Professional Documents
Culture Documents
2
المحتويات
2
الحوكمة
GOVERNANCE
1
Alamgir, M. (2007). Corporate Governance: A Risk Perspective, paper presented to:
Coorporate Governance and Reform: Paving the Way to Financial Stability and
Development, a conference organized by the Egyptian Banking Institute, Cairo, May 7
– 8.
2
Freeland, C. (2007). Basel Committee Guidance on Corporate Governance for Banks, Banks,
paper presented to: Coorporate Governance and Reform: Paving the Way to Financial
Stability and Development, a conference organized by the Egyptian Banking Institute,
Cairo, May 7 – 8.
3البنك الهلي المصري ،أسألوب ممارسأة سألطات الدارة الرشيدة في الشركات :حوكمة الشركات .النشرة القتصادية،
العدد الثاني ،المجلد السادس والخمسون.2003 ،
2
اتساع حجم تلعك المشعروعات إلعى انفصعال الملكيعة ععن الدارة ،وشعرعت تلعك المشعروعات فعي البحعث
عن مصادر للتمويل أقل تكلفة من المصادر المصرفية ،فاتجهت إلى أسواق المال .وساعد على ذلعك
ما شهده العالم من تحرير للسواق المالية ،فتزايدت انتقالت رؤؤس المعوال عععبر الحعدود بشعكل غيعر
مسععبوق ،ودفععع اتسععاع حجععم الشععركات وانفصععال الملكيععة عععن الدارة إلععى ضعععف آليععات الرقابععة علععى
تصعرفات المععديرين ،إوالععى وقععوع كععثير مععن الشععركات فععي أزمععات ماليععة .ومععن أبرزهععا دول جنععوب شععرق
آسيا في أواخععر التسعععينات ،ثععم تعوالت بععد ذلعك الزمعات ،ولععل مععن أبرزهععا أزمععة شععركتي أنعرون وورلعد
4
كوم في الوليات المتحدة في عام .2001وقد دفع ذلك العالم للهتمام بالحوكمة.
وعلى ذلك ،تهدف قواعد وضوابط الحوكمة إلى تحقيعق الشعفافية والعدالعة ،ومنعح حعق مسعاءلة
إدارة الشععركة ،وبالتععالي تحقيععق الحمايععة للمسععاهمين وحملععة الوثععائق جميعععا ،مععع م ارعععاة مصععالح العمععل
والعمععال ،والحععد مععن اسععتغلل السععلطة فععي غيععر المصععلحة العامععة ،بمععا يععؤدى إلععى تنميععة السععتثمار
وتشعجيع تعدفقه ،وتنميعة المعدخرات ،وتعظيعم الربحيعة ،إواتاحعة فعرص عمل جديعدة .كمعا أن هعذه القواععد
تؤكععد علععى أهميععة اللععتزام بأحكععام القععانون ،والعمععل علععى ضععمان مراجعععة الداء المععالي ،ووجعود هياكععل
إدارية تمكعن مععن محاسعبة الدارة أمعام المسعاهمين ،معع تكععوين لجنععة مراجععة مععن غيعر أعضعاء مجلعس
الدارة التنفيذية تكون لها مهام واختصاصات وصلحيات عديدة لتحقيق رقابة مستقلة على التنفيذ.
محددات الحوكمة
هنععاك اتفععاق علععى أن التطععبيق الجيععد لحوكمععة الشععركات مععن عععدمه يتوقععف علععى مععدى ت عوافر
ومستوى جودة مجموعتين من المحددات :المحددات الخارجية وتلك الداخلية ) انظر شكل ١أدناه (.
