You are on page 1of 27

‫البطالـــة في الوطن العربي ‪ ...

‬أسباب و تحديات‬
‫أ‪ .‬الوافي الطيب‪ ،‬أ‪ .‬بهلول لطيفة‬
‫جامعة تبســة‬
‫ملخص ‪:‬‬

‫تشهد المجتمعات العربية معوقات اجتماعية واقتصادية تؤدي إلى‬


‫تفاقم ظاهرة البطالة‪ ،‬التي تعد من أكبر التحديات التي تواجه القتصاديات‬
‫العربية حاليا‪ ،‬لذا يهـدف هذا البحث إلى تحديد حجم البطالة في الوطــن‬
‫العربي و تحليل أسباب تفشي هذه الظاهرة‪ ،‬و ذلك من خللا توظيف البيانات‬
‫الحصائية عن مؤشرات التشغيـل و البطالة بالدولا العربية‪ .‬حيث تم التوصل‬
‫لتحديد السباب الرئيسية التي تدفع إلى تفاقم هذه الظاهرة‪ ،‬والتي اعتبر سوء‬
‫التخطيط على المستوى القومي‪ ،‬عدم توجيه التنمية والستثمار إلى المجالت‬
‫المناسبة‪ ،‬عدم توافق خريجي المؤسسات التعليمية والتدريبية مع متطلبـات‬
‫سوق العمـل‪ ،‬الوتيرة المتسارعـة لنمـو قوة العمـل العربية و انخفاض الطلب‬
‫عليها عربيا و دوليـا و كذا التأثيرات السلبية للمتغيرات الدولية على وضع‬
‫العمالة العربية ‪.‬‬

‫مقدمـة‪:‬‬

‫يعتبر مفهوم البطالة من المفاهيم التي أخذت أهمية كبرى في المجتمعات‬


‫المعاصرة من حيث البحث والتحليل؛ لذا استحوذ موضوع البطالة بشكل رئيسي‬
‫على عناية أصحاب القرارات السياسية‪ ،‬وكذلك على اهتمام الباحثين في‬
‫المجالين الجتماعي و القتصادي‪ ،‬باعتباره موضوعا ا يفرض نفسه بشكل دائم‬
‫وملح على الساحة الدولية عموما و الساحة العربية خصوصا‪ .‬لذا ل تكاد تصدر‬
‫دورية علمية متخصصة ذات علقة بعلم القتصاد والجتماع إل و تتعرض‬
‫لموضوع البطالة بالتحليل والنقاش‪.‬‬
‫تمثل قضية البطالة في الوقت الراهن إحدى المشكلت الساسية التي تواجه‬
‫معظم دولا العالم العربي باختلف مستويات تقدمها وأنظمتها القتصادية‬
‫والجتماعية والسياسية‪ ،‬ولعل أسوأ وأبرزأ سمات الزأمة القتصادية التي توجد‬
‫في الدولا العربية والنامية على حد سواء هي تفاقم مشكلة البطالة أي التزايد‬
‫المستمر المطرد في عدد الفراد القادرين على العمل والراغبين فيه والباحثين‬
‫عنه دون أن يعثروا عليه‪.‬‬
‫إن هذا الهتمام القديم والحديث بموضوع البطالة لم يخلو من بعض الغموض‬
‫الذي اكتنف هذا المفهوم كمصطلح علمي وذلك نتيجة لتعدد التعريفات الجرائية‬
‫لمفهوم البطالة وتنوعها‪ .‬و بما أن الدراسات والبحوث العلمية تستلزم قدراا أكبر‬
‫‪1‬‬
‫من الدقة والتحديد في تعريف متغير أو متغيرات الدراسة‪ ،‬وذلك حتى يمكن‬
‫حصرها وقياسها بدقة تتناسب مع موضوع ومشكلة وأهداف دراستنا‪ .‬لذا فإن‬
‫المفاهيم الساسية المتعلقة بموضوع البطالة في هذه الدراسة و المتعلقة بالوطن‬
‫العربي‪ ،‬سيتم تحديدها من خللا النقاط التالية‪:‬‬
‫ـ تعريف البطالة‪ ،‬وأنواعها؛‬
‫ـ أسباب تفشي البطالة في الوطن العربي؛‬
‫ـ تراجع معدلت التشغيل في الوطن العربي و الثار المترتبة عليها؛‬
‫ـ جهود ومقترحات لحل مشكلة البطالة في الوطن العربي‪.‬‬

‫أول ‪ :‬تعريف البطالة و أنواعها‬


‫تعد البطالة من أخطر و أكبر المشاكل التي تهدد استقرار المم و‬
‫الدولا‪ ،‬و تختلف حدتها من دولة لخرى و من مجتمع لخر‪ ،‬فالبطالة تشكل‬
‫السبب الرئيسي لمعظم المراض الجتماعية و تمثل تهديدا واضحا على‬
‫الستقرار السياسي‪.‬‬

‫‪ - 1‬تعريف البطالة‬
‫إن أي شخص يتعرض لهذا المصطلح يقر بإمكانية تعريف البطالة‬
‫على أنها " عدم امتهان أي مهنة"‪ .‬و في حقيقة المر أن هذا التعريف غير‬
‫واضح و غير كامل)‪ ،(1‬إذ ل بد من إعطاء هذه الظاهرة حجمها القتصادي‬
‫بعيدا عن التأويلت الشخصية ‪.‬‬
‫في التعريف الشاسع للبطالة الذي أوصت به منظمة العمل الدولية‪،‬‬
‫والذي ينص على أن " العاطل عن العمــل هو ذلك الفرد الذي يكون فوق سن‬
‫معينة بل عمل و هو قادر على العمل و راغب فيه و يبحث عنه عند مستوى‬
‫أجر سائد لكنه ل يجده ")‪ .(2‬بإثراء التعريف السابق يمكن أن نحدد الحالت‬
‫التي ل يمكن أن يعتبر فيها الفراد عاطلين عن العمل فيما يلي)‪:(3‬‬
‫‪ -‬العمالا المحبطين و هم الذين في حالة بطالة فعلية و يرغبون في العمل‪ ،‬و‬
‫لكنهم لم يحصلوا عليه و يئسوا من كثرة ما بحثوا‪ ،‬لذا فقد تخلوا عن عملية‬
‫البحث عن عمل‪ .‬و يكون عددهم كبيرا خاصة في فترات الكساد الدوري‪.‬‬
‫‪ -‬الفراد الذين يعملون مدة أقل من وقت العمل الكامل و هم يعملون بعض‬
‫الوقت دون إرادتهم‪ ،‬في حين أنه بإمكانهم العمل كامل الوقت‪.‬‬
‫‪ -‬العمالا الذين لهم وظائف و لكنهم أثناء عملية إحصاء البطالة تغيبوا بصفة‬
‫مؤقتة لسبب من السباب كالمرض العطل و غيرها من السباب‪.‬‬
‫‪ -‬العمالا الذين يعملون أعمال إضافية غير مستقرة ذات دخولا منخفضة‪ ،‬و هم‬
‫من يعملون لحساب أنفسهم‪.‬‬
‫‪ -‬الطفالا‪ ،‬المرضى‪ ،‬العجزة‪ ،‬كبار السن و الذين أحيلوا على التقاعد‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬الشخاص القادرين عل العمل و ل يعملون مثل الطلبة‪ ،‬و الذين بصدد تنمية‬
‫مهاراتهم‪.‬‬
‫‪ -‬الشخاص المالكين للثروة و المالا القادرين عن العمل و لكنهم ل يبحثون عنه‪.‬‬
‫‪ -‬الشخاص العاملين بأجور معينة و هم دائمي البحث عن أعمالا أخرى أفضل‪.‬‬
‫وعليه يتبين أنه ليس كل من ل يعمل عاطل‪ ،‬و في ذات الوقت ليس كل من‬
‫يبحث عن عمل يعد ضمن دائرة العاطلين‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ أنواع البطالة‬
‫يمكن تحديد أنواع البطالة فيما يلي‪:‬‬

‫‪ 2‬ـ ‪ 1‬ـ البطالة الحاتكاكية‬


‫هي البطالة التي تحدث بسبب التنقلت المستمرة للعاملين بين المناطق‬
‫و المهن المختلفة الناتجة عن تغيرات في القتصاد الوطني‪ .‬يتمتع العمالا‬
‫المؤهلين العاطلين باللتحاق بفرص العمل المتاحة‪ .‬و هي تحدث نتيجة لنقص‬
‫المعلومات الكاملة لكل الباحثين عن فرص العمل و أصحاب العمالا‪ ،‬كما‬
‫تكون بحسب الوقـت الذي يقضيــه الباحثـون عن العمل)‪ .(4‬وقد تنشأ عندما‬
‫ينتقل عامل من منطقة أو إقليم جغرافي إلى منطقة أخرى أو إقليم جغرافي آخر‪،‬‬
‫أو عندما تقرر ربة البيت مثل الخروج إلى سوق العمل بعد أن تجاوزأت مرحلة‬
‫تربية أطفالها و رعايتهم)‪.(5‬‬
‫تفسر هذه البطالة استمرار بعض العمالا في التعطل على الرغم من‬
‫توفر فرص عمل تناسبهم مثل ‪ :‬صغار السن و خريجي المدارس و‬
‫الجامعات ‪...‬الخ‪.‬‬
‫يمكن أن نحدد السباب التي تؤدي إلى ظهور هذا النوع من البطالة فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬الفتقار إلى المهارة و الخبرة اللزأمة لتأدية العمل المتاح ‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة التكيف الوظيفي الناشئ عن تقسيم العمل و التخصص‬
‫الدقيق)‪.(6‬‬
‫‪ -‬التغير المستمر في بيئة العمالا و المهن المختلفة‪ ،‬المر الذي يتطلب‬
‫اكتساب مهارات متنوعة و متجددة باستمرار‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ ‪ 2‬ـ البطالة الهيكلية‪:‬‬

‫إن هذه البطالة جزئية‪ ،‬بمعنى أنها تقتصر على قطاع إنتاجي أو‬
‫صناعي معين‪ ،‬و هي ل تمثل حالة عامة من البطالة في القتصاد ‪ .‬يمكن أن‬
‫ينتشر هذا النوع من البطالة في أجزاء واسعة ومتعددة في أقاليم البلد الواحد‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ينشأ هذا النوع من البطالة نتيجة للتحولت القتصادية التي تحدث من‬
‫حين لخر في هيكل القتصاد كاكتشاف موارد جديدة أو وسائل إنتاج أكثر‬
‫كفاءة‪ ،‬ظهور سلع جديدة تحل محل السلع القديمة)‪.(7‬‬
‫تعرف البطالة الهيكلية على أنها البطالة التي تنشأ بسبب الختلف و‬
‫التباين القائم بين هيكل توزأيع القوى العاملـــة و هيكل الطلب عليها)‪ .(8‬يقترن‬
‫ظهورها بإحللا اللة محل العنصر البشري مما يؤدي إلى الستغناء عن عدد‬
‫كبير من العمالا‪ ،‬كما أنها تحدث بسبب وقوع تغيرات في قوة العمل كدخولا‬
‫المراهقين و الشباب إلى سوق العمل بأعداد كبيرة‪ .‬قد عرفت البلدان الصناعية‬
‫المتقدمة نوعا جديدا من البطالة الهيكلية بسبب إفرازأات النظام العالمي الجديــد‬
‫و الذي تسارعت وتيرته عبر نشاط الشركات المتعددة الجنسيات التي حولت‬
‫صناعات كثيرة منها إلى الدولا الناميــة بسبب ا ارتفاع معدلا الربح في هذه‬
‫الخيرة ‪ .‬هذا النتقالا أفقد كثيرا من العمالا الذين كانوا يشتغلون في هذه الدولا‬
‫مناصب عملهم وأحالهم إلى بطالة هيكلية طويلة المدى)‪.(9‬‬

