You are on page 1of 51

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ﷺ‬ ‫الرسول‬

‫صلى‬
‫الله‬
‫‪2‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ﷺ‬ ‫الرسول‬

‫عليه‬
‫وسلم‬ ‫إعداد وجمع وترتيب‬
‫عبد الله بن أحمد آل علف‬
‫الغامدي‬

‫‪3‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ﷺ‬ ‫الرسول‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫الحمد لله رب العالمين‪ ,‬الرحمن الرحيم‪,‬‬
‫مالك يوم الدين‪,‬الحمد لله القائل في‬
‫ﮓ ﮔﭼ‬ ‫محكم التنزيل ﭽ ﮐ ﮑ ﮒ‬
‫النبياء‪١٠٧ :‬‬

‫والصلة والسلم التمان الكملن‬


‫على سيد ولد آدم‪ ,‬المبعوث رحمة‬
‫د آدم يوم‬‫للعالمين والقائل ‪(:‬أنا سيِّدُ ول ِ‬
‫ق عنه الرض‪،‬‬ ‫ش ُّ‬
‫من تن َ‬ ‫ل َ‬ ‫و ُ‬‫القيامة‪ ،‬وأ ّ‬
‫فع)‪« .‬رواه مسلم»‬
‫مش َّ‬ ‫و‬ ‫ل شافع‬ ‫وأو ُ‬
‫ُ‬
‫صلة وسلما متعاقبين متلزمين إلى‬
‫يوم الدين ‪ ..‬وبعد ‪,,‬‬
‫فواجبنا نحو النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم يتمثل في اليمان به وبما جاء به‬
‫من القرآن الكريم والسنة الصحيحة ‪,‬‬
‫وتطبيق ذلك في حياتنا ‪.‬‬
‫ورغبة مني في توعية اخواني واخواتي‬
‫من المسلمين والمسلمات بهذا الواجب‬
‫جمعت هذه الوريقات التي تشتمل على‪:‬‬
‫‪.1‬واجبنا نحو الرسول صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ﷺ‬ ‫الرسول‬
‫‪.2‬حقوق النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم على أمته‪.‬‬
‫‪.3‬الرسول صلى الله عليه وسلم‬
‫كأنك تراه‪.‬‬
‫‪.4‬من فضائل الرسول صلى الله‬
‫عليه وسلم‪.‬‬
‫‪.5‬من أخلق الرسول صلى الله‬
‫عليه وسلم‪.‬‬
‫‪.6‬من أحاديث النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم في الخلق‪.‬‬
‫‪.7‬التحلي بأخلق الرسول صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪.‬‬
‫أسأل الله تعالى أن ينفع بها كل من‬
‫قرأها أو سمعها أو أفاد منها أو طبعها‬
‫ونشرها ووزعها بين المسلمين‪ ,‬وأتمنى‬
‫أن يكون هناك من يعمل على ترجمتها‬
‫والدللة عليها‪ ,‬ولن يحرموا الجر ـ إن‬
‫شاء الله ـ فقد قال المصطفى صلى‬
‫الله عليه وسلم‪(:‬الدال على الخير‬
‫كفاعله )‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ﷺ‬ ‫الرسول‬
‫هذا وصلى الله على نبينا محمد وآله‬
‫وصحبه وسلم ‪ ..‬وآخر دعوانا أن الحمد‬
‫لله رب العالمين ‪,,‬‬
‫وكتبه‬
‫عبد الله بن أحمد ال علف‬
‫الغامدي‬
‫الطائف ــ وادي وج‬
‫الجمعة ‪ 1428/ 1 / 21 :‬هـ‬
‫واجـبنا نحـو الرسـول صلى‬
‫∗‬
‫الله عليه وسلم‬
‫إن للرسول صلى الله عليه وسلم‬
‫حقوقا ً وواجبات إذا أدّاها المسلم نفعه‬
‫الله به ‪ ،‬وأسعده بشفاعته ‪ ،‬وأكرمه‬
‫من ماء كَوثره ‪.‬‬
‫ورود حوضه ‪ ،‬وسقاه ِ‬ ‫ب ُ‬

‫قطوف من الشمائل المحمدية ــ الشيخ ‪ /‬محمد‬ ‫‪‬‬

‫بن جميل زينو‬

‫‪6‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ﷺ‬ ‫الرسول‬
‫محبة الرسول صلى الله عليه‬ ‫‪1‬ـ‬
‫من النفس والهل‬ ‫وسلم ‪ ،‬أكثر ِ‬
‫والمال والولد‪.‬‬
‫من دعاء‬ ‫طاعته في كل ما أمر به ِ‬ ‫‪2‬ـ‬
‫الله وحده ‪ ،‬والستعانة به‪ ،‬والصدق‬
‫حسن الخلق ‪ ،‬وغير ذلك‬ ‫والمانة ‪ ،‬و ُ‬
‫مما جاء في القرآن وأحاديثه الصحيحة‬
‫‪.‬‬
‫َ‬
‫من الشرك الذي حذّر منه‬ ‫التحذير ِ‬ ‫‪3‬ـ‬
‫الرسول صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وهو‬
‫ف العبادة لغير الله ‪ ،‬كدعاء النبياء‬ ‫صر ُ‬ ‫َ‬
‫والولياء وطلب المدد والعون منهم ‪،‬‬
‫فقد قال صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫ن الله نِدّاً‬‫من دو ِ‬ ‫و يدعو ِ‬ ‫ت وه َ‬ ‫من ما َ‬ ‫( َ‬
‫مثل والشريك]‬ ‫ل النار ) ‪[ .‬النِّد ‪ :‬الـ ِ‬‫دخ َ‬
‫« رواه البخاري »‬
‫أن نؤمن بما أخبر به القرآن‬ ‫‪4‬ـ‬
‫من‬
‫والرسول صلى الله عليه وسلم ‪ِ ،‬‬
‫علُو الله على عرشه ‪،‬‬ ‫الصفات ‪ ،‬ك َ ُ‬
‫ك‬‫م َر ِّب َ‬‫س َ‬
‫حا ْ‬ ‫تحقيقا ً لقوله تعالى‪َ ﴿:‬‬
‫س ِّب ِ‬

‫‪7‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ﷺ‬ ‫الرسول‬
‫علَى ﴾« العلى ‪ » 1 :‬وقوله صلى‬ ‫اْل َ ْ‬
‫ب كتاباً‬ ‫ه كت َ‬‫ن الل َ‬‫الله عليه وسلم ‪( :‬إ َّ‬
‫عندهُ فوقَ العرش)‪ «.‬متفق عليه‬ ‫فهو ِ‬
‫»‬
‫وأن الله مع عباده يَسمعهم‬
‫ويراهم ويعلم أحوالهم لقوله تعالى ‪:‬‬
‫َ‬
‫ع‬
‫م ُ‬
‫س َ‬‫ما أ ْ‬‫عكُـ َ‬ ‫فا إِنَّنِـي َ‬
‫م َ‬ ‫ل َل تَـ َ‬
‫خا َ‬ ‫قا َ‬‫﴿ َ‬
‫رى ﴾« ط ٰه ‪» 46 :‬‬
‫َ‬
‫وأ َ‬ ‫َ‬
‫من واجب المسلمين أن‬ ‫ن ِ‬ ‫َ‬ ‫إ ّ‬ ‫‪5‬ـ‬
‫يشكروا الله على بعثة ومولد الرسول‬
‫الكريم صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬
‫سنته ‪ ،‬ومنها صيام يوم‬ ‫فيتمسكوا ب ُ‬
‫سئل عن صومه فقال ‪( :‬‬ ‫الثنين الذي ُ‬
‫ولدت فيه‪ ،‬وفيه بُعثت ‪،‬‬ ‫ذاك يوم ُ‬
‫ي أنزل )‪ [ .‬أي القرآن ] ‪ « .‬رواه‬
‫ُ‬
‫وعل ّ‬
‫مسلم »‬
‫ما الحتفال بيوم مولده صلى الله‬ ‫أ ّ‬ ‫‪6‬ـ‬
‫َ‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬الذي أحدثه المتأخرون ‪،‬‬
‫فلم يَعرفه الرسول والصحابة‬
‫والتابعون ولو كان الحتفال خيراً‬

‫‪8‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ﷺ‬ ‫الرسول‬
‫لسبقونا إليه ‪ ،‬وأرشدنا إليه الرسول‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬كما أرشدنا‬
‫في الحديث السابق إلى صوم يوم‬
‫ولد فيه ‪ ،‬علما ً بأن‬
‫الثنين الذي ُ‬
‫الرسول صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬مات‬
‫من‬‫يوم الثنين ‪ ،‬فليس الفرح بأولى ِ‬
‫حزن على موته صلى الله عليه‬ ‫الـ ُ‬
‫وسلم ‪.‬‬
‫إن الموال التي تُنفق في‬ ‫‪7‬ـ‬
‫ُ‬
‫الحتفالت ‪ ،‬لو أنفقت في بيان‬
‫شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم‬
‫‪ ،‬وسيرته ‪ ،‬وأخلقه ‪ ،‬وأدبه ‪،‬‬
‫وتواضعه ‪ ،‬ومعجزاته‪ ،‬وأحاديثه ‪،‬‬
‫ودعوته للتوحيد التي بدأ بها رسالته‬
‫وغيرها من المور النافعة ‪ ،‬لو فعل‬
‫ذلك المسلمون لنصرهم الله كما نصر‬
‫رسوله صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬
‫إن المحـب الصادق للرسول صلى‬ ‫‪8‬ـ‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬يهمه اِتباع أوامره ‪،‬‬
‫سنته ‪ ،‬والحكم بقرآنه‬ ‫والعمل ب ُ‬

‫‪9‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ﷺ‬ ‫الرسول‬
‫من الصلة عليه صلى الله‬‫والكثار ِ‬
‫عليه وسلم ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ﷺ‬ ‫الرسول‬
‫∗‬
‫على أمته‬ ‫حقوق النبي‬
‫للنبي الكريم صلّى الله عليه وسلّم‬
‫حقوق على أمته وهي كثيرة‪ ,‬منها‪:‬‬
‫أوًل‪ :‬اليمان الصادق به صلّى الله عليه وسلّم‪ ،‬وتصديقه فيما‬
‫أتى به‪:‬‬
‫َ‬
‫ه‬
‫سول ِ ِ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫منُوا بِالل ّ ِ‬ ‫فآ ِ‬ ‫قال تعالى‪َ {:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫خبِيٌر‬ ‫ن َ‬ ‫ملُو َ‬ ‫َ‬ ‫ع‬
‫ما ت َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫هب‬ ‫ُ‬ ‫والل ّ‬ ‫َ‬ ‫ذي أَنَزلْنَا‬ ‫ر ال ّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫والنُّو‬ ‫َ‬
‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ِ‬ ‫الل‬ ‫ب‬
‫َِ‬ ‫وا‬ ‫ن‬
‫ِ ُ‬ ‫م‬ ‫فآ‬ ‫تعالى‪{:‬‬ ‫وقال‬ ‫التغابن]‪.‬‬ ‫سورة‬ ‫[‬‫}‬
‫َ‬
‫ه‬‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫الل‬ ‫ن ِ‬
‫ب‬ ‫م ُ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫ذي ي ُ ْ‬ ‫ي ال ّ ِ‬ ‫م َ ِّ‬ ‫ي ال ُ ِّ‬ ‫ه النَّب ِ ِ ّ‬ ‫سول ِ ِ‬ ‫وَر ُ‬ ‫َ‬
‫ن}[سورة‬ ‫ْ َ ْ َ ُ َ‬ ‫و‬ ‫د‬ ‫ت‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ّ‬ ‫عل‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ه‬
‫َ ِ َ ِ ِ َ ّ ِ ُ ُ َ‬‫عو‬ ‫ب‬‫َ‬ ‫ت‬ ‫وا‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ما‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫و‬
‫العراف]‪.‬‬
‫منُوا ات َّ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫وقال تعالى‪{:‬يا أ َ‬
‫قوا‬ ‫ِ َ َ‬ ‫آ‬ ‫ن‬ ‫ذي‬ ‫ال‬ ‫ها‬ ‫َ ّ َ‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫من‬ ‫ن ِ‬ ‫م ك ِفلي ْ ِ‬ ‫ه ي ُؤتِك ْ‬ ‫سول ِ ِ‬ ‫منُوا بَِر ُ‬ ‫وآ ِ‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫الل‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ه‬
‫ن بِ ِ‬ ‫مشو َ‬ ‫ُ‬ ‫م نُوًرا ت َ ْ‬ ‫عل َلك ْ‬ ‫ج َ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫مت ِ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫َّر ْ‬
‫َّ‬
‫م}[سورة‬ ‫حي ٌ‬ ‫َ‬
‫فوٌر َّر ِ‬ ‫غ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫والل ّ ُ‬ ‫م َ‬ ‫فْر لَك ُ ْ‬ ‫غ ِ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫من بِالل ِ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م يُ ْ‬ ‫من ل ْ‬‫ّ‬ ‫و َ‬ ‫الحديد]‪ .‬وقال تعالى‪َ {:‬‬
‫عيًرا }‬ ‫س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ري َ‬ ‫ف ِ‬ ‫َ‬
‫عتَدْنَا لِلكا ِ‬ ‫ْ‬ ‫فإِنَّا أ َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫سول ِ ِ‬ ‫وَر ُ‬ ‫َ‬
‫[سورة الفتح]‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬موقع صيد الفوائد ( ‪( www.saaid.net‬‬ ‫‪‬‬

