Professional Documents
Culture Documents
الخيميائي
ترجمة تأليف
أحمد صالح المهدي هوارد فيليبس الفكرافت
2
Escatopia Publishing
3
مقدمة المترجم:
ولكن أوىل حكايات كثولو والتي حتمل عنوان "نداء كثولو" كتبها
الفكرافت سنة 1926بعدما متكن من قلمه ،ونضج أسلوبه األديب،
وتأثر بالعديد من األدباء مثل لورد دونساين وآرثر ماكني وأجلرنون
بالكوود ،أما يف بدايته فقد تأثر الفكرافت أكثر بإدجار آالن بو
ونوع الرعب الذي يطلق عليه اسم Macabreاملتعلق أكثر باألماكن
املهجورة واألشباح واملوت ،وتعد قصة "اخليميائي" هي أول قصة
4
نرشها الفكرافت ،عام 1916ولكنه كتبها قبل ذلك بعدة سنوات
عام 1908وهو ما بني السابعة عرش والثامنة عرش من عمره ،ورغم
أهنا أوىل أعامله إال أهنا حتمل الكثري من مالمح قصص الفكرافت
املميزة ،مثل العلم املحرم كاخليمياء والسحر األسود ،واملصري
املحتوم ،وكون اإلنسان قد يرث لعنة نسله ،والرصاعات العرقية
والطبقية ،واألمور اخلارقة للطبيعة ،وهي العنارص التي تكررت يف
كثري من قصصه بعد ذلك ،حتى بعدما بدأ يف كتابة ميثولوجيا كثولو
بعد ذلك.
ورغم كون اخليميائي أوىل أعامل الفكرافت إال أهنا مل حتظى باالهتامم
الكايف ،حتى يف أوساط املهتمني بأدب الرعب الكالسيكي ،ومل
ترتجم إىل العربية حتى اليوم ،لذا قررت ترمجتها لكي يستطيع
القارئ العريب االستمتاع هبا ،وأن خيوض رحلة يف عقل الفكرافت
الشاب املراهق ،ويعرف كيف بدأ هذا الكاتب العبقري مسريته يف
كتابة أدب الرعب.
5
الخيميائي
6
ٍ
بدائية من شبية للت َِّّل ا ُملرتفع ،ا ُمل َطو ِق س ْفحه بِ ٍ
غابة عىل القم ِة الع ِ
َّ َ ُ ُ ُ َّ
َت وال ُق ٍ
رون كان ْ ف القلع ُة القديم ُة ألساليفَ .ط َ األشجار ا ُملتشابكة ،ت َِق ُ
ِ
7
وكذلك ال َطوابِ ُق اآليل ُة للس ِ
قوط، َ واألبراج التي تَسا َق َط ْت، َسيئ،
ُّ ُ
طرزات التي َبدَ َأ ْت يف
ُ وات اخلشبي ُة ا ُملتآكل ُة بِ ِف ْع ِل الدُّ ود ،وا ُمل
والك ُْس ُ
الزمانَ ،س َق َط واحدٌ رور َّالتَّاليش ،حكاي ًة كئيب ًة َع ِن ا َمل ْج ِد الضائع .بِ ُم ِ
ِ
العظيمة التي ت ُِرك ْ ِ ِم َن
آخرَ ،حتَّى للخرابُ ،ث َّم تَال ُه ُ َت َ األربعة ِ
األبراج
فلسني َلمِ ْن كانوا
َ واحدٌ احتض َن األحفا َد ا ُمل النهاية إال برج ِ
ُْ ٌ
ِ لمَ ْ َي َت َب َّق يف
َيو ًما لوردات ا ُملقاطعة.
8
أطفال ِ ريبة يف ِرعايتيَ ،ح ْي ُث َأ ْب َعدَ ين َع ْن جُمْت ََم ِع حاريس العجوز ال َغ ِ
َ
املحيطة بِ َس ْف ِح التَّل. ِ وهناك يف الس ِ
هول ُّ يوت ْم ُهنا ُ الفلاَّ حني ،ا ُملتناثر ُة ُب هُ ُ
عائلة ٍ ٍ عيل ألين َمولو ٌد ِم ْن
نبيلة إن هذا التَّقييدَ ُف ِر َض ّ قال بيري حينها َّ َ
أن الرعاعُ .أ ْد ِر ُك اآلن َّ ِ ِ ٍ
صاح َبة هؤالء ِّ مما َي َض ُعني يف َمكانة أعىل م ْن ُم َ
الفارغة َعن ال َّل ْعن َِة ِ ِ
احلكايات ف احلقيقي كان َمنْعي ِم ْن سام ِع اهلَدَ َ
حون َ احلكايات التي َيروهيا الفلاَّ ُ ُالح ُق عائلتَنا ،تلك خيفة التي ت ِ ا ُمل ِ
9
زوف ُم َؤ ِّديب صول عليها أصا َبتْني باإلحباطُ .ر َّبام ُع ُ حل َ اس َت َط ْع ُت ا ُ
