You are on page 1of 19

‫الرسالة العإلماية العربية "التغييرية"‪ :‬الماضاماين والرؤى‪ ....‬د‪ .‬قوي بوحنية ‪ /‬أ‪ .

‬عإصام بن الشيخ‬

‫‪2012‬‬
‫– المؤتمر الدولي الـ ‪ 17‬جامعة فيلدالفيا – المملكة الرأدانية‬
‫ثقافة التغيير‪ :‬البأعادا الفكرية والعوامل والتمثلتا )‪ 08 – 06‬نوفمبر ‪(2012‬‬
‫مداخلة في إطارأ المحورأ الثاني‪ :‬داورأ العإلما في التغيير‬
‫‪:‬بأعنوان‬

‫‪"...‬الرسالة العإلمية العربأية "التغييرية‬


‫المضامين والرؤى‬

‫أ‪ .‬عإصاما بأن الشيخ‬ ‫دا‪ .‬قوي بأوحنية‬


‫مساعإد ب‪ ،‬أستاذ العلوما السياسية‬ ‫محاضر أ‪ ،‬أستاذ العلوما السياسية‬
‫جامعة قاصدي مربأاح ورأقلة‬ ‫جامعة قاصدي مربأاح ورأقلة‬
‫الهاتف‪:‬‬ ‫الهاتف‪:‬‬
‫‪00213.668.58.21.34‬‬ ‫‪00213.667.13.16.88‬‬
‫‪Issam_Benchikh@yahoo.com‬‬ ‫‪Bouhania2000@yahoo.com‬‬

‫‪1‬‬
‫الرسالة العإلماية العربية "التغييرية"‪ :‬الماضاماين والرؤى‪ ....‬د‪ .‬قوي بوحنية ‪ /‬أ‪ .‬عإصام بن الشيخ‬

‫‪2012‬‬
‫ملخص الدرأاسة‪:‬‬
‫لعب العلما العربي دورا تاريخيا في دعم بلورة المطالب التغييرية التي تطالب بها الجماهير العربية‬
‫اليوما مان خلل ماا يعللرف سياسلليا وإعلمايللا بعهللد‪" :‬الربيللع العربللي"‪ ،‬ويحللاول العلما العربللي أن يخلللق‬
‫ماسافة تفررقّ بين أدوار الوسللائل العلمايللة الحديثلة ووسلائط التصلالت الللتي فرضللها عصلر السلماوات‬
‫المفتوح‪ ،‬ماوجة "عولمة ماطالب الحريات الديمقراطية" ماللن جهللة‪ ،‬ودور العلما العربللي المحللترف الللذي‬
‫طلي الحألداث" دون تلدرخل‬ ‫انقسم إلى اتجاهين في توظيف "الصورة" مان جهة أخرى‪ ،‬نحو إعلما حألرر "يغ ر‬
‫طي على الحأداث" بوصف مانتجي الرسللالة‬ ‫ي" مانقسم‪ ،‬جزء مانه "يغ ر‬ ‫لتوجيه ماسارها‪ ،‬ماقابل إعلما "عضو ر‬
‫العلماية على اتصال عضوي يمنعهم مان ماقاوماة إرادة السلطة‪ ،‬وإعلما "رسللمي يغطرللي علللى الحأللداث"‬
‫يحاول أن يزريف الحقائق ويفرض قراءات ماغلوطللة وأخللرى تشللكيكية‪ ...‬لترجيللح كفرللة السلللطة وخياراتهللا‬
‫ورهاناتها السلطوية ولو كانت على حأساب رأي الغألبيللة‪ ،‬وبيللن النمللوذجين‪ ،‬يتأرجللح الفللراد بانتمللاءاتهم‬
‫وماواقفهم وآرائهم السياسية المختلفة‪ ،‬قبل ماوعد "الحسللم الثللور ر‬
‫ي"‪ ،‬وبعللد تأكيللد اللحظللة الحقيقيللة للتغييللر‪،‬‬
‫فيجدون أنفسهم بعد حأصول الصدماة التاريخية فللي إماكانيللة التغييللر‪ ،‬تحللت أطللر "براماللج تثقيللف سياسللي"‬
‫عشوائية‪ ،‬إجبارية وأخرى اعتباطية أو عفوية‪ ،‬تعمل على تعبئة الرأي العللاما فللي اتجاهللات ماختلفللة‪ ،‬اتجللاه‬
‫تخويفي مان انحراف قطار التغيير عللن ماسللاره الصللحيح‪ ،‬وآخللر يسللتعجل النتقللال الللديمقراطي بخيللاراته‬
‫الراديكاليللة‪ ،‬نحللو التغييللر الجللذري وغأيللر العقلنللي‪ ،‬واتجللاه ثللالث يتخللذ ماللن الخطللاب السياسللي الهللادئ‬
‫والمعتدل‪ ،‬خيارا يكاد يقترب مان الخطاب الديماغأوجي غأير المفيد‪ ،‬لنه غأير قادر على تحقيق تموقع يلئللم‬
‫سلرعة التحلولت الحاصللة فلي البيئلة الداخليلة‪ ،‬إضلافة إللى ضلغوط البيئلة الخارجيلة‪ ،‬بمختللف أدواتهلا‬
‫السياسية والقتصادية والثقافية والعلماية‪ ،‬الشرعية مانها وغأير الشرعية‪.‬‬

‫لقد استعان العلما العربي المنخرط في حأراك التغييللر‪ ،‬بالتجلارب التاريخيللة للشللعوب والماللم الللتي‬
‫شهدت ماثل هذه التحولت التاريخية‪ ،‬وسللرخر بللاحأثين ومانظريللن‪ ،‬ساسللة ورجللال ديللن‪ ،‬وماتخصصللين فللي‬
‫المجالين العلماي والمعلومااتي‪ ،‬نحو تحقيق هلدف أسلمى‪ ،‬وه و "تحقيلق الرادة الشلعبية"‪ ،‬غأيلر أرن هلذا‬
‫الدور لم يكن على قدرة تاماة على الفصل الجاماد‪ ،‬بين ماا تريده الشعوب مان حأقوقّ قد تضيع خلل تحقيقهللا‬
‫ماكاسب وطنية ماحرقق ة مالن جهلة‪ ،‬وبيلن مالا ستكسلبه أطلراف خارجيلة سلتحقق ماصلالح ماجانيلة عللى إثلر‬
‫التحولت التي سيعرفها العالم العربي في هذا الحللراك التللاريخي‪ ،‬وهلو ماللا أردى فللي النهايللة إلللى تضللارب‬
‫ماضاماين "الرسائل السياسية التثقيفية" التي تستهدف المواطن العربي‪.‬‬

‫يلعب العلما المنخرط في عملية التغيير‪ ،‬دورا أساسيا فللي اسللتمرارية العمللل السياسللي الصلللحأري‬
‫والتوعوي‪ ،‬الذي تنللاط بله ماسلؤوليات "حأمايلة ماكاسلب التغييلر الللديمقراطي وتطويرهللا"‪ ،‬وكشلف جميللع‬
‫المعوقات والصعوبات التي تحول دون نجاحأها‪ ،‬والحفاظ على روح الوهج الثللوري‪ ،‬الللتي حأللولت الشللارع‬
‫العربي‪ ،‬إلى المصدر الرئيسللي للشللرعية السياسللية‪ ،‬عقللب عقللود طويلللة ماللن سياسللات الفللراغ والتغييللب‬
‫الرسمري لجميع "المختلفين" ماللع ماواقلف السلللطة‪ ،‬للذلك يقتضللي بنلاء الرسلالة العلمايللة المرافقلة لعمليلة‬
‫النتقال الديمقراطي‪ ،‬عمل إعلمايا ماحترفا يعيد صللياغأة وإعللداد وتقللديم ماواقللف المللواطنين‪ ،‬والتجاهللات‬
‫العاماة للرأي العاما‪.‬‬

‫الكلماتا الدلة‪ :‬التثقيف السياسي‪ ،‬الرسالة العلماية‪ ،‬عقلنة التغيير‪ ،‬النتقال الديمقراطي‪ ،‬التنشئة السياسية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الرسالة العإلماية العربية "التغييرية"‪ :‬الماضاماين والرؤى‪ ....‬د‪ .‬قوي بوحنية ‪ /‬أ‪ .‬عإصام بن الشيخ‬

‫‪2012‬‬
‫‪"...‬الرسالة العإلمية العربأية "التغييرية‬
‫المضامين والرؤى‬
‫أ‪ .‬عإصاما بأن الشيخ‬ ‫دا‪ .‬قوي بأوحنية‬

‫‪..‬الحرية هي أن يستطيع الشعب أن يتكلم"‬


‫‪......‬والديمقراطية هي أن تستمع الحكومة‬
‫‪.....".‬أما الصحافة فهي الرسول بأين الثنين‬
‫‪‬رأوس هاورأدا‬
‫معهد العإلما والعلوما السياسية والمجتمع المدني ‪ ،IMPACS‬كندا‬

‫‪"...‬الرسالة العإلمية العربأية "التغييرية‬


‫‪1‬‬
‫الرسالة العإلماية العربية "التغييرية"‪ :‬الماضاماين والرؤى‪ ....‬د‪ .‬قوي بوحنية ‪ /‬أ‪ .‬عإصام بن الشيخ‬

‫‪2012‬‬
‫‪...‬المضامين والرؤى‬
‫‪‬‬
‫دا‪ .‬قوي بأوحنية‬
‫‪‬‬
‫أ‪ .‬عإصاما بأن الشيخ‬

‫**************************************************‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫رافق العلما العربي التحولت السياسية التي مارت بها ماعظم المجتمعات العربية مانذ خمسينيات القرن‬
‫الماضي‪ ،‬وكان له دور هاما في تغطية وتوثيق الحأداث السياسية البارزة وفللترات النتقللال التاريخيللة‪ ،‬مانللذ‬
‫تأسيس الدولة العربية الحديثة‪ ،‬إلى ماراحأل الزمالة والصلراع علللى السللطة‪ ،‬وصلول إللى زماللن الثلورات‬
‫الشعبية الخيللرة‪ .‬حأيللث إنتقلللت أدوار الصللحافة السياسللية الجللادة‪ ،‬ماللن رصللد تطللور الحريللات السياسللية‪،‬‬
‫وماراقبة أطوار الصراع على السلطة‪ ،‬وتوثيق رهانات بناء العلقة بين الحاكم والمحكوما‪ ،‬وماتابعللة حأللراك‬
‫المعارضللات بأنواعهللا‪ ....‬وغأيرهللا‪ ،‬إلللى مارحألللة ماختلفللة لختبللار الللدور الموضللوعي للعلما العربللي‬
‫وماصداقية الصحافة وماوضوعيتها‪ ،‬ومادى حأررية الرسالة العلماية العربية واسللتقلليتها‪ .‬كمللا كللان الللدور‬
‫العلماي يرصد ويبحث تطرور ماوقف الرأي العاما ماللن هللذه التحللولت‪ ،‬ويختللبر ماللدى اسللتجابة أو رفللض‬
‫الحكوماللات لمطللالب التغييللر‪ ،‬بعللد أن قللامات حأكوماللات السللتقلل بتنظيللم الحيللاة الدسللتورية السياسللية‬
‫ي ماؤدلللج‪ ،‬دون السللماح‬ ‫والجتماعية والقتصادية والعلماية وحأتى الثقافية والفكريللة‪ ....‬علللى نمللط أحأللاد ر‬
‫بفتح حأوار وطنري حأول تلك الخيارات المتخذة‪ ،‬واستنادا إلى نمط غأيلر ديمقراطلي فلي اتخلاذ القلرار‪ ،‬كلان‬
‫يستنبط حأرجيته الذرائعية‪ ،‬مان تحولت البيئة الخارجية‪ ،‬ودون احأتراما الرادة الشعبية في الداخل‪.‬‬