‫‪11‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫َﷺ‬ ‫الرسول‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫تأ ْ‬ ‫مْر ُ‬ ‫م‪[ :‬أ ِ‬ ‫َ‬ ‫سل‬‫و َ‬ ‫َ‬ ‫علَي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫ه َ‬ ‫ُ‬ ‫صل ّى الل‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫و َ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أُ َ‬
‫ه إ ِل‬‫ن َل إِل َ َ‬‫هدُوا أ ْ‬ ‫حت ّى ي َ ْ‬
‫ش َ‬ ‫س َ‬ ‫ل الن ّا َ‬ ‫قات ِ َ‬
‫َ‬
‫ه] رواه مسلم‪.‬‬ ‫ت بِ ِ‬ ‫جئ ْ ُ‬
‫ما ِ‬ ‫وب ِ َ‬
‫منُوا بِي َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫وي ُ ْ‬
‫ه َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫واليمان به صلّى الله عليه وسلّم‬
‫هو‪ :‬تصديق نبوته‪ ,‬وأن الله أرسله للجن‬
‫والنس‪ ,‬وتصديقه في جميع ما جاء به‬
‫وقاله‪ ,‬ومطابقة تصديق القلب بذلك‬
‫شهادة اللسان‪ ,‬بأنه رسول الله‪ ,‬فإذا‬
‫اجتمع التصديق به بالقلب والنطق‬
‫بالشهادة باللسان‪ ،‬ثم تطبيق ذلك العمل‬
‫م اليمان به صلّى الله عليه‬ ‫بما جاء به؛ ت َّ‬
‫وسلّم‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬وجوب طاعته صلّى الله عليه وسلّم‪ ،‬والحذر من‬
‫معصيته‪:‬‬
‫فإذا وجب اليمان به وتصديقه‬
‫فيما جاء به وجبت طاعته؛ لن ذلك مما‬
‫منُواْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫نآ َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫أتى به‪ ,‬قال تعالى‪{:‬يَا أي ُّ َ‬
‫عن ْه َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وأنت ُ ْ‬
‫م‬ ‫وا َ ُ َ‬ ‫ول ّ ْ‬
‫ول َ ت َ َ‬‫ه َ‬‫سول َ ُ‬
‫وَر ُ‬ ‫عوا ْ الل ّ َ‬
‫ه َ‬ ‫أطِي ُ‬
‫ن }[سورة النفال]‪.‬‬ ‫عو َ‬ ‫م ُ‬‫س َ‬‫تَ ْ‬

‫‪12‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ﷺ‬ ‫الرسول‬
‫سو ُ‬
‫ل‬ ‫م الَّر ُ‬ ‫ما آتَاك ُ ُ‬ ‫و َ‬ ‫وقال تعالى‪َ {:‬‬
‫هوا‪[} ...‬سورة‬ ‫فانت َ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫عن ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫هاك ُ ْ‬ ‫ما ن َ َ‬ ‫و َ‬ ‫خذُوهُ َ‬ ‫ف ُ‬ ‫َ‬
‫الحشر]‪.‬‬
‫َّ‬
‫ن‬ ‫ذي َ‬ ‫ر ال ِ‬ ‫حذَ ِ‬ ‫فلْي َ ْ‬ ‫وقال تعالى‪َ {:‬‬
‫و‬ ‫َ‬ ‫عن أ َمر َ‬ ‫خال ِ ُ‬
‫ةأ ْ‬ ‫فتْن َ ٌ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫صيب َ ُ‬ ‫ه أن ت ُ ِ‬ ‫ن َ ْ ْ ِ ِ‬ ‫فو َ‬ ‫يُ َ‬
‫م }[سورة النور]‪.‬‬
‫َ‬
‫َّ‬ ‫ب ألِي ٌ‬ ‫عذَا ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫صيب َ ُ‬ ‫يُ ِ‬
‫ه‬
‫ع الل َ‬ ‫ن يُطِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫وقال تعالى‪َ {:‬‬
‫ها‬ ‫حت ِ َ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ري ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫جنَّا ٍ‬ ‫ه َ‬ ‫خل ْ ُ‬ ‫ه يُدْ ِ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫م‬
‫عظِي ُ‬ ‫وُز ال َ‬ ‫وذَل ِك الف ْ‬ ‫ها َ‬ ‫في َ‬ ‫ن ِ‬
‫َّ‬
‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫هاُر َ‬ ‫الن ْ َ‬
‫حدُودَهُ‬ ‫عدّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ويَت َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫سول ُ‬ ‫َ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ص الل َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫* َ‬
‫ن}‬ ‫هي ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫م ِ‬ ‫ب ُ‬ ‫عذَا ٌ‬ ‫ه َ‬ ‫ول ُ‬ ‫ها َ‬ ‫في َ‬ ‫خالِدًا ِ‬ ‫ه نَاًرا َ‬ ‫خل ُ‬ ‫يُدْ ِ‬
‫[سورة النساء]‪.‬‬
‫َ‬ ‫هَريَْرةَ أ َ َّ‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ن أَبَي ُ‬ ‫ع ْ‬ ‫و َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫عنِي‬ ‫ن أط ا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪َ [ :‬‬ ‫قا َ‬ ‫م َ‬ ‫سل َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫علي ْ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ُ‬ ‫صل ّى الل‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫قد أ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صى‬ ‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫صا‬ ‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫َ َ َ ْ‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫الل‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ا‬ ‫ط‬ ‫ْ‬ ‫ف‬
‫نَ‬ ‫عن ْه أ َ‬ ‫َّ‬
‫ه]رواه البخاري ومسلم‪ .‬و َ ُ ّ‬ ‫الل َ‬
‫قا َ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫سو َ‬
‫ل‪[ :‬‬ ‫سل َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫علي ْ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫صلى الل ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ل الل ِ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ك ُ ُّ‬
‫ن أبَى]‬ ‫م ْ‬ ‫ة إ ِل َ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫خلُو َ‬ ‫متِي يَدْ ُ‬ ‫ل أ َّ‬
‫ن يَأْبَى َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ل‪َ [ :‬‬ ‫قا َ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫سو َ‬ ‫قالُوا يَا َر ُ‬ ‫َ‬

‫‪13‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫َﷺ‬ ‫الرسول‬
‫د‬ ‫صانِي َ‬
‫فق ْ‬ ‫ع َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫و َ‬ ‫جن َّ َ‬
‫ة َ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫خ َ‬
‫عنِي دَ َ‬‫أَطَا َ‬
‫أبَى] رواه البخاري‪.‬‬
‫َ‬
‫ثالث ًا‪ :‬اتباعه صلّى الله عليه وسلّم‪ ،‬واتخاذه قدوة في‬
‫جميع المور‪ ،‬والقتداء بهديه‪:‬‬
‫حبُّو َ‬
‫ن‬ ‫م تُ ِ‬ ‫ل إ ِ َن كُنت ُ ْ‬ ‫ق ْ‬ ‫قال تعالى‪ُ { :‬‬
‫َّ‬
‫م‬‫فْر لَك ُ ْ‬ ‫غ ِ‬ ‫وي َ ْ‬
‫ه َ‬‫م الل ّ ُ‬ ‫حبِبْك ُ ُ‬
‫عونِي ي ُ ْ‬ ‫فاتَّب ِ ُ‬‫ه َ‬‫َ‬ ‫الل‬
‫غ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫م }[سورة آل‬ ‫حي ٌ‬ ‫فوٌر َّر ِ‬ ‫والل ُ‬ ‫م َ‬ ‫ذُنُوبَك ْ‬
‫عمران]‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬
‫م‬‫علك ْ‬ ‫عوهُ ل َ‬ ‫وات ّب ِ ُ‬‫وقال تعالى‪َ { :‬‬
‫ن }[سورة العراف]‪.‬‬ ‫هتَدُو َ‬ ‫تَ ْ‬
‫فيجب السير على هديه والتزام‬
‫سنته‪ ،‬والحذر من مخالفته‪ ,‬قال صلّى‬
‫سنَّتِي‬ ‫ن ُ‬ ‫ع ْ‬ ‫ب َ‬ ‫غ َ‬ ‫ن َر ِ‬ ‫م ْ‬ ‫الله عليه وسلّم‪َ [ :‬‬
‫منِّي]‬ ‫س ِ‬ ‫فلَي ْ َ‬ ‫َ‬
‫رواه البخاري ومسلم‬

‫راب ًعا‪ :‬محبته صلّى الله عليه وسلّم أكثر من الهل والولد‪،‬‬
‫والوالد‪ ،‬والناس أجمعين‪:‬‬
‫ؤك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ل إِن كَا َ‬
‫ن آبَا ُ‬ ‫ق ْ‬‫قال تعالى‪ُ {:‬‬
‫َ‬ ‫وأَبْنَآ ُ‬
‫شيَرتُك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ع ِ‬ ‫و َ‬‫م َ‬‫جك ُ ْ‬
‫وا ُ‬
‫وأْز َ‬ ‫م َ‬ ‫وانُك ُ ْ‬
‫خ َ‬
‫وإ ِ ْ‬ ‫ؤك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫َ‬

‫‪14‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ﷺ‬ ‫الرسول‬
‫قتََر ْ‬ ‫لا ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫و َ‬ ‫ش ْ‬ ‫خ َ‬ ‫جاَرةٌ ت َ ْ‬ ‫وت ِ َ‬ ‫ها َ‬ ‫مو َ‬ ‫فت ُ ُ‬ ‫وا ٌ‬ ‫م َ‬ ‫وأ ْ‬ ‫َ‬
‫ب إِلَيْكُم‬ ‫ح َّ‬ ‫ضون َها أ َ‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫سا‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ها‬‫َ‬ ‫د‬ ‫سا‬ ‫َ‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ َ َ َ َ ِ ُ ْ‬
‫ه‬ ‫ل‬ ‫ي‬
‫َ ِ ِ ِ‬ ‫سب‬ ‫في‬ ‫و ِ َ ٍ ِ‬
‫د‬ ‫ها‬ ‫ج‬ ‫ه َ‬‫سول ِ ِ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ِّ‬
‫ه لَ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫والل‬ ‫ه‬ ‫ر‬
‫ُ ِ ْ ِ ِ َ‬ ‫م‬ ‫أ‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫الل‬ ‫ي‬
‫َ ِ َ‬ ‫ت‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫ى‬ ‫ت‬
‫َ ّ‬ ‫ح‬ ‫صوا‬ ‫ب‬
‫َ َ ّ ُ‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫ف‬
‫ن}‬ ‫ِ ِ َ‬ ‫قي‬ ‫س‬ ‫فا‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫ْ َ‬‫و‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ْ‬ ‫ال‬ ‫دي‬ ‫ه ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫[سورة التوبة]‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫صل ّى الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ي َ‬ ‫ل النَّب ِ ُّ‬ ‫قا َ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬‫س َ‬ ‫ٍ‬ ‫ن أَن َ‬ ‫ع ْ‬ ‫و َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ُ‬
‫حت ّى أكو َ‬ ‫م َ‬ ‫حدُك ْ‬ ‫ُ‬ ‫نأ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ْ‬
‫م‪[ :‬ل ي ُؤ ِ‬ ‫سل َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫علَي ْ ِ‬ ‫َ‬
‫س‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫والن ّا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫د ِ‬ ‫ول ِ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫د ِ‬ ‫وال ِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ب إِلي ْ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫أ َ‬
‫َ‬
‫ن] متفق عليه‬ ‫عي َ‬ ‫م ِ‬ ‫ج َ‬‫أ ْ‬
‫وقد ثبت في الحديث أن من ثواب محبته‬
‫الجتماع معه في الجنة‪:‬‬
‫وذلك عندما سأله رجل عن الساعة‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬‫عدَدْ َ‬ ‫ما أ َ ْ‬ ‫م‪َ [ :‬‬ ‫سل ّ َ‬ ‫و َ‬ ‫هَ َ‬ ‫علَي ْ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫صل ّى الل ّ ُ‬ ‫فقال َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ها‬ ‫تل َ‬ ‫عدَدْ ُ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ل الل ِ‬ ‫سو َ‬ ‫ل يَا َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ها] َ‬ ‫لَ َ‬
‫ولَكِنِّي‬ ‫ة َ‬ ‫ق ٍ‬ ‫صدَ َ‬ ‫وَل َ‬ ‫صيَام ٍ َ‬ ‫وَل ِ‬ ‫ة َ‬ ‫صَل ٍ‬ ‫كَبِيَر َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ع َ‬ ‫م َ‬ ‫ت َ‬ ‫فأن ْ َ‬ ‫ل‪َ [ :‬‬ ‫قا َ‬ ‫ه َ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ب الل ّ َ‬ ‫ح ُّ‬ ‫أُ ِ‬
‫ت] رواه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫َ‬
‫حبَب ْ َ‬ ‫أ ْ‬
‫ولما قال عمر بن الخطاب رضي‬
‫َ‬ ‫ل الل َّ ِ َ‬
‫ب إِل َ ّ‬
‫يَ‬ ‫ح ُّ‬ ‫تأ َ‬ ‫ه َلن ْ َ‬ ‫سو َ‬ ‫الله عنه‪ ':‬يَا َر ُ‬

