Professional Documents
Culture Documents
أسباب و تحديات
أ .الوافي الطيب ،أ .بهلول لطيفة
جامعة تبســة
ملخص :
مقدمـة:
- 1تعريف البطالة
إن أي شخص يتعرض لهذا المصطلح يقر بإمكانية تعريف البطالة
على أنها " عدم امتهان أي مهنة" .و في حقيقة المر أن هذا التعريف غير
واضح و غير كامل) ،(1إذ ل بد من إعطاء هذه الظاهرة حجمها القتصادي
بعيدا عن التأويلت الشخصية .
في التعريف الشاسع للبطالة الذي أوصت به منظمة العمل الدولية،
والذي ينص على أن " العاطل عن العمــل هو ذلك الفرد الذي يكون فوق سن
معينة بل عمل و هو قادر على العمل و راغب فيه و يبحث عنه عند مستوى
أجر سائد لكنه ل يجده ") .(2بإثراء التعريف السابق يمكن أن نحدد الحالت
التي ل يمكن أن يعتبر فيها الفراد عاطلين عن العمل فيما يلي):(3
-العمالا المحبطين و هم الذين في حالة بطالة فعلية و يرغبون في العمل ،و
لكنهم لم يحصلوا عليه و يئسوا من كثرة ما بحثوا ،لذا فقد تخلوا عن عملية
البحث عن عمل .و يكون عددهم كبيرا خاصة في فترات الكساد الدوري.
-الفراد الذين يعملون مدة أقل من وقت العمل الكامل و هم يعملون بعض
الوقت دون إرادتهم ،في حين أنه بإمكانهم العمل كامل الوقت.
-العمالا الذين لهم وظائف و لكنهم أثناء عملية إحصاء البطالة تغيبوا بصفة
مؤقتة لسبب من السباب كالمرض العطل و غيرها من السباب.
-العمالا الذين يعملون أعمال إضافية غير مستقرة ذات دخولا منخفضة ،و هم
من يعملون لحساب أنفسهم.
-الطفالا ،المرضى ،العجزة ،كبار السن و الذين أحيلوا على التقاعد.
2
-الشخاص القادرين عل العمل و ل يعملون مثل الطلبة ،و الذين بصدد تنمية
مهاراتهم.
-الشخاص المالكين للثروة و المالا القادرين عن العمل و لكنهم ل يبحثون عنه.
-الشخاص العاملين بأجور معينة و هم دائمي البحث عن أعمالا أخرى أفضل.
وعليه يتبين أنه ليس كل من ل يعمل عاطل ،و في ذات الوقت ليس كل من
يبحث عن عمل يعد ضمن دائرة العاطلين.
2ـ أنواع البطالة
يمكن تحديد أنواع البطالة فيما يلي:
إن هذه البطالة جزئية ،بمعنى أنها تقتصر على قطاع إنتاجي أو
صناعي معين ،و هي ل تمثل حالة عامة من البطالة في القتصاد .يمكن أن
ينتشر هذا النوع من البطالة في أجزاء واسعة ومتعددة في أقاليم البلد الواحد.
3
ينشأ هذا النوع من البطالة نتيجة للتحولت القتصادية التي تحدث من
حين لخر في هيكل القتصاد كاكتشاف موارد جديدة أو وسائل إنتاج أكثر
كفاءة ،ظهور سلع جديدة تحل محل السلع القديمة).(7
تعرف البطالة الهيكلية على أنها البطالة التي تنشأ بسبب الختلف و
التباين القائم بين هيكل توزأيع القوى العاملـــة و هيكل الطلب عليها) .(8يقترن
ظهورها بإحللا اللة محل العنصر البشري مما يؤدي إلى الستغناء عن عدد
كبير من العمالا ،كما أنها تحدث بسبب وقوع تغيرات في قوة العمل كدخولا
المراهقين و الشباب إلى سوق العمل بأعداد كبيرة .قد عرفت البلدان الصناعية
المتقدمة نوعا جديدا من البطالة الهيكلية بسبب إفرازأات النظام العالمي الجديــد
و الذي تسارعت وتيرته عبر نشاط الشركات المتعددة الجنسيات التي حولت
صناعات كثيرة منها إلى الدولا الناميــة بسبب ا ارتفاع معدلا الربح في هذه
الخيرة .هذا النتقالا أفقد كثيرا من العمالا الذين كانوا يشتغلون في هذه الدولا
مناصب عملهم وأحالهم إلى بطالة هيكلية طويلة المدى).(9
ينشأ هذا النوع من البطالة نتيجة ركود قطاع العمالا و عدم كفاية
الطلــب الكلي على العمل ،كما قد تنشأ نتيجة لتذبذب الدورات القتصادية .
يفسر ظهورها بعدم قدرة الطلب الكلــي على استيعاب أو شراء النتاج المتاح
مما يؤدي إلى ظهور الفجوات النكماشية في القتصاد المعني بالظاهرة.
تعادلا البطالة الموسمية الفرق الموجود بين العدد الفعلي للعاملين و
عددهم المتوقع عند مستوى النتاج المتــاح و عليـه فعندما تعادلا البطالة
الموسمية الصفر فإن ذلك يعني أن عدد الوظائف الشاغرة خللا الفترة يسـاوي
عـدد الشخـاص العاطلين عن العمل).(10
تعتبر البطالة الموسمية إجبارية على اعتبار أن العاطلون عن العمل في
هذه الحالة هي على استعداد للعمل بالجور السائـدة إل أنهم لم يجدوا عمل.
يتقلب مستوى التوظيف و الستخدام مع تقلب الدورات التجارية أو
الموسمية بين النكماش و التوسع ) يزيد التوظيف خللا فترة التوسع و ينخفض
خللا فترة الكساد ( و هذا هو المقصود بالبطالة الدورية.
