ قال ":ل بل فيما جفت به القلم وجرت
به القادير ،قال :ففيم العمل؟ فقال ":اعملوا فكل ميسر -وف رواية كل عامل ميسر لعمله " وغي ذلك من
الحاديث.
التقدير الول :كتابة ذلك قبل خلق السماوات والرض بمسي ألف سنة ،عندما خلق ال القلم ،وهو التقدير
الزل.
ج :قال ال تعال (:أصاب من مصيبة ف الرض ول ف أنفسكم إل ف كتاب من قبل أن نبأها )اليات وف
الصحيح قال النب صلى ال عليه وسلم ":كتب ال مقادير اللئق قبل أن يلق السماوات والرض بمسي ألف
سنة ،قال :وعرشه على الاء ) وقال صلى ال عليه وسلم ":إن أول ما خلق ال القلم فقال له :اكتب فقال رب وماذا
أكتب؟ قال :كتب مقادير كل شيء حت تقوم الساعة " الديث ف السنن ،وقال صلى ال عليه وسلم ":يا أبا هريرة
جف القلم با هو كائن " الديث ف البخاري وغي ذلك كثي.
ج :قال ال تعال (:وإذ أخذ ربك من بن آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى
شهدنا ) اليات .وروى إسحاق بن راهويه أن رجل قال يا رسول ال أتبتدأ العمال أم قد مضى القضاء فقال ":إن
ال تعال لا أخرج ذرية آدم من ظهره أشهدهم على أنفسهم ،ث أفاض بم ف كفيه فقال :هؤلء للجنة ،وهؤلء للنار
,فأهل النة ميسرون لعمل أهل النة ,وأهل النار ميسرون لعمل أهل النار "وف الوطأ أن عمر بن الطاب رضي ال
عنه سئل عن هذه الية (:وإذ أخذ ربك من بن آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا
بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلي ) فقال عمر بن الطاب سعت رسول ال صلى ال عليه
وسلم يسأل عنها فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ":إن ال تبارك وتعال خلق آدم ث مسح ظهره فاستخرج منه
ذرية فقال خلقت هؤلء للنار وبعمل أهل النار يعملون " الديث بطوله وف الترمذي من حديث عبد ال بن عمرو
رضي ال عنهما قال :خرج علينا رسول ال صلى ال عليه وسلم وف يده كتابان فقال أتدرون ما هذان الكتابان؟
فقلنا :ل يا رسول ال إل أن تبنا ،فقال للذي ف يده اليمن ":هذا كتاب من رب العالي فيه أساء أهل النة وأساء
آبائهم وقبائلهم ،ث أجل على آخرهم فل يزاد فيهم ول ينقص منهم أبدا "ث قال للذي ف شاله ":هذا كتاب من
رب العالي فيه أساء أهل النار وأساء آبائهم وقبائلهم ،ث أجل على آخرهم فل يزاد فيهم ول ينقص منهم أبدا "-
فقال أصحابه ففيم العمل يا رسول ال إن كان أمر قد فرغ منه؟ فقال ":سددوا وقاربوا فإن صاحب النة يتم له
بعمل أهل النة وإن عمل أي عمل وإن صاحب النار يتم له بعمل أهل النار وإن عمل أي عمل "ث قال صلى ال
عليه وسلم بيديه فنبذها ث قال ":فرغ ربكم من العباد فريق ف النة وفريق ف السعي " قال الترمذي :هذا حديث
حسن صحيح غريب
دليل التقدير العمري الذي عند أول تليق النطفة
س :ما دليل التقدير العمري الذي عند أول تليق النطفة ؟
ج :قال ال تعال (:هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الرض وإذ أنتم أجنة ف بطون أمهاتكم فل تزكوا أنفسكم هو أعلم
بن اتقى ) وف الصحيحي قال النب صلى ال عليه وسلم ":إن أحدكم ليجمع خلقه ف بطن أمه أربعي يوما نطفة ,ث
يكون علقة مثل ذلك ,ث يكون مضغة مثل ذلك ,ث يرسل إليه اللك فينفخ فيه الروح ،ويؤمر بأربع كلمات ،يكتب
رزقه ،وأجله ،وعمله ،وشقي أو سعيد ,فوالذي ل إله غيه ،إن أحدكم ليعمل بعمل أهل النة حت ما يكون بينه
وبينهما إل ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ،وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حت ما
يكون بينه وبينها إل ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النة فيدخلها " وفيه روايات غي هذه عن جاعة من
الصحابة بألفاظ أخر والعن واحد.
ج :قال ال تعال (:فيها يفرق كل أمر حكيم أمرا من عندنا ) اليات.
وقال ابن عباس رضي ال عنهما :يكتب من أم الكتاب ف ليلة القدر ما يكون ف السنة من موت أو حياة ورزق
ومطر حت الجاج يقال يج فلن ويج فلن ،وكذا قال السن وسعيد بن جبي ومقاتل وأبو عبد الرحن السلمي
وغيهم.
ج :قال تعال (:كل يوم هو ف شأن ) وف صحيح الاكم قال ابن عباس رضي ال عنهما ":إن ما خلق ال تعال
لوحا مفوظا من درة بيضاء دفتاه من ياقوتة حراء قلمه نور وكتابه نور ينظر فيه كل يوم ثلثائة وستي نظرة أو مرة
ففي كل نظرة منها يلق ويرزق وييي وييت ويعز ويذل ,ويفعل ما يشاء فذلك قوله تعال (:كل يوم هو ف شأن )
وكل هذه التقادير كالتفصيل من القدر السابق ،وهو الزل الذي أمر ال تعال القلم عندما خلقه أن يكتبه ف اللوح،
الحفوظ وبذلك فسر ابن عمر وابن عباس رضي ال عنهم قوله تعال (:إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ) وكل
ذلك صادر عن علم ال الذي هو صفته تبارك وتعال.
ما يقتضيه سبق القادير بالشقاوة والسعادة
ج :اتفقت جيع الكتب السماوية والسنن النبوية على أن القدر السابق ل ينع العمل ول يوجب التكال عليه ،بل
يوجب الد والجتهاد والرص على العمل الصال ،ولذا لا أخب النب صلى ال عليه وسلم أصحابه بسبق القادير
وجريانا وجفوف القلم با قال بعضهم :أفل نتكل على كتابنا وندع العمل ؟قال ":ل اعملوا فكل ميسر " ث قرأ(:
فأما من أعطى واتقى ) الية فال سبحانه وتعال قدر القادير وهيأ لا أسبابا وهو الكيم با نصبه من السباب ف
العاش والعاد ،وقد يسر كل من خلقه لا خلقه له ف الدنيا والخرة فهو مهيأ له ميسر له ,فإذا علم العبد أن مصال
آخرته مرتبطة بالسباب الوصلة إليها كان أشد اجتهادا ف فعلها والقيام با وأعظم منه ف أسباب معاشه ومصال
دنياه ,وقد فقه هذا كل الفقه من قال من الصحابة لا سع أحاديث القدر ما كنت أشد اجتهادا من الن ،وقال النب
صلى ال عليه وسلم ":احرص على ما ينفعك واستعن بال ول تعجز " وقال صلى ال عليه وسلم لا قيل له :أرأيت
دواء نتداوى به ورقى نسترقيها هل ترد من قدر ال شيئا ؟قال ":هي من قدر ال" يعن أن ال تعال قدر الي والشر
وأسباب كل منهما.
ج :قال ال تعال (:وما تشاءون إل أن يشاء ال ) ،وقال تعال (:ول تقولن لشيء إن فاعل ذلك غدا إل أن يشاء
ال) ،وقال تعال (:من يشإ ال يضلله ومن يشأ يعله على صراط مستقيم ) ،وقال تعال (:ولو شاء ال لعلكم أمة
واحدة )( ،ولو شاء ال ما اقتتلوا ) (،ولو يشاء ال لنتصر منهم ) ،وقال تعال (:فعال لا يريد ) (،إنا أمره إذا أراد
شيئا أن يقول له كن فيكون ) (،إنا قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون ) (،فمن يرد ال أن يهديه يشرح
صدره للسلم ومن يرد أن يضله يعل صدره ضيقا حرجا ) وغي ذلك من اليات ما ل يصى.
وقال صلى ال عليه وسلم ":قلوب العباد بي أصبعي من أصابع الرحن كقلب واحد يصرفها كيف يشاء " وقال
صلى ال عليه وسلم ف نومهم ف الوادي ":أن ال تعال قبض أرواحكم حي شاء وردها حي شاء "وقال ":اشفعوا
تؤجروا ويقضي ال على لسان رسوله ما شاء " وقال ":ل تقولوا ما شاء ال وشاء فلن ،ولكن قولوا :ما شاء ال
وحده " وقال صلى ال عليه وسلم ":من يرد ال تعال به خيا يفقهه ف الدين "" إذا أراد ال تعال رحة أمة قبض
نبيها قبلها وإذا أراد ال هلكة أمة عذبا ونبيها حي " وغي ذلك من الحاديث ف ذكر الشيئة والرادة ما ل يصى.
الواب لن قال كيف يشاء ال ويريد ما ل يرضى به ول يبه
س :قد أخبنا ال تعال ف كتابه وعلى لسان رسوله وبا علمنا من صفاته أنه يب الحسني والتقي والصابرين,
ويرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالات ،ول يب الكافرين ول الظالي ،ول يرضى لعباده الكفر ول يب
الفساد .مع كون كل ذلك بشيئة ال وإرادته ,وأنه لو شاء ل يكن ذلك ،فإنه ل يكون ف ملكه ما ل يريد ,فما
الواب لن قال كيف يشاء ويريد ما ل يرضى به ول يب؟
ج :اعلم أن الرادة ف النصوص جاءت على معنيي :إرادة كونية قدرية ،هي الشيئة ،ول ملزمة بينها وبي الحبة
والرضا ،بل يدخل فيها الكفر واليان ،والطاعات والعصيان ،والرضي والحبوب ،والكروه وضده ,وهذه الرادة
ليس لحد خروج منها ول ميص عنها كقوله تعال (:فمن يرد ال أن يهديه يشرح صدره للسلم ومن يرد أن
يضله يعل صدره ضيقا حرجا ) ،وقوله تعال (:ومن يرد ال فتنته فلن تلك له من ال شيئا أولئك الذين ل يرد ال
أن يطهر قلوبم ) اليات وغيها .وإرادة دينية شرعية ،متصة براضي ال ومابه ،وعلى مقتضاها أمر عباده وناهم
كقوله تعال (:يريد ال بكم اليسر ول يريد بكم العسر ) ،وقوله تعال (:يريد ال ليبي لكم ويهديكم سنن الذين من
قبلكم ويتوب عليكم وال عليم حكيم ) وغيها من اليات ،وهذه الرادة ل يصل اتباعها إل لن سبقت له بذلك
الرادة الكونية .فتجتمع الرادة الكونية والشرعية ف حق الؤمن الطائع ،وتنفرد الكونية ف حق الفاجر العاصي ,فال
سبحانه دعا عباده عامة إل مرضاته وهدى لجابته من شاء منهم كما قال تعال (:وال يدعو إل دار السلم ويهدي
من يشاء إل صراط مستقيم ) فعمم سبحانه الدعوة وخص الداية بن شاء (:إن ربك هو أعلم بن ضل عن سبيله
وهو أعلم بن اهتدى).