ونعرض فيما يلي لهاتين المجموعتين من المحددات بشيء من التفصيل كما يلي:
2
وتشععير إلععى المنععاخ العععام للسععتثمار فععي الدولععة ،والععذي يشععمل علععى سععبيل المثععال :الق عوانين
المنظمعة للنشعاط القتصععادي ) مثعل قعوانين سعوق المعال والشعركات وتنظيعم المنافسععة ومنعع الممارسععات
الحتكاري ععة والفلس ( ،وكف ععاءة القط ععاع الم ععالي ) البن ععوك وس ععوق الم ععال ( ف ععي ت ععوفير التموي ععل اللزم
للمشروعات ،ودرجة تنافسية أسواق السلع وعناصر النتاج ،وكفاءة الجهعزة والهيئعات الرقابيععة ) هيئعة
سوق المال والبورصة ( في إحكام الرقابعة علعى الشعركات ،وذلعك فضعل عن بععض المؤسسعات ذاتيعة
التنظيعم العتي تضعمن عمعل السعواق بكفععاءة ) ومنهععا علعى سعبيل المثعال الجمعيعات المهنيعة الععتي تضععع
ميثاق شرف للعاملين في السوق ،مثل المراجعين والمحاسبين والمحععامين والشععركات العاملععة فععي سععوق
الوراق المالي ععة وغيره ععا ( ،بالض ععافة إل ععى المؤسس ععات الخاص ععة للمه ععن الحع عرة مث ععل مك ععاتب المحام ععاة
والمراجعة والتصنيف الئتماني والستشعارات الماليععة والسعتثمارية .وترجعع أهميععة المحعددات الخارجيعة
إل ععى أن وجوده ععا يض ععمن تنفي ععذ القع عوانين والقواع ععد ال ععتي تض ععمن حس ععن إدارة الش ععركة ،وال ععتي تقل ععل م ععن
5
التعارض بين العائد الجتماعي والعائد الخاص.
.Ibid. p: 4 6
2
* المؤسسات الخاصة تشير إلى عناصر القطاع الخاص ،وكيانات الدارة الذاتية ،ووسائل العلما ،والمجتمع المدني .وتلك
الجهات التي تقلل من عدما توافر المعلومات ،وترفع من درجة مراقبة الشركات ،وتلقي الضوء على السلوك النتهازي للدارة.
المصدرIskander, M. and N. Chamlou. (2002). Corporate Governance: A Framework for :
Implementation.
Implementation. P: 122, Fig. 6.1. Published in: Globalization and Firm Competitiveness in the
.Middle East and North Africa Region, edited by: S. Fawzy. Washington: World Bank
وتؤدى الحوكمة في النهاية إلى زيععادة الثقعة فععي القتصععاد القععومي ،وتعميععق دور سععوق المععال،
وزيعادة قعدرته علعى تعبئعة المعدخرات ورفعع مععدلت السعتثمار ،والحفعاظ علعى حقوق القليعة أو صعغار
المسععتثمرين .ومععن ناحيععة أخععرى ،تشععجع الحوكمععة علععى نمععو القطععاع الخععاص ودعععم قععدراته التنافسععية،
وتساعد المشروعات في الحصول على التمويل وتوليد الرباح ،وأخي ار خلق فرص عمل.
معايير الحوكمة
نظ ار للهتمعام المت ازيععد بمفهعوم الحوكمعة ،فقععد حرصععت عديععد مععن المؤسسعات علععى د ارسعة هععذا
المفهععوم وتحليلععه ووضععع معععايير محععددة لتطععبيقه .ومععن هععذه المؤسسععات :منظمععة التعععاون القتصععادي
والتنميعة ،وبنععك التسعويات الدوليعة BISممثل فعي لجنععة بعازل ،ومؤسسعة التمويععل الدوليعة التابععة للبنععك
الدولي.
وفععي الواقععع ،نجععد أنععه كمععا اختلفععت التعريفععات المعطععاة لمفهععوم الحوكمععة ،فقععد اختلفععت كععذلك
المعععايير الععتي تحكععم عمليععة الحوكمععة ،وذلععك مععن منظععور وجهععة النظععر الععتي حكمععت كععل جهععة تضععع
مفهوما لهذه المعايير ،وذلك على النحو التالي:
7
معايير منظمة التعاون القاتصادي والتنمية
يتععم تطععبيق الحوكمععة وفععق خمسععة معععايير توصععلت إليهععا منظمععة التعععاون القتصععادي والتنميععة
في عام ،1999علما بأنها قد أصدرت تعديل لها في عام 8.2004وتتمثل في:
2
-1ضععمان وجععود أسععاس لطععار فعععال لحوكمععة الشععركات :يجععب أن يتضععمن إطععار حوكمععة الشععركات
كل مععن تعزيععز شععفافية الس عواق وكفاءتهععا ،كمععا يجععب أن يكععون متناسععقا مععع أحكععام القععانون ،وأن
يصيغ بوضوح تقسيم المسئوليات فيما بين السلطات الشرافية والتنظيمية والتنفيذية المختلفة.
-2حفععظ حقععوق جميععع المسععاهمين :وتشععمل نقععل ملكيععة السععهم ،واختيععار مجلععس الدارة ،والحصععول
عل ععى عائ ععد فععي الرب ععاح ،ومراجعععة القع عوائم الماليععة ،وحععق المس ععاهمين ف ععي المشععاركة الفعالععة ف ععي
اجتماعات الجمعية العامة.
