You are on page 1of 80

‫لماذا لم يذكر اسم علي‬ ‫‪83‬‬

‫في القرآن‬

‫لماذا لم يذكر اسم علي‬


‫فـي القـرآن؟‬
‫تأليف‬
‫محمد باقر سجودي‬

‫تصحيح‬ ‫ترجمة‬
‫وتعليق‬
‫عبد‬ ‫محمد سعود محمد بدر العمودي‬
‫الرحمن بن محفوظ‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي في‬ ‫‪84‬‬
‫القرآن‬

‫‪F‬‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي‬ ‫‪83‬‬
‫في القرآن‬

‫المقدمة‬
‫الحمد لله رب العالمين‪ ،‬الرحمن الرحيم‪ ،‬مالك يــوم الــدين‪،‬‬
‫والصلة والســلم علــى خيــر خلقــه محمــد‪ ،‬وعلــى آلــه وصــحبه‬
‫أجمعين‪.‬‬
‫اللهم رب جبرائيل وميكائيــل وإســرافيل‪ ،‬فــاطر الســموات‬
‫والرض‪ ،‬عالم الغيب والشــهادة‪ ،‬أنــت تحكــم بيــن عبــادك فيمــا‬
‫كانوا فيه يختلفون‪ ،‬اهدنا لما اختلف فيه من الحــق بإذنــك؛ إنــك‬
‫تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم‪.‬‬
‫وبعد‪:‬‬
‫فإن لهذا الكتاب الذي بين يديك عزيزي القــارئ قصــة ل بــد‬
‫لك من سماعها ومعرفة تفاصيلها‪ ،‬فعسى الله تعالى أن ينفعــك‬
‫بها‪ ،‬ولتقف بنفسك علــى اســتخلص العــبر مــن بيــن ســطورها‪،‬‬
‫ولدعك بعد ذلك تحكم عليها في ضوء ما آتــاك اللــه تعــالى مــن‬
‫عظيم المّنة‪ ،‬وسلمة الفطنة وقوة البصيرة‪ ،‬والله تعالى نســأل‬
‫أن يأخذ بأيدينا إلى ما فيه رضاه وتوفيقه‪.‬‬
‫)شريعت سنكلجي( )‪ (1‬عالم جليل من علماء طهران‪ ،‬وشيخ‬
‫من شــيوخها‪ ،‬كــانت لــه الكلمــة المســموعة‪ ،‬والمنزلــة الراقيــة‬
‫وخاصة بين من عشقوا كتاباته‪ ،‬وداومــوا علــى قــراءة مؤلفــاته‪،‬‬
‫ومن تقدير الله تعالى وحكمته أن يعاصر هذا الشيخ قائد الثورة‬
‫اليرانية‪ ،‬وإمام الشيعة وآيتهم الخمينــي‪ ،‬وقــد كــان هــذا الشــيخ‬
‫الجليل من علماء الشــيعة المرمــوقين‪ ،‬وكــان ‪ /‬شــديد الحــرص‬
‫على معرفة الحق‪ ،‬كثير البحث‪ ،‬دائم التأمل لما يدور حوله مــن‬
‫شبهات وادعاءات وتطاولت كثيرة تســيئ إلــى الســلم وحملــة‬
‫رسالته وأصحاب نبيه ص‪ ،‬ل سيما تلك الكتب والمصادر الكثيرة‬
‫المشحونة بالسب والطعن وكيل التهم بحق خير المة بعد نبيها‪.‬‬
‫وشاءت حكمة الله تعالى أن يقف هـذا العـالم الجليـل علـى‬
‫الحق ويعلنها أمام المل ليؤلف كتابا ً عنوانه‪) :‬لماذا لم ُيذكر اسم‬
‫علي في القرآن(؟!‬
‫لماذا لم يتطرق القرآن لمامته ا؟!‬

‫)( شريعت سنكلجي‪ :‬هو شريعت بن محمد بن حسن سنكلجي‪ ،‬ولد‬ ‫‪1‬‬

‫عام ‪1310‬هـ‪ ،‬تتلمذ على يد عدد من علماء الشيعة منهم‪ :‬أبو الحسن‬
‫الصفهاني‪ ،‬وضياء الدين العراقي‪ ،‬حارب الخرافات والبدع و دعى‬
‫لتنقية التوحيد‪ ،‬من مؤلفاته‪ :‬توحيد العبادة‪ ،‬ومفتاح القرآن‪ ،‬وكتاب‬
‫السلم‪ ،‬ومحاضرات ليلة الخميس والموسيقى‪ ،‬توفي سنة )‪1363‬هـ(‬
‫عن عمر ناهز الثالثة والخمسين‪) .‬مقدمة كتاب توحيد العبادة بتحقيق‪:‬‬
‫خالد البديوي(‪.‬‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي في‬ ‫‪84‬‬
‫القرآن‬
‫دع الشيعة أن المامة كالنبوة وركن مــن أركــان الــدين‬ ‫ألم ي ّ‬
‫)‪(1‬‬
‫دعون ؟‬ ‫كما ي ّ‬
‫وقد أثار هذا السؤال جدل ً كبيرا ً بين أوساط أهل التشيع في‬
‫إيران وغيرهـا؛ لنهــم كـانوا يعلمـون مـا وراء هــذا السـؤال مـن‬
‫تهديد لما يؤمنون به ويعتقدون‪ ،‬ورد واضح لمفهوم المامة التي‬
‫تعتبرها الشيعة الساس المتين والقاعدة الثابتة التي يقوم عليها‬
‫مذهبهم وعقيدتهم‪.‬‬
‫وعنندم الجابننة علننى هننذا السننؤال يعننني‪ :‬النقــض‬
‫لمذهبهم من الساس‪ ،‬وذلك لن عليا ً ا هو إمــام أئمتهــم الثنــي‬
‫عشر‪ ،‬كما أن المامة أصل مهم من أصول الــدين ل يتــم إيمــان‬
‫شخص إل باعتقادها‪ ،‬ومن لم يعتقد ذلك فهم مجمعون على أنـه‬
‫غيــر مــؤمن‪ ،‬فمــن قــائل بكفــره‪ ،‬إلــى قــائل بفســقه‪ ،‬وأكــثرهم‬
‫اعتــدال ً أو أقلهــم تكّلف ـا ً يــذهب إلــى أنــه ليــس مؤمن ـا ً بــالمعنى‬
‫الخاص‪ ،‬وإنما هو مسلم بالمعنى العام‪ ،‬ما لم يكن مبغضا ً للئمة‬
‫وشيعتهم‪ ،‬فضل ً عن حربهم‪ ،‬فهو كافر عند جميع الجعفرية )‪.(2‬‬
‫وذكر الحلي‪) :‬أن إنكــار المامــة شــر مــن إنكــار النبــوة؛ لن‬
‫المامة لطف عام‪ ،‬والنبوة لطف خاص لمكان خلو الزمان مــن‬
‫نبي حي‪ ،‬بخلف المام‪ ...‬وإنكار اللطــف العــام شــر مــن إنكــار‬
‫اللطف الخاص( )‪.(3‬‬
‫وقال ابن بابويه القمي الملقب عندهم بالصــدوق‪) :‬اعتقادنــا‬
‫فيمن جحد إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والئمة من‬
‫بعده أنه كمن جحد نبوة جميع النبياء‪ ،‬واعتقادنا فيمن أقر بأمير‬
‫المؤمنين وأنكر واحدا من بعده من الئمة أنــه بمنزلــة مــن أقــر‬
‫بجميع النبياء‪ ،‬وأنكر نبوة محمد ص()‪.(4‬‬
‫وقال المفيد‪) :‬اتفقت المامية على أن من أنكر إمامــة أحــد‬
‫من الئمة وجحد ما أوجبه الله تعالى له من فرض الطاعة‪ ،‬فهـو‬
‫كافر ضال مستحق للخلود في النار()‪.(5‬‬
‫عودا ً على بــدء‪ ..‬فقــد كـان هــذا التصـريح وغيــره هـو نقطـة‬
‫)( انظر‪ :‬رسالة العتقادات للصدوق )ص‪ ،(103:‬كتاب اللفين للحلي‬ ‫‪1‬‬

‫)‪.(3/13‬‬
‫)( انظر‪ :‬عقائد المامية للمظفر )ص‪ ،(73:‬الحدائق الناضرة للبحراني‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ ،(18/153‬بحار النوار )‪.(23/390‬‬


‫)( كتاب اللفين )‪.(1/3‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( العتقادات للصدوق )ص‪.(103:‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( أوائل المقالت للمفيد )ص‪.(44:‬‬ ‫‪5‬‬


‫لماذا لم يذكر اسم علي‬ ‫‪83‬‬
‫في القرآن‬

‫التحول في حياة الشيخ‪ ،‬وذلك من فضل اللــه تعــالى علــى هــذا‬


‫الشيخ‪ ،‬فقد أصبح داعية من دعاة السلم‪.‬‬
‫وما أن علم القائمون بالمر بما لهــذا الكتــاب مــن أثــر كــبير‬
‫بين أوساط العامــة والخاصــة‪ ،‬فقــد أمــروا بمصــادرة كتــب هــذا‬
‫العالم الداعية‪ ،‬وبهذا تكون غالب الكتــب الــتي أّلفهــا فــي حكــم‬
‫العدم‪ ،‬كما أن الشيخ نفسه قد اختفى في ظــروف غامضــة لــم‬
‫نقف على تفسير مقنٍع لها إل الكيد بالسلم وأهله!!‬
‫وبهذا فقد سجلوا جريمة جديــدة وأضــافوا لتــاريخهم صــفحة‬
‫سوداء‪ ،‬ظانين أنهم بهذا الفعل المشين سوف يتمكنون من كتم‬
‫صوت الحق‪ ،‬ولكن هيهات هيهات‪ ،‬فالحق يعلو ول ُيعلى عليه‪.‬‬
‫وبالفعل فبعد أكثر من عشرين سـنة‪ ،‬قـام أحـد الـدعاة فـي‬
‫أرض خراسان بتأليف كتيب صغير الحجم‪ ،‬عظيم الفائدة‪ ،‬غزيــر‬
‫المادة‪ ،‬وكان من جميل الموافقة أن يحمل هذا المؤَلف العنوان‬
‫ذاته الذي نذر ذلك الداعية الرباني له نفســه‪ ،‬وهكــذا شــاء اللــه‬
‫تعالى أن ُيحيي ذكره ويرفع قــدره‪ ،‬ويكتــب لمــؤلفه الخ محمــد‬
‫جهد ٍ يشكر عليه لخدمة السلم‬ ‫باقر سجودي أجر ما قام به من ُ‬
‫والمسلمين‪ ،‬وليرد على تلك الجوبة الــتي كتبهــا الخمينــي‪ ،‬كــرد‬
‫على هذا السؤال والذي هو عنوان الكتاب الذي بين يدي قارئنــا‬
‫الكريم‪.‬‬
‫والخ محمد بــاقر ســجودي ‪ -‬مؤلــف هــذا الكتــاب ‪ -‬هــو مــن‬
‫مواليد )جي لن( )طبرســتان القــديم(‪ ،‬وقــد نشــأ وترعــرع فــي‬
‫مدينة طهران العاصـمة الدينيــة‪ ،‬وتلقـى تعليمــه فيهـا ثــم أصــبح‬
‫مديرا ً لحدى المدارس هناك‪ ،‬وبعد البحــث والدراســة والتــدقيق‬
‫سّنة والتزام الجماعة ومــا‬ ‫ن الله تعالى عليه باتباع ال ّ‬
‫والتحقيق م ّ‬
‫كان عليه سلف هذه المة رضوان اللــه تعــالى عليهــم أجمعيــن‪،‬‬
‫ثم هاجر الستاذ محمد باقر من بلــده فــرارا ً بــدينه‪ ،‬نســأل اللــه‬
‫تعالى أن يتقبل منه ومن جميع العاملين لهذا الدين‪.‬‬
‫والستاذ محمد باقر من المؤلفين البارزين النــاطقين باللغــة‬
‫الفارســية‪ ،‬والــتي وجــدت مؤلفــاته صــدى كــبيرا ً بيــن أوســاط‬
‫المتعلمين والمثقفين مع تبــاين مســتوياتهم‪ ،‬حيــث يتميــز كاتبنــا‬
‫بسهولة العبارة‪ ،‬وقوة الشارة‪ ،‬ووضوح الــدليل‪ ،‬وظهورالحجــة‪،‬‬
‫إضافة إلى ما يتمتع به من قــوة فــي الــدين‪ ،‬وحــب للمســلمين‪،‬‬
‫وإيمانا ً بالمبادئ التي من أجلها هجر الهل والوطان‪.‬‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي في‬ ‫‪84‬‬
‫القرآن‬
‫وقد جاءت ترجمة هذا الكتاب إلــى العربيــة بنــاًء علــى رغبــة‬
‫الكثيرين من الخوة الحريصين على نشر العلــم‪ ،‬وفضــح أقــوال‬
‫الذين يتطــاولون بـأقوالهم علـى خيــر هــذه المـة بعــد نبيهـا ص‬
‫وأبرهــا قلوبــا وأقلهــا تكّلفــا وأعمقهــا علمــًا‪ ،‬وأصــوبها طريقــًا‪،‬‬
‫ل‪ ،‬ي‪ ،‬وجعلنا من حزبهــم وحشــرنا‬ ‫ل‪ ،‬وأخلصها عم ً‬ ‫وأوضحها سبي ً‬
‫معهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر‪.‬‬
‫فأذن المؤلف جزاه اللــه خيــرا ً بترجمــة الكتــاب إلــى اللغــة‬
‫ولــة‬‫العربية‪ ،‬وكان فـي النيــة أن نضــع لهــذا الكتــاب حاشــية مط ّ‬
‫ننقل فيها أقوال أهل العلم كتتمــة لمــا ذكــره المؤلــف فــي رده‬
‫على الخميني‪ ،‬وما جاء به هذا الخير من أقــوال ضــعيفة وحجــج‬
‫داحضة‪ ،‬إل إننا آثرنا الختصار‪ ،‬ولم ننقل إل ما فيه الحاجة وما ل‬
‫بد من ذكره‪.‬‬
‫وقد اعتمــدنا علــى نقــل كلم الخمينــي مــن ترجمــة الســتاذ‬
‫محمــد بــاقر ســجودي للطبعــة الفارســية مــن كتــاب‪) :‬كشــف‬
‫السرار(‪ ،‬وعلى هذه الطبعة جرى التوثيق‪.‬‬
‫وفي ختام هذه المقدمة نسأل الله تعالى أن يلهمنا الصواب‬
‫والسداد والرشاد في القول والعمل‪ ،‬ونسأله ســبحانه أن يجعــل‬
‫هذا الجهد المتواضع خالصا ً لوجهه الكريم‪ ،‬وأن يجنبنا الزلل وهو‬
‫المســتعان والهــادي إلــى ســواء الســبيل‪  * :‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬
‫‪‬‬ ‫*‬ ‫‪] & ‬البقــــــــرة‪.[286:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪ ‬‬‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬
‫‪] &    ‬البقرة‪.[201:‬‬
‫وكتبه‬
‫أبو عبد الله‬ ‫أبو عمر‬
‫عبد‬ ‫محمد سعود محمد بدر العبودي‬
‫الرحمن بن محفوظ‬
‫‪benmahfouz@gmail.com‬‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي‬ ‫‪83‬‬
‫في القرآن‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي في‬ ‫‪84‬‬
‫القرآن‬

‫منقندمنننة المؤلف‬
‫الحمــد للــه رب العــالمين‪ ،‬والصــلة والســلم علــى عبــده‬
‫ورســوله المبعــوث رحمــة للعــالمين‪ ،‬وعلــى آلــه وصــحبه ومــن‬
‫اهتدى بهديه واقتفى سنتـه إلى يوم الدين‪.‬‬
‫يرتفع صوت الذان في مساجد الشيعة كل يوم ثلث مرات‪،‬‬
‫مردديــن بعــد قــول المــؤذن‪» :‬أشــهد أن محمــدا ً رســول اللــه«‬
‫قولهم‪» :‬أشهد أن عليا ً ولي الله« )‪.(1‬‬

‫‪ () 1‬قول‪» :‬أشهد أن عليا ً ولي الله« أو ما تسمى بالشهادة الثالثة من‬


‫البدع المحدثة حتى عند علماء الشيعة‪ ،‬وفيما يلي نعرض بعض أقوالهم‬
‫فيها‪:‬‬
‫‪ -1‬قال شيخ الطائفة الطوسي‪» :‬فأما ما روي من شواذ الخبار من قول‬
‫أن عليا ً ولي الله وآل محمد خير البرية‪ ،‬فمما ل يجوز عليه في الذان‬
‫والقامة‪ ،‬فمن عمل به كان مخطئًا«‪] .‬النهاية في مجرد الفقه‬
‫والفتاوى ‪ /‬الطوسي )ص‪.[(69:‬‬
‫‪ -2‬قال محمد الكاشاني‪» :‬في كتابه مفاتيح الشرائع في معرض تعداد ما‬
‫يكره في الذان والقامة‪ ،‬وكذا غير ذلك من الكلم )يقصد أن عليا ً ولي‬
‫الله( وإن كان حقا ً بل كان من أحكام اليمان؛ لن ذلك مخالف للسنة‪،‬‬
‫فإن اعتقد شرعا فهو حرام«‪] .‬مرجعية المرحلة وغبار التغيير‪ /‬الشيخ‬
‫جعفر الشاخوري )ص‪] [(181:‬مفاتيح الشرائع ‪ /‬المولى محمد محسن‬
‫الفيض الكاشاني )‪.[(1/118‬‬
‫‪ -3‬قال الشهيد الثاني‪» :‬بل الصح التحريم لن الذان والقامة سنتان‬
‫متلقيات من الشرع كسائر العبادات‪ ،‬والزيادة فيهما تشريع محرم كما‬
‫يحرم زيادة )محمد وآله خير البرية( وإن كانوا ‡ خير البرية‪ ،‬ومنه‬
‫يفهم حكم الشهادة الثالثة فإنها محرمة؛ لنها لم ترد في السّنة«‬
‫]العتصام بحبل الله )ص‪.[(48:‬‬
‫‪ -4‬قال الشيخ محمد جواد مغنية في كتابه‪ :‬فقه المام الصادق عرض‬
‫واستدلل‪» :‬ثبت بالجماع أن المام الصادق كان يؤذن هكذا‪ ..‬الله‬
‫أكبر الله أكبر‪ ..‬أشهد أن ل إله إل الله‪ ..‬أشهد أن محمدا ً رسول الله‪..‬‬
‫حي على الصلة‪ ..‬حي على الفلح‪ ..‬حي على خير العمل‪ ..‬الله أكبر‪،‬‬
‫الله أكبر‪ ..‬ل إله إل الله« ثم ذكر الذان دون ذكر الشهادة الثالثة«‬
‫]فقه المام الصادق ‪ -‬محمد جواد مغنية )‪= .[(1/175‬‬
‫= ‪ -5‬قال السيد البروجردي‪» :‬والشهادة بالولية لعلي ‪ ‬ليست جزءا ً من‬
‫الذان‪ ،‬ولكن ل بأس بالتيان بها بقصد الرجحان في نفسها أو بعد‬
‫الشهادة بالرسالة كأمر مستقل عن الذان‪ ،‬ويحرم التيان بها بقصد‬
‫الجزئية من الذان‪ ،‬وكذا يحرم الذان كله ويبطل لو قصد منها ومن‬
‫باقي أجزاء الذان أن الكل أذان أي قصد المجموع بما هو‪ ،‬سواء كان‬
‫القصد من أول الذان أو في أثنائه«‪] .‬العتصام بحبل الله )ص‪[(49:‬‬
‫]المسائل الفقهية ‪ -‬البروجردي )‪.[(1/385‬‬
‫‪ -6‬قال آية الله محمد حسين فضل الله‪» :‬إن الفقهاء أجمعوا على أنها‬
‫ليست جزءا ً من الذان والقامة‪ ،‬واعتقاد جزئيتها تشريع محرم‪ ،‬وقد‬
‫ذهب بعضهم إلى استحبابها في الذان والقامة‪ ،‬ولكن لم يثبت عندي‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي‬ ‫‪83‬‬
‫في القرآن‬

‫وهذا أمر معروف عند أهل التشيع‪ ،‬وفي كل بقعة يتواجدون‬


‫فيها على وجه هذهِ الرض‪ ،‬زاعمين أن الله أمرهم بهذا!!‬
‫ولكي تتضح الصورة‪ ،‬وتقــف عزيــزي القــارئ علــى الحقيقــة‬
‫واضحة جلّيـة؛ فإني آمل منك أن تضع ما أسلفنا التنوية إليه من‬
‫ذكر علي ا في آذانهم نصب عينيك دائمًا‪.‬‬

‫استحبابها غير أن قولها فيهما ل يوجب بطلنهما‪ .‬وإن كان الحوط‬


‫تركها في القامة؛ لحتمال كون القامة جزءا ً من الصلة مما يفرض‬
‫أن يكون فيها كلم خارج عن الصلة‪ ،‬كما أنني ل أجد مصلحة شرعية‬
‫في إدخال أي عنصر جديد في الصلة في مقدماتها وأفعالها؛ لن ذلك‬
‫قد يؤدي إلى مفاسد كثيرة‪ ،‬ونحن نتفق مع الشهيد الثاني في قوله‬
‫في معرض الرفض لدخال الشهادة بالولية لعلي‪ ‬في الذان‪) ،‬إن‬
‫الشهادة لعلي بالولية من حقائق اليمان ل من فصول الذان«(‬
‫]المسائل الفقهية ‪ /‬محمد حسين فضل الله )‪.[(2/123‬‬
‫‪ -7‬وآية الله محمد باقر الصدر في كتابه )الفتاوى الواضحة باب الذان‬
‫والقامة( يذكر الذان الصحيح دون ذكر الشهادة الثالثة‪] .‬الفتاوى‬
‫الواضحة ‪ /‬محمد باقر الصدر )‪.[(1/385‬‬
‫‪ -8‬وأما آية الله محمد محمد صادق الصدر فقال عن الشهادة الثالثة‪:‬‬
‫»ملخص الحال فيها‪ :‬أنها ليست جزءا ً من الذان‪ ،‬ولم تكن موجودة‬
‫في ردح طويل من عصر المعصومين‪ ،‬وإن ُقصد الجزئية للذان أو‬
‫القامة أو لغيرها فهو كاذب على الله ورسوله‪ ،‬وهو من التشريع‬
‫المحّرم‪ ،‬كما أنه ليس عليها آية ول رواية بعينها تدلنا على استحبابها‪،‬‬
‫ومن الصحيح أن أذان بلل لم تكن فيه الشهادة الثالثة«‪] .‬السفير‬
‫الخامس ‪ /‬عباس الزيدي )ص‪ (290-287:‬للمزيد‪ :‬راجع كتاب‬
‫)الشهادة الثالثة في الذان حقيقة أم افتراء( لعلء الدين البصير‪.‬‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي في‬ ‫‪84‬‬
‫القرآن‬

‫القرآن كتاب الله المعجز ل يمكن تحريفه‬


‫مما ل شك فيه أن القــرآن الكريــم ليـس لـه نظيـر أو مثيــل‬
‫فيما سواه من الكتب‪ ،‬وهــذهِ الحقيقــة مــن المســلمات الــتي ل‬
‫تخفى على أحد‪.‬‬
‫ول غرو فإن كتاب الله الخالد ل يكون وهــو كلم اللــه تعـالى‬
‫كسواه من سائر الكتب‪ ،‬ومع ذلك فإن الكثيرين لم ينتبهــوا إلــى‬
‫هذا الفرق الكبير والبون الشاسع بين القرآن الكريم وغيره مــن‬
‫الكتب‪.‬‬
‫كتب فــي التاريــخ بشــكل عــام‪،‬‬ ‫ُ‬
‫ولو أمعنا النظر فيما ألف أو ُ‬
‫والتاريخ المعاصر بشكل خـاص فإننـا ولول وهلـة سـنقف علـى‬
‫حقيقة ل مراء فيها‪ ،‬وهي أننا سوف نــرى وبشــكل واضــح مــدى‬
‫ذلك التناقض والتحريف فيما ورد فيه من معلومات‪ ،‬وقــد يصــل‬
‫ذلك إلى حد التزييف لما ورد فيها من وقائع وأحداث!!‬
‫ودليل آخر على ما ذكرنا‪ :‬أننا لو اطلعنــا علــى كتــب ســعدي‬
‫وحافظ)‪ (1‬وخيام)‪ (2‬وغيرها من الكتب فإننــا نلحــظ بيــن طبعــات‬
‫هذهِ الكتب وعلى مدى سبعة قرون مضت مــن تــأليف أصــحابها‬
‫لها‪ ،‬نلحظ أن هناك اختلفا ً واضحًا‪ ،‬وبالرغم من الجهود الكــبيرة‬
‫الــتي بــذلت لتحقيــق هــذهِ الكتــب وتنقيحهــا وتصــحيح نصوصــها‬
‫ومقابلــة المخطوطــات ومعرفــة الغــث والســمين منهــا؛ فــإنه‬
‫وبالرغم من ذلك كله فإننا ل نكاد نــرى توافقـا ً كــامل ً بيــن نســخ‬
‫الكتاب الواحد‪.‬‬
‫وها هو صاحب رباعيات الخيــام المشــهورة‪ ،‬قــد وصــل إلــى‬
‫وزارة نظام الملك )الطوسي( وفي رباعيته الدعوة إلى اللحــاد‬
‫والمجون‪.‬‬
‫فما أثبته أحد المحققين في نســخته قــد ل تــراه فــي نســخة‬
‫المحقق الخر‪ ،‬فزيادة في بيت هنا ونقص هناك‪ ،‬وكل من اطلــع‬
‫على ما اطلعنا عليــه ســيقف بنفســه علــى هــذه الحقيقــة جليــة‬
‫واضحة‪ ،‬بل حتى يصل الختلف بين هــذه النســخ إلــى الختلف‬
‫في المتن والسلوب والطريقة في كتابة النص‪.‬‬
‫)( سعدي وحافظ‪ :‬من أکابر شعراء إ يران ولهما دواوين معروفة و‬ ‫‪1‬‬