س :ما دليل الرتبة الرابعة من اليان بالقدر وهي مرتبة اللق ؟
ج :قال ال تعال (:ال خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل ) ،وقال تعال (:هل من خالق غي ال يرزقكم من
السماء والرض ) ،وقال تعال (:هذا خلق ال فأرون ماذا خلق الذين من دونه ) ،وقال تعال (:ال الذي خلقكم ث
رزقكم ث ييتكم ث يييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء ) ،وقال تعال (:وال خلقكم وما تعملون
) ،وقال تعال (:ونفس وما سواها فألمها فجورها وتقواها ) ،وقال تعال(:من يهد ال فهو الهتدي ومن يضلل
فأولئك هم الاسرون ) ،وقال تعال (:ولكن ال حبب إليكم اليان وزينه ف قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق
والعصيان ) وغي ذلك من اليات ,وللبخاري ف خلق أفعال العباد عن حذيفة مرفوعا " :إن ال يصنع كل صانع
وصنعته "وقال النب صلى ال عليه وسلم ":اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خي من زكاها إنك أنت وليها
ومولها " وغي ذلك من الحاديث.
معن قول النب صلى ال عليه وسلم والي كله ف يديك والشر ليس إليك
س :ما معن قول النب صلى ال عليه وسلم ":والي كله ف يديك والشر ليس إليك " مع أن ال سبحانه خالق
كل شيء؟
ج :معن ذلك أن أفعال ال عز وجل كلها خي مض من حيث اتصافه با وصدورها عنه ليس فيها شر بوجه ،فإنه
تعال حكم عدل وجيع أفعاله حكمة وعدل يضع الشياء مواضعها اللئقة با كما هي معلومة عنده سبحانه وتعال،
وما كان ف نفس القدور من شر فمن جهة إضافته إل العبد لا يلحقه من الهالك وذلك با كسبت يداه جزاء وفاقا،
كما قال تعال (:وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثي ) ،وقال تعال (:وما ظلمناهم ولكن
كانوا هم الظالي ) ،وقال تعال (:إن ال ل يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون).
ج :نعم للعباد قدرة على أعمالم ،ولم مشيئة وإرادة ،وأفعالم تضاف إليهم حقيقة ،وبسبها كلفوا ،وعليها يثابون
ويعاقبون ،ول يكلفهم ال إل وسعهم ،وقد أثبت لم ذلك ف الكتاب والسنة ووصفهم به ،ولكنهم ل يقدرون إل
على ما أقدرهم ال عليه ،ول يشاءون إل أن يشاء ال ،ول يفعلون إل بعله إياهم فاعلي كما تقدم ف نصوص
الشيئة والرادة واللق ،فكما ل يوجدوا أنفسهم ،ل يوجدوا أفعالم ،فقدرتم ومشيئتهم وإرادتم وأفعالم تابعة
لقدرته ومشيئته وإرادته وفعله ,إذ هو خالقهم ،وخالق قدرتم وإرادتم ومشيئتهم وأفعالم ,وليس مشيئتهم وإرادتم
وقدرتم وأفعالم هي عي مشيئة ال وإرادته وقدرته وأفعاله ،كما ليسوا هم إياه ،تعال ال ،عن ذلك بل أفعالم
الخلوقة ل قائمة بم ،لئقة بم ،مضافة إليهم حقيقة ،فال فاعل حقيقة ،والعبد منفعل حقيقة ،وال هاد حقيقة ،
والعبد مهتد حقيقة ،ولذا أضاف كل من الفعلي إل من قام به فقال تعال (:من يهد ال فهو الهتد ) فإضافة الداية
إل ال حقيقة ،وإضافة الهتداء إل البعد حقيقة ،فكما ليس الادي هو عي الهتدي ،فكذلك ليس الداية هي عي
الهتداء ,وكذلك يضل ال من يشاء حقيقة ،وذلك العبد يكون ضال حقيقة ,وهكذا جيع تصرف ال ف عباده ،
فمن أضاف الفعل والنفعال إل العبد كفر ,ومن أضاف إل ال كفر ,ومن أضاف الفعل إل الالق والنفعال إل
الخلوق كلها حقيقة فهو الؤمن حقيقة.
جواب من قال أليس مكنا ف قدرة ال أن يعل كل عباده مؤمني مهتدين طائعي
س :ما جواب من قال أليس مكنا ف قدرة ال أن يعل كل عباده مؤمني مهتدين طائعي مع مبته ذلك منهم
شرعا ؟
ج :بلى هو قادر على ذلك كما قال تعال (:ولو شاء ال لعلكم أمة واحدة ) الية ،وقال تعال (:ولو شاء ربك
لمن من ف الرض كلهم جيعا ) وغيها من اليات ,ولكن هذا الذي فعله بم هو مقتضى حكمته وموجب ربوبيته
وإليته وأسائه وصفاته ,فقول القائل :ل كان من عباده الطائع والعاصي ؟كقول من قال ل كان من أسائه الضار
النافع والعطي الانع والافض الرافع والنعم والنتقم ونو ذلك ؟ إذ أفعاله تعال هي مقتضى أسائه ،وآثار صفاته،
,فالعتراض عليه ف أفعاله اعتراض عليه ف أسائه وصفاته ،بل وعلى إليته وربوبيته (:فسبحان ال رب العرش عما
يصفون ل يسأل عما يفعل وهم يسألون).
شعب اليان
ج :اليان بالقدر نظام التوحيد ،كما أن اليان بالسباب الت توصل إل خيه وتجز عن شره هي نظام الشرع ،ول
ينتظم أمر الدين ويستقيم إل لن آمن بالقدر وامتثل الشرع ،كما قرر النب صلى ال عليه وسلم اليان بالقدر ث قال
لن قال له أفل نتكل على كتابنا وندع العمل ،قال" :اعملوا فكل ميسر لا خلق له " فمن نفى القدر زاعما منافاته
للشرع ،فقد عطل ال تعال عن علمه وقدرته ،وجعل العبد مستقل بأفعاله خالقا لا ،فأثبت مع ال تعال خالقا ،بل
أثبت أن جيع الخلوقي خالقون ,ومن أثبت متجا به على الشرع ماربا له به ،نافيا عن العبد قدرته واختياره الت
منحه ال تعال إياها وكلفه بسبها زاعما أن ال كلف عباده ما ل يطاق ،كتكليف العمى ينقط الصحف فقد
نسب ال تعال إل الظلم ،وكان إمامه ف ذلك إبليس لعنه ال تعال إذ يقول (:فبما أغويتن لقعدن لم صراطك
الستقيم ) وأما الؤمنون حقا ،فيؤمنون بالقدر خيه وشره ،وأن ال خالق ذلك كله ،وينقادون للشرع أمره ونيه،
ويكمونه ف أنفسهم سرا وجهرا ،وأن الداية والضلل بيد ال يهدي من يشاء بفضله ,ويضل من يشاء بعدله ,وهو
أعلم بواقع فضله وعدله (:وهو أعلم بن ضل عن سبيله وهو أعلم بن اهتدى ) وله ف ذلك الكمة البالغة والجة
الدامغة ,وأن الثواب والعقاب مترتب على الشرع فعل وتركا ل على القدر ،وإنا يعزون أنفسهم بالقدر عند الصائب
;فإذا وفقوا لسنة عرفوا الق لهله فقالوا (:المد ل الذي هدانا لذا وما كنا لنهتدي لول أن هدانا ال ) ،ول
يقولوا قال الفاجر (:إنا أوتيته على علم عندي ) وإذا اقترفوا سيئة قالوا كما قال البوان (:ربنا ظلمنا أنفسنا وإن ل
تغفر لنا وترحنا لنكونن من الاسرين ) ول يقولوا كقول الشيطان الرجيم (:رب با أغويتن ) إذا أصابتهم مصيبة
(:قالوا إنا ل وإنا إليه راجعون ) ول يقولوا كما قال الذين كفروا (:وقالوا لخوانم إذا ضربوا ف الرض أو كانوا
غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل ال ذلك حسرة ف قلوبم وال ييي وييت وال با تعملون بصي).
س :كم شعب اليان ؟
ج :قال ال تعال (:ليس الب أن تولوا وجوهكم قبل الشرق والغرب ولكن الب من آمن بال واليوم الخر واللئكة
والكتاب والنبيي وآتى الال على حبه ذوي القرب واليتامى والساكي وابن السبيل والسائلي وف الرقاب وأقام
الصلة وآتى الزكاة والوفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين ف البأساء والضراء وحي البأس أولئك الذين صدقوا
وأولئك هم التقون ) وقال النب صلى ال عليه وسلم ":اليان بضع وستون " وف رواية ":بضع وسبعون شعبة
فأعلها قول ل إله إل ال وأدناها إماطة الذى عن الطريق والياء شعبة من اليان".
ج :قد عدها جاعة من شراح الديث وصنفوا فيها التصانيف فأجادوا وأفادوا ،ولكن ليس معرفة تعدادها شرطا ف
اليان ،بل يكفي اليان با جلة ،وهي ل ترج عن الكتاب والسنة ،فعلى العبد امتثال أوامرها ،واجتناب
زواجرها ،وتصديق أخبارها ،وقد استكمل شعب اليان ،والذي عددوه حق كله من أمور اليان ،ولكن القطع
بأنه هو مراد النب صلى ال عليه وسلم بذا الديث يتاج إل توقيف.