-3المعاملععة المتسععاوية بيععن جميععع المسععاهمين :وتعنععى المسععاواة بيععن حملععة السععهم داخععل كععل فئععة،
وحقهم في الدفاع عن حقوقهم القانونية ،والتصويت في الجمعيععة العامععة علععى القع اررات الساسععية،
وكعذلك حمعايتهم معن أي عمليعات اسعتحواذ أو دمعج مشعكوك فيهعا ،أو معن التجعار فعي المعلومعات
الداخلية ،وكذلك حقهم في الطلع على كافة المعاملت مع أعضاء مجلععس الدارة أو المععديرين
التنفيذيين.
-4دور أصععحاب المصععالح فععي أسععاليب ممارسععة سععلطات الدارة بالشععركة :وتشععمل احععترام حقععوقهم
القانونيععة ،والتعععويض عععن أي انتهععاك لتلععك الحقععوق ،وكععذلك آليععات مشععاركتهم الفعالععة فععي الرقابععة
على الشركة ،وحصولهم على المعلومات المطلوبة .ويقصد بأصحاب المصالح البنوك والعاملين
وحملة السندات والموردين والعملء.
-5الفصاح والشفافية :وتتناول الفصاح عن المعلومات الهامة ودور مراقب الحسابات ،والفصععاح
عععن ملكيععة النسععبة العظمععى مععن السععهم ،والفصععاح المتعلععق بأعضععاء مجلععس الدارة والمععديرين
التنفيذيين .ويتم الفصاح عن كل تلك المعلومات بطريقة عادلة بين جميع المساهمين وأصععحاب
المصالح في الوقت المناسب ودون تأخير.
-6مسع ععئوليات مجلع ععس الدارة :وتشع ععمل هيكع ععل مجلع ععس الدارة وواجبع ععاته القانونيع ععة ،وكيفيع ععة اختيع ععار
أعضائه ومهامه الساسية ،ودوره في الشراف على الدارة التنفيذية.
9
معايير لجنة بازل للرقاابة المصرفية العالمية ) ( Basel Committee
وضعععت لجنععة بععازل فععي العععام 1999إرشععادات خاصععة بالحوكمععة فععي المؤسسععات المصععرفية
والمالية ،وهي تركز على النقاط التالية:
-1قيععم الشععركة ومواثيععق الشععرف للتصعرفات السععليمة وغيرهععا مععن المعععايير للتصععرفات الجيععدة والنظععم
التي يتحقق باستخدامها تطبيق هذه المعايير.
-2إسععتراتيجية للشععركة معععدة جيععدا ،والععتي بموجبهععا يمكععن قيععاس نجاحهععا الكلععي ومسععاهمة الفعراد فععي
ذلك.
9فؤاد شاكر ،الحكم الجيد في المصارف والمؤسأسأات المالية العربية حسأب المعايير العالمية ،مرجع سبق ذكره.
2
-3التوزيع السعليم للمسعئوليات وم اركعز اتخعاذ القعرار متضعمنا تسلسعل وظيفيعا للموافقعات المطلوبعة معن
الفراد للمجلس.
-4وضع آلية للتعاون الفعال بين مجلس الدارة ومدققي الحسابات والدارة العليا.
-5توافر نظعام ضععبط داخلعي قععوي يتضععمن مهععام التعدقيق العداخلي والخععارجي إوادارة مسعتقلة للمخععاطر
ع ع ع ععن خط ع ع ععوط العم ع ع ععل م ع ع ععع م ارع ع ع ععاة تناس ع ع ععب الس ع ع ععلطات م ع ع ععع المس ع ع ععئوليات ) & Checks
.( Balances
-6مراقبععة خاصععة لم اركععز المخععاطر فععي المواقععع الععتي يتصععاعد فيهععا تضععارب المصععالح ،بمععا فععي ذلععك
علقات العمل مع المقترضين المرتبطين بالمصرف وكبار المساهمين والدارة العليا ،أو متخذي
الق اررات الرئيسية في المؤسسة.
-7الحوافز المالية والدارية للدارة العليا التي تحقعق العمعل بطريقعة سععليمة ،وأيضعا بالنسععبة للمععديرين
أو الموظفين سواء كانت في شكل تعويضات أو ترقيات أو عناصر أخرى.
-8تدفق المعلومات بشكل مناسب داخليا أو إلى الخارج.
