You are on page 1of 70

‫‪5‬نقد المراجعات‬

‫نقد المراجعات‬
‫ٌد لكتاب المراجعات لعبدالحسين الموسوي[‬
‫]نق‬

‫تأليف‬
‫آية الله العظمى السيد أبو الفضل البرقعي‬
‫القمي‬
‫‪1329‬هـ ‪1412 -‬هـ‬

‫]حتى بلغ سني أربعين ‪ ،‬فشرعت في تدبر آيات كتاب الله ‪،‬‬
‫فهداني الله ببركة آياته ‪ ،‬نعم ‪ ...‬يهدي الله بكتابه من يشاء‬
‫من عباده ‪ ،‬فرأيت أن كثيرا ً من مسائل مذهبي ل توافق‬
‫آيات القرآن ‪ ،‬بل أكثر رواياته تضادها كأخبار الكافي‬
‫للكليني ‪ ،‬وأخبار البحار للمجلسي[‬
‫البرقعي‬

‫تحقيق وتعليق‬
‫عبد الله سلمان‬
‫نقد المراجعات‬ ‫‪6‬‬

‫نقد المراجعات ]نقد ٌ لكتاب المراجعات لعبدالحسين الموسوي[‬


‫‪7‬نقد المراجعات‬

‫الطبعة الولى‬
‫‪1430‬هـ ‪2009 -‬م‬
‫نقد المراجعات‬ ‫‪8‬‬

‫‪‬‬
‫‪9‬نقد المراجعات‬

‫]مقدمة المحقق[‬

‫الحمد لله رب العالمين ‪ ،‬والصلة والسلم على أشششرف‬


‫خلقه أجمعين ‪ ،‬وعلى آله الطيبين الطاهرين ‪ ،‬وعلى صحبه‬
‫الغر الميامين ‪ ،‬ومن تبعهم إلى يوم الدين ‪ ،‬وبعد ‪:‬‬
‫فبين يدك أيها القارئ العزيز ‪ ،‬كتششاب )نقششد المراجعششات(‬
‫لية الله العظمى السيد أبو الفضل البرقعي ‪ ،‬وهو رد ٌ على‬
‫كتاب المراجعات لعبد الحسين شرف الدين الموسوي ‪.‬‬
‫وكتاب المراجعات مششن الكتششب الششتي اهتششم الشششيعة بهششا‬
‫اهتمام شا ً بالغ شا ً ‪ ،‬فقششد ترجششم لعششدة لغششات وطبششع منششه مئات‬
‫اللف مششن النسششخ ‪ ،‬حششتى ع ُشد ّ مششن الكتششب المعتششبرة فششي‬
‫المذهب!‬
‫)‪(1‬‬
‫والسبب في نظري لهذا الهتمام ‪ :‬أن الكتب الربعششة‬
‫وغيرهششا قششد ملئت بششأمور شششوهت مششذهب الماميششة الثنششي‬
‫عشرية ‪ ،‬وذلك أنها حوت أمور يندى لها الجبين يستحيل أن‬
‫تكون تلك المور الششواردة فششي تلششك الكتششب دينشا ً لل الششبيت‬
‫رضي الله عنهم ‪ ،‬فكتششاب المراجعششات وغيششره مششن الكتششاب‬
‫الدعائية تخفي تلك العقائد والخرافات والساطير والغلششو ‪،‬‬
‫وقد نقل المؤلف البرقعي رحمه الله شيئا ً يسرا ً من كتششاب‬
‫واحد فقط هو كتاب الكافي للكليني ‪.‬‬
‫أيها القارئ الكريم ‪:‬‬
‫ً‬
‫إن من الحقائق الجلية أن كثيرا من رواة الشيعة ضعفاء‬
‫وكذابين ومجاهيل ومع ذلك روى علماء الشيعة عنهششم كمششا‬
‫ذكر الحششر العششاملي ذلششك بقششوله ‪) :‬ومثلششه يششأتي فششي روايششة‬
‫الثقات الجلء ‪ -‬كأصحاب الجماع ونحوهم ‪ -‬عن الضعفاء ‪،‬‬
‫شالهم‪ ، (2‬ويششروون‬ ‫والكذابين ‪ ،‬والمجاهيششل ‪ ،‬حيششث يعلمششون حش‬
‫عنهم ‪ ،‬ويعملون بحديثهم ‪ ،‬ويشهدون بصحته ( ) ‪.‬‬
‫وقد صّرح الشريف المرتضى بكلم يششبين هششذه الحقيقششة‬
‫حيث قال فششي رسششائله ‪) :‬فششإن معظششم الفقششه وجمهششوره ل‬
‫يخلو مستنده ممن يشذهب مشذهب الواقفششة ‪ ،‬إمشا أن يكشون‬
‫أصل في الخبر ‪ ،‬أو فرعا ‪ ،‬راويششا عششن غيششره ‪ ،‬ومرويششا عنششه‬
‫)( الكتب الربعة هي ‪ :‬الكافي للكليني ‪ ،‬ومن ل يحضره الفقيه لبن‬ ‫‪1‬‬

‫بابوية القمي ‪ ،‬والستبصار وتهذيب الحكام للطوسي ‪ ،‬قال عنها‬


‫الكاشاني في ]الوافي ‪ ) : [1/11‬إن مدار الحكام الشرعية اليوم‬
‫على هذه الصول الربعة ‪ ،‬وهو المشهود عليها بالصحة من‬
‫مؤلفيها( ‪ ،‬وهناك أربعة أخرى متأخرة هي ‪ :‬الوافي للكاشاني ‪،‬‬
‫وبحار النوار للمجلسي ‪ ،‬ووسائل الشيعة للحر العاملي ‪ ،‬ومستدرك‬
‫الوسائل للنوري الطبرسي ‪.‬‬
‫)( وسائل الشيعة للحر العاملي ‪. 30/206‬‬ ‫‪2‬‬
‫نقد المراجعات‬ ‫‪10‬‬
‫وإلى غلة ‪ ،‬وخطابية ‪ ،‬ومخمسششه ‪ ،‬وأصششحاب حلششول كفلن‬
‫وفلن ومن ل يحصى أيضا ذكره ‪ ،‬وإلى قمي مشبه مجبر ‪،‬‬
‫وأن القميين كلهم من غير استثناء أحد منهششم إل أبششا جعفششر‬
‫بن بابويه بالمس كانوا مشبهة ‪ ،‬مجبرة وكتبهم وتصششانيفهم‬
‫تشهد بششذلك وتنطششق بششه ‪ ،‬فليششت شششعري أي روايششة تخلششص‬
‫وتسلم من أن يكون في أصلها وفرعها ‪ ،‬واقف ‪ ،‬أو غششال ‪،‬‬
‫أو قمي مشبه مجبر ‪ ،‬والختبار بيننا وبينهم التفتيش ثشم لشو‬
‫سلم خبر أحدهم من هذه المور لششم يكششن راويششه إل مقلششدا ً‬
‫بحت معتقدا ً لمذهبه بغير حجة أو دليششل ‪ ،‬ومششن كششانت هششذه‬
‫صفته عند الشيعة جاهل ً بالله تعالى ل)‪(1‬يجوز أن يكون عششدل ً‬
‫ول ممكن تقبل أخباره في الشريعة( ‪.‬‬
‫فهششذه حقيقششة الششرواة والروايششات ولششذلك تششرى الخرافششة‬
‫ملئت كتب الشيعة ‪ ،‬وزيادة على ذلك لم يهتم الشيعة بهذه‬ ‫َ‬
‫الكتب فيقوموا بتهذيبها وتنقيتها ‪.‬‬
‫قال الدكتور الششيعي عبشد اللشه فيشاض ‪) :‬ومشن الجشدير‬
‫بالذكر أنه لم تجششر عمليششة تهششذيب وتشششذيب شششاملة لكتششب‬
‫الحششديث عنششد الشششيعة الماميششة علششى غششرار العمليششة الششتي‬
‫أجراها المحدثون عند أهل السنة والتي تمخض عنها ظهور‬
‫الصحاح الستة المعروفة ونتج عن فقششدان عمليششة التهششذيب‬
‫لكتب الحديث عند الشيعة المامية مهمتان هما ‪:‬‬
‫أول ً ‪ :‬بقاء الحاديث الضعيفة بجانب الحاديث المعتششبرة‬
‫في بعض المجموعات الحديثية عندهم ‪.‬‬
‫ثاني شا ً ‪ :‬تسششرب أحششاديث غلة الشششيعة إلششى بعششض كتششب‬
‫الحششديث عنششد الشششيعة ‪ ،‬وقششد تنبششه أئمششة الشششيعة الماميششة‬
‫وعلمائهم إلى الخطار المذكورة وحاولوا خنقها في مهششدها‬
‫لم( يكن كامل نتيجة لعدم قيام تهذيب شاملة‬ ‫ولكن نجاحهم‬
‫لكتب الحديث( )‪. 2‬‬
‫وقال العالم الشيعي هاشم معششروف الحسششني ‪ ) :‬وبعششد‬
‫التتبع في الحاديث المنتشرة في مجاميع الحديث كالكافي‬
‫والوافي وغيرهما نجد الغلة والحاقدين على الئمششة الهششداة‬
‫لم يتركوا بابا ً من البواب إل ودخلششوا منششه لفسششاد أحششاديث‬
‫الئمة و الساءة إلى سمعتهم وبالتالي رجعوا إلششى القششرآن‬
‫الكريششم لينفثششوا سششمومهم ودسائسششهم لنششه الكلم الوحيششد‬
‫الذي يتحمل مال يتحملششه غيششره ففسششروا مئات اليششات بمششا‬
‫يريدون وألصقوها بأئمة الهداة زورا وبهتانا ً وتضليل ‪ ،‬وألششف‬
‫علي بن حسان ‪ ،‬وعمه عبد الرحمن بن كثير وعلي بن أبي‬
‫وتحري‪3‬ش(شف‬
‫)‬
‫حمزة البطائني كتب شا ً فششي التفسششير كّلهششا تخريششف‬
‫وتضليل ل تنسجم مع أسلوب القرآن وبلغته وأهدافه( ‪.‬‬
‫لذلك كان الهروب من واقع تلك الكتب لكتب أخرى ككتاب‬
‫المراجعات وليالي بيشاور وثم اهتديت وغيرها هششو السششبيل‬
‫المثل لتحسين صورة المذهب المامي الثني عشري ‪.‬‬

‫)( رسائل الشريف المرتضى ‪. 311-310/ 3‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الجازات العلمية عند المسلمين ص ‪. 98‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( الموضوعات في الثار والخبار ص ‪. 253‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪11‬‬
‫نقد المراجعات‬
‫أعود لكتاب المراجعات فأقول ‪ :‬هذا الكتاب رد ّ عليششه جمششع‬
‫من العلماء فمن تلك الكتب ‪:‬‬
‫‪ -1‬البينششات فششي الششرد علششى أباطيششل المراجعششات‬
‫لمحمود الزعبي ‪.‬‬
‫‪ -2‬الحجج الدامغات لنقض كتاب المراجعششات لبششي‬
‫مريم العظمي ‪.‬‬
‫‪ -3‬المراجعات المفتراة علششى شششيخ الزهششر الفريششة‬
‫الكبرى للدكتور علي أحمد السالوس ‪.‬‬
‫‪ -4‬السششياط اللذعششات فششي كشششف كششذب وتششدليس‬
‫صشششاحب المراجعشششات لعبشششدالله عبششششان الغامشششدي ‪،‬‬
‫وغيرها ‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وقد بينوا بيانا واضحا حقيقة هذه المراجعششات وهششل هششي‬
‫مفتراة على شيخ الزهر أم ل ؟‬
‫أمششا هششذا الكتششاب فقششد تمي ّششز بششأن كششاتبه رجششل بلششغ رتبششة‬
‫الجتهاد في مذهب الشيعة المامية الثني عشرية ‪ ،‬فسششبر‬
‫مشذهبه وعشرف حقيقتشه ‪ ،‬ثشم نقشده نقشدا ً علميشا ً بعيشدا ً عشن‬
‫التعصب ‪ ،‬أراد منه ومن كتبششه الخششرى النصششح لبنششي قششومه‬
‫ليعرفوا حقيقة مذهب آل البيت رضوان الله عليهم ‪ ،‬بعيششدا ً‬
‫عن الخرافة والغلو والساطير ‪.‬‬
‫وصف الكتاب ‪:‬‬
‫ب باللة الكاتبة القديمة وخطه واضح ويتكششون‬ ‫الكتاب ك ُت ِ َ‬
‫مشن )‪ (31‬صشفحة ‪ ،‬والكتشاب فيششه أخطششاء لغويشة ومطبعيششة‬
‫كثيرة والسبب في نظري أن ناسخه لم يكن يجيد العربية ‪،‬‬
‫فالبرقعي رحمه الله كان عالما ً في اللغة فله شششرح للفيششة‬
‫ابن مالك فيبعد أن تصدر منه مثل هذه الخطاء ‪.‬‬
‫ومما يجدر بيانه هنا أن الكتاب نششاقص ‪ ،‬فقششد ذكششر المؤلششف‬
‫ن لهذا‬‫ث ثا ٍ‬‫رحمه الله تعالى في نهاية الكتاب أن هناك مبح ٌ‬
‫الكتاب ‪ ،‬فبحثت عنه فلم أجده فلعله كتبه لكنه فُقِد َ منه أو‬
‫أن المنّية اخترمته قبل أن يكمله أو غير ذلك‪.‬‬
‫عملي في الكتاب ‪:‬‬
‫‪ -1‬ضبطت نص الكتاب فصححت الخطاء الملئيششة‬
‫والمطبعية مع الحرص على إبقاء نص الكتاب كما هو‬
‫‪ ،‬وما يوجد في نص الكتاب ما بين معكوفتين هكششذا ]‬
‫[ فهو مششن وضششعي سششواء كششان عنوانشا ً أو فششي وسششط‬
‫النص ‪.‬‬
‫‪ -2‬خّرجت وضبطت اليات القرآنية ‪.‬‬
‫‪ -3‬خّرجت الحاديث والروايات الواردة في الكتششاب‬
‫وضبطتها نصها من مصادرها ‪.‬‬
‫‪ -4‬عّلقت على بعض المواضع من الكتاب ‪.‬‬
‫‪ -5‬وضعت ترجمة للمؤلف رحمه الله تعالى ‪.‬‬
‫‪ -6‬وضعت قائمة لمراجع ومصادر التحقيق ‪.‬‬
‫نقد المراجعات‬ ‫‪12‬‬
‫‪ -7‬وضعت فهرس للموضوعات ‪.‬‬
‫وقبل أن أدعك أيها القارئ الكريم لتقلب صششفحات هششذا‬
‫الكتاب أتركك مع ترجمة يسيرة للمؤلف رحمه الله ‪.‬‬
‫كتبه‬
‫عبدالله سلمان‬
‫‪a-slman-‬‬
‫‪m@hotmail.com‬‬
‫‪20/11/1429‬هش‬
‫‪18/11/2008‬م‬
‫‪13‬‬
‫نقد المراجعات‬
‫)‪(1‬‬
‫]ترجمة المؤلف[‬
‫اسمه ونسبه ‪:‬‬
‫أبو الفضل بن الحسن بن )حجة السششلم( السششيد أحمششد‬
‫بن السيد رضى الدين بن السيد يحيى بن ميرزا بششن يحيششى‬
‫بن مير محسن بن مير رضى الششدين بششن السششيد محمششد بششن‬
‫مير فخر الششدين بششن ميششر حسششين بششن بادشششاه بششن ميششر أبششو‬
‫القاسم بن مير أبو الفضششل بششن بنششدار بشن عيسششى بشن أبششي‬
‫جعفر محمد بن أبي القاسم بن علششي بششن علششي محمششد بششن‬
‫أحمد بن محمد العرج بن السيد أحمد بن موسى المششبرقع‬
‫بن محمد الجواد عليه السلم ‪.‬‬
‫ولدته ونشأته وطلبه للعلم ‪:‬‬
‫ولد البرقعي رحمه الله في مدينة قششم ‪ ،‬سششنة ‪1329‬هش ش‬
‫وقيل ‪1330‬هش ‪ ،‬بدأ رحمه الله طلب العلششم وعمششره إحششدى‬
‫عشرة أو اثنتا عشرة سنة في المدرسششة الرضششوية ‪ ،‬وهششي‬
‫في السوق القديم في قم ‪ ،‬وكانت هذه المدرسة تخصششص‬
‫لكل طالب غرفة يسكنها ‪ ،‬ولكن نظرا ً لصغر سن البرقعي‬
‫رحمه الله لم يخصصوا لشه غرفشة ‪ ،‬ممشا جعلشه يطلشب مشن‬
‫حارس المدرسة أن يترك له غرفة صغيرة كششان يضششع فيهششا‬
‫أدوات النظافة ‪ ،‬ليسكن فيها ‪ ،‬فسمح له الحششارس بششذلك ‪،‬‬
‫وكانت هذه الغرفة صغيرة جدا ً ول يوجد لها باب‪ ،‬مما جعله‬
‫يضع لها بابا ً مكسورا ً ‪.‬‬
‫يقول البرقعي رحمه اللششه ‪ ) :‬وأتيششت ببسششاط مششن بيششت‬
‫والدي وفرشت به تلششك الغرفششة وبششدأت بالدراسششة ‪ ،‬وكنششت‬
‫مقيما ً في تلك الحجرة التعيسة ليل ً ونهارا ً كما أنها لم تكششن‬
‫تقينششي الحششر ول الششبرد ؛ لن بابهششا كششان مكسششورا ً ‪ ،‬ومليئا ً‬
‫بالشقوق ( ‪.‬‬
‫وقد واصل الدراسششة حششتى أكمششل مرحلششة الخششارج الششتي‬
‫تمثل آخر مرحلة لطالب الحوزات العلمية ‪ ،‬وقد أصبح أحششد‬
‫مدرسي الحوزة ‪.‬‬
‫شيوخه ‪:‬‬
‫‪ -1‬آية الله العظمى عبدالكريم الحائري اليزدي ‪.‬‬
‫‪ -2‬آية الله العظمى حجت كوة كمرة ‪.‬‬
‫‪ -3‬آية الله العظمى أبو الحسن الصفهاني ‪.‬‬
‫‪ -4‬آية الله العظمى شاه آبادي ‪.‬‬
‫)( انظر ترجمته في ملحق كتاب كسر الصنم ص ‪. 402 – 373‬‬ ‫‪1‬‬
‫نقد المراجعات‬ ‫‪14‬‬
‫‪ -5‬الحاج الشيخ محمد علي القمي ‪.‬‬
‫‪ -6‬الحاج الشيخ ميرزا محمد السامرائي ‪.‬‬
‫‪ -7‬الحاج الشيخ عبدالنبي الراكي ‪.‬‬
‫‪ -8‬الحششاج والشششيخ القاسششم الكششبير القمششي ‪ ،‬وغيرهششم مششن‬
‫العلماء ‪.‬‬
‫ثناء العلماء عليه ‪:‬‬
‫بلغ البرقعي منزلة كبيرة في العلم ‪ ،‬حيث قال عنه آيششة‬
‫الله أبو القاسم الكاشاني ‪ ) :‬إن جناب العالم العادل حجششة‬
‫السلم والمسلمين السيد أبو الفضل البرقعي الرضوي قد‬
‫صرف أكثر عمره الشريف في تحصيل المسششائل الصششولية‬
‫والفقهية حتى صار ذا قوة قدسية فششي رد الفششروع الفقهيششة‬
‫إلى أصولها ( وقد حّرم عليه آية الله أبو القاسم الكاشششاني‬
‫التقليد ؛ وذلك لرسوخة في الفقه المامي ‪.‬‬
‫وكذلك قال عنه شششيخه آيششة اللششه العظمششى أبششو الحسششن‬
‫الصششفهاني ‪ ) :‬ممششن بششذل جهششده فششي تحصششيل الحكششام‬
‫والمعارف اللهية برهة من عمره وشطرا ً من دهشره مجشدا ً‬
‫في الستفادة مششن السششاطين حششتى بلششغ مرتبششة عاليششة مششن‬
‫الفضل والجتهاد ‪ ،‬مقرونا ً بالصلح والسداد ‪ ،‬ولششه التصششدي‬
‫فشششي المشششور الحسشششية ‪ ،‬وفيمشششا ل يجشششوز لغيشششر الفقهشششاء‬
‫والمجتهدين التصدي لها ( ‪ ،‬وقد أجازه شششيخه أبششو الحسششن‬
‫الصفهاني بأخذ الخمس من سهم المام والرواية عنه ‪.‬‬
‫وقد أجازه أيضا ً آغششا بزرك َششك الطهرانششي ‪ -‬صشاحب كتششاب‬
‫الذريعة إلى تصانيف الشيعة ‪ -‬بالرواية عنششه ‪ ،‬ذاكششرا ً علمششه‬
‫وفضله ورسوخه في العلم ‪.‬‬
‫تحولت البرقعي الفكرية ‪:‬‬
‫لقد مّر البرقعي رحمششه اللششه بمراحششل فششي حيششاته قششادته‬
‫لتصحيح كثير من أفكاره ‪ ،‬ونبششذ كششثير مششن الخرافششات الششتي‬
‫كانت عالقة بمذهبه ‪ ،‬حششتى أصششبح مثششال ً رائعشا ً للبحششث عششن‬
‫الحششق وبششذل الغششالي والنفيششس مششن أجلششه ‪ ،‬فبعششد أن كششان‬
‫متعصبا ً لمذهبه أصبح مصلحا ً سياسيا ً ودينيا ً ‪ ،‬وكششان لششه أثشٌر‬
‫بالغ على الصحوة الدينية في إيران )‪.(1‬‬
‫مؤلفاته ‪:‬‬
‫كان للبرقعي رحمششه اللششه مؤلفششات كششثيرة فششي مختلششف‬
‫العلوم ‪ ،‬منها ‪:‬‬
‫)( للطلع على هذه المراحل من حياة البرقعي رحمه الله انظر‬ ‫‪1‬‬

‫كتاب أعلم التصحيح والعتدال لخالد البديوي ص ‪.154 – 69‬‬


‫‪15‬‬
‫نقد المراجعات‬
‫‪ -1‬مرآة اليات ‪ ،‬أو المرشد لموضوعات القرآن ‪.‬‬
‫‪ -2‬كنشششز الشششذهب ‪ ،‬أو ألشششف و خمسشششمائة حشششديث‬
‫للرسول ص‪.‬‬
‫‪ -3‬كلمششات قصششيرة لسششيدنا سششيد الشششهداء عليششه‬
‫السلم ‪.‬‬
‫‪ -4‬كنششز الحقششائق ‪ ،‬كلمششات المششام الصششادق عليششه‬
‫السلم ‪.‬‬
‫‪ -5‬كنز الكلم ‪ ،‬كلمات المام الحسين عليه السلم‬
‫‪.‬‬
‫‪ -6‬كنشششز الجشششوهر ‪ ،‬كلمشششات المشششام البشششاقر عليشششه‬
‫السلم ‪.‬‬
‫‪ -7‬رسشششالة الحقشششوق فشششي بيشششان حشششق الخشششالق‬
‫والمخلوق ‪.‬‬
‫‪ -8‬الربعين من أحاديث خاتم النبيين ص‪.‬‬
‫‪ -9‬النظام الجمهوري السلمي ‪.‬‬
‫‪ – 10‬جششامع المنقششول فششي سششنن الرسششول ص ‪) ،‬عششدة‬
‫مجلدات( ‪.‬‬
‫‪ -11‬تراجم الرجال ‪) ،‬عشرة مجلدات( ‪.‬‬
‫‪ -12‬تراجم النساء ‪) ،‬مجلدين( ‪.‬‬
‫‪ -13‬دعبل الخزاعي وقصيدته التائية ‪.‬‬
‫‪ -14‬السلم دين السعي والعمل ‪.‬‬
‫‪ -15‬ترجمة المختار الثقفي ‪.‬‬
‫‪ -16‬سششيد جمششال الششدين الحسششيني والشششيخ فضششل اللششه‬
‫النوري ‪.‬‬
‫‪ -17‬تفسير )تابشي از قرآن = قبس من القششرآن( وهششو‬
‫ترجمششة للقششرآن وتوضششيح ليششاته ومقدمششة تحششوي ‪27‬‬
‫موضوعا ً ‪.‬‬
‫‪ -18‬الجبر والتوفيض ‪.‬‬
‫كما ألف كتبا ً لمحاربة الخرافات والعقششائد الباطلششة الششتي‬
‫تنسب للسلم ‪ ،‬فمن هذه الكتب ‪:‬‬
‫‪ -19‬التفتيش في بطلن مسلك الصوفي الدرويش ‪.‬‬
‫‪ -20‬حقيقة العرفان ‪.‬‬
‫‪ -21‬فهرس عقائد العرفاء والصوفية ‪.‬‬
‫‪ -22‬فهرس عقائد الشيخية ومخالفتها للسلم ‪.‬‬
‫‪ -23‬العقل والدين في التوحيد والعدل ‪.‬‬
‫نقد المراجعات‬ ‫‪16‬‬
‫‪ -24‬العقل والدين في النبوة والمعاد ‪.‬‬
‫‪ -25‬العشق والمعاشقة في نظر العقل والدين ‪.‬‬
‫‪ -26‬الشعر والموسيقى المصالح والمفاسد ‪.‬‬
‫‪ -27‬دراسة دعاء الندبة ‪.‬‬
‫‪ -28‬دعاء الندبة ومخالفة عباراته للقرآن ‪.‬‬
‫‪ -29‬دروس في الولية ‪.‬‬
‫‪ -30‬جواب الشكالت على درس الولية ‪.‬‬
‫‪ -31‬الخرافات الكثيرة في زيارة القبور ‪.‬‬
‫‪ -32‬تحريم المتعة في السلم ‪.‬‬
‫‪ -33‬حديث الثقلين ‪.‬‬
‫‪ -34‬كسر الصنم أو عرض أخبششار الصششول علششى القششرآن‬
‫والمعقول ‪) ،‬دراسة لروايات كتاب الكافي للكليني( ‪.‬‬
‫‪ -35‬دراسة علمية لحاديث المهدي وهو تحت التحقيق ‪.‬‬
‫‪ -36‬مخالفة مفاتيح الجنان ليات القرآن ‪.‬‬
‫‪ -37‬نقد المراجعات ‪ ،‬وهو كتابنا هذا ‪.‬‬
‫كما قام رحمه الله بنظم بعض المنظومات ‪:‬‬
‫‪ -38‬المنثوي المنطقي )مجلدان( ‪.‬‬
‫‪ -39‬حديقة القدس = غلشن قدس ‪.‬‬
‫‪ -40‬منظومة في السماء الحسنى ‪ ،‬وغيرها ‪.‬‬
‫كما قام رحمه الله بترجمة بعض الكتب من العربية إلى‬
‫الفارسية ‪:‬‬
‫‪ -41‬الصحيفة العلوية ‪.‬‬
‫‪ -42‬أحكام القرآن للشافعي رحمه الله ‪.‬‬
‫‪ -43‬نهج البلغة ‪.‬‬
‫‪ -44‬تعدد زوجات الرسول ص والمصششالح المتعلقششة بهششا‬
‫للصابوني ‪.‬‬
‫‪ -45‬التوحيد لمحمد بن عبدالوهاب ‪.‬‬
‫‪ -46‬المذاهب الخمسة ‪.‬‬
‫‪ -47‬المنتقى مختصر منهاج السششنة لبششن تيميششة ‪ ،‬سششماه‬
‫)رهنحووسنت( ‪.‬‬
‫ابتلءه ووفاته ‪:‬‬
‫ة وصششدعا ً‬ ‫ملئت حياة البرقعي رحمه الله جهششادا ً وتضششحي ً‬
‫بالحق ‪ ،‬لذلك حاول المتعصبون الكيد له ومحاولششة إسششكاته‬
‫بكششل مششا اسششتطاعوا مششن قششوة ‪ ،‬فقششد تعششرض رحمششه اللششه‬
‫‪17‬‬
‫نقد المراجعات‬
‫لمضايقات وابتلءات كثيرة فقد هدد بالقتششل غيششر مششرة مششن‬
‫بعض المراجع)‪ (1‬وخاصة عندما ألف كتاب التفششتيش وكتششاب‬
‫حقيقة العرفان ‪ ،‬وأيضا ً هجره أقاربه خوفا ً من الدولة ‪.‬‬
‫قال رحمه الله ‪) :‬فقد تركت المسششجد والششبيت وتششوفيت‬
‫زوجتي من جششراء المعارضششين لششي حششتى هجرنششي أقششاربي ‪،‬‬
‫وبقيت مع الله تعالى ووكلششت أمششري إليششه( )‪ ، (2‬وأيضشا ً منششع‬
‫من طباعة كتبه وتداولها ‪.‬‬
‫قال رحمه الله ‪ ) :‬ثم منع الناس مششن تششداول كتششبي فششي‬
‫حيششن أن كتششب الخرافييششن والصششوفية والشششيخية متاحششة‬
‫للقراء ( )‪.(3‬‬
‫وقد تعرض أيضشا ً للسششجن غيشر مششرة ‪ ،‬حيشث سششجن مشع‬
‫الكاششاني مشدة ثلثشة أششهر وأصشيب فشي السشجن بمشرض‬ ‫)‪(4‬‬
‫م عليششه وهششو فششي مسششجده غيششر مششرة‬ ‫جش َ‬
‫الملريا ‪ ،‬كما هُ ِ‬
‫واقتيد إلى السجن وأخذ عليه التعهد بششأن ل يصششلي بالنششاس‬
‫)‪ ، (5‬ثم سجن في آخر حياته في سجن )إيوين( لمدة سنة ‪،‬‬
‫وقد تعرض قبل ذلك لمحاولة اغتيال ‪.‬‬
‫قششال رحمششه اللششه ‪ ) :‬و لهششذا صششار متعصششبو المششذهب‬
‫أعدائي ‪ ،‬و منعوني من الطبع والنشر ‪ ،‬و أيضا ً منعوني من‬
‫إقامششة الجماعششة فششي مسششجدي ‪ ،‬و بعششد أن أيقظنششي اللششه‬
‫تعششالى ‪ ،‬رمششوني بششالتهم ‪ ،‬وسششهام العششداوة و العنششاد ‪ ،‬حششتى‬
‫قصدوا قتلي غير مرة ‪ ،‬فلما بلغ سني ثمانين صرت مهدور‬
‫الدم في نظر أولياء المذهب ومتصدي حكومششة الجمهوريششة‬
‫السلمية ‪ ،‬فلم يبششق مششن السششلم فششي وطنششي إل اسششمه ‪،‬‬
‫فأرسلوا نفرا ً من خدام الحكومة ليقتلششوني غيلششة ‪ ،‬فششدخلوا‬
‫بيتي ‪ ،‬و فتحوا البواب بدون إذني ‪ ،‬و كنت مشششغول بصششلة‬
‫دس ‪ ،‬فششوقعت‬ ‫العشاء ‪ ،‬في الركعة الثانية ‪ ،‬ورموني بالمس ّ‬
‫على الرض مغشيا ً و خششرج مششن وجهششي خمششس أمششداد مششن‬
‫شيخوخة ‪،‬‬ ‫الدم ‪ ،‬و صرت صعقا ً ‪ ،‬مع أني كنت في سششن الشش‬
‫و بلغت من الكبر عتيا ً ‪ ،‬ولكن الله حفظني و أبقاني( ‪.‬‬
‫)‪(6‬‬