ج :قد لص الافظ ف الفتح ما أورده ابن حبان بقوله :إن هذه الشعب تتفرع من أعمال القلب ،وأعمال اللسان ،
وأعمال البدن ،فأعمال القلب :العتقدات والنيات ،على أربع وعشرين خصلة ,اليان بال ويدخل فيه :اليان
بذاته ،وصفاته ،وتوحيده ،بأنه (:ليس كمثله شيء وهو السميع البصي) واعتقاد حدوث ما دونه ،واليان بلئكته،
وكتبه ،ورسله ،والقدر خيه وشره ،واليان باليوم الخر ،ويدخل فيه ،السألة ف القب ،والبعث والنشور ،والساب
واليزان ،والصراط ،والنة ،والنار ،ومبة ال ،والب والبغض فيه ،ومبة النب صلى ال عليه وسلم ،واعتقاد تعظيمه ،
ويدخل فيه :الصلة عليه صلى ال عليه وسلم ،واتباع سنته ،والخلص ،ويدخل فيه :ترك الرياء ،والنفاق ،والتوبة،
والوف ،والرجاء ،والشكر ،والوفاء ،والصب ،والرضا بالقضاء ،والتوكل ،والرحة ،والتواضع ،ويدخل فيه :توقي
الكبي ،ورحة الصغي ،وترك التكب والعجب ،وترك السد ،وترك القد ،وترك الغضب.
وأعمال اللسان :وتشتمل على سبع خصال :التلفظ بالتوحيد ،وتلوة القرآن ،وتعلم العلم وتعليمه ،والدعاء ،والذكر،
ويدخل فيه :الستغفار واجتناب اللغو ،وأعمال البدن :وتشتمل على ثان وثلثي خصلة :منها ما يتعلق بالعيان،
وهي خس عشرة خصلة :التطهر حسيا وحكما ،ويدخل فيه إطعام الطعام ،وإكرام الضيف ،الصيام فرضا ونفل،
والعتكاف ،والتماس ليلة القدر ،والج ،والعمرة ،الطواف كذلك ،والفرار بالدين ،ويدخل فيه :الجرة من دار
الشرك ،والوفاء بالنذر ،والتحري ف اليان ،وأداء الكفارات ،ومنها ما يتعلق بالتباع ،وهي ست خصال :التعفف
بالنكاح ،والقيام بقوق العيال ,وبر الوالدين ،ويدخل فيه :اجتناب العقوق ،وتربية الولد ،وصلة الرحم ،وطاعة
السادة ،والرفق بالعبيد ,ومنها ما يتعلق بالعامة ،وهي سبع عشرة خصلة :القيام بالمارة مع العدل ،ومتابعة الماعة،
وطاعة أول المر ،والصلح بي الناس ،ويدخل فيه :قتال الوارج والبغاة ،والعاونة على الب ،ويدخل فيه :المر
بالعروف والنهي عن النكر ،وإقامة الدود ،والهاد ،ومنه :الرابطة وأداء المانة ،ومنه :أداء المس ،والقرض مع
وفائه ،وإكرام الار ،وحسن العاملة ،ويدخل فيه :جع الال من حله ،وإنفاقه ف حقه ،ويدخل فيه :ترك التبذير
والسراف ,ورد السلم ،وتشميت العاطس ،وكف الضرر عن الناس ،واجتناب اللهو ،وإماطة الذى عن الطريق،
فهذه تسع وستون خصلة ويكن عدها سبعا وسبعي خصلة باعتبار إفراد ما ضم بعضه إل بعض ما ذكر وال أعلم.
الحسان ف العبادة
ج :أدلته كثية ،منها قوله تعال (:وأحسنوا إن ال يب الحسني ) (،إن ال مع الذين اتقوا والذين هم مسنون )،
( ومن يسلم وجهه إل ال وهو مسن فقد استمسك بالعروة الوثقى) (،للذين أحسنوا السن وزيادة )(،هل جزاء
الحسان إل الحسان ) ،وقال النب صلى ال عليه وسلم ":إن ال كتب الحسان على كل شيء " وقال صلى ال
عليه وسلم ك":نعما للعبد أن يتوف يسن عبادة ال وصحابة سيده نعما له".
ج :فسره النب صلى ال عليه وسلم ف حديث سؤال جبيل لا قال له ":فأخبن عن الحسان؟ قال :أن تعبد ال
كأنك تراه ،فإن ل تكن تراه فإنه يراك " فبي صلى ال عليه وسلم أن الحسان على مرتبتي متفاوتتي ،أعلها
:عبادة ال كأنك تراه ,وهذا مقام الشاهدة ،وهو أن يعمل العبد على مقتضى مشاهدته ل تعال بقلبه ،وهو أن يتنور
القلب باليان وتنفذ البصية ف العرفان حت يصي الغيب كالعيان وهذا هو حقيقة مقام الحسان .
الثان :مقام الراقبة ،وهو أن يعمل العبد على استحضار مشاهدة ال إياه واطلعه عليه وقربه منه ،فإذا استحضر العبد
هذا ف عمله وعمل عليه فهو ملص ل تعال ;لن استحضاره ذلك ف عمله ينعه من اللتفات إل غي ال تعال
وإرادته بالعمل .ويتفاوت أهل هذين القامي بسب نفوذ البصائر.
ما يضداد اليان
ج :ضد اليان الكفر ،وهو أصل له شعب ،كما أن اليان أصل له شعب ،وقد عرفت ما تقدم أن أصل اليان هو
التصديق الذعان الستلزم للنقياد بالطاعة ،فالكفر أصله الحود والعناد الستلزم للستكبار والعصيان ،فالطاعات
كلها من شعب اليان ،وقد سي ف النصوص كثي منها إيانا كما قدمنا ,والعاصي كلها من شعب الكفر وقد سي
ف النصوص كثي منها كفرا كما سيأت ،فإذا عرفت هذا عرفت أن الكفر كفران :كفر أكب يرج من اليان
بالكلية ،وهو الكفر العتقادي الناف لقول القلب وعمله أو لحدها ,وكفر أصغر يناف كمال اليان ول يناف
مطلقه ،وهو الكفر العملي الذي ل يناقض قول القلب ول عمله ول يستلزم ذلك.
س :بي ل كيفية منافاة الكفر العتقادي لليان بالكلية وفصل ل ما أجلته ف إزالته إياه؟
ج :قد قدمنا لك أن اليان قول وعمل ،قول القلب واللسان ،وعمل القلب واللسان والوارح ،فقول القلب ،هو
التصديق ،وقول اللسان ،هو التكلم بكلمة السلم ,وعمل القلب ،هو النية والخلص ,وعمل الوارح ،هو النقياد
بميع الطاعات ,فإذا زالت جيع هذه الربعة قول القلب وعمله ،وقول اللسان وعمل الوارح زال اليان بالكلية ،
وإذا زال تصديق القلب ل تنفع البقية ،فإن تصديق القلب شرط ف انعقادها وكونا نافعة وذلك كمن كذب بأساء
ال وصفاته ،أو بأي شيء ما أرسل ال به وأنزل به كتبه ,وإن زال عمل القلب مع اعتقاد الصدق ،فأهل السنة
ممعون على زوال اليان كله بزواله ،وإنه ل ينفع التصديق مع انتفاء عمل القلب وهو مبته وانقياده ،كما ل ينفع
إبليس وفرعون وقومه واليهود والشركي الذين كانوا يعتقدون صدق الرسول بل ويقرون به سرا وجهرا ويقولون
ليس بكاذب ولكن ل نتبعه ول نؤمن به.
ج :علم ما قدمناه أنه أربعة أقسام :كفر جهل وتكذيب ،وكفر جحود ,وكفر عناد واستكبار ،وكفر نفاق.
كفر الحود
ج :هو ما كان بكتمان الق وعدم النقياد له ظاهرا مع العلم به ومعرفته باطنا ،ككفر فرعون وقومه بوسى ،وكفر
اليهود بحمد صلى ال عليه وسلم ،قال ال تعال ف كفر فرعون وقومه (:وجحدوا با واستيقنتها أنفسهم ظلما
وعلوا ) ،وقال تعال ف اليهود (:فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به ) ،وقال تعال (:وإن فريقا منهم ليكتمون الق وهم
يعلمون).
كفر النفاق
ج :هو ما كان بعدم النقياد للحق مع القرار به ،ككفر إبليس إذ يقول ال تعال فيه (:إل إبليس أب واستكب وكان
من الكافرين ) وهو ل يكنه جحود أمر ال بالسجود ول إنكاره وإنا اعترض عليه وطعن ف حكمة المر به وعدله
وقال (:ء أسجد لن خلقت طينا) ،وقال (:ل أكن لسجد لبشر خلقته من صلصال من حأ مسنون) ،وقال (:أنا
خي منه خلقتن من نار وخلقته من طي( .
ج :هو ما كان بعدم تصديق القلب وعمله مع النقياد ظاهرا رئاء الناس ،ككفر ابن سلول وحزبه الذين قال ال
تعال فيهم (:ومن الناس من يقول آمنا بال وباليوم الخر وما هم بؤمني يادعون ال والذين آمنوا وما يدعون إل
أنفسهم وما يشعرون ف قلوبم مرض فزادهم ال مرضا ولم عذاب أليم با كانوا يكذبون -إل قوله :إن ال على
كل شيء قدير) وغيها من اليات.
