You are on page 1of 3

‫الحســـــد‬

‫الحسد هو اعتراض على نعمة المنعم ‪ ،‬قال تعالى‪):‬أم يحسدون الناس على ما أتاهم من‬
‫فضله "؟ النساء ‪.54‬وهو من المراض النفسية والجاتماعية الخطيرة التي ينبغي على‬
‫المسلم أن يحتاط منها ويقي نفسه منها ‪،‬وخطورة الحسد أنه يصدر من العداء ومن القرباء‬
‫و الصدقاء‪.‬ففي حديث الرسول صلى ا عليه وسلم ‪ ":‬استعينوا على حوائجكم بالكتمان‬
‫‪،‬فإن كل ذي نعمة محسود "‪.‬فاليهود حسدوا سيدنا محمد صلى ا عليه وسلم على النبوة‬
‫‪،‬وحسد إخوة يوسف سيدنا يوسف عليه السلم ‪.‬قال تعالى على لسان يعقوب عليه السلم ‪:‬‬
‫)يا بني ل تقصص رءياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا ‪،‬إن الشيطان للنسان عدو‬
‫مبين(يوسف ‪ .5‬فالحسد من الشيطان ‪،‬والشيطان من نار ‪،‬والنار تحرق الذات وتأكل‬
‫الحسنات وتفكك العلقات‪ .‬ففي حديث الرسول صلى ا عليه وسلم ‪":‬إياكم والحسد فإن‬
‫‪.‬الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب"رواه أبواداود‬
‫والحسد هو أول ذنب عصي ا به في السماء وأول ذنب عصي ا به في الرض ‪،‬ففي‬
‫‪.‬السماء حسد إبليس آدم عليه السلم ‪،‬وأما في الرض فحسد قابيل لهابيل‬
‫والحسد محرم شرعا ‪.‬ففي حديث الرسول صلى ا عليه وسلم ‪":‬ل تباغضوا ول تحاسدوا‬
‫ول تدابروا ول تقاطعوا وكونوا عباد ا إخوانا ‪،‬فليحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق‬
‫ثلثا"متفق عليه‪.‬والحسد يصدر من الناس الغافلين و ضعاف اليمان وما أكثرهم ‪.‬فالحسد‬
‫يذهب الدين الذي هو أشرف شيئ في الوجاود ‪.‬قال رسول صلى ا عليه وسلم ‪":‬دب إليكم‬
‫داء المم قبلكم ‪:‬الحسد والبغضاء ‪،‬والبغضاء هي الحالقة ‪،‬حالقة الدين ل حالقة‬
‫‪.‬الشعر"رواه أحمد والترمذي‬
‫فالحسد يأكل الذات والحسنات ‪،‬فهو يجاعل صاحبه يعيش حياة الضنك والشقاء في الدنيا‬
‫ويجاعله من أهل النار يوم القيامة‪،‬وفي المقابل فإن سلمة الصدر تجاعل النسان يعيش حياة‬
‫سوية وطيبة في الدنيا والخرة‪.‬ولنستحضر قصة الرجال الذي بشره الرسول صلى ا عليه‬
‫وسلم بالجانة ‪.‬فلما أراد عبد ا ابن عمر معرفة سبب بشارته طلب منه الضيافة فوجاده‬
‫عادي في عبادته فأخبره بحقيقية المر ‪،‬فقال له الرجال "‪ :‬ما هو إل ما رأيت غير أني ل أجد‬
‫في نفسي لحد من المسلمين غشاا‪ ،‬ول أحسد أحداا على خير أعطاه ا إياه‪ ،‬فقال عبد ا‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫هذه التي بلغت بك وهي التي ل نطيق‪ .‬قال تعالى ‪) :‬يوم ل ينفع ما ول بنون* إل من أتى‬
‫‪.‬ا بقلب سليم( الشعراء ‪89-88‬‬
‫‪.‬مقترحات لعلجا الحسد‬
‫اعتبار الحسد من المحرمات الشرعية ‪،‬فهو يأكل الحسنات وأكل الذات أيضا ‪.‬قال تعالى‪1-:‬‬
‫)وذروا ظاهر الثم وباطنه(النعام ‪ .120‬فالحسد من الثام الباطنة ‪،‬وفي حديث الرسول‬