‫لقد تمريزت مارحألة التأسيس التاريخية التي حأرددت توجهات الدولة العربية الحديثة للللل علللى الصللعيد‬
‫العلماي لل "بإحأللداث الجمللاع" وشللحذ الللرأي العللاما حأللول النهللج الوحأللدوي العربللي إقليميللا‪ ،‬والوحأللدوي‬
‫الداخلي قطريا‪ ،1‬وكانت النتيجة الساسية لهذا السياقّ التاريخي الهاما‪ ،‬التأسيس لمهنة الصحافة "الرسللمية"‬
‫ي"‪ ،‬حأيث لم يكن هنالك ماجلال لمهنلة الصلحافة إلر بلأن تكلون "عللى‬ ‫المندرجة ضمن هذا التوجه "الوحأدو ر‬
‫علقة عضوية ماع السلطة"‪ ،‬تجعل الصحفي والخطاب العلماللي‪ ،‬جللزءا ماللن السياسللة الوطنيللة والقومايللة‬
‫للنظاما‪ .‬فانقلب دور الصحفي العربي‪ ،‬مان الللدور الللوطني الللذي يكشللف النتهاكللات غأيللر النسللانية للقللوى‬
‫طره‬ ‫الستعمارية ومامارسللاتها التسلللطية أثنللاء فللترة الحأتلل والسللتيطان‪ ،‬إلللى "دور وطنللري جديللد"‪ ،‬تللؤ ر‬
‫سياسة ماختلفة‪ ،‬ل يمكن وصللفها سلوى بأرنهلا "نهللج شلمولي يللردعي اليجابيرللة"‪ ،‬وجلد حأججله‪ ،‬فلي سياسللة‬
‫التخويف مان ضياع "الستقللت الهرشة" التي نالتها الدول العربية غألبا‪ ،‬كغيرهللا ماللن الللدول العالمثالثيللة‬
‫‪‬‬
‫الضعيفة‪ ،‬دون اماتلك ضمانات لعدما عودة قوى الستعمار القديم‪.‬‬

‫‪ - ‬أستاذ محاضر‪ ،‬كلية الحقوق والعلوما السياسية‪ ،‬جامعة قاصدي مربأاح‪ ،‬ورأقلة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪-E-Mail Bouhania2000@yahoo.com‬‬

‫‪ - ‬أستاذ مساعإد‪ ،‬قسم العلوما السياسية‪ ،‬جامعة قاصدي مربأاح‪ ،‬ورأقلة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪E-Mail- Issam_Benchikh@yahoo.com‬‬

‫‪1‬‬
‫الرسالة العإلماية العربية "التغييرية"‪ :‬الماضاماين والرؤى‪ ....‬د‪ .‬قوي بوحنية ‪ /‬أ‪ .‬عإصام بن الشيخ‬

‫‪2012‬‬
‫لقد كان التدرخل السياسري المستمر في توجيه الرسالة العلماية والقرار العلماي في دولنا العربية‪،‬‬
‫خلل العقود الولى بعد نيل ماعظم الدول العربية استقللتها‪ ،‬السمة الغالبة على هذه المهنة‪ ،2‬الللتي جعلللت‬
‫دور وزارات العلما في بعض النماذج العربية الشمولية جزءا ماللن الللدور العسللكريتاري والمانللي وحأللتى‬
‫الستخباراتي للنظمة السياسية العربية‪ ،‬وكان الخروج عن الخطر السياسري للدولة‪ ،‬تهمة كافية "لشللرعنة"‬
‫تدرخل الدارة في حأبس الصحفيين وانتهاك حأقوقهم المهنية وغألق الصحف وتكميم الفواه‪ ،‬وكلان القلتراب‬
‫مان "الطابوهات" والخطوط الحمراء‪ ،‬سببا كافيللا لتلوجيه تهللم "ماعللردة ماسللبقا" بالتللآمار ماللع "المعارضللات"‬
‫المتهمللة بالخيانللة العظمللى للماللة لللل رغأللم أرن ماعظللم رماللوز المعارضللة كللانوا ماللن المناضلللين ضللرد قللوى‬
‫الستعمار القديم لل‪ ،‬فإذا ماا قررت جهة مان الجهات العلماية تجاوز دورها أو حأللدودها فللي التسللاؤل عللن‬
‫صللي حأالللة حأقللوقّ النسللان دون إشللراف‬ ‫سياسات ماؤسسللات الرئاسللة أو الجيللش أو الجهللات المانيللة أو تق ر‬
‫السلطة‪ ،...‬كان ذلك سببا كافيا لحللدوث "تللدرخل يفللرض تغييللر اتجاهللات وماضللاماين الرسللالة العلمايللة"‪،‬‬
‫ويررسم وصاية سلطوية ماتجرددة على العمل العلماي‪ ،‬أو إطلقّ حأملة العتقللالت التعرسللفية الواسللعة ضللرد‬
‫الصحفيين والعلمايين‪ ،‬بل وحأتى الكتاب والمثقفين‪ ،‬الذي يفتحون لنفسهم نوافذ للتنفللس ماللن سياسللات ماللا‬
‫يصطلح المثقفون على تسميته بل‪" :‬الباستيل" )الوطن‪/‬السجن الكبير(‪.‬‬

‫لقد عرف العالم العربري في ثمانينيات القرن الماضي صحوة حأقوقية وسياسية ودينية ماتفرردة‪ ،‬تسرببت‬
‫فللي حألدوث حألراك اقليمللي تلأثرت بله غأالبيلة الللدول العربيللة‪ ،‬وكلانت لله تللأثيرات ايجابيلة علللى الرسللالة‬
‫العلماية‪ ،‬حأيث شلهد العلما العربللي تحلول كللبيرا مالع نهايللة الحللرب البلاردة‪ ،‬وفشلل سياسللات النملاذج‬
‫الشتراكية المنتهجة في عردة دول عربية ماثل‪ :‬ماصر والجزائلر والعللراقّ وسلوريا وليبيلا‪ ،‬وكللان اسللتمرار‬
‫الهزائم العربية في الصراع العربي السرائيلي‪ ،‬وانللدلع حأللرب الخليللج الولللى بيللن إيللران والعللراقّ‪ ،‬ثللم‬
‫حأرب الخليج الثانية بعد احأتلل العراقّ للكويت‪ ،....‬فرصة لرفع ماستوى تحديات "ماهنة المتاعب"‪ ،‬وكانت‬
‫مافارقللات وأسللرار سياسللات الللدول العربيللة تجللاه تلللك القضللايا الشللائكة‪ ،‬الللدافع الرئيللس لتتبللوأ الصللحافة‬
‫الموضوعية ماكانتها الصحيحة "كسلطة رابعة"‪ ،‬فأصبحت الصحافة نفسها على المحك‪ ،‬فإماا أن تكون إلللى‬
‫جانب الحقيقة والدفاع عن الرادة الشعبية‪ ،‬وأن تتحرول إلللى جهللة ماسللؤولة "تقللردما توصلليفا دقيقللا لوضللاع‬
‫البلد أمااما السلطة والرأي العاما على حأرد سواء"‪ .‬أو أرنها تكتفي بالجندات الرسمية كمللا هللي‪ ،‬دون إضللافة‬
‫أو نقصان‪.‬‬

‫أماا على الصعيد الداخلري المحلري‪ ،‬فقد كان اتهاما النظم السياسية العربية التي انتهجت النهج الشتراكي‬
‫بالفشل‪ ،‬ماقابل اتهاما النظم التي اتبعت خيار النفتاح الرأسمالي بفرض وصاية وتبعية على شعوبها ماستمدة‬
‫مان خارج البلد‪ ،‬إضافة إلى اتهاما المعارضللات السلللماية الللتي كللانت سللمة تلللك الفللترة التاريخيللة‪ ،‬بأنرهللا‬
‫تحاول نسف أسس "الدولة المدنية"‪ ،‬كان بمثابة ماحاولة لستقراء آفاقّ البدائل التغييرية بعيللون الصللحافة‪،‬‬
‫صصللين فللي‬ ‫ليظهر نوع جديد مان الرسالة العلماية النخبوية‪ ،‬التي فسحت ماجال أمااما صحفيين جللدد‪ ،‬ماتخ ر‬
‫صصّ "السياسي‪ .‬ويرى‬ ‫"النقد السياسري"‪ ،‬ليقوماوا بدفع الرسالة العلماية نحو المزيد مان الحأترافية والتخ ر‬
‫الباحأث الجزائري دكتور رضلوان بوجمعلة أرن تجربلة التنلوع العلمالي والتعدديلة العلمايلة فلي الحاللة‬
‫الجزائرية قللد برهنللت علللى فعليللة نفعهللا للمجتمللع وأثرهللا اليجللابي فللي وعيلله ونمللائه‪ ،‬والنهلوض بللدور‬
‫الصحافة الوطنية في الجزائر‪ ،‬خصوصا بعد مارور ماهنة العلماي بمراحأل حأساسة تدررجت بلله مالن ماهنللة‬
‫الموظف‪ ،‬المناضل‪ ،‬الملتزما بأيديولوجية الحزب والناطق الرسمي باسللمة المللدافع عللن الثللورة‪ ،‬إلللى ماهنللة‬
‫‪3‬‬
‫الصحفي الحرر في عهد التعددية العلماية"‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الرسالة العإلماية العربية "التغييرية"‪ :‬الماضاماين والرؤى‪ ....‬د‪ .‬قوي بوحنية ‪ /‬أ‪ .‬عإصام بن الشيخ‬

‫‪2012‬‬
‫لقد أفاد انتشار ماناخ الحريات السياسية التي فرضتها التحولت القليمية ماع نهاية القرن الماضي‪ ،‬في‬
‫دعم تطرور الرسالة العلمايلة‪ ،‬اللتي اسلتفادت ما ن النفتلاح الكلبير اللذي فرضلته ظلاهرة العولملة‪ ،‬حأيلث‬
‫أضحى العلما الفضائي‪ ،‬الوسيلة الولى لجعل السماوات مافتوحأللة وماكشللوفة‪ ،‬وفضللح السياسللات العربيللة‬
‫"الواحأدية وغأير الديمقراطية"‪ ،‬وكشف كافة التجاوزات المرتكبة ضرد حأقللوقّ النسللان‪ ،‬والمنتهكللة لحقللوقّ‬
‫الصحفيين‪ ،‬والمناوئة لحرية النشاطات الحزبية والجمعوية‪ ،‬والمناهضة لحقوقّ المرأة‪ ...‬وغأيرهللا‪ ،‬وبللدأت‬
‫ماهمة إنتاج "رسالة إعلماية تغييرية حأررة"‪ ،‬تتأرسللس نتيجللة السللتفادة ماللن المللدارس الغربيللة‪ ،‬الللتي بللدأت‬
‫تنتشر عبر كافة وسائل العلما‪ :‬المكتوبة والمرئية والمسموعة‪.‬‬

‫شركل ظهور العلما الفضللائي وثللورة المعلوماللات المظهللر الول والنتيجللة الرئيسللية لوللوج ظللاهرة‬
‫العولمة‪ ،‬حأيث أضحى انتقال القيم والثقافللات والمفللاهيم الجديللدة‪ ،‬ماللن أسللهل ماصللادر تحللول أنمللاط الحيللاة‬
‫المعاصرة في عالمنا العربي‪ ،4‬وتعتللبر القنلوات الخباريللة الفضللائية وسلليلة إعلمايللة ماختلفللة عللن العلما‬
‫الحكوماي‪ ، 5‬عملت على تغطية وتأطير عمليات التغيير التي طالب بها الجماهير في سياقّ "الربيع العربي"‬
‫الخير‪ ،‬في إعدادها للرسالة العلماية التغييرية‪ ،‬التي تورلى صوغأها إعلمايون بمعرية نخب حأقوقية تطللالب‬
‫بالحريات الديمقراطية‪ ،‬واستطاعت أن تسقط أربعة أنظمة سياسية لل و علللى القللل قياداتتهللا لللل فللي تللونس‬
‫وماصر وليبيا واليمن‪ ،‬وبظهلور هلذا الن وع مالن القنلوات العلمايلة الخباريلة الجديلدة‪ ،‬انقسلمت التغطيلة‬
‫طلي الحألداث"‬ ‫العلماية على نمطين مان الداء‪ ،‬نوع يقوما بتوظيف "الصلورة" ما ن خلل إعلما حألرر "يغ ر‬
‫دون تدرخل في توجيه ماسارها‪ ،‬لكرنه ل ينكر الحقائق ول يزريفها في انحيلاز واضلح للرادة الشلعبية‪ ،‬ماقابلل‬
‫طي على الحأداث"‪ ،‬ويحاول فللرض وتبنرللي رؤى رسللمية أحأاديللة أو فللرض‬ ‫ي‪" ،‬يغ ر‬ ‫ي" تقليد ر‬
‫إعلما "عضو ر‬
‫قراءات أخرى ماغلوطة وأخرى تشكيكية‪ ،..‬بالتزامان ماع رسللائل تخويفيللة مافادهللا‪" :‬التسللرلط أو الفوضللى"‪،‬‬
‫"المان أو الرهاب"‪" ،‬الستقرار أو التنازع"‪ ،...‬لطالة أماد النظاما‪ ،‬وربح الوقت‪.‬‬