10
معايير مؤسأسأة التمويل الدولية
وض عععت مؤسس ععة التموي ععل الدولي ععة التابع ععة للبن ععك ال ععدولي ف ععي ع ععام 2003موجه ععات وقواع ععد
ومعععايير عامععة ت ارهععا أساسععية لععدعم الحوكمععة فععي المؤسسععات علععى تنوعهععا ،سعواء كععانت ماليععة أو غيععر
مالية ،وذلك على مستويات أربعة كالتالي:
-1الممارسات المقبولة للحكم الجيد
-2خطوات إضافية لضمان الحكم الجيد الجديد
-3إسهامات أساسية لتحسين الحكم الجيد محليا
-4القيادة
2
الحوكمة في مصر
بععدأ الهتمععام بالحوكمععة فععي مصععر عععام 2001بمبععادرة مععن و ازرة القتصععاد والتجععارة الخارجيععة
آنذاك ) و ازرة التجارة حاليا ( ،حيث وجدت الو ازرة أن برنامج الصععلح القتصععادي الععذي بععدأته مصععر
منذ أوائل التسعينات ل يكتمل إل بوضعع إطعار تنظيمعي ورقعابي يحكعم عمعل القطعاع الخعاص فعي ظعل
السع ععوق الحع ععر .وبالفعع ععل تع ععم د ارسع ععة وتقييع ععم مع ععدى الع ععتزام مصع ععر بالقواعع ععد والمعع ععايير الدوليع ععة لحوكمع ععة
11
الشركات.
وأعععد البنععك الععدولي ،بالتعععاون مععع و ازرة التجععارة الخارجيععة وهيئععة سععوق المععال وبورصععة الوراق
الماليع ععة ،بالضع ععافة إلع ععى عع ععدد مع ععن الم اركع ععز البحثيع ععة وشع ععركات المحاسع ععبة والمراجعع ععة والمهتميع ععن مع ععن
القتصاديين والقانونيين ،أول تقرير لتقييم حوكمة الشركات في مصر .وكان من أهم نتائج التقييم:
-1أن القواعد المنظمة لدارة الشركات ،والمطبقة فعي مصعر ،تتمشعى معع المبعادئ الدوليعة فعي سعياق
39مبدأ من إجمالي 48مبدأ .حيث تنص القوانين الحاكمعة للشعركات ولصعناعة الوراق الماليعة
علععى ذات المبععادئ ،كمععا أن تطبيقاتهععا تتععم بصععورة كاملععة مععع المعععايير الدالععة علععى حسععن الداء.
ومعن أهعم القعوانين فعي هععذا الصععدد :قعانون الشععركات 159لسعنة ،1981وقعانون قطعاع العمعال
العام 2.3لسنة ،1991وقانون سوق رأس المال 95لسععنة ،1992وقععانون السععتثمار 8لسععنة
،1997وقانون التسوية واليداع والحفظ المركزي 93لسنة .2000
-2ل يتععم تطععبيق بعععض المبععادئ ال عواردة فععي الق عوانين الحاكمععة الحاليععة فععي السععوق المص عرية بشععكل
عملي ،وقد يرجع هعذا إلعى ضععف وععى المسعاهمين أو إدارات الشعركات بتلعك المععايير ،ومعن ثععم
ل تتماشى هذه القواععد عمليعا معع المبعادئ الدولية فعي سعياق 7مبعادئ معن إجمعالي ال ع 48مبعدأ،
وهناك اثنان من المبادئ ل تطبق نهائيا في السوق المصرية.
وتش ععير المع ععايير ال ععتي منحه ععا التقري ععر لحوكم ععة الش ععركات ف ععي مص ععر إل ععى وج ععود العدي ععد م ععن
الممارسععات اليجابيععة ،ولكععن مععن ناحيععة أخععرى فهنععاك عععدد مععن البنععود الععتي تحتععاج إلععى تطععوير لععدرء
بعععض الممارسععات السععلبية .بالنسععبة للممارسععات اليجابيععة فععي مصععر ،نجععد أن القععانون يكفععل الحقععوق
الساسية لحملة السهم ،كالمشاركة في توزيع الرباح ،والتصويت في الجمعيات العمومية ،والطلع
علععى المعلومععات الخاصععة بالشععركة .ويحمععى القععانون المصععري حقععوق أصععحاب المصععالح مععن حملععة
الس ععندات والمقرض ععين والعم ععال ،كم ععا أن مع ععايير المحاس ععبة والمراجع ععة المصع عرية تتس ععق م ععع المع ععايير
الدوليعة .أمععا الممارسععات السععلبية فهععي ترتبععط بالفصععاح عمععا يتعلععق بالملكيععة والدارة ،ومنهععا الفصععاح
عع ععن هياكع ععل الملكيع ععة الص ع عريحة والمسع ععتترة أو المتداخلع ععة ،ومكافع ععآت مجلع ععس الدارة ،والفصع ععاح عع ععن
.Fawzy, S. Ibid.