‫وأخيرا ً ‪:‬‬
‫بعد تعرض البرقعي للغتيال تم معالجته فششي بيتششه ‪ ،‬ثششم‬
‫بعد ذلك جاء المر بسجنه في سجن )إيوين( الذي يعد مششن‬
‫أقسى السجون السياسية في إيران لمدة سنة‪ ،‬ثششم أخششرج‬
‫انظر كسر الصنم ص ‪. 391‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫كسر الصنم ص ‪. 396‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫كسر الصنم ص ‪. 396‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫كسر الصنم ص ‪. 384‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬

‫كسر الصنم ص ‪. 396 – 395‬‬ ‫)(‬ ‫‪5‬‬

‫نقد المراجعات ‪ ،‬انظر كسر الصنم )مقدمة المترجم( ص ‪. 24‬‬ ‫)(‬ ‫‪6‬‬
‫نقد المراجعات‬ ‫‪18‬‬
‫ونفي إلى مدينة )يزد( وبعد خمسششة أيششام مششن نفيششه سششجن‬
‫مرة أخششرى لنفششس المدينششة ‪ ،‬ثششم مششات‬ ‫مرة أخرى ثم نفي‬
‫فيها عام ‪1412‬هش )‪.(1‬‬
‫رحل البرقعي من هذه الدنيا ‪ ،‬ولكششن بعششد أن تششرك أثششرا ً‬
‫بالغا ً سيكون بشإذن اللشه مششعل نشور ينيشر لطلب الحشق‬
‫طريششق الهششدى والنششور ‪ ،‬فرحششم اللششه الششبرقعي وأسششكنه‬
‫فسيح جناته ‪.‬‬

‫)( كسر الصنم )مقدمة المترجم ( ص ‪. 24‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪19‬‬
‫نقد المراجعات‬
‫صورة الصفحة الولى‬

‫صورة الصفحة الثانية‬


‫نقد المراجعات‬ ‫‪20‬‬
‫‪21‬‬
‫نقد المراجعات‬
‫صورة الصفحة الخيرة‬

‫]مقدمة المؤلف[‬
‫نقد المراجعات‬ ‫‪22‬‬
‫وبه نستعين‬
‫الحمد لله الذي هدانا لششدينه ‪ ،‬و مششا كنششا لنهتششدي لششول أن‬
‫هششدانا اللششه ‪ ،‬و صششلى اللششه علششى نششبيه وأولده و أصششحابه‬
‫المتدينين بكتاب ربه و سنته ‪.‬‬
‫و بعد ‪:‬‬
‫] كثرة فرق الشيعة المنتسبة لل البيت عليهم السلم [‬
‫إن مذاهب الشيعة ترتقي إلى سبعين مذهبا ً أو أكششثر ‪ ،‬و‬
‫أهل كل مذهب ينتحلون مذهبهم إلى العششترة ‪ ،‬أعنششي إلششى‬
‫أئمة أهل البيت ‪ ،‬و هؤلء الئمششة كششانوا مسششلمين ‪ ،‬و كششانت‬
‫حياتهم في القرن الول والثاني ‪ ،‬و في ]هذين[ )‪ (1‬القرنيششن‬
‫لم يوجد أحد يسششمى باسششم مششذهب ‪ ،‬والعششترة لششم يبتششدعوا‬
‫مذهبا ً و لم يدعوا لنفسهم سنه غير سنة جششدهم محمششد ج‬
‫‪ ،‬و لم يتبعوا أهواءهم ‪ ،‬و لم يخترعوا مسلكا ً ‪.‬‬
‫] ل سنة إل سنة رسول ال ص [‬
‫و هششذا أميششر المششؤمنين أبششو الئمششة ‪ ،‬كمششا روي عنششه فششي‬
‫نهج‌البلغة )خطبة ‪ (205‬يقول ‪) :‬نظرت إلششى كتششاب اللششه و‬
‫ما وضع لنا ‪ ،‬و أمرنا بالحكم به فششاتبعته و مششا اسششتن النششبي‬
‫ص فاقتديته ()‪.(2‬‬
‫و في البحار للمجلسي يقول عليه السلم ‪ ) :‬السنة ما‬
‫سن رسول ‌الله ص ‪ ،‬والبدعة ما أحدث من بعده()‪.(3‬‬
‫و في نهج ‌البلغة )مكتششوب ‪ (23‬يقششول ‪ ) :‬وصششيتي لكششم‬
‫أن ل تشركوا بالله شششيئًا‪ ،‬و محمششد ص فل تضششيعوا سششنته(‬
‫)‪.(4‬‬
‫والسششنة عبششارة عششن قششول النششبي وعملششه وتقريششره ص ‪،‬‬
‫ولكن الشيعة تعتقد وتشذهب إلشى عصشمة أئمتهشم ‪ ،‬وجعلشوا‬
‫لكل إمام سنة غير سنة ]المام الخر[ )‪ ، (5‬وتعتقد أن قششول‬
‫كششل واحششد مششن ]هششؤلء[ )‪ (6‬الئمششة وفعلششه وتقريششره حجششة ‪،‬‬
‫ويتمسكون بسنة أئمتهم ‪ ،‬وأحكامهم في الفقه متخذة عششن‬
‫]هؤلء[ )‪ (7‬الئمة ‪ ،‬ولذا ترى علماءهم في مجالس الششدرس‬
‫في الصل )هذا( ‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫نهج البلغة ‪. 2/184‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫بحار النوار للمجلسي ‪. 2/266‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫نهج البلغة ‪. 3/21‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬

‫في الصل )إمام آخر( ‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪5‬‬

‫في الصل )هذه( ‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪6‬‬

‫في الصل )هذه( ‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪7‬‬


‫‪23‬‬
‫نقد المراجعات‬
‫والبحث ومجامعهم العلمية يقولون ‪ :‬هذا العمل مكروه‪ ،‬أو‬
‫مستحب ‪ ،‬أو واجششب ؛ لن المششام قششال كششذا أو فعششل كششذا ‪،‬‬
‫س شّنة‬
‫وأحكامهم مستندة إلى هششؤلء ‪ ،‬فجششاءوا بششاثني عشششر ُ‬
‫غير سنة النبي ص ‪ ،‬وسنن أئمتهم متغايرة مختلفششة ‪ ،‬وفششي‬
‫كتششب علمششائهم آثششار مختلفششة وروايششات متضششادة مششن سششنن‬
‫أئمتهم )‪ ،(1‬مع أنهم يقولون‪ :‬كثيرا ً من أخبششار أئمتنششا صششادرة‬
‫عشن تقيشة ‪ ،‬و غيشر كاششفة عشن حقيقشة أقشوالهم)‪ ،(2‬وأكشثر‬
‫أخبارهم أخبار واحدة )‪ (3‬ضعيفة ‪.‬‬
‫والحق أن سنة غير سنة النبي ص ليست بحجة ‪ ،‬وهششذا‬
‫من بدع الشيعة ‪ ،‬والسنة في السلم منحصششرة فششي سششنن‬
‫النششبي ص ؛ لن اللششه تعششالى يقششول فششي كتششابه )سششورة‬
‫ُ‬
‫ل الل ّشهِ أ ْ‬
‫س شوَةٌ‬ ‫سششو ِ‬ ‫ن ل َك ُ ْ‬
‫م فِششي َر ُ‬ ‫كا َ‬ ‫الحزاب‪:‬آية ‪ (21‬ل َ َ‬
‫قد ْ َ‬
‫ة‪.‬‬
‫سن َ ٌ‬
‫ح َ‬
‫َ‬
‫ولم يقل في سنة أمير المؤمنين ‪ ،‬أو في سششنة الصششادق‬
‫والباقر عليهم السلم أسوة ‪ ،‬فششانظر فششي كتششب الشششيعة ‪،‬‬
‫أعني ‪ -‬الكافي أو وسائل الشيعة أو البحششار وسششائر كتبهششم‬
‫)( وقد أشار الطوسي في كاتبه تهذيب الحكام إلى هذا المر بقوله ‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪) :‬وما وقع فيها – أي أحاديثهم ‪ -‬من الختلف والتباين والمنافاة‬


‫والتضاد حتى ل يكاد يتفق خبر إل وبإزائه ما يضاده ول يسلم حديث‬
‫إل وفي مقابلته ما ينافيه‪ (..‬واعترف بأن هذا الختلف قد فاق ما عند‬
‫أصحاب المذاهب الخرى ‪ ،‬وأن هذا كان من أعظم الطعون على‬
‫مذهبهم ‪ ،‬وأنه جعل بعض الشيعة يترك هذا المذهب لما انكشف له‬
‫هذا الختلف والتناقض ]انظر تهذيب الحكام ‪.[3-1/2‬‬
‫)( لقد كان للتقية بالمفهوم الشيعي آثار سلبية جدا ً على مذهبهم ‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫من ذلك عدم العلم بأحكام الدين على اليقين حيث اعترف يوسف‬
‫البحراني بذلك بقوله ‪ ) :‬فلم يعلم من أحكام الدين على اليقين إل‬
‫القليل لمتزاج أخباره بأخبار التقية( ]الحدائق الناضرة ‪. [1/5‬‬
‫وقال جعفر الشاخوري في كتابه محمد حسين فضل الله وحركية‬
‫العقل الجتهادي لدى فقهاء الشيعة المامية ]ص ‪) :. [73 – 72‬إننا‬
‫نجد أن كبار علماء الشيعة يختلفون في تحديد الروايات الصادرة تقية‬
‫والروايات الصادرة لبيان الحكم الواقعي ‪ ،‬وخذ مثال ً على ذلك مسالة‬
‫نجاسة الخمر‪ ،‬فيما يفتي الكثيرون بالنجاسة ومنهم الشيخ‬
‫الطوسي ‪ ،‬لنهم حملوا روايات الطهارة على التقية ‪ ،‬نجد أن هناك‬
‫من الفقهاء من يفتي بالطهارة كالمقدس الردبيلي وغيره لنهم‬
‫حملوا روايات النجاسة على التقية‪ ،‬وهذا يكشف عن التخبط في‬
‫استخدام التقية لدى القدماء (‪.‬‬
‫وقال أيضا ً ‪ ) :‬لو أردنا استعراض غيره من عشرات المثلة للفنا‬
‫كتابا ً خاصا ً يؤكد فوضى تحديد موارد التقية ‪ ،‬التي تشبه فوضى‬
‫ادعاءات الجماع في مسائل الفقه مما أدى إلى اختلف كثير من‬
‫فتاوى العلماء تبعا ً لتحديد ما هي الروايات الصادرة عن التقية‬
‫وغيرها( نقل عن الصلة خير من النوم لعلء الدين البصير ‪.‬‬
‫)( أي آحاد ‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫نقد المراجعات‬ ‫‪24‬‬
‫الفقه ‪ -‬ترى ك ششل روايششاتهم أو أكثره ششا مروي ششة ع ششن أئمته ششم ‪،‬‬
‫في‬
‫ومستندة إلى أقوالهم وأفعالهم ‪.‬‬
‫] رحلة المؤلف إلى النور وابتلئه [‬
‫ثششم اعلششم أنششي كنششت فششي ريعششان الشششباب مششن الشششيعة‬
‫الماميششة ‪ ،‬مقلششدا ً لبششائي مششع أنششي كنششت مششن طلب العلششم‬
‫ومحصلي ]العلوم[ )‪ (1‬الدينية ‪ ،‬حتى صرت مجتهدا ً بتصششديق‬
‫مب َّلغششي هششذا‬
‫مششن ُ‬‫شم‪ ، (2‬وكنششت متعصششبا ً ‪ ،‬و ِ‬‫علمششائهم ومراجعهش‬
‫)‬
‫المششذهب و]دعششاته[ ‪ ،‬وكّنشا كأمثالنشا نتوسششل فششي تصشحيح‬
‫خرافاته بالتوجيهات الباردة الششتي ل ترضششي صششاحبها ‪ ،‬وكن ّششا‬
‫كأمثالنا مجدين لترويج مسائله ‪ ،‬وتأويل أبششاطيله بالتششأويلت‬
‫البعيدة ‪.‬‬
‫وصنفت على طبق مذهبي تصانيف كششثيرة ‪ ،‬وكن ّششا نظششن‬
‫أن علماء المذهب هم الهششداة المهتششدون ‪ ،‬حششتى بلششغ سششني‬
‫أربعين ‪ ،‬فشرعت في تدبر آيات كتاب اللششه ‪ ،‬فهششداني اللششه‬
‫ببركة آياته ‪ ،‬نعم ‪ ،‬يهدي الله بكتابه من يشششاء مشن عبششاده ‪،‬‬
‫فرأيت أن مسائل مذهبي كثيرا ً ل توافق آيات القرآن ‪ ،‬بششل‬
‫أكششثر روايششاته تضششادها ‪ ،‬كأخبششار الكششافي للكلينششي ‪ ،‬وأخبششار‬
‫البحششار للمجلسششي ‪ ،‬ولششذا ألفششت كسششر الصششنم فششي نقششد‬
‫الكششافي ‪ ،‬و عششرض أخبششار أصششوله علششى القششرآن والعقششول ‪،‬‬
‫وصنفت أحكششام القششرآن ‪ ،‬و)تابشششي از قششرآن( فششي ترجمششة‬
‫آيششاته و بيششان نكششاته و حقششائقه ‪ ،‬و لهششذا متعصششبو المششذهب‬
‫صاروا أعدائي ومنعوني من الطبع والنشر ‪ ،‬وأيضا ً منعششوني‬
‫من إقامة الجماعة فششي مسششجدي ‪ ،‬وبعششد أن أيقظنششي اللششه‬
‫تعششالى ‪ ،‬رمششوني بششالتهم ‪ ،‬وسششهام العششداوة والعنششاد ‪ ،‬حششتى‬
‫قصدوا قتلي غير مرة ‪.‬‬
‫فلما بلغ سني ثمانين صرت مهدور الدم في نظر أوليششاء‬
‫المذهب ومتصدي حكومة الجمهورية السلمية ‪ ،‬فلششم يبششق‬
‫من السلم في وطني إل اسمه ‪ ،‬فأرسلوا نفرا ً مششن خششدام‬
‫الحكومة ليقتلوني غيلششة ‪ ،‬فششدخلوا بيششتي ‪ ،‬وفتحششوا البششواب‬
‫بدون إذني ‪ ،‬وكنششت مشششغول بصششلة العشششاء ‪ ،‬فششي الركعششة‬
‫دس ‪ ،‬فوقعت علششى الرض مغشششيا ً‬ ‫الثانية ‪ ،‬ورموني بالمس ّ‬
‫ً‬
‫وخرج من وجهي خمس أمداد من الششدم ‪ ،‬وصششرت صششعقا ‪،‬‬
‫مع أني كنت في سن الشيخوخة ‪ ،‬وبلغت من الكششبر عتي شا ً ‪،‬‬
‫ولكن الله حفظني وأبقاني والحمد لله رب العالمين ‪.‬‬

‫)( في الصل )علوم( ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( في الصل )دعاتهم( ‪.‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪25‬‬
‫نقد المراجعات‬

‫]سبب تأليف هذا الكتاب[‬


‫مى‬ ‫ي كتاب شا ً ي ُ َ‬
‫سش ّ‬ ‫وبعد هذه الحوال أرسل بعض أحبائي إل ّ‬
‫بالمراجعات واستدعى مني أن أنظر فيه ‪ ،‬وأخششرج أوهششامه‬
‫من حقائقه ‪ ،‬وغثه من سمينه ‪ ،‬والكتاب لمؤلفه السيد عبد‬
‫الحسششين شششرف‌ ‌الششدين مششن علمششاء الشششيعة الماميششة )‪،(1‬‬
‫وادعى فيه أن مذهب الشيعة ‪ ،‬مششذهب العششترة وأهششل بيششت‬
‫النبي ص ‪ ،‬وجمع فيه السئلة مششن عششالم مششن أهششل السششنة‬
‫والجوبة من نفسه ‪.‬‬
‫وأظهر السف من عناد كل طائفششة مششن المسششلمين مششع‬
‫الطائفة الخششرى وقششال ‪) :‬مشششهد هششؤلء الخششوة المتصششلين‬
‫بمبدأ واحد ‪ ،‬وعقيدة واحدة ‪ ،‬كان وا أسفاه مشهد خصومة‬
‫عنيفة ‪ ...‬وذلك ما يبعث الهم والغم والسف فمششا الحيلششة (‬
‫حتى يقول ‪) :‬فهبطت مصششر ‪ ...‬وجمعنششي الحششظ بعلششم مششن‬
‫ي مثشل ذلششك ‪...‬‬ ‫أعلمهشا ‪ ...‬شششكوت إليششه وجشدي وشششكا إلش ّ‬
‫وكانت ساعة موفقة أوحت إلينا التفكير فيما يجمع الله بششه‬
‫الكلمة ‪ ،‬ويلم به شعث المة ‪ ،‬فكششان ممششا اتفقنششا عليششه أن‬
‫الطائفتين الشيعة والسنة مسلمون )‪ ،(2‬يششدينون حق شا ً بششدين‬
‫السلم ‪ ...‬ول اختلف بينهم في أصل أساسي ‪ ...‬ول نششزاع‬
‫بينهم إل ما يكون بين المجتهدين في بعض الحكام( )‪ (3‬إلى‬
‫آخر كلمه ‪.‬‬
‫] سعي أعداء السلم لهدمه [‬

‫)( عبد الحسين بن شرف الدين الموسوي العاملي ولد بالمشهد‬ ‫‪1‬‬

‫الكاظمي بالعراق سنة ‪1290‬هش ‪ ،‬درس على يد كبار العلماء في‬


‫سامراء والنجف ‪ ،‬ثم انتقل إلى لبنان ‪ ،‬فكان مرجع الطائفة الشيعية‬
‫فيها ‪ ،‬وبها توفي عام ‪1377‬هش ]انظر مقدمة المراجعات[ ‪ ،‬وهو‬
‫معروف بالتزوير والتلفيق والكذب ‪ ،‬وقد يستكثر القارئ هذه‬
‫الوصاف على عبدالحسين لذلك أدعوه إلى قراءة هذه الكتب ليرى‬
‫الحقيقة ] الحجج الدامغات لبي مريم العظمي و السياط اللذعات‬
‫لعبدالله الغامدي و المراجعات المفتراة على شيخ الزهر للدكتور‬
‫علي السالوس[ ‪.‬‬
‫)( إن تكفير الشيعة الثني عشرية لغيرهم مما استفاض ويكفي في‬ ‫‪2‬‬

‫الدللة على هذا أن أصل الدين عندهم )المامة( فكل من لم يؤمن‬


‫بها فهو كافر ولذلك قال المفيد ‪) :‬اتفقت المامية على أن من أنكر‬
‫إمامة أحد من الئمة وجحد ما أوجبه الله تعالى من فرض الطاعة‬
‫فهو كافر ضال مستحق للخلود في النار( ]أوائل المقالت للمفيد ص‬
‫‪ ، 44‬بحار النوار للمجلسي ‪ [8/366‬وللفائدة انظر كتاب الفكر‬
‫التكفيري عند الشيعة حقيقة أم افتراء لعبد الملك الشافعي ‪.‬‬
‫)( المراجعات ص ‪. 4 – 3‬‬ ‫‪3‬‬
‫نقد المراجعات‬ ‫‪26‬‬

‫أقول ‪:‬‬
‫فنظرت في هذا الكتاب ‪ ،‬ورأيششت أن الواقششع ليششس كمششا‬
‫يقول ؛ لن اختراع المذاهب الكثيرة ‪ ،‬وإبداع عقائد عنيفششة‬
‫باطلششة ‪ ،‬كششانت مششن أعششداء السششلم ‪ ،‬الششذين رأوا شششوكة‬
‫السلم وكثرة إقبال النششاس إلششى قبششول أصششوله وفروعششه ‪،‬‬
‫فجاءوا بعقائد فاسدة وأخبار مضلة و نسبوها إلششى السششلم‬
‫وأعلم الششدين ‪ ،‬وخصوص شا ً إلششى أئمششة أهششل الششبيت وجعلششوا‬
‫العترة مجنة )‪ (1‬لنفسهم وتستروا تحششت أسششمائهم ونشششروا‬
‫الخرافات والكفريات تحششت لششواء أسششماء العششترة ‪ ،‬ووجششدوا‬
‫أكبر السلحة لهدم السلم إلقاء الفرقششة بيششن المسششلمين ‪،‬‬
‫وإيجشششاد أخبشششار مضشششلة ‪ ،‬ومشششذاهب متفرقشششة باسشششم أعلم‬
‫المؤمنين ‪.‬‬
‫ورواة مششذاهب الشششيعة مششن جملششة هششؤلء العششداء ؛ لن‬
‫رواة هذا المذهب أكثر ما تكون من المجهششولين والكششذابين‬
‫أو الضعفاء أو ممن ل ديششن لششه أو مششن الغلة الضششالين)‪ ،(2‬و‬
‫ممن اشتهروا بالكششذب وألقششوا العششداوة والتفرقششة ‪ ،‬مضششادا ً‬
‫ميعًششا‪] ‬آل‬ ‫ج ِ‬‫ل الل ّشهِ َ‬ ‫موا ْ ب ِ َ‬
‫حب ْش ِ‬ ‫لقششول اللششه تعششالى ‪َ:‬واع ْت َ ِ‬
‫صش ُ‬
‫عمران‪. [103 :‬‬
‫وقال تعالى في سورة الششروم )آيششة ‪َ  :(31‬ول ت َ ُ‬
‫كون ُششوا‬
‫شَيعا ً ‪ ‬أي‬ ‫كاُنوا ِ‬ ‫م وَ َ‬
‫ن فَّرُقوا ِدين َهُ ْ‬ ‫ذي( َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫م َ‬‫ن* ِ‬ ‫كي َ‬ ‫شرِ ِ‬‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬‫م َ‬ ‫ِ‬
‫)‪3‬‬
‫صاروا شيعة بعد شيعة ‪.‬‬
‫ششَيعا ً‬ ‫َ‬
‫م ِ‬ ‫سشك ُ ْ‬‫سورة النعششام )آيششة ‪ (65‬أوْ ي َل ْب ِ َ‬ ‫ْ‬ ‫وقال في‬
‫س ب َْعض‪. ‬‬ ‫م ب َأ َ‬ ‫ُ‬
‫ضك ْ‬ ‫ذيقَ ب َعْ َ‬ ‫وَي ُ ِ‬
‫وقال علي عليه السلم في نهج‌البلغة )خطبه ‪: (127‬‬
‫)إياكم والفرقة ‪ ...‬أل و من دعا إلى هذا الشششعار فششاقتلوه ‪،‬‬
‫و لو كان تحت عمامتي هذه ( )‪ (4‬يعني ولو كان عليًا‪.‬‬
‫] مذهب أهل البيت الحق [‬

‫)( أي وقاية ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( قال الحر العاملي ‪ ) :‬الثقات الجلء كأصحاب الجماع ونحوهم‬ ‫‪2‬‬

‫يروون عن الضعفاء و الكذابين و المجاهيل حيث يعلمون حالهم و‬


‫يروون عنهم ويعلمون بحديثهم يشهدون بصحتة( ]وسائل الشيعة‪:‬‬
‫‪ ، [206 / 30‬وقال أبو جعفر الطوسي ‪) :‬إن كثيرا ً من مصّنفي‬
‫أصحابنا وأصحاب الصول ينتحلون المذاهب الفاسدة وإن كانت‬
‫كتبهم معتمدة ( ] الفهرست ص ‪.-[32‬‬
‫)( أي فرقا ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( نهج البلغة ‪. 2/8‬‬ ‫‪4‬‬