‫وبناء على ماا سبق‪ ،‬بالماكان النطلقّ مان الشكالية الرئيسللية التاليللة‪ ،‬لتحليللل الظللاهرة المدروسللة‪،‬‬
‫وماحاولة القتراب مانها‪:‬‬

‫ما هي رأؤى ومضامين الرسالة العإلمية التغييرية؟‪ ،‬وهل تحقققت شروطها في التجربأة العإلمية‬
‫العربأية؟‪ ،‬وهل رأافقت الرسالة العإلمية العربأية تحــولتا عإهــد "الربأيــع العربأــي"‪ ،‬بأاحترافيــة ومهنيــة‪،‬‬
‫وداون الخروج عإن ضوابأط ميثاق الشرف الصحفي والمعايير الدولية لمهنــة الصــحافة‪ ،‬ولصــالح الرأاداة‬
‫الشعبية والدفاع عإن قيم حقوق النسان؟‪.‬‬

‫وسيكون ماناسبا‪ ،‬طرح جملة مان التساؤلت المساعدة للقتراب مان تفسير الظاهرة المدروسة مان كافة‬
‫جوانبها وارتباطاتها‪:‬‬

‫كيف تكتسب الرسالة العلماية التغييرية الشرعية؟‪ ،‬وهل يمكن الحكم عللى فشلل التغييلر بلأرنه فشلل‬
‫لمضاماين ورؤى الرسالة العلماية التغييرية؟‪.‬‬

‫هل توجد صحافة ماسؤولة في عالمنا العربي؟‪ ،‬وهل تلتزما بمعايير الحيادية والموضوعية في عمليات‬
‫النتقال الديمقراطي؟‬

‫هل يعتبر انتهاك حأقوقّ النسان الدافع الرئيس للدعوة إلى التغيير عبر الرسالة العلماية؟‪ ،‬وهل يمكن‬
‫للصحفي أن يتبني ماواقف النخب في صياغأة الرسالة العلماية التغييرية؟‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الرسالة العإلماية العربية "التغييرية"‪ :‬الماضاماين والرؤى‪ ....‬د‪ .‬قوي بوحنية ‪ /‬أ‪ .‬عإصام بن الشيخ‬

‫‪2012‬‬
‫هل يمكن للرسالة العلماية التغييرية أن تستعين بالطرح الخارجري في المطالبة بللالتغيير‪ ،‬أما أرن هللذا‬
‫الدور سيؤردي إلى التشكيك في التغيير؟‬

‫مااذا لو أردت ماضاماين الرسالة العلماية التغييرية إلى انتهاج العنف خيارا أخيرا لنجاح التغيير‪ ،‬وهل‬
‫ي إلى التشكيك في ماصداقية الرسالة التغييرية؟‬‫سيؤردي الخيار العسكر ر‬

‫لماذا توجد رسائل إعلماية ماغلوطة وغأير صحيحة؟‪ ،‬ولماذا لم تتمكن وسائل العلما مان التثبرللت ماللن‬
‫الخبار والمواقف والسياسات بأكبر قدر مان الحرفية والموضوعية؟‪.‬‬

‫كما تعتمد هذه العملية البحثية على عدد مان الفرضيات العلمية‪ ،‬الللتي سللتعتمد كأحأكللاما علميللة مابدئيللة‬
‫ستساعد في تحديد ارتباطات الظواهر المبحوثة‪:‬‬

‫الفرضية الولى‪ :‬ل يعتبر التطابق بيللن إرادة الجمللاهير وماضللاماين الرسللالة العلمايللة التغييريللة‪ ،‬ماعيللارا‬
‫نهائيا على ماصداقية وماوضوعية واحأترافية "الرسالة العلماية العربية"‪.‬‬

‫الفرضــية الثانيــة‪ :‬تعتللبر عمليللات التنشللئة السياسللية والتثقيللف والتوعيللة السياسللية‪ ،‬نتائللج أساسللية لللرؤى‬
‫وماضاماين الرسالة العلماية "التغييرية"‪ ،‬سواء كان ذلك بطريقة عفوية أو ماقصودة‪.‬‬

‫الفرضية الثالثة‪ :‬ل يجب على مانتجي الرسللالة العلمايللة التغييريللة أن يصللوغأوا هللذه الرسللالة بمللا يخللدما‬
‫أهداف أية أطراف خارجية ماعادية‪ ،‬لرن تقاطع ماقاصد الرسالة العلمايللة التغييريللة ماللع أهللداف وماصللالح‬
‫الطراف الخارجية المعادية‪ ،‬كفيل بإلغاء شرعية هذه الرسالة وماصداقيتها‪.‬‬

‫الفرضية الرابأعة‪ :‬يدرك مانتجو الرسللالة العلمايللة "التغييريللة"‪ ،‬أرن التثللوير والتحريللض علللى النتفاضللة‬
‫السياسية بهدف التغيير‪ ،‬سيؤردي إلى الخروج عن بعض ضوابط الرسالة العلماية الموضوعية وتسييسها‪.‬‬

‫هيكل المداخلة‪:‬‬
‫أول‪ :‬حول مفهوما الرسالة العإلمية "التغييرية"‬

‫ثانيا‪ :‬الرسالة العإلمية والدفاع عإن حقوق النسان‬

‫ثالثا‪ :‬الرسالة العإلمية العربأية "التغييرية"‪ ....‬السياق والمضامين‬

‫رأابأعا‪ :‬نقائص وحدودا التجارأب العإلمية العربأية‬

‫خامسا‪ :‬أخطاء وانحرافاتا الرسالة العإلمية "التغييرية"‪ :‬دارأاسة للسباب والنعكاساتا‬

‫‪ -‬اشكالية التضليل والترويج للمغالطاتا والكاذيب الرسمية‪ :‬عإدما التثقبت من الخبر‬

‫الخاتمة‪.‬‬

‫*************************************‬

‫‪1‬‬
‫الرسالة العإلماية العربية "التغييرية"‪ :‬الماضاماين والرؤى‪ ....‬د‪ .‬قوي بوحنية ‪ /‬أ‪ .‬عإصام بن الشيخ‬

‫‪2012‬‬
‫سننطلق في دراسة بنية وماصادر الرسالة العلماية العربية التغييرية‪ ،‬ورؤاها وماضاماينها‪ ،‬مان عللردة‬
‫ماداخل علمية‪ :‬إعلماية وسياسية وأيديولوجية وإقتصادية تنموية وسوسيولوجية وحأتى سيكولوجية‪ ،...‬لفهللم‬
‫جميع العوامال المؤرثرة في انتاج هذه الرسالة‪ ،‬التي يتحرمل مانتجوها‪ ،‬جانبا كبيرا مان المسللؤولية التاريخيللة‪،‬‬
‫جرراء تطرور سير الحأداث‪ ،‬وترجيح كرفة فريق مان الفرقاء‪ ،‬كرل بحسللب وزنلله وماحللرددات قللروته‪ ،‬وماصللادر‬
‫سيطرته ومادى قدرته على التأثير في الخصللم‪ ،‬دون اسللتثناء قواعللد اللعبللة السياسللية الللتي تحكمهللا قواعللد‬
‫عالمية‪ ،‬كالرهان على فرض احأتراما قيم حأقوقّ النسان والماتثال لرادة الجماهير "الغألبية" في الحريات‬
‫الديمقراطية‪ ،‬واماكانية حأشذ المجتمع الدولي لشرعنة "التللدخل الللدولي النسللاني" ‪The Humanitarian‬‬
‫‪ Intervention‬لحماية المدنيين مان قمع وإرهاب السلطة‪.‬‬

‫يجدر بنا كبللاحأثين النطلقّ ماللن السللس العلميللة فللي بحللث ماضللاماين الرسللالة العلمايللة التغييريللة‬
‫ودراستها بتجررد بوصفها ظاهرة مافصولة في ماستواها الول‪ ،‬ومالحأظتها "كملا هللي"‪ ،‬ومالن ثللرم النطلقّ‬
‫في تدراسها في المستوى الثللاني "كمللا يجللب لهللا أن تكلون"‪ ،‬إنطلقللا ماللن كونهللا نتاجللا وحأصلليلة أساسللية‬
‫لظاهرة سياسية مافادها‪ :‬استعداد النظاما السياسلي لقبلول واسلتخداما السلجال السياسلي والعلمالي‪ ،‬كوسليلة‬
‫أساسية لمخاطبة المحكللوماين‪ ،‬والتنللافس علللى كسللب الشللرعية‪ ،‬والعللتراف بهللا كوسلليلة يقللرر بهللا النظللاما‬
‫وتتحملها السلطة‪ ،‬نتيجة اقرارها باعتماد الخيار الديمقراطي وانتهاجه وتبرنيه‪ ،‬كخيار دستوري لبناء الدولللة‬
‫وتحقيق إرادة الجماهير‪ .‬ومان هنا يسهل علينا التفريلق فللي حأاللة النظللم الشللمولية اللتي ل تعلترف بالخيلار‬
‫ق فللي تبللادل الرسللالة العلمايللة‬ ‫الديمقراطي وأدواته‪ ،‬لتغلق الباب أمااما كرل ماحاولت التغيير التي تقللرر الحلل ر‬
‫باعتبارهللا "حأقرللا ماللن حأقللوقّ النسللان"‪ ،‬إذا تحكللم الرسللالة العلمايللة التغييريللة الللتي تتبناهللا الجماعللات‬
‫المعارضة للخيللار "غأيللر الللديمقراطي" فلي النملاذج الشللمولية‪ ،‬أحأكلاما وانطباعلات التشلكيك والتخلوين ‪-‬‬
‫والتكفير في حأالة الدول الشمولية الثيوقراطية الدينية –‪ ،‬لنها ل تعترف بخصوصية هذا النظاما الذي حأقرللق‬
‫شرعيته ووجوده على الرغأم مان خياراته الحأادية‪ ،‬فتتحول الرسالة العلمايللة التغييريللة المعارضللة‪ ،‬إلللى‬
‫رهان يزداد تطورا ماثل كرة الثلج‪ ،‬كلما حأدثت استجابة جماهيرية لهذه الرسالة‪ ،‬وحأدث تجاوب شللعبي ماللع‬
‫ماضاماينها ورؤاها‪ ،‬عبر تزويدها بأدوات إعمالها وتطبيقها فللي الواقللع وعلللى مايللدان الصللراع‪ ،‬بيللن خيللار‬
‫السلطة‪ ،‬وخيارات الغألبية‪.‬‬

‫أصبحت ورقة الشارع في سياقّ "الربيع العربي"‪ ،‬المصدر الرئيسلي للشلرعية السياسلية فلي بلدنلا‬
‫العربية‪ ،‬عقب عقود طويلة مان سياسات الفراغ والتغييب الرسمري لجميع "المختلفين" ماع ماواقف السلطة‪،‬‬
‫ومان هنا فإرن "تكريف" ‪ The Adaptation‬رؤى الرسالة العلماية وماضاماينها ماع المفاهيم الجدي دة ال تي‬
‫أقرتها التحولت الجديدة للربيع العربي‪ ،‬يجبرها على انتهاج خطر جديد علللى ماسللافة واضللحة وماوضللوعية‬
‫بين الفرقاء‪ ،‬فتصبح كرل ماعلوماة إعلماية خاضعة لمدى إعمال "ضمير" وقواعد احأترافية وماهنية المنتجين‬
‫العلمايين‪ ،‬اللذين ينلاط بهلم اللدور التلاريخي للتغطيلة العلمايلة للحألداث‪ ،‬ليجلدوا أنفسلهم أمالاما اختبلار‬
‫تاريخي لمدى احأترافيتهم وماوضوعيتهم ونزاهتهم في انتاج الرسالة العلماية الشرفافة‪.‬‬

‫سنجد أنفسنا في هذه المداخلة ننطلق فللي رحألللة بحللث عللن ماقتضلليات بنللاء رسللالة إعلمايللة تغييريللة‬
‫ماوضوعية‪ ،‬وماحترفة قادرة على تعريف "الحاجات التاريخية" لبناء وطن تتحقق فيلله الرادة الشللعبية فللي‬
‫الديمقراطية والحرية‪ ،‬عبر آليات تثقيف إعلماي ترافق لحظة التغيير وماراحأل النتقال الللديمقراطي‪ ،‬إعلما‬
‫واع بالتحديات وماراحأل التحول السياسي‪ ،‬بدل الرسائل "الديماغأوجية" التي عرودنا عليها العلما الرسللمي‬
‫العربري‪ ،‬أو الرسائل العلماية المحبطة والميرئسة للجمهور‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الرسالة العإلماية العربية "التغييرية"‪ :‬الماضاماين والرؤى‪ ....‬د‪ .‬قوي بوحنية ‪ /‬أ‪ .‬عإصام بن الشيخ‬