‫قبرهما فی مدينة شيراز‪.‬‬


‫)( خيام‪ :‬عالم وشاعر إيراني‪ ،‬ولد في نيسابور‪ ،‬والخّيام هو لقب‬ ‫‪2‬‬

‫والده‪ ،‬حيث كان يعمل في صنع الخيام‪.‬‬


‫لماذا لم يذكر اسم علي‬ ‫‪83‬‬
‫في القرآن‬

‫ل ســيما إذا علمنــا بــأن هــذه الكتــب ومؤلفيهــا وعلــى مــدى‬


‫تاريخها الطويل لم يكـن لهـا مـن العـداء اللـداء‪ ،‬ولـم تتعـرض‬
‫كذلك إلــى حملت التشــكيك والقهــر واليــذاء كمــا تعــرض إليــه‬
‫كتاب الله تعالى وحملته الوفياء منذ أول يوم نــزل إلــى الرض‪،‬‬
‫تلك الحملت الشرسة التي ما فتئت تحارب هذا الــدين وحامــل‬
‫رسالته‪ ،‬وحاولت بكل ما أوتيت من قوة ومكر ودهاء النيــل مــن‬
‫كتاب الله تعالى‪ ،‬ولكن الله ردها بغيضها لم تنــل خيــرا ً‪ ،‬وحفــظ‬
‫كتابه ولم تستطع أن تمتــد تلــك اليــدي الثمــة ولــو إلــى حــرف‬
‫واحد منه‪ ،‬فالقرآن الكريم بترتيب سوره وآيــاته وحروفــه وذلــك‬
‫خاذ المعجز والمؤثر بقي كما هو منذ أول يوم أنــزل‬ ‫السلوب ال ّ‬
‫فيه وإلى الن‪.‬‬
‫در لهــا مــن‬‫ول ننسى أن كتب سعدي وحافظ وخيــام لــم ُيق ـ ّ‬
‫القبول والشهرة والحضور القوي والمؤثر إل فــي نطــاق ضــيق‪،‬‬
‫حيث تمثــل ذاك فــي فئة محــدودة مــن النــاس وهــم النــاطقون‬
‫بالفارسية‪ ،‬فهم المعنيون الحقيقيون بهذه الكتب‪ ،‬ومع ذلك فقد‬
‫وقفنا على ذلك الختلف البين والواضح بين معظــم نســخ هــذه‬
‫الكتب‪ ،‬أما كتاب الله تعالى ورسالة السلم الخالدة‪ ،‬والذي فتح‬
‫الله بــه القلــوب بعــد إيصــادها‪ ،‬وهــدى بــه البشــرية كلهــا بعــدما‬
‫أوغلت في غيهــا وضــللها‪ ،‬وأزال اللــه بــه عــن البصــار عماهــا‪،‬‬
‫وحــــــط بــــــه عــــــن النفــــــوس المثقلــــــة أوزارهــــــا‬
‫فكان القبول له على وجــه هــذه البســيطة فــي ســهلها وجبلهــا؛‬
‫فــــــــــــآمن بــــــــــــه النــــــــــــاس علــــــــــــى اختلف‬
‫في الجناس والعراق والطباع واللسنة‪ ،‬فـامتدت دولة السلم‬
‫والقرآن من جبال تركستان حــتى قلــب الصــحراء مــن أفريقيــا‪،‬‬
‫ومن جزر أندونسيا إلى أرض البلقان في أوروبا‪.‬‬
‫أقول بعد هذا كله‪ :‬وبالرغم من ذلك لم تستطع يد التحريــف‬
‫أو التبديل أن تمتد إلى ســوره أو آيــاته أو تزيــد أو تنقــص كلمــة‬
‫واحدة منه‪.‬‬
‫محاولت عابثة لتحريف القرآن‪:‬‬
‫لقد شهد التاريخ محاولت عديدة ومتكررة من قبل أعداء‬
‫هذا القرآن؛ وذلك للنيل منه وتحريفه وتبديل نصوصه‪ ،‬وبالرغم‬
‫من الجهود الكبيرة والمتواصلة والتي ُبذلت لتحقيق هذا الهدف‬
‫إل أن وعد الله تعالى ل يمكن أبدا ً أن يتب ّ‬
‫دل أو يتغير وهو القائل‬
‫سبحانه‪:‬‬
‫* ‪     ‬‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي في‬ ‫‪84‬‬
‫القرآن‬
‫‪] &     ‬الحجر‪:‬‬
‫‪ ،[9‬فباءت جميع محاولتهم بالفشل وانقلبوا على أعقابهم‬
‫صاغرين‪.‬‬
‫ولكي تتضح هذه الصورة بشكل أفضل للقارئ الكريم نود‬
‫أن نضرب لذلك بعض المثلة‪ ،‬غاضين الطرف عن استجداءات‬
‫الحكام المسبقة وإسقاطها على فريق بعينه‪ ،‬سواء كان ذلك‬
‫سّنة والجماعة أم من الشيعة‪..‬‬ ‫الفريق هم من أهل ال ّ‬
‫نعم‪ .‬إن إصدار الحكام حاليا ً ومعرفة المحق من المبطل ل‬
‫يهمنا من قريب أو بعيد‪ ،‬ولكن الذي يجب علينا اعتقاده يقينًا‪:‬‬
‫أن هذه المة قد افترقت إلى ثلث وسبعين فرقة كما صح في‬
‫‪.‬‬
‫الحديث‬
‫ومن أبرز هذه الفرق وأكثرها أثرا ً وأعظمها حضورا ً وأشدها‬
‫سّنة والجماعة من جهة‪ ،‬وأهل‬ ‫اختلفا ً فرقتان هما‪ :‬أهل ال ّ‬
‫ً‬
‫التشيع من جهة أخرى‪ ،‬ونظرا لهذا الختلف الكبير والتباين‬
‫العظيم فإننا نجزم القول إن لم نقل بأننا مجبرين على هذا‬
‫القول أن أحد الفريقين أراد قصدا ً مع سبق إصرار وسوء طوية‬
‫أن يهدم هذا الدين ويطعن في أحكامه ويغير شرائعه ويبدل‬
‫م أعينكم‬ ‫ُ‬
‫ثوابته‪ ،‬وإل فبالله عليكم ماذا تقولون وأنتم ترون بأ ّ‬
‫التناقض الخطير‪ ،‬والتحريف المتعمد لكل ما جاءنا من سنن‬
‫وشرائع وأنظمة وأحكام وهدي رباني‪ ،‬بل ولكل ما جاء به هذا‬
‫ل؟!‬‫الدين الحنيف جملة وتفصي ً‬
‫ومن المثلة على ذلك‪ :‬التبديل في الذان والصلة والزكاة‬
‫والحج وأحكام الجهاد والميراث‪ ،‬بل وصل بهم المر إلى تبديل‬
‫أوقات الليل والنهار‪ ..‬نعم أقولها بكل صدق وأمانة ل كما يظنه‬
‫البعض مزحة أو جزافا ً من القول‪..‬‬
‫لقد بدلوا أوقات الليل والنهار‪ ،‬ففرقة تقول‪ :‬قد أسفر‬
‫الصبح فأمسك‪ ،‬وقد جاءك الليل فأفطر‪ .‬وطائفة أخرى تخالفها‬
‫القول وتأمر بالمساك والستمرار في الصيام؛ لن النهار لم‬
‫ض بعد وأن الليل لم َيقِبل!!‬ ‫ينق ِ‬
‫فهل يمكن والحال هذه أن نقبل هذا الخلف معللين هذا‬
‫الختلف والتضارب والفرقة بين المة إلى محض الصدفة‬
‫واللمسؤولية‪ ،‬أو يعزوا البعض الخر ذلك كله إلى سنة الله‬
‫تعالى في طبيعة الختلف بين البشر‪ ،‬وأن هذا أمر ل مفر منه‬
‫ولراد ّ له؟!‬
‫إننا إذا نظرنا إلى هذا المر بكل روية وتؤدة ورجعنا بعد ذلك‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي‬ ‫‪83‬‬
‫في القرآن‬

‫إلى جذور هذا الخلف وأسبابه وأصول منشئه؛ نجد أن الحقيقة‬


‫ترفض رفضا ً قاطعا ً مثل هذا التعليل الضعيف الذي ل يستند‬
‫إلى دليل معقول أو منقول‪ ،‬وأن الجواب الحق الذي ل يقبل‬
‫جواب آخر سواه هو‪ :‬أن الختلف أمر مقصود ولبد‪ ،‬وإل فما‬
‫سّنة والجماعة حديثا ً صحيحا ً ونصا ً صريحا ً‬‫معنى أن يروي أهل ال ّ‬
‫ل يقبل الشك عن رسول الله ص أن أفضل هذه المة وخيرها‬
‫بعد نبيها هو أبو بكر الصديق ا‪ ،‬ثم تأتي الطائفة الخرى من أهل‬
‫التشيع ليردوا هذا القول جملة وتفصيل ً وينسبون إلى رسول‬
‫الله ص رواية مفادها‪ :‬أن أبا بكر الصديق هو شر هذه المة‬
‫وأرذلها‪ ..‬مع أن كل طائفة من هاتين الطائفتين لم تختلف مع‬
‫الخرى في سورة أو آية أو حتى كلمة أو حرف من كتاب الله‬
‫تعالى؟!‬
‫وهنا فل بد أن نقف مع أنفسنا وقفة صادقة‪ ،‬ولنتساءل طلبا ً‬
‫للحقيقة ورفعا ً لكل لبس أو إيهام‪ :‬لماذا لم تستطع تلك الفرقة‬
‫دلت وحّرفت وتجرأت بكل وقاحة لتصنع الحديث‬ ‫التي ب ّ‬
‫المكذوب على رسول الله ص‪ ،‬ولتغير بعد ذلك ما شاءت من‬
‫الشرائع والحكام وتزييف الحقائق‪.‬‬
‫لماذا بعد هذا كله لم تجرب حظها أو أن تفكر ولو للحظة‬
‫أن تحرف أو تبدل آيات القرآن الكريم كما صنعت ذلك مع‬
‫السنة النبوية المطهرة؟!‬
‫وليس هذا فحسب بل ما يثير الدهشة والستغراب هو أن‬
‫إحدى هاتين الفرقتين تزعم أن لديها روايات وأحاديث كثيرة‬
‫تدل دللة قاطعة أن كتاب الله تعالى الذي ل يأتيه الباطل من‬
‫بين يديه ول من خلفه قد تعرض للتحريف والتبديل والزيادة‬
‫والنقصان!!‬
‫ً‬
‫بل وإمعانا في تأكيد هذه الروايات لتحريف القرآن الكريم‪،‬‬
‫فقد أشارت هذه الفرقة إلى أماكن التحريف‪ ،‬وعّينت السورة‬
‫وآياتها من القرآن الكريم!! )‪.(1‬‬
‫وبعد هذا كله وبالرغم من كل ما قيل فإن هذه الفرقة لم‬
‫يخطر ببالها يوما ً أو يعن لها ‪ -‬إن لم نقل تتجرأ ‪ -‬أن تبادر إلى‬
‫طباعة المصحف الشريف‪،‬كما بادرت لذلك الكثير من الدول‬
‫السلمية المحبة لكتاب الله وخدمته‪.‬‬
‫أقول‪ :‬لم تبادر إلى طباعة القرآن الكريم بالطريقة التي‬

‫)( انظر‪ :‬أوائل المقالت للمفيد )ص‪ ،(49-48:‬النوار النعمانية )‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،(358-2/357‬تفسير للكاشاني )‪.(1/13‬‬


‫لماذا لم يذكر اسم علي في‬ ‫‪84‬‬
‫القرآن‬
‫تعتقدها وتؤمن بها‪ ،‬مع توفر جميع السباب والدواعي لذلك من‬
‫جهة‪ ،‬ووجود كافة الوسائل والمكانيات من جهة ثانية‪.‬‬
‫إذًا‪ :‬ما الذي يحول بينها وبين ما تشتهي من تحقيق ما تصبوا‬
‫إليه من طباعة مصحفها على النحو الذي تتمناه وترتضيه؟!‬
‫طرة مجبرةً إلى تلوته في مساجدها ومن‬ ‫ولماذا تراها مض ّ‬
‫على منصات محافلها‪ ،‬ووضعه على رفوف منازلها؟!‬
‫القرآن الكريم وأعجوبة التحدي‪:‬‬
‫شــاءت إرادة اللــه ســبحانه أن ي ُــري فرعــون قــدره وقــدرته‬
‫فأراه في المنام عدوه الرضيع وعّرفه به‪ ،‬فحكت كهنــة القبــاط‬
‫لفرعــون وحاشــيته بــأن هلك فرعــون وذهــاب مملكتــه ودولتــه‬
‫ستكون على يــد غلم مــن بنــي إســرائيل‪ ،‬فشــرع فرعــون فــي‬
‫سفك الدماء وقتل الولدان واســتحياء النســاء‪ ،‬إل أن اللــه ل راد‬
‫قب لحكمه‪ ،‬وها هو موسى عليه الصلة والســلم‬ ‫مع ّ‬
‫لقضائه ول ُ‬
‫قى كل رعاية‬ ‫يتربى في حجر فرعون وزوجته وتحت نظره‪ ،‬ويتل ّ‬
‫وعناية‪ ،‬ومما ل شك فيه أن الله سبحانه قد أخبرنــا فــي محكــم‬
‫التنزيل بأنه قد حفظ كتابه الذي أنزله على خاتم أنبيائه ورسله‪،‬‬
‫فقال عز من قائل‪   * :‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫فإن الله تعــالى فــي‬ ‫‪] &  ‬الحجر‪،[9:‬‬
‫هذه الية الكريمة قد تحدى جميع الفراعنــة والطــواغيت وعلــى‬
‫مر العصور وكر الدهور حيث وضـع نصـب أعينهـم وبيـن أيـديهم‬
‫فرصة؛ لن يأتوا ولو بآية من مثله‪.‬‬
‫ولنضرب بعض المثلة لذلك لتتضح الصورة‪ :‬فقد جــاء ‪ -‬مثل ً‬
‫‪ -‬في القرآن الكريم قوله تعالى‪ :‬يتفكــرون‪ ،‬يعلمــون‪ ،‬يفقهــون‪،‬‬
‫يتذكرون‪ ،‬يعقلون‪ ..‬وهنا نقول‪ :‬ألم يكن من الممكــن جــدا ً ومــن‬
‫الســهولة بمكــان أن يضــع مــن أراد التحريــف والتبــديل هــذه‬
‫الكلمات بعضها مكان بعض؟‬
‫ثم إذا نظرنا إلى جميع السور فــي القــرآن الكريــم نــرى أن‬
‫جميعها تبدأ بالبسملة إل سورة واحدة وهي ســورة التوبــة‪ ،‬فلــو‬
‫قال قائل‪ :‬إن هذه السورة حالها كحال مثيلتها من سور القرآن‬
‫الكريم فهي تبدأ بالبسملة أيضًا‪ ،‬لكان لحجتهم شيئا ً مــن النظــر‬
‫ولو في الظاهر!!‬
‫وهنا أود أن أقول بعد هذه المقدمة البسيطة‪ :‬ألم يكن لتلــك‬
‫الفرقة التي عبثت وغيرت وبدلت أقــوال النــبي الكريــم ص مئة‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي‬ ‫‪83‬‬
‫في القرآن‬

‫دعي تحريف القرآن؟‬ ‫في المئة أن تغتنم هذه الفرصة الذهبية لت ّ‬


‫وإذا رجعنــا إلــى القــرآن الكريــم مــرة ثانيــة نجــد أن اليــة‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬‫الكريمة وهي قوله تعالى‪* :‬‬
‫‪] & ‬الرحمــن‪ [13:‬قد تكررت مــرات عديــدة‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬
‫في سورة الرحمن‪ ،‬أفلم يكن بالمستطاع لتلك الفرقة أن تزيــد‬
‫أو تنقص هذه الية في بعض المواضع من السورة نفسها‪ ،‬فــأين‬
‫دلوا حتى جعلوا من الليل نهارا ً ومن النهار‬ ‫أولئك الذين غّيروا وب ّ‬
‫ل؟!‬‫لي ً‬
‫وبالتالي فإني أريد أن ُأثبت حقيقة واحــدة وعلــى كــل واحــد‬
‫أن ُيسّلم بهــا أل وهــي‪ :‬أن هــذا القــرآن الكريــم هــو وحــي اللــه‬
‫المن ُّزل على عبده محمــد ص المحفــوظ مــن رب العــالمين‪ ،‬فل‬
‫يمكن لحد مهما أوتي من الســباب والقــدرة والتمكيــن أن يمــد‬
‫يده إليه بالتحريف أو التبديل ســواء كــان ذلــك فــي الماضــي أو‬
‫الحاضر أو المستقبل وإلى أن يرث الله الرض ومن عليها‪.‬‬
‫قصة التاجر الصالح‪:‬‬
‫كان فيما مضى تاجر صالح‪ ،‬فأراد هــذا التــاجر يوم ـا ً الرحيــل‬
‫عن ديارة وأهله‪ ،‬طلبا ً للرزق الحلل والسعي وراء لقمة العيـش‬
‫مهما كّلفه ذلك من البعد عــن الهــل والــديار‪ ،‬وعنــدما أراد هــذا‬
‫التاجر السفر أخرج معه ثلثة وسبعين خادما ً لرفقته ومســاعدته‬
‫في أمور تجارته‪ ،‬وليكونوا عونا ً له على وعثاء سفره‪..‬‬
‫وقبل أن يخرج هذا التاجر لسفره كان قد أوصى أبناَءهُ قائل ً‬
‫لهم‪ :‬إني يــا أبنــائي أوصــيكم وصــية فاحفظوهــا عنــي فلعلــي ل‬
‫ألقاكم بعد ســفري هــذا‪ ،‬ومــا أرانــي إل مفــارقكم‪ ،‬فــإليكم هــذا‬
‫السر فاحفظوه عني‪.‬‬
‫ً‬
‫قال التاجر‪ :‬تعلمون جيدا ‪-‬يا أبنائي‪ -‬أن ما معي مــن الــذهب‬
‫والفضة الشيء الكثير‪ ،‬وإنــي سُأقســم هــذا المــال فــي أكيــاس‬
‫متماثلة وسأضع في كل كيس منها مقـدارا ً متسـاويا ً مـن المـال‬
‫كذلك‪ ،‬و سواء كان ذلك في العدد أو الــوزن‪ ،‬وســوف أضــع مــع‬
‫كل خادم كيسا ً من الـذهب وآخـر مـن الفضــة‪ ،‬وبهـذا يـا أبنـائي‬
‫ول له نفســه الخيانــة بنقــص‬ ‫العزاء سوف تستدلو على من تس ّ‬
‫الكيس الذي معه عن سائر الكياس الخرى‪..‬‬
‫دعهم وسافر برفقة الخدم الذين معه‪ ،‬وبعد سفر طويل‬ ‫ثم و ّ‬
‫حضرت منية ذلك التاجر الصالح‪.‬‬
‫وقبل الوفاة أوصى خدمه بتقوى الله تعالى وطــاعته وحفــظ‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي في‬ ‫‪84‬‬
‫القرآن‬
‫المانة التي سوف يعهد بها إليهم‪.‬‬
‫ً‬
‫وهكذا‪ ..‬فقد أعطى التاجر لكل واحدٍ مــن خــدمه كيس ـا مــن‬
‫الذهب وكيسا ً من الفضة طبقا ً لوصـيته الـتي أوصـى بهـا أبنـاَءهُ‬
‫قبل سفره‪.‬‬
‫ه إلــى أرض ســيدهم بمــا كــانوا‬ ‫م ُ‬
‫خ ـد َ ُ‬
‫وبعد وفاة التــاجر عــاد َ‬
‫يحملون معهم من أكياس الذهب والفضة التي استودعهم إياهــا‬
‫ذلك التاجر الصالح‪.‬‬
‫وبعد أن سّلم كل خادم إلى أبنــاء التــاجر مــا كــان معــه مــن‬
‫مال‪ ،‬وقع أمر لم يكن يخطر ببال أحــد مــن أبنــاء التــاجر‪ ،‬حيــث‬
‫أنهم بعد قبضهم أمانة أبيهم وجدوا أن أكياس الذهب كانت كلها‬
‫على النعت الذي أسّر إليهم به أبوهم‪ ،‬ولــم تكــن تختلــف ل فــي‬
‫العــدد ول فــي الــوزن بــل كــانت متماثلــة تمام ـًا‪ ،‬إل أن أكيــاس‬
‫الفضة لم تكن على النعت الذي عهــدوه‪ ،‬إذ إنهــا كــانت مختلفــة‬
‫كل الختلف من حيث عــددها ووزنهــا‪ ،‬فبعــض الكيــاس ‪ -‬مثل ً ‪-‬‬
‫يحتوي على خمسين قطعــة فضــية‪ ،‬والخــر يحتــوي علــى تســع‬
‫وأربعين‪ ،‬وفي الخر ل شـيء يـذكر‪ ،‬وأمـا الخـر فلـم يكـن فيـه‬
‫سوى البرونز بدل الفضة!!‬
‫وهنا لم يكن أمام البناء إل أن تمّلكتهم الحيــرة‪ ،‬ولــم يجــدوا‬
‫تعليل ً أو إجابة شـافية لهـذا المـر الـذي لـم يكـن بحسـبان أحـد‬
‫منهم‪ ،‬ولكنهم وصلوا بعد طول تفكير ومراجعة أن جميع الخــدم‬
‫والحال هذه مشكوك في أمرهم‪ ،‬وأن أغلبهم إن لم نقــل كلهــم‬
‫موا بخيانة سيدهم‪ ،‬ولكن السؤال الوحيد الذي لم يجدوا له‬ ‫قد ه ّ‬
‫ة‪ :‬لماذا لم يمدوا أيديهم إلى أكياس الذهب؟! ولماذا‬ ‫ة شافي ً‬‫إجاب ً‬
‫أكياس الفضة بالذات؟ ولماذا‪ ..‬ولمــاذا‪ ..‬أســئلة كــثيرة أشــغلت‬
‫بالهم وبلبلت أفكارهم إل أنهم لم يجدوا ما يشفي غليلهم‪.‬‬
‫وفي الخيــر وصــلوا إلــى تعليــل واحــد وإجابــة واحــدة‪ ،‬ولــم‬
‫يسعفهم إل تفسير واحد لكل ما حصل أنه ولبد من وجود قدرة‬
‫خفية وحكمة ل تدخل تحت إدراك البشر حالت بينهم وبيــن تلــك‬
‫الكياس الذهبية!!‬
‫ولكن أحد أبناء ذلك التــاجر الصــالح كــان يتمتــع ويتميــز عــن‬
‫سائر إخوانه بحــدة الــذكاء وســرعة البديهــة‪ ،‬إضــافة إلــى تتبعــه‬
‫للقرائن وكثرة البحث فأوصله ذلك إلى كشف الحقيقة ومعرفــة‬
‫النتيجــة‪ ،‬وبهــذا عـرف ذلــك الخــادم الميــن الصــادق وتــم طــرد‬
‫الباقين‪..‬‬
‫ً‬
‫وبعد هذه القصة أصبح من الواضح أن محمدا ص هو الرجـل‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي‬ ‫‪83‬‬
‫في القرآن‬

‫الصالح‪ ،‬وأبناؤه هم أمته‪ ،‬والخدم هي الفرق‪ ،‬والذهب هو كتــاب‬


‫الله‪ ،‬والفضة هي سنته ص‪.‬‬
‫س ـّنة والشــيعة قــد‬ ‫وممــا ســلف ذكــره‪ ..‬فقــد علمنــا بــأن ال ّ‬
‫اختلفوا اختلفا ً كبيرا ً في صحة المصادر والمراجع المعتمد عليها‬
‫والمردود من السنة المطهرة‪ ،‬إل أنهم لم يختلفــوا بــأن القــران‬
‫الكريم هو كتاب الله المعجز المنّزل على خاتم النبياء ص‪.‬‬
‫إذًا‪ :‬فليكن من هذه المــة لنــا مثل ً بــذلك الولــد الــذكي البــار‬
‫لذلك الرجل الصالح‪ ،‬وليكن كتاب الله تعالى هو ملذنا ومرجعنــا‬
‫م وهو القسطاس المستقيم لمعرفة كــل مــا‬ ‫حك َ ُ‬
‫وهو الفيصل وال َ‬
‫ُنسب لنبينا الكريم ‪ -‬صلوات الله وسلمه عليــه ‪ -‬مــن الحــاديث‬
‫والروايات‪ ،‬ولنقف بعدها على الصدق من الكذب لكل ما يتداول‬
‫ويجري على اللسنة منها‪.‬‬
‫تعالوا معنا لنقرأ كتاب الله‪ ،‬ولنرى معكم ماذا قال عــن هــذا‬
‫الصــــــــــــــــــــــــــــــــحابي الجليــــــــــــــــــــــــــــــــل‬
‫علي بن أبي طالب ا؟‬
‫ماذا يقـول كتـاب اللـه عـن رجـل جعـل منـه الشـيعة إمامـا ً‬
‫وأساسا ً بنوا عليه مذهبهم ودينا ً يتعبدون به ربهم!‬
‫ل‬ ‫تعالوا معنا لنرى كم آيـة مـن القـرآن نزلـت فـي حـق رجـ ٍ‬
‫جعلــوا منــه بزعمهــم وصــيا ً لرســول اللــه ص‪ ،‬وأن اللــه تعــالى‬
‫عصمه وبرأه من كل خطأ كما عصم أنبياءه ورسله؟!‬
‫دعون بــأن هنــاك اللف‬ ‫وليس هذا فحسب بل إن الشيعة ي ـ ّ‬
‫سوى القرآن من الحاديث النبوية التي تنص وتثبت أحقية علــي‬
‫ا بالمامـة والخلفـة بعـد رسـول اللـه ص!! ولكننـا فـي الـوقت‬
‫نفسه نرى من يرد هذا القول وينقضه‪ ،‬فالعشرات من الحاديث‬
‫سّنة ترد هذه المزاعم وتفندها‪.‬‬ ‫النبوية الصحيحة عند أهل ال ّ‬
‫إذًا‪ :‬فإن القرآن وحده هو الشافي والكافي والمرجع الثــابت‬
‫لهذه المة‪ ،‬وأن الحاديث المتضاربة بين الطرفيــن ل يقبــل كــل‬
‫طرف أحاديث الطرف الخر‪ ،‬فلنقبل على كتاب الله بكل صدق‬
‫وإخلص وتدبر‪ ،‬ولنرى معًا‪ :‬هل جاء القـرآن الكريــم بـذكر علـي‬
‫وإمامته؟‬
‫وهل ورد فيه ذكـٌر للحسـن والحسـين‪ ..‬ومــا إلـى ذلــك ممـا‬
‫دعيه الشيعة في أئمتهم؟‬ ‫ت ّ‬
‫ها هو ذا كتاب اللــه ينطــق بــالحق وهــا نحــن ذا علــى نهجــه‬
‫سائرون‪.‬‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي في‬ ‫‪84‬‬
‫القرآن‬
‫ل نص في القرآن على إمامة علي ا‪:‬‬
‫مرة أخرى نؤكد على هذه الحقيقة الناصعة وهي أن عليا ً ا‬
‫والمامة لم يرد لهما أي ذكر في كتاب الله‪ ،‬ولم تتعرض‬
‫نصوص القرآن لموضوعها ل تصريحا ً ول تلميحًا‪ ،‬وبهذا ُيعلم بأن‬
‫رسولنا الكريم ص لم يكن له خليفة منصوص عليه من قبل الله‬
‫سّنة النبوية لم‬
‫تعالى‪ ،‬ولكن في الوقت نفسه كلنا يعلم بأن ال ّ‬
‫تلق من الحفظ والعناية ماكان لكتاب الله تعالى وهذا أمر ل‬
‫يختلف فيه اثنان حيث جاءت اليات الصريحة في القرآن‬
‫الكريم والتي تثبت إثباتا ً قطعيا ً بأن القرآن محفوظ من عند الله‬
‫تعالى‪ ،‬كما قال تعالى‪  * :‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪] &  ‬الحجر‪ ،[9:‬وهذا نص محكم‬
‫صريح وقاطع في هذه المسألة‪ ،‬ولهذا فإن الشيعة وجدوا‬
‫دعوا أمام المل وبدون أي خجل أو‬ ‫سّنة النبوية فا ّ‬
‫ضالتهم في ال ّ‬
‫تردد بأن هناك اللف من الحاديث التي نصت على إمامة علي‬
‫ا وأولده من بعده‪ ،‬ولم يقفوا عند هذا الحد حتى قالوا‪ :‬إن ما‬
‫يصدر من علي وأولده من القوال والحاديث لها من المصدرية‬
‫في التشريع والقدسية ما لقوال الرسول ص وأحاديثه)‪.(1‬‬
‫فالنص على المامة هو عينه النص على الرسالة سواًء‬
‫بسواء‪ ،‬والكل يخرج من مشكاة واحدة!!‬
‫وإمعانا ً في الضلل والتلبيس على المة فإنهم افتروا من‬
‫الحاديث المكذوبة والقوال الضعيفة الشيء الكثير‪ ،‬حتى‬
‫زعموا أن عليا ً ا له من المنزلة والمكانة ما ل يدانيه فيها سيدنا‬
‫إبراهيم الخليل عليه أفضل الصلة والسلم‪ ،‬بل زعموا أن‬
‫إمامهم التقي النقي أفضل من موسى وعيسى عليهما الصلة و‬
‫السلم)‪!!(2‬‬
‫وجاؤوا على ذلك بأحاديث يروونها زورا ً وبهتانا ً في مراجعهم‬
‫)( بل جعلوها مساوية لكلم الله جل وعل‪ ،‬كما ُنقل عن أبي عبد الله‬ ‫‪1‬‬