‫‪ 2‬ـ ‪ 3‬ـ البطالة الدورية أو الموسمية‪:‬‬

‫ينشأ هذا النوع من البطالة نتيجة ركود قطاع العمالا و عدم كفاية‬
‫الطلــب الكلي على العمل‪ ،‬كما قد تنشأ نتيجة لتذبذب الدورات القتصادية ‪.‬‬
‫يفسر ظهورها بعدم قدرة الطلب الكلــي على استيعاب أو شراء النتاج المتاح‬
‫مما يؤدي إلى ظهور الفجوات النكماشية في القتصاد المعني بالظاهرة‪.‬‬
‫تعادلا البطالة الموسمية الفرق الموجود بين العدد الفعلي للعاملين و‬
‫عددهم المتوقع عند مستوى النتاج المتــاح و عليـه فعندما تعادلا البطالة‬
‫الموسمية الصفر فإن ذلك يعني أن عدد الوظائف الشاغرة خللا الفترة يسـاوي‬
‫عـدد الشخـاص العاطلين عن العمل)‪.(10‬‬
‫تعتبر البطالة الموسمية إجبارية على اعتبار أن العاطلون عن العمل في‬
‫هذه الحالة هي على استعداد للعمل بالجور السائـدة إل أنهم لم يجدوا عمل‪.‬‬
‫يتقلب مستوى التوظيف و الستخدام مع تقلب الدورات التجارية أو‬
‫الموسمية بين النكماش و التوسع ) يزيد التوظيف خللا فترة التوسع و ينخفض‬
‫خللا فترة الكساد ( و هذا هو المقصود بالبطالة الدورية‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ تصنيفات أخرى للبطالة‬


‫إضافة لما تم تحديده من أنواع للبطالة‪ ،‬يضيف الباحثون في مجالا‬
‫القتصاد الكلي لذلك التصنيفات التالية للبطالة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ 3‬ـ ‪ 1‬ـ البطالة الختيارية و البطالة الجبارية‬

‫البطالة الختيارية هي الحالة التي ينسحب فيها شخص من عمله‬


‫بمحض إرادته لسباب معينة‪ ،‬أما البطالة الجبارية فهي توافق تلك الحالة التي‬
‫يجبر فيها العامل على ترك عمله أي دون إرادته مع أنه راغب و قادر على‬
‫العمل عند مستوى أجر سائد‪ ،‬وقد تكون البطالة الجبارية هيكلية أو احتكاكية‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ ‪ 2‬ـ البطالة المقنعة و البطالة السافرة‬

‫تنشأ البطالة المقنعة في الحالت التي يكون فيها عدد العمالا المشغلين‬
‫يفوق الحاجة الفعلية للعمل‪ ،‬مما يعني وجود عمالة فائضة ل تنتج شيئا تقريبا‬
‫حيث أنها إذا ما سحبت من أماكن عملها فأن حجم النتاج لن ينخفض‪ .‬أما‬
‫البطالة السافرة فتعني وجود عدد من الشخاص القادرين و الراغبين في العمل‬
‫عند مستوى أجر معين لكن دون أن يجدوه‪ ،‬فهم عاطلون تماما عن العمل ‪ ،‬قد‬
‫تكون البطالة السافرة احتكاكية أو دورية)‪.(11‬‬

‫‪ 3‬ـ ‪ 3‬ـ البطالة الموسمية و بطالة الفقر‬

‫تتطلب بعض القطاعات القتصادية في مواسم معينة أعدادا كبيرة من‬


‫العمالا مثل الزراعة‪ ،‬السياحة ‪ ،‬البناء وغيرهـا و عند نهاية الموسم يتوقف‬
‫النشاط فيها مما يستدعي إحالة العاملين بهذه القطاعات ما يطلق عليه بالبطالة‬
‫الموسمية‪ ،‬و يشبه هذا النوع إلى حد كبير البطالة الدورية و الفرق الوحيد بينهما‬
‫هو أن البطالة الموسمية تكون في فترة قصيرة المدى‪ .‬أما بطالة الفقر فهي تلك‬
‫الناتجة بسبب خلل في التنمية و تسود هذه البطالة خاصة في الدولا المنهكة‬
‫اقتصاديا‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ ‪ 4‬ـ البطالة الطبيعية‬

‫تشمل البطالة الطبيعية كل من البطالة الهيكلية و البطالة الحتكاكية و‬


‫عند مستــوى العمالة الكاملـــة‪،‬و يكون الطلب على العمل مساويا لعرضه‪ ،‬أي‬
‫أن عدد الباحثين عن العمل مساو لعدد المهن الشاغـرة أو المتوفرة‪ ،‬أما الذين هم‬
‫في حالة بطالة هيكلية أو احتكاكية فيحتاجون لوقت حتى يتم إيجاد العمل‬
‫المناسب‪ .‬و عليه فإن مستوى البطالة الطبيعي يسود فقط عندما يكون التشغيل‬
‫الكامل‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫عندما يبتعد القتصاد الوطني عن التوظيف الكامل فإن معدلا البطالة‬
‫السائد يكون أكبر أو أقل من معدلا البطالة الطبيعي‪ ،‬أي أنه عندما تسود حالة‬
‫النتعاش يكون معدلا البطالة السائد أقل من معدلا البطالة الطبيعي‪ ،‬أما في حالة‬
‫النكماش فإن معدلا البطالة السائد يكون أكبر من معدلا البطالة الطبيعي و بذلك‬
‫تعم البطالة الدورية‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬أسباب تفشي البطالة في الوطن العربي‬

‫تعتبر البطالة من اشد المخاطر التي تهدد استقرار و تماسك المجتمعات‬


‫العربية‪ ،‬و ليس بخاف أن أسبابها تختلف من مجتمع عربي لخر‪ ،‬و حتى أنها‬
‫تتباين داخل نفس المجتمع من منطقة لخرى‪ .‬و يمكن في هذا الصدد أن‬
‫نوعزها لسباب اقتصادية‪ ،‬اجتماعية و أخرى سياسية‪ .‬كل سبب من هاته‬
‫السباب له أثره على المجتمع من حيث إسهامه في تفاقم مشكلــة البطالة‪ .‬بناء‬
‫عليه على ما تقدم أمكن حصر أهم السباب التي تقف وراء تنامي الظاهرة في‬
‫البلدان العربيــة في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬إخفاق خطط التنمية القتصادية في البلدان العربية ؛‬
‫‪ -‬نمو قوة العمل العربية سنويا؛‬
‫‪ -‬انخفاض الطلب على العمالة العربية عربيا و دوليا ؛‬
‫‪ -‬المنعكسات السلبية للمتغيرات الدولية على العمالة العربية‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ إخفاق خطط التنمية القاتصادية في البلدان العربية‬

‫بالمعان في تطور النمو القتصادي في البلدان العربية‪ ،‬نجد أنها قد‬


‫جاءت مخيبة للمالا و لم تحقق ما كان منتظرا منها‪ ،‬فلم ترفع مستوى نصيب‬
‫دخل الفرد العربي بدرجة محسوسة)‪ ،(12‬و أشد من هذا أن الفجوة بين الدولا‬
‫العربيـة و الدولا الصناعية المتقدمة في تزايد مستمر لتباين معدلت النمو في‬
‫كل منهـا)‪ ،(13‬و يمكـن تحديد أشد العقبات التي تواجه الدولا العربية في هاته‬
‫المسألة من تأخرها عن مساعي التنمية‪ ،‬حيث يوعز ذلك إلى جمود الهيكــل‬
‫القتصادي للدولا العربية إضافة إلى تأخرها في الجهود النمائية و الصناعية‪،‬‬
‫حيث نجد أن صناعاتها الن بالضرورة ناشئــة ل تستطيع منافسة منتجات‬
‫الدولا الصناعية إل إذا توافرت لها دفع من أنواع الحماية‪ .‬و ما يزيد من‬
‫العقبات التي تواجههـا الدولا العربية نتائج تباطؤها في تحقيق معدلت النمو‬
‫القتصادي و فشل سياساتها القتصادية التي كان ينتظر منها تقليــل قلقل تفاقم‬
‫أزأمة البطالة بها‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫إن ما نبرزأه في هذا المقام هو بعــض الجوانب التي تعيق تقدم‬
‫مخططات التنمية القتصادية في هاته الــدولا‪ ،‬حيث تبين هذه العقبات جانبا‬
‫آخر من مسـاوئ الوضع الذي تواجهه الدولا العربية نتيجة تأخرها في سلم‬
‫التقدم القتصادي ‪ ،‬و التي يمكن تحديدها وفقا للنسق الموالي‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ ‪ 1‬ـ فشل برامج التخطيط القاتصادي و تفاقام أزمة المديونية الخارجية‬

‫إن إخفاق خطط التنمية القتصادية في البلدان العربية على مدار‬


‫العقود الثلثة الماضية‪ ،‬و خاصة بعد الوفرة النفطية التي شهدتها فترة مطلع‬
‫السبعينات)‪ ،(14‬فقد دلت دراسة أجراها مركز دراسات الوحدة العربية أن من‬
‫أبرزأ مظاهر خطط التنمية القتصاديـة هو وقـوع أغلب الدولا العربيـة في‬
‫مأزأق المديونية الخارجية التي وصلت سنة ‪ 1995‬إلى نحو ‪ 220‬مليار دولر)‬
‫‪ ،(15‬و في المقابل هروب رؤوس المــوالا العربية إلى الخارج و التي تقدرها‬
‫بعض المصادر بأكثر من ‪ 800‬مليار دولر أمريكي)‪ ،(16‬و كذا وجود أزأيد‬
‫من ‪ 60‬مليون أمـي عربي و ‪ 9‬مليون طفل ل يتلقون التعليم البتدائي)‪ ،(17‬و‬
‫بالنظر لغالبية السكان في الدولا العربية نجد أنها تقع ضمن شريحـة الدخل‬
‫المتــدني و خاصة في الرياف ‪ ،‬و أكثر من ‪ 10‬مليين ل يحصلون على‬
‫طعـام كـاف)‪.(18‬‬
‫هذا إضافة إلى غياب التخطيط القتصادي المنهجي و عدم تطابق‬
‫برامج التعليم في معظـم الدولا العربية مع حاجات سوق العمل الفعلية‪ ،‬كما أن‬
‫التكوين التعليمي في معظم الدولا العربيـة ل يتجــاوب مع التطورات‬
‫التكنولوجية السريعة الجارية في عالم اليوم‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ ‪ 2‬ـ تبعات تنفيذ برامج الخصخصة‬

‫أدى تطبيق هذه البرامج إلى تسريح أعداد كبيرة من العمالا في‬
‫شركـات و مؤسسات القطاع العام‪ .‬و في هذا الصدد يمكن الستدللا بحالة‬
‫الجزائر‪ ،‬فقد انتقل معدلا البطالة من حدود ‪ %17‬سنة ‪ 1986‬إلى ‪ % 30‬خللا‬
‫السداسي الولا لسنة ‪ 1999‬بسبب ما رافق الصلحات من تسريح للعمالا و‬
‫غلق للوحدات)‪.(19‬‬

‫‪7‬‬
‫كما نشير هنا أن الحكومات العربية تخلت عن دورها التخطيطي بعد‬
‫أن أصبح دورها يتركز فقـط على الشــراف أو التوجيه عن بعد‪ ،‬و بالتالي‬
‫غابت الدوات الفعالة لتنفيذ الخطط التنموية و على رأسها الحد من البطالة‪.‬‬
‫نتج عن خصخصة مشروعات القطاع العام موجة تسريح هائلة من‬
‫العمالة الموظفة لديها‪ ،‬و خاصة العمالة ذات الجور المرتفعة أو خفض رواتب‬
‫العمالا الذين بقوا في وظائفهم‪ .‬و قد أصبحت عمليات الخصخصة التي تجرى‬
‫على نطاق واسع أكبر مصدر لنمو البطالة في البلدان العربية‪ ،‬و يضاعف من‬
‫حرج الموقف قيام الشركات الجنبية التي أصبحت تمتلك هذه المؤسسات‬
‫بترحيل أرباحها للخارج مما يؤثر سلبا موازأين المدفوعات و القدرة التراكمية‬
‫للبلدان العربية)‪.(20‬‬