‫‪2012‬‬
‫أول‪ :‬حول مفهوما الرسالة العإلمية "التغييرية"‬

‫العلما وسيلة تزرود الفراد بالخبار‪ ،‬والمعلوماات والحقائق‪ ،‬التي تمركنهم مان تكوين ماوقف ورأي حأول‬
‫ماشكلة أو قضية أو واقعة أو ظاهرة ماحددة‪ ،‬عن طريق عمليات إطلع وتواصللل واتصللال‪ ،‬ويصللبح ناتللج‬
‫تفاعل الراء سببا في تكوين رأي جماهيري عاما‪ ،‬حأيللث تعبرللر اتجاهللات الجمللاهير عللن قناعللاتهم وآرائهللم‬
‫الجماعية‪ .‬ويرى الباحأث وجيه الشيخ أرن شرط الموضوعية في الرسالة العلماية هو الذي يجعل الرسللالة‬
‫العلماية تتسم بالحيادية‪.6‬‬

‫أماا الرسالة العلماية فهي تعني‪" :‬تضمين الخبر الفكللار والراء الللتي تناسللب الموقللف"‪ ،‬ويعرفهللا‬
‫داينيس ماكويل بأرنها‪" :‬تشمل الشارات والعلماات اللغوية‪ ،‬والحديث والكتابة والعلماللات المرئيللة‪ "،‬وهللي‬
‫"تتميللز بالشللمول والتسللاع والتنللوع‪ ،‬وتخللاطب الجمللاهير المسللتهدفة"‪ .7‬ويقللول روس هللاورد ‪Ross‬‬
‫‪ HOWARD‬مان المعهد الكن دي للعلما والعل وما السياس ية والمجتم ع الم دني ‪ ،IMPACS‬أرن الرس الة‬
‫العلماية قد حأرولت العلما إلى أكثر القلوى نفلاذا وتلأثيرا فلي العمليلات السياسلية‪ ،‬وعللى رأسلها العمليلة‬
‫النتخابيللة‪ ،‬الللتي يجللري تقللديمها لصللنع صللورة لهللا ماللن الخللارج تكللون سللهلة الدراك‪ ،‬حأيللث تكللون‬
‫الموضوعات العلماية حألقة الوصل الساسية بين الحكوماات ومامثلي المجتمع المدني في مارحألة الصداما‪،‬‬
‫ويناط بالعلمايين مان الصحفيين والمراسلين ماسؤولية تزويد المواطنين‪/‬الناخبين بالمعلوماات التي تمركنهللم‬
‫‪8‬‬
‫مان اتخاذ قرار في عملية القتراع‪.‬‬

‫إرن دراسة مافهوما "الرسالة العلماية التغييرية" جرد مافيد فللي هللذه المرحألللة‪ ،‬فهللذا المفهللوما المعقرللد ل‬
‫يتضرمن حأمولة ماتضاربة‪ ،‬فالعلما والتغيير‪ ،‬يحيلنللا إلللى دراسللة ظللاهرتي العلما والديمقراطيللة‪ ،‬العلما‬
‫والحريات‪ ،‬إذ أرن لمهنة الصحافة تفرردا في كونها ماتغيللرا تابعللا يتللأرثر بحاللة الحريللات‪ ،‬فكلمللا كلان السللياقّ‬
‫الديمقراطي أكثر وضوحأا ونجاحأا وتفعيل‪ ،‬كانت ماهنة الصحافة والرسالة العلمايللة السياسللية الللتي تنشللد‬
‫التغيير أكثر نجاحأا‪ ،‬لكونها نتاجا لمتغرير وسيط على درجة عاليى مان الهمية‪ ،‬وهو تطرور الوعي السياسلي‬
‫والتثقيف السياسي للجماهير‪ ،‬التي تحتاج الدور الهاما لوسائل العلما‪ ،‬التي تتحرول بالضرورة إلللى الوسلليط‬
‫الرئيس بين السلطة والمجتمع المدني‪.‬‬

‫كما أرن تقديم "الرسالة العلماية "التغييرية" على أرنها "رسالة تغيير" صرفة وبحته‪ ،‬ماهما كانت كلفته‬
‫أو طريقته أو مادى اكتسابه للشرعية‪ ،‬هو خطأ مافاهيمي‪ ،‬حأيث أرن العلما في سللياقّ الديمقراطيللة والتغييللر‬
‫الديمقراطي‪ ،‬مافهوماان ماتسقان وغأير ماتضاربين‪ ،‬بل إنهما علللى علقللة تللأثير وتللأرثر ماسللتمر‪ ،‬حأيللث يللؤرثر‬
‫العلما في حألة الحريات الديمقراطية‪ ،‬ويمكن لسياقّ التحول الديمقراطي أن يكون سببا فللي حأللدوث تحلرول‬
‫طر النتقال العلماري نحو الصحافة الحررة‪ ،‬لكن بالرغأم مان ذلك‪ ،‬يمكن تأكيد ضمان السياقّ الديمقراطي‬ ‫يؤ ر‬
‫‪9‬‬
‫لصفتين رئيسيتين في الرسالة العلماية الحديثة‪ ،‬وهما‪ :‬الستقللية والتنوع‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الرسالة العإلمية والدفاع عإن حقوق النسان‬

‫‪1‬‬
‫الرسالة العإلماية العربية "التغييرية"‪ :‬الماضاماين والرؤى‪ ....‬د‪ .‬قوي بوحنية ‪ /‬أ‪ .‬عإصام بن الشيخ‬

‫‪2012‬‬
‫لقد ظهرت الرسالة العلماية الحديثة‪ ،‬واكتسبت ماصداقيتها ورواجها وشرعية ماضاماينها‪ ،‬ماللن‬
‫المواثيق والعهود الدوليللة الللتي تؤركللد علللى "حأريللة التعللبير"‪ ،‬بوصللفها أحأللد العناصللر المؤرسسللة "للحريللة‬
‫النسانية"‪ ،‬كما جاء في ماضمون المادة ‪ 21‬مان العلن العالمي لحقوقّ النسللان سللنة ‪ ،1948‬الللتي تنللصّ‬
‫ي طلرف كلان"‪ .‬كملا تلدرعمت هلذه‬ ‫على تأكيد "حأررية كرل فرد في الختيار والتعبير دون الخضوع لتلأثير أ ر‬
‫الرسالة بسياقّ وماضاماين تحولت الصحوة الحقوقية الثانية التي عرفها المجتمللع الللدولي ماطلللع تسللعينيات‬
‫القرن الماضي‪ ،‬وتحديدا سنة ‪ 1993‬التي عرفت انعقاد ماؤتمر فيينللا لحقللوقّ النسللان‪ ،‬حأيللث أضللحت هللذه‬
‫ق للنسان أن ينال حأرقه في العمل والجر‬ ‫الحقوقّ النسانية‪ ،‬باقة ماترابطة و"غأير قابلة للتجزئة"‪ ،‬فمثلما يح ر‬
‫ق له أن ينعم بحرية تاماة فلي إبلداء رأيله السياسللري دون‬ ‫والسكن والتعليم والصحة والتنقل بكرل حأرية‪ ،...‬يح ر‬
‫ماصادرة أو إلغاء أو تهميش‪ ،‬فترم الستيعاض عن المطالبة الرسمية للمواطن بأداء الواجب الوطني بذريعللة‬
‫"الوطنية"‪ ،‬وتعويضها بمفهوما جديد ماختلف هو‪" :‬حأقوقّ المواطنة"‪ ،‬حأيث يقابل كرل واجللب حأقرللا ماكتسللبا‪،‬‬
‫يجعل الحريات واقعا مالموسا ل خطابا ديماغأوجيللا مارزيفللا‪ ،‬يجعللل المللواطن فللردا حأللررا ذا قيمللة ماقردسللة‪ ،‬ل‬
‫ماجررد رعية دون أ ر‬
‫ي قيمة‪.‬‬

‫يقول صاماوئيل هنتغتون‪ " :‬ليست المشكلة الرئيسية في الحرية‪ ،‬بأل في ايجادا نظاما شرعإي‪ ،‬فقد‬
‫"‪،10‬‬‫يح صل ال ناس عإ لى الن ظاما بأدون حر ية‪ ،‬لكنق هم لن يتمقك نوا من الح صول عإ لى الحر ية من داون ن ظاما‬
‫ي أرن شرعية النظلاما السياسلري تؤرسللس للحريلات‪ ،‬لكلرن وجلود حأريلات بللدون‬ ‫ونقرأ مان هذا التأصيل النظر ر‬
‫شرعية للنظللاما السياسلي‪ ،‬سللتعني ضللرب كيللان الدوللة الموحأللدة‪ ،‬نتيجللة تنللاماي التيلارات الحلررة‪ ،‬وتنلازع‬
‫أدوارهللا وإراداتهللا المتضللاربة والمتناقضللة‪ .‬ويمكللن القللول أرن الرسللالة العلمايللة التغييريللة المحايللدة‬
‫والموضوعية‪ ،‬التي تنتجها ماصادر إعلماية ماهنية ماحترفة‪ ،‬ل يمكللن لهللا أن تنللافي القللوانين أو أن تنللاقض‬
‫ماواثيق الشرف العلماي والمصداقية الصحفية‪ ،‬لكنها –مان جهة أخرى‪ -‬يجب ألر تكلون سلببا فلي ضلرب‬
‫وحأدة الدول وضرب قيمها وثوابتهللا‪ ،‬دون تثبرللت ماللن ماضللاماين الرسللالة العلمايللة التغييريللة‪ ،‬وماللدى بعللد‬
‫رؤاها المستقبلية لحدود التغيير وأهدافه وماقاصده‪.‬‬

‫للتغيير ضلريبته الحتميللة‪ ،‬اللتي تتسلربب فلي إحأللداث تراجعلات ظرفيللة علللى كافللة الصللعد السياسللية‬
‫والقتصادية والجتماعية والعلماية وحأتى الفكرية والثقافية والسيكولوجية‪ ،‬وهللو أماللر طللبيعي ناتللج عللن‬
‫كون لحظة التغيير "لحظة ماراجعة تاريخية لحاضر الشعوب وماستقبلها"‪ ،‬فإماا أن تكون قادرة عللى تقريلر‬
‫ظلم علقللة حأاكمهلا بمحكومايهللا‪ ،‬باعتبللارهم "ماصلدر الشلرعية‬ ‫ماصيرها وبناء ماستقبلها الدستوري الذي ين ر‬
‫الساس"‪ ،‬والقضلاء عللى آليلات تكريلس الظللم والقهلر والسلتبداد والفسلاد وهشاشلة الدوللة وتآكلهلا‪،....‬‬
‫واستبدالها بآليات وأدوات تنظيم الحريللات وإعمالهللا وإعلء قيللم الحريللة وتقديسللها‪ ،‬وتطللوير دور العلما‬
‫والرقي به‪ ،‬لدرجات الحأترافية الموضوعية والشفافية والنزاهة‪ ،‬وتنظيم القتصاد والمجتمع بالقضاء على‬
‫الفساد والمظاهر اللأخلقية التي كررسها التسرلط‪ ،‬مان نحو استخداما "البلطجية والشربيحة والحرقارين‪ "...‬فللي‬
‫حأالت التجللارب "المانوقراطيللة"‪ ،‬والستعاضللة عنهللا بمؤسسللات دسللتورية راسللخة تعلللي قيمللة القضللاء‬
‫وتحدث فصل نزيها بين السطات‪ ،‬وتمنع السطو على إرادة الشعب أو فرض سلطة الهيئللة التنفيذيللة عليلله‪،‬‬
‫تسللمح للجمللاهير بممارسللة حأقوقهللا الدسللتورية فللي التجمهللر والتجمللع والنضللواء تحللت أطللر الحأللزاب‬
‫والجمعيللات وهيئللات المجتمللع المللدني‪ ،‬ومامارسللة حأرياتهللا العلمايللة دون رقابللة‪ ،‬حأيللث تخللدما الرسللالة‬
‫العلماية دور المؤسسات في التغيير وكذا الحفاظ على دستورية المؤسسات وترسيخها‪ ،‬في كشللف الفسللاد‬