‫× قوله‪» :‬حديثي حديث أبي‪ ،‬وحديث أبي حديث جدي‪ ،‬وحديث جدي‬
‫حديث الحسين‪ ،‬وحديث الحسين حديث الحسن‪ ،‬وحديث الحسن‬
‫حديث أمير المؤمنين × وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله‬
‫صلى الله عليه وآله‪ ،‬وحديث رسول الله قول الله ‪] «Q‬الكافي‬
‫للكليني )‪ ،(1/35‬ووسائل الشيعة للحر العاملي )‪،(18/58 ،27/83‬‬
‫الرشاد للمفيد )‪.[(168 / 2‬‬
‫‪2‬‬
‫)( بل من معتقداتهم‪ :‬أن الئمة أفضل من جميع النبياء ماعدا محمد‬
‫ص‪ ،‬وإليك بعض هذه النصوص‪:‬‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي‬ ‫‪83‬‬
‫في القرآن‬

‫وكتبهم‪.‬‬
‫ولكنهم مع كل هذه الكاذيب والفتراءات والجرأة على الله‬
‫ورسوله ص لم يستطيعوا أن يمدوا أيديهم بالتحريف والتبديل‬
‫لكتاب الله‪.‬‬
‫فكيف يمكن ذلك؟ وهو محفوظ من رب العالمين؟!‬
‫وبعد هذا التلخيص والتبسيط لقوال الشيعة في علي ا نود‬
‫أن نطرح هذا السؤال فنقول‪ :‬إن كان علي ا هو خليفة رسول‬
‫الله ص ووصّيه من بعده‪ ،‬وأنه ا معصوم من الخطأ‪ ،‬وأن إمامته‬
‫من أصول هذا الدين‪ ،‬وأنه أفضل من إبراهيم الخليل عليه‬
‫الصلة والسلم‪ ،‬وأن الئمة هم مصدر مهم من مصادر‬
‫التشريع‪ ،‬وأن أقوالهم وأقوال النبي ص كلها تخرج من مشكاة‬
‫فل القرآن هذا المر المهم‪،‬‬ ‫واحدة‪ :‬أفيعقل بعد هذا كله أن ي ُغْ ِ‬
‫ول يأتي في شأنه العشرات إن لم نقل المئات من اليات‬
‫القرآنية‪ ،‬لتوضيح وترسيخ هذه الحقيقة في قلوب ووجدان جميع‬
‫المسلمين؟!‬

‫‪ -1‬ذكر الشيخ المفيد في )أوائل المقالت( باب‪ :‬القول في المفاضلة بين‬


‫الئمة والنبياء )ص‪ (85:‬قوله‪] :‬قد قطع قوم من أهل المامة بفضل‬
‫الئمة )ع( من آل محمد ص على سائر من تقدم من الرسل والنبياء‬
‫سوى نبينا محمد ^ وأوجب فريق منهم الفضل على جميع الرسل‬
‫والنبياء سوى أولي العزم[‪.‬‬
‫=‬
‫‪-2‬ذكر العلمة السيد نعمة الله الجزائري في النوار النعمانية )‪(21-1/20‬‬
‫قوله‪] :‬اعلم أنه ل خلف بين أصحابنا رضوان الله عليهم في أشرفية‬
‫نبينا محمد ص على سائر النبياء ‡ للخبار المتواترة‪ ،‬وإنما الخلف‬
‫بينهم في أفضلية أمير المؤمنين والئمة الطاهرين ‡ على النبياء ما‬
‫عدا جدهم ص‪ ،‬فذهب جماعة إلى أنهم أفضل باقي النبياء ما خل‬
‫أولي العزم؛ فإنهم أفضل من الئمة ‡‪ ،‬وبعضهم إلى المساواة‪ ،‬وأكثر‬
‫المتأخرين إلى أفضلية الئمة ‡ على أولي العزم وغيرهم‪ ،‬وهو‬
‫الصواب‪.[...‬‬
‫‪ -3‬ذكر ابن بابويه القمي في كتاب عيون أخبار الرضا )‪ (1/262‬فصل ً‬
‫بعنوان‪) :‬أفضلية النبي والئمة على جميع الملئكة والنبياء ‡(‪.‬‬
‫‪ -4‬يقول آيتهم العظمى الميرزا جواد التبريزي تحت عنوان‪) :‬التفضيل بين‬
‫الئمة والنبياء( حول سؤال وجه إليه‪]:‬س‪:‬هل هناك تفضيل بين الئمة‬
‫‡‪ ،‬والنبياء باستثناء رسول الله ص؟ وإذا كان فما هو الدليل على‬
‫ذلك؟‬
‫ج‪ :‬بسمه تعالى‪ :‬أئمتنا أفضل من النبياء ما عدا الرسول ص والله العالم[‪.‬‬
‫‪ -5‬كذلك الخميني في كتاب الحكومة السلمية )ص‪ (47:‬يؤكد ذلك بقوله‪:‬‬
‫]وإن من ضروريات مذهبنا‪ :‬أن لئمتنا مقاما ً ل يبلغه ملك مقرب ول‬
‫نبي مرسل[‪.‬‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي في‬ ‫‪84‬‬
‫القرآن‬
‫ولكننا في حقيقة المر لم نر شيئا ً من النصوص القرآنية‬
‫مما يؤكد هذه القوال أو يؤيدها‪ ،‬وهذا يعني مرة أخرى أن الله ـ‬
‫لم ينصب خليفة لرسوله الكريم ص من بعده‪ ،‬وأن هذه‬
‫المفتريات من القوال التي يستدل بها الشيعة على باطلهم‪* :‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪] &   ‬النجم‪.[23:‬‬
‫فدعونا نستمع إلى أقوال علماء الشيعة ول سيما إمامهم‬
‫الخميني‪ ،‬والذي يعتبر من أكابر علمائهم المعاصرين والمقدم‬
‫فيهم‪ ،‬وكان هو واحد من الذين أجابوا على سؤالنا‪» :‬لماذا لم‬
‫يذكر اسم علي في القرآن؟« من تسعة عشر وجهًا‪.‬‬
‫وسوف تقفون بأنفسكم بعد اطلعكم على هذا الكتاب‬
‫وقراءتكم لجوبته إلى أي مدى بلغت تلك الجوبة من الضحالة‬
‫والركاكة والضطراب والتناقض‪ ،‬مما يدلك أيها القارىء الكريم‬
‫على قلة علم قائلها وكثرة جهله‪ ،‬وإن كل جواب من أجوبته ل‬
‫يمكن أن يصدر من رجل ينسب إلى العلم وأهله‪ ،‬فضل ً عن أن‬
‫يكون رأسا ً فيه‪ ،‬بل وعلوةً على ذلك لم تكن تتصف بالنظر‬
‫العلمي الصحيح‪ ،‬كما أنها يعوزها النظر الدقيق والمنطق‬
‫القويم‪.‬‬
‫وفي ختام هذه المقدمة نسأل الله تعالى أن يوفقنا ويبارك‬
‫لنا في هذا العمل والجهد المتواضع القليل‪.‬‬
‫المؤلف‬
‫محمد باقر‬
‫سجودي‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي‬ ‫‪83‬‬
‫في القرآن‬

‫الرد على الجواب الول‬


‫قال الخميني‪) :‬الجواب الول‪ :‬ل بد من قبول المامة‬
‫وإن لم يرد لها ذكر في القرآن()‪.(1‬‬
‫قبل الجابة على هذا السؤال فإنه ل بــد مــن تحكيــم العقــل‬
‫وجعله هو الحكم في هذه المسألة باعتباره هبة ربانيــة ورســول‬
‫منه‪ ،‬ويمكننا على ضوء ذلك معرفة‪ :‬هل المامة أصل مهــم مــن‬
‫أصول الدين أم ل؟‬
‫وحتى نستطيع أيضا ً تســوية جميــع المســائل المختلــف فيهــا‬
‫فيما بيننا إذا علمنا منطق العقل وجوابه وأحسـّنا التعامــل معــه؛‬
‫كما ذكر الخميني في صفحة )‪ (107‬من الكتــاب نفســه بقــوله‪:‬‬
‫)إن الرسول الذي أرسل بهذه الشريعة لم يغفل عــن ذكــر كــل‬
‫مــا يتعلــق بــآداب الخلء وآداب الخلــوة بيــن الزوجيــن وأحكــام‬
‫الرضاع‪ ،‬بل لم يدع صغيرة ول كبيرة إل بين لنا آدابها‪ ،‬ووضع لنا‬
‫حكمها‪ ،‬فكيف بعد ذلك يعقل أنه لــم يــترك لنــا خــبرا ً يــذكر فــي‬
‫أثناء حياتة الطويلــة عــن موضــوع الخلفــة والمامــة وهــو أصــل‬
‫عظيم من أصول الدين وأسسه ومقومات بقائه وديمومته؟‬
‫أم كيف‬
‫ً‬
‫ل نعبد إلها أقام ذلك البناء المتقـن المحكـم ثـم يسـعى فـي‬
‫خرابه حينما يضع أمر هذه المــة بأيــدي أنــاس مــن أمثــال يزيــد‬
‫ومعاوية وعثمان وغيرهم من اللصوص!! أو قد يترك المة همل ً‬
‫ل راعي لها؟‬
‫ل‪ ،‬أو رب‬‫إن رئيس المصنع ‪ -‬مثل ً ‪ -‬والذي لديه خمسون عام ً‬
‫السرة المكونة من عشرة أشخاص عنــدما يريــد الســفر لمــدة‬
‫شهرين؛ فإنه ل ُيمكن بحال أن يدع رئيس المصنع مصــنعه بغيــر‬
‫نائب‪ ،‬كما أن رب السرة لن يــترك أســرته بل معيــل ينيبــه فــي‬
‫أهل بيته‪.‬‬
‫فهذا الرسول الذي جاء بآلف الشرائع وبعث بهذه الحكــام‪،‬‬
‫وأسس ذلك النظام العظيم ثم ترك أمته إلى غير رجعة‪ ..‬كيــف‬
‫يدع المة بغير نائب؟ ماذا يقول العقــل فــي هــذا؟ إنــه بل أدنــى‬
‫شك سيقول العقل أنه ل بد من تنصــيب الخليفــة؛ لنــه الســبب‬
‫في بقاء التوحيد وديمــومته‪ ،‬ول يمكــن أن يقــول فــي حــال مــن‬
‫الحوال‪ :‬ل بــأس ول ضــير أن يــدع المــة بل خليفــة‪ ،‬أو أن يــدع‬
‫)( كشف السرار )ص‪.(105:‬‬ ‫‪1‬‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي في‬ ‫‪84‬‬
‫القرآن‬
‫أمرها بأيدي أناس ل يخفى أمرهم علــى أحــد!! بــل الكــل يعلــم‬
‫حرصهم الكبير على الرياسـة وطلــب المـارة وقيـامهم بأعمـال‬
‫الشغب وضرب بعضهم بعضا ً في وقت هــو مــن أحــرج الوقــات‬
‫وأهمها في تاريخ المة وذلك يوم وفاة الرسول‪ !!..‬فماذا تقــول‬
‫لكم عقولكم‪ ،‬وماذا يقول في ذلك ذوو اللباب؟‬
‫أيقولون‪ :‬ل ضرورة لتنصيب الخليفة؟ أم تقولون‪ :‬أن المامة‬
‫تعتبر من المسلمات في السلم‪ ،‬ول ضير في ذلك إن كان ورد‬
‫ذكرها في القرآن أم ل؟(‪.‬‬
‫ردنا عـليه‪:‬‬
‫أول ً‪ :‬لو سّلمنا جدل ً بصحة قولك؛ فإن ما تعيبه فينــا يلزمــك‬
‫أن تعيب به إمامك المهدي‪ ،‬فهــو أولــى بهــذا العيــب منــا حينمــا‬
‫دعون(‪ ،‬وترك مصنع السلم وأسـرته ولـم‬ ‫غاب عن المة )كما ت ّ‬
‫ً‬
‫يوص حتى وصية لخليفته من بعده‪ ،‬بــدل مـن أن يــدع أمــر هــذه‬
‫المة همل ً طيلة اثني عشر قرنا ً من الزمان‪ ،‬ول يمكــن لحــد أن‬
‫دعي أنه منصوب من عند الله تعالى وهذا ما تقوله عقيدتكم‪.‬‬ ‫ي ّ‬
‫دعون أن قــول إمـامكم المهــدي موافــق للعقـل‬ ‫ثـم كيـف تـ ّ‬
‫والمنطق وترون عمل النبي ص مخالفا ً لهما؟‬
‫ما معنى هذا التناقض الكبير في عقيدتكم؟‬
‫بل وأعجب من ذلك‪ :‬أن الخميني وهـو قـائل هـذا الكلم قـد‬
‫صب خليفة له من بعده‪ ،‬أفلم يــرى أتبــاعه ومقلــديه‬ ‫مات ولم ُين ّ‬
‫هذا التناقض العجيب في قوله وعمله؟!‬
‫دعون بأنه ل بد للبشرية من خليفــة‬ ‫وإذا كنتم صادقين فيما ت ّ‬
‫وإمام من قبل الله تعالى‪ ،‬فمن هو يا ترى ذلك النائب أو المـام‬
‫عن الله تعالى قبل بعثته ص؟!‬
‫ثانيًا‪ :‬إننا عنــدما طرحنــا ســؤالنا هــذا عليــك وعلــى أتباعــك‬
‫وعلى جميع الشيعة لم نطالبك بالدليل العقلي ولــم نلزمــك بــه‪،‬‬
‫إنما المطلوب هو أن توضح لنا الدليل الشرعي وتثبت ما ذهبتــم‬
‫إليــه مــن القــول بإمامــة علــي وخلفتــه‪ ،‬وإن كــان العقــل هــو‬
‫مصدركم الوحيد ومفزعكم في كل ما تأتون به من إفك وافتراء‬
‫وبهتان‪ ،‬إذن لم تكن هنا حاجة البتة إلى القــرآن الكريــم أو إلــى‬
‫الرســالت‪ ،‬ولكــن العليــم الخــبير ســبحانه علــم أن هــذا العقــل‬
‫ناقص‪ ،‬ولذا فإنه ـ رحمة بخلقه أنزل كتبه وأرسل الرسل إليهــم‬
‫مبشرين ومنذرين لئل يكون للناس حجة على الله بعــد الرســل‪،‬‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي‬ ‫‪83‬‬
‫في القرآن‬

‫وإل فماذا يقول لنا المام وأتباعه‪ :‬كيف يأمر هــذا العقــل أتبــاعه‬
‫من الهنود بأكل الســرجين)‪ (1‬والتــبرك بــه‪ ،‬كمــا أمــرك وأتباعــك‬
‫بأكل تراب قبور الموتى)‪.(2‬‬
‫ول عجــب بعــد ذلــك إذا أمــر العقــل نســاء تــايوان بشــرب‬
‫أبوالهن‪ ..‬والكل منهم يرى أن عمله حق وصواب؛ لن العقل هو‬
‫الذي أمر الجميع بذلك؟!‪.‬‬
‫ثالثا ً‪ :‬أن من لم يعرف الطريق فل بد لــه مــن دليــل‪ ،‬فمــن‬
‫عــرف الطريــق وملــك الــزاد والراحلــة فل حاجــة إذن لمرافقــة‬
‫الدليل في كل حين‪ ،‬هذا وقد هــدى اللــه ــ هــذه المــة الكريمــة‬
‫بالرحمة المهداة سيدنا محمد عليه أفضل الصلة وأتــم التســليم‬
‫وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫رابعا ً‪ :‬هب أننا بحاجة إلــى إمامــة علــي ا‪ ،‬فمـا حاجتنــا إليــه‬
‫الن وقد مات؟ أو ما حاجة المة إلى ذلك وهــي الن فــي أشــد‬
‫الحاجة وأمس الضرورة إلى إمام جديد؟‬
‫صب إماما ً للمــة‬ ‫ولكننا نعلم كما يعلم الجميع أن الله ـ لم ي ُن َ ّ‬
‫فــي وقتنــا هــذا كمــا لــم ُيعي ّــن أحــدا ً بعينــه لهــا‪ ،‬وصــدق المثــل‬
‫الفارسي الذي يقول‪) :‬إذا كان أساس البيت بني على الخسران‬
‫فل ينفع طلي الجدران(‪.‬‬

‫ل‪ ،‬كما جاء في القاموس المحيط )‬ ‫سرجين بالكسر ‪ :‬الّزب ْ ُ‬‫‪ () 1‬ال ِ‬
‫‪.(1/1555‬‬
‫‪ () 2‬جاء في رواياتهم عن جعفر الصادق أنه قال‪» :‬طينة قبر الحسين‬
‫شفاء من كل داء‪ ،‬و إذا أكلته تقول‪ :‬بسم الله وبالله‪ ،‬اللهم اجعله رزقا ً‬
‫واسعا ً وعلما ً نافعا ً وشفاًء من كل داء« ]بحار النوار )‪.[(98/129‬‬
‫وعن محمد الباقر أنه قال‪» :‬طينة قبر الحسين شفاء من كل داء وأمان‬
‫من كل خوف وهو لما أخذ له« ]بحار النوار )‪.[(98/131‬‬
‫وذكر المجلسي صاحب البحار من الروايات ما يصل إلى ثلث وثمانين‬
‫رواية عن تربة الحسين وفضلها وآدابها وأحكامها‪] .‬انظر‪ :‬بحار النوار )‬
‫‪.[(140-101/118‬‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي في‬ ‫‪84‬‬
‫القرآن‬

‫الرد على الجواب الثاني‬


‫قال الخميني‪) :‬الجواب الثاني‪ :‬في الحقيقة نحن نعلم‬
‫أن القرآن كتاب دعوة وهداية جاء لقامة هذا‬
‫الدين‪ ،‬كما أنه كتاب سماوي عظيم جاء‬
‫لتحطيم العقائد الجاهلية الفاسدة‪ ،‬وهو إنما‬
‫جاء ليقرر القواعد الكلية ويثبتها وليس من‬
‫شأنه أن يتطرق إلى الجزئيات وإنما ذلك هو‬
‫من وظيفة الرسول()‪.(1‬‬
‫ردنا عـليه‪:‬‬
‫إن قول الخميني وجوابه الســابق علــى ســؤالنا كفيــل بــالرد‬
‫عليه‪ ،‬إذ إنه عندما أراد إثبــات إمامــة علــي ا وخلفتــه للنــبي ص‬
‫نسي أن هذا من الجزئيات‪ ،‬وهذا واضح فــي قــوله الــذي ذكــره‬
‫في صفحه )‪ (107‬من كتابه المذكور‪ ،‬حيث قــال‪» :‬إن الرســول‬
‫الذي ُأرسل بهذه الشريعة لم يغفل عن ذكر كل ما يتعلق بآداب‬
‫الخلء وآداب الخلوة بين الزوجين وأحكام الرضاع‪ ،‬بــل لــم يــدع‬
‫صغيرة ول كبيرة إل بين لنا آدابها ووضع لنا حكمهــا‪ ،‬فكيــف بعــد‬
‫ذلك ُيعقل أنه لم يترك لنا خبرا ً عــن موضــوع الخلفــة والمامــة‬
‫وهـذا أمــر يعتـبر مـن أصـول الـدين وأسســه‪ ..‬ومقومـات بنـائه‬
‫وديمــومته‪ ...‬أم كيــف يــترك أمــر هــذا الــدين بأيــدي الســفلة‬
‫واللصوص وأراذل الناس«‪.‬‬
‫فــأنت حينمــا أردت أن تثبــت إمامــة علــي ا بــدليلك العقلــي‬
‫جعلت لهذا المر من الهمية ما ل يساميه فيه أي أمــر أو شــأن‬
‫من أمور السلم وشؤونه العظيمة!!‬
‫ألستم أنتم من زعمتم أن عليا ً ا خيٌر عند الله وأعظم منزلة‬
‫من جميع النبياء؟ )‪ (2‬وعندما ل تجدون مــا يــدعم قــولكم ويؤكــد‬
‫مذهبكم الباطل فــي المامــة تــأتي لتنقــض مــذهبك وتــرد علــى‬
‫نفسك من حيث ل تشعر‪ ،‬لتقول لنــا‪ :‬إن أمــر المامــة والخلفــة‬
‫من بعد النبي ص من جزئيات هذا الدين!!‬
‫فبالله الذي قامت بإذنه السماوات والرض‪ :‬هل تعتقدون أن‬
‫أمر المامة من الجزئيات؟‬
‫)( كشف السرار )ص‪.(113:‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سبق التعليق على هذه المسألة )ص ‪.(21-20‬‬ ‫‪2‬‬


‫لماذا لم يذكر اسم علي‬ ‫‪83‬‬
‫في القرآن‬

‫ولكن صدق فيك قول الشاعر الفارسي‪:‬‬


‫شاعر بجفنك آيد‬ ‫قافيه جو تنك آيد‬
‫يعني‪:‬‬
‫أسعف الشاعر‬ ‫إذا ضاقت القوافي‬
‫الرفس‬
‫نعم‪ .‬لقد ذكرت آنفا أن المامة هي أساس التوحيد والنبــوة‪،‬‬
‫والسبب الول لقامة هذا الدين‪ ،‬ثم تعــود لتقــول‪ :‬إن ذلــك مــن‬
‫الجزئيات‪.‬‬
‫ن مـا ُتـثرثرون بـه مـن‬ ‫نحن ل نتفق معكم في ذلـك أبـدًا‪ ،‬وإ ّ‬
‫هذه القوال لهو أعظم دليل على اضطراب عقــائدكم‪ ،‬وتهــافت‬
‫حججكم وُبطلن مذهبكم)‪.(1‬‬
‫وإننا نقولها لكم بصراحة‪ :‬إن القرآن الكريم الذي صانه الله‬
‫تعالى وحفظه من أيدي العابثين قد استعصى عليكم أمره؛ لنــه‬
‫من ِعْت ُــم بقــدرة اللــه‬
‫كلم الله تعالى‪ ،‬فلم تجــدوا ضــالتكم فيــه‪ ،‬و ُ‬
‫الواحد الحــد مــن أن تدســوا أبــاطيلكم وأكــاذيبكم‪ ،‬وذلــك فيمــا‬
‫يخص أمر علي و إمامته‪ ،‬ولكنكم وجدتم ذلك في حــديث النــبي‬
‫ص وســنته فوضــعتم مــن الكــاذيب والخــزعبلت‪ ،‬ومــا وضــعتم‬
‫ة؛ لتجعلوا إمامة علي ا مــن‬ ‫وسميتم ذلك زورا ً وبهتانا ً حديثا ً و ُ‬
‫سن ّ ً‬
‫أسس هذا الدين وأموره العظام‪.‬‬
‫وإننا لنشفق عليك وعلى أتباعك‪ ،‬وإل كيف تجرأت على الله‬
‫تعالى وكذبت على رسوله ص وذلــك ممــا يعرضــك إلــى عــذاب‬
‫النار يوم القيامة‪ ،‬فهل لك طاقة بذلك؟‬

‫)( قال تعالى‪  * :‬‬


‫‪1‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪     ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪] & ‬النساء‪.[82 :‬‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي في‬ ‫‪84‬‬
‫القرآن‬

‫الرد على الجواب الثالث‬


‫قال الخميني‪) :‬الجواب الثالث‪ :‬القرآن لم يذكر عليا ً‬
‫وهذا حجة عليكم)‪.(1‬‬
‫نعــم‪ .‬إن هــذا حجــة عـــليكم وهــو أمــر ل يقبــل الزيــادة أو‬
‫النقصــان؛ وذلــك لن المــؤمنين لهــم أن يقـــولوا‪ :‬إذا كــان أمــر‬
‫المامة ل أصل له ول حقيقة‪ ،‬إذن لماذا لم يرد نص صــريح فــي‬
‫القرآن ينفي ذلك؟‬
‫وحتى ل يكون هنــاك ســبب لختلف المســلمين فيمــا بينهــم‬
‫مما قد يؤدي ذلك إلى إراقة الدماء فيما بينهم‪.‬‬
‫ألم يكن من الولى لو أن الله أنزل سورة في القرآن توضح‬
‫للمة أن عليا ً وأولده من بعده ل حق لهم في المامــة‪ ،‬وعنــدها‬
‫فقط لن يكون هناك أي شقاق أو اختلف بين المسلمين!(‪.‬‬
‫ردنا عـليه‪:‬‬
‫قبل كل شيء نود أن نطرح هذا السؤال‪:‬‬
‫ل‪ :‬هل يمكن لمسلم عاقل يحترم عقلــه أن يتفــوه بمثــل‬ ‫أو ً‬
‫هذا الكلم؟!‬
‫ثانيا ً‪ :‬بناًء على قول الخميني هذا واعتمـادا علـى مـا تقـدم؛‬
‫ً‬
‫فإن أتباع ودعاة الفرق الضالة من أمثال الفرقة البهائية‪ ،‬وأتبــاع‬
‫غلم أحمد القادياني وغيرهم لهم أن يحتجــوا بهــذا القــول علــى‬
‫نصرة مذاهبهم الباطلة‪ ،‬ولهم أن يقولوا‪ :‬بمــا أن اللــه لــم ينــزل‬
‫سورة تنفي نبوة بهاء الله ونبوة غلم أحمد قاديــاني؛ فــإن ذلــك‬
‫يعني أنهم على الحق‪ ،‬ونحــن فــي الحقيقــة ل نعجــب مــن قــول‬
‫الخميني هذا بالقدرالذي نعجب به من أتباعه‪.‬‬
‫ثالثا ً‪ :‬نقول لك‪ :‬أبشر بالــذي يخزيــك؛ فــإن اللــه تعــالى قــد‬
‫أنبأنا فــي كتــابه أن عليـا ً ا وأهــل بيتــه لــم تكــن لهــم خصوصــية‬
‫النفراد بالمامة دون سائر الئمة المهديين المرضيين بعــد نــبي‬
‫الُهدى والرحمة ص‪ ،‬وعلى هذا الكثير من الدلــة إل إننــا نكتفــي‬
‫بذكر دليلين اثنين فقط‪:‬‬
‫الدليل الول‪ :‬قوله تعالى‪   * :‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬

‫)( كشف السرار )ص‪.(114:‬‬ ‫‪1‬‬


‫لماذا لم يذكر اسم علي‬ 83
‫في القرآن‬
    
     
    
       
   
:‫ & ]يوســف‬      
.[40
  * :‫ قــــوله تعــــالى‬:‫الننندليل الثننناني‬
 
     



 
  
 
 
   
   
  
  
.[71:‫ & ]العراف‬
 
‫ كيــف تجــادلني فــي‬:‫وهنا أريد أن أطرح عليك هــذا الســؤال‬
‫أسماء سميتها أنت وأباؤك ما أنزل الله بها من سلطان؟‬
‫ألم يأمرنا الله عزوجل أل نتبع هذه المسميات التي ل برهان‬
‫عليها ول سلطان من الله تعالى؟‬
‫إن ما تزعمونه من أقوال في إمامة علي ا وأولده من بعده‬
‫إن هي إل أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنــزل اللــه بهــا مــن‬
.‫سلطان‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي في‬ ‫‪84‬‬
‫القرآن‬