‫‪15‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ﷺ‬ ‫الرسول‬ ‫َ‬
‫ل النَّب ِ ُّ‬
‫ي‬ ‫قا َ‬ ‫ف َ‬ ‫سي' َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ء إ ِ ّل ِ‬ ‫ي ٍ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ن ك ُ ِّ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سي‬ ‫ف ِ‬ ‫ذي ن َ ْ‬ ‫وال ّ ِ‬ ‫م‪َ [ :‬ل َ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫علَي ْ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫صل ّى الل ّ ُ‬ ‫َ‬
‫ك]‬ ‫س َ‬ ‫ف‬‫ْ‬ ‫ن‬
‫ِ ْ َ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ب‬‫َ‬ ‫ح‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫بِي َ ِ ِ َ ّ‬
‫ت‬ ‫ح‬ ‫ه‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫َ َ ّ ِ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ح ُّ‬
‫ب‬ ‫تأ َ‬
‫َّ‬
‫ه َلن ْ َ‬
‫َّ‬
‫والل ّ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ه اْل َ‬ ‫فإِن َّ ُ‬ ‫مُر‪َ ':‬‬ ‫ع َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫صلى الل ُ‬ ‫ي َ‬ ‫ل النَّب ِ ُّ‬ ‫قا َ‬ ‫ف َ‬ ‫سي' َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ي ِ‬ ‫إِل َ َّ‬
‫َ‬
‫ر]رواه البخاري‪.‬‬ ‫م ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ن يَا ُ‬ ‫م‪[ :‬اْل َ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫علَي ْ ِ‬ ‫َ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‪:‬‬ ‫سل َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫علي ْ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫صلى الل ُ‬ ‫و قال َ‬
‫وةَ‬ ‫حل َ‬ ‫َ‬ ‫ن َ‬ ‫َ‬ ‫ه ّ‬ ‫ن ك ُ َّ‬ ‫[ ثََل ٌ‬
‫َ‬ ‫جدَ ب ِ ِ‬ ‫و َ‬ ‫هَ َ‬ ‫في ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ث َ‬
‫ب إِلَي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫ح َّ‬ ‫هأ َ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫ن كَا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ما ِ‬ ‫اْلِي َ‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫ه إ ِل‬ ‫حب ُّ ُ‬ ‫مْرءَ َل ي ُ ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ح َّ‬ ‫ن يُ ِ‬ ‫وأ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ه َ‬ ‫وا ُ‬ ‫س َ‬ ‫ما ِ‬ ‫م َّ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫في الك ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ن‬
‫عدَ أ ْ‬ ‫ر بَ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫عودَ ِ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ن َيَكَر َ‬ ‫وأ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫لِل ِ‬
‫قذَ َ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫أَن ْ َ‬
‫في‬ ‫ف ِ‬ ‫ما يَكَرهُ أ ْ‬ ‫هك َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫قذَهُ الل ُ‬
‫ر] رواه البخاري ومسلم‪.‬‬ ‫النَّا ِ‬
‫فقه الله تعالى‬ ‫ولشك أن من و َّ‬
‫لذلك ذاق طعم اليمان ووجد حلوته‪,‬‬
‫فيستلذ الطاعة ويتحمل المشاقّ في‬
‫رضى الله عز وجل‪ ،‬ورسوله صلّى الله‬
‫عليه وسلّم‪ ,‬ول يسلك إل ما يوافق‬
‫شريعة محمد صلّى الله عليه وسلّم؛ لنه‬
‫رضي به رسولً‪ ,‬وأحبه‪ ،‬ومن أحبه من‬

‫‪16‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ﷺ‬ ‫الرسول‬
‫قلبه صدقا ً أطاعه صلّى الله عليه وسلّم؛‬
‫ولهذا قال القائل‪:‬‬
‫ه *** هذا‬ ‫حب َّ ُ‬ ‫تعصي الله وأنت تُظْهر ُ‬
‫ع‬
‫س بدي ُ‬ ‫لعمري في القيا ِ‬
‫ك صادقا ً لطعته *** إن‬ ‫حب َّ َ‬ ‫لو كان ُ‬
‫ع‬
‫مطي ُ‬ ‫ب ُ‬ ‫ح ُّ‬ ‫ب لمن ي ُ ِ‬ ‫مح َّ‬ ‫ال ُ‬
‫ّ‬
‫وعلمات محبته صلى الله عليه وسلم‬ ‫ّ‬
‫تظهر في القتداء به صلّى الله عليه‬
‫وسلّم‪ ,‬واتباع سنته‪ ,‬وامتثال أوامره‪,‬‬
‫واجتناب نواهيه‪ ,‬والتأدب بآدابه‪ ,‬في‬
‫الشدة والرخاء‪ ,‬وفي العسر واليسر‪ ,‬ول‬
‫شك أن من أحب شيئا ً آثره‪ ,‬وآثر‬
‫موافقته‪ ,‬وإل لم يكن صادقا ً في حبه‬
‫دعياً‪.‬‬ ‫ويكون م ّ‬
‫ول شك أن من علمات محبته‪ :‬النصيحة‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫دي ُ‬
‫م‪[ :‬ال ِّ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫و َ‬
‫ه ََ‬ ‫علَي ْ ِ‬‫ه َ‬ ‫صل ّى الل ّ ُ‬ ‫له؛ لقوله َ‬
‫ه‬
‫ولِكِتَاب ِ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ل‪[ :‬لِل ّ ِ‬ ‫قا َ‬ ‫ن َ‬ ‫قلْنَا ل ِ َ‬
‫م ْ‬ ‫ة] ُ‬ ‫ح ُ‬‫صي َ‬‫الن َّ ِ‬
‫َ‬
‫م]‬ ‫ه ْ‬ ‫مت ِ ِ‬‫عا َّ‬ ‫و َ‬ ‫ن َ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ال ْ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫وِلئ ِ َّ‬ ‫ه َ‬ ‫سول ِ ِ‬‫ولَِر ُ‬ ‫َ‬
‫ّ‬
‫رواه مسلم‪ .‬والنصيحة لرسوله صلى الله‬
‫عليه وسلّم‪ :‬التصديق بنبوته‪ ,‬وطاعته‬

‫‪17‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ﷺ‬ ‫الرسول‬
‫فيما أمر به‪ ,‬واجتناب ما نهى عنه‪,‬‬
‫مؤازرته‪ ,‬ونصرته وحمايته حيا ً وميتاً‪,‬‬
‫و ُ‬
‫وإحياء سنته والعمل بها وتعلمها‪,‬‬
‫وتعليمها والذب عنها‪ ,‬ونشرها‪ ,‬والتخلق‬
‫بأخلقه الكريمة‪ ,‬وآدابه الجميلة‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬احترامه‪ ،‬وتوقيره‪ ،‬ونصرته‪:‬‬ ‫ً‬
‫َّ‬ ‫كما قال تعالى‪{ :‬لِت ُ ْ‬
‫ه‬
‫منُوا بِالل ِ‬ ‫ؤ ِ‬
‫روهُ‪[}...‬سورة‬ ‫ق ُ‬ ‫و ِّ‬‫وت ُ َ‬ ‫زُروهُ َ‬ ‫ع ِّ‬
‫وت ُ َ‬
‫ه َ‬ ‫سول ِ ِ‬ ‫وَر ُ‬ ‫َ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫منُوا ل‬ ‫َ‬ ‫آ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ذي‬ ‫ِ‬ ‫ال‬ ‫ها‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫تعالى‪{:‬‬ ‫وقال‬ ‫الفتح]‪.‬‬
‫َّ‬ ‫وات َّ ُ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫َ‬ ‫الل‬ ‫قوا‬ ‫ه َ‬ ‫سول ِ ِ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ي الل ّ ِ‬ ‫ن يَدَ ِ‬ ‫موا بَي ْ َ‬ ‫دّ‬
‫ق ِ‬‫تُ َ‬
‫َ ُ َّ‬
‫م }[سورة الحجرات]‪.‬‬ ‫علِي ٌ‬
‫ع َ‬ ‫مي ٌ‬ ‫س ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫إِ ّ‬
‫عاءَ‬ ‫علوا دُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ج َ‬‫وقال تعالى‪{:‬ل ت َ ْ‬
‫ضا‪} ...‬‬ ‫ع ً‬ ‫ضكُم ب َ ْ‬ ‫ع ِ‬ ‫ء بَ ْ‬ ‫عا ِ‬ ‫م كَدُ َ‬ ‫ل بَيْنَك ُ ْ‬ ‫سو ِ‬ ‫الَّر ُ‬
‫[سورة النور]‪ .‬وحرمة النبي صلّى الله عليه‬
‫وسلّم بعد موته‪ ,‬وتوقيره لزم كحال‬
‫حياته وذلك عند ذكر حديثه‪ ,‬وسنته‪,‬‬
‫وسماع اسمه وسيرته‪ ,‬وتعلم سنته‪,‬‬
‫والدعوة إليها‪ ,‬ونصرتها‪.‬‬
‫سا‪:‬الصلة عليه صلّى الله عليه وسلّم‪:‬‬
‫ساد ً‬

‫‪18‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫َﷺ‬ ‫الرسول‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ملئِكت َ ُ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫الل ّ َ‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫قال الله تعالى‪{:‬إ ِ َّ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫منُوا‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ها ال ِ‬ ‫ي يَا أي ُّ َ‬ ‫علَى النَّب ِ ِ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫صل ّو َ‬
‫ُ‬ ‫يُ َ‬
‫ما }[سورة‬
‫َّ‬ ‫سلِي ً‬ ‫موا ت َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫سل ِّ ُ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫علَي ْ ِ‬ ‫صل ّوا َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫َ ْ‬ ‫م‬ ‫[‬ ‫م‪:‬‬ ‫سل‬
‫ُ َ ْ ِ َ َ َ‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫عل‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫ّ‬ ‫الل‬ ‫ى‬ ‫ّ‬ ‫صل‬ ‫َ‬ ‫وقال‬ ‫الحزاب]‪.‬‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ها‬ ‫ُ َ ْ ِ ِ َ‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫عل‬ ‫ه‬ ‫الل‬ ‫ى‬ ‫صل‬ ‫صَل ً َ‬ ‫ة‬ ‫ي َ‬ ‫عل َ َّ‬ ‫صل ّى َ‬ ‫َ‬
‫را] رواه مسلم‪.‬‬ ‫عش ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫م‪ [ :‬لَ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سل َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫علي ْ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫صلى الل ُ‬ ‫وقال َ‬
‫ري‬ ‫علوا قب ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ج َ‬ ‫ول ت َ ْ‬ ‫َ‬ ‫م قبُوًرا َ‬ ‫ُ‬ ‫علُوا بُي ُ ُوتَك ُ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫تَ ْ‬
‫غنِي‬ ‫م تَبْل ُ‬ ‫ُ‬ ‫صلتَك ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ن َ‬ ‫َ‬ ‫ي فإ ِ ّ‬ ‫َ‬ ‫عل َّ‬ ‫َ‬ ‫صلوا َ‬ ‫ّ‬ ‫و َ‬ ‫عيدًا َ‬ ‫ِ‬
‫ل‬‫قا َ‬ ‫م]رواه أبوداود وأحمد‪ .‬و َ‬ ‫ث كن ْ َت ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ُ َّ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫خيل ال ِ‬ ‫م‪[ :‬الب َ ِ‬ ‫سل َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫علي ْ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫صلى الل ُ‬ ‫َ‬
‫ي]رواه الترمذي‬ ‫عل َّ‬ ‫َ‬ ‫ل َ‬ ‫ص ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫فل‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫ت‬
‫ُ‬ ‫ر‬ ‫ذُ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ك‬
‫وأحمد‪.‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫م‪َ [ :‬‬ ‫سل ّ َ‬ ‫َّ‬
‫و َ‬ ‫َ‬ ‫علَي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫ه َ‬ ‫ُ‬ ‫صل ّى الل‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫و َ‬
‫ه‬
‫في ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫م يَذْ َكُُروا الل َ‬ ‫سا ل ْ‬ ‫َ‬ ‫جل ِ ً‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫و ٌ‬ ‫ق ُْ‬ ‫س َ‬ ‫جل َ َ‬ ‫َ‬
‫م تَِرةً‬ ‫ه ْ‬ ‫َ‬ ‫م إ ِل كَا َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ه ْ‬ ‫على نَبِي ِّ ِ‬ ‫صلوا َ‬ ‫م يُ َ‬ ‫ول ْ‬ ‫َ‬
‫م]‬ ‫ه‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫غ‬ ‫َ‬ ‫ء‬ ‫شا‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫َ ُ ْ َ ِ ْ‬ ‫وإ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ذ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ء‬ ‫شا‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ِ ْ‬ ‫فإ‬ ‫َ‬
‫ْ َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ُ‬ ‫الل‬ ‫ى‬ ‫صل‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫قا‬ ‫و‬ ‫وأحمد‪.‬‬ ‫الترمذي‬ ‫رواه‬
‫َ‬
‫ه‬
‫ل ِ ْ ُ ِ ْ َ ُ‬
‫د‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫ُ‬ ‫ذ‬ ‫ج ٍ‬ ‫ف َر ُ‬ ‫م أَن ْ ُ‬ ‫غ َ‬ ‫م‪َ[ :‬ر ِ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫علَي ْ ِ‬ ‫َ‬
‫ي] رواه الترمذي وأحمد ‪.‬‬ ‫عل َ َّ‬ ‫ل َ‬ ‫ص ِّ‬ ‫م يُ َ‬ ‫فل َ ْ‬ ‫َ‬

