You are on page 1of 45

‫المقدمة‬

‫)‪(1‬‬
‫غطّى الظالم السماء وتألألت نجومها بصمت‪ .‬راقب القمر الفضي العالم بهدوء واحتضن الناس بنعومة‬
‫مثل مهد‪ .‬لكن من المريب قول أن ضوء القمر سيضيء أسفل أقدامهم‪.‬‬
‫نحن بحاجة إلى الضوء‪ ،‬ضوء قوي ليضيء الطريق الذي علينا أن نسلكه‪ .‬س ُيطرد الظالم تدريجيًا إلى‬
‫نهاية الجبال‪ ،‬إلى الجانب اآلخر من البحر لتحقيق رغبة أولئك الناس‪.‬‬
‫هربت النجوم واختبأ القمر‪ .‬فانتهى الليل وبدأ ظهور ضوء الـ”أكاتسكي”‪ .‬ضوء أحرق عالم الشينوبي فيما‬
‫مضى‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫رقصت الرياح فوق ماء نهر متدفق موجود في أحد األودية‪ ،‬وبجانب ذلك الوادي غابة كثيفة يبلغ عمر‬
‫أشجارها مئة عام أو أكثر‪ .‬يسترشد الذين يتجولون فيها بالضوء الخافت الذي يمر من خالل أوراق‬
‫أشجارها الكبيرة‪.‬‬
‫وفي مأوى تلك األشجار‪ ،‬يجلس شخص بالغ ليستريح‪ .‬اسمه هو (أوتشيها ساسكي)‪ .‬قصة (أوتشيها‬
‫ساسكي) ورغبته في اإلنتقام‪ ،‬كراهيته الغامرة وحياته الوحيدة هي قصة ستأتي الح ًقا‪ .‬بينما هو مسلّح‬
‫بمعرفة أخطائه حاليًا‪ ،‬يسافر حول عالم الشينوبي بمفرده بهدف إعادة النظر في نفسه ونظرته للعالم‪.‬‬
‫ن (ساسكي) الذي قبض عليه الظالم في السابق يستطيع اآلن أن يسير تحت الشمس بفضل‬ ‫إ ّ‬
‫(أوزوماكي ناروتو)‪ ،‬نفس الشمس التي تشرق على قرية كونوها‪ .‬لقد حاول أن يقطع العالقة التي تربط‬
‫ن (ساسكي) على طبيعته اآلن بفضل (ناروتو)‪.‬‬ ‫قلبه بـ(ناروتو) وقرية كونوها‪ ،‬لكن (ناروتو) أوقفه‪ .‬إ ّ‬
‫لكن لم يكن (ناروتو) الشخص الوحيد الذي ساعده‪.‬‬
‫صادقا يشبه شمس الربيع‬ ‫ً‬ ‫ما ما كانت (هارونو ساكرا) موجودة لمساعدته بمنح قلبه المتجمد ُ‬
‫حبًا‬ ‫فدائ ً‬
‫الدافئة‪ ،‬بغض النظر عن عدد المرات التي دفعها فيها للتنحي جانبًا ببرود‪ .‬حتى معلّمه (هاتاكي‬
‫كاكاشي) قائد الفريق السابع واصل الثقة به‪ .‬وقد ساعده عدد ال يحصى من اآلخرين على سحبه من‬
‫ظالمه‪.‬‬
‫مشى (ساسكي) في الغابة بينما يستنشق الهواء المنعش‪ .‬وفي نهاية المطاف‪ ،‬رأى ضو ًءا أقوى عند‬
‫صف األشجار‪.‬‬
‫قائال‪“ :‬همم؟ ال ُبد أن هذه هي نهاية الغابة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫“ففكّر‬
‫عندما خرج من الغابة ودخل في الضوء‪ ،‬تفاجأ من المشهد الذي أمامه‪ .‬فلقد كانت أمامه شجرة صغيرة‬
‫السن بنفس طوله تقريبًا‪.‬‬
‫قائال‪…“ :‬شجرة صغيرة إ ًذا؟” تم ّعن في تلك الشجيرة بينما تدفق ضوء الشمس الالمع عليها‪ .‬وليس‬ ‫ً‬ ‫تمتم‬
‫هذا فقط…‬
‫أزهار بيضاء…” نمت سجادة كثيفة من األزهار البيضاء الجميلة عند قاعدة الشجيرة‪“.‬‬
‫حملت الرياح اللطيفة رائحة األزهار معها وأغرى المشهد الكلي (ساسكي) للتعرف على الشجيرة‪ .‬إ ّ‬
‫ن‬
‫حصول الرجل األصغر س ًنا على شعور بالسكينة من مشاهدة هذا المشهد ليس أمرًا هي ّ ًنا‪ .‬فقبل فترة‬
‫قصيرة‪ ،‬لم يكن (ساسكي) ليحظى بالبهجة من هذا المشهد‪ ،‬ولم يكن ليالحظ وجود األزهار‪ .‬بينما فكّر‬
‫في أخطائه الماضية‪ ،‬تجنّب الدوس على األزهار بعناية عن طريق الوقوف على قدم واحدة‪.‬‬
‫“لنذهب!! إنه وقت اللعب بالشوريكين الورقية!!“‬
‫سمع (ساسكي) صوتًا عاليًا لصبي يقترب‪ .‬صبي صغير ربما يبلغ السابعة أو الثامنة من عمره‪ ،‬اقترب من‬
‫الشجيرة ومرّ من خالل األزهار‪ .‬الحظ (ساسكي) أنه يرتدي قبعة مخططة‪.‬‬
‫فوووش!” أصدر الصبي مؤثراته الصوتية الخاصة به بصوت عال عندما رمى شي ًئا بكل قوته‪ .‬أمعن “‬
‫أوراقا مطوية لتبدو مثل شوريكين‪ .‬وبالطبع كانت هذه مجرد لعبة‬ ‫ً‬ ‫(ساسكي) النظر وأدرك أن الصبي رمى‬
‫غير مؤذية‪ .‬عندما قصد الصبي بوضوح أن تطير الشوريكين بشكل مستقيم‪ ،‬بعثرتها الرياح القوية التي‬
‫هب ّت من الوادي‪.‬‬
‫“واااا! أنظر ماذا حدث!“‬
‫تح ّدث صبي آخر بينما وقف بالقرب منهما‪ ،‬بدا أن عمره يتجاوز العشر سنوات‪ .‬لديه وجه ذكي‪ ،‬لكنه ترنّح‬
‫وأمسك صدره كما لو أنه أصيب بشوريكين حقيقية‪.‬‬
‫“مذهل! لقد قتل ْتك تقنية الشوريكين خاصتي بالفعل يا أخي (أوميتسو)!“‬
‫“أنت تود أن تعتقد هذا‪ ،‬أليس كذلك يا (كوميتسو)؟“ –‬
‫أدرك (ساسكي) أنهما أخوين من طريقة تحدثهما‪( .‬أوميتسو) هو األخ األكبر و(كوميتسو) األصغر‪.‬‬
‫حس ًنا‪ ،‬حان دوري اآلن‪ ”.‬قال (أوميتسو) ذلك والتقط شوريكين ورقية من التي رماها (كوميتسو) للتو‪“.‬‬
‫قائال بينما يهرب‪“ :‬لن تصيبني بها!‬ ‫ً‬ ‫“ثم تحداه (كوميتسو)‬
‫أنا آسف يا أخي األصغر ولكن ال يمكنك هزيمتي‪ ”.‬ابتسم (أوميتسو) ألخيه األصغر عندما قال ذلك ثم “‬
‫جعل الشوريكين الورقية تحلّق نحوه‪ .‬لقد رماها بمهارة بحيث حمل ْتها الرياح نحو هدفها‪“ .‬أصب ُتك!” هتف‬
‫(أوميتسو) عندما أصابت الشوريكين قبعة (كوميتسو)‪.‬‬
‫“ما هذا بحق الـ… لماذا أصبتني؟!“‪-‬‬
‫“أنت تقول هذا وكأنك تعرضت ألذى‪“.‬‬
‫“لقد علقت الشوريكين في رأسي تقريبًا يا أخي!“‪-‬‬
‫مة شيء عند قدميك‪ ”.‬الحظ (أوميتسو) أن الشوريكين سقطت على قمة األزهار‪“.‬‬ ‫يا لألسف‪ .‬أنظر! ث ّ‬
‫فنظر (كوميتسو) إليها بخجل وقال‪“ :‬آآآه! أريد أن أكون مثلك عندما ترميها! ما هو سرك يا أخي‬
‫“(أوميتسو)؟‬
‫“موهبة‪ ،‬هاه؟ أعتقد أن لدي حظ جيد فحسب!“‪-‬‬
‫“كاذب! يجب أن تعلمني!!“‬
‫أعطى (أوميتسو) (كوميتسو) ابتسامة مضطربة وداعب رأسه‪ .‬ذكّرت تلك اللفتة البسيطة وتعابير‬
‫وجهيهما (ساسكي) بذكريات مؤلمة عن أخيه األكبر وقدوته (إيتاتشي)‪.‬‬
‫ما كطفل؟” عبس (كوميتسو) عند قوله لذلك ثم ذهب اللتقاط الشوريكين الورقية‪“ .‬‬ ‫لماذا تعاملني دائ ً‬
‫د (كوميتسو) كلتا يديه نحو‬ ‫لكن جرف ْتها الرياح القوية التي هب ّت من الجبال بعي ًدا‪“ .‬أوي أوي‪ ،‬انتظري!” م ّ‬
‫تلك األوراق الطائرة وهو يالحقها‪ .‬لكنها لم تتوقف‪.‬‬
‫جرف!‬ ‫“عندها شحب وجه (أوميتسو) وقال‪(“ :‬كوميتسو)! هناك ُ‬
‫جرف المطل‬ ‫أدرك (كوميتسو) الذي ظل ينظر لألعلى نحو الشوريكين المحلّقة فجأة أنه وقف على حافة ال ُ‬
‫مد عند رؤيته لقاع الوادي‪.‬‬ ‫على الوادي‪ .‬وتج ّ‬
‫مد فيه أخيه‪ .‬لكن مزّقت عاصفة رياح قوية أخرى “‬ ‫(كوميتسو)!” ركض (أوميتسو) نحو المكان الذي تج ّ‬
‫ة إياه نحو الهاوية‪ .‬وصل (أوميتسو) إليه بشكل مسعور ليمسك به‪ ،‬لكنه لم‬ ‫األزهار وأسرعت نحوه‪ ،‬دافع ً‬
‫يفعلها في الوقت المناسب‪.‬‬
‫ً‬
‫قائال‪“ :‬افتح‬ ‫أغلق (كوميتسو) عينيه بينما يهبط هو والشوريكين الورقية نحو قاع الوادي‪ .‬عندئذ ظهر صوت‬
‫عينيك‪ ”.‬تصوّر أنه صوت الموت وال شيء غيره‪ ،‬أتى إليه ليأخذه إلى الحياة األخرى‪ .‬لكنه كان صوت‬
‫(ساسكي)‪.‬‬
‫دق (كوميتسو) في (ساسكي) بعينين مدوّرتين متفاجئتين‪ .‬فلقد كان هذا الرجل “‬ ‫مـ‪-‬من تكون؟!” ح ّ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫يقف أفقيًا نحو الماء وقاع الوادي بجعل قدميه معلقتين بواجهة الجرف حرفيا! وكان يمسك (كوميتسو) من‬
‫ً‬
‫مالبسه بيديه‪.‬‬
‫جرف “‬ ‫دق فيهما بذهول‪ .‬صعد (ساسكي) ال ُ‬ ‫جرف ثم توقف وح ّ‬ ‫(كوميتسو)؟!” ظهر (أوميتسو) في قمة ال ُ‬
‫ببساطة ووضع (كوميتسو) في القمة بأمان‪ .‬فانخفضت موجة التوتر وانهار األخوان في أحضان بعضهما‬
‫البعض بينما يبكيان‪.‬‬
‫(كوميتسو)! عليك أن تكون حذرًا وتنظر عندما تتجوّل! فقد تتعرض للخطر!” بالرغم من توبيخه ألخيه‪ ،‬بدا “‬
‫حا للغاية‪ .‬وعند مالحظته لكون (ساسكي) ال زال يقف هناك‪ ،‬انحنى إليه بشدة وقال له‪:‬‬ ‫(أوميتسو) مرتا ً‬
‫جزيال لك على إنقاذ أخي (كوميتسو)!” بينما قلّد (كوميتسو) انحنائه الشديد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫“شكرًا‬
‫دم شي ًئا‪ .‬لقد أنقذ الشوريكين الورقية أي ً‬
‫ضا‪.‬‬ ‫نظر (ساسكي) إليهما ثم ق ّ‬
‫أوه! الشوريكين الورقية خاصتي!” أخذ (كوميتسو) اللعبة ثم قال لـ(ساسكي) بينما ينظر إليه بعينين “‬
‫“فضوليتين‪“ :‬أنت نينجا‪ ،‬أليس كذلك؟ لديك عين ناروتو!‬
‫تسب ّب هذا التصريح الغير متوقع بجعل عينا (ساسكي) تتوسع‪ .‬نظر إلى (كوميتسو) باندهاش وقال‪:‬‬
‫““(ناروتو)…؟‬
‫أجل! فعينك مدومة ج ًدا!” لقد جعلت رينيغان (ساسكي) (كوميتسو) يفكر في الناروتوماكي بطريقة ما‪“ .‬‬
‫”“إ ًذا هل أنت نينجا؟‬
‫مالحظة من المترجم‪ :‬الناروتوماكي هو كعكة سمك عليها خطوط وردية لولبية الشكل‪.‬‬
‫مي شعر ناصيته ليخفي عينه تلك بشكل أفضل‪ ،‬أجاب على سؤال‬ ‫بينما ذكّر (ساسكي) نفسه بأن ين ّ‬
‫“(كوميتسو) بقول‪“ :‬نعم‪.‬‬
‫وااه! هذا مدهش! النينجا رائعون ج ًدا!” انجرف (كوميتسو) في حماس شديد رغم أنه كان في خطر “‬
‫ضا! أيمكنك أن تعلمني النينجتسو؟‬ ‫“مميت قبل مجرد لحظات‪ .‬وقال‪“ :‬أريد أن أصبح نينجا أي ً‬
‫بعدها قام (أوميتسو) بدفع (كوميتسو) المزعج جانبًا بلطف وقال‪“ :‬ما الذي تتحدث عنه يا (كوميتسو)؟ أنا‬
‫آسف ج ًدا‪ .‬لقد مرت فترة طويلة منذ أن رأى أح ًدا من خارج عائلتنا‪ ،‬لذا يعتقد أن األمر لعبة‪ .‬فال تُعِره ً‬
‫باال‬
‫“رجا ًء‪.‬‬
‫األمر ليس لعبة يا أخي (أوميتسو)! بل تدريب!” ذكّر إصرار “لكن اقترب (كوميتسو) من (ساسكي) وقال‪:‬‬
‫(كوميتسو) (ساسكي) بطفولته‪ .‬فلقد نظر إلى أخيه (إيتاتشي) بنفس الطريقة‪ ،‬أليس كذلك؟‬
‫هممم…” أطلق (ساسكي) زفيرًا ثم مد يده إلى شوريكين (كوميتسو) الورقية وقال‪“ :‬حس ًنا‪ ،‬أعطني “‬
‫“إياها‪.‬‬
‫أجل!” سلّم (كوميتسو) إحداها إلى (ساسكي) بسعادة‪“.‬‬
‫اِلتفت (ساسكي) بهدوء لمراقبة الرياح التي تهب من الوادي باإلضافة إلى بتالت األزهار اللولبية‪ .‬ثم‬
‫صوّب الشوريكين الورقية نحو البتالت ورماها عليها‪ .‬وبالطبع ال يمكن أن تُقارن رميته السلسة برميات‬
‫دق كِال األخو ْين‬ ‫األخوين الغير محترفة‪ .‬في الواقع‪ُ ،‬غرزت الشوريكين في إحدى بتالت األزهار حتى‪ .‬فح ّ‬
‫بفم ْين مفتوح ْين في عرض المهارة هذا‪.‬‬
‫قال (أوميتسو) وهو منبهر‪“ :‬رغم أنها مصنوعة من الورق…” كما أنه افترض أن (ساسكي) لم يستخدم‬
‫التشاكرا وإنما قوة ذراعه الطبيعية فحسب‪.‬‬
‫مدهشا يا أخي (ناروتو)!” بينما يلتقط الشوريكين‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫قائال‪“ :‬كان ذلك‬ ‫وهتف (كوميتسو)‬
‫“إنه (ساسكي)‪– “.‬‬
‫“همم؟“‬
‫اسمي‪( .‬ساسكي)‪ ”.‬كما هو متوقع‪ ،‬لم يحتمل (ساسكي) أن ُيدعى (ناروتو)‪– “.‬‬
‫بتأمل للحظة‪ ،‬ثم ابتسم ابتسامة عريضة‪ ،‬ضحك وقال له‪“ :‬حس ًنا‪ ،‬أخي‬ ‫ُّ‬ ‫فنظر (كوميتسو) إليه‬
‫“(ساسكي)!‬
‫)‪(3‬‬
‫مته‪ .‬كما لو أنها ُرميت من قِبل شخص ما‪.‬‬ ‫كانت هناك بعض الشوريكين الورقية في قاع الوادي أتت من ق ّ‬
‫“وبهذه الطريقة تفعلها…“‬
‫بالنسبة لـ(ساسكي)‪ ،‬لم تكن هناك استفادة من االعتناء بذينك اإلثنين‪ ،‬لكنه لم يكن عذرًا يقوله لهما‪.‬‬
‫“أخبر (ساسكي) األخ األصغر وأراه كيفية رمي الشوريكين الورقية‪“ .‬بعد هذا‪ ،‬افعلها بنفسك‪.‬‬
‫“مفهوم يا أخي (ساسكي)!“ –‬
‫ثم ذهب (ساسكي) بينما بدأ الصبي رمي الشوريكين الورقية بنفسه‪.‬‬
‫سيغادر هذا المكان باكرًا ليعود إلى حياته األصلية‪ ،‬وسيفقد منظر تلك الشجرة الصغيرة باإلضافة إلى‬
‫نظرات ذينك الصبيين البريئة‪.‬‬
‫عندها جلس (ساسكي) على العشب‪ .‬وقال لهما ما فكر به بإيجاز‪“ :‬المعذرة‪ ،‬قد أضطر لمغادرة هذا‬
‫المكان باكرًا…” كما أضاف بعض األعذار األخرى مثل‪“ :‬سأغادر ألنني تعبت‪ ”.‬وحك مؤخرة رأسه معتذرًا‪.‬‬
‫ماذا‪-‬ماذا قلت يا أخي (ساسكي)؟!” توقف (كوميتسو) عن رمي الشوريكين لكي يرد على تصريح “‬
‫(ساسكي)‪ .‬لقد حاول االحتجاج على القرار الذي اتخذه‪ ،‬لكن (أوميتسو) أنزل رأسه في محاولة لتخفيف‬
‫الموقف‪ ،‬وهذا اللطف كان ال يزال غير مألوف بالنسبة لـ(ساسكي)‪.‬‬
‫ثم مشى (أوميتسو) إلى حيث يقف (كوميتسو) ليساعده في التقاط الشوريكين‪ .‬يبدو أن األخ األكبر‬
‫توقع ردة الفعل تلك من أخيه األصغر‪ ،‬لكن (ساسكي) قال‪“ :‬يا إلهي‪ ،‬ال يمكنك أن تترك أسلحتك هكذا‪.‬‬
‫“عليك أن تلتقطها بنفسك‪.‬‬
‫ً‬
‫ثم نادى األخ األصغر الشخص الذي كان يلتقط الشوريكين خلفه‪ ،‬قائال‪“ :‬أخي!” اقترب (كوميتسو) منه‬
‫جا بالنسبة إليه‪ .‬لقد جعله يلتقطها ألجله‪ ،‬لكن (ساسكي) أخبره أن يفعلها‬ ‫رغم أن األمر كان مزع ً‬
‫بنفسه‪ ،‬لذا ضغط على شفتيه بقوة وقال لـ(أوميتسو)‪“ :‬لقد أخبرني أخي (ساسكي) بأن أفعلها‪ ،‬لذا‬
‫اذهب واسترح!” وتشتت عندما جاء يلتقط ما تبقى منها‪.‬‬
‫ونهض (ساسكي)‪.‬‬
‫ي التقاط بعض منها‪ ،‬فليس من اللطف أن أرى ذلك الصبي يعمل بينما أجلس منتظرًا فحسب‪.‬‬
‫عل ّ‬
‫مهال…” حاول (أوميتسو) تعليمه ذلك‪ ،‬لكن ال زال (كوميتسو) يريد أن يفعلها بنفسه ويذهب “‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫مهال‬ ‫أوه‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫“أخوه ليرتاح‪ ،‬فرد عليه (أوميتسو) قائال‪“ :‬حس ًنا إذا‪.‬‬
‫ثم الحظ األخ األصغر أن (ساسكي) ساعده بالتقاط بعض الشوريكين القريبة من حيث وقف‪ .‬حينها اقترب‬
‫األخ األكبر منه وقال‪“ :‬أريد القول أنني سعيد ألنك قررت مساعدتنا‪ ”.‬فابتسم (ساسكي) ابتسامة‬
‫خفيفة‪.‬‬
‫جب عليك الذهاب “‬ ‫جل رحلتك‪ .‬إذا تو ّ‬ ‫وكما تعلم‪ ،‬التقاط كل هذه الواحدة تلو األخرى سيأخذ وق ًتا منك ويؤ ّ‬
‫“سري ًعا‪ ،‬ليس من الجيد لك أن تدلّلنا هكذا‪ ،‬فنحن نعيقك فحسب‪ .‬أنت تبالغ في مساعدتنا‪.‬‬
‫قائال‪“ :‬حس ًنا…” ثم‬‫ً‬ ‫هد (أوميتسو)‬ ‫مع هذا يبدو أن (ساسكي) التزم بالتقاط تلك الشوريكين المزعجة‪ .‬فتن ّ‬
‫ما روي ًدا روي ًدا‪“ .‬أنا عديم الفائدة كأخ‪ ،‬فأنا مفرط في الحماية‬ ‫جلس تحت شجرة‪ ،‬وأصبح تعبير وجهه قات ً‬
‫ما ما آخذ الحيطة كي ال يفشل‪.‬‬ ‫ما ما أوبّخ أخي األصغر على أمور عديدة‪ ،‬دائ ً‬ ‫“فحسب‪ ،‬دائ ً‬
‫ثم توقّف مجد ًدا‪.‬‬
‫قائال‪“ :‬يبدو أن مد يد العون بشكل إستباقي أصبح من عاداتي‪ .‬لكن باعتباره عادة‪ ،‬ال توجد‬ ‫ً‬ ‫واستطرد‬
‫“ضرورة لقيام أحد آخر بمساعدة أخي يوميًا‪ .‬فهذه مسؤوليتي وليست مسؤوليتك‪.‬‬
‫الحظ (ساسكي) أن األخ األكبر أظهر ذاته الوقحة ألنه استمرّ في المعاناة يو ًما بعد يوم‪ ،‬ثم نظر جانبًا إلى‬
‫األخ األصغر الذي ال يمتلك فكرة عن مدى تعب أخيه من أجله‪ ،‬وبادله األخ األصغر النظر‪ .‬وعلم (ساسكي)‬
‫أن هذا الصبي لم يدرك كيفية االعتزاز بأخيه رغم أنه ال يزال صغيرًا ويتقدم في السن‪.‬‬
‫“سأريك ذلك يا أخي (ساسكي)! يا قدوتي!“‬
‫لدى األخوين مشاعر مختلفة من وجهة نظر معينة‪ ،‬فاألصغر البريء ما زال ال يعرف تلك األمور بعد‪ ،‬وقد‬
‫كان ذلك شي ًئا تداخل مع (ساسكي) مجد ًدا‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫حسن األخ األصغر طريقة رميه للشوريكين‪ ،‬وكأنه اكتسب بعض‬ ‫ّ‬ ‫لقد كان األمر مجرد مسألة وقت‪.‬‬
‫الشجاعة‪ .‬وحتى اآلن ال زال مستمرًا في رمي الشوريكين الورقية التي ال حصر لها‪.‬‬
‫ارتفعت ذراعاه بشكل أفضل من السابق‪ ،‬ويبدو األمر كما لو أنه تكيّف بتلك السرعة‪ .‬فلقد طارت‬
‫الشوريكين التي رماها وأصابت أهدافها بشكل جيد ج ًدا‪.‬‬
‫عندها ابتسم األخ األكبر الذي يجلس تحت الشجرة وقال‪“ :‬هذا مذهل‪ .‬تبدو أفضل اآلن‪ ،‬أليس كذلك يا‬
‫أخي األصغر؟” لقد أسعده تطوّر أخيه في رمي الشوريكين خاصته‪ .‬وافتخر األخ الذي تل ّقى الثناء بنفسه‪،‬‬
‫ضا أدرك تطوّره‪.‬‬ ‫على األرجح أنه هو أي ً‬
‫أوه…” لكن عندما تحوّلت عيناه إلى الغرب‪ ،‬ارتسم على وجهه تعبير منزعج ألنه الحظ شي ًئا‪ ،‬أال وهو “‬
‫بدء حلول الظالم‪ .‬مال ضوء النهار ليشير إليهم بذهاب اليوم إلى نهايته‪ ،‬واِلتفت اآلخران لمشاهدة المنظر‬
‫بدون قول شيء‪ .‬حينها بدأ الفجر باالرتفاع بهدوء‪.‬‬
‫مد جسده عندما “‬ ‫إنه األكاتسكي‪ ”.‬هذا ما سمعه (ساسكي) من فم األخ األصغر‪ .‬األكاتسكي‪ .‬تج ّ‬
‫سمع هذه الكلمة‪.‬‬
‫قائال‪“ :‬كال أيها األحمق‪ ،‬إنه ليس األكاتسكي‪ .‬فكلمة‬ ‫ً‬ ‫عندها ص ّ‬
‫حح (أوميتسو) لـ(كوميتسو) بهدوء‬
‫قد يشبه ضوء الفجر الخفيف لون غروب الشمس‪” .‬األكاتسكي ال تعني ‘الغروب’‪ ،‬إنما تعني ‘الفجر’‪.‬‬
‫فأصدر (ساسكي) ضحكة خفيفة ال شعوريًا‪.‬‬
‫ّ‬
‫تمسك بأخيه األكبر‪.‬‬ ‫لكن لم ينجلي تعبير وجه األخ األصغر وأظهر نو ًعا من المعاناة‪ .‬ثم‬
‫عندها انفجرت رياح باردة من قاع الوادي‪ ،‬قذفت بتالت األزهار إلى السماء الغربية‪.‬‬
‫داعب (أوميتسو) رأس أخيه حينما رأى تلك السماء تُصبغ باألحمر‪ .‬وقال‪“ :‬لقد ُقتِلت عائلتنا على يد‬
‫“األكاتسكي‪.‬‬
‫جعلت كلماته تلك الحزن يغطي عينيْ (ساسكي)‪ .‬وفجأة ذكّره شفق الغروب األحمر باللباس األسود‬
‫الذي عليه شكل غيوم حمراء كلون الدم‪ .‬وبالوقت الذي التقى فيه بأخيه وهو يرتدي ذلك اللباس‪ ،‬الشبيه‬
‫لما يرتديه هو ‪(-‬ساسكي)‪ -‬و(كوميتسو) اآلن‪ .‬رداء أسود داكن عليه شعار األكاتسكي؛ شكل الغيوم‬
‫الحمراء‪.‬‬
‫وبالمقابل ارتسمت على وجه (أوميتسو) نظرة غارقة ثقيلة مظلمة لم تمر دون مالحظة (ساسكي) لها‪.‬‬
‫منظمة نشرت الخوف بين العديد من الشينوبي بوجودها‪ .‬شمل الظالم جميع أعضائها الذين امتلك كل‬
‫ما من القوة‪.‬‬ ‫منهم قدرًا عظي ً‬
‫اتضح أن هذه قصتهم… قصة األكاتسكي‪.‬‬

‫الفصل األول‪ :‬العرن القائم‬


‫)‪(1‬‬
‫تصف العالم األفعال التي يتردد صداها من األرض‪ .‬الشعور الذي ُيبلِغ المرء بوجود اآلخرين‪ ،‬تنشئة‬
‫حالوة السعادة ومرارة سوء الحظ للناس‪ .‬عطر الحياة المذهل‪ ،‬اتصال قطعة من العالم اآلخر‪ .‬البصر‪،‬‬
‫السمع‪ ،‬اللمس‪ ،‬التذوق والشم؛ الحواس الخمسة التي تخبر المرء بأنه يعيش في هذا العالم‪.‬‬
‫في إحدى الحاالت‪ ،‬تسب ّبت الشارينغان ‪-‬القوة البصرية النادرة التي حملتها عشيرة األوتشيها‪ -‬في‬
‫جعل أفراد العشيرة يولدون متصلين بالعالم اآلخر بشكل أعمق‪ .‬لكن لم تكن تلك الصِلة القوية‬
‫أبدية‪ .‬فرغم أنه كان بإمكانهم رؤية األشياء الغير مرئية حتى‪ ،‬فقدت أعينهم قوتها تدريجيًا‪ ،‬ابتعدت عن‬
‫ُ‬
‫العالم اآلخر‪ ،‬وأغلِقت بإحكام في نهاية المطاف‪ .‬لقد فقدوا بصرهم‪.‬‬
‫حظت بالحب بسبب العالقات‪ ،‬وتعرضت للخيانة بسبب العالقات‪ .‬كما أنه تم التالعب بها بسبب‬
‫العالقات‪ ،‬فتساءل أحدهم‪ ،‬هل هذه هي عشيرة األوتشيها؟ الذي كان مرتبطًا بتلك العالقات أي ً‬
‫ضا‪.‬‬
‫“……“‬
‫لقد دخال كه ًفا للهروب من ندى الليل‪ .‬انصرف أحد الرجلين من هناك‪ .‬وفي نسيم الليل البارد‪ ،‬تمايل‬
‫شعره األسود ورِدائه الذي عليه غيوم حمراء تطفو‪ .‬لم تكن هناك غيوم في السماء على عكس‬
‫رِدائه‪ ،‬وطفا فوقه قمر مستدير‪ .‬كانت كِلتا عينيه اللتين نظرتا إلى ضوء القمر شارينغان‪.‬‬
‫وتحسس جبينه ببطء‪ .‬دليله على كونه شينوبي‪ ،‬حامية جبينه‪ .‬التي نُقِش‬ ‫ّ‬ ‫نظر ذلك الرجل إلى القمر‬
‫عليها شعار قرية كونوها… ورغم هذا لم تكن كذلك‪ .‬فيوجد عليها جرح قطع شعار كونوها بشكل‬
‫أفقي‪ ،‬وهو الدليل على كونه نينجا هارب‪ .‬إنه (أوتشيها إيتاتشي)‪ .‬الذي كان عبقري عشيرة‬
‫األوتشيها العريقة والمشرّفة‪ .‬واآلن خائن قاتل لعائلته‪.‬‬
‫مة شيء لم يستطع (إيتاتشي) حتى أن يقطعه‪ ،‬الذي قطع كل صِالته‪ .‬أال وهو شقيقه األصغر‪.‬‬ ‫لكن ث ّ‬
‫جرح بشدة وانقسم إلى نصفين مثل شعار كونوها الذي على حامية جبينه‪.‬‬ ‫الذي ُ‬
‫تذكّر ذلك اليوم من الشهر الجاري على وجه الخصوص‪ .‬اليوم الذي أوقف فيه انقالب األوتشيها‬
‫وتغطّى بدمائها‪ .‬لقد تحوّلت اآلن عالقة المودة التي ربطت بين (إيتاتشي) و(ساسكي) إلى عالقة‬
‫كراهية من (ساسكي) نحو (إيتاتشي)‪ ،‬ومع ذلك كانت عالقة معقدة‪ .‬تسب ّب فيها (إيتاتشي)‪ ،‬لكنه‬
‫ال يعرف شي ًئا‪ ،‬لم يتم إخباره بشيء‪.‬‬
‫عادت إلى ذهنه صورة رجل آخر‪ .‬رجل اشتاق إليه‪ ،‬وهو من نفس عشيرته‪ ،‬إنه (أوتشيها شيسوي)‪.‬‬
‫ضا في ذلك الوقت إليقاف انقالب األوتشيها‪ ،‬وسقط بطريقة نبيلة‪.‬‬ ‫لقد قاتل بشدة هو أي ً‬
‫…أنت الوحيد الذي أستطيع االعتماد عليه يا صديقي العزيز‪ .‬رجا ًء… اح ِ‬
‫م القرية واألوتشيها…‬
‫غادر (شيسوي) إلى الظِالل وسقط بطريقة نبيلة ً‬
‫آمال في كونوها واألوتشيها‪ .‬كانت طريقة حياته‬
‫طريق شينوبي‪ .‬وفكّر (إيتاتشي) مثله‪ .‬لقد حمل خطيئة ارتداء العار بنفس الطريقة التي ارتدى بها‬
‫لباس األكاتسكي‪ ،‬مع أنه لم يكن جز ًءا من المنظمة‪ .‬وبالتالي لن يتردد (ساسكي) في قتله إذا رآه‬
‫يواصل ارتكاب الجرائم‪.‬‬
‫لقد عرف (إيتاتشي) مرارة التعامل مع األشخاص األحباء أكثر من أي أحد آخر‪ .‬أراد أن يقتله‬
‫(ساسكي) بدون أن يشعر بالحزن‪ ،‬بدون أن يشعر بشيء عندما يحين ذلك الوقت‪ .‬حلم (إيتاتشي)‬
‫بذلك في عينيه‪ .‬لكن يبدو أن قدوم موعد تلك النهاية سيستغرق بعض الوقت‪.‬‬
‫أغلق (إيتاتشي) جفنيه ليحجب ضوء القمر عن عينه‪ .‬العين التي ال تزال تقطّر الدماء‪ .‬أجل‪ ،‬من اآلن‬
‫ضا‪.‬‬‫فصاع ًدا أي ً‬
‫“ال تستطيع النوم يا (إيتاتشي)‪-‬سان؟“‬
‫رجال ضخم الجثة يحمل سيف الساميهادا‬ ‫ً‬ ‫سمع (إيتاتشي) صوتًا نادى من خلفه‪ .‬فأدار رأسه ورأى‬
‫العظيم‪ ،‬أحد السيافين السبعة‪ ،‬وحش قرية الضباب (هوشيغاكي كيسامي)‪ ،‬شريك (إيتاتشي) في‬
‫األكاتسكي‪.‬‬
‫لقد غادرت بهدوء شديد لدرجة أني ظنن ُتك انسحبت من األكاتسكي‪ ”.‬كان يستحيل التفريق بين ما “‬
‫إذا كانت كلماته عبارة عن مزحة أم جِد‪ .‬وعندما ضيّق (إيتاتشي) عيناه‪ ،‬ارتسمت على شفتي‬
‫ي هكذا رجا ًء‪ .‬من المؤلم أن يتعرض المرء لإلزعاج في‬ ‫(كيسامي) ابتسامة إغاظة وقال‪“ :‬ال تنظر إل ّ‬
‫الوقت الذي يريد أن يكون فيه بمفرده‪ ،‬لكن الغرض من فِرق األكاتسكي هو مراقبة بعضنا البعض‬
‫“بشكل متبادل‪ .‬فنحن ال نعلم من أو متى سيخونها أحد‪ .‬مثل (أوروتشيمارو)‪.‬‬
‫“‪– “…….‬‬
‫لقد كان (أوروتشيمارو) من كونوها مثل (إيتاتشي)‪ ،‬وجز ًءا من مجموعة أسطورية ُتدعى الـ”سانين”‬
‫صا عديم الرحمة يستخدم أي وسيلة إلرضاء رغباته‪ ،‬وكانت‬ ‫إلى جانب (جيرايا) و(تسونادي)‪ .‬كان شخ ً‬
‫األكاتسكي إحدى وسائله‪ .‬فبينما كان ملتح ًقا بالمنظمة‪ ،‬أراد أن يمتلك العبقرية الفطرية‪ ،‬ووضع‬
‫جسد (إيتاتشي) نصب عينيه‪ .‬لكنه أدرك أنه لم يكن يضاهي (إيتاتشي) وقرر االنسحاب من‬
‫األكاتسكي‪.‬‬
‫في ذلك الوقت‪ ،‬فكّر (إيتاتشي) في (ساسوري)‪ ،‬مستخدم الدمى الذي عمل مع (أوروتشيمارو)‪،‬‬
‫ما للغاية وبشكل مدهش‪.‬‬ ‫وبدا أنه وجد الفراق مؤل ً‬
‫فكرت بأني فخور لكوني قادر على أن أكون معك‪ .‬فأنت عبقري األوتشيها بأي حال‪ .‬في “‬ ‫ُ‬ ‫حس ًنا‪ ،‬لقد‬
‫“اليوم الذي ستخون فيه األكاتسكي‪ ،‬سأتولى مسؤولية التعامل مع تلك العبقرية‪.‬‬
‫“هل أتيت لتقول شي ًئا كهذا؟“أعاد (إيتاتشي) أنظاره إلى القمر وقال‪:‬‬
‫هم‪ .‬بالطبع لم آتي إلى هنا لكي أؤذيك بثرثرتي السخيفة‪ ”.‬بعد قوله لذلك‪ ،‬نظر “ –‬ ‫فوفو… أتف ّ‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫(كيسامي) إلى القمر هو أيضا‪ .‬ثم مد يده إلى الساميهادا الذي على ظهره‪.‬‬
‫“أتساءل اآلن أي واحد منا سيستهدفونه…إِه!“‬
‫حا ج ًدا ضبابيًا‪ .‬لم‬
‫في نفس الوقت الذي برح (كيسامي) مكانه فيه‪ ،‬أصبح القمر الذي كان يبدو واض ً‬
‫ة واحدة‪ ،‬وأصبح من غير الممكن‬ ‫تكن الغيوم الشيء الذي حجب ضوء القمر‪ .‬وإنما ضباب غطّاهم دفع ً‬
‫رؤية (كيسامي) حتى رغم أنه على ُبعد مسافة قصيرة‪.‬‬
‫“…أظن أنهم يستهدفونني!“‬
‫فن النينجا‪ :‬جتسو اإلختباء في الضباب‪ .‬لقد كانت تقنية من عنصر الماء غالبًا ما تُستخدم في قرية‬
‫الضباب‪ .‬وفي الوقت الذي حاول فيه (كيسامي) سحب الساميهادا‪ ،‬طارت العديد من الكوناي نحو‬
‫الجزء العلوي من ظهره في آن واحد‪ .‬فنقف (كيسامي) الساميهادا بال مباالة وأسقط كل الكوناي به‪.‬‬
‫لكن عندما كان انتباهه منصبًا على الكوناي‪ ،‬انبثق ظِل جديد من الضباب‪.‬‬
‫“(كيسامي)‪ ،‬إنه نينجا صياد من قرية الضباب!“‬
‫شكّل النينجا الصياد أختام اليد بسرعة أكبر من سرعة استجابة (كيسامي) لكلمات (إيتاتشي) تلك‪.‬‬
‫*عنصر الماء‪ :‬جتسو الرصاصة المائية! ”سويتون‪ :‬سويدان نو جتسو!*“‬
‫ُ‬
‫ضرب الماء الذي أطلِق من فمه جسد (كيسامي)‪ .‬ثم ظهر نينجا صياد آخر وشكّل أختام اليد مرارًا‬
‫وتكرارًا‪.‬‬
‫*جتسو السجن المائي! ”سويرو نو جتسو!*“‬
‫ثقيال‪ ،‬وأصبحت المياه التي أحاطت به‬ ‫ً‬ ‫لقد كان جتسو الرصاصة المائية الذي ضرب جسد (كيسامي)‬
