You are on page 1of 14

‫اقسـام القرآن‬

‫بحث‬
‫مقدم لتكملة شرظ من شروط الواجبة في تدريس علوم‬
‫التفسير في قسم اللغة العربية‬

‫تحت إشراف‬
‫الدكتور بدر الزمان الماجستير‬

‫إعداد‬
‫ملكي أأن‬
‫ِ‬
‫رقم التسجيل‪220980011 :‬‬

‫قسم اللغة العربية‬


‫الدراسة العاليا بجامعة سونان جونونج جاتي‬
‫السلمية الحكومية باندونج‬
‫‪2009‬‬
‫محتويات البحث‬
‫محتويات البحث‬
‫مقدمة البحث‬
‫أقسام القرآن‬
‫‪2‬‬

‫أ‪ -‬تعريف القسم وصيغته‪1................................‬‬


‫ب‪ -‬أنواع القسم‪2..........................................‬‬
‫ج‪ -‬فائدة القسم في القرآن‪2............................‬‬
‫د‪ -‬المقسم به في القرآن‪3...............................‬‬
‫هـ‪ -‬أحوال المقسم عليه‪4................................‬‬
‫و‪ -‬القسم والشرط‪6.......................................‬‬
‫الخاتمة‪8..........................................................‬‬
‫المراجع البح‪9..................................................‬‬

‫مقدمة‬
‫الحمد لله رب العالمين‪ ،‬خــالق الســموات والراضــين‪،‬‬
‫أحمده سبحانه وأستعين به وأستهديه هو الرحمــن الرحيــم‪،‬‬
‫ل إله غيره ول رب سواه‪ ،‬وأشهد أن محمدا صلى الله عليه‬
‫وسلم عبده ورسوله وخيرته من خلقه‪ ،‬أرســله ربــه ليخــرج‬
‫الناس من ظلمات الجهل إلى النور اليقين‪ .‬فكان صلى الله‬
‫عليه وسلم خير رسول وأعظم بشير سلك بالبشرية طريق‬
‫الهدى والرشاد فكان اليمان بعد الشرك والنور بعــد الظلم‬
‫والمن والطمأنينة بعد الخوف‪.‬‬
‫سيظل القرآن الكريــم شـامخا وإعجــازه عظيمــا باقيــا‬
‫إلى يوم الدين‪ ،‬فلقد اشتهر العرب قبل الســلم بالفصــاحة‬
‫والبلغة لدرجة عظيمة‪ ،‬حيث كانت الســواق تقــام ويتبــارى‬
‫فيها الفصحاء والبلغاء والدباء والشعراء كل يدلى بدلوه إما‬
‫بالشعر وإما بالخطاب وإما بالنصائح وإما بالحكم والمثال‪.‬‬
‫من أجــل ذلـك جــاء القـرآن الكريـم بفصــاحته وبلقتــه‬
‫متحديا لهم على لسان رسول كريم ونــبي أمــي ل يقــرأ ول‬
‫يكتب فتحداهم جميعــا أن يــأتوا بســورة مــن مثلــة فعجــزوا‬
‫وسيظل القــرآن متحــديا لهــم إلــى يــوم الــدين يحمــل بيــن‬
‫سطوره برهان كماله وآية إعجازه‪.‬‬
‫ويختلف الستعداد النفسي عند الفرد في تقبلـه للحــق‬
‫وانقياده لنوره‪ ،‬فالنفس الصــافية الــتي لــم تــدنس فطرتهــا‬
‫بالرجس تستجيب للهــدى‪ ،‬وتفتــح قلبهــا لشــعاعه‪ ،‬ويكفيهــا‬
‫في النصياع إليه اللمحة والشارة‪ .‬أما النفــس الــتي رانــت‬
‫عليها سحابة الجهل‪ ،‬وغشيتها ظلمة الباطــل فل يهــتز قلبهــا‬
‫إل بمطــارق الزجــر‪ ،‬وصــيغ التأكيــد‪ ،‬حــتى يــتزعزع نكيرهــا‪،‬‬
‫والقســم فــي الخطــاب مــن أســاليب التأكيــد الــتي يتخللهــا‬
‫البرهان المفحم‪ ،‬والســتدراج بالخصــم إلــى العــتراف بمــا‬
‫يجحد‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك‪ ،‬أردت أن أقــدم للســادة القــراء جانبــا‬
‫واحدا من الجوانب العظيمة في إعجاز القرآن الكريـم وهـو‬
‫ما يتعلق بأقسام القرآن ليقف القارئ على السلوب الرائع‬
‫ودقة التصوير الفنى في هذا البحث ليكون ذلــك دليــل قويــا‬
‫وبرهانا ساطعا على عظمة القرآن الكريــم وصــدق رســوله‬
‫الكريم في رسالته‪.‬‬
‫أسأل الله عز وجل التوفيــق والســداد وأن يجعــل هــذا‬
‫العمل الصالح شاهدا لنا يوم القيامة‪ .‬اللهم آمين‪.‬‬
‫اقسام القرآن‬
‫لجأ القرآن إلى القسم متبعا النهج العربــي فــي توكيــد‬
‫الخبار به‪ ،‬لتستقر في النفس‪ ،‬ويــتزعزع فيهــا مــا يخالفهــا‪،‬‬
‫وإذا كان القسم ل ينجح أحيانــا فــي حمــل المخــاطب علــى‬
‫التصديق‪ ،‬فإنه كثيرا ما يوهن في النفس الفكرة المخالفــة‪،‬‬
‫ويدفع إلى الشك فيهــا‪ ،‬ويبعــه المــرء علــى التفكيــر القــوي‬
‫فيما ورد القسم من أجله‪ .1‬فقبل أن نعمق علــى مــا يتعلــق‬
‫بأقسام القرآن تعلما عميقا‪ ،‬ســأبدأ الكلم فــي البحــث عــن‬
‫‪ 1‬أحمد أحمد بدوي‪) ،،،،،،، ،،،،، ،، ،‬القاهرة‪ :‬دار نحضة مصر(‪ ،‬ص ‪.170‬‬
‫‪4‬‬