Ibid. p: 7 11
2
المعلومععات الماليععة وغيععر الماليععة ) مثععل عوامععل المخععاطر المحتملععة ( .كععذلك يجععب تععدعيم ممارسععات
المحاسبة والمراجعة السليمة .ومن المور الهامة تطوير ممارسات مجالس الدارة بالشركات ،وتععدعيم
وتشععجيع ممارسععة حملععة السععهم لحقععوقهم المكفولععة .وتعععد مصععر أول دولععة فععي منطقععة الشععرق الوسععط
الععتي تهتععم بتطععبيق مبععادئ الحوكمععة ،ويععؤدى تطععبيق الحوكمععة إلععى تحقيععق الشععفافية ،ممععا يسععاعد علععى
جذب استثمارات جديدة سواء كانت محلية أو أجنبية ،كما يؤدى إلى تراجع الفساد.
ونشير إلى أنه عنعدما بعدأ الحعديث عن الحوكمة فعي مصعر ،لعم يكعن علعى مسعتوى الشعركات،
إوانما بدأ في المجتمع المدني .وكان الحديث عن كيف يمكن للدولة أن تععدير النشععاط القتصععادي إدارة
رشععيدة فععي ضععوء المتغي عرات والحععداث ،إضععافة إلععى ضععرورة اسععتكمال الطععار القععانوني الععذي يضععمن
التطبيق السليم للحوكمة ،ومنها إصدار قانون سعوق المعال المععدل ،وقعانون الشعركات الموحعد ،وقعانون
مزاولة مهنة المحاسبة والمراجعة ،وقانون الفلس.
وفععى النهايععة نشععير إلععى أن دور الحوكمععة ل يقتصععر علععى وضععع القواعععد ومراقبععة تنفيععذها أو
تطبيقها ،ولكن يمتد ليشعمل أيضعا تععوفير البيئعة اللزمععة لععدعم مصعداقيتها ،وهععذا ل يتحقعق إل بالتععاون
بين كل من الحكومة والسلطة الرقابية والقطاع الخاص والفاعلين الخرين بما فيهم الجمهور.
تعنععى الحوكمععة فععي الجهععاز المصع عرفي :مراقبععة الداء مععن قبععل مجلععس الدارة والدارة العليععا
للبن ععك ،وحماي ععة حق ععوق حمل ععة الس ععهم والم ععودعين ،بالض ععافة إل ععى الهتم ععام بعلق ععة ه ععؤلء بالف ععاعلين
الخارجيين ،والتي تتحععدد معن خلل الطععار التنظيمعي وسعلطات الهيئعة الرقابيعة .وتنطبعق الحوكمعة فعي
الجهاز المصرفي على البنوك العامة والبنوك الخاصة والمشتركة.
وتتمثل أهم العناصر الساسية في عملية الحوكمة في مجموعتين:
oتمثععل المجموعععة الولععى الفععاعلين الععداخليين ،وهععم حملععة السععهم ومجلععس الدارة والدارة التنفيذيععة
والمراقبون والمراجعون الداخليون.
oأما المجموعة الثانيعة فتتمثععل فعي الفععاعلين الخععارجيين ،المتمثليعن فعي المععودعين ،وصعندوق تعأمين
الودائع ،ووسائل العلم ،وشركات التصنيف والتقييععم الئتمععاني ،بالضععافة إلععى الطععار القععانوني
التنظيمي والرقابي.
وترتكععز الحوكمععة – كمععا سععبق القععول -علععى عناصععر أساسععية لبععد مععن توافرهععا حععتى يكتمععل
إحكععام الرقابععة الفعالععة علععى أداء البنععوك ،تتلخععص فععي الشععفافية ،وتعوافر المعلومععات ،وتطععبيق المعععايير
المحاسبية الدولية ،والنهوض بمستوى الكفاءات البشرية من خلل التدريب.