ديث َمعي يف َأ ْص ِل عائلتي هو ما َأ َّدى إىل الواض ِح َع ِن احل ِ ِ ِ
العجوز
َ
ف ِم ْن ِذك ِْر َمنزيل ال َعريق؛ إال أ َّن ُه َب ْعدَ ما خَ َ
ت َّط ْي ُت َم ْر َح َل َة إِحسايس باخلو ِ
َْ
ِ ِ ِ ِ ِ
قادرا عىل جمَ ْ ِع َشظايا م ْن َزلاَّ ت لسان ا ُمل َربيِّ ال ُّطفولةَ ،أ ْص َب ْح ُت ً
الشيخوخة ،والتي َ
كان جوز الذي َبدَ َأ يف ال َّت َع ُّث ِر َب ْعدَ اقرتابِ ِه ِم َن َّ ال َع ِ
البداية غري ًباُ ،ث َّم َأ ْص َب ْح ُت أرا ُه ِ ث ُم َعينَّ ٍ ُكن ُْت أرا ُه يف لهَ ا عالق ٌة بِحدَ ٍ
َ
إليه هو َم ْو ُت ك ُِّل كونتات عائلتي يف ث الذي ألمَْح ُت ِ حلدَ ُ ِ
ْ ُم ْرع ًبا .ا َ
عائ َلتِنا ك َْو ُن رجالهُ ا البداية ُكن ُْت َأ ْعت رَِبها ِسم ًة ممُ ي َز ًة لِ ِ
َ َ َّ ُ
ِ ِس ٍّن َصغري .ففي
يات ا ُمل َبك َِّر ِة،
تلك الو ِّف ِ
ال يف َ َ َقصريي ال ُع ْمر ،ولكن َب ْعدَ ما ت ََأ َّم ْل ُت َطوي ً
ث يف ك ٍ ِ
َثري الر ُج ِل ال َعجوز ،الذي تحَ َدَّ َ و َبدَ ْأ ُت َأ ْر ُب ُطها َم َع َه َذيان هذا َّ
َجاو َز ُع ْم ُر حاميل ون ْ رون ُد َعنة التي حا َل ْت لِ ُق ٍ األحيان َع ِن ال َّل ِ
ِ ِم َن
أن َيت َ
الثانية والثالثني. ِ ب عائلتي ِس َّن َل َق ِ
جوز َوثيق ًة عائلية، عيد ِميالدي احلادي والعرشين ،أعطاين بيري ال َع ُ يف ِ
10
ٍ
بازدراء أن َأ ْن ُب َذ
عيل ْ َ بيعة ِ
راس ًخا و َع َ لل َط ِ
لكان َّ جلذور ،لوال ذلك
ميق ا ُ
الس َد الذي َي َتك ََّش ُ
ف أما َم َعيني. هذا رَّ ْ
عا َد ْت يب ا َملخطوط ُة إىل أيا ِم ال َق ْر ِن الثالث عَشرَ ِ ،عنْدَ ما كان ْ
َت ال َق ْل َع ُة
التي َأ ْق ُطنُها ِحصنًا َمني ًعا ومخُ ي ًفا؛ إنهَّ ا تحَ كي َعن َر ُج ٍّل َقدي ٍم َس َك َن
ليل غري ذي أمهية ،إال أ َّن ُه أعىل َشأنًا بِ َق ٍ ص ِ َيو ًما يف ُمقا َط َعتِناَ ،ش ْخ ٍ
ِ ِ
اخلبيث ب اسم ُه َل َق ُ
اسم ُه ميشيل ،وغال ًبا ما َي ْت َب ُع َ م َن الفلاَّ حني؛ ُ
إليه َأ َحدٌ ِم ْن ب سمعتِ ِه ا ُملخيفةَ .ط َلب هذا الرج ُل ِعل لمَ يسبِ ْقه ِ
ماً ْ َ ْ ُ َّ ُ َ بِ َس َب ِ ُ ْ
وإكسري اخلُلود، ِ ِ
يلسوف َأمثالِ ِهَ ،ف َسعى ورا َء أشيا َء ِم ْث ْل َح َج ِر ال َف
أرسار السح ِر األَ ِ
كان َلدى سود واخليمياءَ . ِ ِّ ْ ض يف واشتهر باخلَ ْو ِ
َ
ِ
الفنون ماهر ِم ْث َل ُه يفشاب ٌ ميشيل اخلبيث ط ْف ٌل واحدٌ ُيدعى تشارلزٌ ،
ِ ِ
ِ ِ لهِ
ب ا ُملشعوذ ،هذان االثنان جَ َتنَّ َب ُهام القو ُم ا ُملظلمة ،و ذا ُأ ْطل َق َعليه َل َق ُ
إن ميشيل قيل َّ امرسات َشنيعةَ . ٍ الصالحِ ون ،واشتُبِ َه يف ت ََو ُّرطِ ِهام بِ ُم
ٍ
آثار العجوز َقدْ َأ ْح َر َق َزوج َت ُه َح َّي ًة ك َُأضحية للشيطان ،كام قا َد ْت ُ َ
باب ب ِ ِ ِ ِ ِ
يت هذين ألطفال الفالحني إىل ِ َ العديدة االختفاء حاالت
ِ الطبيعة ا ُمل ِ
ِ االثنني .ولكن ِخ َ
عاعلألب واالبن َظ َه َر ُش ٌ ظلمة الل تلك
ِ
الرشير ابنَ ُه ُح ًّبا
ُ العجوز
ُ ُمشرْ ِ ٌق واحدٌ م َن اإلنسانية؛ َف َقدْ َأ َح َّ
ب
11
ألبيه َأ ْك َث َر ِم ْن جُم َ َّر ِد َم َو َّد ِة ال ُبن َُّو ِة.