‫الرد على الجواب الرابع‬

‫قال الخميني‪) :‬الجواب الرابع‪ :‬أن مجيء المامة‬


‫وذكرها في القرآن الكريم ل يعني هذا تسليم‬
‫المخالفين وقبولهم بذلك)‪.(1‬‬
‫لــو فرضــنا جــدل ً أن القــرآن ذكــر عليــًا؛ فــإن الخلف بيــن‬
‫المسلمين ل ينتهي عند هذا الحد لورود نص قرآنــي بــذلك؛ لننــا‬
‫نعلم أن الذين اعتنقوا السلم والتفــوا حــول الرســول لــم يكــن‬
‫ذلــك إيمان ـا ً منهــم بمبــادئه ول حب ـا ً لشــرعه‪ ،‬إنمــا دخلــوه لنيــل‬
‫المكاسب والمناصب وطمعا ً في الــدنيا ومتاعهــا‪ ،‬فكيــف يعـــقل‬
‫أن يرضوا ويسّلموا بما ينزل من اليات في إمامة علي؟‬
‫ألم يكن ذلك سببا ً آخر لتســاع هــوة الخلف والشــقاق بيــن‬
‫المسـلمين أكـثر فـأكثر؛ ممـا يـؤدي بالتـالي إلـى هـدم السـلم‬
‫ونقضه من أساسه؟‬
‫ول يستبعد بعد ذلك عندما يرى أولئك الذين اعتنقوا الســلم‬
‫طمعا ً في الرئاسة ونيل المكاسب أنهم ســوف لــن يصــلوا إلــى‬
‫تحقيــق مقاصــدهم ونيــل مــا يرغبــون‪ ،‬ســوف يشــكلون حزبــا ً‬
‫معارضا ً بل أحزاب تعمل لهدم السلم ونقضة‪ ،‬وبهذا فــإن علي ـا ً‬
‫وأتباعه من المؤمنين لن يقفوا مكتوفي إليدي أمام هذا الوضــع‬
‫القــائم‪ ،‬وبالتــالي ســوف تقــوم النتفاضــة لرفــض هــذا الوضــع‬
‫الفاسد‪ ،‬مما يؤدي بالتالي إلى القضاء علــى النصــف الخــر مــن‬
‫السلم‪!!..‬‬
‫وخلصــة القــول‪ :‬إن تطــرق القــرآن لــذكر علــي والمامــة‬
‫ومجيئهما فيه أمر مخالف للمصلحة وما تقتضيه من حكمــة‪ ،‬بــل‬
‫ومضر بالمامة نفسها(‪.‬‬

‫ردنا عـليه‪:‬‬
‫ل‪ :‬إن الله تعالى ل يقبل من عبده نصــف الــدين إذ إنــه ل‬ ‫أو ً‬
‫فائدة في ذلك‪ ،‬كما ل يقبــل ســبحانه تعــالى الصــيام إلــى وقــت‬
‫الظهر‪ ،‬ولذا فإن الله تعالى ل يرضى نصف الدين المتمثل بــأبي‬
‫بكر وعمر ب )كما تزعمون( إذ إنه ل فــرق بيــن مــن كفــر بهــذا‬
‫)( كشف السرار )ص‪.(114:‬‬ ‫‪1‬‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي‬ ‫‪83‬‬
‫في القرآن‬

‫الدين جملة‪ ،‬وبين مــن آمــن بنصــف هــذا الــدين وكفــر بالنصــف‬
‫الخر‪ ،‬بل قد يكون الكفر بنصف هذا الدين أشــد مــن الكفــر بــه‬
‫جملة وأعظم ضررًا‪ ،‬والذي نقصده هنا‪ :‬أنه ليس لله ـ حاجة في‬
‫حفــظ نصــف هــذا الــدين إذا كفــر عبــاده بالنصــف الخــر ولــم‬
‫يرتضوه‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬يتضح مما قلته آنفًا‪ :‬أن الله تعالى لم يــذكر عليـا ً فـي‬
‫القرآن ولم يأت على إمامته نـص صــريح بـذلك‪ ،‬فهــذا يعنــي أن‬
‫الله ـ من حكمته العظيمة وفضله على هذه المـة وحبـا ً لهـا لـم‬
‫يفرق كلمتها بذكر أمـر فيـه كـل هـذا الضـرر العظيـم‪ ،‬والخطـر‬
‫الجسيم في تعكير صفو هذه المة ووحــدتها‪ ،‬فهــل للخمينــي أن‬
‫يقول لنا‪ :‬من أيــن تــأتي لــه كــل هــذه الغيــرة علــى هــذا الــدين‬
‫وتحمـل كـل هـذا الهـم العظيـم لحفـظ بيضـة السـلم والـدين‪،‬‬
‫وتفتق عقله بعبقريةٍ لم نرها في الولين حتى غاص في أعمــاق‬
‫بعيدة؛ ليستخرج لنــا مــن هــذا القــرآن العظيــم حكم ـا ً وأســرارا ً‬
‫غابت عن سيد الولين والخرين؛ حيث ادعيتم عليه ص أنه قــال‬
‫بلسانه الشريف آلف الحاديث والنصوص التي تنص نصا ً قطعيا ً‬
‫على إمامة علي ا وأولده‪ ،‬وهــذا مــا نطقــت بــه كتبكــم وخطتــه‬
‫أيديكم ثم نسبتموه زورا ً وبهتانـا ً إلــى الرســول الكريــم صــلوات‬
‫ربــي وســلمه عليــه‪ ،‬ولــم تكتفــوا بهــذا الضــلل والعمــى الــذي‬
‫أركسكم الله فيـه‪ ،‬حــتى زعمتـم أن رســول اللــه ص لــم يغفــل‬
‫أمرالمامة وهو في الرمق الخير من حياته الشريفه؟!‬
‫ثالثا ً‪ :‬لم يخبرنا المام الملهم‪ :‬لماذا كــل هــذا الحــرص مــن‬
‫النــبي ص وهوالمؤيــد مــن عنــد اللــه تعــالى علــى تلــك العصــبة‬
‫الحريصة على الرياسة‪ ،‬المحبة للدنيا ومتاعها‪ ،‬والتي لــم تعتنــق‬
‫هذا الدين حبا ً فيه وإيمانا ً بمبادئه واعتقادا ً منها بفضله وشــرفه‪..‬‬
‫لماذا لم يبعدهم ص عن طريقه وهو يعلم أنهم لم يلتفــوا حــوله‬
‫إل لتحقيق تلك المقاصد الخبيثة والنوايا السيئة؟‬
‫هل ّ وضح لنا جناب المام‪ :‬هل كان الرســول ص عــاجزا ً عــن‬
‫إزاحة شرذمة قليلة وإبعادهم عن طريقه‪ ،‬وهو يعلم قبــل غيــره‬
‫ده بالنصــر والقــوة والتمكيــن حــتى أزاح‬ ‫أن الله ـ قــد أيــده وأمـ ّ‬
‫طغاة الكفر وأئمته وقاتل أعداء هذا الــدين ومــن نــاوءه‪ ،‬وهــدم‬
‫كــل صــروح الكفــر علــى رؤوس أهلهــا مــن أمثــال أبــي جهــل‬
‫وشيعته؟‬
‫فهل يكترث ص بطرد فتى مثل عمر إن كان )كما تزعمون(‬
‫إنه ما آمن إل حبا ً للدنيا وحرصا ً على زخرفها؟‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي في‬ ‫‪84‬‬
‫القرآن‬
‫وهذه رسالة السلم ودعوة الحق يصــدع بهــا محمــد الميــن‬
‫بين أهل مكة والمسلمين لم تقو شوكتهم بعد ولم يشتد عودهم‬
‫والدين جديد على أهله‪ ،‬والقرآن الكريم لم يدع سبيل ً إل وسلكه‬
‫ول بابا ً إل وطرقه‪ ،‬ول مثل ً إل ضربه للتنديد والطعــن وذكــر كــل‬
‫ما يشين بالكفر وأهله‪ ،‬فل عابد ول معبود مــن طــواغيت الكفــر‬
‫وأئمــة الضــلل إل وأخــذ نصــيبه الكامــل مــن التقريــع والتنكيــل‬
‫والتهديد والوعيــد الشــديد‪ ،‬وذلــك ممــا تنـّزل علــى قلــب أطهــر‬
‫إنسان عرفته البشرية‪ ،‬فكيف بعد هذا كله تظن أن القرآن يــدع‬
‫أبا بكر وعمر يقفان عقبة كؤود أمام السلم دون أن يشير إلــى‬
‫ذلك ولو بآية واحدة؟‬
‫ولكن لتعلم أنت ومن غرته أكاذيبــك وافتراءاتــك أن القــرآن‬
‫الكريم لم ُيداهن أحدا ً مـن البشـر‪ ،‬ولـم يتـأخر يومـا ً فـي فضـح‬
‫المــؤامرات‪ ،‬وكشــف المكايــد الــتي كــانت تحــاك ضــد الســلم‬
‫وعصبة الرحمن‪ ،‬كما أن الذين وقفوا وتصدوا لرســالته ودعــوته‬
‫لم يحصدوا مما جنت أيديهم غير الخيبــة والندامــة والخســران‪..‬‬
‫فأين جناب المام من هذا كله؟!‬
‫أم لم يعلم الخميني أن أبا بكر وعمرب لم تكن لديهما حــتى‬
‫وهم بالمدينة أي قدرة أو شوكة للتصدي أو الوقــوف والمعــاداة‬
‫للدين وأهله‪ ،‬فمن أين لك كل هــذا الفــك حــتى تــدعي أنهمــالم‬
‫يتبعا الرسول ص ولم يــدخل فــي الســلم إل حبـا ً فــي الرياســة‬
‫وطلب المكاسب؟!‬
‫أي مكاسب هذه التي ترتجى من دين قامت الدنيا كلها ولــم‬
‫تقعد لمحاربته وبذلت كــل غــال ونفيــس للوقــوف أمــام دعــوته‬
‫وهديه؟!‬
‫نعــم‪ .‬إن الشــوكة والمنعــة والقــوة والقــدرة إن كــان لهــذه‬
‫المسميات من حقيقة وأثر؛ فــإن ذلــك كلــه كــان بيــد النصــاري‬
‫لنهم هم الذين آووا ونصروا ي‪ .‬هذا من جهة ومــن جهــة أخــرى‬
‫فـإن الــذي يكــون حريصـا ً علـى هــذه الـدنيا وزهرتهـا ومناصـبها‬
‫فالجدر به أن يبحث عنها عند من يملك أســبابها‪ ،‬لنــه ل يحقــق‬
‫مآربه وينال مقاصده إل عند مـن يملــك القـدرة علـى ذلـك مـن‬
‫أمثال أبي جهل وحزبه‪ ،‬أما أن يدعوا ذلك كله ليقفوا إلــى جنــب‬
‫محمد ص مؤمنين مذعنين وهو الوحيد في محنتــه‪ ،‬الطريـد مـن‬
‫أهله وعشيرته‪ ،‬فأي مكسب ســيحققانه؟ وأي عــرض زائل مــن‬
‫الدينا سيكسبانه إن كانا كما يقول الخميني لم يؤمنا به إل طمعا ً‬
‫في نيل المكاسب والحصول على المناصب؟‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي‬ ‫‪83‬‬
‫في القرآن‬

‫جَنـاب المـام‪ :‬مـتى آمـن‬ ‫ثم دعونا لنطرح هذا السؤال على َ‬
‫أبو بكر وعمر وعثمان يبالنبي ص؟‬
‫ألم يكن ذلك في وقت هو من أشــد الوقــات غربــة وضــعفا ً‬
‫وضــنكًا‪ ،‬حيــث التعــذيب والقتــل والحرمــان الــذي كــان يصــبه‬
‫المشركون على رؤوس المؤمنين صبًا؟!‬
‫ولكن جناب المام العظم ل يعي ما يقول‪ ،‬بل ل يكـاد يعلـم‬
‫من وقائع ومجريات التاريخ السلمي شيء‪.‬‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي في‬ ‫‪84‬‬
‫القرآن‬

‫الرد على الجواب الخامس‬

‫قال الخميني‪) :‬الجواب الخامس‪ :‬لو ذكر اسم علي في‬


‫القرآن لحرفوا القرآن وبدلوه)‪.(1‬‬
‫إن تلك الفئة التي لم يكــن لهـا يومـا ً حاجــة أو عنايـة بكتـاب‬
‫اللــه‪ ،‬بــل كــان أكــبر همهــا هــو طلــب الــدنيا والرياســة‪ ،‬كــان‬
‫باستطاعتها مع ما لها من نيات فاسدة أن تحرف القرآن‪ ،‬وذلك‬
‫على فرض مجيء اسم علي في القرآن‪ ،‬كما لم يكن بمســتبعد‬
‫أن يرفعوا جميع اليات التي تنص على المامة من القرآن‪!!..‬‬
‫وبالتالي فإنه لن تبقى أي حرمة أو تقدير لهذا القرآن‪ ،‬وكمــا‬
‫ل يبقى له أي احترام في نظر سائر البشر في هذا العــالم؛ بــل‬
‫سيبقى ذلك وصمة عارٍ في جبين المسلمين إلى قيام الساعة!!‬
‫وإن مــا نــالته كتــب المــم الســابقة مــن التحريــف والتبــديل‬
‫سينال هذا القرآن كذلك بل أدنى شك(‪.‬‬
‫ردنا عـليه‪:‬‬
‫أولً‪ :‬إن الخمينـي لحاجـة فـي نفسـه أظنهـا ل تخفـى علـى‬
‫أحد؛ فإنه قد أعطى أبا بكر وعمر ب مــن المنزلــة والمكانــة مــا‬
‫لــم يكــن لح ـد ٍ مــن البشــر‪ ،‬وذلــك ليم ـّرر علــى عــوام النــاس‬
‫ذاجهم ألعيبه وأكاذيبه‪ ،‬بيد أن الخمينــي هــذا يعلــم جيــدا ً أن‬
‫س ّ‬
‫و ُ‬
‫هذه الراجيف ل تثبت أمام الحقـائق القرآنيــة وأدلتــه الواضــحة‪،‬‬
‫وذلك أن الله تعالى قد توّلى حفظ كتــابه فل يســتطيع أحــد فــي‬
‫الرض أو في السماء فضل عن أبي بكر وعمر بمن أن يمد يــده‬
‫لتبديل آية واحدة من هذا الكتاب العزيز‪ ،‬وأن هذه من الحقــائق‬
‫الراسخة في قلوب المؤمنين رسوخ الشم الرواســي‪ ،‬وإل فــإن‬
‫كان ذلك في القدرة والمكان‪ ،‬فل يستبعد أبدا ً أن تــدخلوا اســم‬
‫علي في مئة آية )‪ ،(2‬وعندها لن يضركم ما ســيكون عليــه حــال‬
‫المسلمين من الفرقة والتشتت والختلف‪ ،‬كيــف وقــد اختلفتــم‬
‫معهم في كل صغيرة وكبيرة من أحكام هذا الدين‪ ،‬حــتى الذان‬

‫)( كشف السرار )ص‪.(114:‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( بل حصل من بعض علماء الشيعة كما زعم عالمهم رجب البرسي‬ ‫‪2‬‬

‫في كتابه )‪ 500‬آية نزلت في أمير المؤمنين(‪ ،‬وكذلك مرجعهم صادق‬


‫الشيرازي في كتابه‪) :‬علي سلم الله عليه في القرآن(‪ ،‬حيث زعم أن‬
‫)‪ (711‬آية من القرآن الكريم نزلت في أمير المؤمنين علي بن أبي‬
‫طالب ا‪.‬‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي‬ ‫‪83‬‬
‫في القرآن‬

‫لم يكن بمنأى من تبديلكم وابتداعكم المقيت‪.‬‬


‫ت‪ :‬إن الله تعالى لم يذكر اســم علــي فــي القــرآن‬ ‫ثانيًا‪ :‬قل َ‬
‫ولم يأت على إثبات إمامته بنص صريح؛ وذلك حفظ ـا ً منــه لهــذا‬
‫الدين وجمعا ً لكلمة المسلمين‪ ،‬فهّل بّينتــم لنــا لمــاذا كــان بلل ا‬
‫يؤذن أمام النبي ص في اليوم والليلـة خمـس مـرات ولـم يكـن‬
‫يقول‪) :‬أشهد أن عليا ً ولي الله( فهل لديكم رد على ذلك؟!‬
‫نعم‪ .‬لعلكم تقولــون‪ :‬إن هــذا الذان لــم يكــن علـى الصــورة‬
‫التي ذكرتم‪ ،‬وإن هــذا أمــر نحــن أحــدثناه وأضــفناه علــى الذان‬
‫الشرعي الذي سّنه لنا رسول الله ص‪ ،‬فنقول‪ :‬إن عذركم أقبــح‬
‫من ذنبكم‪ ،‬ول يوجد لديكم فــي حقيقــة المــر أي جــواب شــاف‬
‫ومقنع لتسوغوا فعلتكم القبيحة هذه‪ ،‬وابتداعكم الشنيع في دين‬
‫الله تعالى)‪.(1‬‬

‫)( سبق الكلم عنه في الرد على الجواب الثالث‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫لماذا لم يذكر اسم علي في‬ ‫‪84‬‬
‫القرآن‬

‫الرد على الجواب السادس‬


‫قال الخميني‪) :‬الجواب السادس)‪ :(1‬نحن ل نطمئن إذا‬
‫علمنا أن تلك الفئة الحريصة على الدنيا‬
‫المحبة لها والتي ليس لها هم سوى طلب‬
‫المكاسب والحصول على الرياسة‪ ،‬أقول ل‬
‫يستبعد أبدا ً أن يأتوا بحديث من أحاديثهم‬
‫لينسخ ما يأتي من اليات في حق علي‬
‫وأولويته بالمامة!!‬
‫وليس بمستبعد كذلك أن تأتي هذه الفرقة المحبــة للرياســة‬
‫بحديث آخر مفاده »أن المر شورى بينكــم«‪ ،‬وبهــذا ســوف لــن‬
‫ولــوا‪:‬‬‫يكون هناك لعلي أي نصيب أو حظ في المامة‪ ،‬ولربمــا تق ّ‬
‫لو أن القرآن ذكر عليا ً ونص على إمامته؛ فإن الشيخين أبا بكــر‬
‫وعمر لن يخالفوا نصوص القرآن؛ بل والمة ل يمكــن لهـا قبــول‬
‫مثل هذا المخالفة الصريحة‪ ،‬ولكننا سوف نثبت لكم بمــا ل يــدع‬
‫مجال ً للشك فيه أن الشــيخين قــد خــالفوا النصــوص القرآنيــة!!‬
‫وليس هذا فحسب بل إن المة كلها قد أي ّــدتهم ووافقتهــم علــى‬
‫س ـّنة‪:‬‬
‫هذا‪ ،‬والدليل على ذلك ما جاء في الصحاح الستة لهــل ال ّ‬
‫أن فاطمة بنت محمد جــاءت إلــى أبــي بكــر تطلــب إرث أبيهــا‪،‬‬
‫فقال لها أبو بكر‪ :‬ســمعت رســول اللــه ص يقــول‪» :‬إنــا معشــر‬
‫النبياء ل نورث‪ ،‬ما تركناه صدقة«‪ .‬فهذا النص الــذي ذكــره أبــو‬
‫بكر مخالف لنصوص القرآن الكريم حيث جاء في سورة النمل‬
‫‪] & ‬النمل‪:‬‬ ‫* ‪  ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ،[16‬وجاء في سورة مريم على لسان زكريا‪ * :‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪] &  ‬مريم‪ [6-5:‬فما‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬
‫ذبون مــا جــاء فــي هــذه النصــوص الصــريحة‬‫هو ردكم؟ هــل تك ـ ّ‬
‫المحكمة‪ ،‬أم تقولون إن رســول اللــه قــد خـالف مــا فــي كتــاب‬
‫الله؟ أم تقولون إن هذا الحديث ليس من أقوال النبي وأنه مــن‬
‫وضع تلك الفئة؛ لكي يحرموا ويمنعوا أهل بيت النبي وأبناءه من‬
‫إرث أبيهــم‪ ،‬ويجعلــوا هــذا المــال فــي صــدقات المســلمين‬
‫وليدعوهم بعد ذلك عالة على بيت مال المسلمين؟(‪.‬‬

‫)( كشف السرار )ص‪.(115:‬‬ ‫‪1‬‬


‫لماذا لم يذكر اسم علي‬ ‫‪83‬‬
‫في القرآن‬

‫ردنا عـليه‪:‬‬
‫لو صح زعمك وادعاؤك أن أبابكر وعمر ب ســوف ينســخون‬
‫آيــات الــذكر الحكيــم المنزلــة مــن عنــد رب العــالمين المؤيــدة‬
‫لمامة أمير المؤمنين علي بن أبــي طــالب ا بأحــاديث يضــعونها‬
‫من أنفسهم؛ لكان ذلـك مـن أوضـح الحجـج الدامغــة والــبراهين‬
‫القاطعة في محل النزاع‪ ،‬ولغناك ذلــك عــن هــذا التشــدق فــي‬
‫الكلم والــثرثرة الــتي ل نهايــة لهــا‪ ،‬ولكــان ذلــك كافي ـا ً لــدحض‬
‫حججي وإبطال ما جاء في كتابي هــذا‪ ،‬ولــم تكــن مضــطرا ً بعــد‬
‫ذلك لمنع هذا الكتاب عن قارئيه وخاصة في الوســط الــذي هــو‬
‫تحت حكمك وسلطانك‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬إن مما أجمعت عليــه هــذه المــة واتفــق عليــه ســلفها‬
‫وخلفها من أهل الحق والعلــم‪ :‬أن القــرآن الكريــم هــو المصــدر‬
‫التشــريعي الول‪ ،‬أمــا المصــدر التشــريعي الثــاني فهــو ســنة‬
‫الرسول ص‪ ،‬وذلــك علــى النقيــض لمــا أنتــم تــذهبون إليــه‪ ،‬وإن‬
‫خالفتمونـــــــــــــا بهــــــــــــذا فلــــــــــــن تخالفونـــــــــــــا‬
‫في قوله ص‪» :‬العلماء ورثة النبياء«)‪.(1‬‬
‫فهل ّ أخبرتمونــا مــاذا تعنــي كلمــة )ورثــة( فــي هــذا الحــديث‬
‫المبارك؟ وما هو المراد منها؟‬
‫هل يعني ذلك أن علماء هذه المة ورثوا فراشــه وثيــابه ومــا‬
‫ترك من متاع وأثاث؟ أم يعنــي ذلــك أن علمــاء المــة يتوارثــون‬
‫العلم فيما بينهم إلى يوم الساعة؟‬
‫أهذا هو كل مافهمتموه من هذا الحديث؟‬
‫وهــل هــذا هــو المعقــول الــذي آمنــت بــه‪ ،‬أم أن المــوافقه‬
‫للمنقول والمعقول والمنطق الصحيح إنمــا هــو ميــراث العلــم ل‬
‫غير؟‬
‫أليس هذا هو الحق الذي ل منــاص منــه‪ ،‬أم أنــك ُتصـّر علــى‬
‫ي على الله بغير علم ول سلطان؟!‬ ‫دع َ‬‫نقض قولك لت ّ‬
‫)( روى الكليني في الكافي عن أبي عبد الله × قوله‪ :‬قال رسول الله‬ ‫‪1‬‬
‫ن النبياء لم يوّرثوا دينارا ً ول درهما ً‬
‫ن العلماء ورثة النبياء‪ ،‬إ ّ‬
‫ص »‪...‬وإ ّ‬
‫ولكن وّرثوا العلم‪ ،‬فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر«‪ .‬قال عنه المجلسي‬
‫في مرآة العقول )‪) :(1/111‬الحديث الول‪) :‬أي‪ :‬الذي بين يدينا(‪ ،‬له‬
‫سندان‪ :‬الول مجهول والثاني حسن أو موثق‪ ،‬ل يقصران عن‬
‫الصحيح(‪ .‬والخميني تناقض في حكمه على هذا الحديث فقد ضعفه‬
‫في كشف السرار )ص‪ (123:‬بينما يصححه في كتاب الحكومة‬
‫السلمية )ص‪.(143:‬‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي في‬ ‫‪84‬‬
‫القرآن‬
‫إنما كان سؤال زكريا ربه مدة ثلثين سنة أو أكــثر أل يجعــل‬
‫ما تحت قدميه من فراش ومتاع ل وارث له؟!‬
‫أهذا هو مبلغك من العلم؟‬
‫ثم قل لي بربك‪ :‬لماذا كان سيدنا زكريا × يلح على ربه في‬
‫الدعاء ليجعل له وارثا ً ولجميع آل يعقوب ×؟‬
‫ألم يكن هنــاك وارث لل يعقــوب ســوى زكريــا ×‪ ،‬أم كنــت‬
‫تظن أنه لم يكن لداود × ذرية سوى سليمان ×؟‬
‫أو تظن أن أثاث مطبخهم له كل هذه المنزلة والهمية حــتى‬
‫ُيذكر في أعظم كتاب أنزل على هذه الرض؟!‬
‫إننا نظن أنك علــى يقيــن تــام بــأن المــراد مــن هــذه اليــات‬
‫البينات إنما هو ميراث العلم والحكم والنبوة‪ ،‬ولكــن مــاذا نصــنع‬
‫بك إن أعمى الله تعالى بصرك وبصيرتك؟!‬
‫ولكي نوضح هذه المسألة أكثر دعنا نضرب لك هذا المثال‪:‬‬
‫ل يشك أحد أنك عندما أصبحت الحــاكم المطلــق لليرانييــن‬
‫وتبوأت تلك المنزلة الرفيعة لدى معظم اليرانيين ‪ -‬وإن لم نقل‬
‫كلهم ‪ -‬وهــو أمــر معلــوم لــدى الجميــع‪ ،‬وقبــل هــذا وذاك فــأنت‬
‫عندهم آية الله العظمى ‪ -‬كما يزعم ذلــك أتباعــك ‪ -‬وكمــا يحلــو‬
‫لك‪ ،‬وبالرغم من هذا كله‪ ،‬فهل يبيح لك ذلــك ويخولــك أن تهــب‬
‫مثل ً جزيرة كيش اليرانية لولدك حتى تطلــب منــا بعــد ذلــك أن‬
‫يوّرث أبو بكر ا وأرضاه فاطمة ل من إرث أبيها؟!‬
‫وهل كانت أرض فدك مال ً ورثه محمد ص من آبائه؟‬
‫هل نسيت أن أبا بكر ا عندما منع فاطمة من إرث أبيهــا قــد‬
‫منع في الــوقت ذاتــه ابنتــه عائشــة وحفصــة بنــت عمــر وســائر‬
‫أزواجه ص من ميراث أرض فدك وغيرها؟!‬
‫أم أنك ل تتفق معنا عندما تعلم أن عليا ً ا عندما تولى خلفــة‬
‫ّ‬
‫المسلمين فإنه لم يهب فدك ولغيرها إلى أولد فاطمة ل؟‬
‫قل لنا بصدق وأمانة‪ :‬أأنت أشفق وأخوف على أولد فاطمة‬
‫أم علي‪ ،‬أم لم تكن لديك الجرأة أن تعلنها على المل أنك أعلــم‬
‫من علي في هذا؟!‬
‫ثالثًا‪ :‬إذا كنت تزعم أن حرمان أبناء النبي ص من إرثهم هو‬
‫دعي فــي الــوقت نفســه بــأن‬ ‫أمر مخالف للمعقول‪ ،‬فلمــاذا ل تـ ّ‬
‫زواج النــبي ص بتســع نســوة دون أمتــه أمــر مخــالف للمعقــول‬
‫أيضا؟!‬
‫دعي كــذلك أن ترغيــب النــبي ص أمتــه بتزويــج‬ ‫ولمــاذا ل ت ـ ّ‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي‬ ‫‪83‬‬
‫في القرآن‬