‫‪ 1‬ـ ‪ 3‬ـ إخفاق برامج التصحيح القاتصادي‬

‫باءت أغلب برامج التصحيح القتصادي التي طبقتها الدولا العربية‬


‫بالتعاون مع صندوق النقد الدولي في إحداث أي نمو اقتصادي حقيقي‪ ،‬و بنسب‬
‫مقبولة تعمل على التخفيف من حدة البطالة في هذه الدولا‪ ،‬بل على العكس من‬
‫ذلك تماما فقد وسعت هذه البرامج الفجوة و زأادت من أعداد العاطليـن عن‬
‫العمل‪ ،‬و كذا إفقار قطاعات كبيرة من الشعب نتيجة لرفع الدعم على السلع و‬
‫الخدمات الساسية‪ .‬انبثق عن تطبيق هذه البرامج سياسات نقدية و مالية و‬
‫توجهات اجتماعية زأادت من حدة البطالة في هذه الدولا‪ ،‬و نذكر منها ‪:‬‬
‫‪ -‬تخلي الدولة عن اللتزام بتعيين الخريجين و تقليص التوظيف‬
‫الحكومي؛‬
‫‪ -‬تقليص معدلا النفاق العمومي الموجه للخدمات الجتماعية أدى إلى‬
‫خفض موازأ في طلب الحكومة على العمالة المشتغلة بهذه الخدمات ؛‬
‫‪ -‬تقليص دور الدولة في النشاط القتصادي أدى إلى خفض الستثمار‬
‫الحكومي في خلق طاقات إنتاجية جديدة تستوعب اليدي العاطلة‪.‬‬
‫نشير في هذا الصدد أن الدولا العربية خاصة النفطية منها قد عادت من‬
‫جديد للهتمام بقطاعات كانت قد تخلت عنها خللا فترة انهيار أسعار النفط‬
‫لتعاود دعمها من جديد‪ ،‬و خير مثالا تستدلا به هو حالة الجزائر‪ ،‬حيث أنها‬
‫عادت من خللا طرحها لمشروع النعاش القتصادي و الذي رصدت له مبالغ‬
‫مالية ضخمة ‪.‬‬
‫ارتفعت معدلت البطالة في السنوات الخيرة في البلدان العربية)‪(21‬‬
‫بسبب أثر برامج التثبيت و التعديل الهيكلي التي تسارع تطبيقها‪ .‬يؤكد التقرير‬
‫القتصادي العربي الموحد لسنة ‪ 1996‬أن استمرار تطبيق برامج التثبيت‬
‫القتصــادي و التكيف الهيكلي أدى إلى استمرار تفاقم المشكلة ‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ 1‬ـ ‪ 4‬ـ التوجيه غير السليم للموارد المالية العربية‬
‫ذلك من خللا استنزاف معظم الموارد المالية العربية خللا فترة‬
‫انتعاش أسعار النفط في النفاق على التسلـح و تمويل الحروب التي اندلعت في‬
‫المنطقة العربية‪ ،‬مما أدى بها إلى الوقوع في شراك المديونية و خدمتها جد‬
‫المكلفة‪ .‬و قد بلغت حدة هذا التأثير السلبي ذروته حينما حدث الغزو العراقي‬
‫للكويـت و اندلع حرب الخليج الثانية‪ ،‬ناهيك عن الولى‪ ،‬حيث عادت أعداد‬
‫كبيرة جدا من العمالـة المهاجـرة إلى بلدانهـا‪ .‬حيث خرج في هذه الونة‬
‫مليونيـــن و ‪ 510‬ألف عامل عربي بنسبة ‪% 77.7‬من جملة العمالة العائدة و‬
‫في عامــي ‪ 1991- 1990‬و الشطر الكبر من هؤلء أضيف إلى رصيد‬
‫البطالة المتراكم في بلدانهم)‪.(22‬‬

‫‪ 2‬ـ انخفاض الطلب على العمالة العربية عربيا و دوليا‬

‫إن اخطر ما نتج عن تدهور أسعـار النفـط عالميــا في سنوات ما قبل‬


‫بداية اللفية الحالية في أوضاع العمالة العربية و التشغيل في البلدان العربية‬
‫غير النفطية‪ ،‬هو ذلك الثـر المتمثل في انخفاض طلب دولا الخليج العربية على‬
‫العمالة العربية‪ ،‬و ذلك أن الطلب بدا يقل تدريجيا ابتداء من النصـف الثاني من‬
‫الثمانينات و زأاد هذا النخفاض مع اقتراب استكمالا مشروعات البنية التحتية‬
‫في نهاية الثمانينات و كذا تشهد دولا الخليج العربية إحلل للعمالة العربية‬
‫بالعمالة السيوية خاصة‪ ،‬و ذلك لعدة أسباب منها انخفاض أجر هذه الخيـرة و‬
‫الحد من الهجرة العربية نحو هذه الدولا خاصة بعد أحداث ‪ 11‬سبتمبر ‪،2001‬‬
‫و كذا شروع بلدان مجلس التعاون الخليجي و التي تعد من أكبر المناطق‬
‫استيعابا للعمالة العربية في تطبيق سياسات توطين العمالة‪ ،‬و هو ما تسبب في‬
‫فقدان عشرات اللف من العمالا العرب لوظائفهم‪ ،‬و في المقابل قامت‬
‫الوليات المتحدة المريكية و الدولا الغربيـة باتخـاذ إجراءات صارمة بحق‬
‫الداخلين إليها‪ ،‬إضافة لموجة العداء و الكراهية و الستفزازأ التي سادت منذ‬
‫أحداث الحادي عشـر من سبتمبر‪ ،‬و هو ما أثر سلبا على تحرك العمالة العربية‬
‫في العالم و أدى إلى حدوث هجرة عكسية واسعة ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ نمو قاوة العمل العربية‬

‫أصبحت اغلب الدولا العربية تتحمل عبئا كبيرا في سبيل مواجهة تفاقم‬
‫أزأمة البطالة خصوصا بين الشبــاب و ذوي الشهادات العلمية و التقليل من‬
‫آثارها السلبية‪ ،‬و ذلك بسبب تداخل عدد من العوامل ذات العلقة المباشرة‬
‫بقضية التشغيل كالنمو السكاني‪ ،‬نمو القوى العاملة و مستويات مهارتها و‬
‫إنتاجيتها‪ ،‬الداء القتصادي و التطورات الجتماعية‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫على الرغم من تحقيق البلدان العربية تقدما في بعض المؤشرات‬
‫الجتماعية كانخفاض معدلا الوفيات‪ ،‬تحسن متوسط العمر المتوقع عند الولدة‬
‫و في معدلت المية‪ .‬ل تزالا العديد من الدولا تعاني من بعض هاته المشاكل و‬
‫على رأسها نمو القوى العاملة بمعدلا أكبر من معدلت نمو فرص العمل‪.‬‬
‫يقدر عدد السكان الجمالي للدولا العربية لسنة ‪ 2003‬بحوالي ‪302‬‬
‫مليون نسمة مع تباين كبيـر بين هـذه الـدولا إذ يتراوح بين ‪ 638‬ألف نسمة في‬
‫قطر و ‪ 67‬مليون في مصر )‪.(23‬‬
‫يقدر النمو السكاني في البلدان العربية للفترة ‪ 2003 -1995‬بحوالي‬
‫‪ ، % 2.4‬و يعتبر هذا المعدلا العلى بين القاليم الرئيسية في العالم باستثناء‬
‫دولا إفريقيا جنوب الصحراء)‪ ،(24‬كما يعتبر معدلا النمو السكاني في الدولا‬
‫الخليجيــة و ليبيا مرتفعا مقارنة بباقي الدولا العربية نتيجة زأيادة عدد العمالة‬
‫الوافدة إليها‪.‬‬
‫كما نشير إلى أن الفترة الممتدة بين ‪ 2001 -1970‬قد تميزت بزيادة‬
‫أعداد المهاجرين من الرياف إلى المدن‪ ،‬حيـث تراوحت بين ‪% 50 - %25‬‬
‫من سكان الريف‪ ،‬و ذلك بالنسبة لمعظم البلدان العربية نتيجة عدم توفر فرص‬
‫العمل المناسبة و نقص الخدمات في الناطق الريفية مما أدى إلى اكتظاظ المدن‬
‫و تزايد معدل البطالة)‪.(25‬‬
‫إن أهم ما يميز التوزأيع السكاني في الدولا العربية هو ارتفاع نسبة الفئة‬
‫القل من ‪ 15‬سنة مما يطرح مشكلـة مستقبليـة عويصة في الجل القريب بسبب‬
‫طلبهم المتوقع للعمل‪ ،‬حيث تتراوح هذه النسبة بين ‪ % 25‬في الكويـت و ‪46‬‬
‫‪%‬في اليمن‪ ،‬بينما تتراوح نسبة السكان في الفئة العمرية ‪ 65 – 15‬سنة بين‬
‫حوالي ‪ %50‬في اليمــــن و ‪ %74‬في الكويت بسبب ارتفاع أعداد العمالة‬
‫الوافدة إليها و التي تقع ضمن هذه الشريحة)‪.(26‬‬
‫قدر حجم القوى العاملة العربية حسب إحصائيات سنة ‪ 2003‬بحوالي‬
‫‪ 110‬مليون مقابل ‪ 300‬مليون نسمـة أي ما يعادلا حوالي ‪ %37‬من إجمالي‬
‫سكان الدولا العربية‪ .‬تعود هذه الظاهرة إلى مجموعة عوامـل ديمغرافيـة و‬
‫اجتماعيـة من أهمها التركيبة السكانية التي تتصف بالفتوة‪ ،‬حيث ترتفع نسبة‬
‫السكان في الفئة العمرية ‪ 15‬سنة فأكثر كما أسلفنـا الذكر إلى ‪ ،% 50‬إضافة‬
‫إلى انخراط الشباب في مراحل التعليم المختلفة)‪.(27‬‬
‫أدى النمو السكاني السريع إلى ارتفاع معدلت نمو القوى العاملة‬
‫العربية بنسبة ‪ %3.1‬خــللا الفترة ‪ 2001- 1995‬و الذي تجاوزأ معدلا النمو‬
‫السكاني البالغ ‪ %2.5‬خللا نفس الفترة الزمنية)‪.(28‬‬
‫تتباين معدلت نمو القوى العاملة فيما بين الدولا العربية‪ ،‬حيث يشير‬
‫التقرير القتصادي العـــربي الموحد لسنة ‪ 2003‬لرتفاعها عن المتوسط العام‬

‫‪10‬‬
‫للدولا العربيـة‪ ،‬وذلك في تسع دولا هي الردن‪ ،‬سوريا‪ ،‬اليمن‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫السعودية‪ ،‬العـراق‪ ،‬عمـان‪ ،‬لبنــان و ليبيــا‪ ،‬إذ تتراوح ما بين ‪%3.2‬و ‪. %5.5‬‬
‫من المتوقع أن يستمر نمو معدلت القوى العامة العاملة العربية لعدة‬
‫عقود قادمة‪ ،‬مما يسمح بوصولا أعداد كبيرة من العمالة لسوق العمل سنويا‪،‬‬
‫ورغم ارتفاع هذه المعدلت فل تزالا نسبة مشارك المرأة منخفضة‪ ،‬حيث ل‬
‫يتجـــاوزأ ‪ %29‬من القوى العاملة باستثناء بعض الدولا لعربية التي تتميز‬
‫بمشاركة أكبر للمرأة خاصة في المجالا الزراعية)‪.(29‬‬
‫و ما يجـب التنبيه إليه في هذا المقام هو ما تدور حوله مشكلة البطالة‬
‫في الوطن العربي هو ذلك التباين الموجود بين النمو الحادث بين قوة العمل و‬
‫النمو المتواضع الذي ينمو به الطلب على العمالة سنويا‪ ،‬كما يمكن إيعازأ هذا‬
‫الختـللا أيضا التباين الموجود بين نمو الناتج المحلي الجمالي للدولا العربية‬
‫و معدلا نمو قوة العمل بها‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ المنعكسات السلبية للمتغيرات الدولية على العمالة العربية‬