‫‪27‬‬
‫نقد المراجعات‬
‫وهششو وسششائر أفششراد العششترة عليهششم السششلم مششا اخششترعوا‬
‫مذهبا ً ‪ ،‬و ما ادعوا ]أن مذهبهم[ )‪ (1‬إماميششا ً أو إسششماعيليا ً أو‬
‫جعفريا ً أو زيديا ً أو باطنيا ً أو شششيخيا ً أو صششوفيا ً أو غيششر ذلششك‬
‫)‪(2‬‬
‫من مذاهب الشيعة ‪ ،‬وكذا أولدهم الصالحون ما ]نسبوا[‬
‫أنفسششهم إلششى مششذهب ‪ ،‬بششل كلهششم كششانوا تششابعين للكتششاب‬
‫والسنة ‪ ،‬وما ادعوا سنة غير سنة جششدهم ‪ ،‬ولكششن الماميششة‬
‫قائلون باثني عشر سنة ‪ ،‬لكل إمام سنة غير سششنة ]المششام‬
‫الخر[ )‪. (3‬‬
‫فليقال لصاحب المراجعات إن كان صادقا ً في قوله في‬
‫)ص ‪) : (5‬قد فرضنا علششى أنفسششنا أن نعالششج هششذا المسشألة‬
‫بالنظر في أدلة الطائفتين (‪.‬‬
‫م‪](5‬لم ينظر[ إلى كتب مذهبه ‪ ،‬و خصوصشا ً ِلش َ‬ ‫فَل ِ ) َ‬
‫)‪(4‬‬
‫م ]لشم‬
‫ل كتبهم وأتقنها‪ ،‬أعنششي ‪ -‬كتششاب أصششول الكششافي‬ ‫يقرأ[ أج ّ‬
‫للكليني‪ ، (6) -‬حتى يعرف مذهبه ‪ -‬أعني مذهب المامية ‪ -‬؟‬
‫)( في الصل )أنهم( ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( في الصل )انتسبوا( ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( في الصل )إمام آخر( ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( في الصل )ما نظر( ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( في الصل )ما قرأ( ‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪6‬‬
‫)( إن مكانة هذا الكتاب عند الشيعة المامية الثني عشرية مكانة‬
‫عظيمة ‪ ،‬لذلك قال النوري الطبرسي في كتابه مستدرك الوسائل ]‬
‫‪) : [463/ 3‬كتاب الكافي أحد الكتب الربعة التي تدور عليها رحى‬
‫مذهب الفرقة الناجية المامية ‪ ...‬وكتاب الكافي بينها كالشمس بين‬
‫النجوم ‪ ,‬وإذا تأمل فيها المنصف يستغني عن ملحظة حال آحاد‬
‫رجال السند المودعة فيه ‪ ,‬وتورثه الوثوق ‪ ,‬بحصل له الطمئنان‬
‫بصدورها وثبوتها وصحتها( ‪.‬‬
‫وقال الحر العاملي في كتابه وسائل الشيعة ]‪: [265 – 30/264‬‬
‫) أن أصحاب الكتب الربعة وأمثالهم قد شهدوا بصحة أحاديث كتبهم‬
‫وثبوتها ونقلها من الصول المجمع عليها ‪ ,‬فإن كانوا ثقاتا ً تعين قبول‬
‫قولهم وروايتهم ونقلهم لنه شهادة بمحسوس( ‪.‬‬
‫وقال علي أكبر الغفاري محقق كتاب الكافي في مقدمته للكتاب ]‬
‫‪ ) : [1/26‬اتفق أهل المامة ‪ ,‬وجمهور الشيعة على تفضيل هذا‬
‫الكتاب والخذ به والثقة بخبره والكتفاء بأحكامه ‪ ,‬وهم مجمعون‬
‫على القرار بارتفاع درجته وعلو قدره على أنه القطب الذي عليه‬
‫مدار روايات الثقات المعروفين بالضبط والتقان ‪ ,‬إلى اليوم ‪ ,‬وهو‬
‫عندهم أجمل وأفضل من سائر أصول الحديث ( ‪.‬‬
‫بل قال عبد الحسين شرف الدين الموسوي عن الكافي ‪ ) :‬الكافي‬
‫والستبصار والتهذيب ومن ل يحضره الفقيه ‪ ,‬يعني الكتب الربعة ‪,‬‬
‫متواترة مقطوع بصحة مضامينها ‪ ,‬والكافي أقدمها وأعظمها وأحسنها‬
‫وأتقنها( ]المراجعات ‪/‬مراجعة ‪. [110/‬‬
‫فهذا شيء يسير من أقوال علماء الشيعة عن مكانة كتاب الكافي‬
‫لكن الطامة الكبرى هي ما حواه هذا الكتاب ‪ ،‬فهل غفل عنه‬
‫نقد المراجعات‬ ‫‪28‬‬
‫بل قرأ و تجاهل ‪..‬‬
‫وهذا الكتاب مملوء من الطعششن واللعششن والتحقيششر علششى‬
‫المهششاجرين والنصششار ‪ ،‬وفششي كششل بششاب منششه روايششات تضششاد‬
‫العقل والقرآن ‪ ،‬مضافا ً إلى القول بتحريف اليششات‪ ،‬وجمششع‬
‫صّنف فيهششا مششن اليششات المحرفششة مششا ل تحصششى ‪ ،‬وجششاء‬‫م َ‬
‫ال ُ‬
‫بالعقائد الفاسششدة و الفكششار الباطلششة ‪ ،‬كششأن المصششنف كششان‬
‫عدوا ً للسلم ‪ ،‬ونحن نشير إليها ونسطر شطرا ً منها ‪.‬‬
‫] الكافي وروايات الطعن في السلم [‬
‫مثل ً ‪ :‬جاء في باب مواليد الئمة )حديث ‪ (8‬عششن البششاقر‬
‫عليه السلم قال ‪) :‬للمششام عشششر علمششات يولششد مطهششرا ً ‪،‬‬
‫مختونا ً ‪ ...‬و ل يجنششب ‪ ،‬و تنششام عينششه ‪ ،‬و ل ينششام قلبششه ‪ ،‬و ل‬
‫يتثاءب و ل يتمطى ‪ ،‬و يرى من خلفه كما يرى من أمامه و‬
‫نجوه كرائحة المسك ‪ ،‬و الرض موكلة بستره و ابتلعه ‪ ،‬و‬
‫إذا لبس درع رسول‌الله ص كانت عليه وفقًا‪...‬و هو محدث‬
‫إلى أن تنقضي أيامه( )‪.(1‬‬
‫أليس وضع هذا الخبر استهزاء بالسلم ‪ ،‬كيف ل يجنششب‬
‫المام وهو ذو أبناء وبنات كثيرة ؟!‬
‫أليس المشام بششرا ً مثلكشم ؟أليشس هشذا مخالفشا للعقشل‬
‫ً‬
‫يقول في سورة النحل )آية ‪َ  : (78‬والل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ُ‬ ‫َوالكتاب ‪ ،‬والله‬
‫ً‬ ‫ن َ‬
‫شْيئا ‪. ‬‬ ‫مو َ‬ ‫َ‬
‫م ل ت َعْل ُ‬ ‫ُ‬
‫مَهات ِك ْ‬
‫نأ ّ‬ ‫ُ‬
‫ن ب ُطو ِ‬ ‫م ْ‬
‫م ِ‬‫جك ُ ْ‬
‫خَر َ‬
‫أ ْ‬
‫ً‬
‫فلينظر القارئ حتى نسطر بعدا شطرا من خرافات هذا‬
‫الكتاب ‪.‬‬
‫ً‬
‫خّيرا و خادم شا للمسششلمين‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫و كان جديرا بالسيد ‪ ،‬إن كان َ‬
‫و ليس في نفسه غرض‪ ،‬أن يدعو الطششائفتين إلششى السششلم‬
‫المحمدي و يذر المششذاهب المنتحلششة إلششى العششترة‪ ،‬أمششا كششان‬
‫يدري أن مذاهب التشيع تبلغ إلى سبعين مششذهبا ً كششل واحششد‬
‫يكفر ]الخر[)‪(2‬؟‬
‫أيها الداعي إلى التشيع ‪ ،‬أي مذهب منها أحق بالتباع ؟‬
‫أما قرأ كتاب المقالت و الفرق تصششنيف سششعد بششن عبششد‬
‫الله الشعري القمي مششن أكششابر علمششاء الشششيعة ‪ ،‬أو كتششاب‬
‫فرق الشيعة للشيخ المتكلم أبي محمد الحسن بن موسششى‬
‫النوبختي ‪ ،‬أو المقششالت لبششي عيسششى الششوراق ‪ ،‬أو غيرهششا ‪،‬‬
‫عبدالحسين ؟! وهل تأمله ونظر ما فيه ؟! ‪ ،‬وقد نقل المؤلف رحمه‬
‫الله شيء يسير من ذلك فتأمله ‪.‬‬
‫)( الكافي للكليني ‪. 389-1/388‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( في الصل )آخرا( ‪.‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪29‬‬
‫نقد المراجعات‬
‫]فقد[ ذكروا مششذاهب الشششيعة وعششدوها إلششى مشائة مششذهب ‪،‬‬
‫وذكر سعد بن عبد الله في )ص ‪ (152‬من كتابه ‪ :‬أنششه بعششد‬
‫وفاة المام أبي محمد العسكري افترق أصحابه مششن بعششده‬
‫خمس عشرة فرقه ‪ ،‬ونحن نقول ‪ :‬أتكون كل هششذه الفششرق‬
‫و المذاهب من أهل بيت النبي ص ؟‬
‫فالششدعوة إلشى التشششيع ‪ ،‬بمعنششى الشدعوة إلششى التفرقششة ‪،‬‬
‫والسيد مهموم ومغموم من التفرقة !‬
‫م من أعلمهم ‪ ،‬كأنهم لم‬ ‫عل ٌ‬
‫والسف من علماء مصر و َ‬
‫يقرؤوا كتب الشيعة ‪ ،‬و لم يسشمعوا خرافششاتهم ‪ ،‬كششأن علششم‬
‫هؤلء منحصر بمسائل مذهبهم ‪.‬‬
‫وهذا ششيخ سشليم)‪ (1‬جشدير بشه أن يقشرأ كتشاب الكشافي و‬
‫واحد من سششائر كتششب الشششيعة ‪ ،‬ليششرى كفرياتهششا وخرافاتهششا‬
‫ويعششرف عششداوتهم للسششلم الوليششة ‪ ،‬ويقششرأ روايششات الغلة‬
‫والملحدين ليعلششم أن الختلف لششم يكششن مششن جهششة المامششة‬
‫فقط ‪ ،‬ولم يكن من جهة الفروع الجزئية ‪ ،‬بل الختلف من‬
‫جهات عديششدة ‪ ،‬ومششن جهششة الخششوف مششن اتحششاد المسششلمين‬
‫وازدياد شوكة السلم ‪.‬‬
‫شرف الدين تجاهل ما كششان فششي كتششب مششذهبه ‪،‬‬ ‫‌‬ ‫والسيد‬
‫ولذا يقول في )ص ‪ (5‬من كتششابه ‪ ) :‬إن أعظششم خلف وقششع‬
‫ل سششيف فششي‬ ‫سش ّ‬
‫بين المة اختلفهم في المامة ‪ ،‬فششإنه مششا ُ‬
‫ل علشى المامشة ‪،‬‬ ‫سش ّ‬‫السلم على قاعشدة دينيشه ‪ ،‬مثشل مشا ُ‬
‫فششأمر المامششة إذن مششن أكششبر السششباب المباشششرة لهششذا‬
‫الختلف( ‪.‬‬
‫أقول ‪:‬‬
‫ليس كششذلك بششل أقششوى الختلف جششاء مششن ناحيششة أعششداء‬
‫السلم ‪ ،‬و اسم المامة عذٌر و مجنة ‪.‬‬
‫إن الكفششار اسششتفادوا مششن جهششل المسششلمين ‪ ،‬وحركششوا‬
‫)( هذا اللوم لشيخ الزهر على افتراض صدق هذه المرجعات ‪ ،‬مع‬ ‫‪1‬‬

‫أن كثيرا ً من القرائن تدل أنها مكذوبة على الشيخ سليم البشري ‪،‬‬
‫وقد نص البرقعي على أن هذه المراجعات مفتراة على شيخ الزهر‬
‫حيث قال موضع من هذا الكتاب ‪) :‬كتاب المراجعات يكون نحو كتاب‬
‫شبهاى بيشاور لسلطان الواعظين الشيرازي ألقى البحث بين نفسه‬
‫وشخص سني خيالي ‪ ،‬فكل ما نسج في هذا الكتاب صدقه السني‬
‫كأن هذا السني كان جاهل بكتب المامية وتاريخها أو غير مطلع على‬
‫حيل الشيعة أو كان شخصا ً فرضيا ً ! ( ‪.‬‬
‫وانظر كتاب المراجعات المفتراة على شيخ الزهر للدكتور علي بن‬
‫أحمد السالوس ‪ ،‬والسياط اللذعات في كشف كذب وتدليس‬
‫صاحب المراجعات لعبدالله الغامدي ‪.‬‬
‫نقد المراجعات‬ ‫‪30‬‬
‫إحساساتهم باسم إمامة فلن وفلن ‪ ،‬وإل فما الفششرق بيششن‬
‫إمامة زيد أو عمششرو إذا كششان غايششة سششعي كششل واحششد منهمششا‬
‫ترويج السلم وإشاعة قوانينه ‪.‬‬
‫والحق أن إمامة فلن فششي القشرن الول ل يرتبششط بأهششل‬
‫ك‬‫القرن العاشر أو الخامس عشر ‪ ،‬قال الله تعالى ‪  :‬ت ِل ْش َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫سشأُلو َ‬
‫ن‬ ‫م وَل َ ت ُ ْ‬‫سشب ْت ُ ْ‬ ‫ت وَل َك ُششم ّ‬
‫مشا ك َ َ‬ ‫سشب َ ْ‬ ‫ت ل ََها َ‬
‫مشا ك َ َ‬ ‫خل َ ْ‬‫ة قَد ْ َ‬
‫م ٌ‬ ‫أ ّ‬
‫ن ‪] ‬البقرة‪. [134:‬‬ ‫مُلو َ‬ ‫ما َ‬
‫كاُنوا ي َعْ َ‬ ‫عَ ّ‬
‫أيتها المة الحاضرة أليست الحكومة المامية في زماننا‬
‫أشششد قسششوة مششن الحكومششات الماضششية ‪ ،‬يقتلششون أبنششاءكم‬
‫ويسشششتحيون نسشششاءكم ‪ ،‬صشششادراتكم ووارداتكشششم ليسشششت‬
‫باختياركم بل باختيار حكومتكم ‪.‬‬
‫لستم ]بآمنين[ )‪ (1‬من جهششة أمششوالكم ومتششاعكم وبيششوتكم‬
‫وتجارتكم و]سششفركم[ )‪ (2‬وحجكششم ومعششاملتكم ‪ ،‬بششل يكششون‬
‫تماما ً باختيار حكومتكم ‪.‬‬
‫مطبوعششاتكم مختنقششة ‪ ،‬ونشششر حقششائق دينكششم ممنوعششة ‪،‬‬
‫فششإن كششان لكششم قششدرة أو عقششل أو إرادة فأصششلحوا دولتكششم‬
‫وحكومششاتكم الحاضششرة ‪ ،‬وإل فتغييششر الحكومششات السششابقة‬
‫ممتنعة ‪ ،‬ألكم قدرة بتعويض حكومة السابقين ؟‬
‫هل يمكن إحياء علي وأبي ‌بكر ‪ ،‬ونصب علي وعزل أبي‬
‫‌بكر ؟‬
‫هل نحن مسئولون عن أعمالهم ‪ ،‬نفششرض أن علي شا ً كششان‬
‫أحق ‪ ،‬هل هذا مربوط بزماننا ؟!‬
‫فالبحث عن المامة والخلفة فششي القششرن الول كاشششف‬
‫عن حمق من يطرح هذا البحث ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫نعششم أعششداء السششلم يلقششون البحششث ]فششي[ هششذا بيششن‬
‫جهال ‪ ،‬ليزول اتحادهم ‪.‬‬ ‫ال ُ‬
‫وتحت هذا البحث أحدثوا روايششات وأخبششارا مملششوءة مششن‬
‫الكذب والخرافات والغراض ‪ ،‬ونقلوها عن أئمة المسلمين‬
‫‪ ،‬وخصوصا ً عششن العششترة )‪ ،(4‬وأفسششدوا الششدين وانتفعششوا مششن‬
‫)( في الصل )بمأمونين( ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( في الصل )مسافرتكم( ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( في الصل )عن( ‪.‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪4‬‬
‫)( روى الكشي عن ابن سنان أنه قال ‪ :‬قال أبو عبد الله )ع( ‪ ) :‬إنا‬
‫أهل البيت صادقون ل نخلو من كذاب يكذب علينا ‪ ،‬و يسقط صدقنا‬
‫بكذبه عند الناس كان رسول الله أصدق البرية لهجة ‪ ،‬وكان مسيلمة‬
‫يكذب عليه ‪ ،‬وكان أمير المؤمنين )ع( أصدق من برأ الله من بعد‬
‫رسول الله وكان الذي يكذب عليه من الكذب عبد الله بن سبأ لعنه‬
‫الله ‪ ،‬وكان أبو عبد الله الحسين بن علي )ع( قد ابتلي بالمختار ‪ ،‬ثم‬
‫ذكر أبو عبد الله الحارث الشامي و بنان فقال ‪ :‬كانا يكذبان على‬
‫‪31‬‬
‫نقد المراجعات‬
‫إغفال المسلمين ‪ ،‬وأشعلوا نار العداوة والشششقاق والنفششاق‬
‫باسم مذاهب أهل البيت ‪ ،‬وأهل البيت لم يبتششدعوا مششذهبا ً ‪،‬‬
‫بل كانوا برآء من ]المبتدعين[)‪.(1‬‬
‫وا أسفا من غفلة علماء الفريقين‬
‫ب‬ ‫ب السششيد شششرف‌ الششدين كتششب المراجعششات لتعص ش ٍ‬ ‫ك َت َش َ‬
‫مششذهبي ‪ ،‬مششع أن ديششن السششلم ديششن واحششد ‪ ،‬وليششس فيششه‬
‫المذاهب ‪ ،‬ولم يكن لئمة أهشل الشبيت مشذهب أو مشذاهب ‪،‬‬
‫هششل كششانوا مسششلمين أم ل ؟ ]هششل[ )‪] (2‬كششان[ )‪] (3‬مششذهبهم[‬
‫جعفريا ً أم إماميا ً أم صوفيا ً أم شيخيا ً أم باطني شا ً أم فاطمي شا ً‬
‫أم فطحيششا ً أم نصششيريا ً أم دروزيششا ً أم قادريششا ً أم أصششوليا ً أم‬
‫ناووسيا ً أم غيرها ؟ وكل هؤلء ينتحلون أنفسششهم إلششى أهششل‬
‫البيت ‪.‬‬
‫وكل يدعي وصل بليلى ** وليلى ل تقر لهم بذاك‬
‫نعم ‪ ..‬المامية كانوا راضين بسلطنة مغول وحكومة‬
‫علي بن الحسين )ع( ثم ذكر المغيرة بن سعيد وبزيعا ً والسري وأبا‬
‫الخطاب ومعمرا ً وبشار الشعري وحمزة اليزيدي وصائد النهدي‬
‫فقال ‪ :‬لعنهم الله ‪ ،‬إنا ل نخلو من كذاب يكذب علينا أو عاجز الرأي ‪،‬‬
‫كفانا الله مؤنة كل كذاب وأذاقهم الله حر الحديد ( ]اختيار معرفة‬
‫الرجال)رجال الكشي( ‪. [2/593‬‬
‫ل عنه أنه قال ‪:‬‬ ‫ق َ‬
‫واشتكى بمثل هذه الشكوى أبو الحسن الرضا كما ن ُ ِ‬
‫)كان بنان يكذب على علي بن الحسين )ع( فأذاقه الله حر الحديد ‪،‬‬
‫وكان المغيرة بن سعيد يكذب على ابن جعفر )ع( فأذاقه الله حر‬
‫الحديد ‪ ،‬وكان محمد بن بشر يكذب على ابن الحسن علي بن‬
‫موسى الرضا )ع( فأذاقه الله حر الحديد ‪ ،‬وكان أبو الخطاب يكذب‬
‫على ابن عبد الله )ع( فأذاقه الله حر الحديد ‪ ،‬والذي يكذب على‬
‫محمد بن الفرات ( ]اختيار معرفة الرجال )رجال الكشي( ‪[2/591‬‬
‫‪ ،‬وقال جعفر الصادق ‪ .. ) :‬إن الناس أولعوا بالكذب علينا ( ]بحار‬
‫النوار ‪. [2/246‬‬
‫وكانت مصيبة المام جعفر الصادق أنه اكتنفه ‪ -‬كما تقول كتب‬
‫الشيعة ‪ -‬قوم جهال يدخلون عليه ويخرجون من عنده ويقولون ‪:‬‬
‫حدثنا جعفر بن محمد ‪ ،‬ويحدثون بأحاديث كلها منكرات كذب‬
‫موضوعة على جعفر ليستأ كلون الناس بذلك ويأخذوا منهم‬
‫الدراهم ‪] .‬انظر‪ :‬اختيار معرفة الرجال )رجال الكشي( ‪، 2/616‬‬
‫بحار النوار‪. [303-25/302 :‬‬
‫ولجل ذلك قال جعفر الصادق ‪ ) :‬لو قام قائمنا بدأ بكذابي الشيعة‬
‫فقتلهم( ]اختيار معرفة الرجال )رجال الكشي( ‪ ، [2/589‬وأيضا ً‬
‫قال جعفر الصادق ‪) :‬لقد أمسينا وما أحد أعدى لنا ممن ينتحل‬
‫مودتنا ( ]اختيار معرفة الرجال )رجال الكشي( ‪ ، [2/596‬فما سبق‬
‫يبين لك حجم الكذب الذي نسب لل البيت عليهم السلم ‪.‬‬
‫)( في الصل )المبدعين( وهو خطأ ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( في الصل )بل( ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( في الصل )كانوا( ‪.‬‬ ‫‪3‬‬


‫نقد المراجعات‬ ‫‪32‬‬
‫هولكو وساعدوهم ‪ ،‬ول يرضون بخلفة الخلفاء‬
‫الراشدين !‬
‫هذا خواجة نصير الدين‪ -‬أعلم علماء المامية ‪ -‬وهذا‬
‫العلمة الحلي‪ -‬تلميذه ‪ -‬وأتباعهما كانوا من ندماء سلطين‬
‫المغول )‪ ، (1‬وفي هذه الحوال كانوا يسبون خلفاء النبي‬
‫ص ‪ ،‬ومعتقدين بارتداد المهاجرين والنصار ‪ ،‬ويروون عن‬
‫لالله ص إل ثلثة )‪ ، (2‬مع‬ ‫أئمتهم أنه أرتد الناس بعد رسو ‌‬
‫أن الله تعالى مدح أصحاب النبي ص في مائة آية من كتابه‬
‫ن‪] ‬المجادلة ‪.[22:‬‬ ‫ما َ‬‫لي َ‬‫ماِْ‬ ‫ب ِفي قُُلوب ِهِ ُ‬
‫‪ ،‬وقال تعالى ‪ :‬ك َت َ َ‬
‫هل العترة جاهلون بآيات القرآن النازلة في مدح‬
‫الصحاب ؟‬
‫فرون المهاجرين‬ ‫هل هؤلء الئمة من العترة كانوا ي ُك ّ ِ‬
‫والنصار الممدوحين في آيات كتاب الله ؟!‬
‫نعم ‪ ..‬علماء الماميششة قششائلون بششأن سششلطين الصششفوية‬
‫الششذين كششانوا مششن أعششوان النصششارى خيششر مششن الخلفششاء‬
‫الراشششدين ‪ ،‬ومجلششس شششاه طهماسششب الصششفوي والشششاه‬
‫عبششاس مملششوء مششن علمششاء الماميششة )‪ ، (3‬كمششا أن أخششوين‬
‫الشرلي كانششا مششن نششدمائهم ‪ ،‬و]هششؤلء[ )‪ (4‬السششلطين كششانوا‬
‫)‪(5‬‬
‫يعششاونون النصششارى ‪ ،‬ويشششترون السششلحة مششن ]هششؤلء[‬
‫العداء )‪ ، (6‬ويشعلون نشار الحشرب بيشن المسشلمين ‪ ،‬وكشان‬

‫)( انظر إرشاد الذهان للحلي ‪. 34 – 1/32‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر الكافي للكليني ‪. 8/245‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( قال محمد جواد مغنية ‪) :‬وترسم الشاه طهماسب خطى أبيه‬ ‫‪3‬‬

‫الشاه إسماعيل في تأييد المذهب ‪ ،‬وقد بالغ في إكرام العلماء وأهل‬


‫الدين ‪ ،‬حتى جعل أمر المملكة بيد عالم العصر المحقق الثاني الشيخ‬
‫علي عبد العال ‪ ،‬وقال له فيما قال ‪ :‬أنت أولى مني بالملك ‪ ،‬لنك‬
‫نائب المام حقا ً ‪ ،‬وأنا عامل منفذ ‪ ،‬وكتب إلى جميع الولة ‪ ،‬وأرباب‬
‫المناصب بإطاعة الشيخ ‪ ،‬والعمل بأوامره وتعاليمه ‪ ،‬فكان الشيخ‬
‫يطبق الشرع الشريف !! ( ]الشيعة في الميزان ص ‪. [178‬‬
‫ثم ذكر جمع من علماء الدولة الصفوية فقال ‪) :‬ومن علماء الدور‬
‫الصفوي المحقق الكركي ‪ ،‬والسيد الداماد ‪ ،‬والشيخ حسين عبد‬
‫الصمد ‪ ،‬وولده الشيخ البهائي ‪ ،‬والمجلسي الكبير صاحب البحار ‪،‬‬
‫وصدر المتألهين صاحب السفار ‪ ،‬والمحقق الردبيلي ‪ ،‬والمل عبد‬
‫الّله اليزدي ‪ ،‬والفيض الكاشي ‪ ،‬وغيرهم ( ]الشيعة في الميزان ص‬
‫‪. [ 183 – 182‬‬
‫)( في الصل )هذه( ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( في الصل )هذه( ‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( ذكر شاهين مكاريوس في كتابه تاريخ إيران )ص ‪ ، (154‬أن‬ ‫‪6‬‬

‫الشاه عباس أصدر منشورا ً إلى رعاياه يقول فيه ‪ :‬إن النصارى‬
‫أصدقاؤه وحلفاء بلده ‪ ,‬وأنه يأمر رعاياه باحترامهم وإكرامهم أينما‬
‫حّلوا ‪ ,‬واستطرادا ً لهذه السياسة ‪ ,‬فتح الشاه موانئ بلده لتجار‬
‫الفرنج و أوصى أل تؤخذ منهم رسوم على بضائعهم ‪ ,‬وأل يتعرض‬
‫أحد من الحكام أو الهالي لهم بسوء ‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫نقد المراجعات‬
‫علماؤهم ناظرين معركششة الحششرب والقتششال ‪ ،‬بششل ويكفششرون‬
‫أهل السنة و الجماعة ويمدحون الصفوية ‪.‬‬
‫والمجلسي ‪ -‬شيخ السلم فششي زمششن الصششفوية ‪ -‬ص شّنف‬
‫كتاب بحار النوار وجمع ]فيه[ روايات خرافية ‪ ،‬كششان يقششول‬
‫في )ج ‪] (25/243‬تحت[ عنوان الششدعاء للدولششة الصششفوية ‪:‬‬
‫)شيدها الله ووصلها بدولة القائم( يعني ‪ -‬المهدي الموعششود‬
‫‪ -‬مششششع أن الدولششششة الصششششفوية قتلششششوا مئات اللف مششششن‬
‫المسلمين ‪ ،‬وبدلوا دين الله وجاءوا بمذهب المامية )‪. (1‬‬
‫نعم ‪ ..‬أعداء السلم من القرن الثاني رفعوا علما ً باسم‬
‫شيعة العترة و]ستروا[)‪ (2‬أنفسهم تحت لواء مذهب أهل‬
‫البيت وألقوا العداوة بين أهل السلم‪ ،‬واستمسكوا‬
‫)‪(3‬‬
‫بمذاهب مخترعة وعقائد مشوهة وخرافات معوهة ‪،‬‬
‫وليعلم أن السلم من الله والمذاهب من الناس ‪ ،‬الدين‬
‫واحد يدعو إلى الوحدة ‪ ،‬والمذاهب متعددة تدعو إلى‬
‫التفرقة والنفاق ‪ ،‬فللعاقل أن يتدين بدين الله ‪ ،‬ويترك‬
‫المذاهب بأي اسم ]كانت[ )‪.(4‬‬
‫والسف والتعجب‬
‫هذا الشيخ سليم ‪ -‬إمام أهششل السششنة و الجماعششة ‪ -‬كششأنه‬
‫تجاهل وما سمع شيئا ً من قضششايا الفششرق ‪ ،‬ولششم يقششرأ كتششب‬
‫الماميششة حششتى يعششرف مششا فششي كتبهششم مششن السششب واللعششن‬
‫لصحاب النبي ص ‪ ،‬و لم ير الخرافات والباطيل ‪ ،‬ويسششأل‬
‫السيد عن مدارك المامة وفضائل أهل البيت ‪.‬‬
‫)( قال المؤرخ الشيعي عباس إقبال ‪ُ ) :‬يعد الشاه إسماعيل بل‬ ‫‪1‬‬

‫شبهة أحد أرشد وأكبر ملوك إيران ومع أنه تخطى جادة النصاف‬
‫والمروءة في تحميل مذهب التشيع على شعب إيران وكان أغلبهم‬
‫سنة فسفك دماء كثير من البرياء بقسوة إل‬ ‫حتى ذاك الوقت من ال ُ‬
‫أن سياسته في هذا السبيل أي إيجاد الوحدة المذهبية في إيران‬
‫وجعل المذهب الشيعي مذهبا ً رسميا ً واختيار السيرة التي سار عليها‬
‫خلفاؤه قد أفضت إلى نتيجة هامة جدا ً ‪ ،‬هي حفظ المجتمع اليراني‬
‫من شر هجمات السلطين العثمانيين المتعصبين الذين كانوا يسمون‬
‫أنفسهم من أواخر عهد السلطان سليم أمراء المؤمنين وخلفاء جميع‬
‫المسلمين وادعوا أن كافة المسلمين لبد أن يطيعوهم بحافز اليمان‬
‫كعهد الناس في زمن العباسيين وأن يعترفوا بأن إجراء أوامر‬
‫السلطان فيهم فريضة دينية بعد حكم الله ورسوله صلى الله عليه‬
‫وآله وسلم ( ‪] .‬تاريخ إيران بعد السلم ص ‪] [647‬انظر الدولة‬
‫العثمانية لعلي الصلبي ص ‪. [300-298‬‬
‫)( في الصل )تستروا( ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( من العاهة ‪ ،‬انظر لسان العرب ‪. 13/520‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( في الصل )كان( ‪.‬‬ ‫‪4‬‬


‫نقد المراجعات‬ ‫‪34‬‬
‫فليقال لهما ‪ :‬فضائل أهل البيت والعششترة غيششر مربوطششة‬
‫بمششذهب ول تثبششت مششذهبا ً أو مششذاهب ‪ ،‬وكتششب أهششل السششنة‬
‫ل فضششائل العششترة‬ ‫مملوءة من فضائل أهل البيت ‪ ،‬ومن أج ش ّ‬
‫م هذا التجاهل ؟‬ ‫أنهم لم يبتدعوا مذهبا ً ‪ ،‬فَل ِ َ‬
‫والمناسششب أن يقششال لصششاحب المراجعششات ‪ :‬إن كنششت‬
‫مصلحا ً وناهيا ً عن المنكششر وداعيشا ً إلششى الحششق ‪ ،‬قششل لنششا مششا‬
‫معنى شرف الدين ‪ ،‬وما معنى السششيد عبششد الحسششين ‪ ،‬ألششم‬
‫يقل أبششو الئمششة عليششه السششلم ‪) :‬ل تكششن عبششد غيششرك وقششد‬
‫خلقك الله حرا ً ( )‪ (1‬؟! أأنت عبششدا ً للششه أو عبششدا ً للحسششين ؟‬
‫وأنششت تقششول فششي )ص ‪ (5‬مششن كتابششك ‪) :‬قششد فرضششنا علششى‬
‫أنفسنا أن نعالج هذه المسألة بالنظر في أدلششة الطششائفتين(‬
‫فلم ]لم[ تنظر في صلح نفسك وتغيير اسمك ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫كتششاب المراجعششات يكششون نحشو كتشاب ششبهاى بيششاور‬
‫لسلطان الواعظين الشيرازي )‪ ،(3‬ألقى البحششث بيششن نفسششه‬
‫)( نهج البلغة ‪.3/51‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المسمى بليالي بيشاور ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫ت عن ترجمة‬ ‫)( حول شخصية )سلطان الواعظين( شكوك فقد بحث ُ‬ ‫‪3‬‬

‫ش من كتاب مناظرات في العقائد‬ ‫له فوجدت له ترجمة في هام ٍ‬


‫والحكام لعبدالله الحسن ]‪ ! [2/9‬وقد ظهر لي من هذه الترجمة‬
‫شكوك حول هذه الشخصية )سلطان الواعظين( حيث ذ َك ََر هذا‬
‫الواعظ ! أن بداية هذه المناظرات كانت في شهر رجب من عام‬
‫‪1345‬هش وكان عمره ثلثون سنة ! ]ليالي بيشاور ص ‪ [19 ،14‬ولكن‬
‫في ترجمته في كتاب مناظرات في العقائد والحكام ذكر عبدالله‬
‫الحسن أنه وُل ِد َ عام ‪1330‬هش فيصبح عمره خمس عشرة سنة حين‬
‫المناظرة ! ومما يشككنا في هذه الشخصية أنه ادعى مقابلة حجة‬
‫السلم علي الرضوي اللهوري صاحب تفسير لوامع التنزيل ‪ ،‬مع أن‬
‫هذا اللهوري توفي عام ‪1324‬هش ]الذريعة ‪ [18/365‬فيكف قابله‬
‫هذا الدعي )سلطان الواعظين( مع أن ولدته كانت عام ‪1330‬هش ؟!‬
‫فهل قابله قبل ولدته أم بعد وفاة اللهوري ؟! هذا عن شخصية‬
‫)سلطان الواعظين( أما عن كتابه فهو كغيره من الكتب التي يسطر‬
‫فيها كاتبها أقواله وأقوال خصمه ! ثم يكون النصر لكاتبها طبعا ً ! وقد‬
‫ذبات كثيرة هذه بعضها ‪ -‬علما ً أني جمعت هذه‬ ‫حوى هذا الكتاب ك َ ِ‬
‫الكذبات من خلل تصفٍح للكتاب فقط ! فلو أردت التدقيق والبحث‬
‫فبكم سأخرج ؟! ‪ -‬دلس وأوهم أن حديث الثقلين بلفظ )وعترتي(‬
‫رواه مسلم ]ص ‪ [114‬وكذب حين ادعى أن حديث السفينة متفق‬
‫ومجمع عليه وهو في صحيح مسلم ]ص ‪ ، [119‬وأن المام البخاري‬
‫لم ينقل فضائل علي وأبناءه رضي الله عنهم ]ص ‪ ، [117‬وأن‬
‫حديث الغدير مجمع على صحته عند أهل السنة ]ص ‪ ، [117‬وأن‬
‫حديث التصدق بالخاتم وحديث النذار وحديث السفينة مجمعٌ على‬
‫ب‬
‫ق َ‬‫صحتها عند أهل السنة ]ص ‪ ، [117‬وأن عمر رضي الله عنه ل ُ ّ‬
‫بالفاروق في قبال النبي ص حين لقب علي رضي الله عنه به ]ص‬
‫‪35‬‬
‫نقد المراجعات‬
‫وشخص سني خيالي ‪ ،‬فكل ما نسج في هذا الكتاب صدقه‬
‫السني كأن هذا السني كان جاهل بكتب المامية وتاريخها ‪،‬‬
‫أو غير مطلع علششى حيششل الشششيعة أو كششان شخصشا ً فرضششيا ً ‪،‬‬
‫والله أعلم ‪.‬‬
‫ب من كتب أهله‬ ‫ي ُْعرف ُ‬
‫كل مذه ٍ‬
‫يقال للشيخ سليم وأمثاله إن حقيقة كل مذهب أو‬
‫مسلك ُتعرف من كتب أهله ومن رواياتهم وتاريخ‬
‫أعمالهم ‪ ،‬فكان جديرا ً بك أن تنظر إلى أتقن كتب المامية‬
‫‪ ،‬وأصح مصنفاتهم ‪ ،‬أعني ‪ -‬كتاب الكافي في أصوله‬
‫ومعارفه التي تكون في المجلد الول – والمامية يقولون‬
‫قال المام ‪) :‬الكافي كاف لشيعتنا( )‪.(1‬‬