‫‪1‬‬
‫الرسالة العإلماية العربية "التغييرية"‪ :‬الماضاماين والرؤى‪ ....‬د‪ .‬قوي بوحنية ‪ /‬أ‪ .‬عإصام بن الشيخ‬

‫‪2012‬‬
‫وماحاسللبة الفاسللدين وفضللح الممارسللات غأيللر الخلقيللة علللى كافللة الصللعد‪ ،‬وجعلهللا خاضللعة للمحاسللبة‬
‫والمساءلة الجماهيرية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الرسالة العإلمية العربأية "التغييرية"‪ ....‬السياق والمضامين‬

‫للرسالة العلماية العربية "التغييرية" دور كبير في إنجاح الثورات التي عرفتها عردة دول عربية في‬
‫سياقّ ماا يعرف بل "الربيع العربي"‪ ،‬فالعلما كان ول يللزال مانللذ ولللوج "زماللن الغضللب الشللعبري العللارما"‬
‫ماطلع السنة ‪ ،2011‬الوسيلة الرئيسية في المطالبة بالحريات الديمقراطية والدفاع عن حأقوقّ النسان‪ ،‬ضللرد‬
‫سياسات ومامارسات النظم الشمولية العربية وحأكوماات التسلط الجائرة‪ ،‬التي ماارست "قمعا عنفريا وسلطويا‬
‫غأير شرعري"‪ ،11‬استمرد قوته مان الدعم الخللارجري علللى حأسللاب الشللرعية الشللعبية خلل عقللود طويلللة ماللن‬
‫الزمان‪ ،‬دون أية قدرة على استشراف حألللول ماوعللد ثللورة الشللعوب العربيللة‪ ،‬الللتي لطالمللا وصللفت بللأرذل‬
‫النعللوت‪ ،‬بأنرهللا‪" :‬ماللزارع نائمللة‪ ،‬قطعللان ماسللريرة‪ ،‬رعللاع خاضللعة لللولري النعللم‪ ،‬ضللمائر ماسللتلبة وأرواح‬
‫ماسحورة‪ ...‬وغأيرها"‪ ،‬بحرجة أرنها لم تستطع أن تحاكي تجارب الشعوب الحرية والحررة‪ ،‬في المطالبة بالتغيير‬
‫الحقيقري وضمان الحريات الديمقراطية الدستورية‪ ،‬التي تدعم "العبور نحو التحديث السياسي والجتمللاعي‬
‫والتنمية‪ ،‬وماأسسة الحياة السياسية وتنظيمها"‪ .‬فحدث التغيير في دولنا العربية‪ ،‬في ظللرل مافارقللات غأريبللة‪،‬‬
‫فحين يقوما زعيم البلد الذي تورلى قيادة شعب بأسره لعقود طويللة‪ ،‬بوصلف شللعبه بلأرنه "فئللة خارجللة علن‬
‫القانون"‪ ،‬بعد أن وصفه في خطلابه اللديماغأوجي خلل العهلود السلابقة "بالشلعب العظيلم"‪ ،‬ويلأمار قلوات‬
‫الماللن بللإطلقّ النللار علللى المتظللاهرين‪ ،...‬سللتكون الرسللالة العلمايللة تحللت اختبللار جديللد لمهنيتهللا‬
‫واحأترافيتها‪ ،‬لرن الوقوف على الحياد لن يقف حأائل أمااما اتهاما الصحافة بأرنها لم تعمل علللى كشللف أخطللاء‬
‫‪‬‬
‫السلطة‪.‬‬

‫قامات الرسالة العلماية العربية "التغييرية" بتغطية ونقل "الصورة الثوريللة العفويللة" إلللى المشللاهد‬
‫والرأي العاما‪ ،‬فكسرت طابوهات عردة في التغطية العلماية كان النظاما الرسمري العربللي يرفللض تجاوزهللا‬
‫وتوظيفها في التأثير السلبري علللى السللتقرار والمالن العلاما‪ ،‬ورافقلت التغطيللة العلمايلة فللي هلذه المهملة‬
‫ظفلت فيهللا الصلورة فلي اتجاهللات مادروسللة فلي الغللالب‪ ،‬وعفويلة أو‬ ‫التاريخية تحرولت سياسلية هامالة‪ ،‬و ر‬
‫عشوائية في أوقات أخرى عديدة‪ ،‬أثناء تغطيللة ماواقللف حأيرللة وماباشللرة وعفويلة ل يمكللن أن تنكرهللا العيللن‬
‫المجرردة‪ ،‬اقتضت ترك الحرية المطلقة للمواطن في تقللدير الموقللف والمسللاهمة فللي صللنع ماللادة اعلمايللة‬
‫جديدة‪ ،‬واعتبارها أدلة واقعة صنعتها الجماهير نفسها‪ ،‬لتأكيد حأقائق ظلم وج ور وأخطلاء السللطة‪ ،‬قبلل أن‬
‫تتللولى انتاجهللا قنللوات اخباريللة ماحترفللة وماتخصصللة‪ ،‬تللورلت إعللادة قللراءة الحأللداث ودراسللة ماضللاماينها‬
‫ودللتها وأبعادها وانعكاساتها وفرص تطورها‪.‬‬

‫مارثل سياقّ "النتقال الديمقراطي" الطللار الساسلري لعمليلات التأسليس للخطللاب التغييللري العربللري‬
‫المعاصر‪ ،‬الذي وجد حأججه ومابرراته مان نقد الواقع المزري للممارسات غأير الديمقراطية للسلطة‪ ،‬إذ كان‬
‫النظاما العربي التسلطري يؤرسس لحالة مان التحركم غأير العقلنللي فللي ماصللائر الشللعوب والللدول‪ ،‬ونجللم عللن‬
‫ي‪ ،‬ضللغط فللي التجللاه المعللاكس نحللو تأسلليس "المطالبللة‬ ‫الفرض غأير الديمقراطي للرأي السلطوي الحأاد ر‬
‫بالحريات الديمقراطية"‪ ،‬والعتماد على "العلما" كقناة رئيسللية لنقللل ونشللر الللوعي بللالحقوقّ السياسللية‪،‬‬
‫وتنظيم النضال السياسي نحو التحرول إلى ماجتمع التعددية الدستورية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الرسالة العإلماية العربية "التغييرية"‪ :‬الماضاماين والرؤى‪ ....‬د‪ .‬قوي بوحنية ‪ /‬أ‪ .‬عإصام بن الشيخ‬

‫‪2012‬‬
‫لقد أرسست بعض التجارب العلماية العربية التي حأملت "الرسالة التغييرية"‪ ،‬نمللاذج إعلمايللة علللى‬
‫درجة عالية مان الحأترافية والقدرة على المواجهة وعلى الررد على الميلديا الغربيلة اللتي ماارسلت احأتكلارا‬
‫كبيرا على الرأي العاما الغربي والعالمي وحأتى العربي لل وفئات واسعة مانه لل‪ ،‬في التسويق لصورة نمطيللة‬
‫ماغلوطة‪ ،‬بأرن الشعوب العربية "ل يمكن أن تثلور"‪ ،‬ويقلول البلاحأث ماحملد السليد سللعيد بهلذا الخصلوص‪:‬‬
‫"يشعر العرب عإموما‪ ،‬والمهاجرون خصوصا‪ ،‬بأأقن الميديا العربأية‪ ،‬حقققت اختراقــا‪ ،‬حقررأهــا جزئيــا‪ ،‬مــن‬
‫التبعية التامة للمصادارأ العإلمية الغربأية العملقة‪ ....‬لقد أخذتا الميديا العربأية زماما المبادارأة في التغطية‬
‫"المهنية" للحروب والزماتا العربأية"‪ .12‬كما أرن بعض نماذج الفضائيات العربية الللتي سللاندت التغييللر‪،‬‬
‫وأركدت قدرتها على ماواجهة الحأتكار العلماي الغربي‪ ،‬لم تكن ستستطيع أن تنجح برسالتها العلماية‪ ،‬لو‬
‫لم تكن تمتلك قدرات ماالية واقتصادية هائلة تجعلها قادرة على نقل ماوقف الرأي العللاما فللي العللالم العربللي‪،‬‬
‫بإتجاه الغرب‪ ،‬حأيث تحولت المؤسسة العلماية إلى ماشروع اقتصادي ضخم‪ ،‬يعتبر في حأرد ذاته‪ ،‬استثمارا‬
‫ناجحا للرسامايل الهائلة‪ ،‬المتناماية عن طريق نجاح تسويق المنتوج العلماي "التغييري" المحترف‪ ،13‬ماللع‬
‫ذلك بقيت قدرة هؤلء العلمايين أنفسهم على كشف حأقللائق ومافارقللات ماواقللف الحكوماللات الللتي تحتضللن‬
‫المؤسسات العلماية التي يشتغلون بها‪ ،‬مان الحأداث التي فرضها الربيع العربللي‪ ،‬حأيللث للم نجلد إللى حألرد‬
‫الساعة‪ ،‬تفسيرا أو ماجررد نقدي داخلي وخارجي لما حأللدث فللي البحريللن‪ ،‬وقللد أخللذ الموضللع بعللدا طائفيللا‪،‬‬
‫تسربب في تشكيل درع الجزيرة السعودي لدعم السلطة البحرية في قمع الشعب‪ ،‬ول يمكن لسلللطة البحريللن‬
‫أن تنكر ضراوة ذلللك الزلللزال الللذي جعلهللا تطلللب الوحأللة ماللع السللعودية‪ ،‬جللرراء اشللتداد الرفللض الشللعبري‬
‫"الشيعري" للقيادة "السرنية‪ :‬للبلد‪ .‬وهو ماوقف تحكمه لل كمللا يجللري فللي سللوريا اليللوما لللل‪ ،‬حأسللابات اقليميللة‬
‫خطيرة‪ ،‬جعلت إيران واسرائيل على استعداد لخوض الحرب في أرية لحظة‪ ،‬ماهما كانت نتيجلة التغييلر فلي‬
‫سوريا‪.‬‬

‫رأابأعا‪ :‬نقائص وحدودا التجارأب العإلمية العربأية‬

‫تسرببت عردة عوامال تاريخية رافقت تطور العلما في العالم اللعربي‪ ،‬في وصول الرسالة العلماية إلى‬
‫درجة القدرة على "بناء رسالة إعلماية" تثويرية تدعو للتغيير‪ ،‬مان أهمها‪:‬‬

‫بروز تعددية إعلماية تاريخية‪ ،‬راكمت خبرة وتجربة هاماة فلي تاريلخ الصلحافة العربيلة‪ ،‬رافقلت‬ ‫‪-‬‬
‫تحولها مان عهد التحرر إلى الزماة والصراع العربي السرائيلي‪ ،‬الهزائم العربية‪ ،‬ومان ثرم‪ ،‬عودة‬
‫ي تدرخل خارجري‬ ‫إماكانية المقاوماة‪ ،‬الداخلية والخارجية‪ ،‬لكتساب شرعية تقرير المصير مان دون أ ر‬
‫في شؤون البلد‪.‬‬

‫التطور الكبير في تكنولوجيا التصللال والمعلومااتيللة‪ ،‬وتعللردد العنللاوين الصللحفية المكتوبللة‪ ،‬نتيجللة‬ ‫‪-‬‬
‫التخلري عن سيطرة القطاع العاما لصالح القطاع الخاص‪.‬‬

‫التحول لى اقتصاد السوقّ‪ ،‬وماا صاحأبه مان إجراءات انفتاح سياسي كللبير علللى الخللارج‪ ،‬فرضللته‬ ‫‪-‬‬
‫التوجهات الليبرالية الجديدة للدول العربية‪ ،‬التي انخرطت في فلك الراسمالية العالمية والعولمة‪.‬‬

‫التغرير النسبي في تقاليد التلقي‪ ،‬واعتماد وسائط تكنولوجية عابرة للسماوات‪ ،‬غأير خاضعة لسيطرة‬ ‫‪-‬‬
‫الحكوماات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الرسالة العإلماية العربية "التغييرية"‪ :‬الماضاماين والرؤى‪ ....‬د‪ .‬قوي بوحنية ‪ /‬أ‪ .‬عإصام بن الشيخ‬