‫تعريف القسم وصيغته كما سيأتي‪.‬‬

‫أ‪ .‬تعريف القسم وصيغته‬


‫والقسام‪ :‬جمع قَ َ‬
‫ســم ‪ -‬بفتــح الســين‪ -‬بمعنــى الحلــف‬
‫واليمين‪ ,‬والصيغة الصلية للقسم أن يؤتى بالفعل "أقســم"‬
‫مقســم‬
‫مقسم به‪ .‬ثم يــأتي ال ُ‬ ‫أو "أحلف" متعدًيا بالباء إلى ال ُ‬
‫عليه‪ ،‬وهو المسمى بجواب القسم‪ ،‬كقوله تعالى‪:‬‬
‫‪qßJ|¡ø%r&ur‬‬ ‫‪«!$$Î/‬‬ ‫&‪y‰ôgy_ öNÎgÏZ»yJ÷‰r‬‬ ‫)‪‰w#‬‬
‫‪) ß]yèö7t‰ ª!$# `tB ßNqßJt‰ 4... ÇÌÑÈ‬النحل‪(38:‬‬
‫فأجزاء صيغة القسم ثلثة‪:‬‬
‫‪ -1‬الفعل الذي يتعدى بالباء‪.‬‬
‫مقسم به‪.‬‬ ‫‪ -2‬وال ُ‬
‫مقسم عليه‬ ‫‪ -3‬وال ُ‬
‫ولما كان القسم يكثر فــي الكلم اختصــر فصــار فعــل‬
‫وض عن الباء بـالواو فـي‬ ‫القسم يحذف ويكتفي بالباء ثم عُ ّ‬
‫‪2‬‬

‫السماء الظاهرة كقوله تعالى‪È@ø‰©9$#ur #s‰Î) 4Óy´øót‰ :‬‬


‫وبالتاء في لفظ الجللة كقوله‪s?$$!» :‬‬ ‫‪) ÇÊÈ‬الليل‪,(1:‬‬
‫‪) ur ¨by‰‰Å2V{ /ä3yJ»uZô¹r&...ÇÎÐÈ‬النبياء‪(57:‬‬
‫وهذا قليل‪ ،‬أما الواو فكثيرة‪.‬‬

‫ب‪ .‬أنواع القسم‬


‫القسم إما ظاهر‪ ،‬وإما مضمر‪.‬‬
‫صرح فيه بفعل القسم‪ ,‬وصرح فيه‬ ‫‪ -1‬فالظاهر‪ :‬هو ما ُ‬
‫مقسم به‪ ،‬ومنه ما حذف فيه فعل القسم كما هو الغائب‬ ‫بال ُ‬
‫اكتفاء بالجار من الياء أو الواو أو التاء‪.‬‬
‫وقد أدخلت "ل" النافية علــى فعــل القســم فــي بعــض‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫م‬
‫ســ ُ‬ ‫م‪ ،‬ال ِْقَيا َ‬
‫مــةِ َول أقْ ِ‬ ‫م ب ِي َوْ ِ‬ ‫المواضع‪ .‬كقوله تعالى‪} :‬ل أقْ ِ‬
‫س ُ‬
‫ة{)القيامة‪ ,(2-1‬فقيـل‪" :‬ل" فــي الموضـعين‬ ‫م ِ‬ ‫س الل ّ ّ‬
‫وا َ‬ ‫ِبالن ّْف ِ‬
‫نافية لمحذوف يناسب المقــام‪ ،‬والتقــدير مثًل‪ :‬ل صــحة لمــا‬
‫تزعمون أنه ل حساب ول عقاب‪ ،‬ثم استأنف فقــال‪ :‬أقســم‬
‫بيوم القيامة‪ ،‬وبالنفس اللوامة‪ ،‬أنكم ســتبعثون‪ .‬وقيــل‪" :‬ل"‬

‫‪ 2‬والباء لم ترد في القرآن إل مع فعل القسم‪ ،‬كقوله تعالى‪) :‬واقسموا بالله جهد‬
‫أيمانهم‪ .‬النور‪(53-‬‬
‫لنفي القسم كأنه قــال‪ :‬ل أقســم عليــك بــذلك اليــوم وتلــك‬
‫ســم‪ ،‬أتحســب أن ّــا ل نجمــع‬ ‫النفس‪ ،‬ولكنــي أســألك غيــر مق ِ‬
‫عظامك إذا تفرقت بالموت؟ إن المر من الظهور بحيــث ل‬
‫يحتاج إلى قســم‪ .‬وقيــل‪" :‬ل" زائدة ‪ -‬وجــواب القســم فــي‬
‫ب‬ ‫َ‬
‫سـ ُ‬‫ح َ‬‫اليــة المــذكورة محــذوف دل عليــه قــوله بعــد‪} :‬أي َ ْ‬
‫ن{ ‪ ...‬إلخ‪ ،‬والتقدير‪ :‬لتبعثن ولتحاسبن‪.‬‬ ‫سا ُ‬ ‫اْل ِن ْ َ‬
‫‪ -2‬والقســم المضــمر هــو مــا لــم يصــّرح فيــه بفعــل‬
‫سم به‪ ،‬وإنما تدل عليه اللم المؤكدة التي‬ ‫القسم‪ ،‬ول بالمق َ‬
‫تــدخل علــى جــواب القســم كقــوله تعــالى‪} :‬ل َت ُب َْلــوُ ّ‬
‫ن فِــي‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م{)آل عمران ‪ ,(189‬أي والله لتبلون‪.‬‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫وال ِك ُ ْ‬
‫م وَأن ُْف ِ‬ ‫م َ‬ ‫أ ْ‬