وكان االبن ي ِكن ِ
ُ َ ُّ َ َشديدً ا،
ِ
اختفاء بهائل ،بِ َس َب ِ
اضطراب ٌ ِ
الليلة سا َد القلع َة عىل الت َِّّل يف َ
تلك
ٌ
ث بِ ِ
قيادة غادفري الصغري ،ابن الكونت هنري .اِ ْن َط َل َق ْت فِر َق ُة بح ٍ
َ ْ
َ
اخلبيث الساح َر ْي ِن ،لِ َي ِجدوا ميشيلِ ِ
األب ا ُمللتا ِع واقتحموا ك َ
ُوخ
تأثري اجل ِ ِ ِ
نون َم ْش ُغولاً أما َم م ْر َج ٍل َيغيل بِشدَّ ة ،وبال أدنى تَفكري ،وتحَ ْ َت ِ ُ
ِ ِ ِ ِ
وال َغ َضب وال َيأس ،اع َتصرَ َ الكونت ب َيدَ ْيه ُعن َُق الساحر ال َعجوز ،ولمَ ْ
ِ
األثناء َأ ْع َل َن اخلَدَ ُم بِ َب ْه َج ٍة َيترْ ُ ْك َضحي َت ُه َحتَّى َ
فار َق احلياة .يف تلك
ِ
النائية ِ
هجورة ِ
احلجرات ا َمل الصغري غادفري يف إحدى ِ ثور عىل
ال ُع َ
أن إعالنهَ ُم هذا جا َء ُمت ََأ ِّخ ًرا؛ َف َقدْ ُقتِ َل ِ
الشاسعة ،إال َّ يف هذه ال َق ْل َع ِة
سكن دون َع ِن ا َمل ِ سكني ميشيل هبا ًء .وبينام الكونت ورجا ُل ُه َي ْبت َِع َ ُ املِ
شعوذ َبينْ َ األشجارَ .أ ْن َب َأ ْت ُه ِ الوضي ِع للخيميائيَ ،ظ َه َر ظِ ُّل تشارلز ا ُمل َ
ِ
البداية َغيرْ َ ُمت ََأ ِّث ٍر اقفني َح ْو َل ُه َعماَّ َحدَ ث ،وبدا يف الو َ َث ْر َث َر ُة اخلَدَ ِم َ
ٍ
هادئة صري أبيهُ ،ثم َت َقدَّ م بِب ْط ٍء ناحي َة الكونت و َن َط َق بِك َِل ٍ
امت بِ َم ِ
َ ُ َّ
عائلة يس:ِ يفة تلك ال َّل ْعنَ َة التي َست ِ
ُطار ُد ُن ْبال َء ومخُ ٍ
12
رجل مِ ْن َن ْ
سلِ َ
ك ٌ َ
عيش " َل ْن َي
ــر َ
ك". ـــم ِ
ــن ُع ْ ـمـرا أَ ْ
ط َو َل مِ ْ ُع ً
13
أن َس ِّيدَ ُهم اإلقطاعي َقدْ َو َص َل إىل سون َّ حون يهَ ْ ِم َ
َ واضحَ ،بدَ َأ الفَلاَّ
فاجئ .أما لويس اِب ُن والثالثني ِعنْدَ ما داهمَ ُه هذا ا َمل ْو ُت ا ُمل ِ
َ َ ِ
الثانية ُع ْم ِر
غار ًقا يف اخلَنْدَ ِق املائي يف َن ْف ِ
س ال ُع ْم ِر المُقدَّ ر، عليه ِ روبرت َف َقدْ ُعثِر ِ
َ
تالح ُق ُهم؛ العديدُ ِمن
ِ ٍ
قرون ـ َظ َّل ْت اللعن ُة املشؤوم ُة ب
وهكذا ـ َع رْ َ
هِ
حياتِم اسم ِهنري وروبرت أنطوان وآرماند ُا ْنت ُِز ِعوا ِم ْن حاميل َ
ِ
ارتكاب حني
َّعيس َالصاحلة ِعنْدَ ما َب َلغوا ُع ْم َر َس َل ِف ِهم الت ِ
ِ ِ
السعيدة
َجريمتِ ِه.