2
ول يرتبععط نجععاح الحوكمععة فععي الجهععاز المص عرفي فقععط بوضععع القواعععد الرقابيععة ،ولكععن أيضععا
بأهميعة تطبيقهعا بشعكل سعليم ،وهعذا يعتمعد علعى البنعك المركععزي ورقعابته معن جهعة ،وعلعى البنعك المعنعي
إوادارته من الجهة الخرى.
ويجععب أن تكععون إدارة البنععك مقتنعععة بأهميععة مثععل هععذه القواعععد والض عوابط ،ممععا يسععاعد علععى
تنفيععذها .وهععذا مععا يكشععف عععن دور كععل مععن مجلععس الدارة بقسععميه التنفيععذي وغيععر التنفيععذي ،ولجععان
المتابعة التي توفر له البيانات اللزمة عن أداء البنك ،إوادارات التفتيش داخععل الجهععاز المصعرفي الععتي
تعرض تقاريرها على مجلس الدارة والمسعاهمين ،الععذين يجعب أن يقومعوا بعدورهم فعي الرقابععة علععى أداء
البنك ،إلى جانب المساهمة في توفير رؤوس الموال في حالة حاجة البنك إليها.
والممارسععة السععليمة للحوكمععة تععؤدى عامععة إلععى دعععم وسععلمة الجهععاز المصععرفي ،وذلععك مععن
خلل المعايير التي وضعتها " لجنة بازل " للرقابعة علعى البنعوك وتنظيعم ومراقبعة الصعناعة المصعرفية،
والتي من أهمها:
العلن عن الهداف الستراتيجية للجهاز المصرفي وللبنك وتحديد مسئوليات الدارة.
التأكععد مععن كفععاءة أعضععاء مجلععس الدارة إوادراكهععم الكامععل لمفهععوم الحوكمععة ،وعععدم وجععود أخطععاء
مقصودة من قبل الدارة العليا.
ضمان فاعلية دور المراقبين إوادراكهم لهمية دورهم الرقابي.
ضرورة توفر الشفافية والفصاح في كافة أعمال وأنشطة البنك والدارة.
ونشير إلى أن البنعك المركعزي المصعري قعد قعام باتخعاذ ععدد معن الجعراءات فعي ضعوء القواععد
الساسية التي أقرتها لجنة بازل .ويتضعمن الطعار القعانوني والتنظيمعي والرقعابي لعمعل البنعك المركعزي
المصععري وضععع قواعععد للرقابععة الحععذرة علععى عمععل البنععوك ،تشععمل :تحديععد حجععم ومجععال نشععاط كععل بنععك
ونس ععبتي الس ععيولة والحتي ععاطي ،ومراقب ععة تط ععبيق معي ععار كفاي ععة رأس الم ععال ،وق ععد ق ععرر البن ععك المرك ععزي
المصري زيادة هذه النسبة من %8إلى ،%10وطالب البنوك باللتزام بها.
وفع ععى هع ععذا السع ععياق اهت ع ععم البن ع ععك المرك ع ععزي المص ع ععري بأسع ععلوب تص ع ععنيف الص ع ععول ،وتحديع ععد
المخصصات المناسبة لكل فئة منها ،حيث إن السلمة المصعرفية تتحقعق عنعدما يتعم التصعنيف بشعكل
سليم .كما اهتم بمعيعار تركعز القعروض لعميعل واحعد أو بعملعة واحعدة ،وذلعك حمايعة للبنعك معن التقلبعات
الععتي يمكععن أن تحععدث فععي أي مععن هععذه الفئععات .كععذلك اهتععم بععالقراض للط عراف المرتبطععة والط عراف
ذات الصلة ،والتي يمكن أن تسبب أزمات للجهاز المصرفي .وفى هذا المجال أصعدر البنععك المركععزي
المصععري فععي نوفمععبر 2..2ق ع ار ار يقضععى بضععرورة التعامععل مععع هععذا النععوع مععن الق عراض بحععذر شععديد.
ويتطلععب نجععاح الحوكمععة فععي الجهععاز المص عرفي وجععود نععوع مععن العقععاب فععي حالععة الخطععأ ووجععود آليععة
لتصحيح الخطاء.