4
3ـ 1ـ البطالة الختيارية و البطالة الجبارية
تنشأ البطالة المقنعة في الحالت التي يكون فيها عدد العمالا المشغلين
يفوق الحاجة الفعلية للعمل ،مما يعني وجود عمالة فائضة ل تنتج شيئا تقريبا
حيث أنها إذا ما سحبت من أماكن عملها فأن حجم النتاج لن ينخفض .أما
البطالة السافرة فتعني وجود عدد من الشخاص القادرين و الراغبين في العمل
عند مستوى أجر معين لكن دون أن يجدوه ،فهم عاطلون تماما عن العمل ،قد
تكون البطالة السافرة احتكاكية أو دورية).(11
5
عندما يبتعد القتصاد الوطني عن التوظيف الكامل فإن معدلا البطالة
السائد يكون أكبر أو أقل من معدلا البطالة الطبيعي ،أي أنه عندما تسود حالة
النتعاش يكون معدلا البطالة السائد أقل من معدلا البطالة الطبيعي ،أما في حالة
النكماش فإن معدلا البطالة السائد يكون أكبر من معدلا البطالة الطبيعي و بذلك
تعم البطالة الدورية.
1ـ 1ـ فشل برامج التخطيط القاتصادي و تفاقام أزمة المديونية الخارجية
أدى تطبيق هذه البرامج إلى تسريح أعداد كبيرة من العمالا في
شركـات و مؤسسات القطاع العام .و في هذا الصدد يمكن الستدللا بحالة
الجزائر ،فقد انتقل معدلا البطالة من حدود %17سنة 1986إلى % 30خللا
السداسي الولا لسنة 1999بسبب ما رافق الصلحات من تسريح للعمالا و
غلق للوحدات).(19
7
كما نشير هنا أن الحكومات العربية تخلت عن دورها التخطيطي بعد
أن أصبح دورها يتركز فقـط على الشــراف أو التوجيه عن بعد ،و بالتالي
غابت الدوات الفعالة لتنفيذ الخطط التنموية و على رأسها الحد من البطالة.
نتج عن خصخصة مشروعات القطاع العام موجة تسريح هائلة من
العمالة الموظفة لديها ،و خاصة العمالة ذات الجور المرتفعة أو خفض رواتب
العمالا الذين بقوا في وظائفهم .و قد أصبحت عمليات الخصخصة التي تجرى
على نطاق واسع أكبر مصدر لنمو البطالة في البلدان العربية ،و يضاعف من
حرج الموقف قيام الشركات الجنبية التي أصبحت تمتلك هذه المؤسسات
بترحيل أرباحها للخارج مما يؤثر سلبا موازأين المدفوعات و القدرة التراكمية
للبلدان العربية).(20
أصبحت اغلب الدولا العربية تتحمل عبئا كبيرا في سبيل مواجهة تفاقم
أزأمة البطالة خصوصا بين الشبــاب و ذوي الشهادات العلمية و التقليل من
آثارها السلبية ،و ذلك بسبب تداخل عدد من العوامل ذات العلقة المباشرة
بقضية التشغيل كالنمو السكاني ،نمو القوى العاملة و مستويات مهارتها و
إنتاجيتها ،الداء القتصادي و التطورات الجتماعية.
9
على الرغم من تحقيق البلدان العربية تقدما في بعض المؤشرات
الجتماعية كانخفاض معدلا الوفيات ،تحسن متوسط العمر المتوقع عند الولدة
و في معدلت المية .ل تزالا العديد من الدولا تعاني من بعض هاته المشاكل و
على رأسها نمو القوى العاملة بمعدلا أكبر من معدلت نمو فرص العمل.
يقدر عدد السكان الجمالي للدولا العربية لسنة 2003بحوالي 302
مليون نسمة مع تباين كبيـر بين هـذه الـدولا إذ يتراوح بين 638ألف نسمة في
قطر و 67مليون في مصر ).(23
يقدر النمو السكاني في البلدان العربية للفترة 2003 -1995بحوالي
، % 2.4و يعتبر هذا المعدلا العلى بين القاليم الرئيسية في العالم باستثناء
دولا إفريقيا جنوب الصحراء) ،(24كما يعتبر معدلا النمو السكاني في الدولا
الخليجيــة و ليبيا مرتفعا مقارنة بباقي الدولا العربية نتيجة زأيادة عدد العمالة
الوافدة إليها.