‫تبقى كثير من الدولا العربيـة بمنأى عـن تأثيـرات و اتجاهات العولمة‬


‫و الندماج الفعلي في نظام التجارة العالمي و السواق العالمية باستثناء الدولا‬
‫العربية النفطية التي تعتمد في علقاتها مع السواق العالمية عل تصدير النفط‬
‫إليها و استيراد احتياجاتها من السلع الستهلكية و النتاجيـة من هذه السواق‪.‬‬
‫كما نعلم أنه خللا العقود الثلثة الماضية اتجهت الستثمارات الرأسمالية‬
‫العالمية بصورة أساسية إلى دولا شرق آسيا و بعض دولا أمريكا اللتينية عبر‬
‫الشركات المتعددة الجنسيات‪ ،‬و لم يكن نصيب القطار العربية من هذه‬
‫الستثمارات بالقدر الذي يستحق الذكر)‪ ،(30‬و على عكس ذلك من المفارقات‬
‫العجيبة أن القسم الكبر من الموارد المالية العربيـة و بصورة خاصة الفوائض‬
‫المالية النفطية اتجهت صوب السواق و المصارف العالمية لتصب في دورة‬
‫رأس المالا العالمــي و إعادة إنتاجه في غير الدولا العربية‪ ،‬حيث يقدر مجلس‬
‫الوحدة القتصادية العربية أنها بلغت حوالي ‪ 800‬مليار دولر أمريكي سنة‬
‫‪ ،1991‬بعد أن كانت أضعافا قبل حرب الخليج)‪.(31‬‬
‫لتأكيد تأثير المتغيرات الدولية على العمالة العربية‪ ،‬تجدر الشارة إلى‬
‫أن تطور التقسيـم الدولي الجديـد للعمـل‪ ،‬دفع بالشركات المتعددة الجنسيات‬
‫للهتمام بالدولا الكثر تقدما من الناحية التكنولوجية و تركيز استثماراتها في‬
‫هذه الدولا التي تدر أقصى ما يمكن من الرباح‪ ،‬فمن أصل ‪ 500‬شركة دولية‬
‫كبرى تركز ثلث عددها على الفـروع الصناعيـة التي تتطلب استخداما عاليا‬
‫لنتائج البحوث العلمية و التقنية)‪ ،(32‬و غالبا ما تحتفظ هذه الشركات بمراكز‬
‫البحوث و التطوير في مقراتها الرئيسية‪ ،‬و ما يمكن قوله في هذا المجالا و‬

‫‪11‬‬
‫نتيجة لتجاهات الشركات الدوليـــة و خياراتها لمناطق الستثمار في العالم التي‬
‫تحقق مصالحها‪ ،‬فان المنطقة العربية مازأالت خارج اهتمام هذه الشركات‬
‫باستثناء الشركات الدولية العاملة في مجالت النفط و مشتقاته و التي تستخدم‬
‫تقنية عالية و أيدي عاملة عالية التأهيــل‪ ،‬و قد تكون غيـر عربيــة في كثير من‬
‫الحيان‪.‬يقدر عدد العاطلين عن لعمل في الوطن العربي حوالي ‪ 12‬مليون فرد‬
‫و حسب تقرير التنمية البشرية الصادر عن البرنامج النمائي للمم المتحدة‬
‫لسنة ‪ 1999‬فإن عددا من الدولا العربية )السودان‪ ،‬اليمن‪ ،‬الصومالا‪ ،‬موريتانيا‬
‫( تقع في ترتيب الدولا ذات التنمية المنخفضة أو ما يطلق عليه بلدان الفئة‬
‫الثالثة‪ ،‬و التي يبلغ نصيب الفرد من الستثمارات الجمالية حوالي ‪04‬‬
‫دولرات فقط‪ ،‬بينما يزيد نصيب الفرد من الستثمارات في بعض الدولا العربية‬
‫ذات الفئة الثانية )‪،(33‬وحسب نفس التقرير ‪ 31‬دولرا‪ ،‬في حين يقارب ‪300‬‬
‫دولرا في الدولا ذات الفئة الولى‪.‬‬
‫لتبيان أثر التجاهات الدولية وأسواق العمل الدولية على العمالة العربية‬
‫في ظل الوضاع العربيـة القتصاديـة السائدة‪ ،‬يمكن الشارة إلى بعض المثلة‬
‫في بعض الدولا العربية فعلى سبيل المثالا بلغ عدد العاطلين عن العمـــل من‬
‫الخريجين الجامعيين في مصر مليون وثمانمائة ألف عاطل عام ‪ ، 1995‬كما‬
‫هو معروف بدأت مصر تجربـة النفتاح والخصخصة وتحرير التجارة‬
‫والسواق في العديد من القطاعات قبل غيرها من البلدان العربية)‪.(34‬‬
‫أما في الجزائر فقد بدأت سياسات التصنيع الثقيل بواسطة الشركات‬
‫الجنبية العملقة وانتشرت مشاريع تسليم المفتاح باليد منذ مطلــع السبعينات‬
‫وحيث تم التركيز على رفع إنتاجية العمل بالعتماد على التقنيات الحديثة دون‬
‫الهتمام بالتشغيل واستيعاب قوة العمل الفائضة‪.‬‬
‫تعم البطــالة في الجزائر بين الشبـاب والنساء‪ ،‬فالبطالة والفقر يمكن‬
‫إرجاع سببهما لما شهدته الجزائر خللا العشرية الماضية من أعمالا تخريبية‪.‬‬
‫كما يمكن أيضــا الستدللا باليمن كمثالا آخر عن التأثيرات السلبية الناجمة عن‬
‫الخلفات العربية بالضافة للعوامل الداخلية‪ ،‬فالبطالــة والفقر تفاقما إلى حد‬
‫خطير بعد عودة العمالا اليمنيين من دولا الخليج على إثر حرب الخليج الثانية‬
‫ونتيجة لما يسمــى بسياسات الصلح القتصادي التي تفرضها قوى العولمة‬
‫التي أدت إلى التضخم الهائل وارتفاع السعار وعجز الحكومـة عن دفع‬
‫رواتـب بعض فئات العمــالا و الموظفين‪.‬‬
‫إن انخراط المنطقة العربية في اتجاهات النظام العالمي الجديـد قد‬
‫يـؤدي في المستقبل إلى زأيادة الستثمـارات في بعض القطاعات التي تختارها‬
‫القوى الممثلة لهذه التجاهات وفي مقدمتها الشركات الدولية وإلى زأيادة إنتاجية‬
‫العمل في بعض المؤسسات النتاجية والخدمية المرتبطة بالسواق العالمية‪ ،‬إل‬
‫أن النتيجة المتوقعة للعولمة من خللا سياسات المؤسسات والمنظمات الدولية‬

‫‪12‬‬
‫والشركات متعددة النشاط هي زأيادة معدلت البطالة وتعميق الفقر وتعميمه‪ .‬إذ‬
‫يستحيل التفكير بأن الرأسمالية العالمية وتيارات أسواق العمل الدولية ستكون‬
‫قادرة على حـل هذه المشاكل الحالية والمتفاقمة في المستقبل‪ .‬ومن الملحظ أن‬
‫أسواق العمل في الدولا المتقدمة تسعى فقط إلى جـــذب الكفاءات والدمغة‬
‫النادرة القادرة على التلؤم مع معطيات التقنيات الحديثة في هذه الدولا وذلك‬
‫خلفا ا لما كان عليـه الحالا في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية‪ ،‬حيث فتحت‬
‫الدولا الوربية أبوابها لليد العاملة الجنبية ومنـها العربيـة ومن مستويات‬
‫مختلفـة في المهارة لعادة العمار وإصلح ما خربته الحرب‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬تراجع معدلت التشغيل في الوطن العربي و الثار المترتبة عليها‬

‫تمثل البطالة إحدى التحديات الكبرى التي تواجهها البلدان العربية‬


‫لثارها الجتماعية و القتصادية الخطيـــرة‪ ،‬حيث طرحت منذ سنوات‬
‫التحذيرات بشأن ما ستفرزأه البطالة في واقع الدولا العربية‪ ،‬و دق ناقوس‬
‫الخطر من جـراء عواقبها السلبية على المن القومي العربي‪ ،‬و مع ذلك فإن‬
‫معدلت البطالـة في البلـدان العربيـة تتزايد يوما بعد يوم‪.‬‬
‫سيتم في الموضع بداية تناولا معدلت التشغيل في البلدان العربيـة و‬
‫ذلك بهدف إعطاء صورة واضحة للقارئ عن هذه القتصاديات‪ ،‬ثم تقديم تحليل‬
‫للثار التي تفرزأها مشكلة البطالة بها‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ تراجع معدلت التشغيل في الدول العربية‬

‫تعد البطالة من الظواهر السلبية التي تهدد السلم و الستقرار‬


‫الجتماعي‪ ،‬باعتبار أن دخل الفرد من عمله يمثل صمــام المان و الستقرار‬
‫له و لمجتمعه‪ ،‬في حين أن البطالة و الحرمان من الدخل يولدان الستبعاد و‬
‫التهميش الجتماعي علوة على سائر العلل الجتماعية الخرى ‪.‬‬
‫تعتبر معدلت البطالة في الوطن العربي السوأ في العالم حيث تجاوزأ‬
‫معدلها ‪ %19.5‬سنة ‪ 2001‬مقارنــة بالـدولا الفريقية جنوب الصحراء )‪14.4‬‬
‫‪ (%‬و البلدان الشتراكية سابقا ) ‪ ( %13.5‬و دولا أمريكا اللتينيـة )‪( %9.9‬‬
‫و بعض المناطق السيوية )أقل من ‪(35).(% 4.2‬‬
‫يجب أن ننوه في هذا المقام إلى تلشي فكرة أن هناك دول محصنة ضد‬
‫البطالة كما كان يعتقد بالنسبة لحالة دولا الخليـج العربية‪ ،‬و ما يثير الدهشة أن‬
‫معدلا البطالـة في أكبر دولا الخليـــج العربي حجمـا و تشغيــــل و استقبــال‬
‫للوافدين و هي المملكة العربية السعودية تقارب ‪ %9.6‬بين السعودييـن وكذا‬
‫المر بالنسبة لسلطة عمان حيث كان هذا المعدلا يتجاوزأ ‪ %17.2‬سنـة ‪1996‬‬

‫‪13‬‬
‫أو قطـر بنسبـة تقـدر بـ ‪ %11.6‬حسب إحصائيات سنة ‪ 2001‬و ليبـيا بمعــدلا‬
‫‪ %11.2‬لسنة ‪ ،1998‬و هي بطالة ذات طبيعة خاصة أقرب ما تكون إلى‬
‫البطالة الهيكلية‪ .‬توعز أسبابها لسياسـات التعليم و التدريب و الستخدام‬
‫المنتهجة في هذه الدولا)‪.(36‬‬
‫أصبح تفشي البطالة بين فئة الشباب خاصة‪ ،‬ظاهرة عالمية تعاني منها‬
‫الدولا النامية و المتقدمة على حد السواء تكـاد تكون هذه الظاهرة محورا أساسيا‬
‫لكثير من النقاشات القتصادية و القرارات السياسية داخل كل دولة ‪ ،‬حيـث‬
‫بلغت معدلت البطالة بين الشباب مستويات مرتفعة و بشكل متفاوت فيما بين‬
‫الدولا العربية‪ ،‬حيث بلغ هذا المعدلا أقصـاه في البحرين ‪ %65‬سنة ‪ 1997‬و‬
‫‪ %61‬في مصـر سنة ‪ ،1998‬و يتجــاوزأ ذلك في حالـة سـوريا‬
‫و تقـارب النسبة ‪ %40‬في فلسطين و المغرب‪ .‬أما بالنسبة للجنسين‪ ،‬فكان‬
‫للذكور حظ ثلثة إناث من البطـالة في الجزائر و بالعكس في حالة مصر‪،‬‬
‫فللناث حظ الذكرين و تقع لبنان بينهما‪ ،‬كما أن هذه النسبة تكاد تتساوى بين‬
‫الجنسين في البحرين)‪.(37‬‬
‫الشد وقعا و إيلما في بطالة الشباب هم حملة الشهادات‪ ،‬حيث أن‬
‫مؤسسات التعليم و التدريب تبدو و كأنها مولـد للبطالة و الدخولا المنخفضة‬
‫وتعمل على هدر جهود التنمية البشرية‪ .‬انتشرت هذه الظاهرة بداية في مصـــر‬
‫و خاصة بالنسبة لحملة المؤهلت المتوسطة الذين يمثلون ما يزيد عن ‪%70‬‬
‫من المتعلمين المتعطلين‪ ،‬و بالمقابل فإن ‪ %4.1‬فقـط من المتعطلين هم من‬
‫الميين و نسبة أقل بين من يعرف القراءة و الكتابة بنسبة تقدر بـ ‪ %2.5‬و هي‬
‫حالة متطرفـة و غير أنها سرعان ما امتدت لتشيع بين الدولا العربية الخرى‬
‫كالجزائر‪ ،‬المغرب‪ ،‬تونس‪ ،‬عمـــان‪ ،‬الردن و سوريا‪...‬الخ)‪.(38‬‬