‫‪19‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ﷺ‬ ‫الرسول‬
‫من مواطن الصلة على النبي صلّى الله‬
‫عليه وسلّم‪:‬‬
‫وللصلة على النبي صلّى الله عليه‬
‫وسلّم مواطن كثيرة ذكر منها المام ابن‬
‫القيم رحمه لله في كتابه 'جلء الفهام‬
‫في الصلة والسلم على خير النام '‬
‫واحدا ً وأربعين موطناً‪ ،‬منها على سبيل‬
‫المثال‪ :‬الصلة عليه صلّى الله عليه‬
‫وسلّم عند دخول المسجد‪ ,‬وعند الخروج‬
‫منه‪ ,‬وبعد إجابة المؤذن‪ ,‬وعند القامة‪,‬‬
‫وعند الدعاء‪ ,‬وفي التشهد في الصلة‪،‬‬
‫وفي صلة الجنازة‪ ،‬وفي الصباح‬
‫والمساء‪ ،‬وفي يوم الجمعة‪ ,‬وعند اجتماع‬
‫القوم قبل تفرقهم‪ ,‬وفي الخطب‪:‬‬
‫كخطبتي صلة الجمعة‪ ,‬وعند كتابة‬
‫اسمه‪ ,‬وفي أثناء صلة العيدين بين‬
‫التكبيرات‪ ,‬وآخر دعاء القنوت‪ ,‬وعلى‬
‫الصفا والمروة‪ ,‬وعند الوقوف على‬
‫قبره‪ ,‬وعند الهم والشدائد وطلب‬
‫المغفرة‪ ,‬وعقب الذنب إذا أراد أن يكفر‬

‫‪20‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ﷺ‬ ‫الرسول‬
‫عنه‪ ,‬وغير ذلك من المواطن التي ذكرها‬
‫رحمه الله في كتابه‪.‬‬
‫ولو لم يرد في فضل الصلة على النبي‬
‫صلّى الله عليه وسلّم إل هذا الحديث‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫علَي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫ه َ‬ ‫صل ّى الل ّ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫لكفى‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫حدَةً‬ ‫وا ِ‬ ‫َ‬ ‫صَلةً‬ ‫َ‬ ‫عل َ َّ‬
‫ي‬ ‫صل ّى َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬‫م ْ‬ ‫َ‬ ‫م‪[ :‬‬ ‫َ‬ ‫سل‬‫و َ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َّ‬
‫ه‬
‫عن ْ ُ‬‫ت َ‬ ‫حط ْ‬ ‫و ُ‬ ‫ت َ‬ ‫وا ٍ‬ ‫صل َ‬ ‫عشَر َ‬ ‫ه َ‬ ‫علي ْ ِ‬‫ه َ‬ ‫صلى الل ُ‬ ‫َ‬
‫شُر‬ ‫ع ْ‬ ‫ه َ‬ ‫تل ُ‬‫َ‬ ‫ع ْ‬
‫ف َ‬ ‫وُر ِ‬
‫ت َ‬ ‫َ‬
‫خطِيئا ٍ‬ ‫شُر َ‬ ‫ع ْ‬ ‫َ‬
‫ت]رواه النسائي وأحمد‪.‬‬ ‫جا ٍ‬ ‫دََر َ‬
‫سابعًا‪ :‬وجوب التحاكم إليه‪ ،‬والرضي بحكمه صلّى الله عليه‬
‫وسلّم‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫قال الله تعالى‪ {:‬يَا أي ُّ َ‬
‫آمنُوا أَطيعوا الل َّه َ‬
‫سو َ‬
‫ل‬ ‫عوا الَّر ُ‬ ‫وأطِي ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ ُ‬ ‫َ‬
‫في‬ ‫م‬
‫َ َ َ ُ ْ ِ‬ ‫ت‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫ز‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫فإ‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ك‬‫ن‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ل‬
‫َ ِ‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫وأ‬
‫ْ ِ ِ ْ ْ َِ‬
‫م‬
‫ُ ْ‬ ‫ت‬ ‫ن‬‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ل‬
‫ِ َ ّ ُ ِ ِ‬ ‫سو‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫وال‬ ‫ه‬ ‫ّ‬ ‫الل‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ه‬ ‫و‬
‫ُ ّ َ ُ ِ‬ ‫ُ‬ ‫د‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫ء‬
‫ٍ‬ ‫ي‬
‫ش ْ‬ ‫َ‬
‫خيٌْر‬ ‫ك َ‬ ‫ر ذَل ِ َ‬ ‫خ ِ‬ ‫وم ِ ال ِ‬ ‫والْي َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ن بِالل ّ ِ‬ ‫منُو َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫تُ ْ‬
‫ويل ً }[سورة النساء]‪.‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن تَأ ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫وأ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫حت ّى‬ ‫ن َ‬ ‫منُو َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫وَرب ِّك ل ي ُؤ ِ‬ ‫َ‬ ‫{ فل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫جدُوا‬ ‫م ل يَ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م ثُ ّ‬ ‫ه ْ‬ ‫جَر بَيْن َ ُ‬ ‫ش َ‬ ‫ما َ‬ ‫في َ‬ ‫ك ِ‬ ‫مو َ‬ ‫حكِّ ُ‬ ‫يُ َ‬

‫‪21‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ّﷺ‬ ‫الرسول‬
‫م َّ‬
‫ما َ‬ ‫في أَن ْ ُ‬
‫سل ِ ُ‬
‫موا‬ ‫وي ُ َ‬
‫ت َ‬
‫ضي ْ َ‬
‫ق َ‬ ‫جا ِ‬‫حَر ً‬
‫م َ‬‫ه ْ‬
‫س ِ‬
‫ف ِ‬ ‫ِ‬
‫ما }[سورة النساء]‪.‬‬ ‫سلِي ً‬‫تَ ْ‬
‫ويكون التحاكم إلى سنته وشريعته بعده‬
‫صلّى الله عليه وسلّم‪.‬‬
‫ثامنًا‪ :‬إنزاله مكانته صلّى الله عليه وسلّم بل غلو ول تقصير‪:‬‬
‫فهو عبد لله ورسوله‪ ,‬وهو أفضل‬
‫النبياء والمرسلين‪ ,‬وهو سيد الولين‬
‫والخرين‪ ,‬وهو صاحب المقام المحمود‪،‬‬
‫والحوض المورود‪ ,‬ولكنه مع ذلك بشر ل‬
‫يملك لنفسه ول لغيره ضرا ً ول نفعا ً إل‬
‫قل لَّ‬ ‫ما شاء الله كما قال تعالى‪ُ { :‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أَ ُ‬
‫م‬ ‫عل ُ‬ ‫ول أ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫خَزآئ ِ ُ‬ ‫دي َ‬ ‫عن ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ل لَك ُ ْ‬ ‫قو ُ‬
‫ك إن أَتَّبع إلَّ‬ ‫ول أ َ ُ‬
‫ِ ُ ِ‬ ‫مل َ ٌ ِ ْ‬ ‫م إِنِّي َ‬ ‫ل لَك ُ ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫ب َ‬ ‫غي ْ َ‬‫ال ْ َ‬
‫ي‪[}...‬سورة النعام]‪ .‬وقال‬ ‫حى إِل َ َّ‬ ‫ما يُو َ‬ ‫َ‬
‫ولَ‬ ‫عا‬ ‫ْ‬
‫ف‬ ‫ن‬ ‫سي‬ ‫ف‬‫ْ‬ ‫ن‬
‫ِ َ‬ ‫ل‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫قل‬ ‫ُ‬ ‫تعالى‪{:‬‬
‫َ ً َ‬ ‫ِ‬
‫ْ َّ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫ْ َ‬ ‫ي‬ ‫غ‬‫َ‬ ‫ال‬ ‫م‬
‫ْ ُ‬ ‫عل‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ُ‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫و‬‫ُ َ ْ‬ ‫ول‬ ‫ه‬ ‫الل‬ ‫شاءَ‬ ‫ما َ‬ ‫ضًّرا إِل ّ َ‬ ‫َ‬
‫سوءُ‬ ‫ُ‬ ‫ي ال ّ‬ ‫سن ِ َ‬ ‫َ‬ ‫م ّ‬ ‫ما َ‬ ‫و َ‬ ‫ر َ‬ ‫خي ْ ِ‬ ‫ْ‬
‫ن ال َ‬ ‫م َ‬ ‫ت ِ‬ ‫ستَكثْر ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫لَ ْ‬
‫شيٌر ل ِّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن}‬ ‫منُو َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫وم ٍ ي ُ ْ‬ ‫ق ْ‬ ‫وب َ ِ‬ ‫ذيٌر َ‬ ‫ن أنَا ْ إِل ّ ن َ ِ‬ ‫إِ ْ‬
‫ل إِنِّي لَ‬ ‫ُ‬
‫[سورة العراف]‪ .‬وقال تعالى‪ {:‬ق ْ‬
‫َ‬ ‫وَل َر َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫ل إِنِّي ل ْ‬ ‫ق ْ‬ ‫شدًا * ُ‬ ‫ضًّرا َ‬ ‫م َ‬ ‫ك لَك ُ ْ‬ ‫مل ِ ُ‬ ‫أ ْ‬

‫‪22‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ﷺ‬ ‫الرسول‬
‫َ‬ ‫يجيرنِي من الل َّ َ‬
‫ه‬
‫ن دُون ِ ِ‬ ‫م ْ‬‫جدَ ِ‬ ‫نأ ِ‬ ‫ول َ ْ‬
‫د َ‬ ‫ح ٌ‬ ‫هأ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َ‬ ‫ُ ِ َ‬
‫حدًا }[سورة الجن]‪.‬‬ ‫ملْت َ َ‬ ‫ُ‬
‫وقد مات صلّى الله عليه وسلّم‬
‫ق إلى‬ ‫كغيره من النبياء‪ ،‬ولكن دينه با ٍ‬
‫م‬
‫ه ْ‬ ‫وإِن َّ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫مي ِّ ٌ‬ ‫ك َ‬ ‫يوم القيام { إِن َّ َ‬
‫ن}[سورة الزمر]‪ .‬وبهذا يعلم أنه ل‬ ‫ميِّتُو َ‬ ‫َ‬
‫يستحق العبادة إل الله وحده ل شريك له‬
‫ي‬‫حيَا َ‬ ‫م ْ‬‫و َ‬ ‫سكِي َ‬ ‫ون ُ ُ‬ ‫صَلتِي َ‬ ‫ن َ َ‬ ‫ل إ ِ َّ‬ ‫ق ْ‬ ‫{ ُ‬
‫ك لَ ُ‬
‫ه‬ ‫ري َ‬
‫ش ِ‬ ‫ن * َل َ‬ ‫مي َ‬ ‫عال َ ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ه َر ِّ‬ ‫ماتِي لِل ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫ن }[سورة‬ ‫ْ‬ ‫و ُ‬ ‫َ‬
‫وأنَا أ َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مي َ‬‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ال ُ‬ ‫َ‬ ‫ت‬‫ُ‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫أ‬ ‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ذ‬ ‫وب‬
‫َ ِ‬
‫النعام]‪.‬‬
‫وصلى الله وسلم على نبينا محمد‬
‫وعلى آله وأصحابه‬

‫‪23‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ﷺ‬ ‫الرسول‬
‫الرسـول كأنك تراه صلى الله‬
‫∗‬
‫عليه وسلم‬
‫كان رسول الله صلى الله عليه وسلم‬ ‫‪1‬ـ‬
‫خلقا ً ‪ ،‬ليس‬
‫ن الناس وجها ً وأحسنهم َ‬
‫أحس َ‬
‫بالطويل البائن ول القصير ‪.‬‬
‫« متفق عليه »‬
‫كان الرسول صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬ ‫‪2‬ـ‬
‫« رواه‬ ‫ح الوجه ‪.‬‬
‫ض ملي َ‬
‫أبي َ‬
‫مسلم »‬
‫كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬ ‫‪3‬ـ‬
‫ثَ‬ ‫ً‬
‫مربوعا ‪ ،‬عريض ما بين المنكبين ‪ ،‬ك ّ‬
‫مـتُه إلى شحمة‬‫جـ َّ‬
‫حمرة ‪ُ ،‬‬ ‫اللحية ‪ ،‬تعلوه ُ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫حلةٍ حمراء ‪ ،‬ما رأيت‬ ‫أذنيه ‪ ،‬لقد رأيته في ُ‬
‫«‬ ‫ن منه ‪.‬‬‫أحس َ‬
‫رواه البخاري »‬
‫[ مربوعا ً ‪ :‬ليس بالطويل ول القصير ] [ ك َّ‬
‫ث‬
‫جمته ‪ :‬شعره ] ‪.‬‬
‫اللحية ‪ :‬كثير الشعر ] [ ُ‬
‫قطوف من الشمائل المحمدية ــ الشيخ ‪ /‬محمد‬ ‫‪‬‬