الكفر العملي الذي ل يرج من اللة
ج :هو كل معصية أطلق عليها الشارع اسم الكفر مع بقاء اسم اليان على عامله ،كقول النب صلى ال عليه وسلم
"ل ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض " وقوله صلى ال عليه وسلم" سباب السلم فسوق وقتاله كفر"
فأطلق صلى ال عليه وسلم على قتال السلمي بعضهم بعضا أنه كفر ,وسى من يفعل ذلك كفارا ،مع قول ال
تعال (:وإن طائفتان من الؤمني اقتتلوا فأصلحوا بينهما -إل قوله -إنا الؤمنون إخوة فأصلحوا بي أخويكم)
فأثبت ال تعال لم اليان وأخوة اليان ول ينف عنهم شيئا من ذلك ,وقال تعال ف آية القصاص (:فمن عفي له
من أخيه شيء فاتباع بالعروف وأداء إليه بإحسان ) فأثبت تعال له أخوة السلم ول ينفها عنه وكذلك قال النب
صلى ال عليه وسلم" ل يزن الزان حي يزن وهو مؤمن ،ول يسرق حي يسرق وهو مؤمن ،ول يشرب المر حي
يشربا وهو مؤمن ،والتوبة معروضة بعد" زاد ف رواية" ول يقتل وهو مؤمن -وف رواية -ول ينتهب نبة ذات
شرف يرفع الناس إليه فيها أبصارهم " الديث ف الصحيحي مع حديث أب ذر فيهما أيضا ،قال صلى ال عليه
وسلم "ما من عبد قال ل إله إل ال ث مات على ذلك إل دخل النة" قلت وإن زن وإن سرق قال ":وإن زن وإن
سرق" ثلثا ث قال ف الرابعة "على رغم أنف أب ذر " فهذا يدل على أنه ل ينف عن الزان والسارق والشارب
والقاتل مطلق اليان بالكلية مع التوحيد فإنه لو أراد ذلك ل يب بأن من مات على ل إله إل ال دخل النة ,وإن
فعل تلك العاصي فلن يدخل النة إل نفس مومنة ,وإنا أراد بذلك نقص اليان ونفي كماله ,وإنا يكفر العبد بتلك
العاصي مع استحلله إياها الستلزم لتكذيب الكتاب والرسول ف تريها بل يكفر باعتقاد حلها ,وإن ل يفعلها وال
سبحانه وتعال أعلم.
س :إذا قيل لنا هل السجود للصنم والستهانة بالكتاب وسب الرسول والزل بالدين ونو ذلك هذا كله من
الكفر العملي فيما يظهر ,فلم كان مرجا من الدين وقد عرفتم الكفر الصغر بالعملي ؟
ج :اعلم أن هذه الربعة وما شاكلها ليس هي من الكفر العملي إل من جهة كونا واقعة بعمل الوارح فيما يظهر
للناس ,ولكنها ل تقع إل مع ذهاب عمل القلب من نيته وإخلصه ومبته وانقياده ل يبقى معها شيء من ذلك فهي
وإن كانت عملية ف الظاهر فإنا مستلزمة للكفر العتقادي ول بد ,ول تكن هذه لتقع إل من منافق مارق أو معاند
مارد وهل حل النافقي ف غزوة تبوك على أن قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلمهم وهوا با ل ينالوا إل ذلك
مع قولم لا سئلوا إنا كنا نوض ونلعب قال ال تعال قل أبال وآياته ورسوله كنتم تستهزئون ل تعتذروا قد كفرت
بعد إيانكم ونن ل نعرف الكفر الصغر بالعملي مطلقا بل بالعملي الحض الذي ل يستلزم العتقاد ول يناقض
قول القلب ول عمله.
ج :مثال الظلم الكب ما ذكره ال تعال ف قوله إن الشرك لظلم عظيم وقوله تعال إنه من يشرك بال فقد حرم ال
عليه النة ومأواه النار وما للظالي من أنصار ومثال الظلم الذي دون ذلك ما ذكر ال تعال بقوله ف الطلق واتقوا
ال ربكم ل ترجوهن من بيوتن ول يرجن إل أن يأتي بفاحشة مبينة وتلك حدود ال ومن يتعد حدود ال فقد
ظلم نفسه وقوله تعال ول تسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه .
ج :مثال الفسوق الكب ما ذكره ال تعال بقوله إن النافقي هم الفاسقون وقوله تعال إل إبليس كان من الن
ففسق عن أمر ربه وقوله تعال ونيناه من القرية الت كانت تعمل البائث إنم كانوا قوم سوء فاسقي ومثال
الفسوق الذي دون ذلك قوله تعال ف القذفة ول تقبلوا لم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون وقوله تعال يا أيها
الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمي روي أنا نزلت ف
الوليد بن عقبة.
ج :مثال النفاق الكب ما قدمنا ذكره ف اليات من صدر البقرة وقوله تعال إن النافقي يادعون ال وهو خادعهم
إل قوله إن النافقي ف الدرك السفل من النار اليات وقوله تعال إذا جاءك النافقون قالوا نشهد إنك لرسول ال
وال يعلم إنك لرسوله وال يشهد إن النافقي لكاذبون وغي ذلك من اليات ,ومثال النفاق الذي دون ذلك ما
ذكره النب صلى ال عليه وسلم بقوله آية النافق ثلث إذا حدث كذب ,وإذا وعد أخلف ,وإذا ائتمن خان وحديث
أربع من كن فيه كان منافقا الديث .
ج :السحر متحقق وجوده وتأثيه مع مصادفة القدر الكون كما قال تعال فيتعلمون منهما ما يفرقون به بي الرء
وزوجه وما هم بضارين به من أحد إل بإذن ال وتأثيه ثابت ف الحاديث الصحيحة.
وأما الساحر فإن كان سحره ما يتلقى عن الشياطي كما نصت عليه آية البقرة فهو كافر لقوله تعال وما يعلمان من
أحد حت يقول إنا نن فتنة فل تكفر إل قوله -ويتعلمون ما يضرهم ول ينفعهم ولقد علموا لن اشتراه ما له ف
الخرة من خلق اليات.
حد الساحر
ج :روى الترمذي عن جندب قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم حد الساحر ضربه بالسيف وصحح وقفه قال
والعمل على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم وغيهم وهو قول مالك بن أنس وقال
الشافعي رحه ال تعال :إنا يقتل الساحر إذا كان يعمل من سحره ما يبلغ الكفر ,فأما إذا عمل دون الكفر فلم ير
عليه قتل ,وقد ثبت قتل الساحر عن عمر وابنه عبد ال وابنته حفصة وعثمان بن عفان وجندب بن عبد ال وجندب
بن كعب بن وقيس بن سعد وعمر بن عبد العزيز وأحد وأب حنيفة وغيهم رحهم ال.
الرقى الشروعة
ج :النشرة حل السحر عن السحور فإن كان ذلك بسحر مثله فهي من عمل الشيطان ,وإن كانت بالرقى والتعاويذ
الشروعة فل بأس بذلك.
س :ما الرقى الشروعة?
ج :هي ما كانت من الكتاب والسنة خالصة وكانت باللسان العرب ,واعتقد كل من الراقي والرتقي أن تأثيها ل
يكون إل بإذن ال عز وجل فإن النب صلى ال عليه وسلم قد رقاه جبيل عليه السلم ورقى هو كثيا من الصحابة
وأقرهم على فعلها بل وأمرهم با وأحل لم أخذ الجرة عليها ,كل ذلك ف الصحيحي وغيها.
الرقى المنوعة
ج :هي ما ل تكن من الكتاب ول السنة ول كانت بالعربية بل هي من عمل الشيطان واستخدامه ,والتقرب إليه با
يبه كما يفعله كثي من الدجاجلة والشعوذين والخرفي وكثي من ينظر ف كتب الياكل ,والطلسم كشمس
العارف وشوس النوار وغيها ما أدخله أعداء السلم عليه ,وليست منه ف شيء ول من علومه ف ظل ول فء
كما بيناه ف شرح السلم وغيه.
س :ما حكم التعاليق من التمائم والوتار واللق واليوط والودع ونوها ؟
ج :قال النب صلى ال عليه وسلم من علق شيئا وكل إليه وأرسل صلى ال عليه وسلم ف بعض أسفاره رسول أن ل
يبقي ف رقبة بعي قلدة من وتر أو قلدة إل قطعت وقال صلى ال عليه وسلم إن الرقى والتمائم والتولة شرك
وقال صلى ال عليه وسلم من علق تيمة فل أت ال له ومن علق ودعة فل ودع ال له وف رواية من تعلق تيمة
فقد أشرك وقال صلى ال عليه وسلم للذي رأى ف يده حلقة من صفر ماهذا ؟ فقال من الواهنة قال :انزعها فإنا
ل تزيدك إل وهنا ,فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا وقطع حذيفة رضي ال عنه خيطا من يد رجل ث تل
قوله تعال وما يؤمن أكثرهم بال إل وهم مشركون وقال سعيد بن جبي رحه ال تعال من قطع تيمة من إنسان
كان كعدل رقبة ,وهذا ف حكم الرفوع.
ج :يروى جوازه عن بعض السلف وأكثرهم على منعه كعبد ال بن عكيم وعبد ال بن عمرو وعبد ال بن مسعود
وأصحابه رضي ال عنهم وهو الول لعموم النهي عن التعليق ,ولعدم شيء من الرفوع يصص ذلك ولصون القرآن
عن إهانته إذ قد يملونه غالبا على غي طهارة ,ولئل يتوصل بذلك إل تعليق غيه ,ولسد الذريعة عن اعتقاد
الحظور والتفات القلوب إل غي ال عز وجل ل سيما ف هذا الزمان.
حكم الكهان
ج :الكهان من الطواغيت وهم أولياء الشياطي الذين يوحون إليهم كما قال تعال وإن الشياطي ليوحون إل
أوليائهم الية ويتنلون عليهم ويلقون إليهم الكلمة من السمع فيكذبون معها مائة كذبة كما قال تعال هل أنبئكم
على من تنل الشياطي تنل على كل أفاك أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون وقال صلى ال عليه وسلم ف
حديث الوحي فيسمعها مسترق السمع ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض فيلقيها إل من تته ث يلقيها الخر
إل من تته حت يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن فربا أدركه الشهاب قبل أن يلقيها وربا ألقاها قبل أن يدركه
فيكذب معها مائة كذبة الديث ف الصحيح بكماله ومن ذلك الط بالرض الذي يسمونه ضرب الرمل وكذا
الطرق بالصى ونوه.