كما نشير إلى أن الفترة الممتدة بين 2001 -1970قد تميزت بزيادة
أعداد المهاجرين من الرياف إلى المدن ،حيـث تراوحت بين % 50 - %25
من سكان الريف ،و ذلك بالنسبة لمعظم البلدان العربية نتيجة عدم توفر فرص
العمل المناسبة و نقص الخدمات في الناطق الريفية مما أدى إلى اكتظاظ المدن
و تزايد معدل البطالة).(25
إن أهم ما يميز التوزأيع السكاني في الدولا العربية هو ارتفاع نسبة الفئة
القل من 15سنة مما يطرح مشكلـة مستقبليـة عويصة في الجل القريب بسبب
طلبهم المتوقع للعمل ،حيث تتراوح هذه النسبة بين % 25في الكويـت و 46
%في اليمن ،بينما تتراوح نسبة السكان في الفئة العمرية 65 – 15سنة بين
حوالي %50في اليمــــن و %74في الكويت بسبب ارتفاع أعداد العمالة
الوافدة إليها و التي تقع ضمن هذه الشريحة).(26
قدر حجم القوى العاملة العربية حسب إحصائيات سنة 2003بحوالي
110مليون مقابل 300مليون نسمـة أي ما يعادلا حوالي %37من إجمالي
سكان الدولا العربية .تعود هذه الظاهرة إلى مجموعة عوامـل ديمغرافيـة و
اجتماعيـة من أهمها التركيبة السكانية التي تتصف بالفتوة ،حيث ترتفع نسبة
السكان في الفئة العمرية 15سنة فأكثر كما أسلفنـا الذكر إلى ،% 50إضافة
إلى انخراط الشباب في مراحل التعليم المختلفة).(27
أدى النمو السكاني السريع إلى ارتفاع معدلت نمو القوى العاملة
العربية بنسبة %3.1خــللا الفترة 2001- 1995و الذي تجاوزأ معدلا النمو
السكاني البالغ %2.5خللا نفس الفترة الزمنية).(28
تتباين معدلت نمو القوى العاملة فيما بين الدولا العربية ،حيث يشير
التقرير القتصادي العـــربي الموحد لسنة 2003لرتفاعها عن المتوسط العام
10
للدولا العربيـة ،وذلك في تسع دولا هي الردن ،سوريا ،اليمن ،الجزائر،
السعودية ،العـراق ،عمـان ،لبنــان و ليبيــا ،إذ تتراوح ما بين %3.2و . %5.5
من المتوقع أن يستمر نمو معدلت القوى العامة العاملة العربية لعدة
عقود قادمة ،مما يسمح بوصولا أعداد كبيرة من العمالة لسوق العمل سنويا،
ورغم ارتفاع هذه المعدلت فل تزالا نسبة مشارك المرأة منخفضة ،حيث ل
يتجـــاوزأ %29من القوى العاملة باستثناء بعض الدولا لعربية التي تتميز
بمشاركة أكبر للمرأة خاصة في المجالا الزراعية).(29
و ما يجـب التنبيه إليه في هذا المقام هو ما تدور حوله مشكلة البطالة
في الوطن العربي هو ذلك التباين الموجود بين النمو الحادث بين قوة العمل و
النمو المتواضع الذي ينمو به الطلب على العمالة سنويا ،كما يمكن إيعازأ هذا
الختـللا أيضا التباين الموجود بين نمو الناتج المحلي الجمالي للدولا العربية
و معدلا نمو قوة العمل بها.
11
نتيجة لتجاهات الشركات الدوليـــة و خياراتها لمناطق الستثمار في العالم التي
تحقق مصالحها ،فان المنطقة العربية مازأالت خارج اهتمام هذه الشركات
باستثناء الشركات الدولية العاملة في مجالت النفط و مشتقاته و التي تستخدم
تقنية عالية و أيدي عاملة عالية التأهيــل ،و قد تكون غيـر عربيــة في كثير من
الحيان.يقدر عدد العاطلين عن لعمل في الوطن العربي حوالي 12مليون فرد
و حسب تقرير التنمية البشرية الصادر عن البرنامج النمائي للمم المتحدة
لسنة 1999فإن عددا من الدولا العربية )السودان ،اليمن ،الصومالا ،موريتانيا
( تقع في ترتيب الدولا ذات التنمية المنخفضة أو ما يطلق عليه بلدان الفئة
الثالثة ،و التي يبلغ نصيب الفرد من الستثمارات الجمالية حوالي 04
دولرات فقط ،بينما يزيد نصيب الفرد من الستثمارات في بعض الدولا العربية
ذات الفئة الثانية )،(33وحسب نفس التقرير 31دولرا ،في حين يقارب 300
دولرا في الدولا ذات الفئة الولى.
لتبيان أثر التجاهات الدولية وأسواق العمل الدولية على العمالة العربية
في ظل الوضاع العربيـة القتصاديـة السائدة ،يمكن الشارة إلى بعض المثلة
في بعض الدولا العربية فعلى سبيل المثالا بلغ عدد العاطلين عن العمـــل من
الخريجين الجامعيين في مصر مليون وثمانمائة ألف عاطل عام ، 1995كما
هو معروف بدأت مصر تجربـة النفتاح والخصخصة وتحرير التجارة
والسواق في العديد من القطاعات قبل غيرها من البلدان العربية).(34
أما في الجزائر فقد بدأت سياسات التصنيع الثقيل بواسطة الشركات
الجنبية العملقة وانتشرت مشاريع تسليم المفتاح باليد منذ مطلــع السبعينات
وحيث تم التركيز على رفع إنتاجية العمل بالعتماد على التقنيات الحديثة دون
الهتمام بالتشغيل واستيعاب قوة العمل الفائضة.
تعم البطــالة في الجزائر بين الشبـاب والنساء ،فالبطالة والفقر يمكن
إرجاع سببهما لما شهدته الجزائر خللا العشرية الماضية من أعمالا تخريبية.
كما يمكن أيضــا الستدللا باليمن كمثالا آخر عن التأثيرات السلبية الناجمة عن
الخلفات العربية بالضافة للعوامل الداخلية ،فالبطالــة والفقر تفاقما إلى حد
خطير بعد عودة العمالا اليمنيين من دولا الخليج على إثر حرب الخليج الثانية
ونتيجة لما يسمــى بسياسات الصلح القتصادي التي تفرضها قوى العولمة
التي أدت إلى التضخم الهائل وارتفاع السعار وعجز الحكومـة عن دفع
رواتـب بعض فئات العمــالا و الموظفين.