احلياة إال َأ َحدَ عَشرَ َ عا ًما.ِ َأكيد ما َق َر ْأ ُت ُه؛ لمَ ْ َي َت َب َّق يل ِم َن
بت ِ وهكذا بِ َح ْس ِ
رور الو ْق ِ لمَ ْ َي ُك ْن لحِ يايت يف
ت ُكن ُْت السابق إال قيم ٌة َضئيلة ،إال أ َّن ُه بِ ُم ِ َ ِ
14
ِ ِِ
ٍ
سليل أيالرشير و ُذ ِّر َيته؛ ولكنني ُر ْغ َم ال َب ْحث ا ُملدَ َّق ِق لمَ ْ َأ ْع ُث ْر عىل َّ ِ
للخيميائي ،حينها ُكن ُْت َأستَس ِلم وأعود إىل أبحاثي الس ِ
حرية ساع ًيا ِّ ُ ْ ْ ُ
احل ْم ِل ال َفظيع. َعويذة تحُ َ رر نَسيل ِمن هذا ِ ٍ ثور عىل َأ َّي ِة ت
جُمدَّ ًدا بهِ ِ َّم ٍة لل ُع ِ
ْ ِّ ُ
أن َأت ََز َّو َج أبدً ا، ب ْ بأي َث َمن ،ال جَ ِ ِ َ
ي ْ كان هناك يش ٌء واحدٌ عاز ٌم عليه ِّ
وجدُ َأ ْف ُر ٌع ُأخرى لعائلتي ،وهكذا َتنْتَهي اللعن ُة بِنِهايتي. فال ُي َ
اآلخ ِر،
العجوز إىل العاملِ َ
ُ وأنا َأ ْقترَ ِ ُب ِمن ِس ِّن الثالثنيَ ،ر َح َل بيري
حيث َ ِ أحجار ح ِ
أن َيت ََج َّو َل
ب ْكان يحُ ُّ ُ ديقة ال َقرص، ِ َ َ
أسفل و َد َفنْ ُت ُه
ِ
أسوار َ
داخل خلوق ال َبرشي الوحيدَ َ يف حياتِ ِه .وهكذا َأ ْص َب ْح ُت ا َمل
َخلىَّ َع ْن ُمقاومتِ ِه الشاسعِ ،ويف ِوحديت ا ُمل ْط َل َق ِة َبدَ َأ عقيل َيت َ ِ ِ
احل ْص ِن
للم ِ ِ ِ ِ
صري ا َملحتو ِم الذي القا ُه الوشيك ،وا ْست َْس َل َم َ للهالك َ العقيمة َ
ِ
استكشاف العديدَ ِم ْن أساليفَ .أ ْص َب ْح ُت َأقيض ُم ْع َظ َم َو ْقتي يف
االقرتابَ وأبراج ِه ا ُملت ََهدِّ َمة ،التي جَ َتنَّ ْب ُت
ِ ِ
املهجورة رات ِ
احل ْص ِن حج ِ
ُ ُ
العجوز
ُ ب ما قا َل ُه يل بيري ب اخلَوف ،وأحيانًا بِ َس َب ِ ِمنها يف ُطفولتي بِ َس َب ِ
إنسان مل َت َط ْأها ُمن ُْذ ُقرونَ .غريب ٌة و َعجيب ٌة تلك األشيا ُء التي ٍ إن َقدَ َم َّ
صور ،وتَداعى عىل إِ ْث ِر ب ال ُع ِ ِ َع َث ْر ُت عليهاٌ ،
أثاث تَراك ََم عليه ال ُغ ُ
بار َع رْ َ
ْل ْلمَ نكبوت كَثيف ٌة ُت َغ ِّطي ك َُّل شيَ ٍء بِ َشك ٍ
ٍ يوط َع الر ِ
طوبة ال َطويلةُ ،خ ُ ُّ
15
ِ
العظمية يف ِ
الغريبة ف بأجنحتِها
وخفافيش ِعمالق ٌة ت َُر ْف ِر ُ
ُ َأ َر ُه ِم ْن َقبل،
ِ
املهجورة الكئيبة. ِ
املظلمة ِ
األماكن
ِ
الصباح يف ث يف َحيايت ُك ِّلهاُ .كن ُْت َقدْ َق َض ْي ُت ُج ْز ًء ِم َن و َقع َأهم حدَ ٍ
َ َ َ ُّ َ
ِ
القديمة ِ
األبراج لواح ٍد ِم ْن ِ
أكثر بوط السالملِ ِشب ِه ا ُملتَهدِّ م ِة ِعود وه ِ ص ِ
ْ َ َ ُ ُ
16
ِ ِ ِ ِ
البج، وباقرتاب ال َّظهرية َو َص ْل ُت إىل ا ُملستويات الدُّ نيا م َن رُ ْ َخرا ًبا،
ِ
َخزين الوسطى ،أو ُمست َْو َد ًعا لِت ِ ِ ِ
نازلاً إىل ما ُي ْشبِ ُه س ْجنًا م َن ال ُقرون ُ
ات ا ُملغطا َة بِ َط َب َق ٍة ِم َن ستخرج حدي ًثا .وأنا َأ ْق َطع ا َملمر ِ
ُ َ َّ ِ َ
ِ
البارود ا ُمل
ِ ٍ ِ ِ ِ ِ
ُ
البالط الس َّل ِمَ ،أ ْص َب َح النرتات الواقعة َب ْعدَ آخ ِر َد َر َجة م ْن َدرجات ُّ
دارا ِ
رتاقص َشعيل ج ً
ِ لمِ الض ْو ِء ا ُمل عان ما َر َأ ْي ُت عىل َّ َ َأ ْك َث َر ُرطوب ًة ،وسرُ
أعاق َت َقدُّ مي .عندما استَدَ ْر ُت طوبة املاء ،مما َ صخريا م َل َّط ًخا بِ َأ َث ِر ر ِ
ُ َ ًّ ُ
في عىل األرض ،بِ ِه باب َخ ٍّ ألعو َد َأدراجيَ ،و َق َع ْت َع ْيناي عىل ٍ
ديدة اس َت َط ْع ُت َفت َْح عوبة َش ٍ ح َل َق ٌة معدني ٌةِ ،ي َقع متاما َأس َف َل َقدَ مي .بِص ٍ
َ ّ ُ ُ ً ْ َ َّ َ
ِ ِ
الرائحة، البابَ ،ف َبدَ ْت ورا َء ُه ُه َّو ٌة َسودا ُء ،ا ْن َب َع َث منها أبخر ٌة كَرهي ُة َّ
ِ
ف يل َو ْه ُج النَّار َغيرْ ُ ْل ُمفاجئ ،وك ََش َ نريان َمشعيل بِ َشك ٍ ِ َأ َّد ْت لِت ََو ُّه ِج
رجات ُس َّل ٍم َح َجر َّي ًة. ِ ا ُملست َِق ِّر َد
17
ِ ِ ِ
دمات الص الس َّلم ،وفجأة َت َل َّقى َعقيل َ
أكثر َّ أدراجي باجتاه َد َرجات ُّ
ستطيع تحَ َ ُّم َلها َع ْق ٌل َبشرَ ٌّيَ ،فبِال سابِ ِق إنذار،
ُ ُعن ًفا ُ
وجنونًا والتي ال َي
والباب
ُ الثقيل ورائي ،ت ُْص ِد ُر صرَ ًيرا
ِ ِ
للباب الص ِد َئ َة ِ ِ
َسم ْع ُت ا َملفاص َل َّ
ُي ْفت َُح بِ ُب ْطء.