‫على شكل ُكرة‪ .‬لقد صنع النينجا الصياد األول ما ًء باستخدام تقنية الرصاصة المائية‪ ،‬واستخدم اآلخر‬
‫هذا السائل لصنع سجن ال يمكن الهرب منه‪.‬‬
‫لقد كان هدفهم (كيسامي) وحده‪ .‬فحاولوا اختطافه‪” .‬حس ًنا‪ ،‬فلنأخذ (كيسامي) ونذهب!“‬
‫لكن ضحك (كيسامي) بال خوف داخل السجن المائي وقال‪“ :‬هل أنتم مبتدئون؟ لم تتذوقوا الكثير‬
‫“من هذا العالم‪ ،‬أليس كذلك؟‬
‫“ال تبالغ في األمر يا (كيسامي)‪– “.‬‬
‫هذا يعتمد على خصومنا اآلن‪ ،‬أليس كذلك؟” شكّل (كيسامي) أختام يد عند رده على تحذير “‬
‫(إيتاتشي)‪.‬‬
‫“ما‪ -‬ما هذا بحق الـ…؟!“‬
‫باكسوي *ابتلع (كيسامي) قدرًا كبيرًا من الماء الذي في السجن المائي‪ ،‬وقال‪“ :‬‬ ‫سويتون‪ُ :‬‬
‫*عنصر الماء‪ :‬موجة االصطدام المائية المتفجرة!! ”شوها!!‬
‫عندما ن ّفذ (كيسامي) الجتسو‪ ،‬انفجرت من فمه كمية ماء ال تُقارن بالكمية التي في السجن‬
‫المائي‪.‬‬
‫مـ‪-‬مستحيل! لم يسبق وأن تحطم جتسو السجن المائي…؟!” وضع النينجا الصياد الذي أنشأ “‬
‫محاوال احتجاز (كيسامي) بداخله‪.‬‬ ‫ً‬ ‫السجن المائي كلتا يديه عليه بشكل مسعور‪،‬‬
‫لكن انتفخ السجن المائي بشكل النهائي‪ ،‬حيث جعله جتسو (كيسامي) يفيض بالماء ويضغط عليه‬
‫من الداخل‪ .‬وانفجر مثل بالونة ماء‪.‬‬
‫“…هل انتهيتم قبل أن نصبح مبهرجين حتى؟“‬
‫ضا؟‬ ‫هال هاجمنا نحن أي ً‬ ‫طق رقبته وسقط مع الساميهادا‪“ .‬حس ًنا إ ًذا‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫“عندما تحرر (كيسامي)‪،‬‬
‫بعد قوله لذلك‪ ،‬مزّق النينجا الصيادين دفعة واحدة‪.‬‬
‫“أورااااا!!“‬
‫“غياااا!“ –‬
‫ضرب السيف العظيم الساميهادا خصومه في جوف بطونهم‪ ،‬كاسرًا عِظامهم ومستمت ًعا بشعور زوال‬
‫طاقاتهم‪ .‬وعندما اقتلع لحوم بطونهم وجعل دمائهم تتطاير‪ ،‬أخذ التشاكرا خاصتهم وحوّلها إلى قوة‬
‫لـ(كيسامي)‪.‬‬
‫“اللعنة‪“-‬‬
‫قام نينجا صيادون آخرون بتشكيل أختام يد بينما يستوعبون أن رفاقهم رقصوا وطاروا في الهواء مثل‬
‫أوراق هشة ميتة أمام أنظارهم‪.‬‬
‫ال تزالون تشكّلون أختام اليد بحزم رغم أن رفاقكم ماتوا أمام أنظاركم‪ .‬كما هو متوقع من النينجا “‬
‫الصيادين‪ ،‬أليس كذلك؟ لكن بفضلكم جمي ًعا أصبح لدي الميزة الجغرافية هنا‪ ”.‬انتشرت مياه حول‬
‫(كيسامي) مثل بِركة‪.‬‬
‫*عنصر الماء‪ :‬جتسو رصاصة القرش المائي! ”ها أنا ذا… *سويتون‪ :‬سويكودان نو جتسو!“‬
‫اتخذت المياه شكل قروش تكشف أنيابها‪ .‬لقد كان إحدى الجتسو التي من اختصاص (كيسامي)‪.‬‬
‫*عنصر الماء‪ :‬الجدار المائي… ”اللعنة! *سويتون‪ :‬سويجينهيكي… “‬
‫سبحت القروش المائية نحو النينجا الصيادين قبل أن يتمكنوا من صنع الجدران المائية لحماية‬
‫أنفسهم‪.‬‬
‫“غياااااا!“‬
‫ة إياهم إلى أشالء‪.‬‬ ‫أكل ْتهم وابتلع ْتهم‪ ،‬مقطّع ً‬
‫انجلى الضباب الكثيف الذي غطّى محيطهم‪ ،‬فأشرق ضوء القمر مجد ًدا‪ .‬وأعاد (كيسامي) الساميهادا‬
‫إلى ظهره‪.‬‬
‫“…‪..‬؟!“‬
‫“(كيسامي)‪ ،‬التشكيلة!“لكن شعر (إيتاتشي) بعدها بتشاكرا أخرى‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫رجال آخرًا قفز من داخل الدغل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫بمجرد أن قفز بسرعة متب ًعا تعليماته‪ ،‬رأى اإلثنان‬
‫‘لدي الميزة الجغرافية هنا’‪ ،‬أأنت جاد بقولك هذا؟! سأعيد استخدام هذه الكلمات‪ ،‬أنا‪( ،‬كييرو)‪“ -‬‬
‫“ساما!‬
‫لم يكن يرتدي ذلك الرجل الذي عرّف نفسه بأنه ‘(كييرو)‪-‬ساما’ قناع النينجا الصيادين‪ ،‬وليس لديه‬
‫حامية جبين حتى تدل على أنه شينوبي‪ .‬لكن كانت هناك أشياء ال يمكن إال أن تالمس الحقيقة مثل‬
‫سالطة لسانه‪ ،‬كما أنه شكّل أختام يد معقدة على الفور‪ .‬لقد أتى فن عظيم‪.‬‬
‫*عنصر الماء‪ :‬جتسو رصاصة التنين المائي!! ”سويتون‪ :‬سويريودان نو جتسو!!*“‬
‫ة لصرخة (كييرو)‪ ،‬ظهر التنين المائي من تحت أقدام (كيسامي) المبللة‪ .‬ال ُبد أن يكون‬ ‫استجاب ً‬
‫مستوى مهارته في التشاكرا عاليًا‪ .‬تدحرج التنين المائي مثل سمك التونة عندما انقض على‬
‫(كيسامي)‪.‬‬
‫”تش!“‬
‫ِ‬ ‫النتزاع‬ ‫ظهره‬ ‫إلى‬ ‫تصل‬ ‫يده‬ ‫يجعل‬ ‫أن‬ ‫لم يكن لديه الوقت لتشكيل أختام اليد‪ ،‬ولم يستطع‬
‫الساميهادا‪ .‬فاصطدم به التنين المائي‪.‬‬
‫حلّت المشكلة!“‬ ‫“ ُ‬
‫لكن قبل أن يتلقى (كيسامي) إصابة قاتلة‪ ،‬قام (كييرو) بإلغاء الجتسو‪ .‬فرقص التنين المائي الذي‬
‫ُّ‬ ‫كان كتل ً‬
‫ة من الماء نحو السماء وانفجر مع صوت تحطم‪ ،‬مثل مطر يتساقط على األرض‪.‬‬
‫“(كوداكا)! هيا بنا!“‬
‫بدا أن الشخص األخير ‪-‬الرجل المدعو (كوداكا)‪ -‬قد شكّل أختام يد تحت معطفه الفضفاض السميك‪.‬‬
‫ضا بتشكيل أختام يد جديدة‪.‬‬ ‫فرقصت حولهم أضواء صغيرة ال تحصى‪ .‬وقام (كييرو) أي ً‬
‫*عنصر الماء‪ :‬المطر المرير الغاضب! ”انتظر وتراجع! *سويتون‪ :‬دوكو آمي! “‬
‫عندما ن ّفذ (كييرو) الجتسو‪ ،‬تغيّر لون الماء الذي تساقط مثل المطر إلى اللون األسود والتصق‬
‫بـ(كيسامي)‪ .‬مطر أسود انتزع منه مجال رؤيته بتغطية عينيه‪.‬‬
‫*عنصر البرق‪ :‬إبر الصدمة الكهربائية! ”فهمت…! *رايتون‪ :‬كاندِن هاريباري!“‬
‫عندما ن ّفذ (كوداكا) هذا الجتسو‪ ،‬أصبحت تلك األضواء مثل إبر‪ ،‬وخالل لحظة طارت نحو (كيسامي)‬
‫وطعن ْته‪ .‬جميع اإلبر العديدة كانت صغيرة‪ ،‬وحينها لم يسعه إال أن يشعر باأللم في النقاط التي‬
‫أصابتها‪.‬‬
‫“!‪“….‬‬
‫“هذا…“ضغط (كيسامي) على جِلده وقال‪:‬‬
‫درت‪ ،‬سقط‬ ‫بدأت بعض مناطقه المطعونة باإلنتفاخ وأصبح لونها أحمرًا بينما كان ينظر إليها‪ .‬وعندما تخ ّ‬
‫ما عنه‪.‬‬ ‫(كيسامي) على ركبتيه رغ ً‬
‫هاهااا! هذه هي نهاية وحش قرية الضباب‪ ”!-‬لم يستطع (كييرو) أن يفوّت هذه الفرصة‪ .‬فسحب “‬
‫سيفه وصوّبه على ُع ُنق (كيسامي)‪.‬‬
‫م ًال يا (كيسامي)‪.‬‬ ‫”لكن أوقف (إيتاتشي) سيفه بكوناي بسهولة وقال‪…“ :‬لقد كنت ُمه ِ‬
‫“ما…“ –‬
‫“أنت تستخدم تقنيات غير مألوفة‪“.‬‬
‫ركل (إيتاتشي) معدة (كييرو) بأخمص قدمه بكل قوته‪ ،‬داف ًعا إياه نحو السماء‪.‬‬
‫“غوهاه‪“!-‬‬
‫(كييرو)!” أمسك (كوداكا) بـ(كييرو) عندما جعلته الركلة يطير‪ ،‬وقفز إلى الوراء لكي يخرج من “ –‬
‫المدى‪.‬‬
‫سم بعنصر الماء‪ ،‬ومن ثم يتم إدخاله إلى “‬ ‫أنا آسف يا (إيتاتشي)‪-‬سان‪ .‬يبدو أنها مسمومة‪ُ .‬يصنع ُ‬
‫“الجسد بعنصر البرق إ ًذا؟‬
‫والتخدر‪ ،‬لكنه أوصل يده المتورّمة إلى الساميهادا‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫أصبحت حركات (كيسامي) محدودة بسبب السم‬
‫جه (كيسامي) الساميهادا إلى نفسه وقطع به المناطق “‬ ‫ال مفر من ذلك‪ ،‬لذا لنقم بقطعها‪ ”.‬و ّ‬
‫المتضررة بعمق وبدون تردد‪.‬‬
‫“هـ‪-‬هذا الرجل‪ ،‬لحمه…“‬
‫ما الذي يجعلك تتوتر يا (كوداكااا)؟!” صرخ (كييرو) على (كوداكا) بصوت مرتجف عندما شاهد “ –‬
‫(كيسامي) وهو يقطع لحمه‪.‬‬
‫“أيها الوغد الجبان‪ ،‬سنمسك بك رغم ذلك!“‬
‫لكن يا (كييرو)! لقد أصابه ‘األول’ بالفعل‪ .‬وتلك الشارينغان… مقاتلة (أوتشيها إيتاتشي) هي “ –‬
‫“مخاطرة كبيرة‪ .‬لذا فلنرحل من هنا!‬
‫ضا! باستخدام ‘الثاني واألخير’‪ ،‬هيا يا “‬ ‫ما ألنفسنا بقتل (إيتاتشي) أي ً‬ ‫اخرس! دعنا نصنع اس ً‬
‫ً‬
‫(كوداكا)!” بدأ (كييرو) بتشكيل أختام اليد‪ ،‬متجاهال تردد (كوداكا)‪.‬‬
‫لكن أغلق (إيتاتشي) عينيه ووضع الكثير من قوته فيهما بهدوء‪ .‬وقال‪“ :‬سيتالشى كل من الثراء‬
‫“والشهرة في حضور هاتين العينين‪ ،‬واآلن… فلتختفي‪.‬‬
‫إنه غينجتسو المانغيكيو شارينغان‪ ،‬التسوكيومي‪.‬‬
‫ما فجأة‪ .‬ولم يكن هناك سوى (إيتاتشي) و(كييرو)‪ .‬لقد تم “‬ ‫…؟! ما‪ ،-‬هـ‪-‬هنا…” أصبح العالم مظل ً‬
‫سحبهما إلى عالم التسوكيومي‪.‬‬
‫أي نوع من الـ‪ -‬ما الذي فعلته؟!” كان (كييرو) يقف على حافة بحيرة وهو مقيد اليدين والقدمين‪“.‬‬
‫قائال‪“ :‬ما “‬ ‫ً‬ ‫ستستمر بالغرق طوال الـ ‪ 48‬ساعة القادمة‪ ”.‬بعد أن قال (إيتاتشي) ذلك‪ ،‬صاح (كييرو)‬
‫الذي تقوله؟!” ثم دفعه شيء من ظهره بصوت مكتوم‪.‬‬
‫“ما…!“‬
‫صوت رش‪ .‬أتى صوت الماء عندما اصطدم جسد (كييرو) بالبحيرة‪.‬‬
‫“آآآآآه…!“‬
‫“(كييرو)؟!“ –‬
‫أصبح المكان صام ًتا فجأة عندما سقط (كييرو) على التربة الموحلة‪ ،‬صام ًتا تما ًما‪ .‬اضطربت أنفاسه‪،‬‬
‫واهتزّ جسد (كوداكا) من الذعر بينما انسكبت قطرات عرق كبيرة من كل أنحائه‪.‬‬
‫ً‬
‫د يده طلبًا للمساعدة‪ ،‬سعيا “‬ ‫آآه‪-‬آآآه!” لقد تذوّق (كييرو) ‪ 48‬ساعة من التعذيب بشكل فوري‪ ،‬وم ّ‬
‫إلى الخالص‪.‬‬
‫يا إلهي‪ ،‬يبدو وكأن حياته وصلت إلى نهايتها‪ ،‬أليس كذلك؟” ضحك (كيسامي) بينما يشاهد (كييرو) “‬
‫وهو يواجه التسوكيومي‪ .‬ثم أخرج (إيتاتشي) كوناي ليضع نهاية له‪.‬‬
‫(كييرو)!” نادى (كوداكا) اسم (كييرو) بقوة عندما أمسك بيده التي امتدت نحو السماء كما لو كانت “‬
‫ديته‬ ‫ج ّ‬
‫تبحث عن الهواء‪ .‬ثم شبك يده بها بقوة وصرخ باسمه مجد ًدا‪“ .‬هيا يا (كييرو)‪ ”!-‬لقد أوقفت ِ‬
‫سعي (إيتاتشي)‪.‬‬
‫“أ…خي…” رد (كييرو) على صرخة (كوداكا) بصوت أجش‪“ .‬سا‪-‬ساعدني… يا أخي (كوداكا)…“‬
‫وعندما ظهر (إيتاتشي)‪ ،‬ارتجف مثل طفل خائف وانقطع صوته المختنق‪.‬‬
‫أطلق (كييرو) صرخة حزن حينما اختفى (كوداكا) مع جسده المتدلي فوق كتفه‪…” .‬شي‪“-‬‬
‫ُّ‬
‫والتخدر‬ ‫ثم وضع (كيسامي) الساميهادا على األرض ووقف ببطء‪ ،‬وقال‪“ :‬حس ًنا حس ًنا‪ ،‬يبدو أن األلم‬
‫“ويبدو أنهما أخوان‪ ،‬أليس كذلك؟ رغم هذا‪ ،‬يظل ذلك الجتسو غريبًا علي‪” “.‬قد هدآ أخيرًا؟‬
‫“…لم يكن جتسو من قرية الضباب؟“ –‬
‫لقد كانت المرة األولى التي أرى فيها جتسو يجمع بين عنصر الماء وعنصر البرق‪ .‬ال يبدو أنهما نينجا “‬
‫صيادين وال يرتديان حامية الجبين‪ ،‬لذا أعتقد أنه من الممكن أن قرية الضباب استأجرت شينوبي‬
‫“آخرين…؟‬
‫انفصلت عن قرية الضباب‪ ،‬لذا أفترض أنه ال بأس بذلك‪ ،‬اعتقد (كيسامي) هذا بينما‬ ‫ُ‬ ‫حس ًنا‪ ،‬أنا أي ً‬
‫ضا‬
‫يهزّ كتفيه‪.‬‬
‫سم بعنصر الماء لتغطية الجسد‪ ،‬ومن ثم إصابته بعنصر البرق‪ ،‬إنه جتسو مشترك نادر‪ ،‬أال “‬ ‫استخدام ُ‬
‫السم بالكامل‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫“تعتقد هذا؟ يستغرق األمر فترة حتى يختفي‬
‫نظر (كيسامي) إلى الماء األسود الذي تحت قدميه والذي قد يحتوي على السم‪ .‬لكن لم يتفق‬
‫(إيتاتشي) مع فكرته‪“ .‬لقد كانت هناك أضواء غريبة ال تحصى‪ ،‬لكن ليس هناك الكثير من المناطق‬
‫“المنتفخة في جسدك‪.‬‬
‫الضربات نفسها كانت مثل اإلبر‪ ،‬لذا لم يبدو أن لديها قوة هجومية كبيرة‪ .‬فالعديد منها لم تصب “ –‬
‫“جسدي‪.‬‬
‫“‪“…..‬‬
‫نظر (إيتاتشي) إلى سطح الماء األسود‪.‬‬
‫“(إيتاتشي)‪-‬سان؟“‬
‫حرّك أنظاره لتجاهل (كيسامي) بينما يميل رأسه‪ .‬ثم وجد هدفه في العشب‪ ،‬فرمى عليه كوناي‬
‫خ ّفة‪.‬‬ ‫بسرعة و ِ‬
‫“فأر؟“‬
‫أصابت الكوناي فأر حقول تحرّك في العشب‪.‬‬
‫“ال بد أن يكون فخ العدو؟“ –‬
‫“كال‪ ،‬ليس كذلك‪“.‬‬
‫كان الفأر ال يزال حيًا رغم أن ظهره تضرر‪ ،‬وألقاه (إيتاتشي) في الماء األسود‪ .‬فكافح الفأر في الماء‬
‫مبلال بينما يحاول الهرب‪ .‬حينما نظر (كيسامي) إليه‪ ،‬أدرك ما رآه (إيتاتشي)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وهو مذعور‪ ،‬وأصبح‬
‫حتى اللحظة‪ُ ،‬يفترض أن يكون الفأر مصابا بسبب الماء األسود‪ ،‬لكن لم تظهر أي أعراض لذلك‪ .‬لقد‬
‫ً‬
‫اال بشكل فوري‪ .‬وفي هذه الحالة‪ُ ،‬يفترض أن تظهر نفس‬ ‫السم الذي تلقاه (كيسامي) ف ّع ً‬ ‫ُ‬ ‫كان‬
‫األعراض على الفأر‪.‬‬
‫ساما‪ ،‬لكنه في الحقيقة شيء “‬ ‫ًّ‬ ‫في ذلك الجتسو المشترك‪ ،‬ربما يتظاهر عنصر الماء بأن يكون‬
‫مة فخ في عنصر البرق ذاك…‬ ‫كان (إيتاتشي) يتذكر كلماتهما‪ .‬استخدم (كوداكا) ”مختلف‪ .‬ال ُبد أنه ث ّ‬
‫منا السر‬ ‫عنصر البرق وقال ‘األول’ عندما ضرب به‪ .‬وصرخ (كييرو) بقول أن ‘الثاني’ كان ‘األخير’‪ .‬فخ ّ‬
‫المخفي في ذلك‪.‬‬
‫حاولت استخدام التسوكيومي على المدعو “‬ ‫ُ‬ ‫علينا أن نرتاح في الوقت الراهن يا (كيسامي)‪ .‬لقد‬
‫“(كييرو)‪ ،‬لكن ثمن ذلك كان كبيرًا‪ .‬كما أنهما سيستهدفانك مجد ًدا إذا تعافيا‪.‬‬
‫“سأقتلهما في المرة القادمة‪– “.‬‬
‫ن الثقة التي ال أساس لها تجلب اإلهمال‪ .‬وهذا ما انطبق عليك قبل لحظات‪“.‬‬ ‫“إ ّ‬
‫ُّ‬
‫ضحك (كيسامي) عندما أشار (إيتاتشي) إلى تسممه وسقوطه على ركبتيه‪ .‬ثم قال له‪“ :‬أنت‬
‫“لست ثرثارًا‪ ،‬لكنك تملك بعض الحجج القوية بالتأكيد‪.‬‬
‫“ليس لدي أي نية للجدال‪– “.‬‬
‫حينما قال (إيتاتشي) ردّه المختصر‪ ،‬انتقل بصره من الماء األسود إلى ما يحيط به‪.‬‬
‫“‪“…..‬‬
‫لفت شيء نظره هناك‪ .‬إنه…‬
‫هال قمنا بمطاردتهما من اآلن فصاع ًدا؟ ذانك األخوان‪ ”.‬كان (إيتاتشي) صام ًتا عندما قال (كيسامي) “‬ ‫ّ‬
‫قائال‪“ :‬ال يمكن أن يكونا قد ابتعدا كثيرًا‪ .‬سنجدهما‪ ”.‬واتّفق معه (إيتاتشي)‪ .‬فبما‬ ‫ً‬ ‫ذلك‪ .‬وأضاف األخير‬
‫أن (كييرو) وقع في الغينجتسو خاصته‪ ،‬ال ُبد أنهما يختبئان في مكان ليس بعي ًدا كثيرًا من أجل‬
‫مراجعة حالته‪.‬‬
‫ساعدني يا أخي (كوداكا)… طالما قاال أنهما أخوان‪ ،‬لن يكون األخ األكبر قادرًا على أن يظل هادئًا‬
‫عندما يسمع صوت أخيه األصغر وهو يصرخ طلبًا للمساعدة‪ .‬ومع شارينغان (إيتاتشي)‪ ،‬سيستغرق‬
‫أمر القضاء على شخصين وق ًتا أقل بكثير من ذلك‪.‬‬
‫” لكن داس (إيتاتشي) على شيء غرق في الوحل بينما يسيران نحو الكهف‪ .‬وقال ‪“…..‬‬
‫“لـ(كيسامي)‪“ :‬في هذه الحالة‪ ،‬ال يمكنك القتال كما ينبغي‪ ،‬أصحيح؟‬
‫“هذا ليس باألمر المهم‪– “.‬‬
‫“ظنن ُتك الشخص الذي أخبرني ساب ًقا بأن أحذر من الذين يأكلون لحوم بني جنسهم‪“.‬‬
‫“!‪– “…..‬‬
‫لقد كان ذلك لقاءهما األول‪ .‬حينها تحدث (كيسامي) عن أن صغار القروش يبدؤون بأكل بعضهم‬
‫البعض بمجرد تفقيس بيوضهم‪ ،‬ونصح (إيتاتشي) كعضو من األكاتسكي بأن يحذر منه‪ .‬سيقتله إذا‬
‫داه في قتال بحالة ناقصة فسيكون‬ ‫مهمال‪ .‬لذا تجرأ (إيتاتشي) على اقتباس ذلك اآلن‪ .‬إذا تح ّ‬ ‫ً‬ ‫كان‬
‫ضعي ًفا‪ ،‬وربما يصبح فريسة أمام الشارينغان‪.‬‬
‫ضا بأي حال‪“.‬‬ ‫“…كوكوكو‪ .‬هذه الحجة قوية أي ً‬
‫سحِبت مياه (كيسامي) إلى التربة بهدوء‪ ،‬إلى جانب المياه السوداء‪.‬‬ ‫عندها ُ‬
‫∞‬
‫ذهب القمر إلى السماء الغربية تدريجيًا‪ .‬ومن بين األشجار الكبيرة‪ُ ،‬يمكن سماع صوت أجنحة‬
‫الحشرات وصوت أنين األخ األصغر‪ .‬واصل (كوداكا) إرسال التشاكرا إلى أخيه األصغر من خالل يده‬
‫المتعرقة وهو يمسك بها‪ ،‬إلعادة توصيل روحه بها‪.‬‬
‫“(كييرو)…“‬
‫ما إذا كان المساء سينتهي بدون أن يستعيد وعيه‪ .‬لقد حدث األسوأ؛ كانت تشاكرا (كييرو)‬ ‫تساءل ع ّ‬
‫مضطربة‪.‬‬
‫“…تماسك يا أخي‪“.‬‬
‫“وبينما كان يوبخ نفسه وينتظر تعافي (كييرو)‪ ،‬أتت صيحة من فم (كييرو)؛ “(كوداكا)…؟‬
‫“(كييرو)! لقد استعدت وعيك!“ –‬
‫هم (كييرو) بصوت عال‪ ،‬وفتح جفنيه ببطء‪“ .‬ما‪-‬إنـ‪-‬إنني متماسك… أشعر بالسوء!” وعندما استيقظ‪،‬‬ ‫تج ّ‬
‫ً‬
‫قائال‪“ :‬ماذا حدث مع‬ ‫أبعد يد أخيه األكبر وقال‪“ :‬تبًا…” ثم نهض وهو يمسك جبينه‪ ،‬وسأل‬
‫“(كيسامي)؟ هل قضيت عليه؟‬
‫جب علينا التراجع في الوقت الحالي‪– “.‬‬ ‫“اه‪-‬ال… فلقد تو ّ‬
‫عندما رد (كوداكا) بقول ذلك‪ ،‬ارتفعت عينا (كييرو) وارتعشت‪ .‬ثم قال‪“ :‬أيها الوغد‪ ،‬ما الذي كنت تفعله‬
‫“بحق الجحيم؟‬
‫“غرر!“ –‬
‫ضرب (كييرو) (كوداكا) بقبضته‪ .‬ففقد (كوداكا) توازنه وسقط إلى أسفل الشجرة‪ .‬وعندما قفز (كييرو)‬
‫إليه ليهاجمه مجد ًدا‪ ،‬أصبح صوت أجنحة الحشرات أعلى‪.‬‬
‫“اللعنة‪“.‬‬
‫أنزل (كييرو) قبضته التي لوّح بها‪ ،‬ونظر إلى (كوداكا) بنظرة ُبغض‪.‬‬
‫“(كيـ‪-‬كييـ…“‬
‫لقد كان وجهه ملي ًئا بالغضب والكراهية‪.‬‬
‫أوال…؟ لقد حصلت على الجتسو السري بنا ًء على شرط أنك االبن األكبر…! لو أنني “‬ ‫لماذا ُول ِْدت ً‬
‫“ ُولِدت أوال‪ ،‬لكان الجتسو لي! عندها سأكون قادرًا على قتل المزيد بسهولة!‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫صا لقتل الناس في األصل…“ –‬ ‫“(كييرو)… لم يكن ذلك مخص ً‬
‫“مستحيل! ليس هناك فائدة من وغد مثلك بدون ذلك الجتسو!“‬
‫بعد وقت قصير من ذلك الصراخ‪ ،‬اهتز جسد (كييرو) وتمايل‪ .‬فعلى الرغم من أن وعيه قد عاد‪ ،‬شعر‬
‫باإلرهاق العقلي الشديد والقاسي الذي تسب ّبه التسوكيومي‪ .‬تنتهي تلك التقنية في لحظة غالبًا ما‬
‫يمكن فيها أن تحرم المرء من كل شخصيته وذكرياته‪.‬‬
‫“(كيـ‪-‬كييرو)‪ ،‬جسدك اآلن ليس‪“-‬‬
‫“ال تلمسنييي!“ –‬
‫حاول (كوداكا) أن يدعم جسد (كييرو)‪ ،‬لكن أبعد (كييرو) يديه عنه‪.‬‬
‫لكشافة قرية الضباب “‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫استجبت‬ ‫هيه‪ ،‬لنتوقف عن القيام بهذا النوع من األمور من اآلن فصاع ًدا‪ .‬لقد‬
‫“لكسب المال‪ ،‬لكننا قضينا على ما يكفي بالفعل… بعد ذلك‪ ،‬سأعود إلى القرية بهدوء فحسب‪-‬‬
‫“اخرس!“ –‬
‫حجبت صرخات (كييرو) كلمات (كوداكا)‪.‬‬
‫أنت تتخلى عن تقاليدنا ورحلتنا‪ ،‬فقط لكي تعيش مثل الناس الذين يريدون البقاء في مكان واحد! “‬
‫دعنا ننسى كل شيء! لقد حاولوا طردنا! فلِم أنت هادئ ج ًدا؟ أنا أمقتك! أكرهك!” لمعت عينا‬
‫“(كييرو) بنور الغضب عندما قال ذلك‪“ .‬فلنعد ونصنع أسمائنا… ذانك الشخصان مثاليان لهذا الغرض!‬
‫أحد السيافين السبعة‪ ،‬وحش قرية الضباب (هوشيغاكي كيسامي)‪ .‬وعبقري عشيرة األوتشيها‬
‫األعجوبة الذي يمتلك الشارينغان (أوتشيها إيتاتشي)‪ .‬عضوان من األكاتسكي‪ ،‬الذين توجد أوامر‬
‫بطال بسرعة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫دولية بإلقاء القبض عليهم‪ .‬إذا قبض أحد عليهما‪ ،‬سيصبح‬
‫ّ‬
‫سنصيب (كيسامي) بـ’األول’! وبالنسبة لـ(أوتشيها إيتاتشي)… المقصد هو أال ننظر إلى عينيه تلك! “‬
‫“سيكون األمر مختل ًفا في المرة القادمة‪ ،‬أليس كذلك؟‬
‫“…(كييرو)…“ –‬
‫سأستهدف كليهما بمجرد أن أتعافى! أفهمت هذا أيها الجبان؟!” بصق (كييرو) واستلقى على “‬
‫الشجرة مجد ًدا ببطء بعد أن قال ذلك‪.‬‬
‫استمع (كوداكا) إلى صوت أجنحة الحشرات ونظر إلى السماء‪ .‬حينها ض ُعف ضوء القمر وبدأت السماء‬
‫الشرقية تشرق‪ .‬ثم عض شفته بينما يضع يديه على خ ّديه الذ ْين ضربهما أخاه األصغر‪ .‬وقال‪“ :‬أنا‬
‫“آسف ج ًدا… يا (أوميتسو) و(كوميتسو)…‬
‫)‪(2‬‬
‫غادر (إيتاتشي) الكهف مع (كيسامي) عندما أشرقت الشمس في الصباح التالي‪.‬‬
‫ما مثابرًا‪ ”.‬إذا كان (كيسامي) شينوبي عاديًا‪ ،‬الستغرق تعافيه وق ًتا “‬ ‫س ًّ‬
‫حس ًنا حس ًنا‪ ،‬لقد كان ُ‬
‫طويال‪ .‬لكن ظلّت حالته غير مفسدة بسبب التشاكرا التي أخذها من اآلخرين‪.‬‬ ‫ً‬
‫جا إذا عادا إلى قرية الضباب “‬ ‫إ ًذا‪ ،‬أال تعتقد أن علينا البحث عن ذينك األخوين؟ ألن األمر سيكون مزع ً‬
‫“مع تلك األخبار‪.‬‬
‫عندها قفز (كيسامي) و(إيتاتشي) وركضا عبر غابة باستخدام أغصان أشجارها كمواطئ أقدام‪.‬‬
‫“أعتقد أنه من المستحيل أن يعود ذلك األخ األصغر بما أنه تذوّق التسوكيومي خاصتك‪“.‬‬
‫قائال‪“ :‬كال… في بعض الحاالت‪ ،‬يمكن للمرء أن يتعافى منها بدون روح‬ ‫ً‬ ‫مع ذلك‪ ،‬هز (إيتاتشي) رأسه‬
‫“قوية أو نينجتسو طبي ممتاز حتى‪.‬‬
‫“أوه‪ ،‬يتعافى عن طريق ماذا إ ًذا؟“ –‬
‫حب’‪“.‬‬ ‫“شيء ُيدعى ‘ال ُ‬
‫أصدر (كيسامي) ضحكة قصيرة وسخيفة عندما سمع ذلك الرد‪ .‬وقال‪“ :‬الحب إ ًذا؟ لم أتوقع أب ًدا بأنني‬
‫“سأسمع هذه الكلمة من شخص بارد مثلك‪ .‬لم أكن أعتقد أن التغيُّر أمر سهل ج ًدا‪.‬‬
‫ن منح المشاعر لآلخرين يمكن أن يكون له تأثير كبير خارجهم‪ .‬التسوكيومي خاصتي هي تدمير “ –‬ ‫إ ّ‬
‫مستحيال إذا كنت تستطيع إعادة االتصال‬ ‫ً‬ ‫روحي عن طريق الغينجتسو‪ .‬التعافي من تأثيرها ليس‬
‫“بالروح‪.‬‬
‫يمكن إنقاذ خصمك إذا امتلك شعورًا قويًا‪ ،‬لكنه ليس ممك ًنا بدون عاطفة الحب‪ .‬عندما استمع‬
‫قائال‪“ :‬فهمت‪.‬‬ ‫ً‬ ‫“(كيسامي) إلى ذلك‪ ،‬غمغم‬
‫“أيمكن أن يكون هذا هو الحال مع األخ األكبر؟“‬
‫ُيقال أنه ال يمكن القول أن االحتماالت معدومة‪ .‬ليس هناك دليل على القصة‪ .‬التفكير بأن “ –‬
‫التسوكيومي يمكن التغلب عليها بتقنية بسيطة كهذه‪ .‬لكن هذا يعني أنني لن أعرف النتيجة إلى‬
‫“حين النهاية‪.‬‬
‫عندما رد (إيتاتشي) بقول ذلك‪ ،‬أصدر (كيسامي) ضحكة مع تنهيدة‪ ،‬وقال‪“ :‬أنت تشير إلى وجود‬
‫ضا‪ .‬طريقة تفكيرك معقدة وغامضة كالعادة يا (إيتاتشي)‪-‬سان‪ ”.‬واستطرد‬ ‫االحتماالت‪ ،‬لكنك تنفيه أي ً‬
‫قائال‪“ :‬بالمناسبة‪ ،‬عندما التقينا ألول مرة‪ ،‬قلت لي أننا لن نعرف أي نوع من األشخاص نكون إلى أن‬ ‫ً‬
‫يأتينا الموت‪ ،‬صحيح؟ هذا يعني أننا اآلن في حالة ال نعرف أنفسنا فيها‪ ،‬وبسببها ال يمكننا توقع أن‬
‫“نفهم اآلخرين… أهذا ما أردت قوله يا (إيتاتشي)‪-‬سان؟‬
‫“من يعلم‪– “.‬‬
‫ّ‬
‫بحق‪“.‬‬ ‫“كوكوكو… أنت شخص بارد‬
‫لكن رغم أن (كيسامي) قال ذلك‪ ،‬بدا أنه كان مستمت ًعا أي ً‬
‫ضا‪.‬‬
‫عند إعادة التفكير‪ ،‬بدا أنه يحترم (إيتاتشي) منذ البداية‪.‬‬
‫بالنسبة لـ(كيسامي) الذي ُكلّف في قرية الضباب بمهمة قتل رفاقه الحصرية‪ ،‬هل سمح له دور‬
‫(إيتاتشي) في قتل عشيرته بالشعور بإحساس الزمالة التي تتجاوز الحدود الموجود في ذلك المكان‬
‫الذي ُيدعى أكاتسكي؟ فالناس يقولون أنه يمكنك فهم الذين عانوا من نفس ألمك فحسب‪.‬‬
‫ضا حزي ًنا على رفاقه‬ ‫إذا‪ ،‬إذا كان (كيسامي) يفهم ما شعر به (إيتاتشي) تما ًما‪ ،‬هل كان هو أي ً‬
‫حا عمي ًقا في قلبه هو أيضا؟‬
‫ً‬ ‫المنتمين لقرية الضباب الذين غطّت دماؤهم يداه؟ هل حمل جر ً‬
‫كال‪ ،‬نفى (إيتاتشي) ذلك‪.‬‬
‫فهو لم يعلم ما فكّر به (كيسامي) في نهاية المطاف‪ .‬لقد كان (كيسامي) يمضي قد ًما وينمو في‬
‫طريقه الخاص‪ .‬إذا قال (إيتاتشي) أنه يفهم أمره‪ ،‬فس ُيطلق على ذلك وقاحة‪.‬‬
‫جه (إيتاتشي) نحو موته بما‬ ‫باإلضافة إلى أن (إيتاتشي) و(كيسامي) كانا مختلفين بأي حال‪ .‬فلقد ات ّ‬
‫ُ‬
‫أنه أجبر على أن يمضي عبر الظِالل من أجل كونوها وعشيرته ليكون حجر أساسهما‪ ،‬إال أن‬
‫صا ُيقر بوجوده كرجل ُيدعى (هوشيغاكي كيسامي)‪ ،‬وبينما كان يحمل‬ ‫(كيسامي) أراد واحتاج شخ ً‬
‫عبء قتل رفاقه في الظِالل‪ ،‬بدا أنه شخص ظل ينتظر ويرغب في لمس النور له‪ .‬لكن حتى هو يجب‬
‫أن يدرك بشدة أن شي ًئا كهذا مستحيل في هذا العالم‪ .‬في هذه الحالة‪ ،‬إلى أين يتقدم؟ هل يطارد‬
‫محاوال وضع قدمه فيه؟ هل األكاتسكي هي مكان كهذا؟ في نهاية المطاف‪ ،‬لم يكن شي ًئا‬ ‫ً‬ ‫عال ً‬
‫ما آخرًا‬
‫أكثر من مجرد خيال‪ .‬لن يعرف إلى أن تحين اللحظة التي يالقي فيها الموت‪.‬‬
‫في الوقت الراهن‪ ،‬إيجاد ذينك األخوين كان مهمة (إيتاتشي) في األكاتسكي‪ .‬المنظمة ال تعطي‬
‫معلومات عميقة إلى أن تحصل على ثقة ومصداقية أعضائها‪ .‬وقد اضطر (إيتاتشي) ألن يكون العضو‬
‫الوحيد فيها الذي يتظاهر بأنه مذنب بارتكاب الجرائم من أجل منعها من التعامل مع كونوها‪.‬‬
‫لدى العالم حلقة محزنة لـ(إيتاتشي) اآلن‪‘ ،‬األخوين’‪.‬‬
‫“…انتظر‪“.‬‬
‫دم (إيتاتشي) إلى األمام بينما كان يستكشف محيطه بالشارينغان‪ ،‬لكنه رأى شي ًئا جعله يتوقف‪.‬‬ ‫تق ّ‬
‫“هل وجدت األخوين؟“‬
‫“كال‪ ،‬شيء آخر‪– “.‬‬
‫ضا بعد ذلك‬ ‫تتب ّع ُه (إيتاتشي) بينما يخفي وجوده ليتجنب تحفيزه‪ .‬ثم قلّده (كيسامي)‪ ،‬والحظه أي ً‬
‫عندما تتب ّع ُه بعناية‪.‬‬
‫“إنه نحل‪ ،‬أليس كذلك؟“‬
‫مة نحلة واحدة حلّقت أمام (إيتاتشي)‪ .‬نحلة سا ّمة‪ .‬وليس هذا فحسب‪.‬‬ ‫أجل‪ ،‬ث ّ‬
‫“هناك شيء أبيض في أقدامها‪ ،‬أليس كذلك؟“‬
‫كانت هناك ورقة رقيقة في أقدامها‪.‬‬
‫“عندما تبحث عن خلية نحل سام‪ ،‬تغريه برائحة اللحم الميت‪ ،‬ثم تقتله حالما يتمسك فيه‪“.‬‬
‫لقد كانت طريقة قديمة الطراز‪.‬‬
‫“وبعدها تتبعه عندما ُيجبر على العودة إلى خليته؟ ولكن ألي غرض؟“‬
‫“من أجل إبادة النحل السام الذي يلدغ البشر‪ ،‬باإلضافة إلى أكله هو ويرقاته‪– “.‬‬
‫“بالتفكير في األمر‪ ،‬لدى النحل بروتين عال‪ ،‬أليس كذلك؟“‬
‫دون مؤونة للطوارئ‪ ،‬لكن هناك‬ ‫تأمين الغذاء أثناء المهمة كان مهمة هامة بالنسبة للشينوبي‪ .‬هم يع ّ‬
‫حاالت لم تكن فيها المشتريات المحلية كافية‪ .‬وفي تلك الحاالت‪ ،‬استخدموا الحشرات كغذاء أي ً‬
‫ضا‪.‬‬
‫“على الرغم من أنه سيكون من األلطف تناول سلطعون أو روبيان‪ ،‬أال تعتقد هذا؟“‬
‫“الطعم هو أمر ثانوي‪– “.‬‬