2
12
ثانياا:ا حوكمة الشركات
يشير مفهوم حوكمة الشركات ،بشكل عام ،إلى القواعد والمعايير التي تحدد العلقة بين إدارة
الشركة من ناحية ،وحملة السهم وأصحاب المصالح أو الطراف المرتبطة بالشركة ) حملة السععندات
والعمع ععال والمع ععوردين والع ععدائنين والمسع ععتهلكين مع ععن ناحيع ععة أخع ععرى ( .وبشع ععكل أكع ععثر تحديع ععدا ،يقع ععدم هع ععذا
الص ععطلح إجاب ععات لع ععدة تس ععاؤلت م ععن أهمه ععا :كي ععف يض ععمن الم ععالكون أل تس ععيء الدارة اس ععتغلل
أموالهم؟ كيف يتأكد هؤلء أن الدارة تسعى إلى تعظيم ربحية وقيمة أسهم الشركة في الجععل الطويععل؟
ما مدى اهتمام الدارة بالمصالح الساسية للمجتمع في مجالت الصحة والبيئة؟ وأخيرا ،كيععف يتمكععن
حملة السهم وأصحاب المصالح من رقابة الدارة بشكل فعال؟
ويثير مصععطلح حوكمعة الشععركات بعععض الغمعوض لثلثعة أسععباب رئيسععية مرتبطععة بحداثعة هعذا
الصععطلح :السععبب الول هععو أنععه علععى الرغععم مععن أن مضععمون حوكمععة الشععركات وكععثير مععن المععور
المرتبطععة بععه ترجععع جععذورها إلععى أوائععل القععرن التاسععع عشععر ،حيععث تناولتهععا نظريععة المشععروع وبعععض
نظريععات التنظيععم والدارة ،إل أن هععذا الصععطلح لععم يعععرف فععي اللغععة النجليزيععة ،كمععا أن مفهععومه لععم
يبدأ في التبلور إل منذ قرابة عقدين أو ثلثة عقود.
بينما يتمثل السبب الثاني في عدم وجود تعريف قععاطع وواحععد لهععذا المفهعوم .فبينمعا ينظعر إليعه
البعععض مععن الناحيععة القتصععادية علععى أنععه الليععة الععتي تسععاعد الشععركة فععي الحصععول علععى التمويععل،
وتضععمن تعظيععم قيمععة أسععهم الشععركة واسععتمرارها فععي الجععل الطويععل ،فععإن هنععاك آخععرون يعرفععونه مععن
الناحيععة القانونيععة علععى أنععه يشععير إلععى طبيعععة العلقععة التعاقديععة مععن حيععث كونهععا كاملععة أم غيععر كاملععة،
والتي تحدد حقوق وواجبات حملة السهم وأصحاب المصالح من ناحية ،والمععديرين مععن ناحيععة أخععرى،
كما أن هناك فريق ثالث ينظر إليه من الناحية الجتماعية والخلقية ،مركزيععن بععذلك علععى المسععؤولية
الجتماعي ععة للش ععركة ف ععي حماي ععة حق ععوق القلي ععة أو ص ععغار المس ععتثمرين ،وتحقي ععق التنمي ععة القتص ععادية
العادلة ،وحماية البيئة.
ويرجع السعبب الثعالث لغمعوض هعذا المصعطلح إلعى أن هعذا المفهعوم معازال فعي طعور التكعوين،
ومععازالت كععثير مععن قواعععده ومعععاييره فععي مرحلععة المراجعععة والتطععوير .ومععع ذلععك هنععاك شععبه اتفععاق بيععن
13
الباحثين والممارسين حول أهم محدداته وكذلك معايير تقييمه.
.Fawzy, S. Ibid.
Ibid. p: 6 12
13راجع الشكل رقم ) ،(1ص.7 :
2
منععذ عععام ،1997ومععع انفجععار الزمععة الماليععة السععيوية ،أخععذ العععالم ينظععر نظ عرة جديععدة إلععى
حوكمة الشركات .والزمة المالية المشار إليها ،قد يمكن وصفها بأنها كعانت أزمعة ثقعة فعي المؤسسعات
والتش عريعات الععتي تنظععم نشععاط العمععال والعلقععات فيمععا بيععن منشععآت العمععال والحكومععة .وقععد كععانت
المشاكل العديدة التي برزت إلى المقدمة أثناء الزمة تتضمن عمليات ومعاملت الموظفين الداخليين
والقععارب والصععدقاء بيععن منشععآت العمععال وبيععن الحكومععة ،وحصععول الشععركات علععى مبععالغ هائلععة مععن
الديون قصيرة الجل ،فععي نفعس العوقت العذي حرصعت فيعه علعى ععدم معرفععة المسعاهمين بهعذه المععور،
إواخفاء هذه الديون من خلل طعرق ونظعم محاسعبية "مبتكعرة" ،ومعا إلعى ذلعك .كمعا أن الحعداث الخيعرة
ابتداء بفضيحة شركة إنرون Enronوما تل ذلك من سلسلة اكتشافات تلعب الشركات في قوائمها
المالية ،أظهر بوضوح أهمية حوكمة الشعركات حعتى فعي العدول العتي كعان معن المعتعاد اعتبارهعا أسعواقا
مالية "قريبة من الكمال".