‫ج‪ .‬فائدة القسم في القرآن‬


‫تمتــاز اللغــة العربيــة بدقــة التعــبير واختلف الســاليب‬
‫بتنوع الغراض‪ ،‬وللمخاطب حالت مختلفــة‪ ،‬هــي المســماة‬
‫فــي المعــاني بأضــرب الخــبر الثلثــة‪ :‬البتــدائي‪ ،‬والطلــبي‪،‬‬
‫والنكاري‪.‬‬
‫طب خالي الــذهن مــن الحكــم فُيلقــى‬ ‫فقد يكون المخا َ‬
‫إليه الكلم غفًل من التأكيد‪ ،‬وُيسمى هذا الضرب‪ :‬ابتدائّيا‪.‬‬
‫وقد يكون متردًدا في ثبــوت الحكــم وعــدمه‪ ،‬فيحســن‬
‫تقوية الحكم له بمؤكد ليزيل تردده‪ ،‬وُيسمى هــذا الضــرب‪:‬‬
‫طلبّيا‪.‬‬
‫وقـد يكـون منكـًرا للحكـم‪ ،‬فيجـب أن يؤكـد لـه الكلم‬
‫بقدر إنكاره قوة وضعًفا‪ ،‬وُيسمى هذا الضرب‪ :‬إنكارّيا‪.‬‬
‫والقسم من المؤكدات المشهورة التي تمكــن الشــيء‬
‫في النفس وتقويه‪ ،‬وقد نزل القــرآن الكريــم للنــاس كافــة‪،‬‬
‫ووقف الناس منــه مواقــف متباينــة‪ ،‬فمنهــم الشــاك‪،‬ومنهــم‬
‫المنكر‪ ،‬ومنهم الخصم اللــد‪ .‬فالقســم فــي كلم اللــه يزيــل‬
‫الشكوك‪ ،‬ويحبط الشبهات‪ ،‬ويقيــم الحجــة‪ ،‬ويؤكــد الخبــار‪،‬‬
‫ويقرر الحكم في أكمل صورة‪.‬‬

‫مقسم به في القرآن‬ ‫د‪ .‬ال ُ‬


‫يقسم الله تعالى بنفسه المقدسة الموصوفة بصــفاته‪،‬‬
‫أو بآيـــاته المســـتلزمة لـــذاته وصـــفاته‪ ،‬وإقســـامه ببعـــض‬
‫‪6‬‬

‫مخلوقاته دليل على أنه من عظيــم آيــاته‪ .‬وقــد أقســم اللــه‬


‫تعالى بنفسه في القرآن في سبعة مواضع‪:‬‬
‫ل ب ََلى‬ ‫َ‬
‫ن ي ُب ْعَُثوا قُ ْ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫ن ك ََفُروا أ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫‪ -1‬في قوله‪َ} :‬زعَ َ‬
‫ن{)التغابن ‪(7‬‬ ‫ّ‬ ‫وََرّبي ل َت ُب ْعَث ُ‬
‫ل ب ََلى‬ ‫ْ‬
‫ة قُ ْ‬ ‫ساعَ ُ‬ ‫ن ك ََفُروا ل ت َأِتيَنا ال ّ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫‪ -2‬وقوله‪} :‬وََقا َ‬
‫ْ‬
‫م{)سبأ ‪.(3‬‬ ‫وََرّبي ل َت َأت ِي َن ّك ُ ْ‬
‫ه‬ ‫ح ـقّ هُ ـوَ قُ ـ ْ‬ ‫‪ -3‬وقوله‪} :‬ويس ـتنبُئون َ َ‬
‫ل ِإي وََرب ّــي إ ِن ّـ ُ‬ ‫كأ َ‬ ‫ََ ْ َِْ َ‬
‫ق{)يونس ‪.(53‬‬ ‫ح ّ‬‫لَ َ‬
‫وفي هذه الثلثة أمر الله نبيه ‪-‬صلى الله عليـه وسـلم‪-‬‬
‫أن يقسم به‪.‬‬
‫ن{)مريــم‬ ‫طي َ‬ ‫ش ـَيا ِ‬ ‫م َوال ّ‬ ‫ش ـَرن ّهُ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫ك ل َن َ ْ‬ ‫‪ -4‬وقــوله‪} :‬فَوََرب ّـ َ‬
‫‪.(68‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن{)الحجر ‪.(92‬‬ ‫مِعي َ‬ ‫ج َ‬‫مأ ْ‬ ‫سأل َن ّهُ ْ‬ ‫ك ل َن َ ْ‬‫‪ -5‬وقوله‪} :‬فَوََرب ّ َ‬
‫مــا‬
‫ك ِفي َ‬ ‫مــو َ‬ ‫حك ّ ُ‬
‫حت ّــى ي ُ َ‬ ‫ن َ‬ ‫من ُــو َ‬ ‫ك ل ي ُؤْ ِ‬ ‫‪ -6‬وقوله‪َ} :‬فل وََرب ّ َ‬
‫م{)النساء ‪.(65‬‬ ‫جَر ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫ش َ‬‫َ‬
‫ُ‬
‫ب{‬ ‫مَغــارِ ِ‬ ‫ق َوال ْ َ‬ ‫شــارِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫م ِبــَر ّ‬ ‫ســ ُ‬ ‫‪ -7‬وقــوله‪َ} :‬فل أقْ ِ‬
‫)المعارج ‪.(40‬‬