‫“أال تحب كرات األرز ح ًقا؟“‬
‫“قد أحبها اآلن‪– “.‬‬
‫دم النحل السام بثبات‪ .‬كان ُيفترض أن يتحرك على ُبعد حوالي فرسخ واحد (‪ 3.9‬كيلومترات)‬ ‫حينها تق ّ‬
‫من خليّته‪ ،‬لكنه تحرّك على ُبعد ثالثة فراسخ‪ .‬هذا التناقض جعل (إيتاتشي) يتذكر شي ًئا واح ًدا‪.‬‬
‫الشيء الذي غرق في الوحل عندما هوجم (كيسامي) ليلة األمس‪ .‬لقد كان هذا النحل السام‬
‫نفسه‪.‬‬
‫أخرج (إيتاتشي) كوناي وتقدم إلى األمام بدون أن يؤثر على النحل‪ .‬ثم ركّز كلتا عينيه وقطع بالكوناي‬
‫قِطعة الورق الملتصقة بأقرب نحلة‪ .‬ثم طارت النحلة إلى األمام مباشر ًة مجد ًدا رغم أنها تمايلت كما‬
‫لو فوجئت من اختفاء وزن الورقة‪.‬‬
‫فك (إيتاتشي) الورقة وبسطها بعناية‪.‬‬
‫“تبدو غير موسومة‪ ،‬لكنها…“‬
‫بدت ورقة عادية في الوهلة األولى‪ ،‬لكنهما شعرا بكمية تشاكرا صغيرة فيها‪.‬‬
‫“أيمكنني استعارتها للحظة يا (إيتاتشي)‪-‬سان؟“‬
‫عندما أخذها (كيسامي)‪ ،‬أمسك بها بإبهامه بإحكام وصب التشاكرا فيها‪.‬‬
‫“!“‬
‫عقب ذلك‪ ،‬ظهرت أحرف على الورقة‪.‬‬
‫أوراقا مميزة كهذه‪“.‬‬ ‫ً‬ ‫رأيت كونويتشي تحمل‬ ‫ُ‬ ‫كنت مراف ًقا لفرقة التشفير قبل فترة طويلة‪،‬‬
‫ُ‬ ‫“…عندما‬
‫شكّلت األحرف العائمة كلمات‪ ،‬ثم تحولت الكلمات إلى جمل‪ .‬وهذا ما كان مكتوبا‪ :‬أفكاري لعائلتي‪.‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫كم مضى على مغادرتنا القرية من أجلكم؟ ربما ستكون هذه رسالتنا األخيرة‪ .‬حافظوا على صحتكم‬
‫‪.‬وسالمتكم‪ .‬نحن نراقبكم رغم أننا بعيدان عنكم‬
‫جهة إلى عائلتهم‪“.‬‬ ‫“…يبدو أنها مو ّ‬
‫دق (إيتاتشي) في االتجاه الذي اختفت فيه النحلة‪ .‬وقال‪:‬‬ ‫عندما ذكر (كيسامي) ماهية الرسالة‪ ،‬ح ّ‬
‫““توجد عشيرة من مستخدمين الحشرات في كونوها ُتدعى عشيرة األبورامي‪.‬‬
‫سمعت عنها‪ .‬أفرادها هم الذين يعيرون أجسادهم للحشرات عند “ –‬ ‫ُ‬ ‫عشيرة األبورامي… لقد‬
‫والدتهم‪ ،‬ومن ثم يصبحون قادرين على التحكم بها بحرية عبر االستمرار في إطعامها التشاكرا‬
‫“خاصتهم؟‬
‫ً‬
‫قائال‪“ :‬نعم‪.‬‬ ‫“أومأ (إيتاتشي)‬
‫هذا النحل مختلف عن الحشرات التي تستخدمها عشيرة األبورامي‪ ،‬لكن تلك النحلة السا ّمة ن ّفذت “‬
‫ضا‪ ،‬ويبدو أنها حلّقت لتوصيل الرسالة إلى عائلته‪ .‬ثم هناك النحل الذي رأي ُته يحتضر‬ ‫أوامر سيّدها أي ً‬
‫“في المياه الموحلة ليلة األمس‪.‬‬
‫“النحل؟“ –‬
‫في األساس‪ ،‬يكون النحل نشطًا خالل النهار‪ ،‬وفي الليل يعود إلى خليّته ليرتاح‪ .‬لذلك وجد‬
‫(إيتاتشي) األمر مثيرًا للريبة‪.‬‬
‫من (إيتاتشي) ذلك‪ ،‬داعب “‬ ‫ربما يتالعب األخوان بالنحل السام كما تفعل األبورامي‪ ”.‬عندما خ ّ‬
‫ّضت لها‪ ،‬فهي تشبه لسعة النحل‪ .‬إ ًذا‬ ‫ُ‬ ‫(كيسامي) ذقنه وقال‪“ :‬هذا يذكّرني بأعراض السم التي تعر‬
‫“‘األول’ هو…‬
‫مى‪ .‬وقد ُيصاب األشخاص “ –‬ ‫السم ُ‬
‫الح ّ‬ ‫ُ‬ ‫عندما ُيلسع الناس من قِبل النحل‪ ،‬تُسب ّب حساسيتهم من‬
‫“الذين يتلقون الكثير من األجسام المضادة بأعراض خطيرة عندما يلسعهم النحل مرة أخرى‪.‬‬
‫يمكن أن يكون ‘األول’ هجو ًما يترك األجسام المضادة في أجسام خصومهما‪ .‬وبعد ذلك‪‘ ،‬الثاني‬
‫واألخير’ الذي ذكره (كييرو)…‬
‫ُ‬
‫هر “‬‫من الممكن أن تموت إذا لسِعت من قِبل النحل السام الخاص بذينك األخوين مرة أخرى‪ُ ”.‬ب ِ‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫(كيسامي) عندما قال (إيتاتشي) هذا‪ ،‬ثم شخر ضاحكا وقال‪“ :‬إذا ال بأس بذلك إذا أوقفت هجماتهما‪.‬‬
‫“فالعيش بجوار الموت هو حياتنا اليومية بعد كل شيء‪ ،‬أليس كذلك؟‬
‫لقد توقّع أن يرد عليه (كيسامي) بذلك القول‪ ،‬فهذا هو طريق الشينوبي‪ .‬عندها أصدر (إيتاتشي)‬
‫ضحكة خفيفة وحرّك عينيه من االتجاه الذي غادر ْته النحلة إلى االتجاه الذي جاءت منه‪ .‬فال ُبد أن‬
‫يكون األخوين هناك‪.‬‬
‫جهها األخوان إلى عائلتهما‪ ،‬وقال‪“ :‬هيا بنا‪.‬‬ ‫“ثم قبض بيده على الرسالة التي و ّ‬
‫“أووو‪– “.‬‬
‫لم يكن عليه أن يكتب رسالة كهذه‪ ،‬بل كان عليه أن يأخذ أخاه األصغر ويهرب بسرعة‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫لمعت النجوم في الوقت الذي وجدا فيه النحل السام‪.‬‬
‫وجد (إيتاتشي) الشجرة التي طار حولها النحل السام في الغابة‪ ،‬وقد كانت شجرة ضخمة‪ .‬وابتسم‬
‫(كيسامي) عندما رآها‪.‬‬
‫“…(كييرو)! إنهما هما!“‬
‫ل يطير حولها كان يقوم بالمراقبة‪ ،‬ونبه (كوداكا) الذي جلس أسفل الشجرة‬ ‫لكن النحل السام الذي ظ ّ‬
‫بقدومهما‪.‬‬
‫“يبدو أن األخ األكبر مستخدم عنصر البرق هو مستخدم النحل‪ ،‬أليس كذلك؟“‬
‫قفز (كييرو) من الشجرة ثم حاول تشكيل أختام اليد وهو مذعور‪.‬‬
‫“أوووه‪ ،‬آسف ولكن ال أعتقد أنك ستفعل ذلك‪“.‬‬
‫حينها استهدف (كيسامي) يدا (كييرو) بالساميهادا‪.‬‬
‫*بززز*‬
‫س ِرقت منه التشاكرا خاصته‪.‬‬ ‫رغم أنه وصل إلى يديه بالكاد‪ ،‬طارت الدماء منها بينما ُ‬
‫“قد يكون هذا من أجل الضرب المبرح الذي منحتني إياه باألمس‪“.‬‬
‫“(كييرو)!“‬
‫*عنصر الماء‪ :‬جتسو الرصاصة المائية ”فلتستمر! استعد بسرعة! …*سويتون‪ :‬سويدان نو جتسو!“ –‬
‫أعاد (كييرو) الذي طار للوراء تشكيل أختام اليد‪ ،‬وبصق الماء نحو السماء‪ .‬لقد أمطر مثل األمس‪ ،‬لكن‬
‫كمية الماء كانت أقل بكثير من كمية األمس‪.‬‬
‫ُ‬
‫أطلقت ما ًء‪ ،‬لكن ما باليد حيلة… (كوداكا)‪ ،‬هيا بنا! الثاني واألخير!“‬ ‫“اللعين‪ ،‬بالكاد‬
‫“أ‪-‬أجل…“ –‬
‫شكّل اإلثنان أختام اليد بنفس الطريقة التي فعالها في الليلة الماضية‪ ،‬لتنفيذ ذلك الجتسو‬
‫المشترك‪.‬‬
‫“هيا يا (كيسامي)‪“.‬‬
‫هال بدأنا مباراة عنصر الماء؟” شكّل (كيسامي) “ –‬ ‫لن ُألدغ من نفس الجحر مرتين‪ .‬قبل كل شيء… ّ‬
‫أختام اليد لمواجهة (كييرو)‪.‬‬
‫من ناحية أخرى‪ ،‬رأى (إيتاتشي) أن (كوداكا) كان على وشك تفعيل عنصر البرق الخاص به‪ .‬فأحاطت‬
‫بهذا األخير كمية كبيرة من الضوء‪.‬‬
‫دق (إيتاتشي) في األضواء ثم وضع الكثير من قوته في عينيه‪.‬‬ ‫ح ّ‬
‫هذا…‬
‫على إثر ذلك‪ ،‬تمكّن من رؤية بعض الظِالل في األضواء‪ .‬وعندما بحث أكثر‪ ،‬أدرك أنها كانت النحل‬
‫السام‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬شعر بوجود المزيد منه يتلوّى بداخل معطف (كوداكا)‪ .‬ليس في معطفه‬
‫فحسب‪ ،‬وإنما في جسده أي ً‬
‫ضا‪.‬‬
‫*عنصر الماء‪ :‬المطر المرير الغاضب ”هيا بنا‪* ،‬سويتون‪ :‬دوكو آمي‪“-‬‬
‫بينما نظر (كييرو) إلى (كوداكا)‪ ،‬هتف باسم الجتسو خاصته وحاول تغطية (كيسامي) بالماء الذي‬
‫ُ‬
‫أفسِد لونه‪ ،‬الماء األسود‪.‬‬
‫*عنصر الماء‪ :‬جتسو رصاصة القرش المائي! ”*سويتون‪ :‬سويكودان نو جتسو!“‬
‫عندها ابتلع قرش (كيسامي) المائي المطر المرير الغاضب‪.‬‬
‫“المطر المرير الغاضب الخاص بي…!“‬
‫فتغيّر لون القرش إلى اللون األسود‪ ،‬ثم اتجه نحو (كييرو)‪.‬‬
‫وقذِف إلى الشجرة بينما كان يرسل إشارات‪” .‬غياااه‪“!-‬‬ ‫اُل ُتهم (كييرو) مباشر ًة بشكل مستقيم ُ‬
‫ِ‬
‫*عنصر البرق‪ :‬إبر الصدمة الكهربائية! ”(كيـ‪-‬كييرو)…! تبًا‪* ،‬رايتون‪ :‬كاندِن هاريباري!“‬
‫رغم أن (كوداكا) وضع أخاه في ذهنه‪ ،‬كانت هناك فجوة مؤقتة بين مشكلة استخدامه لهذا الجتسو‬
‫وإطالق (كيسامي) للجتسو الخاص به‪.‬‬
‫هجة نحو (كيسامي)‪ ،‬التي أصبحت إبرًا رفيعة على الفور‪.‬‬ ‫قفزت حب ّات الضوء المتو ّ‬
‫ديه‪ .‬وقال‪:‬‬ ‫لكن هذه المرة شكّل (إيتاتشي) أختام اليد‪ ،‬جالبًا التشاكرا خاصته من معدته إلى خ ّ‬
‫*عنصر الماء‪ :‬حقل شراب النشا اآلسِر! ”سويتون‪ :‬ميزوآمي نابارا!*“‬
‫لقد عجن كمية كبيرة من التشاكرا في الماء وجعله يلتصق بجتسو عنصر البرق الخاص بـ(كوداكا)‬
‫مثل شراب النشا‪ ،‬كما يشير االسم‪.‬‬
‫ضرب برق (كوداكا) الذي كان لديه قدرة ضعيفة للقتل‪ ،‬ونفدت منه التشاكرا قبل أن يمر عبر حقل‬
‫(إيتاتشي)‪.‬‬
‫سقط ماء (إيتاتشي) اللزج على األرض‪ .‬وأصبح النحل السام غير قادر على الحركة في وسطه عندما‬
‫ُ‬
‫أسِر فيه‪.‬‬
‫كان وجه (كوداكا) شاحبًا عندما تحطم الجتسو خاصته‪” .‬نـ…نحلي…“‬
‫ن جتسو المطر المرير الغاضب الخاص بأخيك األصغر هو فخ يسلب الرؤية‪ .‬أما جتسو عنصر البرق “‬ ‫إ ّ‬
‫الخاص بك فهو هجوم تشرك معه النحل السام الذي يرتدي التشاكرا خاصتك ويتحرك بنفس سرعته‬
‫لسم النحل‪ .‬هجوم يأتي‬ ‫إذا جاز التعبير‪ .‬وهو ما يجعل لدى خصمك حساسية من األجسام المضادة ُ‬
‫فسر (إيتاتشي) غموض النحل الذي تم أسره في جتسو عنصر الماء الخاص‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫أوال‪ ،‬هذا هو ‘األول’‪”.‬‬
‫به‪“ .‬لكن خصمك سيعتقد أن سبب التسمم هو المطر المرير الغاضب‪ .‬وحتى إذا افترض أن المطر‬
‫ليس السبب‪ ،‬سيكون الشيء التالي الذي يشك فيه هو جتسو عنصر البرق‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬لن يدرك‬
‫وجود النحل السام و ُيلسع من قِبله‪ ،‬مما يسبب األعراض الصادمة والموت‪ ،‬وهذا هو ‘الثاني’… هل أنا‬
‫“مخطئ؟‬
‫تشنّج النحل السام عندما فقد قوته تدريجيًا‪ .‬وأصبح وجه (كوداكا) شاحبًا أكثر ألنه تم اكتشاف‬
‫الجتسو الخاص به‪.‬‬
‫اعتقدت أنك ستستخدم عنصر النار‪ ،‬لكن ألم يكن ذلك عنصر “‬ ‫ُ‬ ‫بالمناسبة يا (إيتاتشي)‪-‬سان‪ ،‬لقد‬
‫“الماء؟‬
‫يرش األرض بماء يوقف العدو‪ ،‬لكنه مثالي “ –‬ ‫ّ‬ ‫لقد استخدم شخص من كونوها هذا الجتسو‪ ،‬الذي‬
‫“لإلمساك بالحشرات‪.‬‬
‫ِطنة لتحليل المعلومات بهدوء‪ .‬تلك كانت نقطة أخرى من نقاط قوة (إيتاتشي)‪.‬‬ ‫استخدام الف ْ‬
‫ضا‪ .‬لم يكن جتسو ُاس ُتخدِم للقتال‪.‬‬ ‫لقد رأت عينا (إيتاتشي) جتسو (كوداكا) من موضعه األصلي أي ً‬
‫“أنا خائف‪ ،‬فهذا… عديم الفائدة…!“‬
‫عندها ظهر (كييرو) الذي قذفه هجوم (كيسامي)‪ .‬لم يتخلّى عن القتال رغم أن أعضائه الداخلية‬
‫ًّ‬
‫جادا يا‬ ‫صدِمت ونزف من فمه‪ .‬وقال‪“ :‬إذا هزمناهما‪ ،‬سيتردد اسمينا عبر الزمن كشينوبي! ُكن‬ ‫ُ‬
‫“(كوداكا)‪ ،‬أصِبهما بـ’الثاني’!‬
‫هذا مستحيل يا (كييرو)! فنحن ال يمكننا أن نكون عدوّين ألشخاص مثلهما‪ .‬كما أن هذا الجتسو “‬
‫قائال‪“ :‬إنه جتسو مخصص للهرب عندما تكون في‬ ‫ً‬ ‫بصفة عامة–” عندها قطع (إيتاتشي) كالم (كوداكا)‬
‫خطر‪ ،‬أال توافقني الرأي؟” حينها أغلق (كوداكا) عيناه بقوة‪.‬‬
‫“بل يمكننا فعلها أيها الوغد!! نحن ال نملك خيار الهرب! اقتلهما باستخدام كل قوتك!“‬
‫ح؟ هل استسلم مرة أخرى؟ حينها‬ ‫هل حسم (كوداكا) قراره عندما قال له أخوه األصغر ذلك بصوت ُملِ ّ‬
‫نزع مِعطفه الثقيل ورماه‪ .‬فظهرت مجموعة شرسة من النحل السام في سطح جسده‪ ،‬تخدشه‪.‬‬
‫أنت ُمحق‪ .‬لقد كنا عشيرة “عندها شعرت بالغرابة‪ ،‬فتركت (كوداكا) وطارت بشراسة‪ .‬ثم قال‪:‬‬
‫كسبت رزقها عبر تربية النحل في األساس‪ .‬كانت عشيرتنا تسافر للبحث عن األزهار إليجاد العسل‬
‫ما ما كانت أخطار السفر موجودة‪ .‬ولحماية العشيرة‪ ،‬أصدرت‬ ‫وتسافر مع حلول موسمه أي ً‬
‫ضا‪ ،‬لكن دائ ً‬
‫إدارة النحل خاصتنا جتسو سرّي‪ .‬يبدو أن هناك عشائر أخرى استخدمت النحل‪ ،‬لكن سر إدارة النحل‬
‫ُ‬
‫“خاصتنا هو الجتسو السري الخاص بنا الذي أنشئ للدفاع عن النفس‪.‬‬
‫لقد قاموا بحماية حيواتهم باتباع النحل السام‪.‬‬
‫مة قصة تقول أننا ننحدر من عشيرة األبورامي التي تستخدم الحشرات‪ ،‬لكن سر إدارة “ –‬ ‫همف… ث ّ‬
‫النحل هو األُخوة الواحدة‪ .‬حيث أنه يتم توريث جتسو التحكم بالنحل السام إلى المولود األول فقط‪،‬‬
‫ويستخدم المولود الثاني النينجتسو ليحميه‪ ”.‬نظر (كييرو) إلى النحل السام بينما تح ّدث بجرأة‬
‫شديدة‪.‬‬
‫عندها قال (كيسامي)‪“ :‬لكن إذا كان هذا هو الحال‪ ،‬لماذا لستما بجانب عشيرتكما؟ إذا كان موروثًا‬
‫”بشكل سري‪ ،‬فلن ينجح البديل‪.‬‬
‫ً‬
‫قائال‪:‬‬ ‫لقد خاطرت عشيرتنا من أجل حصاد “أعطاه (كييرو) نظرة حائرة وهزّ قبضته‪ .‬ثم ردّ عليه‬
‫ضا! لكنها خافت من تلك األخطار‪،‬‬ ‫العسل‪ ،‬وقد كان ذا جودة عالية لدرجة أنه ُاس ُتخدِم في الطب أي ً‬
‫“فتوقفت عن السفر‪ ،‬ثم أنشأت قرية وحاولت االستقرار فيها…‬
‫“كما أنها تخلّت عن تربية النحل‪– “.‬‬
‫تعاطف (إيتاتشي) معهم فورًا عندما سمع ذلك‪ .‬أولئك الذين سعوا وخافوا من أخطار السفر‪.‬‬
‫سلطة إدارة النحل! رغم أن إدارة النحل واصلت حمايتها “‬ ‫نست العشيرة األخطار وأصبحت خائفة من ُ‬
‫ً‬
‫“جيال بعد جيل!‬
‫سلطتها القوية ممقوتة‪ .‬ولم تكن تلك قصة طويلة بالنسبة لـ(إيتاتشي) و(كيسامي)‬ ‫لقد أصبحت ُ‬
‫حتى‪.‬‬
‫حصلت على النحل السام وتعلّم (كييرو) النينجتسو‪ .‬لكن لم يجعلنا ذلك نحصل “ –‬ ‫ُ‬ ‫بعد وفاة والدينا‪،‬‬
‫على وظيفة في القرية حتى‪ .‬مع العلم أن لدينا إخوة أصغر منا علينا إطعامهم…” على األرجح أن‬
‫جهها (كوداكا) إلخوته‪.‬‬ ‫الرسالة التي وجداها ساب ًقا و ّ‬
‫في ذلك الوقت‪ ،‬جاء كشافة قرية الضباب إلينا بعد أن سمعوا عن الجتسو السري الخاص بنا‪“ .‬‬
‫“فغادرنا قريتنا وبدأنا تنفيذ المهمات المتنوعة التي طلبوا منا تنفيذها‪.‬‬
‫ال يوجد عدل في عالم الشينوبي…! فإذا امتلكت القوة‪ ،‬سيتم اإلعتراف بك‪ ،‬وسيمكنك القيام بأي “ –‬
‫شيء بها! هناك فرق كبير بينهم وبين حثالة قريتنا‪ ”.‬عندما قال (كييرو) ذلك‪ ،‬ارتسم على وجه‬
‫(كوداكا) تعبير قاتم‪ ،‬لم يالحظه (كييرو)‪.‬‬
‫“لقد انتهت هذه القصة عديمة الفائدة‪( .‬كوداكا)‪ ،‬ال تنسى‪“!-‬‬
‫“هل كانت تلك نوايا (كوداكا)؟ حينها انجرف الحزن عبر وجهه‪ ،‬مد كلتا يديه وقال‪…“ :‬هيا بنا!‬
‫*عنصر الماء‪ :‬حقل شراب النشا اآلسِر! ”سويتون‪ :‬ميزوآمي نابارا!*“ –‬
‫استخدم (إيتاتشي) حقل شراب النشا اآلسِر كما فعل ساب ًقا‪ ،‬لكن شكّل عدد النحل السام مشكلة‪.‬‬
‫قام النحل بتفادي الجتسو واستهدف (إيتاتشي) و(كيسامي)‪.‬‬
‫ً‬
‫قليال!“‬ ‫“(كيسامي)‪ ،‬استخدم جتسو السجن المائي الخاص بك‬
‫*جتسو ”ال أحب أن أكون في موضع دفاع‪ ،‬لكن أعتقد أنه ال توجد طريقة أخرى!! *سويرو نو جتسو!“‬
‫السجن المائي‬
‫هذا الجتسو مخصص لوضع األعداء بداخله في األصل‪ ،‬لكن (كيسامي) وضعه على نفسه‪.‬‬
‫“اللعنة…“‬
‫ُ‬
‫عندها لم يستطع النحل العبور من خالل ذلك الماء وأغمي عليه فيه‪ .‬لم يتلقى (كيسامي) أي‬
‫ّ‬
‫هجمة من النحل على اإلطالق ألنه غطى نفسه بالسجن المائي‪.‬‬
‫قفز (إيتاتشي) عندما نظر نظرة عابرة إلى الجانب‪ .‬وشكّل أختام يد عنصر النار‪.‬‬
‫رغم أنه كان من األفضل أن يستخدمه على العامل األصلي (كوداكا)‪ ،‬استخدمه على (كييرو) الذي‬
‫قائال‪“ :‬افعل شي ًئا!‬ ‫ً‬ ‫“صرخ على (كوداكا)‬
‫لقد فهم (إيتاتشي) تلك األمور األخوية بألم‪.‬‬
‫*عنصر النار‪ :‬جتسو الكرة النارية الكبيرة ”كاتون‪ :‬غوكاكيو نو جتسو!*“‬
‫جهت نحو (كييرو)‪.‬‬ ‫هذا الجتسو من اختصاص عشيرة األوتشيها‪ .‬نار حارقة تو ّ‬
‫دق (كييرو) في النار باندهاش وهو يشعر بالهزيمة‪ ،‬نظرًا ألنه الشخص الذي تم استهدافه‪.‬‬ ‫ح ّ‬
‫…! (كييرو)!” حينها قفز (كوداكا) إليه قبل أن تحرقه النار‪ ،‬م ّد يده ودفع بها (كييرو) بعي ًدا‪“.‬‬
‫“غياااااااااااا!!“‬
‫أحرقت النار جسد (كوداكا) ببهاء‪.‬‬
‫(كو‪-‬كوداكا)…” لم يستطع (كييرو) أن يجلس على األرض ويبقى مكتوف األيدي‪“.‬‬
‫وعندما أحرقت النار األشجار المحيطة بهم‪ ،‬ظهر (كوداكا)‪ .‬لقد انهار جلده واحترق لحمه بسرعة‬
‫فظيعة‪ .‬مع ذلك‪ ،‬وقف على قدميه‪.‬‬
‫“هل حماه النحل السام؟“‬
‫لم يتبقى شيء من هيئات النحل المحترقة‪ ،‬الذي كان قريبًا من (كوداكا)‪ ،‬لكن بدا أنه حاول حمايته‪.‬‬
‫جذب (كوداكا) النحل المتبقي ل ُيسلّم قوته األخيرة‪ .‬لم يستطع إصابة (كيسامي) ألنه يحمي نفسه‬
‫بالسجن المائي‪ .‬ولم ُيصِب (إيتاتشي) بـ’األول’ حتى‪.‬‬
‫رغم أنه لم يحدث فوز وال هزيمة‪ ،‬ظلّت في عيني (كوداكا) إرادة قوية‪ .‬قد تكون هذه هزيمته األخيرة‪،‬‬
‫لذا لن يفوّت (إيتاتشي) أي حركة من تحركاته‪ ،‬ففتح عينيه‪.‬‬
‫“…هجوم!…“‬
‫عندما أطلق (كوداكا) تلك الصرخة‪ ،‬هل أراد أن يتجه النحل نحو (إيتاتشي) أم (كيسامي)؟‬
‫لم يكن هذا وال ذاك‪.‬‬
‫“هاه‪ ،‬ما‪ ،‬أوي‪ ،‬أوي‪– “!-‬‬
‫لقد اتجه جميع النحل نحو أخيه األصغر (كييرو)‪ .‬ثم لسعه في آن واحد‪ .‬ورغم أنه صرخ من األلم‬
‫الشديد‪ ،‬الحق ُه ولسعه عدة مرات بدون رحمة‪.‬‬
‫ما الذي يقصده بفعل هذا؟” شاهد (كيسامي) ذلك التطور الغير متوقع بعينين واسعتين مندهشتين‪“.‬‬
‫جالسا في مكانه وأصدر ضحكة قبيحة بينما يشاهد أخاه يعاني‪ .‬ثم قال‪“ :‬لماذا؟ نحن ال‬ ‫ً‬ ‫كان (كوداكا)‬
‫“يمكننا الفوز ضدهما…ولذلك‪ ،‬يمكنني تحقيق رغبتي‪.‬‬
‫ُ‬
‫رغبته؟ أومأ (كوداكا) برأسه عندما سأله (إيتاتشي)‪ ،‬ثم اقترب من جانب (كييرو) الذي أصيب من قِبل‬
‫عدد كبير من النحل لدرجة أنه ال يمكنه التحرك‪.‬‬
‫أنا ح ًقا لم أرد أن أكون شينوبي… لم أرد أن أقتل الناس… إذا استمريت في تربية النحل‪ ،‬فسيكون “‬
‫بإمكان كل فرد في عائلتك فعلها… حتى لو كان األمر يفيض بالتمييز والتحيز‪ ،‬وحتى لو كنت فقيرًا…‬
‫لذا… يا (كييرو)…!” أخرج (كوداكا) كوناي بينما يقترب من (كييرو)‪.‬‬
‫(كييرو)…! لقد سلبت كل شيء مني…! لقد كرهتني يا (كييرو)‪ ،‬لكنني كره ُتك أكثر! ال يمكننا “‬
‫الهرب بعد اآلن‪ ،‬لكن إذا تحتم عليك الموت هنا‪ ،‬فستموت على يد‪ ”-‬ارتعشت يدا (كوداكا) اللتان‬
‫ُ‬
‫“حملتا الكوناي بشدة عندما قال ذلك‪“ .‬سأنهي إدارة النحل‪ ،‬قدر النحل السام الملعون…‬
‫طعن (كوداكا) جسد (كييرو) المغطى بالنحل بالكوناي‪.‬‬
‫“أ‪-‬أخي… (كوداكا)…“ –‬
‫ضا…” وطعن (كوداكا) قلبه بالكوناي التي طعن (كييرو) بها‪“.‬‬ ‫ال بأس… فسأموت معك أي ً‬
‫ضا… نحبك…“‬ ‫“رغم هذا‪ ،‬أنا و… أخوينا أي ً‬
‫انهار جسده على (كييرو)‪ ،‬واهتاج النحل السام‪.‬‬
‫حب إلى‬ ‫قائال بينما يزيل السجن المائي‪“ :‬تخرج األمور عن السيطرة عندما يتحول ال ُ‬ ‫ً‬ ‫تمتم (كيسامي)‬
‫جهة إلى األخوين اللذين من إدارة النحل‪،‬‬ ‫خوة بالتأكيد‪ ،‬أليس كذلك؟” كانت كلماته مو ّ‬ ‫ُكره في إطار األُ ُ‬
‫ضا لسبب ما‪.‬‬ ‫لكنها طعنت (إيتاتشي) أي ً‬
‫ألم تكن هناك طريقة أخرى؟ من السهل ج ًدا قول هذا بالنسبة للناس‪ .‬لكن عندما يكون المرء ُمطار ًدا‪،‬‬
‫تصبح خياراته ضئيلة للغاية‪.‬‬
‫“…من الممكن أن نُلسع إذا بقينا هنا أكثر‪ ،‬فالنحل مهتاج‪ .‬لنذهب‪“.‬‬
‫“أوو‪– “.‬‬
‫أدار ظهره بهدوء وأخرج الشخصين اللذين توقفا عن الحركة من ذهنه‪ .‬فلقد فكّر في أخيه األصغر‬
‫(ساسكي)‪ .‬هل كان ذلك هو المكان الذي تخيّل (إيتاتشي) أن تنتهي فيه كراهية (ساسكي) ح ًقا؟‬
‫كال‪ ،‬لقد نفى الفكرة‪.‬‬
‫مل ثقيل للكائن البشري‬ ‫ح ْ‬
‫صبغ بلون ِ‬ ‫طفال لطي ًفا‪ .‬بري ًئا بشكل مثير للدهشة‪ُ ،‬‬ ‫ً‬ ‫لقد كان (ساسكي)‬
‫ُ‬
‫مل يجعل القلب ضعيفا ويطفئ العقل‪ .‬شديد السواد‪ ،‬شديد السواد والظلمة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ح ْ‬‫في وقت مبكر ج ًدا‪ِ .‬‬
‫محيّر‪ .‬وفي هذا العالم الذي تستمر فيه المعارك‪ ،‬اضطرّ أفراد األوتشيها ‪-‬الذين‬ ‫إنه ظالم الكراهية ال ُ‬
‫تتعرض دماؤهم لليأس بسهولة‪ -‬الستخدام قوتهم للفوز من أجل البقاء على قيد الحياة‪.‬‬
‫(ساسكي)‪.‬‬
‫ُّ‬
‫لقد كان (إيتاتشي) مستع ًدا للموت وإعطائه كل شيء‪ ،‬منتظرًا تغلبه عليه‪ .‬إذا كان هناك شيء‬
‫سيندم عليه‪ ،‬فهو أن يموت بدون أن يخبره بمشاعره الحقيقية‪ ،‬مثل (كوداكا)‪.‬‬
‫أنا و… أخوينا ً‬
‫أيضا… نحبك…‬
‫لم يعلم ما إذا كان (كييرو) قد سمع كلماته تلك‪ ،‬لكنه كان واث ًقا أنه سمعها في هذا العالم‪ .‬لقد‬
‫حسده (إيتاتشي) الذي حمل كل شيء في قلبه‪.‬‬
‫ما الذي سيتحدث عنه في لحظاته األخيرة؟ مجد ًدا‪ ،‬لن يعرف حتى تحين لحظة موته‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬وادي األكاذيب‬


‫)‪(1‬‬
‫يزيّن الناس الحياة بالكلمات الجميلة‪ ،‬كما لو كان هذا شي ًئا كبيرًا‪ .‬لكن أن تعيش يعني أن تنهب‪.‬‬
‫دس خطاياك‪.‬‬ ‫أن تعيش يعني أن تك ّ‬
‫هابين‬ ‫ذيك‪ .‬العيش فوق القانون هو الحياة الطبيعية بالنسبة للن ّ‬ ‫ما فائدة فضائل الحياة؟ فهي ال تغ ّ‬
‫والمفترسين‪.‬‬
‫وفّر موعظتك الصالحة‪ .‬فهؤالء قتلة‪.‬‬
‫∞‬
‫“…أوي‪ ،‬بربّك‪ ،‬أعطني فرصة‪“.‬‬
‫نعشا‪ .‬محاط بالجبال‬ ‫ً‬ ‫ارتفعت الرياح من قاع الوادي وتدفقت من خالل الغابة‪ ،‬حامل ًة نسي ً‬
‫ما رائ ًعا ُم‬
‫من جميع الجهات‪ ،‬وبعيد عن القرى… لقد كان المكان المثالي لإلسترخاء‪.‬‬
‫لكن شعر متبع ديانة الجاشين الذي سعى للذبح لتقديم القرابين لجاشين‪-‬ساما ‪(-‬هيدان)‪ -‬بملل‬
‫شديد من ذلك المكان‪ .‬أراد قتل شريكه عندما تذكر أن سبب تواجدهما هنا هو كسب المال‪،‬‬
‫أهداف األكاتسكي التي يكرهها‪.‬‬
‫ثم مجد ًدا‪ ،‬لن يموت شريكه حتى إذا كان سيقوم بقتله‪ .‬ونفس الشيء ينطبق عليه‪ .‬لذا سيكون‬
‫مجرد قتال عديم المعنى‪.‬‬
‫حصلت على الوصايا أللتزم بها‪ .‬فدعنا نخرج من هذه الغابة المملة حتى أستطيع “‬ ‫ُ‬ ‫بجدية‪ ،‬لقد‬
‫م للمنظمة المعروفة باسم األكاتسكي على مضض إلى‬ ‫قتل أحد‪ ”.‬اشتكى (هيدان) الذي انض ّ‬
‫الرجل الذي يسير أمامه‪ ،‬وذلك الرجل هو شريكه في األكاتسكي‪( :‬كاكوزو)‪.‬‬
‫لقد قال الرجل الذي في نقطة التبادل أنه توجد مكافأة قدرها ‪ 1.5‬مليار ريو في هذه الغابة‪– “ .‬‬
‫“وهو ال يكذب‪ ،‬ليس عندما يتعلق األمر بالمال‪.‬‬
‫بطبيعة الحال‪ ،‬كان (كاكوزو) يود أن يعتقد بأن معلوماته تتسم بالمصداقية‪ .‬لكن لم يكن األمر مه ً‬
‫ما‬
‫في كال الحالتين بالنسبة لـ(هيدان)‪ .‬فبعد كل شيء‪ ،‬كان التعلّق بالمال من المحرمات الكبيرة‬
‫قائال بأن المال‬ ‫ً‬ ‫بالنسبة للتابع الديني الذي شكّل ْته عقيدته‪ .‬وفي المقابل‪ ،‬كثيرًا ما علّق (كاكوزو)‬
‫هو الشيء الوحيد الذي ُيمكن اإليمان به‪ .‬يمكن للمرء القول بأنهما كانا أمثل مثال على التضاد‬
‫التام‪.‬‬
‫لفت جذع شجرة انتباه (هيدان)‪ ،‬وجلس عليه بينما يبدو على وجهه الملل‪ .‬ال ُبد أن تكون شجرة‬
‫كبيرة‪ ،‬ألن جذعها كبير بما يكفي ألن يستلقي عليه شخصان‪.‬‬
‫اكتفيت من السير في حلقات مفرغة‪ .‬يجب أن أصلّي ألتوب عن عدم قيامي بطقس اليوم‪“ .‬‬ ‫ُ‬ ‫لقد‬
‫“إذا كنت تريد البحث عن المكافأة‪ ،‬فافعل ذلك بمفردك يا (كاكوزو)‪ ،‬ألنني لن أخطو خطوة أخرى‪.‬‬
‫أخرج (هيدان) قالدته التي بها رمز ديانة الجاشين‪.‬‬
‫تمتم (كاكوزو) ب ُنفور‪“ :‬أنت وصلواتك…” بينما يح ّدق في جذع الشجرة الذي يجلس عليه (هيدان)‪.‬‬
‫مة شيء لم يكن في محله‪.‬‬ ‫ث ّ‬
‫“…األمر بسيط ج ًدا‪ ،‬لقد فوّتناها‪“.‬‬
‫“همم؟ ماااذاا؟!“ –‬
‫مة شخص في المنطقة‪ .‬يمكنك معرفة هذا من مجرد النظر‪“.‬‬ ‫“ث ّ‬
‫“ما الذي تقوله بحق الجحيم؟“ –‬
‫لقد كانا محاطين بجبال شديدة االنحدار وغابة على مد البصر‪ .‬على األرجح أنه لم يعد هناك بشر‬
‫ً‬
‫قائال‬ ‫في هذه األراضي بعد اآلن‪ ،‬فقط حيوانات برية‪ .‬تذ ّمر (هيدان) مرات ال تحصى على (كاكوزو)‬
‫بأنه من المستحيل أن يتواجد بشر هنا‪.‬‬
‫لكن حينها أمسك (كاكوزو) ذقنه وهو ينظر إلى جذع الشجرة الذي يجلس عليه (هيدان)‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫““جذع الشجرة هذا لم يتشكّل طبيعيًا بواسطة البرق أو الضرب‪ .‬بل قطعه شخص ما‪.‬‬
‫وأملسا تما ًما‪.‬‬
‫ً‬ ‫حا‬‫فنظر (هيدان) إلى ذلك الجذع الذي يجلس فوقه‪ .‬لقد كان سطحه مسط ً‬
‫حس ًنا‪ ،‬أجل‪ ،‬أعتقد ذلك…” اعترف (هيدان) بذلك‪ ،‬لكن ذلك وحده لم يكن كافيًا إلقناعه كليًا بأن “‬
‫صا قطعه منذ زمن سحيق‪ .‬ربما ألنه أراد أن يصنع كرسيًا أو‬ ‫صا كان هنا‪“ .‬على األرجح أن شخ ً‬ ‫شخ ً‬
‫“ما شابه‪ ،‬كما تعلم‪.‬‬
‫“ربما‪ ،‬لكن هذا القطع يبدو حدي ًثا‪– “.‬‬
‫“هاه؟ حس ًنا‪ ،‬بالتأكيد‪ ،‬أعتقد… لكن‪ ،‬بربّك!“‬
‫بأي حال‪ ،‬أراد (هيدان) ببساطة الخروج من هذه الغابة في أسرع وقت ممكن‪.‬‬
‫ال زلنا لم نعثر على ذلك اللعين رغم أننا قطعنا كل هذه المسافة! لن نجده أب ًدا ما لم يأتي هو “‬
‫بدال من بحثنا عنه!‬ ‫“إلينا ً‬
‫استسلم فحسب يا (هيدان)‪ .‬فـ(كاكوزو) يخطط لمواصلة البحث‪.‬‬
‫قائال‪“ :‬مـ‪-‬من أنتما بحق الجحيم؟!‬ ‫ً‬ ‫“وفجأة‪ ،‬دوى صوت رجل غير مألوف‬
‫رجال في منتصف العمر‪.‬‬ ‫ً‬ ‫توتّر كالهما‪ ،‬وعندما نظرا إلى اتجاه الصوت‪ ،‬رأيا‬
‫لم يدع (كاكوزو) مشاعره تظهر أب ًدا‪ ،‬لكن كان بإمكان (هيدان) القول بأنه أصبح في مزاج أفضل‬
