You are on page 1of 2

‫إحياء التكوين التربوي‬

‫تأليف ‪ :‬عمر الفقير‬

‫تفرض المنافسة االقتصادية والضغوطات االجتماعية مراكز التربية والتكوين على‬


‫االمتثال لمتطلبات سوق العمل وما يشمل ميدان التخصصات من منافسة شرسة‬
‫وتوفر المهارات العالية‪ .‬وبذلك تُطرح نظرية التكوين التربوي‪ ،‬ساعيا كل الجهد‬
‫إلى تقنيين وتمكين قالب تخصصي أولي‪ ،‬دون الحاجة إلى التخصص المتأخر في‬
‫حالة تعذر على الطفل بلوغ الجامعات المتخصصة‪ .‬لكن يظل السؤال مطروحا‪،‬‬
‫كيف لوزارة التربية والتكوين المهني أن تشتغل على فكرة إحياء التكوين التربوي‬
‫كيف نسعى لتوجيه مع ضرورة تجديد فعلي للتكوين المهني؟ وفي حالة تم التجديد‪،‬‬
‫الطفل نحو تخصصه؟ وكيف يتم الموازنة بين ساعات الدراسة وجلسات ورشة‬
‫التكوين؟‬
‫إسهاما في النقاش العمومي حول إشكالية التوجيه عموما والتوجيه للتكوين المهني‬
‫خصوصا‪ ،‬يجب طرح المقاربة التالية‪ ،‬تجديد برنامج التكوين المهني لمواكبة‬
‫متطلبات سوق العمل هو من أولى المخططات الواجب العمل بها وتحقيقها قبل‬
‫الشروع في تمكين الطفل على اقتناء تخصصه‪ .‬إذ البد للوزارة المكلفة أن تقوم‬
‫بطرح مخططات واستراتيجيات تنافس بدورها جامعات متخصصة أخرى‪،‬‬
‫والشروع في األمر يتطلب ميزانية مخصصة تسعى من خاللها الوزارة إلى تعميد‬
‫كال المطلبين‪ ،‬مطلب التجديد ومطلب التكوين التربوي‪ .‬أما ما يخص مقاربة الطفل‬
‫أو المتعلم بلغة التكوين‪ ،‬فالتخصص يظل لزيم منظور المد َمج‪ ،‬وال يمكن للصورة‬
‫أن تتضح معالمها‪ ،‬إذ يظل المتعلم في إدماجه المهني بين الورشات وأماكن‬
‫متخصصة لتجسير العالقة بينما يدرسه كتخصص وما يطلبه كحاجة من جهة وما‬
‫يعرضه سوق الشغل من جهة أخرى‪ .‬أما ما يخص أهم مقاربة لتحقيق ما سبق‬
‫ذكره هو التمكين من موازنة ساعات الدراسة والتكوين‪ .‬إذ هدفنا األول أن يكون‬
‫المتعلم قادرا على تتبع دراساته واستخدام قدراته التخصصية في الورشة المعمول‬
‫بها‪ ،‬لكن إن لم يكن بمقدورنا موازنة الحاجيات مع متطلبات الطفل‪ .‬فالتتبع والتنسيق‬
‫بين مستويات ثالث ‪ :‬التجديد‪ ،‬التوجيه ثم الموازنة‪ ،‬وإن تم تدبير هذا بشكل توافقي‪،‬‬
‫‪.‬ففرص الطفل في تخصص مستقبلي يكون خاليا من الشك والمقاربات الزائفة‬
‫إن التوجيه إلى التكوين التربوي‪ ،‬لمقاربة جديدة تجعل مسار التكوين في المغرب‬
‫ال إجباريا على المتعلم لكن اختيارا مؤسسا على سيرورة تربوية تتم خاللها مصاحبة‬
‫التلميذ في مشواره الدراسي من خالل أنشطة تساعده على بلورة وإنضاج اختياراته‬
‫التكوينية والمهنية‪ ،‬ليس مسار يرتمي فيه التلميذ بشكل عشوائي بعدما يستنفذ‬
‫الفرص المتاحة له في التعليم الدراسي‪ ،‬وال شك أن هذه المقاربة تتطلب رؤية‬
‫شمولية ومتكاملة للموضوع‪ ،‬وتنسيقا وتشاركا دائمين بين قطاعي التربية الوطنية‬
‫‪.‬والتكوين المهني ومختلف المتدخلين المعنيين في هذا المجال‬

You might also like