إن انخراط المنطقة العربية في اتجاهات النظام العالمي الجديـد قد
يـؤدي في المستقبل إلى زأيادة الستثمـارات في بعض القطاعات التي تختارها
القوى الممثلة لهذه التجاهات وفي مقدمتها الشركات الدولية وإلى زأيادة إنتاجية
العمل في بعض المؤسسات النتاجية والخدمية المرتبطة بالسواق العالمية ،إل
أن النتيجة المتوقعة للعولمة من خللا سياسات المؤسسات والمنظمات الدولية
12
والشركات متعددة النشاط هي زأيادة معدلت البطالة وتعميق الفقر وتعميمه .إذ
يستحيل التفكير بأن الرأسمالية العالمية وتيارات أسواق العمل الدولية ستكون
قادرة على حـل هذه المشاكل الحالية والمتفاقمة في المستقبل .ومن الملحظ أن
أسواق العمل في الدولا المتقدمة تسعى فقط إلى جـــذب الكفاءات والدمغة
النادرة القادرة على التلؤم مع معطيات التقنيات الحديثة في هذه الدولا وذلك
خلفا ا لما كان عليـه الحالا في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية ،حيث فتحت
الدولا الوربية أبوابها لليد العاملة الجنبية ومنـها العربيـة ومن مستويات
مختلفـة في المهارة لعادة العمار وإصلح ما خربته الحرب.
13
أو قطـر بنسبـة تقـدر بـ %11.6حسب إحصائيات سنة 2001و ليبـيا بمعــدلا
%11.2لسنة ،1998و هي بطالة ذات طبيعة خاصة أقرب ما تكون إلى
البطالة الهيكلية .توعز أسبابها لسياسـات التعليم و التدريب و الستخدام
المنتهجة في هذه الدولا).(36
أصبح تفشي البطالة بين فئة الشباب خاصة ،ظاهرة عالمية تعاني منها
الدولا النامية و المتقدمة على حد السواء تكـاد تكون هذه الظاهرة محورا أساسيا
لكثير من النقاشات القتصادية و القرارات السياسية داخل كل دولة ،حيـث
بلغت معدلت البطالة بين الشباب مستويات مرتفعة و بشكل متفاوت فيما بين
الدولا العربية ،حيث بلغ هذا المعدلا أقصـاه في البحرين %65سنة 1997و
%61في مصـر سنة ،1998و يتجــاوزأ ذلك في حالـة سـوريا
و تقـارب النسبة %40في فلسطين و المغرب .أما بالنسبة للجنسين ،فكان
للذكور حظ ثلثة إناث من البطـالة في الجزائر و بالعكس في حالة مصر،
فللناث حظ الذكرين و تقع لبنان بينهما ،كما أن هذه النسبة تكاد تتساوى بين
الجنسين في البحرين).(37
الشد وقعا و إيلما في بطالة الشباب هم حملة الشهادات ،حيث أن
مؤسسات التعليم و التدريب تبدو و كأنها مولـد للبطالة و الدخولا المنخفضة
وتعمل على هدر جهود التنمية البشرية .انتشرت هذه الظاهرة بداية في مصـــر
و خاصة بالنسبة لحملة المؤهلت المتوسطة الذين يمثلون ما يزيد عن %70
من المتعلمين المتعطلين ،و بالمقابل فإن %4.1فقـط من المتعطلين هم من
الميين و نسبة أقل بين من يعرف القراءة و الكتابة بنسبة تقدر بـ %2.5و هي
حالة متطرفـة و غير أنها سرعان ما امتدت لتشيع بين الدولا العربية الخرى
كالجزائر ،المغرب ،تونس ،عمـــان ،الردن و سوريا...الخ).(38
14
2ـ 1ـ الثار القاتصادية
15
ل ،وخاصة في الدولا العربية ذات الكثافة السكانية زأيادة معدلت البطالة مستقب ا
والمصدرة للعمالة).(42
كما أن إحالة الكفاءات العربية ذات التكوين العالي في بعض البلدان
العربية و التي تشغل مناصب عمل سواء كانت غير مناسبة لتكوينهم أو لسبب
أنهم يعتبرون بمثابة عاطلين يتلقون مقابل ل يتعدى ما تمنحه الدولا المتقدمة
كمنحة للعاطلين ،من النتائج الخطيرة لهجرة الكفاءات العلمية في فقدان الوطن
لمكانات هذه الكفاءات العلمية والفكرية والتربوية التي انفق على تعليمها
وإعدادها أموال وجهودا كبيرة ،حيث تؤدي هذه الهجرة لعاقة عملية التقدم،
وإبطاء حركة التنمية وإضعافها في هذه الدولا.
تزايدت هجرة العقولا العربية في العقود الثلثة الخيرة لسباب كثيرة
منها عدم توفير الظروف المادية والجتماعية التي تؤمن مستوى لئقا من
العيش بالضافة إلى ضعف الهتمام بالبحث العلمي وعدم وجود مراكز البحث
العلمي المطلوبة.تقدر دراسة حديثة صدرت في دمشق إلى أن الخسارة
القتصادية للدولا العربية بسبب هجـرة عقولها بـ 1.57مليار دولر سنويا)
،(43وجاء في ذات التقرير أنه وفي الوقت الذي تدفع فيه الوضاع المعيشية
والعلمية والجتماعية إلى هجرة الدمغة العربية ،فان دولا الغرب والوليات
المتحدة تسعى لستقطاب هذه الدمغة من خللا تقديم الغراءات المادية
والحياتية الكبيرة ،لكي توظفها في خدمة البحث العلمي والصناعي ،وتأتي
الوليات المتحدة في مقدمة هذه الدولا التي تسعى بجميع الوسائل للحتفاظ
باللمعين من العقولا الجنبية المتخرجة من جامعاتها ،وإذا كانت الدولا التي
تشهد هذه الهجرة تحقق فائدة من تحويلت المغتربين في الخارج إلى ذويهم،
وقد تصل هذه العائدات إلى مبالغ كبيرة كما هو الحالا في اليمن ومصر ولبنان،
فإن سلبيات هذه الهجرة تبقى اكبر بكثير.