ج :قال ال تعال قل ل يعلم من ف السماوات والرض الغيب إل ال وقال تعال وعنده مفاتح الغيب ل يعلمها إل
هو الية وقال تعال أم عندهم الغيب فهم يكتبون وقال تعال أعنده علم الغيب فهو يرى وقال تعال وال يعلم
وأنتم ل تعلمون وقال النب صلى ال عليه وسلم من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه با يقول فقد كفر با أنزل على ممد
صلى ال عليه وسلم وقال صلى ال عليه وسلم من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه ل تقبل له صلة أربعي يوما
حكم التنجيم
ج :قال ال تعال وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا با ف ظلمات الب والبحر وقال تعال ولقد زينا السماء الدنيا
بصابيح وجعلناها رجوما للشياطي وقال تعال والنجوم مسخرات بأمره وقال النب صلى ال عليه وسلم من اقتبس
شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد وقال النب صلى ال عليه وسلم إنا أخاف على أمت
التصديق بالنجوم والتكذيب بالقدر وحيف الئمة وقال ابن عباس رضي ال عنهما ف قوم يكتبون أبا جاد وينظرون
ف النجوم "ما أرى من فعل ذلك له عند ال من خلق" وقال قتادة رحه ال تعال :خلق ال هذه النجوم لثلث زينة
للسماء ورجوما للشياطي وعلمات يهتدى با ,فمن تأول فيها غي ذلك فقد أخطأ حظه وأضاع نصيبه وتكلف ما
ل علم له به.
حكم الستسقاء بالنواء
ج :قال ال تعال وتعلون رزقكم أنكم تكذبون وقال النب صلى ال عليه وسلم أربع ف أمت من أمر الاهلية ل
يتركونن :الفخر بالحساب ,والطعن ف النساب ,والستسقاء بالنواء ,والنياحة وقال صلى ال عليه وسلم قال
ال تعال :أصبح من عبادي مؤمن ب وكافر ,فأما من قال مطرنا بفضل ال ,فذلك مؤمن ب كافر بالكواكب ,وأما
من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر ب مؤمن بالكواكب
ج :قال ال تعال أل إنا طائرهم عند ال وقال النب صلى ال عليه وسلم ل عدوى ول طية ول هامة ول صفر
وقال صلى ال عليه وسلم الطية شرك الطية شرك قال ابن مسعود :وما منا إل ولكن ال يذهبه بالتوكل ,وقال
صلى ال عليه وسلم إنا الطية ما أمضاك أو ردك ولحد من حديث عبد ال بن عمرو من ردته الطية عن حاجته
فقد أشرك قالوا فما كفارة ذلك قال أن تقول اللهم ل خي إل خيك ول طي إل طيك ول إله غيك وقال صلى ال
عليه وسلم أصدقها الفأل ول ترد مسلما فإذا رأى أحدا ما يكره فليقل اللهم ل يأت بالسنات إل أنت ول يدفع
السيئات إل أنت ول حول ول قوة إل بك
حكم العي
ج :قال النب صلى ال عليه وسلم العي حق ورأى صلى ال عليه وسلم جارية ف وجهها سفعة فقال استرقوا لا فإن
با النظرة وقالت عائشة رضي ال عنها أمرن النب صلى ال عليه وسلم أو أمر النب صلى ال عليه وسلم أن يسترقي
من العي ,وقال صلى ال عليه وسلم ل رقية إل من عي أو حة وكلها ف الصحيح وفيها أحاديث غي ما ذكرنا
كثية ,ول تأثي لا إل بإذن ال وقد فسر با قوله عز وجل وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لا سعوا
الذكر عن كثي من السلف رضي ال عنهم.
أقسام العاصي
ج :قال ال تعال إن تتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخل كريا وقال تعال إن
السنات يذهب السيئات فأخبنا ال تعال أن السيئات تكفر باجتناب الكبائر وبفعل السنات وكذلك جاء ف
الديث واتبع السيئة السنة تحها وكذلك جاء ف الحاديث الصحيحة أن إسباغ الوضوء على الكاره ,ونقل الطى
إل الساجد والصلوات المس والمعة إل المعة ,ورمضان إل رمضان وقيامه وقيام ليلة القدر وصيام عاشوراء
وغيها من الطاعات إنا كفارات للسيئات والطايا وأكثر تلك الحاديث فيها تقييد ذلك باجتناب الكبائر وعليه
يمل الطلق منها فيكون اجتناب الكبائر شرطا ف تكفي الصغائر بالسنات وبدونا.
تعريف الكبائر
ج :ف ضابطها أقوال للصحابة والتابعي وغيهم فقيل هي كل ذنب ترتب عليه حد ,وقيل هي كل ذنب أتبع بلعنة
أو غضب أو نار أو أي عقوبة ,وقيل هي كل ذنب يشعر فعله بعدم اكتراث فاعله بالدين وعدم مبالته به وقلة
خشيته من ال ,وقيل غي ذلك ,وقد ثبت ف الحاديث الصحيحة تسمية كثي من الذنوب كبائر على تفاوت
درجاتا فمنها كفر أكب كالشرك بال والسحر ,ومنها عظيم من كبائر الث والفواحش ,وهو دون ذلك كقتل النفس
الت حرم ال إل بالق والتول يوم الزحف وأكل الربا وأكل مال اليتيم وقول الزور ومنه قذف الحصنات الغافلت
الؤمنات وشرب المر وعقوق الوالدين وغي ذلك ,وقال ابن عباس رضي ال عنهما :هي إل السبعي أقرب منها إل
السبع ا هـ .
ومن تتبع الذنوب الت أطلق عليها أنا كبائر وجدها أكثر من السبعي فكيف إذا تتبع جيع ما جاء عليه الوعيد
الشديد ف الكتاب والسنة من اتباعه بلعنة أو غضب أو عذاب أو ماربة أو غي ذلك من ألفاظ الوعيد فإنه يدها
كثية جدا.
ما تكفر جيع الصغائر والكبائر
ج :تكفر جيعها بالتوبة النصوح قال ال تعال يا أيها الذين آمنوا توبوا إل ال توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر
عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تري من تتها النار وعسى من ال مققة وقال تعال إل من تاب وآمن وعمل
عمل صالا فأولئك يبدل ال سيئاتم حسنات اليات وقال تعال والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا
ال فاستغفروا لذنوبم ومن يغفر الذنوب إل ال ول يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون أولئك جزاؤهم مغفرة من ربم
وجنات تري من تتها النار اليات وغيها وقال صلى ال عليه وسلم التوبة تب ما قبلها وقال صلى ال عليه
وسلم ل أفرح بتوبة عبده من رجل نزل منل وبه مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومة
فاستيقظ وقد ذهبت راحلته حت اشتد عليه الر والعطش ,أو ما شاء ال قال أرجع إل مكان فرجع فنام نومة ث رفع
رأسه فإذا راحلته عنده
التوبة النصوح
ج :هي الصادقة الت اجتمع فيها ثلثة أشياء :القلع عن الذنب ,والندم على ارتكابه والعزم على أن ل يعود أبدا,
وإن كان فيه مظلمة لسلم تللها منه إن أمكن فإنه سيطالب با يوم القيامة إن ل يتحللها منه اليوم ,ويقتص منه ل
مالة وهو من الظلم الذي ل يترك ال منه شيئا ,قال صلى ال عليه وسلم (من كان عنده لخيه مظلمة فليتحلل منه
اليوم قبل أن ل يكون دينار ول درهم إن كان له حسنات أخذ من حسناته وإل أخذ من سيئات أخيه فطرحت
عليه )
ج :قال ال تعال إنا التوبة على ال للذين يعملون السوء بهالة ث يتوبون من قريب فأولئك يتوب ال عليهم وكان
ال عليما حكيما أجع أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم إن كل شيء عصي ال به فهو جهالة سواء كان
عمدا أو غيه ,وإن كل ما كان قبل الوت فهو قريب وقال النب صلى ال عليه وسلم إن ال يقبل توبة العبد ما ل
يغرغر ثبت ذلك ف أحاديث كثية ,فأما إذا عاين اللك وحشرجت الروح ف الصدر وبلغت اللقوم وغرغرت
النفس صاعدة ف الغلصم فل توبة مقبولة حينئذ ول فكاك ول خلص ولت حي مناص وذلك قوله عز وجل
عقب هذه الية وليست التوبة للذين يعملون السيئات حت إذا حضر أحدهم الوت قال إن تبت الن الية.
وقت انقطاع التوبة من عمر الدنيا
ج :قال ال تعال يوم يأت بعض آيات ربك ل ينفع نفسا إيانا ل تكن آمنت من قبل أو كسبت ف إيانا خيا الية
وف صحيح البخاري قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل تقوم الساعة حت تطلع الشمس من مغربا فإذا طلعت
ورآها الناس آمنوا أجعون وذلك حي ل ينفع نفسا إيانا ث قرأ الية وقد وردت ف معناها أحاديث كثية عن
جاعة من الصحابة عن النب صلى ال عليه وسلم ف المهات وغيها ,وقال صفوان بن عسال سعت رسول ال
صلى ال عليه وسلم يقول إن ال فتح بابا قبل الغرب عرضه سبعون عاما للتوبة ل يغلق حت تطلع الشمس منه رواه
الترمذي وصححه والنسائي وابن ماجة ف حديث طويل.
ج :قال ال عز وجل ونضع الوازين القسط ليوم القيامة فل تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا با
وكفى بنا حاسبي وقال تعال والوزن يومئذ الق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم الفلحون ومن خفت موازينه
فأولئك الذين خسروا أنفسهم با كانوا بآياتنا يظلمون وقال تعال يوم تد كل نفس ما عملت من خي مضرا وما
عملت من سوء الية وقال تعال يوم تأت كل نفس تادل عن نفسها وتوف كل نفس ما عملت وهم ل يظلمون
وقال واتقوا يوما ترجعون فيه إل ال ث توف كل نفس ما كسبت وهم ل يظلمون وقال تعال يومئذ يصدر الناس
أشتاتا ليوا أعمالم فمن يعمل مثقال ذرة خيا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره وغي ذلك من اليات ,وقال النب
صلى ال عليه وسلم من نوقش الساب عذب فقالت له عائشة رضي ال عنها أليس يقول ال فسوف ياسب
حسابا يسيا قال بلى إنا ذلك العرض ولكن من نوقش الساب عذب وقد قدمنا من النصوص ف الشر وأحوال
الوقف واليزان ونشر الصحف والعرض والساب والصراط والشفاعات وغيها ما يعلم به تفاوت مراتب الناس
,وتباين أحوالم ف الخرة بسب تفاوتم ف الدار الدنيا ف طاعة ربم ,وضدها من سابق ومقتصد وظال لنفسه ;إذا
عرفت هذا فاعلم أن الذي أثبتته اليات القرآنية والسنن النبوية ودرج عليه السلف الصال والصدر الول من الصحابة
والتابعي هم بإحسان من أئمة التفسي والديث والسنة أن العصاة من أهل التوحيد على ثلث طبقات:
الولـى :قوم رجحت حسناتم بسيئاتم فأولئك يدخلون النة ول تسهم النار أبدا.