‫الرامل من النساء والمسارعة فيه مع نهي الله تعالى المة عن‬


‫التزوج بنسائه ص أمر مخالف للمعقول مع أنهن من الرامل؟‬
‫ثم أليس من المخالف للمعقول عندك إباحة الشرع الحكيــم‬
‫للمة أن تأخذ حظها من الــدنيا وزينتهــا ول تنســى نصــيبها الــذي‬
‫قسم الله لها ثم يمنع وينهى أزواج النبي ص عن ذلك؟!‬
‫إذًا‪ :‬فاعلم أن هناك فرقا ً ظاهرا ً بيــن حيـاة النبيــاء ‪-‬صــلوات‬
‫الله وسلمه عليهم ‪ -‬وبين حياة سائر البشر وإن لم يقبل عقلك‬
‫المريض ذلك!!‬
‫أم هل نسيت أم تناسيت أن الرســول الكريــم ص كــان مــن‬
‫أزهد الخلق في متاع الدنيا وحطامها الزائل؛ كما أنــه ص عــاش‬
‫حياته فقيرا ً كسائر فقراء المهاجرين من أصحابه ل يملــك شــيئا ً‬
‫من المتاع أو المال‪ ،‬وسيدنا أبوبكر ا كان يعلــم ذلــك ويــرى بــأم‬
‫عينيه أن الهلل يمر تلو الهلل على بيت النبي ص دون أن توقد‬
‫نــار فــي بيتــه أو يــرى أثـــرا ً لــدخان‪ ،‬وإنمــا كــان طعــامه ص‬
‫السودان‪ :‬الماء والتمر)‪.(1‬‬
‫إني لعلم يقينا ً أنك تعلم ذلك ول يخفى عليك أمره‪.‬‬
‫إذًا‪ :‬فلــم تكــن هنــاك حاجــة لن يختلــق أصــحاب النــبي ص‬
‫الحاديث المكذوبة حتى يمنعوا أبناء النبي ص من ميراثهم‪ ،‬وإن‬
‫لم يكن لهذه الحاديث من أصل ثابت فلمــاذا يمتنــع علـي وابنــه‬
‫الحسن يوهما أصــحاب الحــق فــي ميــراث النــبي ص مــن تــرك‬
‫العمل بهذا الحديث المختلق المكذوب )بزعمك( مدة خلفتهم؟‬
‫وبهذا يعلم أن عليا ً وإمــامته لــو جــاء لهمــا ذكــر فـي القــرآن‬
‫الكريم؛ فإنه ل يمكن لحــد مـن البشــر فضـل ً عـن أبــي بكــر أن‬
‫ينسخ النص القرآني بحديث يختلقه ويفتريه من عند نفسه‪.‬‬
‫وفي ختام هذا الرد نقول لك‪ :‬دعنــا مــن هــذيانك وأباطيلــك؛‬
‫دت بوجهك‪ ،‬ول أراك تجد جوابا ً يسعفك‬ ‫س ّ‬
‫فإن جميع الطرق قد ُ‬
‫ويمنعك من التردي في حمأة الباطل الذي ُأركست فيه‪.‬‬

‫)(أخرجه البخاري في باب الهبة وفضلها والتحريض عليها )‪،(2567‬‬ ‫‪1‬‬

‫ومسلم في الزهد والرقائق )‪.(2972‬‬


‫لماذا لم يذكر اسم علي في‬ ‫‪84‬‬
‫القرآن‬

‫الرد على الجواب السابع‬


‫قال الخميني‪) :‬الجواب السابع‪ :‬إشارة القرآن للمام‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬ ‫علي‪ ،‬قال تعالى‪ * :‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪] & ‬النساء‪ ،[59:‬فهذه الية ترشد إلى‬
‫أن الله أمر المؤمنين بطاعة الله ورسوله‬
‫وأولي المر‪ ،‬وذلك يعني اقتضاء حكومة‬
‫إسلمية موحدة توجد على أرض الواقع‪ ،‬وأن‬
‫هذه الطاعة لله ورسوله وأولي المر هو أمر‬
‫دائم إلى قيام الساعة‪ ،‬وهذا أمر في غاية‬
‫الظهور والوضوح‪.‬‬
‫وإن من مقتضيات هذه الطاعة‪ :‬أن تكون لولي أمر‬
‫المسلمين ل لسواه‪ ،‬وهنا ل بد لنا من تحكيم العقل الذي وهبه‬
‫الله لنا واستفراغ الجهد؛ لنعلم بعد ذلك من هم أولي المر‬
‫الذين أمرنا بطاعتهم؟ هل هم من أمثال أتاتورك ورضا خان‬
‫ومعاوية ويزيد وآخرين من أمثال المويين والعباسيين؟ أم أن‬
‫ولي المر المقصود في هذه الية هو ذلك الشخص الذي عُِلم‬
‫عنه أنه ما خالف أمر الله وشرعه ولو لمرة في حياته )يعني‬
‫علي(!!(‪.‬‬
‫ردنا عـليه‪:‬‬
‫ل‪ :‬لم يكتف الخميني عن العبث بآيات الله تعالى واتخاذ‬ ‫أو ً‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫هذا القرآن هزوا ولعبا‪ ..‬إل أن هذا الصنيع السيء هو استدراج‬
‫من الله تعالى له ليكشف زيفه ويفضح باطله للمة‪.‬‬
‫وإل فإنه إن كان محقا ً فيما ذهب إليه من هذا القول الباطل‬
‫كان الولى به أن يأتي بالية تامة كما أنزلها الله تعالى في‬
‫كتابه؛ ليتبين مراد الله تعالى بكل ُيسرٍ ووضوح‪.‬‬
‫قـــال تعـــالى‪  * :‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪] &   ‬النساء‪.[59:‬‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي‬ ‫‪83‬‬
‫في القرآن‬

‫دعي العصمة لعلي ا‪ ،‬وأنه أحد‬ ‫وكما نعلم فإن الشيعة ت ّ‬


‫المراجع المهمة للتشريع السلمي‪ ،‬فما قاله أو أمر به أو نهى‬
‫عنه فهو عينه أمر النبي ص ونهيه‪ ،‬والقول الصادر منهما إنما‬
‫يخرج من مشكاة واحدة‪.‬‬
‫ولكننا لو أمعنا النظر في هذه الية الكريمة وتلونا قوله‬
‫تعالى‪    * :‬‬
‫‪&    ‬‬
‫]النساء‪ .[59:‬يتبين لنا أن الله تعالى إنما أمرنا بالرد عند التنازع‬
‫إلى الله ورسوله دون سائر المة‪ ،‬وإذا كان المراد من هذه‬
‫الية الكريمة الشارة إلى علي كما يزعم الخميني فلماذا لـم‬
‫ي إمام‬
‫يأمرنا الله تعالى بالرد إليه عند التنازع إن كان عل ٌ‬
‫معصوم؟‬
‫ولكن الخميني لم يكن بدعا ً فيما ذهب إليه عندما اقتطع من‬
‫ت بالية على وجهها‪ ،‬فهو‬ ‫الية ما يؤيد مذهبه الباطل ولم يأ ِ‬
‫ه أخذ من الية نصفها وترك النصف‬
‫ُ‬ ‫عندما لم يجد جوابا ً يسعف ُ‬
‫الخر والذي يدل دللة واضحة أن أولي المر‪ -‬عندما يقع النزاع‬
‫‪ -‬هم من جملة المة في رد المر فيما تنازعت فيه إلى الله‬
‫ورسوله ص‪ ،‬فليس لهم العصمة دون المة‪ ،‬ول يوجد أمر‬
‫شرعي بالتحاكم إليهم عند التنازع‪.‬‬
‫دعونه في علي ا وعصمته هو أمر ل حقيقة له‬ ‫إذًا‪ :‬فإن ما ت ّ‬
‫ول وجود إل في روؤسكم‪ ،‬وإن ما ذهبت إليه من الستدلل‬
‫بهذه الية الكريمة هو حجة عليك ل لك‪ ،‬فل نعلم أيها المام‬
‫عمن أخذت قولك هذا؟ وكيف دلك عقلك السقيم إلى هذا‬
‫الفهم الذي ل دللة عليه من كتاب أو سنة أو قول مأثور؛ حيث‬
‫اعتمدت فيما ذهبت إليه على نص هو من أوضح الدلة على‬
‫بطلن قولك ودحض ما تعتقده؟‬
‫ثانيا ً‪ :‬من قال‪ :‬إن أتاتورك ورضا خان والخميني هم من‬
‫أولي المر المرضي عنهم؟‬
‫فإن هذا قول ل نرتضيه لنفسنا ول لمسلم‪ ،‬وبهذا تعلم أننا‬
‫ل نقبل بحال ول نعترف بك ول بأمثالك وليا ً للمر على أحد من‬
‫المسلمين‪.‬‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي في‬ ‫‪84‬‬
‫القرآن‬

‫الرد على الجواب الثامن‬


‫قال الخميني‪) :‬الجواب الثامن‪ :‬أثبتنا فيما مضى أن‬
‫رسول الله كان خائفا ً من أن يذكر عليا ً في‬
‫القرآن؛ حتى ل يتخذ المنافقون ذلك ذريعة‬
‫لتحريف القرآن‪ ،‬أو أن يكون سببا ً للشقاق‬
‫ووقوع الخلف بين المسلمين؛ مما يؤدي‬
‫ذلك إلى هدم الدين من أساسه‪ ،‬وسنذكر‬
‫ذلك بالدلة والبراهين من القرآن‪ ،‬وما كان‬
‫يتخذه الرسول من الحذر الشديد والخوف‬
‫من المنافقين من أن يأتي ذكر لعلي في‬
‫القرآن‪ ،‬حيث جاء في سورة المائدة قول‬
‫الله‪:‬‬
‫* ‪ ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪] &   ‬المائدة‪.[67:‬‬
‫اتفق أهل العلم على أن سبب نزول هذه اليــة‪ :‬أنهــا جــاءت‬
‫لثبات أحقية علي بالمامة والخلفة بعد رسول اللــه‪ ،‬وقــد جــاء‬
‫في الحديث من طرق عديدة عن أبــي ســعيد وأبــي رافــع وأبــي‬
‫هريرة ومن طرق أخرى عديدة عند الشــيعة أن هــذه اليــة إنمــا‬
‫نزلت في يوم غديرخم‪ ،‬علما ً بأن هــذه اليــة وقــوله تعــالى فــي‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫اليــــــة أخــــــرى‪ * :‬‬
‫‪] &  ‬المائدة‪ [3:‬هو آخر ما نــزل مــن‬
‫القرآن‪ ،‬وكان ذلك في حجة الوداع ولم يكن بيــن نزولهــا ووفــاة‬
‫النبي ص سوى سبعين يوما ً تقريبًا‪.‬‬
‫ُ‬
‫زل عليــه مـن‬ ‫د‪ :‬أن النبي قد بّلغ ما أنـ ِ‬ ‫ومما ل يخفى على أح ٍ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ربه من شرائع الدين‪ ،‬إل أنه لم يبلغهم أمرا واحــدا أل وهــو أمــر‬
‫المامة هذا؛ فأنزل الله هذه الية ليؤكد الله هــذا المــر‪ ،‬ويحــث‬
‫نبيه على تبليغه لمته!!‬
‫‪ ‬‬ ‫وقول الله في هذه اليــة‪ * :‬‬
‫‪] &  ‬المــائدة‪ [67:‬دليل واضــح علــى خــوف‬
‫النبي من إخبار أمته بإمامة علي‪ ،‬مــع العلــم أن النــبي لــم يكــن‬
‫لديه ذلك الخــوف عنــد تبليــغ المــة مــا أنــزل عليــه مــن شــرائع‬
‫وأحكام‪ ،‬وبهذا نعلم علما ً ل مجال للشك فيــه ومــن خلل فهمنــا‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي‬ ‫‪83‬‬
‫في القرآن‬

‫لهذه الية وما ذكرناه من الدلــة والقــرائن والحــاديث العديــدة‪:‬‬


‫أن النبي كان خائفا ً من تبليغ هذا المــر للمــة‪ ،‬ولــو رجعنــا إلــى‬
‫الروايات والمصادر التاريخية‪ ،‬نعرف عندها أن خوف النبي كــان‬
‫في محله‪ ،‬ومع هذا كله فإن الله قد أمر نبيه بالتبليغ‪ ،‬ووعده أن‬
‫يعصمه من الناس‪ ،‬وقد بّلغ الرسول المانة واجتهد حتى الرمــق‬
‫الخير‪ ،‬ولكن الفريق المخالف لم يشأ أن تسير المور كمــا أراد‬
‫الله ورسوله‪.(!!..‬‬
‫ردنا عـليه‪:‬‬
‫ل‪ :‬جاء في كتابك )كشف السرار( مما ذكرته سابقًا‪ :‬أنــه‬ ‫أو ً‬
‫لم يكن من المصلحة أن يرد ذكــر علــي فــي القــرآن؛ لن ذلــك‬
‫سيكون سببا ً للشقاق والخلف والقتال بين المسلمين من جهة‪،‬‬
‫وذريعة لتحريف القرآن من جهة أخرى؛ لذا فإن الله ــ لــم يكــن‬
‫ليذكر عليا ً مع وجود كل هذه المفاسد المترتبة على ذلــك‪ ،‬وإنــه‬
‫قد أخبر رسوله بأن ذلك ليس من المصلحة في شيء )‪.(1‬‬
‫ثم تأتي لتقول لنا ثانية أنه ل بأس يــا محمــد أن تــذكره أنــت‬
‫للمة مع خوفه ص من هذا المر!! ولكن الله قد أكد هذا المــر‪،‬‬
‫وأمر نبيه أن يخـبر أمتـه بـذلك‪ ،‬وإّنـا واللـه ل نفهـم معنـى لهـذا‬
‫القول المتناقض والمذهب الفاسد‪ ،‬ول ندري ما هو مــرادك مــن‬
‫ذلك كله!!‬
‫ت‪ :‬إن خوف محمد ص كان في محلــه‪ ،‬فمــاذا يعنــي‬ ‫ثانيًا‪ :‬قل َ‬
‫قولك هـذا؟‬
‫هـل أن الله تعالى لم يكن ليضع المور في محلها الصــحيح؟‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫* ‪‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪] &  ‬الكهف‪.[5:‬‬
‫ولكننا نقول لك‪ :‬يا هذا أقصر ودع عنك هذا الهذيان والقــول‬
‫بالباطل‪.‬‬
‫ثالثا ً‪ :‬قد ثبت عندكم في كتب الشــيعة مـن روايـات عديــدة‬
‫وصحيحة ‪ -‬كمــا تــدعون ‪ -‬أن رســول اللــه ص عنــدما بل ّــغ أمتــه‬
‫وأخبرها بإمامة علي وخلفته للمــة مــن بعــده‪ ،‬وكـان ذلــك فـي‬
‫غدير خم؛ فإن الناس وكل من حضر هذه الوصية قـاموا وهنــؤوا‬
‫عليا ً بهــذا الخــبر الســار‪ ،‬ومــا أكرمــه اللــه بــه مــن هــذه النعمــة‬

‫)‪ (1‬راجع الجواب الثالث‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫لماذا لم يذكر اسم علي في‬ ‫‪84‬‬
‫القرآن‬
‫والمنزلة‪ ،‬وكان أول من قام له وهنأه هما‪ :‬أبو بكر وعمــر ب)‪،(1‬‬
‫فقل لنا بربك‪ :‬ممن كان يخاف النبي ص بعد ذلك؟‬
‫إن هذه الية الكريمة في حقيقة المر ل علقة لها ألبتــه‪ ،‬ول‬
‫رابــط بينهــا وبيــن أمــر المامــة أو الخلفــة فــي شــيء‪ ،‬وإن مــا‬
‫تصورته أنت وسلفك وما يتوهمه أتباعك كذلك إنمــا هــي أوهــام‬
‫وتخرصات ل وجود لها إل في تلك الرؤوس الصدئة النتنة‪.‬‬
‫رابعًا‪ :‬زعمت أن ما ذكرته مــن تفســير لليــة الكريمــة ومــا‬
‫أشرت إليه من نقــولت لســبب نزولهــا إنمــا ذلــك هــو المــذهب‬
‫سـّنة والجماعــة‪ ،‬وجعلــت ذلــك ركيــزةً‬ ‫المختار والثــابت لهــل ال ّ‬
‫تعتمد عليها وحجة لك في إثبات ما تصبوا إليه نفســك فــي أمــر‬
‫المامة‪ ،‬ولكنك في الوقت نفسه نسيت مــا ذكرتــه فــي جوابــك‬
‫سّنة والجماعــة ‪ -‬عليهــم رضــوان اللــه‬ ‫السادس واتهامك لهل ال ّ‬
‫تعالى ‪ -‬حينما قلــت‪) :‬نحــن ل نطمئن إذا علمنــا أن تلــك الفئة ‪-‬‬
‫سّنة والجماعة ‪ -‬الحريصة على الــدنيا المحبــة لهــا‪،‬‬ ‫تقصد أهل ال ّ‬
‫والــتي ليــس لهــا هــم ســوى طلــب المكاســب والحصــول علــى‬
‫الرياسة‪ ،‬ل يستبعد أبدا ً أن يأتوا بحديث من أحاديثهم لينســخ مــا‬
‫يأتي من النصوص واليات في حق علي وأولويته بالمامة)‪.(2‬‬
‫ألــم يكــن الجــدر بمــن تتهمــه بــاختلق الحــاديث وتأويــل‬
‫النصوص وتحريف ما أنزل الله على رسوله لبطال إمامة علــي‬
‫ا‪ ..‬أقول‪ :‬ألم يكن الجدر بهذه الطائفة أن تفســر اليــات وتــأتي‬
‫مــن النقــولت بســبب نزولهــا بمــا يتفــق ومــا تــذهب إليــه مــن‬
‫الباطل؟ أو لنقل لماذا لـم تجعل هــذه النصــوص المختلقــة مــن‬
‫الروايــات والتفســيرات وأســباب النــزول ومــا إلــى ذلــك مــن‬
‫الكاذيب‪.‬‬
‫نعم‪ .‬لماذا ل يكــون ذلــك كلــه إثبات ـا ً ودليل ً لحقي ّــة أبــي بكــر‬
‫وعمر في المامة والخلفة دون علي وأولده؟!‬
‫ولكن ما ذهبت إليه مــن هــذه القــوال الباطلــة لــم يكــن لــه‬
‫أدنى مستوى من الصحة أو المصداقية‪ ،‬وإنما هو محض الكــذب‬
‫والفـتراء والتقـول علـى اللــه ورســوله بمـا ل دليــل لــك بــه ول‬
‫سلطان‪.‬‬
‫خامسًا‪ :‬إن الله تعالى عندما أمر نبيه الكريم ص فــي اليــة‬
‫الكريمة قائل له‪) :‬بّلغ( وهو أمر واضــح وصــريح‪ ،‬فيــا تــرى مــاذا‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬الغدير للميني )‪.(12- 9 /1‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( راجع الرد على الجواب الثالث‪.‬‬ ‫‪2‬‬


‫لماذا لم يذكر اسم علي‬ ‫‪83‬‬
‫في القرآن‬

‫سيبلغ؟ هل يعني ذلك بناء على قولــك الســقيم‪ :‬أن اللــه تعــالى‬
‫)معاذ الله( قد خــاف ليــأمر نــبيه ليقــوم بنفســه بهــذه الوظيفــة‬
‫والمهمة؟!‬
‫هل هذا هو مبلغ علمك وفهمك لليات وتفسيرك لها؟‬
‫أيقول هذا إنسـان يحــترم نفســه أو يملــك ذرةً مـن عقــل أو‬
‫أثارة من علم؟‬
‫سادسًا‪ :‬لو اطلعنــا علــى ســياق اليــات الــواردة فــي هــذه‬
‫السورة الكريمة وتدبرنا قــول اللــه تعــالى ومــراده مـن اليــات‪،‬‬
‫لعلمنا أن هذه الية الكريمة وهو قوله تعـالى‪ * :‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪] &   ‬المائدة‪ [67:‬الية‪ .‬ل دخل‬
‫لها في موضوع المامة ول دللة فيها على ذلك‪ ،‬وإنما هي آيــات‬
‫في سياق الدعوة لهل اليمان إلى التمســك بــدين اللــه تعــالى‬
‫وعدم موالة اليهود والنصارى‪.‬‬
‫مرت المؤمنين بأن من تجــب مــوالته ومحبتــه هــو‬ ‫ومن ث َ ّ‬
‫مأ َ‬
‫الله تعالى ورسوله والمؤمنين‪ ،‬ول يمكن بحــال أن تجتمــع هــذه‬
‫المحبة مع موالة اليهود والنصارى‪ ،‬وهم فــي حقيقــة المــر ألــد‬
‫العداء لهذا الدين وأهله‪.‬‬
‫وهكذا يستمر سياق اليــات ليظهــر لنــا كفــر وضــلل اليهــود‬
‫جعــل منهــم‬ ‫والنصارى‪ ،‬ومــا أنزلــت فيهــم مــن العقوبــات حــتى ُ‬
‫القردة والخنازير‪ ،‬ووّبخ الله علماءهم إذ إنهم لــو قــاموا برســالة‬
‫ن الله به عليهم من علم الكتاب لما كان هذا‬ ‫الدعوة وتبليغ ما م ّ‬
‫حالهم من الكفر والطعــن فــي ديــن اللــه‪ ،‬وتكــذيب مــا جــاء بــه‬
‫محمد ص‪.‬‬
‫وبعد هذا السرد والتوضيح لمراد الله تعالى من هــذه اليــات‬
‫الكريمة التي سبقت الية الكريمـة الـتي نحـن بصـددها نجـد أن‬
‫الله تعالى ُيلحقها بآية أخرى فيها من التوبيخ والتهديد الشديدين‬
‫لهل الكتاب إذا هم لم يقيموا التوراة النجيل ويعملوا بمــا فيهــا‬
‫ويؤمنوا بما جاء به محمد ص من الدين والهدى مصدقا ً لما بيــن‬
‫يديه من التــوراة و النجيــل‪ ،‬وإن هــم لــم يعملــوا بمــا فيهــا مــن‬
‫أوامر ونواهي ولم يتركوا مخالفتهم لــدين الســلم‪ ،‬ولــم يتبعــوا‬
‫خاتم النبياء والمرسلين فليعلموا أنهم من الطغاة والكافرين‪.‬‬
‫إذًا‪ :‬ما هو الرابط بين قول الله تعالى )بّلغ( وبين إمامة علي‬
‫ا؟‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي في‬ ‫‪84‬‬
‫القرآن‬
‫دعيها هو ما أثبته الصحابي الجليل‬ ‫ثم هل هذه القوال التي ت ّ‬
‫أبو هريرة وغيره من الصحابة ي؟‬
‫ألم يقل الشــيعة وأنــت معهــم أن أبــا هريــرة ا هــو مــن ألــد‬
‫العداء لعلي ا وأهل بيته؟ )‪.(1‬‬
‫ول عليــه‬ ‫إن الحقيقة التي ل مراء فيهــا‪ :‬أن هــذا الكلم ل يعـ ّ‬
‫في قليــل أو كــثير‪ ،‬وأن التنــاقض والضــطراب واضــح فيــه كــل‬
‫الوضوح‪.‬‬

‫)( أبو هريرة لعبد الحسين شرف الدين )ص‪.(41:‬‬ ‫‪1‬‬


‫لماذا لم يذكر اسم علي‬ ‫‪83‬‬
‫في القرآن‬

‫الرد على الجواب التاسع‬


‫قال الخميني‪) :‬الجواب التاسع)‪ :(1‬سنذكر هنا اليات‬
‫القرآنية التي تنص على إمامة علي‪ ،‬والتي‬
‫سّنة كذلك‪..‬‬
‫يقر بها أهل ال ّ‬
‫* ‪ ‬‬ ‫قال الله تعــالى‪:‬‬
‫‪] & ‬المائدة‪ [3:‬الية‪.‬‬
‫حيــث ذكــر صــاحب كتــاب غايــة المــرام )‪) (2‬البــاب التاســع‬
‫سّنة والتي تثبــت إمامــة‬‫والثلثون( ستة أحاديث من كتب أهل ال ّ‬
‫علي وتشهد بأن هذه الية ما نزلــت إل فــي هــذا الشــأن‪ ،‬حيــث‬
‫تزامن ذلك مع وصية النبي لعلي بالمامة عنــد غــدير خــم‪ ،‬وقــد‬
‫جاء في أكثر هذه الحــاديث قــوله ص »اللــه أكــبر‪ ,‬بعلــي كمــل‬
‫الدين‪ ،‬وتمت النعمة‪ ،‬ورضي الله برسالتي والولية لعلي«‪.(!..‬‬
‫ردنا عـليه‪:‬‬
‫إن ردنا على أقوال الخميني في هــذا الجــواب ســيكون مــن‬
‫كتاب الخميني نفسه وأقواله هذه المرة حيث جاء في صــفحة )‬
‫‪ (114‬مــن كتــابه المــذكور قــوله‪) :‬ل نطمئن إذا علمنــا أن تلــك‬
‫الفئة الحريصة على الدنيا المحبة لها والتي ليس لها هــم ســوى‬
‫طلب المكاسب‪ ،‬والحصول على الرياسة‪ .‬أقول‪ :‬ل يستبعد أبــدا ً‬
‫أن يأتوا بحديث من أحاديثهم لينسخ ما يأتي من اليات في حــق‬
‫علي وأولويته بالمامة‪ !!..‬وليس بمستبعد كــذلك أن تــأتي هــذه‬
‫حبة للرياســة بحــديث آخــر مفــاده )أن المــر شــورى‬ ‫م ِ‬
‫الفرقة ال ُ‬
‫بينكم( وبهذا لــن يكــون لعلــي أي نصــيب أو حــظ فــي المامــة‪،‬‬
‫ولربما تقولون‪ :‬إن القرآن لو ذكر عليا ً ونص على إمــامته؛ فــإن‬
‫الشيخين أبا بكر وعمر لن يخالفوا نصوص القرآن‪ ،‬بل والمــة ل‬
‫يمكن لها قبول مثل هذا المخالفة الصريحة‪ ،‬ولكننا سوف نثبــت‬
‫لكم بمال يدع مجال ً للشك بــأن الشــيخين قــد خــالفوا النصــوص‬
‫القرآنيــة‪ ،‬وليــس هــذا فحســب بــل إن المــة كلهــا قــد أي ّــدتهم‬
‫ووافقتهم على هذا‪ (..‬إلى آخر ما قال في جوابه الســادس مــن‬
‫هذا الكتاب)‪.(3‬‬

‫)( كشف السرار )ص‪.(136:‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( كتاب‪) :‬غاية المرام وحجة الخصام في تعيين المام من طريق‬ ‫‪2‬‬

‫الخاص والعام( للسيد هاشم البحراني‪.‬‬


‫)( راجع الرد على الجواب الثالث‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي في‬ ‫‪84‬‬
‫القرآن‬
‫فالخميني قالهــا بكــل صــراحة ووضــوح أن الشــيخين ب لــن‬
‫يخضعوا أو يستسلموا لقول الله تعالى ول لحد من البشر‪ ،‬ولــو‬
‫كان ذلك هو رسول الله ص وإنما هم طّلب رياسة ومكاسب‪.‬‬
‫إذًا‪ :‬فكيف يتفق رفضهم للنصوص الصريحة في إمامة علــي‬
‫)كما تزعم وتدعي( مع قولك ونقلك من كتاب )غاية المرام( أن‬
‫سّنة يقرون أن هذه الية التي ل تعلق لهــا بإمامــة علــي ا‬ ‫أهل ال ّ‬
‫من أي جهة وإنما هي جاءت للتنصيص على إمامة علي وللتأكيد‬
‫على ذلك؟!‬
‫سّنة بين جوابك السادس والتاسع على هذه‬ ‫هل أصبح أهل ال ّ‬
‫الدرجة الراقية من المانة والدقة في نقل النصوص؟!‬
‫إن ما نقله الخميني واقتطعه لنفسه من هذه اليــة الكريمــة‬
‫ل تعلــق لـه بـأمر المامــة مـن قريـب أو بعيــد‪ ،‬ول رابــط يربــط‬
‫بينهمــا‪ ،‬ولكــن جنــاب المــام رأى نفســه مضــطرا ً أن يلجــأ إلــى‬
‫سّنة والجماعــة بكــل جــرأة ليســطر‬ ‫الدس والفتراء على أهل ال ّ‬
‫س ـّنة‪ ،‬وإنمــا‬
‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫أه‬ ‫ـان‬
‫ـ‬ ‫لس‬ ‫ـى‬‫ـ‬ ‫عل‬ ‫والشهادات‬ ‫لنا تلك العترافات‬
‫ً‬
‫هي في حقيقتها ل تعدو أن تكون أوهاما وخرافــات ل وجــود لهــا‬
‫إطلقا ً على أرض الواقع‪.‬‬
‫ولرب سائل يسأل‪ :‬أيصح للسني أن يبقى على ســنيته وهــو‬
‫يشهد بنصوص قاطعة وصريحة أن عليا ً ا هو المســتحق للمامــة‬
‫والخلفــة دون ســائر أصــحاب النــبي ص مــن الئمــة الراشــدين‬
‫المهديين؟!‬
‫إن صح هذا فل يستبعد من يأتينا غدا ً ليقــول لنــا‪ :‬إن الســني‬
‫يبقى على سنيته وإن صاحب ذلك اعتراف منه بنبوة غلم أحمد‬
‫قادياني بعد رسول الله ص!!‬
‫إن مما ل شك فيه أن هذا القــول مــن الخمينــي هــو محــض‬
‫سّنة والجماعة‪.‬‬ ‫الكذب والفتراء والتجني على أهل ال ّ‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي‬ ‫‪83‬‬
‫في القرآن‬