‫‪ 2‬ـ الثار المترتبة عن البطالة في الوطن العربي‬

‫تشير المعطيات المتوافرة عن مشكلة البطالة في الوطن العربي إلى أن‬


‫هذه المشكلة آخذة في التنامي سنة بعد أخرى‪ ،‬و أن جميع المعالجات التي‬
‫رصدت لحل هذه المشكـلة من قبل الدولا العربيـة باءت بالفشل الذر يع و ذلك‬
‫لعدة أسباب مختلفة‪.‬‬
‫على الرغم من التأثيرات السلبية لمشكلة البطالة على القتصاديات‬
‫العربية إل أنها لم تبرزأ بشكل واضح حتى الن رغم أن الحجم الحالي للبطالة‬
‫تعتبر مثيرا للقلق‪ ،‬حيث أنه يسبب خسائر اقتصادية كبيرة ناهيك عن انعكاساته‬
‫الجتماعية‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ 2‬ـ ‪ 1‬ـ الثار القاتصادية‬

‫على الرغم من أن التأثيرات السلبية لظاهرة العولمة على القتصاديات‬


‫العربية ومشكلتها الكثيرة ومن ضمنها البطالة لم تظهر بشكل مباشر حتى‬
‫الن‪ ،‬إل أن الحجم الحالي للبطالة يبعث على القلق أيضا ا ويسبب خسائر‬
‫اقتصادية كبيرة‪.‬‬
‫وفاقا للتقارير الرسمية العربية‪ ،‬ومن بينها التقارير الصادرة عن منظمة‬
‫العمل العربية‪ ،‬أن هناك مؤشرات على اتساع هذه المشكلة وقصور العلجات‬
‫التي طرحت حتى الن‪ ،‬سواء على المستوى القطري أو المستوى العربي؛‬
‫فتقارير المنظمة لسنة ‪ 1999‬تشير إلى إن عدد الشبان العرب العاطلين عن‬
‫العمل يبلغ نحو ‪ 12‬مليون شخص يشكلون ما نسبته ‪ %14‬من القوة العربية‬
‫العاملة التي تبلغ في الوقت الحاضر نحو ‪ 98‬مليون شخص‪ .‬وقد أكد المين‬
‫العام لمنظمة العمل العربية أن هناك ‪ 12‬مليون شاب عربي عاطل عن العمل‪،‬‬
‫في حين يعمل ‪ 6‬مليين أجنبي في الوطن العربي‪ ،‬كما أشار إلى وجود أكثـر‬
‫من ‪ 300‬مليار دولر يستثمرها العرب خارج القطار العربية‪ ،‬مضيفا أنه لو تم‬
‫استثمار هذه الموالا في الوطن العربي لتم تشغيل نسبة كبيرة من اليد العاطلة ‪،‬‬
‫والحد من الخسائر السنوية التي تتكبدها الدولا العربية)‪.(39‬‬
‫توقع المين العام لمنظمة العمل العربية أن يصل عدد الباحثين عن‬
‫فرص عمل في المنطقة العربية سنة ‪ 2010‬أكثر من ‪ 32‬مليون شخص‪،‬‬
‫وأضاف أن عدد السكان النشطين اقتصاديا ا سيرتفع من ‪ 98‬مليون شخص حاليا ا‬
‫إلى نحو ‪ 123‬مليونا ا سنة ‪ .(40)2010‬ومما يزيد في خطورة ظاهرة البطالة‬
‫ارتفاع معدلتها السنوية التي تقدرها الحصاءات الرسمية بنحو ‪ %1.5‬من‬
‫حجم قوة العمالة العربية في الوقت الحاضر‪ ،‬تشير نفس الحصائيات)‪ (41‬إلى‬
‫أن معدلا نمو قوة العمل العربية كانت خللا العوام ‪ 1996 ،1995‬و ‪1997‬‬
‫نحو ‪ ،%3.5‬ارتفع هذا المعدلا إلى نحو ‪ %4‬في الوقت الحاضر‪ ،‬وإذا كانت‬
‫الوظائف وفرص التشغيل تنمو بمعدلا ‪ %2.5‬سنوياا‪ ،‬فإن العجز السنوي‬
‫سيكون ‪ %1.5‬وعليه فإن عدد العمالا الذين سينضمون إلى العاطلين عن العمل‬
‫سنويا ا سيبلغ نحو ‪ 1.5‬مليون شخص‪.‬‬
‫يذكر أن منظمة العمل العربية تقدر أن كل زأيادة في معدلا البطالة‬
‫بنسبة ‪ %1‬سنويا ا تنجم عنها خسارة في الناتج الجمالي المحلي العربي بمعدلا‬
‫‪ ،%2.5‬أي نحو ‪ 115‬مليار دولر‪ ،‬وهو ما يعني ارتفاع المعدلا السنوي‬
‫للبطالة إلى ‪ ،% 1.5‬سيرفع فاتورة الخسائر السنوية إلى أكثر ‪ 170‬مليار‬
‫دولر‪ .‬وهذا المبلغ يمكن أن يوفر نحو ‪ 9‬مليين فرصة عمل‪ ،‬وبالتالي تخفيض‬
‫معدلت البطالة في الوطن العربي إلى ربع حجمها الحالي‪ .‬ومما سيساهم في‬

‫‪15‬‬
‫ل‪ ،‬وخاصة في الدولا العربية ذات الكثافة السكانية‬ ‫زأيادة معدلت البطالة مستقب ا‬
‫والمصدرة للعمالة)‪.(42‬‬
‫كما أن إحالة الكفاءات العربية ذات التكوين العالي في بعض البلدان‬
‫العربية و التي تشغل مناصب عمل سواء كانت غير مناسبة لتكوينهم أو لسبب‬
‫أنهم يعتبرون بمثابة عاطلين يتلقون مقابل ل يتعدى ما تمنحه الدولا المتقدمة‬
‫كمنحة للعاطلين‪ ،‬من النتائج الخطيرة لهجرة الكفاءات العلمية في فقدان الوطن‬
‫لمكانات هذه الكفاءات العلمية والفكرية والتربوية التي انفق على تعليمها‬
‫وإعدادها أموال وجهودا كبيرة‪ ،‬حيث تؤدي هذه الهجرة لعاقة عملية التقدم‪،‬‬
‫وإبطاء حركة التنمية وإضعافها في هذه الدولا‪.‬‬
‫تزايدت هجرة العقولا العربية في العقود الثلثة الخيرة لسباب كثيرة‬
‫منها عدم توفير الظروف المادية والجتماعية التي تؤمن مستوى لئقا من‬
‫العيش بالضافة إلى ضعف الهتمام بالبحث العلمي وعدم وجود مراكز البحث‬
‫العلمي المطلوبة‪.‬تقدر دراسة حديثة صدرت في دمشق إلى أن الخسارة‬
‫القتصادية للدولا العربية بسبب هجـرة عقولها بـ ‪ 1.57‬مليار دولر سنويا)‬
‫‪ ،(43‬وجاء في ذات التقرير أنه وفي الوقت الذي تدفع فيه الوضاع المعيشية‬
‫والعلمية والجتماعية إلى هجرة الدمغة العربية‪ ،‬فان دولا الغرب والوليات‬
‫المتحدة تسعى لستقطاب هذه الدمغة من خللا تقديم الغراءات المادية‬
‫والحياتية الكبيرة‪ ،‬لكي توظفها في خدمة البحث العلمي والصناعي‪ ،‬وتأتي‬
‫الوليات المتحدة في مقدمة هذه الدولا التي تسعى بجميع الوسائل للحتفاظ‬
‫باللمعين من العقولا الجنبية المتخرجة من جامعاتها‪ ،‬وإذا كانت الدولا التي‬
‫تشهد هذه الهجرة تحقق فائدة من تحويلت المغتربين في الخارج إلى ذويهم‪،‬‬
‫وقد تصل هذه العائدات إلى مبالغ كبيرة كما هو الحالا في اليمن ومصر ولبنان‪،‬‬
‫فإن سلبيات هذه الهجرة تبقى اكبر بكثير‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ ‪ 2‬ـ الثار الجتماعية‬

‫تبرزأ إلى السطح ظاهرة من اخطر الظواهر الجتماعية في الدولا‬


‫العربية المتمثـــلة في البطالة وإفرازأاتها المنية وانعكاساتها النفسية على‬
‫العاطلين‪ ،‬المر الذي يتطلب معالجة سريعة ووضع برامج قصيـرة وطويلة‬
‫الجل لستيعاب العداد المتزايدة من الخريجين قبل أن تستفحل الظاهرة و‬
‫يستعصي حلها‪.‬إن أهمية هذه القضية تأتي بل شك من أهمية ظاهرة البطالة‬
‫نفسها وما يترتب عليها من آثار جسيمة ذات مساس ببنية المجتمــع ‪.‬‬
‫تشيــر الدراسـات)‪ (44‬أنه يمكن للبطالة تؤثر في مدى إيمان الفراد‬
‫وقناعتهم بشرعية المتثالا للنظمة والمبـادئ والقواعــد السلوكية المألوفة في‬
‫المجتمع‪ .‬وبذلك فإن البطالة ل يقتصر تأثيرها على تعزيز الدافعية والستعداد‬