‫‪2012‬‬
‫صعود الحركات السلماية‪ ،‬كنتيجة للغضب المتناماي ضرد الهيمنة الماريكية‪ ،‬وظهللور نللوع جديللد‬ ‫‪-‬‬
‫مان العلما الدينري بأنواعه المختلفة‪ :‬المعتدل والمتشدد‪.‬‬

‫‪ -‬تصردع النظاما العربي وظهور التنافسات بين أطرافه‪ ،‬والزلزل الكبرة التي ضربته‪ ،‬نحللو حأللروب‬
‫الخليج مانذ بدايات ثمانينيات القرن الماضي‪.‬‬

‫التدرخل الدولي والخشية مان حأشذ جهود المجتمع الدولي في تحديد ماصير الشعوب العربية‬ ‫‪-‬‬

‫لكن بالرغأم مان ذلك‪ ،‬ل تزال التجارب العلماية العربيللة‪ ،‬تعللاني مالن قصللور وتراجللع كللبير نتيجللة‬
‫انقساماها على أنماط أيديولوجية عديدة‪ ،‬فالعلما الرسمي ظرل خاضعا للقوانين الداخلية المعتمدة فللي الللدول‬
‫العربيللة‪ ،‬فللي ظللرل صللراع دفيللن حأللول قضللايا حأبللس الصللحفيين وحأللدود الحريللات الصللحفية فللي القطللاع‬
‫العموماي‪ ،‬حأيث أضحت ماعظم الحركللات النقابيللة العلمايللة فللي القطللاع العمللوماي علللى علقللة بالسلللطة‪،‬‬
‫إضافة إلى نوع جديد مان القنوات الدينية غأير الموضوعية التي يصعب التحكم فيها‪ ،‬وفي ماضاماين رسالتها‬
‫العلماية ورؤاها سوى بالقوانين الداخلية المعتمدة في الدول العربية‪ ،14‬تليها الصحافة المكتوبة بأنواعهللا‪،‬‬
‫والتي تعاني مان علردة مامنوعللات‪ ،‬فلي قضلايا تهلرم الللراي العللاما‪ ،‬حأيللث ل تللزال المضللايقات والقضلايا فللي‬
‫المحاكم وحأبس الصحفيين أهرم الحدود السلطوية المرسوماة لهذه الفئة التي تقردما رسلالة إعلمايلة عللى قلدرة‬
‫هائلة في تعبئة الرأي العاما‪ ،‬خصوصا وأرنها أصبحت هي الخرى تعتمد علللى العلما الرقمللي‪ ،‬والوسللائط‬
‫التكنولوجية الحديثة في التصللال عللن طريللق شللبكات التويللتر والفللايس بللوك ونشللر الفكللار عللن طريللق‬
‫اليوتيوب وغأيرها وتبادل المعلوماات ماع المواطنين أنفسللهم واسللتغنائهم عللن التلفزيللون ولللو ماؤقتللا‪ ،‬نتيجللة‬
‫تغير القيم الجتماعية والسلوكية للمواطنين على إثر ضغط الرسالة العلماية المعومالة‪ .15‬إضافة إلى نللوع‬
‫ماختلف مان الفضائيات العربية التي لم تستطع أن تقيم فصل واضللحا بيللن رسللالتها المحايللدة و النتمللاءات‬
‫الصلية لها‪ ،‬إذ لم نلمس إلى حأللرد السللاعة‪ ،‬أيرللة ماواقللف ماحايللدة لقنللوات عربيللة ماشللهورة كقنللاتي الجزيللرة‬
‫القطرية والعربية السعودية في نقد سياسات قطر والمملكة العربية السعودية‪ ،‬رغأم أرن أولللى قرائللن العجللز‬
‫العلماي لهلاتين القنلاتين الللتين تلدعيان الحيلاد والحأترافيلة‪ ،‬ه و تجرنلب ماناقشلة العلقلات الخليجيلة مالع‬
‫الغرب‪ ،‬وماواقف الدول الخليجية مان الدولة السرائيلية‪ ،‬إضافة إلى ماواضيع حأساسللة تتعلللق بللداخل البلد‪،‬‬
‫كالقواعد العسكرية الماريكية‪ ،‬عدما وجود أحأزاب‪ ،‬التسلط الحكوماي على البرلمان كما يحللدث فللي الكللويت‬
‫مارارا وتكرارا‪ ،‬أو حأللتى قضللايا بسلليطة كقضللية قبائللل الللل‪" :‬بللدون" فللي قطللر الللذين ل يتمتعللون بحقللوقّ‬
‫الموطنة‪ ....‬وغأيرها مان القضايا السيادية التي ينشغل عنها العلمايون فللي قطللر والسللعودية وبقيللة الللدول‬
‫الخليجية‪.‬‬

‫ومان بين الماور التي ترم رصدها في تحولت دور العلما في سياقّ الربيع العربي تسخير هذه القنوات‬
‫لباحأثين ومانظرين‪ ،‬وساسة ورجال دين‪ ،‬وماتخصصين في المجالين العلماي والمعلومااتي‪ ،‬وتقديمهم على‬
‫أرنهم ماحللين ماوضوعيين‪ ،‬في الوقت الللذي تؤركللد استضللافتهم وانتقللاؤهم تللوافقهم ماللع الخللط العللاما للقنللاة‪،16‬‬
‫إضللافة إلللى المواقللع اللكترونيللة التابعللة لهللذه القنللوات والللتي تسللتكتب بللاحأثين وكتابللا وصللحفيين لنفللس‬
‫الغرض‪ ،17‬وهو ماا أردى في النهاية إلى تضارب ماضاماين "الرسائل السياسية التثقيفيللة الموضللوعية" الللتي‬
‫تستهدف زيادة يقضة ووعي المواطن العربي بمللا يللدور حأللوله ماللن أحأللداث سياسللية‪ .‬إضللافة إلللى التنللافس‬
‫والصراع غأير العقلني بين القنللوات الفضللائية الللتي تضلليع وقللت المشللاهد فللي ضللرب بعضللها البعللض‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫الرسالة العإلماية العربية "التغييرية"‪ :‬الماضاماين والرؤى‪ ....‬د‪ .‬قوي بوحنية ‪ /‬أ‪ .‬عإصام بن الشيخ‬

‫‪2012‬‬
‫بمضاماين براماجها المتناقضلة‪ ،‬حأيلث سلاهم العلما فلي ضلياع المشلاهد العربلي وازديلاد انقسلاماه وع دما‬
‫يقينيته مان سير الحأداث‪.‬‬

‫كما يضرر بهذا الدور التوعوي‪ ،‬الهداف التسويقية والتجرية لبعض القنوات الفضائية التي تزعم أرنها‬
‫تعنى بتغطية الحأداث‪ ،‬في حأين أرن المقاصد النهائية لدورها في تغطية التحول السياسي ل يختلف عن دور‬
‫اعديللد ماللن القنللوات الفضللائية العالميللة‪ ،18‬الللتي تتسللابق ماللن أجللل حأجللز ماكللان لهللا فللي الفضللاء العللالمي‪،‬‬
‫والحصول على أرباح تجارية وماالية والمتاجرة بقضايا الصراع السياسي التي ترهن ماصير الماة‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬أخطاء وانحرافاتا الرسالة العإلمية "التغييرية"‪ :‬دارأاسة للسباب والنعكاساتا‬

‫اشكالية التضليل والترويج للمغالطاتا والكاذيب الرسمية‪ :‬عإدما التثقبت من الخبر‬ ‫‪-‬‬

‫يتعرين على مانتجي الرسالة العلماية أن ينشدوا قمة الموضوعية في المواقف التاريخية التي تقابلهم‪،‬‬
‫خصوصلا تللك اللتي تخلصّ النتقلال اللديمقراطي وك رل مالا يرتبلط بله مالن عمليلات النتخلاب والسلتفتاء‬
‫الدستوري وتشلييد المؤسسلات وتغطيلة حأملت الحألزاب وغأيرهلا مالن العمليلات الدسلتورية الهامالة اللتي‬
‫يقتضيها النتقال الديمقراطي‪ ،‬وماا سيقابلهم ماللن تحللديات لختبللار نزاهللة القضللاء والللتزاما الجيللش بمهللاماه‬
‫الدستورية وعدما التدخل الخارجي في ماصادرة الرأي العاما‪ ... ،‬وغأيرها مالن القضلايا الهامالة‪ ،‬مالا يعنلي أرن‬
‫الخروج علن هلذه المحلاذير‪ ،‬سليقود إللى اخطلاء وانحرافلات خطيلرة قلد تلوررط العلماييلن وماؤسسلاتعم‬
‫العلماية في أدوار غأير احأترافية وغأير ماهنية وغأير ماوضوعية‪.‬‬

‫ويشترط في الصحافة المسؤولة الشروط التالية في انتاج الرسالة العلماية‪:19‬‬

‫ــ الدقة‪ :‬حأيث أرن ألف باء الصحافة هو التثربت مان صحة الخبر‪ ،‬والعلمايون ماطالبون بنقل وصللف‬
‫دقيق عن السياقّ السياسي‪ ،‬وتقديم حأقائق غأير مانقوصة للمواطنين‪ ،‬وتقديم ماعلوماللات غأيللر ماورجللة للنللاخبين‬
‫‪‬‬
‫في العمليات النتخابية‪ ،‬وعدما التسررع في استباقّ وقوع الحأداث‪.‬‬

‫ــ الحيادا والتوازن‪ :‬عبر صياغأة تقارير ماتوازنة وماقالت تطرح جميع وجهات النظرول تستثنيأيا مان‬
‫الفرقاء‪ ،‬وتمنحهم الفرصة المتساوية في ماخاطبة الرأي العللاما وطللرح براماجهللم وأفكللارهم عليلله علللى قللدما‬
‫المساواة‪ ،‬وكشف أية خروقات قد تنجم عن انتفاء هذه الشروط‪ ،‬أماا الرأي العاما‪ ،‬والسلطة‪ ،‬والقضاء‪.‬‬

‫ــ المسؤولية‪ :‬حأيث تنطلق المسؤولية المهنية للصحفي الجاد‪ ،‬مان الحصول على المعلوماات الصحيحية‬
‫بالوسائل الخلقية التي تخضع للمعايير الدولية لمهنة الصحافة‪ ،‬والتي تضمن سلللماة المصلدر‪ ،‬وصلللماة‬
‫الشخاص الناقلين لهذه الخبار‪ ،‬خصوصا الشخاص الذي يفضحون الفساد‪.‬‬

‫كما تقتضي الصحافة المسؤولة انتاج رسالة إعلماية تورفر الشروط التالية‪:20‬‬

‫ــ غير مشقوهة للمعنى‪ :‬ل ترردد التهاماات بدون سند ول تحررف الحقائق ول تنقل أية تصللريحات عدائيللة‪،‬‬
‫ول تبث الشكوك والشاعات لغأراف نفسية واجتماعية ماؤثرة‪.21‬‬

‫‪1‬‬
‫الرسالة العإلماية العربية "التغييرية"‪ :‬الماضاماين والرؤى‪ ....‬د‪ .‬قوي بوحنية ‪ /‬أ‪ .‬عإصام بن الشيخ‬

‫‪2012‬‬
‫ــ غير مكقررأة لما سبق‪ :‬ل تنشر ماوادا ترم نشرها سالفا في المواقع أو المطبوعات‪ ،‬ودون ذكللر المرجللع أو‬
‫المصدر أو السند‪.‬‬

‫ــ غير ممارأسة للساءة‪ :‬ل تنشر اخبارا ماسيئة إلى سمعة طرف ماا‪.‬‬

‫ي طرف سياسي على حأسلاب الخلر‪ ،‬وتنقلل أخبلارا ماحايلدة علن جميلع‬ ‫ــ غير فاسدة‪ :‬غأير ماتورطة ماع أ ر‬
‫الفرقاء‪ ،‬قاعدتها‪" :‬إلغاء نشر أو ب ر‬
‫ث أية ماعلوماة ل تخضع للتدقيق والتثربت"‪.‬‬