‫وسائر القسم في القرآن بمخلوقاته ســبحانه‪ ،‬كقــوله‪:‬‬


‫ها{ )الشمس ‪.(7-1‬‬ ‫ذا َتل َ‬ ‫مرِ إ ِ َ‬ ‫ها‪َ ،‬وال َْق َ‬ ‫حا َ‬ ‫ض َ‬‫س وَ ُ‬
‫م ِ‬ ‫}َوال ّ‬
‫ش ْ‬
‫خل َ ـ َ‬
‫ق‬ ‫ما َ‬‫جّلى‪ ،‬وَ َ‬ ‫شى‪َ ،‬والن َّهارِ إ ِ َ‬
‫ذا ت َ َ‬ ‫ذا ي َغْ َ‬ ‫ل إِ َ‬‫وقوله‪َ} :‬والل ّي ْ ِ‬
‫الذ ّك ََر َواْل ُن َْثى{)الليل ‪.(3‬‬
‫شر{)الفجر ‪.(4-1‬‬ ‫ل عَ ْ‬ ‫ر‪ ،‬وَل ََيا ٍ‬ ‫ج ِ‬ ‫وقوله‪َ} :‬وال َْف ْ‬
‫م ِبال ْ ُ‬ ‫ُ‬
‫س{ )التكوير ‪.(15‬‬ ‫خن ّ ِ‬ ‫س ُ‬ ‫وقوله‪َ} :‬فل أقْ ِ‬
‫ن{ )التين ‪.(2-1‬‬ ‫سيِني َ‬ ‫طورِ ِ‬ ‫ن‪ ،‬وَ ُ‬ ‫ن َوالّزي ُْتو ِ‬ ‫وقوله‪َ} :‬والّتي ِ‬
‫وهذا هو الكثير في القرآن‪.‬‬
‫ولله أن يحلف بماء شاء‪ ،‬أما حلف العباد بغير الله فهو‬
‫ضرب من الشرك‪ ،‬فعن عمر بن الخطاب‪ ,‬رضي اللــه عنــه‬
‫أن رسول الله ‪-‬صلى اللــه عليــه وســلم‪ -‬قــال‪" :‬مــن حلــف‬
‫بغيــر اللــه فقــد كفــر ‪ -‬أو أشــرك"‪ .3‬وإنمــا أقســم اللــه‬
‫بمخلوقاته؛ لنها تدل على بارئها‪ ،‬وهو الله تعالى‪ ،‬وللشــارة‬
‫إلى فضيلتها ومنفعتها ليعتبر الناس بها وعــن الحســن قــال‪:‬‬
‫‪ 3‬رواه الترمذي وحسنه‪ ،‬وصححه الحاكم‪.‬‬
‫"إن الله يقسم بما شاء من خلقه وليس لحد أن يقســم إل‬
‫بالله"‪.4‬‬