‫الرد على الجواب العاشر‬

‫قال الخميني‪) :‬الجواب العاشر)‪:(1‬‬


‫قـــال اللـــه تعـــالى فـــي ســـورة المعـــارج‪ * :‬‬
‫‪&  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬
‫]المعــارج‪ [1:‬عندما سمع النعمان بــن حــارث أن النــبي ص قــد‬
‫أوصى لعلي بالمامة والخلفـة مـن بعـده‪ ،‬جـاء إلـى رسـول‬
‫اللــه وقــال لــه‪ :‬أمرتنــا بل إلــه إل اللــه وقبلنــا ذلــك منــك‬
‫وأطعناك‪ ،‬وأمرتنا بالجهاد والحج والصلة والصيام وقبلنا ذلك‬
‫منك وأطعناك‪ ،‬فما رضــيت حــتى نصـبت هـذا الغلم وقلــت‪:‬‬
‫»من كنت موله فهذا علي موله«‪ ،‬فهل هذا القول منــك أم‬
‫هو من عند الله؟ فأقسم رسول الله بأن هذا أمــر مــن عنــد‬
‫الله‪ ،‬فرفع النعمان رأسه إلى السماء وقــال‪ :‬يــارب إن كــان‬
‫هذا هو الحق من عندك فـأمطر علينــا حجــارة مــن الســماء‪،‬‬
‫ر من الســماء فقتلــه‪ ،‬فــأنزل اللــه‪ * :‬‬ ‫فجاءه حج ٌ‬
‫‪&    ‬‬
‫]المعـــارج‪ [1:‬وقــد وردت هــذه القصــة بتمامهــا فــي الكتــب‬
‫والمصادر التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬التفسير الكبير للمام الثعلبي)‪.(2‬‬

‫‪ -2‬نور البصار للعلمة المصري الشبلنجي)‪.(3‬‬

‫)( كشف السرار )‪.(137-136‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫)( قال شيخ السلم ابن تيمية‪» :‬أجمع أهل العلم بالحديث أن الثعلبي‬
‫يروي طائفة من الحاديث الموضوعات كالحديث الذي يرويه في أول‬
‫كل سورة عن أبي أمامة في فضل تلك السورة و كأمثال ذلك و لهذا‬
‫سّنة )‪.(7/5‬‬‫يقولون هو كحاطب ليل«‪ .‬منهاج ال ّ‬
‫وقال صاحب مختصر التحفة الثنى عشرية‪» :‬ول يعد المحدثون من أهل‬
‫سّنة روايات الثعلبي قدر شعيرة‪ ،‬ولقبوه بحاطب ليل‪ ،‬فإنه ل يميز‬‫ال ّ‬
‫بين الرطب واليابس«‪ ،‬مختصر التحفة )ص‪.(187:‬‬
‫وقال ايضًا‪» :‬ول يخفى ضعفه؛ لن هذه رواية الثعلبي‪ ،‬ول اعتبار لمراوياته‬
‫في التفسير« )ص‪.(208:‬‬
‫‪3‬‬
‫)( هو مؤمن بن حسن بن مؤمن الشبلنجي الشافعي‪ ،‬مولده في مصر‬
‫سنة )نّيف وخمسين بعد المائتين وألف للهجرة( ووفاته في سنة )‬
‫‪ 1291‬هـ( وقيل )‪1308‬هـ(‪ ،‬ومن أشهر مؤلفاته‪) :‬نور البصار في‬
‫مناقب آل بيت النبي الطهار(‪.‬‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي في‬ ‫‪84‬‬
‫القرآن‬
‫‪ -3‬حجة الوداع الجزء الثالث للحلبي)‪.(1‬‬
‫‪ -4‬المستدرك للحاكم الجــزء الثــاني صــفحة )‪ (502‬وهــؤلء‬
‫سّنة()‪.(2‬‬
‫الئمة هم من الئمة المعتبرين عند أهل ال ّ‬
‫ردنا عـليه‪:‬‬
‫أول ً‪ :‬سبق وأن أوردنا عليــك ســؤال ً عــن الســبب الــذي لــم‬
‫ل‪ :‬إن القرآن لو تطــرق‬ ‫يذكر لجله علي في القرآن؟ فأجبتنا قائ ً‬
‫إلى ذكر علي وإمامته‪ ،‬فسوف يكون ذلك سبب للفتنة والخلف‬
‫والفرقة بين المســلمين‪ ،‬فاقتضــت حكمــة اللــه تعــالى أل يــأتي‬
‫على ذكر المامة‪.‬‬
‫ثم بعد هذا كله تأتي لتقول لنا إن الله قد أنــزل حجــارة مــن‬
‫السماء لتقتل من أنكر المامة‪ ،‬وأنزل في ذلك قرآنا ً يتلــى إلــى‬
‫يــوم القيامــة‪ ،‬فلمــاذا لــم تنــزل هــذه الحجــارة علــى أبــي بكــر‬
‫ترجم له‪ :‬الزركلي في العلم )‪ (7/334‬وعباس القمي في الكنى‬
‫واللقاب )‪ (2/353‬وبروكلمان )‪.(Brock. S. 2:737‬‬
‫وقد نقلوا ترجمة الشبلنجي مما كتبه في ترجمتة لنفسه في مقدمه‬
‫نور البصار‪ ،‬ول يوجد في كتب التراجم ترجمه معتمدة غير التى‬
‫كتبها عن نفسه مع أنه وصف بعلمة الشوافع من المتأخرين ولكن‬
‫من اطلع على كتابه يرى أنه جمع بين غلو التصوف و التشيع‪.‬‬
‫‪ () 1‬دلس الخميني وذلك بإيهامه أن الحلبي يرى صحة القصة ولم ينقل‬
‫تكذيب الحلبي لها في كتابه‪ :‬السيرة الحلبية )‪ ،(3/309‬فليراجع‪.‬‬
‫‪ () 2‬قال شيخ السلم في الفتاوى الكبرى )‪» :(1/97‬إن أهل العلم‬
‫متفقون على أن الحاكم فيه من التساهل والتسامح في باب التصحيح‬
‫حتى أن تصحيحه دون تصحيح الترمذي والدارقطني وأمثالهما )وهما‬
‫من المتساهلين( بل نزاع‪ .‬فكيف بتصحيح البخاري ومسلم؟ بل‬
‫تصحيحه دون تصحيح أبي بكر بن خزيمة وأبي حاتم بن حبان البستي‬
‫وأمثالهما )وهما من أشد المتساهلين من المتقدمين( بل تصحيح‬
‫مختارته خيٌر‬ ‫الحافظ أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي في ُ‬
‫من تصحيح الحاكم‪ ،‬فكتابه في هذا الباب خيٌر من كتاب الحاكم بل‬
‫ريب عند من يعرف الحديث‪ ،‬وتحسين الترمذي أحيانا ً )رغم تساهله‬
‫ث‬‫َ‬ ‫أحادي‬ ‫م‬
‫حِح الحاك ُ‬‫ص ّ‬ ‫الشديد( يكون مثل تصحيحه أو أرجح‪ ،‬وكثيرا ً ما ي ُ َ‬
‫م بأنها موضوعة ل أصل لها«‪ .‬وقال ابن القيم في "الفروسية"‬ ‫جَز ُ‬‫يُ ْ‬
‫)ص ‪» :(245‬وأما تصحيح الحاكم فكما قال القائل‪:‬‬
‫ج‬
‫على الماء خانته فرو ُ‬ ‫ض‬
‫ت من ليلى الغداة َ كقاب ٍ‬ ‫فأصبح ُ‬
‫الصابع =‬
‫عَلل الحديث بتصحيح الحاكم شيئًا‪ ،‬ول يرفعون به‬ ‫ول يعبأ الحفاظ أط ِّباء ِ‬
‫ن الحديث‪ ،‬بل‬ ‫ِ‬ ‫حس‬ ‫ُ‬ ‫على‬ ‫ّ‬
‫ل‬ ‫يد‬ ‫ول‬ ‫تصحيحه‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫ِ‬ ‫د‬ ‫رأسا ً الب َّتة‪ ،‬بل ل يع‬
‫حح أشياء موضوعة بل شك عند أهل العلم بالحديث‪ ،‬وإن كان من‬ ‫يص ّ‬
‫ل علم له بالحديث ل يعرف ذلك‪ ،‬فليس بمعيارٍ على سنة رسول الله‪،‬‬
‫ة‪،‬‬‫ث جماع ٍ‬ ‫حح أحادي َ‬ ‫ول يعبأ أهل الحديث به شيئًا‪ ،‬والحاكم نفسه يص ّ‬
‫وقد أخبر في كتاب "المدخل" له أن ل يحتج بهم‪ ،‬وأطلق الكذب على‬
‫بعضهم«‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي‬ ‫‪83‬‬
‫في القرآن‬

‫وعمرب وعلى كل من أنكر إمامته‪..‬؟!‬


‫جرم الــذي اقــترفه النعمــان بــن الحــارث وجنتــه‬ ‫ثانيًا‪ :‬إن ال ُ‬
‫يداه ‪ -‬كما زعمت ‪ -‬ل يساوي شيئا ً أمام ما اقترفه أبوبكر وعمر‬
‫ب‪ ،‬إذ كان جرم النعمان هو النكار باللسان ل غير‪ ،‬أما أبــو بكــر‬
‫وعمر فقد أنكرا ذلك بالقول والعمل‪ ،‬فــأين هــي الحجــارة الــتي‬
‫قتلت النعمــان؟ فهــذا أبــوبكر وعمــر إمامــا المســلمين وخليفتــا‬
‫رسول الله ص من بعده‪ ،‬والذين أعز الله تعالى بهما دينه ونصر‬
‫حزبـــه وكـــانوا غيظـــا ً لعـــدائه وقـــذى فـــي عيـــون الكـــافرين‬
‫والمنافقين!!‬
‫ثالثًا‪ :‬إن مثلك ومثل هذهِ الكاذيب التي تسوقها سوقا في‬
‫ً‬
‫أجوبتك الهزيلة كمثل رجل وامرأة تزوجا سرًا‪ ،‬حتى إذا جاءهما‬
‫طفل ً أرادا أن يتخذا له هوية واعترافا ً قانونيا ً من تلك الحكومة‬
‫أو السلطة التي ل تعرف عن أمر زواجهما شيئا البتــه!!‬
‫فهل يعقل أو يصدق إنسان أن قرآنا ينزل من السماء‪،‬‬
‫وحجارة تقتل رجل ً أنكر ما أنزل في أمر المامة ثم ل يذكر هذا‬
‫القرآن المام نفسه؟!‬
‫لمنا أن قــوله تعــالى‪ * :‬‬ ‫رابعننًا‪ :‬إذا ســ ّ‬
‫‪] &    ‬المــائدة‪[3:‬‬
‫نزلت في حق علــي ا وإمــامته‪ ،‬فهــذا يعنــي أن القــرآن الكريــم‬
‫أصبح من أعظم الكتب للمعميات والحجج واللغـاز )معـاذ اللـه(‬
‫إذ إنه ل يسـتبعد بعـد ذلـك أن يـأتي كـل صـاحب بدعـة وضـللة‬
‫وداعيةٍ إلى باطل بدليل من القرآن الكريم على هذيانه وبــاطله‬
‫كما أحرزت أنت قصب السبق بذلك‪.‬‬
‫ثم أل تعلم بأن البهائيين لهم كتاب يثبتون فيه نبوة بهاء اللــه‬
‫من القرآن الكريم‪ ،‬وعلى نفس الطريقة التي تتبعها أيها المــام‬
‫في استدللك من آيات القرآن على ضللك وباطلك!!‬
‫ونحن ل نعجب من هذا التوافق والــوئام بينــك والبهــائيين إذا‬
‫علمنا أنكم أصحاب دعوة واحدة ودعاة إلى الباطنية البغيضة‪.‬‬
‫ولربمــا ســائل يســأل‪ :‬أل يمكــن لهــذهِ الحــاديث أن تكــون‬
‫صحيحة؟ خاصة وأنها جاءت في كتــب أئمــة معتــبرين مــن أئمــة‬
‫سّنة كما ذكر ذلك الخميني؟!‬
‫أهل ال ّ‬
‫فنقول‪ :‬كل‪ .‬لن الخميني بنى باطله على أربعة أشياء‪:‬‬
‫سّنة والجماعة مكانــة عظيمــة‬ ‫الول‪ :‬أن لعلي ا عند أهل ال ّ‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي في‬ ‫‪84‬‬
‫القرآن‬
‫حيث يعتبرونه من أجل أصحاب النبي ص ومن كبار أهل بيته ي‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬أن الخميني بل أدنى شك قد خلط بين الحق والباطل‬
‫ولم يميز الخطأ من الصواب ولكنه لم يكن بدعا ً فيما ذهب إليه؛‬
‫لنه قد سبقه في ذلك الكثير من أهل ملته ومذهبه‪.‬‬
‫ثالث نًا‪ :‬أن التلعــب بالنصــوص واختلق الكــاذيب‪ ،‬والتجنــي‬
‫على الئمة هو السلوب المفضل الذي ارتضاه الخميني طريقــا ً‬
‫له‪ ،‬كما فعل ذلك مع نصوص القرآن سابقًا‪ ،‬إل أنــه قــد فــاته أن‬
‫هذه النصوص واليات كلها تشهد على حيرته واضطرابه وكذبه‪.‬‬
‫رابعًا‪ :‬أن معظـم نقـولته عـن أنـاس ليـس لـه بهـم سـابق‬
‫معرفــة‪ ،‬أو علــم بمــا ينقــل عنهــم مــن أقــوال‪ ،‬وإل فمــن جعــل‬
‫سّنة والجماعة؟!‬ ‫الثعلبي من كبار أئمة أهل ال ّ‬
‫سّنة‬ ‫أل يقول لنا الخميني إلى أي مدرسة من مدارس أهل ال ّ‬
‫ينسب هذا الثعلبي حتى يجعله إماما ً يقتــدى بــه ول يمكــن لحــد‬
‫س ـّنة‬‫منازعته في أقوال هي في حقيقتها أقوال ل تمــت لهــل ال ّ‬
‫ة‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫أئم‬ ‫بأي صلة؟ ومن ثم كيف يمكن للثعلبي وأمثــاله أن يكونــوا‬
‫نة والجماعة وهم يقولون‪ :‬إن قول اللــه تعــالى‪ * :‬‬ ‫س ّ‬
‫لهل ال ّ‬
‫‪    ‬‬
‫& ]المعارج‪ [1:‬نزلت في رجل أنكر إمامة علي ا!!‬
‫إن الــذي ل يشــك فيــه مســلم هــو أن القــرآن الكريــم هــو‬
‫المصــدر التشــريعي الول للمســلمين‪ ،‬والســنة النبويــة هــي‬
‫المصدر التشريعي الثــاني‪ ،‬ول يصــح أبــدا ً لي أح ـد ٍ مهمــا كــانت‬
‫ول‬ ‫منزلته أن يتأول نصوص القرآن والسنة على هواه‪ ،‬أو أن يتق ّ‬
‫على الله ورسوله بغير علم‪.‬‬
‫ثم هل ّ أخبرنا الخميني مما كان يخاف اللــه ســبحانه تعــالى ‪-‬‬
‫تعالى الله عما يقول الخميني علوا ً كــبيرا ً ‪ -‬أن ينــزل آيــات فــي‬
‫إثبات المامة لعلي ا‪.‬‬
‫سّنة والجماعة وهؤلء هم أئمتهم جميعهــم‬ ‫هذا جمهور أهل ال ّ‬
‫متفقون على أن هذهِ اليات لم يكن سبب نزولها هــو التنصــيص‬
‫على إمامة علي‪ ،‬ومعظم التفاسير المعتمدة عندهم على خلف‬
‫ما ذهب إليه الخميني ومن قال بقوله‪.‬‬
‫ولنا هنا سؤال أخير وهو‪ :‬إن مما ل شك فيه‪ :‬أن جمهور أهل‬
‫سّنة متفقــون علــى خلفــة أميــر المــؤمنين علــي ا وأنــه رابــع‬
‫ال ّ‬
‫الخلفاء الراشدين المرضيين المهديين‪.‬‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي‬ ‫‪83‬‬
‫في القرآن‬

‫إذًا‪ :‬فما هو المانع من أن تشــهد لــه نصــوص القــرآن بــذلك‪،‬‬


‫ولتعلن أمام الجميع بأن عليا ً هو خليفة رسول اللــه ووصــيه مــن‬
‫بعده‪ ،‬وأنه الخليفة الراشــد المهــدي المرضــي الول؛ علمـا ً بــأن‬
‫س ـّنة‬
‫نصوص القرآن والســنة وجمهورأهــل الســلم مــن أهــل ال ّ‬
‫والجماعة‪ ،‬وكل الدلة قد تظاهرت على ذلك‪.‬‬
‫إذًا‪ :‬لماذا كان يخاف الله ـ؟! ومن أين لك هذهِ القوال الــتي‬
‫لم يسبقك بها أحد من العالمين؟!‬
‫نعوذ بالله من الخذلن!!‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي في‬ ‫‪84‬‬
‫القرآن‬

‫الرد على الجواب الحادي عشر‬


‫قال الخميني‪) :‬الجواب الحادي عشر)‪:(1‬‬
‫‪‬‬
‫* ‪  ‬‬ ‫قال الله تعالى‪:‬‬
‫سّنة والجماعة أربعة‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫أهل‬ ‫طريق‬ ‫من‬ ‫جاء‬ ‫فقد‬ ‫& ]المائدة‪،[55:‬‬
‫ً‬
‫وعشرون حديثا كلها تدل على أن هذهِ الية نزلت في علــي‪،‬‬
‫ونحن سوف نذكر هنا حديثا ً واحدا ً ذكــره الحمــويني)‪ ،(2‬وهــو‬
‫سّنة وكذلك الثعلــبي عــن عبايــة‬ ‫من الئمة الكبار عند أهل ال ّ‬
‫ً‬
‫بن ربعي أن ابن عباس كان جالسا عند بئر زمزم وهو يروي‬
‫‪ () 1‬كشف السرار )ص‪.(138-137:‬‬
‫‪ () 2‬إبراهيم بن محمد الحمويني الجويني صاحب )فرائد السمطين(‬
‫المتوفى سنة )‪722‬هـ(‪ ،‬زعموا أنه من كبار علماء السنة ولكنه من‬
‫الشيعة بدليل مقدمة كتابه‪) :‬فرائد السمطين( التى توافق معتقد‬
‫الشيعة في المامة‪.‬‬
‫وقال آغا بزرك الطهراني في كتابه‪ :‬ذيل كشف الظنون )ص‪) :(70:‬فرائد‬
‫السمطين في فضائل المرتضى والبتول والحسنين مرتب على‬
‫سمطين‪ :‬أولهما‪ :‬في فضائل المير × في سبعين بابا ً وخاتمة‪ ،‬وثانيهما‬
‫في فضائل البتول والحسنين في اثنين وسبعين بابًا‪ .‬لصدر الدين‬
‫إبراهيم بن سعد الدين محمد بن المؤيد بن أبى الحسين بن محمد بن‬
‫حمويه الحمويني الذي أسلم على يده السلطان محمود غازان في‬
‫سنة )‪ (694‬وتشيع أخيرًا‪ ،‬لكن أظهر التشيع أخوه الشاه خدا بندة‬
‫نسخة منه عند السيد أحمد آل حيدر(‪.‬‬
‫ويبدو أنه كان يتعامل بالتقية حيث لم يظهر تشيعه حتى مماته‪ ،‬فالحمويني‬
‫شيعي بل ريب لما أشرنا إليه من مقدمة كتابه ويضاف إلى ذلك ما‬
‫ن من مشايخه ابن المطهر الحلي ونصير الدين الطوسي‬ ‫ُ‬
‫ذكر من أ ّ‬
‫وهما من علماء الشيعة المعروفين‪ ،‬ففي موسوعة مؤلفي المامية )‬
‫هـ(‬
‫‪ (1/379‬ما نصه‪) :‬إبراهيم بن محمد الحموي الجويني )‪‍ 722 -644‬‬
‫عالم بالحديث‪ ،‬من شيوخ خراسان‪ .‬لقب بـ»صدر الدين«‪ ،‬رحل‬
‫متقصيا ً للحديث إلى‪ :‬العراق‪ ،‬الشام‪ ،‬الحجاز‪ ،‬تبريز‪ ،‬آمل بطبرستان‪،‬‬
‫القدس‪ ،‬كربلء‪ ،‬قزوين‪ ،‬وغيرها‪.‬‬
‫=‬
‫من مشايخه‪ :‬الشيخ سديد الدين يوسف بن المطهر الحلي‪ ،‬المحقق‬
‫الحلي‪ ،‬ابنا طاووس‪ ،‬الخواجه نصير الدين الطوسي‪ ،‬إضافة إلى‬
‫مشايخه من العامة‪.‬‬
‫ومن تلميذه‪ :‬شمس الدين الذهبي‪ ،‬أسلم على يديه غازان الملك‪ .‬توفي‬
‫بالعراق‪.‬‬
‫الثار‪ :‬فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين يتكون‬
‫من سمطين‪ :‬أحدهما في فضائل أمير المؤمنين )×( موزعة على‬
‫سبعين بابا ً وخاتمة‪ ،‬والخر في فضائل المرتضى والبتول والحسنين‬
‫)‡( في اثنين وسبعين بابًا‪ ،‬كما ذكر فيه الزيارة الجامعة الكبيرة‪ .‬فرغ‬
‫منه سنة )‪ 716‬هـ(‪.‬‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي‬ ‫‪83‬‬
‫في القرآن‬

‫حديثا ً عن رســول اللــه وإذا برجــل يظهــر فجــأة وقــد غط ّــى‬


‫وجهه بعمامته‪ ،‬وإذا به يسرد الحاديث حديثا ً حديثًا‪ ،‬كلما ذكر‬
‫ابن عباس أو روى حديثا ً عن النبي ص سأله ابن عباس‪ :‬قل‬
‫لي من أنت بالله عليــك؟ وإذا بالرجــل يكشــف النقــاب عــن‬
‫وجهه ويقول‪ :‬من عرفني فقد عرفني‪ ،‬ومن لم يعرفني فأنــا‬
‫أبو ذر الغفاري‪ ،‬سمعت رسول الله ص بأذني هــاتين وأصــم‬
‫الله أذني إن لم أكن سمعت منه‪ ،‬ورأت عيناي وأعمــى اللــه‬
‫عيني إن لم أكن رأيت‪ ،‬أنه قال‪) :‬علي إمــام البــرار‪ ،‬وقاتــل‬
‫الكفار‪ ،‬ينصر الله من ينصره‪ ،‬ويخذل الله من يخذله(‪.‬‬
‫ولتعلموا أني كنت يوما ً أصــلي مــع النــبي وإذا ســائل يســأل‬
‫الناس فلم يعطه أحد شيئا ً فرفع السائل يده إلى السماء وقال‪:‬‬
‫اللهم اشهد أني قد سألت الناس في مسجد النبي ولــم يعطنــي‬
‫أحد شـيئا ً وإذا بعلـي وهـو فـي صـلته أثنـاء الركـوع يشـير إلـى‬
‫الســائل ويمــد لــه يــده اليمنــى لكــي يأخــذ الخــاتم مــن إصــبعه‬
‫الصغير‪ ،‬فأخذ السائل الخاتم من إصبعه‪.‬‬
‫وكل هذا يجري أمام مرأى من النبي ص‪.‬‬
‫س ـّنة وهــو الموفــق بــن أحمــد‬
‫كما نقل إمام من أئمة أهل ال ّ‬
‫حكاية مفادها‪ :‬أن عمرو بن العاص كتب إلى معاويــة يقــول لــه‪:‬‬
‫إن الله قد أنزل في علي آيات كــثيرة‪ ،‬ولــم يشــرك أحــدا ً معــه‪،‬‬
‫ومنها هذهِ اليــة‪   * :‬‬
‫‪] & ‬المائدة‪ [55:‬الية‪.‬‬
‫قال ابن شهر آشوب‪ :‬قد أجمعت الئمة أن هذهِ الية نزلــت‬
‫)‪(1‬‬
‫سـّنة(‬‫في علي‪ .‬وقال القوشجي )وهو من كبار علمـاء أهـل ال ّ‬
‫لقد أجمع أئمة التفسير أن هذه الية نزلت في حق علي(‪.‬‬
‫ردنا عـليه‪:‬‬
‫ل‪ :‬الخميني لم يكــن صــادقا ً فيمــا ا ّ‬
‫دعــاه حينمــا قــال‪ :‬إن‬ ‫أو ً‬
‫المة قد أجمعت على أن هذه الية إنما نزلت فــي علــي ا‪ ،‬كمــا‬

‫قال الذهبي ‪ /‬في الحموي كلما ً نقله الزركلي في العلم )‪) (1/63‬شيخ‬
‫خراسان‪ ،‬كان حاطب ليل ‪ -‬يعني في رواية الحديث ‪ -‬جمع أحاديث‬
‫ثنائيات وثلثيات ورباعيات من الباطيل المكذوبة‪ .‬وعلى يده أسلم‬
‫غازان(‪.‬‬
‫‪ (1) 1‬هو علء الدين علي بن محمد‪ ،‬عالم رياضي وفلكي‪ ،‬اشتهر في‬
‫القرن التاسع الهجري‪ ،‬الخامس عشر الميلدي‪ ،‬وليس له شهرة‬
‫سّنة تدليس وكذب‬
‫بالعلم الشرعي‪ ،‬ووصفه بأنه من كبار علماء أهل ال ّ‬
‫واضح‪ ،‬فتأمل‪.‬‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي في‬ ‫‪84‬‬
‫القرآن‬
‫س ـّنة‪،‬‬
‫أنه كذب عندما جعل القوشــجي مــن كبــار علمــاء أهــل ال ّ‬
‫ولكن الخميني هذا ديدنه فهو يقول فيمــن شــاء ومــتى شــاء مــا‬
‫يحلو له‪ ،‬وبغير خوف أو وجل مـن رقيـب أو حسـيب‪ ،‬إذ إنـه لـم‬
‫يكتف بذكر اسم هذا القوشجي حتى جعله من كبار أئمة وعلماء‬
‫سّنة والجماعة‪ ،‬وأعظم من ذلــك ِفـــرية قــوله‪ :‬إن جميــع‬ ‫أهل ال ّ‬
‫سـّنة قــد أجمعـوا علـى أن هـذهِ اليــة‬ ‫أئمة التفسير مـن أهـل ال ّ‬
‫نزلت في حق علي ا‪ ،‬أبعد هــذا البهتــان بهتــان‪ ،‬أم أنــه المنتهــى‬
‫في الكذب والخذلن!!‬
‫إننا نقولها وبكل صراحة ووضوح‪ :‬هذه كتب التفسير لئمتنا ‪-‬‬
‫ي وأرضاهم ‪ -‬في متناول جميع المة‪ ،‬وقـد ُأعطيـت مـن الجهـد‬
‫والعناية والرعاية في سبيل إخراجها للناس مــال يعلمــه إل اللــه‬
‫دعي الخميني بعد هذا كله أن أئمة التفســير مــن‬ ‫تعالى‪ ،‬فكيف ي ّ‬
‫سّنة والجماعة ذهبوا إلـى هــذا المــذهب الســقيم‪ ،‬والــذي‬ ‫أهل ال ّ‬
‫سّنة والجماعة منه برآء براءة‬ ‫عَِلم الله سبحانه أن علماء أهل ال ّ‬
‫الذئب من دم يوسف ×‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬نود أن نطرح هنا ســؤال ً وهــو‪ :‬كيــف يمكــن للمصــلي‬
‫وهو في حال الركوع أن يقوم بأعمال ل صــلة لهــا بالصــلة مــن‬
‫قريب أو بعيد‪ ،‬بل هي منافية لما يجب أن يكون عليــه المصــلي‬
‫من الخشوع والتذلل بين يدي الله ـ؟‬
‫نعم‪ .‬حتى ولو كان ذلك مثل ً أمرا ً بمعروف أو نهيا ً عـن منكـر‬
‫أو تلوة لكتاب الله‪ ،‬كيف ل وقد نهى الرسول الكريــم ص حــتى‬
‫عن قراءة القرآن في الركوع أو السجود)‪.(1‬‬
‫كما أنه ل يخفى على أحدٍ أن لكل واجب من هذهِ الواجبــات‬
‫والعمال الوقت المناسب لها‪ ،‬وأنه مما ل يختلف فيه اثنــان‪ :‬أن‬
‫الئمة عليهم رحمة الله قد أوضحوا بما ل يدع مجال ً للشك مراد‬
‫الله تعالى من هذهِ الية الكريمة‪ ،‬وأنها جاءت لبيان وصـفي لمـا‬
‫يتحلى به المؤمنون من صفات‪.‬‬
‫وبالرجوع إلى سياق اليات يتبين لنا أن هــذه اليــة لــم تــأت‬
‫لثبــات وليــة فــرد بعينــه‪ ،‬وإنمــا الوليــة وصــف عــام لجميــع‬
‫المؤمنين‪ ،‬فل اليهود ول النصــارى لكــم أيهــا المؤمنــون بأوليــاء‪،‬‬
‫وإنما المؤمنون بعضهم أولياء بعض‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫)‪ (1‬عن النبي صّلى الله عليه وآله قال‪» :‬إّني قد نهيت عن القراءة‬
‫ما السجود‬
‫ظموا الله فيه‪ ،‬وأ ّ‬‫ما الركوع فع ّ‬
‫في الركوع والسجود‪ ،‬فأ ّ‬
‫فأكثروا فيه الدعاء‪ ،‬فإّنه قمن أن يستجاب لكم«‪ ،‬أي جدير وحري أن‬
‫يستجاب لكم‪ .‬وسائل الشيعة )‪.(2/309‬‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي‬ ‫‪83‬‬
‫في القرآن‬