‫‪ ، [335‬وأن حديث )حب علي حسنة ل تضر معها سيئة( أخرجه‬


‫المام أحمد في مسنده ]ص ‪ ، [350‬وأن حديث )أوحي إلي في علي‬
‫أنه سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين( أخرجه‬
‫البخاري ومسلم ]ص ‪ [608‬وغيرها كثير فلو أردنا ذكر كذباته لطال‬
‫بنا المقام ولكن يكفي من القلدة ما أحاط بالعنق !‬
‫)( الكافي ‪. 1/25‬‬ ‫‪1‬‬
‫نقد المراجعات‬ ‫‪36‬‬

‫] سياحة في كتاب الكافي [‬


‫ونحششن ننقششل بعششض مطششالبه ‪ ،‬فلينظششر العاقششل بعيششن‬
‫النصاف ‪ ،‬هل هذه المطالب من السششلم والقششرآن أو مششن‬
‫أعدائهما ؟وهل تكون هذه من مششذهب أئمششة العششترة أو مششن‬
‫جهال المتعصبين من أهل الخرافات ؟!‬ ‫مذهب ال ُ‬
‫فششي الكششافي فششي كتششاب التوحيششد ‪ ،‬بششاب النششوادر ‪ ،‬عششن‬
‫الصادق عليه السلم قال ‪) :‬نحششن واللششه السششماء الحسششنى‬
‫التي ل يقبل الله من العباد عمل إل بمعرفتنا( )‪.(1‬‬
‫وقال ‪ ) :‬إن الله خلقنا فأحسن صورنا ‪ ،‬وجعلنا عينه في‬
‫عباده ‪ ،‬ولسششانه النششاطق فششي خلقششه ‪ ،‬ويششده المبسششوطة ‪...‬‬
‫وخزانه فشي سشمائه وأرضشه ‪ ،‬بنشا أثمششرت الششجار وجشرت‬
‫النهار ‪ ..‬وبعبادتنا عبد الله ‪.(2)(..‬‬
‫فنقول هل هذه الكلمات للمام المعجب بنفسه أعنششي‪-‬‬
‫إمام المتكبرين ‪ -‬؟ أم هو إمام المتقين الششذين يقششول علششي‬
‫عليه السلم في حقهم ‪) :‬عظم الخالق في أنفسهم فصغر‬
‫ما دونه في أعينهم ( )‪ (3‬أهذا من مذهب العترة الششذين قششال‬
‫جدهم ‪ ) :‬أنا بشر مثلكم()‪.(4‬‬
‫وقال في مناجاته ‪) :‬ما عبدتك حق عبادتك ومششا عرفتششك‬
‫حق معرفتك( )‪.(5‬‬
‫وقال تعالى في سششورة النعششام خاطبشا ً إيششاه ‪  :‬قُششل ل ّ‬
‫ه‪] ‬النعام ‪.[50 :‬‬ ‫ن الل ّ ِ‬
‫خَزآئ ِ ُ‬
‫دي َ‬ ‫عن ِ‬
‫م ِ‬ ‫أ َُقو ُ‬
‫ل ل َك ُ ْ‬
‫كلم اللششه أصششح أم كلم حفيششد مششن أحفششاد رسششوله ص ‪:‬‬
‫) نحن خزانه في سمائه و أرضه(‪.‬‬
‫نعم ليس هششذا كلم الصششادق ‪ ،‬بششل يكششون هششذا مششن كلم‬
‫إمام الغلة الذين يقول الصادق عليه السلم فششي حقهششم ‪:‬‬
‫)إن الغلة شششر خلششق اللششه ‪ ...‬إن الغلة شششر مششن اليهششود‬
‫والنصارى والمجوس والذين أشركوا()‪.(6‬‬
‫هل خالق العباد عاجز عن إجراء النهششار بششدون وسششاطة‬
‫عباده ؟!‬
‫سشن صشورة المششام فقشط ؟ واللششه تعشالى‬ ‫ح ّ‬‫هل الخشالق َ‬
‫الكافي ‪. 144 -1/143‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫الكافي ‪. 1/144‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫نهج البلغة ‪. 2/161‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫الكافي ‪. 5/568‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬

‫انظر بحار النوار ‪. 68/23‬‬ ‫)(‬ ‫‪5‬‬

‫المالي للطوسي ص ‪. 650‬‬ ‫)(‬ ‫‪6‬‬


‫‪37‬‬
‫نقد المراجعات‬
‫خل َ َ‬ ‫َ‬
‫ه ‪] ‬السجدة‪:‬‬ ‫ق ُ‬ ‫يٍء َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬‫ن كُ ّ‬
‫س َ‬‫ح ََ‬
‫ذي أ ْ‬ ‫ذكره يقول ‪  :‬ال ّ ِ‬
‫م ‪] ‬التغابن‪. [3:‬‬ ‫صوََرك ُ ْ‬‫ن ُ‬ ‫س َ‬
‫ح َ‬‫م فَأ ْ‬ ‫صوَّرك ُ ْ‬ ‫‪ [7‬وقال ‪  :‬وَ َ‬
‫وفي باب الخير والشر مششن الكششافي عششن الصششادق عليششه‬
‫السلم قال ‪) :‬إن مما أوحى الله إلى موسى عليه السلم‬
‫وأنزل عليه التوراة ‪ :‬إنششي أنششا اللششه ل إلششه إل أنششا ‪ ...‬خلقششت‬
‫الخيششر وأجريتششه علششى يششدي مششن أحششب ‪ ...‬وخلقششت الشششر‬
‫وأجريته علششى يششدي مششن أريششده ‪ ،‬فويششل لمششن أجريتششه علششى‬
‫يديه ( )‪. (1‬‬
‫وروي عن الباقر أيضا ً مضمون هذا الخبر)‪.(2‬‬
‫فليقال ‪ :‬هل هذا قول إمام أهل الجبر أو إمام العترة ؟‬
‫هل الله خالق الشر ‪ ،‬و أجرى الشر على يد عباده‬
‫وأجبرهم على المعاصي ؟‬
‫هل هذا مذهب أهل البيت ؟‬
‫وفي باب أن الئمة خلفاء الله روى الكليني عششن الرضششا‬
‫عليه السلم قال ‪) :‬الئمة خلفاء الله في أرضه‪.(3)(..‬‬
‫نقششول ‪ :‬إن اللششه سششبحانه تعششالى لششم يسششافر ولششم يمششت‬
‫ل مششن أن‬ ‫كالدمي حتى يكون له خلفاء ‪ ،‬إن الله تعالى أجشش ّ‬
‫يكون له مكان حتى يجلس خليفته مكششانه ‪ ،‬ومقششام أحششديته‬
‫وربوبيته أرفع من أن يعطيه لمخلوق ‪ ،‬وكتابه يدل علششى أن‬
‫آدم كان خليفة السابقين المفسشدين الهشالكين ‪ ،‬ولمشا قشال‬
‫ربك للملئكة إني جاعل فششي الرض خليفششة ‪ ،‬قششالوا أتجعششل‬
‫فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ‪ ،‬وخليفششة اللششه ل يمكششن‬
‫أن يكون مفسدا ً وسفاكا ً ‪ ،‬ولم يكن للملئكة جرأة على أن‬
‫تقول هكذا ‪.‬‬
‫ألم تر أن الله تعالى يقول في سورة فاطر )آيششة ‪: (39‬‬
‫فشَر فَعَل َْيش ِ‬‫ن كَ َ‬ ‫َْ‬ ‫جعَل َ ُ‬ ‫هشوَ ال ّش ِ‬
‫ه‬ ‫مش ْ‬ ‫ض فَ َ‬ ‫ف فِششي الْر ِ‬ ‫خلئ ِ َ‬‫م َ‬ ‫كش ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫‪ُ ‬‬
‫فُره ُ ‪.‬‬ ‫كُ ْ‬
‫فهل يكون الكافر خليفة الله مع أن الله تعالى لششم يقششل‬
‫إنششي جاعششل فششي الرض خليفششة اللششه أو خليفششتي ‪ ،‬ولكششن‬
‫الماميششة يص شّغرون عظمششة اللششه وكلهششم مششن الغششالين ‪] ،‬و[‬
‫يزعمون أن إمامهم قائم مقام رب العالمين ‪.‬‬
‫ً عند المتقدمين أصبح اليوم من ضروريات المذهب‬
‫] ما كان غلوا‬
‫[‬
‫)( الكافي ‪. 1/154‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الكافي ‪. 1/154‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( الكافي ‪. 1/193‬‬ ‫‪3‬‬


‫نقد المراجعات‬ ‫‪38‬‬
‫وهششذا أعلششم علمششاءهم فششي زمششانه أعنششي ‪ -‬آيششة اللششه‬
‫المامقاني‪ -‬يقول في كتششابه تنقيششح المقششال فششي )ص‪(212/‬‬
‫من المجلد الول ‪) :‬إن أكثر مششا يعششد اليششوم مششن ضششروريات‬
‫المذهب كان القول به معدودا في العهد السابق من الغلو(‬
‫)‪.(1‬‬
‫يعني أن أكثر عقائد المامية ]كانت[ )‪ (2‬غلوا في القرون‬
‫الولى ‪ ،‬واليوم صارت من ضروريات مذهبهم ‪ ،‬هششذا إقششرار‬
‫عالمهم في القرن الرابع عشر ‪.‬‬
‫وقال المامقاني أيضا ً في أحوال جابر بن يزيششد الجعفششي‬
‫من روايته لمور في الئمة‪ :‬صششارت اليششوم مششن ضششروريات‬
‫المذهب وكانت تعد غلوا ً ‪.‬‬
‫وقال أيضا ً في أحوال مفضل بن عمرو في )ص ‪: (241‬‬
‫)إن رمي القدماء الرجل بالغلو ل يعتمششد عليششه ‪ ،‬وكششون مششا‬
‫يعد اليوم من ضروريات مذهب التشيع غلوا عند القدماء(‪.‬‬
‫نعم كان الغلو كفرا ً وشركا ً عند أئمششة أهششل الششبيت وعنششد‬
‫قدماء الماميششة قبششل الصششفوية ‪ ،‬وأمششا بعششد الصششفوية فكششثر‬
‫المداحين والمتملقين ‪ ،‬فصششار الغلششو كسششبا ً ‪ ،‬وذا أجشرٍ كششثير‬
‫وعندهم فضيلة ‪.‬‬
‫وقال الشيخ الطبرسي فششي تفسششير مجمششع البيششان وهششو‬
‫شيخ المامية و أعلمهم في زمانه ‪ ،‬الشيخ أبو علششي فضششل‬
‫بن الحسين الطبرسي المتوفى في ‪548‬هش صششاحب مجمششع‬
‫م‬‫من سششورة المششائدة ‪  :‬ي َشوْ َ‬ ‫ُ‬ ‫البيان في تفسير آية )‪(109‬‬
‫م ل َن َششا إ ِن ّشكَ‬ ‫ْ‬
‫عل ش َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫م قششالوا ل ِ‬
‫جب ْت ُ ْ‬
‫ذا أ ِ‬‫ما َ‬
‫ل َ‬ ‫ل فَي َ ُ‬
‫قو ُ‬ ‫س َ‬ ‫ه الّر ُ‬ ‫معُ الل ّ ُ‬‫ج َ‬ ‫ي ََ ْ‬
‫ب ‪ : ‬مششن نسششب إلششى الماميششة أن الئمششة‬ ‫ُ ِ‬ ‫يو‬‫ُ‬ ‫غ‬‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ت‬‫أن ْ َ‬
‫ً‬
‫يعلمون الغيب فهو باطل لّنا ل نعلم أحدا من المامية ‪ ،‬بل‬
‫أحدا ً من أهل السلم يصف أحدا ً مششن النششاس بعلششم الغيششب‬
‫ف مخلوق شا ً بششذلك فقششد فششارق الششدين ‪ ،‬والشششيعة‬ ‫مششن وص ش َ‬ ‫و َ‬
‫المامية براء من هذا القول)‪.(3‬‬
‫وأمششا بعششد الصششفوية فصششار علششم الئمششة بششالغيب مششن‬
‫ضروريات مذهبهم فانظر إلششى بحششار المجلسششي )مجلششد ‪(7‬‬
‫فيه أبواب فيها أن الئمة يعلمششون الغيششب ‪ ،‬والحاصششل ]أن[‬
‫مششن عششاش عمششره فششي إيششران سششيعرف أن الماميششة كلهششم‬
‫)( قال الوحيد البهبهائي ‪) :‬أن القدماء كانوا مختلفين في المسائل‬ ‫‪1‬‬

‫الصولية أيضا فربما كان شيء عند بعضهم فاسدا ً أو كفرا ً غلوا ً أو‬
‫تفويضا ً أو جبرا ً أو تشبيها ً أو غير ذلك وكان عند آخر مما يجب‬
‫اعتقاده ( ]الفوائد الرجالية ص ‪ ، 38‬وانظر تنقيح المقال ‪. [3/240‬‬
‫)( في الصل )كان( ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( انظر مجمع البيان ‪. 3/447‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪39‬‬
‫نقد المراجعات‬
‫معتقدون بأن أئمتهم يعلمششون الغيششب ‪ ،‬واللششه تعششالى يقششول‬
‫َ‬ ‫ل ل أ َُقو ُ‬
‫م‬ ‫ن الل ّشهِ َول أع ْل َش ُ‬ ‫خ شَزائ ِ ُ‬‫دي َ‬ ‫عن ْ ِ‬‫م ِ‬ ‫ل ل َك ُ ْ‬ ‫لرسوله ‪  :‬قُ ْ‬
‫ب ‪) ‬سورة النعام آية ‪.(50‬‬ ‫ال ْغَي ْ َ‬
‫نعم ‪ ..‬الله عششالم الغيششب ‪ ،‬ويخششبر رسششوله ببعششض أخبششار‬
‫الغيب ‪ ،‬والرسول والمتقون من أمته وعترته يؤمنون بهششذه‬
‫ى‬
‫هد ً‬ ‫الخبار ‪ ،‬كما قال تعالى في سورة البقرة )آية ‪ُ  : (3‬‬
‫ب‪.‬‬ ‫ن ِبال ْغَي ْ ِ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ن ي ُؤ ْ ِ‬‫ذي َ‬ ‫ن * ال ّ ِ‬ ‫قي َ‬ ‫ل ِل ْ ُ‬
‫مت ّ ِ‬
‫وقال تعالى في سورة هود )آية ‪ (49‬بعد قصة نوح عليه‬
‫حيَهشا إ ِل َْيش َ‬ ‫ك مش َ‬
‫ت‬ ‫مشا ك ُْنش َ‬ ‫ك َ‬ ‫ب ُنو ِ‬ ‫ن أن َْبشاِء ال ْغَْيش ِ‬ ‫السشلم َ ‪  :‬ت ِْلش َ ِ ْ‬
‫ذا‪.‬‬ ‫ل هَ َ‬ ‫ن قَب ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬‫م َ‬ ‫ت َول قَوْ ُ‬ ‫مَها أن ْ َ‬ ‫ت َعْل َ ُ‬
‫فالرسول وأمته ل يكونون عالمين بالغيب بششدون إظهششار‬
‫الله تعالى ويؤمنون بأخبار الغيب ‪.‬‬
‫ب َفل ي ُظ ْهِ شُر‬ ‫م ال ْغَي ْ ِ‬ ‫تعالى في سورة الجن ‪َ  :‬‬
‫عال ِ ُ‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫وقاله أ َ‬
‫ل ‪] ‬الجششن‪-26:‬‬ ‫سو‬
‫ِ ْ َ ُ ٍ‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ضى‬ ‫ت‬ ‫ر‬
‫ِ َ ِ ْ َ َ‬‫ا‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫*‬ ‫ا‬ ‫حد‬ ‫ع ََلى غ َي ْب ِ ِ َ‬
‫‪.[27‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ب أخششذه جششدهم مششن الششوحي‬ ‫فالئمة ]إنما[ أخبروا بغي ٍ‬
‫وأخبرهم بذلك ‪ ،‬ولكن الغلة من المامية يعتقششدون أن كششل‬
‫واحد من الئمة ‪ ،‬بل نوابهم عالمون بالغيب ويخششبرون عششن‬
‫كمية الموال والوجوهات التي تأتيهم مششن أتبششاعهم ‪ ،‬خلفشا ً‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫ل ل ي َعْل َ ُ‬ ‫لقوله تعالى في سورة النمل )آية ‪  : (65‬قُ ْ‬
‫ه‪.‬‬ ‫ب إ ِّل الل ّ ُ‬ ‫ت َواْل َْرض ال ْغَي ْ َ‬ ‫ماَوا ِ‬ ‫س َ‬‫ِفي ال ّ‬
‫فانظر إلى )مجلد ‪ (52‬من بحار المجلسي ‪] ،‬فقد[ نقششل‬
‫أخبارا ً أكثرها في أن نواب المهدي عالمون بالغيب )‪. (2‬‬
‫ى ع َل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫ف َ‬‫خ َ‬‫ه ل َ يَ ْ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫تعالى يقول في كتابه ‪  :‬إ ِ ّ‬ ‫َ‬
‫إن الله‬
‫ماء ‪] ‬آل عمران‪ ، [5:‬ولكن‬ ‫س َ‬ ‫ض وَل ِفي ال ّ‬ ‫َ‬ ‫يٌء ِفي الْر ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫َ‬
‫الكليني يقول في كتاب الكافي ‪) :‬باب أن الئمششة ل يخفششى‬
‫عليهم شيء في الرض ول فششي السششماء()‪ (3‬فسششبحان اللششه‬
‫وتعالى عما يقولون علوا ً كبيرا ً ‪.‬‬
‫وفي باب أن الئمششة ولة أمششر اللششه وخزنششة علمششه روي‬
‫]في[ الكافي عن الصادق عليه السششلم قششال ‪) :‬نحششن ولة‬
‫أمر الله و خزنة علمه وعيبة وحي الله( )‪.(4‬‬
‫وعن الباقر عليه السلم قال ‪) :‬واللششه إن ّششا لخششزان اللششه‬
‫)( في الصل )إن( ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( وقد تعرض المؤلف لهذه الروايات وفندها في كتابه دراسات‬ ‫‪2‬‬

‫علمية في أحاديث المهدي وسيطبع بتحقيقي بإذن الله ‪.‬‬


‫)( انظر الكافي للكليني ‪. 1/260‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( الكافي للكليني ‪.1/192‬‬ ‫‪4‬‬


‫نقد المراجعات‬ ‫‪40‬‬
‫في سمائه و أرضه و نحن تراجمة وحي الله و نحن الحجششة‬
‫البالغششة()‪ ، (1‬وعششن الصششادق عليششه السششلم ‪) :‬لنششا نطقششت‬
‫الشجرة( )‪.(2‬‬
‫] الئمة ل يعلمون الغيب [‬
‫ونحششن نقششول كششل هششذا مششن مششذهب الغلة ل مششن أهششل‬
‫دي‬ ‫عن ش ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ل ل َك ُ ْ‬ ‫البيت ؛ لن الله يقول لرسوله ‪ُ  :‬قل ل ّ أ َُقو ُ‬
‫يٍء إ ِل ّ‬‫ششش ْ‬ ‫من َ‬ ‫ن الل ّهِ ‪] ‬النعام‪ [50:‬ويقول ‪  :‬وَِإن ّ‬ ‫خَزآئ ِ ُ‬ ‫َ‬
‫ه ‪] ‬الحجشر ‪ ، [21:‬وإمشام الغلة يقشول عنشدي‬ ‫خَزائ ِن ُ ُ‬‫عند ََنا َ‬ ‫ِ‬
‫خزائن الله ‪.‬‬
‫وهششذا أميششر المششؤمنين يقششول فششي خطبششة )‪ (133‬مششن‬
‫كلماته ‪) :‬ختم بمحمد الوحي()‪.(3‬‬
‫و)في خطبة ‪ (235‬يقول وهو يلي غسل رسول‌الله ص‪:‬‬
‫)بأبي أنت و أمي لقد انقطع بموتششك مششا لششم ينقطششع بمششوت‬
‫غيرك من النبوة والنباء وأخبار السماء ( )‪. (4‬‬
‫بل المام يوحى إليه وينزل عليششه الملششك ‪ ،‬واللششه تعششالى‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ها ُنود ِ َيَ ِ‬ ‫ما أ ََتا َ‬ ‫القصص )آية ‪ (30‬يقول ‪ :‬فَل َ ّ‬ ‫َ‬
‫في سورة‬
‫ن َيششا‬ ‫جَرةِ أ ْ‬ ‫ّ‬
‫ن الش َ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫مَباَركةِ ِ‬ ‫ْ‬
‫قعَةِ ال ُ‬ ‫ْ‬
‫ن ِفي الب ُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ئ ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫م ِ‬‫ّ‬
‫واد ِ َ الي ْ َ‬ ‫شاط ِ ِ‬
‫ن‪.‬‬ ‫مي َ‬ ‫ب الَعال ِ‬ ‫ه َر ّ‬‫سى إ ِّني أَنا الل ُ‬ ‫مو َ‬ ‫ُ‬
‫والمنششادي والنششاطق هششو اللششه ‪ ،‬والشششجرة محششل النششداء‬
‫وليست الشجرة ناطقا ً ‪ ،‬ولم تقل الشششجرة إنششي أنششا اللششه ‪،‬‬
‫)‪(5‬‬
‫ولكن إمششام الماميششة يقششول ‪) :‬نطقششت الشششجرة للمششام(‬
‫وهذا كفر ‪.‬‬
‫وفششي هششذه الروايششات يقششول المششام ‪) :‬نحششن حجششة اللششه‬
‫البالغة( )‪ (6‬والله تعالى يقول ‪ :‬ل تكون حجة بعد الرسششول ‪،‬‬
‫ن‬ ‫من ْذ ِِري َ‬
‫ن وَ ُ‬ ‫ري َ‬ ‫ش ِ‬ ‫مب َ ّ‬ ‫سل ً ُ‬‫وفي سورة النساء )آية ‪ُ  : (165‬ر ُ‬
‫ل‪. ‬‬ ‫س ِ‬ ‫ة ب َعْد َ الّر ُ‬‫ج ٌ‬
‫ح ّ‬ ‫س ع ََلى الل ّهِ ُ‬ ‫ن ِللّنا ِ‬ ‫كو َ‬ ‫ل ِئ َّل ي َ ُ‬
‫ويقول علي عليه السلم في خطبة )‪) : (91‬تمت بنبينا‬
‫محمد ص حجتششه( )‪ ، (7‬ويقششول الصششادق عليششه السششلم فششي‬
‫كتاب العقل من الكافي ‪ ) :‬لله علششى النششاس حجششتين حجششة‬

‫الكافي للكليني ‪. 1/192‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫الكافي للكليني ‪. 1/193‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫نهج البلغة ‪. 2/16‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫نهج البلغة ‪. 2/228‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬

‫الكافي للكليني ‪. 1/193‬‬ ‫)(‬ ‫‪5‬‬

‫الكافي للكليني ‪. 1/192‬‬ ‫)(‬ ‫‪6‬‬

‫نهج البلغة ‪. 1/177‬‬ ‫)(‬ ‫‪7‬‬


‫‪41‬‬
‫نقد المراجعات‬
‫ظاهرة وحجة باطنة فأما الظاهرة فالرسل والنبياء والئمة‬
‫عليهم السلم وأما الباطنة فالعقول ( )‪.(1‬‬
‫ولكن الماميششة يقولششون ليششس كششذلك ‪ ،‬بششل أئمتنششا حجششج‬
‫الله ‪ ،‬ولذا ينادون فششي آذانهششم ومسششاجدهم أشششهد أن عليشا ً‬
‫وأبناءه المعصومين حجج الله )‪.(2‬‬
‫فكلمهم ضد كلم الله وضد كلمات العترة ‪ ،‬ونقول لهم‬
‫ل مششن اللششه أو‬ ‫‪ :‬هل حجية شخص في دين الله تكششون بجع ش ٍ‬
‫بادعاء الغلة ؟ في أي موضع قال اللششه ‪ :‬فلن حجششة اللششه ‪،‬‬
‫غير رواة الغلة ؟‬
‫وأيضا ً نسأل هششل يكششون علششم اللششه عيششن ذاتششه أم يكششون‬
‫علمه تعالى في خزينة عبده ؟‬
‫فما معنى قول إمام الغلة نحن خزنة علم الله ؟!‬
‫وفي الكافي في باب أن الئمة نور الله عن الباقر عليه‬
‫السلم وقد سأله أبو خالد الكششابلي عششن قششول اللششه تعششالى‬
‫مُنوا ِبالل ّهِ وََر ُ‬
‫سول ِهِ َوالّنوِر‬ ‫سورة التغابن )آية ‪َ : (8‬فآ ِ‬ ‫في‬
‫ذي أ َن َْزل َْنا ‪ ‬فقال ‪) :‬يا أبا خالد النور و الله الئمة( ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫ال ّ ِ‬
‫و عششن الصششادق عليششه السششلم فششي )آيششة ‪ (157‬سششورة‬
‫ي‪ ‬إلشى قششوله‬ ‫ُ‬ ‫سششو َ‬ ‫العشراف ‪‬اّلش ِ‬
‫مش ّ‬ ‫ي ال ّ‬ ‫ل الن ّب ِش ّ‬ ‫ن الّر ُ‬
‫شو َ‬‫ُ‬
‫ن ي َت ّب ِعُش‬‫ذي َ‬
‫ه‪ ، ‬قششال ‪ ) :‬النششور فششي هششذا‬ ‫معَ ش ُ‬ ‫‪َ‬وات ّب َعُششوا ْ الن ّششوَر ال ّشذ ِيَ أن شزِ َ‬
‫ل َ‬
‫ي والئمة( )‪. (4‬‬ ‫الموضع عل ّ‬
‫أقول ‪ :‬انظر إلى هذه التأويلت الباردة ‪ ،‬هل تكششون مششن‬
‫إمام أهل البيت أم من جعل روايات المامية ؟‬
‫)‪(5‬‬
‫هشششل أنشششزل اللشششه الكتشششاب أم ل ‪] ،‬أم أنزلشششه[ علشششي‬
‫وأولده ؟ و الله تعالى يقول في سورة المائدة )آية ‪: (15‬‬
‫ن‪. ‬‬
‫مِبي ٌ‬ ‫ب ُ‬ ‫ن الل ّهِ ُنوٌر وَك َِتا ٌ‬ ‫م َ‬‫م ِ‬‫جاَءك ُ ْ‬
‫‪ ‬قَد ْ َ‬
‫أجدير بإمام من أئمششة العششترة أن ل يعلششم أن اللششه أنششزل‬
‫الكتششاب ‪ ،‬وكتششاب المراجعششات يششدعو النششاس إلششى هششذه‬
‫الخرافات المذهبية ‪.‬‬
‫] التأويلت الباطنية ليات القرآن [‬

‫)( الكافي للكليني ‪. 1/17‬‬ ‫‪1‬‬

‫ب ماتع بعنوان )الشهادة الثالثة في الذان حقيقة أم‬ ‫)( هناك كتا ٌ‬ ‫‪2‬‬

‫س حقيقة هذه العبارة في‬‫ََ َ‬‫ر‬‫د‬ ‫البصير‪،‬‬ ‫الدين‬ ‫علء‬ ‫للباحث‬ ‫افتراء ؟(‬
‫ً‬
‫الذان وبين بما ل يدع مجال للشك بطلنها ‪ ،‬فأنظره ‪.‬‬
‫)( الكافي للكليني ‪. 1/194‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( الكافي للكليني ‪. 1/194‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( في الصل )بل أنزل( ‪.‬‬ ‫‪5‬‬