‫بن جميل زينو‬

‫‪24‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ﷺ‬ ‫الرسول‬
‫ل الله صلى الله عليه وسلم‬ ‫كان رسو ُ‬ ‫‪4‬ـ‬
‫ن‬
‫م الرأس واليدين والقدمين ‪ ،‬حس َ‬ ‫ضخ َ‬
‫مثلَه ‪ « .‬رواه البخاري‬
‫الوجه ‪ ،‬لم أَر قبله ول بعده ِ‬
‫»‬
‫ل الشمس والقمر وكان‬ ‫مث َ‬
‫كان وجهه ِ‬ ‫‪5‬ـ‬
‫« رواه مسلم »‬ ‫مستديرا ً ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا‬ ‫‪6‬ـ‬
‫ة‬‫سَّر استنـار وجهُه ‪ ،‬حتى كأن وجهَه قطع ُ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫قمر ‪ ،‬وكنا نعرف ذلك ‪.‬‬
‫« متفق عليه »‬
‫كان الرسول صلى الله عليه وسلم ل‬ ‫‪7‬ـ‬
‫ت‬ ‫ُ‬
‫ت إليه قل َ‬
‫ت إذا نظر َ‬ ‫ً‬
‫يضحك إل تبسما ‪ ،‬وكن َ‬
‫«‬ ‫ل العينين وليس بأكحل ‪.‬‬ ‫أكح َ‬
‫حسن رواه الترمذي »‬
‫وعن عائشة قالت ‪ :‬ما رأيت رسول الله‬ ‫‪8‬ـ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫معا قط ضاحكا ‪،‬‬‫مستج ِ‬‫صلى الله عليه وسلم ُ‬
‫حكه‬ ‫حتى أرى منه لَـهَواته ‪ ،‬إنما كان َ‬
‫ض ِ‬
‫التَّبسم ‪.‬‬
‫« رواه البخاري »‬
‫[ لَـهَواته ‪ :‬أقصى َ‬
‫حلقه ] ‪.‬‬
‫وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال ‪:‬‬ ‫‪9‬ـ‬

‫‪25‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ﷺ‬ ‫الرسول‬
‫( رأيت رسول الله صلى الله عليه‬
‫ت أنظر‬ ‫ن فجعل ُ‬ ‫وسلم في ليلة إضحيا ٍ‬
‫إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫َ‬
‫حلّة حمراء ‪ ،‬فإذا‬ ‫وإلى القمر‪ ،‬وعليه ُ‬
‫من القمر ) « رواه الترمذي‬ ‫ن ِ‬
‫هو عندي أحس ُ‬
‫وقال ‪:‬حديث غريب ‪ ,‬وصححه الحاكم ووافقه الذهبي »‬
‫[ إضحيان ‪ :‬مضيئة مقمرة ] ‪.‬‬
‫من قال في وصف الرسول‬ ‫‪10‬ـ وما أحسن َ‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫ثِما ُ‬
‫ل‬ ‫وجهه‬‫ض يُستَسقى الغمام ب َ‬
‫وأبي ُ‬
‫ة للرامل‬‫عصـم ٌ‬‫اليتامى ِ‬
‫من كلم أبي طالب أنشده‬ ‫هٰذا الشعر ِ‬
‫ابن عمر وغيره ‪ ،‬لما أصاب المسلمين‬
‫قحط ‪ ،‬فدعا لهم الرسول صلى الله عليه‬
‫وسلم قائل ً ‪:‬‬
‫قنا ) فنزل المطر ‪.‬‬
‫م اس ِ‬ ‫( الله َّ‬
‫« رواه البخاري »‬
‫عصمة ‪ :‬مانع من ظلمهم ]‬
‫مطعم ‪ِ ،‬‬
‫[ ثِمال ‪ُ :‬‬
‫‪.‬‬
‫والمعنى أن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم المنعوت بالبياض يسأله الناس أن‬

‫‪26‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ﷺ‬ ‫الرسول‬
‫يتوجه إلى الله بوجهه الكريم ودعائه أن يُنزل‬
‫عليهم المطر وذلك في حال حياته صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬أما بعد مماته فقد توسل‬
‫الخليفة عمر بالعباس أن يدعوَ لهم بنزول‬
‫المطر ولم يتوسل بالرسول صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪:‬‬
‫من كِنانة فقال ‪:‬‬
‫وأنشد َرجل ِ‬
‫ممن شكر‬ ‫لك الحمد والحمد ِ‬
‫ســقينا بوجـه النبـي‬ ‫ُ‬
‫قه دعــوة‬ ‫ه خـالـ َ‬ ‫الـمــطر دعـا الل َ‬
‫ص مـنه‬
‫إلـيه وأشـخـ َ‬
‫البـصــر‬
‫فـلم يك إل كإلـقاء الـرداء‬
‫وأســرع حـتى رأيـنا الــدَُّرر‬
‫عـمـه أبـو طـالـب‬ ‫وكـان كمـا قـال لـه َ‬
‫ُ‬
‫ض ذو غـــَرر‬ ‫أبيـ ُ‬
‫ب الغمـام‬ ‫به الله يسقي صو َ‬
‫وه ٰـذا الـعـيان لـذاك الخـــبـر‬
‫ق الـمزيد‬ ‫من يشـكر الله يل َ‬ ‫ف َ‬
‫غـــيَـر‬
‫ق الـ ِ‬‫مـن يكـفر الله يلـ َ‬ ‫و َ‬
‫« نقل ً من كتاب منال الطالب لبن الثير ‪ ,‬ص ‪» 106‬‬

‫‪27‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ﷺ‬ ‫الرسول‬

‫مـن فضـائل الرسول صلى الله‬


‫ِ‬
‫∗‬
‫عليه وسلم‬
‫ي إِنَّا‬ ‫ها النَّب ِ ُّ‬ ‫َ‬
‫قال الله تعالى ‪ ﴿ :‬يَا أي ُّ َ‬ ‫‪1‬ـ‬
‫ذيرا ً *‬ ‫َ‬
‫شرا ً َ‬
‫ون َ ِ‬ ‫مب َ ّ ِ‬ ‫و ُ‬‫هدا ً َ‬ ‫شا ِ‬ ‫ك َ‬ ‫سلْنَا َ‬‫أْر َ‬
‫منِيرا ً *‬ ‫سَراجا ً ُّ‬ ‫و ِ‬ ‫ه َ‬ ‫عيا ً إِلَى الله بِإِذْن ِ ِ‬ ‫ودَا ِ‬ ‫َ‬
‫ن الله‬ ‫م‬ ‫هم‬ ‫ـ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫يـ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫ؤ‬ ‫م‬ ‫الـ‬ ‫ر‬ ‫ش‬‫ّ‬ ‫ب‬ ‫و‬
‫ِّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ِ ِ َ ِ ّ‬ ‫َ َ ِ ِ‬
‫ً‬
‫ضل ً كبِيرا ﴾ ‪.‬‬‫َ‬ ‫ف ْ‬ ‫َ‬
‫« الحزاب ‪» 47-45 :‬‬
‫﴿ ما كَان مح َ َ َ‬
‫م‬‫جالِك ُ ْ‬ ‫ر َ‬ ‫من ّ ِ‬ ‫د ِّ‬‫ح ٍ‬‫مدٌ أبَا أ َ‬ ‫َ ُ َ ّ‬ ‫‪2‬ـ‬
‫ن‬
‫وكا َ‬ ‫َ‬ ‫ن َ‬ ‫َ‬
‫م الن ّبِيِّي َ‬ ‫خات َ َ‬ ‫و َ‬
‫سول الله َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ولكِن ّر ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ً‬
‫علِيما ﴾ ‪.‬‬ ‫ء َ‬ ‫ي ٍ‬‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ُ‬
‫ه بِك ِّ‬ ‫الل ُ‬
‫« الحزاب ‪» 40 :‬‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫مي َ‬ ‫عال َ ِ‬‫ة ل ِّل ْ َ‬
‫م ً‬ ‫حـ َ‬‫ك إ ِ ّل َر ْ‬ ‫سلْنَا‬‫ما أْر َ‬ ‫و َ‬ ‫﴿ َ‬ ‫‪3‬ـ‬
‫« النبياء ‪» 107 :‬‬ ‫﴾‪.‬‬
‫قطوف من الشمائل المحمدية ــ الشيخ ‪ /‬محمد‬ ‫‪‬‬

‫بن جميل زينو‬

‫‪28‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ﷺ‬ ‫الرسول‬
‫وقال صلى الله عليه وسلم ‪ ( :‬أنا أكثُر‬ ‫‪4‬ـ‬
‫من‬ ‫و ُ‬
‫ل َ‬ ‫ة ‪ ،‬وأنا أ َّ‬
‫م القيام ِ‬‫ء تبعا ً يو َ‬
‫النبيا ِ‬
‫ة)‪.‬‬‫ب الجن ِ‬ ‫ع با َ‬‫يقر ُ‬
‫« رواه مسلم »‬
‫وقال صلى الله عليه وسلم ‪ ( :‬أنا أو ُ‬
‫ل‬ ‫‪5‬ـ‬
‫من‬
‫ي ِ‬‫ة ‪ ،‬لم يُصدَّق نب ٌّ‬ ‫ع في الجن ِ‬ ‫شفي ٍ‬
‫من‬‫ن نبيّا ً ِ‬
‫دقت ‪ ،‬وإ َّ‬ ‫ص ِّ‬
‫ء ما ُ‬
‫النبيا ِ‬
‫ُ‬
‫من أمته إل رج ٌ‬
‫ل‬ ‫ء ما صدَّقه ِ‬ ‫النبيا ِ‬
‫واحد )‬
‫« رواه مسلم »‬
‫ت‬
‫وقال صلى الله عليه وسلم ‪ ( :‬سأل ُ‬ ‫‪6‬ـ‬
‫عني‬‫ربي ثلثا ‪ ،‬فأعطاني ثِنتين ‪ ،‬ومن َ‬ ‫ً‬
‫ت ربّي أل يُهلك أُمتي‬ ‫واحدة ‪ :‬سأل ُ‬
‫نل‬ ‫سنة ‪ ،‬فأعطانيها ‪ ،‬وسألتُه أ ْ‬ ‫بال َّ‬
‫ق فأعطانيها ‪ ،‬وسألتُه‬ ‫ُ‬
‫يُهلك أمتي بالغر ِ‬
‫عنيها )‪.‬‬ ‫سهم بينهم فمن َ‬ ‫ل بأ َ‬ ‫ن ل يجع َ‬ ‫أ ْ‬
‫سنة ‪ :‬القحط ] ‪ « .‬رواه مسلم »‬ ‫[ ال َّ‬
‫ّ‬
‫سلِط‬ ‫ن ل يُ َ‬‫وفي رواية‪( :‬فسألتُه أ ْ‬
‫من غيرهم فأعطانيها) «‬ ‫عليهم عدوا ً ِ‬
‫رواه الترمذي والنسائي وصحح اللباني سنده »‬
‫قال أنس بن مالك في حديث السراء‬ ‫‪7‬ـ‬

‫‪29‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ﷺ‬ ‫الرسول‬
‫وفيه ‪:‬‬
‫( والنبي صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬
‫نائمة عيناه ‪ ،‬ول ينام قلبه ) ‪.‬‬
‫« رواه البخاري »‬
‫وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬ ‫‪8‬ـ‬
‫م القيامة ‪ ،‬وأو ُ‬
‫ل‬ ‫( أنا سيدُ ولد آدم يو َ‬
‫فع‬‫َ‬ ‫مش ّ‬ ‫ش ُّ‬‫من تن َ‬
‫فع و ُ‬ ‫ق عنه الرض ‪ ،‬شا ِ‬ ‫َ‬
‫« رواه مسلم »‬ ‫)‪.‬‬
‫وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬ ‫‪9‬ـ‬
‫ت‪:‬‬ ‫س ٍّ‬ ‫ت على النبياء ب ِ ِ‬ ‫ضل ُ‬ ‫ُ‬
‫( ف ِّ‬
‫ت بالُّرعب‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ع الكلِم ‪ ،‬ونُصر ُ‬ ‫ت جوام َ‬ ‫أعطي ُ‬
‫ُ َ‬
‫ي‬‫جعل َ ُت ل َ‬ ‫م‪،‬و ُ‬ ‫حل ّت ل َ‬
‫ي الغنائ ُ‬ ‫وأ ِ‬‫‪َ ،‬‬
‫ت إلى‬ ‫ً‬
‫ض مسجدا وطهورا ‪ ،‬وأرسل ُ‬ ‫ً‬ ‫الر ُ‬
‫َ‬
‫ختم بي الن ّبيون ) ‪.‬‬ ‫ة‪،‬و ُ‬ ‫ق كاف ً‬ ‫الخل ِ‬
‫« رواه مسلم »‬
‫‪10‬ـ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪( :‬‬
‫ن بني آدم قرناً‬ ‫قرو ِ‬‫ر ُ‬
‫من خي ِ‬ ‫ت ِ‬ ‫بُعث ُ‬
‫من القرن الذي‬ ‫ت ِ‬ ‫ً‬
‫فقرنا‪ ،‬حتى ٰ كن ُ‬
‫« أخرجه البخاري »‬ ‫ت منه ) ‪.‬‬ ‫كن ُ‬
‫‪11‬ـ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪( :‬‬

‫‪30‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ﷺ‬ ‫الرسول‬
‫مثل النبياء قبلي ‪ ،‬كمثل‬ ‫مثَلي و َ‬ ‫إن َ‬
‫سنه وأجملَه ‪ ،‬إل‬ ‫رجل بنى بنيانا ً فأح َ‬
‫من زواياه ‪،‬‬ ‫ة ِ‬ ‫من زاوي ٍ‬ ‫ضع لَبنة ِ‬‫مو ِ‬
‫س يَطوفون به ويَعجبون لـه‬ ‫ل النا ُ‬ ‫فجع َ‬
‫ت هذه اللّبنَة ؟!‬ ‫ع ْ‬ ‫ض َ‬ ‫‪ ،‬ويقولون ‪ :‬هّل ُ‬
‫و ِ‬
‫م النّبيين)‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬فأنا اللّبنَة ‪ ،‬وأنا خات ُ‬
‫« أخرجه البخاري »‬
‫‪12‬ـ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪( :‬‬
‫م النّبيين ‪،‬‬ ‫ب خات ُ‬
‫إنّي عندَ الله مكتو ٌ‬
‫ل في طِينته ‪،‬‬ ‫د ٌ‬
‫ج ِ‬ ‫من َ‬‫ن آدم لَـ ُ‬ ‫وإ َّ‬
‫ول أمري ‪ :‬دعوة إبراهيم‬ ‫وسأخبركم بأ َّ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫‪ ،‬وبشارة عيسى ‪ ،‬وُرؤيا أمي التي‬
‫ج لها نوٌر‬
‫عتني ‪ ،‬وقدْ خر َ‬ ‫ض َ‬‫ت حين و َ‬ ‫رأ ْ‬
‫ه قصوُر الشام )‪.‬‬ ‫ت لها من ُ‬ ‫أضاء ْ‬
‫ملقى على الرض ]‪ « .‬صححه‬ ‫جدِل ‪ُ :‬‬‫[ لَمن َ‬
‫الحاكم ووافقه الذهبي ‪ ,‬وصححه اللباني في المشكاة »‬
‫‪13‬ـ جاءَ الملَك جبريل إلى رسول الله صلى‬
‫قرأْ‬
‫وسلم في غار حراء فقال ‪ ﴿:‬ا ِ ْ َ‬
‫َ َّ‬
‫الله عليه‬
‫خلق ﴾ فرجع بها رسول‬ ‫َ‬ ‫سم ِ َرب ِّك الذي َ‬
‫بِا ْ‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬يرجف فؤاده‪،‬‬

‫‪31‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ﷺ‬ ‫الرسول‬
‫فدخل على خديجة بنت خويلد وأخبرها ‪:‬‬
‫ت على نفسي ‪.‬‬ ‫لقد خشي ُ‬
‫فقالت خديجة ‪ :‬كّل والله ما يُخزيك الله أبدا ً ‪،‬‬
‫سب‬ ‫مل الك َ َّ‬
‫ل ‪ ،‬وتك ِ‬ ‫حم ‪ ،‬وتح ِ‬ ‫صل الَّر ِ‬ ‫إنك لَت ِ‬
‫المعدوم ‪ ،‬وتقري الضيف ‪ ،‬وتُعين على نوائب‬
‫الحق ‪.‬‬
‫ت به خديجة إلى ورقة بن نوفل ‪.‬‬ ‫فانطلق ْ‬
‫من ابن‬ ‫م ‪ :‬اسمع ِ‬ ‫فقالت له خديجة ‪ :‬يا ابن ع ّ‬
‫أخيك ‪ ،‬فأخبَره رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬خبر ما رأى ؛ فقال له ورقة ‪ :‬هٰذا‬
‫الناموس الذي نَّزل الله على موسى ‪ ،‬يا‬
‫جذعا ً ‪ ،‬ليتني أكون حيا ً إذ يُخرجك‬ ‫ليتني فيها َ‬
‫قومك ‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪:‬‬
‫ي هم ؟‬ ‫ج َّ‬‫مخر ِ‬ ‫و ُ‬
‫أ َ‬
‫ت‬‫ت رجل قط بمثل ما جئ َ‬ ‫قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬لم يأ ِ‬
‫صرك نَصراً‬ ‫به إل عُودي ‪ ،‬وإن يُدركني يومك أن ُ‬
‫مؤََّزرا ً ‪ « .‬رواه البخاري كتاب بدء الوحي »‬ ‫ُ‬
‫سر‬‫[ الكل ‪ :‬اليتيم ‪ ,‬الناموس ‪ :‬صاحب ال ِ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫وهو جبريل عليه السلم ]‬

‫‪32‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ﷺ‬ ‫الرسول‬

‫مـن أخـلق الرسـول صلى الله‬


‫ِ‬
‫∗‬
‫عليه وسلم‬
‫ن‬‫م َ‬ ‫ة ِّ‬ ‫م ٍ‬ ‫حـ َ‬ ‫ما َر ْ‬ ‫فب ِ َ‬ ‫قال الله تعالى ‪َ ﴿ :‬‬ ‫‪1‬ـ‬
‫غلِيظَ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫فظا َ‬ ‫ت َ‬ ‫و كُن َ‬ ‫ول ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ت لـ ُ‬ ‫الله لِن َ‬
‫م‬
‫ه ْ‬‫عن ْ ُ‬‫ف َ‬ ‫ع ُ‬ ‫فا ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ول ِ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ضوا ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ف ّ‬ ‫ب لَن َ‬ ‫قل ْ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬
‫ر‬
‫م ِ‬ ‫في ال ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬‫وْر ُ‬ ‫شا ِ‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫فْر لَـ ُ‬ ‫غ ِ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫وا ْ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫الل‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫إ‬ ‫الله‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫عل‬‫َ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫ت‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ز‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫َا‬ ‫ذ‬ ‫فإ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ِ ّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ِ‬
‫ن ﴾ ‪ « .‬آل عمران ‪» 159 :‬‬ ‫ي‬ ‫ل‬
‫ُ َ َ ِِ َ‬ ‫ّ‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫الـ‬ ‫ب‬‫ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫يُ ِ‬
‫ق‬
‫خل ٍ‬
‫على ُ ُ‬ ‫ك لَ َ‬ ‫وإِن َّ َ‬ ‫وقال الله تعالى ‪َ ﴿ :‬‬ ‫‪2‬ـ‬
‫« القلم ‪» 4 :‬‬ ‫يم ﴾ ‪.‬‬ ‫عظِ ٍ‬ ‫َ‬
‫خلقُه القرآن‬ ‫ُ‬ ‫كان صلى الله عليه وسلم ‪ُ ،‬‬ ‫‪3‬ـ‬
‫«‬ ‫‪.‬‬
‫رواه مسلم »‬
‫كان أبغض الخلُق إليه الكذب ‪.‬‬ ‫‪4‬ـ‬
‫« صحيح رواه البيهقي »‬

‫المصدر السابق‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪33‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ﷺ‬ ‫الرسول‬
‫لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬ ‫‪5‬ـ‬
‫فاحشا ً ول متفحشا ً ‪ ،‬ول لعانا ً وكان يقول‪( :‬‬
‫سنكم أخلقاً ) ‪ « .‬متفق‬ ‫خياركم أح َ‬ ‫من ِ‬ ‫إ َّ‬
‫ن ِ‬
‫عليه »‬
‫وعن أنس قال ‪ :‬لم يكن رسول الله‬ ‫‪6‬ـ‬
‫صلى الله عليه وسلم فاحشا ً ول لعانا ً ول‬
‫سبابا ً ‪ ،‬وكان يقول عند المعتبة [ المعاتبة ] ‪:‬‬ ‫َ‬
‫جبينُه ؟!‬
‫ب َ‬
‫ر َ‬
‫ه تَ ِ‬ ‫َ‬
‫مالـ ُ‬
‫[ ترب جبينه ‪ :‬كلمة تقال عند التعجب ]‪.‬‬
‫« رواه البخاري »‬
‫كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬ ‫‪7‬ـ‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫خلقا ‪.‬‬ ‫ً‬
‫ن الناس وجها ‪ ،‬وأحسنَهم ُ‬
‫أحس َ‬
‫« رواه البخاري »‬
‫وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال ‪ :‬قيل‬ ‫‪8‬ـ‬
‫ُ‬
‫يا رسول الله ‪ :‬ادع على المشركين‪ ،‬قال‪( :‬‬
‫ت‬‫عانا ً ‪ ،‬وإنما بُعث ُ‬ ‫إنّي لم أُبع ْ‬
‫ث لَ ّ‬
‫رحمة )‪.‬‬
‫« رواه مسلم »‬
‫كان يتفاءل ول يتطير [ يتشاءم ] ‪ ،‬ويُعجبه‬ ‫‪9‬ـ‬
‫السم الحسن ‪.‬‬
‫« صحيح رواه أحمد »‬

‫‪34‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ﷺ‬ ‫الرسول‬
‫‪10‬ـ عن عمرو بن العاص قال ‪ :‬كان رسول الله‬
‫ي ‪ ،‬حتى ظننت أني‬ ‫يُقبل بوجهه وحديثه عل ّ‬
‫خير القوم ‪.‬‬
‫عمر بن العاص ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬أنا خير ‪،‬‬
‫أو أبو بكر ؟ ‪.‬‬
‫الرســـول صلى الله عليه وسلم ‪ :‬أبو‬
‫بكر ‪.‬‬
‫عمرو بن العاص ‪ :‬يا رسول الله أنا خير‬
‫أو عمر ؟ ‪.‬‬
‫الرســــول صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫عمر ‪.‬‬
‫عمر بن العاص ‪ :‬يا رسول الله أنا خير أو‬
‫عثمان ؟ ‪.‬‬
‫الرســـول صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫عثمان ‪.‬‬
‫ما سألت رسول الله‬ ‫عمرو بن العاص ‪ :‬فل ّ‬
‫ت أني لم أكن أسأله ‪.‬‬‫صدقني ‪ ،‬فَلَوَدِد ْ ُ‬
‫« رواه الترمذي وحسنه اللباني »‬
‫ت عبدالله‬
‫‪11‬ـ وعن عطاء بن يسار قال ‪ :‬لقي ُ‬
‫بن عمـرو بن العاص رضي الله عنه فقلت ‪:‬‬

‫‪35‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ﷺ‬ ‫الرسول‬
‫أخبرني عن صفة رسـول الله صلى الله عليه‬
‫ل ‪ ،‬والله إنه‬ ‫وسلم في التّوراة ‪ ،‬فقال ‪ :‬أج ْ‬
‫موصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن‬ ‫ل َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫هداً‬‫شا ِ‬ ‫ك َ‬ ‫سلْنَا َ‬‫ي إِنَّا أْر َ‬ ‫ها النَّب ِ ُّ‬ ‫‪ ﴿ :‬يَا أيـ َ‬
‫ُ‬
‫ت‬‫حرزا ً للميّين أن َ‬ ‫ذيراً ﴾ و ِ‬ ‫ون َ ِ‬ ‫شرا ً َ‬ ‫مب َ ّ ِ‬
‫و ُ‬ ‫َ‬
‫ّ‬
‫ميتُك المتوكِل ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫س ّ‬ ‫وَرسولي ‪َ ،‬‬ ‫عبدي َ‬ ‫َ‬
‫ب في‬ ‫خا ٍ‬ ‫َ‬ ‫س ّ‬ ‫ظ ‪ ،‬ول َ‬ ‫ظ ول غلي ٍ‬ ‫ّ‬ ‫س بف ٍ‬ ‫لي َ‬
‫ة‪،‬‬ ‫ة بالسـيئ ِ‬ ‫ع السـيئ َ‬ ‫ق ‪ ،‬ول يدفـ ُ‬ ‫السوا ِ‬
‫ه‬
‫ه الل ُ‬ ‫ض ُ‬‫ول ٰـكن يَعفو ويَصفح ‪ ،‬ولن يقب َ‬
‫َ‬
‫عوجاء ‪ ،‬بأن‬ ‫ة ال َ‬ ‫ملّ َ‬ ‫م به الـ ِ‬ ‫حتى ٰ يُقي َ‬
‫ه ‪ ،‬ويفتح به أعيُناً‬ ‫يقولوا ‪ :‬ل إل ٰه إل الل ُ‬
‫غلفا ‪ « .‬رواه‬ ‫ً‬ ‫ما ً ‪ ،‬وقلوبا ُ‬
‫ً‬ ‫ص ّ‬ ‫عميا ً ‪ ,‬وآذانا ً ُ‬ ‫ُ‬
‫البخاري »‬
‫خي ِّـَر‬
‫‪12‬ـ وعن عائشة رضي الله عنه قالت ‪ :‬ما ُ‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين‬
‫قط‪ ،‬إل اختار أيسَرهما‪ ،‬ما لم يكن إثما ً ‪ ،‬فإ ْ‬
‫ن‬
‫كان إثما ً كان أبعد الناس منه ‪ ،‬وما انتقم‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬لنفسه‬
‫حرمة الله ‪،‬‬‫ن تُنتَهَك ُ‬
‫في شيء قط إل أ ْ‬
‫فينتقم لله بها ‪ « .‬متفق عليه »‬