‫“على الفور في لحظة رؤيته لوجه الرجل‪“ .‬يبدو أنه أتى إلينا بالفعل‪.‬‬
‫“مهال‪ ،‬بجدية‪ ،‬هذا هو اللعين؟!“‬ ‫ً‬
‫حينها لم يكن (كاكوزو) الوحيد الذي ارتفعت معنوياته‪.‬‬
‫“أجللللللل! أخيرًا سأستطيع إجراء طقس يا جاشين‪-‬ساما!!“‬
‫صا منذ أيام‪ .‬ظل (هيدان) يحمل قالدته بقبضته‬ ‫لقد كانت المرة األولى التي يقابالن فيها شخ ً‬
‫ليعترف بذنوبه‪ ،‬لكنه غيّر صالته تلك إلى واحدة من أجل إجراء الطقوس‪ ،‬ونهض من جذع الشجرة‬
‫بسرعة‪.‬‬
‫“ألم تقل بأنك لن تخطو خطوة أخرى اليوم؟“‬
‫انس ذلك‪ ،‬يمكنني إجراء طقس! إذا لم أفعل هذا كما ينبغي‪ ،‬سينزع جاشين‪-‬ساما بركاته “ –‬
‫“مني‪ .‬وإذا حدث ذلك‪ ،‬إذا بهتت صِلتي بجاشين‪-‬ساما‪ ،‬فال أعرف ماذا سأفعل…‬
‫…أنا ال أفهم كل هذه القيم الدينية‪ ،‬لكنني أدرك بأن مكافأة الـ‪ 1.5‬مليار ريو تبتعد عنا بسبب “‬
‫“ثرثرتك التي ال تتوقف‪.‬‬
‫كما قال (كاكوزو)؛ كل ما رأياه حينها كان ظهر ذلك الرجل المواجه لهما بينما يهرب منهما بأسرع‬
‫ما يمكن‪.‬‬
‫“بدأ بالهرب بعد أن وجدناه أخيرًا‪ .‬سوف أقتله‪“.‬‬
‫قلت بأني سأقتله‬ ‫ُ‬ ‫قائال وهو يشير من فوق جذع الشجرة‪“ :‬أيها اللعين‪ ،‬لقد‬ ‫ً‬ ‫صرخ (هيدان)‬
‫“بالفعل! فال تجرؤ على التحرك من مكانك!‬
‫فرد (كاكوزو) عليه وهو يعقد ذراعيه ويبدو ضجرًا‪(…“ :‬هيدان)‪ .‬ال تختال بنفسك كثيرًا‪ ،‬وإال‬
‫“ستموت‪.‬‬
‫وكأنك بحاجة لتذكيري بذلك!” ابتسم (هيدان) عند قوله لهذا‪ ،‬ثم انطلق‪– “.‬‬
‫“في لحظة واحدة‪ ،‬اقترب من المكافأة ولوّح بمنجله ذو الشفرات الثالث‪“ .‬خذ هذا!‬
‫حا ممي ًتا‪.‬‬ ‫جرحت شفراته ذلك الرجل‪ ،‬فتناثرت دماؤه‪ .‬لكنه لم يكن جر ً‬
‫د لتشكيل أختام اليد‪“ .‬اللعنة! أعتقد أن‬ ‫حينها أدرك الرجل أن ال فرصة لديه للهرب‪ ،‬فاستدار واستع ّ‬
‫ي القتال…‬ ‫“عل ّ‬
‫لكنه توقف بعد ذلك‪ ،‬عندما رأى (هيدان) يضحك بجنون‪.‬‬
‫حا آخرًا من داخل ردائه‪ .‬بدا أنه قضيب عادي‪ ،‬لكن بعد أن لوّح به لألعلى‬ ‫أخرج (هيدان) سال ً‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫واألسفل‪ ،‬تمدد رأسه وأصبح رمحا حادا‪.‬‬ ‫ّ‬
‫“دعني أثبت إيماني يا جاشين‪-‬ساما!“‬
‫عندها غرس (هيدان) رأس رمحه الممتد حدي ًثا في ك ّفه‪ .‬أصبحت عينا الرجل ذو المكافأة‬
‫واسعتين مثل الصحون عندما شاهد هذا العرض المفاجئ والغير متوقع‪.‬‬
‫اغه…” أخرج (هيدان) سالحه من ك ّفه‪ ،‬وانسكبت دماؤه على األرض‪ .‬ثم رسم بها رمز ديانة “‬
‫الجاشين‪.‬‬
‫وقف (هيدان) في منتصف ذلك الرمز وجلب منجله الذي تلطّخ بدماء الرجل ذو المكافأة إلى‬
‫نفسه‪ ،‬ثم لعقها‪ .‬وعندما قام بذلك‪ ،‬ظهرت على سطح جسده أشكال تشبه الخاصة بالهيكل‬
‫“العظمي‪“ .‬اكتملت التحضيرات…‪ .‬هاهاهاهاها! ال ُبد أن يكون جاشين‪-‬ساما مسرورًا للغاية اآلن!‬
‫مل‪ .‬خالل لحظات قليلة‪ ،‬سيتعرّض جسده ذاك‬ ‫لقد كان (هيدان) في ذروته‪ .‬لم يستطع التح ّ‬
‫ألعظم ألم على اإلطالق‪.‬‬
‫“فلنبدأ!“‬
‫عندها طعن (هيدان) قلبه الخاص به‪.‬‬
‫لم يستطع الرجل الحائر من أفعال (هيدان) استيعاب ما كان يحدث‪ ،‬لكنه شعر بموجة ألم ال‬
‫دق‪ ،‬ثم بصق دما ًء من فمه‪.‬‬ ‫ُيص ّ‬
‫“…هذا الشعور… جيد… للغاية…!“‬
‫تذوق للموت حظي به (هيدان) منذ فترة‪ .‬شعر حينها بالنشوة في كامل جسده‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫لقد كان أول‬
‫وسقط الرجل ذو المكافأة مواج ًها حتفه‪ ،‬الذي لم يستطع فعل شيء‪.‬‬
‫تنفس (هيدان) المنهك‪.‬‬ ‫الشيء الوحيد الذي تب ّقى في المنطقة كان ُّ‬
‫قائال‪“ :‬هذا… هذا مذهل…‬ ‫ً‬ ‫“لكن عندها دوى صوت غير مألوف جديد‬
‫صرا على تناول كل جزئية أخيرة‬ ‫ظل (هيدان) يستمتع بألم الموت الذي كان في أفضل حاالته‪ُ ،‬م ًّ‬
‫“منه‪ ،‬وقال عندما تم سحبه إلى الواقع‪“ :‬من هذا بحق الجحيم؟! ال تقاطعني‪ ،‬اللعنة!‬
‫بحث (هيدان) عن مصدر الصوت بينما اتضحت اليقظة والتهيّج في عينيه‪ .‬وبمجرد أن وجده‪ ،‬شعر‬
‫ببدء حدوث التأثيرات البدنية المترتبة على طقوسه‪ ،‬وأصبح ضعي ًفا‪.‬‬
‫لقد ادّعى استحالة وجود شخص في هذه الغابة‪ ،‬لكن كان هناك فتى مراهق ينظر إليه من داخل‬
‫ظالل األشجار‪ .‬كما أنه بدا سعي ًدا‪.‬‬
‫بكرات طينية‪.‬‬ ‫ال ُبد أنه كان يلعب بالتراب أو ما شابه‪ ،‬ألنه كان يمسك ُ‬
‫حينها أمال (هيدان) رأسه لجانب واحد بدون أن يفكر حول األمر بحق‪ ،‬وقال‪“ :‬من أنت بحق‬
‫“الجحيم؟‬
‫“…ما الخطب يا (هيدان)؟ ألم تنتهي من طقوسك بعد؟“ –‬
‫الحظ (كاكوزو) الذي ظل ينتظر فوق جذع الشجرة أن (هيدان) كان يتحرك بغرابة‪ ،‬ثم اقترب‪.‬‬
‫مة شقي هناك‪“.‬‬ ‫“لم أبدأ بعد حتى‪ ،‬اللعنة! لكن‪ ،‬أوي‪ ،‬ث ّ‬
‫دق من ظالل األشجار‪ ،‬لكن (كاكوزو) ظل ينظر إلى (هيدان)‪.‬‬ ‫أشار (هيدان) إلى الفتى الذي ح ّ‬
‫طفال‪ ،‬ال ترخي دفاعك يا (هيدان)… وإال ستموت‪.‬‬ ‫ً‬ ‫“وقال له‪“ :‬حتى إذا كان‬
‫ي بأي “‬ ‫ً‬
‫إذا كان بإمكانه قتلي‪ ،‬فسأدعه يفعلها‪ .‬هل تعتقد حقا أن بإمكان طفل مثله القضاء عل ّ‬
‫هال قتلناه فحسب؟‬ ‫قائال‪“ :‬بأي حال‪ّ ،‬‬ ‫ً‬ ‫“حال؟!” أمسك (هيدان) بمنجله مرة أخرى وأضاف‬
‫ه ًفا لتنظيف هذا المكان بأسرع ما يمكن‪ ،‬لكن الفتى لم يحاول‬ ‫من الواضح أن (هيدان) كان متل ّ‬
‫ً‬
‫الهرب‪ .‬في الواقع‪ ،‬بدا سعيدا للغاية‪.‬‬
‫“…انتظر يا (هيدان)‪ .‬هذا الشقي مثير لإلهتمام‪“.‬‬
‫أوقف (كاكوزو) (هيدان) عن رفعه لمنجله لشعوره بالفضول‪.‬‬
‫“حس ًنا‪ ،‬أجل‪ ،‬أعتقد ذلك…“ –‬
‫قائال‪“ :‬أوي! ماذا كانت تلك الحركة‬ ‫ً‬ ‫عندما رأى الفتى المنجل ُينزل‪ ،‬رفع يده ثم انحنى لألمام وصاح‬
‫“التي استخدمتها؟ أال تؤلم؟‬
‫“ماذا؟ بالطبع تؤلم لحد الجنون‪ .‬فألمها ليس كألم الموت؛ إنما هي الموت نفسه‪– “.‬‬
‫الموت نفسه… كي تقتل خصمك‪ ،‬عليك أن تتذوق الموت بنفسك… ثم تنقش موت خصمك “‬
‫“على جسدك… هذا رائع ج ًدا!‬
‫“نظر (هيدان) إلى الفتى الم ِرح‪ ،‬ثم التفت إلى (كاكوزو) وقال له‪“ :‬هذا الطفل مخبول‪.‬‬
‫ضا مخبول‪.‬‬ ‫“ردّ (كاكوزو) عليه بقول‪“ :‬أعتقد أنك أنت أي ً‬
‫ما الذي قلته للتو بحق الجحيم؟!” رفع (هيدان) صوته بدون تفكير‪ ،‬وطرح الفتى المزيد من “‬
‫األسئلة‪.‬‬
‫“أليس ألم الموت ال ُيحتمل؟ ألست خائ ًفا منه؟“ –‬
‫هاه؟ أنا متبع لديانة الجاشين أيها الطفل‪ .‬يراقبني جاشين‪-‬ساما ويحميني‪ .‬بمجرد أن تحظى “‬
‫“بذلك‪ ،‬لن يكون هناك شيء تخافه‪ ،‬بجدية‪.‬‬
‫ديانة الجاشين… جاشين‪-‬ساما…” ردّد الفتى هذه الكلمات لنفسه مرارًا وتكرارًا‪ .‬ثم رفع رأسه “‬
‫ضا أريد اإلنضمام لديانة الجاشين! كيف أفعل ذلك؟‬ ‫“كما لو أنه وجد إجابة‪“ .‬أوي! أنا أي ً‬
‫ً‬
‫“بعد أن قال الفتى تلك الكلمات الغير متوقعة‪ ،‬تمتم (كاكوزو) قائال‪“ :‬يا له من أحمق‪.‬‬
‫أوي‪ ،‬ما الذي يفترض أن يعنيه هذا؟! ديانة الجاشين هي األفضل‪ ،‬وهي الدين الصحيح الوحيد “ –‬
‫*ال إله إال هللا‪ .‬ال دين غير اإلسالم* ”في العالم! بالطبع سيريد الناس اإلنضمام إليها!‬
‫قبل مجرد ثوان‪ ،‬دعا (هيدان) الفتى بالمخبول‪ ،‬لكنه تل ّقى إهانة شخصية من تعليق (كاكوزو)‪،‬‬
‫فكان عليه أن يعترض‪.‬‬
‫أجل! هذا صحيح! بالطبع سيريد الناس اإلنضمام إليها!” شارك الفتى في الصراخ‪ ،‬متف ًقا مع “‬
‫(هيدان)‪.‬‬
‫قائال‪“ :‬الشيء الوحيد الذي ُيمكن اإليمان به هو المال‪ ”.‬ثم سأل‬ ‫ً‬ ‫عندها ردّد (كاكوزو) شعاره‬
‫“الفتى‪“ :‬أنت‪ ،‬ما اسمك؟‬
‫كان من النادر أن يسأل (كاكوزو) الناس عن أسمائهم‪.‬‬
‫ُ‬
‫“أنا أدعى (هوهو ُزكي)!“ –‬
‫(هوهو ُزكي)‪ .‬نظر (هيدان) إلى هذا الفتى مرة أخرى‪ .‬كان الفتى جذابًا من كل النواحي‪ .‬لكن هذا‬
‫(هيدان) الذي كان رابط الجأش أمام الناس الذين قتلهم من أجل طقوسه حتى‪ .‬لكن الفتى قال‬
‫أنه يريد اإلنضمام لديانة الجاشين‪ ،‬وذلك جعل (هيدان) ينصدم‪.‬‬
‫جا‪ .‬إذا كان الفتى جا ًدا‪ ،‬فعليه أن يتعلم كل شيء‬ ‫لقد كان ازدياد عدد متبعين الجاشين حدثًا مبه ً‬
‫عن هذا الدين بالتفصيل‪ ،‬من تعاليم أصوله الرائعة إلى وصاياه الصارمة‪.‬‬
‫لكن في الوقت الراهن…‬
‫ي أن أنهي صلواتي لهذا القتل‪ .‬سنتحدث بعد ذلك‪“.‬‬ ‫“عل ّ‬
‫حينها استلقى (هيدان) على رمز ديانة الجاشين الذي رسمه ساب ًقا بدمائه‪.‬‬
‫“طقس جاشيني… سأراقبه من هنا!“‬
‫ترك (هوهوزكي) بعض المسافة بينه وبين (هيدان)‪ ،‬ثم جلس بشكل مستقيم‪ .‬الوضعية‬
‫المناسبة للمراقبة‪.‬‬
‫“قال (كاكوزو)‪“ :‬افعلها بسرعة‪ .‬فصلواتك طويلة للغاية‪.‬‬
‫ال يوجد مفهوم الفترة الطويلة أو القصيرة عندما يتعلق األمر بالصلوات! إنه قدر سيئ فحسب‪– “ ،‬‬
‫“بجدية‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫إن صفعك أحد على خدك “ ‪“،‬عليك أن تذبح جيرانك“كما ترى‪ ،‬القتل هو أساس ديانة الجاشين‪“ .‬‬
‫“وهناك مقوالت نموذجية أخرى مثل… ”األيمن‪ ،‬فم ّزق قلبه الذي في الجانب األيسر من جسده‪.‬‬
‫عقب ذلك‪ ،‬انتهت الطقوس التي وصفها (كاكوزو) بـ”الطويلة للغاية”‪ ،‬واختفت العالمات الفريدة من‬
‫نوعها التي كانت على جسد (هيدان)‪ ،‬عندها بدأ هذا األخير يعظ (هوهوزكي) عن تعاليم ديانة‬
‫الجاشين بشغف متوهج في عينيه‪ ،‬الذي راقب كامل طقوسه‪.‬‬
‫ي أن أكون قويًا كي أقتلهم؟“ –‬ ‫ن قتل الناس ينقذهم في الحقيقة‪ ،‬صحيح؟ لكن هل عل ّ‬ ‫“امم‪ ،‬إ ّ‬
‫بدال من ذلك ولن تكون قادرًا على نشر تعاليم الديانة العظيمة لبقية “‬ ‫بكل تأكيد‪ .‬وإال س ُتقتل ً‬
‫ت الخلود‪ ،‬الذي ُيمنح بنا ًء على القرابين العديدة التي قدمناها نحن التابعين‪ ،‬لذا‬ ‫ِح ُ‬‫العالم‪ .‬لقد ُمن ْ‬
‫“يمكننا أن نجعل التعاليم تستمر إلى األبد‪.‬‬
‫دث (هيدان) عن عقائد ديانته‪ .‬ازداد حماسه بينما استمرّ في‬ ‫لقد مضى وقت طويل منذ أن تح ّ‬
‫التحدث‪ .‬لكن كان هناك شخص ازداد برودة‪.‬‬
‫“…سئمت من االستماع لحديثكما‪ .‬فتوقّفا‪“.‬‬ ‫ُ‬
‫ً‬
‫رمى (كاكوزو) جثة المكافأة إلى أسفل جذع الشجرة ثم جلس عليه‪ .‬ظل صامتا وتجاهل‬
‫المحادثة الجارية‪ ،‬لكنه تذ ّمر في نهاية المطاف‪.‬‬
‫عليك اللعنة! كم عدد األيام التي جعلتني أرافقك فيها للقيام بهذا العمل الجانبي الصغير؟ هذا “‬
‫ة بذلك! باإلضافة إلى أنك حصلت على ما تريد بالفعل!” صرخ (هيدان) بقول هذا‬ ‫ليس شي ًئا مقارن ً‬
‫وهو يشير إلى الجثة‪.‬‬
‫قائال‪“ :‬هناك مكافآت على رؤوس عائلة هذا الرجل أي ً‬
‫ضا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫“عندها هزّ (كاكوزو) رأسه‬
‫“ما الذي تقصده بحق الجحيم…؟“ –‬
‫“أنت بطيء في االستيعاب… أقصد أن علينا البحث عن عائلة هذا الرجل أي ً‬
‫ضا‪“.‬‬
‫“…ماذا قلت؟!“‬
‫اعتقد (هيدان) أن الشيء الوحيد الذي تب ّقى لهما هو الخروج من الغابة‪ ،‬لكن يبدو أن اللعبة كانت‬
‫تسير إلى جوالت إضافية‪.‬‬
‫ال يمكن أن تكون جا ًدا! فلقد استغرق منا إيجاد هذا اللعين الكثير من األيام! لن أتجوّل في “‬
‫األرجاء بعد اآلن!” أراد (هيدان) الخروج من هذه الغابة اللعينة التي بالكاد استطاع أن يقوم فيها‬
‫بطقوس الئقة‪.‬‬
‫“رد عليه (كاكوزو) بقول‪“ :‬أنت أحمق‪.‬‬
‫“من الذي تدعوه باألحمق بحق الجحيم؟!“ –‬
‫“حقيقة أن صاحب المكافأة كان هنا تعني أن و ْكره قريب‪“.‬‬
‫“و ْكره؟“ –‬
‫مة احتمال كبير بأن تكون عائلته فيه‪“.‬‬ ‫“على األرجح أنه عاش في مكان قريب من هنا‪ .‬ث ّ‬
‫ثم نظر (كاكوزو) إلى (هوهوزكي)‪.‬‬
‫“هيه‪ ،‬أيها الطفل‪ .‬من أين أتيت؟“‬
‫“هاه؟ أنا؟“ –‬
‫يستحيل أن يعيش طفل مثلك بمفرده هنا‪ ،‬في هذه الغابة العميقة ج ًدا داخل الجبال‪ .‬فهل “‬
‫“توجد قرية مخفية في األرجاء؟‬
‫تردّد (هوهوزكي)‪ ،‬انتقلت عيناه من جانب إلى آخر‪ .‬لكنه أومأ بصدق حينما سأله (هيدان) بقول‬
‫‪““.‬إ ًذا؟‬
‫نعم‪ ،‬توجد… إنها القرية التي أنتمي إليها… إنها هناك‪ ”،‬أشار (هوهوزكي) إلى اتجاه القرية “ –‬
‫بإصبعه عندما قال هذا‪ .‬كان نفس االتجاه الذي أتى منه (كاكوزو) و(هيدان)‪.‬‬
‫“ماذا؟ لقد أتينا من هناك ولم نجد أي قرية‪“.‬‬
‫“لكنها‪ ،‬لكنها‪ ،‬لكنها هناك!“ –‬
‫لم يبدو أنه يكذب‪ .‬وعندما حوّل (هيدان) عينيه الحائرتين إلى (كاكوزو)‪ ،‬أمسك (كاكوزو) بالجثة‬
‫الملقية عند قدميه ثم رفعها‪ ،‬كاش ًفا وجه الجثة الملطخة بالتراب والدم‪.‬‬
‫ضا؟“‬‫“هل كان ينتمي لتلك القرية هو أي ً‬
‫لم يشح (هوهوزكي) بوجهه عن الجثة‪ ،‬بل اقترب منها لتأكيد هوية صاحب المكافأة‪.‬‬
‫ضيّق حاجبيه‪ ،‬دقّق النظر بعينيه الكبيرتين وفكّر مليًا‪ .‬لكنه هز رأسه في حيرة في نهاية المطاف‪.‬‬
‫“أمم‪ ،‬أعتقد أنه قد يكون من القرية… رغم أني ال أتذكر رؤيته في أرجائها‪“.‬‬
‫“هل القرية بذلك الحجم الكبير؟“ –‬
‫ال‪ ،‬على اإلطالق‪ .‬بصفة عامة‪ ،‬أنا أعرف وجوه جميع القرويين‪ .‬فلو كان هذا الرجل منها لعرف ُته “‬
‫ضا‪ ،‬لكن…‬ ‫“أي ً‬
‫ُّ‬
‫تذكره‪ .‬لقد‬ ‫ضا‪ ،‬لكنه لم يستطع‬ ‫عرف وجوه جميع القرويين‪ ،‬واعتقد أن هذا الرجل انتمى للقرية أي ً‬
‫ناقض (هوهوزكي) نفسه‪ .‬كان وجود القرية مريبًا للغاية في األصل‪ .‬من المحتمل أن (هوهوزكي)‬
‫يعرف الكثير‪.‬‬
‫“أمم‪ ،‬إذا أردتما الذهاب إلى القرية‪ ،‬فسأرشدكما إليها!“‬
‫يبدو أنه كان يحاول تبديد ذلك الشك‪.‬‬
‫“حس ًنا‪– “.‬‬
‫أراد (هيدان) الذهاب إليها إللقاء نظرة سريعة‪ ،‬لكن (كاكوزو) كان حذرًا‪.‬‬
‫مكافأتنا هذه… لقد شهدت قتلنا له‪ ،‬هذا الرجل الذي من قريتك‪ .‬كما أنك تعلم بأننا نخطط لقتل “‬
‫“عائلته‪ .‬فلِم ما زلت تساعدنا؟‬
‫صادقا‪ ،‬لم أحب تلك القرية بأي حال…“ –‬ ‫ً‬ ‫“حس ًنا‪ ،‬ألنني أريد اإلنضمام لديانة الجاشين! ألكون‬
‫الكرات الطينية ويعبث بها بقلق‪.‬‬ ‫حينها كان (هوهوزكي) يحمل بعض ُ‬
‫“إ ًذا أنت تكره قريتك‪ ،‬أليس كذلك؟“‬
‫“نعم… في الواقع‪ ،‬لدى قريتي تلك المعتقدات المشتركة التي تشبه الدين كثيرًا‪– “.‬‬
‫“معتقدات مشتركة؟“‬
‫محو الماضي والعيش بسعادة؛ هذا هو أساسها‪ .‬نسيان كل ما هو غير ُمسعِد‪ .‬محبة السالم‪“ ،‬‬
‫“تغيير هذا المكان إلى جنة على األرض‪.‬‬
‫“صحيح‪ ،‬فهمت‪ .‬إنها تتطابق مع ديني كثيرًا‪– “.‬‬
‫قائال‪“ :‬نعم‪ ،‬بالضبط! لقد طلب مني صديق‬ ‫ً‬ ‫بعد أن رد (هيدان) بقول ذلك‪ ،‬رفع (هوهوزكي) صوته‬
‫ُ‬
‫لت ذلك من أجله‪ .‬لكن عندما رأيتك يا (هيدان)‪-‬سان‪ ،‬صدمتني طريقة‬ ‫م ُ‬ ‫لي أن أعيش فيها‪ ،‬لذا تح ّ‬
‫ُ‬
‫عيشك! فأنت عشت حتى مع ألم الموت الذي نقِش على جسدك‪ .‬أريد العيش بنفس الطريقة‬
‫دقني رجا ًء!‬ ‫“التي تفعلها! لذا ص ّ‬
‫دق (هوهوزكي) في عينيْ (هيدان) مباشر ًة‪.‬‬ ‫ح ّ‬
‫“…أوال‪ ،‬سنجعلك تأخذنا إلى القرية‪ ،‬وبعدها سنصدقك‪ ”.‬وأومأ‬ ‫ً‬ ‫حينها قال (كاكوزو) من الجانب‪:‬‬
‫(هوهوزكي)‪.‬‬
‫بدأ الفتى الصغير السير نحو الجنوب‪ ،‬باعتبار جذع الشجرة نقطة البداية‪.‬‬
‫ما الذي سنفعله يا (كاكوزو)؟” سأل (هيدان) (كاكوزو) هذا السؤال وهو يبدو غير متحمس‪“ ،‬‬
‫بينما يتبعان (هوهوزكي)‪.‬‬
‫“بما أننا قطعنا كل هذه المسافة‪ ،‬سنجمع كل المال الذي يمكننا الحصول عليه‪– “.‬‬
‫ما ما يتعلق األمر بالمال معك!“‬ ‫“اغه‪ ،‬المال‪ ،‬المال‪ ،‬دائ ً‬
‫كان هناك قرية أمامهم ح ًقا‪ ،‬كما قال (هوهوزكي)‪ .‬وقد تكون فيها العائلة التي يستهدفها‬
‫(كاكوزو)‪.‬‬
‫لم يهتم (هيدان) بالمال على اإلطالق‪ ،‬لكنه قد يكون قادرًا على القيام بمذبحة في القرية‪.‬‬
‫لم يقم في األيام األخيرة الماضية سوى بالتوبة واالعتراف بذنوبه‪ ،‬بدون تقديم أي قربان إلى‬
‫جاشين‪-‬ساما‪ .‬إذا كان بإمكان (هيدان) تعويض ذلك اآلن‪ ،‬فسيكون جي ًدا بما فيه الكفاية بالنسبة‬
‫له‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫رفا حا ًدا‪…“ :‬لقد وصلنا‪.‬‬ ‫ج ً‬ ‫“قال (هوهوزكي) وهو يريهما ُ‬
‫جرف‪ ،‬فسيتمكن من رؤية النهر الجاري أسفله‪ .‬على األرجح‬ ‫إذا ألقى المرء نظرة خاطفة على ال ُ‬
‫جرف مع مرور الزمن‪.‬‬ ‫أن النهر شكّل هذا ال ُ‬
‫كانت الرياح التي هب ّت من الوادي قوية‪ ،‬وجلبت المياه من أسفل الجرف إلى الغابة من حين‬
‫آلخر‪.‬‬
‫قائال‪…“ :‬يستحيل أن توجد قرية هنا‪ ،‬اللعنة!‬ ‫ً‬ ‫“صرخ (هيدان) بدون تفكير‬
‫“فرد (هوهوزكي) عليه بقول‪“ :‬لكنها توجد!‬
‫الكرات الطينية التي كان يحملها إلى (هيدان) و(كاكوزو)‪ ،‬ثم رماها بأقصى ما استطاع نحو‬ ‫أظهر ُ‬
‫الجبل المقابل‪.‬‬
‫“ما الذي تفعله؟“‬
‫الكرات الجبل… ال‪.‬‬ ‫الكرات الطينية الصغيرة‪ ،‬ثم أصابت ُ‬ ‫دقّقا النظر لمتابعة ُ‬
‫“يا للهول‪ ،‬اختفت؟!“‬
‫اختفت الكرات عن األنظار في نفس اللحظة التي كان يتعين فيها أن تصيب الجبل‪.‬‬
‫إنه غينجتسو…” نظر (كاكوزو) إلى محيطه بكل حدة‪ ،‬معتق ًدا أنه اكتشف األمر بر ّمته‪“.‬‬
‫“أوي‪( ،‬كاكوزو)‪ ،‬ما الذي يجري بحق الجحيم؟ بجدية!“ –‬
‫يبدو أننا وقعنا في غينجتسو بينما كانت دفاعاتنا منخفضة‪ .‬وبسبب هذا‪ ،‬ال يمكننا رؤية شيء “‬
‫“هناك سوى الجبل‪.‬‬
‫حينها بدأت تلك الرياح القوية باالرتفاع‪.‬‬
‫بينما كانا يقفان على حافة الجرف‪ ،‬لمس خ ّديهما ضباب ماء النهر الذي انضم إلى الرياح‪ .‬شخر‬
‫قائال‪“ :‬إ ًذا هذا هو مصدره‪.‬‬ ‫ً‬ ‫“(كاكوزو) ثم همس لنفسه‬
‫“هال أخبرتني بما يحدث بحق الجحيم؟!“ –‬ ‫ّ‬
‫عندما ترتفع مياه النهر‪ ،‬تنبعث من قاعه رائحة تسب ّب الغينجتسو‪ .‬كما أن لدى الرائحة تأثير مريح “‬
‫غافال عن حقيقة أنك وقعت في‬ ‫ً‬ ‫يجعلك تعتقد أن هواء الغابة رائع ومنعش‪ ،‬مما يجعلك‬
‫“الغينجتسو‪.‬‬
‫واآلن بعد أن فكّر في األمر‪ ،‬أعطاهما الجو السائد في المنطقة شعورًا مثاليًا ج ًدا تقريبًا‪ .‬فشكّل‬
‫“(كاكوزو) أختام يد على الفور‪ .‬وقال‪“ :‬تحرير!‬
‫تفهم‪“ .‬إ ًذا هذا ما‬ ‫ُّ‬ ‫دد (كاكوزو) الغينجتسو‪ ،‬نظر إلى الجبل مرة أخرى‪ ،‬واعتلت وجهه نظرة‬ ‫بعد أن ب ّ‬
‫“كان عليه األمر…‬
‫ضا!‬‫قائال‪(“ :‬كاكوزو)! دعني أرى ذلك أنا أي ً‬ ‫ً‬ ‫“حينها تذ ّمر (هيدان) بشكل يائس تقريبًا‪،‬‬
‫قائال‪“ :‬ألغِ الغينجتسو بنفسك‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لكنه ألغى الغينجتسو لـ(هيدان) رغم هذا‪“ .‬فهدر (كاكوزو)‬
‫…وااه…” انبهر (هيدان) من المنظر‪“.‬‬
‫حفرت في منتصف الجبل‪ ،‬ويوجد فيها صف من المنازل‪.‬‬ ‫كان هناك فجوة ضخمة ُ‬
‫انتابهما شعور غريب نحو هذا المكان الذي من شأنه أن يجعل (ديدارا) ‪-‬عضو األكاتسكي الذي لم‬
‫يفكر بشيء سوى الفن‪ -‬يرغب في تفجيره فورًا إذا تسنّى له رؤيته‪.‬‬
‫ميها القرويون ‘شانغريال’…“‬ ‫“يس ّ‬
‫حا للغاية‪ ،‬لكن أصبحت عيناه مظلمتان ومشوشتان عندما نظر إلى القرية‪.‬‬ ‫كان (هوهوزكي) مرِ ً‬
‫ولم يهتم (هيدان) في كِال الحالتين‪.‬‬
‫“قد تكون هناك عائلة صاحب المكافأة‪ ،‬هاه‪ .‬ماذا سنفعل يا (كاكوزو)؟ هل نقتل الجميع؟“‬
‫إذا ساند (هيدان) و(كاكوزو) بعضهما البعض‪ ،‬فلن يواجها أي مشكلة في تدمير قرية بهذا الحجم‬
‫والنطاق بالتأكيد‪ .‬لكن (كاكوزو) لم يرد ذلك‪.‬‬
‫إنها الظروف االستثنائية بالضبط… سنستكشف القرية‪ ،‬نعثر فيها على ما نبحث عنه‪ ،‬ثم “ –‬
‫“نغادرها بأقل األضرار الممكنة‪.‬‬
‫“ماذا‪ ،‬يمكنك تتبع رائحة المال؟“‬
‫“…تقريبًا‪– “.‬‬
‫كان (هيدان) مستع ًدا للذهاب إليها وإشهار سالحه‪ ،‬لكن إذا كانوا مضطرين إلى الذهاب إليها‬
‫متخفين‪ ،‬فعليه أن يؤجل طقوسه كذلك‪ .‬تعكّر مزاجه فورًا عندما علم بهذا‪.‬‬
‫قال (هوهوزكي) لـ(كاكوزو) وهو يبدو قل ًقا‪“ :‬أمم‪ ،‬لدى القرويين معرفة وثيقة باألشخاص الذين‬
‫“فيها‪ .‬إذا ذهبتما إليها بهذا المظهر‪ ،‬فأعتقد أنكما ستفضحان نفسيكما‪.‬‬
‫“أفترض أن هذا سيكون الحال‪ ،‬بما أن القرية تتجنب أنظار العا ّمة…“ –‬
‫ماذا سنفعل يا (كاكوزو)؟” كان (هيدان) على وشك أن يقترح الذهاب إليها وقتل جميع من “ –‬
‫خل (هوهوزكي) في المحادثة التي بينهما بقول‪“ :‬أمم‪ ،‬حس ًنا…‬ ‫”فيها ببساطة‪ ،‬لكن حينها تد ّ‬
‫إذا أردت‪ ،‬يمكنك التحوّل إلى شكلي باستخدام جتسو التحوّل‪ .‬ستكون بأمان هكذا‪ ”.‬قالها وهو “‬
‫يشير إلى وجهه‪.‬‬
‫مهم لنفسه ثم شكّل أختام اليد‪.‬‬ ‫عقب سماع (كاكوزو) لكلماته تلك‪ ،‬ه ْ‬
‫ما؛ حيث بدا مثل (هوهوزكي) تما ًما‪ .‬لن يعرف أحد أيهما الحقيقي‪ ،‬حتى إذا وقفا‬ ‫كان مظهره ُمحك ً‬
‫بجانب بعضهما‪.‬‬
‫“ماذا عني يا (كاكوزو)؟“‬
‫“أنت غير مالئم ألعمال التخ ّفي… لذا انتظر هنا‪– “.‬‬
‫هم وتضجر‪.‬‬ ‫ظن (هيدان) أن األمر سيكون هكذا على األرجح‪ .‬فتج ّ‬
‫ن صناعة القرية معقدة ج ًدا‪ ،‬لذا ستتوه فيها إذا لم يكن لديك ُمرشِد‪ .‬عندما تدخل القرية‪“ ،‬‬ ‫أمم‪ ،‬إ ّ‬
‫سترى عمود شجرة على بعد مسافة قصيرة‪ .‬شق طريقك إليه من فضلك‪ .‬ومن ثم ينبغي أن‬ ‫ُ‬
‫“يأتي صديقي (أمِيوكي)‪ .‬ومن ثم…‬
‫قرْفص (هوهوزكي) على األرض وبدأ بجمع التراب‪ ،‬عجنه وتشكيله‪ .‬وخالل ثوان‪ ،‬أصبح لديه ُكرة‬
‫طينية كبيرة‪ ،‬ثم أعطاها لـ(كاكوزو)‪ .‬وقال له‪“ :‬أعتقد أن األمور ستسير على ما يرام إذا أعطيت‬
‫“هذه لـ(أميوكي)‪.‬‬
‫لم يعرف (كاكوزو) ماهية هذه الكرة الطينية أو ما هو الغرض منها‪ ،‬لكنه أخذها بأي حال‪.‬‬
‫“ثم؟ كيف أدخل إلى القرية؟“‬
‫بدا أن حتى الدخول إلى القرية التي في منتصف الجبل سيكون صعبًا‪.‬‬
‫“اقفز‪“.‬‬
‫طريقة بدائية‪.‬‬
‫“أتمزح معي؟“ –‬
‫إذا صنعنا طري ًقا يؤدي إلى القرية‪ ،‬فسيالحظه القرويون ويكون من السهل عليهم مهاجمتنا‪ ،‬لذا “‬
‫“لن نصنعه‪ .‬جميع القرويين نينجا بأي حال‪ ،‬لذا يمكنهم القفز إليها بمنتهى السهولة‪.‬‬
‫ضا نينجا؟“ –‬‫“ماذا؟ إ ًذا أنت أي ً‬
‫لم يبدو (هوهوزكي) أنه كذلك‪ ،‬لكنه فرّك يديه الملطختين بالتراب وأومأ برأسه مرارًا‪.‬‬
‫“راقِبه يا (هيدان)‪ .‬سأعود‪“.‬‬
‫لم يمتلك (كاكوزو) خيارًا سوى القفز إلى القرية طالما أنه لم يكن هناك وسيلة أخرى للدخول‬
‫جرف‪ .‬سلك نفس المسار الذي سلك ْته الكرات الطينية التي رماها‬ ‫إليها‪ .‬فقفز قفزة عمالقة من ال ُ‬
‫(هوهوزكي) ساب ًقا نحو الجبل‪.‬‬
‫“قال (هيدان)‪“ :‬لقد عاش لفترة طويلة‪ ،‬لذا هو مفيد ج ًدا‪ ،‬ذلك الـ(كاكوزو)‪.‬‬
‫هبط (كاكوزو) بشكل مثالي‪ ،‬وذهب نحو القرية مباشر ًة‪ ،‬مختفيًا في الفجوة بدون أن ي ُرد تلويح‬
‫اليد لـ(هيدان) و(هوهوزكي)‪.‬‬
‫“هكذا األمر‪ .‬أعتقد أنني على أهبة اإلستعداد‪ .‬هذا مقيت‪“.‬‬
‫قائال وهو يمسح رقبته‪“ :‬أمم‪ ،‬إذا أردت‪ ،‬أيمكنك إخباري المزيد عن‬ ‫ً‬ ‫سأل (هوهوزكي) (هيدان)‬
‫“ديانة الجاشين؟‬
‫لقد كان (هيدان) ُمحاطًا بالملحدين منذ انضمامه إلى األكاتسكي‪ .‬فحتى عندما كان يتحدث عن‬
‫ديانته‪ ،‬تلقى كلماته آذانًا ص ّ‬
‫ماء‪.‬‬
‫“حس ًنا‪ ،‬لم تترك لي خيارًا! كما ترى‪ ،‬بخصوص ديانة الجاشين…“ –‬
‫∞‬
‫“…يا لها من مبان فريدة‪“.‬‬
‫وضع (كاكوزو) قدميه في القرية بينما مضى (هيدان) في الحديث عن ديانة الجاشين‪.‬‬
‫كان يوجد عدة رجال بالقرب من مدخل القرية بدوا أنهم من سكانها‪ ،‬وجميعهم كانوا يشكّلون‬
‫أختام اليد‪.‬‬
‫على األرجح أنهم الذين يطب ّقون الغينجتسو على مياه النهر التي تدفعها الرياح‪ .‬إذا كانوا يفعلون‬
‫ً‬
‫فعال‪.‬‬ ‫هذا يوميًا بدون راحة‪ ،‬فسيكونون مجموعة الحراسة‬
‫ال يمكنك معرفة هذا بالنظر من الخارج‪ ،‬لكن هذه الفجوة امت ّدت لمسافة أكبر بكثير من التي‬
‫يتوقعها المرء‪ ،‬ويوجد فيها صف من المباني المتراصة بإحكام‪ .‬سيستغرق العثور على أحد في‬
‫ً‬
‫طويال‪.‬‬ ‫مكان كهذا وق ًتا‬
‫فكّر (كاكوزو) أنه سينفد صبر (هيدان) وبالتالي سيهتاج عليه‪ ،‬لكن بإمكان (هيدان) الحديث عن‬
‫ً‬
‫قليال‪.‬‬ ‫ديانته طالما أن ذلك الطفل (هوهوزكي) برفقته‪ ،‬لذا اعتقد (كاكوزو) أن لديه وق ًتا أكثر‬
‫كما قال (هوهوزكي)‪ ،‬كان هناك جذع شجرة كبير يعمل بمثابة عمود يبقي الفجوة مفتوحة‪ ،‬يقع‬
‫على ُبعد مسافة قصيرة من المدخل‪ .‬لقد كان العمود الفقري للقرية في األساس‪.‬‬
‫طالما أنه وقف عنده‪ ،‬ينبغي أن يأتي صديق (هوهوزكي) أو أيًا كان‪ .‬ألقى (كاكوزو) نظرة شاملة‬
‫على محيطه بينما يشعر بالقلق وال يزال يتخذ مظهر (هوهوزكي)‪.‬‬
‫“…(هوهوزكي)‪“.‬‬
‫فجأة‪ ،‬سمع صوتًا من ظِل الشجرة يناديه ويقترب منه‪.‬‬
‫صا ذو بشرة سمراء وشعر فضي‪ .‬لديه بنية جسدية ناعمة‪،‬‬ ‫وعندما نظر باتجاه الصوت‪ ،‬رأى شخ ً‬
‫ولم يعرف (كاكوزو) ما إذا كان هذا الشخص فتى أم فتاة‪ .‬ال شك أنه شخص مخنث‪ ،‬لكن اعتقد‬
‫(كاكوزو) أنه فتى‪ .‬وبدا أنه أكبر من (هوهوزكي) في السِن بقليل‪.‬‬
‫“(أمِيوكي)؟“‬
‫عندما ناداه (كاكوزو) باسمه‪ ،‬توقف الفتى في مكانه وتم ّعن في (كاكوزو) بدقة‪ .‬ذهب بصره إلى‬