ِ
القلعة ـ أن َأ ْع ُث َر يف تلكاستيعاب األمرْ ،ِ كان َعقيل َغري ٍ
قادر عىل َ
دير بِ ْ ِ املهجورة تمَ اما ـ عىل ٍ ِ ِ
أن دليل ل ُوجود َش َب ٍح أو إنسان ،لهَ و َأ ْم ٌر َج ٌ ً
ِ
النهاية ثري يف َعقيل ُرع ًبا ال َأ ْق ِد ُر عىل َو ْص ِف ِه .عندما استَدَ ْر ُت يف ُي َ
أن َع ْين ََّي َقدْ َج َح َظتا يف حَم ْ ِج َريهْ ِام ِ لمِ
الصوت؛ ال َش َّك َّ ُواجهة َم ْصدَ ِر َّ
ِ حل ْج َر ِة ِ بِ َس َب ِ
القوطية ال َعتيقة، ب ما َو َق َع َن َظ ُرهمُ ا عليه .فأما َم َمدْ َخ ِل ا ُ
َتبدَّ ْت هيئ ُة إنسان ،يرتَدي َق َلنْسو ًة وعباء ًة سوداء تَنتمي إىل ال ُق ِ
رون َ َ ُ َ َ َ
ووافرا بِدَ َر َج ٍة ال
ً رأس ِه ولحِ يتِ ِه َشديدَ السواد،
وكان َشعر ِ
َ ُْ الوسطى،ُ
وعظا ُم َو ْجنَ َت ْي ِهْل َغ ِري معتادِ ،
ُ َت َج ْب َه ُت ُه عريض ًة بِ َشك ٍ
ت َُصدَّ ق ،وكان ْ
ٍ
طويلة َهيان بأظافِ َر غائر ًة للغاية ،ومليئ ًة بالتَّجاعيد ،ويداه َتنْت ِ
َ ُ َ
بشكل لمَ ْ َأ َر ُه يف َبشرَ ِ ٍّي
ٍ والشحوب ب ،وبدا ِ
عليه الرشاس ُة كا َملخالِ ِ
ُ
كاهليكل ال َعظمي ،و َظ ْه ُر ُه ُمن َْح ٍن بِ ٍ
شكل ِ ِ
للغاية ِم ْن َقبلَ .
كان نَحي ًفا
ردائ ِه ال َعجيب .ولكن َأ ْغ َر َب ات ِ َغريب ،حتى أ َّنه يكاد يخَ تفي يف َطي ِ
َّ ُ َ ُ
18
ِ
اإلطالق كانتا عيناهَ ،ف َقدْ َبدَ تا ك َُه َّو َتينْ ِ َس َ
وداو ْي ِن ال َق َ
رار شيَ ٍء عىل
َت عينا ُه اآلن رش َغيرْ ُ َبشرَ ِ ٍّي عىل اإلطالق .كان ْ لهَ ُام ،و َبدا ِ
فيهام ٌّ
قان ُروحي بِكَراه َّي ٍة َشديدة ،جُ
وت ِّمداين يف مصوب َت ِ ناحيتي ،خَت ِرت ِ
ُ َ َّ َ ينْ
ٍ ث بِص ٍ
أثار القشعرير َة يف َج َسدي
هادر َ وت وأخريا تحَ َدَّ َ َ
ً َموضعي.