‫‪36‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ﷺ‬ ‫الرسول‬
‫‪13‬ـ وعن عائشة رضي الله عنها قالت ‪ :‬ما‬
‫ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬
‫شيئا ً قط بيده ‪ ،‬ول امرأة ‪ ،‬ول خادما ً ‪ ،‬إّل أن‬
‫ل منه شيء‬ ‫يجاهد في سبيل الله‪ ،‬وما نِي َ‬
‫من صاحبه ‪ ،‬إل أن يُنتهَك شيء‬ ‫قط ‪ ،‬فينتقم ِ‬
‫من محارم الله فينتقم لله ‪ « .‬رواه مسلم »‬ ‫ِ‬
‫‪14‬ـ وكان صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬إذا أتاه‬
‫السائل ‪ ،‬أو صاحب الحاجة قال ‪( :‬اِشفعوا‬
‫ن‬
‫ه على لسا ِ‬ ‫جروا‪ ،‬ويقضي الل ُ‬ ‫تُؤ َ‬
‫رسولِه ما شاء)‪«.‬متفق عليه »‬
‫‪15‬ـ وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال ‪:‬‬
‫من‬ ‫كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ِ‬
‫خلُقا ً ‪ ،‬فأرسلني يوما ً لحاجة ‪،‬‬ ‫أحسن الناس ُ‬
‫فقلت ‪:‬‬
‫والله ل أذهب ‪ ،‬وفي نفسي أن أذهب لِـما‬
‫أمرنـي به نبي الله صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬
‫مـَّر على صبيان ‪ ،‬وهم يلعبون‬ ‫فخرجت حتى أ ُ‬
‫في السوق ‪ ،‬فإذا برسول الله صلى الله‬
‫من ورائي ‪ ،‬فنظرت إليه‬ ‫عليه وسلم ‪ ،‬بقفاي ِ‬
‫وهو يضحك ‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ﷺ‬ ‫الرسول‬
‫الرسول صلى الله عليه وسلم ‪ :‬يا‬
‫ث أمرتُك ؟ ‪.‬‬ ‫ت حي ُ‬ ‫ُ‬
‫أنَيس ذهب َ‬
‫أنس بن مالك ‪ :‬أنا أذهب يا رسول الله ‪.‬‬
‫قال أنس ‪ :‬والله لقد خدمته تسع سنين‬
‫ت كذا‬ ‫م فعل َ‬‫متُه قال لشيء صنعتُه ‪ :‬ل َ‬ ‫ما عل ِ ْ‬
‫ي شيئا ً قط ‪ ،‬والله ما قال‬ ‫وكذا ؟ ول عاب عل ّ‬
‫ف قط ‪ « .‬رواه مسلم »‬ ‫لي أ ّ‬
‫ة سيدا اسمه [ثمامة] وربطوه‬ ‫ً‬ ‫سر الصحاب ُ‬ ‫‪16‬ـ أ َ‬
‫بسارية المسجد ‪ ،‬فخرج إليه رسول الله‬
‫عندك‬ ‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فقال ‪ ( :‬ماذا ِ‬
‫يا ثمامة ) ؟ فقال ‪ :‬عندي يا محمد خير ‪،‬‬
‫ن تقتل تقتل ذا دَم ‪ ،‬وإن تُنعِم تُنعِم على‬ ‫إ ْ‬
‫َ‬
‫ل تُعط منه‬ ‫س ْ‬ ‫شاكر ‪ ،‬وإن كنت تريد المال ف َ‬
‫ت ‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه‬ ‫ما شئ َ‬
‫قوا ثمامة) ‪ .‬فانطلق ثمـامة‬ ‫وسلم ‪( :‬أطل ِ ُ‬
‫فاغتسل ثم دخل المسجد فقال ‪ :‬أشهد أن ل‬
‫إلٰه إل الله ‪ ،‬وأشهد أن محمدا ً عبده‬
‫ورسوله ‪ ،‬يا محمد والله ما كان على الرض‬
‫من وجهِك ‪ ،‬فقد أصبح وجهُك‬ ‫ي ِ‬ ‫ض إل َّ‬
‫ه أبغ َ‬ ‫وَ ْ‬
‫ج ٌ‬
‫من دِين‬ ‫ي ‪ ،‬وما كان ِ‬ ‫َ‬ ‫ب الوجوهِ كلها إل ّ‬ ‫َ‬ ‫أح ّ‬

‫‪38‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ﷺ‬ ‫الرسول‬
‫ح دينُك أح َّ‬ ‫ض إل َّ‬
‫دّين‬
‫ب ال ِ‬ ‫من دِينك ‪ ،‬فأصب َ‬ ‫ي ِ‬ ‫أبغ َ‬
‫ي من‬ ‫ض إل َّ‬ ‫من بلد أبغ َ‬‫ي ‪ ،‬والله ما كان ِ‬ ‫كله إل َّ‬
‫ي‪،‬‬ ‫ب البلد كلها إل َّ‬ ‫بلدك ‪ ،‬فأصبح بلدُك أح َّ‬
‫صبَوت ؟‬ ‫َ‬
‫ولما قدم مكة قال له قائل ‪ :‬أ َ‬
‫«‬ ‫قال ‪ :‬ل ولكني أسلمت ‪.‬‬
‫متفق عليه واللفظ لمسلم باختصار »‬
‫∗‬
‫أحـاديث في الخـلق‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫سنكم أخلقاً ) ‪.‬‬‫ركم أحا ِ‬
‫خيا ِ‬
‫من ِ‬ ‫‪1‬ـ ( إ َّ‬
‫ن ِ‬
‫« متفق عليه »‬
‫سنكم‬ ‫ي أح َ‬ ‫من أحبكُم إلـ َّ‬ ‫ن ِ‬ ‫( إ َّ‬ ‫‪2‬ـ‬
‫« رواه البخاري »‬ ‫ً‬
‫أخلقا ) ‪.‬‬
‫ً‬
‫ل المؤمنين إيمانا‪،‬أحسنُهم‬ ‫( أكم ُ‬ ‫‪3‬ـ‬
‫ركم لنسائهم )« رواه‬ ‫خلقا‪ ،‬وخياُركم خيا ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫الترمذي وقال حسن صحيح »‬
‫خلُق‬ ‫خلُقاً‪،‬وإ َّ‬
‫ن ُ‬ ‫ن ُ‬
‫ل ِدي ٍ‬
‫( إ َّ‬
‫ن لِك ِّ‬ ‫‪4‬ـ‬
‫السلم ِ الحياء )‪.‬‬
‫«حسن رواه ابن ماجه»‬

‫المصدر السابق‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪39‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ﷺ‬ ‫الرسول‬
‫خلُقه‬
‫ن ُ‬
‫حس ِ‬
‫كب ُ‬‫ن لَيُدر ُ‬
‫ن المؤم َ‬‫( إ َّ‬ ‫‪5‬ـ‬
‫القائم ) ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫درجة الصائم ِ‬
‫« صحيح رواه أبو داود »‬
‫ن إيماناً‬
‫من أكمل المؤمني َ‬ ‫( إ َّ‬
‫ن ِ‬ ‫‪6‬ـ‬
‫أحسنهم أخلقا ً ‪ ،‬وألطفهم بأهله ) ‪.‬‬
‫« رواه الترمذي وحسنه »‬
‫ل في ميزان‬ ‫ء أثق ُ‬
‫من شي ٍ‬ ‫( ما ِ‬ ‫‪7‬ـ‬
‫ن‪،‬‬ ‫من ُ ُ‬
‫ق حس ٍ‬ ‫خل ٍ‬ ‫م القيامة ِ‬
‫المؤمن يو َ‬
‫ش البذيء )‪.‬‬‫ض الفاح َ‬ ‫ه يبغ ُ‬ ‫وإ َّ‬
‫ن الل َ‬
‫« رواه أبو داود والترمذي ‪ ,‬وقال حسن صحيح »‬
‫مني‬ ‫ي وأقربكُم ِ‬ ‫من أحبِّكُم إلـ َّ‬ ‫ن ِ‬‫( إ َّ‬ ‫‪8‬ـ‬
‫سنكُم أخلقا ً ‪،‬‬ ‫ة أحا ِ‬ ‫م القيام ِ‬ ‫مجلسا ً يو َ‬
‫ي وأبعـدكم مني‬ ‫ن أبغضـكم إلـ َّ‬ ‫وإ َّ‬
‫ة الثرثارون ‪،‬‬ ‫م القيام ِ‬ ‫مـجلسا ً يو َ‬
‫فيهقون ‪ ،‬قالـوا ‪:‬‬ ‫دّقـون والمت َ‬ ‫والمتش ِ‬
‫يا رسول الله ما المتفيهقـون ؟ قال ‪:‬‬
‫« حسن رواه‬ ‫متكَب ِّرون )‪.‬‬ ‫ال ُ‬
‫الترمذي »‬
‫ُ‬
‫[ الثرثارون ‪ :‬المكثرون من الكلم تَكل ّفا ً ] ‪.‬‬
‫[ المتشدِّقون ‪ :‬المتكلمون تفاصحا ً وتعظيماً‬
‫لنُطقهم ] ‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ﷺ‬ ‫الرسول‬
‫خلق ) ‪.‬‬ ‫( البُِّر ُ‬
‫حسن ال ُ‬ ‫‪9‬ـ‬
‫« رواه مسلم »‬
‫ة‬
‫السيئ َ‬ ‫ع‬‫ت ‪ ،‬وأتبِـ ِ‬‫ه حيثُما كن َ‬‫ق الل َ‬‫‪10‬ـ ( اِت ِ‬
‫ق‬ ‫بِ ُ ُ‬
‫خل ٍ‬ ‫س‬
‫ق النا َ‬ ‫حها ‪ ،‬وخال ِ ِ‬
‫ة تم ُ‬‫الحسن َ‬
‫سن ) ‪.‬‬ ‫ح َ‬
‫« رواه الترمذي وحسنه »‬
‫ح الخلقِ ) ‪.‬‬
‫«‬ ‫ت لُتـمم صال َ‬ ‫‪11‬ـ ( إنما بُعث ُ‬
‫صححه الحاكم ووافقه الذهبي »‬
‫ر ‪ ،‬أو‬ ‫ُ‬
‫م على النا ِ‬ ‫من يَحر ُ‬ ‫‪12‬ـ ( أل أخبُركم ب َ‬
‫ب‬‫ل قري ٍ‬ ‫م عليه الناُر ؟ على ك ِّ‬ ‫من تحر ُ‬ ‫ب َ‬
‫ل ليِّن ) ‪ « .‬رواه أحمد والترمذي وصححه اللباني‬ ‫سه ٍ‬
‫بشواهده »‬
‫سنُهم‬‫ب عباِد الله إلى الله أح َ‬ ‫‪13‬ـ ( أح ُّ‬
‫خلُقاً )‪« .‬رواه الحاكم وصححه اللباني»‬ ‫ُ‬
‫سنُهم‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫‪14‬ـ ( أكمل المؤمنين إيمانا أح َ‬
‫َ‬
‫خلُقا ً ‪ ،‬الموطّئون أكنافا ً ‪ ،‬الذين‬ ‫ُ‬
‫من ل‬ ‫َ‬
‫يألفون ‪ ،‬ويُؤلفون ‪ ،‬ول خيَر في َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ف ول يُؤلَف ) ‪.‬‬ ‫يأل َ ُ‬
‫« رواه الطبراني وحسنه اللباني »‬
‫سئل صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬عن أكثر ما‬‫ُ‬ ‫‪15‬ـ‬
‫يُدخل الناس الجنة فقال ‪:‬‬

‫‪41‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ﷺ‬ ‫الرسول‬
‫خلُق ) ‪.‬‬
‫ن ال ُ‬
‫حس ُ‬
‫( تَقوى الله و ُ‬
‫« رواه الترمذي وهو صحيح بشواهده عند محقق جامع الصول‬
‫»‬
‫خ ٌّ‬
‫ب‬ ‫غٌّر كريم ‪ ،‬والفاجُر ِ‬
‫ن ِ‬
‫‪16‬ـ ( المؤم ُ‬
‫لَئيم ) ‪.‬‬
‫« رواه أحمد وغيره وحسنه اللباني »‬
‫مل‬‫‪17‬ـ ( المؤمنون هيِّنون لَيِّنون كالج َ‬
‫خ على‬ ‫ن أُني َ‬
‫قيدَ انقادَ‪ ،‬وإ ْ‬ ‫ن ِ‬‫النِف‪ ،‬إ ْ‬
‫ستَناخ )‪ « .‬رواه الترمذي وذكر اللباني في‬‫ةا ْ‬
‫صخر ٍ‬
‫المشكاة أنه حسن لغيره »‬
‫س ويصبُر‬ ‫ط النا َ‬ ‫ن الذي يُخال ِ ُ‬ ‫‪18‬ـ ( المؤم ُ‬
‫ن الذي ل‬ ‫من المؤم ِ‬ ‫خيٌر ِ‬‫هم َ‬‫على أذا ُ‬
‫هم )‪.‬‬ ‫س ول يصبُر على أذا ُ‬ ‫ط النا َ‬ ‫يُخال ِ ُ‬
‫« رواه أحمد وحسنه الحافظ في الفتح »‬
‫ركم ؟ قالوا ‪ :‬بلى ‪ ،‬قال‬ ‫‪19‬ـ ( أل أُنبئكم ب ِ‬
‫خيا ِ‬
‫سنُكم‬ ‫خياُركم أطولُكم أعمارا ً وأح َ‬ ‫‪ِ :‬‬
‫« رواه أحمد وقال اللباني‬ ‫أخلقاً ) ‪.‬‬
‫حسن لغيره »‬
‫ك ‪ ،‬فل علي َ‬
‫ك ما‬ ‫ن في َ‬
‫ع إذا ك َّ‬
‫‪20‬ـ ( أرب ٌ‬
‫حفظُ‬
‫ث‪،‬و ِ‬ ‫صدقُ الحدي ِ‬‫من الدنيا‪ِ ،‬‬ ‫فات َ‬
‫ك ِ‬