‫سم عليه‬ ‫هـ‪ .‬أحوال المق َ‬


‫سم عليه ُيراد بالقسم توكيده وتحقيقه‪ ،‬فل بــد‬ ‫‪ -1‬المق َ‬
‫أن يكون مما يحسن فيه ذلك‪ ،‬كــالمور الغائبــة والخفيــة إذا‬
‫أقسم على ثبوتها‪.‬‬
‫‪ -2‬وجــواب القســم ي ُــذكر تــارة ‪-‬وهــو الغــالب‪ -‬وتــارة‬
‫يحــذف‪ ،‬كمــا يحــذف جــواب "لــو" كــثيًرا‪ ،‬كقــوله‪} :‬ك َّل ل َـ ْ‬
‫و‬
‫ن{)التكــاثر ‪ ,(5‬وحــذف مثــل هــذا مــن‬ ‫عل ْـ َ ْ‬ ‫ت َعْل َ ُ‬
‫م الي َِقيـ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫مــو َ‬
‫أحسن الساليب؛ لنه يدل على التفخيم والتعظيم‪ ،‬فالتقدير‬
‫مثًل‪ :‬لو تعلمون ما بين أيديكم علم المر اليقين لفعلتــم مــا‬
‫ر‪،‬‬ ‫ل يوصف من الخير‪ ،‬فحذف جواب القسم كقوله‪َ} :‬وال َْف ْ‬
‫ج ِ‬
‫ك‬ ‫ل ِفــي ذ َِلــ َ‬ ‫ر‪ ،‬هَ ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ذا ي َ ْ‬ ‫ل إِ َ‬ ‫ر‪َ ،‬والل ّي ْ ِ‬ ‫شْفِع َوال ْوَت ْ ِ‬ ‫ر‪َ ،‬وال ّ‬ ‫ش ٍ‬ ‫ل عَ ْ‬ ‫وَل ََيا ٍ‬
‫ر{)الفجر ‪ ,(6-1‬فالمراد بالقســم أن الزمــان‬ ‫ج ٍ‬ ‫ح ْ‬
‫ذي ِ‬ ‫م لِ ِ‬ ‫س ٌ‬ ‫قَ َ‬
‫سم الرب عز وجــل‬ ‫المتضمن لمثل هذه العمال أهل أن يق ِ‬
‫بــه‪ .‬فل يحتــاج إلــى جــواب‪ ،‬وقيــل‪ :‬الجــواب محــذوف‪ ،‬أي‪:‬‬
‫ك‬ ‫ن َرب ّـ َ‬ ‫لتعذبن يا كفار مكة‪ ،‬وقيــل‪ :‬مــذكور‪ ،‬وهــو قــوله‪} :‬إ ِ ّ‬
‫صاد{)الفجــر ‪ ,(14‬والصــحيح المناســب أنــه ل يحتــاج‬ ‫مْر َ‬ ‫ل َِبال ْ ِ‬
‫إلى جواب‪.‬‬
‫وقد يحذف الجواب لدللة المذكور عليه‪ ،‬كقوله تعالى‪:‬‬
‫}ل أ ُقْســم بيــوم ال ْقيامــة‪ ،‬ول أ ُ‬
‫ة{‪,‬‬ ‫مــ ِ‬‫وا َ‬ ‫س الل ّ ّ‬ ‫ِ‬ ‫ف‬
‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ن‬‫بــال‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ســ‬‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ق‬ ‫ِ ُ َِ ْ ِ ِ َ َ ِ َ‬
‫ب‬ ‫َ‬
‫سـ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫فجــواب القســم محــذوف دل عليــه قــوله بعــد‪} :‬أي َ ْ‬
‫ع َ‬ ‫اْلنســا َ‬
‫ه{ ‪ ...‬إلــخ‪ ،‬والتقــدير‪ ،‬لتبعثــن‬ ‫م ُ‬‫ظــا َ‬ ‫مــعَ ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫ن أّلــ ْ‬ ‫ِْ َ ُ‬
‫ولتحاسبن‪.‬‬
‫‪ -3‬والماضي المثبت المتصرف الذي لم يتقدم معموله‬
‫إذا وقع جواًبا للقسم تلزمه اللم و"قد"‪ ،‬ول يجوز القتصــار‬
‫علـــى إحـــداهما إل عنـــد طـــول الكلم‪ .‬كقـــوله تعـــالى‪:‬‬
‫جل ّهَــا‪،‬‬ ‫ذا َ‬ ‫ذا َتلهَــا‪َ ،‬والن ّهَــارِ إ ِ َ‬ ‫مـرِ إ ِ َ‬ ‫ها‪َ ،‬وال َْق َ‬ ‫حا َ‬‫ضـ َ‬ ‫س وَ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫شـ ْ‬ ‫}َوال ّ‬
‫حاهَــا‪،‬‬ ‫مــا ط َ َ‬ ‫َ‬ ‫ذا ي َغْ َ‬ ‫ل إِ َ‬ ‫َوالل ّي ْ‬
‫ض وَ َ‬‫ِ‬ ‫ها‪َ ،‬والْر‬ ‫ما ب ََنا َ‬ ‫ماِء وَ َ‬ ‫س َ‬ ‫ها‪َ ،‬وال ّ‬ ‫شا َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫مـ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫واهَــا‪ ،‬قَ ـد ْ أفْل َـ َ‬ ‫ها وَت َْق َ‬ ‫جوَر َ‬ ‫مَها فُ ُ‬ ‫ها‪ ،‬فَأل ْهَ َ‬ ‫وا َ‬ ‫س ّ‬ ‫ما َ‬ ‫س وَ َ‬ ‫ٍ‬ ‫وَن َْف‬
‫َ‬
‫ن‬‫مـ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫كاهَــا{ )اشــمس ‪ ,(8-1‬فجــواب القســم‪} :‬قَ ـد ْ أفْل َـ َ‬ ‫َز ّ‬
‫‪ 4‬أخرجه ابن ابي حاتم‪.‬‬
‫‪8‬‬

‫ها{ حذفت من اللم لطول الكلم‪.‬‬ ‫كا َ‬ ‫َز ّ‬


‫ج‬ ‫ذا ِ ْ‬ ‫ماِء َ‬
‫ت ُالب ُـُرو ِ‬ ‫سـ َ‬ ‫ولذلك قالوا في قــوله تعــالى‪َ} :‬وال ّ‬
‫شـهود قُت ِـ َ َ‬
‫دوِد{‬‫خـ ُ‬ ‫ب ال ْ‬ ‫حا ُ‬
‫صـ َ‬‫لأ ْ‬ ‫م ْ ُ ٍ‬
‫شــاهِدٍ وَ َ‬‫موْعُــودِ وَ َ‬ ‫َوال ْي َوْم ِ ال ْ َ‬
‫)البروج ‪ :(4-1‬إن الحسن أن يكــون هــذا القســم مســتغنًيا‬
‫سم بــه‪ ،‬وأنــه مــن‬ ‫عن الجواب؛ لن القصد التنبيه على المق َ‬
‫آيـات الـرب العظيمـة‪ ،‬وقيـل‪ :‬الجـواب محـذوف دل عليـه‪:‬‬
‫دوِد{ أي إنهم ملعونون‪ ،‬يعني كفار مكــة‬ ‫ب اْل ُ ْ‬ ‫}قُت ِ َ َ‬
‫خ ُ‬ ‫حا ُ‬‫ص َ‬ ‫لأ ْ‬
‫كما لعن أصحاب الخــدود‪ ،‬وقيــل‪ :‬حــذف صــدره‪ ،‬وتقــديره‪:‬‬
‫لقد قتل؛ لن الفعل الماضي إذا وقــع جواب ًــا للقســم تلزمــه‬
‫اللم و"قد"‪ ،‬ول يجوز القتصار على إحداهما إل عنــد طــول‬
‫ها{ ‪،‬‬ ‫حا َ‬ ‫ضــ َ‬
‫س وَ ُ‬‫م ِ‬ ‫شــ ْ‬‫الكلم‪ ،‬كما سبق في قوله تعالى‪َ} :‬وال ّ‬
‫َ‬
‫ها{ ‪.‬‬ ‫كا َ‬ ‫ن َز ّ‬‫م ْ‬
‫ح َ‬ ‫}قَد ْ أفْل َ َ‬