َت ُمن َْح ِد َر ًة
ث بهِ ا كان ْ وح ْق ِد ِه الدَّ فني .اللغ ُة التي تحَ َدَّ َ
وائ ِه العميقِ ،
َ
بِ َخ ِ
ِ ِ ِ ِم َن
الوسطى، الرجال َت َع ُّلماً يف القرون ُ الالتينية التي استخدَ َمها أرقى
ِ
القديمة ِ
ألعامل اخليمياء ِ
الطويلة ب دراستي َو َقدْ َبدَ ْت يل َمألوف ًة بِ َس َب ِ
اللعنة التي َح َّل ْت بِعائلتي ،و َتنَ َّب َأِ الشبح َع ِن ث والعلو ِم الشيطانية .تحَ َدَّ َ
ُ
ِ ِ
جل ْر ِم الذي ار َت َك َب ُه َس َلفي حلديث َع ِن ا ُ الوشيكة ،و َأسرْ َ َ
ف يف ا َ بِنهايتي َ
ث بِ َشامت ٍَة َع ْن انتقا ِم تشارلز ا ُمل َش ْع ِوذ.
بِ َح ِّق ميشيل ال َعجوز ،وتحَ َدَّ َ
ف هرب تشارلز الصغري يف جن ِْح ال َّليل ،لِيعود بعدَ س ٍ
نوات َ ََْ َ ُ ُ بين َك ْي َ َ َ َ َأ ْخ رَ َ
حامل اللقب ـ بِسه ٍم وهو ي ْقرب ِمن ُعم ِر ِ
أبيه َ و َي ْقت ُُل غادفري ـ
َ ُ ُ ْ ْ َ ْ
قيم لِنَ ْف ِس ِه َس َكنًا جَمهولاً يف ِ ِ سرِ
وكيف عا َد ًّ ا إىل احل ْص ِن ل ُي َ
َ حني َق َت َل ُه،
َ
أسفل األرض ،والتي َي ِق ُ
ف أما َمها َ ال ُغ ِ
رفة ا َملهجورة ـ حتى حينها ـ
داه َم روبرت ،ابن غادفري ،يف كيف َبين َ اآلن حُم َدِّ ثي ا ُملخيف؛ َأ ْخ رَ َ
ِ السم ،و َيترْ ُ ُك ُه لِ َي َ
موت يف ُع ْم ِر ِ ِ
الثانية ب ُّبالقوة عىل شرُ ْ ِ حل ْق ِل ل ُي ْج رِ َ
ب ُه ا َ
19
البغيض لِ َل ْعنَتِ ِه االنتقامية .اِ ْس َت َط ْع ُت يف تلك
َ والثالثني ،حُم َ ِّق ًقا ا ُ
حلك َْم
اللغز الغامض ،وكيف تحَ َ َّق َق ْت اللعن ُة من ِ ت ُّي َل َح ِّل ذلك ِ
اللحظة خَ َ
كون تشارلز ا ُملشعو ُذ َم ِّيتًا بِ ُح ْك ِم
أن َي َ ب ْ كان جَ ِ
الوقت الذي َ ِ
ي ُ ذلك
الساح َر ْي ِن ـ األب واالبن ـ يف ِ ال َّطبيعة ،بنا ًء عىل ما َع ِر ْف ُت ُه ِم ْن َت َع ُّم ِق
صوص ا ُمل َت َع ِّل َق ِة ِ ِ ِ
ُعلو ِم اخليمياء ،وأبحاث تشارلز املشعوذ عىل َو ْجه اخلُ
ِ
والشباب الدائم. احلياة الذي َي ْمن َُح َم ْن َيتَناو ُل ُه احليا َة األبدي َة ِ بإكسري
َ
خيفتني الكراهي َة التي َأ َط َّل ْت ِ أزال لِ َو ْه َل ٍة ِم ْن َع ْينَ ْي ِه ا ُمل املفاجئ َ ُ محاس ُه
ُ
ت صاد ٍم ِمنْهام من ُْذ ر َأي ُته ،ولكن َفجأة عاد ْت النَّ ْظر ُة الشيطانية ،وبِصو ٍ
َ ْ َ َ ُ ُ َ ْ ُ
إلهناء َحيايت ِ الغريب ِقنِّينَ ًة ُزجاجي ًة ُبنِّ َّي ًة واضح ًة َفحيح األفعىَ ،ر َف َع ِ ك
ُ
كام أهنى تشارلز املشعو ُذ حيا َة س َلفي من ُْذ ِست َِّة ُقرون .بِدافِ ٍع ِمن َغ ِ
ريزة ْ ُ َ
َس ُت التعويذ َة التي جمََّدَ تْني ِ
الكامنة يف َن ْف ِ ِ
س اإلنسان ،ك رَ ْ احلياة ب ُح ِّ
خلوقِ اللحظة يف َموضعي ،وأل َق ْي ُت بِ َم ْش َعيل يف َو ْج ِه ا َمل ِ حتى تلك
َس بِ َ
دون رِ ِ القنِّين َِة ُّ الذي دِّ د حيايت .س ِمع ُت صو َت ِ
الزجاجية وهي َتنْك ُ َ ْ َ ْ يهُ َ ُ
س ال َّل ْح َظ ِة التي َأ ْم َس َك دران ا َمل َم ِّر الصخرية ،يف َن ْف ِ أن ت ُْؤ ِذيني عىل ج ِ
ُ ْ َ
كانالنار يف َم ْش َه ٍد ُم َر ِّوعَ . ِ ِ
الرجل الغريب ،لت َْشتَع َل ُ ِ ِ
بعباءة اللهب فيهاُ
ص الذي الش ْخ ِ الصادر ِم َن َّ
ُ