‫والخلصة‪ :‬أن هذهِ الروايــة هــي روايــة موضــوعة مختلقــة ل‬


‫أساس لها من الصحة‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬ألم يكن هذا السائل من جملة المسلمين؟‬
‫إذن كيف يــدع هــذا الســائل الصــلة مــع جماعــة المســلمين‬
‫لينصرف بعدها إلى سؤال المصلين وإشغالهم عن صلتهم؟‬
‫ألم يعلم هذا السائل‪ :‬أن إشغال المصلي عن صــلته خطيئة‬
‫يعاقب عليها الله ـ؟!‬
‫وهب أن السائل ل يعلم ذلك فكيف يمد المام علي يده في‬
‫جيبه وهو في حال الركوع‪ ،‬أو يمد يده إلى السائل )كمــا يــدعي‬
‫ذلك الشيعي( لينزع السائل خاتمه الــذي كـان فــي يــده‪ ،‬أيقــول‬
‫هذا أحد من الناس يملك من العقل ذرة؟‬
‫ألم يأت في كتبكم أيهــا الشــيعة أن علي ـا ً ا إذا دخــل الصــلة‬
‫فإنه ينشغل بها عن كل ما ســواها حــتى ل يشــعر بمــا حــوله ول‬
‫يصرفه عنها صارف مهما عظم؟ فكيف تأتي بعد هذا لتقول‪ :‬إن‬
‫عليا ً بمجرد أن وقف السائل إلى جنبه مد ّ له يده بالصدقة؟!‬
‫ألم تقولوا إن عليا ً ا عندما ُأصيب بسهم وأرادوا إخراجه مــن‬
‫جسده الشريف طلب منهم أن يمهلوه حتى يلج في الصلة؟!‬
‫ثم أين كان النبي ص عندما جاء هذا السائل‪ ،‬ألم يكن أكــرم‬
‫من علي ليسبقه إلى هذهِ الفضيلة والمكرمة؟!‬
‫ثم إنه من المعلوم عند كل أحــد‪ :‬أن الرســول ص وصــحابته‬
‫الكرام قد أنفقوا كل ما يملكون في سبيل هذا الدين مــا يشــهد‬
‫به الجميع‪ ،‬حيث ضربوا ‪-‬ي ‪-‬أروع المثلــة فــي التضــحية والبــذل‬
‫والعطاء لعلء كلمة الله تعالى‪ ،‬والسؤال الذي ل بد ّ منه هو‪ :‬ما‬
‫ي ا فـي إعطـائه هـذا السـائل خـاتمه‬ ‫هو الشيء الذي يميـز علـ ّ‬
‫الصغير وهو يملك ذلك الرصيد الضـخم مـن المواقـف العظيمـة‬
‫والمشــرفة‪ ،‬والــتي يشــهد بهــا القاصــي والــداني مــن تضــحية‬
‫وشجاعة وإقدام وإنفاق في سبيل الله؟‬
‫ما هي قيمة هذا الموقــف والشــيء المميــز فيــه عــن ســائر‬
‫المواقف الخرى حتى نقول بعد ذلك‪ ..‬أن نبي الله ص قام هــذا‬
‫المقام الطويل ودعا بذلك الدعاء لينزل جبريل × على أثر ذلــك‬
‫بهذه اليات الكريمة تأييدا ً لعلي وإثباتا ً لمامته؟ ألم يكن صحابة‬
‫رسول الله ص لهم من المواقــف العظيمــة مــا يزيــد علــى هــذا‬
‫العطاء المتواضع أضعافا ً مضاعفة فضــل وشــرفا ً وأجــرا ً وزلفــى‬
‫عند الله تعالى؟‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي في‬ ‫‪84‬‬
‫القرآن‬
‫ألم يكونوا ي جديرين بهذا الشرف الذي أصاب عليا ً ا فينزل‬
‫في كل موقف من مواقفهم جملة من اليات؟‬
‫ألم يقـل الشــيعة وهـذا مـا تشـهد بـه كتبهــم‪ :‬أن عمــرو بـن‬
‫العاص ا كان من ألد العداء لعلي ا‪ ،‬فكيف يصــح بعــد هــذا كلــه‬
‫أن يــأتي ا ليشــهد لعلــي ا بهــذهِ المواقــف الجليلــة والفضــائل‬
‫العديدة؟!‬
‫إذًا‪ :‬أيقول بعد ذلك عاقل‪ :‬إن الله تعالى كان يخــاف مــن أن‬
‫ينزل في حق علي وإمامته جملة من اليــات لثبــات هــذا الحــق‬
‫لهله؟ )تعالى الله عما يقول الشيعة علوا ً كبيرًا(‪.‬‬
‫علما ً وأن المامة ‪ -‬كما يزعم الشيعة ‪ -‬مــن أمهــات الســلم‬
‫وأصوله العظيمة‪ ،‬وهذا عمرو بن العاص وهو العدو اللدود لعلـي‬
‫دعون ‪ -‬يذكر لهذهِ المة ما لعلي من حق وفضــائل‪ ،‬ومــا‬ ‫‪ -‬كما ي ّ‬
‫نزل فيه من اليات‪ .‬أيكون مثل هذا القول مقبول ً عند أحــد مــن‬
‫الناس‪ ،‬أم هل يصدقه عاقل؟!‬
‫ثم ل يغيب عن أذهاننا أنكم عندما يئستم من تحريــف كتــاب‬
‫الله تعالى وتيقنتم بعد ذلك أنكم لن تستطيعوا أن تبنوا أوهامكم‬
‫س معتــبر لجــأتم بعــدها إلــى تأويــل النصــوص وتلفيــق‬ ‫على أسا ٍ‬
‫ة لتمرير هــذيانكم وبــاطلكم‬ ‫ً‬ ‫ذريع‬ ‫كله‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫لتجعلوا‬ ‫الكاذيب؛‬
‫على أمثالكم‪.‬‬
‫ثم إن أبا ذر ا ألـم تكـن فـي صـلته شـغل ً عـن مراقبـة هـذا‬
‫وذاك؟ أم أنكــم ترونــه مــرة يلتفــت ذات اليميــن ومــرة ذات‬
‫ي خاتمه ليعطيه إلــى ذلــك‬ ‫الشمال ليرى من أي إصبع أخرج عل ٌ‬
‫المسكين؟!‬
‫هل تظنون أننا نصدق دجلكم هذا وكــذبكم الواضــح الصــريح‬
‫بحق صحابي جليل مثل أبي ذر ا؟!‬
‫إن الصحابة الكرام ي والذين هم عند الخميني وأبناء جلــدته‬
‫ل‪ :‬إن هــذهِ النصــوص الــتي‬ ‫منافقون مرتدون كفرة لــو قــالوا مث ً‬
‫جاءت في علي ا هي في حقيقة المر إنما جاءت في عمر مثل‪ً،‬‬
‫فهل يعتبر عاقل بعد ذلك أن كتاب الله هو ميــزان حــق ومنهــاج‬
‫عدل‪ ،‬وأنه كتاب هداية للبشر؟ سبحانك هذا بهتان عظيم‪.‬‬
‫ولو قبلنا وسّلمنا أن هذا الحديث الذي ذكرتمــوه هــو حــديث‬
‫صحيح‪ ،‬فهل يعني ذلك أن الله تعالى قد استجاب لعبده موســى‬
‫× حيــن دعــاه أن يجعــل أخــاه هــارون × وزيــرا ً لــه مــن أهلــه‪،‬‬
‫وشريكا ً له في رسالته‪ ،‬ولم يستجب لعبده ونــبيه وخــاتم رســله‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي‬ ‫‪83‬‬
‫في القرآن‬

‫محمد ص عندما سأله أن يجعل عليا ً وصيه وخليفته من بعده؟‬


‫إن هذا التهام الصريح لذات الله تعالى بأنه أخلــف وعــده ل‬
‫يقره مسلم يؤمن بالله العظيم‪.‬‬
‫ثم إن دعاء موسى وســؤال ربــه كــان لمــر ظــاهر ل يخفــى‬
‫على أحد‪ ،‬وهو كما ذكر الله ـ أنه أرسل عبده موسى × للقيــام‬
‫بتلك المهمة الخطيرة‪ ،‬والــتي كــان ل بــد لــه مــن معيــن ووزيــر‬
‫ومؤيد له في أداء هذهِ المانة والرســالة‪ ،‬أمــا ســيدنا محمــد ص‬
‫والذي أيده الله تعــالى بالمهــاجرين و النصــار ‪ -‬عليهــم رضــوان‬
‫الله تعــالى ‪ -‬والــذين هــم قــرة عيــن لكــل مــؤمن وأهــل لحمــل‬
‫المانة وأداء الرسالة‪ ،‬فما الحاجة بعد ذلك إلى مثل هذا الــدعاء‬
‫وما ضرورته؟!‬
‫وإننا وبمجرد الرجوع إلى سياق اليات ومعرفة نسقها يتــبين‬
‫لنا أن هذهِ اليــة ل دخــل لهــا فــي موضــوع المامــة‪ ،‬فضـل ً عــن‬
‫دللتها على تقديم علي وتفضيله على سائر أصحاب محمد ص‪.‬‬
‫إن الله ـ قد أمر المؤمنين في هــذهِ اليــات بمحبــة بعضــهم‬
‫بعضًا‪ ،‬وأن تكون الولية بين المؤمنين خاصة دون أحد مــن أهــل‬
‫الكفر أو النفاق‪ ،‬وبهذا يتضح أن هذهِ اليات الكريمة التي وردت‬
‫في هذه السورة ل صلة بينها ول رابــط يربطهــا بإمامــة علــي أو‬
‫خلفتة من قريب أو بعيد‪.‬‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي في‬ ‫‪84‬‬
‫القرآن‬

‫الرد على الجواب الثاني عشر‬


‫)‪(1‬‬
‫الخميني‪) :‬الجواب الثاني عشر ‪ :‬قال تعالى‪ * :‬‬ ‫قال‬
‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪] & ‬آل‬‫‪  ‬‬
‫سّنة أربعة‬
‫عمران‪ ،[103:‬فقد ثبت عند أهل ال ّ‬
‫أحاديث تفيد بأن حبل الله المذكور في هذه‬
‫الية هو علي بن أبي طالب(‪.‬‬

‫ردنا عـليه‪:‬‬
‫إنك والحق يقال‪ :‬أصبحت ل تعي مــا تقــول‪ ،‬وإل فمــا معنــى‬
‫كلمك هذا؟ هل القرآن الكريــم ‪ -‬حســب قولــك ‪ -‬لــم يكــن هــو‬
‫حبل الله‪ ،‬أم أن حبل الله ليس هو محمدا ص؟!‬
‫س ـّنة‬
‫أيقــول مثــل هــذا القــول مــؤمن ينتســب إلــى أهــل ال ّ‬
‫والجماعة؟‬
‫أتزعم أن الله تعالى أمر عبــاده أن يتمســكوا بحبلــه المــتين‬
‫ولكنه في الوقت ذاته لم يبين لهم ما هو المراد بهذا الحبل ولم‬
‫يدلهم عليه وذلك خوفا ً من بعض الناس؟!‬
‫ذب اللــه تعــالى عبــاده‬ ‫فهــل مــن العــدل والحكمــة أن ُيعــ ّ‬
‫ويحاسبهم على أمر لم يــبينه لهــم؟ وإذا كــان المــر كمــا تزعــم‬
‫فإنك بتخرصك هذا سوف تقيم الحجة للعباد على ربهــم )تعــالى‬
‫الله عما يقول الظالمون علــوا ً كــبيرًا( إذ إنهــم ســوف يقومــون‬
‫على صعيد واحد ويجأرون إلى ربهم متضرعين ليقولوا‪ :‬يــا إلهنــا‬
‫وربنا‪ :‬أتعذبنا على أمر أخفيته عنا ولم تــبّينه لنــا خوفـا ً مــن أبــي‬
‫بكر وعمر وأنت الحكيم العليم!!‬
‫أل تتفق معـي أن هـذا القـول يتنـافى مـع عـدل اللـه تعـالى‬
‫وحكمته؟‬
‫ه‬
‫ســّنة والجماعــة بهــذ ِ‬‫وأخيرا نقول لك‪ :‬إن كــان أهــل ال ّ‬ ‫ً‬
‫الجرأة في تهجمهم علــى نصــوص القــرآن الكريــم كمــا تجــرأت‬
‫أنت علــى تحريــف النصــوص والدلــة بهــذهِ التــأويلت الســقيمة‬
‫والتي ل يقبلها عقل ول منطق لتقول لنا‪ :‬إن حبل الله تعالى هو‬

‫‪1‬‬
‫)‪ (1‬كشف السرار )ص‪.(139 :‬‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي‬ ‫‪83‬‬
‫في القرآن‬

‫سّنة يقولون‪ :‬ل‪ .‬إن حبل الله هو عمر‪ ،‬وهكذا لن‬ ‫علي ا‪ ،‬وأهل ال ّ‬
‫يبقــى لهــذا الكتــاب العزيــز أي قدســية أو هيبــة فــي صــدور‬
‫المسلمين والمؤمنين‪ ،‬بل كيف يكون هذا الكتــاب‪ ،‬كتــاب هدايــة‬
‫وإرشاد للمة وأنتم تضربون آياته بعضها ببعض؟‬
‫س ـّنة والجماعــة بــرآء‬
‫إننا نقولها لك بكل صراحة‪ :‬إن أهــل ال ّ‬
‫مــن هــذه التهــم والفــتراءات واللعيــب‪ ،‬وإن اللــه تعــالى لــك‬
‫ولمثالك بالمرصاد‪.‬‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي في‬ ‫‪84‬‬
‫القرآن‬

‫الرد على الجواب الثالث عشر‬


‫*‪‬‬ ‫قال الخميني‪) :‬الجواب الثالث عشر)‪ :(1‬قال تعالى‪:‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪] &   ‬التوبة‪،[119:‬‬
‫سّنة بأن هذهِ الية نزلت‬‫فقد ثبت عند أهل ال ّ‬
‫في حق علي بن أبي طالب‪ .‬ذكر ذلك‪ :‬ابن‬
‫سّنة‬
‫شهر آشوب في رواية من طريق أهل ال ّ‬
‫أن أبا يوسف يعقوب بن سفيان ذكر حديثا‬
‫برواية مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر‪:‬‬
‫»أن الله أمر أصحاب محمد بأن يتقوا الله‬
‫ويكونوا مع الصادقين« يعني‪ :‬مع محمد وأهل‬
‫بيته(‪.‬‬
‫ردنا عـليه‪:‬‬
‫ل‪ :‬سبق وأن ذكرت في كتابك وأكدت علــى ذلــك‪ :‬أن مــا‬ ‫أو ً‬
‫جــاء فــي القــرآن مــن ذكــر للصــادقين والراكعيــن والمتقيــن‬
‫والمؤمنين والمسلمين والموقنين إنما المراد من ذلــك كلــه هــو‬
‫علي بن أبي طالب‪ ،‬وكأن الحكمة من نزول القرآن الكريم إنما‬
‫هو لغرض الشارة إلى علي ا‪ ،‬ومــا حبــاه اللــه بــه وأكرمــه مــن‬
‫صفات يستحق بها المدح والثناء والطراء‪ ،‬ولكي يؤمر بعد ذلــك‬
‫أصحاب النبي ص بالطاعة والتباع لخليفــة رســول اللــه ووصــيه‬
‫من بعده‪ ،‬كما يزعم ذلك الخميني‪ ،‬ولكننا ل نعلــم ســببا ً واضــحا ً‬
‫لقولــك‪) :‬إن اللــه تعــالى أخفــى هــذا المــر خوفـا ً مــن أصــحاب‬
‫رســول اللــه ص( فل نــدري لمــاذا كــل هــذا التنــاقض الواضــح‬
‫والضطراب الفاضح بين قولك‪) :‬أمر الله(‪) ،‬وخاف الله(؟!‬
‫ا‪ :‬قــــــــال اللــــــــه تعــــــــالى‪ * :‬‬ ‫ثانيننننننن ً‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪1‬‬
‫)‪ (1‬كشف السرار )‪.(139‬‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي‬ ‫‪83‬‬
‫في القرآن‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪] & ‬الحجــرات‪ ،[15:‬فقـد بيــن اللـه تعـالى بمــا ل يــدع حجــة‬
‫لمتقول أو متأول في عدة مواضع من كتابه من هــم الصــادقون‬
‫وما هي صفاتهم‪ ،‬ولم يدع ـ بيان ذلك لحد من خلقــه حــتى بي ّــن‬
‫ذلك بنفسه‪.‬‬
‫إل أن الخميني ل يزال مصرا ً على أن مــراد اللــه فــي كتــابه‬
‫من الصادقين إنما هو علي وأهل بيتــه‪ ،‬معتمــدا ً فــي ذلــك علــى‬
‫سـّنة زورا ً وبهتانـًا‪ ،‬كمــا نســبها إليهــم ابــن‬
‫أقوال تنسب لهــل ال ّ‬
‫شهر آشوب الشيعي هذا‪.‬‬
‫وإن ما جاء في قوله تعالى من ســورة الحشــر‪ * :‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪] &  ‬الحشــر‪ [8:‬لصدق دليـل وأوضـح‬
‫برهان على ما ذكرناه آنفًا‪ ،‬إذ إن هذهِ اليــة تصــدق علــى جميــع‬
‫دعي أنهــا خاصــة‬
‫الصحابة ي وبدون استثناء‪ ،‬ول يمكن لحد أن ي ّ‬
‫بعلي وأهل بيته دون سائر الصحابة رضوان الله تعالى عليهم‪.‬‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي في‬ ‫‪84‬‬
‫القرآن‬

‫الرد على الجواب الرابع عشر‬


‫* ‪‬‬ ‫قال الخميني‪) :‬الجواب الرابع عشر)‪ :(1‬قال تعالى‪:‬‬
‫‪ ‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬
‫حيث‬ ‫‪] &  ‬الصافات‪،[24:‬‬
‫سّنة ثمانية‬
‫جاء من طرق عديدة عند أهل ال ّ‬
‫أحاديث‪ ،‬كلها تدل على أن الناس سوف‬
‫يسألون يوم القيامة عن وليتهم لعلي بن أبي‬
‫طالب‪ ..‬وكما جاء في رواية أخرى بأن‬
‫السؤال يوم القيامة للناس إنما هو عن قوله‬
‫ص‪» :‬من كنت موله فهذا علي موله«(‪.‬‬

‫ردنا عـليه‪:‬‬
‫أقول لكل من يقرأ هذهِ السطور‪ :‬أيهــا القــارئ لكتــاب اللــه‬
‫تعالى! اقرأ هذه الية الكريمة وانظر لما قبلها مــن اليــات ومــا‬
‫بعدها‪ ،‬ثم انظر هل ورد فيها ذكر لعلي ا أو إشــارة إلــى إمــامته‬
‫ووليتــه؟ أم هــل هنــاك مــا يشــير ولــو بالتلميــح إلــى مــا يــدعيه‬
‫الخميني من سؤال النــاس وامتحــانهم يــوم القيامــة فــي إمامــة‬
‫علي ووليته؟‬
‫إن هذهِ الية واليات التي سبقتها أو تلتها إنما جــاءت لتقــرر‬
‫أمر الساعة‪ ،‬ولترد على منكريها وإنها سوف تأتيهم بغتة وهــم ل‬
‫يشعرون‪ ،‬فأين هي من علي وإمامته؟‬
‫إن الخميني وبل أدنى شك قد تجــاوز جميـع الحــدود مـن الل‬
‫معقول‪ ،‬أم أنه يظن بثرثرته وكثرة تكراره أن يجعل من الباطل‬
‫حقا ً ومن الكذب صدقًا‪.‬‬
‫ثم إن كانت هذهِ الية لــم تنــزل إل فــي حــق علــي ا فلتكــن‬
‫جميع آيات السـاعة ويـوم القيامـة الـتي ذكرهـا اللـه فـي كتـابه‬
‫العزيز إنما جاءت لثبات الولية والمامة لعلي!!‬

‫)( كشف السرار )‪.(139‬‬ ‫‪1‬‬


‫لماذا لم يذكر اسم علي‬ ‫‪83‬‬
‫في القرآن‬

‫الرد على الجواب الخامس عشر‬


‫قال الخميني‪) :‬الجواب الخامس عشر)‪ :(1‬جاء في الية‬
‫الرابعة والعشرين بعد المئة من سورة‬
‫البقرة قوله تعالى‪   * :‬‬
‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪] &  ‬البقرة‪.[124:‬‬
‫سّنة حديثان في‬
‫حيث جاء من طريق أهل ال ّ‬
‫تفسير هذهِ الية ونحن نكتفي بإيراد حديث‬
‫واحد منهما‪ ،‬فقد روى ابن المغازلي‬
‫الشافعي)‪ (2‬حديثا ً عن ابن مسعود‪ :‬أن رسول‬
‫الله قال‪ :‬أنا دعوة أبي إبراهيم إذ قال‪ * :‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪&  ‬‬ ‫‪ ‬‬
‫]إبراهيم‪ [35:‬الية‪ .‬وعندما قال الله‪ * :‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪] &  ‬البقرة‪[124:‬‬
‫فقد دخلت أنا وعلي في دعاء إبراهيم؛ لني‬
‫وعلي لم نعبد الصنام فجعلني الله نبّيا‬
‫وجعل عليا ً وصيًا(‪.‬‬
‫ردنا عـليه‪:‬‬
‫لقد ذكرت أن رسول الله ص جعل عليا ً وصيا ً له قبــل وفــاته‬
‫بسبعين يومًا‪ ،‬كما حكيت في الوقت نفسه أنــه ص كــان يخــاف‬
‫من الناس‪.‬‬
‫إذًا‪ :‬فمــن أيــن لــك كــل هــذا العــدد الكــبير مــن الحــاديث‬
‫سّنة قد أوردوهــا‬ ‫والنصوص التي أشرت إليها وادعيت أن أهل ال ّ‬
‫في كتبهم!! وهل لك بعد هذا أن تذكر لنا ما هــو عــدد الحــاديث‬
‫التي جاءت في كتبكم أنتم؟ ثم أل تتفق معــي أن النــبي ص لــو‬
‫‪1‬‬
‫)( كشف السرار )ص‪.(139:‬‬
‫‪2‬‬
‫)( قال شيخ السلم ابن تيمية عن ابن المغازلي‪) :‬فقد جمع في كتابه‬
‫من الكذب ما ل يخفى على من له أدنى معرفة بالحديث( ا‪.‬هـ‪ .‬منهاج‬
‫السنة )‪.(7/15‬‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي في‬ ‫‪84‬‬
‫القرآن‬
‫تكّلم ليله ونهـاره طيلــة الليـالي السـبعين الخيـرة هـذه فـإنه ل‬
‫دق عاقل أنه حكى من الحاديث مثل ما ذكرتم في‬ ‫يمكن أن ُيص ّ‬
‫كتبكم أنتم من المرويات كثرة وعددا‪ً.‬‬
‫ونحن عندما طرحنا عليكم هذا السؤال‪ :‬لماذا لم يذكر اســم‬
‫علي في القرآن؟ تبين لنا واتضح أن الخميني بأجوبته المتناقضة‬
‫وحججـه الركيكـة ودفـاعه الهزيـل عـن بـاطله قــد جعـل نفسـه‬
‫أضحوكة للعقلء‪ ،‬فهو لـم يقف عند حد الكذب على أهــل العلــم‬
‫حتى كذب على الله ورسوله‪.‬‬
‫وكما رأينا فإن الخميني لم يدع آية من كتاب اللــه تعــالى إل‬
‫وأولها بهواه ورأيه تأويل ً يتفق وما ذهب إليه مــن مــذهب باطــل‬
‫ومعتقــد منحــرف‪ ،‬فهــو بهــذا قــد فتــح البــاب أمــام جميــع فــرق‬
‫دامة الخارجة عن ديــن الســلم المحاربــة‬ ‫الضلل والمذاهب اله ّ‬
‫لهله أن تتخذ من هذهِ اليات الكريمة التي جعلها الخميني تقيـة‬
‫يعتمد عليها في تثبيت دعائم الباطل الذي آمن به‪.‬‬
‫أقول‪ :‬تستطيع هذهِ المذاهب المنحرفة أن تجعلها دليل ً على‬
‫صدق ما تدعيه من كفرٍ وضــلل وانحــراف‪ ،‬وقصــدهم مــن وراء‬
‫ذلك كله هو نزع المهابة والحــترام مــن صــدور المــؤمنين‪ ،‬ومــا‬
‫يكنونه من تقدير عظيم لكتاب الله تعالى‪ ،‬وحــتى ل يبقــى لهــذا‬
‫القرآن تلــك المنزلــة الرفيعــة والســلطان الظــاهر لعلء الحــق‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫وطمــس الباطــل‪    * :‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫]التوبة‪.[32:‬‬
‫‪&  ‬‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي‬ ‫‪83‬‬
‫في القرآن‬