‫نقد المراجعات‬ ‫‪42‬‬
‫وفي باب أن اليات التي ذكرها الله في كتابه هم الئمة‬
‫ق شد ْ‬ ‫‪ ،‬عن الباقر عليه السلم في )آية ‪ (42‬سورة َ القمششر ‪‬وَل َ َ‬
‫خ شذ َ‬ ‫م أَ ْ‬ ‫خ شذ َْناهُ ْ‬ ‫ن الن ّشذ ُُر * ك َشذ ُّبوا ِبآيات ِن َششا ك ُل ّهَششا فَأ َ‬ ‫ل فِْرع َوْ َ‬ ‫جاَء آ َ‬ ‫َ‬
‫)‪(1‬‬
‫قت َد ٍِر‪ ، ‬قال ‪):‬يعني بالوصياء كلهم( ‪.‬‬ ‫م ْ‬ ‫زيزٍ ُ‬ ‫عَ ِ‬
‫جّهال المامية ؟‬ ‫هل هذا قول الباقر أم من جعليات ُ‬
‫ذبوا بالئمشة الثنشي عششر فشأغرقوا فشي‬ ‫قوم فرعشون كش ّ‬
‫الدنيا ‪ ،‬و هم معذبون في الخرة ‪ ،‬هل هذا صحيح ؟!‬
‫و في الكافي فششي بششاب أن القششرآن يهششدي إلششى المششام ‪،‬‬
‫روي عن الصادق عليه السلم في قوله تعالى فششي سششورة‬
‫َ‬
‫ي أقْ شوَ ُ‬
‫م‬ ‫دي ل ِل ِّتي ه ِ َ‬ ‫ن ي َهْ ِ‬ ‫قْرآ َ‬ ‫ذا ال ْ ُ‬‫ن هَ َ‬ ‫السراء )آية ‪ : (9‬إ ّ‬
‫ِ )‪(2‬‬
‫قال‪) :‬يهدي إلى المام( ‪.‬‬
‫أقول ‪ :‬اتخذوا آيات الله هزوا ‪ ،‬هششل المششام ل يششدري أن‬
‫جملة )التي( هي مؤنث والمام مذكر ؟!‬
‫هل هذا الكلم من وضع الكذابين أم من إمام عالم تقي‬
‫؟!‬
‫هكششذا دس الماميشة فششي القششرآن تحشت أسششماء الئمشة ‪،‬‬
‫وتركوا القرآن وراء ظهورهم وحرفوه ‪ ،‬ويقولون في بعششض‬
‫مجالسهم هذا القرآن بدون المام ل ثمن له ول يعبأ به)‪.(3‬‬
‫وفي باب عرض العمال على النششبي ص والئمششة ‪ ،‬روى‬
‫الكليني عن الصادق والرضا عليهما السششلم قششال ‪) :‬تعششرض‬
‫العمششال علششى رسششول ‌اللششه ص أعمششال العبششاد كششل صششباح‬
‫أبرارهششا و فجارهششا فاحششذروها ‪ ،‬و هششو قششول اللششه تعششالى ‪:‬‬
‫ه‪، (4)  ...‬‬ ‫سششول ُ ُ‬ ‫م وََر ُ‬ ‫مل َك ُش ْ‬ ‫ه عَ َ‬ ‫س شي ََرى الل ّش ُ‬ ‫مل ُششوا ْ فَ َ‬ ‫ل اع ْ َ‬ ‫‪‬وَقُ ش ِ‬
‫أقول ‪ :‬هذه الية في سورة براءة )آية ‪] (105‬وقششد نزلششت[‬
‫)‪ (5‬في ذم المنافقين الذين تخلفوا عن غششزوة تبششوك ‪ ،‬وبعششد‬
‫رجشوع رسششول ‌اللششه ص مشن هشذه الغشزوة جشاؤوا معتششذرين‬
‫م قُششل‬ ‫م إ ِل َي ْهِ ْ‬ ‫جعْت ُ ْ‬ ‫م إِ َ‬
‫ذا َ َر َ‬ ‫ن إ ِل َي ْك ُ ْ‬‫فنزلت قوله تعالى ‪ :‬ي َعْت َذ ُِرو َ َ‬
‫سششي ََرى‬ ‫م وَ َ‬ ‫ُ‬
‫خَبششارِك ْ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬‫ه ِ‬ ‫ّ‬
‫م قَد ْ ن َب ّأَنا الل ُ‬ ‫ن ل َك ُ ْ‬ ‫ل ّ ت َعْت َذ ُِروا ْ َلن ن ّؤ ْ ِ‬
‫م َ‬
‫ه‪] ‬التوبة‪. [94:‬‬ ‫سول ُ ُ‬‫م وََر ُ‬ ‫مل َك ُ ْ‬‫ه عَ َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫)( الكافي للكليني ‪. 1/207‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫)( الكافي للكليني ‪. 1/216‬‬
‫)( روى الكليني في الكافي عن أبي عبد الله عليه السلم أنه قال ‪:‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ ...‬أن القرآن ل يكون حجة إل بقيم ( ]أصول الكافي ‪ ، [1/169‬قال‬


‫المازندارني في شرح أصول الكافي ]‪) : [5/351‬أن القرآن ليس‬
‫بحجة إل بناطق مؤيد يعلم ظاهر القرآن وباطنه وباطن باطنه ويأمر‬
‫وينهى بالحق ‪ ...‬فعلم من ذلك أن القرآن ليس بحجة مستقلة !!(‪.‬‬
‫)( الكافي للكليني ‪. 1/219‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( في الصل )وقبلها نزلت مع هذه( ‪.‬‬ ‫‪5‬‬


‫‪43‬‬
‫نقد المراجعات‬
‫ول ترتبط بالمؤمنين وبعمل الناس بعد وفاة النششبي ص ‪،‬‬
‫يقول تعالى ‪ :‬يا أيها المتخلفون عن غزوة تبششوك ل تعتششذروا‬
‫سيرى الله ورسششوله و المششؤمنين عملكششم ]فيمششا[ بعششد فششي‬
‫غزوات أخرى ‪ ،‬هل تحضرون الجهاد أم ل ؟‬
‫ولكن المامية حرفوها وأولوها بعمل المؤمنين بعد وفاة‬
‫النبي ص والئمة ‪ ،‬واتخذوا آيات الله هزوا وقالوا ‪ :‬إن اللششه‬
‫شششاف العيششوب ول يكششون سششّتار العيششوب ؛ لنششه يكشششف‬ ‫ك ّ‬
‫لرسوله وأوليائه عمل الفجار في البرزخ وفششي دار السششلم‬
‫عند ربهم ‪ ،‬في دارٍ ل خوف عليهم ول هم يحزنون ]فيششرى[‬
‫)‪ (1‬أولياؤه عمل الفجار وظلم العباد ‪ ،‬فهم دائم شا ً فششي حششال‬
‫الحزن والغم لسوء عمل المة ‪ ،‬أهذا من مقررات السلم‬
‫أم من مذهب الخرافات ؟‬
‫سشوا‪‬‬
‫)‪(2‬‬
‫س ُ‬ ‫أمشا قشال تعشالى لرسشوله و المشؤمنين ‪ :‬وََل ت َ َ‬
‫ج ّ‬
‫]الحجشرات‪ ، [12:‬أمشا نهشى اللشه عشن التجسشس ]علشى[‬
‫جن ّششة وسششترا ً‬ ‫أعمال العباد ‪ ،‬فهذا مششذهب مششن اتخششذ الئمششة ُ‬
‫لخرافتهم ]وهو[ مذهب من وردت الروايات في ذمهم ‪.‬‬

‫)( في الصل )فيرون( ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( في الصل )من( ‪.‬‬ ‫‪2‬‬


‫نقد المراجعات‬ ‫‪44‬‬

‫الروايات الواردة في ذم الشيعة من أئمتهم‬


‫نقل آية الله المامقاني فششي كتششابه مقبششاس الهدايششة ص)‬
‫‪ (88‬أنه قال ‪] :‬قال[ الصادق عليه السششلم ‪) :‬قششل للغاليششة‬
‫توبوا إلى الله فإنكم فساق كفار( )‪. (1‬‬
‫وقال الصادق عليه السلم أيضا ً ‪ ) :‬إن ممن ينتحل هذا‬
‫المشر ‪ -‬أي التششيع ‪ -‬لمشن هشو شششر مشن اليهشود والنصششارى‬
‫والمجوس والذين أشركوا ( )‪.(2‬‬
‫وذكر عليه السلم الغلة فقال ‪ ) :‬إن فيهم مششن يكششذب‬
‫حتى إن الشيطان ليحتاج إلى كذبه( )‪.(3‬‬
‫وفششي ص )‪ (89‬مششن هششذا الكتششاب ‪ ،‬قششال الصششادق عليششه‬
‫السلم ‪) :‬ما أنزل الله سبحانه آية في المنافقين إل و هي‬
‫فيمن ينتحل التشششيع( )‪ (4‬واعلششم أن أكششثر رواة الشششيعة مششن‬
‫الغلة ‪.‬‬
‫و نقل المامقاني في ص )‪ (88‬من هذا الكتاب عن أبششي‬
‫‌بصير قال ‪ :‬قال الصادق عليه السلم ‪) :‬يششا أبششا محمششد إنششي‬
‫بريء ممن يزعم أّنا أرباب( )‪.(5‬‬
‫أقول ‪ :‬قال تعالى في حق الشيعة و سششاير الكفششار فششي‬
‫م أ َْرَبابشا ً‬ ‫م وَُرهْب َششان َهُ ْ‬ ‫حَباَرهُ ْ‬
‫خ ُ َ‬
‫ذوا أ ْ‬ ‫سورة التوبة )آية ‪ :(31‬ات ّ َ‬
‫ن‪.‬‬ ‫ُ‬
‫شرِكو َ‬ ‫ما ي ُ ْ‬ ‫ه عَ ّ‬ ‫حان َ ُ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ن الل ّهِ ‪ ‬إلى أن قال ‪ُ ‬‬ ‫دو ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫ج ِ‬‫سش ْ‬ ‫ي ال ّ‬ ‫حب َ ِ‬ ‫صا ِ‬‫يوسف )آية ‪َ  : (39‬يا َ‬ ‫َ‬ ‫وقال في سورة‬ ‫ََ‬
‫قّهاُر‪. ‬‬ ‫ْ‬
‫حد ُ ا ل َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ْ‬
‫ه ال َ‬ ‫ّ‬
‫خي ٌْر أم ِ الل ُ‬ ‫ن َ‬ ‫فّرُقو َ‬ ‫مت َ َ‬
‫ب ُ‬ ‫أأْرَبا ٌ‬
‫ل َيا‬ ‫وقال تعالى في سورة آل عمران )آية ‪  : (64‬قُ ْ‬
‫م أ َّل ن َعْب ُشد َ إ ِلّ‬ ‫واٍء ب َي ْن َن َششا وَب َي ْن َكَ ُش ْ‬‫س َ‬ ‫مةٍ َ‬ ‫وا إ َِلى ك َل ِ َ‬‫ب ت ََعال َ ْ‬ ‫ل ال ْك َِتا ِ‬ ‫أ َهْ َ‬
‫ن‬‫دو ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫مشش ْ‬ ‫ضَنا ب َْعضا ً أْرَبابا ً ِ‬ ‫خذ َ َ ب َعْ ُ‬ ‫شْيئا ً َول ي َت ّ ِ‬ ‫ك ب ِهِ َ‬ ‫شرِ َ‬ ‫ه َول ن ُ ْ‬ ‫الل ّ َ‬
‫ن‪.‬‬ ‫مو َ‬ ‫سل ِ ُ‬‫م ْ‬ ‫دوا ب ِأّنا ُ‬ ‫شه َ ُ‬ ‫قوُلوا ا ْ‬ ‫وا فَ ُ‬ ‫ن ت َوَل ّ ْ‬ ‫الل ّهِ فَإ ِ ْ‬
‫يعني من اتخذ أربابا من دون الله فهو مشرك خارج عن‬
‫السشششلم ‪ ،‬والششششيعة الماميشششة عشششادتهم و سشششيرتهم فشششي‬
‫مجالسهم الدينية أن يقولوا ‪ :‬يا حسين ويا عبششاس ويشا بشاب‬

‫)( مقباس الهداية ‪) 2/124‬منشورات دليل ما ‪ ،‬ط ‪ ،1‬مطبعة‬ ‫‪1‬‬

‫نكارش( ‪ ،‬وانظر وسائل الشيعة للحر العاملي ‪ ، 28/352‬ومعجم‬


‫رجال الحديث للخوئي ‪.15/264‬‬
‫)( بحار النوار ‪. 65/166‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( الكافي للكليني ‪. 8/354‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( مقباس الهداية ‪ ، 2/126‬وانظر بحار النوار ‪. 65/166‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( مقباس الهداية ‪ ،2/124‬وانظر بحار النوار ‪. 25/297‬‬ ‫‪5‬‬


‫‪45‬‬
‫نقد المراجعات‬
‫الحوائج ]و[ يا موسى ‌بن جعفر أنتم أربابنا وندعوكم لقضاء‬
‫حاجاتنا ‪ ،‬وهكذا في أدعيتهم وعباداتهم ‪.‬‬
‫] واقع أئمة آل البيت عليهم السلم ينفي نسبة علم الغيب لهم [‬
‫والحششال أن أئمششة العششترة خرجششوا مششن الششدنيا ول يمكششن‬
‫الوصول إليهم ‪ ،‬ولم يأمر الله في كتابه أن نششدعوهم ‪ ،‬ولششم‬
‫يقل ادعوا رسششولكم أو ادعششوا المقربيششن لششديّ ‪ ،‬بششل قششال ‪:‬‬
‫ادعوا ربكم )‪ ، (1‬أنا أقرب إليكم من حبل الوريد )‪ ،(2‬وأرحششم‬
‫بكم من غيري ‪ ،‬وليس بيني وبينكم واسطة ولسششت عنكششم‬
‫ببعيد )‪.(3‬‬
‫ولكششن كششأن السششيد شششرف‌ الششدين لششم ‌يششر مجالسششهم‬
‫ومحافلهم ‪ ،‬ويدعو الناس إلى مذهب من يظن أن العبششاس‬
‫حاضر في كل مكان ويسمع كل نداء ومتصف بصفات اللششه‬
‫تعالى وسششميع لكششل صششوت ‪ ،‬ألششم يقششرؤوا القششرآن ‪ ،‬وقصششة‬
‫َعزير النبي عليه السلم في سورة البقرة )آية ‪ :َ (259‬‬
‫ل أّنششى‬ ‫شَها َقا َ‬ ‫ة ع ََلى ع ُُرو ِ‬ ‫خاوِي َ ٌ‬ ‫ي َ‬ ‫مّر ع ََلى قَْري َةٍ وَه ِ َ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫كال ّ ِ‬ ‫أوْ َ‬
‫ل‬‫ه قَششا َ‬‫م ب َعَث َ ُ‬ ‫عام ٍ ث ُ ّ‬‫ة َ‬‫مائ َ َ‬
‫ه ِ‬ ‫ّ‬
‫ه الل ُ‬ ‫موْت َِها َفَأ َ‬
‫مات َ ُ‬ ‫ه ب َعْد َ َ‬ ‫ّ‬
‫حِيي هَذ ِهِ الل ُ‬ ‫يُ ْ‬
‫مششائ َ َ‬
‫ة‬ ‫ت ِ‬ ‫َ‬
‫ل لب ِث ْش َ‬ ‫ض ي َشوْم ٍ قَششا َ‬
‫ل ب َش ْ‬ ‫وما أوْ ب َعْ َ‬ ‫ً‬ ‫ت يَ ْ‬ ‫َ‬
‫ل لب ِث ْ ُ‬ ‫ت َقا َ‬ ‫َ‬
‫م لب ِث ْ َ‬ ‫كَ ْ‬
‫عام ٍ ‪ ..‬الية ‪.‬‬ ‫َ‬
‫هششؤلء الماميششة يقولششون روح النبيششاء و الوليششاء محيششط‬
‫بالدنيا ومطلع ]على[ )‪ (4‬أحوال العبششاد ‪ ،‬ويسششمعون أصششوات‬
‫الدنيا ‪ ،‬ولكن قصة عزير وهو من النبيششاء الِعظششام تردهششم ؛‬
‫لنه بعد موته ما كان مطلعا ً على نفسه وبدنه ومششدة لبثششه ‪،‬‬
‫ولم يعلم أن حمششاره صششار ترابشا ً ‪ ،‬فضششل عششن العلششم بسششائر‬
‫العباد ‪ ،‬ومن هششذه القصششة ُيعششرف أن النبيششاء والوليششاء بعششد‬
‫موتهم غير مطلعيششن ]علششى[ )‪ (5‬الششدنيا ‪ ،‬والماميششة يششزورون‬
‫قبور أكششابرهم ويقفششون سششاعات كششثيرة ويقششرؤون زيششارات‬
‫طويلة ويتملقون من صاحب القبر ويقولششون ‪ :‬أنششا عبششدك و‬
‫ن‬
‫دي َ‬ ‫ب ال ْ ُ‬
‫معْت َ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه ل يُ ِ‬ ‫ة إ ِن ّ ُ‬‫في َ ً‬
‫خ ْ‬‫عا وَ ُ‬ ‫ضّر ً‬ ‫م تَ َ‬ ‫عوا َرب ّك ُ ْ‬ ‫‪ () 1‬قال الله تعالى ‪:‬اد ْ ُ‬
‫‪] ‬العراف‪. [55:‬‬
‫ه‬
‫س بِ ِ‬‫سوِ ُ‬ ‫ما ت ُوَ ْ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫ن وَن َعْل ُ‬ ‫سا َ‬ ‫قَنا ال ِن ْ َ‬‫خل ْ‬ ‫َ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫َ‬
‫‪ () 2‬قال الله تعالى ‪  :‬وَل َ‬
‫ْ‬ ‫فسه ونح َ‬
‫ل الوَِريدِ‪] ‬ق‪. [16:‬‬ ‫ِ‬ ‫حب ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ب إ ِل َي ْهِ ِ‬
‫م‬ ‫ن أقَْر ُ‬ ‫نَ ْ ُ ُ َ ْ‬
‫ب‬ ‫جي‬ ‫عبادي ع َني فَإني قَريب أ ُ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫‪ () 3‬قال َالله ُ تعالى ‪  :‬وإَذا سأ َ‬
‫ْ‬
‫ِ ٌ ِ ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ّ‬ ‫ِ َ ِ‬ ‫َ‬ ‫َِ‬
‫ن‪‬‬ ‫دو َ‬ ‫ش ُ‬ ‫م ي َْر ُ‬‫مُنوا ِبي ل َعَل ّهُ ْ‬ ‫جيُبوا ِلي وَل ْي ُؤ ْ ِ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫ن فَل ْي َ ْ‬ ‫عا ِ‬ ‫داِع إ َِذا د َ َ‬‫د َع ْوَة َ ال ّ‬
‫]البقر‬
‫ة‪. [186:‬‬
‫‪ () 4‬في الصل )عن( ‪.‬‬
‫‪ () 5‬في الصل )عن( ‪.‬‬
‫نقد المراجعات‬ ‫‪46‬‬
‫ابن عبدك مستجير بك أشهد أنك تسمع كلمي وترد جوابي‬
‫وترى مقامي ‪ ،‬وكل هذا مشن العقششائد الفاسششدة ‪ ،‬زيششن لهششم‬
‫الشيطان أعمالهم ‪.‬‬
‫] أمير المؤمنين علي عليه السلم ل يعلم الغيب [‬
‫وهذا أمير المؤمنين علي عليه السلم قام في الليل‬
‫على قبر فاطمة وأنشد عليه السلم ‪:‬‬
‫مالي وقفت على القبور مسلما ** قبر الحبيب فلم يرد‬
‫جوابي‬
‫أحبيب مالك ل ترد جوابنا ** أنسيت بعدي سنة الحباب‬
‫قال الحبيب فكيف لي بجوابكم ** و أنا رهين جنادل و‬
‫)‪(1‬‬
‫تراب‬
‫يعني أن فاطمة عليها السلم لم ترد جواب علششي عليششه‬
‫السلم ‪ ،‬فكيف تعتقد الشيعة أنهششا تسششمع وتجيششب ‪ ،‬ولششذا‬
‫يقولون يا فاطمة اشفعي ‌لنا وأغيثينا ‪.‬‬
‫وقششال علششي عليششه السششلم فششي نهج‌البلغششة فششي وصششف‬
‫الموتى خطبة )‪) :(230‬أصبحت مساكنهم أجداثا ً وأمششوالهم‬
‫ميراثا ً ل يعرفون من أتاهم ‪ ،‬ول يحلفون)‪ (2‬من بكششاهم ‪ ،‬ول‬
‫يجيبون من دعاهم ( )‪. (3‬‬
‫وهذا جابر بن عبد الله النصاري قام فششي يششوم الربعيششن‬
‫على قبر الحسين عليه السششلم وسششلم ثششم قششال ‪):‬حششبيب ل‬
‫يجيب حبيبه( )‪ (4‬وكتب المامية مملوءة من التناقضات ‪.‬‬
‫] علم الئمة عليهم السلم [‬
‫في الكافي باب فقد العلمششاء ‪ ،‬روي عششن الصششادق عليششه‬
‫السلم أنه قال ‪) :‬يموت العالم فيذهب بما يعلم()‪.(5‬‬
‫وفي باب أن الئمة ورثة العلم يرث بعضهم بعضا ً ‪ ،‬تجششد‬
‫خلف هذا ؛ لنه روي عن الصادق عليه السلم ]أنه قال[ ‪:‬‬
‫)و ما مات عالم فذهب علمه و العلم يتوارث( )‪.(6‬‬

‫بحار النوار ‪. 43/217‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫أي يبالون ‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫نهج البلغة ‪. 225 – 2/224‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫بحار النوار ‪. 65/130‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬

‫الكافي للكليني ‪. 1/38‬‬ ‫)(‬ ‫‪5‬‬

‫الكافي للكليني ‪. 1/222‬‬ ‫)(‬ ‫‪6‬‬


‫‪47‬‬
‫نقد المراجعات‬
‫وفششي بششاب أن الئمششة ورثششوا علششم النششبي ص ‪ ،‬روي عششن‬
‫الصششادق ‪) :‬أن العلششم يتششوارث( )‪ ، (1‬وروى أن محمششدا ً ورث‬
‫علم سليمان)‪. (2‬‬
‫وآيات القرآن تششرد ]هششذا[ )‪ (3‬لن اللششه تعششالى يقششول فششي‬
‫ب َول‬ ‫مشا ال ْك َِتشا ُ‬ ‫ت َتشد ِْري َ‬ ‫ما ك ُن ْ َ‬
‫سورة الشورى )آية ‪َ  :(52‬‬
‫ن‪. ‬‬ ‫ما ُ‬‫لي َ‬ ‫اِْ‬
‫َ‬
‫ن‬‫جششو أ ْ‬ ‫ت ت َْر ُ‬‫ما ك ُن ْ َ‬
‫وفي سورة القصص )آية ‪  : (86‬وَ َ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ك ال ْك َِتا ُ‬ ‫قى إ ِل َي ْ َ‬ ‫ي ُل ْ َ‬
‫ك‬ ‫ه ع َل َي ْش َ‬‫ل الل ّش ُ‬‫وفي سورة النسششاء )آيششة ‪  :(113‬وَأ َن ْشَز َ‬
‫م‪.‬‬ ‫ن ت َعْل َ ُ‬
‫م ت َك ُ ْ‬‫ما ل َ ْ‬
‫ك َ‬‫م َ‬‫ة وَع َل ّ َ‬ ‫حك ْ َ‬
‫م َ‬ ‫ب َوال ْ ِ‬ ‫ال ْك َِتا َ‬
‫وفي الكافي روي في هذا الباب عن الباقر عليه السلم‬
‫‪) :‬أن محمشششدا ً ورث علشششم مشششن كشششان قبلشششه مشششن النبيشششاء‬
‫المرسلين( )‪.(4‬‬
‫وفي الزيارات المجعولة للمامية يقولون للحسين عليششه‬
‫السلم ‪) :‬السلم عليششك يششا وارث نششوح نششبي ‌اللششه ‪ ،‬السششلم‬
‫عليك يا وارث إبراهيم ( )‪ (5‬و هكذا ‪ ،‬فيقششال ‪ :‬هششل النبششوة و‬
‫ث ‪ ،‬أو تفضل من الله ‪ ،‬أو تحصيلي ؟!‬ ‫العلم إر ٌ‬
‫] الغلو في الئمة [‬
‫وفي باب ما أعطي الئمششة مششن السششم العظششم ‪ ،‬ومششن‬
‫خرافات كتاب الكافي والبحششار و سشائر كتششب الماميششة فششي‬
‫هذا الباب عن الباقر والصششادق والعسششكري عليهششم السششلم‬
‫أنهم قالوا ‪) :‬إن اسششم اللششه العظششم ثلث و سششبعون حرفشا ً‬
‫كان عند آصف حرف واحد فانخرقت لششه الرض فيمششا بينششه‬
‫وبيشششن سشششبأ فتنشششاول عشششرش بلقيشششس حشششتى صشششيره إلشششى‬
‫سليمان ‪ ...‬وعند عيسششى‌ بششن مريششم حرفيششن ونحششن عنششدنا‬
‫اثنان سبعون حرفا‪.(6) (..‬‬
‫أقول ‪ :‬نعم إن من جهل أئمة الغلة أنهم يدعون ]أنهششم[‬
‫)‪ (7‬أعلى درجة من النبياء بسششبعين درجششة ‪ ،‬ول يعلمششون أن‬
‫السم إما ثلثي و إما ربششاعي و إمششا خماسششي ‪ ،‬وليششس فششي‬
‫)( الكافي للكليني ‪. 1/223‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الكافي للكليني ‪. 225 – 1/224‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( في الصل )هذه( ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( الكافي للكليني ‪. 1/224‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( كامل الزيارات لبن قولوية ص ‪. 375‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( الكافي ‪ ، 1/230‬بصائر الدرجات للصفار ص ‪ ، 231‬بحار النوار‬ ‫‪6‬‬

‫‪. 27/26‬‬
‫)( في الصل )أننا( ‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫نقد المراجعات‬ ‫‪48‬‬
‫لغة العرب و ل في لغة أخششرى اسششم حششاو لسششبعين حرفشا ً ‪،‬‬
‫وإن فرضنا صدق هذه الخبار المجعولة ‪ ،‬وجود اسم حششاو‬
‫لسبعين حرفا ‪ ،‬فحرف واحد منه ل معنى لششه ؛ لن حششروف‬
‫الهجاء ل معنى لها إل بعد الششتركيب ‪ ،‬وعجبشا ً لئمششة الغلة ل‬
‫يزالون يقولون ‪ :‬نحن كذا نحن كذا نحن كششذا ‪ ،‬وأئمششة أهششل‬
‫البيت بريئون من ذلك ‪.‬‬
‫شولالله ص ‪،‬‬ ‫وفي بششاب مششا عنششد الئمششة مششن سششلح رسش ‌‬
‫حديث سلسلة الحمار روى الكليني حديث سلسلة الحمار ‪،‬‬
‫حمر ‪ ،‬حمار عششن حمششار عششن حمششار عششن حمششار ‪،‬‬ ‫رواته كلها ُ‬
‫فليضحك العقلء من جهل صاحب الكافي ‪.‬‬
‫روي عن أمير المؤمنين عليششه السششلم قششال ‪) :‬إن ذلششك‬
‫الحمار ‪ -‬يعني عفير‪ -‬كلم رسول‌الله ص فقال ‪ :‬بششأبي أنششت‬
‫وأمي إن أبي حدثني عن أبيه عن جده عن أبيه أنه كان مع‬
‫نوح في السفينة فقام إليه نوح فمسح على كفلششه ثششم قششال‬
‫يخششرج مششن صششلب هششذا الحمششار حمششار يركبششه سششيد النششبيين‬
‫وخاتمهم فالحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار()‪.(1‬‬
‫أيها العقلء هل يروي حمار عن أبيششه ؟ هششل يعششرف أبششاه‬
‫كل حمار يمشي عقب أمه ول يعرف أباه ؟ هل يليق إتبششاع‬
‫مذهب راوي حديثه حمار عن حمار ‪ ،‬ومع ذلك قششال السششيد‬
‫في مراجعة )‪) : (4‬الدلششة الشششرعية أخششذت بأعناقهششا إلششى‬
‫الخذ بمذهب الئمة من أهل بيت النبوة( ‪.‬‬
‫وجوابه أن الئمة لم يحدثوا مذهبا ً راويه حمار عن حمار‬
‫ل فضائلهم أنهم كانوا مسلمين ‪ ،‬وهذا أبششو الئمششة‬ ‫‪ ،‬ومن أج ّ‬
‫)‪(2‬‬
‫يقول ‪ ) :‬السنة ما سن رسول‌الله ص ( ‪.‬‬
‫وأنتششم قششائلون بششاثني عشششر سششّنة ‪ ،‬لكششل إمششام سششنة ‪،‬‬
‫واتهمتم الئمة من العترة ‪.‬‬
‫] أكثر الروايات المنسوبة للئمة موضوعة [‬

‫)( الكافي للكليني ‪. 1/237‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( بحار النوار ‪. 2/266‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪49‬‬
‫نقد المراجعات‬
‫]و[ أخبششار عششدد الئمششة الثنششي عشششر كلهششا مجعولششة )‪، (1‬‬
‫والسيد معترف في ص )‪ (15‬من المراجعات بششأن ‪) :‬أهششل‬
‫القرون الثلثة مطلقا ً لم يدينوا بشيء من تلششك المششذاهب ‪،‬‬
‫و أيششن كششانت المششذاهب فششي القششرون الثلثششة و هششي خيششر‬
‫القرون( ولكن هنا نسي كلمه ‪.‬‬
‫ويقول في مراجعة )‪ ) : (4‬إن العترة كانوا ذا مذهب ( ‪.‬‬
‫هل هذا إل التناقض ؟!‬
‫ً‬
‫هل كان أحد مششن العششترة فششي القششرون الثلثششة إماميشا أو‬
‫باطنيا ً أو جعفريا ً أو شيخيا ً أو غيرها ؟‬
‫دع مششذهبا ً باسششمه ‪،‬‬
‫والمام الصادق عليه السششلم لششم ي ش ّ‬
‫ولم يدر أن الئمة اثنا عشر نفسا ً وانحصاريا ‪ ،‬ولذا قششال إن‬
‫ما مات إسماعيل قَْبل‬ ‫ابني إسماعيل يكون بعدي إمام)ا ً‪ ،(2‬فل ّ‬
‫أبيششه قششالت الشششيعة ‪ :‬بششدا للششه ‪ ،‬والبششداء مششن اختراعششات‬
‫المامية ؛ لنهم رأوا أن بعض أخبار أئمتهم لم تكن مطابقة‬
‫للواقع فاخترعوا البداء ‪.‬‬
‫] جهل أصحاب الئمة بالئمة [‬
‫وأيضا ً أصحاب الئمة لششم يعلمششوا أن الئمششة اثنششي عشششر‬
‫نفسا ً ‪ ،‬ولم يعلموا أسماء هؤلء الثني عشر )‪ ، (3‬ولذا كششانوا‬
‫يسألون كل واحد من أئمتهم ‪ ،‬إن حدث حادث ممششن نأخششذ‬
‫معالم ديننا ‪ ،‬فليقرأ المحقق ]كتب[ )‪ (4‬رجال الشششيعة حششتى‬
‫يعرف أن مذهب الثني عشر لم يكن لششه أثششر فششي القششرون‬
‫الولى ‪ ،‬ونحن نسمي بعض أصحاب الصادق الذين هم مششن‬
‫)( قال المحدث الشيعي محمد باقر البهبودي معلقا ً على إحدى‬ ‫‪1‬‬