16
للنحراف ،إنما تعمل أيضا على إيجاد فئة من المجتمع تشعر بالحرية في
النحراف .و وفقا ا لهذه القناعة واليمـان فإن انتهاك النظمة والمعايير
السلوكية العامة أو تجاوزأها ل يعد عملا محظوراا في نظرهم ،لنهم ليسوا
ملزمين بقبـولها أو المتثالا لها .واتساقا ا مع هذه النتائج تشير دراسة أخرى إلى
أن الفقر والبطالة يــؤديان إلى حالة من شعور الرفض والعداء تجاه المجتمع
وعدم اليمان بشرعية أنظمته والمتثالا لها ،مما يؤدي إلى النحراف
والسلوك الجرامي ،وبخاصة فيما يتعلق بجرائم العتداء على النفس ،ويعززأ
هذا الفتراض ما أشارت إليه دراسة عن حالة البطالة في المملكة العربيـــة
السعودية إلى أن الفـرد العاطل قد يصاب بفقدان الشعور بالنتماء إلى المجتمع
حيث يشعر بالظلم ،الذي قد يدفعه إلى أن يصبح ناقمــا على المجتمع .لذا فإن
ضعف الضوابط السرية وتأثير القيم العامة الذي ينتج من ارتفاع نسبــة
البطالـة في المجتمع يؤدي إلى ضعف الستعداد والقابلية للمتثالا والتكيف مع
النظمة والضوابط الجتماعية ،وهذا الوضــع يكون سببا ا رئيسا ا في زأيادة
نسبة الجريمة خاصة جرائم العتداء على الملك.
كما أن البطالة تؤدي إلى انخفاض أواصـر الروابـــط التي يحملها
الناس تجاه المؤسسات الرسمية والنظمة والقيم الجتماعية السائدة في
المجتمـع ،كمـــا أنها تحـــد من فاعلية سلطة السرة بحيث ل تستطيع أن تقوم
أو تمارس دورها في عملية الضبط الجتماعي لطفالها .أضـف إلى ذلك أن
حالة البطالة عند الفرد يمكن أن تخلق كثيرا من مظاهر عدم التوافق النفسي
والجتماعي ،إضافة إلى أن كثيرا من العاطلين عن العمل يتصفون بحالت
من الضطرابات النفسية والشخصية .فمثل يتسـم كثير من العاطلين بعـدم
السعادة وعدم الرضا والشعور بالعجز وعدم الكفاءة مما يؤدي إلى اعتللا في
الصحة النفسية لديهم .
تعد البطالة المصدر الرئيسي لمشكلة الفقر وزأيادة أعداد الفقراء ،جاء
في دراسة علمية أعدتها الجامعة العربية ونشرتها بعض الصحف ،أن نسبة
الفقر في الدولا العربية تزداد بمعدلا ،%1.7سنوياا ،بحيث يعيش ما نسبته
%36من سكــان الـدولا العربية تحت خط الفقر و أن نصيب الفرد من الدخل
في الدولا العربية ل يتعدى 1500دولراا سنويا ا).(45
تؤكد الدراسات الجتماعيــة إلى أهمية دور رأس المالا العربي في
القضاء على معدلت الفقر المتزايدة ،مبينة أن استثمار جــزء يسير من
المـوالا العربية المهاجرة خارج البلد العربية تكفل القضاء على الفقر
العربي .تشير كافة التقارير والبيانات الحصائيـة إلى أن أزأمة البطالة بدأت
التنامي والتوسع وسط مجتمعات عربية متعددة كالعراق ،فلسطين ،الجزائر
،مصر وسورية ،ولم تعـد تنفع معها سياسات التجاهل والتغاضي السابقة .كما
أن الحداث والتطورات المتسارعة وحالة عدم الستقـــرار التي تشهدها
17
منطقة الشرق الوسط ساعدت على زأيادة تفاقم أزأمة البطالة بالمنطقة .ناهيك
عن مشكلة الهجرة الواسعة غير الشرعية التي تشهدها بعض الدولا العربية
بسبب عجزها عن توفير فرص عمل للعداد المتزايدة الداخلة إلى سـوق
العمل.
حسب تقديرات تقرير منظمة العمل الدولية ،اتسعت ظاهرة الهجرة
غير الشرعية بشكل ربما يفوق الهجــرة المماثــلة في التجارب الخرى ،وذلك
على رغم شدة القيود المفروضة على الهجرة ،مما ولد ظاهرة سميت بقوارب
الموت التي تحمل المهاجرين خاصة من دولا شمالا إفريقيا إلى الضفة
الوربية أمل في العثور على وظيفة في هذه الـدولا لكن هذه القوارب تحولت
إلى مصدر للمآسي خاصة بعد النتشالت المتكررة لجثث المهاجرين غير
الشرعيين من عرض البحر البيض المتوسط .وييتوقع أن تستمر محاولت
تهريب المهاجرين والقامة غير الشرعية رغم القيود التي تزداد شدة.
تبذلا الدولا العربية جهودا منفردة للحد من تفاقم مشكلة البطالة ،و
لكنهــا في نظـر المختصين تعتبر غير مجدية حتى الن ،ففي مصر)(46
تركزت الجهود في تشغيل الشباب بتمويل من الصندوق الجتماعي للتنمية ،و
رصدت له الدولة اعتمادات مالية كبيرة نصفها من موازأنتها العامة ،و انصب
اهتمام الصندوق على دعم الصناعات الصغيرة و المتوسطة ،إلى جانب تنفيذ
مشاريع لصالح الخريجين بتمكينهم من أراض زأراعية مستصلحة .