‫‪ -4‬ويقسم الله على أصــول اليمــان الــتي يجــب علــى‬


‫الخلـــق معرفتهـــا فتـــارة يقســـم علـــى التوحيـــد كقـــوله‪:‬‬
‫ن‬‫ت ذِك ْـًرا‪ ،‬إ ِ ّ‬ ‫جـًرا‪َ ،‬فالّتال ِي َــا ِ‬ ‫ت َز ْ‬ ‫جَرا ِ‬ ‫صـّفا‪ ،‬فَــالّزا ِ‬ ‫ت َ‬ ‫صــاّفا ِ‬ ‫}َوال ّ‬
‫د{)الصافات ‪.(4‬‬ ‫ح ٌ‬ ‫وا ِ‬ ‫م لَ َ‬ ‫إ ِل َهَك ُ ْ‬
‫وتارة يقسم على أن القــرآن حــق كقــوله تعــالى‪َ} :‬فل‬
‫ُ‬
‫ه‬
‫م‪ ،‬إ ِن ّـ ُ‬ ‫ظيـ ٌ‬‫ن عَ ِ‬ ‫مــو َ‬ ‫م ل َـوْ ت َعْل َ ُ‬ ‫سـ ٌ‬ ‫ه ل ََق َ‬ ‫م‪ ،‬وَإ ِن ّ ُ‬‫جو ِ‬ ‫واقِِع الن ّ ُ‬ ‫م َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫س ُ‬ ‫أقْ ِ‬
‫م{)الوقعة ‪.(77‬‬ ‫ري ٌ‬ ‫ن كَ ِ‬ ‫ل َُقْرآ ٌ‬
‫ن‬ ‫وتارة على أن الرســول حــق كقــوله‪} :‬يــس‪َ ،‬وال ُْقـْرآ ِ‬
‫ن{)يس ‪.(3-1‬‬ ‫سِلي َ‬ ‫مْر َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ك لَ ِ‬ ‫م‪ ،‬إ ِن ّ َ‬ ‫كي ِ‬ ‫ح ِ‬‫ال ْ َ‬
‫ت‬ ‫ذارَِيا ِ‬ ‫وتارة على الجزاء والوعد والوعيد‪ :‬كقوله‪َ} :‬وال ّ‬
‫َ‬
‫ت أمْ ـًرا‪،‬‬ ‫ما ِ‬
‫سـ َ‬ ‫س ـًرا‪َ ،‬فال ْم َُق ّ‬ ‫ت يُ ْ‬ ‫جارَِيا ِ‬ ‫ت وِقًْرا‪َ ،‬فال ْ َ‬ ‫مل ِ‬ ‫حا ِ‬ ‫ذ َْرًوا‪َ ،‬فال ْ َ‬
‫ع{)الذاريات ‪.(6-1‬‬ ‫واقِ ٌ‬ ‫ن لَ َ‬‫دي َ‬ ‫ق‪ ،‬وَإ ِنّ ال ّ‬ ‫صادِ ٌ‬ ‫ن لَ َ‬ ‫دو َ‬ ‫ما ُتوعَ ُ‬ ‫إ ِن ّ َ‬
‫شــى‪،‬‬ ‫ذا ي َغْ َ‬ ‫ل إِ َ‬‫وتارة على حال النسان‪ ،‬كقــوله‪َ} :‬والل ّي ْـ ِ‬
‫م‬ ‫ســعْي َك ُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫خَلــقَ الــذ ّك ََر َوال ُن َْثــى‪ ،‬إ ِ ّ‬ ‫مــا َ‬ ‫جّلــى‪ ،‬وَ َ‬ ‫ذا ت َ َ‬ ‫َوالن َّهــارِ إ ِ َ‬
‫شّتى{)الليل ‪.(4-1‬‬ ‫لَ َ‬
‫والمتتبع لقسام القرآن يستخلص الفنون الكثيرة‪.‬‬
‫‪ -5‬والقسم إما على جملة خبرية ‪-‬وهو الغالب‪ -‬كقــوله‬
‫ق{)الــذاريات ‪،(23‬‬ ‫ه لَ َ‬ ‫َْ‬ ‫تعالى‪} :‬فَوََر ّ‬
‫حـ ّ‬ ‫ض إ ِن ّـ ُ‬ ‫ماِء َوالْر ِ‬ ‫س َ‬ ‫ب ال ّ‬
‫ك‬ ‫وإما على جملة طلبية في المعنـى كقـوله تعـالى‪} :‬فَوََرّبـ َ‬
‫ل َنسأ َل َنه َ‬
‫ن{)الحجــر ‪..(93-92‬‬ ‫مل ُــو َ‬ ‫مــا ك َــاُنوا ي َعْ َ‬ ‫ن‪ ،‬عَ ّ‬ ‫مِعيـ َ‬ ‫ج َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫َ ْ ُّ ْ‬
‫لن المراد التهديد والوعيد‪.‬‬