‫الكرة الطينية التي حملها‪ .‬حينها سلّمها (كاكوزو) إليه‪ ،‬أي فعل ما قاله (هوهوزكي)‪ .‬وتمكّن من‬
‫الشعور بتشاكرا آتية منها‪.‬‬
‫أخذ الفتى الكرة الطينية ثم سحقها فو ًرا‪ .‬فدخلت إلى جسده التشاكرا التي كانت مقيدة‬
‫بداخلها‪.‬‬
‫“…فهمت‪ .‬إ ًذا هكذا األمر‪“.‬‬
‫يبدو أن هذه الكرة الطينية اس ُتخدِمت كأداة للتواصل‪.‬‬
‫فهمت‪ .‬أنا (أميوكي)… صديق (هوهوزكي)‪ ”.‬قالها وأحنى رأسه‪“.‬‬
‫قائال‪“ :‬سأكون مرشدك‪ ”.‬ثم بدأ بالسير‪.‬‬ ‫ً‬ ‫واستطرد‬
‫لم يستطع (كاكوزو) معرفة ما قاله (هوهوزكي) لـ(أميوكي) بالضبط‪ ،‬لكن بدا أن هذا األخير‬
‫استضافه بكل لطف بوصفه ضيف‪.‬‬
‫ضا بحيث يثق تما ًما بـ(هوهوزكي) وهذا الفتى المدعو (أميوكي)‪.‬‬ ‫جا أي ً‬ ‫لكن لم يكن (كاكوزو) ساذ ً‬
‫“هل تشك في صدقي في مساعدتك…؟“‬
‫ة بـ(هيدان) و(هوهوزكي)‪ ،‬كان هذا الفتى جي ًدا ج ًدا في قراءة الناس‪.‬‬ ‫مقارن ً‬
‫األمر بسيط… ليس لدي إرادة تخصني… أنا أواصل العيش كما يشاء (هوهوزكي) فحسب… “‬
‫ي نظرة عميقة‪ ،‬لن ترى شي ًئا… نعم‪ ،‬هذا صحيح… أنا مجرد وعاء فارغ…‬ ‫“عندما تلقي عل ّ‬
‫ضا‪.‬‬‫كان مثل شبح حي‪ ،‬وكانت الكلمات التي انسكبت من شفتيه ال شيء أي ً‬
‫قائال‪…“ :‬ألم يقل‬ ‫ً‬ ‫لم يتطابق كالمه مع ما قاله (هوهوزكي) لـ(كاكوزو) تما ًما‪ ،‬لذا سأله (كاكوزو)‬
‫“(هوهوزكي) بأنه يعيش هنا فقط ألن صدي ًقا له طلب منه هذا؟‬
‫ضا… ألنني… ال شيء سوى (أميوكي)…“ –‬ ‫“العيش في القرية… لقد كان إرادة (هوهوزكي) أي ً‬
‫لم يكن رد (أميوكي) جوابًا‪ .‬فاألمور المبهمة هي األمور الوحيدة التي كانت تخرج من فم هذا‬
‫الفتى‪.‬‬
‫باال… فقط ُقم بدورك واعثر على ما تبحث عنه…“‬ ‫“ال تُلقي لي ً‬
‫ما‪ ،‬لكن القرويين كانوا يأتون ويذهبون‬ ‫كان هناك ضوء ضئيل في هذا الكهف‪ ،‬مما جعله يبدو قات ً‬
‫بابتسامات مشرقة‪.‬‬
‫“يا له من يوم مسالم‪– “.‬‬
‫“استمروا في التطلع إلى المستقبل!“ –‬
‫“أليس من الرائع أن جميعنا على قيد الحياة اليوم؟“ –‬
‫كان القرويون يقولون أمورًا كهذه كلما التقوا ببعضهم‪.‬‬
‫“…إنهم يرددون نفس الكالم عن أمور السالم والسعادة هذه بحق‪“.‬‬
‫لو أنه أحضر (هيدان) معه‪ ،‬لفقد هذا األخير عقله بالتأكيد‪.‬‬
‫“هذه هي المعتقدات المشتركة للقرية… محو الماضي والعيش بسعادة…“‬
‫“أتعتقد أن ذلك ينطبق عليك؟“ –‬
‫“من يعلم… (هوهوزكي) هو الشيء الوحيد الذي أعرفه… ال أعرفه حق المعرفة‪ ،‬لكن…“‬
‫“لكن؟“ –‬
‫ُ‬
‫استدار (أميوكي) بصمت‪ ،‬ثم حوّل أنظاره إلى الغابة الخضراء المورِقة المقابلة للكهف‪ .‬وقال بينما‬
‫أصبحت عيناه مشوشتان للغاية‪“ :‬لقد قال (هوهوزكي) أنه لم يعرف وجه الرجل الذي قتلتماه…‬
‫حا… ‘شانغريال’ أو أيًا كانت ال وجود لها… هذا… وادي األكاذيب‪.‬‬ ‫ما إذا كان هذا صحي ً‬ ‫“أتساءل ع ّ‬
‫∞‬
‫“…وكما ترى‪ ،‬تعاليم ديانة الجاشين هي أفضل شيء على اإلطالق‪“.‬‬
‫في الوقت الذي تقصّى فيه (كاكوزو) ‘شانغريال’‪ ،‬عاد (هيدان) و(هوهوزكي) إلى جذع الشجرة‬
‫العمالق‪ ،‬ألن (هوهوزكي) أخبره بأنه قد يقع في الغينجتسو مرة أخرى إذا بقي عند جانب‬
‫جرف‪.‬‬ ‫ال ُ‬
‫ً‬
‫مس (هوهوزكي) مع كل شيء قاله (هيدان)‪ ،‬وقال أشياء مثل “أود اعتناقها أكثر اآلن!”‬ ‫تح ّ‬
‫بحماس‪.‬‬
‫سأقتل ً‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫بدال من ذلك‪ ،‬من قِبل الناس “‬ ‫مهال! القتل أمر صعب ح ًقا‪ ،‬صحيح…؟ أعتقد أنني‬ ‫لكن‪ ،‬اه‪،‬‬
‫“الذين يرغبون في السالم‪.‬‬
‫رد (هيدان) عليه ساخرًا‪“ :‬لن يشكّل أولئك المالعين مشكلة إذا قتلت الكثير منهم‪ .‬ثم هل تقصد‬
‫ً‬
‫قائال‪“ :‬منذ‬ ‫أولئك الحمقى السطحيون الذين يتحدثون عن السالم؟ ليس لهم وجود‪ ”.‬واستطرد‬
‫كنت محاطًا بهؤالء الملحدين المسالمين المالعين‪ .‬تجنبوا المعارك‪ ،‬وكانوا جبناء‬ ‫ُ‬ ‫وقت طويل‪،‬‬
‫“يخشون إيذاء الناس‪ .‬هؤالء الحمقى كثيروا الكالم‪.‬‬
‫“ح ًقا؟“ –‬
‫ضقت ذر ًعا منهم‪ ،‬وأتعرف ماذا فعلوا عندما هاجم ُتهم؟ لقد‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫قائال‪“ :‬بكل تأكيد‪ .‬لقد‬ ‫أومأ (هيدان)‬
‫حاولوا قتلي‪ .‬إذا كانوا يحبون السالم ويكرهون القتال ح ًقا‪ ،‬لكان عليهم أن يتوقفوا عن المقاومة‬
‫“ويموتوا تحت رحمتي فحسب‪ ،‬بجدية‪.‬‬
‫قائال‪“ :‬هذا صحيح‪.‬‬ ‫ً‬ ‫“ارتسمت على وجه (هوهوزكي) نظرة إيحاء إزاء قصة (هيدان)‪ .‬واتفق‬
‫هؤالء المالعين كانوا فقط ينفذون رغباتهم بعالم آمن ومأمون يخلو من القتل‪ .‬وحينما تعرّض “ –‬
‫للتهديد‪ ،‬أصبح القتل أمرًا ال بأس به بالنسبة لهم فجأة! إذا أردتم الهرب من خوف الموت‪ ،‬فينبغي‬
‫“عليكم أن تموتوا فحسب‪.‬‬
‫لكن قد يشكّل هذا األمر مشكلة‪ ،‬ألنه إذا قتل الجميع بعضه البعض‪ ،‬لن يكون هناك أحد ُيقدم‬
‫كقربان لـجاشين‪-‬ساما‪.‬‬ ‫ُ‬
‫“كي ننقذ الناس من خوف الموت‪ ،‬ال خيار لدينا سوى قتلهم…“‬
‫كان (هوهوزكي) يستوعب كلمات (هيدان) بتفكير متأن‪.‬‬
‫لقد كانا منغمس ْين في الحديث للغاية لدرجة أنهما لم يدركا بأن الليل قد حل‪ .‬هل كان (كاكوزو) ال‬
‫يزال يبحث عن عائلة الرجل صاحب المكافأة؟‬
‫قائال في نفسه‪ :‬ذلك الوغد الجشع ال يتغير أب ًدا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫حينها فكّر (هيدان)‬
‫ثم قال (هوهوزكي)‪“ :‬بالمناسبة… أمم‪ ،‬أنت تذبح جيرانك يا (هيدان)‪-‬سان‪ ،‬أهذا يعني أنك‬
‫“ستضطر إلى قتل (كاكوزو)‪-‬سان أي ً‬
‫ضا؟‬
‫على األرجح أن (كاكوزو) كان أقرب شخص إلى (هيدان) في الوقت الحالي‪ ،‬كما أشار‬
‫“(هوهوزكي)‪ .‬لكن كل ما قاله (هيدان) كان‪“ :‬إنه ليس جاري‪.‬‬
‫“ليس جارك؟“ –‬
‫“ذلك البخيل اللعين وأنا متضادان تما ًما‪ .‬نحن لسنا جار ْين أو ما شابه‪“.‬‬
‫دئًا نفسه‪ ،‬كما لو أنه تل ّقى‬ ‫بدأ جسد (هوهوزكي) باالرتجاف عندما سمع ذلك‪ .‬ثم أومأ برأسه‪ ،‬مه ّ‬
‫التأكيد الذي احتاجه‪.‬‬
‫“هذا صحيح… (هيدان)‪-‬سان و… (كاكوزو)‪-‬سان… مختلفان… مثلي أنا… و(أميوكي)…“‬
‫جرف وقال‪“ :‬أوي‪ ،‬اه‪ ،‬أعتقد أن‬ ‫ضيّق (هوهوزكي) عيناه وابتسم‪ .‬حوّل أنظاره إلى اتجاه ال ُ‬
‫“(كاكوزو)‪-‬سان سيعود قريبًا ج ًدا‪.‬‬
‫وقبل أن يتمكن (هيدان) من سؤاله حتى عن كيفية معرفته بذلك‪ ،‬عاد (كاكوزو) كما قال‬
‫(هوهوزكي)‪ .‬لكنه كان خالي الوفاض‪.‬‬
‫“أوه يا رجل‪ .‬لم تجدها هناك؟“‬
‫نظرت إلى وجوه كل القرويين‪ ،‬لكن لم أستطع تحديد عائلة ذلك الرجل حسبما رأيت‪– “.‬‬ ‫ُ‬ ‫“لقد‬
‫إذا كان األمر كذلك‪ ،‬فهذا يعني أنه لم يعد لديهما عمل في هذه الغابة‪ .‬نظر (هيدان) إلى الرجل‬
‫ذو المكافأة الذي عند قدميه‪ .‬أراد قتل جميع من في القرية‪ ،‬لكن ستتعفن هذه الجثة إن لم يقوما‬
‫بمبادلتها قريبًا‪ .‬فبعد كل شيء‪ ،‬مجرد الخروج من هذه الغابة سيستغرق بضعة أيام‪.‬‬
‫“وقف (هيدان) على قدميه وقال‪“ :‬حس ًنا إ ًذا‪ .‬فلنخرج من هذه الغابة‪.‬‬
‫رد عليه (كاكوزو) بقول‪“ :‬ال… سنخيّم هنا الليلة‪ .‬وسنغادر عند الفجر‪ ”.‬ما زال يريد البقاء هنا‪.‬‬
‫“ماذا؟! لم يعد لدينا عمل في هذه الغابة! سيتعفن هذا الشخص!“ –‬
‫أشار (هيدان) إلى الجثة ليثبت وجهة نظره‪ ،‬لكن (كاكوزو) تجاهله ببساطة وشرع في إنشاء‬
‫المخيّم‪.‬‬
‫ضا‪ .‬سآتي لرؤيتكما عندما تغادران غ ًدا! إلى اللقاء!” انحنى “‬ ‫أمم‪ ،‬أعتقد أنني سأغادر أي ً‬
‫جرف‪.‬‬ ‫نز ًال رأسه‪ ،‬ثم ركض نحو ال ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫م‬ ‫(هوهوزكي)‬
‫“حينها قال (كاكوزو) لـ(هيدان)‪…“ :‬إنه يعشقك بعض الشيء‪.‬‬
‫خا صدره عند قوله “ –‬ ‫هذا ال يعني شي ًئا سوى أن تعاليم ديانة الجاشين رائعة‪ ”.‬تفاخر (هيدان) ناف ً‬
‫لهذا‪.‬‬
‫جرف‪ ،‬إلى حيث ركض‬ ‫لم يرفض (كاكوزو) ذلك بشيء سوى همهمة‪ .‬ثم نظر إلى اتجاه ال ُ‬
‫“(هوهوزكي)‪ ،‬وقال‪“ :‬عند حلول الغد‪ ،‬سنقتل ذلك الطفل وصديقه (أميوكي) قبل أن نغادر‪.‬‬
‫جعلت تلك الكلمات (هيدان) يرمش عينيه عدة مرات‪.‬‬
‫“ماذا؟ لماذا بحق الجحيم؟“‬
‫“ألنهما يعرفان الكثير عنا‪– “.‬‬
‫“حس ًنا‪ ،‬نعم‪ ،‬هذا واضح‪ .‬لكن إذا كنا سنقتلهما على أية حال‪ ،‬ألم يكن علينا فعلها من قبل؟“‬
‫ال ُبد أنه سنحت العديد من الفرص لـ(كاكوزو) لقتل الطفل الذي قابله في القرية‪( ،‬أميوكي)‪،‬‬
‫ضا لقتل (هوهوزكي) الذي كان معه طوال ذلك الوقت‪.‬‬ ‫ولـ(هيدان) أي ً‬
‫نظر (كاكوزو) إلى صاحب المكافأة وقال‪“ :‬في البحث األول‪ ،‬لم أستطع العثور على عائلة هذا‬
‫الحظت أنه كان هناك أشخاص بدا أنهم قلقون وهم يتجولون في األرجاء‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫“الرجل… لكن‬
‫يوجد أشخاص يتجولون بقلق في جميع أنحاء العالم يا رجل‪ ”.‬لم يرى (هيدان) ضرورة النظر “ –‬
‫في ذلك بعمق‪.‬‬
‫تلك القرية فريدة من نوعها‪ .‬فجميع من فيها يتحدث عن السعادة‪ ،‬ويغطّي و ُيخفي كل ما هو “‬
‫“سلبي‪.‬‬
‫“ما هذا بحق الجحيم؟ إنها غريبة ج ًدا‪– “.‬‬
‫صا تصرفوا كما لو أنهم كانوا يبحثون عن شخص ما‪ ،‬وصرخوا بقلق‪“.‬‬ ‫ُ‬
‫رأيت بينهم أشخا ً‬ ‫“لكن‬
‫“إ ًذا كان ينبغي أن تقتلهم فحسب‪– “.‬‬
‫أصبح (هيدان) حائرًا بشكل متزايد‪ ،‬عقد ذراعيه وأمال رأسه‪ .‬فقط ما الذي كان (كاكوزو) يرمي‬
‫إليه؟‬
‫“…سنلقي نظرة على القرية الليلة‪ .‬فبهذه الطريقة سنرى هذا الوادي على حقيقته‪“.‬‬
‫لم يعرف (هيدان) ما هي نوايا (كاكوزو) الحقيقية‪ ،‬لكنه عرف أنه كان في حالة معنوية مرتفعة‪.‬‬
‫ربما كان لديه هاجس متعلق بالمال‪.‬‬
‫ن قتل الناس من أجل المال يخالف تعاليم ديانة الجاشين‪ ،‬لكن إذا كان (كاكوزو) يتخذ خطوة‬ ‫إ ّ‬
‫للحصول على المال‪ ،‬فمن المؤكد أن تتبعها معركة‪.‬‬
‫“قال (هيدان)‪…“ :‬ال يهم‪ ،‬طالما أنه سيتسنى لي أن أطلق العنان لنفسي‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫غرقت الشمس‪ ،‬وتغلّفت الغابة بظالم لم يخترقه ضوء القمر حتى‪.‬‬
‫كان (هيدان) يجلس على غصن شجرة ويمد ظهره على جذعها ألخذ قسط من الراحة‪ ،‬حينما‬
‫صا يناديه باسمه فجأة‪.‬‬ ‫سمع شخ ً‬
‫“نن…؟ ما الذي تريده بحق الجحيم…“‬
‫فرك عيناه وأطلق تثاؤبًا عاليًا‪ .‬عندها قفز (كاكوزو) إلى تلك الشجرة وصفع فم (هيدان) بيده‪.‬‬
‫“ممف!“‬
‫“أنظر‪– “.‬‬
‫لم يكن (هيدان) في مزاج يسمح له باتباع األوامر حينها‪ ،‬لكنه نظر إلى حيث أشار (كاكوزو) وأدرك‬
‫ما كان يحدث‪.‬‬
‫مة أشخاص هنا‪ .‬إذا دقّقا السمع‪ ،‬سيتمكنان من سماعهم‬ ‫كان هناك العديد من األضواء‪ .‬ث ّ‬
‫يتحدثون‪.‬‬
‫“لم يسبق وأن بقي بالخارج لهذا الوقت المتأخر… ال ُبد أن شي ًئا ما حدث له…“‬
‫“كف عن قول مثل هذه األشياء التعيسة! فنحن سنجده‪ ،‬كلنا‪– “.‬‬ ‫ّ‬
‫“هذا صحيح‪ .‬إلى جانب ذلك‪ ،‬ماذا تظننا نكون نحن قرويو شانغريال؟“ –‬
‫أبعد (هيدان) يد (كاكوزو)‪ ،‬ثم نظر إلى أولئك الناس الذين في األسفل مرة أخرى‪ .‬لقد كانوا‬
‫مشاعال‪ ،‬ويبدو أنهم يبحثون عن شخص ما‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يحملون‬
‫“قال (كاكوزو)‪“ :‬على األرجح أنهم عائلة صاحب المكافأة…‬
‫“مكافأتنا؟ أأنت متأكد من هذا؟“ –‬
‫أضاءت المشاعل التي حملوها وجه كل فرد منهم أي ً‬
‫ضا‪.‬‬
‫“جميع وجوههم خاطئة‪“.‬‬
‫“هاه؟“ –‬
‫“سأتولى أمرهم‪“.‬‬
‫أمسك (كاكوزو) رداء األكاتسكي الخاص به ونزعه بيده‪ .‬فظهرت أربعة أقنعة على ظهره‪.‬‬
‫“…أوي! هناك! هناك جثة عند أسفل تلك الشجرة…“‬
‫“ال… ال يمكن… عزيزي!“ –‬
‫عثر أولئك القرويون على الجثة التي ُوضِعت بجانب جذع الشجرة‪ .‬وما كان مخفيًا تحت عويلهم‬
‫المدوّي في الغابة هو صوت االندفاع العنيف لخيوط أحد قلوب (كاكوزو) التي قفزت منه ُمخترق ً‬
‫ة‬
‫لحمه‪.‬‬
‫شكال‪ .‬لقد كان هذا جتسو ‘رعب حقد األرض’‪ ،‬جتسو‬ ‫ً‬ ‫التفت العديد من األلياف السوداء ل ُتعطيه‬
‫محرّم من قرية (كاكوزو)‪ ،‬قرية الشالل‪.‬‬
‫“ما… ما هذه التشاكرا…؟“‬
‫دِدة‪ ،‬أداروا رؤوسهم للنظر إلى أعلى الشجرة حيث‬ ‫مه ّ‬‫عندما شعر القرويون بتشاكرا (كاكوزو) ال ُ‬
‫ّ‬
‫يقف هو و(هيدان)‪ ،‬لكن (كاكوزو) كان أسرع‪ ،‬فقد شكل أختام اليد بالفعل‪.‬‬
‫*عنصر البرق‪ :‬الظالم الكاذب! ”رايتون‪ :‬غيان!*“‬
‫في تلك اللحظة‪ ،‬عبر الغابة وميض ساطع‪.‬‬
‫“وقال (هيدان)‪…“ :‬موت فوري‪ ،‬بجدية؟‬
‫ً‬
‫طويال‪– “.‬‬ ‫“لو كنت مكاني ألخذت وق ًتا‬
‫أصاب البرق القرويين مباشر ًة‪ ،‬ولعجزهم عن القيام بشيء‪ ،‬سقطوا لمالقاة حتفهم ببساطة‪ .‬إنه‬
‫موت فوري‪.‬‬
‫نزل (هيدان) من الشجرة ونظر إلى وجوههم‪ .‬فالحظ شي ًئا على الفور‪“ .‬أوي‪ ،‬ما هذا بحق‬
‫“الجحيم‪ .‬لقد تغيّرت وجوههم‪.‬‬
‫لقد ألقى (هيدان) عليهم نظرة سريعة فحسب عندما كانت مشاعلهم تضيء وجوههم‪ ،‬لكنه‬
‫عرف اآلن حقيقة أن وجوه جميع هؤالء القرويين الساقطين هنا قد تغيّرت‪.‬‬
‫نظر (كاكوزو) إلى وجه االمرأة التي ركضت ساب ًقا نحو جثة المكافأة الخاصة بهما‪ .‬وقال‪“ :‬ال مجال‬
‫“للشك… هذه هي عائلة مكافأتنا‪.‬‬
‫“ما معنى هذا بحق الجحيم؟ الكثير من األمور الغريبة تجري هنا‪– “.‬‬
‫تجاهل (كاكوزو) سؤال (هيدان)‪ ،‬وذهب للنظر إلى وجوه القرويين اآلخرين الذين رافقوا هذه‬
‫االمرأة‪.‬‬
‫اعتقدت… هذا ما يحدث… ‘وادي األكاذيب’… كم هو مناسب‪“.‬‬ ‫ُ‬ ‫“…تما ًما كما‬
‫قائال‪“ :‬أوي‪( ،‬كاكوزو)! اشرح لي هذا األمر اآلن!” لقد نفد صبره‪.‬‬ ‫ً‬ ‫صرخ (هيدان)‬
‫وأخيرًا التفت (كاكوزو) للنظر إليه‪ ،‬وقال‪(“ :‬هيدان)‪ ،‬جميع هؤالء األشخاص كانوا يعيشون حياتهم‬
‫التحول بصفة مستمرة‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫“تحت جتسو‬
‫التحول؟ لكن لماذا؟“ –‬ ‫ُّ‬ ‫“جتسو‬
‫“ألنه توجد مكافآت على رؤوس جميعهم‪“.‬‬
‫“هاه؟“ –‬
‫لم يتعرف (هيدان) على وجوه أصحاب المكافآت‪ ،‬لكن مع هذا نظر إلى جثثهم مرة أخرى‪.‬‬
‫مستهدفين‪ ،‬لذا هربوا من الحضارة إلى هذه الغابة “‬ ‫على األرجح أنهم كانوا يخشون العيش ك ُ‬
‫“العميقة‪ ،‬ثم أنشأوا القرية‪.‬‬
‫بدا أن (كاكوزو) فهم كل شيء بوضوح‪ ،‬لكن (هيدان) كان ال يزال حائرًا‪ .‬أشار إلى جثة صاحب‬
‫“المكافأة األولى وقال‪“ :‬لكنك تعرّفت على هذا الشخص‪.‬‬
‫كان (كاكوزو) يعلم أن على رأس هذا الرجل مكافأة حينما ظهر وسعى خلفه (هيدان)‪ .‬هذا يعني‬
‫أنه لم يستخدم جتسو التحوّل‪.‬‬
‫“أعِد التفكير فيما قاله ذلك الشقي‪ ،‬عندما رأى هذا الرجل‪“.‬‬
‫الشقي المقصود هو (هوهوزكي)‪ .‬حاول (هيدان) أن يتذكر ما قاله‪.‬‬
‫أمم‪ ،‬أعتقد أنه قد يكون من القرية… رغم أني ال أتذكر رؤيته في أرجائها‪.‬‬
‫لو كان هذا الرجل منها لعرف ُته ً‬
‫أيضا‪ ،‬لكن…‬
‫“على األرجح أن هذا الرجل قد ألغى جتسو التحول عندما خرج من القرية‪ .‬وقابلنا حينها‪– “.‬‬
‫هكذا عرف (كاكوزو) أنه صاحب مكافأة‪ .‬في المقابل‪ ،‬لم يعرفه (هوهوزكي) ألنه عرف وجهه‬
‫الخاضع لجتسو التحول فقط‪.‬‬
‫“لماذا ألغى جتسو التحول بحق الجحيم؟“‬
‫ألن عيش الحياة الكاذبة يمكن أن يكون خان ًقا‪ ،‬وعلى األرجح أنه أراد اإلبتعاد لفترة من الوقت‪– “ .‬‬
‫“ففي النهاية‪ ،‬ال أحد يستطيع أن يهرب من ماضيه ح ًقا‪.‬‬
‫“اهه…“‬
‫حتى بعد أن استمع (هيدان) إلى (كاكوزو)‪ ،‬ما زال غير قادر على استيعاب تفسيره الناقص تما ًما‪.‬‬
‫الشيء الوحيد الذي عرفه بالتأكيد هو أن القرية مليئة بالمكافآت‪.‬‬
‫“إ ًذا أنت تقصد أن القرية…؟“‬
‫قائال‪“ :‬بمثابة منجم ذهب‪.‬‬ ‫ً‬ ‫“رد (كاكوزو)‬
‫∞‬
‫جرف التي غمرها ضوء القمر‪ .‬ضغط (هيدان) قالدة‬ ‫شق (هيدان) و(كاكوزو) طريقهما إلى حافة ال ُ‬
‫دم صالة إلى جاشين‪-‬ساما مع ابتسامة على وجهه‪.‬‬ ‫الجاشين خاصته على شفتيه‪ ،‬وق ّ‬
‫ضا‪ .‬فال ترخي دفاعك‪ .‬وإال ستموت‪“.‬‬ ‫“قد تكون هناك مكافآت ذات أسماء كبيرة أي ً‬
‫“هِه‪ .‬إذا كان بإمكانهم قتلي‪ ،‬فسأدعهم يفعلونها يا (كاكوزو)‪– “.‬‬
‫بدا كما لو أن التبادل كان إشارة البدء خاصتهما‪ ،‬وانطلق كالهما‪.‬‬
‫“ححححسسسسنننن ًنا! جاشين‪-‬ساما! سأقتل كل أولئك المالعين! كل واحد منهم!“‬
‫هبط (هيدان) في القرية وهو يصرخ‪ .‬كان هناك عدة نينجا ما زالوا يطب ّقون الغينجتسو على النهر‬
‫إلخفاء القرية‪ .‬عندما رأوا (هيدان)‪ ،‬اتخذ جميعهم وضعيات قتالية استعدا ًدا للهجوم‪.‬‬
‫“من تكون؟!“‬
‫لكنهم كانوا حمقى محبين للسالم بِال خبرة عاد ًة ما يهربون من المعارك فحسب‪ .‬في ذلك‬
‫الحين‪ ،‬رفع (هيدان) منجله ذو الشفرات الثالث وقطع رؤوسهم به ببساطة‪ ،‬دون نية في بدء‬
‫طقوس‪.‬‬
‫“هِه‪“.‬‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫وإلى جانب موتهم ألغي جتسو التحول الذي استخدموه‪ .‬فتغيرت وجوه رؤوسهم المتدحرجة‪.‬‬
‫ضا يقتل قرويين آخرين استخدموا جتسو التحول‪ .‬وقد شعر هذا األخير الذي تعرّف‬ ‫كان (كاكوزو) أي ً‬
‫ُّ‬
‫على وجوه جميع أصحاب المكافآت بسعادة غامرة إزاء رؤية تبدد الجتسو‪.‬‬
‫سأسعى خلف زعيم القرية يا (هيدان)… هناك احتمال كبير بوجود مكافأة كبيرة على رأسه‪“ ،‬‬
‫“طالما أنه ذو مكانة محورية كهذه‪.‬‬
‫ضا أريد قتل ذلك اللعين!“ –‬ ‫“لكن أنا أي ً‬
‫مة هدف آخر أكثر مالءمة لك‪“.‬‬ ‫“ث ّ‬
‫“هاه؟“ –‬
‫جعلت كلمات (كاكوزو) (هيدان) يتساءل بشدة‪ ،‬وفي تلك اللحظة ظهر أمامه وجه مألوف‪.‬‬
‫“(هيدان)‪-‬سان…“‬
‫لقد كان (هوهوزكي)‪ .‬الفتى الذي قال أنه أراد اإلنضمام إلى ديانة الجاشين‪ .‬على األرجح أنه‬
‫ضا إلى هنا‪ .‬وكان (أميوكي) بجانبه تما ًما‪ .‬إنها المرة األولى التي رآه فيها‬ ‫سمع الجلبة وأتى راك ً‬
‫(هيدان)‪.‬‬
‫دق (هوهوزكي) في (هيدان) مباشر ًة‪ ،‬وفجأة‪ ،‬بدا أنه ال يختلف عن القرويين اآلخرين الذين‬ ‫ح ّ‬
‫كانوا يتدافعون في محاولة للهروب من الغزو المفاجئ‪.‬‬
‫دل (هيدان) مسكته لمنجله ثم أسرع نحو “‬ ‫…سأقوم بعمل طقوس مالئمة‪ ،‬انتظرا فحسب!” ع ّ‬
‫ً‬
‫قائال‪“ :‬بد ًءا بك!‬ ‫“(أميوكي) واستطرد‬
‫اتجه المنجل إلى (أميوكي) مباشر ًة‪ ،‬الذي كان يرافق (هوهوزكي)‪ .‬واخترقت شفراته رأسه‪.‬‬
‫“…ما هذا بحق الجحيم؟!“‬
‫في الظروف العادية‪ ،‬ستتحطم الجمجمة ويخرج الدم والدماغ‪ .‬لكن لم يحدث شيء من هذا‬
‫فبدال من ذلك‪ ،‬شعر (هيدان) وكأنه قطع تربة رخوة فحسب‪.‬‬ ‫ً‬ ‫القبيل‪.‬‬
‫“…أهذه نسخة؟!“‬
‫تحوّل جسد (أميوكي) إلى كتلة من األرض‪ ،‬وانهار مثل التراب‪.‬‬
‫“جتسو من عنصر األرض…؟“‬
‫لقد كان نينجا قرية الصخر على دراية جيدة في تقنيات عنصر األرض‪ ،‬واعتقد (هيدان) أن هذا كان‬
‫شكال مختل ًفا لتقنية نسخة الصخر خاصتهم‪ .‬لكن نسخة (أميوكي) لم تختفي بنفس الطريقة‬ ‫ً‬
‫التي تختفي بها النسخة الصخرية‪ ،‬بل كانت ال تزال صلبة الشكل‪ ،‬وتشبه النسخة الرملية‪.‬‬
‫لست جي ًدا في التحليل…” عندها التفت إلى (هوهوزكي) ورأى‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫قائال‪“ :‬اللعنة‪ ،‬أنا‬ ‫تمتم (هيدان)‬
‫ضا‪…“ .‬ما هذا بحق الجحيم؟‬ ‫“أن مظهره كان يتغير أي ً‬
‫تغيّر مظهره إلى مظهر النسخة التي د ّمرها (هيدان) للتو‪ :‬مظهر (أميوكي)‪.‬‬
‫“من أنت بحق الجحيم؟“‬
‫نظر الفتى الذي ُيفترض أنه (هوهوزكي) إلى كلتا يديه بعينين مجوفتين‪ .‬بدا أن الحياة عادت‬
‫تدريجيًا إلى تلك العينين‪ ،‬وتمكّن (هيدان) من الشعور بتشاكرا تتدفق منه‪.‬‬
‫“…ال ُبد أنك تمزح معي‪“.‬‬
‫شعر (هيدان) بتشاكرا ذات نوع غريب‪ ،‬نوع لم يشعر به من قبل‪.‬‬
‫وقال الفتى الذي ُيفترض أنه (هوهوزكي)‪“ :‬أنا… (أميوكي)… منذ ذلك اليوم وأنا أعيش حياتي‬
‫“بوصفي (هوهوزكي)… أقصد أنني فارغ فحسب‪ ،‬بعد كل شيء…‬
‫“هاه؟“ –‬
‫ظللت أعيش في هذه القرية تحت مظهر صديقي (هوهوزكي) طوال ذلك “‬ ‫ُ‬ ‫(هيدان)‪-‬سان… لقد‬
‫وصنعت نسخة مني لتكون بجانبي…‬ ‫ُ‬ ‫“الوقت…‬
‫في هذه الحالة‪ ،‬الشخص الذي لمعت عيناه عندما استمع إلى تعاليم ديانة الجاشين كان هذا‬
‫الفتى (أميوكي)‪ ،‬طوال ذلك الوقت‪.‬‬
‫صا آخر… تلك كانت نسختي… “‬ ‫ضا‪ ،‬بوصفي شخ ً‬ ‫تواجدت بوصفي كذبة أي ً‬
‫ُ‬ ‫كنت نفسي‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫بينما‬
‫د (أميوكي) قبضته واستطرد‬ ‫وأنت قتلتها… لذا‪ ،‬أنا اآلن (أميوكي) الحقيقي مجد ًدا…” حينها ش ّ‬
‫“قائال‪“ :‬عليك… عليك أن تحررني!‬ ‫ً‬
‫ضم كلتا يديه م ًعا وشكّل بهما أختا ًما فجأة‪ .‬لم يكلف نفسه عناء إخفاء نيته في القتل‪ ،‬ليدعها‬
‫تصيب (هيدان) بكل قوتها‪.‬‬
‫“أوهو‪ ،‬هذه هي الطريقة الصحيحة أيها الطفل!“‬
‫رفع (هيدان) منجله واستهدف (أميوكي) به‪.‬‬
‫ً‬
‫قائال‪*“ :‬ديتون‪:‬‬ ‫في محاولة لحماية نفسه‪ ،‬صفق (أميوكي) األرض بكلتا يديه وصرخ‬
‫*عنصر الطين‪ :‬الجدار المائي الطيني! ”ديسويهيكي!‬
‫“الطين؟!“ –‬
‫كانت المرة األولى التي يسمع فيها (هيدان) بعنصر الطين‪.‬‬
‫تحوّلت جزئية األرض التي لمسها (أميوكي) إلى طين رخو‪ .‬ثم ارتفع منها جدار تحوّل إلى مياه‬
‫طينية وأصاب (هيدان) مباشر ًة‪.‬‬
‫“غاه! هذا مقرف!“‬
‫تغطّى (هيدان) بالطين بالكامل عندما أصابته المياه الطينية‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬التصق الطين‬
‫بجسده وتصلّب ببطء‪.‬‬
‫ُ‬
‫ي أن أقتلك… أنت… أنت الذي احترمته أكثر من أي “‬ ‫ي… عل ّ‬ ‫ُ‬
‫تحررت أخيرًا! ولهذا السبب… عل ّ‬ ‫لقد‬
‫*عنصر الطين‪ :‬الحفرة الطينية عديمة ”شخص آخر… أنت يا من أصبح جاري! *ديتون‪ :‬ديتيمو!‬
‫القاع!‬
‫واصل (أميوكي) مهاجمة (هيدان) الذي ضعفت تحركاته وتباطأت بالفعل‪.‬‬
‫“اللعنة!“‬
‫تغلّب على جسد (هيدان) إحساس بالغرق‪ ،‬وعندما نظر إلى قدميه‪ ،‬تحوّلت البقعة التي وقف‬
‫عليها إلى طين بسرعة‪ ،‬إلى مستنقع ال قاع له‪ .‬امتدت من داخله أيد ال حصر لها‪ ،‬وأمسكت‬
‫بـ(هيدان) لتسحبه إلى أعماقه‪.‬‬
‫“تبًا!“‬
‫أخرج (هيدان) قطعة حبل من ُكم لباسه‪ .‬لوّح بها وجعلها تلتف حول نتوء موجود في منزل مجاور‪.‬‬
‫ثم سحبها بقوة وحشية خالصة‪.‬‬
‫“ما هو عنصر الطين هذا بحق الجحيم‪ ،‬أيها السافل اللعين؟!“‬
‫سحب نفسه إلى سطح المنزل‪ ،‬وعندما نظر إلى المستنقع‪ ،‬أدرك أنه كان يتّسع أكثر وأكثر‪ .‬بدا‬
‫وكأنه مدخل العالم السفلي تقريبًا‪.‬‬
‫لو كان (كاكوزو) مكانه‪ ،‬لحلّل الوضع واكتشفه بالفعل‪ ،‬لكن كان هذا (هيدان) الغير ماهر في هذا‬
‫همه‪.‬‬ ‫الجانب‪ .‬لكن كان هناك شيء ف ِ‬
‫“إنه كيكّي غينكاي إ ًذا…“‬
‫الكيكّي غينكاي (حد الدم الساللي)‪ :‬هو القدرات التي تنتقل وراثيًا‪ ،‬أي ال يمكن تحقيقها إال من‬
‫خالل الدم الذي ينتقل من الجيل السابق للعائلة‪ .‬قدرات ال مثيل لها واجهت المشاعر اإلنسانية‬
‫المتطرفة؛ الحسد والكراهية… فقد كان هناك العديد من الذين حاولوا جاهدين أن يجعلوا أصحاب‬
‫الكيكي غينكاي يشعرون بأنهم مختلفين‪.‬‬
‫ضا‪ ،‬الذي انتمى لقرية كونوها وكان أحد‬ ‫كانت شارينغان (أوتشيها إيتاتشي) كيكّي غينكاي أي ً‬
‫أعضاء األكاتسكي‪ .‬سمع (هيدان) أنه قتل عشيرته بأكملها‪ ،‬عشيرة األوتشيها‪.‬‬
‫ي الماء واألرض ألُنشئ عنصر الطين… من المناسب تسميته “‬ ‫هذا صحيح… أنا أستخدم عنصر ْ‬
‫‘كيكي غينكاي’‪ ،‬لكن (سينجو هاشيراما) ‪-‬النينجا األقوى والحاصل على أكبر إشادة‪ -‬استخدم‬
‫ضا لتشكيل قوته االستثنائية؛ عنصر الخشب…‬ ‫ي الماء واألرض أي ً‬
‫“عنصر ْ‬
‫عنصر الخشب‪ :‬هو العنصر األعظم الشهير الذي ال يمكن ألحد أن يأمل في أن يكرره‪ .‬وما‬
‫استخدمه (أميوكي) كان عنصر الطين‪.‬‬
‫نظر (أميوكي) إلى يديه الملطختين بالتراب وقال‪“ :‬لقد اضطرّت عائلتي ألن تتذلل في التربة‬
‫ضا‬‫القذرة لتستخدم الكيكي غينكاي الخاص بها… وهذا جعل جميع من حولنا يضحك علينا‪ .‬أنا أي ً‬
‫“سخروا مني‪ ،‬والشخص الوحيد الذي كان لطي ًفا معي… هو (هوهوزكي)… لكن…‬
‫خمت مرة أخرى‪*“ .‬ديتون‪ :‬دورو نينغيو!‬ ‫*عنصر الطين‪ :‬الدمى ”انقسمت تشاكرا (أميوكي) وتض ّ‬
‫الطينية!‬
‫ظهرت من دوامة المستنقع دمى طينية عديدة اتخذت شكل بشر‪ .‬كان (هيدان) هدفها‬
‫الرئيسي‪ ،‬فتسلّقت جدران المنزل لتصل إليه‪ ،‬في السطح‪.‬‬
‫“اللعنة‪“.‬‬
‫لوّح (هيدان) منجله عليها‪ ،‬الواحدة تلو األخرى‪ .‬لكن كلما قطع تلك الدمى الطينية‪ ،‬نمت أطرافها‬
‫مرة أخرى‪ .‬واصلت التسلق إلى أن أحاطت بـ(هيدان) أخيرًا‪.‬‬
‫“شييه‪ ،‬ماذا تكونون بحق الجحيم…؟!“‬
‫عندما لمست الدمى الطينية (هيدان)‪ ،‬أدخلت الطين في فمه وأنفه‪ ،‬كما لو أرادت أن تكسوه‪.‬‬
‫فاختنق (هيدان)‪.‬‬