‫روايات النص على الئمة الثني عشر ‪) :‬على أنك قد عرفت في‬
‫ن الحاديث المروّية في النصوص‬ ‫بحث الشذوذ عن نظام المامة أ ّ‬
‫على الئمة جملة من خبر اللوح وغيره‪ -‬كلها مصنوعة في عهد الغيبة‬
‫والحيرة وقبلها بقليل‪ ،‬فلو كانت هذه النصوص المتوفرة موجودة عند‬
‫الشيعة المامية لما اختلفوا في معرفة الئمة الطاهرة هذا الختلف‬
‫الفاضح‪ ،‬ولما وقعت الحيرة لساطين المذهب وأركان الحديث‬
‫سنوات عديدة‪ ،‬وكانوا في غنى أن يتسّرعوا إلى تأليف الكتب لثبات‬
‫الغيبة وكشف الحيرة عن قلوب المة بهذه الكثرة(!! ]معرفة‬
‫الحديث وتاريخ نشره وتدوينه وثقافته عند الشيعة المامية ص‬
‫‪. [172‬‬
‫)( انظر الكافي ‪ ، 1/327‬بحار النوار ‪. 47/269‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫)( قال المرجع أبو القاسم الخوئي ‪) :‬الروايات المتواترة الواصلة‬
‫إلينا من طريق العامة و الخاصة قد حددت الئمة عليهم السلم باثني‬
‫عشر من ناحية العدد ولم تحددهم بأسمائهم واحدا ً بعد واحد!!(‬
‫]صراط النجاة في أجوبة الستفتاءات ‪. [2/453‬‬
‫)( في الصل )كتاب( ‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫نقد المراجعات‬ ‫‪50‬‬
‫)‪(1‬‬
‫مششن‬ ‫خاصة أصحابه حتى تعلم أنهم ]لم يكونششوا يعرفششون[‬
‫المام بعد إمام عصرهم ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬زرارة بششن أعيششن ‪ ،‬قششال النجاشششي والمامقششاني‬
‫وسششائر علمششاء الرجششال ‪ :‬هششو شششيخ أصششحابنا فششي زمششانه‬
‫ومتقششدمهم ‪ ،‬وكششان قاريششا ً فقيهششا ً متكلمششا ً شششاعرا ً أديبششا ً ‪،‬‬
‫اجتمعت فيه خلل الفضل والششدين مششات سششنة ‪150‬هشش بعششد‬
‫وفاة الصادق عليه السلم )‪.(2‬‬
‫وقال الصششادق عليششه السششلم فششي حقششه ‪) :‬زرارة و أبششو‬
‫بصير و محمد بن مسلم و بريد من الذين قال الله تعالى ‪:‬‬
‫)والسابقون السابقون أولئك المقربون( )‪. (3‬‬
‫وقال أيضا ً ‪) :‬لششول هششؤلء لندرسششت آثششار النبششوة ‪ ،‬هششؤلء‬
‫حفاظ الدين وأمناء أبي على حرام الله وحلله()‪.(4‬‬
‫ما أخبر بوفششاة الصششادق عليششه‬ ‫وكان زرارة في الكوفة فل ّ‬
‫السلم أرسل ابنه عبدالله إلى المدينة ليعششرف المششام بعششد‬
‫مشا قشرب مشوته ولششم يرجشع ابنششه أخشذ المصشحف‬ ‫الصادق فل ّ‬
‫ووضششع علششى صششدره ‪ ،‬وقششال ‪) :‬مششن أثبششت إمششامته هششذا‬
‫المصششحف فهششو إمششامي( )‪ (5‬فجششاءه المششوت ولششم يعلششم مششن‬
‫المام بعد الصادق عليه السلم ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬أبوحمزة الثمالي ثابت بششن دينششار ‪ ،‬قششال الصششادق‬
‫عليه السلم في حقه ‪) :‬هو في زمششانه كسششلمان وكلقمششان‬
‫الحكيم ( )‪.(6‬‬
‫وهو لم يعرف مشن المشام بعششد الصششادق عليشه السشلم ‪،‬‬
‫كان واقفا ً على قبر أمير المؤمنين فسمع أعرابيا ً جششاء مششن‬
‫المدينة بخبر موت الصادق عليشه السششلم فشششهق ششهقة ‪،‬‬
‫صششى إلششى أحششد ‪،‬‬ ‫ثم سأل العرابي عن المام بعده ‪ ،‬هششل و ّ‬
‫ى إلششى ابنششه عبششدالله وموسششى‬ ‫شي‪) : (7‬نعششم وص ش ّ‬‫قششال العرابش‬
‫)‬
‫والمنصور ‪. (..‬‬

‫)( في الصل )كانوا لم يعرفوا( ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( رجال النجاشي ص ‪. 175‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( وسائل الشيعة للحر العاملي ‪ ، 27/144‬روضة الواعظين للفتال‬ ‫‪3‬‬

‫النيسابوري ص ‪. 290‬‬
‫)( وسائل الشيعة للحر العاملي ‪ ، 27/144‬روضة الواعظين للفتال‬ ‫‪4‬‬

‫النيسابوري ص ‪. 290‬‬
‫)( كمال الدين وتمام النعمة للصدوق ص ‪. 76 – 75‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( اختيار معرفة الرجال للنجاشي ‪. 2/781‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( مناقب آل أبي طالب لبن شهر آشوب ‪. 3/434‬‬ ‫‪7‬‬


‫‪51‬‬
‫نقد المراجعات‬

‫الثالث ‪ :‬مؤمن الطاق أبوجعفر الحول ‪ ،‬كان من خششواص‬


‫أصحاب الباقر والصادق عليهما السششلم ‪ ،‬وروى هشششام بششن‬
‫سالم أني كنت ومؤمن الطاق في المدينة لما مششات جعفششر‬
‫بن محمد و الناس مجتمعون حول عبدالله بن جعفر خرجنا‬
‫من عنده متحيرين ضلل ولم ندري من المام بعد الصششادق‬
‫عليه السلم )‪.(1‬‬
‫الرابع ‪ :‬هشام بن سالم ‪ ،‬كما ذكرنا في العنوان الثالث ‪.‬‬
‫الخامس ‪ :‬محمد بششن عبششدالله الطيششار ‪ ،‬صششار متحيششرا ً كمششا‬
‫ذكره المامقاني في تنقيح المقال وذكره أرباب الرجال في‬
‫كتبهم )‪.(2‬‬
‫السادس ‪ :‬أبو بصير ‪ ،‬كششان مششن خششواص أصششحاب الصششادق‬
‫وحوارييه ‪ ،‬فلما مات الصادق صار متحيرا ً ‪ ،‬أرشده هشششام‬
‫بششن سششالم إلششى موسششى بششن جعفششر ‪ ،‬كمششا ذ ُك ِشَر فششي كتششب‬
‫الرجال ‪.‬‬
‫السسسابع ‪ :‬أحمششد بششن محمششد بششن خالششد الششبرقي كششان مششن‬
‫المتحيرين ‪.‬‬
‫الثامن ‪ :‬مفضل ‌بن عمر وهو من خواص الئمة ‪.‬‬
‫ونحششن عششددنا أصششحاب الئمششة و خواصششهم الششذين كششانوا‬
‫يسألون عن إمام زمانهم الحاضر إلى من نأتم بعدك ‪ ،‬فبلغ‬
‫عددهم إلى مائة و أربعة رجال في كتاب كسر الصنم نقششدا ً‬
‫و ردا ً على الكششافي ‪ ،‬فششي بششاب الشششارة والنششص علششى أبششي‬
‫الحسن الرضا فليراجع )‪.(3‬‬

‫)( الكافي للكليني ‪. 1/351‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر معجم رجال الحديث للخوئي ‪. 274 – 17/273‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( انظر كسر الصنم ص ‪. 243 – 240‬‬ ‫‪3‬‬


‫نقد المراجعات‬ ‫‪52‬‬

‫] جهل سادات آل البيت بالئمة الثني عشر [‬


‫دليل آخر على كذب روايات عدد الئمششة الثنششي عشششر ‪،‬‬
‫وهو قيام السادات العلماء من العششترة فششي عهششد دولششة بني‬
‫أميششة وبني‌عبششاس وادعششاؤهم المامششة كزيششد ‌بششن علششي ‌بششن‬
‫الحسين الشهيد بالكوفة )‪ ، (1‬ومحمد بن جعفر الصادق )‪، (2‬‬
‫ومحمد بن عبدالله بن حسن النفس الزكية )‪ ،(3‬وحسين ‌بن‬
‫علششي شششهيد الفششخ)‪ ، (4‬ويحيششى ‌بششن عبششدالله بششن الحسششن)‪،(5‬‬
‫وأمثالهم وهم من علماء أهل البيت فلو كانت روايات عششدد‬
‫الئمة الثنششي عشششر وأسششمائهم بشالنص مشن رسششول‌الله ص‬
‫صحيحة ‪ ،‬لكانوا مطلعين وما قاموا ‪ ،‬ولششم يششدعوا المامششة ‪،‬‬
‫وهناك أدلة أخری كتبناها في كتابنا كسر الصنم ‪ ،‬والحاصل‬
‫إن ّششا ل نششرى أحششدا ً فششي زمششان الئمششة كششان جعفري شا ً أو اثنششي‬
‫عشريًا‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫)( بعث زيد بن علي بن الحسين إلى الحول – أحد خواص المام‬
‫السجاد ‪ -‬وهو مستخف يطلب نصرته ‪ ،‬فأبى الحول وقال ‪ ) :‬إن‬
‫كان أباك أو أخاك خرجت معه ‪ ،‬فأما أنت فل ‪ ،‬فقال له زيد ‪ :‬يا أبا‬
‫جعفر ‪ ،‬كنت أجلس مع أبي على الخوان – يعني على طاولة‬
‫الطعام – فيلقمني البضعة السمينة ‪ ،‬ويبرد لي اللقمة الحارة ‪،‬‬
‫ي من حر النار ‪ ،‬إذ أخبرك‬ ‫ي ‪ ،‬ولم يشفق عل ّ‬ ‫حتى تبرد شفقة عل ّ‬
‫بالدين ولم يخبرني به ‪ ،‬فقال الحول‪ :‬جعلت فداك من شفقته‬
‫عليك من حر النار لم يخبرك ‪ ،‬خاف عليك أل تقبله فتدخل النار –‬
‫أي أخبرك أن المامة بعده لمحمد الباقر ثم إلى ابنه جعفر الصادق‬
‫‪ -‬قال ‪ :‬خاف عليك أل تقبل فتدخل النار ‪ ،‬وأخبرني أنا فإن قبلت‬
‫نجوت ‪ ،‬وإن لم أقبل لم يبال أن أدخل النار( ]الكافي للكليني ‪/ 1‬‬
‫‪ ، 174‬مدينة المعاجز ‪ ، [ 5/273‬وهذا الكلم باطل ‪ ،‬إذ يلزم منه‬
‫أل يخبر جميع أهل البيت عليهم السلم أولدهم ول باقي أقاربهم‬
‫بالمام ‪ ،‬خشية أل يقبلوا فيدخلون النار ‪ ،‬ويلزم أيضا ً أن تكون‬
‫المامة التي هي عند الشيعة ركن الدين الركين سرا ً ‪ ،‬وهذا أمر‬
‫عظيم ‪ ،‬فكيف تكون مصالح المة متعلقة بالمامة ثم تكون‬
‫سرا ً ؟!‬
‫صف المام السجاد رضي الله عنه بعدم حرصه على‬ ‫فتأمل كيف ُيو َ‬
‫نجاة أخص خواصه – الحول – من النار ‪ ،‬وقارن بين هذا الوصف‬
‫للمام السجاد ‪ ،‬مع ما وصف الله تعالى به نبي الرحمة ص من‬
‫ع‬
‫خ ٌ‬
‫ك َبا ِ‬ ‫حرصه على هداية الناس ‪ ،‬حيث قال الله تعالى ‪﴿ :‬فَل َعَل ّ َ‬
‫َ‬
‫فا﴾ ]الكهف‪، [6:‬‬ ‫س ً‬‫ثأ َ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا ا َل ْ َ‬ ‫مُنوا ب ِهَ َ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫م ي ُؤ ْ ِ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫ك ع ََلى آَثارِه ِ ْ‬ ‫س َ‬‫ف َ‬ ‫نَ ْ‬
‫م‬
‫ما ع َن ِت ّْ‬‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ه‬‫ْ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ع‬ ‫ز‬
‫ٌ‬ ‫زي‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫س‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ف‬ ‫أن‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ل‬‫ٌ‬ ‫سو‬‫ْ َ ُ‬‫ر‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ء‬ ‫جا‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫ق‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫﴿‬ ‫‪:‬‬ ‫تعالى‬ ‫وقال‬
‫م ﴾ ]التوبة‪. [128:‬‬ ‫حي ٌ‬ ‫ف َر ِ‬‫ن َرُءو ٌ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫م ِبال ْ ُ‬ ‫ص ع َل َي ْك ُ ْ‬
‫ري ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫َ‬
‫)( عمدة الطالب لبن عنبه ص ‪ ،245‬مقاتل الطالبيين ص ‪.358‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( انظر مقاتل الطالبيين ص ‪.244‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( انظر مقاتل الطالبيين ص ‪ 289‬وما بعدها ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( انظر مقاتل الطالبيين ص ‪.308‬‬ ‫‪5‬‬


‫‪53‬‬
‫نقد المراجعات‬

‫] افتراق الشيعة بعد وفاة بعض الئمة [‬


‫ولما مات جعفر‌ بن محمد الصششادق عليششه السششلم صششار‬
‫أصحابه خمس فرق ‪ ،‬بعضهم صششار فطحي شا ً معتقششدا ً بإمامششة‬
‫عبدالله الفطح وبعضهم صار ناووسيا ً وبعضششهم إسششماعيليا ً‬
‫وغير ذلك ‪ ،‬ولما مات أبو محمد الحسن العسششكري افششترق‬
‫أصحابه خمششس عشششرة فرقششة كمششا قششال سششعد بن‌ عبششدالله‬
‫الشعري في كتابه المقالت والفرق)‪ (1‬وكلهم قالوا ‪ :‬ليششس‬
‫لبي محمد ولد إل فرقة واحدة قالوا ‪ :‬كان له ولششد ‪ ،‬ولكششن‬
‫لم نره ‪ ،‬وهذا القششول مخششترع مششن محمششد بششن نصششير الششذي‬
‫اخترع مذهب النصيرية ‪.‬‬

‫] الطريق لجتماع المة [‬


‫ثم يقول صاحب المراجعات فششي ص )‪ ) : (16‬نعششم ُيلششم‬
‫الشعث و ينتظم عقد الجتماع بتحريركم مذهب أهل البيت‬
‫و اعتباركم إياه كأحد مذاهبكم و بهذا ينتظم عقد اجتماعهم‬
‫(‪.‬‬
‫نقششول ‪ :‬الواقششع بعكششس ذلششك ؛ لنششه بتحريششر المششذاهب‬
‫المنتسبة إلى أهل البيت تزيد المذاهب المشوهة الفاسششدة‬
‫على المذاهب ‪ ،‬ويشتت نظم اجتماعهم ‪ ،‬والحق أنه ينتظم‬
‫ب اسمهم وشششعارهم وتسششمية‬ ‫ل مذه ٍ‬ ‫اجتماع المة بترك ك ِ‬
‫ل باسم السلم ‪ ،‬كما كان في القرون الولية ‪ ،‬حتى يلششم‬ ‫كُ ٍ‬
‫الشعث و تتجدد شوكة المسلمين ‪ ،‬كما سماهم الله تعالى‬
‫في كتابه ْ‪] ،‬فقال[ في سششورة الحششج )آيششة ‪  :(78‬هُ ش َ‬
‫)‪(2‬‬
‫و‬
‫ن‪.‬‬ ‫مي َ‬‫سل ِ ِ‬
‫م ْ‬ ‫م ال ُ‬‫ماك ُ ُ‬‫س ّ‬‫َ‬
‫ه‬ ‫ّ‬
‫ن اللشش َ‬ ‫)آيششة ‪  : (132‬إ ِ ّ‬ ‫وقششال فششي سششورة البقششرة‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‪. ‬‬
‫مو َ‬
‫سل ِ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ّ‬
‫ن إل وَأنُتم ّ‬ ‫ن فَل َ ت َ ُ‬
‫موت ُ ّ‬ ‫دي َ‬‫م ال ّ‬ ‫فى ل َك ُ ُ‬ ‫صط َ َ‬ ‫ا ْ‬
‫ولششم يششأت فششي كتششاب اللششه إشششارة إلششى مششذهب مششن‬
‫المذاهب ‪ ،‬والله أعلم بصلح عباده من صاحب المراجعششات‬
‫م‬‫ت ل َك ُش ُ‬ ‫‪ ،‬إذ قال فششي سششورة المششائدة )آيششة ‪  : (3‬وََر ِ‬
‫ضششي ُ‬
‫م ِدينا ً ‪. ‬‬
‫سل َ‬ ‫اْل ْ‬
‫ولم يرشد إلى مذهب ولم يقششل ‪ :‬لكششم مششذهبا ً ‪ ،‬مششع أن‬
‫أهل البيت لششم يبتششدعوا مششذهبا‪ ،‬وقششال تعششالى لرسششوله فششي‬

‫)( المقالت والفرق ص ‪ ، 102‬وانظر الفصول المختارة للشريف‬ ‫‪1‬‬

‫المرتضى ‪. 318‬‬
‫)( في الصل )وقال( ‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫نقد المراجعات‬ ‫‪54‬‬
‫ُ‬
‫ت‬ ‫سورة يونس وسورة النمل وسششورة الزمششر )‪ : (3‬وَأ ِ‬
‫م شْر ُ‬
‫ن‪] ‬يونس‪ ، 72:‬النمل ‪.[91:‬‬ ‫مي َ‬
‫سل ِ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫م َ‬
‫ن ِ‬ ‫ن أَ ُ‬
‫كو َ‬
‫َ‬
‫أ ْ‬
‫مع أن المنتحلين إلى العترة سبعون مذهبا ً ‪ ،‬فهل أخذوا‬
‫هذه المذاهب عن أهل البيت ؟ فمالكم كيف تحكمون؟‬

‫ن‪] ‬الزمر‪. [12:‬‬


‫مي َ‬
‫سل ِ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ن أ َوّ َ‬
‫ل ال ْ ُ‬ ‫ن أَ ُ‬
‫كو َ‬ ‫ت ِل َ ْ‬
‫مْر ُ‬
‫ُ‬
‫)( آية الزمر ‪ ‬وَأ ِ‬ ‫‪3‬‬
‫‪55‬‬
‫نقد المراجعات‬

‫ً[‬‫ً عقديا‬
‫] أهل السنة لم يبتدعوا مذهبا‬
‫ثم إن السيد في )ص ‪ (16‬من كتابه أورد الطعششن علششى‬
‫أهل السنة ‪.‬‬
‫ويقول ‪) :‬كأن الششدين السششلمي بكتششابه و سششنته و سششائر‬
‫بيناته وأدلته من أملكهم الخاصة وأنهم لم يبيحوا التصششرف‬
‫به على غير رأيهم ‪ ،‬فهل كششانوا ورثششة النبيششاء أم ختششم اللششه‬
‫بهم الوصياء والئمة ‪ ،‬وعلمهم علم ما كان وعلم ما بقي ‪،‬‬
‫وآتاهم ما لم يؤت أحدا من العالمين ؟(‪.‬‬
‫أقول ‪ :‬هذا الطعن ل ي َرِد ُ عليهم ‪.‬‬
‫أول ‪ :‬لن الله لششم يبششح التصششرف فشي دينشه ‪ ،‬ونهشى عشن‬
‫التصرف والتحريف في دينه وكتابه‪.‬‬
‫وثانيا ً ‪ :‬أن أهل السنة لم يدعوا شششيئا ً خاص شا ً لنفسششهم ‪،‬‬
‫بل ي َرِد ُ الطعن على المامية وأئمتهم ؛ لنهم ادعوا بزعمهم‬
‫أنهششم ورثششة النبيششاء وأنهششم أوتششوا مششا لششم يششؤت أحششدا ً مششن‬
‫العالمين ‪ ،‬فانظر في كتاب الكافي )بششاب إنششه ليششس شششيء‬
‫من الحق إل ما خرج من عند أئمة المامية و أن كل ما لششم‬
‫يخرج من عندهم فهو باطل( )‪.(1‬‬
‫يقول الباقر عليه السلم لرجلين من رواتهم ‪ ) :‬شششّرقا‬
‫و غّربا فل تجدان أن علما ً صحيحا ً إل شيئا ً خرج مششن عنششدنا‬
‫أهل البيت( )‪. (2‬‬
‫وأيضا ً في بششاب ‪ :‬مششا فششرض اللششه مششن الكششون مششع أئمششة‬
‫المامية )‪ ، (3‬وباب ‪ :‬أن أهل الذكر الششذين أمششر اللششه الخلششق‬
‫بسؤالهم هم أئمة المامية )‪ ،(4‬وباب ‪ :‬من اصطفاه الله من‬
‫عباده وأورثهم كتابه هم أئمة المامية )‪ ،(5‬وباب ‪ :‬أن الئمششة‬
‫ورثششوا علششم النششبي ص وجميششع النبيششاء )‪ ،(6‬وبششاب ‪ :‬أن مششن‬
‫وصفه الله في كتابه بالعلم هم الئمة )‪ ،(7‬وفيه يقول الباقر‬
‫‪) :‬إنما نحن الذين يعلمون وشيعتنا أولو اللباب( )‪.(8‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪1/399‬‬ ‫الكافي‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪1/399‬‬ ‫الكافي‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪1/208‬‬ ‫الكافي‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪1/210‬‬ ‫الكافي‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪1/214‬‬ ‫الكافي‬ ‫)(‬ ‫‪5‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪1/223‬‬ ‫الكافي‬ ‫)(‬ ‫‪6‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪1/212‬‬ ‫الكافي‬ ‫)(‬ ‫‪7‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪1/212‬‬ ‫الكافي‬ ‫)(‬ ‫‪8‬‬


‫نقد المراجعات‬ ‫‪56‬‬
‫وباب ‪ :‬أن الراسخين في العلم هم الئمة ‪ ،‬وفيششه يقششول‬
‫الصادق ‪ ) :‬نحن الراسخون في العلم ونحن نعلششم تششأويله (‬
‫)‪.(9‬‬
‫وسائر أبواب الكافي وغيششره مششن كتششب الماميششة ‪ ،‬كلهششا‬
‫دعون أن الشدين السشلمي‬ ‫صريحة في أن أئمشة الماميشة َيش ّ‬
‫ً‬
‫من أملكهم الخاصة ‪ ،‬وآتششاهم اللششه مششا لششم يششؤت أحششدا مششن‬
‫العالمين ‪.‬‬
‫ً[‬
‫ً عقديا‬‫] الئمة الربعة لم يبتدعوا مذهبا‬
‫ثششم اعلششم أن الئمششة الربعششة أعنششي ‪ -‬مالششك بششن أنششس‬
‫والشافعي وأبا حنيفة وأحمد بن حنبل‪ -‬لم يكن لهم ادعاء ‪،‬‬
‫ولم يقولوا ‪ :‬نحن حجة الله على من في السششماء والرض‪،‬‬
‫بخلف أئمة المامية ‪ ،‬كل واحد منهششم يقششول ‪ :‬نحششن كششذا ‪،‬‬
‫نحن كذا ‪ ،‬حتى قالوا ‪ :‬نحن أفضل من النبياء والمرسلين ‪،‬‬
‫فانظر في كتاب الكششافي والبحششار ‪ ،‬بششاب ‪ :‬مششا عنششدهم مششن‬
‫السم العظم )‪ ،(2‬واقرأ الزيارة الجامعة )‪ ، (3‬تجد أكثر مما‬
‫حكينا عنهم ‪.‬‬
‫ولنرجع إلى مششا كن ّششا فيششه فنقششول ‪ :‬هششل يكششون المعجششب‬
‫بنفسه إماما ً ؟ هل يكون من يزكي نفسه ويرفعها ‪ ،‬ويقششول‬
‫في كل زمان أنا كذا أنا كذا إماما ً ؟ ل والله بششل أئمششة أهششل‬
‫البيت كانوا متواضعين ‪.‬‬

‫] تواضع أئمة آل البيت عليهم السلم [‬


‫زين العابدين يقول في دعاء أبششي حمششزة الثمششالي ‪:‬‬ ‫‌‬ ‫هذا‬
‫)عظم يششا سششيدي أملششي وسششاء عملششي ول تؤاخششذني بأسششوأ‬
‫عملي وما أنا يا رب وما خطششري )‪ (4‬هبنششي بفضششلك وتصششدق‬
‫ي بعفوك()‪.(5‬‬
‫عل ّ‬
‫وهذا أمير المؤمنين يقول في مناجاته ‪) :‬مششولي مششولي‬
‫أنت الهادي وأنا الضال‪.(6) (..‬‬

‫)( الكافي ‪. 1/213‬‬ ‫‪9‬‬

‫)( انظر الكافي ‪ ، 1/230‬بحار النوار ‪. 27/25‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( انظر عيون أخبار الرضا للصدوق ‪ , 310 – 1/305‬النوار اللمعة‬ ‫‪3‬‬

‫في شرح الزيارة الجامعة لعبدالله شبر ‪.‬‬


‫)( أي قدري ومنزلتي ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( الصحيفة السجادية ص ‪. 217‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( فضل الكوفة ومساجدها للمشهدي ص ‪. 81‬‬ ‫‪6‬‬


‫‪57‬‬
‫نقد المراجعات‬
‫فأئمة أهل البيت غير أئمة المامية ‪ ،‬فأئمة كتاب الكافي‬
‫والبحششار وسششائر كتششب الشششيعة المعجبششون ]بأنفسششهم[)‪، (1‬‬
‫دعون صفات الرب سبحانه لنفسهم غير أئمششة العششترة‬ ‫م ّ‬
‫وال ُ‬
‫ّ‬
‫وهم برآء من أقوال الغلة ومن أجل مناقبهم أنهم لم يششأتوا‬
‫بمذهب ولم يحدثوا بدعا ً ‪.‬‬
‫واعلم أن المذاهب الرسمية وغير الرسمية أحدثت فششي‬
‫القرن الرابع ‪ ،‬ولم يكن في القرون الولى مششذهب رسششمي‬
‫أو غيششر رسششمي ‪ ،‬والروايششات المجعولششة فششي كتششب الشششيعة‬
‫أكثرها من أئمة خيالة ‪.‬‬
‫] الخلف بين مذاهب أهل السنة في الفروع ل في العقائد [‬
‫ثششم إن السششيد يقششول فششي )ص ‪ ) : (17‬والختلف بيششن‬
‫مذاهب أهل السنة ل يقل عن الختلف بينها و بين مششذهب‬
‫الشيعة( ‪.‬‬
‫نقول ‪ :‬ليششس كششذلك ؛ لن اختلف مششذاهب أهششل السششنة‬
‫كان في الفروع الجزئية المسشتفادة مشن الكتشاب والسشنة ‪،‬‬
‫والختلف بينها وبين مذهب الشيعة فششي العقششائد والصششول‬
‫والفروع ؛ لن لهل السنة سنة واحششدة ‪ ،‬وهششي سششنة النششبي‬
‫ص ‪ ،‬وللشيعة سنن متعششددة متعارضششة مخالفششة لكلم اللششه‬
‫وسنة رسول ‌اللششه ص ‪ ،‬ولئمششة الشششيعة آلف ]الدعششاءات[‬
‫)‪ ، (2‬أنهششم أركششان الرض وحجششة لهششل السششماء)‪ ، (3‬والحششق‬
‫منحصششر فيهششم ‪ ،‬وأنهششم خلفششاء اللششه )‪ ،(4‬وبوجششودهم بقششاء‬
‫العالم ‪ ،‬ولولهم ما عبد الله وما عششرف اللششه )‪ ،(5‬والملئكششة‬
‫خشششدامهم وتطشششأ بسشششاطهم وتشششأتيهم بالخبشششار )‪ ،(6‬والجشششن‬
‫]يششأتونهم[ )‪ (7‬ويسششألونهم عششن معششالم دينهششم )‪ ، (8‬وإذا ظهششر‬
‫أمرهششم حكمششوا بحكششم آل داود ل بحكششم القششرآن )‪ ،(9‬وأن‬
‫الرض كلها للمام )‪ ،(10‬وأنهم خلقوا من النششور وخلقششوا مششن‬

‫)( في الصل )بنفوسهم( ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( في الصل )ادعاء( ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( انظر بصائر الدرجات للصفار ص ‪ ، 220 – 219‬الكافي للكليني‬ ‫‪3‬‬

‫‪.1/196‬‬
‫)( الكافي للكليني ‪ ، 1/193‬بحار النوار ‪. 24/163‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( الكافي ‪ ، 193 ، 1/144‬التوحيد للصدوق ص ‪ ، 152 – 151‬بصائر‬ ‫‪5‬‬

‫الدرجات ص ‪. 81‬‬
‫)( الكافي ‪ ، 1/393‬بحار النوار ‪. 26/351‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( في الصل )يأتيهم( ‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫)( بصائر الدرجات ص ‪ ، 115‬الكافي للكليني ‪. 1/394‬‬ ‫‪8‬‬