‫و‪ .‬القسم والشرط‬


‫يجتمع القسم والشرط فيدخل كل منهمــا علــى الخــر‬
‫طا‪ -‬وُيغني‬ ‫ما كان أو شر ً‬ ‫فيكون الجواب للمتقدم منهما ‪-‬قس ً‬
‫عن جواب الخر‪.‬‬
‫ن تقدم القسم على الشــرط كــان الجــواب للقســم‬ ‫فإ ْ‬
‫ه‬
‫م ت َن ْت َـ ِ‬ ‫ن ل َـ ْ‬ ‫وأغنــى عــن جــواب الشــرط‪ ،‬كقــوله تعــالى‪} :‬ل َئ ِ ْ‬
‫ك{)مريم ‪ ,(46‬إذ التقدير‪ :‬والله لئن لم تنته‪.‬‬ ‫من ّ َ‬‫ج َ‬‫َل َْر ُ‬
‫واللم الداخلة على الشرط ليست بلم جواب القســم‬
‫كالتي فــي مثــل قــوله تعــالى‪} :‬وتــالل ّه َل َكي ـد َ‬
‫م{‬ ‫مك ُ ْ‬ ‫ص ـَنا َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ِ ِ َ ّ‬ ‫ََ‬
‫)النبياء ‪ ,(57‬ولكنها اللم الداخلة على أداة شــرط لليــذان‬
‫بأن الجواب بعدها مبني على قسم قبلهــا ل علــى الشــرط‪،‬‬
‫وتسمى اللم المؤذنة‪ ،‬وتسمى كذلك الموطئة؛ لنها وطـأت‬
‫الجــواب للقســم‪ ،‬أي مهــدئة لــه‪ ،‬ومنــه قــوله تعــالى‪} :‬ل َئ ِ ْ‬
‫ن‬
‫ن‬‫م وَل َئ ِ ْ‬ ‫صـُرون َهُ ْ‬ ‫ن ُقوت ِل ُــوا ل ي َن ْ ُ‬ ‫م وَل َئ ِ ْ‬‫معَهُـ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫جــو َ‬ ‫خُر ُ‬ ‫جــوا ل ي َ ْ‬ ‫خرِ ُ‬ ‫أُ ْ‬
‫َ‬
‫ن{ )الحشــر ‪ ،(12‬وأكــثر‬ ‫صُرو َ‬ ‫م ل ي ُن ْ َ‬ ‫ن اْلد َْباَر ث ُ ّ‬ ‫م ل َي ُوَل ّ ّ‬‫صُروهُ ْ‬ ‫نَ َ‬
‫ما تدخل اللم المــوطئة علــى "إن" الشــرطية‪ ،‬وقــد تــدخل‬
‫على غيرها‪.‬‬
‫ول يقــال‪ :‬إن الجملــة الشــرطية هــي جــواب القســم‬
‫المقدر‪ ،‬فإن الشرط ل يصلح أن يكون جواًبا؛ لن الجواب ل‬
‫يكون إل خبًرا‪ ،‬والشرط إنشاء‪ ،‬وعلى هذا فإن قــوله تعــالى‬
‫ك{ يكون جواب ًــا للقســم المقــدر‬ ‫من ّ َ‬
‫ج َ‬‫في المثال الول‪َ} :‬لْر ُ‬
‫أغنى عن جواب الشرط‪.‬‬
‫ودخــول اللم المــوطئة للقســم علــى الشــرط ليــس‬
‫واجًبا‪ ،‬فقد تحــذف مــع كــون القســم مقــدًرا قبــل الشــرط‪.‬‬
‫ن‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّـ ِ‬ ‫سـ ّ‬ ‫م ّ‬ ‫ن ل َي َ َ‬ ‫مــا ي َُقول ُــو َ‬‫م ي َن ْت َهُــوا عَ ّ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫كقوله تعالى‪} :‬وَإ ِ ْ‬
‫َ‬
‫م{ )المائدة ‪.(73‬‬ ‫ب أِلي ٌ‬ ‫ذا ٌ‬‫م عَ َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ك ََفُروا ِ‬
‫والذي يدل على أن الجواب للقسم ل للشــرط دخــول‬
‫ن‬ ‫اللم فيه وأنه ليس بمجزوم‪ ،‬بدليل قــوله تعــالى‪} :‬قُـ ْ َ‬
‫ل لئ ِ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫نل‬ ‫ذا ال ُْق ـْرآ ِ‬ ‫ل هَ ـ َ‬ ‫مث ْـ ِ‬
‫ن ي َـأُتوا ب ِ ِ‬ ‫ن عَل َــى أ ْ‬ ‫ج ّ‬ ‫س َوال ْ ِ‬ ‫ت اْل ِن ْ ُ‬ ‫مع َ ِ‬‫جت َ َ‬‫ا ْ‬
‫‪10‬‬

‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ن{‬ ‫ه{)الســراء ‪ ,(88‬ولــو كــانت جملــة }ل ي َـأُتو َ‬ ‫مث ْل ِـ ِ‬
‫ن بِ ِ‬ ‫ي َأُتو َ‬
‫جواًبا للشرط لجزم الفعل‪.‬‬
‫َ‬
‫م ل َِلــى الّلــ ِ‬
‫ه‬ ‫م أوْ قُت ِل ُْتــ ْ‬ ‫مّتــ ْ‬
‫ن ُ‬‫وأمــا قــوله تعــالى‪} :‬وَل َئ ِ ْ‬
‫ن{ هــي‬ ‫ن{ )آل عمــران ‪ ،(158‬فــاللم فــي‪} :‬وَل َئ ِ ْ‬ ‫ش ـُرو َ‬ ‫ح َ‬ ‫تُ ْ‬
‫ه{ هي لم‬ ‫الموطئة للقسم‪ ،‬واللم في‪} :‬ل َِلى الل ّ ِ‬
‫القســم‪ ،‬أي الواقعــة فــي الجــواب‪ ،‬ولــم تــدخل نــون‬
‫التوكيـــد علـــى الفعل‪ 5‬للفصـــل بينـــه وبيـــن اللم بالجـــار‬
‫والمجرور‪ ،‬والصل‪ :‬لئن متم أو قتلتم لتحشرون إلى الله‪.‬‬
‫إجراء بعض الفعال مجرى القسم‪:‬‬
‫مقســم عليــه فــإن بعــض‬ ‫إذا كان القسم يأتي لتأكيــد ال ُ‬
‫الفعــال يجــري مجــراه إذا كــان ســياق الكلم فــي معنــاه‪،‬‬
‫خ ـذ َ الل ّـه ميث َــاقَ ال ّـذي ُ‬ ‫كقــوله تعــالى‪} :‬وَإ ِذ ْ أ َ َ‬
‫ب‬ ‫ن أوت ُــوا ال ْك ِت َــا َ‬ ‫ِ َ‬ ‫ُ ِ‬
‫ه‬‫س{ )آل عمران ‪ (187‬فاللم في قوله‪} :‬ل َت ُب َي ّن ُّنــ ُ‬ ‫ه ِللّنا ِ‬ ‫ل َت ُب َي ّن ُن ّ ُ‬
‫س{ لم القسم‪ ،‬والجملة بعدها جواب القسم؛ لن أخــذ‬ ‫ِللّنا ِ‬
‫الميثاق بمعنى الستحلف‪.‬‬