أما في الردن ،فقد بذلت الحكومة جهودا مضنية لتشغيل الشباب رغم
شح الموارد المالية و ذلك عن طــريق صندوق التنمية و التشغيل ،كما تعمل
جهات أخرى على دعم هذا التجاه و منها صندوق المعونة الوطنية ،صنــدوق
الزكاة و صندوق الملكة عالية للعمل الجتماعي و التطوعي ،غير أن
إسهاماتها بقيت محدودة للحد من اتساع حجم ظاهرة البطالة في هذا البلد).(47
و في تونس فتم اعتماد برنامج عمل منذ سنة 1998خاص بتنفيذ عقود
تربط بين التدريب و التشغيـــل ،و استفـاد منه قرابة %60من ذوي التعليم
المتوسط و %38من ذوي التعليم العالي.و في نفس السياق اعتمدت معظـم
دولا الخليج العربي على إعادة تنظيم توظيف الوطنيين بجهود نشطة ،و وضع
إجـراءات لتحفيز القطاع الخاص على تشغيل المواطنين بدل من الجانب ،و
التي تقدر الحصائيات عددهم بحوالي 9مليون عامل).(48
في الجزائر فقد اتخذت الدولة عديدا من الجراءات للتخفيف من
ضغوط سوق العمل) ،(49و التي تجسدت من خللا البرامج الخاصة بتشغيل
الشباب التي ورثت عن نظام سابق له يسمى الدماج المهني لسنة 1990و
الهـدف منــه هو توفير منصب مؤقت للشاب العاطل و هذا لتخفيف ضغوط
سوق العمل ،تقليص البطالـة ،تخص الشبـــاب العاطـل و مساهمة الجماعات
المحلية في خلق الوظائف .وكانت هذه الترتيبات ترمي إلى مساعدة الشباب
البطالين في اكتساب خبرة مهنية خللا مدة تتراوح من بين 3إلى 12شهر ،ثم
تتولى الجماعات المحلية توظيف هؤلء الشباب على أن تتلقى المعونة المالية
من الصندوق الخاص بالمساعدة على تشغيل الشباب منذ سنة 1996ثم
الصندوق الوطني لدعم تشغيل الشبـاب .إضافة للصندوق الوطني للتأمين على
البطالة الذي أنشأ سنة 1994وهدفه حماية العمـالا المسرحين لسباب
اقتصادية خللا فترة مؤقتة قدرها ثلث سنوات ،ناهيك عن اعتماد فكرة خلق
المؤسسات المتوسطة و الصغيرة التي وضعـت خصيصا لدعم فئة الشباب
الراغبين في إنشاء مؤسسات ،وكذا العمالا الذين تعرضوا لتسريح لسباب
19
اقتصادية ووضـع عمليا سنة ،1997و يموله الصندوق الوطني لدعم تشغيل
الشباب ،وتسيره الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب ،وخللا سنة 2003تم
توظيف 538ألف عامل وتم إنشاء حوالي 190ألف مؤسسة مصغرة ،وتساهم
بـ % 7في القيمة المضافة.
كما تبنت الجزائر برنامجا خاصا بالتشغيل سنة 1998سمي بعقود ما
قبل التشغيل و الذي وجه لحاملين الشهادات الجامعية والتقنيين السامين)،(50
وكذا طالبي العمل بدون خبرة مهنية والذين يطلبون العمل لولا مرة ،ويتلقى
المستفيد من هذا البرنامج خللا فترة 12شهرا مقابل من طرف الدولة قدرا
بداية بـ 6آلف دينار ثم عدلا إلى 8آلف دينار جزائري فيما بعد بالنسبة
لخرجي الجامعات أما التقنيين السامين فيتقاضوا مبلغ قدر 4500دينار
ويستفيدون من التغطية الجتماعية .و رغم أهميته إل أن الشباب يعرف
صعوبات كبيرة في سبيل الحصولا على هذا النوع من العقود وإن حصل على
هذا العقد فإن هناك صعوبات في توظيفه بعد انتهاء العقد بصفة دائمة .إن
الجراءات المتخذة لتخفيف ضغوط سوق العمل في الجزائر تدخل في إطار
اجتماعي تضامني من خللا منحة الشغل هذه والتي رغم أهميتها مقارنة
بالظروف التي عرفتهــا الجزائر المتسمة بطابع غير متوازأن من حيث غلق
المؤسسات وتسريح العمالا إل أنها في عمومها ظهرت عاجزة وغير دائمة
إضافة إلى أن الدولة أنفقت عليها مبالغ طائلة في الوقت الذي ما تزالا فيه
البطالة تشكل تحدي اجتماعي كبير للقتصاد الجزائري .
1ـ 2ـ جهود منظمة العمل العربية للنهوض بالتشغيل و الحد من البطالة
20
المرتكزات السابقة أولوية متقدمة في اهتمامات و انجازأات و نشاطات المنظمة
و ذلك لجل المساهمة في الحد من تفاقم معـدلت البطالـة
و تطوير أساليب التشغيل و تنقل العمالة بين البلدان العربية .باعتبار أن
الموضوعات المتعلقة بتنمية الموارد بجميع أشكالها يمثل رافدا لقضايا التشغيل
و مساعدا مهما في ردم الفجوة بين الختللت الناشئة نتيجة وجود فوارق بين
مخرجــات التعليم و التكوين المهني من جانب و احتياجات سوق العمل من
جانب آخر.