‫‪42‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ﷺ‬ ‫الرسول‬
‫ع َّ‬ ‫ن ال ُ ُ‬
‫ة‬
‫ف ُ‬ ‫ق‪،‬و ِ‬
‫خل ِ‬ ‫حس ُ‬
‫ة‪،‬و ُ‬ ‫المان ِ‬
‫عمٍ ) ‪.‬‬‫مطْ َ‬
‫َ‬
‫« رواه أحمد وغيره وحسنه اللباني في السلسلة »‬
‫معنِّتا ً ول‬
‫ن الله لم يَبعثني ُ‬ ‫‪21‬ـ ( إ َّ‬
‫سراً ) ‪.‬‬ ‫معلما ً و ُ‬
‫مي َ ِّ‬ ‫ن بعثني ُ‬‫متعنِّتا ً ‪ ،‬ول ٰك ْ‬ ‫ُ‬
‫من يشق على الناس‪ ،‬المتعنِّت ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫‪:‬‬ ‫ت‬ ‫[ ُ ِّ‬
‫معن‬‫ال‬
‫طالب المشقة ]‪.‬‬
‫« رواه مسلم »‬
‫من‬‫ض الجنة لِـ َ‬ ‫ت في رب َ ِ‬ ‫م بي ٍ‬ ‫‪22‬ـ ( أنا زعي ُ‬
‫ت في‬ ‫حقا ً ‪ ،‬وبي ٍ‬ ‫م ِ‬
‫ن ُ‬ ‫ن كا َ‬‫مراءَ وإ ْ‬ ‫ك الـ ِ‬ ‫تر َ‬
‫ن‬
‫ن كا َ‬ ‫ب وإ ْ‬ ‫ك الكذ َ‬ ‫من تر َ‬ ‫ة لِـ َ‬ ‫ط الجن ِ‬ ‫وس ِ‬
‫من‬ ‫ة لِـ َ‬
‫ت في أعلى الجن ِ‬ ‫ً‬
‫مازحا ‪ ،‬وبي ٍ‬
‫رواه أبو داود وحسنه‬ ‫خلُقه ) ‪.‬‬ ‫ن ُ‬ ‫س َ‬‫ح ُ‬
‫َ‬
‫اللباني‬
‫مراء ‪ :‬الجدال ] ‪.‬‬
‫[ َربض ‪ :‬أسفل ‪ ،‬الـ ِ‬

‫‪43‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ﷺ‬ ‫الرسول‬

‫التحلي بأخلق الرسول صلى‬


‫∗‬
‫الله عليه وسلم‬
‫إذا كنت محبَّا ً صادقا ً لرسول الله‬
‫َ‬
‫فتخل ّق بأخلقه‪:‬‬
‫‪ -1‬اترك الفحش‪ ،‬وهو كل ما قبح‬
‫وساء من قول أو فعل‪.‬‬
‫‪ -2‬اخفض صوتك‪ ،‬واغضض منه إذا‬
‫نطقت‪ ،‬وخاصة في المجمعات العامة‪،‬‬
‫كالسواق والمساجد والحفلت وغيرها‪،‬‬
‫ما لم تكن خطيبا ً أو واعظاً‪.‬‬
‫‪ -3‬ادفع السيئة التي قد تصيبك من‬
‫أحد بالحسنة‪ ،‬بأن تعفو عن المسيء‪ ،‬فل‬
‫تؤاخذه‪ ،‬وتصفح عنه بأن ل تعاقبه ول‬
‫تهجره‪.‬‬

‫المصدر السابق‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪44‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ﷺ‬ ‫الرسول‬
‫‪ -4‬ترك التأنيب والتعنيف لخادمك‪ ،‬أو‬
‫زميلك‪ ،‬أو ولدك‪ ،‬أو تلميذك‪ ،‬أو زوجتك‪،‬‬
‫صر في خدمتك‪.‬‬ ‫إذا ق ّ‬
‫صر في واجبك‪ ،‬ول تبخس حق‬ ‫‪ -5‬ل تق ّ‬
‫غيرك‪ ،‬حتى ل تضطره إلى أن يقول لك‪:‬‬
‫م ل تفعل كذا؟ لئماً‬ ‫م فعلت كذا؟ أو ل َ‬ ‫ل َ‬
‫ً‬
‫عليك‪ ،‬أو عاتبا لك‪.‬‬
‫لَ‬
‫ج ّ‬ ‫ً‬
‫‪ -6‬اترك الضحك إل قليل‪ ،‬وليكن ُ‬
‫ضحكك التبسم‪.‬‬
‫‪ -7‬ل تتأخر عن قضاء حاجة الضعيف‬
‫والمسكين والمرأة‪ ،‬والمشي معهم في‬
‫غير تكبر ول استنكاف‪.‬‬
‫‪ -8‬مساعدة أهل البيت على شؤون‬
‫البيت‪ ،‬ولو كان حلب شاة‪ ،‬أو طهي‬
‫طعام‪ ،‬أو غيره‪.‬‬
‫‪ -9‬البس أحسن الثياب التي عندك‪ ،‬ل‬
‫سيَّما وقت الصلة والعياد والحفلت‪.‬‬
‫‪ -10‬ل تتكبر عن الكل على الرض‪،‬‬
‫وجدَ من الطعام‪ ،‬والكتفاء‬ ‫وأكل ما ُ‬
‫بقليل الطعام‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ﷺ‬ ‫الرسول‬
‫‪ -11‬العمل ومشاركة العاملين‪ ،‬ولو‬
‫بحفر الرض ونقل التراب‪ ،‬والسرور‬
‫بذلك إظهارا ً لعدم التكبُّر‪.‬‬
‫‪ -12‬عدم الرضا بالمدح الزائد‪ ،‬والطراء‬
‫المبالغ فيه‪ ،‬والكتفاء بما هو ثابت‬
‫للعبد‪ ،‬وبما قام به من صفات الكمال‬
‫والفضل والخير‪.‬‬
‫‪ -13‬ل تنطق ببذاء ول جفاء‪ ،‬ول كلم‬
‫فاحش ولو مازحاً‪.‬‬
‫‪ -14‬ل تقل سوءا ً ول تفعله‪.‬‬
‫‪ -15‬ل تواجه أحدا ً من إخوانك بمكروه‪.‬‬
‫‪ -16‬لزم سلمة النطق‪ ،‬وحلو الكلم‪.‬‬
‫[هذه الفقرات مأخوذة بتصرف‬
‫من كتاب العلم والعلماء‪ ،‬للشيخ‬
‫أبي بكر الجزائري‪ ،‬المدرس في‬
‫المدينة المنورة]‪.‬‬
‫‪ -17‬ل تكثر المزاح ول تقل إل الصدق‪.‬‬
‫‪ -18‬ارحم النسان والحيوان حتى‬
‫يرحمك الله‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ﷺ‬ ‫الرسول‬
‫‪ -19‬احذر البخل‪ ،‬فهو مكروهٌ من الله‬
‫والناس‪.‬‬
‫‪ -20‬نم باكرا ً واستيقظ باكرا ً للعبادة‬
‫والجتهاد والعمل‪.‬‬
‫‪ -21‬ل تتأخر عن صلة الجماعة في‬
‫المسجد‪.‬‬
‫‪ -22‬احذر الغضب وما ينتج عنه‪ ،‬وإذا‬
‫غضبت فاستعذ بالله من الشيطان‬
‫الرجيم‪.‬‬
‫‪ -23‬الزم الصمت‪ ،‬ول تكثر الكلم فهو‬
‫جل عليك‪.‬‬ ‫مس َّ‬
‫ُ‬
‫‪ -24‬اقرأ القرآن بفهم وتدبّر واسمعه‬
‫من غيرك‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -25‬ل تُردَّ الطيب‪ ،‬واستعمله دائما‪ ،‬ل‬
‫سيما عند الصلة‪.‬‬
‫سواك‪ ،‬فهو مفيد جدا ً ل‬ ‫‪ -26‬استعمل ال ِّ‬
‫سيما عند الصلة‪.‬‬
‫‪ -27‬كن شجاعاً‪ ،‬وقل الحق ولو على‬
‫نفسك‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ﷺ‬ ‫الرسول‬
‫‪ -28‬اقبل النصيحة من كل إنسان‪،‬‬
‫واحذر ر َّ‬
‫دها‪.‬‬
‫‪ -29‬اعدل بين زوجاتك‪ ،‬وأولدك‪ ،‬وفي‬
‫كل أعمالك‪.‬‬
‫‪ -30‬اصبر على أذى الناس‪ ،‬وسامحهم‬
‫حتى يسامحك الله‪.‬‬
‫‪ -31‬أحب للناس ما تحب لنفسك‪.‬‬
‫‪ -32‬أكثر من السلم عند الدخول‪،‬‬
‫والخروج‪ ،‬واللقاء‪ ،‬وفي السواق‪.‬‬
‫‪ -33‬تقيّد بلفظ السلم الوارد في‬
‫السنة وهو‪( :‬السلم عليكم ورحمة الله‬
‫وبركاته)‪ ،‬ول يُغني عنه كلمة صباح الخير‬
‫أو مساء الخير أو أهل ً أو مرحباً‪ ،‬ويمكن‬
‫قولها بعد السلم‪.‬‬
‫‪ -34‬كن نظيفا ً في مظهرك ولباسك‪.‬‬
‫‪ -35‬غيّر شيبك بالصفر أو الحمر‪،‬‬
‫واحذر السواد امتثال ً لمر الرسول صلى‬
‫الله عليه وسلم‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ﷺ‬ ‫الرسول‬
‫سك بسنن الرسول صلى الله‬ ‫‪ -36‬تم ّ‬
‫عليه وسلم حتى تدخل في قوله صلى‬
‫الله عليه وسلم‪:‬‬
‫م الصبر‪ ،‬للمتمسك‬
‫ن من ورائكم أيا َ‬‫(إ َّ‬
‫فيهن بما أنتم عليه أجر خمسين منكم‪ ،‬قالوا‪ :‬يا‬
‫«أخرجه‬ ‫ي الله أو منهم؟ قال‪ :‬بل منكم)‪.‬‬ ‫نب َّ‬
‫ابن نصر في السنة‪ ،‬وصححه اللباني بشواهده»‬
‫‪ -37‬اللهم ارزقنا العمل بكتابك‪ ،‬وسنَّة‬
‫نبي ِّك‪ ،‬وارزقنا حبَّه واتباعه وشفاعته‪.‬‬

‫الخاتمة‬
‫الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ‪,‬‬
‫والصلة والسلم على نبينا محمد خير‬
‫البريات ‪,‬‬
‫فهذا ما يسر الله جمعه وترتيبه ‪ ,‬أسأل‬
‫الله أن ينفع به من كتبه وجمعه ونشره‬
‫وأن يكتب لهم الحسنات ويغفر لهم‬
‫السيئات‪,‬‬

‫محبكم‬
‫عبد الله بن أحمد آل علف الغامدي‬

‫‪49‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ﷺ‬ ‫الرسول‬
‫الفـهـــرس‬
‫الصف‬ ‫الرق‬
‫الموضوع‬
‫حة‬ ‫م‬
‫‪3‬‬ ‫المقدمة‬ ‫‪1‬‬
‫واجـبنا نحـو الرسـول صلى‬
‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬
‫الله عليه وسلم‬
‫‪8‬‬ ‫حقوق النبي على أمته‬ ‫‪3‬‬
‫الرسـول كأنك تراه صلى‬
‫‪21‬‬ ‫‪4‬‬
‫الله عليه وسلم‬
‫مـن فضـائل الرسول صلى‬ ‫ِ‬
‫‪25‬‬ ‫‪5‬‬
‫الله عليه وسلم‬
‫مـن أخـلق الرسـول صلى‬ ‫ِ‬
‫‪30‬‬ ‫‪6‬‬
‫الله عليه وسلم‬
‫‪36‬‬ ‫أحـاديث في الخـلق‬ ‫‪7‬‬
‫التحلي بأخلق الرسول صلى‬
‫‪41‬‬ ‫‪8‬‬
‫الله عليه وسلم‬
‫‪47‬‬ ‫الفهرس‬ ‫‪9‬‬

‫‪50‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واجبنا نحو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ﷺ‬ ‫الرسول‬

‫‪51‬‬

You might also like