‫‪16‬‬
‫للنحراف‪ ،‬إنما تعمل أيضا على إيجاد فئة من المجتمع تشعر بالحرية في‬
‫النحراف‪ .‬و وفقا ا لهذه القناعة واليمـان فإن انتهاك النظمة والمعايير‬
‫السلوكية العامة أو تجاوزأها ل يعد عملا محظوراا في نظرهم‪ ،‬لنهم ليسوا‬
‫ملزمين بقبـولها أو المتثالا لها‪ .‬واتساقا ا مع هذه النتائج تشير دراسة أخرى إلى‬
‫أن الفقر والبطالة يــؤديان إلى حالة من شعور الرفض والعداء تجاه المجتمع‬
‫وعدم اليمان بشرعية أنظمته والمتثالا لها‪ ،‬مما يؤدي إلى النحراف‬
‫والسلوك الجرامي‪ ،‬وبخاصة فيما يتعلق بجرائم العتداء على النفس‪ ،‬ويعززأ‬
‫هذا الفتراض ما أشارت إليه دراسة عن حالة البطالة في المملكة العربيـــة‬
‫السعودية إلى أن الفـرد العاطل قد يصاب بفقدان الشعور بالنتماء إلى المجتمع‬
‫حيث يشعر بالظلم‪ ،‬الذي قد يدفعه إلى أن يصبح ناقمــا على المجتمع‪ .‬لذا فإن‬
‫ضعف الضوابط السرية وتأثير القيم العامة الذي ينتج من ارتفاع نسبــة‬
‫البطالـة في المجتمع يؤدي إلى ضعف الستعداد والقابلية للمتثالا والتكيف مع‬
‫النظمة والضوابط الجتماعية‪ ،‬وهذا الوضــع يكون سببا ا رئيسا ا في زأيادة‬
‫نسبة الجريمة خاصة جرائم العتداء على الملك‪.‬‬
‫كما أن البطالة تؤدي إلى انخفاض أواصـر الروابـــط التي يحملها‬
‫الناس تجاه المؤسسات الرسمية والنظمة والقيم الجتماعية السائدة في‬
‫المجتمـع‪ ،‬كمـــا أنها تحـــد من فاعلية سلطة السرة بحيث ل تستطيع أن تقوم‬
‫أو تمارس دورها في عملية الضبط الجتماعي لطفالها‪ .‬أضـف إلى ذلك أن‬
‫حالة البطالة عند الفرد يمكن أن تخلق كثيرا من مظاهر عدم التوافق النفسي‬
‫والجتماعي‪ ،‬إضافة إلى أن كثيرا من العاطلين عن العمل يتصفون بحالت‬
‫من الضطرابات النفسية والشخصية‪ .‬فمثل يتسـم كثير من العاطلين بعـدم‬
‫السعادة وعدم الرضا والشعور بالعجز وعدم الكفاءة مما يؤدي إلى اعتللا في‬
‫الصحة النفسية لديهم ‪.‬‬
‫تعد البطالة المصدر الرئيسي لمشكلة الفقر وزأيادة أعداد الفقراء‪ ،‬جاء‬
‫في دراسة علمية أعدتها الجامعة العربية ونشرتها بعض الصحف‪ ،‬أن نسبة‬
‫الفقر في الدولا العربية تزداد بمعدلا ‪ ،%1.7‬سنوياا‪ ،‬بحيث يعيش ما نسبته‬
‫‪ %36‬من سكــان الـدولا العربية تحت خط الفقر و أن نصيب الفرد من الدخل‬
‫في الدولا العربية ل يتعدى ‪ 1500‬دولراا سنويا ا)‪.(45‬‬
‫تؤكد الدراسات الجتماعيــة إلى أهمية دور رأس المالا العربي في‬
‫القضاء على معدلت الفقر المتزايدة‪ ،‬مبينة أن استثمار جــزء يسير من‬
‫المـوالا العربية المهاجرة خارج البلد العربية تكفل القضاء على الفقر‬
‫العربي‪ .‬تشير كافة التقارير والبيانات الحصائيـة إلى أن أزأمة البطالة بدأت‬
‫التنامي والتوسع وسط مجتمعات عربية متعددة كالعراق‪ ،‬فلسطين ‪،‬الجزائر‬
‫‪،‬مصر وسورية‪ ،‬ولم تعـد تنفع معها سياسات التجاهل والتغاضي السابقة‪ .‬كما‬
‫أن الحداث والتطورات المتسارعة وحالة عدم الستقـــرار التي تشهدها‬

‫‪17‬‬
‫منطقة الشرق الوسط ساعدت على زأيادة تفاقم أزأمة البطالة بالمنطقة‪ .‬ناهيك‬
‫عن مشكلة الهجرة الواسعة غير الشرعية التي تشهدها بعض الدولا العربية‬
‫بسبب عجزها عن توفير فرص عمل للعداد المتزايدة الداخلة إلى سـوق‬
‫العمل‪.‬‬
‫حسب تقديرات تقرير منظمة العمل الدولية‪ ،‬اتسعت ظاهرة الهجرة‬
‫غير الشرعية بشكل ربما يفوق الهجــرة المماثــلة في التجارب الخرى‪ ،‬وذلك‬
‫على رغم شدة القيود المفروضة على الهجرة‪ ،‬مما ولد ظاهرة سميت بقوارب‬
‫الموت التي تحمل المهاجرين خاصة من دولا شمالا إفريقيا إلى الضفة‬
‫الوربية أمل في العثور على وظيفة في هذه الـدولا لكن هذه القوارب تحولت‬
‫إلى مصدر للمآسي خاصة بعد النتشالت المتكررة لجثث المهاجرين غير‬
‫الشرعيين من عرض البحر البيض المتوسط ‪.‬وييتوقع أن تستمر محاولت‬
‫تهريب المهاجرين والقامة غير الشرعية رغم القيود التي تزداد شدة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬جهود و مقترحاات لحل مشكلة البطالة في الوطن العربي‬

‫تجاه وضع البطالة في البلدان العربية تطرح جملة تساؤلت نفسها‬


‫بإلحاح‪ ،‬و هي تشكل تحديات جدية في الوقت الحاضر و المستقبل أمام أسواق‬
‫العمل العربية‪ ،‬و إذا كانت هذه التحديات قد أصبحت واضحة للعيان‪ ،‬فل بد‬
‫من التساؤلا حولا ما أنجزته الدولا العربية للخروج من مأزأق البطالة و‬
‫مواجهة تيارات العولمة و اتجاهاتها ضمن استراتيجيات علمية و واقعية لرفع‬
‫مستوى العمالة الكمي و النوعي في الوطن العربي‪ ،‬سيتم ذلك من خللا تناولا‬
‫النقطتين التاليتين ‪:‬‬
‫‪ -‬الجهود العربية للتصدي لمشكلة البطالة؛‬
‫‪ -‬المقترحات المقدمة لحل مشكلة البطالة في الوطن العربي ‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ الجهود العربية للتصدي لمشكلة البطالة‬

‫تعد ظاهرة البطالة و خاصة في أوساط الشباب العربي من التحديات‬


‫الراهنة‪ ،‬لما يترتب عنها من نتائج سلبيــة‪ ،‬و هذا ما يتطلب التزاما سياسيا‬
‫للقضاء على البطالة كأولوية وطنية و عربية‪ ،‬و هذا الصدد سنتناولا نوعي‬
‫الجهود العربية المبذولة في هذا الشأن للتصدي للظاهرة و المتمثلة فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬الجهود الفردية ؛‬
‫‪18‬‬
‫‪ -‬جهود منظمة العمل العربية للنهوض بالتشغيل و الحد من البطالة ‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ ‪ 1‬ـ الجهود الفردية‬

‫تبذلا الدولا العربية جهودا منفردة للحد من تفاقم مشكلة البطالة‪ ،‬و‬
‫لكنهــا في نظـر المختصين تعتبر غير مجدية حتى الن‪ ،‬ففي مصر)‪(46‬‬
‫تركزت الجهود في تشغيل الشباب بتمويل من الصندوق الجتماعي للتنمية‪ ،‬و‬
‫رصدت له الدولة اعتمادات مالية كبيرة نصفها من موازأنتها العامة‪ ،‬و انصب‬
‫اهتمام الصندوق على دعم الصناعات الصغيرة و المتوسطة‪ ،‬إلى جانب تنفيذ‬
‫مشاريع لصالح الخريجين بتمكينهم من أراض زأراعية مستصلحة ‪.‬‬
‫أما في الردن‪ ،‬فقد بذلت الحكومة جهودا مضنية لتشغيل الشباب رغم‬
‫شح الموارد المالية و ذلك عن طــريق صندوق التنمية و التشغيل‪ ،‬كما تعمل‬
‫جهات أخرى على دعم هذا التجاه و منها صندوق المعونة الوطنية‪ ،‬صنــدوق‬
‫الزكاة و صندوق الملكة عالية للعمل الجتماعي و التطوعي‪ ،‬غير أن‬
‫إسهاماتها بقيت محدودة للحد من اتساع حجم ظاهرة البطالة في هذا البلد)‪.(47‬‬
‫و في تونس فتم اعتماد برنامج عمل منذ سنة ‪ 1998‬خاص بتنفيذ عقود‬
‫تربط بين التدريب و التشغيـــل‪ ،‬و استفـاد منه قرابة ‪ %60‬من ذوي التعليم‬
‫المتوسط و ‪ %38‬من ذوي التعليم العالي‪.‬و في نفس السياق اعتمدت معظـم‬
‫دولا الخليج العربي على إعادة تنظيم توظيف الوطنيين بجهود نشطة‪ ،‬و وضع‬
‫إجـراءات لتحفيز القطاع الخاص على تشغيل المواطنين بدل من الجانب‪ ،‬و‬
‫التي تقدر الحصائيات عددهم بحوالي ‪ 9‬مليون عامل)‪.(48‬‬
‫في الجزائر فقد اتخذت الدولة عديدا من الجراءات للتخفيف من‬
‫ضغوط سوق العمل)‪ ،(49‬و التي تجسدت من خللا البرامج الخاصة بتشغيل‬
‫الشباب التي ورثت عن نظام سابق له يسمى الدماج المهني لسنة ‪ 1990‬و‬
‫الهـدف منــه هو توفير منصب مؤقت للشاب العاطل و هذا لتخفيف ضغوط‬
‫سوق العمل‪ ،‬تقليص البطالـة‪ ،‬تخص الشبـــاب العاطـل و مساهمة الجماعات‬
‫المحلية في خلق الوظائف‪ .‬وكانت هذه الترتيبات ترمي إلى مساعدة الشباب‬
‫البطالين في اكتساب خبرة مهنية خللا مدة تتراوح من بين ‪ 3‬إلى ‪ 12‬شهر‪ ،‬ثم‬
‫تتولى الجماعات المحلية توظيف هؤلء الشباب على أن تتلقى المعونة المالية‬
‫من الصندوق الخاص بالمساعدة على تشغيل الشباب منذ سنة ‪ 1996‬ثم‬
‫الصندوق الوطني لدعم تشغيل الشبـاب‪ .‬إضافة للصندوق الوطني للتأمين على‬
‫البطالة الذي أنشأ سنة ‪ 1994‬وهدفه حماية العمـالا المسرحين لسباب‬
‫اقتصادية خللا فترة مؤقتة قدرها ثلث سنوات‪ ،‬ناهيك عن اعتماد فكرة خلق‬
‫المؤسسات المتوسطة و الصغيرة التي وضعـت خصيصا لدعم فئة الشباب‬
‫الراغبين في إنشاء مؤسسات‪ ،‬وكذا العمالا الذين تعرضوا لتسريح لسباب‬

‫‪19‬‬
‫اقتصادية ووضـع عمليا سنة ‪ ،1997‬و يموله الصندوق الوطني لدعم تشغيل‬
‫الشباب‪ ،‬وتسيره الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‪ ،‬وخللا سنة ‪ 2003‬تم‬
‫توظيف ‪ 538‬ألف عامل وتم إنشاء حوالي ‪ 190‬ألف مؤسسة مصغرة‪ ،‬وتساهم‬
‫بـ ‪ % 7‬في القيمة المضافة‪.‬‬
‫كما تبنت الجزائر برنامجا خاصا بالتشغيل سنة ‪ 1998‬سمي بعقود ما‬
‫قبل التشغيل و الذي وجه لحاملين الشهادات الجامعية والتقنيين السامين)‪،(50‬‬
‫وكذا طالبي العمل بدون خبرة مهنية والذين يطلبون العمل لولا مرة‪ ،‬ويتلقى‬
‫المستفيد من هذا البرنامج خللا فترة ‪ 12‬شهرا مقابل من طرف الدولة قدرا‬
‫بداية بـ ‪ 6‬آلف دينار ثم عدلا إلى ‪ 8‬آلف دينار جزائري فيما بعد بالنسبة‬
‫لخرجي الجامعات أما التقنيين السامين فيتقاضوا مبلغ قدر ‪ 4500‬دينار‬
‫ويستفيدون من التغطية الجتماعية‪ .‬و رغم أهميته إل أن الشباب يعرف‬
‫صعوبات كبيرة في سبيل الحصولا على هذا النوع من العقود وإن حصل على‬
‫هذا العقد فإن هناك صعوبات في توظيفه بعد انتهاء العقد بصفة دائمة‪ .‬إن‬
‫الجراءات المتخذة لتخفيف ضغوط سوق العمل في الجزائر تدخل في إطار‬
‫اجتماعي تضامني من خللا منحة الشغل هذه والتي رغم أهميتها مقارنة‬
‫بالظروف التي عرفتهــا الجزائر المتسمة بطابع غير متوازأن من حيث غلق‬
‫المؤسسات وتسريح العمالا إل أنها في عمومها ظهرت عاجزة وغير دائمة‬
‫إضافة إلى أن الدولة أنفقت عليها مبالغ طائلة في الوقت الذي ما تزالا فيه‬
‫البطالة تشكل تحدي اجتماعي كبير للقتصاد الجزائري ‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ ‪ 2‬ـ جهود منظمة العمل العربية للنهوض بالتشغيل و الحد من البطالة‬