‫ق طريقه إلى مجراه التنفسي‪ .‬فلم يستطع (هيدان) التنفس‪ .‬س ُيمأل‬ ‫مأل الطين المقرف فمه وش ّ‬
‫و ُيغطى جسده بأكمله بالطين‪.‬‬
‫“نغاه…!“‬
‫عندها لوّح ب ُرمحه الوحيد‪ ،‬وطعن نفسه به في رئته‪.‬‬
‫“هاه!“‬
‫خرجت من رئته الدماء التي امتزجت مع الطين الذي دخل إلى مجراه التنفسي‪ .‬وحينها قال‪:‬‬
‫““…اللعنة‪ ،‬هذا يؤلم بشدة! اللعنة‪ ،‬هذا نوع مختلف من األلم‪ ،‬اللعنة!‬
‫وحتى بينما استمرّ في الصراخ‪ ،‬تواصل ظهور المزيد من الدمى الطينية من المستنقع‪ ،‬واحدة تلو‬
‫األخرى‪ ،‬واستمرّت في السعي خلف (هيدان)‪.‬‬
‫أخرج (هيدان) نفسه من السطح واندفع نحو (أميوكي) مباشر ًة‪ ،‬بينما نزع الرمح من رئته‪ .‬وقال‪:‬‬
‫““اللعنة! أنت!‬
‫تحرّك (أميوكي) ل ُيشكّل المزيد من أختام اليد‪ ،‬لكن كان (هيدان) أسرع‪ .‬فقبل أن يتمكن من إنهاء‬
‫ده رأس رمح (هيدان)‪ .‬فتمزّق جلده وانسكب دمه‪.‬‬ ‫تشكيل األختام‪ ،‬خدش خ ّ‬
‫لعق (هيدان) الدم الذي كان على رأس رمحه‪.‬‬
‫فظهرت على سطح جسده األشكال األحادية اللون فورًا‪.‬‬
‫استخدم (هيدان) الدم الذي انسكب من رئته ليرسم به رمز ديانة الجاشين على األرض‪.‬‬
‫““هاهاهاها! اكتملت التحضيرا‪-‬‬
‫*عنصر الطين‪ :‬الحفرة الطينية عديمة القاع! ”ديتون‪ :‬ديتيمو!*“ –‬
‫اعتقد (هيدان) أن األمر انتهى‪ ،‬لكن استخدم (أميوكي) الجتسو الخاص به مرة أخرى‪.‬‬
‫“آك! األرض…؟!“‬
‫انهارت األرض التي رسم عليها (هيدان) رمز الجاشين وتحولت إلى طين‪ .‬حتى إذا ابتعد عن‬
‫جه (أميوكي) مستنقعه إلى حيث يقف مجد ًدا ببساطة‪.‬‬ ‫المستنقع وحاول رسم الرمز مجد ًدا‪ ،‬سيو ّ‬
‫“هااااااه؟! ال ُبد أنك تمزح معي!“‬
‫حينها فقط أدرك (هيدان) أنه من المحتمل أنه كان أقل خصم مالئم لعنصر الطين هذا‪.‬‬
‫رفع (أميوكي) كلتا ذراعيه ببطء وارتفع جانب فمه‪“ :‬أرني المزيد… دعني أرى صلواتك لجاشين‪-‬‬
‫“ساما…‬
‫ابتعد (هيدان) عن مكانه غريزيًا عندما شعر بالتعطش للدماء من فوقه‪ .‬وخالل لحظة‪ ،‬سقطت‬
‫الدمى الطينية من األعلى على البقعة التي وقف عليها للتو‪.‬‬
‫ة محفورة في جبل‪ .‬أسقفها وجدرانها… كلها كانت مصنوعة من الصخور‬ ‫لقد كانت هذه قري ً‬
‫ضا‪ ،‬وظهرت بداخله وجوه الدمى الطينية‪ .‬ثم سقطت‬ ‫والتراب‪ .‬بدأ السقف بالتحول إلى طين أي ً‬
‫بفعل الجاذبية‪.‬‬
‫“طينيون مالعين!“‬
‫“كان (هيدان) مستع ًدا لمواجهة التحدي حتى في ذلك الحين‪ ،‬لكنه سمع صوتًا قال‪(“ :‬هيدان)‪.‬‬
‫ً‬
‫رجال غير‬ ‫عندما التفت (هيدان) لينظر‪ ،‬رأى (كاكوزو) يقف على سطح منزل ويحمل على ظهره‬
‫مألوف‪.‬‬
‫“(كاكوزو)! ساعدني!“‬
‫قتلت زعيم القرية‪ ،‬لكن من المحتمل ج ًدا أن تكون هنا مكافآت ذات أسماء كبيرة أخرى… “ –‬ ‫ُ‬ ‫لقد‬
‫ظننت‪ ،‬لذا سيستغرق األمر بعض الوقت‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫“يجب أن نقتلهم جمي ًعا‪ .‬يوجد قرويون أكثر مما‬
‫على األرجح أن الرجل الذي على ظهر (كاكوزو) كان زعيم القرية الذي تحدث عنه‪.‬‬
‫قائال‪“ :‬أيها اللعين! اسحق هذه القرية بأكملها باستخدام تقنياتك اللعينة‬ ‫ً‬ ‫رد (هيدان) عليه‬
‫“فحسب!‬
‫سببت أضرارًا أكثر من الالزم وأصبح من غير الممكن التعرف عليهم‪ ،‬فلن “ –‬ ‫ُ‬ ‫هل أنت أحمق؟ إذا‬
‫“يمكننا الحصول على المكافآت التي عليهم‪.‬‬
‫“أجل‪ ،‬حس ًنا‪ ،‬أعتقد… تبًا‪ ،‬أنت ح ًقا ال تفكر في شيء سوى المال‪ ،‬أليس كذلك؟“‬
‫قفز (كاكوزو) وهبط بجوار (هيدان)‪ .‬ثم قال له‪“ :‬ال جدوى من أن تقاتل هنا‪ُ .‬عد إلى الغابة وإال‬
‫“ستموت‪.‬‬
‫اعتقد (هيدان) أن (كاكوزو) سيساعده في الغابة‪ ،‬لكن على العكس‪ ،‬انطلق (كاكوزو) ليستهدف‬
‫تاركا (هيدان) بمفرده‪.‬‬ ‫ً‬ ‫القرويين اآلخرين‪،‬‬
‫ً‬
‫عندها ابتسم (هيدان) وصرخ على (كاكوزو) الذي رجع إلى الخلف قائال‪“ :‬وكأنك بحاجة لتذكيري‬
‫“بذلك‪ ،‬يا (كاكوزو)!‬
‫جرف‬ ‫قفز (هيدان) من فوق الدمى الطينية‪ ،‬ركض إلى مدخل القرية مباشر ًة‪ ،‬ثم قفز نحو ال ُ‬
‫ضا‪ ،‬ثم استخدم جتسو الحفرة‬ ‫المقابل حيث توجد الغابة‪ .‬طارده (أميوكي) وهبط في الغابة أي ً‬
‫الطينية عديمة القاع الخاص به مجد ًدا‪.‬‬
‫فتحوّلت األرض التي ُز ِرعت فيها أشجار الغابة إلى طين‪ .‬سقطت األشجار الواحدة تلو األخرى‪،‬‬
‫وطفت على امتداد الطين‪.‬‬
‫لن أدعك تفلت يا (هيدان)‪-‬سان…! سيتحول كل جزء من التربة إلى طين… ال يمكنك الهرب “‬
‫“مني طالما أنك على األرض!‬
‫واصل (هيدان) الركض‪ ،‬متجنبًا الطين واألشجار الساقطة‪ .‬كان عليه أن يعترف بأن األمر بدا عقي ً‬
‫ما‪.‬‬
‫لكن حينها وقعت عينه على شيء معين‪.‬‬
‫نظر إلى الخلف‪ ،‬وبمجرد أن تأكد من أنه خلق مسافة معينة بينه وبين (أميوكي)‪ ،‬غرس رمحه‬
‫حا أكبر‪ ،‬وتدفقت الدماء منه‪ ،‬كما لو أنه كان يقتلع شي ًئا ما‪.‬‬ ‫في يده الخاصة به‪ .‬ثم دوره ل ُيحدِث ُ‬
‫جر ً‬
‫“دعنا ننهي هذا يا (هيدان)‪-‬سان!“‬
‫ضم (أميوكي) يديه م ًعا لتشكيل المزيد من األختام‪ .‬لكن شعر حينها بألم مبرح في ساقه‪ .‬انثنت‬
‫ركبته وسقط على خليط التربة والطين‪ .‬ثم رفع رأسه‪.‬‬
‫“اكتملت التحضيرات!“ –‬
‫لقد طعن (هيدان) نفسه في فخذه‪ ،‬وكان تحت قدميه رمز الجاشين المرسوم على… جذع‬
‫الشجرة العمالق‪.‬‬
‫لقد كان جذع الشجرة العمالق هذا شي ًئا جلسا عليه‪ ،‬وشي ًئا بمثابة م ْعلم في هذه الغابة‪ ،‬واآلن‪،‬‬
‫استخدمه (هيدان) لرسم رمز الجاشين عليه‪.‬‬
‫“(كاكوزو)‪ ،‬أنت بالتأكيد تعرف كيف تتحدث بطريقة ملتوية‪“.‬‬
‫ال جدوى من أن تقاتل هنا‪ُ .‬عد إلى الغابة‪– .‬‬
‫حا‪ .‬رسم الرمز على جذع الشجرة العمالق… هذا ما كان (كاكوزو) يرمي إليه‪.‬‬ ‫كان ذلك تلمي ً‬
‫وعندها س ُيرخي (أميوكي) دفاعه العتقاده أن لديه أفضلية األرض‪ ،‬مما يسمح لـ(هيدان) بأن‬
‫يخدعه‪.‬‬
‫سحب (هيدان) الرمح‪ ،‬ثم وضعه على الجانب األيسر من صدره‪ .‬لقد انتصر‪.‬‬
‫ابتسم (أميوكي) بهدوء بينما يحدق في (هيدان)‪ ،‬وقال له‪“ :‬لم أتوقع شي ًئا أقل من هذا يا‬
‫“(هيدان)‪-‬سان…‬
‫“سأقضي عليك بشدة بألم الموت!“ –‬
‫“نعم… هذا ما أريده بالضبط…“‬
‫متحمال ألم ساقه‪ ،‬ثم جلس بوضعية مثالية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وقف (أميوكي) على قدميه‪،‬‬
‫لقد احتقرني الجميع‪ ،‬والوحيد الذي أنقذني من ذلك كان (هوهوزكي)… لكن ذات يوم‪ ،‬أتت إلى “‬
‫عشت فيها مجموعة نينجا أرادت القيام بأعمال تجارية مع تجار العبيد‪ ،‬وأخذت نساء‬ ‫ُ‬ ‫القرية التي‬
‫“القرية وأطفالها… كان (هوهوزكي) أحد أولئك األطفال…‬
‫دق (أميوكي) بعي ًدا في الفراغ بينما يتذكر أحداث ذلك اليوم‪.‬‬ ‫ح ّ‬
‫استخدمت تقنيات عنصر الطين…‬ ‫ُ‬ ‫قائال بعينين ثاقبتين‪“ :‬لكي أنقذ (هوهوزكي)‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ثم استطرد‬
‫رت العدو تقريبًا… وهذا ما وضع مكافأة على رأسي… لكن األشخاص الذين على شاكلة أولئك‬ ‫ود ّم ُ‬
‫النينجا لم يكونوا الوحيدين الذين أرادوا رأسي… فلقد أصبح سكان قريتي خائفين مني بعد أن رأوا‬
‫“قواي‪ ،‬وحاولوا قتلي…‬
‫كانت قصة شائعة‪ .‬كانت واحدة من المظالم التي ابتلت هذا العالم‪.‬‬
‫صا عن هذا المكان المدعو شانغريال… سمع أنه بإمكاننا “‬ ‫اكتشف (هوهوزكي) ذلك‪ ،‬ثم سمع قص ً‬
‫التخلص من ماضينا هنا‪ ،‬ننسى كل شيء‪ ،‬ونعيش بسعادة… لكن‪ ،‬في الليلة التي خططنا أن‬
‫“نهرب فيها‪ ،‬اشتبه القرويون في خيانتنا وقتلوا (هوهوزكي)…‬
‫سقطت دمعة من عين (أميوكي)‪.‬‬
‫ُ‬
‫أتيت إلى “‬ ‫أردت أن أموت معه‪ ،‬لكنه أخبرني بأن أتطلع إلى المستقبل وأواصل العيش‪ ،‬لذا‬ ‫ُ‬
‫ي أن أستطيع نسيان (هوهوزكي)‬ ‫ّ‬ ‫عل‬ ‫استحال‬ ‫الوقت…‬ ‫ذلك‬ ‫في‬ ‫حتى‬ ‫لكن‬ ‫بنفسي…‬ ‫شانغريال‬
‫ي أن أستطيع العيش بسعادة في وادي األكاذيب…‬ ‫“وحقيقة أنه مات من أجلي… استحال عل ّ‬
‫ابتسم (أميوكي) مع أن الدموع تدفقت من عينيه‪.‬‬
‫لقد مات (هوهوزكي) بسببي… الذي علّمني عن النور… لكن بإمكاني اآلن أن أموت على يديك “‬
‫“يا (هيدان)‪-‬سان‪ ،‬أنت الذي أراني النور… بإمكاني أن أصبح ُقربانًا لـجاشين‪-‬ساما…‬
‫كان (أميوكي) مسرورًا إزاء هذه اإلمكانية‪ ،‬مسرورًا من كل قلبه‪ .‬تمكّن (هيدان) من فهم هذا‬
‫جي ًدا‪.‬‬
‫(هيدان)‪-‬سان‪ ،‬أيمكنني أن أطلب شي ًئا واح ًدا؟ هناك أشخاص أريد أن أقدمهم كقرابين لجاشين‪“-‬‬
‫“ساما…‬
‫“أشخاص تريد أن تقدمهم كقرابين؟“ –‬
‫“نعم…“‬
‫قبل أن ي ُرد عليه (هيدان) حتى‪ ،‬أغلق (أميوكي) عينيه وضم يديه م ًعا‪.‬‬
‫“عليك أن تذبح جيرانك…“‬
‫شكّل (أميوكي) مجموعة أختام أكثر تعقي ًدا من التي شكّلها حتى اآلن‪ ،‬وقد كان يشكّلها بدون‬
‫توقف أو خطأ واحد‪ .‬غطّت التشاكرا كامل جسده‪.‬‬
‫د يديه إلى أمام الغابة… باتجاه القرية‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫أوال وقبل كل شيء‪“ ،‬ثم وقف على قدميه فجأة‪ ،‬م ّ‬ ‫ً‬
‫ي قتلهم هم هؤالء! *ديتون‪ :‬جيبان ديكا!!‬ ‫*عنصر الطين‪ :‬االنهيار األرضي!! ”الجيران الذين عل ّ‬
‫من ما كان (أميوكي) يفعله‪ ،‬وانطلق إلى أعلى إحدى الشجرات‪ .‬تمكّن‬ ‫لم يسع (هيدان) إال أن يخ ّ‬
‫“من رؤية قرية شانغريال من أعلى الشجرة‪ .‬وقال‪“ :‬يا للهول‪.‬‬
‫ففي لحظة واحدة‪ ،‬تحطّم الجبل الذي كانت فيه قرية شانغريال‪ .‬تحوّلت األرض والتربة اللتين كانتا‬
‫تحويان القرية إلى طين ناعم عديم الشكل‪ ،‬تفتتت القرية بأكملها‪ ،‬وابتلعها النهر العميق الممتد‬
‫على قاع الوادي‪.‬‬
‫“أوي‪ ،‬ما هذا بحق الجحيم؟! هل سيكون (كاكوزو) بخير؟!“‬
‫كان قلِ ًقا للحظة‪ ،‬لكنه أدرك بعدها أن من تح ّدث عنه كان (كاكوزو)‪ ،‬لذا على األرجح أنه سيكون‬
‫بخير‪ .‬شخر (هيدان) ثم قفز من الشجرة‪.‬‬
‫“وقال‪“ :‬أنت على ما يرام أيها الطفل!‬
‫كان (هيدان) يحمل رمحه بيده اليمنى‪ .‬وفي اللحظة التي عاد فيها إلى قمة جذع الشجرة‪ ،‬طعن‬
‫نفسه طعنة قوية في قلبه‪.‬‬
‫“وصرخ بينما يشعر بنشوة ألم الموت بداخله‪“ :‬سيكون جاشين‪-‬ساما… مسرورًا للغاية…!‬
‫قائال‪…“ :‬شكرًا لك…‬‫ً‬ ‫“رد (أميوكي) عليه‬
‫رغم أن (أميوكي) سعل كميات كبيرة من الدم‪ ،‬ارتسمت على وجهه ابتسامة سعيدة رآها‬
‫(هيدان) عندما نظر إليه‪.‬‬
‫∞‬
‫ً‬
‫“تمكنت من قتله إذا‪“.‬‬
‫كان (كاكوزو) في خضم األمور‪ ،‬لكنه هرب من القرية بسالم‪.‬‬
‫كان من بين الذين قتلهم بضع مكافآت عالية القيمة‪ ،‬وقد حرص على إعادتهم معه‪.‬‬
‫لكن‪ ،‬أثمن مكافأة في تلك القرية كانت… (أميوكي)‪.‬‬
‫ضا‪.‬‬‫فهو لم يقتل النينجا الذين هاجموا قريته فحسب‪ ،‬بل قتل القرويين الذين قتلوا (هوهوزكي) أي ً‬
‫قتلهم جمي ًعا‪ .‬وكنتيجة لهذا‪ ،‬لم يكن مجرد مكافأة في السوق السوداء‪ ،‬إنما مجرم مطلوب رسميًا‬
‫في كتاب البينغو‪.‬‬
‫قال (كاكوزو)‪“ :‬لقد وضع نسخة من نفسه في القرية‪ .‬وحتى لو كانت مجرد نسخة‪ ،‬على األرجح‬
‫“أن كشفه لمظهره هناك يعني أنه أراد في أعماقه أن يتم العثور عليه‪.‬‬
‫دم صلواته‪ .‬ونظر (كاكوزو) الذي بجانب (هيدان)‬ ‫كان (هيدان) مستلقيًا على جذع الشجرة بينما يق ّ‬
‫إلى (أميوكي) الذي ُوضِع بجانب الجذع‪.‬‬
‫لقد كان (أميوكي) خاليًا من التعابير تما ًما عندما أرشد (كاكوزو) في أرجاء القرية‪ .‬مع ذلك‪ ،‬بدا‬
‫راضيًا اآلن‪.‬‬
‫ضا‪.‬‬‫تسب ّب في موت النينجا الذين هاجموا قريته‪ ،‬سكان القرية التي ُولِد وترعرع فيها‪ ،‬وصديقه أي ً‬
‫على األرجح أنه وجد وجود ديانة الجاشين بمثابة منقذ لنفسه‪ ،‬التي تحث على الذبح بوصفه‬
‫وسيلة إلنقاذ المرء‪.‬‬
‫“بأي حال‪ ،‬متى ستنتهي صلواتك؟ فأنا أريد الوصول إلى نقطة التبادل بأسرع ما يمكن‪“.‬‬
‫لطالما اشتكى (كاكوزو) من ذلك‪ ،‬حتى عندما كان (هيدان) في وسط طقوسه‪ .‬لكن (هيدان) كان‬
‫يبتسم في هذه المرة‪ ،‬كما لو أنه لم يهتم‪.‬‬
‫قائال‪“ :‬ستستغرق وق ًتا أطول‪ .‬فلدينا شهيد‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫تساؤال‪ ،‬أجابه (هيدان)‬ ‫عندما أمال (كاكوزو) رأسه‬
‫“اليوم‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬يوم الظهور‬


‫تحدث كل نوع من الجمال؛ الجمال األبدي والجمال العابر‪ .‬ومن أجل ذلك شكّال جسديهما أي ً‬
‫ضا‪.‬‬
‫جا فنيًا واح ًدا‪.‬‬
‫لقد كان ذلك مزي ً‬
‫∞‬
‫“أريد طي ًنا عالي الجودة… همم‪“.‬‬
‫تصاعد الدخان حول السهل مجد ًدا‪ .‬كان هناك قرية في هذا المكان قبل دقائق قليلة فحسب‪ ،‬وقد‬
‫رفع صوته‪.‬‬
‫(ديدارا) هو من د ّمر هذه القرية‪ .‬تدلّى شعره الذهبي من مكان مرتفع وهو ينظر بعينه الزرقاء إلى‬
‫حقيبته المعلّقة حول خصره‪ .‬انتمى في األصل إلى ِوحدة التفجير التي من قرية الصخر المخفية‪،‬‬
‫لكن األكاتسكي ‪-‬التي هو عضو منها اآلن‪ -‬راقب ْته باهتمام عندما كان متورطًا في هجوم تفجيري‬
‫ضد موطنه وجلب اإلرهاب‪.‬‬
‫واليوم أمر ْته المنظمة بتدمير هذه القرية‪ .‬فقد كان من المفترض أن يكون جي ًدا في هكذا أعمال‬
‫تدمير واسعة النطاق‪.‬‬
‫“‪“….‬‬
‫قام (ساسوري) ‪-‬شريك (ديدارا)‪ -‬بقتل الناجين من اإلنفجار بحيث تجاهل كالم هذا األخير‪ .‬كان‬
‫في الواقع بداخل دميته الحادية عشر (هيروكو) المنحنية بشدة‪ ،‬حيث أنها كانت تسحب جسده‬
‫ُ‬
‫بينما تتحرك‪ .‬انتمى في السابق إلى قرية الرمل المخفية‪ ،‬وأشيد به بوصفه أخصائي نمذجة‬
‫عبقري من فرقة الدمى‪ .‬بدا مظهر جسده الرئيسي اآلن كمظهره عندما كان ياف ًعا‪ ،‬عندما كان ال‬
‫يزال يقيم في القرية‪.‬‬
‫“أوي‪ ،‬سيدي (ساسوري)‪ .‬أي طين من شأنه أن يعب ّر عن فنّي بسهولة؟“‬
‫“اه؟ طين؟“ –‬
‫ما فيه‬‫فتح (ديدارا) كلتا يديه إلى (ساسوري) الذي أبدى ردة فعل هذه المرة‪ .‬امتلك (ديدارا) ف ً‬
‫جرًا‪ ،‬إذ يحوّالنه إلى انفجار يد ّمر كل‬ ‫لسان العِق في كل يد‪ .‬هذان الفمان يجعالن الطين متف ّ‬
‫شيء بتشكيله جماليًا‪ .‬الفن هو اإلنفجار‪ .‬لطالما ابتغى (ديدارا) الفن الجديد‪.‬‬
‫“من الضروري إجراء مراجعة شاملة من األساس لتحفيز اإلحساس… همم‪“.‬‬
‫تعودك على طينك؟“ –‬ ‫ُّ‬ ‫“إ ًذا ماذا عن‬
‫مصقوال… همم‪“.‬‬ ‫ً‬ ‫“إذا كان هناك طين من شأنه أن يجعل فنّي أكثر حِدة‪ ،‬فينبغي أن يكون فنّي‬
‫كان يخلط الطين في كلتا يديه ليعجن التشاكرا فيه‪ ،‬لكن توجد أطيان تمتص التشاكرا بسرعة في‬
‫حين أن األخرى ال تمتزج مع التشاكرا بشكل جيد‪ .‬إلى جانب ذلك‪ ،‬توجد تغيرات مختلفة تعتمد‬
‫على الطين‪ ،‬مثل االختالف في قوة اإلنفجار‪ .‬في الوقت الحالي‪ ،‬كان يستخدم طي ًنا يالئم‬
‫التعود عليه أبطأ إحساسه في هذه المهمة‪ .‬لذا أراد العثور على طين جديد من‬ ‫ُّ‬ ‫احتياجاته‪ ،‬لكن‬
‫ّ‬
‫شأنه أن ينقل فنه بشكل أفضل‪.‬‬
‫“طين إ ًذا؟“‬
‫ً‬
‫من الناحية األخرى‪ ،‬استخدم (ساسوري) الطين أيضا على الدمى الخاصة به‪.‬‬
‫“يوجد هناك… في أرض الرياح‪ ،‬توجد قرية الخزف القريبة من حدود أرض األنهار‪“.‬‬
‫“قرية الخزف؟“ –‬
‫ضا‪ ،‬لكن قد يوجد فيها طين جيد‪“.‬‬ ‫“إنها قرية تخلو من النينجتسو‪ .‬لقد زرتُها بضع مرات أي ً‬
‫ضا‪ .‬قد يصادف (ديدارا) أشيا ًء من شأنها أن تبهج عقله الفنّي‬ ‫بالحديث عن الخزف‪ ،‬لقد اع ُتبِر ف ًنا أي ً‬
‫ل ساك ًنا‪ .‬أراد اقتناص هذه الفرصة‪ .‬فوضع يديه في‬ ‫هناك‪ .‬وبالتفكير بهذا‪ ،‬لم يستطع أن يظ ّ‬
‫حقيبته‪.‬‬
‫“حس ًنا‪“.‬‬
‫جسد طائرًا جميل الشكل بالطين‪ُ .‬أصدِر صوت *بوفف* من الطائر عندما ألقى به وشكّل خت ً‬
‫ما‬ ‫ّ‬
‫بيده‪ ،‬وسرعان ما أصبح بحجم ُيمكّن الناس من الركوب عليه‪.‬‬
‫“لنذهب إليها إ ًذا يا سيدي (ساسوري)‪“.‬‬
‫ً‬
‫عندما قفز (ديدارا) على ظهر الطائر ونظر إلى الوراء‪ ،‬اشتكى إليه (ساسوري) قائال‪“ :‬ها؟ من‬
‫“األولوية أن نق ّدم تقريرًا للمنظمة‪ .‬فلِم أنت ذاهب اآلن؟‬
‫قررت القيام بالعمل… همم‪– “.‬‬ ‫ُ‬ ‫“أحتاج إلى االنتعاش بعد أن‬
‫شعر (ساسوري) باالشمئزاز عندما قال (ديدارا) “أحتاج إلى االنتعاش”‪ .‬مع ذلك‪ ،‬كان (ساسوري)‬
‫قائال‪“ :‬ما باليد حيلة” وركب على ظهر الطائر بتعبير‬ ‫ً‬ ‫على دراية بشخصية (ديدارا)‪ ،‬فتمتم بهدوء‬
‫هم على محياه‪.‬‬ ‫متج ّ‬
‫“حس ًنا‪ ،‬أنا ذاهب إلى قرية الخزف! همم!“‬
‫نشر الطائر جناحيه وقفز بسرعة‪ .‬بدأ التحليق نحو الشمس عندما أشار (ديدارا) إلى اتجاهها‪.‬‬
‫“…لنفعلها مباشر ًة‪“.‬‬
‫كان (ساسوري) هادئًا حينها‪.‬‬
‫∞‬
‫“…عجبًا‪ ،‬إنها مزدحمة بشكل مدهش‪ ،‬همم!“‬
‫مرت أربعة أيام تقريبًا على مغادرتهما القرية المدمرة‪ .‬بعد أن اقترح (ساسوري) أنه من األفضل‬
‫تجنب قرية الرمل المخفية بقدر اإلمكان‪ ،‬حلّق الطائر الذي يحملهما فوق أرض األنهار حيث امتدت‬ ‫ُّ‬
‫محاطة بالجبال‪ .‬كان من‬ ‫الغابات العميقة‪ ،‬ودخال أرض الرياح أخيرًا‪ .‬لقد وصال إلى قرية الخزف ال ُ‬
‫ضا ذات صحراء حجرية مثل قرية الرمل‪ ،‬لكنها احتوت على الكثير من الخضرة‬ ‫المفترض أن تكون أر ً‬
‫والمياه‪ .‬كان نطاقها أقرب إلى نطاق بلدة من كونه نطاق قرية‪ .‬بدت صاخبة إلى (ديدارا) الذي‬
‫تصوّر أنها تقع على حدود نائية حيث يوجد الناس المتعسفين‪ .‬كان هناك مداخن في القرية‪،‬‬
‫وتصاعد الدخان من كل حدب وصوب فيها‪.‬‬
‫“ما ذلك يا سيدي (ساسوري)؟“‬
‫خار‪ .‬يتم إشعال النار في القمائن هنا وهناك‪– “.‬‬ ‫“إنه دخان القمينة التي تحرق الف ّ‬
‫“فهمت… هنن؟ إذا ماذا يكون ذلك يا سيدي؟“‬ ‫ً‬
‫الحظ (ديدارا) اآلن شي ًئا يلمع ويعكس الشمس في القرية‪.‬‬
‫ضا‪“.‬‬‫خار في بناء الجدران واألرصفة أي ً‬ ‫“إنه بالط الخزف‪ .‬يستخدم القرويون الف ّ‬
‫“رائع‪– “.‬‬
‫خار ‪-‬الذي أتى من القمائن التي تصاعد الدخان منها باستمرار‪ -‬القرية بأكملها‪ .‬كان‬ ‫زيّن بالط الف ّ‬
‫هناك مبنى يبدو كمعبد ساطع في مركز القرية‪ .‬لقد كانت قرية الفن حرفيًا‪.‬‬
‫“سيكون من الجميل إذا د ّمرتُها بفنّي… همم‪“.‬‬
‫“أوي‪ ،‬ال تنس ما جئت من أجله‪– “.‬‬
‫بينما استمع إلى تحذير (ساسوري) بتعبير مشمئز‪ ،‬هبط (ديدارا) على غابة متنوعة بعيدة عن‬
‫لتجنب األنظار‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫ً‬
‫قليال‬ ‫القرية‬
‫“…همم؟ ما خطبك يا سيّدي (ساسوري)؟“‬
‫جه إلى القرية وهو ُمغطى بظِل‪ ،‬الحظ أن (ساسوري) كان ينظر‬ ‫بينما كان (ديدارا) مستع ًدا للتو ّ‬
‫إلى اتجاه مختلف عن اتجاه القرية‪.‬‬
‫مة أناس يعيشون هنا أي ً‬
‫ضا‪.‬‬ ‫“قال (ساسوري)‪“ :‬ث ّ‬
‫خار‪ .‬عندما سمِع‬ ‫بالنظر إلى الغابة‪ ،‬تصاعد منها بعض الدخان‪ .‬ربما يوجد فيها قمينة تحرق الف ّ‬
‫ً‬
‫رجال عجو ًزا ك ِره‬ ‫ما إذا كان المتسبب فيه‬ ‫صوت تكسير فجأة وبدا أن شي ًئا انكسر بشدة‪ ،‬تساءل ع ّ‬
‫صخب القرية‪.‬‬
‫“…هاه؟“‬
‫لم يكن هناك صوت تكسير واحد فقط‪ ،‬بل ظل يتكرر‪ .‬نظر (ديدارا) إلى وجه (ساسوري)‪ ،‬لكن كان‬
‫هناك شيء مبهج في ذلك الصوت‪.‬‬
‫“…سألقي نظرة على ذلك يا سيدي (ساسوري)‪“.‬‬
‫أسرع (ديدارا) بدون أن ينتظر ر ًدا من (ساسوري)‪.‬‬
‫ّ‬
‫كان هناك غابة متنوعة عند سفح الجبل الذي هبط عليه (ديدارا)‪ .‬وعندما تسلق منحدرًا حا ًدا‪،‬‬
‫ة موجودة مقابل منزل‪.‬‬ ‫وجد قمين ً‬
‫“هل هذا… همم‪“.‬‬
‫كان هناك امرأة في منتصف سِن المراهقة تقف بجوار القمينة‪ .‬شعرها مربوط بإهمال وجسدها‬
‫دقت فيها بعناية‪،‬‬ ‫هدت بعد أن ح ّ‬ ‫بالسخام‪ .‬فوضوية بحق‪ .‬كانت تحمل خزفة بيضاء بيدها‪ .‬تن ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُمغطى‬
‫مطلق الذي أريده!‬ ‫“ثم حملقت وصرخت قائلة‪“ :‬هذا ليس البياض ال ُ‬
‫“!!…“ –‬
‫عندما صرخت بقول ذلك‪ ،‬هزّت يدها بشدة ورمت الخزفة على األرض بشكل غير متوقع‪ .‬فأصدرت‬
‫خار ال تُحصى‪ .‬فبدا أن هذه كانت‬ ‫صوت تكسير مرتفع‪ .‬وعندما نظر (ديدارا) إليها‪ ،‬وجد حولها قِطع ف ّ‬
‫هوية الصوت‪.‬‬
‫“…أنتِ تعتقدين أن الفن هو اإلنفجار! همم!“‬
‫ظهر (ديدارا) بشكل غير متوقع وهو ينظر إلى المشهد‪ .‬اعتقد (ديدارا) الذي وجد الجمال في‬
‫التدمير أنه قد يكون لديها إحساس مماثل إلحساسه‪.‬‬
‫“…من أنت؟!“‬
‫بطبيعة الحال‪ ،‬شعرت اإلمرأة بالحيرة عند رؤيتها لـ(ديدارا) الذي ظهر بشكل مفاجئ ج ًدا‪.‬‬
‫ك وشعرتِ بجمال اللحظة‪ ،‬همم!“‬ ‫ت عمل ِ‬ ‫ضا أنتهج الفن! لقد د ّمر ِ‬ ‫“أنا أي ً‬
‫“الدمار هو الجمال…؟ ليس كذلك‪– “.‬‬
‫نفت اإلمرأة ذلك على الفور‪.‬‬
‫ً‬
‫فاشال‪“.‬‬ ‫ً‬
‫عمال‬ ‫“لقد كسرتُه… ألنه كان‬
‫“…أتقولين أن كل هذه فشلت؟“ –‬
‫عندما طرح عليها ذلك السؤال‪ ،‬ظهر (ساسوري) وهو ينتظر في الغابة المتنوعة‪ .‬وفتحت اإلمرأة‬
‫شفتيها‪.‬‬
‫هذا هو الحال‪ .‬أنت إنسان بعد كل شيء‪ .‬يمكنك الذهاب إلى القرية إذا كنت ترغب في شراء “‬
‫خار‪ .‬هناك الكثير منه بقدر كثرة أذواق الناس اآلخرين‪.‬‬ ‫“الف ّ‬
‫خار وذهبت إلى مكان العمل الذي خلف القمينة‪ .‬لقد‬ ‫بعد أن قالت ذلك‪ ،‬داست على قِطع الف ّ‬
‫كانت غير ودودة‪.‬‬
‫“قبل ذلك‪ ،‬أنظري إلى فنّي‪ ،‬همم!“‬
‫رغم أن (ديدارا) ‪-‬الذي انتابه شعور تعاطف أناني‪ -‬تعرّض للرفض‪ ،‬نادى اإلمرأة وصنع طيورًا صغيرة‬
‫بالطين المتفجر‪.‬‬
‫“فن…؟“‬
‫“أمعني النظر‪ ،‬همم‪– “.‬‬
‫ما بيده وقال‪:‬‬ ‫قرّب الطيور الصغيرة إلى عينيها‪ ،‬ثم شكّل خت ً‬
‫“كاتس!“‬‫ُ‬
‫“…وااا!“ –‬
‫جرها في غمضة عين‪ .‬ورغم أن قوة اإلنفجار كانت ضعيفة‪ ،‬غطّت اإلمرأة أذنيها في حالة دهشة‪.‬‬ ‫ف ّ‬
‫“كيف كان؟ لقد شعرتِ به‪ ،‬همم!“‬
‫دث (ديدارا) بفخر‪“ :‬إنه عمل تافه‪.‬‬ ‫“قالت عندما تح ّ‬
‫“ماذا قلتِ؟! هل تسخرين من فنّي؟!“‬
‫تل ّفظ (ديدارا) بكلمات غاضبة على الفور‪ .‬وقالت اإلمرأة “أنا ال أسخر” بينما ُتظهر تعبيرًا لطي ًفا‪.‬‬
‫ُ‬
‫اعتقدت “‬ ‫أعماال غريبة ومعقدة يصعب تفسيرها‪ ،‬لذا‬ ‫ً‬ ‫غالبًا ما يصنع الذين يستخدمون كلمة ‘الفن’‬
‫“أنه سيظهر عمل كهذا‪ .‬إنه شيء بسيط جاء على عكس توقعاتي‪ ،‬ووصف ُته بالتافه‪ .‬آسفة‪.‬‬
‫كان من الصعب فهم ما إذا كانت تعتذر أم ال‪ ،‬لكن بدا أنها كانت تعب ّر في الوقت الحاضر‪.‬‬
‫شعرت بالتشابه‪ .‬ال أفهم اإلنفجار‪ ،‬لكن قد يوجد فن “‬ ‫ُ‬ ‫أنا أحب األعمال البسيطة كهذه‪ .‬كما أنني‬
‫ضا‪.‬‬‫“من هذا القبيل أي ً‬
‫تفهمها‪.‬‬‫ُّ‬ ‫تح ّدثت بشكل مثير لإلعجاب‪ .‬بدا أنها لم تعتبر كل أعمال (ديدارا) جيدة‪ ،‬لكنها أبدت‬
‫أنا (كانيو)‪ .‬أعيش إلعادة إحياء تقنية الـ’هاناساكي’ المطلقة‪ .‬إذا لم تتفتح الزهور فستفشل “‬
‫“كلها‪.‬‬
‫ّ‬
‫شوّه الندم وجه (كانيو) عندما نظرت إلى قِطع الفخار المتناثرة مجددا‪.‬‬
‫ً‬
‫خار أم ال‪ ،‬لكن يمكنك الذهاب إلى “‬ ‫طالما أنك شخص ينتهج الفن‪ ،‬ال أعلم ما إذا كنت تحب الف ّ‬
‫ً‬
‫ي أن أعجن التربة‪ .‬أراك الحقا‪.‬‬ ‫“القرية في الوقت الراهن‪ .‬عل ّ‬
‫واختفت (كانيو) في مكان عملها‪.‬‬
‫“‘البياض المطلق’ وتقنية الـ’هاناساكي’… ما هذان؟“‬
‫التقط (ديدارا) قطعة خزف متدحرجة ثم رفعها‪ .‬كانت مطلية بالزجاج ولونها أبيض جميل‪ .‬أهذا يعني‬
‫ضا أشد؟‬ ‫أنها تريد بيا ً‬
‫ما عندما نأتي إلى مكان كهذا! ففنّي “‬ ‫…حس ًنا‪ ،‬أيًا يكن! سيّدي‪ ،‬دعنا نذهب إلى القرية دائ ً‬
‫“ينادي‪ ،‬همم!‬
‫“لقد جعلتني أنتظر‪ ،‬سأقتلك‪– “.‬‬
‫بينما شعر (ديدارا) بأن كلمات (كانيو) قد أسر ْته‪ ،‬عبر األشجار المتنوعة‪ ،‬متج ًها إلى قرية الخزف‪.‬‬
‫∞‬
‫خار الصيني ح ًقا‪ ،‬همم‪“.‬‬ ‫“أوه‪ ،‬إنها مليئة بالف ّ‬
‫نظر (ديدارا) حوله بابتهاج بينما يمضي في الطريق المرصوف ببالط الخزف الملوّن‪ .‬كان هناك‬
‫جار المهنة‬ ‫خار في القرية‪ ،‬والتصق بالط الخزف بالجزء الخارجي منها‪ .‬كان ت ّ‬ ‫العديد من متاجر الف ّ‬
‫الذين يحملون أمتعة كبيرة تحوي بالطًا خارجيًا كهذا ينتظرون بشغف‪.‬‬
‫“أوي‪ ،‬سيّدي‪ .‬لماذا ليست بداخل المتاجر؟ همم‪“.‬‬
‫فبأي حال‪ ،‬لماذا ال ندخلها ونرى السِلع؟‬
‫…من المزعج أن يتف ّقدوه سويًا عندما يكون هناك مئات من المتاجر الكبيرة‪ .‬فيستخدمون البالط “‬
‫“بهذه الطريقة لتوفير الوقت والجهد‪.‬‬
‫“إ ًذا… ما الذي تقصده؟“ –‬
‫دقه بدون أن يفكر جي ًدا‪.‬‬ ‫وضّح (ساسوري) األمر إلى (ديدارا) الذي ص ّ‬
‫“ذلك مالك المتجر… إنه يلصق البالط المصنوع بالخزف‪ .‬والع ِي ّنة هي ذلك الشخص‪“.‬‬
‫بالنظر عن كثب‪ ،‬لدى المتجر نوعيات وتصاميم مختلفة من البالط‪.‬‬
‫“يمكنك تقريبًا أن تتخيل المواد المستخدمة في الجدار الخارجي‪ ،‬همم‪“.‬‬
‫يتضح أن األمر أكثر غرابة عندما تنظر عن كثب‪ .‬إلى جانب ذلك‪ ،‬تأتي المتاجر التي لديها العديد “‬
‫“من الخزف بتشكيلة واسعة من البالط‪.‬‬