بدأت اهتمامات منظمة العمل العربية بوضع استراتيجيه عربية لتنمية
القوى العاملة) (51في وقت مبكر حيث كانت ضمن بنود جدولا أعمالا الدورة
الرابعة لمؤتمر العمل العربي )طرابلس ، ( 1975ثم جاءت كاستجابة مباشرة
لستراتيجية العمل القتصادي العربي المشترك ) قمة عمان ( 1980فناقش
مؤتمر العمل العربي موضوع إستراتيجية تنمية القوى العاملة على مدى ثلثة
دورات وصول إلى إقرارها في دورته الثالثة عشرة ) بغداد (44 ).( 1985
ومع تفاقم مشاكل البطالة في الوطن العربي تزايدت عناية مؤتمر العمل
العربي بالقضايا المتعلقة بالتشغيل) ،(45حيث تم إقرار الستراتيجية العربية
للتشغيل في الدورة العشرين لمؤتمر العمل العربي ) عمان . ( 1993تواصلت
عناية منظمة العمل العربية بقضايا تنمية القوى العاملة العربية والتشغيل ،وذلك
من خللا إدراج موضـوع " تنمية المـوارد البشرية في مواجهة البطالة "
ضمن بنود جدولا أعمالا الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر العمل العـــربي
) القاهرة ( 1999لتخاذ ما يراه مناسبا في هذا الشأن .و قد نتج عن دراسة
اللجنة الفنية التي تم تشكيلها من بين أعضاء المؤتمر العام للبند التاسع من
جدولا أعماله تحت عنوان " تنمية الموارد البشرية في مواجهة البطالة "
التوصــل إلى إصدار العديد من التوصيات بخصوص تنمية الموارد البشرية
العربية.
تم إعداد مشروع الستراتيجية العربية لتنمية القوى العاملة والتشغيل من
خللا الخطوات التي اتخذها مكتب العمل العربي عبر عدة جولت ماراطونية )
،(52بدءا بأعمالا الدورة الثامنـة و العشرين لسنة 2001و انتهاء بالدورة
الثلثين لمؤتمر العمل العربي بتونس سنة 2003والذي تم فيه إقرار
الستراتيجية العربية لتنمية القوى العاملة و التشغيل واعتبارها إلزامية لمنظمة
العمل العربية في إطار خطط وبرامج عملها المستقبلية ،وعدت بمثابة قاعدة
استرشادية مشتركة لخطط التنمية القطرية في المجالا الجتماعي خاصة و
مرجعا رئيسيا للجهود غير الرسمية والثنائية وشبه الجماعية في المجالا
الجتماعي .و عموما فقد تم التركيز من خللا الستراتيجية العربية لتنمية
القوى العاملة والتشغيل على ضرورة وأهمية تحقيق التوازأن بين مخرجات
التعليم الفني والتدريب المهني ومتطلبات واحتياجات سوق العمل.
21
2ـ المقترحاات المقدمة لحل مشكلة البطالة في الوطن العربي
تعد البطالة بمثابة قنبلة موقوتة تهدد الستقرار في العالم العربي ،و أيا
كانت التجارب العربية للتصدي لها فإن المطلوب هو وضع إستراتيجية وطنية
و عربية شاملة آخذة بعين العتبار الجراءين التاليين:
-إجراءات الجل القصير و المتوسط ،
-إجراءات الجل الطويل.
22
-تبني فكرة المشروعات الصغيرة و المتوسطة التي تعتبر أحد أبرزأ الليات
الجيدة لمواجهة مشاكل البطالة في الوطن العربي من خللا ما توفره من فرص
عمل جديدة للشباب ،وتعتبر ملئمة جدا لظروف الدولا العربيــة وذلك لعدة
اعتبارات أبرزأها زأيادة معدلت نمو السكان وبالتالي حجم القوى العاملة
وانتشار البطالة وبمعدلت متزايدة وخاصة بين الخريجين الجدد؛
-الربط بين أساليب ومناهج وسياسات التعليم والتدريب المهني ومتطلبات
أسواق العمل وتقليل الفجوة بين مختلـف مكونات هذه العناصر وذلك تماشيا ا مع
قضايا الساعة المطروحة حولا التصدي لمشكلت البطالة؛
-ربط شبكات معلومات التشغيل والتعليم والتدريب طبقا ا لمستويات المهارة
المحددة لرفع معدلت الستفــادة من القوى العاملة العربية والعمل على
استقرارها داخل الوطن العربي.
يقصد بالجل الطويل ذلك المدى الزمني الذي يسمح بحدوث تغيرات
هيكلية في الظاهرة محل الدراسة ،وعليـه فإن اقتلع جذور البطالة بالدولا
العربية على المد الطويل ،سيتوقف على قدرة هذه الدولا على خلق البيئة أو
القواعد التي ستسمح بتوفير فرص إنتاجية متزايدة للتوظف تتناسب مع
أعداد الذين سيدخلون سنويا لسواق العمل العربية ولن يتحقق ذلك إل من
خللا إستراتيجية للنمو و العمالة ،ومهما يكن من أمر فإن هذه الستراتيجية
يجب أن تتضمن تحقيق المساعي التالية :
-تحسين الداء القتصادي العربي و تحسين مناخ الستثمار في الدولا
العربية ،و إزأالة كافة القيود التنظيمية و القانونية التي تحولا دون اجتذاب
الموالا العربية في الخارج ،و التي تقدر بحوالي 800مليار دولر
أمريكي ،و لشك أن عودة هذه الموالا للستثمار في الدولا العربية من
شانه المساهمة في كبح جماح مشكلة البطالة في هذه القتصاديات.
-زأيادة الستثمار بمعدلت تفوق المعدلت السابقة ،حتى تتمكن هذه الدولا
من تحقيق نمو يسمح لها بخلق فرص عمل تتناسب مع معدلا نمو العمالة
الجديدة الداخلة إلى سوق العمل واستيعاب نسبة من العاطلين إذا ما أرادت
الحد من تفاقم معدلت البطالة.