‫صلى ا عليه وسلم ‪":‬ل تباغضوا ول تحاسدوا ول تدابروا ول تقاطعوا وكونوا عباد ا‬
‫‪.‬إخوانا‪،‬فل يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلثا(متفق عليه‬
‫الرضا بما قسم ا ‪ :‬النسان حينما يقنع ويرضى بما قسمه ا له يكون غنيا في قلبه وفي ‪2-‬‬
‫نفسه ومن ثم فهو ل يحسد الناس ‪،‬فالقناعة كنز ل يفنى ‪.‬وفي حديث الرسول صلى ا عليه‬
‫‪ ".‬وسلم ‪":‬ارض بما قسمه ا لك تكن أغنى الناس‬
‫استشعار نعم ا عليك‪ :‬فال تعالى خلق الناس مختلفين وقسم بينهم الرزاق ‪ ،‬فكل إنسان ‪3-‬‬
‫ميزه عن غيره بالنعم ‪،‬فمن الناس من منحه نعمة المال والثروة ‪،‬وآخر منحه نعمة الصحة‬
‫‪،‬وآخر منحة نعمة العقل والذكاء‪،‬وآخر منحه نعمة الخلق ‪،‬وآخر منحه نعمة الهداية‬
‫والكرامة‪ .‬فكل إنسان أعطاه نعمة من النعم لذا ينبغي النسان أن يعتز بنفسه وفي نفس الوقت‬
‫يحترم غيره وبذلك ينعدم الحسد‪.‬يقول المفكر العالمي برتاندراسل ‪":‬فكل طاووس جميل‬
‫‪".‬يميل إلى العتقاد بأنه أوتي أجمل ذيل في العلم ‪،‬ومن ثم فهو ل يحسد أخاه‬
‫النظر فيما هم دوننا‪ :‬والنسان يطمئن ويرتاح حينما ينظر إلى الناس الذين من دونه في ‪4-‬‬
‫المور المادية ‪.‬ففي حديث الرسول صلى ا عليه وسلم‪":‬انظروا إلى من هو أسفل منكم ول‬
‫‪.‬تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر أن ل تزدروا نعمة ا عليكم"رواه مسلم‬
‫‪.‬تزدروا‪ :‬تحتقروا‬
‫وقال تعالى مخاطبا الرسول صلى ا عليه وسلم وهو خطاب لكل مسلم ‪):‬ول تمدن عينيك‬
‫إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ‪،‬ورزق ربك خير وأبقى(طه‬
‫‪ .131.‬لنفتنهم ‪ :‬لنختبرهم ونمتحنهم‬
‫كتمان النعم ‪،‬وحتى يقي النسان نفسه من حسد الحاسدين ‪ ،‬ينبغي أل يظهر نعمه لكل من ‪5-‬‬
‫هب ودب ‪،‬ففي حديث الرسول صلى ا عليه وسلم ‪":‬استعينوا على حوائجكم بالكتمان‪،‬فإن‬
‫كل ذي نعمة محسود"‪ .‬وقال سيدنا يعقوب عليه السلم لبنه يوسف عليه السلم‪):‬يا بني ل‬
‫‪.‬تقصص رءياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا‪،‬إن الشيطان للنسان عدو مبين(يوسف ‪5‬‬
‫‪2‬‬
‫اعتبار التفاضل الحقيقي هو التفاضل في الحياة الخرة‪:‬وهذا من أهم العوامل التي تطمئن ‪6-‬‬
‫القلب وتسعد النفس‪.‬قال تعالى مخاطبا الرسول صلى ا عليه وسلم ‪):‬انظر كيف فضلنا‬
‫بعضهم على بعض ‪،‬وللخرة أكبر درجات وأكبر تفضيل"السراء ‪.21‬أي انظر يا محمد‬
‫كيف فاوتنا بينهم في الرزاق في الحياة الدنيا ‪،‬لكن تفاوتهم في الدار الخرة هو أعظم وأكبر‬
‫درجاات من التفاوت في الحياة الدنيا‪.‬قال تعالى ‪):‬وإن الدار الخرة لهي الحيوان لو كانوا‬
‫‪.‬يعلمون(العنكبوت ‪64‬‬
‫اللهم إنا نسألك إيمانا ل يرتد ونعيما ل ينفد ومرافقة سيدنا محمد صلى ا عليه وسلم في‬
‫أعلى جانة الخلد‪.‬آمين يارب العالمين‬

‫‪3‬‬

You might also like