‫متفرقا‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬كان المتجر الذي‬ ‫ً‬ ‫كان بالط الجدار الخارجي للمتجر الذي أمام (ديدارا)‬
‫على الجانب اآلخر من الطريق كبيرًا والتصق البالط بجداره الخارجي بقوة‪ .‬لقد كان يتدفق إلى‬
‫متاجر تجار المهنة‪.‬‬
‫السلطة‪ ،‬همم‪“.‬‬ ‫ُ‬ ‫“إنه نظام مريح‪ ،‬لكن هذه هي األماكن التي ترمز إلى‬
‫السلطة؟ أنت مخطئ‪ .‬ألقي نظرة جيدة‪– “.‬‬ ‫ُ‬ ‫“ها‪ ،‬ترمز إلى‬
‫التفت (ساسوري) نحو مركز القرية‪ .‬كان هناك مبنى ضخم‪.‬‬
‫“معبد… همم‪“.‬‬
‫“أعتقد أنه يبدو كذلك‪ .‬لكنه ليس معب ًدا… بل هو مقر إقامة زعيم القرية‪– “.‬‬
‫يمكن الوصول إلى مقر إقامته باالتجاه إلى األمام مباشر ًة على طول طريق بالط الخزف‪ .‬يبدو أن‬
‫هذه القرية تم إنشاؤها حول ذلك القصر‪.‬‬
‫“لنذهب… همم‪“.‬‬
‫∞‬
‫لقد وقفا أمام القصر‪ ،‬الذي التصقت بخارجه عشرات اآلالف من البالط‪.‬‬
‫فقال (ساسوري)‪“ :‬إنه معروف باسم منزل إله الخزف‪ .‬لقد تم حكم قرية الخزف من قِبل عائلة‬
‫“الخزف هذه ألجيال‪.‬‬
‫كل بالطه كان باهرًا‪ .‬كل قطعة منه فنية للغاية‪ .‬بدا أن المقر ال يزال قيد اإلنشاء‪ ،‬وتم نقل العديد‬
‫من البالط إليه‪.‬‬
‫“…ما رأيك فيه يا سيّدي؟“‬
‫شعر (ديدارا) بابتسامة (ساسوري) الحقيقي الذي بداخل الدمية إزاء سؤاله‪.‬‬
‫“قال (ساسوري)‪“ :‬إنه ذوق سيئ‪.‬‬
‫قائال‪“ :‬هذا صحيح‪.‬‬ ‫ً‬ ‫“وأومأ (ديدارا)‬
‫األمر ال يقتصر على قصر إله الخزف هذا‪ .‬فبالحديث عن بالط الخزف الذي في القرية واإلعجاب بها‬
‫على إتاحتها إلمكانية ذلك من الوهلة األولى‪ ،‬كانت كل قطعة تشكلت من العمل فاخرة بدون‬
‫داع‪ ،‬قوية وملتصقة بدقة شديدة‪ .‬مع أن (ساسوري) رأى قصر إله الخزف هذا لتعزيز ذلك االعتقاد‪،‬‬
‫ومنعشا لمشاعر (ديدارا)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫دئًا‬
‫كان وصفه له بالذوق السيئ مه ّ‬
‫ً‬
‫ذوقا سي ًئا بعد‪“.‬‬ ‫أتيت إلى هنا في المرة األولى‪ ،‬لم يكن‬ ‫ُ‬ ‫“عندما‬
‫“همم؟ كانت مختلفة في السابق؟“ –‬
‫“نعم‪ .‬ففي ذلك الوقت‪ ،‬كان بياض القرية بأكملها بسيطًا‪“.‬‬
‫مطلق الذي تحدثت عنه (كانيو)‪.‬‬ ‫بين كلمات (ساسوري)‪ ،‬تذكّر (ديدارا) البياض ال ُ‬
‫“مع هذا‪ ،‬ازدحمت القرية بتجار المهنة الذين جاءوا لشراء ذلك‪ .‬وبدا أنها قرية ثرية‪“.‬‬
‫“حس ًنا‪ ،‬الفن هو شيء م ِرن… همم‪– “.‬‬
‫تقدم في‬ ‫ُّ‬ ‫ضا رؤية القرية ذات البياض البسيط التي رآها (ساسوري)‪ ،‬لكن لم يكن هناك أي‬ ‫أراد أي ً‬
‫النظر إلى أعمال الماضي‪.‬‬
‫“سيّدي‪ ،‬علينا أن نذهب للعثور على الطين بسرعة‪ ،‬همم!“‬
‫كانت القرية رائعة بالفعل‪ .‬وكان عليه أن يعثر على الطين من أجل فنّه‪.‬‬
‫∞‬
‫“…ال تدخل‪“.‬‬
‫طالما أن جميع أعضاء األكاتسكي تقريبًا كان ُيخشى منهم‪ ،‬لم يستطع (ديدارا) و(ساسوري)‬
‫ما‪ ،‬وقتل بضعة أشخاص في الوقت‬ ‫تحمل تلك الحالة‪ .‬لم يكن التحقيق بشأن الطوفان مالئ ً‬ ‫ُّ‬ ‫أي ً‬
‫ضا‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الذي اكتشف فيه أن الطين الذي استخدِم في صناعة فخار القرية تم استخراجه من أحد التالل‬
‫المحيطة بالقرية‪.‬‬
‫“من المزعج أن تعامل نفسك بأشياء كهذه‪“.‬‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬لم يبدو أنه يمكن التقاط الطين الذي في موقع التعدين ‪-‬الذي تم صنعه عبر‬
‫كشط الجبل‪ -‬بسرور‪ ،‬فقد كان يوجد العديد من الحراس عند مدخله‪ .‬اخترق ذيل (هيروكو)‬
‫الحراس وجعلهم يتدحرجون‪ .‬كان من الصعب بالنسبة لهما القول بأنهما كانا بأمان حيث لن‬
‫يالحظهما أحد‪.‬‬
‫ضا لديك أتباع يا سيّدي (ساسوري)‪“.‬‬ ‫“أنت أي ً‬
‫بينما داس (ديدارا) على الجثث‪ ،‬دخل في الكهف الذي يشبه المسار‪ .‬اعتمد على المشاعل‬
‫التي أنارت الطريق ومشى خلف (ساسوري)‪.‬‬
‫“هناك العديد من القطع القابلة لالستعمال‪“.‬‬
‫بتمكنك من شراء المواد الستعمالها على الدمى خاصتك بأي حال‪“.‬‬ ‫ُّ‬ ‫“هذا يذكّرني‬
‫در كميتها وأضعها على الدمى من أجل تعظيم وظيفتها‪ .‬كل شيء خاطئ‪– “.‬‬ ‫“أنا أق ّ‬
‫هزّ (ديدارا) كتفيه عندما رأى ذيل (ساسوري) يتمايل‪.‬‬
‫“بئسا‪ ،‬لم أكن أريد أن أجعلك تغضب‪ ،‬همم‪“.‬‬ ‫ً‬
‫لقد اعتقد أن (ساسوري) أصبح غاضبًا‪.‬‬
‫يبدو أن األتباع يزعجون فنّي ألني مفتون بالقدرة الساحقة الناشئة عن الفن النظيف واإلنفجار “‬
‫“الذي يد ّمر كل شيء… همم‪.‬‬
‫لقد أراد في األصل األنشطة الفنية الحرة‪ .‬لم ينتمي إلى مكان‪ ،‬لن يخضع لشيء‪ ،‬سيعب ّر عن‬
‫فنّه ويجعل الناس حول العالم يعترفون به‪ .‬لكن كان هناك شيء في ذهنه‪.‬‬
‫“‪“….‬‬
‫مة شيء كان يحترق بشدة في ذهنه‪.‬‬ ‫أغلق (ديدارا) عينه عن وعي‪ .‬فث ّ‬
‫ً‬
‫إشراقا‬ ‫الذي وقف بين تمثالين جسورين بينما أناره النور الذي أتى من خلفه‪ ،‬وكانت عيناه أكثر‬
‫من النور… إنه (إيتاتشي) ذو الشارينغان‪ .‬رؤيته لتلك العينين اللتين بعثتا التنوير كما لو كانتا‬
‫قاهرتين‪ .‬اعتقد (ديدارا) أن فنّه كان مثاليًا‪ .‬وكان قلبه يتمزق في كل مرة يفكر فيها في تلك‬
‫العينين‪ .‬فكان من الضروري أن يتغلب عليهما من أجل أن يكمل فنّه‪ .‬لهذا السبب لم يرضي نفسه‬
‫بذلك الشكل‪ ،‬وعلق في هذا الطريق مع فنّه‪ .‬كان البحث عن الطين إحداها‪.‬‬
‫“…هذا صحيح يا سيدي‪ .‬كيف حال ذلك التابع مع (أوروتشيمارو)؟“‬
‫ضا‪ ،‬أليس كذلك؟ ال أعلم ماذا سيحدث بعد العملية‪“.‬‬ ‫“هاه؟ ما الذي حدث فجأة؟ أنت تعلم أي ً‬
‫لقد استخدم (ساسوري) في بعض األحيان جتسو التحكم بالعقل عندما جعل جواسيسه‬
‫ن تحقيق‬ ‫يعملون‪ .‬إنه جتسو يوقف عمل الذاكرة بإبرة صغيرة تُغرس في الدماغ‪ ،‬مركز الذاكرة‪ .‬إ ّ‬
‫التجسس معركة مرهقة لألعصاب‪ .‬فإذا كان طويل األجل‪ ،‬قد يكون اإلرهاق شدي ًدا وتتسرب‬
‫المعلومات في كثير من األحيان‪ .‬من القسوة الشديدة التي ال يمكن تصورها أن يعيش المرء بينما‬
‫يكذب بشأن شخص آخر‪ .‬لهذا السبب يجعل تنفيذ المهمات أكثر سهولة عن طريق ختم الذاكرة‬
‫بجتسو خرف الرمل‪ .‬والجاسوس الذي تم استخدام الجتسو عليه خضع لـ(أوروتشيمارو) الذي كان‬
‫ُ‬ ‫عض ًوا ساب ًقا في األكاتسكي‪ .‬من بين أتباع (ساسوري)‪ ،‬ال ُبد أنه كان شخ ً‬
‫صا ممتا ًزا أرسِل إليه‪.‬‬
‫لقد كان (ساسوري) في األصل شريك (أوروتشيمارو)‪ ،‬وكرِه ُه بشدة‪ .‬وكان (أوروتشيمارو) في‬
‫ضا‪ ،‬الذي حرمه من أنشطة الفن الحرة‪ .‬ألن (أوروتشيمارو)‬ ‫ما كري ًها بالنسبة لـ(ديدارا) أي ً‬ ‫األصل خص ً‬
‫ترك األكاتسكي‪ ،‬بدأت المنظمة البحث عن عضو جديد‪ .‬لقد حظي (أوروتشيمارو) بإشادة كبيرة‬
‫شا من محيطه‪ .‬ما من شك في أنه ال يمكن تجاهله‪ .‬وبدا أنه‬ ‫م ً‬ ‫بسبب قدراته‪ ،‬رغم أنه كان مه ّ‬
‫ما ما كان األمر يتعلق بشأن (إيتاتشي)‪ .‬ألن عينا هذا الرجل كان‬ ‫كان قل ًقا بشأن (إيتاتشي)‪ .‬دائ ً‬
‫ً‬
‫معترفا بها‪.‬‬
‫“سأقتل (أوروتشيمارو) بذلك الطين… همم‪“.‬‬
‫لم يمنحه (ساسوري) ر ًدا‪ .‬في مثل هذه الحالة‪ ،‬كان من األفضل الحصول على المزيد من‬
‫المساعدة‪ .‬قطعة لقتل (أوروتشيمارو)‪.‬‬
‫∞‬
‫“وصلنا‪ ،‬همم‪“.‬‬
‫لقد وصال إلى منطقة االكتشاف أخيرًا‪ .‬كان هناك كهف واسع في الشمال‪ ،‬و ُوضِعت فيه أداة‬
‫للطين‪.‬‬
‫أخذ (ديدارا) الطين وأكله بيده‪ ،‬وعجن التشاكرا فيه‪.‬‬
‫“أجل‪ ،‬أجل‪ ،‬فهمت… همم‪ ،‬همم‪“.‬‬
‫أخرج عنكبوتًا طينيًا وقبض عليه بشدة‪ .‬ثم رماه على الجدار الذي عليه طبقة الطين‪ .‬ترك‬
‫ُ‬
‫“كاتس!‬ ‫ً‬
‫قائال‪:‬‬ ‫ما بيده وصرخ‬ ‫“العنكبوت انفجارًا صغير النطاق عندما شكّل (ديدارا) خت ً‬
‫تناثر الطين بعد أن حدثت حفرة في طبقته‪.‬‬
‫“كيف هو؟“‬
‫أدار (ديدارا) رأسه لينظر إلى (ساسوري) الذي كان خلفه‪.‬‬
‫“وقال له‪“ :‬أشعر أن فنّي لم ينتقل… همم‪.‬‬
‫ً‬
‫مع أن ذلك صحيح بشدة‪ ،‬اعتبر أن هذا الطين أدنى من الطين الذي استخدمه سابقا‪ .‬في هذه‬
‫الحالة‪ ،‬كان من غير المتصور أن يقول مزحة ويعود إلى الديار‪.‬‬
‫“هذا سيئ يا سيدي‪ .‬فعلى الرغم من أنك ُقدتني إلى هنا… همم‪“.‬‬
‫اعتذر (ديدارا) إلى (ساسوري) الذي قاده إلى قرية الخزف‪ .‬لم يعطيه (ساسوري) ر ًدا‪ ،‬ونظر إلى‬
‫الطين المتناثر في األرض‪.‬‬
‫لقد قتال بضعة أشخاص بالفعل أثناء البحث‪ ،‬بما فيهم الحرّاس‪ .‬إذا كانت قرية بهذا الحجم‪ ،‬فسيثير‬
‫مستعجال للمغادرة ألنه استخدم ما في الكهف بالفعل‪ ،‬لكن بما‬ ‫ً‬ ‫األمر ضجة‪( .‬ديدارا) هو من كان‬
‫ً‬
‫مة شيء أريد التأكد منه” عادا إلى القرية مجددا‪.‬‬ ‫أن (ساسوري) قال “ث ّ‬
‫“إلى أين أنت ذاهب يا سيدي؟“‬
‫“‪– “….‬‬
‫تقدما على طول طريق بالط الخزف الملوّن‪ ،‬فوصال إلى مركز القرية‪ ،‬قصر إله الخزف‪ .‬عندما تذكر‬
‫(ديدارا) كالم (ساسوري) وفكّر في أن ذلك ذوق سيئ‪ ،‬الحظ شي ًئا كان أكثر صخبًا‪.‬‬
‫“ما هذا بحق الجحيم؟“‬
‫عندما نظر بعناية‪ ،‬الحظ أن بعض األشخاص كانوا مضطربين‪.‬‬
‫ف عن قتل عمل الهاناساكي! اإلرث الذي تم تمريره إلى قرية الخزف!“‬ ‫ُ‬
‫“ك ّ‬
‫كان هناك امرأة تصرخ على رجل أمام القصر‪ .‬إنها (كانيو)‪ ،‬أول شخص قابله (ديدارا) عندما أتى‬
‫إلى هذه القرية‪.‬‬
‫“واه‪ ،‬ها قد بدأتِ يا (كانيو)‪ .‬لقد تغير الزمن‪ .‬انتهى عصر الهاناساكي‪“.‬‬
‫ً‬
‫مالبسا‬ ‫رجال ثريًا‪ ،‬يمكن القول أنه امتلك أكثر ذوق سيئ في المالبس‪ ،‬فلقد كان يرتدي‬ ‫ً‬ ‫كان‬
‫حليًا خزفية المعة ذات سبعة ألوان‪ .‬كان يبلغ حوالي األربعين‬ ‫ملوّنة للغاية على عكس (كانيو)‪ ،‬و ُ‬
‫من عمره‪.‬‬
‫“…إله الخزف (غوشو)‪ .‬ربما هو زعيم القرية الحالي‪“.‬‬
‫“ذلك السمين هو الزعيم؟… همم‪– “.‬‬
‫في مسقط رأس (ديدارا)‪ ،‬كان التسوشيكاغي (أونوكي) الذي حكم قرية الصخر المخفية لسنوات‬
‫طويال من الوهلة األولى‪ ،‬لكن موهبته وخبرته كانتا غنيتين‪ .‬لقد كان‬ ‫ً‬ ‫عديدة يبدو مجرد عجوز عاش‬
‫أحد األشخاص الذين خطّط (ديدارا) لقتلهم‪ .‬يمكن القول أنه ال يمكن تجاهله‪ .‬وهنا قرية الخزف‪.‬‬
‫عم هذا المكان‬ ‫على الرغم من أنه اعتقد أن هذا الشخص المقابل سيفعل ما باستطاعته ليتز ّ‬
‫حليًا خزفية المعة‪ ،-‬لم يكن هناك زعيم يقف‬ ‫حيث يوجد شتى أنواع الخزف ‪(-‬غوشو) الذي ارتدى ُ‬
‫على القمة غيره‪.‬‬
‫جماال من التشييد البسيط والرديء الخاص بالهاناساكي‪ .‬لقد “‬ ‫ً‬ ‫أنظري إلى هذا القصر! إنه أكثر‬
‫ضا‪ ،‬فلقد ازدادت مشترياتها وأصبحت ثرية اآلن! كل هذا بفضل مهاراتي!‬ ‫“ ُولِدت القرية من جديد أي ً‬
‫سلطته‪.‬‬ ‫رفع (غوشو) يديه إلظهار ُ‬
‫إنه ليس افتقارًا للبهاء ُيشتكى منه بالنسبة للزبائن! لقد تخليت عن التقنية التي تم توريثها من “‬
‫“جيل إلى جيل‪ ،‬ال يمكن أن أسامحك! ما الذي سيعتقده (ماشو) إذا رأى هذا باعتقادك؟!‬
‫“اخرسي!“ –‬
‫عندما صرخ (غوشو) بقول ذلك‪ ،‬ضرب (كانيو) إلزعاجها له‪ .‬فطار جسدها النحيل واصطدم باألرض‪.‬‬
‫“هاه‪( ،‬كانيو)؟“‬
‫“أأنتِ بخير…؟“‬
‫حاول سكان القرية الذين كانوا يراقبونهما اإلسراع إليها‪ ،‬لكن (غوشو) حملق فيهم وقال‪“ :‬أعتقد‬
‫“أنكم تعيشون حياة ثرية بفضلي!‬
‫توقفت أقدامهم بعد أن قال ذلك‪.‬‬
‫“لقد غادر ذلك العجوز (ماشو) القرية واختفى! أنا الزعيم اآلن! سأطرد المعارضين من القرية!“‬
‫نظر أولئك األشخاص إلى (غوشو) ثم تمتموا بقول “نحن آسفون” لـ(كانيو) قبل أن يهربوا‪ .‬بعدها‬
‫نظر (غوشو) إلى (كانيو)‪ ،‬وبادل ْته النظرات بحملقة‪.‬‬
‫ن الهاناساكي تطفو على البياض النقي‪ ،‬ألم تكن هذه قرية أحب ّت الفن الشريف…؟“‬ ‫“إ ّ‬
‫هذا هراء! فبالتفكير في أني قد أحب الفن الشريف بطريقة ما… هل هو عرض تجاري؟ هل “ –‬
‫“ستكبر معدتي بالفن؟‬
‫حينها قام (غوشو) بركل (كانيو)‪.‬‬
‫“من يتحدثون عن الفن واهمون بشدة! فهو مجرد خدش ال يمكن أن يرى الواقع!“‬
‫*توضيح‪ :‬سخر (غوشو) من انتهاج (كانيو) للفن من أجل مصلحة الفن‪ ،‬حيث قصد أن الفن الذي ال‬
‫ُيباع هو عديم القيمة‪*.‬‬
‫بمجرد أن قال (غوشو) ذلك‪ ،‬غضب (ديدارا) ووضع يده في حقيبته المعلقة حول خصره‪.‬‬
‫“حينها قال (ساسوري) له‪…“ :‬أوي‪ ،‬توقف‪.‬‬
‫“إنه يسخر من الفن! سأقتله!“ –‬
‫ها غير ضروري‪“.‬‬ ‫“أتعلم أين نحن؟ يوجد العديد من المارّة هنا‪ .‬فال تجذب انتبا ً‬
‫عض (ديدارا) لسانه بقسوة إزاء كالم (ساسوري)‪.‬‬ ‫ّ‬
‫(كانيو)‪ ،‬أنتِ الشخص الذي يفهم نفسه في هذه القرية‪ ،‬امرأة سخيفة مسحورة من قِبل رؤية “‬
‫“الفن!‬
‫أصبح (غوشو) مشمئ ًزا بسرعة‪ ،‬قلب صوفه الملوّن الدافئ وحاول أن يعود إلى داخل القصر‪.‬‬
‫“…همم‪“.‬‬
‫وضع (ديدارا) يده في حقيبته مرة أخرى ثم صنع عنكبوتًا بحجم مفصل اصبعه فقط‪ .‬اندهش‬
‫(ساسوري)‪ ،‬لكن لم يقل شي ًئا هذه المرة‪ .‬ليجعله جي ًدا‪ ،‬رمى (ديدارا) العنكبوت على معطف‬
‫ُ‬
‫“كاتس!‬ ‫ً‬
‫قائال‪:‬‬ ‫“(غوشو)‪ ،‬وفي اللحظة التي فتح فيها هذا األخير باب القصر‪ ،‬صرخ (ديدارا)‬
‫جا‪ ،‬احترقت مالبس (غوشو)‪.‬‬ ‫بمجرد أن أحدث اإلنفجار ضجي ً‬
‫“واا‪ ،‬ال‪ ،‬آآآآآه!“‬
‫“(غوشو)‪-‬ساما!“ –‬
‫هرع الرجال إليه وهم مذعورون عند رؤيتهم الحتراق مالبسه المفاجئ‪ .‬وكان هز (غوشو) ‪-‬الذي‬
‫ً‬
‫مضحكا‪.‬‬ ‫جا‪ -‬لجسده السمين‬ ‫أحدث ضجي ً‬
‫“…أنت…!“‬
‫ت بينما تمسك معدتها‪ .‬ربما فكّرت بـ(ديدارا) والفن الذي أراها إياه‬ ‫بدا أن (كانيو) الحظ ْته‪ ،‬وضحِك ْ‬
‫ساب ًقا‪ .‬عندها وقفت وأتت إليه‪.‬‬
‫“…أنا آسفة‪“.‬‬
‫“ها؟ لقد فعل ُتها كي أعبث معه فحسب‪– “.‬‬
‫مع ذلك‪ ،‬ابتسمت (كانيو) إزاء رؤيتها لهروب (غوشو) إلى القصر‪.‬‬
‫“أصبحت أفهم اآلن القليل عن طيبة فنّك‪ .‬إنه منعش‪“.‬‬ ‫ُ‬
‫شكرًا وحاولت المغادرة‪ .‬عندها خاطبها‬ ‫لقد شاهدت (كانيو) شي ًئا طيبًا‪ ،‬فأحنت رأسها ُ‬
‫(ساسوري)‪.‬‬
‫ُّ‬
‫التفتح الكامل’؟“‬ ‫“أوي‪ ،‬أيتها الفتاة الصغيرة‪ .‬ما الذي حدث لـ’احتراق‬
‫“فالتفتت (كانيو) إليه وسأل ْته قائلة‪“ :‬هل تعرف (ماشو)؟!‬
‫كانت صرختها شديدة‪ ،‬لكنها شعرت بلسعة من محيطها وسكتت‪ .‬نظرت إلى أشعة الشمس‬
‫والضريح المتوهج الذي لمع أكثر بتعبير معقد على وجهها‪.‬‬
‫“وقالت‪“ :‬من الصعب التحدث هنا‪ .‬فلنغادر القرية‪.‬‬
‫∞‬
‫خار… همم؟“‬ ‫“أهذا مصنوع من الف ّ‬
‫حا وقع بالقرب من قمينة (كانيو)‪ .‬بدا أن اسمه ‘ضريح الشِنتو الخزفي’‪ ،‬لكن كان هناك‬ ‫كان ضري ً‬
‫خار عند النظر عن كثب‪.‬‬ ‫توري أبيض‪ .‬يبدو أنه مصنوع من الف ّ‬
‫*مالحظة من المترجم‪ :‬الـ”توري” = مجثم الطيور‪ ،‬سمي بذلك ألن الطيور كانت تحط فوقه‪ :‬هو‬
‫هيكل ‪-‬من الخشب في األغلب‪ -‬على شكل بوابة‪ ،‬يتم عن طريقه تحديد المداخل إلى المزارات‬
‫الشنتوية‪ ،‬يفصل بين عالم الـ”كامي” المقدس والعالم الدنيوي المدنس‪ .‬هذه المعلومات مأخوذة‬
‫من الويكيبيديا‪*.‬‬
‫“همم…“‬
‫ولدى هذا التوري شكل زهرة متفتحة‪.‬‬
‫“تلك هي الهاناساكي‪“.‬‬
‫التقنية التي حاولت (كانيو) إعادة إحيائها‪ .‬عندما أخبرت (ديدارا) بهذا‪ ،‬كان يرتدي المنظار الذي‬
‫اعتاد استخدامه في عينه اليسرى‪ ،‬ونظر إلى النموذج به‪.‬‬
‫مة شق‪ ،‬همم‪“.‬‬ ‫“…ث ّ‬
‫خار‪.‬‬‫مة شق دقيق حاكى شكل زهرة على سطح الف ّ‬ ‫نعم‪ ،‬ث ّ‬
‫شقوقا أرفع من إبرة التطريز تشبه الزهرة على سطح “‬ ‫ً‬ ‫هذه هي‪ .‬الهاناساكي هي تقنية تخلق‬
‫شكال على الخزف األبيض‪.‬‬ ‫ً‬ ‫خار‪ .‬يصبح الشق الصغير ظ ًِال ويرسم‬ ‫“الف ّ‬
‫لمست (كانيو) التوري المصنوع من الهاناساكي بلطف‪.‬‬
‫خار‪ .‬وإذا كان “‬ ‫لكن من الصعب صنع الهاناساكي‪ .‬فإذا كان الشق عمي ًقا ج ًدا‪ ،‬سيتحطم الف ّ‬
‫سطحيًا ج ًدا‪ ،‬لن يبدو كزهرة‪ .‬ال يمكن إنشاء الهاناساكي حتى مع وجود الكثير من المعرفة‪،‬‬
‫رفا بالنسبة لجميع من في القرية…‬ ‫“الخبرة والمهارة‪ .‬لقد كان إتقان مهارات الهاناساكي ش ً‬
‫أبعدت (كانيو) يدها عن التوري ونظرت إلى (ساسوري)‪.‬‬
‫أنا أحب تقنية الهاناساكي هذه أكثر من أي شخص‪ ،‬وقد كانت محبوبة أكثر من قِبل مبتكرها “‬
‫“الخزّاف (ماشو)‪.‬‬
‫أخرجت (كانيو) قالدة خزفية مستديرة من صدرها‪ .‬على سطحها شكل زهرة‪.‬‬
‫التفتح الكامل إ ًذا… همم‪“.‬‬ ‫ُّ‬ ‫“(ماشو) صاحب‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫ضا متبرع اعتنى بي بعد وفاة والدي‪ .‬لقد أعطاني هذه القالدة شخصيا عندما قلت “ –‬ ‫نعم‪ .‬وهو أي ً‬
‫ّ‬
‫“أني أريد أن أصبح خزافة‪ .‬إنها شهادة من معلمي (ماشو)‪ .‬ولديه واحدة مثلها‪.‬‬ ‫ّ‬
‫مهندسا‪ ،‬على عكس (غوشو)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يبدو أن (ماشو) ‪-‬الذي أنشأ ضريح الشِنتو الخزفي‪ -‬كان‬
‫“قال (ديدارا)‪“ :‬بالمناسبة يا سيدي‪ ،‬لماذا علمت بشأن ذلك المبتكر؟‬
‫“…ألن جدتي استأجر ْته ذات مرة ليقوم بصنع بعض األطراف للدمى خاصتها بالهاناساكي‪– “.‬‬
‫أومأت (كانيو) برأسها عند سماع كالم (ساسوري)‪ ،‬كما لو أنه قيلت نقطة مثيرة لالهتمام‪.‬‬
‫سمعت عنها‪ .‬لقد طلبت مني قرية الرمل المخفية أن أصنع قطعة دمية‪“ .‬‬ ‫ُ‬ ‫الدمى… لقد‬
‫الهاناساكي قوية ضد النار‪ ،‬وموصلية التشاكرا أفضل من أي شيء‪ .‬تحدث الشقوق عبر التشاكرا‬
‫“التي في جميع أنحاء الدم البشري… مع أنه من الصعب إنتاج كميات كبيرة منها‪.‬‬
‫“سمعت أن (ماشو) هو الوحيد الذي تمكّن من صنع أجزاء تطابق طلبات الزبائن‪– “.‬‬ ‫ُ‬
‫“نعم‪ .‬لقد كان إبداعه الفنّي أهم شيء بالنسبة له‪“.‬‬
‫بدال من أن تطلب مساعدة اآلخرين‪.‬‬ ‫كان من األفضل أن تصنع شي ًئا ترغب في صنعه ً‬
‫“يبدو لي أن (ماشو) تخلّى عن القرية بكل ما للكلمة من معنى‪“.‬‬
‫“لم يتخل (ماشو) عن القرية!“ –‬
‫قبضت (كانيو) يدها ورفعت صوتها‪.‬‬
‫بالتأكيد… كان (ماشو) غريبًا بعض الشيء قبل عشر سنوات‪ .‬قال أنه سيغادر القرية ويبحث عن “‬
‫“مكان جديد‪ ،‬أصبح غاضبًا ألن هذه القرية لم تعد جيدة‪.‬‬
‫“إ ًذا هل ذهب إلى مكان ما بمفرده؟“ –‬
‫ال أعلم… فلقد اختفى فجأة ذات يوم‪ .‬لم يكن الوحيد الذي اختفى‪ ،‬فقد اختفى خزّافو “‬
‫ضا‪ .‬وقام أحدهم بإعطائي رسالة تقول‪‘ :‬سأعود عندما أجد مكانًا جدي ًدا‪’.‬‬ ‫الهاناساكي اآلخرون أي ً‬
‫“هذا ما في األمر‪ .‬لقد مرّت عشر سنوات بالفعل‪.‬‬
‫أمسكت (كانيو) قالدة الهاناساكي بقوة‪.‬‬
‫خار باهر وفاخر “‬ ‫ثم أصبح (غوشو) زعيم القرية‪ .‬إنه يكره الهاناساكي وأوصى الجميع بصنع ف ّ‬
‫ما‪ .‬لقد تم تداوله بسعر مرتفع‪ ،‬فأصبحت القرية ثريّة‪ ،‬لكن على نقيض ذلك…‬ ‫ً‬
‫قبوال عظي ً‬ ‫يلقى‬
‫ّ‬
‫“اختفت تقنية الهاناساكي بسرعة‪ .‬ال أحد يمكنه اآلن أن يجعل الزهور تتفتح‪.‬‬
‫∞‬
‫غربت الشمس واهتزّت األشجار بفعل رياح باردة‪ .‬شاهدت (كانيو) قرية الخزف الممتدة عند سفح‬
‫الجبل‪ .‬تصاعد الدخان من القرية وهب في الريح‪.‬‬
‫مهارات (غوشو) تبدو جيدة… لكن ال يوجد مستقبل لهذه القرية التي تختار المال على الفن‪“ .‬‬
‫“من الصواب أن أضع ح ًدا لألمر بمغادرة القرية‪ ،‬لكنني لن أغادر إذا كان (ماشو) سيعود يو ًما ما‪.‬‬
‫في تلك اللحظة‪ ،‬اعتذرت على إطالة الحديث عن نفسها‪.‬‬
‫الشمس تغرب‪ .‬قد يكون من الخطر أن تعودا إلى رحلتكما‪ .‬فإذا لم يكن لديكما منزل سكن‪“ ،‬‬
‫“يمكنكما البقاء في منزلي‪ .‬يوجد فيه مساحة كافية‪.‬‬
‫قائال‪“ :‬ما رأيك يا سيّدي؟‬ ‫ً‬ ‫“نظر (ديدارا) إلى (ساسوري) وسأله‬
‫قائال بعد أن أبدى انزعاجه من التفكير للحظة‪“ :‬أود استئجار سكن‪.‬‬ ‫ً‬ ‫“أجاب (ساسوري)‬
‫لقد كان شي ًئا غير معتاد من (ساسوري) الحذِر‪.‬‬
‫“حس ًنا‪ ،‬سأعتمد عليك‪ ،‬همم‪“.‬‬
‫وقالت (كانيو) “حس ًنا” بينما تعلو وجهها ابتسامة طفيفة‪.‬‬
‫∞‬
‫كان لمنزل (كانيو) الذي خلف القمينة مساحة واسعة تعيش فيها بمفردها‪ ،‬مما أعطى (ديدارا)‬
‫و(ساسوري) غرفة لكل منهما‪ .‬كان (ديدارا) في الطابق الثاني‪ .‬لو فكّر في األمر‪ ،‬لم يكن غائبًا‬
‫عن األكاتسكي منذ أن د ّمر تلك القرية‪ .‬كان في غرفته مكتب صغير وسرير رديء‪ ،‬لكنه كان كافيًا‬
‫بالنسبة له لكونه متعبًا‪ .‬حينما نزع بعض مالبسه واستلقى على السرير بمالبس خفيفة‪ ،‬فرّك‬
‫يديه م ًعا بلطف‪ .‬لم تكن هناك حاجة الستنباط مفهوم جديد لإلنفجار‪ .‬ربما كان (ساسوري) أي ً‬
‫ضا‬
‫صا يقوم بأعمال صيانة‪.‬‬ ‫يعتني بالدمى خاصته‪ ،‬فقد كان شخ ً‬
‫“همم؟ ما هذه الرائحة الغريبة…؟“‬
‫قليال وفاحت الرائحة من هناك‪ .‬عندما‬ ‫ً‬ ‫م رائحة كتمت أنفه‪ .‬فتح النافذة‬ ‫استيقظ (ديدارا) عندما ش ّ‬
‫نظر للخارج‪ ،‬رأى دخانًا يتصاعد من القمينة‪ .‬يبدو أن تلك الرائحة أتت من هناك‪ .‬كانت (كانيو) أمام‬
‫القمينة لتضبط النار‪ .‬عندها فتح (ديدارا) النافذة وقفز منها على األرض‪.‬‬
‫“ما زلتِ تعملين… همم‪“.‬‬
‫“…! أيها الغبي‪ ،‬لماذا أتيت؟“ –‬
‫ظهر (ديدارا) خلفها فجأة‪ ،‬فتفاجأت بشدة عند رؤيته‪ .‬لكن سرعان ما أعادت عينيها إلى القمينة‪.‬‬
‫ُ‬
‫ُيقال أن الشيء األكثر صعوبة هو ضبط النار للهاناساكي… لقد أوشك على اإلنتهاء‪ .‬أنا أبقي “‬
‫ي عليه‪.‬‬ ‫“عين ّ‬
‫خار بها‪ .‬لكن قوة النار بدت ضعيفة لـ(ديدارا) المهتم‬ ‫أخرجت القمينة نارًا حمراء‪ ،‬واحترق الف ّ‬
‫باإلنفجارات‪.‬‬
‫“وقال‪“ :‬من األفضل أن ُيحرق بشكل أسرع‪ ،‬همم‪.‬‬
‫ّ‬
‫فالفن هو اإلنفجار! رغم أن (ديدارا) تح ّدث بحرارة‪ ،‬قالت (كانيو)‪“ :‬سيتحطم الفخار إذا فعلت ذلك‪.‬‬
‫“بالمناسبة‪ ،‬هل تمانع في تناول الطعام؟‬
‫دت وجبة بسيطة لـ(ديدارا)‪ ،‬لكن (ساسوري) لم يأكل‪ ،‬وذهب إلى غرفته في وقت مبكر‪.‬‬ ‫لقد أع ّ‬
‫ّ‬
‫“اه‪ ،‬سيدي على ما يرام‪ .‬فهو ال يحتاج األرز لفنه… همم‪“.‬‬
‫يبدو أن من بالداخل هو شينوبي من قرية الرمل يستخدم الدمى‪( .‬ساسوري)… أليس كذلك؟ “ –‬
‫ضا دمية؟‬ ‫“هل (ساسوري) أي ً‬
‫ليس من الجيد أن نتحدث عن ذلك كثيرًا‪ ،‬لكن حس ًنا‪ ،‬هذا ما في األمر‪ .‬أنا شينوبي ينتهج الفن “‬
‫“مثله تما ًما‪.‬‬
‫“يبدو أن فنّك وفن (ساسوري) مختلفان تما ًما‪– “.‬‬
‫نو ًعا ما‪ .‬لكن ما أبحث عنه هو شيء مختلف‪ .‬نحن نتنازع كثيرًا‪ .‬ال أستطيع ح ًقا أن أفهم فنّه‪“ ،‬‬
‫“همم‪.‬‬
‫مست (كانيو) وقامت بتزويد الحطب‪.‬‬ ‫تح ّ‬
‫“إ ًذا لماذا أنت بصحبته؟“‬
‫سؤاال بسيطًا‪ .‬لم يقلق (ديدارا) إزاءه بوجه خاص‪.‬‬ ‫ً‬ ‫على األرجح أنه كان‬
‫ضا‪ ،‬همم‪.‬‬ ‫قائال‪“ :‬مع ذلك‪( ،‬ساسوري) فنّان وشخص محترم أي ً‬ ‫ً‬ ‫“أجاب‬
‫لم يحب (ديدارا) أن يكون بصحبته‪ ،‬لكنه كان (ساسوري) مع ذلك‪.‬‬
‫لقد قتل (ساسوري) نفسه‪ ،‬نفسه البشرية‪ ،‬من أجل فنّه‪ .‬حس ًنا‪ ،‬يبدو أنه لم يعد لديه أجزاء “‬
‫“قابلة للقتل كما هو متوقع… همم‪.‬‬
‫لقد سعى (ساسوري) إلى الجمال الدائم وحوّل جسده إلى دمية‪ .‬لم يتبقى لديه جزء بشري‬
‫سوى القلب الذي في صدره‪.‬‬
‫“فهمت…“‬
‫يفسر الحالة بأكملها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫بدا أنه انتاب (كانيو) شعور رغم أن تفسير (ديدارا) لم‬
‫“أنت مستعد لذلك‪“.‬‬
‫أطلقت (كانيو) زفيرًا‪.‬‬
‫تأثرت بهذه القرية التي “‬‫ُ‬ ‫لقد مضت عشر سنوات على اختفاء (ماشو)… وقبل أن أعلم بذلك‪ ،‬ربما‬
‫“تخلت عن الفن‪.‬‬
‫فعلت الشيء نفسه كل يوم‪ ،‬سيكون منطقيًا‪ .‬همم‪– “.‬‬ ‫ُ‬ ‫“الفن هو شيء فصيح‪ .‬فحتى إذا‬
‫لم يمانع (ديدارا) بذلك‪ ،‬فتعرّف على (كانيو)‪ .‬لقد تحدثا عن أنفسهم فقط‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬بدا أنه أصبح‬
‫متعل ًقا بها‪ ،‬وكان محتارًا في اختيار الكلمات‪.‬‬
‫“*يتثاءب*… أشعر بالنعاس‪ .‬سأعود إلى غرفتي‪ ،‬همم‪“.‬‬
‫دث عن أشيائه المفضلة‪ -‬تثاؤبه وعاد إلى المنزل دون أن يقلق على‬ ‫أوقف (ديدارا) ‪-‬الذي تح ّ‬
‫(كانيو)‪ .‬دخل بالطريقة الصحيحة هذه المرة عبر المدخل وصعِد الدرج‪.‬‬
‫“…(ديدارا)‪“.‬‬
‫خرج (ساسوري) من غرفته‪ ،‬كما لو كان ينتظر (ديدارا)‪.‬‬
‫“ما الخطب يا سيدي (ساسوري)؟“‬
‫“استعد اآلن‪ .‬سنغادر‪– “.‬‬
‫علينا أن نسرق “رمش (ديدارا) عينه بصورة مفاجئة‪ .‬لم يعطي (ساسوري) اهتما ًما بذلك‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫“الطين‪.‬‬
‫ضحِك (ديدارا) للحظة بعين واسعة المعة‪ .‬لم يعد نعسانًا‪.‬‬
‫“سآتي قريبًا‪ ،‬همم‪“.‬‬
‫“ال تجعلني أنتظر‪– “.‬‬
‫لقد كان الفن طاقة (ديدارا)‪.‬‬
‫∞‬
‫لقد غادرا المنزل بدون أن تالحظهما (كانيو)‪ ،‬وكان أول مكان اتجها إليه هو ضريح الشِنتو الخزفي‪.‬‬
‫نظر (ساسوري) إلى التوري األبيض الذي بدا أنه يلمع في الظالم حتى‪.‬‬
‫“األمر مؤكد‪“.‬‬
‫ظهر ذيل (هيروكو) من الجزء السفلي من لباس األكاتسكي الخاص به‪ ،‬وضرب التوري به فجأة‪.‬‬