-معالجة تشوهات السواق في الدولا العربية ،لنه كثيرا ما تسيطر عليها
العناصر الحتكارية و الطفيلية التي تسيء إلى استخدام الموارد و توزأيعها
على المجالت المختلفة.
-ضرورة اعتماد و تنفيذ برامج عربية ملئمة للتنمية البشرية تنفذ على
المدى الطويل،يتسنى من خللها الرتقاء بمستويات التعليم و الصحة و
23
السكان و الرعاية الجتماعية ،حيث بات ذلك حتمية للرتقاء بمستويات
إنتاجية العمل النساني العربي ،و في ذات الوقت تمثل أحد المصادر
الرئيسية للنمو و التنمية في الوقت الراهن.
-تتوافر في الوطن العربي العديد من المقومات الساسية لقيام التكامل
القتصادي وإيجاد بنية ملئمة لعملية التنمية الشاملة .وفي الظروف
الراهنة فان النطلق من اعتبار الوطن العربي ككل إطارا عاما لتحرك
المقومات وفعلها هو ضروري عند التركيز على قضية التكامل ،وذلك لنه
يسمح بتكامل موارد ومعطيات القطار منفردة أو في مجموعات إقليمية
،وعملية التكامل تسهم في التخفيف من مشكلة البطالة في الدولا العربية،
وذلك إذا تكيف الطار السياسي والداري بالشكل الملئم ليفععل حركة
النتاج بين الدولا العربية.
-اعتماد قاعدة معلوماتية عربية للوظائف المطروحة و الباحثين عنها
لزأالة الغموض الذي يكتنف سوق العمل العربي ،و يجب هنا التنويه
بضرورة الستفادة من تجربة بعض الدولا الغربية في إنشاء بنوك قومية
للتوظيف توفر قاعدة معلومات ضخمة للوظائف الشاغرة في القطاعين
العام و الخاص.
خاتمـة :
24
الهوامش و المراجع
25
السنــة الثالثة ،العدد ،26جانفي .2006
-19أنظر في ذلك :تقارير المجلس الوطني القتصادي و الجتماعي )
.(C.N.E.S
-20رمزي زأكي ،مرجع سابق ،ص.144 :
-21التقرير القتصادي العربي الموحد لسنة .1996
United Nations، Report on the world social situation، -22
.1993، p: 17
-23أنظر :الكتاب الحصائي السادس ،منظمة العمل العربي.2003 ،
-24أنظر :التقرير القتصادي العربي الموحد لسنة .2004
-25أنظر :الندوة القومية حولا المواءمة بين سياسات التعليم و التدريب
المهني و التقني و متطلبات سوق العمل،
منظمة العمل العربية ،القاهرة 16-14 :جوان .2005
-26أنظر :التقرير القتصادي العربي الموحد لسنة .2003
-27أنظر :التقرير القتصادي العربي الموحد لسنة .2004
-28أنظر :التقرير القتصادي العربي الموحد لسنة .2003
– 29نفس المرجع السابق.
-30أحمد عبد الرحمان احمد ،مرجع سابق ،ص.28 :
-31نفس المرجع السابق ،ص .30 :
-32محمد سعيد نابلسي ،المنعكسات السلبية للمتغيرات الدولية على العمالة
في الوطن العربي ،مجلة البرلمان العــربي،
السنة الحادية و العشرون ،العدد ،27أكتوبر .2000
-33أنظر :تقرير التنمية البشرية ،البرنامج النمائي للمم المتحدة.1999 ،
-34محمد سعيد نابلسي ،مرجع سابق.
-35أنظر :الندوة القومية حــــولا المواءمة بين سياسات التعليم و التدريب و
سوق العمــل ،مرجع سابق.
-38 – 37 -36نفس المرجع السابق.
-39أنظر :التقرير القتصادي العربي الموحد لسنة .1999
-40أنظر في ذلك " :مقالة بعنوان :العولمة تزيد من أزأمة البطالة في
الوطن العربي" المنشورة بتاريخ 06جوان
2000نقل عن قدس برس على الموقع اللكتروني . :
www.IslamOnline.net
-41أنظر :التقرير القتصادي العربي الموحد لسنوات ،1995
.1996،1997
26
– 42أنظر في ذلك " مقالة العولمة تزيد من أزأمة البطالة في الوطن
العربي" ،مرجع سابق.
-43ممدوح متروك سلم ،هجرة الدمغة العربية ،مجلة السويداء ،ماي
.2005
– 44محمد عبد ا البكر ،أثر البطالة في البناء الجتماعي ،مجلة العلوم
الجتماعية ،جامعة الكويت ،المجلد ،32
العـدد .2004 ،2
ا
– 45أنظر في ذلك مثل :جريدة الرياض ،العدد 10751الصادر في يوم
الحد 30رجب ،1418السعودية.
-46-47-48نقل عن مقالة لحمد الليثي بعنوان "البطالة في العالم العربي ..
أسبــــاب وتحديات"
27بتاريخ مارس 2005على الموقع اللكتروني jobs-
gate.com.www
-49أنظر في ذلك :
: C.N.E.Sالتقرير السنوي ،1997رأي حولا مشروع مخطط الوطني
لمكافحة البطالة الجزائر ،جويلية .9819
: C.N.E.Sالنعكاسات القتصادية والجتماعية لبرنامج التعديل الهيكلي،
الجزائر ،نوفمبر .1998
:مشروع التقرير الوطني حولا التنمية البشرية ،الجزائر C.N.E.S
.1998
: O.N.Sالجزائر بالرقام سنة 1998نتائج .1996
-50-51أنظر :الندوة القومية حولا المواءمة بين سياسات التعليم و التدريب
المهني ،مرجع سابق.
27