وقد اكتسبت حوكمة الشركات أهمية أكبر بالنسبة للعديمقراطيات الناشعئة نظع ار لضععف النظعام
القانوني الذي ل يمكن معه إجعراء تنفيعذ العقعود وحععل المنازعععات بطريقععة فعالعة .كمعا أن ضععف نوعيعة
المعلومات تؤدى إلععى منععع الشعراف والرقابعة ،وتعمععل علععى انتشععار الفسععاد وانعععدام الثقعة .ويعؤدى إتبععاع
المب ععادئ الس ععليمة لحوكم ععة الش ععركات إل ععى خل ععق الحتياط ععات اللزم ععة ض ععد الفس ععاد وس ععوء الدارة ،م ععع
تشجيع الشفافية في الحياة القتصادية ،ومكافحة مقاومة المؤسسات للصلح.
وقععد أدت الزمععة الماليععة بكععثير منععا إلععى اتخععاذ نظعرة عمليععة جيععدة عععن كيفيععة اسععتخدام حوكمععة
الشععركات الجيععدة لمنععع الزمععات الماليععة القادمععة .ويرجععع هععذا إلععى أن حوكمععة الشععركات ليسععت مجععرد
شععيء أخلقععي جيععد نقععوم بعملععة فقععط ،بععل إن حوكمععة الشععركات مفيععدة لمنشععآت العمععال ،ومععن ثععم فععإن
الشركات ل ينبغي أن تنتظر حتى تفرض عليها الحكومات معايير معينة لحوكمة الشععركات ،إل بقععدر
مععا يمكععن لهععذه الشععركات أن تنتظععر حععتى تفععرض عليهععا الحكومععات أسععاليب الدارة الجيععدة الععتي ينبغععي
عليها إتباعها في عملها.
وعلى سبيل المثال ،فإن حوكمة الشركات الجيدة ،في شكل الفصاح عن المعلومات المالية،
يمكن أن يعمعل علعى تخفيعض تكلفة رأس معال المنشعأة .كمعا أن حوكمعة الشعركات الجيعدة تسعاعد علعى
جذب الستثمارات سواء الجنبية أم المحلية ،وتسععاعد فععي الحععد مععن هععروب رؤوس المعوال ،ومكافحععة
الفسععاد الععذي يععدرك كععل فععرد الن مععدى مععا يمثلععه مععن إعاقععة للنمععو .ومععا لععم يتمكععن المسععتثمرون مععن
الحصعول علعى معا يضعمن لهعم عائعدا علعى اسعتثماراتهم ،فعإن التمويعل لعن يتعدفق إلعى المنشعآت .وبعدون
التدفقات المالية لن يمكن تحقيق المكانات الكاملة لنمو المنشأة .إواحدى الفوائد الكبرى التي تنشأ مععن
تحسين حوكمة الشعركات هعي ازديعاد إتاحعة التمويععل إوامكانيعة الحصعول علعى مصعادر أرخعص للتمويععل
وهو ما يزيد من أهمية الحوكمة بشكل خاص بالنسبة للدول النامية.
2
إن حوكمععة الشععركات تعتمععد فععي نهايععة المطععاف علععى التعععاون بيععن القطععاعين العععام والخععاص
لخلق نظام لسوق تنافسية في مجتمعع ديمق ارطعي يقوم علعى أسعاس القعانون .وتتنعاول حوكمة الشعركات
موضوع تحديث العالم العربي عن طريق النظععر فعي الهياكععل القتصععادية وهياكععل العمععال العتي تععزز
القدرة التنافسية للقطاع الخعاص ،وتجععل المنطقعة أكعثر جعذبا للسعتثمار الجنعبي المباشعر ،كمعا تحقعق
تكامل للمنطقة في السواق العالمية.
2
قائمة المراجع
2
7- Fawzy, S. (April 2003). Assessment of Corporate Governance in
Egypt. Working Paper No. 82. Egypt, The Egyptian Center for
Economic Studies.
8- UNDP, Governance for Sustainable Human Development, UNDP
Governance Policy Paper, extracted from UNDP web site, Jan. 1997.
:مواقع الكترونية
1- www.cipe.org
2- www.nacdoline.org
3- www.encycogov.com