‫‪ 5‬يجب توكيد الفعل إذا كان مثبتا مستقبل‪ ،‬جوابا لقسم‪ ،‬غير مفصول من لمه بفاصل‪،‬‬
‫وجوب القسم هنا وإن كان مثبتا مستقبل فإنه قد فصل بينه وبين اللم بالجار والمجرور‪.‬‬
‫خـاتمة‬
‫بعد البحث عما يتعلــق بأقســام القــرآن‪ ،‬ســأقدم لكــم‬
‫بعض الخلصة كما يلي‪:‬‬
‫سم بمعنى الحلف واليمين‪.‬‬ ‫‪.1‬فكلمة القسام جمع من ق َ‬
‫‪.2‬أما صيغة القسم ثلثة وهي حــروف القســم والمقســم‬
‫به والمقسم عليه‪ .‬وأنواعه إما ظاهر وإما مضمر‪.‬‬
‫‪.3‬تمتــاز اللغــة العربيــة بدقــة التعــبير واختلف الســاليب‬
‫بتنــوع الغــراض‪ ،‬وللمخــاطب حــالت مختلفــة‪ ،‬هــي‬
‫المسماة في المعاني بأضرب الخبر الثلثة‪ :‬البتــدائي‪،‬‬
‫والطلــبي‪ ،‬والنكــاري‪ .‬فالقســم فــي كلم اللــه يزيــل‬
‫الشــكوك‪ ،‬ويحبــط الشــبهات‪ ،‬ويقيــم الحجــة‪ ،‬ويؤكــد‬
‫الخبار‪ ،‬ويقرر الحكم في أكمل صورة‪.‬‬
‫فهذه هي الخلصة مــن هــذا البحــث‪ .‬فأســأل اللــه عــز‬
‫وجل التوفيق والسداد وأن يجعل هذا البحث نافعا لنا‪ .‬اللهم‬
‫آمين‪.‬‬
‫‪12‬‬

‫المراجع‬
‫القرآن الكريم‪.‬‬

‫بدوي‪ ،‬أحمد أحمد‪ ،،،،،،، ،،،،، ،، ،‬القاهرة‪ :‬دار‬


‫نحضة مصر‪1950 .‬‬

‫سلمة‪ ،‬محمد حسين‪،،، ،،، ،، ،،،،،،، ،،،،،،، ،‬‬


‫‪ ،،،،،،،‬القاهرة‪ :‬دار الفاق العربية‪2002 .‬‬

‫السيوطي‪ ،‬جلل الدين‪،،،، ،،، ،، ،، ، ، ،، ،،،،، ،‬‬


‫تحقيقــه محمــد أب الفاضــل ابراهيــم‪ ،‬بيــروت‪ :‬مكتبــة‬
‫العصرة‪ ، 1998 .‬ج‪.4.‬‬

‫القطــان‪ ،‬منــاع‪ ،،،، ،،، ،، ،، ، ، ،،، ،، ،‬ريــاض‪:‬‬


‫منشورات العصر الحديث‪1973 .‬‬

‫‪ِAli, Atabik dan Ahmad Zuhdi Muhdar. Kamus Krabyak Al-Ashri Indonesiy-Arabiy.‬‬

‫‪Yogyakarta: Yayasan Ali Maksum, 1996.‬‬

‫اقسـام القرآن‬
‫بحث‬
‫مقدم لتكملة شرظ من شروط الواجبة في تدريس علوم‬
‫التفسير في قسم اللغة العربية‬

‫تحت إشراف‬
‫الدكتور بدر الزمان الماجستير‬

‫إعداد‬
‫ملكي أأن‬
‫ِ‬
‫رقم التسجيل‪220980011 :‬‬

‫قسم اللغة العربية‬


‫الدراسة العاليا بجامعة سونان جونونج جاتي‬
‫السلمية الحكومية باندونج‬
‫‪2009‬‬
‫محتويات البحث‬
‫محتويات البحث‬
‫مقدمة البحث‬
‫أقسام القرآن‬
‫أ‪ -‬تعريف القسم وصيغته‪1................................‬‬
‫ب‪ -‬أنواع القسم‪2..........................................‬‬
‫‪14‬‬

‫ج‪ -‬فائدة القسم في القرآن‪2............................‬‬


‫د‪ -‬المقسم به في القرآن‪3...............................‬‬
‫هـ‪ -‬أحوال المقسم عليه‪4................................‬‬
‫و‪ -‬القسم والشرط‪6.......................................‬‬
‫الخاتمة‪8..........................................................‬‬
‫المراجع البح‪9..................................................‬‬

You might also like