ِ
العاج ِز واحل ْق ِد
ديد ِ الش ِ ف َّ اخ اخلو ِ
صرُ ُ َ ْ
20
أن ُي ْصبِ َح قاتيل أكثر مما َتت ََحم ُل ُه أعصايب ا ُمل جَ ِ
رتفةَ ،ف َس َق ْط ُت ُمت ََمدِّ ًدا كا َد ْ
َّ َ
ِ ِ ِ ِ
بالكامل. األرض اللزجة َم ْغش ًّيا َّ
عيل عىل
يفَ ،وت ََذك ََّردامس مخُ ٍٍ أخرياُ ،كن ُْت يف َظال ٍم ِ ِ
عندَ ما ا ْس َت َعدْ ُت َحوايس ً
كون ُه َ
ناك أن َي َ َعقيل ك َُّل ما َحدَ ث ،فانك ََم ْش ُت عىل نَفيس َخ ْو ًفا ِم ْن ْ
ب عىل ك ُِّل شيَ ءَ .س َأ ْل ُت نَفيسَ ،م ْن هذا ِ
ا َملزيد؛ و َلك َّن ُفضويل َت َغ َّل َ
دران القلعة؟ لمِا َقدْ َيسعى إىل وكيف وص َل إىل ج ِ
ُ َ َ َ الر ُج ُل الرشير، َّ
االنتقا ِم ِم ْن َأ ْج ِل َم ْقت َِل املِسكني ميشيل اخلبيث؟ وكيف اِ ْست ََم َّر ْت
أن هذا وال تلك ال ُق ِ
رون ُمن ُْذ َز َم ِن تشارلز املشعوذ؟ َم ْع ِر َف ُة َّ اللعن ُة َط َ
ِ ِ الرجل ا ُمل ِ
ب َء ك ُِّل أزاح ع ْ حرت َق هو َم ْصدَ ُر ك ُِّل َخ َط ٍر م ْن هذه اللعنة؛ َ َ
كاهيل ،اآلن َأ ْص َب ْح ُت ُح ًّرا ،تحَ َ َّر ْق ُت َشو ًقا َلمِ ْع ِر َف ِة
ّ السنني ِم ْن عىل
َ تلك
طار َد أساليف طِيل َة ُقرون ،والذي ِ ِ ا َمل ِ
الرشير الذي َ اليشء زيد َع ْن هذا
زيد ِم َن االستكشاف، عازما عىل ا َمل ِ ِ
كابوسا ُمتَّصلاً ً ِ . ً َج َع َل شبايب
تحَ َ َّس ْس ُت َجيبي َب ْح ًثا َع ْن َقدَّ احة ،و َأ ْش َع ْل ُت ا َمل ْش َع َل االحتياطي الذي
الشك َْل الض ْو ُء هو َّ َخ ِد ْم ُه َب ْعدَ .أ َّو ُل ما َأ ْظ َه َر ُه يل ََّأحمْ ِ ُل ُه َمعي ولمَ ْ َأ ْست ْ
ريب الغامض .ال َع ْينان ال َب ِش َعتان كانَتا ا ُمل َش َّو َه وا ُمل َت َف ِح َّم لهِ ذا ال َغ ِ
ف إىل ُم ْغ َل َقتني اآلنَ .أ َش ْح ُت بِ َع ْين َّي َع ِن ا َملنظر ،واستَدَ ْر ُت لأِ َ ْد ُل َ
21
ِ
الباب القوطي. ِ
الواقعة ورا َء احل ِ
جرة ُ
بالداخ ِل َع َث ْر ُت عىل ما بدا أ َّن ُه َم ْع َم ٌل للخيمياء ،يف إحدى الزوايا ِ
يل يف َض ْو ِءْل جمَ ٍ كان ُهناك ك َْو َم ٌة هائل ٌة ِم ْن َم ْعدَ ٍن َأ ْص َف َر تَأ َّل َق بِ َشك ٍ َ
ف ِعنْدَ ُه لأِ َ َت َف َّح َص ُه ،ألين ُكن ُْت كان َذ َه ًبا ،ولكني لمَ ْ َأت ََو َّق ْ
ا َمل ْش َع ِلُ ،ر َّبام َ
ناك اية لل ُغ ْر َف ِة كان ْ
َت ُه َ ريب بام َتعر ْض ُت َله .يف أقىص نهِ ٍ
ُ َ َّ ْل َغ ٍ ُمتَأ ِّث ًرا بِ َشك ٍ
ِ
الواقعة للغابة ا ُمل ِ
ظلمة ِ الوديان البي ِة الع ِ
ديدة ِ واحد ِم َن
ٍ َفت َْح ٌة تَقو ُد إىل
رَ َّ َ
استطاع
َ ب تمَ ا ًما ـ الطريق َة التي بِ َس ْف ِح التَّلَ .ب ْعدَ ما َأ ْد َرك ُ
ْت ـ وأنا ُم َت َع ِّج ٌ
احل ْصن ،استَدَ ْر ُت عائدً ا أدراجي. الدخول واخلروج ِمن ِ َ ُ
الرجل بهِ ا
َ َ
ُّب النَّ َظ ِر إىل بقايا ال َغريب ،ولكن ُك َّلام اقترَ َ ْب ُت ِم َن َع َز ْم ُت عىل جَ َتن ِ
وح ُه لمَ ْ
وكأن ُر َ َّ اجلَ َس ِدَ ،بدا يل أنَّني َأ ْس َم ُع َصوتًا خافتًا ُمنْ َب ِع ًثا ِمنْ ُه،
ف اجلَ َسدَ الذابِ َل ا ُمل َت َف ِّح َم استدر ُت يف ُذ ْع ٍر لأِ َ ْس َتك ِْش َ
ْ
ت ِ
ُغاد ْر ُه تمَ ا ًما َبعد.