‫الرد على الجواب السادس عشر‬


‫*‬ ‫قال الخميني‪) :‬الجواب السادس عشر)‪ :(1‬قال تعالى‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪    ‬‬
‫جاء‬ ‫‪] &  ‬النحل‪ ,[43:‬فقد‬
‫سّنة أن المراد‬
‫من طرق عديدة عند أهل ال ّ‬
‫من أهل الذكر في هذهِ الية هو علي بن أبي‬
‫طالب(‪.‬‬
‫ردنا عـليه‪:‬‬
‫إننا إذا أردنا فهم هذه الية الكريمة ومعرفة مراد الله تعــالى‬
‫فلبد لنا ولبد للقارئ مــن الطلع علــى ســياق اليــات السـابقة‬
‫م فإننــا نجــزم أن هــذه اليــة‬ ‫لهــذه اليــة واللحقــة لهــا‪ ،‬ومــن ث َـ ّ‬
‫الكريمة ل تشير ولو مجرد إشارة إلى مــا ذهــب إليــه الخمينــي‪،‬‬
‫وذلك لن سياق اليات إنما جاء لتقريع المشركين ومحــاججتهم‪،‬‬
‫ودحض ما جاؤوا به من شبه وافتراءات‪ ،‬وليقيــم عليهــم الحجــة‬
‫ببعثة الرسل صلوات الله وسـلمه عليهــم‪ ،‬وليــدعوا عبــاده إلـى‬
‫النظر في عاقبة الكفر وأهله‪ ،‬وليثبت لنــا بشــرية النبيــاء وإنمــا‬
‫ل جاؤوا لتبليغ رسالت الله تعـالى إلـى عبـاده‪ ،‬وليـدعوا‬ ‫هم رجا ٌ‬
‫أهل الكفر والنفاق من مشركي قريش وأمثــالهم إن كــانوا فــي‬
‫شك وريب من هذهِ الحقيقــة الناصــعة أن يســألوا مــؤمني أهــل‬
‫الكتاب إن كانوا ل يعلمون‪ ،‬فإنهم سيخبرونهم بأن جميع النبيــاء‬
‫كــانوا بشــرًا‪ ،‬وأنهــم إنمــا أرســلوا بالبينــات والحجــج والــبراهين‬
‫ملوا أفكارهم فيتعضوا‪.‬‬ ‫ليتأملوا وُيع ِ‬
‫ولكــن الخمينــي كمــا هــي عــادته لــم يــأت بــالنص القرآنــي‬
‫بصورته المتكاملة وسياقه البديع؛ مبتغيا ً مــن وراء ذلــك تحريــف‬
‫النصوص القرآنية وتبديل معانيهــا‪ ،‬فهــو يريــد أن يقــول لنــا بــأن‬
‫المراد من هذهِ الية الكريمــة هــو‪ :‬أن اللــه تعــالى أمــر نــبيه أن‬
‫يقول للمشركين‪ :‬إن لم تؤمنوا ببشر مثلي أن يكون مرسل ً من‬
‫عند الله فاسألوا عليًا!! والسؤال هو‪ :‬من يكون عليا ً وهو الفــتى‬
‫الوحيد بين جموع الكفر وأئمة الضــلل‪ ،‬ويــا تــرى مــاذا ســيكون‬
‫لقوله من أثر في نفوس من لم يستجب لهدي المصطفى وهــو‬
‫الصــادق الميــن‪ ،‬والــذي أّيــده اللــه باليــات وأرســله بخيــر‬

‫)( كشف السرار ص ‪.139‬‬ ‫‪1‬‬


‫لماذا لم يذكر اسم علي في‬ ‫‪84‬‬
‫القرآن‬
‫الرسالت؟‬
‫ثــم ألــم يكــن عليــا ً ا هــو أحــد المــؤمنين الســابقين الــذين‬
‫استجابوا لله ورسوله؟!‬
‫فهل يعقل بعد هذا أن يرضــى أهــل الكفــر والعنــاد بقــوله أو‬
‫يرتضونه حكما ً يقفون عند أمره؟‬
‫ول النصوص القرآنيــة مــا‬ ‫إن مثل هذا ل يقوله عاقل حتى تق ّ‬
‫لم تقلها‪ ،‬ومن ثم نجعل هذهِ الية الكريمــة‪ * :‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪] &   ‬النحل‪ [43:‬أنها نزلت لهــذا‬
‫السبب بعينه!!‬
‫وتبّين لنا إذًا‪ :‬أن المراد بأهل الذكر فــي هــذه اليــة الكريمــة‬
‫هم أهل الكتاب؛ حيث أنهم بالرغم مــن كفرهــم وعــدم إيمــانهم‬
‫بمــا جــاء بــه رســول اللــه ص لــم يكــن لهــم بــد إل أن يعــترفوا‬
‫ويشــهدوا بصــدق الرســالة ونبــوة محمــد ص‪ ،‬وهــذا أمــر واضــح‬
‫وضوح الشــمس فــي رابعــة النهــار‪ ،‬واليمـان بــه ومعرفتــه مــن‬
‫المسّلمات عند كـل أحـد‪ ،‬والدلـة علـى ذلـك كـثيرة؛ لن جميـع‬
‫النبياء ‪ -‬صلوات الله وسلمه عليهم ‪-‬كانوا بشرا ً يأكلون الطعام‬
‫ويمشون في الســواق‪ ،‬وهــا نحــن ذا نذكراليــة الكريمــة كاملــة‬
‫لنبطــــل قــــول الخمينــــي ونفضــــح بــــاطله‪ ،‬قــــال تعــــالى‪:‬‬
‫‪  ‬‬ ‫* ‪ ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪] &   ‬النحل‪.[43:‬‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي‬ ‫‪83‬‬
‫في القرآن‬

‫الرد على الجواب السابع عشر‬


‫*‪‬‬ ‫قال الخميني‪) :‬الجواب السابع عشر)‪ :(1‬قال تعالى‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪] &  ‬البقرة‪،[43:‬‬
‫سّنة بطرق عديدة أربعة‬
‫فقد روى أهل ال ّ‬
‫أحاديث تثبت أن هذا الية خاصة بالنبي‬
‫وعلي(‪.‬‬
‫ردنا عـليه‪:‬‬
‫إن من دواعي الشكر لله ‪ Q‬هو أنكم أشركتم النــبي محمــدا ً‬
‫ص مع علي في هذه الية الكريمة‪ ،‬فله الحمد الكثير أن هــداكم‬
‫لهذا وهذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى فإن كل قــارئ لكتــاب اللــه‬
‫تعالى يعلم أن هذه الية الكريمة إنما جاءت فــي بنــي إســرائيل‬
‫ول نعتقد أن لها تعلقا ً بعلي ول بالنبي ص‪.‬‬
‫وإن عاندتم وكابرتم فلماذا ل تقولون إن آيــات القــرآن كلهــا‬
‫إنما نزلت في حق علي ا ل غير؟!‬

‫)( كشف السرار )ص‪.(140:‬‬ ‫‪1‬‬


‫لماذا لم يذكر اسم علي في‬ ‫‪84‬‬
‫القرآن‬

‫الرد على الجواب الثامن عشر‬


‫*‪‬‬ ‫قال الخميني‪) :‬الجواب الثامن عشر)‪ :(1‬قال تعالى‪:‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪&  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬
‫]الرعد‪ [7:‬فقد جاءت سبعة أحاديث في كتب‬
‫سّنة بأن المنذر هو النبي والهادي هو‬
‫أهل ال ّ‬
‫علي‪.‬‬
‫وكما ذكر إبراهيم الحمويني)‪ (2‬وهو من كبار‬
‫سّنة حديثا عن أبي هريرة عن النبي‬ ‫أهل ال ّ‬
‫أنه قال‪» :‬إنما أنت منذر‪ ،‬ووضع يده على‬
‫صدره ولكل قوم هاد ووضع يده على يد‬
‫علي«(‪.‬‬
‫ردنا عـليه‪:‬‬
‫ماذا تعني من كلمك هذا؟‬
‫هــل تعتقــد أن النــبي ص لــم يكــن هاديــا ً وإنمــا هــو منــذر‬
‫فحسب؟!‬
‫أيقول هذا مسلم؟!‬
‫إن ما يدهشنا ويدهش كل لبيب أن يعلم أن من أهــم الدلــة‬
‫المعتمد عليها في نبوة البهاء عند البهائيين هو هذه الية بعينهــا‪،‬‬
‫وهكذا يصنع الباطل بأهله؛ فإن من فسر كتاب الله برأيه وهواه‬
‫دعي أن هذه الية أو تلك نزلت في إمامة‬ ‫فمن السهل جدا ً أن ي ّ‬
‫فلن أو نبوته‪ ،‬ول نستبعد منهم أن يقولوا بألوهيته‪.‬‬

‫)( كشف السرار )ص‪.(140:‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سبق ترجمته في هامش الرد على الجواب الحادي عشر‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي‬ ‫‪83‬‬
‫في القرآن‬

‫الرد على الجواب التاسع عشر‬


‫قال الخميني‪) :‬الجواب التاسع عشر)‪ :(1‬وبعد‪ :‬فإيثارا ً منا‬
‫لليجاز والختصار فقد رأينا أن نكتفي بهذا‬
‫القدر من ذكر أحاديث التفسير الواردة في‬
‫سّنة‪ ،‬أما من أراد الستزادة‬‫كتب أهل ال ّ‬
‫فعليه بكتاب غاية المرام للسيد الجليل‪ :‬سيد‬
‫هاشم البحراني‪ ،‬فقد ذكر في كتابه هذا مئة‬
‫وأربعين آية‪ ،‬تنص الحاديث الواردة بطرق‬
‫سّنة والشيعة بأن هذه‬ ‫مختلفة عند أهل ال ّ‬
‫الية إنما نزلت في علي(‪.‬‬
‫ردنا عـليه‪:‬‬
‫سـّنة أثبتــوا لعلــي‬‫إن كنت صادقا ً فيما تدعي مــن أن أهــل ال ّ‬
‫مائة وأربعين آية فل نعجب إذن عندما يثبــت الشــيعة فــي علــي‬
‫ألف وأربعمائة آية وأنها كلها لم تنزل إل في علي؟!‬
‫ولكننا نود أن نطرح بهذا الصدد سؤالن‪:‬‬
‫الول‪ :‬إن كان المر كمــا تــدعي أن مــائة وأربعيــن أو ألف ـا ً‬
‫وأربعمائة آية نزلت في المامة فلماذا قلت فــي جوابــك الثــاني‬
‫بأن القرآن ل يهتم بالجزئيات؟!‬
‫ألم تقل من قبل أن عليا ً من الجزئيات؟!‬
‫الثاني‪ :‬إن كنت يا خميني تثبت بهذا العدد الكبير من اليات‬
‫وآلف من الحاديث التي تروى من طرق مختلفــة وعديــدة فــي‬
‫ســّنة فــي حــق علــي وإمــامته‪ ،‬فلمــاذا قلــت‬ ‫كتــب أهــل ال ّ‬
‫في جوابك الرابع والخامس والســادس‪» :‬أن اللــه تعــالى خــاف‬
‫ســــــــــّنة‪ ،‬ولــــــــــذلك فــــــــــإنه‬
‫مــــــــــن أهــــــــــل ال ّ‬
‫لم ينزل آية صريحة في ذكر علي!!«‪.‬‬
‫إن تناقضك هذا واضطرابك يثبــت للجميــع أنــك إنمـا تخــوض‬
‫في باطل وتدعو إلى ضلل‪ ،‬وأن الحق خلف ذلك كله‪.‬‬
‫نعم‪ .‬إّنا نقولها وبكل صراحة‪ :‬أن الخميني على باطل‪ ،‬ونحن‬
‫س ـّنة والجماعــة ‪ -‬أهــل الحــق وأنصــاره‪،‬‬ ‫والحمــد للــه ‪ -‬أهــل ال ّ‬
‫والقائلون بعصمة كتاب الله تعــالى وســلمته وحفظــه مــن قبــل‬
‫الله تعالى‪ ،‬وأنه ل يمكن بحال أن تمد له يــد بتحريـف أو تبـديل‪،‬‬
‫)( كشف السرار )ص‪.(140:‬‬ ‫‪1‬‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي في‬ ‫‪84‬‬
‫القرآن‬
‫وبهذا نثبت أن الشيعة وغيرهم لم يستطيعوا ل في الماضــي ول‬
‫في الحاضر أو المستقبل أن يدخلوا اسم علي في القرآن؛ ولذا‬
‫فإنهم كانوا مضطرين إلى وضع الحديث وتلفيقه في حــق علــي‬
‫وأهل بيته‪.‬‬
‫وكما رأى القارئ الكريم بأن أجوبة الخميني على سؤالنا قد‬
‫كشفت زيفه وفضحت باطله‪ ،‬وأظهــرت جهلــه المطبــق‪ ،‬وعــدم‬
‫معرفته وتمييزه بين صحيح القوال من ضعيفها‪ ،‬وإني لدعو كل‬
‫من قرأ هذه السطور أن يضع نصب عينيه وحشة القبر وظلمتــه‬
‫وغربته فيه‪ ..‬وليكن ذلك دافعا ً قويا ً لقبول الحق ورفض الباطل‪،‬‬
‫وما علينا إل البلغ‪.‬‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي‬ ‫‪83‬‬
‫في القرآن‬

‫كلمة أخنينرة للمؤلف‬

‫منذ نعومة أظافري وصغر سني وأنا على المذهب الشيعي‪،‬‬


‫وذلك أني ولدت وسط أسرة شيعية؛ كما أني جلست عند منابر‬
‫الشيعة وقرأت الكثير من كتبهم إلى أن هداني الله تعالى‬
‫وأنجاني بفضله ورحمته ثم بفضل وبركة هذا القرآن الكريم‪.‬‬
‫طلعين على هذا المذهب ولي معرفة‬ ‫وبما أني من الم ّ‬
‫ل من مكر بعض دعاة‬ ‫وإلمام تام به؛ فإني والحق يقال‪ :‬وج ٌ‬
‫ً‬
‫الضلل وسادة الكفر فيهم‪ ،‬فإنهم عندما ل يجدون مخرجا من‬
‫م أعينهم فضيحة إمامهم‬ ‫ُ‬
‫الجابة على سؤالنا وبعد أن رأوا بأ ّ‬
‫الخميني أن يلجأوا إلى طريقتهم في المكر والتلبيس والتنصل‬
‫دعون بكل‬ ‫من كل ما اقترفت ألسنتهم من أكاذيب وأباطيل‪ ،‬في ّ‬
‫وقاحة وجرأة بأن هذه القوال لم ترد في كتاب كشف السرار‪،‬‬
‫ولربما يقومون كذلك بطبع هذا الكتاب طبعة جديدة ليطمسوا‬
‫الكثير مما جاء فيه ويحرفوا أو يبدلوا ما تبقى منه‪ ،‬وهذا أمر‬
‫ليس بالجديد عليهم فقد تجرأوا من قبل على سيد البشر وخاتم‬
‫الرسل صلوات الله وسلمه عليه فوضعوا الحاديث وكذبوا‬
‫عليه‪ ،‬وافتروا كذلك على صحابته الكرام وأهل بيته البررة‬
‫رضوان الله عليهم أجمعين‪.‬‬
‫ول يستبعد كذلك أن يتهموننا بالكذب محاولين بكل ما أوتوا‬
‫من مكر ودهاء وحيلة أن ُينسوا القارئ الكريم الموضوع الذي‬
‫نحن بصدد مناقشته في هذا الكتاب‪.‬‬
‫ورجاؤنا الخير هو‪ :‬أل يبتعد القارئ عن أصل مادة هذا‬
‫الكتاب‪ ،‬وليبق دائما ً على الخط الذي رسمناه وبيناه أثناء طرحنا‬
‫ومناقشتنا لهذا الموضوع‪ ،‬وعليه كذلك أل يتأثر كثيرا ً بما يلقى‬
‫على سمعه من أكاذيب أو افتراءات‪ ،‬وعليه أن يسأل بإلحاح‬
‫وإصرار‪:‬‬
‫لماذا لـم يذكر القرآن الكريم اسم علي ا؟‬
‫لماذا لم يتطرق القرآن إلى موضوع المامة؟‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي في‬ ‫‪84‬‬
‫القرآن‬
‫والله أعلم‪ ،‬وصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي‬ ‫‪83‬‬
‫في القرآن‬

‫الفهرس‬
‫المقدمة ‪3................................................‬‬
‫مـقـدمـــة المؤلف‪8....................................‬‬
‫القرآن كتاب الله المعجز ل يمكن تحريفه‪10......‬‬
‫محاولت عابثة لتحريف القرآن‪11................:‬‬
‫القرآن الكريم وأعجوبة التحدي‪14...............:‬‬
‫قصة التاجر الصالح‪15..............................:‬‬
‫ل نص في القرآن على إمامة علي ا‪17.........:‬‬
‫الرد على الجواب الول‪21............................‬‬
‫قال الخميني‪) :‬الجواب الول‪ :‬ل بد من قبول‬
‫المامة وإن لم يرد لها ذكر في القرآن()(‪21......‬‬
‫ردنا عـليه‪22..........................................:‬‬
‫الرد على الجواب الثاني‪24...........................‬‬
‫قال الخميني‪) :‬الجواب الثاني‪ :‬في الحقيقة نحن‬
‫نعلم أن القرآن كتاب دعوة وهداية جاء لقامة‬
‫هذا الدين‪ ،‬كما أنه كتاب سماوي عظيم جاء‬
‫لتحطيم العقائد الجاهلية الفاسدة‪ ،‬وهو إنما جاء‬
‫ليقرر القواعد الكلية ويثبتها وليس من شأنه أن‬
‫يتطرق إلى الجزئيات وإنما ذلك هو من وظيفة‬
‫الرسول()(‪24............................................‬‬
‫ردنا عـليه‪24..........................................:‬‬
‫الرد على الجواب الثالث‪26...........................‬‬
‫قال الخميني‪) :‬الجواب الثالث‪ :‬القرآن لم يذكر‬
‫عليا ً وهذا حجة عليكم)(‪26............................‬‬
‫ردنا عـليه‪26..........................................:‬‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي في‬ ‫‪84‬‬
‫القرآن‬
‫الرد على الجواب الرابع‪28............................‬‬
‫قال الخميني‪) :‬الجواب الرابع‪ :‬أن مجيء المامة‬
‫وذكرها في القرآن الكريم ل يعني هذا تسليم‬
‫المخالفين وقبولهم بذلك)(‪28........................‬‬
‫ردنا عـليه‪28..........................................:‬‬
‫الرد على الجواب الخامس‪32........................‬‬
‫قال الخميني‪) :‬الجواب الخامس‪ :‬لو ذكر اسم‬
‫علي في القرآن لحرفوا القرآن وبدلوه)(‪32.......‬‬
‫ردنا عـليه‪32..........................................:‬‬
‫الرد على الجواب السادس‪34........................‬‬
‫قال الخميني‪) :‬الجواب السادس)(‪ :‬نحن ل‬
‫نطمئن إذا علمنا أن تلك الفئة الحريصة على‬
‫الدنيا المحبة لها والتي ليس لها هم سوى طلب‬
‫المكاسب والحصول على الرياسة‪ ،‬أقول ل‬
‫يستبعد أبدا ً أن يأتوا بحديث من أحاديثهم لينسخ‬
‫ما يأتي من اليات في حق علي وأولويته‬
‫بالمامة!! ‪34............................................‬‬
‫ردنا عـليه‪35..........................................:‬‬
‫الرد على الجواب السابع‪38...........................‬‬
‫قال الخميني‪) :‬الجواب السابع‪ :‬إشارة القرآن‬
‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬‫للمام علي‪ ،‬قال تعالى‪* :‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪] &  ‬النساء‪ ،[59:‬فهذه الية‬
‫‪‬‬
‫ترشد إلى أن الله أمر المؤمنين بطاعة الله‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي‬ ‫‪83‬‬
‫في القرآن‬

‫ورسوله وأولي المر‪ ،‬وذلك يعني اقتضاء حكومة‬


‫إسلمية موحدة توجد على أرض الواقع‪ ،‬وأن هذه‬
‫الطاعة لله ورسوله وأولي المر هو أمر دائم إلى‬
‫قيام الساعة‪ ،‬وهذا أمر في غاية الظهور‬
‫والوضوح‪38..............................................‬‬
‫ردنا عـليه‪38..........................................:‬‬
‫الرد على الجواب الثامن‪40...........................‬‬
‫قال الخميني‪) :‬الجواب الثامن‪ :‬أثبتنا فيما مضى‬
‫أن رسول الله كان خائفا ً من أن يذكر عليا ً في‬
‫القرآن؛ حتى ل يتخذ المنافقون ذلك ذريعة‬
‫لتحريف القرآن‪ ،‬أو أن يكون سببا ً للشقاق ووقوع‬
‫الخلف بين المسلمين؛ مما يؤدي ذلك إلى هدم‬
‫الدين من أساسه‪ ،‬وسنذكر ذلك بالدلة والبراهين‬
‫من القرآن‪ ،‬وما كان يتخذه الرسول من الحذر‬
‫الشديد والخوف من المنافقين من أن يأتي ذكر‬
‫لعلي في القرآن‪ ،‬حيث جاء في سورة المائدة‬
‫قول الله‪:‬‬
‫* ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪] &  ‬المائدة‪40......................[67:‬‬

‫ردنا عـليه‪41..........................................:‬‬
‫الرد على الجواب التاسع‪45...........................‬‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي في‬ ‫‪84‬‬
‫القرآن‬
‫قال الخميني‪) :‬الجواب التاسع)(‪ :‬سنذكر هنا‬
‫اليات القرآنية التي تنص على إمامة علي‪ ،‬والتي‬
‫سّنة كذلك‪45...........................‬‬ ‫يقر بها أهل ال ّ‬
‫ردنا عـليه‪45..........................................:‬‬
‫الرد على الجواب العاشر‪47..........................‬‬
‫قال الخميني‪) :‬الجواب العاشر)(‪47............... :‬‬
‫ردنا عـليه‪48..........................................:‬‬
‫الرد على الجواب الحادي عشر‪52...................‬‬
‫قال الخميني‪) :‬الجواب الحادي عشر)(‪52........:‬‬
‫ردنا عـليه‪53..........................................:‬‬
‫الرد على الجواب الثاني عشر‪58....................‬‬
‫قال الخميني‪) :‬الجواب الثاني عشر)(‪ :‬قال‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫تعالى‪* :‬‬
‫‪&   ‬‬
‫سّنة‬
‫]آل عمران‪ ،[103:‬فقد ثبت عند أهل ال ّ‬
‫أربعة أحاديث تفيد بأن حبل الله المذكور في هذه‬
‫الية هو علي بن أبي طالب(‪58......................‬‬
‫ردنا عـليه‪58..........................................:‬‬
‫الرد على الجواب الثالث عشر‪60...................‬‬
‫قال الخميني‪) :‬الجواب الثالث عشر)(‪ :‬قال‬
‫‪ ‬‬ ‫تعالى‪ * :‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫سّنة‬
‫‪] & ‬التوبة‪ ،[119:‬فقد ثبت عند أهل ال ّ‬
‫بأن هذهِ الية نزلت في حق علي بن أبي طالب‪.‬‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي‬ ‫‪83‬‬
‫في القرآن‬

‫ذكر ذلك‪ :‬ابن شهر آشوب في رواية من طريق‬


‫سّنة أن أبا يوسف يعقوب بن سفيان ذكر‬ ‫أهل ال ّ‬
‫حديثا برواية مالك بن أنس عن نافع عن ابن‬
‫عمر‪» :‬أن الله أمر أصحاب محمد بأن يتقوا الله‬
‫ويكونوا مع الصادقين« يعني‪ :‬مع محمد وأهل‬
‫بيته(‪60....................................................‬‬
‫ردنا عـليه‪60..........................................:‬‬
‫الرد على الجواب الرابع عشر‪62....................‬‬
‫قال الخميني‪) :‬الجواب الرابع عشر)(‪ :‬قال‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫تعالى‪ * :‬‬
‫‪] &   ‬الصافات‪،[24:‬‬
‫سّنة ثمانية‬
‫حيث جاء من طرق عديدة عند أهل ال ّ‬
‫أحاديث‪ ،‬كلها تدل على أن الناس سوف يسألون‬
‫يوم القيامة عن وليتهم لعلي بن أبي طالب‪..‬‬
‫وكما جاء في رواية أخرى بأن السؤال يوم‬
‫القيامة للناس إنما هو عن قوله ص‪» :‬من كنت‬
‫موله فهذا علي موله«(‪62...........................‬‬
‫ردنا عـليه‪62..........................................:‬‬
‫الرد على الجواب الخامس عشر‪63.................‬‬
‫قال الخميني‪) :‬الجواب الخامس عشر)(‪ :‬جاء في‬
‫الية الرابعة والعشرين بعد المئة من سورة‬
‫البقرة قوله تعالى‪   * :‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪    ‬‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي في‬ ‫‪84‬‬
‫القرآن‬
‫‪] & ‬البقرة‪ .[124:‬حيث جاء من طريق‬
‫سّنة حديثان في تفسير هذهِ الية ونحن‬ ‫أهل ال ّ‬
‫نكتفي بإيراد حديث واحد منهما‪ ،‬فقد روى ابن‬
‫المغازلي الشافعي)( حديثا ً عن ابن مسعود‪ :‬أن‬
‫رسول الله قال‪ :‬أنا دعوة أبي إبراهيم إذ قال‪* :‬‬
‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬
‫‪&   ‬‬
‫]إبراهيم‪ [35:‬الية‪ .‬وعندما قال الله‪ * :‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪] &  ‬البقرة‪:‬‬
‫‪ [124‬فقد دخلت أنا وعلي في دعاء إبراهيم؛‬
‫لني وعلي لم نعبد الصنام فجعلني الله نبّيا‬
‫وجعل عليا ً وصيًا(‪63....................................‬‬
‫ردنا عـليه‪63..........................................:‬‬
‫الرد على الجواب السادس عشر‪65................‬‬
‫قال الخميني‪) :‬الجواب السادس عشر)(‪ :‬قال‬
‫تعالى‪ * :‬‬
‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬
‫فقد‬ ‫‪] &  ‬النحل‪,[43:‬‬
‫سّنة أن المراد‬ ‫جاء من طرق عديدة عند أهل ال ّ‬
‫من أهل الذكر في هذهِ الية هو علي بن أبي‬
‫طالب(‪65.................................................‬‬
‫ردنا عـليه‪65..........................................:‬‬
‫الرد على الجواب السابع عشر‪67...................‬‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي‬ ‫‪83‬‬
‫في القرآن‬

‫قال الخميني‪) :‬الجواب السابع عشر)(‪ :‬قال‬


‫تعالى‪  * :‬‬
‫‪] & ‬البقرة‪،[43:‬‬ ‫‪ ‬‬
‫سّنة بطرق عديدة أربعة أحاديث‬‫فقد روى أهل ال ّ‬
‫تثبت أن هذا الية خاصة بالنبي وعلي(‪67..........‬‬

‫ردنا عـليه‪67..........................................:‬‬
‫الرد على الجواب الثامن عشر‪68...................‬‬
‫قال الخميني‪) :‬الجواب الثامن عشر)(‪ :‬قال‬
‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫تعالى‪ * :‬‬
‫‪] &   ‬الرعد‪:‬‬ ‫‪ ‬‬
‫سّنة‬
‫‪ [7‬فقد جاءت سبعة أحاديث في كتب أهل ال ّ‬
‫بأن المنذر هو النبي والهادي هو علي‪68...........‬‬
‫وكما ذكر إبراهيم الحمويني)( وهو من كبار أهل‬
‫سّنة حديثا عن أبي هريرة عن النبي أنه قال‪:‬‬ ‫ال ّ‬
‫»إنما أنت منذر‪ ،‬ووضع يده على صدره ولكل‬
‫قوم هاد ووضع يده على يد علي«(‪68..............‬‬
‫ردنا عـليه‪68..........................................:‬‬
‫الرد على الجواب التاسع عشر‪69...................‬‬
‫قال الخميني‪) :‬الجواب التاسع عشر)(‪ :‬وبعد‪:‬‬
‫فإيثارا ً منا لليجاز والختصار فقد رأينا أن نكتفي‬
‫بهذا القدر من ذكر أحاديث التفسير الواردة في‬
‫سّنة‪ ،‬أما من أراد الستزادة فعليه‬ ‫كتب أهل ال ّ‬
‫بكتاب غاية المرام للسيد الجليل‪ :‬سيد هاشم‬
‫البحراني‪ ،‬فقد ذكر في كتابه هذا مئة وأربعين‬
‫لماذا لم يذكر اسم علي في‬ ‫‪84‬‬
‫القرآن‬
‫آية‪ ،‬تنص الحاديث الواردة بطرق مختلفة عند‬
‫سّنة والشيعة بأن هذه الية إنما نزلت في‬ ‫أهل ال ّ‬
‫علي(‪69...................................................‬‬
‫ردنا عـليه‪69..........................................:‬‬
‫كلمة أخـيـرة للمؤلف‪71...............................‬‬
‫الفهرس‪73...............................................‬‬

You might also like