‫الخاتمة‬

‫توصلت العملية البحثية إلى للعلما دوره المتفررد في تغطية وتوثيق الحأداث السياسية البارزة وفترات‬
‫النتقال التاريخية‪ ،‬ونقل تفاصل ومافارقات الزماة والصراع على السلللطة‪ ،‬خصوصللا فللي زماللن الثللورات‬
‫الشعبية الخيرة‪ ،‬حأيث تقف الصحافة ماوقلف الوسليط بيلن السللطة والمجتملع الملدني‪ .‬ويعتلبر هلذا اللدور‬
‫التاريخي فرصة لختبار الدور الموضوعي للعلما العربي وماصللداقية الصللحافة وماوضللوعيتها‪ ،‬بعللد أن‬
‫شابه سيطرة سلطوية عملت على توجيه الرسالة العلماية والقللرار العلماللي فللي دولنللا العربيللة بطريقللة‬
‫غأير ماقبولة‪ ،‬تسرببت في ضرب ماصداقية الصحافة اللعربية‪ ،‬ماقارنة بنظيراتها فللي العلاما‪ ،‬وقلد أفللاد انتشلار‬
‫ماناخ الحريات السياسية التي فرضتها التحولت القليمية ماع نهاية القرن الماضي‪ ،‬في دعم تطرور الرسللالة‬
‫العلماية‪ ،‬وتعتبر القنوات الخبارية الفضائية ماللن أهللرم ماظللاهر هللذا التطللور‪ ،‬باعتبارهللا وسلليلة إعلمايللة‬
‫جديدة عملت على تغطية وماتابعة وتحليل جميع العمليات المرتبطة بالمطالب التي طالب بها الجمللاهير فللي‬
‫سياقّ "الربيع العربي" الخير‪.‬‬

‫لقد حأرولت الرسالة العلماية الحديثة العلما إلى أكثر القوى نفاذا وتأثيرا فلي العمليللات السياسللية‪ ،‬و‬
‫طر النتقلال العلمالري نحلو الصلحافة‬ ‫يمكن لسياقّ التحول الديمقراطي أن يكون سببا في حأدوث تحرول يلؤ ر‬
‫الحررة‪ ،‬حأيث أرن التعبير عللن الللرأي بكللل حأريللة حألل ر‬
‫ق كفلتلله المواثيللق والعهللود الدوليللة قبللل أن تطللالب بلله‬
‫الجماهير العربية في ثورتها الخيرة نحلو التغييللر الدسللتوري والللديمقراطي الراسللخ‪ .‬وقللد قللامات الرسللالة‬
‫العلماية العربية "المحايدة" بتغطية ونقل "الصورة الثورية العفوية" إلى المشاهد والرأي العاما‪ ،‬فكسللرت‬
‫طابوهات عردة في التغطية العلماية‪ ،‬وبالرغأم مان ذلك‪ ،‬ل تزال التجللارب العلمايللة العربيللة‪ ،‬تعللاني ماللن‬
‫قصور وتراجع كبير‪ ،‬حأيث يتعرين على مانتجي الرسالة العلماية أن ينشدوا قمة الموضوعية فللي المواقللف‬
‫التاريخية التي تقابلهم‪ ،‬خصوصا تلك التي تخصّ النتقال الديمقراطي‪.‬‬

‫وقد توصلت الدراسة إلى أرن توفير إعلما ماحايد في العالم العربللي يقتضللي تحقيللق شللروط الصللحافة‬
‫المسؤولة في الدقة والتوازن والحياد والمسللؤولية والخلقيللة والنزاهللة والموضللوعية‪ ،‬وهللي شللروط ماللن‬
‫الصعب اللتزاما بها لكنها تظرل المعايير الصارماة في الحكم على احأترافية ماهنة الصحافة العربية المسؤولة‪،‬‬
‫كما أرن شرعية الرسالة العلماية وماضاماينها ورؤاها ل يكن أن تسللتند إل علللى المعللايير والمحللاذير الللتي‬
‫س ر‬
‫طرها القانون‪ ،‬دون إغأفال للمعللايير الدوليللة لمهنللة الصللحافة وماراعللاة تحللولت السللاحأة الدوليللة‪ ،‬حأيللث‬
‫أضحت حأقوقّ النسان مان أهم ماداخل التدرخل في الشؤون الداخلية للدول‪ ،‬وتغليب كرفة الفراد على حأساب‬
‫السلطة‪ ،‬في حأال تأركد انتهاك الخيرة لحقوقّ النسان‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الرسالة العإلماية العربية "التغييرية"‪ :‬الماضاماين والرؤى‪ ....‬د‪ .‬قوي بوحنية ‪ /‬أ‪ .‬عإصام بن الشيخ‬

‫‪2012‬‬
‫كما توصلت الدراسة إلى أرن وجود رسائل إعلماية ماغلوطة وغأير صحيحة هو مانافسة غأيلر أخلقيلة‬
‫لساليب الصحافة المسؤولة في تغطية الحأداث السياسية‪ ،‬وتوصلت الدراسة بخصللوص الفرضللية أولللى ر‬
‫عدما التطابق بين إرادة الجماهير وماضاماين الرسالة العلماية التغييرية‪ ،‬ل يعتبر ماعيارا نهائيللا علللى عللدما‬
‫ماصداقية وماوضوعية واحأترافية "الرسالة العلماية العربيللة" الللتي تحكمهللا قواعللد خاصللة وماحللرددة‪ .‬أماللا‬
‫بالنسبة للفرضية الثانية فقد توصلت الدراسة إلى أرن عمليات التنشئة السياسية والتثقيف والتوعية السياسية‪،‬‬
‫هي نتائج أساسية لللرؤى وماضللاماين الرسللالة العلمايللة "التغييريللة"‪ ،‬سللواء كللان ذلللك بطريقللة عفويللة أو‬
‫ماقصودة‪ .‬أماا الفرضية الثالثة فقد توصلت الدراسة إلى أرنله يتلورجب علللى علللى مانتجللي الرسلالة العلمايللة‬
‫التغييرية أن يصوغأوا هذه الرسالة بحياد لكن دون التغاضي عنن كشف أية ماحاولة للتدخل الخللارجي‪ ،‬أماللا‬
‫الرأي العاما‪ ،‬كما توصلت الدراسة بالنسبة للفرضية الرابعة إلى أرن الخروج عن الدقة والحياد العلماي قللد‬
‫يقود إلى التثوير والتحريض على النتفاضة السياسية بهدف التغيير‪ ،‬ماا سيؤردي إلى الخروج عللن ضللوابط‬
‫الرسالة العلماية الموضوعية وتسييسها‪.‬‬

‫لكن‪ ،‬بالرغأم مان الدعوة إلى الللتزاما التللاما بالمعلايير المهنيلة للصللحافة المسلؤولية‪ ،‬يقتضلي لظللرف‬
‫التاريخي مان العلما العربي‪ ،‬أن يلعللب دوره السللاس فللي عمليللة التغييللر‪ ،‬وماواصلللة رسللالته التوعويللة‪،‬‬
‫خصوصا تلك التي تدخل في إطار ماقاصد "حأماية ماكاسب التغيير الديمقراطي وتطويرها"‪ ،‬وكشف جميللع‬
‫المعوقات والصعوبات التي تحول دون نجاحأها‪ ،‬والحفاظ على روح الوهج الثللوري‪ ،‬الللتي حأللولت الشللارع‬
‫العربي‪ ،‬إلى المصدر الرئيسللي للشللرعية السياسللية‪ ،‬عقللب عقللود طويلللة ماللن سياسللات الفللراغ والتغييللب‬
‫الرسمري لجميع "المختلفين" ماع ماواقللف السلللطة‪ ،‬لللذلك ل يمنللع اللللتزاما بالمهنيللة العلمايللة تقللديم رسللالة‬
‫إعلماية قادرة على تعريف "الحاجات التاريخية" لبناء وطن تتحقللق فيلله الرادة الشللعبية فللي الديمقراطيللة‬
‫والحرية‪.‬‬

‫الهوامش والحالتا‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ - ‬روس هاورد‪ ،‬العإلما ‪ +‬النتخابأاتا‪ :‬داليل تقير النتخابأاتا )كندا‪ :‬ماعهد العلما والعلوما السياسية والمجتمع المدني ‪،IMPACS‬‬
‫ماكتبة الرشيف الكندي‪ ،(2005 ،‬ص‪.06 .‬‬

‫‪ 1‬ل ماحمد المسفر‪" ،‬تحليل الرسالة العإلمية‪ :‬تأثير الفضـائياتا العربأيـة عإل ى الشـباب العربأـي‪ "،‬تص ميم الحملت العلماي ة‪ ،‬جاماع ة‬
‫قطر‪ ،‬مانشور في مجلة كلية الحقوق والعلوما السياسية‪ ،‬جاماعة ماحمد خيضر بسكرة الجزائر‪) ،‬د‪.‬ت(‪ ،‬ص‪.43 .‬‬

‫‪ - ‬في الجزائر‪ ،‬انتشر وسط الجماهير تهركم بمهنة الصحافة العضوية الخاضعة لسيطرة السلطة‪ ،‬ووص فها بأنه ا "ص ح ـ آف ة" بأمعن ى‬
‫"إ قنها فعل مهنة معضلة" متورأطة في داعإم الخيارأاتا غير الديمقراطية للسلطة‪ ،‬مهنة مخترقة ومتقحكم فيها‪ ،‬وليسللت "صللحافة" حأللرة‬
‫كما هو ماوجود وماتعارف عليه في الدول المتقدماة‪ ،‬أي أرنها ماهنة عملت على تكريس حأالة "غألق الفواه‪) ،‬فل العيللن تلرى ول الفلم يتكلللم‬
‫ول الذن تسمع(‪ .‬وكانت البدائل المعارضة تسية ضمن ثللثة خطوط أيديولوجية‪ :‬الخط السلماي "المطالب بالعلما التوعللوي الللدينري‪،‬‬
‫حأيث القرآن دستور التغييللر"‪ ،‬الخللط الشللتراكي "حأيللث ل تغييللر خللارج إرادة العمللال والفلحأيللن والطلئللع الثوريللة النقابيللة"‪ ،‬والخللط‬
‫ل بدعم الحريات الديمقراطية السياسية والقتصادية والجتماعية‪ ،‬وإنهاء حأالة تحركللم السلللطة المطلقللة عللن طريللق‬ ‫الرأسمالي "ل تغيير إ ر‬
‫القرار بالنفتاح نحو الخارج"‪.‬‬

‫‪ - 2‬ماحمد حألمي‪" ،‬العلما العربي‪ ...‬جدلية اتعقيد والتحرير‪ :‬ماصر – سوريا – الجزائر‪ "،‬مجلة رأواق عإربأي‪ ،‬العدد‪ ،44 :‬القاهرة‪:‬‬
‫ماركز القاهرة لدراسات حأقوقّ النسان‪ ،(2007) ،‬ص ص‪.30 – 27 .‬‬

‫ي العرب ي ف ي‬ ‫ط ت عل ى النه زاما العس كر ر‬ ‫‪ - ‬بدأ المواطن العربي يلحأظ بوضوح عدما ماصداقية الرس الة العلماي ة الرس مية‪ ،‬ال تي غأ ر‬
‫طت على كرم كبير ماللن النتهاكللات المن ر‬
‫ظمللة لحقللوقّ النسللان‬ ‫الصراع العربري السرائيلي‪ ،‬ومانعت كشف الكثير مان الحقائق السياسية وغأ ر‬
‫ولعبت دورا عضويا لصالح السلطة‪ ،‬فراج وسط الرأي العاما العربي تصريحات ساخرة تستصغر الللدور غأيللر الحللرر للصللحافة العربيللة‪،‬‬
‫صّ المسرحأري ماحمد الماغأوط"‪ ،‬حأين‬ ‫على غأرار سخرية الفنان السوري دريد لرحاما مان الرسالة الذاعية في ماسرحأية "ضيعة تشرين" –ن ر‬
‫قال‪" :‬افتحوا إذاعإة البي بأي س ي ‪ BBC‬حتى نعرف ماذا يحدث في بألدانا العربأية؟"‪.‬‬

‫‪ - ‬لم ينجح خطاب الحركات السلماية الداعي غألى تغيير جديد‪ ،‬بإتجاه‪" :‬نموذج الدولة الثيوقراطية"‪ ،‬ال تي ته ردد بممارس ة ش كل جدي د‬
‫صّ الكتاب المقردس القرآن الكريم "الدستور اللهللي"‪ ،‬باعتبللاره‬ ‫مان أشكال التسرلط والقمع ضرد الصحافة الحرة‪ ،‬بإسم الشريعة وأمار ا ون ر‬
‫بديل شرعيا للنظم الوضعية المستوردة مان الدول الغربيللة "الكللافرة"‪ ،‬فأ رسللس التيللار السلللماي لنفسلله رسللالة إعلمايللة ماؤدلجللة‪ ،‬بللدأت‬
‫بالصحف "إسلماوية الخطاب"‪ ،‬ثم الفضائيات "السلماية" التي تبالغ في الدعوة إلى التغيير ليس فقط إلى التيار السلماي‪ ،‬بل إلى تغيير‬
‫"ماتمذهب" تحت شعار "السلما هو الحرل"‪ ،‬لكرنه يدعو في تفاصيله‪ ،‬إلى اتباع "الفرقة الناجية"‪ ،‬ويكرفر أو يشيطن كافة النماذج المختلفللة‬
‫ماعه ماذهبيا وفكريا وحأتى فلسفيا وثقافيا‪ ،‬في قراءة وتطبيق "البديل السلماي"‪.‬‬

