تفرض المنافسة االقتصادية والضغوطات االجتماعية مراكز التربية والتكوين على
االمتثال لمتطلبات سوق العمل وما يشمل ميدان التخصصات من منافسة شرسة وتوفر المهارات العالية .وبذلك تُطرح نظرية التكوين التربوي ،ساعيا كل الجهد إلى تقنيين وتمكين قالب تخصصي أولي ،دون الحاجة إلى التخصص المتأخر في حالة تعذر على الطفل بلوغ الجامعات المتخصصة .لكن يظل السؤال مطروحا، كيف لوزارة التربية والتكوين المهني أن تشتغل على فكرة إحياء التكوين التربوي كيف نسعى لتوجيه مع ضرورة تجديد فعلي للتكوين المهني؟ وفي حالة تم التجديد، الطفل نحو تخصصه؟ وكيف يتم الموازنة بين ساعات الدراسة وجلسات ورشة التكوين؟ إسهاما في النقاش العمومي حول إشكالية التوجيه عموما والتوجيه للتكوين المهني خصوصا ،يجب طرح المقاربة التالية ،تجديد برنامج التكوين المهني لمواكبة متطلبات سوق العمل هو من أولى المخططات الواجب العمل بها وتحقيقها قبل الشروع في تمكين الطفل على اقتناء تخصصه .إذ البد للوزارة المكلفة أن تقوم بطرح مخططات واستراتيجيات تنافس بدورها جامعات متخصصة أخرى، والشروع في األمر يتطلب ميزانية مخصصة تسعى من خاللها الوزارة إلى تعميد كال المطلبين ،مطلب التجديد ومطلب التكوين التربوي .أما ما يخص مقاربة الطفل أو المتعلم بلغة التكوين ،فالتخصص يظل لزيم منظور المد َمج ،وال يمكن للصورة أن تتضح معالمها ،إذ يظل المتعلم في إدماجه المهني بين الورشات وأماكن متخصصة لتجسير العالقة بينما يدرسه كتخصص وما يطلبه كحاجة من جهة وما يعرضه سوق الشغل من جهة أخرى .أما ما يخص أهم مقاربة لتحقيق ما سبق ذكره هو التمكين من موازنة ساعات الدراسة والتكوين .إذ هدفنا األول أن يكون المتعلم قادرا على تتبع دراساته واستخدام قدراته التخصصية في الورشة المعمول بها ،لكن إن لم يكن بمقدورنا موازنة الحاجيات مع متطلبات الطفل .فالتتبع والتنسيق بين مستويات ثالث :التجديد ،التوجيه ثم الموازنة ،وإن تم تدبير هذا بشكل توافقي، .ففرص الطفل في تخصص مستقبلي يكون خاليا من الشك والمقاربات الزائفة إن التوجيه إلى التكوين التربوي ،لمقاربة جديدة تجعل مسار التكوين في المغرب ال إجباريا على المتعلم لكن اختيارا مؤسسا على سيرورة تربوية تتم خاللها مصاحبة التلميذ في مشواره الدراسي من خالل أنشطة تساعده على بلورة وإنضاج اختياراته التكوينية والمهنية ،ليس مسار يرتمي فيه التلميذ بشكل عشوائي بعدما يستنفذ الفرص المتاحة له في التعليم الدراسي ،وال شك أن هذه المقاربة تتطلب رؤية شمولية ومتكاملة للموضوع ،وتنسيقا وتشاركا دائمين بين قطاعي التربية الوطنية .والتكوين المهني ومختلف المتدخلين المعنيين في هذا المجال