الثانيـة :قوم تساوت حسناتم وسيئاتم فقصرت بم سيئاتم عن النة وتاوزت بم حسناتم عن النار ,وهؤلء
هم أصحاب العراف الذين ذكر ال تعال أنم يوقفون بي النة والنار ما شاء ال أن يوقفوا ث يؤذن لم ف دخول
النة كما قال تعال بعد أن أخب بدخول أهل النة النة وأهل النار النار وتناديهم فيها قال وبينهما حجاب وعلى
العراف رجال يعرفون كل بسيماهم ونادوا أصحاب النة أن سلم عليكم ل يدخلوها وهم يطمعون وإذا صرفت
أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا ل تعلنا مع القوم الظالي -إل قوله -ادخلوا النة ل خوف عليكم ول
أنتم تزنون
الطبقة الثالثة :قوم لقوا ال تعال مصرين على كبائر الث والفواحش ومعهم أصل التوحيد واليان فرجحت سيئاتم
بسناتم فهؤلء هم الذين يدخلون النار بقدر ذنوبم فمنهم من تأخذه إل كعبيه ,ومنهم من تأخذه إل أنصاف
ساقيه ومنهم من تأخذه إل ركبتيه حت أن منهم من ل يرم ال منه على النار إل أثر السجود وهذه الطبقة هم الذين
يأذن ال تعال ف الشفاعة فيهم لنبينا ممد صلى ال عليه وسلم ولغيه من بعده من النبياء والولياء واللئكة ومن
شاء ال أن يكرمه ,فيحد لم حدا فيخرجونم ث يد لم حدا فيخرجونم ث هكذا فيخرجون من كان ف قلبه وزن
دينار من خي ,ث من كان ف قلبه وزن نصف دينار من خي ث من كان ف قلبه وزن برة من خي ,إل أن يرجوا
منها من كان ف قلبه وزن ذرة من خي إل أدن من مثقال ذرة إل أن يقول الشفعاء ربنا ل نذر فيها خيا ول يلد ف
النار أحد من مات على التوحيد ,ولو عمل أي عمل ,ولكن كل من كان منهم أعظم إيانا وأخف ذنبا كان أخف
عذابا ف النار وأقل مكثا فيها وأسرع خروجا منها ,وكل من كان أعظم ذنبا وأضعف إيانا كان بضد ذلك,
والحاديث ف هذا الباب ل تصى كثرة وإل ذلك أشار النب صلى ال عليه وسلم بقوله من قال ل إله إل ال نفعته
يوما من الدهر يصيبه قبل ذلك ما أصابه وهذا مقام ضلت فيه الفهام وزلت فيه القدام ,واختلفوا فيه اختلفا كثيا
فهدى ال الذين آمنوا لا اختلفوا فيه من الق بإذنه وال يهدي من يشاء إل صراط مستقيم
ج :قال النب صلى ال عليه وسلم وحوله عصبة من أصحابه بايعون على أن ل تشركوا بال شيئا ول تسرقوا ول
تزنوا ول تقتلوا أولدكم ول تأتوا ببهتان تفترونه بي أيديكم وأرجلكم ول تعصوا ف معروف فمن وف منكم فأجره
على ال ,ومن أصاب من ذلك شيئا ث ستره ال فهو إل ال إن شاء عفا عنه ,وإن شاء عاقبه يعن غي الشرك قال
عبادة :فبايعناه على ذلك.
المع بي حديثي عذاب ال للمذنبي وعفوه عنه
س :ما المع بي قوله صلى ال عليه وسلم ف هذا الديث فهو إل ال إن شاء عفا عنه ,وإن شاء عاقبه وبي ما
تقدم من أن من رجحت سيئاته بسناته دخل النار؟
ج :ل منافاة بينهما فإن من يشاء ال أن يعفو عنه ياسبه الساب اليسي الذي فسره النب صلى ال عليه وسلم
بالعرض وقال ف صفته يدنو أحدكم من ربه عز وجل حت يضع عليه كنفه ,فيقول عملت كذا وكذا فيقول نعم
ويقول عملت كذا وكذا فيقول نعم فيقرره ث يقول إن سترت عليك ف الدنيا ,وأنا أغفرها لك اليوم وأما الذين
يدخلون النار بذنوبم فهم من يناقش الساب وقد قال صلى ال عليه وسلم من نوقش الساب عذب
س :ما الصراط الستقيم الذي أمرنا ال تعال بسلوكه ونانا عن اتباع غيه ؟
ج :هو دين السلم الذي أرسل به رسله ,وأنزل به كتبه ول يقبل من أحد سواه ول ينجو إل من سلكه ,ومن سلك
غيه تشعبت عليه الطرق ,وتفرقت به السبل قال ال تعال وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ول تتبعوا السبل فتفرق
بكم عن سبيله وخط النب صلى ال عليه وسلم خطا ث قال هذا سبيل ال مستقيما وخط خطوطا عن يينه وشاله,
ث قال هذه السبل ليس منها سبيل إل عليه شيطان يدعوا إليه ث قرأ وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ول تتبعوا
السبل فتفرق بكم عن سبيله وقال صلى ال عليه وسلم ضرب ال مثل صراطا مستقيما وعلى جنبت الصراط سوران
فيهما أبواب مفتحة ,وعلى البواب ستور مرخاة وعلى باب الصراط داع يقول :يا أيها الناس ادخلوا الصراط
الستقيم جيعا ,ول تفرقوا وداع يدعو من فوق الصراط ,فإذا أراد النسان أن يفتح شيئا من تلك البواب قال ويك
ل تفتحه فإنك إن تفتحه تلجه ,فالصراط السلم والسوران حدود ال والبواب الفتحة مارم ال ,وذلك الداعي
على رأسه الصراط كتاب ال ,والداعي من فوق الصراط واعظ ال ف قلب كل مسلم .
ج :ل يصل ذلك إل بالتمسك بالكتاب والسنة السي بسيها والوقوف عند حدودها ,وبذلك يصل تريد التوحيد
ل وتريد التابعة للرسول صلى ال عليه وسلم ومن يطع ال والرسول فأولئك مع الذين أنعم ال عليهم من النبيي
والصديقي والشهداء والصالي وحسن أولئك رفيقا وهؤلء النعم عليهم الذكورون هاهنا تفصيل هم الذين
أضاف الصراط إليهم ف فاتة الكتاب بقوله تعال اهدنا الصراط الستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غي الغضوب
عليهم ول الضالي ول أعظم نعمة على العبد من هدايته إل هذا الصراط الستقيم ,وتنيبه السبل الضلة ,وقد ترك
النب صلى ال عليه وسلم أمته على ذلك كما قال صلى ال عليه وسلم تركتكم على الحجة البيضاء ليلها كنهارها ل
يريغ عنها بعدي إل هالك .
البدع الحدثة
ج :ضدها البدع الحدثة وهي شرع ما ل يأذن به ال وهي الت عناها النب صلى ال عليه وسلم بقوله من أحدث ف
أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد وقوله صلى ال عليه وسلم عليكم بسنت وسنة اللفاء الراشدين الهديي من بعدي
تسكوا با ,وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومدثات المور ,فإن كل مدثة ضللة وأشار صلى ال عليه وسلم إل
وقوعها بقوله وستفترق أمت على ثلث وسبعي فرقة كلها ف النار إل واحدة وعينها بقوله صلى ال عليه وسلم هم
من كان على مثل ما أنا عليه وأصحاب وقد برأه ال تعال من أهل البدع بقوله إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا
لست منهم ف شيء إنا أمرهم إل ال الية.
البدع الكفرة
ج :هي كثية وضابطها من أنكر أمرا ممعا عليه متواترا من الشرع معلوما من الدين بالضرورة ;لن ذلك تكذيب
بالكتاب وبا أرسل ال به رسله كبدعة الهمية ف إنكار صفات ال عز وجل ,والقول بلق القرآن أو خلق أي صفة
من صفات ال عز وجل وإنكار أن يكون ال اتذ إبراهيم خليل وكلم موسى تكليما وغي ذلك .وكبدعة القدرية ف
إنكار علم ال تعال وأفعاله وقضائه وقدره ,وكبدعة الجسمة الذين يشبهون ال تعال بلقه وغي ذلك من الهواء,
ولكن هؤلء منهم من علم أن عي قصده هدم قواعد الدين ,وتشكيك أهله فيه فهذا مقطوع بكفره بل هو أجنب عن
الدين من أعدى عدو له ,وآخرون مغرورون ملبس عليهم فهؤلء إنا يكم بكفرهم بعد إقامة الجة عليهم وإلزامهم
با .
البدعة الت هي غي مكفرة
ج :هي ما ل تكن كذلك ما ل يلزم منه تكذيب بالكتاب ول بشيء ما أرسل ال به رسله كبدعة الروانية الت
أنكرها عليهم فضلء الصحابة ,ول يقروهم عليها ول يكفروهم بشيء منها ول ينعوا يدا من بيعتهم لجلها
كتأخيهم بعض الصلوات إل أواخر أوقاتا ,وتقديهم الطبة قبل صلة العيد واللوس ف نفس الطبة ف المعة
وغيها وسبهم بعض كبار الصحابة على النابر ونو ذلك ما ل يكن منهم عن اعتقاد شرعية بل بنوع تأويل
,وشهوات نفسانية ,وأغراض دنيوية.
الول :التعبد با ل يأذن ال أن يعبد به البتة كتعبد جهلة التصوفة بآلت اللهو الرقص والصفق والغناء ,وأنواع
العازف وغيها ما هم فيه مضاهئون فعل الذين قال ال تعال فيهم وما كان صلتم عند البيت إل مكاء وتصدية .
والثان :التعبد با أصله مشروع ولكن وضع ف غي موضعه ككشف الرأس مثل هو ف الحرام عبادة مشروعة ,فإذا
فعله غي الحرم ف الصوم أو ف الصلة أو غيها بنية التعبد كان بدعة مرمة .وكذلك فعل سائر العبادات الشروعة
ف غي ما تشرع فيه كالصلوات النفل ف أوقات النهي وكصيام يوم الشك ,وصيام العيدين ونو ذلك.