‫‪ 3‬لل رضوان بوجمعة‪" ،‬العلما في الجزائر‪ :‬التجاذب بين المهنة والتشريع‪ "،‬مجلة رأواق عإربأي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ماركز القاهرة لدراسات‬
‫حأقوقّ النسان‪ ،‬العدد‪ ،(2007) ،44 :‬ص‪.103 .‬‬

‫‪ - 4‬المسفر‪ ،‬مرجع سابأق‪ ،‬ص‪.45.‬‬

‫‪ -- 5‬خليل بن الدين‪ " ،‬أماا انتشار الفضائيات الخاصة والنترنيت‪ ...‬أ ر‬


‫ي ماستقبل للتلفزيون الحكوماي؟‪ "،‬مجلة إذاعإة وتلفزيون الخليج‪،‬‬
‫العدد‪) ،70 :‬يوليو ‪ ،(2007‬ص‪.73.‬‬

‫‪ 6‬لل جمال الجاسم المحمود‪" ،‬التقرير الخباري التلفزيوني‪ "،‬مجلة جامعة دامشق للعلوما القتصاداية والقانونية‪ ،‬المجلد‪ ،23 :‬العدد‪،02 :‬‬
‫)‪ ،(2007‬ص‪.539 .‬‬

‫‪ 7‬لل آس يا لومااش ي‪ ،‬وف اء ماحم دي‪" ،‬إعإ دادا الرس الة العإلمي ة‪ "،‬دراس ة ف ي ماقي اس تص ميم الحملت العلماي ة‪ ،‬قس م عل وما العلما‬
‫والتصال‪ ،‬كلية الداب والعلوما الجتماعية والنسانية‪ ،‬جاماعة ماحمد خيضر بسكرة الجزائر‪) ،‬السنة الجاماعية‪ ،(2009 – 2008 :‬ص‪.‬‬
‫‪.04‬‬

‫‪ - 8‬هاورد‪ ،‬مرجع سابأق‪ ،‬ص‪.05 .‬‬


‫‪ - 9‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ - ‬أ ركد الباحأث ماحمد السيد سعيد ظهور الرسالة العلماية العربية "التغييرية"‪ ،‬مانذ حأملة نابليون عللى ماصلر‪ ،‬لكنله وصلفها بالتعدديلة‬
‫المقيدة‪ ،‬لنها كانت تعددية إعلماية استهدفت بحمولتها التغييرية الر رد على التغيير القسري الللذي خلقتلله حأملللة نللابليون السللتعمارية الللتي‬
‫استفزت العقل المصر ري‪ ،‬وبدأت تطرح اشكالية "التغيير مان الداخل"‪) ،‬أنظر‪ :‬ماحمد السيد سعيد‪" ،‬التجاهات والقوى الجديدة فللي فضللاء‬
‫العلما العربي‪ "،‬مجلة رأواق عإربأي‪ ،‬العدد‪ ،44 :‬القاهرة‪ :‬ماركز القاهرة لدراسات حأقوقّ النسان‪ ،(2007) ،‬ص‪.(.37.‬‬

‫‪ - ‬كتب الدكتور مانص ف المرزوق ي‪ ،‬رئي س الدول ة التونس ية الح الي‪ ،‬ماق ال هاما ا س نة ‪ ،2004‬يعي د في ه تعري ف "العق د الجتم اعي"‬
‫المطلوب بين الحاكم والمحكوما‪ ،‬قبل اندلع ثورة الياسمين في تونس‪ ،‬وحأمل المقال عنوان‪" :‬تسقط الوطنية‪ ،‬عإاشــت المواطنيــة"‪ ،‬قللرأ‬
‫فيه المرزوقي ضرورة تحويل دولة الح رق والقانون‪ ،‬إلى دولة تحصل تمنح المواطن حأقوقّ المواطنة الحقرللة‪ ،‬وإلر فلتسللقط الوطنيللة‪ ،‬الللتي‬
‫تطلب النسان العربي بأن يحارب ويجوع ويصبر على الزماات‪ ،‬لكنها تتناساه وتتجاهله وتقصيه‪ ،‬في أوقات السلم والرخاء القتصللادي‬
‫والثراء المادي‪) :‬أنظر‪" :‬تطرور مافهوما المواطنة في الفكر السياسي الغربي‪ "،‬مجلة الدبألوماسي‪ ،‬الرياض‪ ،‬المعهد الدبلومااسي السعودي‪،‬‬
‫العدد‪) ،39 :‬ماارس ‪ ،(2008‬ص‪.(.42 .‬‬

‫‪ - 10‬صاماوئيل هنتغتون‪ ،‬النظاما السياسي لمجتمعاتا متغيرة‪) ،‬ترجمة‪ :‬سمية فرلو عربود(‪) ،‬بيروت‪ ،‬دار الساقي‪ ،‬ط‪ ،(1993 ،1.‬ص‪.15.‬‬

‫‪ - 11‬تحتكر السلطة في كل دول العالم "العنف الشرعي" المورجه في خدماة المان العاما والحفاظ على الممتلكات وخدمالة السلتقرار‪ ،‬غأيلر‬
‫ق في إبداء الرأي بكرل حأريللة‪ ،‬ل‬‫أرن استخداما العنف بهدف القمع وتوظيف القوة المفرطة ضرد المواطنين‪ ،‬وتحديدا لمنع حأصولهم على الح ر‬
‫يمكن أن ينفي عن تلك السلطة اختراقها للعهود الدولية لحقوقّ النسان‪ ،‬وانتهاك حأرية الفرد في التعبير وإبداء الللرأي )أنظللر‪ :‬هنتغتللون‪،‬‬
‫مرجع سابأق‪ ،‬ص‪.(.54.‬‬

‫‪ - ‬كان المجاهد الجزائري الراحأل‪ ،‬سي عبد الحميد ماهري أماي ن ع اما حأ زب جبه ة التحري ر ال وطني الس ابق‪ ،‬يق ول ف ي وص فه لحال ة‬
‫الصراع على السلطة في الجزائر "لقد جمع هدف الستقلل جميع الجزائريين مان حأوله‪ ،‬في حأين أرن بناء الدولة بعللد السللتقلل لللم يكللن‬
‫بحاجة إلى جميع الجزائريين‪ ،‬ومان هنا دخل القصاء بدل الجمع كأهرم أسس يناء الدولة"‪.‬‬

‫‪" - ‬كواقعة الجمل" في القاهرة‪ ،‬حأيث لم ينكر ماصري أ رن النظاما المص ري ق د ن زل إل ى أدوات العص ور الحجري ة لتفري ق ماتظ اهرين‬
‫يطلبون بحقهم في المساهمة في بناء الوطن وتسلطير المسللتقبل الدسللتوري للبلد‪ ،‬فعنللدماا وعللد الرئيللس المخلللوع ماحمللد حأسللني مابللارك‬
‫الرئيس الماريكي باراك أوباماا بأرنه سيفرغ مايدان التحرير في أقرل مان ‪ 48‬ساعة‪ ،‬لم يكن أحألد يتصلرور المشلهد المريللع اللذي انتهلى إليلله‬
‫احأتكار السلطة للعنف الشرعري‪ ،‬فترركز دور العلما العربي‪ ،‬على رصد ناتج هذا الصراع كما هو‪ ،‬مان دون تدرخل أو تحيرللز‪ ،‬لينجللح فللي‬
‫واحأدة مان هرم رهانات اختبار احأترافيته وماهنيته‪ ،‬خصوصا وأرنه قد قاما بتغطية ماظاهرة ماعادية للميللدان‪ ،‬ترفللع شللعارات داعمللة للرئيللس‬
‫مابارك‪.‬‬

‫‪ - 12‬السيد سعيد‪ ،‬مرجع سابأق‪ ،‬ص‪.41.‬‬

‫‪ 13‬لل ماحمد جواد الموسى‪ ،‬انتصار ابراهيم عبد الرزاقّ‪ ،‬صفد حأساما الس اماوك‪ " ،‬العإلما الجدي د‪ :‬تط ورأ الدااء والوس يلة والوظيف ة‪"،‬‬
‫جاماعة بغداد‪ ،‬المبادرة العلمية لتطوير أداء العلما الجاماعي‪ ،‬سلسلة ماكتبة العلما والمجتمع‪ ،‬الدار الجاماعية للطباعة والنشللر‪،(2011) ،‬‬
‫ص‪.538 .‬‬

‫‪ 14‬لل ماصطفى عاشور‪" ،‬الخطاب العلماي في ماواجهة التشدد الديني‪ "،‬مجلة رأواق عإربأي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ماركز القاهرة لدراسات حأقوقّ‬
‫النسان‪ ،‬العدد‪ ،(2007) ،44 :‬ص ‪ -‬ص‪.122 – 113 .‬‬

‫‪ - 15‬رحأيمة الطيب عيساني‪" ،‬الوافد الجنبي عبر الفضائيات العربية ودوره في نشر القيم المعولمة‪ "،‬مجلة إذاعإة وتلفزيون الخليج‪،‬‬
‫العدد‪) ،78 :‬يوليو ‪ ،(2009‬ص‪.77.‬‬

‫‪ - 16‬علي الجابري‪" ،‬إشكالية الموضوعية في تغطية القنوات الفضائية للحأداث السياسية في العالم العربي‪ "،‬مجلة إذاعإة وتلفزيون‬
‫الخليج‪ ،‬العدد‪) ،78 :‬يوليو ‪ ،(2009‬ص‪.72.‬‬
‫‪ 17‬لل فارس حأسن شكر المهداوي‪ ،‬صحافة النترنيت‪ :‬دارأاسة تحليلية للصحف اللكترونية المرتبطة بأالفضائياتا الخبارأية‪ :‬العربأية‪ .‬نت‬
‫نموذجا‪ ،‬رسالة مااجستير في علوما العلما والتصال‪ ،‬الكاديمية العربية المفتوحأة في الدانمارك‪) ،‬تاريخ المناقشة‪.(01/07/2007 :‬‬

‫‪ - 18‬ماحمد مارعي‪ " ،‬النقطة الولى حأين ولدت الذاعة‪ .....‬التلفزيون‪ :‬نقطة فاصلة ثانية في تاريخ التصال النساني‪ "، ...‬مجلة إذاعإة‬
‫وتلفزيون الخليج‪ ،‬العدد‪) ،75 :‬أفريل ‪ ،(2007‬ص‪.70.‬‬

‫‪ - 19‬هاورد‪ ،‬مرجع سابأق‪ ،‬ص ص‪.10 – 09 .‬‬

‫‪ - ‬كما حأصل عند وقوع طارئ صحري للرئيس المصري المخلوع ماحمد حأسني مابارك‪ ،‬حأيث تسابقت وسائل العلما في نق ل نب أ وف اته‬
‫وبداية تحضير جنازته دون التأ ركد مان صحة الخبر‪ ،‬وشهد الجمهور العربي تضاربا كبيرا في الرسائل العلماية غأير الكيدة‪ ،‬التي برينت‬
‫تس ررعا غأير ماسبوقّ في التعامال ماع الخبر‪ ،‬بسبب اشتداد تأزما الداخل المصري قبيل النتخابات الرئاسية في ماصر‬

‫‪ - 20‬هاورد‪ ،‬مرجع سابأق‪ ،‬ص‪.13.‬‬

‫‪ 21‬لل عبد الفتاح عبد الغني‪ ،‬فايز كمال شلدان‪" ،‬الأبعاد النفسية والجتماعية في ترويج الشاعات عبر وسائل العلما وسبل علجهللا ماللن‬
‫مانظر إسلماي‪ "،‬مجلة الجامعة السلمية‪ ،‬غأزة‪ :‬سلسة الدراسات النسانية‪ ،‬المجلد‪ ،18 :‬العدد‪) ،02 :‬يونيو ‪ ،(2010‬ص‪.146.‬‬

You might also like