‫)(بصائر الدرجات ص ‪ ، 279‬مستدرك الوسائل ‪ ، 17/364‬الخرائج‬ ‫‪9‬‬

‫والجرائح ‪. 2/860‬‬
‫نقد المراجعات‬ ‫‪58‬‬
‫عليين وساير الناس من سجين )‪ (1‬و هكذا ‪ ..‬وغير ذلك مششن‬
‫ب في الكافي والبحششار وسششائر‬ ‫ل من هذه با ٌ‬ ‫الخرافات ‪ ،‬ولك ٍ‬
‫كتب الشيعة ‪ ،‬فيا أهل النصاف انظروا فششي كتششب الشششيعة‬
‫ثم احكموا ‪ ،‬ما لهم وعليهششم ‪ ،‬ول يمكششن أن يكششون صششاحب‬
‫المراجعات جاهل بكتب مذهبه ‪ ،‬وتشتت مذاهبهم ‪.‬‬
‫ثم إن السيد يقول في )ص ‪) : (17‬فهل ترون إتباع أهل‬
‫الشششبيت سشششببا ً فشششي قطشششع حبشششل الششششمل ‪ ،‬و نشششثر عقشششد‬
‫الجتماع ‪.(...‬‬
‫نقول ‪ :‬السيد تجاهل و إل لم يقل إتباع أهششل الششبيت بششل‬
‫يقول إتباع مذاهب أهل الغلو والخرافات مع اختلف آرائهم‬
‫وتعدد مشاربهم وتكفير بعضهم لبعض ‪ ،‬وكلهم يدعون إتباع‬
‫أهل البيت وأهل البيت برآء منهم ‪.‬‬
‫ول يأت اللششه بيششوم إتبششاع مششذهب الغلة ‪ ،‬ونشششر العقششائد‬
‫الباطلششة فششي أهششل السششنة ‪ ،‬وتكششثير آرائهششم وسششوقهم إلششى‬
‫الكفريات والخرافات ‪.‬‬
‫والعجششب مششن شششيخ السششلم أعنششي ‪ -‬الشششيخ سششليم ‪-‬‬
‫وتمجيده من مقالت السيد‪ ،‬وسؤاله عششن الدلششة الشششرعية‬
‫وبيانها في سبب إعراض الشيعة عششن مششذاهب أهششل السششنة‬
‫)‪.(2‬‬
‫فأجاب السيد في )ص ‪) : (19 -18‬بأن الله قشرن أئمشة‬
‫العترة بمحكم الكتاب ‪ ،‬وجعلهم قدوة لولي اللباب وسفنا ً‬
‫للنجاة إذا طغت لجج النفاق وأمان شا ً للمششة مششن الختلف ‪...‬‬
‫وبششاب حطششة يغفششر لمششن دخلهششا ‪ ،‬والعششروة ‌الششوثقى الششتي ل‬
‫انفصششام لهششا ( ثششم استشششهد بششأقوال أميششر المششؤمنين عليششه‬
‫السلم في نهج‌البلغة في صفحتين ‪.‬‬

‫)( الكافي للكليني ‪ ، 1/407‬مختصر بصائر الدرجات لحسن الحلي‬ ‫‪10‬‬

‫ص ‪. 207‬‬
‫)( الكافي ‪ ، 442 ، 440 ، 1/389‬المحاسن للبرقي ص ‪، 132‬‬ ‫‪1‬‬

‫بصائر الدرجات ص ‪. 37 - 36‬‬


‫الشيخ البشري على افتراض صدق هذه‬ ‫)( تعجب البرقعي من‬ ‫‪2‬‬

‫المراجعات ‪ ،‬مع أن كثيرا ً من القرائن تدل أنها مكذوبة على الشيخ‬


‫سليم البشري ‪ ،‬وقد نص البرقعي على أن هذه المراجعات مفتراة‬
‫على شيخ الزهر حيث قال موضع من هذا الكتاب ‪) :‬كتاب‬
‫المراجعات يكون نحو كتاب شبهاى بيشاور لسلطان الواعظين‬
‫الشيرازي ألقى البحث بين نفسه وشخص سني خيالي ‪ ،‬فكل ما‬
‫نسج في هذا الكتاب صدقه السني كأن هذا السني كان جاهل ًبكتب‬
‫المامية وتاريخها أو غير مطلع على حيل الشيعة أو كان شخصا‬
‫فرضيا ً ! ( ‪.‬‬
‫وانظر كتاب المراجعات المفتراة على شيخ الزهر للدكتور علي بن‬
‫أحمد السالوس ‪ ،‬والسياط اللذعات في كشف كذب وتدليس‬
‫صاحب المراجعات لعبدالله الغامدي ‪.‬‬
‫‪59‬‬
‫نقد المراجعات‬

‫ً من مذاهب الغلة [‬
‫] فضائل العترة ل تثبت مذهبا‬
‫يقال في جوابه ‪ :‬نحن ل ننكر فضششائل العششترة ومنششاقبهم‬
‫المروية عن أمير المؤمنين وغيره ‪ ،‬ولكن فضائل العششترة ل‬
‫تثبت مذهبا ً من مذاهب الغلة من المامية ‪ ،‬فهل فضششائلهم‬
‫قيششة مششذهب الشششيخية والصششوفية والنصششيرية‬ ‫تششدل علششى أح ّ‬
‫والباطنية والخبارية والصولية مششن الماميششة والسششماعيلية‬
‫وسائر مذاهب الشيعة وكلهم ينتحلون إلى العترة ‪.‬‬
‫هششل العششترة قششدوة لهششم وسششفن نجششاتهم وأمششانهم مششن‬
‫الختلف ؟‬
‫فلماذا اختلفوا وذهبت كل فرقة إلى مذهب ؟‬
‫هل العترة باب حطة لهم فيغفر لهم بسببهم ؟‬
‫وهل العترة العروة ‌الوثقى لهم ؟‬
‫م افترقوا ؟!‬ ‫فَل ِ َ‬
‫هششل هششذه المششذاهب مششن العششترة وكششانت العششترة سششبب‬
‫الفرقة ؟!‬
‫زينالعابدين وسيد‬‫‌‬ ‫ثم احتج السيد في )ص ‪ (21‬بكلمات‬
‫الساجدين عليه السلم حيششث يقششول ‪) :‬ذهششب آخششرون إلششى‬
‫التقصششير فششي أمرنششا واحتجششوا بمتشششابه القششرآن فتششأولوا‬
‫بآرائهم ‪. (...‬‬
‫نقول ‪ :‬يزيدنا عجبا ً قلششة تششدبر السششيد فششي كلم السششجاد‬
‫عليه السلم ‪ ،‬وكلمه يفيد بطلن مششذهبه الششذي هششو مملششوء‬
‫من التأويل بالرأي ‪.‬‬
‫] التأويلت الباطنية ليات القرآن في كتاب الكافي [‬
‫هذا الكليني شيخ المامية تأول برأيششه أو بششرأي مشششايخه‬
‫ألف آية من محكمات الكتاب ‪ ،‬بتأويلت باردة تضحك منهششا‬
‫الثكلى)‪ ، (1‬انظر أبواب كتابه في باب ‪ :‬فيه نكت ونتف مششن‬
‫التنزيل في الولية ‪ ،‬قال أبو جعفر الباقر عليه السلم في‬
‫ل‬ ‫ه ل َت َن ْ ِ‬
‫زي ُ‬ ‫سورة الشعراء )آية ‪ (192‬في َقوله تعالى ‪  :‬وَإ ِن ّ ُ‬
‫ن‬ ‫ُ‬
‫ك ل ِت َكششو َ‬ ‫ن * ع َل َششى قَل ْب ِش َ‬ ‫ح اْل ِ‬
‫ميش ُ‬ ‫ن * ن ََز َ‬
‫ل ب ِهِ الّرو ُ‬ ‫ب ال َْعال َ ِ‬
‫مي َ‬ ‫َر ّ‬

‫)( هذه التأويلت الباطنية أخرجت القرآن من كونه كتاب مبين كما‬ ‫‪1‬‬

‫وصف الله إلى كتاب شديد الغموض ‪ ،‬وللوقوف على هذه الحقيقة‬
‫انظر كتاب الكليني وتأويلته الباطنية لليات القرآنية في كتابه أصول‬
‫الكافي للدكتور صلح عبدالفتاح الخالدي ‪.‬‬
‫نقد المراجعات‬ ‫‪60‬‬
‫ن‪ ‬قششال ‪) :‬هششي الوليششة(‬ ‫مِبي ٍ‬
‫ي ُ‬ ‫ن ع ََرب ِ ّ‬ ‫سا ٍ‬ ‫ن * ب ِل ِ َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫من ْذ ِِري َ‬ ‫م‪َ (1‬‬
‫ِ‬
‫) ‪.‬‬
‫وقال الصادق عليه السلم في قوله تعالى ]في[ سششورة‬
‫م‬ ‫من ْك ُش ْ‬ ‫م َ‬
‫كافٌِر وَ ِ‬ ‫من ْك ُ ْ‬
‫م فَ ِ‬‫قك ُ ْ‬ ‫خل َ َ‬‫ذي َ‬ ‫التغابن )آية ‪  : (3‬هُوَ ال ّ ِ‬
‫صيٌر‪ ‬قال ‪) :‬يعني مؤمن بوليتنا‬ ‫ن بَ ِ‬ ‫مُلو َ‬ ‫ما ت َعْ َ‬ ‫ن َوالل ّ ُ‬
‫ه)‪2‬ب ِ( َ‬ ‫م ٌ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ُ‬
‫و كافر بها( مع أن هذه السورة نزلت في مكة ولم يكششن‬
‫في مكة بحث في الولية ‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫َ وفي قوله تعالى سورة ُالمائدة )آية ‪  : (66‬وَلوْ أن ّهُ ْ‬
‫م ‪ ‬قششال‬ ‫ن َرب ّهِش ْ‬ ‫مش ْ‬ ‫م ِ‬‫ل إ ِل َ)ي ْ‪3‬هِ(ش ْ‬
‫ما أن ْزِ َ‬ ‫ل وَ َ‬ ‫جي َ‬‫موا الت ّوَْراة َ َواْل ِن ْ ِ‬ ‫أَقا ُ‬
‫الباقر عليه السلم ‪) :‬هي الولية( ‪.‬‬
‫ه‬ ‫وفي قوله تعالى ُ )آية ‪ (7‬من سورة آل عمران ‪ِ  :‬‬
‫من ْ ُ‬
‫ب‪ ‬قال الصششادق ‪) :‬هششي أميششر‬
‫)‪(4‬‬
‫م ال ْك َِتا ِ‬‫نأ ّ‬ ‫ت هُ ّ‬ ‫ما ٌ‬ ‫حك َ َ‬‫م ْ‬‫ت ُ‬ ‫آَيا ٌ‬
‫المؤمنين ‪ ،‬وأخر متشابهات قششال فلن و فلن( يعنششي أبششا‬
‫بكر وعمر ‪ ،‬يعني أن الله أنزل على رسوله أبششا بكششر وعمشر‬
‫وعلي ! و هكذا ‪ ،‬مملوء من التأويلت الركيكة في كل باب‬
‫سجاد ‪.‬‬ ‫منه ‪ ،‬يعني خالفوا قول إمامهم ال ّ‬
‫] فضائل العترة ل يلزم منها إثبات مذاهب الغلة [‬
‫وفي مراجعة )‪ (7‬سأل الشيخ من السيد أن يأتي بالبينة‬
‫من كلم الله وكلم الرسول ص‪.‬‬
‫فأجابه السيد في مراجعة )‪ (8‬مششن كلم الرسششول ص ‪،‬‬
‫ولم يأت بكلم من الله كأنه لم يجد شيئا ً ‪.‬‬
‫ونحن نقول ‪ :‬إن َفرضنا وجود ألف آية مششن كلم اللششه ‪،‬‬
‫وألفي حديث من كلم الرسششول ص فششي فضششائل العششترة ل‬
‫يلزمنا شيء ؛ لّنا لسنا منكري فضائل العترة ‪ ،‬ونقول مششن‬
‫ل فضششائلهم أنهششم لششم يحششدثوا مششذهبا ً ولششم يششأتوا ببدعششة ‪،‬‬
‫أج ّ‬
‫ومذهب المامية ورواياته ومطالبه ليست من العششترة ‪ ،‬بششل‬
‫هذا المششذهب مضششاد لعقشائد العششترة ‪ ،‬وسشنن هششذا المششذهب‬
‫مخالفة لسنة رسول‌ الله ص‪.‬‬
‫هات ببينة من كلم الله أو من كلم الرسششول ص بششأنهم‬
‫جاؤوا بمذهبكم حتى نشهد لكم بوجوب التباع ‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪1/412‬‬ ‫الكافي‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪1/413‬‬ ‫الكافي‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪1/413‬‬ ‫الكافي‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫– ‪. 415‬‬ ‫‪1/414‬‬ ‫الكافي‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬


‫‪61‬‬
‫نقد المراجعات‬

‫] أهل السنة لم يكن بينهم وبين أهل البيت خلف [‬


‫ثم في مراجعة )‪ (11‬أقّر الشيخ بتقصششير أهششل السششنة و‬
‫قال ‪ ) :‬هم مع أهل البيت على خلف ‪.( ...‬‬
‫فنقول ‪ :‬هذا كذب واضح ؛ لن أكثر فضششائل أهششل الششبيت‬
‫مجموعة في كتب أهل السنة ‪ ،‬وفي صحاحهم روايات عششن‬
‫العششترة فششي أحكششام الششدين نقلوهششا وجعلوهششا حجششة وسششندا ً‬
‫لفتاويهم ‪.‬‬
‫وفششي مراجعششة )‪ (12‬أتششى السششيد بآيششات غيششر مختصششة‬
‫بالعترة أو غير مربوطة بأئمتهم أعنششي ‪ -‬أئمششة الغلة ‪ -‬بششل‬
‫هي إما عامة وإما غير مربوطة بما نحن فيه ‪ ،‬ونحششن نششذكر‬
‫بعضها ونستظهر منها ما هو الحق ‪.‬‬
‫] آية التطهير نزلت في زوجات الرسول ص وأهل بيته [‬
‫وأمششا آيششة التطهيششر)‪ (1‬فنزلششت فششي أهششل بيششت النششبي ص‬
‫ي ‪] ‬الحششزاب‪:‬‬ ‫سششاء الن ّب ِش ّ‬‫وزوجاته ؛ لن صدر الية جملة ‪‬ي َششا ن ِ َ‬
‫‪ [30‬و الضشمائر المششذكورة فششي اليششة كلهششا للتششأنيث ‪ ،‬وكششذا‬
‫خطابششات )أقمششن وآتيششن وأطعششن( كلهششا للتششأنيث إل ضششمير‬
‫)عنكم ويطهركم( ‪ ،‬جاء مذكرا ً للتغليب لششدخول النششبي ص‬
‫في الخطاب وحضوره ولغلبة التششذكير علششى التششأنيث ]فششي[‬
‫اصطلح أهل العربية كما في آيششة )‪ (73‬مششن سششورة هششود ‪،‬‬
‫خطابا ً لمرأة َإبراهيم ‪َ :‬قال ُوا أ َت َعَْجِبينَ ِمنْ أ َْمر ِ الل ّه ِ َرْحَمت ُ الل ِّه‬
‫جيد ٌ‪] ‬هود‪.[73:‬‬ ‫ميد ٌ َم ِ‬ ‫كات ُه ُ عَل َي ْك ُمْ أهْل َ ال ْب َي ْ ِ‬
‫ت إ ِن ّه ُ َح ِ‬ ‫وَب ََر َ‬
‫جششاء الضششمير مششذكرا ً لحضششور إبراهيششم ‪ ،‬ودخششوله فششي‬
‫الخطاب تغليبا ً للذكر على النثى ‪ ،‬مششع أن اللششه تعششالى أراد‬
‫الطهارة قانون شا ً وتشششريعا ً مششن النششبي ص وزوجششاته وصششهره‬
‫وبنته ؛ لنهم عرض النبي ص ومكلفين بالطهارة ‪.‬‬
‫هل يجوز أن يقال إن الله لم يرد الطهارة من زوجششاته ‪،‬‬
‫وأنهن غير مكلفات بالطهارة ؟‬
‫والرادة هنا تشريعية ل تكوينية ‪ ،‬كما أن الله تعالى أراد‬
‫التطهير تكليفا ً من علششي وسششائر أفششراد المششؤمنين فششي آيششة‬
‫الوضوء مششن سششورة المششائدة )آيششة ‪ ، (6‬يقششول خطاب شا ً لكششل‬
‫مؤمن والنششبي ص نفسششه داخششل فششي الخطششاب ‪ :‬ي َششا أ َي ّهَششا‬

‫)( للستزادة انظر كتاب آية التطهير وعلقتها بعصمة الئمة للدكتور‬ ‫‪1‬‬

‫عبدالهادي الحسيني ‪.‬‬


‫نقد المراجعات‬ ‫‪62‬‬

‫صلةِ ‪ ‬إلى أن قال تعالى ‪َ  :‬‬


‫ما‬ ‫م إ َِلى ال ّ‬ ‫مت ُ ْ‬ ‫مُنوا ْ إ ِ َ‬
‫ذا قُ ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ذي‬
‫ريد ُ ل ِي ُط َهَّرك ُ ْ‬
‫م‪. ‬‬ ‫ج وَل َ ِ‬
‫كن ي ُ ِ‬ ‫حَر ٍ‬‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫كم ّ‬ ‫ل ع َل َي ْ ُ‬ ‫جعَ َ‬ ‫ريد ُ الل ّ ُ‬
‫ه ل ِي َ ْ‬ ‫يُ ِ‬
‫هل هذه الرادة من الله تكليفية أو تكوينيششة ؟ كششل هششذه‬
‫اليات من كتاب التشريع ‪ ،‬وكل من النبي ص وأفششراد أمتششه‬
‫مكلفون برفع الرجس وإتيششان الطهششارة باختيششار أنفسششهم ل‬
‫بالجبششار والكششراه ‪ ،‬والرادة التكوينيششة موجبششة للجششبر ‪ ،‬ول‬
‫فضيلة للطهارة التكوينيششة ؛ لن كششل حجششر وشششجر معصششوم‬
‫ما كانت نساء النشبي ص مشن عشرض‬ ‫ومطهر بإرادة ربه ‪ ،‬ول ّ‬
‫النششبي ص أراد اللششه منهششن الطهششارة بالخصششوص ‪ ،‬ونحششن‬
‫مششأمورون بعششرض الخبششار علششى القششرآن ل عششرض القششرآن‬
‫بالخبار ‪.‬‬
‫والقرآن أحسشن الحشديث وأوضششح البيشان ‪ ،‬فششدع الخبشار‬
‫الواردة هنا ‪ ،‬مجعولة كانت أو صحيحة ‪.‬‬
‫ثم يقول السيد ‪) :‬هل حكمت محكمششاته الكتششاب بششذهاب‬
‫الرجس عن غيرهم‪.(1)(..‬‬
‫نقول في جوابه ‪ :‬نعم أوجب الله الطهششارة ‪ ،‬وأراد رفششع‬
‫الرجس من كل أحد ‪ ،‬ألم تر آية الوضوء يقول الله ]فيهششا[‪:‬‬
‫م‪] ‬المائدة‪. [6:‬‬ ‫ريد ُ ل ِي ُط َهَّرك ُ ْ‬ ‫كن ي ُ ِ‬ ‫‪‬وَل َ ِ‬
‫] آية المودة وعدم دللتها على المامة [‬
‫وأما آية المودة في سششورة الشششورى نزلششت فششي مكششة ‪،‬‬
‫لل‬ ‫وقال تعالى خطاب شا ً للمشششركين بتوسششط نششبيه ص ‪:‬قُ ش ْ‬ ‫أَ َ‬
‫موَد ّة َ ِفي ال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫قْرَبى ‪] ‬الشورى‪.[23:‬‬ ‫جرا ً إ ِّل ال ْ َ‬
‫م ع َل َي ْهِ أ ْ‬
‫سأل ُك ُ ْ‬
‫ْ‬
‫ولم يقل فششي ذي ‌القربششى و)فششي القربششى( غيششر مربششوط‬
‫بأهل بيته وعترته ‪ ،‬واشششتبه علششى السششيد وعلششى غيششره مششن‬
‫أمثاله كلمة )في القربى( ‪ ،‬بذي‌القربى ‪ ،‬ولم يسششأل النششبي‬
‫ص من المشركين في مكة مششودة عششترته أجششرا ً للرسششالة ؛‬
‫لنهم كانوا منكرين لرسالته فكيف يسألهم أجر الرسششالة ؟‬
‫بششل النششبي ص صششار مششأمورا ً أن يقششول للمشششركين ‪ :‬بينششي‬
‫وبينكم قرب وجششوار ‪ ،‬فليكششن بيننششا مششودة ل عششداوة ‪ ،‬وهششذا‬
‫المعنششى جششاء فششي التفاسششير ‪ ،‬حششتى تفسششير مجمششع البيششان‬
‫للطبرسي مع معنى آخر ‪ ،‬وهو أن تودوني تقرب شا ً إلششى اللششه‬
‫وقربة لله)‪.(2‬‬

‫)( المراجعات ‪/‬مراجعة ‪ 12‬ص ‪. 36‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر مجمع البيان ‪. 9/48‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪63‬‬
‫نقد المراجعات‬

‫ً بل هي فضيلة لل البيت عليهم‬


‫] آية المباهلة ل تثبت مذهبا‬
‫السلم [‬
‫نعم آية المباهلة تدل على فضيلة أهششل الكسششاء ‪ ،‬وأهششل‬
‫الكساء لم يحدثوا مذهبا ً ‪.‬‬
‫نقد المراجعات‬ ‫‪64‬‬

‫ت عامة جعلت مخصوصة بآل البيت عليهم السلم [‬ ‫ٌ‬ ‫] آيا‬


‫ل الّلششهِ ‪] ‬آل عمششران‪[103:‬‬ ‫حْبشش ِ‬ ‫موا ْ ب ِ َ‬ ‫صشش ُ‬
‫وأمششا آيششة ‪َ‬واع ْت َ ِ‬
‫فالمراد من حبل الله القرآن‪ ،‬ولذا قال علي عليششه السششلم‬
‫فششي مكتششوب )‪ (61‬مششن نهج‌البلغششة خطابششا ً إلششى الحششارث‬
‫الهمششداني ‪) :‬وتمسششك بحبششل القششرآن وأحششل حللششه وحششرم‬
‫حرامه ( )‪.(1‬‬
‫وفششي خ)‪) : (154) (2‬عليكششم بكتششاب اللششه ‪ ،‬فششإنه الحبششل‬
‫المتين( )‪ (3‬وقال ‪) :‬إن حبل الله هو القرآن()‪. (4‬‬
‫]و[ كأن السيد لم ير كلم جده ‪ ،‬أو رأى ولكن التعصششب‬
‫مانع من القبول ‪.‬‬
‫ن ‪] ‬التوبششة‪:‬‬ ‫الصادقينشاد ِِقي َ‬
‫صش‬‫م شعَ ال ّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫وأما قوله تعالى ‪  :‬وَكوُنوا َ‬
‫الذين قال تعششالى‬ ‫‪ [119‬يعني كونوا مع المؤمنين‬
‫ه‬
‫سششو ّل ِ ِ‬ ‫من ُششوا ب ِششالل ّهِ وََر ُ‬ ‫ن َ َ َ‬
‫آ‬ ‫ن‬ ‫ذي‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫مُنو َ‬ ‫م َؤ ْ ِ‬‫ما ال ْ ُ‬ ‫في َشأنهم ‪  :‬إ ِن ّ َ‬
‫ه‬
‫ل الل ش ِ‬ ‫ِ‬ ‫بي‬
‫ِ‬ ‫ش‬ ‫س‬‫َ‬ ‫شي‬ ‫ش‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ه‬ ‫ش‬ ‫س‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ف‬‫ْ‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫و‬
‫َ ِ َ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫وا‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫أ‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫دوا‬ ‫ُ‬ ‫جاهَ‬ ‫م ي َْرَتاُبوا وَ َ‬ ‫م َ ل َْ‬‫ث ُُ ّ‬
‫]الحجرات‪.ِ [15:‬‬ ‫ن‪‬‬ ‫صاد ُِقو َ‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ئ‬‫ل‬ ‫أو‬
‫والله عرف الصادقين في سورة الحشر آية )‪ ، (8‬وفششي‬
‫سششورة الحجششرات آيششة )‪ ،(15‬وليسششت اليششات مخصوصششة‬
‫بالعترة ‪.‬‬
‫قيما ً‬ ‫َ‬
‫سششت َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫طي ُ‬ ‫صششَرا ِ‬ ‫ذا ِ‬ ‫هشش َ‬ ‫ن َ‬ ‫وأمششا قششوله تعششالى ‪  :‬وَأ ّ‬
‫َفات ّب ُِعوهُ‪ ‬في آيششة )‪ (153‬سششورة النعششام ‪ ،‬فغيششر مربوطششة‬
‫بالعترة ؛ لن اسم الشارة أعني ‪ -‬كلمة )هذا( ‪ -‬يرجع إلششى‬
‫ما قبله من النهششي والمششر ‪ ،‬وليسششت العششترة مششذكورة فششي‬
‫اليات مع أن العترة كانوا يصشلون ويقولشون فشي الصشلة ‪:‬‬
‫م‪ ‬فلششو كششانوا هششم الصششراط فل‬ ‫قي َ‬ ‫مسشت َ ِ‬ ‫ط ال ُ‬ ‫صَرا َ‬ ‫‪‬اهد َِنا ال ّ‬
‫معنى لصلواتهم وطلب هدايتهم إلششى الصششراط المسششتقيم ‪،‬‬
‫ط‬ ‫صششَرا ٍ‬ ‫دي إ َِلى ِ‬ ‫ك ل َت َهْ ِ‬ ‫والله تعالى يقول لرسوله ص‪  :‬وَإ ِن ّ َ‬
‫ط الل ّهِ ‪] ‬الشورى‪. [53 – 52:‬‬ ‫صَرا ِ‬ ‫قيم ٍ * ِ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ّ‬
‫َ‬
‫ذا‬ ‫دوِني هَ ش َ‬ ‫ن اع ْب ُش ُ‬‫وفي سورة يس )آية ‪ (61‬يقول ‪  :‬وَأ ِ‬ ‫صَرا ٌ‬
‫م‪.‬‬ ‫قي ٌ‬ ‫ست َ ِ‬‫م ْ‬ ‫ط ُ‬ ‫ِ‬
‫ولكن الغلة يؤولون اليات على طبق أهواءهم ‪.‬‬
‫وأمششا آيششة )أولششي المششر منكششم( فضششمير )منكششم( يرجششع‬
‫المششؤمنين وأمراؤهششم‬ ‫الحاضششرين موقششع الخطششاب ‪ ،‬وهششم‬
‫وحكامهم زمان الرسول ص بدليل آية )‪ (5) (83‬فششي هششذه‬
‫)( نهج البلغة ‪. 3/129‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( أي خطبة ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( نهج البلغة ‪. 2/49‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( نهج البلغة ‪. 2/95‬‬ ‫‪4‬‬

‫وَ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬


‫ف أَذا ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عوا ب ِهِ ُوَل ْ‬ ‫خوْ ِ‬ ‫ن أوِ ال َ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ال ْ‬ ‫مَ َ‬‫مٌر ّ‬‫مأ ْ‬ ‫جاءهُ ُ ْ‬‫)( الية هي ‪ :‬وَإ َِذا َ‬ ‫‪5‬‬

‫ه‬
‫طون َ ُ‬ ‫سَتنب ِ‬
‫ن يَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬
‫م ُ‬‫م ل َعَل ِ َ‬‫من ْهُ ْ‬ ‫مر ِ ِ‬ ‫ل وَإ َِلى أوِْلي ال ْ‬ ‫سو ِ‬ ‫َرّدوه ُ إ َِلى الّر ُ‬
‫ن إ ِل ّ قَِليل‪ً‬‬ ‫َ‬
‫شي ْطا َ‬ ‫م ال ّ‬ ‫َ‬
‫ه لت ّب َعْت ُ ُ‬ ‫مت ُ ُ‬
‫ح َ‬ ‫م وََر ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ل اللهِ ع َلي ْك ْ‬ ‫ض ُ‬‫م وَل َوْل َ فَ ْ‬
‫من ْهُ ْ‬
‫ِ‬
‫]النساء ‪. [83:‬‬
‫‪65‬‬
‫نقد المراجعات‬
‫السورة أعني ‪ -‬سورة النسششاء ‪ -‬فششذكر فيهششا أولششي المششر ‪،‬‬
‫منها‪(1‬زيد بن حارثة ‪ ،‬ونزلت في غزوة مؤتششة وولششي‬ ‫والمراد‬
‫أمرهم زيد ) ‪.‬‬
‫والقرآن يفسر بعضه بعضا ً ‪ ،‬ولكن الغلة لعبوا باليششات ‪،‬‬
‫والعترة برآء منهم ‪ ،‬وكذلك كل آية جاء بها السيد فششي هششذا‬
‫المقام ]فإنهششا[ غيششر مربوطششة بششالعترة ‪ ،‬فششارجع إلششى كتابنششا‬
‫كسر الصنم ‪] ،‬فقد[ أوضحنا كل هذه التأويلت ‪.‬‬
‫َ‬
‫سششو ُ‬
‫ل‬ ‫مثل ُهؤلء يقولون بأن قوله تعالى ‪َ  :‬يا أي ّهَششا الّر ُ‬
‫ك ‪] ‬المائدة‪ [67:‬نزلت فششي حششق‬ ‫من ّرب ّ َ‬ ‫ل إ ِل َي ْ َ‬
‫ك ِ‬ ‫ب َل ّغْ َ‬
‫ما أنزِ َ‬
‫علي عليه السلم ‪ ،‬والحشال أنشه لشم تنشزل آيشة فشي خلفشة‬
‫علششي حششتى يبلغششه الرسششول ‪ ،‬ونزلششت هششذه اليششة فششي أهششل‬
‫ل‬‫ل َيا أ َهْ َ‬
‫الكتاب ‪ ،‬بشهادة ما بعدها ‪ ،‬كما قال تعالى ‪  :‬قُ ْ‬
‫يٍء ‪ ‬الية ]المائدة‪. [68:‬‬ ‫ش ْ‬ ‫م ع ََلى َ‬ ‫ب لَ ْ‬
‫ست ُ ْ‬ ‫ال ْك َِتا ِ‬
‫والعجب من شيخ السلم ]سليم البشري[ يقول للسششيد‬
‫فششي مراجعششة )‪) : (13‬جئت باليششات المحكمششة والبينششات‬
‫القيمة( إلى أن يقول ) ربما اعترض بأن الششذين رووا نششزول‬
‫تلك اليات فيما قلتم إنما هم من رجال الشيعة ‪.(...‬‬
‫أقول ‪ :‬إن اليات المحكمات يدركها و يفهمها كششل نششاظر‬
‫عششالم بلغششة العششرب ‪ ،‬ول نحتششاج إلششى تفسششيرها للروايششات‬
‫المجعولة أو غيرها من الشششيعة كششانت أو مششن أهششل السششنة‪،‬‬
‫فمراجعة )‪ (14‬واللعب باليات بواسششطة الروايششات حششرام ‪،‬‬
‫في صحاح أي الفريقين كانت ‪.‬‬
‫] الغلة لم يكونوا على منهاج العترة [‬
‫وقال السيد في مراجعه )‪) : (14‬أن الشيعة إنمششا جششروا‬
‫علششى منهششاج العششترة( وبششالغ فششي تطهيششر رجششال الشششيعة ‪،‬‬
‫فنسأله عن رجال كتاب الكافي ‪ ،‬هششل هششم مششن الشششيعة أم‬
‫ل؟‬
‫نعم ‪ ..‬إن أكثرهم من الغلة أو المفوضة أو الجعششالين أو‬
‫كيونس بن ظبيششان‬
‫)‪(2‬‬
‫الكذابين ‪ ،‬بتصديق كتب رجال الشيعة ‪،‬‬
‫الذي لعنششه الرضششا عليششه السششلم بششألف لعنششة ‪ ،‬ويزيششد بششن‬
‫الشغر الواقفي من كلب الممطورة ‪ ،‬وأبي الجششارود الششذي‬
‫)( الصحيح أنها نزلت في عبدالله بن حذافة السهمي ‪ ،‬فقد أخرج‬ ‫‪1‬‬