الالة الثانية :أن تبطل البدعة ,وحدها كما هي باطلة ويسلم العمل الذي وقعت فيه كمن زاد ف الوضوء على ثلث
غسلت فإن النب صلى ال عليه وسلم ل يقل ببطلنه بل قال( فمن زاد على هذا فقد أساء وتعدى وظلم )ونو
ذلك.
البدع ف العاملت
ج :هي اشتراط ما ليس ف كتاب ال ول ف سنة رسوله كاشتراط الولء لغي العتق كما ف قصة بريرة لا اشترط
أهلها الولء قام النب صلى ال عليه وسلم فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد فما بال رجال يشترطون شروطا
ليست ف كتاب ال ,فأيا شرط ليس ف كتاب ال فهو باطل ,وإن كان مائة شرط فقضاء ال أحق وشرط ال أوثق
ما بال رجال منكم يقول أحدهم أعتق يا فلن ول الولء إنا الولء لن أعتق وكذلك كل شرط أحل حراما أو حرم
حلل .
س :ما الواجب التزامه ف أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم وأهل بيته؟
ج :الواجب لم علينا سلمة قلوبنا وألسنتنا لم ونشر فضائلهم والكف عن مساويهم وما شجر بينهم ,والتنويه
بشأنم كما نوه تعال بذكرهم ف التوراة والنيل والقرآن وثبتت الحاديث الصحيحة ف الكتب الشهورة من
المهات وغيها ف فضائلهم ,قال ال عز وجل ممد رسول ال والذين معه أشداء على الكفار رحاء بينهم تراهم
ركعا سجدا يبتغون فضل من ال ورضوانا سيماهم ف وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم ف التوراة ومثلهم ف
النيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بم الكفار وعد ال الذين آمنوا
وعملوا الصالات منهم مغفرة وأجرا عظيما وقال تعال :والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا ف سبيل ال والذين آووا
ونصروا أولئك هم الؤمنون حقا لم مغفرة ورزق كري وقال تعال والسابقون الولون من الهاجرين والنصار
والذين اتبعوهم بإحسان رضي ال عنهم ورضوا عنه وأعد لم جنات تري تتها النار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز
العظيم وقال تعال لقد تاب ال على النب والهاجرين والنصار الذين اتبعوه ف ساعة العسرة الية وقال تعال:
للفقراء الهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالم يبتغون فضل من ال ورضوانا وينصرون ال ورسوله أولئك هم
الصادقون والذين تبوؤا الدار واليان من قبلهم يبون من هاجر إليهم ول يدون ف صدورهم حاجة ما أوتوا
ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بم خصاصة الية .وغيها كثي نعلم ونعتقد أن ال تعال اطلع على أهل بدر ,فقال
اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم وكانوا ثلثائة وبضعة عشر ,وبأنه ل يدخل النار أحد من بايع تت الشجرة بل قد
رضي ال عنهم ورضوا عنه ,وكانوا ألفا وأربعمائة وقيل وخسمائة قال ال تعال لقد رضي ال عن الؤمني إذ
يبايعونك تت الشجرة فعلم ما ف قلوبم الية ,ونشهد بأنم أفضل القرون من هذه المة الت هي أفضل المم وأن
من أنفق مثل أحد ذهبا من بعدهم ل يبلغ مد أحدهم ,ول نصفه مع العتقاد أنم ل يكونوا معصومي بل يوز
عليهم الطأ ,ولكنهم متهدون للمصيب منم أجران ولن أخطأ أجر واحد على اجتهاده ,وخطؤه مغفور ولم من
الفضائل والصالات والسوابق ما يذهب سيئ ما وقع منهم إن وقع وهل يغي يسي النجاسة البحر إذا وقعت فيه
رضي ال عنهم وأرضاهم ,وكذلك القول ف زوجات النب صلى ال عليه وسلم وأهل بيته الذين أذهب ال عنهم
الرجس وطهرهم تطهيا ,ونبأ من كل من وقع ف صدره أو لسانه سوء على أصحاب رسول ال صلى ال عليه
وسلم وأهل بيته أو على أحد منهم ,ونشهد ال تعال على حبهم وموالتم ,والذب عنهم ما استطعنا حفظا لرسول
ال صلى ال عليه وسلم ف وصيته إذ يقول ل تسبوا أصحاب ال ال ف أصحاب وقال إن تارك فيكم ثقلي ,أولما
كتاب ال فخذوا بكتاب ال وتسكوا به ث قال وأهل بيت أذكركم ال ف أهل بيت الديث ف الصحيحي
وغيها.
ج :أفضلهم السابقون الولون من الهاجرين ث من النصار ,ث أهل بدر ,فأحد ,فبيعة الرضوان ,فمن بعدهم ث (من
أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكل وعد ال السن) .
ج :قال عبد ال بن عمر رضي ال عنهما كنا ف زمن النب صلى ال عليه وسلم ل نعدل بأب بكر أحدا ,ث عمر ,ث
عثمان ,ث نترك أصحاب النب صلى ال عليه وسلم ل تفاضل بينهم وقال النب صلى ال عليه وسلم لب بكر ف الغار
ما ظنك باثني ال ثالثهما وقال صلى ال عليه وسلم لو كنت متخذا من أمت خليل لتذت أبا بكر خليل ولكن
أخي وصاحب وقال صلى ال عليه وسلم إن ال بعثن إليكم فقلتم كذبت ,وقال أبو بكر صدقت وواسان بنفسه
وماله فهل أنتم تاركو ل صاحب مرتي وقال النب صلى ال عليه وسلم إيها يا ابن الطاب والذي نفسي بيده ما
لقيك الشيطان سالكا فجا قط إل سلك فجا غي فجك وقال صلى ال عليه وسلم لقد كان فيما قبلكم مدثون ,فإن
يكن ف أمت أحد فإنه عمر وقال صلى ال عليه وسلم ف تكلم الذئب والبقرة فإن أومن به وأبو بكر وعمر وما ها
ث :ولا ذهب عثمان إل مكة ف بيعة الرضوان قال رسول ال صلى ال عليه وسلم بيده اليمن هذه يد عثمان فضرب
با على يده فقال هذه لعثمان وقال صلى ال عليه وسلم من يفر بئر رومة فله النة فحفرها عثمان وقال صلى ال
عليه وسلم من جهز جيش العسرة فله النة فجهزه عثمان ,وقال فيه صلى ال عليه وسلم أل أستحيي من استحيت
منه اللئكة وقال صلى ال عليه وسلم لعلي رضي ال عنه أنت من وأنا منك وأخب صلى ال عليه وسلم عنه أنه
يب ال ورسوله ويبه ال ورسوله وقال صلى ال عليه وسلم من كنت موله فعلي موله وقال صلى ال عليه وسلم
أل ترضى أن تكون من بنلة هارون من موسى إل أنه ل نب بعدي وقال صلى ال عليه وسلم عشرة ف النة النب
ف النة ,وأبو بكر ف النة ,وعمر ف النة ,وعثمان ف النة ,وعلي ف النة ,وطلحة ف النة ,والزبي بن العوام ف
النة ,وسعد بن مالك ف النة ,وعبد الرحن بن عوف ف النة ,قال سعيد بن زيد ولو شئت لسمعت العاشر يعن
نفسه رضي ال عنهم أجعي وقال صلى ال عليه وسلم أرحم أمت بأمت أبو بكر وأشدها ف دين ال عمر وأصدقها
حياء عثمان ,وأعلمها باللل والرام معاذ بن جبل ,وأقرؤها لكتاب ال عز وجل أب ,وأعلمها بالفرائض زيد بن
ثابت ,ولكل أمة أمي وأمي هذه المة أبو عبيدة بن الراح وقال صلى ال عليه وسلم ف السن والسي أنما
سيدا شباب أهل النة ,وأنما ريانتاه ,وقال صلى ال عليه وسلم اللهم إن أحبهما فأحبهما وقال ف السن إن هذا
سيد وسيصلح ال به بي فئتي عظيمتي من السلمي فكان المر كما قال ,وقال ف أمهما إنا سيدة نساء أهل النة
وقد ثبت لكثي من الصحابة فضائل على العموم والنفراد كثية ل تصى ,ول يلزم من إثبات فضيلة لحدهم ف
شيء أن يكون أفضل من الخرين من كل وجه إل اللفاء الربعة ,أما الثلثة فلحديث ابن عمر السابق ,وأما علي
فبإجاع أهل السنة أنه كان بعدهم أفضل من على وجه الرض.
ج :روى أبو داود وغيه عن سعيد بن جهان عن سفينة قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم خلفة النبوة
ثلثون سنة ,ث يؤت ال اللك من يشاء الديث فكان ذلك مدة خلفة أب بكر وعمر وعثمان وعلي رضي ال عنهم
,فأبو بكر سنتان ,وثلثة أشهر ,وعمر عشر سني وستة أشهر ,وعثمان اثنتا عشرة سنة ,وعلي أربع سني وتسعة
أشهر ,ويكملها ثلثي بيعة السن بن علي ستة أشهر وأول ملوك السلم .معاوية رضي ال عنه وهو خيهم
وأفضلهم ث كان بعده ملكا عضوضا إل أن جاء عمر بن عبد العزيز رضي ال عنه فعده أهل السنة خليفة خامسا
لسيه بسية اللفاء الراشدين.
ج :الدلة على ذلك كثية منها ما تقدم ومنها حديث أب بكر رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم صلى ال
عليه وسلم قال ذات يوم من رأى منكم رؤيا؟ فقال رجل أنا رأيت كان ميزانا نزل من السماء فوزنت أنت وأبو بكر
فرجحت أنت بأب بكر ,ووزن عمر وأبو بكر فرجح أبو بكر ووزن عمر وعثمان فرجح عمر ث رفع اليزان وقال
صلى ال عليه وسلم رأى الليلة رجل صال أن أبا بكر نيط برسول ال صلى ال عليه وسلم ونيط عمر بأب بكر ونيط
عثمان بعمر وكل الديثي ف السنن.