‫إيمانا منها بما سيحققه التعاون و التكامل في ميدان العمل من ضمان‬


‫حقوق النسان العربي‪ ،‬فقد بادرت المنظمة منذ نشأتها و ضمانا منها لتحقيق‬
‫أهدافها القومية من خللا كافة الهياكل التابعة لها و بالساليب و الوسائل‬
‫المتاحة لها لجل تفعيل أنشطتها و برامجها على المستويات القطرية‪ ،‬القليمية‪،‬‬
‫العربية و الدولية ‪.‬‬
‫تعتبر منظمة العمل العربية القوى العاملة إحدى أهم مقومات التطور‬
‫القتصادي لي دولة بغض النظر عن نظامها السياسي‪ ،‬القتصادي‪،‬‬
‫الجتماعي و الثقافي‪ ،‬و بالتالي حري بها أن تستهدف خطط و برامج التنمية‬
‫العربية تعبئة الموارد البشرية و تطوير كفاءتها و استغللها بأفضل ما يمكن‪ ،‬و‬
‫ل يتم ذلك إل في إطار نظرة شاملة لعملية التنمية‪.‬‬
‫قد اتسع مفهوم تنمية القوى العاملة العربية من مجرد إعداد القوى‬
‫العاملة وفقا لحتياجات سوق العمل ليشمـل التأمينات الجتماعية و الصحة و‬
‫السلمة المهنية و الرعاية الجتماعية و التثقيف العمالي‪ ،‬و قد احتلت‬

‫‪20‬‬
‫المرتكزات السابقة أولوية متقدمة في اهتمامات و انجازأات و نشاطات المنظمة‬
‫و ذلك لجل المساهمة في الحد من تفاقم معـدلت البطالـة‬
‫و تطوير أساليب التشغيل و تنقل العمالة بين البلدان العربية‪ .‬باعتبار أن‬
‫الموضوعات المتعلقة بتنمية الموارد بجميع أشكالها يمثل رافدا لقضايا التشغيل‬
‫و مساعدا مهما في ردم الفجوة بين الختللت الناشئة نتيجة وجود فوارق بين‬
‫مخرجــات التعليم و التكوين المهني من جانب و احتياجات سوق العمل من‬
‫جانب آخر‪.‬‬
‫بدأت اهتمامات منظمة العمل العربية بوضع استراتيجيه عربية لتنمية‬
‫القوى العاملة)‪ (51‬في وقت مبكر حيث كانت ضمن بنود جدولا أعمالا الدورة‬
‫الرابعة لمؤتمر العمل العربي )طرابلس ‪ ، ( 1975‬ثم جاءت كاستجابة مباشرة‬
‫لستراتيجية العمل القتصادي العربي المشترك ) قمة عمان ‪ ( 1980‬فناقش‬
‫مؤتمر العمل العربي موضوع إستراتيجية تنمية القوى العاملة على مدى ثلثة‬
‫دورات وصول إلى إقرارها في دورته الثالثة عشرة ) بغداد ‪(44 ).( 1985‬‬
‫ومع تفاقم مشاكل البطالة في الوطن العربي تزايدت عناية مؤتمر العمل‬
‫العربي بالقضايا المتعلقة بالتشغيل)‪ ،(45‬حيث تم إقرار الستراتيجية العربية‬
‫للتشغيل في الدورة العشرين لمؤتمر العمل العربي ) عمان ‪ . ( 1993‬تواصلت‬
‫عناية منظمة العمل العربية بقضايا تنمية القوى العاملة العربية والتشغيل‪ ،‬وذلك‬
‫من خللا إدراج موضـوع " تنمية المـوارد البشرية في مواجهة البطالة "‬
‫ضمن بنود جدولا أعمالا الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر العمل العـــربي‬
‫) القاهرة ‪ ( 1999‬لتخاذ ما يراه مناسبا في هذا الشأن‪ .‬و قد نتج عن دراسة‬
‫اللجنة الفنية التي تم تشكيلها من بين أعضاء المؤتمر العام للبند التاسع من‬
‫جدولا أعماله تحت عنوان " تنمية الموارد البشرية في مواجهة البطالة "‬
‫التوصــل إلى إصدار العديد من التوصيات بخصوص تنمية الموارد البشرية‬
‫العربية‪.‬‬
‫تم إعداد مشروع الستراتيجية العربية لتنمية القوى العاملة والتشغيل من‬
‫خللا الخطوات التي اتخذها مكتب العمل العربي عبر عدة جولت ماراطونية )‬
‫‪ ،(52‬بدءا بأعمالا الدورة الثامنـة و العشرين لسنة ‪ 2001‬و انتهاء بالدورة‬
‫الثلثين لمؤتمر العمل العربي بتونس سنة ‪ 2003‬والذي تم فيه إقرار‬
‫الستراتيجية العربية لتنمية القوى العاملة و التشغيل واعتبارها إلزامية لمنظمة‬
‫العمل العربية في إطار خطط وبرامج عملها المستقبلية ‪ ،‬وعدت بمثابة قاعدة‬
‫استرشادية مشتركة لخطط التنمية القطرية في المجالا الجتماعي خاصة و‬
‫مرجعا رئيسيا للجهود غير الرسمية والثنائية وشبه الجماعية في المجالا‬
‫الجتماعي‪ .‬و عموما فقد تم التركيز من خللا الستراتيجية العربية لتنمية‬
‫القوى العاملة والتشغيل على ضرورة وأهمية تحقيق التوازأن بين مخرجات‬
‫التعليم الفني والتدريب المهني ومتطلبات واحتياجات سوق العمل‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ 2‬ـ المقترحاات المقدمة لحل مشكلة البطالة في الوطن العربي‬

‫تعد البطالة بمثابة قنبلة موقوتة تهدد الستقرار في العالم العربي‪ ،‬و أيا‬
‫كانت التجارب العربية للتصدي لها فإن المطلوب هو وضع إستراتيجية وطنية‬
‫و عربية شاملة آخذة بعين العتبار الجراءين التاليين‪:‬‬
‫‪ -‬إجراءات الجل القصير و المتوسط ‪،‬‬
‫‪ -‬إجراءات الجل الطويل‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ ‪ 1‬ـ إجراءات الجل القصير و المتوسط‬

‫و الهدف من هذه الجراءات هو التحكم في أزأمة البطالة أو الحد منها‬


‫و التخفيف من آثارها السلبية‪ ،‬و عموما يمكن تحديدها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تشغيل الطاقات العاطلة الموجودة في مختلف قطاعات القتصاد الوطني‪ ،‬و‬
‫ذلك من خللا التوسع في برامـج التدريب و إعادة التدريب في مجالا المهن‬
‫اليدوية و نصف الماهرة‪ ،‬خاصة أن مزاولة هذه المهن تعتمد أساسا على الكفاءة‬
‫الشخصية و الخبرة‪ ،‬و تحتاج إلى قدر بسيط من رأس المالا‪ ،‬و يمكن أن‬
‫تستوعب أعدادا كبيرة من العمالة المحلية؛‬
‫‪ -‬أن تضع الحكومات العربية برامج خاصة للنهوض بالخدمات الصحية و‬
‫التعليمية و المرافق العامة‪ ،‬المر الذي سيترتب عليه خلق فرص عمل منتجة‬
‫للف الخريجين و المؤهلين للعمل في هذه القطاعات‪ ،‬مع أن هذا القتراح‬
‫يحمل بين طياته حل جزئيا للبطالة‪ ،‬إل أنه سيسهم في نفس الوقت في التنمية‬
‫البشرية التي تمثل الن إحدى الركائز المهمـة للتنمية المتواصلة؛‬
‫‪ -‬دعم حماية و تشجيع القطاع الخاص المحلي و خاصة في المجالت كثيفة‬
‫العمالة كالقطاع الزراعي‪ ،‬شريطة أن تتناسب المزايا و الحوافز المقررة له مع‬
‫حجم ما يوفره من فرص للعمالة المحلية؛‬
‫‪ -‬إحياء قطاعات مغيبة في برامج التنمية القتصادية في بعض الدولا العربية‪،‬‬
‫خاصة التي وجدت في العوائد الريعية ملذا لتنفيذ خططها في المجالت‬
‫المختلفة أل هو قطاع الخدمات السياحية‪ ،‬حيث تمتلك أغلب الدولا العربيـة‬
‫فضاءات سياحيـة ستمتص كما هائل من العاطلين لو أحسن استغللها؛‬
‫‪ -‬تعريب العمالة العربية و يتم ذلك من خللا إحللا العمالة العربية محل‬
‫العمالـة الجنبية في الدولا العربية التي تعاني من نقص في تخصصات و مهن‬
‫معينة مثل دولا الخليج العربية؛‬

‫‪22‬‬
‫‪ -‬تبني فكرة المشروعات الصغيرة و المتوسطة التي تعتبر أحد أبرزأ الليات‬
‫الجيدة لمواجهة مشاكل البطالة في الوطن العربي من خللا ما توفره من فرص‬
‫عمل جديدة للشباب‪ ،‬وتعتبر ملئمة جدا لظروف الدولا العربيــة وذلك لعدة‬
‫اعتبارات أبرزأها زأيادة معدلت نمو السكان وبالتالي حجم القوى العاملة‬
‫وانتشار البطالة وبمعدلت متزايدة وخاصة بين الخريجين الجدد؛‬
‫‪ -‬الربط بين أساليب ومناهج وسياسات التعليم والتدريب المهني ومتطلبات‬
‫أسواق العمل وتقليل الفجوة بين مختلـف مكونات هذه العناصر وذلك تماشيا ا مع‬
‫قضايا الساعة المطروحة حولا التصدي لمشكلت البطالة؛‬
‫‪ -‬ربط شبكات معلومات التشغيل والتعليم والتدريب طبقا ا لمستويات المهارة‬
‫المحددة لرفع معدلت الستفــادة من القوى العاملة العربية والعمل على‬
‫استقرارها داخل الوطن العربي‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ ‪ 2‬ـ إجراءات الجل الطويل‬

‫يقصد بالجل الطويل ذلك المدى الزمني الذي يسمح بحدوث تغيرات‬
‫هيكلية في الظاهرة محل الدراسة‪ ،‬وعليـه فإن اقتلع جذور البطالة بالدولا‬
‫العربية على المد الطويل‪ ،‬سيتوقف على قدرة هذه الدولا على خلق البيئة أو‬
‫القواعد التي ستسمح بتوفير فرص إنتاجية متزايدة للتوظف تتناسب مع‬
‫أعداد الذين سيدخلون سنويا لسواق العمل العربية ولن يتحقق ذلك إل من‬
‫خللا إستراتيجية للنمو و العمالة‪ ،‬ومهما يكن من أمر فإن هذه الستراتيجية‬
‫يجب أن تتضمن تحقيق المساعي التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬تحسين الداء القتصادي العربي و تحسين مناخ الستثمار في الدولا‬
‫العربية‪ ،‬و إزأالة كافة القيود التنظيمية و القانونية التي تحولا دون اجتذاب‬
‫الموالا العربية في الخارج‪ ،‬و التي تقدر بحوالي ‪ 800‬مليار دولر‬
‫أمريكي‪ ،‬و لشك أن عودة هذه الموالا للستثمار في الدولا العربية من‬
‫شانه المساهمة في كبح جماح مشكلة البطالة في هذه القتصاديات‪.‬‬
‫‪ -‬زأيادة الستثمار بمعدلت تفوق المعدلت السابقة‪ ،‬حتى تتمكن هذه الدولا‬
‫من تحقيق نمو يسمح لها بخلق فرص عمل تتناسب مع معدلا نمو العمالة‬
‫الجديدة الداخلة إلى سوق العمل واستيعاب نسبة من العاطلين إذا ما أرادت‬
‫الحد من تفاقم معدلت البطالة‪.‬‬
‫‪ -‬معالجة تشوهات السواق في الدولا العربية‪ ،‬لنه كثيرا ما تسيطر عليها‬
‫العناصر الحتكارية و الطفيلية التي تسيء إلى استخدام الموارد و توزأيعها‬
‫على المجالت المختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة اعتماد و تنفيذ برامج عربية ملئمة للتنمية البشرية تنفذ على‬
‫المدى الطويل‪،‬يتسنى من خللها الرتقاء بمستويات التعليم و الصحة و‬
‫‪23‬‬
‫السكان و الرعاية الجتماعية‪ ،‬حيث بات ذلك حتمية للرتقاء بمستويات‬
‫إنتاجية العمل النساني العربي‪ ،‬و في ذات الوقت تمثل أحد المصادر‬
‫الرئيسية للنمو و التنمية في الوقت الراهن‪.‬‬
‫‪ -‬تتوافر في الوطن العربي العديد من المقومات الساسية لقيام التكامل‬
‫القتصادي وإيجاد بنية ملئمة لعملية التنمية الشاملة ‪ .‬وفي الظروف‬
‫الراهنة فان النطلق من اعتبار الوطن العربي ككل إطارا عاما لتحرك‬
‫المقومات وفعلها هو ضروري عند التركيز على قضية التكامل ‪،‬وذلك لنه‬
‫يسمح بتكامل موارد ومعطيات القطار منفردة أو في مجموعات إقليمية‬
‫‪،‬وعملية التكامل تسهم في التخفيف من مشكلة البطالة في الدولا العربية‪،‬‬
‫وذلك إذا تكيف الطار السياسي والداري بالشكل الملئم ليفععل حركة‬
‫النتاج بين الدولا العربية‪.‬‬
‫‪ -‬اعتماد قاعدة معلوماتية عربية للوظائف المطروحة و الباحثين عنها‬
‫لزأالة الغموض الذي يكتنف سوق العمل العربي‪ ،‬و يجب هنا التنويه‬
‫بضرورة الستفادة من تجربة بعض الدولا الغربية في إنشاء بنوك قومية‬
‫للتوظيف توفر قاعدة معلومات ضخمة للوظائف الشاغرة في القطاعين‬
‫العام و الخاص‪.‬‬