‫الشيخان في صححيهما عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال ‪:‬‬
‫)نزلت في عبد الله بن حذافة بن قيس إذ بعثه رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم على سرية ( ]البخاري ‪ ،‬كتاب التفسير ‪ ،‬سورة النساء‬
‫برقم )‪ (4308‬ومسلم ‪ ،‬كتاب المارة ‪ ،‬باب وجوب طاعة المراء في‬
‫غير معصية وتحريمها في المعصية برقم )‪.[ (1834‬‬
‫)( انظر اختيار معرفة الرجال ‪. 658 – 2/657‬‬ ‫‪2‬‬
‫نقد المراجعات‬ ‫‪66‬‬
‫الصادق( عليه السلم في حقه ‪) :‬هو أعمى فششي الششدنيا‬ ‫)‪1‬‬
‫قال‬
‫و الخرة( ‪ ،‬وعلي بن أبي‌ حمزة البطائني الذي كان مششن‬
‫نواب المام الكاظم ومن قوام أمره ‪ ،‬فأكل أمششوال المششام‬
‫و تصرف في إمائه وأبشدع مشذهب الواقفيشة )‪ ،(2‬وأحمشد بشن‬
‫وأخرجششه القميششون‬ ‫الذي كان شاكا ً فششي دينششه‬ ‫محمد البرقي‬
‫من بلدة قششم )‪ ،(3‬وسششهل بششن زيششاد الكششذاب ‪ ،‬وعلششي ‌)ب‪5‬ش(شن‬
‫)‪(4‬‬

‫ح شّرف أكششثر آيششاته ‪،‬‬ ‫إبراهيششم القششائل بتحريششف القششرآن و َ‬


‫أشيم الذي خالف القرآن في جعل)‪(7‬الحجج بعششد‬ ‫وموسى بن‬
‫وأمثششالهم‬ ‫الرسششول ص )‪ ، (6‬وأحمششد بششن هلل العبرتششائي‬
‫آلف من رواة الشيعة ‪.‬‬
‫وكتاب الكافي أصح كتب الشيعة وأتقنها ‪ ،‬فكيف بسششائر‬
‫ما رأى مقششابله وسششائله غيششر خششبير بكتششب‬ ‫كتبهم ؟ والسيد ل ّ‬
‫الشيعة ورجالها أورد هنا كل ما أراد ‪.‬‬
‫وفي مراجعششة )‪ (16‬أتششى بمششائة رجششل مششن الشششيعة فششي‬
‫أسانيد أهل السنة ‪ ،‬فنقول لو كان مششائة رجششل صششادق فششي‬
‫آلف من الرجال الكذابين ‪ ،‬هل تكششون روايششاتهم مقبولششة ؟‬
‫ولو روى ثقة عن ضعيف أو عششن مجهششول أو عششن غششال هششل‬
‫تقبل روايته ؟‬
‫فانظر في رجال كتاب الكافي ‪ ،‬يقشول المجلسششي و هششو‬
‫عالم برجال الشيعة ‪ :‬إن تسعة آلف مششن أحششاديث الكششافي‬
‫ضعيفة أو مجهولة أو مرسلة أو مقطوعشة ‪ ،‬والكشافي أتقششن‬
‫كتبهم )‪. (8‬‬
‫)( انظر اختيار معرفة الرجال ‪. 2/495‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر رجال النجاشي ص ‪ ، 36‬اختيار معرفة الرجال ‪. 2/827‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( انظر أعيان الشيعة لمحسن المين ‪. 107 – 3/106‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( انظر رجال النجاشي ص ‪. 185‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( انظر تفسيره المسمى بتفسير القمي ‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( انظر معجم رجال الحديث للخوئي ‪. 23 – 20/21‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( انظر الفهرست للطوسي ص ‪ ، 83‬رجال ابن داود لبن داود‬ ‫‪7‬‬

‫الحلي ص ‪. 230‬‬
‫)( قال مرتضى العسكري في كتابه معالم المدرستين ‪) : 3/282‬و‬ ‫‪8‬‬

‫إن أقدم الكتب الربعة زمانا ً ‪ ،‬وأنبهها ذكرا ً ‪ ،‬وأكثرها شهرة هو كتاب‬
‫الكافي للشيخ الكليني وقد ذكر المحدثون بمدرسة أهل البيت فيها‬
‫خمسة وثمانين وأربعمئة وتسعة آلف )‪ (9485‬حديثا ً ضعيفا ً من‬
‫مجموع )‪ (16121‬حديثا ً ‪ ،‬وإذا رجعت إلى شرح الكافي المسمى‬
‫بمرآة العقول وجدت مؤلفه ‪ -‬أحد كبار علماء الحديث ‪ -‬يذكر لك في‬
‫تقويمه أحاديث الكافي ضعف ما يراه منها ضعيفًا‪ ،‬وصحة ما يرى‬
‫منها صحيحا ً ‪ ،‬ووثاقة ما يرى منها موثقا ً أو قويا ً باصطلح أهل البيت ‪،‬‬
‫وقد ألف أحد الباحثين ]محمد باقر البهبودي [ في عصرنا صحيح‬
‫الكافي واعتبر من مجموع ) ‪ (16121‬حديثا ً من أحاديث الكافي )‬
‫‪ (3328‬صحيحا ً ‪ ،‬وترك )‪ (11693‬حديثا ً منها لم يرها حسب اجتهاده‬
‫‪67‬‬
‫نقد المراجعات‬
‫ثم نقول ‪ :‬فرضنا أن كل ما جاء ]به[ السيد مششن اليششات‬
‫والروايات ‪ ،‬صريحة خاصة في فضائل أهل الششبيت ومنششاقب‬
‫العترة ‪ ،‬فهل تثبت مذهبا ً لهم ‪ ،‬ل والله ‪ ،‬والغلة والباطنيششة‬
‫والفاطمية والنصيرية والشيخية والدرزية كلهششم يششدعون أن‬
‫مذهبهم من العترة ‪ ،‬فهل العترة رؤسششاء مششذهبهم أم كششانوا‬
‫من الغالين أو من الباطنيين ؟‬
‫] الطلع على كتب الشيعة طريق لمعرفة مذهبهم [‬
‫)‪(1‬‬
‫والسف من أمثال الشيخ سليم من علماء السنة غير‬
‫مطلعين على كتب أخبار الشششيعة ‪ ،‬ينبغششي لهششم أن يقششرؤوا‬
‫واحدا ً من كتب الشيعة وأصحها كتششاب الكششافي لمحمششد بششن‬
‫يعقوب الكليني ‪ ،‬وينظششروا فششي أبششواب أصششوله ليعرفششوا أن‬
‫رواة كل باب منششه ]حششالهم[ )‪ (2‬مششن أضششعف الرجششال وأقبششح‬
‫الغلة وأكششذب الششرواة ‪ ،‬ومتششن أكششثر أبششوابه مضششاد للعقششل‬
‫ومخالف لكتاب الله كأنهم كانوا أشد عداوة للسلم ‪.‬‬
‫ويقول السيد في مراجعة )‪) : (18‬شششيعة آل محمششد ص‬
‫ما عدلوا ‪ ،‬ول هم عادلون‪ ،‬ولن يعدلوا عن أئمة أهل الششبيت‬
‫في شيء ‪ ...‬و أن مششن رأيهششم كششون التعبششد بمششذاهبهم مششن‬
‫الواجبات العينية(‪.‬‬
‫أقششول ‪ :‬هششذا علششى خلف الواقششع ‪ ،‬و ليششس لهششل الششبيت‬
‫مذهب واحد حتى نتعبد بمذهبهم ‪ ،‬فضل عن المذاهب ‪.‬‬
‫ويقول السيد ‪ :‬التعبد بمذاهبهم من الواجبات ‪ ،‬ما تقششول‬
‫أيها السيد في حق العترة وأي مذهب كششان لهششم ؟! عرّفنششا‬
‫مذهبهم حتى نعرفه ‪ ،‬أما تخاف الله ‪ ،‬إذا لم تستح فقل مششا‬
‫شئت ‪.‬‬

‫صحيحة(‪.‬‬
‫)( هذا التأسف من البرقعي على فرض صحة نسبة هذه المراجعات‬ ‫‪1‬‬

‫للشيخ البشري ‪ ،‬مع أن كثيرا ً من القرائن تدل أنها مكذوبة على‬


‫الشيخ سليم البشري ‪ ،‬وقد نص البرقعي على أن هذه المراجعات‬
‫مفتراة على شيخ الزهر الشيخ سليم البشري حيث قال موضع من‬
‫هذا الكتاب ‪) :‬كتاب المراجعات يكون نحو كتاب شبهاى بيشاور‬
‫لسلطان الواعظين الشيرازي ألقى البحث بين نفسه وشخص سني‬
‫خيالي ‪ ،‬فكل ما نسج في هذا الكتاب صدقه السني كأن هذا السني‬
‫كان جاهل بكتب المامية وتاريخها أو غير مطلع على حيل الشيعة أو‬
‫كان شخصا ً فرضيا ً ! ( ‪.‬‬
‫وانظر كتاب المراجعات المفتراة على شيخ الزهر للدكتور علي بن‬
‫أحمد السالوس ‪ ،‬والسياط اللذعات في كشف كذب وتدليس‬
‫صاحب المراجعات لعبدالله الغامدي ‪.‬‬
‫)( في الصل )تكون( ‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫نقد المراجعات‬ ‫‪68‬‬
‫وأنششت قلششت فششي )ص ‪ (15‬مششن هششذا الكتششاب ‪ :‬لششم يكششن‬
‫مذهب في القرن الول والثاني ‪ ،‬وأئمششة العششترة كششانوا فششي‬
‫القرن الول والثاني فأين كانت مذاهب العترة ؟‬
‫ثششم نقششول وأي محكمششة عادلششة تحكششم بمضششادة أقششوال‬
‫السيد ‪ ،‬والناسجين على منواله‪.‬‬
‫والعجب مششن شششيخ أهششل السششنة لششم يفهششم تضششاد أقششوال‬
‫دقه بكششل‬‫جششده وطهّششره وصش ّ‬ ‫السيد )‪ (1‬أوله ضد آخره ‪ ،‬بل م ّ‬
‫منسوجاته ‪.‬‬
‫] أي مذاهب الشيعة أولى بالتباع ؟! [‬
‫وقال الشششيخ فششي مراجعششة )‪) : (19‬و العمششل بمششذاهبهم‬
‫يجزئ المكلفيششن ( إلششى أن قششال )بششل قششد يقششال إن أئمتكششم‬
‫الثني عشر أولى بالتباع( ‪.‬‬
‫فنقول للشيخ ‪ :‬أي مذهب من مششذاهب الشششيعة مششذهب‬
‫العترة ‪ ،‬و أي مذهب منها يكون أولى بالتبشاع ‪ ،‬الباطنيشة أو‬
‫الجعفرية أو الفاطمية أو السماعيلية أو الزيدية أو غيرهششا ‪،‬‬
‫هل يكون كلها بالتباع أولى أم بعضها؟ وهل أحد مششن أئمششة‬
‫العترة تدينوا بمذهب من هذه المذاهب ؟ مششا الششدليل علششى‬
‫ذلك ؟ وأين المدرك و المستند؟ وظ َُننششا أن السششيد والشششيخ‬
‫اتفقا سرا ً على إغفال المة )‪. (2‬‬
‫ويقول الشيخ في )ص ‪) : (118‬لن الثني عشششر كلهششم‬
‫مذهب واحد ‪ ،‬قد محصوه و قرروه بإجماعهم ‪.(...‬‬
‫م لنا اسم هششذا المششذهب ‪ ،‬والحششق أن‬ ‫س ّ‬
‫فنقول للشيخ ‪َ :‬‬
‫ً‬
‫الئمة الثني عشر لششم يحششدثوا مششذهبا ‪ ،‬و أنهششم بششرآء ممششن‬
‫يجعل لهم مذهبا أو مذاهب ‪.‬‬
‫صل ونأتي فششي المبحششث الثششاني بالششدلئل‬ ‫ونحن نبين ونف ّ‬
‫الكثيرة والروايات المتواترة أن مذهب المامية ل مدرك له‬
‫‪ ،‬والنصوص المذكورة في كتبهم كلها مجعولششة فششي القششرن‬
‫الثشششالث ‪ ،‬وأنهشششم صشششرحوا بكلمشششاتهم أن المامشششة ليسشششت‬
‫منصوصة من الله أو من الرسول ص ‪.‬‬
‫وهذا موسى بن جعفر عليششه السششلم يقششول فششي جششواب‬
‫يحيششى بشن عبششدالله المحششض ‪) :‬إن ّششا ل نششدعي المامششة ‪ ،‬ومششا‬

‫)( وهذا التعجب كما ذكرت سابقا ً على فرض صحة هذه المراجعات ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫فالتناقض والكذب في كلم عبدالحسين الموسوي واضح جدا ً لكل‬


‫طالب علم فكيف بشيخ الزهر ؟!‬
‫)( بل الشيخ البشري ل علقة له بالكتاب كما سبق ‪ ،‬وهذه‬ ‫‪2‬‬

‫المراجعات مكذوبة عليه ‪.‬‬


‫‪69‬‬
‫نقد المراجعات‬
‫ت مششن أبششي أنششه يششدعي المامششة ( ارجششع إلششى كتششاب‬‫سششمع ُ‬
‫الكافي‪ ،‬باب ما يفصل به بين دعوى المحق والمبطششل )ص‬
‫‪ (367‬حتى ترى أن يحيى ابن عبدالله كتب إلى موسى بششن‬
‫جعفر كتابا ً فأجابه موسى بن جعفر بهششذه العبششارة ‪) :‬أتششاني‬
‫ت ذلششك‬‫كتابك)‪ (،1‬تذكر فيه أني مدع وأبي من قبل وما سششمع َ‬
‫مني( ‪.‬‬
‫وفي حديث )‪ (16‬من هذا الباب يقول زيد بن علششي بششن‬
‫الحسين )ع( لخيه الباقر ‪) :‬ليس المام مّنا من جلس فششي‬
‫بيته وأرخى ستره ‪ ،‬وث َّبط عن الجهاد ‪ ،‬ولكن المام مّنا من‬
‫منع حوزته ‪ ،‬وجاهد في سبيل الله ودفع عششن رعيتششه ‪ ،‬وذب‬
‫عن حريمه ( )‪.(2‬‬
‫والشششيخ يقششول ‪ :‬لهششم مششذهب قششد محصششوه ‪ ،‬مششع أن‬
‫الختلف شائع في رواياتهم وأحكامهم ‪ ،‬فانظر في وسششائل‬
‫الشيعة لمؤلفه الشيخ الحر العاملي ‪.‬‬
‫تمت بعون الله تعالى النقد ‪ ،‬وهنا آخششر المبحششث الول ‪،‬‬
‫ويأتي باقي النقد في المبحث الثاني)‪ (3‬إن شاء الله ‪.‬‬

‫وأنا العبد السيد أبو‬


‫الفضل البرقعي‬
‫القمي‬

‫مراجع ومصادر التحقيق‬

‫)( الكافي ‪. 1/367‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الكافي ‪. 358 – 1/356‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( بحثت عن هذا المبحث فلم أجده فربما فُ ِ‬


‫قد َ أو أنه توفي قبل‬ ‫‪3‬‬

‫كتابته أو غير ذلك‪.‬‬


‫نقد المراجعات‬ ‫‪70‬‬
‫‪ -1‬نهج البلغة للشريف الرضي – تحقيق وشرح محمد‬
‫عبده ‪ -‬طبع مطبعة النهضة – قم نشر دار الذخائر قم –‬
‫إيران ‪.‬‬
‫‪ -2‬اختيار معرفة الرجال للطوسي ‪ -‬تصحيح وتعليق‬
‫وتحقيق مير داماد السترابادي و مهدي الرجائي – طبع‬
‫مطبعة بعثت قم ‪ -‬نشر مؤسسة آل البيت ‪ -‬عليهم‬
‫السلم ‪ -‬لحياء التراث ‪.‬‬
‫‪ - 3‬بحار النوار الجامعة لدرر أخبار الئمة الطهار لمحمد‬
‫المجلسي ‪ -‬مؤسسة الوفاء ‪ -‬بيروت – لبنان – ‪1403‬هش‬
‫‪.‬‬
‫‪ - 4‬الكافي لمحمد بن يعقوب الكليني ‪ -‬تصحيح وتعليق‬
‫علي أكبر الغفاري – ط ‪ - 5‬دار الكتب السلمية –‬
‫طهران ‪.‬‬
‫‪ - 5‬كمال الدين وتمام النعمة للصدوق ‪ -‬مؤسسة النشر‬
‫السلمي التابعة لجماعة المدرسين بقم‪1415-‬هش‪.‬‬
‫‪ -6‬فرق الشيعة للحسن بن موسى النوبختي – منشورات‬
‫دار الضواء بيروت‪.‬‬
‫‪ -7‬وسائل الشيعة للحر العاملي – تحقيق محمد رضا‬
‫الجللي – طبع مطبعة مهر قم ‪ -‬نشر مؤسسة آل‬
‫البيت عليهم السلم لحياء التراث بقم ‪.‬‬
‫‪ -8‬رجال النجاشي للنجاشي ‪ ،‬ط ‪1416 ،5‬هش ‪ ،‬نشر‬
‫مؤسسة النشر السلمي التابعة لجماعة المدرسين بقم‬
‫‪.‬‬
‫‪ -9‬المالي للطوسي ‪ ،‬تحقيق قسم الدراسات السلمية ‪-‬‬
‫مؤسسة البعثة ‪ ،‬ط ‪1414 ،1‬هش ‪ ،‬نشر دار الثقافة‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع بقم ‪.‬‬
‫‪ -10‬تفسير القمي لعلي بن إبراهيم القمي ‪ ،‬تصحيح‬
‫وتعليق وتقديم طيب الموسوي الجزائري ‪،‬ط ‪،3‬‬
‫‪1404‬هش ‪ ،‬نشر مؤسسة دار الكتاب للطباعة والنشر ‪-‬‬
‫قم – ايران ‪.‬‬
‫‪-11‬تفسير مجمع البيان للطبرسي ‪ ،‬تحقيق وتعليق لجنة‬
‫من العلماء والمحققين الخصائيين ‪،‬ط ‪1415 ،1‬هش ‪،‬‬
‫نشر مؤسسة العلمي للمطبوعات ‪ -‬بيروت – لبنان ‪.‬‬
‫‪ -12‬كامل الزيارات لجعفر بن محمد بن قولويه ‪ ،‬تحقيق‬
‫جواد القيومي و لجنة التحقيق ‪ ،‬ط ‪1417 ،1‬هش ‪ ،‬طبع‬
‫مطبعة مؤسسة النشر السلمي ‪ ،‬نشر مؤسسة نشر‬
‫الفقاهة ‪.‬‬
‫‪ -13‬الفهرست للطوسي ‪ ،‬تحقيق جواد القيومي ‪ ،‬ط ‪،1‬‬
‫‪1417‬هش ‪ ،‬طبع مطبعة مؤسسة النشر السلمي ‪ ،‬نشر‬
‫مؤسسة نشر الفقاهة ‪.‬‬
‫‪ -14‬عيون أخبار الرضا للصدوق ‪ -‬تصحيح وتعليق وتقديم‬
‫الشيخ حسين العلمي – طبع و نشر مؤسسة العلمي‬
‫للمطبوعات ‪ -‬بيروت – لبنان ‪ 1404‬هش ‪.‬‬
‫‪71‬‬
‫نقد المراجعات‬
‫‪ -15‬مدينة المعاجز لهاشم البحراني ‪ -‬تحقيق لجنة‬
‫التحقيق برئاسة الشيخ عباد الله الطهراني الميانجي –‬
‫ط ‪ -1‬طبع مطبعة پاسدار إسلم ‪ -‬نشر مؤسسة‬
‫المعارف السلمية ‪ -‬قم – إيران – ‪1416‬هش ‪.‬‬
‫‪ -16‬شرح أصول الكافي لمحمد المازندراني – تحقيق‬
‫وتعليق الميرزا أبو الحسن الشعراني وضبط وتصحيح‬
‫علي عاشور – ط ‪ -1‬طبع ونشر دار إحياء التراث‬
‫العربي للطباعة والنشر والتوزيع ‪ -‬بيروت – لبنان –‬
‫‪1421‬هش‪.‬‬
‫‪ -17‬بصائر الدرجات لمحمد بن الحسن الصفار ‪ ،‬تصحيح‬
‫وتعليق وتقديم الحاج ميرزا حسن كوچه باغي‬
‫‪1404‬هش ‪ ،‬طبع مطبعة الحمدي – طهران ‪ ،‬نشر‬
‫منشورات العلمي – طهران ‪.‬‬
‫‪ -18‬مستدرك الوسائل للنوري الطبرسي ‪ ،‬تحقيق‬
‫مؤسسة آل البيت عليهم السلم لحياء التراث ‪ ،‬ط ‪،1‬‬
‫‪1408‬هش نشر مؤسسة آل البيت عليهم السلم لحياء‬
‫التراث ‪ -‬بيروت – لبنان ‪.‬‬
‫‪ -19‬أعيان الشيعة ‪ ،‬لمحسن المين ‪ ،‬تحقيق وتخريج‬
‫حسن المين ‪ ،‬نشر دار التعارف للمطبوعات ‪ -‬بيروت‬
‫– لبنان ‪.‬‬
‫‪ -20‬مناقب آل أبي طالب لبن شهر آشوب ‪ ،‬تصحيح‬
‫وشرح ومقابلة لجنة من أساتذة النجف ‪1376‬هش ‪ ،‬طبع‬
‫مطبعة الحيدرية ‪ -‬النجف ‪ ،‬نشر المكتبة الحيدرية ‪-‬‬
‫النجف‪.‬‬
‫‪ -21‬الصحيفة السجادية لزين العابدين علي بن الحسين‬
‫)ع( ‪ ،‬تحقيق محمد باقر الموحد البطحي الصفهاني ‪،‬‬
‫ط ‪1411 ،1‬هش ‪ ،‬طبع مطبعة نمونه – قم ‪ ،‬نشر‬
‫مؤسسة المام المهدي )ع( و مؤسسة النصاريان‬
‫للطباعة والنشر ‪ -‬قم – ايران‪.‬‬
‫‪ -22‬الشيعة في الميزان لمحمد جواد مغنية ‪ ،‬ط ‪،4‬‬
‫‪1399‬هش ‪ ،‬نشر دار التعارف للمطبوعات ‪ -‬بيروت –‬
‫لبنان ‪.‬‬
‫‪ -23‬روضة الواعظين للفتال النيسابوري ‪ -‬تحقيق وتقديم‬
‫محمد مهدي وحسن الخرسان ‪ -‬نشر منشورات الشريف‬
‫الرضي – قم ‪.‬‬
‫‪ -24‬المقالت والفرق لسعد بن عبد الله الشعري القمي –‬
‫مركز انتشارات علمي – إيران ‪.‬‬
‫‪ -25‬كسر الصنم لية الله العظمى السيد أبو الفضل البرقعي‬
‫‪ -‬ترجمة عبدالرحيم البلوشي – دار البيارق ‪.‬‬
‫نقد المراجعات‬ ‫‪72‬‬

‫فهرس الموضوعات‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫‪5‬‬ ‫مقدمة المحقق‬
‫‪....................................................................................‬‬
‫‪10‬‬ ‫ترجمة المؤلف‬
‫‪........................................ .............................................‬‬
‫‪21‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪.......................................... .......................................‬‬ ‫المؤلف‬
‫‪..‬‬
‫‪21‬‬ ‫كثرة فرق الشيعة المنتسبة لل البيت عليهم‬
‫السلم ‪............................‬‬
‫‪21‬‬ ‫ل سنة إل سنة رسول الله ص‪.....................................‬‬
‫‪......................‬‬
‫‪24‬‬ ‫رحلة المؤلف إلى النور وابتلئه‬
‫‪..........................................................‬‬
‫‪25‬‬ ‫سبب تأليف هذا الكتاب‬
‫‪........................... .......................................‬‬
‫‪26‬‬ ‫سعي أعداء السلم لهدمه‬
‫‪................................................................‬‬
‫‪27‬‬ ‫مذهب أهل البيت الحق‬
‫‪.....................................................................‬‬
‫‪29‬‬ ‫الكافي وروايات الطعن في السلم‬
‫‪....................................................‬‬
‫‪34‬‬ ‫وا أسفا من غفلة علماء الفريقين‬
‫‪........................................................‬‬
‫‪37‬‬ ‫مما يدعو للسف و التعجب‬
‫‪..............................................................‬‬
‫‪40‬‬ ‫سياحة في كتاب الكافي‬
‫‪.....................................................................‬‬
‫‪42‬‬ ‫ما كان غلوا ً عند المتقدمين أصبح اليوم من‬
‫ضروريات المذهب ‪........‬‬
‫‪45‬‬ ‫الئمة ل يعلمون الغيب‬
‫‪....................................................................‬‬
‫‪48‬‬ ‫التأويلت الباطنية ليات القرآن‬
‫‪......................................................‬‬
‫‪51‬‬ ‫الروايات الواردة في ذم الشيعة من أئمتهم‬
‫‪.........................................‬‬
‫‪52‬‬ ‫واقع أئمة آل البيت عليهم السلم ينفي نسبة‬
‫علم الغيب لهم ‪............‬‬
‫‪73‬‬
‫نقد المراجعات‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫‪53‬‬ ‫أمير المؤمنين علي عليه السلم ل يعلم الغيب‬
‫‪....................................‬‬
‫‪54‬‬ ‫علم الئمة عليهم السلم‬
‫‪........................... .......................................‬‬
‫‪55‬‬ ‫الغلو في الئمة‬
‫‪.......................................... .......................................‬‬
‫‪57‬‬ ‫أكثر الروايات المنسوبة للئمة موضوعة‬
‫‪...........................................‬‬
‫‪58‬‬ ‫جهل أصحاب الئمة بالئمة‬
‫‪.................... .......................................‬‬
‫‪58‬‬ ‫زرارة بن أعين‬
‫‪........................................... .......................................‬‬
‫‪59‬‬ ‫أبو حمزة الثمالي‬
‫‪........................................... .......................................‬‬
‫‪60‬‬ ‫مؤمن الطاق أبو جعفر الحوال‬
‫‪........................................................‬‬
‫‪60‬‬ ‫هشام بن سالم‬
‫‪............................................. .......................................‬‬
‫‪60‬‬ ‫محمد بن عبدالله الطيار‬
‫‪............................... .......................................‬‬
‫‪60‬‬ ‫أبو بصير‬
‫‪.................................................... .......................................‬‬
‫‪60‬‬ ‫أحمد بن محمد بن خالد البرقي‬
‫‪.................... .......................................‬‬
‫‪60‬‬ ‫مفضل بن عمر‬
‫‪.......................................... .......................................‬‬
‫‪61‬‬ ‫جهل سادات آل البيت بالئمة الثني عشر‬
‫‪.......................................‬‬
‫‪62‬‬ ‫افتراق الشيعة بعد وفاة بعض الئمة‬
‫‪.................................................‬‬
‫‪62‬‬ ‫الطريق لجتماع المة‬
‫‪................................. .......................................‬‬
‫‪64‬‬ ‫أهل السنة لم يبتدعوا مذهبا ً عقديا ً‬
‫‪......................................................‬‬
‫‪65‬‬ ‫الئمة الربعة لم يبتدعوا مذهبا ً عقديا ً‬
‫‪................................................‬‬
‫‪66‬‬ ‫تواضع أئمة آل البيت عليهم السلم‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪67‬‬ ‫الخلف بين مذاهب أهل السنة في الفروع ل‬
‫في العقائد ‪.....................‬‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫‪69‬‬ ‫ً‬
‫فضائل العترة ل تثبت مذهبا من مذاهب الغلة‬
‫نقد المراجعات‬ ‫‪74‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪70‬‬ ‫التأويلت الباطنية ليات القرآن في كتاب الكافي‬
‫‪..............................‬‬
‫‪71‬‬ ‫فضائل العترة ل يلزم منها إثبات مذاهب الغلة‬
‫‪................................‬‬
‫‪72‬‬ ‫أهل السنة لم يكن بينهم وبين أهل البيت خلف‬
‫‪................................‬‬
‫‪72‬‬ ‫آية التطهير نزلت في زوجات الرسول ص وأهل‬
‫بيته ‪.......................‬‬
‫‪74‬‬ ‫آية المودة وعدم دللتها على المامة‬
‫‪........................... ........................‬‬
‫‪74‬‬ ‫آية المباهلة ل تثبت مذهبا ً بل هي فضيلة لل‬
‫البيت عليهم السلم‬
‫‪75‬‬ ‫ت عامة جعلت مخصوصة بآل البيت عليهم‬ ‫آيا ٌ‬
‫السلم ‪......................‬‬
‫‪77‬‬ ‫الغلة لم يكونوا على منهاج العترة‬
‫‪......................................................‬‬
‫‪79‬‬ ‫الطلع على كتب الشيعة طريق لمعرفة‬
‫مذهبهم ‪................................‬‬
‫‪80‬‬ ‫أي مذاهب الشيعة أولى بالتباع ؟!‬
‫‪...................................................‬‬
‫‪83‬‬ ‫المراجع والمصادر‬
‫‪....................................... ........................................‬‬
‫‪86‬‬ ‫‪....................................... .......................................‬‬ ‫الفهرس‬
‫‪.............‬‬

You might also like