ِ ِ
أكثر َسوا ًدا حتى عىل األرض .و َفجأة ا ْن َفت ََح ْت ال َع ْينان ال َبش َعتانُ ،
ِِ ِ ِم َن اجلَ َس ِد ا ُملحترَ ِ ق ،بِ َت ْع ٍ
الشفتان حاو َل ْت ِّ بري ال َأ ْقد ُر عىل َو ْصفهَ ،
امت لمَ ْ َأ ْستَطِ ْع َف ْه َمها ،لِ َو ْه َل ٍة ُخ َّي َل يل أنني أن َتنْطِقا بِك َِل ٍ ا ُملت ََش ِّق َقتان ْ
ٍ
كلامت وم َدَّ ًدا ُخ َّي َل ليِ أنني َس ِم ْع ُت اسم تشارلز العجوز ،جُ ِ
َسم ْع ُت َ
22
َوات" تَصدُ ر ِمن ال َف ِم ا ُمللتويَ .أحسس ُت بِ ِح ٍ
رية ِم ْث َل " َلعن ٍَة" و "سن ٍ
ْ َ ْ ْ ُ َ َ ْ
ِ
الواضح ِ
أجزاء َحديثِ ِه ا ُمل َت َق ِّطع ،و َبدا ِم َن َش ٍ
ديدة وأنا ُأ ِ
حاو ُل جمَ ْ َع
ب عنيهَ ،ف َحدَّ َق ْت ال َع ْينان الكالحِ َتان ناحيتي بِ َغ َض ٍ أنني َأجه ُل تمَ اما ما ي ِ
ً َ ْ َ
وار جَ َت ْف ُت لِ ُرؤيتِ ِه َهكذا.
الشديدْ ، َشديد ،وبدا عىل ِخصمي ال َع ْج َز َّ
البائس َر ْأ َس ُه ال َب ِش َع َة َم ْن
ُ
ِ ِ ِ
فجأة بِآخ ِر ما َلدَ ْيه م ْن ُق َّوةَ ،ر َف َع َّ
الر ُج ُل
ب ال َقديم ،وبينام أنا ُمت ََج ِّمدٌ ِم َن اخلَوفَ ،ع َث َر عىل الرطِ ِ ِ
عىل البالط َّ
ُطاردين ِ ِ ِ ِ ِ ِِ
الح ًقا َص ْوته وصرَ َ َخ بأنفاسه األخرية تلك الكلامت التي َست ِ ُ
ديك َع ْق ٌل
أليس َل َ طيل َة حيايت "أهيا األمحق ،أال تَستَطيع خَت َ سرِ
مني ِّ ي؟ َ ُ
اإلرادة التي َح َّق َق ْت اللعن َة ا ُملخيف َة عىل عائ َلتِ َك َط َ
وال ِ ف بِ ِه عىل
َت َت َع َّر ُ
ف َّ سرِ
احلياة العظيم؟ أال َت ْع ِر ُ ِ ِ ِ ِ
أن َّ إكسري ب َك َع ْنستَّة ُقرون؟ َألمَ ْ ُأ ْخ رِ ْ
ب َك أنا ،أنا َم ْن اِ ْكت ََش ْف ُت ُه ،أنا ِع ْش ُت طيل َة ِ
اخليمياء َقدْ ُا ْكت ُِش َ
ف؟ َس ُأ ْخ رِ ُ
ٍ لأِ ِ ِ
المشعوذ!" ستَّة ُقرون ُ َح ِّق َق انتقامي ،ألنني أنا َتشارلز ُ
تمت
23
التعريف بالمترجم:
24
كام ترجم رواية “النجم األسود” من أدب اخليال العلمي ملنصة
ستوري تيل للكتب الصوتية.
عدد من الروايات املصورة فشارك مع ٍ أيضا برتمجة
ساهم ً
جمموعة كلامت للنرش بالشارقة برتمجة عدة كتب كوميكس
وهي “بطل الظل” و“اسم املستخدم إيڤي” و“القلب
والعقل” و“خربشات سارة” ،باإلضافة لرتمجة رواية “التنني
موقعي عرب كوميكس وبوابة ّ األخري” التي نرشت عىل
الكوميكس يف مرص.
للتواصل مع المترجم:
www.ahmedmahdi.net
25
التعريف بـ :Escatopia
هي منصة ثقافية تسعى لتوفري حمتوى عريب فريد ،فقدمت املنصة
رواية 2063رواية ديستوبيا عربية ،وترمجة رواية التنني األخرية
وهي قصة مصورة فانتازية؛ باإلضافة ملجموعة متنوعة من القصص
القصرية واملقاالت بأقالم مؤسيس املنصة أو املتابعني هلا.
الموقع الرسمي:
www.escatopia.com
26