‫خاتمـة ‪:‬‬

‫تعد مشكلة البطالة كما أوضحنا في البحث واحدة من أخطر المشكلت‬


‫التي تواجه المجتمعات العربية‪ ،‬كما تعتبر أيضا ا أحد التحديات التي يجب على‬
‫الدولا العربية النتباه لها حاليا ‪ .‬حيث يتوجب عليها أن تسرع في العمل على‬
‫إيجاد السياسات و الستراتيجيات التي يمكن من خللها مواجهة هذه المشكلة‬
‫حتى ل تتفاقم المشكلت المترتبة عليها‪ .‬وعليه وجـب ضرورة اتخاذها التدابير‬
‫التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬السعي لتحقيق التعاون والتكامل القتصادي العربي ‪.‬‬
‫‪ -‬ربط البرامج التعليمية والتدريبية في الدولا العربية باحتياجات سوق العمل‬
‫بها‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة الهتمام بالصناعات الصغيرة والحرف اليدوية و التي من شأنها‬
‫استقطاب عدد كبير من اليد العاملة إذا ما لقيت الدعم اللزأم من طرف‬
‫الحكومات العربية‪.‬‬
‫‪ -‬توفير رؤوس الموالا و ذلك من خللا اعتماد إستراتيجية عربية موحدة‬
‫لسترداد الموالا العربية المهاجرة‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة بعث نشاط لجان الزكاة لتمويل بعض المشروعات الفردية الخاصة و‬
‫التي من شأنها التقليل من أزأمة البطالة‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الهوامش و المراجع‬

‫‪David Begg et autres، Macroéconomie، Dunod،2e -1‬‬


‫‪.édition، Paris،1999، pp:213-214‬‬
‫‪ -2‬رمزي زأكي‪ ،‬القتصاد السياسي للبطالة‪ ،‬مجلة عالم المعرفة‪ ،‬العدد ‪،226‬‬
‫الكويت‪،‬أكتوبر ‪ ،1997‬ص ‪.39 :‬‬
‫‪ -3‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.16-15 :‬‬
‫‪ -4‬جيمس جوارتيني و ريجارد استروب‪ ،‬القتصاد الكلي‪ ،‬ترجمة‪ :‬عبد الفتاح‬
‫عبد الرحمان و عبد العظيم محمد‪ ،‬دار‬
‫المريخ للنشر‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪،1999 ،‬ص ‪.202 :‬‬
‫‪ -5‬رمزي زأكي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.30 :‬‬
‫‪ -6‬بشير الدباغ و عبد الجبار الجرمود‪ ،‬مقدمة في القتصاد الكلي‪،‬دار المناهج‬
‫للنشر و التوزأيع‪ ،‬الردن‪ ،‬الطبعة الولى‪،‬‬
‫‪ ،2003‬ص ‪.391 :‬‬
‫‪ -7‬البشير عبد الكريم‪ ،‬تصنيفات البطالة و محاولة قياس الهيكلية و المحبطة‬
‫منها‪ ،‬مجلة اقتصاديات شمالا إفريقيــا‪،‬‬
‫العدد الولا‪ ،2004 ،‬ص‪.152 :‬‬
‫‪ -8‬بشير الدباغ و عبد الجبار الجرمود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.393 :‬‬
‫‪ -9‬رمزي زأكي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.32 :‬‬
‫‪ -10‬بشير الدباغ و عبد الجبار الجرمود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.380 :‬‬
‫‪ -11‬رمزي زأكي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.33 :‬‬
‫‪ -12‬محمد آدم‪ ،‬صندوق النقد الدولي و التنمية في الدولا النامية‪ ،‬مجلة النبأ‪،‬‬
‫العدد ‪.2000 ،54‬‬
‫‪ -13‬جورج توفيق العبد و حميد رضا داوي‪ ،‬تحديات النمو و العولمة في‬
‫الشرق الوسط و إفريقيا‪ ،‬مجلة التمويـــل‬
‫و التنمية‪ ،‬مارس ‪ ،2003‬ص‪.07:‬‬
‫‪ -14‬رمزي زأكي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.129 :‬‬
‫‪ -15‬انظر‪ :‬التقرير القتصادي العربي الموحد لسنة ‪.2003‬‬
‫‪ -16‬أحمد عبد الرحمان احمد‪ ،‬مدخل إلى إدارة العمالا الدولية‪ ،‬دار المريخ‬
‫للنشر‪ ،‬السعودية‪ ،2001 ،‬ص‪.30:‬‬
‫‪ -17‬انظر‪ :‬التقرير القتصادي العربي الموحد لسنة ‪.2004‬‬
‫‪ -18‬الخضر عزي‪ ،‬فعالية سياسة التشغيل من خللا الصندوق الوطني للتأمين‬
‫على البطالة‪ ،‬مجلة علوم إنسانية‪،‬‬

‫‪25‬‬
‫السنــة الثالثة‪ ،‬العدد ‪ ،26‬جانفي ‪.2006‬‬
‫‪ -19‬أنظر في ذلك ‪ :‬تقارير المجلس الوطني القتصادي و الجتماعي )‬
‫‪.(C.N.E.S‬‬
‫‪ -20‬رمزي زأكي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.144 :‬‬
‫‪ -21‬التقرير القتصادي العربي الموحد لسنة ‪.1996‬‬
‫‪United Nations، Report on the world social situation، -22‬‬
‫‪.1993، p: 17‬‬
‫‪ -23‬أنظر‪ :‬الكتاب الحصائي السادس‪ ،‬منظمة العمل العربي‪.2003 ،‬‬
‫‪ -24‬أنظر‪ :‬التقرير القتصادي العربي الموحد لسنة ‪.2004‬‬
‫‪ -25‬أنظر‪ :‬الندوة القومية حولا المواءمة بين سياسات التعليم و التدريب‬
‫المهني و التقني و متطلبات سوق العمل‪،‬‬
‫منظمة العمل العربية‪ ،‬القاهرة‪ 16-14 :‬جوان ‪.2005‬‬
‫‪ -26‬أنظر‪ :‬التقرير القتصادي العربي الموحد لسنة ‪.2003‬‬
‫‪ -27‬أنظر‪ :‬التقرير القتصادي العربي الموحد لسنة ‪.2004‬‬
‫‪ -28‬أنظر‪ :‬التقرير القتصادي العربي الموحد لسنة ‪.2003‬‬
‫‪ – 29‬نفس المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ -30‬أحمد عبد الرحمان احمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.28 :‬‬
‫‪ -31‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.30 :‬‬
‫‪ -32‬محمد سعيد نابلسي‪ ،‬المنعكسات السلبية للمتغيرات الدولية على العمالة‬
‫في الوطن العربي‪ ،‬مجلة البرلمان العــربي‪،‬‬
‫السنة الحادية و العشرون‪ ،‬العدد ‪ ،27‬أكتوبر ‪.2000‬‬
‫‪ -33‬أنظر‪ :‬تقرير التنمية البشرية‪ ،‬البرنامج النمائي للمم المتحدة‪.1999 ،‬‬
‫‪ -34‬محمد سعيد نابلسي‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -35‬أنظر‪ :‬الندوة القومية حــــولا المواءمة بين سياسات التعليم و التدريب و‬
‫سوق العمــل‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -38 – 37 -36‬نفس المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ -39‬أنظر ‪ :‬التقرير القتصادي العربي الموحد لسنة ‪.1999‬‬

‫‪ -40‬أنظر في ذلك ‪ " :‬مقالة بعنوان‪ :‬العولمة تزيد من أزأمة البطالة في‬
‫الوطن العربي" المنشورة بتاريخ ‪ 06‬جوان‬
‫‪ 2000‬نقل عن قدس برس على الموقع اللكتروني ‪. :‬‬
‫‪www.IslamOnline.net‬‬
‫‪ -41‬أنظر ‪ :‬التقرير القتصادي العربي الموحد لسنوات ‪،1995‬‬
‫‪.1996،1997‬‬

‫‪26‬‬
‫‪ – 42‬أنظر في ذلك " مقالة العولمة تزيد من أزأمة البطالة في الوطن‬
‫العربي"‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -43‬ممدوح متروك سلم‪ ،‬هجرة الدمغة العربية‪ ،‬مجلة السويداء‪ ،‬ماي‬
‫‪.2005‬‬
‫‪ – 44‬محمد عبد ا البكر‪ ،‬أثر البطالة في البناء الجتماعي‪ ،‬مجلة العلوم‬
‫الجتماعية‪ ،‬جامعة الكويت‪ ،‬المجلد ‪،32‬‬
‫العـدد ‪.2004 ،2‬‬
‫ا‬
‫‪ – 45‬أنظر في ذلك مثل‪ :‬جريدة الرياض‪ ،‬العدد ‪ 10751‬الصادر في يوم‬
‫الحد ‪ 30‬رجب ‪ ،1418‬السعودية‪.‬‬
‫‪ -46-47-48‬نقل عن مقالة لحمد الليثي بعنوان "البطالة في العالم العربي ‪..‬‬
‫أسبــــاب وتحديات"‬
‫‪27‬بتاريخ مارس ‪ 2005‬على الموقع اللكتروني ‪jobs-‬‬
‫‪gate.com.www‬‬
‫‪ -49‬أنظر في ذلك ‪:‬‬
‫‪ : C.N.E.S‬التقرير السنوي ‪ ،1997‬رأي حولا مشروع مخطط الوطني‬
‫لمكافحة البطالة الجزائر‪ ،‬جويلية ‪.9819‬‬
‫‪ : C.N.E.S‬النعكاسات القتصادية والجتماعية لبرنامج التعديل الهيكلي‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬نوفمبر ‪.1998‬‬
‫‪ :‬مشروع التقرير الوطني حولا التنمية البشرية‪ ،‬الجزائر‬ ‫‪C.N.E.S‬‬
‫‪.1998‬‬
‫‪ : O.N.S‬الجزائر بالرقام سنة ‪ 1998‬نتائج ‪.1996‬‬
‫‪ -50-51‬أنظر‪ :‬الندوة القومية حولا المواءمة بين سياسات التعليم و التدريب‬
‫المهني‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪27‬‬

You might also like