‫خار وانهار‪.‬‬‫فتحطم التوري المصنوع من الف ّ‬
‫قائال‪“ :‬سيّدي! لماذا لم تدعني أفعلها؟!‬ ‫ً‬ ‫الحطام وهو يتطاير ويلمع‪ ،‬حينها صرخ‬ ‫رأى (ديدارا) ُ‬
‫“همم‪.‬‬
‫وتحسسه‪“.‬‬‫ّ‬ ‫جره‪( .‬ديدارا)‪ ،‬التقط ُ‬
‫الحطام‬ ‫“ليس من المنطقي أن تف ّ‬
‫جره بفنّي‪– “.‬‬ ‫ُ‬
‫أردت أن أف ّ‬ ‫“لقد‬
‫“اخرس‪“.‬‬
‫حطام‬‫بينما كان (ديدارا) يشكو من عدم قدرته على التخلص منه بنفسه‪ ،‬التقط قطعة من ال ُ‬
‫واستكشفها بأصابعه‪.‬‬
‫“!…“‬
‫تصور الشعور الذي يعطيه هذا الشيء‬ ‫ُّ‬ ‫خار بأطراف أصابعه‪ .‬تمكّن بطريقة ما من‬ ‫لقد شعر بالف ّ‬
‫عندما كان طي ًنا‪ .‬حتى أنه قد يكون طي ًنا ممتا ًزا بحيث ال يمكن أن ُيقارن بالطين الذي كان في‬
‫موقع التعدين ذاك‪.‬‬
‫“سيدي‪ ،‬هذا…“‬
‫ضحِك (ساسوري) من أنفه بثقة وهو ينظر إلى القرية التي تصاعد الدخان منها‪.‬‬
‫حوا بكل شيء من أجل حماية القرية‪ ،‬لكن لم يصدقوا أح ًدا آخر على اإلطالق‪ ،‬اعترفت “‬ ‫لقد ض ّ‬
‫دتي بأن ذلك كان الهاناساكي‪ .‬وبالطبع تم تحديد المواد بأعلى مستوى‪.‬‬ ‫“ج ّ‬
‫“إ ًذا هناك مواقع تعدين طين أخرى… همم‪– “.‬‬
‫إ ًذا أين هي؟ اتجهت عينا (ساسوري) إلى القرية إزاء شك (ديدارا)‪ .‬ال‪ ،‬اتجهت إلى مركز القرية‬
‫على وجه التحديد‪ .‬تصاعد الدخان من هناك أي ً‬
‫ضا‪.‬‬
‫“(ديدارا)‪ ،‬أتعتقد أنه بإمكانك تقديم شيء جيد ألولئك الذين يسخرون من الفن؟“‬
‫مهارات (غوشو) تبدو جيدة‪ .‬تذكّر كالم (كانيو)‪ .‬لقد أصبح األمر سخي ًفا ج ًدا اآلن بما أنه أصبح‬
‫جا يدعو إلى الغضب‪.‬‬ ‫إزعا ً‬
‫“هناك أشياء يمكن القيام بها إلى حد ما إذا كانت المادة جيدة‪“.‬‬
‫لقد كان (ساسوري) يذكر كل كلمة قالتها (كانيو)‪.‬‬
‫“إ ًذا… العمل الخاص بذلك الشخص هو شيء مهم‪ ،‬همم!“‬
‫خار تضيء القرية بهدوء‪ .‬وباتباع الضوء‪ ،‬وطأت أقدامهما‬ ‫كانت أضواء الفوانيس المصنوعة من الف ّ‬
‫طريق البالط المتوهج‪ ،‬ووقعت أنظارهما على قصر إله الخزف‪ .‬ابتسم (ديدارا) عندما وقف أمام‬
‫بوابته الباهرة‪ .‬فلقد أصبح بإمكانه القيام بفنّه بإرادته الحرة أخيرًا‪.‬‬
‫“هيا بنا‪ ،‬الفن هو اإلنفجار!“‬
‫جميال صغير الحجم‪ .‬طار إلى البوابة وانفجر على‬ ‫ً‬ ‫كان الشيء الذي قفز من يد (ديدارا) طائرًا طينيًا‬
‫ُ‬
‫“كاتس!!‬ ‫“الفور‪.‬‬
‫انفجر الطائر عند حافة البوابة‪ .‬تسامى فن العمل اآلخر مع قوة فن (ديدارا) مؤق ًتا‪.‬‬
‫“هذا هو الفن… همم!“‬
‫“ماذا كان ذلك؟!“ –‬
‫خرج حراس القصر راكضين على الفور‪ .‬يبدو أنه استأجر شينوبي بالمال‪.‬‬
‫“ماذا تكون؟!“‬
‫قام الحارس الذي وجد (ديدارا) بمهاجمة هذا األخير بالكوناي‪.‬‬
‫“هنن‪“.‬‬
‫ثم خرجت خيوط تشاكرا رفيعة من لباس األكاتسكي الخاص بـ(ساسوري)‪ .‬والتصقت بالحارس‬
‫الذي واجههما‪.‬‬
‫“أوي‪“.‬‬
‫قليال‪ ،‬فجعل الحارس يقفز ويصطدم باألرض بقوة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫حرّك (ساسوري) خيوط التشاكرا‬
‫“هذه هي النهاية‪“.‬‬
‫لقد تالعب بالحارس بحيث جعله يشاهد نفسه وهو يطعن حنجرته بالكوناي‪.‬‬
‫“ما الذي يجري؟“‬
‫وقضى على مجموعة حراس آخرين بجعلهم يشاهدون تلك الجريمة الذاتية المفاجئة‪.‬‬
‫“لن يمكنكم رؤية فنّي إذا لم تنظروا إليه‪“.‬‬
‫ُ‬
‫“ثم رمى (ديدارا) عناكبًا على الحراس اآلخرين وقال‪“ :‬كاتس!!‬
‫انفجر جسد باإلنفجار‪ .‬ارتعد الشينوبي الذين لم يكن لديهم شجاعة كبيرة في األصل بسبب‬
‫الفرق الساحق في القوة وهربوا‪.‬‬
‫جره كما “‬ ‫خار الخزف في وسط قصر الخزف‪ .‬فال تنعطف‪ .‬ف ّ‬ ‫(ديدارا)‪ ،‬ال ُبد أن يوجد ورشة عمل لف ّ‬
‫ُ‬
‫“ينبغي وامضي قد ًما‪.‬‬
‫“ليس هناك شيء مناسب للفن‪ ،‬همم!“ –‬
‫اقتحم (ديدارا) المكان من المنطقة األمامية ووضع يديه في حقيبته‪.‬‬
‫∞‬
‫“…ما معنى هذا…“‬
‫بعد أن سمعت (كانيو) صوت الدمار الكبير الذي أتى من اتجاه ضريح الشِنتو الخزفي‪ ،‬جاءت راكضة‬
‫على الفور لترى ما حدث‪ ،‬ورأت توري الهاناساكي المدمر‪.‬‬
‫فاندهشت ولم تفهم السبب‪ .‬حينها أتى صوت انفجار من اتجاه القرية‪ .‬وعندما نظرت إلى مركز‬
‫القرية‪ ،‬رأت نيرانًا تتصاعد من قصر إله الخزف‪.‬‬
‫“مستحيل…“‬
‫هرعت (كانيو) من الضريح وقفزت إلى المنزل‪.‬‬
‫“ليس هنا… ليس هنا!“‬
‫هجِرت الغرفتان‪ .‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬ظهر صوت انفجار جديد من القرية‪.‬‬ ‫بدا أنه قد ُ‬
‫“…اه‪“.‬‬
‫ج ّعدت (كانيو) شفتيها وركضت نحو القرية‪.‬‬
‫∞‬
‫“أهذه ورشة عمل؟“‬
‫حدث هجوم غارة مفاجئ داخل القصر‪ .‬فصرخ الخدم وهربوا‪ .‬لم يكن هناك أحد في تلك الورشة‪.‬‬
‫وكان الطين يخرج من بابها‪.‬‬
‫“ربما هذا هو… همم‪“.‬‬
‫وقف (ديدارا) أمام كاتم صوت وضغط على الطين بك ّفه‪ .‬فقام فم يده بأكل الطين مع صوت مضغ‪.‬‬
‫جر الذي خرج‬ ‫أعطاه شعورًا مختل ًفا عن المعتاد‪ .‬شعر بعجن التشاكرا فيه‪ .‬ثم أمسك بالطين المتف ّ‬
‫وصقله‪.‬‬
‫“لقد ظهر… همم‪“.‬‬
‫لكن هذا ما اعتاد أن يفعله‪C1، .‬ارتعش جسد (ديدارا) من اإلثارة‪ .‬فلقد صنع عنكبوتًا من نوع‬
‫يحسن الجمال “‬ ‫ّ‬ ‫ما! إنه منحنى أكثر سالسة‬ ‫سيدي! يمكنك مقارنة هذا الطين بالذي أصنعه دائ ً‬
‫“المشوّه إلى أبعد الحدود‪ .‬هذه هي ثورة الفن‪ ،‬همم!‬
‫صرخ (ديدارا) وهو يحمل العنكبوت‪ ،‬لكن (ساسوري) لم ينظر إليه‪ ،‬بل أسقط رفوف ورشة العمل‬
‫الواحدة تلو األخرى باستخدام ذيل (هيروكو)‪.‬‬
‫“سيدي‪ ،‬فنّي…“‬
‫ما” بدون تردد‪.‬‬ ‫لست مهت ً‬ ‫ُ‬ ‫رغم أن (ديدارا) أراد أن ينقل جدارة فنّه‪ ،‬قال (ساسوري)‪“ :‬أنا‬
‫ما‪ ،‬همم؟!“ –‬ ‫صرخ (ديدارا) بغضب شديد‪” .‬ما الذي تقصده بقولك أنك لست مهت ً‬
‫تجاهل (ساسوري) ذلك وبدا أنه يبحث عن شيء‪ .‬كان هناك لفيفة تحتوي على معلومات عن‬
‫الحِرف في أحد الرفوف التي تبعثرت في األرض‪.‬‬
‫“قال (ساسوري)‪“ :‬هذه هي‪.‬‬
‫توقف (هيروكو) عند الرفوف عندما وجد لفائ ًفا تحتوي على معلومات عن عقاقير صعبة بعض‬
‫الشيء‪.‬‬
‫“…رسالة سرية عن التزجيج؟“‬
‫خار الصيني كما فعلت (كانيو)‪ .‬والتزجيج هو أشبه بطالء يعطي‬ ‫لقد اس ُتخدِم التزجيج على الف ّ‬
‫لمعانًا لسطح الخزف‪ .‬بدا أن (ساسوري) سينطلق‪ ،‬لكنه وضع اللفيفة في لباسه‪.‬‬
‫وقال‪“ :‬هناك أشياء يمكن تسميمها باالعتماد على مكونات التزجيج‪ .‬قرية الخزف هي أكثر شيء‬
‫مألوف يضم مخاطر هذا التزجيج‪ .‬ومن بينها‪ ،‬قيل أنه كان هناك سر يخص التزجيج في منزل‬
‫“الخزف منذ أقدم تاريخ‪.‬‬
‫ما ما يترافق‬ ‫السم ألنه وضعه في الدمى خاصته‪ .‬دائ ً‬ ‫ُ‬ ‫كان لدى (ساسوري) معرفة عميقة عن‬
‫اال‪ .‬ولذلك كان مهت ً‬
‫ما‬ ‫السم ف ّع ً‬ ‫ُ‬ ‫ما جدي ًدا بشكل مستمر‪ ،‬فلن يكون‬ ‫السم مع ترياق‪ .‬إذا لم يصنع ُ‬
‫س ً‬ ‫ُ‬
‫مِية التزجيج‪.‬‬ ‫ُ‬
‫بس ّ‬
‫“سيدي (ساسوري)‪ ،‬هل كان هذا هدفك من البداية؟“‬
‫تحركت بسببك فحسب‪– “.‬‬ ‫ُ‬ ‫“أعتقد أنني‬
‫بدا وكأن (ديدارا) أصبح غاضبًا بطريقة ما وهو يحمل العنكبوت الثوري بيده‪.‬‬
‫“لم يتحقق هدفي حتى اآلن يا سيدي! علينا اكتشاف مصدر هذا الطين… همم!“‬
‫ال ُبد أن يوجد موقع تنقيب عن هذا الطين في مكان ما‪ .‬كانت النار الناجمة عن اإلنفجار تكتسب‬
‫ُّ‬
‫تعجل‪،‬‬ ‫ما متزاي ًدا‪ .‬ولم تأتي مكافحة الحرائق بجدوى‪ .‬واصل (ديدارا) التقدم بداخل القصر دون‬ ‫زخ ً‬
‫“وقال‪“ :‬أريد العثور على ذلك الشخص المدعو (غوشو)‪ ،‬همم‪.‬‬
‫“إنه ليس في القصر كما هو متوقع‪ ،‬همم‪“.‬‬
‫“سيصبح خنزيرًا مشويًا‪“.‬‬
‫استدارت قدماه في حديقة القصر عندما قال ذلك‪.‬‬
‫“!…“‬
‫فلقد عبر شيء مجال رؤيته حينها‪.‬‬
‫“سيدي‪ ،‬هناك!“‬
‫منشغال قفز إلى الحديقة وركض إلى مؤخرة المكان‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫رجال‬ ‫مق في النظر‪ ،‬رأى‬‫عندما تع ّ‬
‫“إنه (غوشو) يا سيدي‪ ،‬همم!“‬
‫حاول (ديدارا) أن يوقف حركته برمي ذلك العنكبوت الثوري‪ ،‬لكن (ساسوري) قال له‪“ :‬انتظر‪.‬‬
‫“حركته مثيرة للريبة‪ .‬سأتكفل بالباقي‪.‬‬
‫“لقد أصبح بار ًزا‪ ،‬همم!“‬
‫كان من الصعب أن ُيغفل عن جسده المستدير الذي ركض بخطوات ثقيلة‪ .‬كما أن قدماه كانتا‬
‫ً‬
‫قائال‪“ :‬سأقتل‪.‬‬ ‫“بطيئتان للغاية‪ .‬مع أن األمر انحصر لذلك‪ ،‬غضب (ساسوري) بسرعة وشدة وتمتم‬
‫“وما قاله (ديدارا) تاليًا‪“ :‬سيدي‪ ،‬أنا من سيقتله‪ ،‬همم!‬
‫“هل فهمت األمر أخيرًا؟“‬
‫في نهاية المطاف‪ ،‬توقفت حركة (غوشو) في إحدى زوايا األرض الشاسعة‪ .‬كان هناك توري‬
‫صنِع من الهاناساكي الخزفية مثل التوري‬ ‫صغير‪ ،‬طوله ال يصل إلى طول الركبة‪ .‬على األرجح أنه ُ‬
‫دق‬ ‫ضا والم ًعا‪ .‬ثم احترس (غوشو) منهما‪ .‬ح ّ‬ ‫الذي كان في ضريح الشِنتو الخزفي‪ ،‬ألن لونه كان أبي ً‬
‫(ديدارا) ‪-‬الذي اعتقد أن ذلك كان مريبًا‪ -‬عبر منظاره الذي على عينه اليسرى‪ .‬ثم وجد على الفور‬
‫مدخال حديديًا بالقرب من التوري بدا أنه مخفي في العشب‪.‬‬ ‫ً‬
‫“سيدي‪ ،‬على األرجح أن هذا هو مدخل موقع التنقيب‪ ،‬همم!“‬
‫مة طين هناك‪ .‬ركض (ديدارا) إليه بثقة‪ .‬لقد عرف المكان‪ .‬لم تعد هناك حاجة لإلنتظار بعد اآلن‪.‬‬ ‫ث ّ‬
‫ُ‬
‫“حسنا‪ ،‬ثمة شيء أردت أن أخبرك به… همم‪“.‬‬‫ّ‬ ‫ً‬
‫ظهر (ديدارا) عند (غوشو) بطريقة مفاجئة له‪.‬‬
‫“ماذا تكون؟!“‬
‫هل ستكبر معدتي بالفن؟!‬
‫من يتحدثون عن الفن واهمون بشدة! فهو مجرد خدش ال يمكن أن يرى الواقع!‬
‫قال (غوشو) تلك الكلمات التي احتقرت الفن‪ .‬فلم يستطع (ديدارا) الذي أحب الفن وعاش فيه أن‬
‫يغفر ذلك‪.‬‬
‫“كم سيكون رائ ًعا‪ .‬حس ًنا‪ ،‬أليس الفن…“‬
‫جرًا رسم كائ ًنا لطي ًفا وحلق‪ .‬فتح (غوشو) فمه وهو‬ ‫رمى (ديدارا) عنكبوتًا على (غوشو)‪ .‬طي ًنا متف ّ‬
‫ُ‬
‫كاتس!!!‬ ‫“ينظر إليه‪ .‬ضم (ديدارا) اصبعين أمام أنفه وقال‪“ :‬هو اإلنفجار!!!‬
‫مصاغ الخاص بالقرية وانفجر‪ .‬ال يمكن مقارنة قوته بقوة الذي استخدمه ساب ًقا‪.‬‬ ‫ومض الطين ال ُ‬
‫ووصلت رياح ساخنة إلى الموقع الذي وقف فيه (ديدارا)‪.‬‬
‫“ها‪ ،‬لقد نجح‪ ،‬همم!“‬
‫ختِم هذا الباب ولن ُيفتح‪“.‬‬ ‫“أوي‪ ،‬لقد ُ‬
‫فحص (ساسوري) الباب الحديدي الذي يلي إلى أسفل األرض ‪-‬الذي كان (غوشو) على وشك‬
‫أن يفتحه‪ -‬حيث احترق العشب‪ ،‬بجانب التوري الذي وقع في اإلنفجار ولم يبق له أثر‪.‬‬
‫فرأى عد ًدا ال يحصى من البطاقات على الباب‪ ،‬لم ُتحرق أثناء تلقي اإلنفجار حتى‪.‬‬
‫“جتسو الختم؟! لماذا تمتلك قرية تخلو من النينجتسو شي ًئا كهذا؟“‬
‫ل موجو ًدا منذ‬ ‫قال (ساسوري) بينما يقرأ‪“ :‬لقد صنعوا مهارة خاصة من أجل هذا المنزل الذي ظ ّ‬
‫“زمن طويل‪ ،‬رغم أنهم لم يتمكنوا من استخدام النينجتسو‪.‬‬
‫“يبدو أن شِنتويو الخزف هم الوحيدون الذين يمكنهم فتح وإغالق هذا الختم‪“.‬‬
‫“…المشكلة هي…“‬
‫“أن هذا الباب لن ُيفتح‪“.‬‬
‫“…“ –‬
‫“…“‬
‫خيّم عليهما صمت تام‪ .‬لكن (ديدارا) رفض االستسالم‪.‬‬
‫“…لن تظل روح فنّي صامتة بعد أن قطعت كل هذه المسافة‪ ،‬همم!“‬
‫أكل الطين الذي وجده في ورشة العمل التي في قصر إله الخزف‪ ،‬وعجن فيه تشاكرا أكثر بكثير‬
‫هذه المرة‪.‬‬
‫“الثامن عشر الخاص بي‪ ،‬همم! ‪C2‬تنين الـ “‬
‫لقد كان (ديدارا) قادرًا على استخدام كمية تشاكرا في الطين وفق الحالة القائمة‪.‬‬
‫قفز (ديدارا) على ظهر التنين‪.‬‬
‫“اقفز عليه يا سيدي!“‬
‫امتطى (ساسوري) التنين خلف (ديدارا)‪ .‬وحاول هذا األخير أن يحلّق في السماء‪.‬‬
‫“…(ديدارا)‪( ،‬ساسوري)!“‬
‫حينها دخلت (كانيو) القصر الذي قاما بتمزيقه‪ .‬وحملقت في (ديدارا)‪.‬‬
‫“ال شك أنكما فعلتما هذا… فلماذا؟“‬
‫قائال‪“ :‬أنتِ مزعجة‪ .‬تتشبثين بهذه القرية كذريعة للقيام بواجب‬ ‫ً‬ ‫قاطع (ساسوري) (كانيو)‬
‫“(ماشو)‪.‬‬
‫“!…“ –‬
‫بدال من الفن… هذا “‬ ‫ك أتيتِ إلى مكان غير مطابق‪ .‬اخترتِ هذه القرية الساقطة ً‬ ‫من الواضح أن ِ‬
‫“غباء‪.‬‬
‫ضعفت (كانيو) إزاء ما أشار إليه (ساسوري) ولم تستطع الرد‪.‬‬
‫“لنذهب يا (ديدارا)‪“.‬‬
‫عندما قال ذلك‪ ،‬نشر (ديدارا) جناحي التنين‪.‬‬
‫“…أنت مخطئ‪“.‬‬
‫قبضت (كانيو) يدها ورفعت رأسها‪.‬‬
‫“ال يمكنني أن أغفر لكما على تحطيم عمل الهاناساكي فحسب!“‬
‫ربما كانت تتحدث عن التوري الخاص بالضريح الخزفي‪.‬‬
‫أتيت إلى هنا! ألنكما آذيتما شي ًئا غاليًا بالنسبة لي!“‬ ‫ُ‬ ‫“لهذا السبب‬
‫ربما كان األمر مجرد خدعة‪ .‬مع ذلك‪ ،‬كان هناك إرادة قوية في عيني (كانيو) بوصفها فنّانة‪.‬‬
‫“إ ًذا من األفضل أن تبتعدي عن هنا… همم‪“.‬‬
‫انبثق التنين في نفس الوقت الذي قال فيه (ديدارا) ذلك‪.‬‬
‫“ألن جمال الهاناساكي قد يختفي إلى األبد… همم‪“.‬‬
‫بدا أن (كانيو) لم تفهم ما قاله (ديدارا) على الفور‪ .‬لكنها فهمته بابتالع الكلمات‪.‬‬
‫“‪“….‬‬
‫شوّهت (كانيو) تعبير وجهها‪ ،‬أدارت ظهرها لـ(ديدارا) وهربت‪ .‬وارتفع التنين إلى السماء ببطء‪.‬‬
‫“أنا مدين لها بامتناني على السكن ووجبة الطعام‪ ،‬همم‪“.‬‬
‫وكدت أن آكل الطعام‪– “.‬‬ ‫ُ‬ ‫غادرت المنزل قبل أن آخذ قسطًا من الراحة‪،‬‬‫ُ‬ ‫“لقد‬
‫كان (ساسوري) يود أن يقول بأنه ال يدين بشيء لـ(كانيو)‪ .‬فضحِك (ديدارا) من أنفه‪.‬‬
‫“سيدي‪ ،‬من السيئ أنك حطمت التوري‪ ،‬همم‪“.‬‬
‫“اه؟ لماذا؟“ –‬
‫ُ‬
‫“لست متأك ًدا‬ ‫اهتز ذيل التنين الطويل‪ .‬وقال (ديدارا) بينما ينظر إلى القرية بمنظار عينه اليسرى‪:‬‬
‫“حتى من أنني أريد تفجير الهاناساكي… همم‪.‬‬
‫جره‬ ‫عندما حطّم (ساسوري) التوري األبيض الكبير‪ ،‬تناثرت أزهار بيضاء‪ ،‬وقد كان ذلك ف ًنا‪ .‬فإذا ف ّ‬
‫جماال‪ .‬أراد (ديدارا) رؤية ذلك‪ .‬ولهذا السبب احتاج إلى خالق‪ .‬نظر إلى‬ ‫ً‬ ‫(ديدارا)‪ ،‬لكان ذلك أكثر‬
‫قرية الخزف من السماء‪ .‬كان قصر إله الخزف الذي في مركز القرية يحترق بنيران حمراء‪ ،‬فأنار بالط‬
‫خزف القرية باللون األحمر‪ .‬كان منظر القرية وهي ملونة بشكل غير منطقي بدون شعور‬
‫ً‬
‫جميال‪.‬‬ ‫صبغت باللون األحمر‬ ‫باإلنسجام حيث ُ‬
‫انكمش ذيل التنين الطويل فجأة بغية أن يغرق في الداخل‪ .‬مرّ طين ذيل التنين من خالل جسده‪،‬‬
‫تشكّل شكل آخر ونظر إلى الخارج من فم التنين‪.‬‬
‫“أنا راض عن هذا اآلن… همم‪“.‬‬
‫نشر التنين الذي خرج حدي ًثا جناحيه وطار نحو قصر إله الخزف‪.‬‬
‫“رائع…“‬
‫كانت (كانيو) تهرب من القصر بكامل سرعتها بدون راحة‪ ،‬مسحت عرقها ووقفت أمام القمينة‬
‫الخاصة بها‪ .‬في الحقيقة‪ ،‬كان يجب أن تهرب إلى مسافة أبعد من تلك‪ .‬لكن كان العمل الذي‬
‫فاشال كالعادة‪ .‬لكن مع ذلك‪ ،‬لم تُ ِرد أن تهرب من ذلك‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫عمال‬ ‫صنع ْته موجو ًدا في القمينة‪ .‬قد يكون‬
‫المكان‪ .‬احترقت سماء قرية الخزف باللون األحمر‪ ،‬وكان فيها تنين بعي ًدا‪.‬‬
‫“!…“‬
‫خلِق من فم التنين الكبير‪ .‬طار إلى مركز القرية‪ .‬عزمت (كانيو) على اإلستعداد‬ ‫إنه تنين جديد ُ‬
‫وأغلقت عينيها‪.‬‬
‫ُ‬
‫“كاتس!!!“‬
‫سحقت الهواء موجة صدمة ذات صوت يشبه صوت هدير لم تسمعه من قبل‪.‬‬
‫“…همم!“‬
‫مطلق الذي‬ ‫ظهر شيء وهو ُيدمر و ُيسحق‪ .‬إنها طاقة هائلة أخذت كل شيء‪ .‬لقد كان الجمال ال ُ‬
‫ينتهي في لحظة فقط وال يمكن رؤيته إال في لحظة‪ .‬اقتنع (ديدارا) في كل مرة رآه فيها‪.‬‬
‫“الفن هو اإلنفجار!“‬
‫ن جنون النار في القمينة‪.‬‬ ‫وصل اإلنفجار إلى مكان (كانيو)‪ ،‬وج ّ‬
‫أصبحت القرية التي ازدهرت بوصفها قرية الفن مجرد جبل من األنقاض اآلن‪ .‬وعندما كشفت‬
‫مي بقصر إله الخزف‪.‬‬ ‫س ّ‬ ‫النيران‪ ،‬ظهرت حفرة عميقة وكبيرة في المكان الذي ُ‬
‫حفرة شكّلها اإلنفجار‪.‬‬
‫“…رائع‪ ،‬همم‪“.‬‬
‫نظر (ديدارا) حول التنين الذي هبط على الحفرة‪ .‬كان هناك موقع تنقيب ضخم في قبو قصر إله‬
‫الخزف ‪-‬الممر التحت أرضي الذي يؤدي إليه الباب المختوم‪ .-‬على األرجح أن (غوشو) احترق من‬
‫النار‪ ،‬فحاول مغادرة هذا المكان حينذاك‪.‬‬
‫“وجدتُه أخي ًرا‪ ،‬همم!“‬
‫كان طين الهاناساكي موضو ًعا في عمق األرض‪ .‬أخذه (ديدارا) وتأكّد منه عبر أكله بيديه‪ .‬عجن‬
‫التشاكرا فيه بسرعة‪ ،‬ونشأ توتّر ملهم‪ .‬لقد كان طي ًنا ممتا ًزا كليًا‪ .‬لكن (ديدارا) أنزل كتفيه مرة‬
‫أخرى عند رؤية موقع التنقيب‪.‬‬
‫“أوي‪ ،‬سيدي‪ .‬الطين قليل ج ًدا‪ ،‬همم‪“.‬‬
‫هذا صحيح‪ .‬لقد وجد موقع التعدين هذا أخيرًا‪ .‬لكن كمية الطين التي فيه لم تكن كبيرة‪ .‬وعندما‬
‫بحث عن أماكن التنقيب التي تم تخزين الطين فيها‪ ،‬وجد غرفة مخفية في هذا المكان المحيّر‬
‫أخيرًا‪.‬‬
‫“ليس علي أن أراه في مكان كهذا‪ ،‬همم!“‬
‫عندما أمعن النظر إلى الداخل‪ ،‬أصبحت عيناه مستديرتان بشكل غير متوقع‪.‬‬
‫“…سيدي‪ ،‬سيدي‪ ،‬لحظة واحدة‪ ،‬همم!“‬
‫“اه؟“ –‬
‫لم يقم (ديدارا) بتقديم المساعدة في البحث ونادى (ساسوري) الذي كان ينظر إلى النص‬
‫السري الخاص بالتزجيج الذي تم استخالصه من الضريح الخزفي‪.‬‬
‫“إنه جبل من الهياكل العظمية‪ ،‬همم‪“.‬‬
‫كان هناك عدد من الجثث البيضاء‪.‬‬
‫“…“‬
‫رصدها (ساسوري) بعناية وم ّدد ذيله جراء مالحظته لشيء‪ .‬التقط ذيله قالدة كانت على رقبة‬
‫هيكل عظمي‪ ،‬سلبها بصرامة‪ .‬فتدحرج الهيكل‪.‬‬
‫“ماذا يا سيدي‪ .‬هل تريدها‪ ،‬همم؟“‬
‫“ألق نظرة‪– “.‬‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫خار مستدير ملحق بها‪ .‬كان ممتازا والمعا‪،‬‬ ‫مة ف ّ‬ ‫دمت القالدة إلى (ديدارا) الذي أمال رقبته‪ .‬ث ّ‬ ‫ُق ّ‬
‫وعليه شكل أزهار متفتحة بالكامل‪ .‬شعر (ديدارا) ببعض األلفة نحوها‪.‬‬
‫“…لقد امتلك ْتها (كانيو)‪ ،‬همم‪“.‬‬
‫“األمر هو أن هذا الهيكل العظمي…“ –‬
‫تذكّر (ديدارا) اسمه عندما نظر إلى هيكله العظمي الذي تدحرج‪.‬‬
‫التفتح الكامل’‪ ،‬همم‪“.‬‬ ‫ُّ‬ ‫“كان ‘(ماشو) صاحب‬
‫ّ‬
‫لقد قالت (كانيو) أن هذه القالدة كانت شهادة من معلمها ذاك‪.‬‬
‫ضا‪ .‬ال مجال للشك‪“.‬‬ ‫مة نقش يخص (ماشو) على ظهر القالدة أي ً‬ ‫“ث ّ‬
‫عندما غادر (ساسوري) الغرفة المخفية‪ ،‬بحث في عمق األرض وألقى نظرة على موقع التنقيب‬
‫مجد ًدا‪.‬‬
‫“…ربما أصبح أقل في األساس‪“.‬‬
‫“همم؟ ماذا تقصد يا سيدي؟“ –‬
‫سا واح ًدا‪ .‬ثم قال‪“ :‬يقيم البشر عمو ًما في المكان الذي يحتوي على‬ ‫أطلق (ساسوري) نف ً‬
‫الموارد الالزمة للعيش فيه‪ .‬الماء أو الطعام مثال جيد‪ ،‬لكن هذه قرية الخزف‪ .‬فلقد كانت تتطور‬
‫كقرية سكنية متواجدة في مكان تتوفر فيه كل األشياء الالزمة لصنع الخزف‪ .‬باختصار‪ ،‬هذا الطين‪.‬‬
‫“لكن ربما كانت تستخدم الموارد على مر السنين‪.‬‬
‫إذا نظر إلى األرض من هنا‪ ،‬لتبيّن له أنها أعمق بكثير‪.‬‬
‫على األرجح أن تقنية الهاناساكي لن تتحقق بدون هذا الطين‪ .‬لهذا لم يقل (ماشو) بأنه يجب “‬
‫“التخلي عن القرية والسعي إلى مكان جديد‪.‬‬
‫“وكان ابنه (غوشو) من عارضه‪ ،‬همم‪– “.‬‬
‫حليًا المعة‪.‬‬‫تذكّر تزيين القرية بالذوق السيئ ومظهر (غوشو) الذي ارتدى ُ‬
‫إنها تقنية إزهار متقدمة‪ ،‬لكنها مخصصة للفئة المهنية كذلك‪ .‬أشخاص مثل ذلك الشخص “‬
‫والسِلع الفاخرة‪ .‬لقد قالت الفتاة أن خزّافين الهاناساكي الممتازين اختفوا مع وجود (غوشو)‪ ،‬لكن‬
‫“(غوشو) ختم الهاناساكي ووالده من أجل مصلحته الشخصية‪ .‬إنها حفلة سيئة‪.‬‬
‫قال (ساسوري) أنه ينبغي أن يكون (غوشو) أحم ًقا‪ .‬وبدا غاضبًا لسبب ما‪ .‬فلقد سأل نفسه ع ّ‬
‫ما‬
‫إذا كان هناك شيء جعل (غوشو) يقتل عائلته المتوسطة‪ .‬لكن عاد (ساسوري) إلى طبيعته‬
‫فورًا‪.‬‬
‫خار الخاص “‬ ‫حس ًنا‪ ،‬حتى وإن فعل‪ ،‬الطين الذي هنا هو مادة فاخرة‪ .‬لقد استخدموه لصنع الف ّ‬
‫بهم‪ .‬باإلضافة إلى أنه استخدم طي ًنا عاديًا من أجل األشخاص اآلخرين‪ ،‬وجعل القرية مزدهرة عن‬
‫صا جي ًدا‪.‬‬‫“طريق تحويلها إلى شيء باهر‪ .‬بمعنى آخر‪ ،‬أعتقد أنه كان شخ ً‬
‫*توضيح‪ :‬استنتج (ساسوري) أن تلك الجثث تخص (ماشو) وخزّافين الهاناساكي اآلخرين‪ ،‬وأن‬
‫(غوشو) قام بقتلهم‪ .‬على األرجح أن مؤونة طين الهاناساكي أصبحت أقل من أن تواصل دعم‬
‫بدال من أن يدع القرية تعاني بينما ُينتهج ذلك الفن الذي كان يحتضر‪ ،‬قام بقتل والده‬ ‫القرية‪ ،‬لذا ً‬
‫ُ‬
‫(ماشو) واآلخرين لكي تكون القرية حرة في انتهاج أشكال جديدة من الفن‪*.‬‬
‫مة نقطة من الممكن أنه تجاهلها‪ .‬بدا أن (غوشو)‬ ‫لقد كان (ساسوري) سريع الغضب‪ ،‬لكن ث ّ‬
‫ما بجني المال وازدهار القرية‪ .‬فلقد كان‬ ‫هدفا‪ .‬لكن (ديدارا) لم يكن مهت ً‬ ‫ً‬ ‫شخص ُمقيم وح ّقق‬
‫شا إزاء شيء آخر‪.‬‬ ‫مشوّ ً‬
‫“حس ًنا إ ًذا‪ ،‬هل ستختفي الهاناساكي اآلن‪ ،‬همم؟“‬
‫أراد (ديدارا) أن يأخذ كل طين الهاناساكي الذي هنا مع أن كميته غير منشودة‪ .‬ورغم ذلك‪ ،‬كان‬
‫قل ًقا من أن أخذه له قد يعني أن تقنية الهاناساكي ستموت بحق‪.‬‬
‫“ال أعلم اآلن‪ .‬لكن…“‬
‫“لكن؟“ –‬
‫ُّ‬
‫التفتح الكامل’‪“.‬‬ ‫“…يبدو أنها لم تتخل عن ‘احتراق‬
‫فتلك الفتاة في الواقع…‬
‫∞‬
‫استيقظت في الصباح بسبب األلم‪ .‬وأدركت أنها كانت حية بسبب األلم‪.‬‬
‫“هاه…؟“‬
‫أمسكت (كانيو) رأسها‪ .‬كان في ظهرها كومة أوراق من الممكن أنها هبت من األشجار التي حول‬
‫منزلها‪ .‬يبدو أن غصن األوراق هذا امتص االصطدام‪.‬‬
‫“…عملي!“‬
‫خار الذي في القمينة أول شيء فكّرت فيه‪ .‬وبما أن المنظر الطبيعي المحيط بها قد تغير‪،‬‬ ‫كان الف ّ‬
‫بحثت (كانيو) عن القمينة‪.‬‬
‫“اه‪ ،‬هناك!“‬
‫عندما وجدت الدخان المتصاعد‪ ،‬سحبت نفسها واقتربت من القمينة المكسورة‪ .‬كان كل الف ّ‬
‫خار‬
‫ضا‪ .‬فجلست (كانيو) في مكانها‪.‬‬ ‫الذي فيها مكسورًا أي ً‬
‫“…؟“‬
‫منقوشا عليه‪ .‬مزّقت‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫شكال‬ ‫خار المكسور كان يلمع بالبياض‪ .‬كما أنها رأت‬ ‫لكنها الحظت أن الف ّ‬
‫(كانيو) قطعة من مالبسها‪ ،‬أدارت يديها والتقطت القِطع التي كانت ال تزال تمتلك حرارة من‬
‫القمينة‪.‬‬
‫“هذا…“‬
‫مطلق‪‘ ،‬الهاناساكي’‪.‬‬ ‫ظهر عليها شكل زهرة جميلة‪ .‬لقد كان هذا البياض ال ُ‬
‫أيها الغبي‪ ،‬لماذا أتيت؟‬
‫من األفضل أن ُيحرق بشكل أسرع‪ ،‬همم‪– .‬‬
‫تذكّرت كالم (ديدارا)‪ .‬وفي نفس الوقت‪ ،‬ألهمها اإلنفجار الذي قام به وفكرت في القمينة‬
‫ّ‬
‫المحترقة‪.‬‬
‫“حس ًنا‪ ،‬لقد صنعت الشقوق عم ًدا بدرجة حرارة مرتفعة وبضربة واحدة!“‬
‫خار كثيرًا‪ ،‬لم تستطع (كانيو) إحداث زخم للنار‪ .‬لم يكن ذلك جي ًدا‪ .‬فلقد كان يجب‬ ‫أثناء اعتنائها بالف ّ‬
‫تحمل درجة الحرارة العالية هذه‪،‬‬‫ُّ‬ ‫أن تحرقه بزخم كافي لإلنفجار‪ .‬بدا أن الطين لم يكن قادرًا على‬
‫لكنها كانت خطوة كبيرة لـ(كانيو)‪.‬‬
‫خار (كانيو) بسرعة كافية لتحقيق التأثير الذي يبدو كزهرة‬ ‫*توضيح‪ :‬قام انفجار (ديدارا) بحرق ف ّ‬
‫عليه‪*.‬‬
‫تحمل درجات الحرارة العالية…“‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫وجدت طي ًنا بإمكانه‬ ‫“التربة… حتى إذا‬
‫التفتح الكامل‪ ،‬وكانت كلمات (ماشو) التي تركت‬ ‫ُّ‬ ‫مة صوت ظهر مجد ًدا حينها‪ .‬كان ُيدعى احتراق‬ ‫ث ّ‬
‫الهاناساكي كما أراد‪ .‬تمنّت (كانيو) أن تنتظر اليوم الذي يعود فيه (ماشو) إلى هذه القرية‪.‬‬
‫(كانيو)‪ ،‬مهما كبر ُ‬
‫العقاب في السِن‪ ،‬سيذهب للبحث عن أرض جديدة بسبب الفن!‬
‫ذرفت (كانيو) الدموع بينما تمسك بالشظايا التي نُقشت عليها أزهار بقوة‪ .‬ثم سقط شيء من‬
‫فوقها‪ ،‬سقط إلى جانبها فورًا بصوت النقود المعدنية‪ .‬عندما نظرت إليه‪ ،‬تبيّن لها أنه قالدة‬
‫انكسرت بسبب اصطدامها باألرض‪ .‬قالدة مألوفة لديها‪ .‬فلقد أخبرها معلّمها (ماشو) بأنها كانت‬
‫ً‬
‫دليال منه‪.‬‬
‫“لماذا؟“‬
‫وسع جناحيه وطار بعي ًدا‪ .‬لم تتمكن‬ ‫ّ‬ ‫أمسكت (كانيو) بها بقوة ونظرت إلى السماء‪ .‬كان هناك تنين‬
‫من رؤيتهما من مكانها‪ ،‬لكن (ديدارا) و(ساسوري) كانا على ظهره‪ .‬التقطت (كانيو) الشظايا التي‬
‫في القمينة والقالدة المكسورة بكلتا يديها ثم وقفت‪.‬‬
‫“وصرخت قائلة‪“ :‬لقد حرصتما على جعلي أعيد إحياء تقنية الهاناساكي!‬
‫لم ُيبدي التنين ردة فعل على كالمها‪ ،‬وازداد ُعل ًوا‪.‬‬
‫قد يكون الفن الذي تنتهجه بنفسك عني ًفا ضد شخص ما بشكل من األشكال‪ .‬فربما لن‬
‫تكون الفردية القوية ج ًدا قادرة على فهم اآلخرين‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬واصال المضي ُقد ًما في‬
‫طريقهما‪ .‬بدا أن ذينك اإلثنين قد ظهرا فوق ظهر التنين الذي طار عاليًا في السماء‪.‬‬

You might also like