س :ما الدليل على خلفة أب بكر وعمر رضي ال عنهما إجال؟
ج :على ذلك أدلة كثية منها ما ف الصحيح قال صلى ال عليه وسلم بينما أنا نائم رأيتن على قليب عليها دلو
فنعت منها ما شاء ال ,ث أخذها ابن أب قحافة فنع منها ذنوبا أو ذنوبي ,وف نزعه ضعف وال يغفر له ضعفه ,ث
استحالت غربا فأخذها ابن الطاب ,فلم أر عبقريا من الناس ينع نزع عمر حت ضرب الناس بعطن
ج :الدلة على ذلك ل تصى منها ما تقدم ,ومنها ما ف صحيح البخاري ومسلم أن امرأة أتت النب صلى ال عليه
وسلم فأمرها أن ترجع قالت أرأيت إن جئت ول أجدك -كأنا تقول الوت -قال صلى ال عليه وسلم :إن ل
تدين فأت أبا بكر ومنها ما ف صحيح مسلم عن عائشة رضي ال عنها قالت قال ل رسول ال ادعي ل أباك
وأخاك حت أكتب كتابا فإن أخاف أن يتمن متمن ,ويقول قائل أنا أول ويأب ال والؤمنون إل أبا بكر وهكذا قال
صلى ال عليه وسلم ف تقديه ف صلة ف مرض موته صلى ال عليه وسلم ,وأجع على بيعته جيع أصحاب رسول
ال من الهاجرين والنصار فمن بعدهم.
ج :أدلته كثية منها ما تقدم ,ومنها قوله صلى ال عليه وسلم إن ل أدري ما قدر بقائي فيكم فاقتدوا بالذين من
بعدي وأشار إل أب بكر وعمر رضي ال عنهما .ومنها ما ف حديث الفتنة الت توج كموج البحر .قال حذيفة
رضي ال عنه لعمر أن بينك وبينها بابا مغلقا قال أيفتح أم يكسر؟ قال بل يكسر قال عمر :إذا ل يغلق فكان الباب
عمر وكسره قتله فلم يرفع بعده السيف بي المة ,وقد أجع المة على تقديه ف اللفة بعد أب بكر رضي ال
عنهما.
ج :الدلة على ذلك كثية منها ما تقدم ومنها حديث كعب بن عجرة قال ذكر رسول ال صلى ال عليه وسلم فتنة
فقر با فمر رجل مقنع رأسه فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم هذا يومئذ على الدى فوثبت فأخذت بضبعي
عثمان ,ث استقبلت رسول ال صلى ال عليه وسلم ,فقلت هذا قال هذا رواه ابن ماجة ,ورواه الترمذي عن مرة
بن كعب ,وقال هذا حديث حسن صحيح وعن عائشة رضي ال عنها قالت قال رسول ال صلى ال عليه وسلم يا
عثمان إن ولك ال هذا المر يوما فأرادك النافقون أن تلع قميصك الذي قمصك ال فل تلعه يقول ذلك ثلث
مرات ,رواه ابن ماجة بإسناد صحيح والترمذي وحسنه وابن حبان ف صحيحه وأجع على بيعته أهل الشورى ث
سائر الصحابة وأول من بايعه علي رضي ال عنه بعد عبد الرحن بن عوف ث الناس بعده.
الدليل على خلفة علي وأولويته بالق بعد أب بكر وعمر وعثمان
ج :أدلة ذلك كثية منها ما تقدم ومنها قول النب صلى ال عليه وسلم ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إل النة
,ويدعونه إل النار فكان مع علي رضي ال عنه فقتله أهل الشام ,وهو يدعوهم إل السنة والماعة ,وطاعة المام
الق علي بن أب طالب رضي ال عنه ,والديث ف الصحيح ,وفيه قال صلى ال عليه وسلم ترق مارقة على حي
فرقة من الناس يقتلهم أول الطائفتي بالق فمرقت الوارج فقتلهم علي رضي ال عنه يوم النهروان ,وهو الول
بالق بإجاع أهل السنة قاطبة رحهم ال تعال.
ج :الواجب لم النصيحة بوالتم على الق ,وطاعتهم فيه وأمرهم به وتذكيهم برفق ,والصلة خلفهم والهاد
معهم ,وأداء الصدقات إليهم والصب عليهم وإن جاروا ,وترك الروج بالسيف عليهم ما ل يظهروا كفرا بواحا
,وأن ل يغروا بالثناء الكاذب عليهم ,وأن يدعى لم بالصلح والتوفيق.
ج :الدلة على ذلك كثية منها قوله تعال يا أيها الذين آمنوا أطيعوا ال وأطيعوا الرسول وأول المر منكم الية.
وقول النب صلى ال عليه وسلم اسعوا وأطيعوا وإن تأمر عليكم عبد وقال صلى ال عليه وسلم من رأى من أميه
شيئا يكرهه ;فليصب عليه فإنه من فارق الماعة شبا فمات إل مات ميتة جاهلية وقال عبادة بن الصامت رضي ال
عنه دعانا النب صلى ال عليه وسلم فبايعناه فكان فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة ف منشطنا ومكرهنا
وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا ,وأن ل ننازع المر أهله إل أن تروا كفرا بواحا عندكم من ال فيه برهان وقال صلى
ال عليه وسلم إن أمر عليكم عبد مدع أسود يقودكم بكتاب ال فاسعوا له وأطيعوا وقال صلى ال عليه وسلم على
الرء السلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إل أن يؤمر بعصية ,فإن أمر بعصية فل سع ول طاعة وقال إنا الطاعة
ف العروف وقال صلى ال عليه وسلم وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسع وأطع وقال صلى ال عليه وسلم من
خلع يدا من طاعة ال يوم القيامة ل حجة له ,ومن مات وليس ف عنقه بيعة مات ميتة جاهلية وقال صلى ال عليه
وسلم من أراد أن يفرق أمر هذه المة ,وهو جيع فاضربوه بالسيف كائنا من كان وقال صلى ال عليه وسلم
ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون فمن كره برئ ومن أنكر سلم ولكن من رضي وتابع قالوا أفل نقاتلهم؟ قال ل ما
صلوا وغي ذلك من الحاديث وهذه كلها ف الصحيح.
من يب عليه المر بالعروف والنهي عن النكر ومراتبه
ج :قال ال عز وجل ولتكن منكم أمة يدعون إل الي ويأمرون بالعروف وينهون عن النكر وأولئك هم الفلحون
وقال النب صلى ال عليه وسلم من رأى منكم منكرا فليغيه بيده ,فإن ل يستطع فبلسانه ,فإن ل يستطع فبقلبه
,وذلك أضعف اليان رواه مسلم
وف هذا الباب من اليات القرآنية والحاديث النبوية ما ل يصى وكلها تدل على وجوب المر بالعروف ,والنهي
عن النكر على كل من رآه ل يسقط عنه إل أن يقوم به غيه كل بسبه ,وكل ما كان العبد على ذلك أقدر وبه
أعلم كان عليه أوجب ,وله ألزم ول ينج عند نزول العذاب بأهل العاصي إل الناهون عنها ,وقد أفردنا هذه السألة
برسالة با وافية ولطالب الق كافية ول المد والنة.
ج :كرامات الولياء حق وهو ظهور المر الارق على أيديهم الذي ل صنع لم فيه ول يكن بطريق التحدي بل
يريه ال على أيديهم ,وإن ل يعلموا به كقصة أصحاب الكهف ,وأصحاب الصخرة ,وجريج الراهب وكلها
معجزات لنبيائهم ;ولذا كانت ف هذه المة أكثر وأعظم لعظم معجزات نبيها ,وكرامته على ال عز وجل ,كما
وقع لب بكر ف أيام الردة وكنداء عمر لسارية وهو على النب ,فأبلغه وهو بالشام وككتابته إل نيل مصر فجرى
وكخيل العلء بن الضرمي إد خاض با البحر ف غزو الروم ,وكصلة أب مسلم الولن ف النار الت أوقدها له
السود العنسي وغي ذلك ما وقع لكثي منهم ف زمن النب صلى ال عليه وسلم وبعده ف عصر الصحابة والتابعي
لم بإحسان ومن بعدهم إل الن ,وإل يوم القيامة ,وكلها ف القيقة معجزات لنبينا صلى ال عليه وسلم لنم إنا
نالوا ذاك بتابعته ,فإن اتفق شيء من الوارق لغي متبع النب صلى ال عليه وسلم فهي فتنة وشعوذة ل كرامة ,وليس
من اتفقت له من أولياء الرحن بل من أولياء الشيطان والعياذ بال.
أولياء ال
ج :هم كل من آمن بال واتقاه واتبع رسوله صلى ال عليه وسلم قال ال تعال أل إن أولياء ال ل خوف عليهم ول
هم يزنون ث بينهم فقال الذين آمنوا وكانوا يتقون اليات ,وقال تعال ال ول الذين آمنوا يرجهم من الظلمات
إل النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يرجونم من النور إل الظلمات الية وقال تعال إنا وليكم ال ورسوله
والذين آمنوا الذين يقيمون الصلة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول ال ورسوله والذين آمنوا فإن حزب ال
هم الغالبون وقال النب صلى ال عليه وسلم إن آل أب فلن ليسوا ل بأولياء إنا أوليائي التقون وقال السن رحه
ال تعال :ادعى قوم مبة ال فامتحنهم ال بذه الية قل إن كنتم تبون ال فاتبعون يببكم ال الية وقال الشافعي
رحه ال تعال" :إذا رأيتم الرجل يشي على الاء أو يطي ف الواء ,فل تصدقوه ول تغتروا به حت تعلموا متابعته
للرسول صلى ال عليه وسلم .
الطائفة الت عناها النب صلى ال عليه وسلم بأنا على الق
س :من هي الطائفة الت عناها النب صلى ال عليه وسلم بقوله :ل تزال طائفة من أمت على الق ظاهرة ل
يضرهم من خالفهم ,حت يأت أمر ال تبارك وتعال .
ج :هذه الطائفة هي الفرقة الناجية من الثلث وسبعي فرقة كما استثناها النب صلى ال عليه وسلم من تلك الفرق
بقوله :كلها ف النار إل واحدة وهي الماعة وف رواية قال هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحاب ,
نسأل ال تعال أن يعلنا منهم ,وأن ل يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا ,وأن يهب لنا من لدنه رحة إنه هو الوهاب سبحان
ربك رب العزة عما يصفون وسلم على الرسلي والمد ل رب العالي .